سورمَي 10 القسم العربي

سورمي

مجلة فكرية – ثقافية تصدر كل شهرينالعدد 10 / كانون الثاني – شباط

ملف العدد: )اإلعالم والحريات العامة(المدير العام: نهاد إسكان

هيئة التحرير: عباس علي موسى، عبدهللا شيخو، سوز حج يونس، بهار مراد، محمد مجيد حسين.

تحرير وتدقيق القسم العربي: عباس علي موسىتحرير وتدقيق القسم الكردي: عبدهللا شيخورسمتا الغالف: الفنان السوداني خالد البايح

@khalidalbaihتصميم الغالف، واإلخراج الفني: شفان ديركي

المطبعة: سيمافتلفون: 0938408206 )963+( -

)+963( 0999656125البريد اإللكتروني

E-Mail: [email protected]: Sormey magazinetwitter: Kovara SormeyêGoogle plus: Kovara Sormey

حقوق النشر محفوظة لمجلة سورمي.الكاتب مسؤول عن محتوى مادته.

ترتيب المواد يخضع العتبارات فنية.

المحتوى

مقدمة - اإلعالم حين يكون حارسا للحرية /2

البروباغندا األمريكية في الحرب العالمية األولى - بول ماكفيدن /3

اإلعالم في ظل الحروب - بيروز بريك /12

في حيثيات العالقة ما بين سلطات أمر الواقع واالعالم - عامر خ. مراد /16

اإلعالم وحرية التعبير )قضايا وإشكاليات( - عزيز توما /20

المجتمع اإلعالمي - محمد مجيد حسين /24

اإلعالم ناقال للبؤس والقبح - جوان تتر/28

اإلعالم ومقاربة الحقيقة في الصراع والسلم - هامان علي /30

عوامل بقاء النظام السلطوي االستبدادي في العالم العربي - سلمان إبراهيم الخليل /42

نافذة

مجلة أبابيل /50

مركز التنمية واألنشطة المدنية /51

سورمي خميرة الواقع.. نشوة الحقيقة

مجلة فكرية – ثقافية، تصدر كل شهرين

من منشورات مؤسسة جارجرا للثقافة

العدد: 10 / كانون الثاني – شباط

العدد 10 / كانون الثاني – شباط 2

لصالح ليعمل لإلعالم األمريكية االستخبارات عن الدراسة وتكشف األحادية، نظرها وجهة مدى سفور تدخل السلطة في اإلعالم والتأثير

على المصداقية التي ينبغي أن يكون عليها.أما في )المجتمع اإلعالمي(، فيتنقل محمد مجيد حسين ما بين سيرة اإلعالم العالمي، مرورا وكذلك اإلعالمي، المجتمع في الرقابة بدور يتوقف على الفكرة التي تقول بأن اإلعالم هو

التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير.الحقيقة في هامان علي وفي دراسته )عن اإلعالم زمن الحرب والسلم( يتوقف طويال على شكاالته المتشابكة، بدءا الموضوع اإلعالمي واإمن التعريفات والبديهيات وانتهاء بمقولة الحقيقة

في اإلعالم، والمصداقية كحقيقة إعالمية.إلى موضوعات أخرى في اإلعالم إضافة حول دراسة جانب إلى الملف، في نطرحها عوامل بقاء النظام االستبدادي في العالم العربي

بقلم سلمان إبراهيم خليل.العدد هذا في سورمي قراء سنؤثر وأخيرا لمراسل صحفية مختلفة صور بمجموعة من الكثير فيها سعيد، رودي رويترز وكالة األناقة البصرية وقوة توثيق الحدث من جانبها

اإلنساني.

فهل للحرية، صانعا اإلعالم يكن لم إن نستطيع القول على األقل بأنه حارس لها؟!

لسان اإلعالم فيه غدا زمن في تساؤل إلى حلم السلم فيه استحال في فضاء الحال، كبير، لكن هل يعني هذا أن اإلعالم كان قبل اآلن حرا، أو ساعيا إلى الحرية أو حتى حارسا

لها؟!تنتجه، التي البالد شكل يأخذ اإلعالم إن أن تستطع لم االستبداد من طويلة فسنوات تصنع إعالما حرا، ناقدا، أو حتى ساخرا، ال في النور وال في العتمة، لذلك ربما نرى اآلن الصورة قاتمة في أبعادها كلها، في الصورة تلك بصيص

نور، أو شمعة صغيرة في عتمة عظيمة.يكون الثورة، أو الصراع، الحرب، في اآلخر/ إلى ينقلها لألحداث، راصدا اإلعالم وأحيانا مفقوءة، بعين أحيانا يكون المتلقي، مخضبة بالدم، ناقلة للحقيقة، لكنه يمثل شهادة

على الحدث دوما.إلى العاشر عددها في سورمي تلتفت العامة، الحريات في ودوره اإلعالم، موضوع الحروب ظل في اإلعالم واقع وتستقرئ مع الواقع أمر سلطات وتعاطي والنزاعات،

الحالة اإلعالمية.في )البروباغندا األمريكية في الحرب العالمية األولى( يحدثنا بول ماكفيدن عن كيفية تطويع

اإلعالم حين يكون حارسا للحرية

P

سورمي - مجلة فكرية – ثقافية تصدر كل شهرين 3

CPI ، والتي تعكس الموقف الحكومي األمريكي، التي البروباغندا، هذه في قدما المضي حول نما جزءا مساعدا لم تكن مجرد فكرة متأخرة، واإ

ومهما في هذه الحرب.كشف محاولة هو المقالة، هذه هدف إن االستخبارات بها قامت التي البروباغندا دور العامة الـ CPI، في التأثير على الرأي العام في أمريكا، وكما أن التركيز على تاريخ االستخبارات محاور أربعة عن الكشف سيتضمن ودورها، البروباغندا، وهي؛ قسم األخبار، أساسية لهذه وقسم األفالم، قسم واإلعالن، الدعاية قسم مشروع )رجال في أربع دقائق(؛ حيث ساعدت

هذه المحاور األربعة في الترويج للحرب.سنقوم بتحليل الملصقات التي كانت تستخدم من قبل هيئة االستخبارات، والتي كانت تحاول تجسيد تصورات وأفكار معينة، كما سيتم الكشف برنامج في تلقى كانت التي األحاديث عن هذه في سيتم كما دقائق(، أربع في )رجال المقالة أيضا إظهار ردة فعل الشعب األمريكي تجاه هذه الحرب، وذلك باالعتماد على مصادر الرأي المختلفة، حيث سأختار صحفا كـ نيويورك The /ذا كريزيز ،Newyork Times /تايمزAtlanta con�/أتالنتا كونستيتيوشن ،Crisis

stitution، حيث تمثل هذه المصادر اإلعالمية فئات مختلفة من الشعب األمريكي، فهي تمثل الشعب األمريكي في الشمال والجنوب، وكذلك

األمريكيين ذوي األصول األفريقية.ففي صحيفة الـ نيويورك تايمز وذا كريزيز، في بينما األخبارية، المقاالت على سأركز على سأركز كونستيتيوشن، أتالنتا صحيفة المثيرة للجدل، صفحة الرسائل ومقاالت الرأي

العام 1917، نيسان من السادس من في أعلنت الواليات المتحدة األمريكية الحرب على الحلفاء في حربهم ضد إلى ألمانيا، وانضمت ألمانيا وهنغاريا، هذه الحرب التي اندلعت منذ العام 1914 في أوربا، وقد انضمت أمريكا إلى الرئيس انتخاب هذه الحرب، رغم حملة إعادة وودرو ويلسون، الناجحة والتي كان شعارها )لقد

أبقانا الرئيس بعيدا عن الحرب(.إلى مباشرة المتحدة الواليات انضمام بعد الصراع، أطلقت حملة بروباغندا خصصت لها االستخبارات هيئة وقادت الدوالرات، ماليين العامة CPI حملة البروباغندا هذه، وكان من ومبررات أسباب إيصال على العمل أهدافها الواليات دخول حول األمريكيين إلى إيجابية المتحدة إلى هذه الحرب داخل البالد وخارجها، من ذلك، تحقيق على االستخبارات وعملت إنتاج شملت واسعة، بروباغندا حملة خالل من وغيرها عالنات، واإ كتب، حوارات، أفالم، هذه الوسائل المتنوعة، التي وظفت إلنجاز هذا

الهدف.الذي كتبه جورج كريل، الكتاب في مقدمة توجد كلمة لمسؤول االستخبارات العامة، والذي يدعى بـ نيوتن باكر يقول فيها: )إنه لمن األهمية العظمى بمكان، أن يتم إظهار الواليات المتحدة في هذه الحرب، ليس فقط كمحارب قوي مدجج قوي كمحارب إظهارها ينبغي نما واإ بالسالح، الذي يحارب بالهدف بالسالح، ومؤمن مدجج

من أجله(.)كيف عنوان تحت كان الذي الكتاب هذا نروج ألمريكا؟( )London 1920(، والذي ألفه جورج كريل، وبدأ مقدمة كتابه بكلمة لمسؤول الـ

البروباغندا األمريكية في الحرب العالمية األولىP

بول ماكفيدن/ جامعة غالسكوعن اإلنكليزية: سوز حج يونس


بـ الخاصة القوانين ظهرت أيار 28 في CPI إلى العلن، وأرسلت إلى جميع المحررين األولى، الصفحات على ونشرت أمريكا، في وبينما أبدى الرئيس األمريكي بعض التحفظات على هذه القوانين، حيث قال: ال أستطيع تخيل ضرر أعظم على البالد، من ذلك الضرر الذي المطبوع، اإلعالم لمراقبة نظام إنشاء يتسببه فهو ينكر على الشعب الحق في جمهورية حرة، الذي ال غنى عنه، وكذلك يحرمهم من حقهم

في انتقاد مسؤوليهم.حيث تطلب هذه الوثيقة من الصحافة، أن تضع نفسها في خدمة الدفاع الوطني، وتطالبها ونقل الصحفية التقارير يخص فيما بالتعاون االختيارية الطبيعة ذات العالقة هذه النزاع، لعبت التي األساسية السمة هي الطوعية، عليها CPI، واستخدمتها في مناسبات عديدة، يقاضي أن االستخبارات رئيس بإمكان فكان المحررين، وأن يوقف مراسالتهم البريدية، وكان بإمكانه حتى أن يقطع مصادر التمويل الداعمة

.)Pinklton 1994,p.231( للصحفعلى الرغم من تصريحات الرئيس ويلسون حول هذه الرقابة، إال أن كريل وآخرين مضوا CPI هيئة مارست حيث هذا، مشروعهم في التركيز أنواع اإلعالم، مع مراقبة على جميع صنفت وقد الصحف، على خاص بشكل االستخبارات األخبار الصادرة عن الصحافة إلى ثالثة أصناف: خطيرة, مثيرة للشك, وروتينية.

على تطلق »خطيرة« تسمية كانت حيث األخبار التي لها عالقة بالمعارك الجارية، وأما المثيرة للشك، فإنها كانت تطلق على األخبار التي تبدو عادية، ولكنها قد تحتوي على تفاصيل عسكرية، كعدد الجنود وتدريباتهم وما إلى ذلك

.)Mock,Larson 1939(صحف من المطبوع اإلعالم كان لقد المقاالت كافة بعرض مطالبا ومجالت، واآلراء، حتى يتم التحقق والتثبت منها من قبل كانت إذا ما تقرر والتي االستخبارات، هيئة هذه المقاالت واآلراء مناسبة للنشر، فقد اكتشف على سبيل المثال، أن الحلفاء كانوا قد أرسلوا

وسأختتم هذه المقالة بتوضيح؛ أن الصورة التي كانت تحاول االستخبارات إظهارها عن أمريكا موحدة، إنما كانت صورة وهمية، وكانت تحاول التغطية على واقع البالد، الذي كان أكثر انقساما

وتشتتا مما كانت البروباغندا تحاول إظهاره.

مراقبة المطبوعات: CPI واإلعالم المكتوببعد العامة، االستخبارات هيئة نشأت لقد الحرب، إلى أمريكا دخول من قصير وقت وكان إنشاء هيئة االستخبارات هذه بموجب قرار تنفيذي، إال أن هذا القرار لم يكن واضحا حول ماهية الدور الذي ستلعبه هيئة االستخبارات هذه ) القرار التنفيذي, 2594-1917( وكانت الهيئة مقسمة إلى قسمين، قسم دولي خارجي، وقسم الفرع أهمية من الرغم وعلى داخلي، محلي الخارجي، إال أننا في هذه المقالة سنركز على تسعى والتي ،21 الـ بأقسامه الداخلي الفرع

جميعها إلى صياغة الرأي العام الداخلي.مراقبة على العمل أدوارها، بين من كان اإلعالم الداخلي واإلشراف عليه، وبشكل خاص المتعلقة للتقارير نشرها كيفية في الصحف، األخبار، بقسم يسمى ما خالل من بالحرب لم والتوصيات القوانين أن من الرغم وعلى تصدر بشكل تام وواضح، إال أنه كان ثمة ما يشبه )االتفاق الطوعي( بين الجهات المسؤولة عن الحرب وبين الصحافة )حيث كان هناك نوع من التوافق على عدم نشر أية تقارير صحفية Mock,()عن الحرب ال تخدم مصلحة الوطن

.)Larson.1939,p.77أية إيصال منع إلى أدت المعايير هذه الشعب نفور في تتسبب أن رسائل من شأنها القرار في ويلسون الرئيس وأقر الحرب، من إغالق أو بـ)االستيالء 2585 رقم التنفيذي محطات الراديو غير الضرورية( )القرار التنفيذي 2585, 1917(، أما بالنسبة لتلك الراديوهات تطلب أن لها فينبغي الخارج، من تبث التي اإلذن من الواليات المتحدة قبل أن تباشر بثها

)القرار التنفيذي 2604, 1917(.


أيار بتاريخ 11 الصادر العدد دراستها، فكان وقصص مواضيع على احتوى والذي 1917إيجابية صورا تعكس كانت وكلها مختلفة، عن الحرب الجارية، فعلى سبيل المثال نشرت إحدى الصفحات في هذا العدد خبرا عن التزايد في األمريكية، البحرية قوات أعداد في الكبير حين احتوت الصفحة التالية نصائح حول كيفية التعامل مع العمالء، الذين يشتبه بتعاملهم مع العدو، وقد اعتبرت هذه الصحيفة امتدادا لهيئة شباط في اإلعالم حذرت التي االستخبارات، العام 1917، من نشر أو طباعة أية أخبار، من شأنها أن تعيق سياسة الحكومة المتعلقة بالحرب.

مصدرا كان CPI لـ التابع األخبار قسم أعمدة من ألف 20 لنحو للمعلومات تزود كانت أنها وكما أسبوعيا، الصحف التفاصيل من وغيرها باإلحصائيات، اإلعالم والمعلومات، التي تناقلها اإلعالم وقتها كتغطية

يومية للحرب.

الترويج ألمريكا, قسم الدعاية واإلعالنCPI لـ التابع واإلعالن الدعاية قسم

التي البروباغندا أدوات من آخر جزءا كان وبعد العامة، االستخبارات هيئة استخدمتها إنشاء هذا القسم، تم تكليف ويليام أتش جونز لوكاالت األمريكية للهيئة رئيسا كان الذي الدعاية واإلعالن كمدير مسؤول عن هذا القسم.

الهدف األساسي من إنشاء هذا القسم كان المشاركة إيجابية عن يصال رسائل واإ للترويج األمريكية في الحرب، وكذلك للتحذير من وحشية العدو وحلفائه، وقد استخدمت وسائل وأساليب ضمنها من وكان الترويج، هذا في متعددة والسيارات، الباصات وبطاقات الملصقات،

والرسوم الكرتونية، والصور الفوتوغرافية.سبيل على المنشورات هذه إحدى فنجد وهو األمريكيين، الجنود أحد تصور المثال، من ويمنعه متوحش، ألماني ألحدب يتصدى لهذا الرئيسي العنوان وكان امرأة، اغتصاب

.) Halt The Hun/الملصق )أوقف البربري

والتي باللحوم، للتزود أمريكا إلى شحن سفن ولكن القارة، مستوى على التوفر قليلة كانت وكالة الـ CPI أجبرت الصحف واإلعالم، على االمتناع عن نقل هذا الخبر بحجة )أن نقل مثل هذا الخبر، سيدفع الناس إلى رفع أسعار اللحوم Mock,Lar� واحدة( ودفعة كبير، )بشكل

.)son1939,p.85في أيلول العام 1917، أجبر اإلعالم في الواليات األربع والعشرين، على تشجيع قرائهم استهالك في االقتصاد على ومستمعيهم، الخضار، وقد جاء التوظيف األكبر لبروباغندا في ،1917 العام في تموز من الرابع في األمريكية العسكرية القوات إلظهار محاولة المرافقة كأبطال، والتي أبحرت باتجاه فرنسا في يوم االستقالل، حيث لمحت هيئة االستخبارات CPI، بأن هناك قوارب ألمانية حاولت اعتراض السفن األمريكية، إال أنها فشلت في تحقيق ذلك, وقت في كذب تايمز نيويورك مراسل ولكن في أكد حيث هذه، االستخبارات رواية الحق تقرير ميداني له، من على سطح إحدى السفن بأن األمريكية، القوات أقلت التي األمريكية عبور هذه القوات قد تم بهدوء وبسالسة، ودون

.)Lass Well 1938,p.93( أية ازعاجاتأنها إال عرضية، تبدو الحادثة هذه إن االستخبارات كانت الذي الجهد حجم تعكس وتؤثر تخلق، قد قصص أية لتجنب تبذله، على الرأي العام األمريكي، وقد خصص لقسم اإلعالم في هيئة االستخبارات، مبلغ كبير من

المال يقدر ب 76 ألف دوالر.كان لقسم األخبار صحيفة خاصة بها تعرف بـ The Official Bulletin؛ أي النشرة الرسمية، وتعتبر هذه الصحيفة هي األولى من نوعها في وتمويلها دعمها حيث من األمريكي، التاريخ Mock,Larson( الحكومة قبل من ورعايتها

.)1939,p.92 5 بـ كان الجريدة بهذه السنوي االشتراك السعر هذا لها خصص وقد سنويا، دوالرات لتجنب منافسة الصحف األخرى لها، وقد قمت بغرض الصحيفة هذه أعداد إحدى باختيار


إن هذا االستخدام للمرأة كشخص مضطهد ومعرض للتهديد، كان نوعا من محاولة اللعب العديد المرأة(، والتي تستفز على وتر )قدسية الجنوب في وخاصة وتثيرهم، األمريكيين من على البوستر، هذا عمل حيث األمريكي، الحرب، تلك المرأة في خلق تصور عن واقع وأعطى تصورا عن مدى وحشية وبربرية العدو التكنولوجيا فيه تكن لم وقت في المرأة، تجاه أنها التلفزيونية كما هي اآلن، إال التغطية او تلك في المرأة إيصال صورة عن في نجحت الحرب، سواء كان ذلك التصور صحيحا أم ال.كما أن كثيرا من هذه البوسترات قدمت صورا عن الحرب للمشاهد، في إحدى هذه الملصقات Wake/أمريكا )استيقظي عنوانها كان التي Up America(، تم تصوير أمريكا فيها كفتاة شابة بريئة مستغرقة في النوم، وترتدي فستانا من نجوم وخطوط تمثل العلم األمريكي، حيث يدعو هذا الملصق األمريكيين، إلى أن يكونوا متنبهين لما يجري من وقائع في الحرب، وكذلك

إلى التنبه من العدو.

يرتدي يجسد غوريال ضخما، آخر ملصق خوذة ألمانية، ويحمل امرأة خائرة القوى، وكان

عنوان هذا الملصق: Destroy المجنون/ الوحش هذا )دمروا

)This Mad Brute


انفاق تم قد كان الحرب، هذه نهاية في 1,5 مليون دوالر على أكثر من 9000 إعالن

و700 ملصق، و287 رسم كرتوني.

صناعة األفالم السينمائية, الـ CPI تتجه إلى هوليوود:

من الضخمة السينمائية األفالم انتاج إن قبل الـ CPI، والتي كانت تتطلب تمويال كبيرا، التي استخدمتها للبروباغندا سيبقى إرثا راسخا

االستخبارات.عند البدء بإنشاء قسم خاص باإلفالم في هيئة االستخبارات العامة، كان انتاج هذه األفالم في البداية محدودا، وكما أنها كانت تعرض مجانا في أماكن محددة، لكن وبعد فترة توسع هذا المشروع، وبدأ العمل على إنتاج أفالم سينمائية ضخمة، بغرض تصديرها وعرضها خارج البالد, وبشكل مشاهد تعرض كانت التي األفالم تلك خاص المشاهدين)وذلك على عرضها بقصد حقيقية،

كما كانت هناك ملصقات تروج لقوات البحرية الملصق أحد جنود األمريكية، حيث يمثل هذا البحرية، وهو يمشي بسعادة على الشاطئ، وقد كتب على هذا الملصق )إنها فرصة رائعة لك/

.)Wonderful Opportunity For You

االستخدام أخرى، ملصقات أظهرت كما كما الدينية، والصور للمصطلحات الواضح Our Greatest /في مصطلح )أمنا العظيمةMother(، الذي استخدم في إحدى البوسترات، ودعا النساء في أمريكا إلى التطوع كممرضات،

لمعالجة جرحى الحرب.طفلة تحمل ممرضة آخر، ملصق صور يركب قديم محارب الخلف وفي صغيرة، أحصنة، حيث تبدو صورة هذا الملصق، قريبة السيد تحمل وهي العذراء، السيدة صورة من المسيح، للداللة على أن الممرضات األمريكيات المكانة نفس إلى ترقين قد الحرب، هذه في الروحية، للسيدة العذراء بطريقة أو بأخرى، كما الملصق، هذا في األحمر الصليب واستخدم

بصورة دراماتيكية جدا.


وكذلك عسكرية(، ومصالح أهداف لتحقيق السلبية، والتفاصيل المشاهد تلك تصحيح ليتم

الموجودة في ذهن المشاهد عن الحرب.من أكثر األفالم ضخامة، والتي تم إنتاجها )صليبيو فيلم هي البالد، داخل لتعرض ،Pershing,s Crusaders( بيرشينك/ ،America,s Answer( األمريكي/ و)الرد Un� )بينما كان فيلم )تحت ظل أربع رايات/

der Four Flagsموجها إلى الخارج.)الرد لفيلم مخصصا كان الذي الملصق بها يتحلى التي الشجاعة يمثل األمريكي(، الجنود األمريكيون، وهم يغرسون العلم األمريكي

على التراب األلماني.

)تحت ظل لفيلم المخصص البوستر بينما أربع رايات(، فإنه يظهر الجنود األمريكيين وهم الحلفاء مع جنب إلى جنبا ببسالة، يحاربون

الفرنسيين والبريطانيين.

ربما يعتبر بوستر فيلم ) صليبيو برشينك( يظهر سرية من جنود إثارة، حيث األكثر هو الشمس، غروب غمرة في األمريكيين الخيالة التي سيخوضونها ضد المعركة ينتظرون وهم

األلمان.


في الكبير العرقي التنوع فهناك نتصور، مما يعتبرون ممن الشعب من وهناك جزء البالد، يعتبر من ومنهم أمريكيين�إيرلنديين، أنفسهم نفسه أمريكيا–ألمانيا، وآخرون يعتبرون أنفسهم هيئة أن وكما وهكذا، أمريكيين–فرنسيين الموحد، المنبر تمثل تكن لم االستخبارات الذي يجمع كل وجهات النظر المختلفة، وكما على أو الحرب، لهذه المعارضة الجيوب أن األقل المختلفة من حيث وجهة النظر، كان من

الصعب تجاهلها.وجود على دالئل تشير المقابل، في لكن الشعب من معينة فئات قبل من واسع دعم دينية، مجموعات ضمنهم من الحرب، لهذه

وسياسيين، وأكاديميين وغيرهم.خلق على االستخبارات هيئة عملت لقد الموقف وعن العدو، عن معينة تصورات األمريكي في الماضي والحاضر، حول طبيعة هذه أن بعد، فيما تبين لكن الصراع، هذا

التصورات كانت بعيدة عن الواقع.

