-٢-

מ

.

طبقا لقوانني امللكية الفكريةא אא

א .אא

א א أو عـرب االنرتنـت(א اى أو املدجمــة األقــراص أو مكتبــات االلكرتونيــةلل

א )أخرىوسيلة אא.

.א א

-٣-

...........................................................- ٣ -

- ٥ -........................................................اإلهداء - ٦ -.........................................)() الوقت ليس بوقتنا( - ٨ -.............................................)األسئلة العطشى(

- ١١ -........................................................مطر - ١٣ -......................................)على األنقاض وردتنا( - ١٧ -.............................................)طيور األسئلة( - ١٨ -............................................)عيناك والجنون( - ٢٠ -...............................................)نهر الذكرى( - ٢٢ -............................................)حب في الظالم( - ٢٤ -.............................................)ساعة الرحيل(

- ٢٦ -......................................شفتاك في زمن السعار - ٢٧ -..................................................)ولم يمت( - ٣٠ -.....................................................)عيناك( - ٣٢ -........................................)أنا وأنت المخطئان( - ٣٤ -....................................)رؤى من ذكرى العشق( - ٣٧ -...........................................)إلى أميرة القمر( - ٣٩ -.....................................................)نظرة( - ٤١ -.....................................)() شمسان من فردوس( - ٤٣ -......................................)التي سافرت في دمي(

-٤-

- ٤٥ -.....................................................)أحبك( - ٤٧ -.....................................)حين يسود القبح العالم( - ٤٩ -................................)الموت على سواحل الجنون( - ٥١ -.................................)في فيض الملكوت األزرق( - ٥٢ -........................................)العاشق الذي مضى( - ٥٥ -.........................................)ربما تعلمين.. غدا( - ٥٧ -..........................................)موعد في الظالم( - ٦٠ -.....................................................)البعث( - ٦٣ -...................................................)النهايات(

- ٦٦ -......................................................الموت - ٧٠ -............................................)الموت والمدينة( - ٧٣ -....................................................)المدينة(

- ٧٧ -.......................................................سدوم

-٥-

.... .... اإلهداءاإلهداء "... أمي"إلى

. دفقة الضوء الوحيدة في عمر ملؤه الظالم

حمزة قناوي٢٠٠١/ ١/ ١٣

-٦-

))١١(() ) الوقت ليس بوقتناالوقت ليس بوقتنا((

لقافتحي المنغ الحزن في القلب الذيبكرت طيور

ما زال يرنو لألفق التعقل علنايودع

نحيا الجنون فننعتق تمضي رياح الحب بين عيوننا

لنعيش أزمنة األرق ثوري إذن

ال وقت لألحالم في هذا الجنون الصحو في هذا الشبق

البحر صار أمامنا والحزن يركض خلفنا أين المفر من الغرق؟ هي لحظة سنكونها

العـدد " سـطور " ـ مجلة ٩٨العدد العاشر أكتوبر " مجلة إبداع" )١(

. ٩٨الثاني والعشرين سبتمبر

-٧-

كلمح برق قد برق.. كونأو ال ن الوقت ليس بوقتنا حلم البراءة ينتهي

والفجر خانك وافترق لكنك

ما زلت في عيني بدءا للمسافة والطرق

-٨-

) ) األسئلة العطشىاألسئلة العطشى(( يسألني قلبي حين أهيم وحين اللوعة بي تشتد

عن حبك حين يصير محاال يركض في ساحات الغد عن فردوس في عينيك

بعديبعد عنا كل ال تنهمر األسئلة العطشى

.. لكني !ال ألقى الرد يا سيدتي

يا أروع حلم في عمري يا أجمل وعد.. وسنيني

أعرف أني لست وحيدا من يهواك وأن هناك ألوفا غيري تنظر إطاللة أو رد

أعرف أني ال أملك من هذا العالم

-٩-

شيئا غير عميق الود أني لو ملكت الدنيا

م الكون إليككنت سأرسل كل نجو أصنع عقدا من أقمار

وأضيء على الجيد العقد كنت سأخبر كل الدنيا عن أسرار العشق األول

.. إن يجتاح البوح كياني أتغنى بفيوض الوجد...

.. كنت سأجرؤ أن أقتحم األلق الساكن فوق شفاهك

حتى أنهل هذا الشهد .. لكن حلمي الرائع حين أراكىيهو

ونكحين تثور بحار عي .. يغرق مني وبين المد.. بين الجزر

حين أعود وحيدا رغمي مكسورا من هول الصد

-١٠-

كي تذبل في القلب ورودي .يا سيدة الورد.. حزنا

حتى تمضي بي أيامي تسقط كل مالمح وجهك

وبين السهد.. بين الحزن حلم غدي لحظتهاىألق

.. يذوى )١(قبل مجيء الغد

.. مجلة العربي الكويتيـة " ـ ٩٩ أبريل ٢٩العدد " سطور"مجلة " )١(

". ٢٠٠٠ أبريل ٤٩٧العدد

-١١-

مطرمطر الغيم يهطل

تهب عاتية شديدهوالرياح وأنا أفتش في الشوارع عن بدايات القصيده..................

الشعر فارقني وغادر عالمي وحبيبتي البيضاء قد رحلت وحيده

كان المساء لقاءنا نا الزرقاء تجمعناؤوسما

فكيف تصير أبعد من بعيده؟ أو كيف أمضي اآلن مرتجفا هنا

عيني على شباك غرفتها ي مالمحهاوفي رأس

ونظرتها الشريده البرد يعصف خطوتي

ولفافتي انطفأت

-١٢-

وفي األعماق أفكار عديده مصباح غرفتها يثير هواجسي

أترى تفكر في أم راحت تفض رسائلي شوقا عسى الكلمات تحملها إلى ذكرى سعيده

ما زلت مرتعشا أسائل طيفها حتى انطفأ المصباح

كي أمضي بأحزان جديده....................

الغيم يهطل والرياح تهب عاتية شديده وأنا أفتش في الشوارع !عن بدايات القصيده

-١٣-

))على األنقاض وردتناعلى األنقاض وردتنا(( على األنقاض وردتنا وبوح شفاهنا قد غاب

وال نجوى.. ال همس ألنقاض وردتناعلى الموح

دونما مأوى................

أرى الذكرى تطل اآلن من عينيك

كرى اللمسة األولىذ وىشوأول قبلة ن

ويوم لقاءنا الثاني وعيناك المسافرتان في عيني

تمنح روحي الزهوا"كأحب!"..

قلتها همسا

-١٤-

سميتفتب

هك النوريويطرق وج

ىفي صمت الذي يهو

..ولحظتها

شهدنا في توحدنا

تفتح زهرتين معا

وكان ربيع

وداخلنا

بساتين من األزهار

ىكم تشتاق أن ترو

"كأحب"

!يا لروعتها

وقد راحت على شفتيك

اتمأل عالمي شدو

-١٥-

وفاض البوح ليلتها

كأي اثنين قد عشقا

كالنا كان مشتاقا

على الكتمان ال يقوى

ومر ربيع إثر ربيع

ىكان غرامنا يذو

ه صدقاونحن نرو

.. وإخالصا

بال جدوى

... وأطرقت

".. وداع"لت قو

وردت دمعة مني

" وداع"تقول

تفارقنا

-١٦-

ألن الحب أصبح في

زمان الزيف

ىال يسو

.............

على األنقاض وردتنا

ا قد غابوبوح شفاه

مسوال نجوى.. ال ه

..ألنقاض وردتناعلى ا

لموح..

دونما مأوى

-١٧-

))طيور األسئلةطيور األسئلة(( ...حيثما وجهت قلبي ألتقيك

مرفئا للعشق في بحر الوله يك غمامةأو ألتق

تمطر على عيني إن رأت السماء وساءلتها عن مصير تهجدي واألمنيات المرسله ويلوح طيفك بالمدى

فيهزني نهرا من عبير.. ويفيض

فوق أرضي القاحلة !من أنت

ملكت بحار القلب جزت سواحله؟

ل مواكب من نور تشعل دهشتيثتأتين م !ر األسئلة؟لم نحو عينيك تغادرني طيو

-١٨-

))عيناك والجنونعيناك والجنون(( وتسألينني وما نهاية الطريق؟ وذلك البهاء في عيونك الفساح يمطر الفؤاد باألسى وبالشجون

..!وتسألينني ما آخر الجنون ووجهك الذي يهيئ الضياء للصباح

ويمنح الشروق وجهته يحيط التساؤل العميق والظنون كأنما ال تلمحين كلما نظرت لي

االنكسار ترتمي بمقلتي في سكونظالل كأنما ال تعرفين

بأن قلبك الذي تحيطه الحصون !أذاقني المنون

أكان يا ترى ابتسامك الرقيق لي نهاية تلوح في األفق؟

أكان وجهك الذي يضيئه المرح وتركض المباهج العذاب فيه والفتون

-١٩-

!نهاية للحلم والجنون أكان ذلك البريق في عينيك

ة من الربيع والنضارنفح وأنت تبسمين في مواكب البهاء للورود واألزهار

فتنبت البراعم الخضراء في الغصون أكان شعلة أم ومضة خئون؟

...تطل في بهائها الألالء عالما مراوغا من األلق يحيطه التكابر الذي

!يذر االنبهار في توله العيون لو تدركين لحظة تعاستي

لو تشعرين بي سألتني عما يطل خلف دورة الفصول في انتظارنا لما

!وما الذي يكون ).٢٠٠٠شتاء ـ (

-٢٠-

))نهر الذكرىنهر الذكرى(( ... كل مساء

.. أجلس كي أنتظرك يغمر روحي نهر الذكرى وأنا أذكر بسمتك العذراء

حين تضيء دروب العالم في عيني وتمنح قلبي ألفي حلم كاألنسام

..حين فقدتك .ألحالمماتت في قلبي ا

صار شتاء يعصر هذا القلب بدونك

.. وأنا أجلس كي أنتظر مجيئك !لكن ال تأتين

تصمت كل معازف روحي تخفت في نفسي األنغام

أشعر أن العالم أصبح حقل سواد أن حقيقة حبي األوحد

-٢١-

صارت وهما كاألوهام .. رغم يقيني

أن جذور هواك اليانع موغلة في قلبي العاشق

.. هذا العالممنذ مجيئي منذ بدايات األيام

واألعوام بعمري تنبت بين يديك الحانيتين ربيعا أخضر

حتى كان رحيلك عني ذات مساء فارتحلت أحالمي حزنا وذوت في القلب األعوام

-٢٢-

) ) حب في الظالمحب في الظالم(( ؟"أين هي"يسألني قلبي

في همس تسكنه اللهفه فاهدأ يا قلبي .. خطوات شرفهوتلوح ال.. خطوات

.................... فنهارا حين تفارقنا

لم تلمح عيناك شرودا لم تلمح طيفه.. في عيني ورحلت" وداعا"وهمست

والوجه الباسم مرفوع ما فكر أن ينظر خلفه

ومضيت لقصرك سيدتي !ووحيدا سرت إلى الغرفة الخطوة ال تعرف دربا

والقلب الموحش يبدو لي فارق عزفهقيثارا قد

-٢٣-

تهمس لي نفسي في حزن ..لو تعرف ما يحمل قلبي"

لو تحمل لي حتى نصفهما قالت حين طلبت لقاء...

"!دعها للصدفه"منها .. ما كانت تغتصب البسمة إن لحت وتصطنع األلفه

.. ويظل الوسواس القاتل يسخر من قلبي.." ما كانت .. يلعنه

ال يرحم ضعفه أشباح الوحدة من حولي

كي أمضي.. تعبس في وجهي .. مكتئبا..

عن ليل الغرفه...............

؟ "أين هي"يسألني قلبي في همس تسكنه اللهفه

فاهدأ يا قلبي.. خطوات ... خطوات

! وتلوح الشرفه

-٢٤-

))ساعة الرحيلساعة الرحيل(( هذا دمي الذي سفكته يسيل

يسيل فوق ذلك التراب يكتب اسمك الجميل

المدىومقلتاك تشردان في وتعلنان ساعة الرحيل

....................... سترحلين بعد لحظتين

وتتركين خلف خطوك الوئيد دربنا الطويل وتتركينني

أنا الذي وهبتك النجوم والقمر مضيع السبيلممزقا

أهيم بالجنون حين تبعدين أضيع في مفارق الدروب تائها بال دليل

تمهلي أميرتي بمقلتيكأود لو أطلت نظرة الوداع يا

رغم وقتك القليل

-٢٥-

ففيهماشهدت روعة الشروق عندما أطلتا على ظـالم عمـري

البعيد وها أنا في لحظة الوداع أشهد األصيل

فتغرق الدموع مقلتي عندما أودع الزهور في عينيك والنخيل

وأنت تبسمين ك الجميلئترفلين في بها

وتسخرين من جنون عاشق هزيل ..أرادك

أراد قلبك الذي من سالف العصور ال يميل

........................ هذا دمي الذي سفكته يسيل

يسيل فوق ذلك التراب يكتب اسمك الجميل

ومقلتاك تشردان في المدى وتعلنان ساعة الرحيل

-٢٦-

شفتاك في زمن السعارشفتاك في زمن السعار .. شفتاك فاكهتان من جمر الجحيم

تا عشقا وأمعنتا الفرارقد فر ..هربا إلى قلبي المسافر في النهار

هربا إلى عشقي المقيم شفتاك آمنتان في زمن السعار

تتألقان نضارة تزدان في زمن سقيم

فتطل بينهما الخياالت الشفيفة والرؤى شفتاك معجزة من الزمن القديم ..بعثت إلى قلبي لتمنحه األمان

..قمرا أطل من السديم النجوممددت يدي فنلت به.. وعدا

شفتاك نرجستان لفهما األريج كالحلم طالعتان في قلبي اليتيم

..كي تمنحاه العمر دفئا واخضرار !حتى يهيم

.. شفتاك في الصحو المقيم تتحديان الجدب في زمن عقيم

-٢٧-

))ولم يمتولم يمت(( ويدعون أنه انتهى

..وأنه على سواحل العيون قد غرق

ومات بعدما ح يختنقرأى الغرام في عيونك الفسا فمنذ ذلك المساء قد مضى وما رآه عابر على الطرق