Bibliography

Primary Sources

1. ‘A Wonderful Opportunity for You’, Charles E. Ruttan, 1917,[picture] from Learn NC’s World War One Propaganda Collection, http://www.learn-nc.org/lp/editions/ww1posters/5 043 [23/08/12]2. ‘Destroy This Mad Brute’, creator un-known, date unknown, [picture], Learn NC World War One Propaganda Collec-tion, http://www.learnnc.org/lp/editions/ww1posters/4 963 [23/08/12]3. ‘Halt The Hun!’, Henry Patrick Raleigh, 1918, [picture], University of North Texas Digital Library, http://digital.li-brary.unt.edu/ark:/67531/metadc433/ [23/08/12]

أربع في »رجال مشروع الخطباء، جيش دقائق«:

لقد كانت ظاهرة المتحدثين في أربع دقائق، من الظواهر الهامة والالفتة في البروباغندا التي استخدمتها االستخبارات األمريكية، لتثبت وجهة النظر التي تقول، أن هناك دعما واسعا للحرب

من قبل الشعب األمريكي.كان »رجال في أربع دقائق« هم مجموعات تطوعوا الذين المتطوعين، األشخاص من للحديث واإلشارة إلى مواضيع محددة، حضرتها االستخبارات، وقد وصف كل من موك والرسون هؤالء بـ ) مجموعة القوميين األمريكيين(، وخالل النزاع كانت أحاديث هؤالء تبث في كل مكان، وبعدها، األفالم عرض فبل السينما دور في ومحطات والكنائس، ماركتات، السوبر وفي القطار، والمطاعم والمقاهي، حيث قام نحو 57 ألف شخص من مختلف الواليات، بإلقاء نحو 8 ماليين خطاب، وقد غطت هذه الخطابات كامل قدر ستيفن فوغن، االتحاد، حيث لواليات في بأن نحو أربع مائة مليون شخص ربما قد سمعوا

.))aughn 1979,p.103،هذه الكلماتفقد مختلفة، كانت الكلمات هذه مواضيع تنوعت بين مواضيع كـ )من هو عدونا الحقيقي(، األلمانية(، البروباغندا )فضح حول وأخرى وأخرى عن موضوع )لماذا نحارب؟(، وما إلى

ذلك.

الخاتمة:مثاال تعتبر العامة االستخبارات هيئة إن الحكومة قدمته الذي الكامل الدعم عن حيا، وكالة عملت حيث للبروباغندا، أمريكا في إلى الوصول على وببراعة االستخبارات الماليين، حيث ساهمت في إيصال البروباغندا البالد، في الشامل القومي المستوى إلى من المتعددة، وسائلها استخدام خالل من السينمائية، األفالم وصناعة لألخبار، تغطية والملصقات، ومشروع »رجال في أربع دقائق«.

إن الرأي العام في أمريكا هو أمر معقد أكثر


16. New York Times, ‘Veterans Support Wil-son’, 13 June 1915, author unknown, p. 217. New York Times, ‘The Battle of the Som-me’, 6 September 1917, author unknown, p. unknown18. New York Times, ‘See Gain By Wilson’, 13 October 1916, author unknown, p. 219. New York Times, ‘Democrats Support Wilson Peace Note’, 22 December 1916, au-thor unknown, p. unknown20. New York Times, ‘Stone Issues Appeal to Missouri Loyalty’, April 8 1917, author un-known, p. 221. New York Times, ‘Presbytery Backs Wil-son’, May 23 1917, author unknown, p. un-known22. New York Times, ‘Catholics Vote Support of Wilson’, 26 July 1918, author unknown, p. unknown23. Preliminary Statement to The Press of The United States, May 28, 1917, Library of Con-gress, http://www.archive.org/details/pre-liminarystate00uni t24. The Official Bulletin of The United States: America’s First Official Gazette (appendix). In Walters, John, 1992. In Government Publica-tions Review,Vol 19, No. 3., 1992, p. 24325. Official Bulletin, No. 2., May 11, 1917, HathiTrust Digital Library, http://babel.ha-thitrust.org/cgi/pt?id=mdp.3901502013 7835;page=root;view=image;size=100;se-q=15;num=1 [23/08/12]26. Pershing’s Crusaders post ers, [picture], http://www.moviegoods.com/Assets/prod-uct_images/1020/174144.1020.A.jpg [23/08/12]27. The Zimmerman Telegram, ‘Our Docu-ments’, http://www.ourdocuments.gov/doc.php?flash=tru e&doc=60 , [23/08/12]28. Under Four Flags poster, [picture], http://images.moviepostershop.com/under-four-flags- movie-poster-1918-1020547841.jpg [23/08/12]29. Wilson, Woodrow: “Executive Order 2585 - Taking Over Necessary and Closing

4. ‘Our Greatest Mother- Join!’, Corneluis Hicks, American Lithographic Company, USA, date unknown, [picture] Learn NCs World War One Propaganda Collection, http://www.learnnc.org/lp/editions/ww-1posters/4 981 [23/08/12]5. ‘The Gibson Girl’, Vintage Victorian, http://www.vintagevictorian.com/imag-es/99dl_1_1s mall.jpg , [23/08/12]6. ‘They Are Giving Their Lives Over There’, Charles W. Barnett, 1918, Learn NCs World War One Propaganda Collection, http://www.learnnc.org/lp/editions/ww-1posters/5 067 [23/08/12]7. ‘Wake Up, America!’, James Montgomery, 1917, [picture], Learn NCs World War One Propaganda Collection, http://www.learn-nc.org/lp/editions/ww1posters/4 963 [23/08/12]8. America’s Answer poster, 1918, [pic-ture] http://www.picturehistory.com/images/products/0/2/4/prod_2495.jpg [23/08/12]9. Atlanta Constitution, ‘GERMANS BAT-TLE TO CHECK ALLIES ON SOMME FRONT’, September 6 1916, author un-known, p. 110. Atlanta Constitution, ‘Great War De-plored by Mormon Leader’, November 28 1914, author unknown, p. 911. Atlanta Constitution, ‘YMCA-YWCA Predicts Great Success for War Fund Drive’, 28 August 1918, author unknown, p. 712. Creel, George, 1920. How We Advertised America: The First Telling of The Amazing Story of the Committee of Public Information that car-ried The Gospel of Americanism to every corner of the Globe, London: Harper and Brothers Publishers13. Creel, George, 1947. Rebel At Large: Rec-ollections of Fifty Crowded Years, New York:Van Rees Press14. History Matters, Four Minute Men speeches, http://historymatters.gmu.edu/d/4970/ [23/08/12]15. New York Times, ‘MULTITUDES CHEER AT BULLETIN BOARDS’, 5 Au-gust 1914, author unknown, page unknown


that Won The War: The Story of The Commit-tee of Public Information 1917-19, Princeton: Princeton University Press7. Lasswell, Harold D. 1938. Propaganda Tech-nique In The World War, New York: Peter Smith8. Miles Watts, Sarah, Tebbel, John. 1985. The Press and The Presidency: From George Washing-ton to Ronald Reagan, New York: Oxford Univer-sity Press9. Milton Cooper Jr., John. 1969. The Vanity of Power: American Isolationism and the First World War, 1914-17, Connecticut: Green-wood Publishing Corporation10. Milton Cooper Jr., John, 1990. Pivotal De-cades: The United States 1900-1920, New York: W.W. Norton and Company11. Pinkleton, Bruce. 1994. The Campaign of the Committee on Public Information: Its Contributions to the History and Evolution of Public Relations. In Journal of Public Rela-tions Research,Vol. 6, Issue 4. pp. 229-24012. Rossini, Daniela 2009. Censorship in World War One: The Actions of Wilson’s Commit-tee on Public Information. In Cornelis A. von Minnen, Sylvia L. Hilton eds, Political Repres-sion in US History, Amsterdam:VU University Press13. Shaack, Eric Van Winter 2006. The Divi-sion of Pictorial Publicity in World War One. In Design Issues, Vol. 22, No. 1. pp. 32-4514. Smith, Daniel M. 1965. The Great Depar-ture: The United States and World War One, 1914-1920, New York: John Wiley and Sons, Inc.15. Vaughn, Stephen. April 1979. First Amend-ment Liberties and the Committee on Public Information. The American Journal of Legal History,Vol. 23, No. 2. pp. 95-12016. Walters, John. 1992. The Official Bulletin of The United States: America’s First Official Ga-zette. Government Publications Review, Vol 19, No. 3. pp. 243-256 17. Williams, T. Harry. 1981. The History of Amer-ican Wars From 1745 to 1918, New York: Alfred A. Knopf

Unnecessary Radio Stations,” April 6, 1917. Online by Gerhard Peters and John T. Wool-ley, The American Presidency. Project. http://www.presidency.ucsb.edu/ws/?pid=75407 [23/08/12]30. Wilson, Woodrow: “Executive Order 2605A - Taking Over Necessary and Closing Unnecessary Radio Stations,” April 30, 1917. Online by Gerhard Peters and John T. Wool-ley, The American Presidency Project. http://www.presidency.ucsb.edu/ws/?pid=75415 [23/08/12]31. Wilson, Woodrow: “Executive Order 2604 - Censorship of Submarine Cables, Tele-graph and Telephone Lines,” April 28, 1917. Online by Gerhard Peters and John T. Wool-ley, The American Presidency Project. http://www.presidency.ucsb.edu/ws/?pid=75413 [23/08/12].32. Wilson, Woodr ow, Peace Without Victory, Speech to American Senate on January 22nd, 1917, http://www.mtholyoke.edu/acad/in-trel/ww15.htm , [23/08/12]

Secondary Sources

1. Bagby, Wesley M., 1999. America’s Internation-al Relations SinceWorld War One, New York: Oxford University Press2. Buitenhuis, Peter. 1989. The Great War of Words: Literature as Propaganda 1914-18 and Afterwards, London: B.T. Batsford Ltd3. Cornbise, Alfred. 1984 (reprint). Four Minute Men: Volunteer Speeches During World War I. In History Matters, Four Min-ute Men, http://historymatters.gmu.edu/d/4970/ [18/03/12]4. Emery, Robert A. 2010. The Official Bulle-tin, 1917–1919: A Proto-Federal Register. In Law Library Journal, Vol. 102, No. 3. pp. 441-4485. Gibbs, Christopher C. 1988. The Great Silent Majority: Missouri’s Resistance to World War One, Columbia: University of Missouri Press6. Larsen, Cedric, Mock, James R. 1939. Words


الذكي يمرر أصابعه على شاشه جهازه بيته، التلقي قواعد أن إال الخارقة، التطبيقات ذي اختلفت أيضا بالترافق مع اختالف الذائقة لدى الجمهور، وخصوصا بما يتعلق بتفسيرات البشر للسياسة والحروب وآثارها العميقة على حيواتهم،

وما تشكله من تحوالت عميقة وصادمة. الحروب بما تجسده من حركية عالية وأفعال لتتشكل رحبا مضمارا تشكل هدامة، فيزيقية ضمنه المادة اإلعالمية، وتأخذ قوامها وتستغرق شروطها، إذ تغدو النزاعات المسلحة مستودعا السياسات، ورصد األخبار وتتبع لتحليل كبيرا الموجعة. اإلنسانية القصص والتقاط الصور الحرب وليمة دسمة للصحافة واإلعالم، إذ ال يقتصر دور اإلعالم في الحروب على مراقبة الجبهات بأخبار الجمهور وتزويد الميدان، اندحارهم أو المتحاربين، الخصوم وغلبة فحسب. بل يتعدى ذلك إلى رصد ما ينجم عن واجتماعية سياسية ظروف من الحروب هذه

واقتصادية وثقافية. والصحفيين الكتاب من واسع طيف يبدي آراءهم في ما يمكن تسميته بـ ›حروب اإلعالم‹, ومنهم من يفصل بين حروب اإلعالم والحرب بأن الفصل هذا ويعلل التقليدي, بمفهومها هدنا، وقد تشهد أو تهدأ قد التقليدية الحروب حروب أن غير السلم، إلحالل سبيال تجد اإلعالم تبقى مستمرة وتأخذ أشكاال وتجسيدات حرب على ينطبق أن يمكن ما وهذا كثيرة, الحرب فترة سادت التي والدعاية, اإلعالم رأسها وعلى الناتو، حلف دول بين الباردة وارسو وحلف األمريكية، المتحدة الواليات بزعامة االتحاد السوفيتي, حيث رصدت أموال طائلة من الطرفين لشن حروب إعالمية طويلة بل محددة, إعالم وسائل على تقتصر لم

الستينيات فترة خالل فيتنام حرب شكلت من القرن المنصرم, تحوال كبيرا في توظيفات اإلعالم وأدواره في الحروب. تجسد في بروز دور مما بالمسموع, المرئي يدمج كجهاز التلفزيون شكل ثورة على النمط الذي ساد فضاء اإلعالم األربعينيات في الثانية العالمية الحرب خالل من ذات القرن، حيث برز فيها آنذاك دور جهاز هذا في الدموية الحرب استمرار فمع الراديو, البلد اآلسيوي، والتي استنزفت كال من الجيش األمريكي وقوات فيتكونغ الشيوعية, صعد نجم الصورة كإحدى أهم ركائز اإلعالم, كما ظهر جديد، نمط صحفي الحرب هذه أجواء ضمن وهو القصة الخبرية المكتوبة والمتلفزة الفيتشر/

التشويق عنصر أضفت والتي ،Featureالقوالب من وحررتها والقضايا, األحداث على

الكالسيكية المملة. ضمن هذا السياق, شهدت أواخر الستينيات ونظم وعلومه، اإلعالم بنظريات اهتماما االتصال, وواكبت الصحافة وباقي فروع اإلعالم، تلك في اندلعت التي والحروب الصراعات الفترة, وبدأت مالمح النهوض اإلعالمي تظهر إذ العشرين, القرن بنهايات رويدا رويدا مرورا كان للتلفزيون دور كبير في نقل أحداث حروب كحرب الثمانينيات, في جرت كبيرة ونزاعات لبنان وحرب الفوكالند، وفي التسعينيات كحرب من شاهدناه بما وانتهاءا والهرسك، البوسنة الجديدة من هجمات األلفية مطلع في حروب على برجي التجارة العالميين, وما تال ذلك من

حروب طويلة في أفغانستان والعراق.وتأثيراتها الوظائف اإلعالمية تعاظم دور اآلن من نعايشه ما إلى السنين، وصوال عبر تطور تكنولوجي مذهل، له تمظهرات تجعل من اإلنسان مستهلكا شرها للمعلومة، وهو جالس في

اإلعالم في ظل الحروبP

بيروز بريك


والمعلومة, الخبر عن بحثهم ضريبة حيواتهم حتى والتصفية, لالستهداف عرضة فكانوا تؤمن أن المفترض من التي الجوار دول في إليها, وكان اغتيال الصحفي الحماية لالجئين ناجي الجرف في تركيا مؤخرا, مؤشرا على أن الصحافة تعد أخطر المهن في ظل الحروب، الصحفيين الحرب ورعاتها يضعون أمراء وأن لم حيث ›خطرهم‹. ويتلمسون حساباتهم, في الحرب هذه لهيب وصلها واحدة منطقة تخل الصحفيين بحق ومنهجية فردية انتهاكات من المناطق ومنها عام, بشكل واإلعالميين سجلت والتي الذاتية, اإلدارة لسلطة الخاضعة مبرح وضرب وخطف اعتقال حاالت فيها ومنع من مزاولة العمل وسحب للرخص, وهذه بباقي قيست ما إذا قليلة كانت ن واإ الحاالت سلطات تعفي ال أنها غير السورية, المناطق سواء حيالها, المباشرة مسؤوليتها من اإلدارة على محسوبة جهات من االنتهاك صدر المجدي في اإلدارة, أو من غيرها، وليس من السيئة النماذج مقارنات مع إيجاد الصدد هذا

الصيت أصال.صحافة الحرب أو صحافة خطاب الكراهية، وصمت أغلب صحف اإلعالم السوري الجديد

والمسمى بـ »اإلعالم البديل«.›الشرعية واحتكار التخوين حمى تنامت بتهم معها بالرأي المختلفين ووصم الثورية‹ عديدة في هذا النمط، الذي يعمل فيه صحفيون صحفيون‹، ›مواطنون الخبرة قليلو أو هواة بعض صفحات على التهم سيقت ما وكثيرا كالكرد بعينها، مكونات بحق والقنوات المواقع الحال هو كما اإلسماعيلية، أو العلويين أو نيوز‹، ›أورينت وموقع أورينت‹ ›تلفزيون في فلطالما أدرج القائمون على هذه الوسائل وغيرها المستتبعة االلكترونية والمواقع القنوات من المالكين والممولين، فصائل متطرفة لمزاجيات وتكفيرية تحت تسمية الثوار!! ومارست إقصاءا تزال ال سلمية؛ مدنية تعبيرات تجاه ممنهجا بين والتناحر الحرب نبذ بخيارات متشبثة

المكونات.

جندت لها ماكينات إعالمية كبيرة ومخصصات ضخمة, فبينما وضع الغرب الرأسمالي عشرات المعسكر المحطات اإلذاعية على طول تخوم كلفة يتحمل السوفيتي االتحاد كان الشرقي, تشويش باهظة عليها، درءا لوصول التحريض طويلة موجات ذي سالح عبر الممنهج

ومتوسطة وقصيرة اسمه الراديو.استعمل اإلعالمية الحروب من النوع هذا والتيارات واألحزاب واألحالف األنظمة بين إلظهار منها كل يسعى التي السياسية، إلغاؤه ينبغي مطلق شر أنهم على خصومها الحرب ضمن حاليا نعايشه ما وهذا ونسفه، واألقطاب، والمالمح األوجه المتعددة السورية بالمحلي، باإلقليمي الدولي فيها تداخل والتي ولكل من قوى هذا المشهد المروع قنوات وأذرع على وتحرض والسمين الغث تنشر إعالمية القتل وتبث خطاب كراهية، متجاوزا حدود النقد ليصل إلى مستوى غير الئق، وال تشفع حالة االستقطاب الحادة ألي كان أن يركل قيم العمل الصحفي الرصين، أو أن يغدو انتقائيا يستعملها حين الطلب، ويتخلى عنها إذا ما تعارضت مع

توجهاته.

اإلعالم والحرب في سوريامن العديد تحطمت السورية، الحالة في ›األصنام اإلعالمية‹ المتوارثة على صعد عدة ومحتواها اإلعالمية المواد شكل حيث من أي وسيلة لدى المستحيل فقد غدا من أيضا، بمعايير وتلتزم المهنية باتجاه تنحو إعالمية، أن تكون حيادية أمام استهداف المدنيين وقتل األطفال، وبذلك أزيلت اسطورة ›الحياد‹ وتنامى من ليغدو شرطا ›التوازن‹، استخدام مصطلح شروط المهنية لدى الصحفيين ووسائل اإلعالم،

التي يعملون ضمنها أو لصالحها. مادة الحرب فيه توفر الذي الوقت وفي الحرب هذه تعصف للصحافة, غنية أولية ذاتها بأرواح عشرات الصحفيين والمراسلين, إذ قدمت الحرب في سوريا نموذجا مؤلما وداميا, كثر صحفيون ومواطنون صحفيون دفع فقد


القتال, وبذلك يغدو المشهد اإلعالمي السوري مأزوما السوري, بالشأن المهتم العربي وكذلك وخاضعا العتبارات السياسة والحرب وأجندات والتي الداعمة, والشخصيات واألحزاب الدول اإلعالمي العمل ألخالقيات وزن أي تقيم ال لتشكيل واإلمكانيات, الوسائل كل وتجير الحروب الستدامة المغذية الكراهية خطابات

والنزاعات في المنطقة وال سيما في سوريا.

بناء ألجل العمل اإلعالم مهام من هل السالم والدمقرطة؟

الصحافة بقيم المؤمنون اإلعالميون وأخالقياتها, مطالبون بتقديم أمثلة من صحافة أو تحريض أي من الخالية الراقية السالم تخوين أو تكفير, وال يستقيم هذا الطرح إذا ما كان الصحفي يتمتع بمزايا معينة, حين يكتب أو يصور لصالح مؤسسات ووسائل إعالم رصينة, بينما تعج حساباته على السوشيال ميديا, بعكس ما يلتزم به، ففي زمن الحرب يغدو العمل على إذكاء الصراعات سهال, ويلقى قبوال واختضانا الحرب, أجواء مع المتماهين الناس قبل من الذائقة تغدو إذ تفاصيلها، في والداخلين وموتورة نزقة الحروب لمجتمعات الجمعية وقابلة للتحريض, وهذا ما يستغل عادة من قبل صناع اإلعالم المنغمسين في المال السياسي ورعاتها الحروب أمراء إلمالءات والمنقادين صحفيي مهمة يصعب ما وهذا اإلقليميين, إمكانياتهم رغم – يحاولون الذين السالم الخطابات في السالم لغة تغليب � الضئيلة اإلعالمية, ونزع الصواعق منها وتهيئة األجواء لمناخات ديمقراطية؛ ال تقصي أحدا من المشهد اإلعالمي, وهذا ما يقلق الجهات المستفيدة من حالة الحرب والتجييش ضد اآلخر, ففي وضع الداعشي حدودا قصوى من يبلغ فيه اإلرهاب استهداف القيم الحضارية والمدنية, وما سبقه من فجوات كبيرة في البنيان المدني، كان قد أحدثتها يتوجب على الواحد, الحزب الدكتاتورية وحكم القوى المدنية والفعاليات السياسية واالجتماعية أن الحر, والفكر بالتعددية المؤمنة والثقافية

اإلعالم العربي؛ وعلى رأسه محطتا الجزيرة إلمكانياتها نظرا بكثرة، تتابع والتي والعربية, الجاذبة الحديثة وتقنياتها الهائلة المادية الراعية الدول للجمهور, تنحو لفرض سياسات ملفات محددة التركيز على يتم ما لها, وكثيرا بسياسات تتصل كونها السوري, الشأن ضمن المغذي النهج هذا ويطال قطر, أو السعودية للحرب إدراج مصطلحات منحازة وتعابير غير من الحط تستهدف اإلعالم, مجال في مهنية اليمنية الحرب في سيما وال الخصوم, شأن في المثال سبيل على المخلوع‹ ›قوات كعبارة اليمني للرئيس المؤيدين المسلحين إلى إشارة

السابق علي عبد اهلل صالح.نجد محطات تلفزيونية غربية ناطقة بالعربية متوازنة في طرح الملفات وبعيدة عن التجييش هو كما خادشة، تعابير استعمال في وحذرة ال بينما فيله، ودويتشه 42 فرانس في الحال ينطبق هذا التصنيف على بي بي سي العربية، الملفات والطروحات تتعمد تعويم بعض كونها وهذا غيرها، دون السوري بالوضع الخاصة ما ال يمكن عزله عن تبعات الصراع السوري والتي ينبغي على مؤسسة بحجم بي بي سي، أن تنأى عنه لصالح الحفاظ على رصانة العمل

اإلعالمي. إعالم يعد أيضا، الحزبي الكردي اإلعالم الفضائية القنوات تتوانى إذ ال حرب وكراهية، يوافقها ال من بحق التهم الحزبية عن رصف الرأي، فقد بات فضاء اإلعالم الكردي، وال سيما والتخوين للتناطح ساحة منه المتلفز الخبري والتجييش ضد اآلخر، في والمبالغة واالفتئات الصحفي العمل أخالقيات أدنى غياب ظل الشرف ومواثيق السلوك مدونات في المدرجة

الصحفي الدولية. الصفة عنه انتفت فقد النظام, إعالم أما اإلعالمية, ليتحول إلى مضمار عريض للتلفيق والكذب ونسف أخالقيات الصحافة, ولطالما أثبت ›إعالميو‹ القنوات الرسمية السورية بعدهم عن هذه األخالقيات وهم يتصورون مع جثث مقاتلي المعارضة, وأحيانا مع جثث مدنيين في مناطق


ما يشهده هذا العصر من ثورة عمالقة في التقنيات اإلعالمية، ينبغي أن توضع في خدمة إحالل السالم والدمقرطة، حتى نستطيع التغلب والتعذيب والسحل الرؤوس قطع مشاهد على وحلقات التحريض الديني والسياسي والحزبوي.