فصاحبي الذي أحبك رآك غاية المنى

جبينك النهار ـ قال لي ـ ومقلتاك كانتا األفق

وكان عاشقا يسامر الهموم إن تركته

ويصحب الدموع في المساء واألرق وإن رأى ابتسامة رقيقة بثغرك البهيج

لضياء قد برقووجهك الجميل با

-٢٨-

أراه غاب في المدى أراه نحو أبعد النجوم ينطلق

باألمس جاءك يود أن يبوح بالهوى

فطال صمته وفي التماع مقلتيه حبه نطق

لكن نظرة رمقته بهالتها الغرور في تكابرحم

أتت على غرامه فراح يحترق ..من يومها

بأنه انتهىييدع.. يدور ذلك الحديث ..ت ليلة بهاومات ذا

مضى غرامك النبيل عنه وافترق.. ويدعون انه انتهى

وما انتهى لكن قلبه الذي

من أجل قلبك الخئون يا بليدة الشعور قد خفق أصابه األسى

-٢٩-

فغاب طيفه الحزين دامعا .. ولم يمت وإنما

ه الجميلئمضى إلى السماء في بها .وانعتق

-٣٠-

))عيناكعيناك(( عيناك عالمان من خيال

فيهما نهارالليل والقبح فيهما جمال

الخلق واإلبداع ألغيا المحال وأنشئا عالقة التآلف البديع

تآلف الهجير والندى تآلف الضياء والظالل

شمسان تسطعان في جالل.. ضياهما عيناك عالمان أزرقان

تباهت البحار فيهما بأجمل الآلل الغيم في سماهما يوشوش الجبال

ربىويؤنس النسيم وحشة ال ويصحب الوديان في المساء والتالل

عيناك قلعتان للهوى قد ردتا الجيوش دونما قتال

.. تحاربان في سكون

-٣١-

تصمدان في استبسال الوعد فيهما يظل رغبة

بعيدة المنال اتعيناك آيتان جاء

تبشران أرضنا بعالم جديد الفرح فيه غير منته

..والحسن فيه لغ الكمالبي

عيناك في جالل يران عالما خال من الجمالتغ

-٣٢-

))أنا وأنت المخطئانأنا وأنت المخطئان(( !دعيه ها هنا يلوذ بالختام

.. فحبنا انتهى من أول الطريق من بدء لحظة الغرام

..ولم يكن ما بيننا ما بين أي عاشقين عاهدا السالم

.. لكنهكأنه العداء سافر..

!كأنه الخصام .. إن نلتقي

.. ميظل يلهث اللقاء في دوائر المال وحينما تجيء لحظة الفراق

يسير كل واحد بدربه وتسرع األقدام

!كهاربين تحت هدأة المساء والظالم ..كخائفين من هواهما

..إن تلتقي العيون في التفاتة

-٣٣-

تطل من بريقها المخادع السهام ..دعيه ها هنا دعيه لأليام

فربما التقى بظلها .. ما لم يجده بيننا

.. راح لألبدوربما است ..من هذه الخديعة الحمقاء في العيون

ونغمة الرياء في متاهة الكالم ..دعيه حبنا .. فذا مصيره

.. لكنني أراه في سكونه األخير تشير نظرتاه لي ولك بأبشع اتهام

-٣٤-

))رؤى من ذكرى العشقرؤى من ذكرى العشق(( أحيانا ترجع لي الذكرى تلمسني مثل ضياء الفجر

و العمرذكرى آمال قد نسجت في صح من لحظة بدء غناء النهر

.. وابتسما.. الثنين ائتلفا لعناق الزهر

.................. كم تقسو الذكرى إن رجعت

.. بمالمح من ذات مساء . أخجلت البدر

.. والضحكة تهدر من حولي وأريج العطر

..وأنا أتحرر من وعيي إذ أنهل من شفتيها الخمر تتكشف لي أسرار الكون

.. د لألفق األعلىفأصع

-٣٥-

.. أتسرمد !ال يهلكني الدهر

توقظ في قلبي أزمنة أزمنة ال يعرفها الناس...

وال يوقظها حتى السحر وأغادر عالم عينيها ..وسفائن روحي تائهة

تبحث عن بر حتى تلقاه على يدهاسوا برا ذهبيوعد

!فتمر.. سهل .. لكنا يا حبي األوحد

د صادفنييا أحلى وعرفي زمن م ..

.. لم ندرك يوما أن العشقسراب ..

في أزمنة القهر

-٣٦-

.. أدركنا ذلك بعد فوات العمر

..فارتحلت أزهار العشاق .. رجف النهر

-٣٧-

))إلى أميرة القمرإلى أميرة القمر(( ترفقي وأنت تنظرين لي

فإنني أرى انعكاس فضة القمر في ماستين تنشرا ضياه

ترفقي ث يا أميرتيوإن بدئت في الحدي

تذكري بأنني أضيع في بنفسج العيون والشفاه

........................ ..عيناك جنتان

عيناك معبدان فيهما أنا .في كل ليلة أقابل اإلله

وحين تضحكان يشرق الصباح وترحل الطيور فوق زرقة المياه ناوأعرف الحياة حين تلتقي أكف

يدينأنا الذي ما قد عرفت قبل لمسة ال روعة الحياه

-٣٨-

وأبدأ الرحيل في عيونك الفساح لعالم من الرؤى أهيم في صفاءه أضيع في مداه

.. لذا ترفقي

وأنت تنظرين لي وللقمر ك البهيج لي ضياءئوتعكسين في بها

ترفقي وإن بدئت في الحديث يا أميرتي

تذكري بأنني .أضيع في بنفسج العيون والشفاه

-٣٩-

))نظرةنظرة(( .. له إنمالم تبسمي

صورت في الوجه العذاب .. أغلقت بابا خلف باب

.. وتركته يمضي وفي النفس اكتئاب يمضي لليل مدينة شوهاء في أرض خراب

باألمس جاءك باسما في رضا رغم الصعاب) تضحك(عيناه

. وهواك في عينيه ذاب وهواك في جنبيه أينع نبتة خضراء

..في الروح اليباب لم تبسمي حتى له لكنك

لم تمسحي عن وجهه المغبر ذرات التراب لم تفعلي ال، إنما

راحت عيونك في ارتياب .. تتأمل الوجه المعذب، رقة العينين

يديك خاب بين تتأمل الوجه الذي مسعاه

-٤٠-

لم تبسمي له إنما ..صورت في الوجه العذاب

.. أغلقت بابا خلف باب .. اكتئابوتركته يمضي وفي النفس

يمضي لليل مدينة شوهاء في أرض خراب

-٤١-

))١١(( ))شمسان من فردوسشمسان من فردوس(( .. ها الذهبيؤشمس يسافر ضو

يركض في عروقي .. أم يا ترى عينان راوغتا شروقي

.. بهما النهارىرتماحتى التألأل في طريقييرم

عيناك أم فجر ينادي حلمي المنسي من زمن سحيق أطل من السديمأم يا ترى قمر

وبعثر ضوءه فرحا على حزني العميق أفق ترامى زرقة ليضيعني

أم أنه بحر تهادى موجه الفضي رفقا بالغريق؟

عيناك طالعتان في كوني الملبد بالعواصف والغيوم صفوا يقاتل خلف أضواء البروق

وعدا تذوبه األماني الباسمات على طريقي

. ٢٠٠٠ أكتوبر ١٨ النهار العدد جريدة )١(

-٤٢-

لمسافة في فضاءات السؤال إذا بدا وأنا تبعثرني ا :برقا يلوح في عيونك مثل وهج من حريق

هل تستطيع غمائم البوح الرقيق .. وقدىأن تحيي الزهر الذي يذو

حقت براعمه وجف من الرحيق؟ س عيناك بل كونان من ألق أطال فارتمت

بمداهما األقمار عطشى للبريق ف الرؤىا قلبي بآالتوأضاء

حتى مضى لهما عساه يغيب في الصحو الطليق

)١٩٩٩شتاء (

-٤٣-

))التي سافرت في دميالتي سافرت في دمي(( الفتاة التي سافرت في دمي والتي وحدها خلقت عالمي علمتني الرحيل إلى مقلتيها فرحت أسافر في األنجم

ورحت ـ ككل المجانين عشقا ـ أذوب على طرفها الحالم

راهويخلبني الليل حين أ مترامى على شعرها الناع

...................... الفتاة التي سافرت في دمي

ثغرها الباسموالتي ضعت في والتي علمتني التقاء الربيع إذا طل من عطرها الفاغم

مضت كي تسافر نحو السماء والعالم... وغابت عن الحلم

أسائل عنها شعاع الشروق

-٤٤-

أسائل في ليلي المظلم .. العصافير.. ألت البحارس

.. حزن القصائد عقدا من الفل قد خلفته على معصمي

)ألتقيها(ولم ... فحرت أسافر في الحزن أرحل في فصله القاتم

............... الفتاة التي سافرت في دمي

..عانقت نكستي ..أعلنت .مأتمي

-٤٥-

))أحبكأحبك(( تمهلي

وأنت ترسلين ليلك الجميل لصبوحفوق وجهك ا

تمهلي فإنني أطير للسماء

حينما يطير شعرك الجموح..............

ما زلت تلمحينني وتبسمين حين تشعرين بي

متيما يخاف أن يبوح ك الجميل تجلسينشها أنت فوق عر

.. وها أنا مسافر بمقلتيك على نجمة تلوح

أو على زهرة رقيقة بشعرك الثري أريجها يفوح .. أحبك ن ترحلين يا أميرتيوحي

-٤٦-

ل البحار عنك والسماءئأسا وألتقي بصوتك الرقيق في غناء طائر صدوح

وحين نلتقي وحين تفتح ابتسامة بثغرك طريقا االنتصار والطموح

ينال باألنامل القمر.. أصير عاشقا وقلبه معلق بشعرك

.. يجيء تارة وتارة يروح

.. لذا تمهلي وأنت ترسلين ليلك الجميل

فوق وجهك الصبوح تمهلي

فإنني أطير للسماء حينما يطير شعرك الجموح

-٤٧-

))حين يسود القبح العالمحين يسود القبح العالم(( عفوا يا سيدتي لكن ..لن نتالقى هذي الليله لن نتالقى أية ليله

.فانسي موعدنا المسحور أصبح هذا الكون قبيحا

..حتى أني ال أبصر بظالم القبح شعاعي نور

كيف أجيء لموعد حب ..حين العالم في عيني بكاء جياع

. دمع أرامل ..حزن ثكالى ومساكين

وصرخة إنسان مقهور؟ .. كيف سأحمل لك أزهارا

.. كيف سأقطف من بين خرابات العالم !بضع زهور

..فأقدمها لك ممتنا

-٤٨-

.. ن اهللا أتى بي الدنيا كي ألقاكإ !المألى باألحالم" جنته"حلما في .. سيدتي لكنعفوا يا

.. لن نتالقى حتى يصبح هذا العالم شيئا آخر

!ال ماخور

-٤٩-

))لموت على سواحل الجنونلموت على سواحل الجنوناا(( عيناك لحظتا مكاشفه

تلوح فيهما الحقائق البعيدة المنال وتهرب الفصول والمشاهد المزيفه

صحوتان.. جميلتان رغم ألف عاصفة

تسافران طائران أزرقان في المدى رؤى المرفرفهوترجعان بالضياء وال

حلمان يسطعان في قتامة األشياء وكلمتان عذبتان

ان من شفهبتهر تحاصران قلبي اليتيم بالسؤال

هل يستطيع أن يروض البحار فيهما أم يا ترى يكون حتفه

؟ هعلى سواحل الجنون والمجازف عيناك أم سحابتان تعبران فوق جدبي المقيم

تمطران عالمي التعيس بالفرح

-٥٠-

طل في العيون جارفهت رغبات من وتأتيان صمتي الكئيب مثلما

ترنيمتان ترحالن في أثير الكون تهزجان بالغناء

ما هقد أطل في) أورفيوس(حتى لو أن ورق سمعه

مضى وقد تمزقت معازفه لكنني

أراهما من خلف حاجز من الدموع كوردتين تنزفان في العراء

تاريخ حزني الطويلنوتمنحا خائفه.. م األريجنسائ

..عيناك بل كونان من أسى

يكاشفان عالمي ويهربان فيصمت الحنين بيننا

ونرحل الفصول نازفه ٢٠٠٠شتاء ـ

-٥١-

))في فيض الملكوت األزرقفي فيض الملكوت األزرق(( يسـائلني األزرق .. عيناك

في بحر يصخب فيه الموج ..أم بحر تحت المـاء بـه

ــاء ــوءات زرق ــاك نب عين ومدى يمتـد بـال حـد ..

ــا ب ــدوأن ــائهما الممت فضــون ــا تتك ــأرى أطياف فــويال ــك ط ــل بعيني وأط فأرى أقمـارا مـن فـرح ــي ــة أحزان ــدد ظلم لتب

في زرقة عينيـك .. سيدتيــدعيني ــاني ف ــد أم يمت

في أي البحرين سـأغرق لكــي يســحبني لألعمــق ألمح أكوانـا لـم تخلـق؟

تطل على غدي المشـرق وسماء تسبح في المطلـق أسافر طيـرا قـد حلـق

رؤى من نـور تتخلـق و وأحـدق .. وأظل أحـدق

في ليـل شـجوني تتـألق وتهدهد وجداني المرهـق المألى بالضـوء المغـدق في فيض الملكوت األزرق

-٥٢-

))العاشق الذي مضىالعاشق الذي مضى(( إنه مضى.. ال تسأليني عنه

مضى عن الحياة في طريقك البعيد للردى .. مودعا غرامه الذي

رآه في عيونك الجميلة انقضى....................

فصاحبي الذي أتاك عاشقا طموحه الوحيد أن يرى بثغرك ابتسامة الرضا

رآك غاية المنى فراح ينسج النهار من جبينك

وراح يسبق الغدا مضى عن الجميع راضيا

وطار في سماء عشقك الجميل طائرا مغردا :يقول صاحبي

غرامك النبيل كان أفقه ومقلتاك كانتا المدى

لمان أزرقان ـ قال عنهما ـ وعا

-٥٣-

مسربالن باألثير والضياء والندى وحين تنظرين في تودد له وتمنحين قلبه المحب موعدا

يغيب في عوالم الفرح ينماحويستعد للقاء

تأتين في مواكب الندى أميرة لكي يرى من عالم الجنان مشهدا

وكان عاشقا يفديك بالدماء ـ قال لي ـ

ان يفتدىلو قلبك الصغير ك باألمس جاءني

يلف وجهه الشحوب ذاهال كأنه مسافر على الردى عرفت أن حلمه انتهى

في اللحظة التي بها قست عيونك الفساح في تكابر عليه

وحينما سحبت من يدي رفيقي اليدا فراح هائما

-٥٤-

يغيب في متاهة الجنون واألسى مفارقا مناه متعسا

الرقيق للصدىمسلما غناءه فإن مررت في مواكب الضياء ليلة بقبره

نهأتذكري ـ أيا بليدة الشعور ـ .. من أجل حبك

من أجل قلبك الذي تبلدا مضى عن الحياة راضيا

..لكي يعيش حبه ..الكي يظل عشقك الجميل خالد

-٥٥-

))ربما تعلمينربما تعلمين.. .. غداغدا(( أحبك جدا

فهل تعرفين؟ يوم اوهل قد لمحت بعيني

هواي الدفين؟ .. وأدركت سر ارتباكي إذا ما

.. أتيتك خوف التقاء العيون؟

........... ن ابتسامي رقيقإتقولين

حزين.. ويروون أني حزين فهم يعرفون معاناة كتمان

وصمتي لما تجهلين.. حبي ..ن مصير ورودي إليكأو

.هو الموت يا ربة الياسمين لكنني قد قنعت.. أحبك

من بعيد إذا مابحبي لك

-٥٦-

وال تأبهين.. ت أمامييمض قنعت ببسمة ثغر عبدت

ها في لقاء العيونؤتألل بوهم يصوره لي خيالي !إذا ما رأيتك لي تبسمين

فأمضي أحدث عنك البنفسج أنثر فوق الورود الحنين

واألفق حتى.. أناجيك في السحب والجنون.. يقولون هام بها افأهمس سر.. ويرقون صمتي

.. غدا ربما" !"تعلمين.. ربما ٩٩ يناير ٢٩القاهرة ( العاشرة مساء(

-٥٧-

))موعد في الظالمموعد في الظالم(( عيناك تسأالن مقلتي موعدا

..وذلك الرجاء فيهما !يطل خائفا مهددا

إلى األبد) سنفترق(كأننا كأننا

!الن نلتقي غد...........