الحريات إعالء شأن في خدمة الجهود تحشد الصحافة واإلعالم, العامة, وعلى رأسها حرية ليكون في مقدور اإلعالميين المشاركة الفعالة بناء أجل من والعمل للتطرف التصدي في الحرب مجتمعات من والخروج مستدام, سالم

إلى مجتمعات السلم والحداثة والتنمية.


الواقع أمر سلطات حكم فترة وتبدأ الموجود، اإلعالمي للواقع متأنية شبه بدراسة لكافة واستمالة غربلة، عملية تطبيق محاولة في اإلعالميين وحتى الموجودة، المؤسسات تلك المؤسسات، أو خارجها، للتصنيف ما بين الفوضى من حالة تبدأ وهنا ومعارض، مؤيد في عملية تطبيق أشباه القوانين المؤقتة، التي تخلقها هذه السلطات في بداية تواجدها، وعملية السلطة وتيرة على اإلعالمية االستمرارية للحكم السابقة السلطوية الفوضى أو األسبق،

الحالي.فالعالقة ما بين سلطات أمر الواقع واإلعالم وعدم التناحر من بحالة الدوام على تتميز النظر وجهات في االختالف بسبب التوازن، لسلطات تكون التي القضايا من الكثير إلى أمر الواقع عادة فيها منظار خاص لها، وهنا السلطتين، بين ما العظم كسر عمليات تبدأ محببة غير بألوان عادة العالقة هذه وتتلون للطرفين، وتتخللها أمور أكثر حساسية، وعليه تحاول السلطات وضع قانون توافق عليه سلطة تراه ما وهو مصالحها، مع ويتوافق االعالم، السلطة االعالمية غير مقبولة على الدوام مع عليها تجري التي والتعديالت التغييرات كافة بين الحين واآلخر، وتبدأ االنتهاكات، سواء من اإلعالم؛ طرف من حتى أو السلطة، طرف معادي لرأي إلى حامل يتحول ما كثيرا الذي للسلطة، مهما فعلت تلك السلطة من إيجابيات، بينما تتحول بعض وسائل االعالم إلى إعالم

في تصور الحالة العامةتحت دوما اإلعالم بقاء عملية تفسير إن سلطة الضغط ستكون مفتتح هذه القراءة األولية الواقع أمر سلطات ظل في اإلعالمي للواقع شكل في متقاربة اعتبارها )على العموم على عالقتها مع اإلعالم(، وأقول بأن اإلعالم � بما نسبت إليه من وظائف � يفترض به أن يبقى تقوم به كافة لما الدائمة، المعارضة في خانة السلطات؛ من سلطات منتخبة أو سلطات أمر تمارس العالم في الديمقراطيات فأعرق الواقع، بعض على ضغوطات واآلخر الحين بين

وسائل اإلعالم.وتبقى سلطات أمر الواقع هي الحد الفاصل ما بين موجة هائجة تبحث عن التغيير، أو حتى موجة انقالبية تحكم الواقع في منطقة جغرافية ما لمدة زمنية معينة، تنتهي بانتخاب سلطة عبر صناديق االقتراع، أو عبر توافقات معينة، وفي ظل هذه الظروف المؤقتة والدخول بغير تراتبية تطور تاريخي على خط السلطة، يجعل من هذه السلطات غير مهيأة إلدارة كل ما هو متواجد ومواطنين، لوطن جزئيات من األرض على قوانين عن دوما السلطات تلك تبحث وكذلك تحميها من كل المحيط الذي انحدرت منه، أو الجهة يعتبر اإلعالم أن وبما عبره(، )تسللت سلبيات، من موجود هو ما لكل نقدا األكثر وما هو غير منطقي أو قانوني، فإنها تصطدم برغبات سلطة أمر الواقع في تكييف كل ما في

محيطها وفق رغباتها.

في حيثيات العالقة ما بين سلطات أمر الواقع واالعالمP

عامر خ. مراد

قراءة أوليةثورات الشعوب ألجل حريتها، تسبق بضغط على الواقع اإلعالمي، وتترافق بذات الضغط وتتبع به, فثورة اإلعالم منفصلة دوما عن أي ثورة، مهما كانت ميزات تلك الثورة، فثورة اإلعالم مستمرة

أبدا، والضغط على اإلعالم كان وسيبقى.


يمتلك للصدام ومتجنب اإلعالمية، المادة المواجهة نقطة عن بعيدا يبقى ولكن كلمته، الحقيقية، ومعارض للسلطة القائمة يبحث دوما عن وسائل تحميه أو يتعرض بين الحين واآلخر

لالنتهاكات.

جراءات غير قانونية تهم جاهزة واإتجاه الواقع أمر سلطات بسلوكيات تتحكم اإلعالم عموما عمليات توجيه تهم معدة مسبقا، أو واألمة للوطن العداوة ذريعة تحت ودائما بقضايا مرتبطة التهمة فتكون والثورة، الحزب إضعاف ووهن نفسية األمة، والعداء لقيم الثورة األولى الدرجة في تأتي تهم وهي واإلرهاب، تجاهها، الصادرة األحكام نوعية حيث من حيث ألجلها، المعتقل مع التعامل وكيفية تتضمن إجراءات االعتقال الكثير من الخروقات في بتهويل غالبا وتبدأ والحقوقية، القانونية بالمداهمة عادة تدعى التي االعتقال، لحظة في والسرية االحتجاز إجراءات في والسرعة وحتى المعتقل ذوي ومنع اإلجراءات، بعض المحامين من رؤيته، واللجوء إلى فن اإلثارة في التعامل، وغالبا ما يكون التعامل مع هذا المعتقل مشوبا بالقسوة، وينتهي السيناريو بإجراءات غير منطقية كإبقاء المعتقل رهن السرية في كل شيء حيث تغيب كافة األخبار عن حالته ووضعه أو يطلق سراحه دون وضوح في أسباب االعتقال

وأسباب إطالق سراح الصحفي.وغالبا ما تلجأ سلطات أمر الواقع إلى مثل المواطنين على هيبتها لفرض اإلجراء هذا ودالالت معاني ذات رسالة وارسال عامة، في الواقع أمر سلطة طبيعة بحسب مختلفة المتواجدة االعالمية الحالة وطبيعة المنطقة، تتلخص ما وغالبا اإلعالمي، الوسط لمجمل من بعض عن للتراجع الوسط هذا تهديد في أو السلطة والهجوم على هذه التهجم عمليات

النقد يكافة أشكاله.

بالط، تدافع عن وجودها، مع التجرد من أهدافها أمران؛ هو التحول هذا في والسبب الحقيقية، أولهما الواقع األمني الذي تتحكم به سلطة أمر من الكثير سطوتها من يخشى والتي الواقع، الذي االقتصادي الواقع وثانيهما اإلعالميين، يتحول إلى واقع سيء بدرجات، حسب إمكانيات

المنطقة التي تتحكم بها سلطات أمر الواقع.تندرج عادة أوضاع أي منطقة أو دولة في ظل سلطات أمر الواقع، تحت مسمى الفوضى، وذلك بسبب تعدد التوجهات السياسية والثقافية واالجتماعية، مما يؤدي إلى حالة من الفوضى، التي ال تستطيع أية سلطة التحكم بمعايير ثابتة لها، وهنا يكون لإلعالم خطوطه الحمر، وهنا الخطوط، التجاوزات ما وراء هذه تصبح كافة

أمور تحاسب عليها السلطات الموجودة.

أمر شكل قوانين اإلعالم في ظل سلطات الواقع

المواطنين إيهام إلى السلطات هذه تسعى والوسط اإلعالمي، بوجود قوانين عصرية لمجمل الحياة ضمنها ومن العامة، الحياة مفاصل اإلعالمية في النطاق الجغرافي الذي تحكمها، ولذلك تصدر على الدوام تعليمات وقوانين تكون مجزأة غالبا، فمن جهة يتوفر بعد فترة من الحكم البالد، ومن الحالة اإلعالمية في ينظم قانون جهة أخرى يترافق هذا القانون بقوانين مناسباتية تصدرها هذه السلطات للضرورات، والسبب هو ظل في لإلعالم الناظم األساسي القانون أن أي سلطة أمر واقع، التكون شاملة ودقيقة، ألن هذه السلطات تبحث دوما عن ثغرات في ذلك القانون، لتجيز لنفسها التحكم بالحراك اإلعالمي المتواجد في المنطقة قبل وجودها، وتوجه هذا اإلعالم وفق سياساتها المرسومة بقدر أهدافها تتميز سلطات المعلنة، حيث غير أو المعلنة أمر الواقع بضعف في حالة الشفافية السياسية

ما بين السلطة والمواطن.التشتت من حالة تبدأ أخرى جهة من والتشرذم لدى جمهور اإلعالميين، ما بين مؤيد نوعية حساب على باالستمرار طمعا للسلطة


ومصادرة فيها العاملين واعتقال القنوات من جميع معداتها.

كما أكد كبير المستشارين في لجنة حماية الصحفيين أن سمايث فرانك الصحفيين إن قائال في مصر، يواجهون ظروفا عصيبة اإلعالم، على يسيطرون العسكريين )الحكام

لمنع توجيه أي نقد إليهم(.

وأوضح سمايث أن السلطات )توجه تهما محاكم وتستخدم للصحفيين، معقولة غير هزلية لقمع حرية الصحافة(، وذهب إلى القول انتقادات أي تطيق العسكرية ال )السلطة بأن

لسياستها سواء من الداخل أو الخارج(.وأعربت منظمة ›مراسلون بال حدود‹ عن قلقها إزاء ما أطلقت عليه ›األعمال العدائية المتزايدة‹ التي تستهدف مهنيي اإلعالم في مصر، وذلك عقب البيان الذي أصدرته الهيئة العامة لالستعالمات وسائل تغطية خالله من واستنكرت المصرية بمصر. الجارية لألحداث األجنبية اإلعالم واعتبرت المنظمة أن الوضع بالنسبة لإلعالميين في مصر بات ›متوترا للغاية‹، بعد مقتل ثالثة اإلعالميين كبير من صحفيين، وتعرض عدد األخيرة، األسابيع االعتقال خالل أو لالعتداء مذكرة السلطات المصرية بمسؤوليتها في السماح للصحفيين بممارسة مهامهم في أفضل الظروف.من جهته أكد األمين العام المساعد للمجلس العربي قطب المصرية للصحافة األعلى هو اإلعالم أن على تصريحاته إحدى في الضحية األولى النقالب الثالث من تموز فمنذ اللحظة األولى بداية من تراجع للحريات وعودة الصحفيين باعتقال سواء القمعية للممارسات غالق الفضائيات وعسكرة المؤسسات الرسمية. واإ

نظرة إلى الحالة السوريةتكاد تكون النظرة للحالة اإلعالمية السورية الواقع أمر سلطات من مجموعة ظل في المؤقتة في المناطق المختلفة، قريبة ودقيقة في

هكذا ظل في االعالمية الحالة صيرورة سلطات

تبدأ الحالة االعالمية في ظل سلطات أمر ن واإ لتحقيق الطرق أقصر عن بالبحث الواقع القليل من واجباتها تجاه الواقع المعاش، ولكنها بانتهاج فتبدأ الرقيب، بسلطة دوما تصطدم وواجبها ذاتها تراوغ فحينا المراوغة، سياسة في كشف الحقيقة، ونقل الواقع كما هو عليه، فتبدأ عملية اللعب على الحقيقة، وأحيانا تراوغ السلطات عبر التحايل على المصطلحات، أو يثقل الذي الهم غير أخرى هموم عن البحث هذه تمارسها سلبيات نتيجة المواطن، كاهل

السلطات.هنا تبقى حالة التطور في العمل اإلعالمي في والمراوحة التخبطات من بحالة مرهونة في البطيء التطور من شيء مع المكان،

األساليب دون طبيعة تناول القضايا العالقة.

توثيقات من الحالة االعالمية المصرية بعد اإلطاحة بمبارك

المصري المرصد عن صادر تقرير أكد العالمي ›اليوم بمناسبة والحريات للحقوق لمحاربة إفالت مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين من العقاب‹، مقتل تسع صحفيين في الميدان، صابة ستين صحفيا بجروح متنوعة، ومحاكمة واإعن يزيد ما واعتقال عسكريا، إعالميين ستة

اثنين وتسعين اعالميا.عشرة غلق إلى اإلحصاءات وأشارت عشرة اثني ومداهمة وغلق فضائية، قنوات مكتبا لمؤسسات إعالمية، ومنع صحيفتين من حالة وعشرين اثنين إلى باإلضافة الصدور، منع من الكتابة، وفصل ثالثين صحفيا بصورة

تعسفية.حماية لجنة عن صادر تقرير وكشف خطر في الصحافة ›حرية باسم الصحفيين بمصر‹، أن حرية اإلعالم في مصر تراجعت غالق عدد بعد أحداث الثالثين من حزيران، واإ


أو اإلعالم، يمارسها التي النقد لحالة عموما حالة المعارضة الطبيعية لإلعالم، لقوانين كافة وهنا كانت, بقعة أي في الحاكمة السلطات يجب دراسة تفاصيل هذه االنتهاكات وطبيعتها، وطبيعة التعامل مع االعالميين في كل منطقة سورية على حدا، فرغم بعض القوانين المشتركة من الكثير فهناك اإلعالمية، للحرية المضادة االختالفات الجوهرية في هذا التعامل بين هذه

السلطات.حالة أن على التأكيد من البد النهاية في ظل في وستبقى متواجدة، اإلعالمي القمع سلطات أمر الواقع مهما كانت طبيعتها، بحكم جملة من الميزات التي توسم بها هذه السلطات بمواجهة ذاتها، على للمحافظة تسعى التي جملة واسعة من التحديات الخارجية والداخلية، وهذا ما يجعلها تتلكأ في ترسيم صورة واضحة من ويجعل اإلعالمي, الواقع مع للتعامل الصحفي ضحية من جهة، ومناضال في سبيل الكر حالة تبدأ وهنا أخرى، جهة من حريته والفر بين السلطة الرابعة وسلطات أمر الواقع.

تفاصيلها عند المقارنة بما سبق ذكره من قضايا الناتجة االختالفات بعض مع عامة، وأحكام أماكن في السلطات لهذه المؤقت البقاء عن تنظيم تعامل مقارنة يمكن فكيف سيطرتها، داعش مع اإلعالميين، دون أن تكون هناك أية الناظمة القوانين العمل مع لهذا ناظمة قوانين الحر، الجيش سيطرة مناطق في العمل لهذا أو سيطرة اإلدارة الذاتية في المناطق الكردية، النظام سيطرة تحت مازالت التي المناطق أو بحسب الحاالت هذه تختلف كما السوري، الطبيعة العقائدية لهذه السلطات، فمن الصعب إجراء عملية تقارب وتوصيف للحالة اإلعالمية، وظل داعش، حكم ظل في واقعها بين ما الحكومة الكردية، أو حكومة النظام، أو سيطرة

الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة.لكن في المجمل فإن حالة من انتهاك للحقوق تمارس بحق اإلعالميين، وبدرجات متفاوتة في ألن المختلفة، والسلطات الحكومات هذه ظل النهاية سلطات راغبة في تبقى السلطات هذه المجاالت، ورافضة كافة في في بسط حكمها


المعارف والعالقات الدولية، سواء على المستوى الرسمي بين الحكومات واألنظمة، أو المستوى

الحضاري بين الثقافات المختلفة.للرؤية جديدة إشكال طهور أن شك ال المعاصر، بالعالم وعالقته اإلعالم مجال في النخب بين النظر لوجهات الفرصة أتاحت المثقفة المنتجة للمعرفة، وما تبعها من سجاالت كيفية دمقرطة اإلعالم، ومناقشات حادة حول لكن التجارب الحديثة أثبتت كيف أن الحكومات في بها الخاصة أجنداتها نشر أهمية أدركت والسياسية، والثقافية، االقتصادية، المجاالت عبر اإلعالم واألدوار التي تقوم بها في فرض نظرتها األحادية التي تقوم على إغفال وتهميش خطورة برزت هنا ومن الشخصية، الحريات السلوك من معينة أنماط ترسيخ في اإلعالم يظهر حيث البراغماتي، المنظور خالل من وأساليب مختلفة رؤى بين الجذري االختالف

مختلفة.ثمة جدل واسع يدور في األوساط اإلعالمية، حيث هناك من يرى أن اإلعالم ينبغي أن يكون أداة تحديث في المجتمعات النامية عبر تدويل، الجانب أيضا إنما المادي، الجانب فقط ليس الفكري المتمثل في قيم العصر، وآخرون يرون أن اإلعالم قد يكون نوعا من االستعمار الثقافي اعتباره على المحلية، الثقافات حساب على االجتماعية والقيم للثقافة األساسي الناقل والروحية، وقد يساعد في دعم المواقف والتأثير السلوكية، األنماط عليها، وعلى حفز وتنشيط

تقديمأسسها وضع التي الحداثة منجزات من وغيرهما، وهيجل كانط مثل التنوير مفكرو يختلف ال التي لالتصاالت التكنولوجية الثورة اثنان على شموخها وقدرتها في استمرار بريقها على العالم قاطبة، إذ بفضلها بات الكون قرية

صغيرة.الصناعية األقمار لعبته الذي الدور إن الشعوب بين التقريب في الواسعة ومجاالتها والمجتمعات، كانت ثمرة العقل العلمي بإمكاناته الهائلة الذي بدا وهو ويصحو من كبوته الطويلة تكنولوجيا تكن ولم التاريخ، في ينخرط كي االتصاالت من مهامها فقط اإلنتاج الصناعي يسمى ما في المعارف من أنماط تدويل إنما الثقافية، والظواهر والعقليات األفكار عولمة مهما دورا يحتل اإلعالم أصبح فقد وهكذا على أصعدة مختلفة، ويشغل موقعا مركزيا في إلى ذلك االستراتيجيات والسياسات، وأدى كل إلى طريقها في جديدة كونية خريطة ظهور في تبدالت جوهرية تمخض عن كما التبلور، كأداة واستخداماته ومصادره، االتصال أنماط في حاسم وكسالح والدولية، المحلية للهيمنة استلزم مما اإلقليمية، والصراعات الحروب ضرورة إعادة النظر ومراجعة المفاهيم التقليدية واالتصال، اإلعالم مجالي في تكرست التي مثل مفاهيم؛ حرية الرأي، وحرية التعبير، وحرية نشر المعرفة وتداولها. كذلك يأتي دوره بمثابة منظومة وتشكيل خلق في الرئيسي المحرك

اإلعالم وحرية التعبير) قضايا وإشكاليات (

P

عزيز توما

ربما أخالفك الرأي لكني سأظل أدافع عن وجهة نظرك حتى آخر نقطة من دمي/ فولتير


الزمني؟! بعده في التعبير حرية رصد يمكن نجد البشرية التجربة جوانب بعض في تأمال أن الحرية تتمثل في إشكالية تجسدت إنسانيا، المتعذر من وأصبح العصور، عبر واتسعت الدقيق، الفكري المستوى على بها اإلمساك وتباين الغموض، اإلشكالية العناصر حيث دفعة الشامل التناول وصعوبة النظر وجهات لكننا الحرية، إلى جميعا نسعى وقد واحدة، نتوجس أحيانا من تبعاتها التي قد تكون صادمة لمعتقداتنا وثقافتنا، ولسلوكنا التعليمي والتربوي.

رغم كل ما تقدم البد من المغامرة في السير نحو الحرية، ألنها تبدو مسألة الغنى عنها للولوج الحديثة. من جهة الدولة العصر؛ عصر إلى أخرى تغدو الحرية قضية إشكالية حين تتماهى برؤى تأطيرها يتم عندما خاصة التعبير، مع مسبقة، وتتشكل حولها مواقف واتجاهات، فهي تقول � ربما � الحقيقة وعكسها في الوقت الذي ألنها المعرفية، إمكاناتها من تجريدها اليمكن الكابوسية، ذاتها وتحيا الخاص عالمها تعيش لكننا نجهد للحصول عليها، فقد النريدها أحيانا محكومون ذلك ومع الثقيلة، تبعاتها أونرفض الصعيد على أثرها اقتفاء من والبد بالحرية، تكتسي الشخصية الحريات ألن الشخصي، الحقيقة مع التعامل في هاما بعدا بالضرورة جزءا اإلنساني الكائن اعتبار على وعكسها، عالقاته إطار وفي تنوعها، في الطبيعة من

مع اآلخر.إنها حرية اإلرادة ألن تداول الفكر وحساب ومن الذات، دواخل في تتم والغايات، النتائج المتعذر فهمها إال على أرضية ضاجة بالتنوير، كما تحصل في عوالم متحضرة، عوالم تفصل بين إمكانات الحرية الشخصية والسلطة، وتأبى التدخل في شؤونها. هنا األمر قد يبدو معاكسا في هذا المشرق المضطرب، والمؤطر بالتابوهات والمحظورات، مضافا إلى ذلك سطوة السلطات، التي تقف حجر الذهنيات زائدا إرث ثقيل من التي واألحداث اإلبداع، إمكانات أمام عثرة رافقت مسار التاريخ راهنا في الغرب األوربي،

تطبيق في أساسية بمهمة أيضا يقوم وقد ضفاء الطابع الديمقراطي السياسات الثقافية، واإعلى الثقافة، لكنه قد يبدو الوسيلة الوحيدة بالنسبة التعبيرية بأشكالها الثقافة استقبال في للعالم اإلبداع على يقدم روائع أن ويمكنه المختلفة، مدى التاريخ، كما يمكنه أن يلعب دورا خطيرا من خالل نشر الثقافة المبتذلة والسطحية، الني الثقافة التشويق، بدال من تعتمد على عناصر الجادة والعميقة، وكذلك إثارة النعرات الطائفية، كما دامية، نزاعات إلى تفضي ما التي عادة

يحدث اآلن في المنطقة عموما.وهكذا فإن أجهزة اإلعالم سالح ذو حدين، الثقافات نشر بغرض استخدامها يمكن حيث على التأكيد خالل من الحضارية، ومسيرتها أخطر مواجهة بذلك فيمكن هادف، محتوى قاطبة، اإلنسانية منها تعاني التي المشاكل ويمكن الخاطئة، واألطر االرتجال عن بعيدا استخدامها بغرض اإلساءة إلى الحياة اإلنسانية، واالحتكار للضبط اإلعالم وسائل تخضع إذ من المسيطرين، األمر الذي يجعلها معبرة عن

مصالحهم فقط.