لو تعلمين أنني ا بال أملأجيء للقاء دائم!

..في أن يحرك التقاؤنا بداخلي الشعور باألمان !يهز ماء روحي الراكدا ..يعيدني إلى الحياة بعدما

أصبحت في سجون وحدتي !اوحزني الكئيب مبعد

لكنت تفهمين سر صمتي الطويل ..ووجهي الذي قد ودع ابتسامه

-٥٨-

!اوظل جامد..................

كئترى إلى لقالم أسير في الزحام يا ا؟دمرتع.. مرددا

.. لم أرى الذين ينظرون لي على الطريق كأنهم قد أضمروا العداء لي

.. كأنهم !ايشيعون بالعيون ملحد

.............. غدا سنلتقي في هدأة الظالم والسكون

بهذه المدينة التي قد ضاع حلمنا بها سدى ..وعمرنا في سحقها لنا

!تبددا تقي ككل مرة مضتسنل

..لقاء متعسين عاجزين عن تبادل ابتسامة

-٥٩-

!والخوف في العيون بالغ نهاية المدى..................

.. ال تقلقي !سنلتقي غدا

)٩٩ أكتوبر ١٢(

-٦٠-

))البعثالبعث(( ا أجيء راجعا إليكنها أ

!ناهضا من الركام بعثت من سكوني الطويل

مرقدي !أللتقيك خلف دورة الفصول واألعوام

مالمحي شجن وبسمتي لثام

ك ترصدان وجهي القديميلكن مقلت ..تكشفان زيف االبتسام

تستقبالن نظرتي بذات االتهام رثان قلبي الكمدووت

فسامحيني !"كان حبنا حرام"

................ لكم حملت حبنا

في قلبي الوفي أمال

-٦١-

نسامأحطته بالضوء واأل لكنني أضعته في ليلة

فقدت في ظالمها مالمحي وضاع من صوتي وقاره

وحكمة الكالم بذاك االرتياع" ينادني"سمعته

..لكنني مضيت غير آبه بوجهي القناع .. كأنني ال أعرفه

كأنني لم ألقه على الطريق منذ لحظتين تدوسه سنابك اإلذالل

!واألقدام...................

ترى !هل ألتقي لديك وجهي القديم

هل ترحمينني من ذلك المسخ الذي قد صرته ...من شبحي الذي يزورني

!ال يرحم ارتعادي المذل في الظالم

-٦٢-

وإن فعلت يا ترىنذا يعيد للحياة م نذوىم !

! إثر عامامن زاره الموات عام... )١٩٩٩شتاء (

-٦٣-

) ) النهاياتالنهايات(( !"مإلى أبي لحظة االصطدا"

دالنهايات ضائعة في أثير األب! دال تقاس بعمر وليست تح.

دالشهور زب دوالفصول زب دبوالسنين ز

والحياة سراب !وبعداه ثم مخاض ولحد

............... حين عاد الصباح

مضى كي يفتش في األرض عن بسمة للصغار

ديفتش عما يقيم األو اتهاالعيون تداري انكسار

..في السماء التي !خالها تبتعد

-٦٤-

ـ يبهالسماء التي ظل يرسل دعواته ـ كي تج(دفظلت تر (!

العيون تسافر نحو السماء .. تسافر ت

س ا ف ر

!)حتى شرد( حين صاح النفير

استدار فلم يجد الوقت للبعد ..لم يجد الوقت إال

!لكي يرتعد لحظة وانكفأ ..م الذيواحتواه الزحا

!ال أحد

-٦٥-

وسءحلق الموت فوق الر ..ثم غاب ليترك أسئلة ..ال يجيب على خوفها !غير صمت الجسد

.......... دالشهور زب

دوالفصول زب دوالسنين زب

رابوالحياة س اهعدوب..

مخاض ثم.. ولحد! )١٩٩٩/ ٢/ ٢٦ا الواحدة صباح(

-٦٦-

الموتالموت .. ارهالظالم يلملم أست

..يترك الكون للصبح ..منسحبا

!كي يقوم بنشر أشعته الشاحبه :حين كان يتم تالوته كان يقرأ

ةإذا وقعت الواقع !ةليس لوقعتها كاذب !قالها وارتعش

..حين الحظ أن الشروق اختفىهوالمدى أغرب! .............. ..الطريق طويل

وال شيء يؤنس وحدته لباسمينه ائغير صورة أبنا .هوزوجته الطيب

ـ ! ـ زمجرت مركبه

-٦٧-

أسرع الخطو نحو الرصيف يداري عينيه

!عن عيني السائق الغاضبه .. البنايات تلقي الظالل عليه

.. فيبدو ضئيال !تحت انعكاساتها الكاذبة

كان يمشي بطيئا .. يرافقه ظله المنحني

وابتسام الرضا، وفي رأسه دارت الذكريات

عمره إن تذكرتطل على أيامه البكر في ذي الحياة ـ أماني الصبا ـ

!وانكسارات أحالمه الخائبه الطريق! راح يعبر نهر .. وفي لحظة

.. كان ملقى على األرضال شيء إال دماء.. ..وروح تفيض

-٦٨-

!وسيارة هاربه..............

انحنى واحد بين تلك الجموع .. يغطيه بالصحف

!ه فوق مالمحه المتعبهيسدل عيني . وسءحوم الصمت فوق الر

.. والعيون تحدق في مشهد الموت

تبحث عما يخفف من وطأة الرعب .. في الذكر

!والحكمة الغائبة..........

"ما الذي غيبه؟" تمتمت زوجه الشاحبه

سافر الخوف في عقلها .. ثم عاد

!بكل احتماالته المرعبه..................

-٦٩-

حين كان الظالم يحل مضت ـ في هدوء ـ

.. عن األرض روح وغابت كما غاب مشهد هذا الوجود

بتوديع شمس !تلم أشعتها الغاربه

"١٩٩٧/ سبتمبر/ ٣٠وفاة أبي "

-٧٠-

))الموت والمدينةالموت والمدينة(( الليل في مدينتي قد حل

ظالمها اكتمل !وكنت من دروبها الشوهاء عائدا

.. رداأسير في الظالم متعسا وشا !كسائر إلى نهاية األجل

.. ويكسر السكون والملل... .. ت حزنهاإن عادت المشاهد التي ألف

لفكري الشريد !افمشهد.. مشهدا

............... ..أبي الذي

!قد هده المرض لم يترك العمل

.. اوب يوما واحدءوما انتهى من سعيه الد ألنه يخاف أن يشل

! يموت مقعدايخاف أن

-٧١-

وحين راح يعبر الطريق مرة الح بارقا الموت في الطريق

!دىس.. وصار سعيه...................