فضاء الحرية/ إشكاليتهاحرية مفهوم ضبط الصعب من بداية، بضع في اختزاله الصعب من كما التعبير، مواقع من مزيدا يستبطن ألنه صفحات، األمر للتأويل، واسعة وفضاءات الغموض الذي يدفعنا إلى البحث في الممكنات، لإلحاطة إذ المفهوم اإلشكالي وتفكيك أطره، بتركة هذا ال يختلف اثنان على وعورته بالرغم من بريقه، اإلعالم، بمفردة األمر يتعلق حين خاصة عتبة على الوقوف هو هنا الحاسم فالعامل

التصورات تمهيدا للتأمل في هذا المفهوم.الحرية إشكالية في المتمثلة العتبة إنها الطبيعي اإلطار ألن المعاصرة، ثقافتنا في والحقيقي للحرية، إنما هي الثقافة بمجملها طبقا للمفهوم االنتروبولوجي. تأسيسا على ذلك، كيف


العصور الماضية، وحرية التعبير ليست مجرد سياقات تحكمها ممارسات إنما فلسفية، أطر سوسيوثقافية ومصالح اقتصادية، وقد استطاع مشتركا مفهوما يطور أن الدولي المجتمع لحرية اإلعالم، واضعا في اعتباره االختالفات تصاعدت الذي الوقت في المتباينة، الفكرية اإلنسان ولحرية لحقوق انتهاكات صارخة فيه التعبير، السيما أثناء النزاعات الجارية راهنا في المنطقة، حيث مارست هذه االنتهاكات اعتداءا على حرية التعبير، وتجسدت في سوء استخدام للدعاية تسخيرها خالل من اإلعالم وسائل

العنصرية والطائفية وغيرها.حقوق منظمات تحركت ذلك مواجهة في التعبير، ورفض لتؤكد على أن حرية اإلنسان قيما تعد العنصرية الدعاية أشكال كافة التعايش تحقيق على تقوم أساسية ديمقراطية السلمي بين الشعوب، ومن أهم البنود المتعلقة )1 –فقرة 59( البند والتعبير، اإلعالم بحرية الذي يعتبر أن حرية التعبير حق أساسي وتعد التي األخرى الحريات لجميع الزاوية حجر

يتمحور حولها ميثاق األمم المتحدة.

في طبيعة العالقة بين اإلعالم والسلطة البحث في فكرة العالقة بين اإلعالم وحرية التعبير تطرح أحيانا جملة من العقبات تتصل معظمها بالخلفيات اإليديولوجية التي غالبا ما تنجم عنها انتكاسات أو تشوهات وفق المنظور – القضية هذه إلى التطرق وعند الثقافي، إذ واسعا جدال تمنح قد العالقة فإن الهدف، نجدها ترتبط أحيانا بالوعي الخاطئ، خصوصا أن كليهما – اإلعالم والحرية – متعاليان على

الكائن االجتماعي. ترسيخ على تعمل السلطة كانت ذا واإنبض ضبط على تعمل فهي مؤدلجة، رؤى عبر االجتماعية، الفئات تهميش عند الحياة بث رسائل مرئية أو مكتوبة، فتتبدى ديناميتها

المرئي المقدس عبر اإلعالم تم مالمسة حين فهم إشكالية عن النقاب وكشفت والمكتوب، طبيعة العالقة بين الحرية والسلطة، والمعروف االعتبارات تجنب إلى يميل الغربي الفكر أن المتعلقة بجوهر ما ينقل عبر اإلعالم، إنما يؤكد على النواحي اإلجرائية والشكلية، دون االلتفات بغض اإلحداث، نقل بمعنى المحتوى الى النظر عن مضامينها في منتهى الحرية، وهو ما يتماشى مع المفهوم الليبرالي لحرية اإلعالم، الذي يرفض تقييد اإلعالم تحت أية ذريعة وبأية

قيود مسبقة.بمصادرة المنهمكة األخرى األطراف أما أطر وفق األمر بمعالجة فتكتفي الحريات، إذ الرسمية، المستويات على حتى أيديولوجية يظهر وهنا واإلثارة، الخطابة من مزيدا تقدم بعمق متناقضين مستويين بين التفاوت جليا وحجم التوترات التي تنجم عن هذا االختالل في التوازن، وكان للشرق دور غير مرتبك في إدراك تلك الثنائية، مما أثار حفيظة األوساط الثقافية في الغرب، التي سارعت إلى التصدي للظاهرة، وأبت أن تتراجع عن مواقفها، ألن العملية طالما التراجع اليمكن تنويري حداثي بإرث تعلقت عنه، وهكذا فقد جاءت النتيجة مخيبة لآلمال، وبات الحديث عن صدام الحضارات، ليس فقط بين التوتر من مزيد إلى دافعا كان بل مقلقا الشرق المحافظ، والمنشغل باليوتوبيا وبمقوالته العصر، صيرورة مواكبة عن وعجزه القبلية، والمتهافت في في قضايا الميتافيزيقيا، وصعوبة إدراك الحاضر، والغرب الطافح بعالم الليبرالية سلطة بين عالقة كل يفصل الذي المظفرة، اإلعالم وسلطة جهاز الدولة، ولعل من المؤسف أن يطغى الهم اإليديولوجي على الهم المعرفي عندما يتعلق األمر بالحرية في التعبير، كما من

المؤسف الخلط بينهما. أنها الحديثة الحضارة سمات أبرز من والرأي، التعبير لحرية كبيرا اهتماما أولت كجزء أو االتصاالت، لثورة طبيعية كنتيجة في أوروبا في البورجوازية الثورات من أصيل


عبر من يمارسه ومن يتبناه ويدافع عنه، حرصا تحقيقها، بأساليب النجاعة، ووعيا عميقا على لإلعالم المسموحة المساحة بمفاصل وتتحكم الحر، فتضفي عليه خفاياها وأجنداتها المتوارية تمكنها التي الذاكرة العامة، تصنع أنظار عن

من مواقع مراقبة وعقاب.تتميز لممارسات يؤسس السلطوي اإلعالم سحر خالل من المنتج، المشهد بجمالية في النجاعة آثار وتتمثل المرسل، الخطاب التأثير سلبا، كما هو مخطط في المشهد؛ أي

الخضوع لسلطة الخطاب. الخطاب على ينعكس السلطة فعل إن فعل إليه مضافا مباشر، بشكل اإلعالمي يصبح بحيث وعبره، الخطاب في خاص الذي فهو المعاصرة، السلطة مسكن اإلعالم يقود إلى تنميط األفراد ويعمل على تفريغهم من

كل نشاط يرتبط بالعقل. في نهاية المطاف يمكن القول أن تكنولوجيا اإلعالم التتضمن طبيعة شريرة بذاتها، باعتبارها لذا المعاصر، لإلنسان جليلة بخدمات تقوم واألخالقيات، التكنولوجيا بين الخلط الينبغي يمكن واألدوات أداة إال ليست تكنولوجيا فأية غرض وأهم متعددة، ألغراض استخدامها مع الفردية، المبادرات على يتركز أن يجب شريطة سلطوية مرجعية أية مع االرتباط فك المحافظة على المبادئ الديمقراطية األساسية.

في صيغ وأشكال متعددة، فهي سلطة متعالية، صاحب عبر لقد الضارة، بالدالالت طافحة نص في واألشياء الكلمات كتابه في فوكو في وتبدلها تحولها وكيفية السلطة حول الحقول اإلعالمية التي تتحرك فيها من خالل ممارسة القوة والسيطرة من أجل إلغاء اآلخرين، توفير على قادرة تقنيات من انطالقا وتعمل عبر أو المراقبة، أشكال وتفعيل الضوابط، تعمل أن تستطيع معقدة واستراتيجيات برامج بشكل آلي ومستقل, وهكذا حين تحتل السلطة تستخرج اإلعالمية الظاهرة في األكبر الحيز ظواهر معبرة، تبريرية، ألجندات خفية، فتتوارى كل أشكال حرية التعبير، وحينها يتعطل اإلدراك القمع اإلشهاري السلطوي، وتنتشر الناجم عن ظاهرة االرتزاق الذيلي عند المثقفين اإلعالميين، الميدانية القرائن من العديد تقديم هنا ويمكن ذات مرجعيات هابطة، مآلها بث الرعب وتفتيت الحضارة عبر تسترها على الخرافة، والتخلف، والعقل السحري الذي اليمكن حصر أضرارها. إن للسلطة دورا هاما في اإلبقاء على الواقع كما هو؛ أي تحت سيطرتها، فهي تؤسس لمفاهيم الهيمنة عبر أساليب األجهزة الدعائية لإلعالم معجم تكوين إلى دوما تسعى فهي الرسمي، مشروعية أفعالها على يضفي جديد، داللي مزعومة، وتخلق معها طوابير من التابعين، فهي تغير بشكل سري وسحري محتوى عناصر بنية المفهوم، توجه المعنى وتخلق الخطاب الجديد،


ما دور الحقائق النهائية في التوجهات �اإلعالمية؟

سنتناول ثنائية اإلنسان والتاريخ في سياق تطور أدوات الحوار، حيث يعد التاريخ اآلخر المتأرجح ما بين القبول والرفض، وفي الحالتين الذي الضوء، لتسليط ومرآة ثابتا مرتكزا يبقى ومنذ تبوأ مكانة مرموقة في مختلف المجتمعات

وبنسب متفاوتة.حيث يستحوذ اإلنتاج الجمعي على بوصلة بطريقة تجيب التي األفكار بنوعية االهتمام، عن بعيدا المرء، تساؤالت عن بأخرى أو المفترض ومن السلطات، لمختلف خضوعها والتي السالبة، األسئلة صيغ معالجة يتم أن عن بعدا أكثر نتائج إلى النهاية في تصل المتوازية المناخات تبنى عليه الذي الجوهر والمتزامنة، مع مسار التطور اآلخذ باالنطالق، المانحة الظروف أكثر إلى الوصول مستهدفا لألمان الداخلي، المستند العامودي في توظيف

الطاقات لتحقيق األهداف. هذه هي صورة اإلنسان الذي استكان للواقع في التبعية دخلت حيث السنين، آالف منذ أعماق شخصيته، وباتت محاولة التحديث من األعمال التي تستوجب المزيد من العمل المركز وبطاقة مضاعفة، وبالعودة إلى المرجع المنتج لإلعالم الذي يعد مصدر توسيع الفوارق ما بين المنتج المجتمع فنمط اإلنسان وظاهره، باطن أو الممول ال يملك ثقافة قبول اآلخر، بل على أي اجتماعي؛ سياق في نشأ فهو النقيض، أنماطها. بكافة القوى ظهار واإ إبراز في الحق اللون يطفو التناحر، أو التشابك أحوال ففي المتعالي على السطح، حيث تدخل مثل هكذا سار الذي العام، المنطق خانة في تفاعالت

الذاكرة استوعبت هل اإلعالمية الذاكرة السياسي، االقتصادي، المستوى الجمعية على والنتاج والفنون العلوم ومختلف الثقافي،

االجتماعي؟!.اإلعالمي المجتمع اعتبار لنا يحق وهل حتى الحريات هل أخرى، بصيغة أو حداثيا؟

ن عبثت تبقى المرجع واإالقادر على خلق لإلنسان بالنسبة الحقيقي اإلبداع؟ أم علينا المضي قدما لترسيخ العقالنية

في المجتمع اإلعالمي؟تحرير في بعيد حد لى واإ اإلعالم ساهم المقموع، وبنسب متفاوتة حسب المراحل التي

بلغتها المجتمعات من النضوج، الذي يعد محور تقبل األفكار الحداثية، والتي تؤسس بدورها للمراحل المتقدمة

في سلم التطور.

لعقلية الموضوعي التعبير اإلعالم، الجماهير

أوتوجروت األلماني وبحسب اإلعالم إن هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير، حيث والثنائيات المتناظرة، التراكيب يتضاعف حجم المتضامنة، والحجر الحاضنة للخطوات الداعمة لألفكار المتجددة، والمنتجة لآلليات الباحثة عن

خلق المناخ األكثر مالءمة للحياة.في التوجه تشكل جوهر المراجع هل �

أضخم القالع اإلعالمية؟ الخطاب لتعميق وجد اإلعالم هل �السلطوي؟ وما دور اإلعالم في النسيج النفسي

أو البرمجة الداخلية؟

المجتمع اإلعالميP

محمد مجيد حسين


أواستعمالها مثل اإلنترنيت هو ما جعلها سهلة في متناول الجميع.

آمال إلى تصل الصراعات معظم نتائج الجماهير، ولكن بنسب متفاوتة؛ أي أن الوصول إلى التوافق هي خطوة باالتجاه الصحيح، مما يؤسس األرضية لبناء السالم من خالل االرتقاء والرؤى العقل دور بتفعيل الصراع، بمستوى المتعددة لألحداث، وهنا تظهر الحاجة الماسة الرؤى لمختلف المنور دور ليلعب لإلعالم المختلفون أو المتحاورون، عليها يستند التي أهمية دقيقة وبصورة تعكس جديدة عبر رؤى في اإلنساني البعد توافر حال في اإلعالم، اإلعالمية، الجهة عليها تستند الذي المرجع والتي تنسجم مع مفاهيم وقيم العصر التي تلهم

الفرد الحرية الكاملة. هنا يتبلور الدور المحوري لوسائل اإلعالم أساسيا عامودا باتت فهي أنواعها، بمختلف تسليط خالل من اإلنسان، شخصية بناء في تطورها ونقاط الحضارة، أهمية على الضوء يتناسب وبما العقل، يتقبله منطق سياق في وثقافة المجتمع المستهدف، والذي هو في طور المستجدات التناغم مع بأن العلم التطور، مع العام، السياق في التطور وآلية متناسب غير فالعالم دخل في نمو متسارع في كافة الميادين

وخاصة مع مطلع األلفية الجديدة.

اإلعالم العالميللتقنيات، المنتج المصدر اإلعالم يعد تعكس سمات التي األفكار والمرجع في طرح وتراكميا غنيا إرثا تملك والتي الغربية، الثقافة من الصراعات، وعلى وجه الخصوص الفكرية التي تعد أساس سير التاريخ، فاإلعالم في سياق تجاوزها استطاع مفصلية، بمراحل مر تطوره األلمانية، ثم ومن اليونانية الفلسفة بفضل والمستوعب الواسع للفكر أرضية أسست التي أوروبا، التي سادت األديان للمتغيرات، وحتى فكان الجانب الروحاني هو محورها، ومع ذلك

باتت في مراحل أخرى عقبة في وجه التطور.

والمتجهة المتقلبة مسيرته في التاريخ عليه رغم كثرة المنغصات صوب تحقيق المزيد من

التطور. المرجع ودوره أهمية نؤكد أن نستطيع هنا المحوري في مختلف وسائل اإلعالم من خالل وتأثيرها على يصالها واإ األفكار وتفعيلها، بناء عبر القادمة الثقافة تكون قد الذي المتلقي، وسائل االتصال تقف على النقيض من ثقافته، المتلقي يضع مما األثر تداعيات تتسع حيث في موقف الحرج، مما يخلق مناخا متكامال من النفسي، البنيان في المرتكزات تجاه الضبابية الذي يعد عامودا في االستقرار الداخلي، الذي وفي حال غيابه يفقد المرء معظم طاقته، وعلى بالتركيز، فمهما المتعلقة تلك وجه الخصوص كانت األجواء مستقرة وبنسبة عالية، كان التركيز أكثر دقة مما يقودنا نحو المزيد من المكتسبات، النسيج في تدخل مضض على تدخل والتي الحاضن لشخصية اإلنسان، وعندها يتم تفعيل اإلرادة مما يفتح سقف الفضاءات المنفتحة على طردا المتناسبة للظروف توفيرا األكثر المناخ

مع الدوافع التي تقود اإلنسان في الباطن.شبه أو المغلقة الثقافة ذو المرجع إن المغلقة يقودنا إلى إثبات أن القمع يشكل الحالة الطبيعية، أو نستطيع أن نصل إلى نتائج فحواها وأسبابها مستوياتها وبمختلف الصراعات بأن خلقت الفواصل بين المجتمعات من جهة، وما بين األفراد داخل المجتمع الواحد، والتي يصعب السبب ويعود القريب، المنظور على تذويبها إلى محصلة عوامل تظافرت وعلى حقب طويلة لتنتج الفوارق العميقة، وجاء اإلعالم الجديد أو ما يسمى الرقمي بعدها بكل هذا الزخم الهائل

من التطور.والمعلومات لألحداث ناقال العالم بات والمفيد، الهدام الجديد ومنها القديم منها االجتماعية الشرائح مختلف باستطاعة وبات وهذا أنواعها، بشتى اإلعالم وسائل استخدام للحداثة، تحسب التي الهامة اإلنجازات من سواء اإلعالم وسائل مختلف تكلفة فانخفاض الهاتف أو أوالحاسوب التلفاز مثل شرائها


توسيع القاعدة الحضارية لتصبح نواة الحضارة الكونية والتي تلغي بدورها مختلف الحضارات األخرى مدعية بعدم تماشيها مع الحياة الحديثة،

وأتخاذ اإلعالم مصدرا للنمو االقتصادي.لتطور المفصلية المراحل إلى وبالعودة وسائل االتصال، نصل إلى اختراع الحاسوب الذي اعتبر أهم الثورات في هذا الصدد، حيث فتحت آفاق جديدة من خالل الوصول السريع للمعلومة واالطالع الدقيق على األحداث، وهذا من فهي الرؤى، مزدوجة أجواء خلق بدوره ناحية أطلقت العنان لوصول كل ما هو جديد، الحضاري الصدام أخرى وضعت ناحية ومن على المحك، وبات المد والجزر عبر الثقافات التناقض في ثقافات أخرى رغم المتماهية مع

بنيانها وتوجهها.والذي الرقمي اإلعالم مرحلة بدأت حيث نيغروبونتي، وحسب باهرة، انتصارات حقق فهي متمثلة بخروج اإلعالم من أسرة السلطة، إلى والدولة المجتمع قادة تمثل كانت والتي

أيدي الناس جميعا.وسائل وتشعب تطور لمراحل بالعودة اإلعالم نجد أن ظهور الهواتف النقالة مفصال بمقدور بات حيث عنده، الوقوف يستحق وبسهولة، األمور وتسيير االتصال اإلنسان العمل نتيجة بالتطور أخذت العملية وهذه حيث العلمية، البحوث مراكز في المستمر تطور والذي النقال، استعمال مدارك توسعت الذكية الهواتف تسمى وأصبحت بعد فيما كمدلول على تشعب استعماالتها، والتي صارت

تقوم مقام الحاسوب.ذا ما قمنا بتقييم نتائج وتداعيات اإلعالم واإهو الهائل النجاح بأن نجد المجتمع، على الظاهر على السطح، من خالل عدة نقاط، ومن أبرزها؛ التفوق الذي بلغته فئة ليست بالقليلة في عدة مجاالت، على فئات كانت تدعي امتالكها والصناعة، التعليم قطاع مثل التفوق، زمام ووصل أبناء الطبقة الدنيا إلى المراتب العالية، العلمية، البحوث مراكز حتى هؤالء ودخل

وساهم بشكل محوري في تطور األبحاث.

تطور الذي العام السياق إلى وبالعودة اإلعالم في طياته، نستطيع أن نبدأ من المراحل الواضحة المالمح فيه ظهرت التي األولى الرابع عشر لإلعالم، وتحديدا في حقبة لويس ملك فرنسا في القرن السادس عشر، حيث نمت فكرة اإلعالم آنذاك، للمحافظة على القوة داخل السياح، الستقطاب المستعمرات وفي البالد، حيث باتت فرنسا وبحسب ول ديورانت في قصة الحضارة فإنه عرف الحضارة )بأنها ذلك النظام االجتماعي الذي يدعم اإلبداع الثقافي، فهو إذن ينظم أبواب الحكم؛ االقتصاد، واألخالق، وآداب والموسيقا واألدب، والفن، والدين، السلوك، يؤمون األجانب كان فلقد والفلسفة، والعلم، باريس وكأنهم يؤمون مدرسة تهذيبية تصقل كل

ألوان الجمال في الجسم والعقل(.في هذا السياق تطور اإلعالم، وتحديدا منذ الثورة الفرنسية، فعمت الثورات مختلف الميادين، الصناعة من القطاعات معظم وتطورت والتجارة والتعليم، وكان اختراع الراديو، والهاتف الذي التواصل عملية في مهم دور والتلفزيون

اختزل الزمان والمكان في آن.والحاضر الماضي معادلة تثبت هنا والتداخل بينهما، وهكذا تتضح صورة المستقبل الفرد رغبة أهمها ومن أخرى، عوامل مع رادته صوب التغيير وديمومة العمل من أجل واإيجاد الحلول التوصيف الدقيق لمكامن الخلل، واإالمسؤولية، من التهرب إلى اللجوء وعدم لها، البيئة بنيان لتشكل تضافرت العوامل هذه كل مع التطور عجلة توقفت وبعدها المساهمة، توقفت حيث األولى، العالمية الحرب اندالع مراكز البحوث في معظم الدول بشكل عام، وتم توجيهها نحو المجال العسكري، وهذا أدى إلى الركود في عملية تطوير وسائل اإلعالم، حيث ظهر اإلعالم الحربي وعلى نفس المسار دارت

عجلة اإلعالم في الحرب العالمية الثانية.تفرغ العسكرية، الصراعات انتهاء وبعد اإلعالم وسائل تطوير إلى المنتصرون المكتسبات، على المحافظة التالية؛ ولألسباب محاولة العسكري، االنتصار ثقافة وترسيخ


عليها يرتكز التي األفكار بنى مقدمتها في المرجع، سواءا كان على الصعيدين الفردي أو المجتمعي، وفي الدرجة الثانية الجهة الممولة، نسيجها في اإلنساني والبعد توجهها، وحسب

الداخلي.من جملة إلى يوحيان والرقيب الرقابة البراهين الدامغة، والتي تؤكد تضادها مع معظم تواجدها يشكل ذا كان واإ العصر، مفاهيم وقيم التأمين على قيم لمجتمع ما، حتى صورة من في مثل هكذا حالة يستوجب إعادة النظر في عملها، بآلية مرورا المرجع من بدءا مكونها، االستعانة فيها يتم الذي المناخ إلى ووصوال المبدعين نظر في يعد الذي الحاد بالمقص

جالدا يستوجب إحالته إلى المحاكمة.نموذجين، إلى اإلعالم نقسم أن نستطيع بعض مع الحرية من مساحة يمتلك األول بالخطاب محكوم والثاني المحدود، التدخل السلطوي مع هامش ضيق من الحرية المعلبة، ولكن حتى الحرية بحاجة لتنظيم وقانون، فالحياة والديمومة بحاجة ماسة إلى التجديد لتنسجم مع آلية التطور، نستطيع مما ورد أن نصل لضرورة فيفضل جديدة، بصيغة ولكن الرقابة، وجود يكونون على الرقابة من مختصين تتشكل أن درجة عالية من الكفاءة، والجانب الذي يكتسب بالغ األهمية هو استقاللية الرقابة الكاملة عن

السلطة.اإلعالم مجموعة من األفكار، وهي تسعى المجتمع إلى للوصول العبور تكون جسر أن حيث واألخيرة، األولى بالدرجة اإلنساني، المساوة المتكاملة في مجتمع الكفاءات والفضاء

الفسيح إلبداع يكون منبعا للتحديث المستمر.

الناس فمعظم النخبوية، الفئة عن وبعيدا بوسع وبات اإلعالمية، الثورة من استفادوا األغلبية متابعة األحداث وابداء الرؤى العقالنية، ولكنها اصطدمت بالموروث االجتماعي ومن ثم الديني، وفي الضفة المقابلة خلق هذا الصدام ما بين ثقافة المجتمع والثقافة القادمة عبر وسائل االتصال خلال في صميم الشخصية التي بدورها أعلنت شريحة فظهرت بينها، فيما انقسمت

القطيعة مع الموروث متبنية التجربة الغربية.توهجه، ذروة إلى االصطفاف ووصل االتجاه في خطوات عدة أخرى فئة فأخذت الشرقي اإلنسان فطبيعة فعل، كردة المعاكس على وجه الخصوص التزال تعمل على أساس مع االنسجام على القدرة ولعدم االنفعال، لتشكل توسعت الفئة وهذه الحديثة، المنظومة جماعات، ونتج عنها االتجاه المتطرف، فهؤالء معتقداتهم، الحداثة ستقضي على بأن اعتقدوا مصدر القيم في نظرهم، وهناك أسباب أخرى

خارج نطاق هذا الدراسة.نستنتج بأن المجتمعات المنغلقة أخذت من نتاج الحداثة الجانب المادي، ورفضت الجانب الفكري، فمثال على ذلك، نجد معظم المتشددين ويعادون النقال والهاتف الحاسوب يستعملون الحرية الفردية، وحق المرأة إال في إطار قوانين من أكثر تطبيقها على مضى التي الشريعة،

ألف وأربع مائة عام.

دور الرقابة في المجتمع اإلعالمييمكن التي الهياكل طينة من الرقابة تعد أن تعمل باتجاه اليمين أو اليسار، حسب آلية تحركها، والخاضعة بدورها لعدة مؤثرات، ويأتي


اإلعالم الحر خلل الحروب لتطور الطبيعية السياقات في أيضا المجتمعات يغدو اإلعالم العبا مهما في تحقيق هذا التطور، إنما في الحقيقة بنسبة بسيطة من حاضنة إلى يحتاج فاإلعالم العملية, الناحية بأهميته سابقة اعتقادات على قائمة تفكيرية المحلي ال فعال, وفي حالة مجتمعنا كعنصر تتوفر هذه االعتقادات، إال بين أوساط ما يمكن أن يطلق عليهم صفة الـ نخبة، ولكن حتى هذه النخبة تمتاز بالمزاجية في النظر إلى األهمية، األهمية عنصر تحقق تقدير� أقل �على أو فإن لذلك المجتمع, بتطوير المساهمة في حرية اإلعالم كنتيجة لإلعالم الحالي الممارس والمتوفر، ليس سوى مجرد وهم تتقاذفه األلسن ككل كالم يومي معتاد, كيف يمكن لمجتمع أن أن إعالمه حر، أو أن يجعل من يتحقق من إعالمه حرا وهو اليزال أساسا أسير قوقعة العادة والتقليد والموروثات الدينية وحتى السياسية, هذه األخيرة التي جعلت من اإلعالم مجرد باب آخر من األبواب التي ال تفضي سوى إلى باب آخر محكم اإلغالق, الصورة تماما تشبه المعتقالت

التي وضعت لها أبواب من جهة السماء!! إنكارها يمكن وال ومتوفرة موجودة الجهود الغياب أن غير ر، التحر نحو اإلعالم لدفع هو سيد الموقف, غياب األفكار التي تحرر أو اآلن تداوله يتم ما الحرية, تحقيق في تساهم بعد ثمارها ستؤتى اإلعالم« »حرية لمفردة بنقل منشغل الحالي الجيل ألن عدة، أجيال الصورة لينحصر اإلعالم فقط بنقل صورة حدث ما، أو تسليع البشر أو النظر إلى الموت كحدث

إعالمي صرف ويستوجب النقل!!.اإلعالم اآلن مجرد استكمال لإلعالم )فيما قبل الحرب السورية أو لنقل العالمية(, استكمال لعناصر التشويق واإلثارة أو الحركة أو المشهد

مفردة وحيدة تشغل الفكر العالمي, وعلى وجه المنصرمة األربع السنوات خالل الخصوص� � في المناطق الكردية التي كان البعث يصول ويجول فيها ويعيث فيها فسادا من كل النواحي سابقا, مفردة شغلت الجميع بالتواءاتها وحيثياتها المتعددة. اإلعالم, بوضع خطين تحت المفردة وتلوينها بلون مغاير لأللوان التي نراها في حياتنا العمق، نحو فاحصة بنظرة ثم ومن اليومية, سنرى مدى الخواء الذي يعتورها � على األقل حاليا، النظرة األولى تطمئن، إال أن الركض وراء المعنى سيعطي تفسيرا مختلفا عما هو موجود, باألسباب البت يمكن ال األسباب؟ ماهي لكن اللحظات في الوارد هذا في لسنا ألننا مطلقا في نظريات إلى تحتاج ال والمسألة الراهنة, اإلعالم يتغذى كي الصنع، مسبقة اإلعالم الموجود محليا عليها, تعويض األمر يتوقف على النظرة األساسية إلى الموروث القديم في التعامل ذلك أعني المحلية, الناحية من اإلعالم مع التعامل على أن اإلعالم ليس إال وسيلة ترفيهية!

إلى النظر هو عالمنا في األبرز الخطأ اإلعالم كناقل للترفيه ووسيلة من وسائل النسيان, ذاك نوع من األنواع، ال خالف في األمر, إال أنه بات رائجا كسلعة متوفرة وجلية, ناهيك عن األمور الثانوية التي باتت تتدخل في تركيبة هذه المفردة. ما يحصل في قرننا الحالي من أحداث متتالية وغير موزونة جعل من اإلعالم جسما هما؛ الحياة في رئيسين عنصرين مع متحدا إنما عبثا يأت لم االتحاد هذا والقبح, البؤس كان مخططا له بدرجة معقولة، ليشل المجتمع العنصرين بين ما االختيار متاهة في ويدخل مرغما, حيث ال شيء آخر متوفر عدا السطحية

في تناول األمور إن صح التعبير.

اإلعالم ناقال للبؤس والقبحP

جوان تتر


لدينا!! اإلعالم قبح إلى النظر حساب على فالقبح الغربي أشد من خالل إبعاد أفراد مجتمعه للمجتمعات البائسة الصور ونقل الفساد عن التي تنظر إليها كحالة بدائية للتطور، لتفسر من مكانها العالي فقط ما يجري في تلك المجتمعات.

مقارنةبديهي أن تكون هناك أمر الحروب خالل اإلعالم في يفعله وما انفجارات, أو اغتياالت هذه الحالة هو الواجب االساسي في النقل, إنه تدوين من التاريخ يفعله بما شبيها فعال يفعل بعيدة عن الوقوف على مسافة توثيق، مع أو التفسير أو التحليل الذي يفعله التاريخ في أغلب التي العربي الربيع ثورات فترات في األحيان, تطورا العالم شهد زالت, وال لسنوات امتدت ملحوظا على صعيد التفجيرات االنتحارية وكان نر لم يحصل, ما لنقل وبقوة حاضرا اإلعالم صورة لجثة مشوهة )فيما عدا ما تنتجه البلدان العربية( تناقلتها وسائل اإلعالم الغربية إال بالنذر اليسير كداللة على فعل خشن, فقط نرى سيارات اإلسعاف والطواقم الطبية وهي تتجول في أرجاء نحن نفعل مما العكس على الحادث, مسرح في نقلنا لما يجري, وكأن اإلعالم محصور في اآلونة األخيرة و) لدينا على سبيل الحصر( في نقل الكمية األكبر من الصور المؤذية لألعين المصرية للناشطة فيديو أحدهم )نقل والقلوب, لكن بالرصاص( تموت وهي الصباغ شيماء هل هذه هي مهمة اإلعالم؟! أجل, هي مهمة اإلعالم األساسية إنما بطريقة غير هذه, صور األشالء باتت محور اإلعالم الراهن لتنتفى معها أكبر حرية. احترام العين, عين المتلقي التي ال الرؤية, حال يأس إغماضة سوى شيئا تفعل ليست مهمة اإلعالم نقل القبح أو تجميل القبيح البعض عليها يراهن وجوهرية خاصة كفلسفة كي يخجل السياسي من أفعاله أو تصل الصورة إلى ما يسمى بــ)المجتمع الدولي( أو المصطلح الفضفاض )الرأي العام العالمي(!!, ربما مهمة يناضل أنه يدعي أن قبل األساسية اإلعالم ألجل الحرية, في أن يكون جديرا بتحصيل حرية

الفرد البريء مما يجري حوله من انتهاكات.

القتل عن المعلومات وكم المتعب، البصري والتدمير، مع نسبة عظيمة ال يستهان بها في االبتعاد عن الفكرة الرئيسية التي ينطوي عليها اإلعالم، كعنصر فعال في تأسيس نواة مجتمع يحترم الكلمة والصورة البعيدة عن الخدش والترويج, ومن هذه النظرة فاإلعالم كحرية ال يرتبط بمدى االسترسال في الحديث عن تيار سياسي أو تيار ديني دونما خشية من محاسبة معينة, كال مطلقا, حرية اإلعالم في زمن الحروب تحقيق إلنسانية الفرد، ورفد تلك اإلنسانية بعناصر مكملة ليقوم الجميع فيما بعد بأداء مهمة االنتقال إلى خطوة أكثر أهمية، وهي البت بأمر المجتمع من الناحية النظر إلى اإلعالم، وتطوير تلك التفكيرية في

الفكرة في األذهان ومن ثم تنميتها.

اإلعالم ناقال للبؤسالبارز في بؤس للسياسة دورها أن ال شك الحضارات إلى فالناظر برمتها!!, الحضارات أو شطحات السياسة أن بشكل مبدئي سيلحظ أحد السياسيين )السياسي المجسد لدور الحاكم وليس المنظر( كانت السبب األساسي في تدمير على جفن للسياسي يرف أن دون كاملة بنية اإلعالم يأتي ثم ومن ذلك, فعل من هو أنه ليجمل هذا التدمير، بدعوى أن األيديولوجيا التي ن تسير سياسة معينة البد وأن تتحقق، حتى واإباالعتداء في محور من المحاور. الفكرة متشابهة, السياسة واإلعالم كمنتجين أساسيين للبؤس دفعة ما الحروب. زمن في األخص وعلى واحدة، يفعله اإلعالم في زمن الحروب أمر خطير, ففي البلدان التي اجتهدت في صياغة إعالم خاص تتطور المجتمع أخالق في جعل نجحت بها، بعيدا عن صياغات تلك النظريات، إنما بالتطبيق الفعلي لحذافير تلك النظريات وفي زمن الحروب, التطور الذي حصل من خالل فكرة أخرى غير اإلعالم بكل أجناسه وأنواعه, لذلك يتجلى دور اإلعالم كمكمل لدور السياسة التي هي )ضحك زمن في اإلعالم حالة هو كما اللحى( على العسكرية، حتى أو السياسية سواء الصراعات الراهنة, ال يمكن اللحظات وهذا ما نعيشه في الغرب بلدان في اإلعالمية النظريات تجميل


بكم من األسئلة، ربما تفوق ما يمكن أن يخرج به من أجوبة جاهزة وآراء محسومة، لكن ذلك ال يعني بالضرورة أن األسئلة ذاتها لن تساهم في وضع تصور للراهن المعاش، بحيث يتضح السلبي من الممارسة، إضافة إلى تسليط الضوء على التناقض بين ما يعلن من قوانين تشريعية لإلعالم، وبين التطبيق العملي لها أثناء السلم

وفي زمن الحروب والنزاعات. الحقيقة وتتبنى إال إعالمية وسيلة من ما في شعارها تصريحا أو تلميحا، وكم من تعريف لإلعالم يشير إلى كونه يسعى لتسهيل عملية نظرية من ما أن كما الحقيقة، عن البحث اإلعالم وسائل عالقة في تبحث اتصالية بالمجتمع والدولة، إال وتستقر على افتراضات فلسفية معينة؛ تمس الفرد والدولة وتتناول طبيعة

المعرفة وطبيعة الحقيقة. ]3[ما بكل � الحقيقة هاجس أن يبدو هكذا تحمل هذه الكلمة من معنى إشكالي � حقيقة مفروضة على اإلعالم، في كل جزئياته وأطره باألطر وانتهاء التعريفات من بدءا العامة، كحاجة وجوده تبرر التي الفلسفية النظرية للمجتمع، فهو مخصص بالدرجة األولى لتلبية يمكن ال حيث المجتمع، ومتطلبات حاجات يمكن ال كما إعالم، بدون مجتمع تصور

تصور إعالم خارج المجتمعات. ]4[ هنا يبرز التساؤل، إذا لم يكن اإلعالم سعيا

وراء الحقيقة، فماذا يمكن أن يكون؟!

هو ذا ليس توصيفا لما تشهده منطقتنا من سنوات؛ خمس من أكثر منذ وصراع تحول تداخل فيها البعد المحلي واإلقليمي مع الدولي، أكثر من واحدة اإلعالمية الساحة وأصبحت الجبهات سخونة بين األطراف المتصارعة، بل 1953 العام في أعد تقرير من اقتباس هو بطلب من المجلس االقتصادي واالجتماع الدولي يتناول حال اإلعالم في المتحدة، التابع لألمم مناطق عدة من العالم، إبان الحرب الباردة بين

المعسكرين االشتراكي والرأسمالي. في الحقيقة استشراف نحاول هنا ونحن بين ما تناقض من عليها يطرأ وما اإلعالم، والحروب. السلم زمني في والممارسة المفهوم لكن البد وأن نذكر أنه وبالرغم من وجود العديد والتجريبية، الميدانية والبحوث الدراسات من التي حاولت فهم عملية االتصال وتأثيرها على الفرد والمجتمع والثقافة، إال أن علماء االتصال لتأثير وشامل دقيق فهم إلى بعد يتوصلوا لم

وسائل اإلعالم على األفراد والمجتمع. ]2[بالطبع إذا ما أضفنا إلى ما تقدم، ما يحتويه فضاء اإلعالم/ وسائل االتصال الجماهيري من مصطلحات ومفاهيم؛ كالموضوعية واالستقاللية تزال ال والتي المهنية، المعايير من وغيرها والممارسة التجربة أن من بالرغم إشكالية، اإلعالمية تمتد ألكثر من قرنين، عدا أن الكثير من المفاهيم والمصطلحات ضمنه، ال تزال قابلة فمن لذا جديد، من والتحديد التعريف إلعادة المجال هذا في بحث أي يخرج أن الطبيعي

اإلعالم ومقاربة الحقيقة في الصراع والسلمP

هامان علي

التعصب القومي، يجري صراع أكثر العالم الذي تهزه النزعات اإليديولوجية، ويهيجه )في حدة من أجل عقول الناس، فألغراض المعلومات والدعاية واإليحاء، تستخدم التكنولوجيا عالية

الدقة، و كثيرا ما يحصل عدم تمييز بعضهم عن اآلخر(]1[


الحقيقة باختالف عن نظريات االتصال ) فلسفات الحكم(

من بقعة أي في إعالمية تجربة توجد ال كأقدم الصحافة ظهور بداية منذ � عالمنا وسائل االتصال الجماهيري في القرن السادس وتخضع إال � الحالي وقتنا وحتى عشر، تصور فلسفية؛ والعتبارات نظري إلطار تبرر وجودها بشكل مميز، وتوضح اجتماعي عالقتها بالسلطة والحقيقة، وكذلك نظرتها إلى النظري اإلطار ]6[هذا الفرد. لى واإ المجتمع عنه عبر ما إال ليست االعتبارات هذه مع هي؛ رئيسية اتصال نظريات بأربع الباحثون )النظرية االستبدادية، النظرية الليبرالية، النظرية إذ االجتماعية(، المسؤولية ونظرية السوفيتية الخطوط بتحديد هذه االتصال نظريات تقوم االتصال وسائل على المتوجبة العريضة كي نفسها تنظيم وكيفية اتباعها، الجماهيري والفرد والحقيقة المجتمع تجاه بواجباتها تقوم

والدولة.أي ماهية تحديد مشكلة تواجهنا وعندما في معاشة أو نحن، نعيشها إعالمية تجربة دولة أخرى حاليا أو سابقا، ليس علينا إال أن نحدد قالبها الفلسفي الذي تنتمي اليه، حتى نجد كيف أنها تسير وفق أحد هذه النظريات األربعة ما وفق أو االتصال، اإلعالم/ في الرئيسية يمكن أن تكون عليه من نظريات ثانوية مشتقة

منها.يقول الباحثون في االتصال أن )قصة تطور قصة نفسها هي اإلنساني، االتصال ظاهرة

تطور الحضارة( ]7[ نظريات ظهور تاريخ تتبعنا ما إذا لكن بالنظرية بدءا السابقة؛ األربعة االتصال وانتهاء عشر، السادس القرن في االستبدادية بنظرية المسؤولية االجتماعية في منتصف القرن قصة أن القول يمكن مشابه وبقدر العشرين، تطور قصة ذاتها هي اإلعالم، ظاهرة تطور وانتشار الشكل الديمقراطي لإلدارة في العالم. ]8[

وعن أية حقيقة يمكن أن نتحدث؟ في وقت تعرضه لما األبرز السمة التناقض فيه بات وسائل اإلعالم من مقاربات وروايات حول ذات الحدث والواقعة، سواء أكان ذلك وقت السلم أو

زمن الحروب والصراعات والثورات.المعنون الصحافة حرية لجنة تقرير يقول في المنشور والمسؤولية( الحرة )الصحافة بـ خروقات عن حقائق قدم والذي 1947 العام الحرب أثناء أمريكا في الصحافة لحرية العالمية الثانية، وكان األساس الذي استند على المسؤولية استنتاجاته لصياغة مواضيع نظرية

االجتماعية من قبل الصحفي وليم هوكينغ: )أن تعلن عن الواقعة بمصداقية، هذا أمر عن اإلعالن الضروري من اآلن، كاف غير

الحقيقة حول هذه الواقعة(. ]5[الحقيقة التقرير هي هذا وفق الحقيقة إذا يحتاجها التي هي بكليتها القائمة الناجزة أال لكن الواقعة، حول رأي لتكوين المجتمع تظهر التجربة الطويلة للممارسة اإلعالمية، أن السلطات الحاكمة في أي بلد كان، تسعى إلى نقل الحقيقة التي تريدها إلى مجتمعها، وفق ما كما وأهدافها، ومصالحها لرؤيتها مناسبا تراه يسعون إال النشر على والقائمين المالكين أن إلى يريدونها التي الحقيقة إيصال إلى بدورهم

الجمهور؟ ضمن ذات السياق يمكن طرح أسئلة أخرى:

مجتمع في الحقيقة إظهار لإلعالم كيف قوميات � متنوعة وفئات شرائح من مكون وطوائف � قد تكون على تناقض في المصالح

والحاجات؟!الحقيقة أال يمكن أن تتجزأ بين كل وهذه

هؤالء المعنيين والمتأثرين باإلعالم؟جمع محصلة هل آخرا، وليس وأخيرا المعنية األطراف هذه كل حقائق حقيقة/ يقدمها التي ذاتها هي به، والمتأثرة باإلعالم

اإلعالم؟


الصحافة أصبحت النظرية لهذه وطبقا يستطيع التي واألدلة الوقائع لتمثيل وسيلة الشعب من خاللها متابعة الحكومة ومراقبتها، كإحدى الرابعة, السلطة مفهوم ظهر وهنا مقدرة إلى تشير التي المنتشرة األيقونات مجتمعها، في والتغيير التأثير على الصحافة وهي تعني أن المجتمع يستطيع عبر الصحافة/ السلطة الرابعة مراقبة الدولة بسلطاتها الثالثة؛

التشريعية، والتنفيذية، والقضائية( ]10[ من الكثير أن إلى هنا اإلشارة تجدر كما المفاهيم واألفكار في الصحافة الليبرالية وجدت طريقها لالنتشار في ارجاء العالم، خارج نطاق النفوذ السوفيتي، وبدا أن العديد من الدول ذات تقر أصبحت الشمولي التوتاليتاري/ الحكم عن التعبير حرية مثل بمبادئ دساتيرها في للصحافة الرابعة السلطة أيقونة وتردد الرأي، ن بقي ذلك على مستوى في إعالمها, حتى واإ

االدعاء دون التطبيق. ]11[فوفق هذه النظرية، على الصحافة/ اإلعالم أن تتحرر من الرقابة الحكومية، ومن أجل أن أن البد الصحافة عبر طريقها الحقيقة تشق تسمح لجميع األفكار بالظهور، كما عليها أن تتسع لصوت التنوع الموجود في المجتمع من

شرائح وفئات متعددة لها مصالح متباينة.أنه النظرية هذه في األساسي والمبدأ األفكار لألفكار، ستتصارع الحرة السوق وفي الخيرة والشريرة، كما الروايات المتناقضة حول وميله اإلنسان بحكم عقالنية لكن األحداث، الطبيعي إلى مصلحته البد أن تنتصر األفكار أمريكا كانت وقد المواجهة، نهاية في الخيرة من النوع بهذا تؤمنان العظمى وبريطانيا الصحافة المتحررة بالكامل من الرقابة الحكومية

طوال قرنين من الزمان.بمثابة السوفيتية النظرية ظهرت حين في النظرية عن متطورة خاصة وتجربة شكل وهي العشرين، القرن بدايات في االستبدادية وأفكار الماركسية الحتمية على قائمة نظرية أن الماركسيون يرى حيث وستالين، لينين

القرن في انكلترا في الصحافة ظهرت فقد السادس عشر في كنف نظام استبدادي ملكي، بعد فترة وجيزة من اختراع الطباعة، وقد اتخذت البنى ولون شكل � دائما الحال هو كما �االجتماعية والسياسية التي ظهرت فيها، فكانت تمارس دورها وفق مبادئ فلسفة استبدادية، لذا أسمى الباحثون التصور االجتماعي التي كانت تقوم عليها حينها، بنظرية االتصال االستبدادية.

أساسية، مبادئ على النظرية هذه وتقوم تعتبر أن الحقيقة ال تنطلق من كتلة كبيرة من الحكماء من كبير غير عدد من بل البشر، بهذا اآلخرين، وتوجيه قيادة على القادرين من قريبة أجواء من الحقيقة تنطلق المنطق الفكر تطور على قائمة فهي السلطة، مركز أفالطون من القرون عبر التسلطي السياسي

إلى ميكافيلي. هكذا يستخدم الحكام اإلعالم إلخبار الناس عما يعتبرونه ضروريا لهم لإلعالن عنه، وهذه في الدرجات أدنى الفرد يحتل التي النظرية سلمها القيمي أمام المجتمع والدولة, كانت ينظر للصحافة كخادم للدولة، وقد كان هذا التصور معتمدا في القرن السادس عشر، بل هي ال تزال ن معتمدة حتى اآلن في مناطق عدة من العالم واإبأشكال مستترة، لذا تبقى أطول النظريات عمرا

وأكثرها امتدادا في الجغرافية. ]9[وظهور اإلنساني الفكر تطور أدى الحقا الفكر مجال في انكلترا في الليبرالية األفكار السابع القرن أواخر في والسياسة والفلسفة عشر، إلى ظهور النظرية الليبرالية التي جاءت إذ االستبدادية، النظرية على فعل ردة بمثابة في وازدهرت عشر الثامن القرن في صيغت القرن التاسع عشر، وكانت تعتمد على أعمال ميل ستيورت وجون ميلتون وجون لوك جون والحقوق الطبيعية وأفكار عصر النهضة، حيث كائنا فيه يرى بات الذي الفرد، قيمة ارتفعت عقالنيا قادرا على تمييز الصدق من الكذب في الحاالت التي يضطر فيها للتعامل مع الحقائق

المتناقضة.


وأن الصحافة التي تتواجد في ظل نظام ليبرالي ملزمة بحمل المسؤولية أمام المجتمع.

مفهوم على الليبرالية النظرية تقوم فبينما الحرية من القيود الخارجية � الحكومة وغيرها على االجتماعية المسؤولية نظرية تقوم �شيئا ألجل ›‹الحرية اإليجابية الحرية مفهوم لكيفية ارتياح النظرية هذه عدم ما‹‹، وتعكس فهم بعض المالكين/ المحتكرين والمشرفين على وسائل اإلعالم لوظائفه وكيفية القيام بها، وقد هوكينغ وليم جهود على النظرية هذه قامت ترافق حيث مواضيعها، بصياغة قام الذي قيام االجتماعية المسؤولية ظهور بدايات مع الناشرين بوضع قوانين السلوك األخالقية على

وسائلهم اإلعالمية. ]12[

عن اإلعالم وحقيقة التنميةاألصل السابقة األربع النظريات تعتبر في االتصال نظريات جميع اليه ترجع الذي بوجوب المبدأ فوجود اإلعالمي، المجال وتبني المجتمع، لمصالح اإلعالم إخالص وتطور الليبرالي، الفكر في بمسؤولية قضاياه مفاهيم الصحافة االشتراكية بين العام �1830 1930]13[إضافة إلى التراكم العلمي في بحوث اإلعالم واالتصال الذي اظهر إمكانيات واسعة التغيير نحو اإلسهام في اإلعالم بها يتمتع االيجابي، واالقتصادي والثقافي االجتماعي أدى إلى ظهور النظرية التنموية في االتصال، العالم دول في األنظمة بعض حاولت حيث نظرية إلى الحاجة خلفية على تبنيها الثالث الفجوة ردم إلى وحاجتها خصوصيتها تراعي بينها وبين العالم المتقدم، خاصة بعد حصولها على استقاللها بعد الحرب العالمية الثانية، هكذا الرئيسية الوظيفة التنموية الوظيفة أصبحت لإلعالم في إطار مساعدة الدولة على تحقيق

أهداف المجتمع في تحقيق التنمية. لكن عن أية تنمية يمكن أن نتحدث، وهل كانت األنظمة في دول العالم تستخدم النظرية

الطبقي والدعاية الصراع الصحافة هي سالح الجماعية والمحرض والمنظم الجماعي أيضا.