.. عرفته في جلسة المقهى .. وكان كل ليلة يجيء حامال همومه

وحزنه المطل في العينين نهاية المدىابالغ

.. قاسمته الحديث والدخان !عرفت حلمه المراودا

كل ليلة أجيء النتظارهوصرت وحين غاب مرة ظللت جالسا

!ما جاء.. لكنه !وحينما خرجت للطريق في نهاية المساء كان يجثم الردى

......................... باألمس

قد حلمت أنني .. أموت في دروب هذه المدينة الشوهاء

-٧٢-

وال أجد في لجة الزحام من يمد لي يدا

دهداصحوت خائفا م ! . من هاجس ألح داخلي

الدروب سائرا/نزلت للمدينة فزعت من زحامها ـ دخانها ـ ترامها العتيق ـ

بينسيارتها ـ عبوس من يمر جا !)ماذا لو أن حلمي الثقيل جسدا؟(

..................... دكناء مسدالما زال ليل هذه المدينة ال

.. امبدد.. على دروبها ن تحاول الظهور دونما أملأشعة الشروق أ

..والموت في عيني ال يزال يستبين !افمشهد.. مشهدا )١٩٩٩/ ٨/ ١٤(

-٧٣-

) ) المدينةالمدينة(( .. أخاف هذه المدينة الشوهاء .. إن حط فوقها الظالم ممسيا !فأظلم الدروب والشوارعا

.. أخافها !أخاف وجهها المناور المخادعا

ـ ! أخشاهما معاومهرجانها من الزحام واألضواء ـ ..لكنني أسير في نهاية المطاف باسما

.. وداخلي يقر ذلك الشعور دائما

!ما زلت ضائعا.. بأنني...................

..باألمس .. عادني الشعور بالدوار واإلعياء

ـ ! دخلت صيدلية ـ ببابها قرأت آية عن الشفاء .. شرحت قصتي للعالم البشوش

.. كفي بالقروشوعندما مددت

-٧٤-

..!أعاد علبة الدواء .. خرجت بعدما

!ابائع... لمحت خلف عيني الطبيب.....................

.. أسير في شوارع المدينة الخرساء .. أالحظ الرجال والنساء

!لكنني ال أستبين منهم أحدا .. فكل سائر

.. يسير في الزحام حامال رياءه !ووجهه المقنعا

.. العيونأطل في !ال أرى سوى الزجاج المعا

.. ونظرة الموات قد تملكت من الجميع !أسير باحثا عن مقلتين فيهما الحياة رحمة وأدمعا

فال أرى سوى النفاق في العيون شائعا................................

"!أريد أشتري رغيف: جوك سيديرأ" .. سمعت ذلك الغريب

-٧٥-

!هاربصوته المن.. يقولها ..لكنني رأيت ذاك السيد المهيب

..يصده بنظرة احتقار ..رأيته

!يرد جائعا ..وبين هذه العيون كنت ألمح الموات

.. والسكون !والتواطؤ المروعا

............................. !من يا ترى إن مت ها هنا يهتم بي؟ .. من يكترث لموتي األليم في مدينة

!ال تعرف المدامعا........................... : حبيتي

أنا بهذه المدينة الشوهاء منذ عام ..بمعذ

معلق على مفارق الدروب واأليام .. فإن أتى المساء أنزوي بوحدتي

-٧٦-

وإن أتى النهار سار بي الزحام....................

! وال أزال ضائعا........ )١( )١٩٩٩ يوليو ـ ٥االثنين ـ (

. ٢٠٠٠عدد يناير " إبداع"مجلة )١(

-٧٧-

ممسدوسدوات الصباح الباردهبين هب

الح ضوء الشمس يقبل من بعيديمنح األرض خيوطا مرتعده!

والدروب الهامده !في انتظار السائرين اآلن بالخطو الوئيد

............... كنت في المقهى

أفتش في الصحيفة عن جديد ...ال أجد شيئا سوى !وعهر األعمده.. زيف العناوين

.. نين بين الجالسين لعلنيأطلق العي ألمح شيئا يستثير الروح

ال أرى الموات !في التفاتات العيون الخامده

................. سرت في قيظ المدينة بينما

-٧٨-

وجهي تفارقه المالمحبين آالف الوجوه المجهده

والجموع العائده حيث تأوي في سكون وانكسارفي تجاويف الجحور البارده!

م إنسانثممهد سائر

!في مشهد البؤس المخيم عابس القسمات ينظر في السماء

إلله وثني قد تناسى عابده!

................... القهر شيئا/لست في هذا الزحام غير مخلوق ضئيل

.. من سماء أنكرتهييتق !بدهنظرات مر

..والطيور الشارده

-٧٩-

نهتقطع اآلن فضاءات المدي .. عن سكينه"راحالت

مزقتها ـ حين ضجت بالتضرع ـ هلحدمئذنات م!

-٨٠-

"" "" א א

-٨١-

راسةراسةددوبعد فهذا هو الديوان األول للشاعر الشـاب حمـزة ...

كتبهـا ،قناوي، وهو ديوان يتكون من إحدى وثالثين قصيدة ات مختلفة، بعضها مكتوب منذ ما يزيد علـى الشاعر في أوق

. ثالث سنوات وأحدثها كتب منذ شهور قليلةوفي حقيقة األمر، فإنني يربطني بالشاعر حمزة قنـاوي روابط متعددة؛ فهو أوال واحد مـن طالبـي الـذين قمـت بالتدريس لهم في أكثر من مقر دراسي بحكم انتمائه إلى كلية

سم اللغة العربية، وهو ثانيا واحد اآلداب جامعة عين شمس، ق من الطالب الموهوبين، من ذوي األنشطة الطالبية المتعددة،

تمثيـل الكليـة أو القسـم فـي التي تسارع بالمشاركة في المسابقات الطالبية المتعددة، وتحتل المراكز المتقدمة في هذه األنشطة وهي مراكز رغم بساطتها، الفتـة مبشـرة بمولـد

وهو ثالثا وأخيرا واحد من مثقفي الطـالب ،شاعر موهوب الذين أجد متعة كبيرة في الجلوس بينهم والتحاور معهم سواء في قاعات الدرس أو في الكتب، أقرأ أعمالهم وأصحح بعض

،هنات أعمالهم وال أسميها أخطاء بالمعنى المتعارف عليـه

-٨٢-

متابعـة مـا يكتبـون، يأخـذني وكنت عادة ما أجد الوقت ل اب، وتملؤني األمنيات الطيبة لبعضهم مـن أصـحاب اإلعج

الفـن واألدب المواهب الالفتة، بمستقبل مشرق فـي سـماء .المصري المعاصر

ومن هنا فقد قرأت معظم قصائد هـذا الـديوان قبـل أن يصبح ديوانا وذلك حين كتابتهـا أو إبـداعها قصـيدة تلـو

ي يقين وكنت كلما تلقيت واحدة منها يكتمل في داخل . األخرىبأن هذا الطالب النحيل الخجول، لو تابع القـراءة وتثقيـف نفسه، وتابع الكتابة، فسوف يكون له اسم في سماء الشـعر، وبخاصة حين ينجح في الخروج ـ بحكم التطور الزمني ـ من أسر التجربة الوجدانية التي تسم هذه المرحلة من حيـاة

. أغلب الشعراء" األسئلة العطشى "أما ديوان هذا عن حمزة قناوي الشاعر

باكورة إنتاجه، فهو كما أسلفت يتكون من إحـدى وثالثـين قصيدة تنتمي جميعا إلى شعر التفعيلة، مع تقارب في توزيع التفعيالت، على األسطر المختلفة، والتزام قافيتين ورويين في أغلب األحيان في القصيدة الواحدة مما يقترب بالديوان كلـه