وبحسب تعاليم الشيوعية فإن أهدافها تتطلب دكتاتورية وهي البروليتارية، دكتاتورية إقامة مؤقتة ستبقى إلى أن تزول بقايا الرأسمالية، لذا لوسائل البناء االستخدام إلى الشيوعية دعت بلوغ أجل من الدعاية مكونات كأحد اإلعالم

الثورة العالمية.هكذا كانت الصحافة أداة للسلطة، ولم يسبق أن حظيت صحافة في التاريخ بهذا القدر من الصرامة في الرقابة من قبل الحكومة، كما إن الصحافة المشرفة على المجالس العاملين في كانوا يعتبرون صحافتهم حرة، ألنها حرة بقولها للحقيقة التي يفهمها الحزب الشيوعي الذي كان

يشكل أقل من 10% من نسبة السكان.تحاول الليبرالية الصحافة أن حين ففي الوصول إلى الحقيقة، فإن الصحافة السوفيتية – »اللينينية الحقيقة إيصال تحاول كانت لذا الناس. إلى الجاهزة الماركسية الستالينية« ترى الصحافة على المشرفة المجالس كانت نوع من إلى بحاجة المجتمع وافراد الناس أن

اإلرشاد الدقيق من قبلهم.]12[االجتماعية المسؤولية نظرية ظهرت كما للصحافة بعد الحرب العالمية الثانية، في أمريكا ومن ثم بريطانيا، نتيجة احتكار وسائل اإلعالم من قبل فئة محدودة، وتزايد الخطر على نقل التنوع الموجود في المجتمع، ونقل الحقيقة وفق منطق المالكين لوسائل اإلعالم، التي اصبحت تحتاج إلمكانيات مادية كبيرة المتالك أحداها.

كما أن العديد من األسباب دفعت إلى تبني نظرية المسؤولية االجتماعية، منها بروز الثورة الشكوك كذلك المعلومات، تداول ميدان في عصر فلسفة بخصوص المحددة السلوكية عن ال حاجاته عن اإلنسان وبحث النهضة،

الحقيقة.إذ قامت هذه النظرية على الفرضية الرئيسية التالية؛ إن الحرية تفرض معها التزامات مرافقة،


والحروب وعن أي نظريات يمكن أن نتحدث، وكيف يمكن لإلعالم أن يقوم بوظائفه وواجباته بالمجتمع عالقته تؤول وكيف الحقيقة، تجاه

والدولة؟

اإلعالم زمن الحروبمن المعروف أن الحكومات غالبا ما تلجأ إلى االستثنائية والظروف الحروب فترات في تعليق العمل بالدستور والعمل بقانون الطوارئ، تحفظ قوانين أية تعليق تلقائيا يعني ما وهو حرية الصحافة واإلعالم ايضا، ويصبح القانون مرهونا بيد السلطة التنفيذية، وما تراه مناسبا في

هذه الظروف.أن الحروب زمن اإلنسانية التجربة تظهر بحرية للتضحية نزعة أو دائما ميال هناك ]16[حتى والصراعات األزمات زمن اإلعالم لدى أعتى الديمقراطيات وأكثرها تمسكا بحرية بين الرأي، ومن التعبير عن الصحافة وحرية العديد من الوظائف التي تتوسل وسائل االتصال الجماهيري القيام بها، تكاد الدعاية ضمن ستار الحرب النفسية تصبح الوظيفة الوحيدة التي تقوم

بها هذه الوسائل زمن الحروب والصراعات.التاريخ حقب في الدعاية استخدمت في الرئيسة السرية األداة وكانت المختلفة، )الحرب اإلنجليز عليها أطلق إذ الحرب، )الحرب فأطلقوا عليها األلمان أما السياسية(، الثقافية(، واألمريكيون )الحرب السيكولوجية أو النفسية(، والهدف من استخدامها يلخصه وزير الدعاية النازي جوبلز بقوله )إن الحرب تستهلك في واحدا مدفعا بها لندمر القنابل الكثير من أن ذلك من األرخص أليس ولكن جندي، يد نوجد وسيلة تعمل على اضطراب األصابع التي تضغط على زناد ذلك المدفع في يد الجندي(.

]17[الحرب أيام في الحكومات تجربة إن الصحافة اضطرت وعندما الثانية، العالمية للقبول بالقيود الصارمة على حريتها، وبالشروط

لخدمة وتسخيره اإلعالم توجيه في التنموية مجتمعها، أم لفرض أيديولوجيتها وتأبيدها؟!

حيث أن مفهوم التنمية ارتبط بداية بالجانب االقتصادي فقط، لكن أثبتت التجارب أن هناك دول لديها دخل عال جدا، ولكن ال توجد فيها االجتماعي البعد أضافوا ولهذا حقيقية، تنميه والسياسي والثقافي، لذا ال يمكن ألي تنمية أن بين توازن هناك كان إذا إال أهدافها، تحقق والثقافية االجتماعية األساسية األربعة جوانبها

والسياسية واالقتصادية. ]14[عانى التنمية مفهوم أن التجربة تدل المدارس خالل من األيديولوجي، التوظيف الكثير أن يخفى ال كما المختلفة]15[ الفكرية من السلطات الحاكمة في بلدان العالم الثالث تأبيد محاوالت في التنمية تسخير حاولت بالتنمية يسمى ما تطبيق أن ذلك حكمها، يستدعي أساسا وجود إقرار من الشعب بشرعية السلطات الحاكمة، وحالة من االستقرار السياسي واألمني، ما يمنح الدولة الفرصة كي تسعى إلى تحقيق نمو يساهم في ردم الفجوة مع دول العالم األول والثاني، وربما كانت هناك نماذج شهدت واجتماعي اقتصادي تقدم تحقيق محاوالت بتوظيف مترافقة تبقى كانت لكنها نسبي، الثقافي الجانبين في الضيقة الحزبية للدعاية تناسب ذهنية تنمية في ساهم ما والسياسي، التحوالت كشفت وقد غايتها، وتحقق مقاسها األخيرة في منطقتنا، كيف أن محاوالت شعوبها االستبدادية، سلطاتها عباءة من الخروج في هو جانب واحد من جوانب عدة يجب التخلص منها تباعا، كي ال تقتصر الثورة على الجانب السياسي، بل يتعداه إلى ما خلفته األنظمة من سهل واجتماعي، واقتصادي ثقافي موروث دارة المجتمع، مهمتها طوال عقود في السيطرة واإوقد كان اإلعالم فيها أمضى األسلحة في تحقيق

ذلك وتحت اسم التنمية واإلعالم التنموي.لكن حيث أن هذه النظريات تفسر الممارسة كيف ترى والسلم، االستقرار زمن اإلعالمية كانت تؤول الممارسات اإلعالمية زمن التحوالت


الشرق في األخيرة السنوات عن ماذا األوسط؟

أحداث من األخيرة السنوات يميز ما إن أنها هو العربية، البلدان من بالعديد عصفت عكست ما يمكن القول عنه صراعا مزدوجا، بين حكومات متمسكة بسلطاتها أمام جماهير تريد جهة، من والحريات الحقوق من أكثر هامشا المنتمية بأساليبه متمسك تقليدي إعالم وبين إلى فترة ما قبل ثورة االتصاالت والمعلومات، السيادة العتبارات وزنا يقيم ال جديد عالم واإالوطنية على االرض، وينتمي إلى زمن القرية

الكونية من جهة أخرى.إقناع األنظمة إعالم وسائل تفلح لم هكذا في المشاركة بعدم شعبها أبناء من المتلقي السوري التلفزيون فتقديم االحتجاج، حركات مقاطع أظهرت أن جمعا من الناس خرجوا لصالة الذين النشطاء موبايالت فضحته االستسقاء، ›‹الشعب لم يكن سوى وثقوها تظاهرة شعارها يريد اسقاط النظام‹‹، لكن على الجانب اآلخر لم يعكس لجوء الناس إلى االعتماد على وسائل إعالم مغايرة ووسائل اإلعالم البديل � بشكل الوسائل هذه بفقدان تفيد حقيقة إال � خاص المصداقية بقدر ما يعكس دخولها في منافسة

مع وسائل اإلعالم البديل.من البديل اإلعالم أن يبدو آخر وبتعبير وتويتر بوك كالفيس اجتماعي تواصل وسائل ويتوتويب، قد كسب جولة في منافستها لوسائل اإلعالم التقليدية التي اضطرت لالعتماد عليها كمصادر لتعزيز رواياتها عن الحدث /التحول.

أخرى؛ مرة المصداقية قضية تبرز هنا أي كيف يمكن إلعالم أن يؤثر إن لم يعكس للحضور قابلة رواية ويقدم بصدق، الوقائع اإلعالم يكون قد حين في لكن والتصديق؟! اإلعالم مصداقية في الطعن في نجح البديل بحسب � ينجح لم لكنه التقليدي، الحكومي الكثيرين � في إثبات مصداقيته وتباعه لمعايير

مهنية تكسبه تأثيرا أكبر.

الحرب القومي زمن الوطني/ باألمن الخاصة الباردة توضح نزعة الحد من حرية الصحافة، أن كما الصحافة، على الرقابة بتمرير تسمح العديد من الدول التي ال تزال موجودة تكتيكيا النفسية الحرب أن بدا هكذا حرب، حالة في تفرض نفسها على منطق الموضوعية والحيادية

اإلعالمية.الحرب ربما فيتنام، حرب تجربة تعتبر يقوم األمريكي اإلعالم كان التي الوحيدة الرأي إلى حقيقتها نقل في الطبيعية بوظيفته العام زمن الحرب، حيث أدى وجود أعداد كبيرة في اإلعالمية القنوات مختلف مراسلي من للحرب البشع الوجه نقل إلى الجبهات، عديد وتقديم صورة عن حجم المعاناة الكبيرة للجيش وعلى الفيتناميين، مواجهته أثناء األمريكي األمريكية، اإلدارة تروجه كانت لما النقيض األمر الذي أفقدها تأييد الرأي العام، خاصة بعد الفيتناميين، حيث للمدنيين المذابح نقل صور يقول المصور الصحفي كوريل كاربي عن نشر شوارع في تجري وهي فيتنامية، لطفلة صورة المحترقة بعد أن خلعت مالبسها فيتنام عارية من غارة أمريكية عام 1972، )إن تلك الصور قامت بما لم تقم به كل المناقشات والمعارضات

والمطالبات بوقف الحرب الفيتنامية( ]18[لكن األكيد أن التغطية اإلعالمية التي رافقت الحرب الفيتنامية لم تتكرر في أية حروب أخرى خاضتها أمريكا على مدى الـ54 سنة الماضية، قبلها من المفروضة الصارمة الرقابة إن بل � األخيرة حروبها أثناء اإلعالم وسائل على الخليج الثانية والثالثة � لم تختلف في صرامتها وتقليدية أساليبها، عما تفرضه دول العالم الثالث على وسائل إعالمها، وكأنها ليست الدولة التي تبنت النظرية الليبرالية طوال قرنين من الزمان، حرية يضمن ال األمريكي الدستور وكأن كما الصحافة والتعبير بنص واضح وصريح. ]19[


عن المصداقية كحقيقة إعالميةما من وسيلة إعالمية إال وتسعى إلى التأثير على سلوك المتلقي، وتدفعه إلى التصرف وفق تجاه معين يناسب مصالحها ورؤيتها، فالهدف إلى السعي هي اإلعالمية للعملية النهائي الـتأثير سلوكيا، ليس تقديم الحقائق والمعلومات يهدف إال سبيال السليمة والصحيحة واألخبار على يساعد ما وهو المصداقية، كسب إلى تحقيق التأثير، فبدون المصداقية وثقة المتلقي لن االتصال، عملية خلفية تقف التي بالجهة

يتأثر بما يقدم له من رسائل.]20[كما أن الدراسين في مجال اإلعالم يجمعون يزيل إعالمية وسيلة أي تأثير عدم أن على عنها مبرر الوجود، أنت تتصل لكي تؤثر ودون

ذلك ال يكون للعملية اإلعالمية أي معنى.فيما يذهب األكاديمي السوري أديب خضور في كتابه التحرير الصحفي إلى أن الصحافة/ على التأثير ممارسة إلى يسعى اإلعالم عبر المستمع أو المشاهد، القارئ، المتلقي/ تحقيق اربعة مهمات؛ أوالها اإلسهام في تكوين الحقائق عبر وذلك للمتلقي، المعرفي النسق األنواع تقدمها التي والمعارف والمعلومات الحديث التقرير، )الخبر، اإلخبارية الصحفية مختلف حول الصحفي( والتحقيق الصحفي، وثانيها المجاالت، مختلف وفي األحداث، اإلسهام في تكوين النسق الفكري للقارئ، عبر مواد الرأي، وعناصر التفسير والتحليل والتقييم التي تقدمها األنواع الصحفية الفكرية )المقال،

التعليق الصحفي، العامود الصحفي(.ثالثا؛ في اإلسهام في تكوين النسق القيمي للمتلقي، عبر المضامين التي تقدمها الوسيلة

اإلعالمية من أعمال أدبية، فنية، ودرامية. السلوكي النسق تكوين عبر وأخيرا رابعا؛ اإلعالمي الخطاب مقدرة للمتلقي، وذلك عبر ترجمة على اإلعالمية الوسيلة تقدمه الذي سلوك إلى والقيمية، والفكرية المعرفية أنساقه عملي يتم في الواقع، ويتم في المجتمع بشكل يتناسب مع مواقف الصحيفة وسياستها. ]21[

السبب فيما يبدو � بحسب المتابعين � أن البديل، اإلعالم مجال في نشطوا من غالبية بحكم كونهم متظاهرين أوال، هو أنهم لم يكونوا سوى إعالميين طارئين، افتقدوا إلى ثقافة العمل مهنية، معايير إلى المستند المهني اإلعالمي لذا ربما نجحوا في تكذيب رواية السلطة، لكنهم أخطاء دون قصصهم تقديم في كثيرا عجزوا

قاتلة.في الراشد � بدر الصحفي يستشهد فمثال اللندنية � كيف تم ترويج مقالة بجريدة الحياة مسألة استعباد/ سبي النساء، بعد سيطرة تنظيم الكرد، و كيف اإليزيديين داعش على مناطق االجتماعي التواصل مواقع على مغردون قام الجواري، لبيع أسواق في لنساء صور بنشر ورغم أن الصور مزورة، و الحدث صحيح، ذلك تحدثت ›‹دابق‹‹ اإلنكليزية داعش مجلة أن

بالتفصيل حول مسألة السبي.من لمقاتلين فيديوهات وجود إلى إضافة داعش على يوتيوب يتحدثون فيها عن الجواري، إال أن الصور المزورة أضرت بصدقية الحدث، فمن صدق الصورة، ثم اكتشف زورها، سيرفض

تصديق الحدث برمته.مثل هذه األخطاء التي تمنع تحقيق التأثير الصور نشر كحالة قليلة، تكن لم المرجو الدموية من أجل كسب التعاطف وفضح وحشية واألشالء الدماء صور أن حيث األنظمة، فتجلب تؤدي عكس مقصدها، ما كانت غالبا االشمئزاز والتقزز أكثر من التعاطف ألن هذه على سلبية تأثيرات ولها تحتمل، ال الصور

المدى البعيد على الجمهور.فيها تفقد التي الحاالت من بعض هذه الحقيقة إمكانية الحضور، والتأثير لعدم مراعاة معايير أخالقية في اإلعالم، وليست هذه إال أمثلة لبعض الحاالت التي فقدت فيها الحقيقة إمكانية الحضور والتأثير، لعدم مراعاة معايير

مهنية واخالقية في اإلعالم.


في الهامة األسباب أحد أن القول يمكن التي الصحفي الشرف مواثيق طرح مسألة لمهنة مهنية ومعايير قيم لتحديد فاتحة كانت الصحافة، هي الحد من تدخل الدولة في تنظيم محاولة كونها إلى إضافة اإلعالم، وسائل لعالج مسألة فقدان المصداقية بوسائل اإلعالم، في المهنية األخالق مواثيق أولى تعود حيث

اإلعالم إلى بدايات القرن العشرين. ]23[يعتبر مبدأ السلوك األخالقي واحدا من أقدم اللوائح التي أقرت من جانب جمعية المحررين والتي ،1923 العام في للصحف األمريكيين بالمسؤولية الشعور مع العمل إلى تدعو اإلخالص، بمراعاة االجتماعي، الخير تجاه والنظام، والشرف، والنزاهة، والمصداقية،

واحترام الحياة الخاصة.]24[بان واإ الثانية العالمية الحرب انتهاء مع االجتماعية، المسؤولية نظرية ظهور بداية بأهمية الصحفي الشرف مواثيق تحظى بدأت أكبر، حيث فرض الناشرون مواثيق شرف على

وسائلهم اإلعالمية حينها. ]25[شخصيات بظهور النزعة هذه ارتبطت إذ أكثر مبدئية وثقافة في الصحافة، ورغم أن معايير وعدم والموضوعية والدقة والتوازن المصداقية االنحياز والحياد والنزاهة والمسؤولية، من أكثر ما يمكن أن تتقاطع عليه وثائق الشرف الصحفي، إال أنها تختلف من حيث تحديد هذه المعايير في

عددها أو حتى في تعريف كل واحدة منها. بالتزام المصداقية نفسر أن الممكن من التوازن وتفسير الحدث، رواية في الصدق بعرض اآلراء المتعارضة بتساو حول الموضوع المختلف عليه، كما أن الموضوعية هي الوقوف على مسافة واحدة من جميع األطراف، يمكن أن تفسر هذه القيم نسبيا بشكل آخر من قبل جهات أخرى، ذلك أن هذه القيم ال يمكن تحديدها بدقة متناهية ضمن هذا السياق، يمكن فقط ذكر أن التحيز استدلت به هناك حوالي 30 نوعا من بعض المؤسسات الصحفية المصرية في تقييم

عمل الصحف في بالدها.

هكذا يبدو ترابط الجزء في الكل عبر العملية اإلعالمية، إذ ال وجود لتفصيل في أية عملية إعالمية دون مبرر، وأي صورة، كلمة، أو فكرة بات اإلعالم لها مبررها هكذا أن يكون يجب في والتلقائية باالرتجالية يقبل ال المعاصر عمله، وحتى حينما نرى تلك التلقائية من جانب الحديث على شاشة أطراف يتالطفان مذيعين إحدى القنوات، هي ليست إال ارتجالية موظفة بهدف كسر جدية النشرة، ومنحها قربا إنسانيا

من المتلقي.التخطيط يعتمد بات وقت في هذا يحدث العلمي في العمل اإلعالمي كصناعة تؤدي إلى تضييق هامش الخطأ في الرسالة، مع التجربة

الطويلة في هذا اإلطار.لكن كيف تتوسم الوسائل اإلعالمية تحقيق المتلقي؟ سلوك على مصداقيتها عبر التأثير

ومن أين تكسب هذه المصداقية؟

للصحافة واألخالقية المهنية المعايير واإلعالم

تعتبر المعايير المهنية واألخالقية، من أهم إيصال إلى الهادف الصحفي، العمل ركائز بهذه االلتزام مسألة وتعتبر بفعالية، رسالته األخالقية الجوانب تفرضه أمرا ليس المعايير العملية الضرورات أيضا تفرضها بل فحسب، وجود دون إذا اإلعالمي، العمل ممارسة في معايير مهنية وأخالقية ال يمكن أن توجد هناك

رسالة إعالمية ناجحة.المعايير تسمية أن إلى هنا اإلشارة تجدر األكاديمية، األوساط في تلقى جدال األخالقية حيث أبدى البعض عدم ارتياحه الستخدام كلمة ›‹أخالق‹‹ في وصف معايير العمل الصحفي، كما فعل جان كولن المدير العام لمركز الدوحة لحرية اإلعالم، ذلك أنه يرى أن استخدام كلمة وعن والشر الخير عن التحدث يعني أخالق األفضل من أنه يعتبر لذا والقبيح، الجميل

استخدام كلمة المهنية عوضا عنها.]22[


قانون خاص لديها ليس التي بينما هولندا المتعلقة المسائل من العديد تجد باإلعالم، بنشاطها معروضة في القانون المدني والجنائي واإلداري، وقد يكون من الطبيعي أن نجد قانونا في دول العالم الثالث يربط بين حرية الصحافة في كما القومي األمن مع تعارضها وعدم

الدستور المصري السابق. ]29[

أين نحن من الحقيقة؟رافق تصاعد الحراك االحتجاجي في سوريا، تصاعد نشاط إعالمي غير مسبوق في البالد، للحراك الداعمة بداية بظهور الصفحات ترجم تاله ثم االجتماعي، من التواصل على مواقع ظهور فورة إعالمية، تجسدت في وفرة الوسائل مسموعة مطبوعة من المختلفة اإلعالمية ومرئية، وبدأت تمارس دورا في ساحة المواجهة

اإلعالمية مع وسائل النظام.يمكن ما شهد كان بلد في هذا حدث تصحر جانب إلى إعالمي، بتصحر تسميته مدى عقود والمدنية على السياسية الحياة في

النظام الخمسة. وسائل ظهور الفترة تلك كل تشهد لم إذ بما مقارنة � مستقلة وغير مستقلة � إعالم

ظهر في السنوات الخمس األخيرة. ويمكن القول أن أكثر ما ميز الحدث السوري، هو انتشار الحراك على امتداد مساحات واسعة من الجغرافيا السورية، األمر الذي رافقه صعود والمواطنين اإلعالميين ›‹النشطاء ظاهرة الصحفيين‹‹ ممن وجدوا أنفسهم مضطرين إلى ذلك في ساعدهم إذ إعالمية، مهام ممارسة المهارات وبعض الحديثة الموبايالت استخدام في االستعانة بمواقع التواصل االجتماعي لتأدية

دور إعالمي في فضاء إعالمي بديل. ما أو هذا، البديل اإلعالم تحول لكن يسمى أيضا باإلعالم االجتماعي، إلى مصدر وبخاصة اإلعالم، لوسائل للمعلومات رئيسي تأثيرا األكثر تغدو التي التلفزيونية للفضائيات

زرع من والغاية الهدف أن يبقى لكن الشرف ومواثيق المهنية المعايير مراعاة ثقافة الضبط من قدر أقصى تحقيق هو الصحفي، في العاملين لدى الممارسة لعملية الذاتي محاسبة من خشيتهم قبل واإلعالم، الصحافة العمل على الدولة قبل من مفروضة قوانين

اإلعالمي.التنظيم عدا أخرى أشكال توجد أال لكن

الذاتي للصحافة واإلعالم؟

أشكال تنظيم وسائل اإلعالمتعالج قوانين العالم دول من كثير لدى مسألة حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة عند واضحة، غير أو واضحة نصوص في التنظيم الذاتي للصحافة/ اإلعالم، ومن المفيد الحق الصحافة تشتق من أن حرية القول هنا األساسي لحرية التعبير عن الرأي والكلمة، كما تعتبر الصحافة لحرية الحقيقي الضمان أن األساس الذي تبنى عليه بقية الحريات العامة، بها يمكن الدفاع عن حقوق اإلنسان والحريات

الديمقراطية. ]26[ ففي حين أن ضمان حرية الصحافة غير تشكل بريطانيا وأستراليا، واضحة في دستوري العالنية مبدأ مجال ضمان في السويد تجربة تقوم حيث بالغة، أهمية الدستور في المثبت الحزبية للصحف المعونات بتقديم الحكومة ضمن الذي األمر واالجتماعية، السياسية

انعكاس كل طيف العقائد السياسية فيها.فرنسا مثل دول في الحكومات تقوم كذلك التي للصحف قروض بمنح والنمسا، النرويج دور يبرز هنا مالية، صعوبات من تعاني التدخل اإليجابي للدولة والمجتمع في استمرارية

الصحافة في عملها ]27[مجال في االمريكية التجربة تظهر لكن تدخل في أي أن للصحافة، الحكومي التنظيم عمل وسائل اإلعالم ومهما كانت النوايا خيرة، فإن النتائج مدمرة بالنسبة لحرية اإلعالم.]28[


قليلي اإلعالمية؛ الشهادات حملة من وغيرهم الممارسة، عبء القيام بدور إعالمي يرتقي إلى ن مستوى الحدث، ويوفي بمتطلبات المجتمع واإ

نسبيا في هذه الظروف االستثنائية.والدراسات التقارير كافة تجمع حيث مجال في أجريت التي والبحوث والمؤتمرات اإلعالمي على والتدريب اإلعالمية السياسات من النامية الدول تعانيه الذي الحاد النقص القوى البشرية المدربة تدريبا عاليا في مجاالت

اإلعالم المختلفة.]31[واإلعالميين الصحفيين نقص مسألة إن القادر الفني الجهاز توفر وعدم المحترفين، العقبات المؤسسات اإلعالمية، يعتبر أحد في الرئيسة في سبيل تنمية وسائل اإلعالم وتطويرها

في المناطق الكردية. ]32[على عدة مالحظات تسجيل يمكن سريعا ممارسات وسائل اإلعالم الكردية بشكل خاص

وعلى سلوك ممارس العمل اإلعالمي فيها.تغيب عن غالبية العاملين في المجال �

أدوار من لإلعالم بما دراية أي اإلعالمي ومهام ووظائف، سواء في تشكيل الرأي العام، واالجتماعية السياسية التنمية تحقيق في أو

واالقتصادية والثقافية.عدم الدراية بنظرية األنواع الصحفية، �

)أخبار، اإلخبارية األنواع بين التمييز وعدم األنواع عن منها وتحقيقات( أحاديث تقارير، عامود تعليق صحفي )مقال صحفي، الفكرية صحفي( حيث يشاهد فيها عدم فصل الرأي عن الخبر؛ وأكثر ما يشاهد هذا في المواقع والوسائل

اإلعالمية الحزبية أكثر منها من المستقلة.وارتفاع � تحريضي خطاب استعمال

الحزبية، اإلعالم وسائل في الكراهية خطاب خاصة في زمن األزمات السياسية بين األطراف عدم يعكس وهو االتجاهات، في المتعارضة سلم على الحفاظ في اإلعالم بمسؤولية دراية شاعة الكراهية بين المجتمع وعدم إثار الفتن واإ

الناس.

زمن اإلعالم وسائل من غيرها من وحضورا عدد زيادة في التحول نقطة كانت األزمات، الذي غطى دورهم واتساع اإلعالميين، هؤالء على اإلعالمية القنوات مراسلي وجود عدم األرض وخاصة بعد محاوالت التعتيم الممنهج وسائل على والتضييق السلطات، قبل من

اإلعالم الخارجية المتعاطفة مع الحراك.وال شك أن عدد السوريين الذين مارسوا مهام إعالمية، في السنوات االخيرة قد فاق عدد نظرائهم في أي بلد آخر سبق وشهد حراك مماثال، إذ تكاد ال تخلو مدينة أو حي من أحياء المدن الكبيرة إال وكانت له تنسيقيته التي يدير صفحتها نشطاء

يقومون بدور إعالمي طارئ في الغالب.الكردية المناطق انسحبت على الحال هذه ن أخذت واإ الثمانية األولى، أيضا في األشهر الكردية المناطق أن ذلك الحقا، آخر منحى احتفظت بأمان نسبي، وهو ما مهد لحدوث فورة في ظهور وسائل إعالم كردية بشكل خاص، الخمسة السنوات خالل عام بوجه وسورية الماضية، مما شكل تجربة فريدة في ظل أجواء

الصراع المستمرة حتى اآلن.يوافق عمرها التي التجربة هذه في الجديد مؤخرا اإلعالن تم أنه السوري، الحدث عمر من اإلعالمي العمل ينظم قانون عن صدور يقارب ما بعد الذاتية، اإلدارة مؤسسات قبل

مرور سنتين على إعالنها هي.والمسموعة المطبوعة اإلعالم وسائل وفرة ظهور مع تتزامن واإللكترونية، بل والمرئية اتحادات إعالمية ووجود وكاالت وقنوات عالمية عبر موفدين أو مراسلين من المنطقة كانوا سابقا

من نشطاء الحراك.وعلى اعتبار أن اإلعالم ال يمكن أن يقوم االنتقالية الفترات في الرابعة السلطة بوظيفة التجارب والدراسات ]30[ ربما يكون كما تدل النشطاء هؤالء تحميل أيضا اإلجحاف من اإلعالميين الذين خضعوا لدورات مكثفة وباتوا يستشفون سبلهم عبر مبدأ التجربة والخطأ، كما


لدى باإلعالم الثقة وفقدان التململ ظواهر الجمهور.عدم الوعي بحقيقة أن الفترات االنتقالية �

تلقي على كاهل اإلعالميين الرواد بخاصة في تشكل غنية تجربة تأسيس الكردي، اإلعالم لألجيال اإلعالمية للممارسة صحيحا أساسا الالحقة، إضافة إلى االضطالع بأهمية توسيع يمكن ال مبدأ وجعله حاليا، الحرية هامش بين إيجابي تضامن وجود رغم عنه، التنازل مختلف اإلعالميين في تجارب سابق، كتعرض

فيها زمالئهم لالعتداءات.المؤسسات � بين التعاون غياب

اإلعالمية في تحقيق مصالح مشتركة من ناحية حل ما يعترض العمل اإلعالمي من مصاعب

وتحديات.التركيز على تحقيق السبق الصحفي، �

على خطيرة بتبعات تلقي قد أخبار ونشر من أكثر من الحقيقة تحري وعدم المجتمع،

مصدر.األخطاء هذه مثل وجود مع حتى لكن ال هذه اإلعالمية التجربة أن حقيقة ووضع الحسبان، في سنوات خمسة عمرها يتعدى كما ومجيئها بعد عقود من التصحر اإلعالمي أكثر إلى نلتفت يجعلنا قد والمدني، السياسي من بصيص أمل، البد ستكبر أكثر، كلما اقترب

حل األزمة السياسية وآن عهد من االستقرار. ختاما نجد أن اإلعالم في الحرب والسلم الجغرافيات، مختلف في بعيد حد إلى يتشابه كما مستوى من أكثر في اختلف أنه ومع والثاني، األولى العالميتين الحربين بين نوهنا وحرب الفيتنام، والخليج الثانية والثالثة، وآخرها في المثال السوري الحي، إال أن نقاط االتفاق إليه ينظر الجميع أن حيث من للعيان بادية بعين الريبة، بعين القادر على صياغة األمور، إلى النهاية في لنصل إفشالها، أو إنجاحها، القول، بأن من يمتلك زمام اإلعالم سيمكنه قيادة باستطاعته وكذلك الصراع، في برمتها جبهة

الرموز � هانة واإ التحريض ممارسة بشكل أقل، بشكل ن واإ الدينية أو السياسية

خاص في اإلعالم الحزبي. التركيز على مواضيع ال تحظى بقيمة �

إخبارية عالية، أو مواضيع تعكس أهمية بالنسبة للمجتمع وحاجاته في هذه المرحلة الحساسة.

وجود نوع من الممارسات التي يحاسب � عليها القانون في بعض أنحاء العالم، كلجوء بعض الوسائل إلى اإلعالن الخفي أو اإلعالن الزاحف ) تقديم إعالن تجاري أو سياسي لجهة ما في قالب مادة صحفية(، وذلك بغرض تأمين مصادر مالية من جهات سياسية أو اجتماعية، وهو يعكس في حقيقته استخفافا بعقية المتلقي.

مواالة أطراف سياسية أو عسكرية أو � سلطات أمر واقع على حساب أخرى، والتحيز

في اختيار المواضيع ومعالجتها.بعض المواد تبدو أقرب إلى اإلعالن، �

وبعضها تبدو ترويجا أو دعاية في حين توجد وتعزيز العامة العالقات إطار في تأتي مواد

الحظوة لدى جهات معينة.المهنية � بالمعايير االلتزام ثقافة غياب

واألخالقية في العمل اإلعالمي، ومواثيق الشرف الصحفي رغم وجود 3 اتحادات صحفية، لكنها

تفتقد إلى الفاعلية كما الدعم والموارد.االستقصائية، � الصحافة غياب

بالرغم تجرى التي التحقيقات مستوى وضعف من وجود الكثير من المواضيع والظواهر التي تستحق االلتفات والتركيز عليها، كما أن غياب أقالم صحفية تمتهن األنواع الفكرية )كالمقاالت ساحة وترك أصيل( صحفي كنوع والتعليقات قادة الرأي للكتاب واألدباء والسياسيين وأصحاب

االطالع من خارج المالك اإلعالمي.اإلعالمية � الرسالة في التأثير ضعف

التي تفتقد المصداقية وتحمل أوجه عدة للتحيز.عجز اإلعالم ›‹المستقل‹‹ حتى اآلن �

عن تقديم صورة ذهنية مغايرة لما رسخه إعالم األنظمة من صورة لدى الجمهور، وبروز بعض


المراجع والمصادرالهوامش )15�1(، و)�25�24�23-

نظريات شقير، وبارعة الرمحين اهلل عطا ،)26االتصال، منشورات جامعة دمشق 2005.

-16�18�27�28�29�( الهوامش شيخاني وسميرة الرمحين عطااهلل ،)30�31

،اإلعالم الدولي منشورات جامعة دمشق 2006.أحمد - سارة أ. اللبان درويش شريف

يسين حرب الصورة: توظيف الصورة الصحفية في موقع على منشورة دراسة )4( والثورات الحروب

المركز العربي للبحوث والدراسات.http://www.acrseg.org/39377

أ.د. شريف درويش اللبان أ. سارة أحمد - يسين حرب الصورة: توظيف الصورة الصحفية في موقع على منشورة دراسة )2( والثورات الحروب

المركز العربي للبحوث والدراساتhttp://www.acrseg.org/39332

شيخاني - وسميرة الرمحين عطااهلل ،اإلعالم الدولي منشورات جامعة دمشق 2006.

الصحفي، - التحرير خضور، أديب منشورات جامعة دمشق 2006.

7 جان كولن، في إطار الفعاليات التمهيدية 7-لمنتدى الجزيرة السابع.

عمر - محمد ،)32�33( الهوامش، دمشق جامعة منشورات اإلعالمي التخطيط

.2006

السلم في التغيير نحو وسببا رقما يكون أن تدخالت أن أيضا القول لكن خالصة أيضا، االستخبارات والحكومات في الصحافة يحيدها

عن جادة التغيير الخالق المرجو منه.


وغيرها(.الحرب انتهاء مع ظهرت الثانية الموجة ألمانيا ( بلدان وشملت ،1945 سنة الثانية اليابان(، – –إيطاليا النمسا � الغربية)سابقا( هي أمريكا قارة في دول ست إلى باإلضافة )البرازيل – األرجنتين –األكوادور – البيرو – االورغواي – فنزويال(، لكن بعض هذه الدول لم تنعم طويال بهذا التحول الديمقراطي، إذ سرعان منتصف من ابتداءا أعقابها، على ارتدت ما إلى لتتحول الماضي، القرن من الخمسينات أنظمة سياسية عسكرية وشمولية مثل )ايطاليا أمريكا دول من وغيرها البرتغال( اسبانيا� –

فريقيا وآسيا. الالتينية واإمع فبدأت الثالثة، الديمقراطية الموجة أما ،1974 عام البرتغال في العسكري االنقالب 1976 واسبانيا اليونان من كال شملت ثم حققت التي الالتينية أمريكا لتشمل أوربا، في العديد من دولها مزيدا من التحول الديمقراطي، 1983 واالرجنتين 1978 )اإلكوادور مثل والتشيلي والبرازيل 5891 واألورغواي 1984 من العديد الموجة هذه طالت كما ،)1988بلدان آسيا مثل )كوريا الجنوبية وتايوان والفلبين الموجة هذه خالل القول ويمكن والباكستان(، الثالثة؛ أي من عام 1975 إلى عام 1991، بنيتها تحول أن دولة خمسون استطاعت السياسية السلطوية إلى بنية ديمقراطية، ويمكن موجة الثالث الموجات هذه إلى نضيف أن االشتراكية المنظومة انهيار من تبدأ رابعة، بداية التسعينات من القرن الماضي، وفي ظل جعلت التي المعلوماتية للثورة الهائل التقدم العالم قرية كونية صغيرة، وهذه الموجة شملت )جورجيا – أوكرانيا � سلوفاكيا – كرواتيا –

اندلعت أو يزيد، منذ حوالي خمس سنوات في العديد من دول العالم العربي ثورات، سميت لكن رغم نجاحها في العربي‹، ›الربيع بثورات الدكتاتورية لألنظمة زاحتها واإ البلدان بعض التي كانت قائمة، كما في تونس ومصر وليبيا واليمن، لكنها رغم ذلك لم تستطع أن تحقق ربيعا لشعوبها، وأن تنجز عملية التحول الديمقراطي هي الوحيد االستثناء يكون قد بلدانها، في كانت الثورات هذه شعارات أن رغم ›تونس‹، الحرية، الديمقراطية، حول تتمحور جميعها العدل، المساواة، وحقوق اإلنسان، وظهر جليا األخرى هي البلدان هذه في المعارضات أن ال تؤمن بهذه الشعارات، وهي تقف على ذات األرضية االقصائية واألحادية وعدم تقبل اآلخر، وهي إنما سعت إلى إسقاط األنظمة الحاكمة من التحول أجل من وليس محلها، اإلحالل أجل

الديمقراطي.الحديث عن مسار الثورات يمكن قبل هذه طويل للتحوالت الديمقراطية في العالم، ويمكن القول أن التحول من النظام السلطوي الدكتاتوري ثالث خالل من تم الديمقراطي، النظام إلى مراحل على العالم، اجتاحت كبرى موجات زمنية متقاربة، من دون أن يطال تأثيرها أيا من بلدان العالم العربي، التي على ما يبدو مازالت

عصية على التحول الديمقراطي.جذورها تمتد األولى الديمقراطية الموجة أواخر في واألمريكية الفرنسية الثورتين إلى بعد ما إلى زمنيا وتمتد عشر، الثامن القرن )1828�1926( األولى العالمية الحرب وشملت حوالي عشرين دولة، معظمها في أوربا )فرنسا�أمريكا�هولندا�الدانمرك� واألمريكتين

عوامل بقاء النظام السلطوي االستبدادي في العالم العربيP

سلمان إبراهيم الخليل


أما المناداة بالديمقراطية من قبل المعارضات، وكذلك من قبل النخب الفكرية والثقافية، فيتبين وقناعات تنبع من رؤى لم بأنها بالتجربة، لنا سياسية وفكرية حقيقية، إنما استخدم كتكتيكات

سياسية آنية، بهدف الوصول إلى السلطة.العربي وبحكم العالم بأن القول يمكننا هنا خاصة، وجيوسياسية تاريخية سياسية سياقات أنها حيث من العالم في منفردة حالة تمثل ساد الذي الديمقراطي للتحول مقاومة األكثر غالبية دول العالم، وصار له طابع كوني منذ الربع األخير للقرن العشرين، واالستثناء الوحيد هو العالم العربي، الذي لم تتوافر له بعد إمكانية الخروج من أسر تاريخها السلطوي، والعبور نحو طوق النجاة الديمقراطي، فالدكتاتوريات والطغاة الذين يمارسون أبشع أنواع االستبداد والقهر ضد شعوبهم، ما هم إال نتاج هذه المجتمعات، وكما يقول المؤرخ كارول موتزلسكي )إن الدكتاتوريين أنفسهم، تلقاء من دكتاتوريين يصبحون ال لديهم أن لمجرد البلدان على يسيطرون وال اتجاهات ديكتاتورية. الناس هم الذين يصنعون الديكتاتور، الناس هم الذين ينصحونه، والذين يأخذون منه األوامر الخاصة، هم الذين يؤيدونه تأييدا مطلقا، وبمعنى آخر، إن وجود ديكتاتور من عدمه يعتمد على الثقافة السياسية للبالد(.

عند الوقوف الدراسة هذه في سنحاول األسباب التي جعلت الديمقراطية تضل الطريق فرضية عليه لتنطبق العربي، العالم إلى ›االستثناء الديمقراطي‹ التي جعلته يعيش على التاريخ وهامشه، وتتحول إلى إشكالية رصيف بنيوية في مجتمعاتنا، إن هذا االستعصاء يعود فإن برأينا، لكن وخارجية، داخلية عوامل إلى تأثيرا، واألكثر األهم، هي الداخلية العوامل

وسنرشح فيما يلي بعض هذه العوامل: أوال: العوامل الداخلية: تتعدد هذه العوامل،

وهي تشمل ما يلي: الثقافة السياسية السائدة في مجتمعات -

العالم العربي؛ هذه الثقافة تتحكم فيها موروثات أنتجت التقليدية، في طاعنة وذهنيات ثقافية التسلط تبرر عقلية بنية تراكمي، نحو على

صربيا � التفيا – روسيا البيضاء – وغيرها(.رغم هذه الموجات الديمقراطية التي شملت تطالب التي المتتالية الدعوات ورغم العالم، للقيام باإلصالحات العربي العالم األنظمة في الديمقراطي، التحول لتحقيق العميقة السياسية ورغم الثورات التي سميت بالربيع العربي، لكن العالم في الحاكمة السياسية األنظمة ما زالت بنيتها في وهي الزمن، على عصية العربي مكتملة تكون تكاد تسلطية دولة وممارساتها مقاومة على فائقة قدرة تملك ونراها األركان، تراكم األنظمة من التغيير، وتستفيد هذه رياح تنوع وتكثيف لتطوير السلطوية، مدخراتها واسع من تقنيات العنف البنيوي، التي تساعدها سلطاتها، وتأمين تماسكها على الحفاظ على وتأكيد مستويات عالية من التكيف مع مختلف واحترام بالتغيير، تطالبها التي الضغوطات حقوق اإلنسان والحريات العامة والخاصة، التي تتعرض لها من الخارج والداخل، بل وااللتفاف فراغها من محتواها، حتى على هذه المطالب، واإالضحايا، ذلك عشرات اآلالف من كلفها ن واإومئات اآلالف من المشردين والمهجرين وتدمير وتحويل اآلن، سوريا في يحصل كما البالد، هذه المطالب على أنها أجندات خارجية ومؤامرة العالم عن بالنيابة يحارب النظام وأن كونية، إشاعة إلى تسعى التي اإلرهابية؛ التنظيمات الفوضى وتقسيم البالد، وحتى في البلدان التي األنظمة تسقط أن من فيها الثورات تمكنت الدكتاتورية مثل )مصر� ليبيا� تونس� اليمن( الثورات بعد الحكم استلمت التي القوى فإن حاول كما أيضا، بالسلطة االستئثار أرادت اإلخوان المسلمين في مصر، مما حدا بالعسكر اإلخوان، حكم إلنهاء عسكري بانقالب القيام وفي ليبيا نالحظ أن هذا البلد يعيش حالة من تصارع بسبب السلطة وازدواجية الفوضى، القوى السياسية المدعومة بكتائب مسلحة على الحكم، هذا يعني أن من أسقط الدكتاتوريات لم سعى إنما ديمقراطي، نظام إقامة إلى يهدف األنظمة أساليب ذات واستخدم السلطة إلى منها، أسوأ يكن لم إن السابقة، الدكتاتورية


إلى يومنا هذا، وظل االستبداد قيمة اجتماعية الشعراء بها ويتغنى يمجدها ومحمودة رفيعة، عبد بن الوليد األموي الخليفة فهذا والحكام أحد مقتل نبأ سماع عند مهلال ينشد الملك

معارضيه:فنحن المالكين للناس قشرا

نسومهم المذلة والنكاالونوردهم حياض الخسف

وما نألوهم إال خباال

يفتون الظالم، فقهاء هم الدين علماء وكان للخلفاء، ويبررون لهم أعمالهم الجائرة وبطشهم الخليفة بأن تذكر التاريخ وكتب بالناس، علماء استفتى الملك عبد بن يزيد األموي الدين حول، محاسبة الخلفاء يوم القيامة على بأنه وفقيها عالما أربعون له فأفتى أفعالهم، تم بذلك القيامة، يوم الخلفاء على حساب ال توظيف الدين في ترويض وتدجين المسلمين، أفواههم، وتكميم رقابهم على القبضة حكام واإلذلك فمفهوم الدولة والديمقراطية لم يستقر في العالم مجتمعات فئات لغالبية الجمعي الوعي الدولة استقاللية غياب مع خاصة العربي، المثال هو أصبح الذي الحاكم، شخص عن هذا الدولة، فكرة فيها تتجسد التي والواجهة كيان بين ما التماهي من نوعا خلق األمر الدولة وشخص الحاكم، الذي جعل الدولة أداة مفهوم على ينسحب ذاته واألمر بيده، طيعة الفعل السياسي الذي ما يزال ملتبسا عند هذه المجتمعات على صعيد الفكر والممارسة، ولهذا أسباب تاريخية يختزلها محمد جابر األنصاري العربي العالم في السياسة تبدو ›‹ قوله: في العربية، السياسية الخبرة عن بعيدا مفهوما فالعربي إما مناضل ضد االستعمار والسلطة، ما مضطهد واإ الغلبة، ما متسلط ومستبد في واإمقهور، صامت ما واإ المعارضة، في ومنفي ضمن األغلبية الصامتة في أكثر األحوال، لكن من النادر أن تراه سياسيا يأخذ ويعطي، يتقاسم ويشارك، يدير ويبني في إطار جماعة سياسية

واالستبداد، قائمة على ثقافة الخضوع واإلذعان، التي تؤدي إلى تكريس النظم التسلطية وعرقلة عملية التحول الديمقراطي، هذه الثقافة هي نتيجة ظروف مجتمعية تاريخية معينة، أدت إلى خلق شخصية مشوهة لإلنسان في هذه المجتمعات، تشعر هذه الشخصية بالضعف وروح اإلذعان للسلطة وعدم القدرة على تغييرها، يقول الدكتور )يتميز العربية الشخصية عن عكاشة أحمد بسمات والعرب المصريين من كبير قطاع العدوانية والسلبية االعتمادية، الشخصية االعتمادية/ الشخصية وتتميز واالستهوائية، أو اآلخرين، على شامل باعتماد االتكالية في مهمة جوانب مسؤولية بتولي لهم السماح الذاتية االحتياجات وتسخير الشخص، حياة الشخص، ورضوخ يعتمد عليهم التي لآلخرين لمطالبة االستعداد وعدم لرغباتهم، مبرر غير الشخص، عليهم يعتمد الذين اآلخرين هؤالء وهذا منطقية]1[ كانت لو حتى مطالب بأي يعود إلى تاريخ الشرق � موطن هذه المجتمعات أقدم منذ مورس الذي بالطغيان، المليء �العصور وحتى اآلن، حتى إن أرسطو وصف الطغيان الشرقي بأنه النموذج الحقيقي للطغيان، فالطاغية الشرقي يعامل المواطنين معاملة السيد التي الهيغلية الفكرة أصل نجد وهاهنا للعبيد، تقول ›‹ بأن الشرقيين جميعا كانوا عبيدا للحاكم الدولة، الذي ظل هو وحده الرجل الحر‹‹ في أرسطو إن يقال؛ إنه حتى اإلمارة، المملكة، قائدا، أصبح الذي تلميذه إلى رسالة أرسل وهو االسكندر المقدوني، ينصحه فيها بمعاملة الشرقيين يعامل وأن القائد، معاملة اليونانيين حيث عبيد، بطبيعتهم ألنهم السيد، معاملة يقول: ›‹ إن الرجل الحر ال يستطيع أن يتحمل حكم الطاغية، لهذا فإن الرجل اليوناني ال يطيق يجده فإنه الرجل أما منه، ينفر بل الطغيان، أمرا طبيعيا فهو نفسه طاغية في بيته، يعامل زوجته معاملة العبيد، لهذا ال يدهشه أن يعامله ›‹]2[ واستمر العبيد ذاته معاملة الحاكم هو هذا الطغيان واالستبداد في العالم العربي خالل مرحلة األمويين والعباسيين والعثمانيين، وصوال