لعمودي العربي، وذلك باستثناء قصيدة عموديـة من الشعر ا

-٨٣-

واحدة، وعموما فإن موسيقى الديوان الخارجية يغلب عليهـا . استخدام تفعيالت البحور الصافية، موحدة التفعيلة

وتغلب النزعة الوجدانية على كثير من قصائد الـديوان، مانسية واضحة تذكرنا بالتيار الرومانسي القوي فـي وفي ر

رن الماضي، بما تتدثر به من أحاسـيس الحـب منتصف الق الملتهب، المحبط دائما، وما يسببه من الحزن، وشدة الوجـد، والغربة، والميل إلى العزلة، واتساع الفجـوة بـين المحـب والحبيب وبما تعنيه هذه التجربة، من حتمية الفراق، بسـبب المجتمع أو الموت أو حتى الحبيب ذاته كل هـذه المشـاعر

لفها خيال مجنح يمثل واحدة من أبـدع ركـائز النزعـة يغظهـره أالرومانسية، والتي نجح الشاعر على النحـو الـذي

. الديوان في التحليق بها إلى آفاق تبدو مبهرة في أحيان كثيرةنحن إذا أمام شاعر يحمل قدرا من نسمات ناجي وعلـي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل في كتاباتهم األولى على

. األقلغير أن هذه النزعة الوجدانية، رغم شدة ظهورهـا فـي الديوان، ال تنفرد بالساحة وإنما راحت تناوشها نزعة واقعية ملموسة تشهد بها بعض قصائده، وهي القصائد التي تعيـدنا

-٨٤-

بدورها إلى طائفة مغايرة من الشعراء المصرين النـازحين ة وحـش رابـض من القرى البعيدة إلى القاهرة، حيث المدين

يغتال البراءة ويسخر من النقاء وسالمة الطويـة، وال يـرى واالغتـراب ينة سوى الزحـام والشـر الشعر في هذه المد

والتشوه نحن هنا بشكل أو بآخر في حالة تماس مع تجربـة مدينـة "أحمد عبد المعطي حجازي بصفة خاصة في ديوان

لنستمع وأمل دنقل، وصالح عبد الصبور وغيرهم و "بال قلب : إلى صوت المدينة في وجدان الشاعر

عفوا يا سيدتي لكن لن نتالقى هذي الليلة . لن نتالقى أية ليلة

فانسي موعدنا المسحور أصبح هذا الكون قبيحا

حتى أني ال أبصر بظالم القبح شعاعي نور

كيف أجيء لموعد حب حين العالم في عيني بكاء جياع

ومساكينحزن ثكالى .. دمع أرامل

-٨٥-

..وصرخة إنسان مقهور كيف سأقطف من بين خرابات العالم

بضع زهور فأقدمها لك ممتناالديوان إذن تتالمس فيه التجربة الوجدانية العميقـة مـع التجربة الواقعية التي تحمل بوادر تحـول الشـاعر نتيجـة

ته المتعددة، نحو األنواع األخرى من التجارب غير أن القراءه إذا كـان مـن الطبيعـي أن تكـون التجـارب الالفت، أن

محبطـة دائمـا، وأن الرومانسية التي مدارها شاعر وأنثى، بليـدة (يكون معظم مدار هذا اإلحباط هو خديعة هذه األنثى

المدينـة، هـي /إن الالفت أكثر للنظر أن األنثى ، ف )الشعور) بـا أ(السيارة قد اغتالت /األخرى شوهاء مجدبة، وأن األنثى

الحياة بذاتها تبدو عسيرة الفهـم، /عر، وأخيرا فإن األنثى الشاشديدة التجهم في معظم القصائد، بحيث تختلط كـل صـور

لك رغم شـدة تعلـق األنثى وتتداعى الحواجز بينها، أقول ذ المرأة الذي يطرحـه الـديوان فـي معظـم /الشاعر باألنثى

صفحاته، خاصة ذلك العشق الروحي الذي يقترب كثيرا من األسـئلة (لصوفية في قصائد بعينها كما تطرحهـا قصـيدة ا

. التي تسمى الديوان باسمها) العطشى

-٨٦-

يختزل الديوان تجربة الحب لدى الشاعر في العيون، فهي فأول مدخل في التجربة إلـى عـالم . المعادل الحقيقي لألنثى

األنثى يكون من خالل العيون، في حالتي القبول أو الـرفض غدو المفتاح الحقيقي ـ لـو شـئنا الدقـة ـ بل إن العيون ت

تالحم أو مجـرد التمـاس للولوج إلى عالم البشر في حالة ال األنثـى، /راهية فإذا أضيف إلى هذه العيـون ا أو ك معهم حب

اللون األزرق، وقد اختلط بزرقة المـدى، ولـون السـماء وتقلبات زرقة البحر اللونية، لهالنا هذا الكـم مـن العمـق

النهائي الذي يجتذب الشاعر الشاب نحو تجربـة واالتساع ال يلعب فيها الخيال دورا كبيرا بل إن لون الزرقـة الالنهائيـة يتسع لكي يجتذب إليه ألوانا أخرى، نجد أن تحليل مكوناتهـا

لى األزرق مرة أخرى، فالشاعر المولع إاللونية األولى يحيلنا زرقـة العميقـة كذلك بلون البنفسج، يمنحنا دفقة جديدة من ال

في حقـول (حين يختلط األزرق باألحمر مكونا لون البنفسج ، ) وزهور البنفسج، واألصيل الذي يشـبه البنفسـج ،البنفسج

: بدرجاته المختلفة يقول الشاعر

-٨٧-

ــاك ــائلني األزرق: عينــ يســ

ــأغرق ــرين سـ ــي أي البحـ فـ

ــاء ــوءات زرقـ ــاك نبـ عينـ

تطــل علــى غــدي المشــرق

ــك ــة عيني ــي زرق ــيدتي ف س

ــأل ــدق ىالمـ ــوء المغـ بالضـ

يمتــــد أمــــاني فــــدعيني

فـــي فـــيض الملكـــوت األزرق

: ويقول في قصيدة أخرى عيناك تسأالن مقلتي موعدا

وذلك الرجاء فيهما يطل خائفا مهددا

كأننا سنفترق إلى األبد ـ وها أنا

مسافر بمقلتيك على نجمة تلوح

-٨٨-

ء المرتبطة ومن بين هذا السيل المندفع من العيون الزرقا بتجارب محبطة للحب وعالقات بشرية، قد أصابها التهشـم، يمكننا التقاط ما يزيد على ثـالث قصـائد تغنـي للعيـون، والعيون فقط، بوصفها منفذا يخترق عمق روح الشاعر، هكذا

ترتبط بقصة محبطة أو حتى ناجحة، إنهـا مجـرد نأدون ـ ه فـي أثيـر أناشيد لعالم الجمال السرمدي، وقد ذابت زرقت

. بنفسجي آخذ عيناك عالمان من خيال

الليل فيهما نهار الخلق واإلبداع ألغيا المحال

قة التآلف البديعال عآوأنش ـ تباهت البحار فيهما بأجمل الآلل الغيم في سماهما يوشوش الجبال

.. ويؤنس النسيم وحشة الربى اتعيناك آيتان جاء

تبشران أرضنا بعالم جديد غير منتهالفرح فيه

والحسن فيه يبلغ الكمال

-٨٩-

عيناك في جالل تغيران عالما خال من الجمال

هو يرتبط بتجربة أما االبتسام فهو الوجه اآلخر للعيون، و البشر، عن طريق االبتسام ونقيضه /األنثى/دخول عالم الحب

العيون العابسـة، ةن الشاعر لم يذكر لفظ أ صحيح ،العبوسحتـى ) لم تبسمي له (ين فعل االبتسام لكنه كان يسلب عن الع

الرحمة والتواصل لكي يدخل مـن بوابـة تنغلق دونه أبواب العذاب بأوسع معانيه، لكي تدخل التجربة الوجدانية إلى مداها

إن االبتسام في هذه التجارب يـرتبط ،الحتمي وهو اإلحباط بنجاحها وجودا وعدما، وذلك ألن يقع منها بمثابـة اآلفـاق

عة الوضيئة التي تبعث البهجة واإلشراق في تراسـلها الواس : مع زرقة السماء والمدى والبحر يقول الشاعر

بثغركوحين تفتح ابتسامةطريق االنتصار والطموح

ينال باألنامل القمر.. أصير عاشقا وقلبه معلق بشعرك

يجيء تارة وتارة؟ يروح

-٩٠-

: وعلى الوجه المقابل يقول م تبسمي له إنمال

ذابرت في الوجه العصو ا خلف بابأغلقت باب

وتركته يمضي وفي النفس اكتئاب وهاء في أرض خرابشيمضي لليل مدينة باألمس جاءك باسما

لك رغم الصعاب "ضاحكة"عيناه وهواك في عينيه ذاب

وهواك في جنبيه أينع نبتة خضراء ..في الروح اليباب

ك لم تبسمي حتى له لكن لم تمسحي عن وجهه المغبر ذرات التراب

لم تفعلي ال، إنما راحت عيونك في ارتياب

.. تتأمل الوجه المعذب، رقة العينينيديك خاب بين تتأمل الوجه الذي مسعاه

-٩١-

الم تبسمي له إنم .. صورت في الوجه العذاب

* * * فت سيطرت على ثمة ظاهرة أسلوبية ذات بعد موسيقي ال

معظم قصائد الديوان، وأعني بها توحـد مفتـتح ومنتهـى سـطر شـعرية أالقصيدة، وذلك عن طريق استخدام بضعة

ىيفتتح بها الشاعر قصيدته، ثم ينهيها بنفس األسطر وال تخف ا هذه الظاهرة من شد االنتباه صـوتي علينا الوظيفة اإليقاعية ل

ا عـن االنتباه صـوتي حاولة استمرار جذب عند االفتتاح، وم طريقها كذلك في النهاية، فيما يشبه لحن بداية وختام واحـد غير أن األمر على المستوى الداللي يغدو أعمق من مجـرد شد االنتباه الصوتي، ذلك أن القصيدة وبخاصة في تجـارب الحب المحبطة وشعر المدينة، تغدو أشـبه بـدائرة، يبـدو

بـالمنتهى فـال يتـرك الشاعر حريصا على إيصال مبتداها للتجربة فرصة الفكاك من حتمية الوقوع فـي أسـر الـدور

ولقد غدت المقابلة بـين ،المحبط الذي ال يبشر بقرب انعتاق الماضي والحاضر، بين اإلشراق والذبول، والحزن والفرح، والقطيعة والوصال هي الوسيلة الثانية التي أصبحت الفتة في

-٩٢-

تصر فيها األسى والحزن علـى هذه القصائد، وهي وسيلة ين هذا الماضي المنقضي الذي ال توجد وسيلة الستعادته مـرة

: أخرى يقول الشاعر لو تعلمين أنني

أجيء للقاء دائما بال أمل في أن يحرك التقاؤنا بداخلي الشعور باألمان

يهز ماء روحي الراكدا ..يعيدني إلى الحياة بعدما

أصبحت في سجون وحدتي كئيب مبعداوحزني ال

لكنت تفهمين سر صمتي الطويل ووجهي الذي قد ودع ابتسامه

وظل جامدا. يلفت النظر كذلك ظاهرة تتصل بالتصوير في الـديوان

فهو وإن قام جزئيا على الوسـائل البالغيـة التقليديـة مـن استعارة وكناية وما إلى ذلك، وهي صور تلمس في بعضـها

غير أن كثيـرا مـن . افةاإلبداع والطر قدرا ال بأس به من القصائد تتخذ من تصويرها سمتا آخر، وأعنـي بـه نزعـة

-٩٣-

قصصية ممتدة التصوير إلى الحد الذي يمكن القـارئ مـن التقاط بعض عناصر الحكي القصصـي مـن راو وزمـان

ار هذه القصـائد وبخاصـة فـي ومكان وشخصيات في إط صـيدة ثم أكثر من ق . قصائد التي قيلت في وفاة األب الثالث

التـي (، و )العاشق الـذي مضـى (أخرى أذكر منها قصيدة : يقول الشاعر). ولم يمت) (سافرت في دمي

إنه مضى.. ال تسأليني عنه مضى عن الحياة في طريقك البعيد للردى

.. مودعا غرامه الذي رآه في عيونك الجميلة انقضى

.................... فصاحبي الذي أتاك عاشقا

وحيد أن يرى بثغرك ابتسامة الرضاطموحه ال رآك غاية المنى

فراح ينسج النهار من جبينك وراح يسبق الغدا

مضى عن الجميع راضيا افي سماء عشقك الجميل طائرا مغردوطار

-٩٤-

:يقول صاحبي غرامك النبيل كان أفقه ومقلتاك كانتا المدى

وعالمان أزرقان ـ قال عنهما ـ والندىمسربالن باألثير والضياء وحين تنظرين في تودد له اوتمنحين قلبه المحب موعد

يغيب في عوالم الفرح ينماحويستعد للقاء

تأتين في مواكب الندى أميرة الكي يرى من عالم الجنان مشهد

وكان عاشقا يفديك بالدماء ـ قال لي ـ لو قلبك الصغير كان يفتدى

باألمس جاءني يلف وجهه الشحوب ذاهال

ه مسافر على الردىكأن عرفت أن حلمه انتهى

-٩٥-

في اللحظة التي بها قست عيونك الفساح في تكابر عليه

* * * * * * وأخيرا يلفت نظرنا في تجربة هـذا الـديوان، عنـوان

فهو العتبة التي نلج عن طريقهـا عالمـا ) األسئلة العطشى ( هذه التسمية مثـل معظـم إن :بقي أن أقول . دخلناه بالقراءة

أسماء الدواوين والروايات، ليست تسمية عشوائية، بل هـي . في الغالب، خلية عضوية عاملة في جسم الـديوان بكاملـه

ومن هنا فإن ذلك التوق الدائم للمعرفة، والتخلص من موقف ا في تجربة الشاعر، بحيث يأخذ بإلحاح الذي يبدو أبدي الدور

األسئلة، عبر الفت سمت الدائرة المغلقة، هو الذي يفجر هذه . صيغة الجمع

غير أن هذه األسئلة ال تجدي في الغالـب مـن يمنحهـا واصل البوح، فتظل فاغرة الفم في حالـة تحميمية اإلجابة و

في العنوان على وزن ) عطشى(عطش، وألمر ما تأتي لفظة أال تلمـح مـرة ! فعلى التي تمثل صيغة مؤنثة دون المذكر

ى الـذائب فـي صـراعاتها أخرى ذلك الموقف الدفين لألنث ... وعشقها رغم ذلك

-٩٦-

يسألني قلبي حين أهيم وحين اللوعة بي تشتد

عن حبك حين يصير محاال يركض في ساحات الغد عن فردوس في عينيك

يبعد عنا كل البعد تنهمر األسئلة العطشى

.. لكني !ال ألقى الرد

:الدكتورة ثناء أنس الوجود كلية اآلداب ـ جامعة عين شمس قسم اللغة العربية ٢٠٠٠/ ٥/ ٢٥