السلطة بناء ومن الخارج مع التحالف تجعل االستبدادية شرطا لبقاء الرأسمالية التابعة نفسها، ومن خصائصها أنها تبني اقتصادا أطلقت عليه اسم ›رأسمالية المضاربة‹؛ أي البحث عن أكبر ما يمكن من هامش الربح، مع بذل أقل ما يمكن من العمل المنتج، رأسمالية المضاربة هي قبل كل شيء رأسمالية االقتصاد غير المنتج، التي للتوزيع، اإلنتاج عالقات في األسبقية تعطي والتي تدفع إلى إقامة اقتصاد توزيعي، أكثر منه منتجا خبرات جديدة، أما الخاصية الثالثة لهذه الطبقة الهجينة التي تتولى مسؤولية إدارة الثروة لمامة فهي طبقة االقتصادية، والحياة المحلية عوالم الى تنتمي وفئات جماعات من مكونة ومشارب وطموحات ومناطق قيم ومنظومات شتى، ال يربط بينها أي رابط معنوي، أخالقي، هو جوهرها إن عقيدي. أو روحي، فكري، المنافع، عن النفس والقصير األعمى البحث المنظور المنفعة أي المصلحة؛ بمعنى ليس طويل، أو متوسط تاريخي منظور من إليها وبالتالي من منظور بناء نظام اقتصادي منتج بمعنى لكن تدريجيا، يتكامل أو متكامل، الحصول على أكبر جزء من الفطيرة، اآلن وفي الحال، مهما كانت النتائج على االقتصاد ككل المنفعية فالروح البعيدة، أو القادمة والمصالح والوصولية النظر قصر من منها ينبع وما والمادية والسوقية، هي عقيدتها الحقيقية وعامل

توحيدها ومصدر وعيها معا]4[.الطبقة هذه على المراهنة يمكن ال لذلك نحو الدفع في اقتصاديا السائدة الرأسمالية وبين بينها أصبحت ألنه الديمقراطي، التحول إستراتيجية شراكة المستبد السياسي النظام ودائمة بالنسبة لها. أما بالنسبة للطبقة األخرى، والتي تعتبر من أهم حوامل التغيير الديمقراطي، تضم التي الوسطى، الطبقة بها ونقصد العليا، المهن وأصحاب المثقفين )الموظفين� هذه الصغيرة(، والمهن الحرف، وأصحاب الطبقة كانت تضم شرائح عديدة في المجتمع، أنها رغم كثيرا، وتضاءل تآكل دورها أن إال الذي المدني، المجتمع نسميه عماد ما تشكل

منظمة وملتزمة، من أجل تحقيق هدف سياسي، هذا ظهر ذا واإ التحقيق، وممكن عليه، متفق النوع من الساسة، تم القضاء عليهم في أغلب األحوال، وقد يشارك المجتمع بحركاته الشمولية القضاء في السلطات المتصلبة وأيديولوجيته على هذا النوع من الكائنات السياسية، وبطبيعة الحال، فإن غياب الكائن السياسي الطبيعي في المجتمع العربي ليس ناجما عن نقص وقصور أبدي وحتمي في الطبيعة العربية، لكنها ظروف بها مر معينة وتاريخية، مجتمعية وجذور من نوعا لديهم أوجدت طويلة، لقرون العرب اعترفنا إذا للعالج، القابلة السياسية، اإلعاقة عالجها‹‹]3[. على عكفنا ثم أوال بوجودها

كذلك استنتج ابن خلدون أن طباع العرب قد ›‹ بعدت عن سياسة الملك؛ أي سياسة الدولة، الدائمة والمستقرة المستمرة الدولة لغياب نظرا

والثابتة في تاريخهم ›‹.إن - االقتصادي؛ النظام فساد

االقتصادي التطور بمراحل تمر لم مجتمعاتنا الرأسمالي الصناعي، التي مرت بها أوربا، من الرأسمالية إلى اإلقطاعية من االنتقال حيث الصناعية، الرأسمالية إلى ثم ومن التجارية، االجتماعية الطبقات غياب الى أدى ما وهذا القوية التي يمثل الخيار الديمقراطي بالنسبة لها اإلطار المالئم لنموها وتطورها، فقد أدى إخفاق الذاتية البنية انحطاط الى الصناعي اإلقالع للطبقة الجديدة/ البرجوازية، وهي الطبقة السائدة في كل بقاع العالم، بالرغم من أنها ليست دائما األساسية الخصائص فمن الحاكمة، الطبقة والجوهرية لهذه الطبقة أنها تفتقر إلى االستقالل خدمات من تقدمه بما إال تعيش وال الذاتي، مباشرة أو غير مباشرة إلى السوق العالمية، أو السوق بسبب غياب األقل تجنح � على هي الذاتية المستقلة � إلى الخارج، وتحويل مركز ما وبقدر الخارج، إلى أيضا الرئيسي التراكم النمو فرص تقليل على العالقة هذه تعمل البرجوازي كعالم معزول العالم الداخلية، وبناء يعيش الذي الواسع، الشعبي المحيط ضمن على نمط اقتصادي فقير وتوزيعي بسيط، فإنها


ذات عصبيات تشكيالت إطار في إال كهذه، متحفزة ومعبأة على نحو أفضل، ومن هنا فإن من أساسية كانت سواء له، عصبية ال من جماعة محددة بعينها أم مركبة › أحالف�حلف

› فال سلطة له أو تأثيرا متوقعا]6[.إن التحوالت الديمقراطية في العالم العربي، وثقافتها، وقواها المدنية بالتحوالت مرتبطة قياسا على مثيالتها في الغرب، فإن المدينة في العالم العربي ما زالت تراوح مكانها وزمانها على ومنظوماتها االجتماعية، التكوينات مستوى بما في األرياف، دائما مع المتواصلة الثقافية هيمنة من التقليدية؛ االجتماعية القيم ذلك عائلية، عشائرية، مناطقية، مذهبية، أو دينية.

زال ما المدني المجتمع مفهوم فإن لذلك مع ويتعارض بل العربي، العالم في غريبا منظوماتها ومع الريف، مع وكذلك المدنية، العربي العالم في فالمدينة والروحية، القيمية متريفة، بل زد على ذلك، فإن القوى المجتمعية محددة؛ خلفيات لها المدن هذه تشكل التي اجتماعية، قومية، طائفية، قبلية، عشائرية، أو أسرية، مما يجعل التواصل بين أحيائها قليال، الديمقراطية فالتحوالت إذا معدوما، أحيانا أو ترتبط بوجود المجتمع المدني وحيويته وفعاليته، الوسطى عماده، وهو كما الطبقة الذي تشكل

قلنا غير موجود فعليا في العالم العربي.عدم وجود قوى سياسية منظمة تؤمن -

المأزق أسباب أهم أحد من إن بالديمقراطية: الديمقراطي في بالدنا، هو عدم وجود قوى سياسية الديمقراطية بالنظرية تؤمن منظمة مجتمعية وأهميتها، وتمارسها كسلوك وممارسة عملية في معها، المختلف اآلخر ومع الداخلية، حياتها هناك ومازال برامجها، في تجسدها وكذلك في وكممارسة كفكرة الديمقراطية بين تخارج المجتمع، فالقوى السياسية المعارضة الموجودة تهتم ال ندرتها، وعلى السياسية الساحة على إلى وتفتقد لبلدانها، الوطنية بالمصالح كثيرا القدرة على االعتراف باآلخر، والعمل المشترك فإن لذلك معها، المختلفة األخرى القوى مع يتعدى القوى ال هذه لدى الديمقراطية، مفهوم

المهنية والوظيفية الروابط الغرب على قام في والفكرية الثقافية المنظومة وتعميم والمادية، نهاء القطع مع كافة والقيم المرتبطة بالمدن، واإفيها بما وثقافتها، القديمة االجتماعية البنى وكذلك والمذهبية، والعقيدية الدينية الروابط في يحدث لم وهذا والقبلية، األسرية الروابط العالم العربي، بالتالي هذه الطبقة ما زالت فكريا وذهنيات لثقافات امتداد وهي وهشة، ضعيفة ومنظومات والمعايير والمكونات مدنية، غير القيم التي تسود. العالقات االجتماعية عند هذه الطبقة، تقوم على صالت القربى واالرتباطات الدينية والمذهبية، وما صعود التيارات اإلسالمية مثال من أسوق الواقع، وهنا لهذا انعكاس إال التي المعارضة السياسية القوى حول الكويت كانت تنادي بحقوق المرأة، وتطالب بالديمقراطية، تحالفت هذه القوى الليبرالية مع اإلسالميين داخل الكويتي في 23\11\1999 من األمة مجلس أجل إسقاط المرسوم األميري الذي أصدره الشيخ 1999]5[؛ أيار)مايو(عام في الصباح جابر حق المرأة يعطي كان الذي المرسوم هذا تحالف نتيجة أسقط لكنه والترشح، االنتخاب الليبراليين واإلسالميين، أما النقطة الثانية ذات الصلة بالطبقة الوسطى، فهي إن فاعلية الطبقة الوسطى تاريخيا، ذات صلة بالبعد االقتصادي، التي هي الذاتية االقتصادية قوتها بمعنى جعلت منها تشكل قوة سياسية في أوربا، بينما ذاته االقتصاد يشكل ال العربية، البلدان في ما جماعة فاعلية في والحاسم المهم العنصر تجاه النشاط والعمل السياسي، ذلك ألن الهيمنة وبالتالي السياسية؟ السلطة السياسية/ للمسألة الذي هو مركزها السياسة/ إلى الوصول فإن وليس وهيبتها، االقتصادية والقوة المنافع يزيد العكس، تلك مالحظة خلدونية التي ترى ›‹ بأن الشرف مفتاح هي الملك، � السلطة اإلمارة/ هنا ومن ›‹ النفسية والمالذ الدنيوية واللذات ذلك، مفتاح الملك السلطة/ زالت وما كانت وغاية العصبية الجماعة النازعة للسلطة، وتاليا وباتجاهها، السلطة حول والصراع التصارع وعليه فإن مؤسسات ما يسمى المجتمع المدني أمام أوضاع الكثير تفعل بأنها سوف تبدو ال


ومنظمة القاعدة، أكبر برهان على ذلك، وحتى التيارات اإلسالمية المعتدلة التي تمثلها بعض المسلمين، اإلخوان مثل والقوى الشخصيات هؤالء يرفعون شعارات الديمقراطية مع اضفاءها بصبغة اسالمية، يستعملون الديمقراطية كمطية إلغاء ثم ومن والسلطة، الحكم الى للوصول الديمقراطية نفسها التي أوصلتهم الى السلطة، ألنهم يرون بأن اإلسالم هم الحل، وممارسات إخوان المسلمين في مصر عقب وصولهم الى الحكم عام 2012 تؤكد صحة هذا الكالم، عندما العامة في مصر، الحياة حاولوا أخونة مجمل من السياسة إلى الثقافة، وصوال للفن والنقابات والقضاء وغيرها، قد تكون تجربة حركة النهضة اإلسالمية في تونس التي يقودها راشد الغنوشي االجراءات ببعض والتزاما اعتداال األكثر هي الديمقراطية فكرا وممارسة، فهذه الحركة عندما مع تحالفت تونس في السلطة الى وصلت التجربة من وعززت العلمانية، القوى بعض في الفضل ويعود البلد، هذا في الديمقراطية ذلك إلى بعض قياداتها مثل راشد الغنوشي الذي يقوده، وهو مفكر اسالمي، دعا منذ سنوات إلى تبني فكرة الديمقراطية بعد إعادة صياغتها حيث يقول: ›‹ لو توفق الفكر اإلسالمي في عملية احتواء الديمقراطية فاستنبتها في أرضه الخصبة كعادته مع كل نبتة خيرة بعد تهذيبها وتحريرها من أوشاب العلمنة والقومية، لكان مده ال يقاوم

وجاذبيته في تعاظم ›‹]7[.التي وخاصة الموجودة القومية القوى أما تمثل التيار القومي العروبي، فهي ما زالت تحت االشتراكي واالفكار العربي البعث وطأة حزب الناصرية، وهذا التيار يرفض االعتراف بحقوق أي مكون آخر، ألن هذا اآلخر سوف يؤدي إلى التيار ليس لديه تفتيت ›الوطن العربي‹، وهذا استراتيجية وأهداف وبرامج واضحة بخصوص التحول الديمقراطي ومستقبل دولنا، أما التيارات الليبرالية فهي تيارات ضعيفة، ليس لها حضور جماهيري، رغم ذلك فهي متأثرة باألفكار القومية باآلخر االعتراف عدم حول تتمحور التي أو لغويا، قوميا، إثنيا، كان؛ سواء المغاير،

دينيا ...الخ

المجتمع بنى وتنسيق الحكم شؤون إدارة وتسييرها بما يتناسب وأهدافها ومصالحها، لذلك النزاع هو لها بالنسبة السياسة مضمون فإن على السلطة والوصول اليها، ألنها؛ أي السلطة وعندما أهدافها، لتحقيق الضرورية األداة هي تصل إحدى هذه القوى الى السلطة، ال تعترف ن صفتها التمثيلية ال بأنها جزء من المجتمع، واإتتعدى أعضائها وأنصارها وناخبيها، في حال وجود انتخاب، وأن تعترف بأنها مرتبطة بالكل بل بالكل، الجزء ارتباط المجتمع االجتماعي/ المجتمع، إرادة تمثل بأنها القوى هذه تتوهم تطلعات على المؤتمنة الوحيدة بأنها وتدعي وأهداف والوطن الشعب ومصلحة المجتمع األمة، فتحل جزئيتها وخصوصيتها محل كلية االستبداد، جذر هو هذا وعموميته، المجتمع ألن من ال يعترف اعترافا مبدئيا ونهائيا بجزئيته سائر مع وتساويه المجتمعي للكل وتبعيته األجزاء األخرى واألفراد اآلخريين، لن يكون إال بالفكر تعترف ال القوى هذه وطاغية، مستبدا ضروريا نورا وبوصفه العالم، شكل باعتباره يعمل على تنوير وتغيير وتطوير المجتمعات، وال تعترف أيضا بالثقافة بوصفها تشكيال للعالم في أذهان البشر، وال بضرورتها › الثقافة والفكر رؤاها وتغيير ونظرياتها، أفكارها لتجديد ‹

وتصويب برامجها وآليات عملها.إن هذه القوى السياسية الموجودة، ال تملك لآلخر اقصائية الجانب، أحادية رؤية سوى المختلف، تؤمن بالتماثل، وال تؤمن باالختالف، والتنوع، التعدد ترى وال الواحد، بالرأي تؤمن الواقعية عن وتبتعد المثالية، في تغوص على مثال أكبر السياسة، في دوما المطلوبة القومية، واألحزاب السياسي اإلسالم هو ذلك فالتيارات اإلسالمية معظمها ترفض الديمقراطية لما ومخالفة مناهضة ألنها وتفصيال، جملة جاءت به العقيدة اإلسالمية من أصول وفروع الشعب تجعل الديمقراطية ألن رأيهم، حسب مصدر التشريع، بينما اإلسالم يرى كالم اهلل هو مصدر التشريع، والمنظمات الجهادية الموجودة اآلن على الساحة مثل؛ تنظيم الدولة اإلسالمية،


بأن ترى الكبرى الدول فإن لذلك التنظيمات، تحقيق الديمقراطية سيؤدي إلى وصول وهيمنة فإن لذلك الحكم، الى والمتطرفين اإلسالميين هذه الدول ال تجد حرجا في دعم وبقاء األنظمة االستبدادية في هذه المنطقة، طالما تحقق هذه الكبرى الدول مصالح االستبدادية األنظمة النفط، على الحصول مثل ضمان وأجنداتها، أمن على الحفاظ العسكرية، قواعدها وبقاء أسلحتها بيع المنطقة، في الموجودن حلفائها لألطراف المتصارعة، والمتابع لألوضاع الراهنة في سورية يرى بوضوح الأخالقية الدول الكبرى، والمباالتها بالحجم الهائل، وغير المسبوق من على شعبه، تجاه الدموية النظام ممارسات مدى أكثر من أربع سنوات، والمجتمع الدولي ال يحرك ساكنا رغم قدرته على وضع حد لهذه

المأساة المستمرة. مجال في النموذج الدولة غياب �3ال اآلن حتى العربي؛ العالم في الديمقراطية توجد في معظم دول العالم العربي، دولة تتمتع بنظام ديمقراطي تعددي مستقر، ألنه إن وجدت التأثير على بقية مثل هذه الدولة، فمن شأنها الدول التي تحكمها أنظمة سلطوية مستبدة، تاليا كانت ستضطر الكثير من النظم السلطوية إلى الحذو حذوها على صعيد التحول الديمقراطي.

من العربي العالم في اآلن يجري ما إن حروب داخلية واقتتال وصراعات طائفية، تؤكد بأن الديمقراطية مازالت حلما يراود شعوب هذه المنطقة، وأن االستبداد مازالت له اليد الطولى، المنطقة، الدائر في هذه بأن الصراع ويتضح أكثر مما هو صراع السلطة هو صراع على من أجل الديمقراطية، فالمعارضات هي األخرى تقف مع األنظمة المستبدة على نفس األرضية المغاير، باآلخر االعتراف وعدم االقصائية، في دخلت بلداننا نرى لذلك التعددية، ورفض والسقوط، والتبعية والدمار الفوضى من حالة رهينة ألجندات الدول اإلقليمية والدول الكبرى، لذلك يمكن القول بأن التحديات التي تواجه العالم كنظام الديمقراطية بناء ليس العربي وشعوبه، جاهز، بل التحدي األهم هو كيفية بدء عملية

للتحول المعيقة الخارجية العوامل � ثانيا السياسية الدراسات من الكثير الديمقراطي؛ الخارجية العوامل تأثير وأوضحت اهتمت التي تقف حجر عثرة أمام ›االقليمية والدولية‹ ›‹ العربي، العالم في الديمقراطية التحوالت الحدود خارج تجري التي التفاعالت أن ذلك االقليمي النظام اطار في للدولة، الجغرافية والحروب العسكرية التحالفات مثل والدولي، وأنشطة الدبلوماسية والعالقات والصراعات وسائل وتأثير للقوميات، العابرة المؤسسات االعالم، وحجم االستثمارات ...الخ، تمثل في لكثير مهما تفسيريا األحيان عنصرا من كثير

من الظواهر الداخلية ›‹]8[.على الخارجية العوامل بتأثير يتعلق وفيما يمكن االستبدادي، السلطوي النظام استمرار الحديث عن ثالثة أوجه من هذه العوامل التي

لعبت دورها في المرحلة السابقة.التذرع بالصراع العربي اإلسرائيلي؛ لقد -

كانت ذريعة الصراع مع إسرائيل، ورفع شعارات المواجهة معها من قبل األنظمة في العالم العربي التي األسباب أهم من السوري، النظام مثل ساهمت في خداع شعوب هذه الدول والتالعب بمشاعرها القومية من قبل هذه األنظمة، وخلق من الجماهير غالبية إلقصاء تبريرية حالة وتأجيل السياسي، القرار صنع في المشاركة للسلطة، السلمي والتداول الديمقراطية، قضية واالحكام الطوارئ بقانون العمل واستمرار النظام السوري أكبر مثال على العرفية، وكان

ذلك على مدى نصف قرن تقريبا. النظام - في المؤثرة الكبرى الدول

العالمي؛ تتخوف هذه الدول من عملية التحول غياب ظل في العربي، العالم في الديمقراطي المنطقة هذه شعوب لدى الديمقراطية ثقافة التي ما زالت أسيرة لالنتماءات القومية والدينية االنتماءات من وغيرها والعشائرية والمذهبية الدم، العصبية وروابط القائمة على العضوية، العالم غالبية مساحة على نشاهده ما واآلن العربي، من استفحال ظاهرة التنظيمات األصولية الدينية اإلرهابية، ووجود حواضن مجتمعية لهذه


الهوامش والمراجع

في - ودوره االستبداد هالل، هالل نبيل دمشق، العربي، الكتاب دار المسلمين، انحطاط القاهرة، الطبعة الثانية، عام 2005، الصفحة 18.

نبيل هالل هالل، مصدر سابق ص19- محمد جابر األنصاري، العرب والسياسة -

،1998 عام الساقي، دار بيروت، الخلل، أين الصفحة38.

الخيار - حول وآخرون، غليون برهان عام العربية، الوحدة دراسات مركز الديمقراطي،

2001، الطبعة الثانية، الصفحة 127�128.والديمقراطية - المجتمع الفالح، متروك

الوحدة دراسات مركز العربية، البلدان في والدولة العربية، بيروت، عام 2002، الصفحة142.

سابق، - مصدر الفالح، متروك الصفحة143�154.

7 راشد الغنوشي، مستقبل التيار اإلسالمي، 7-منبر الشرق، آذارعام 1992، الصفحة26.

السياسية - النظم إبراهيم، توفيق حسنين بيروت، دراستها، في الحديثة االتجاهات العربية ،2005 عام العربية، الوحدة دراسات مركز

الصفحة123.

انتقال عملية حتما وهي الديمقراطي، التحول من وستحمينا مستحيلة، ليست لكنها طويلة، واالنفجارات الداخلية والحروب الكوارث تكرار نجاح هذا يعزز فرضية الحاصلة اآلن، ومما أن غالبية ن على أمد طويل، هو المسعى، واإمجتمعاتنا أصبحت على قناعة بعد هذا الدمار الذي لحق ببلداننا، أنه ال يوجد حل لمشاكلنا، االقتصادية، السياسية، وخالفاتنا صراعنا، المذهبية، النفسية، التعليمية، االجتماعية، المشاركة نظام إلى االنتقال دون واإلثنية، كافة حقوق وضمان والتعددية، الجماعية اإلثنية، المكونات وكافة واألقليات، الشعوب المنطقة، هذه في الموجودة والمذهبية الدينية، والتي عانت الحرمان واالقصاء والتهميش، وهو ويمهد الوطنية، الدولة مفهوم مع يتماشى ما عادة واإ السياسية، الحياة تجديد أمام الدرب التعايش مبدأ وترسيخ المجتمعية، القوى بناء الديمقراطية السياسية النظم قامة واإ السلمي، والعدل القانون دولة وبناء المستقرة، الشرعية

والمساواة.


مقهى قصيدة نثر في الالذقية، وكافيتريا سينما الكندي في حمص، وبيت القصيد في دمشق.

األدبية المقالة بين أبابيل تنوعت مواضيع العالمية، اللغات عن المترجمة والنصوص إضافة للحوارات والنصوص الشعرية وعروض شهرية أدبية مجلة بأنها تعرف وكانت كتب.

تعنى بالشعر.www.ebabil. النت: في أبابيل موقع

net ويحتوي على أبرز أعداد المجلة بصيغة المكتبة عبر توزيعها يتم كما ،)PDF(الـاإللكترونية األكثر شهرة »نيل وفرات« وموقها

.www.nwf.com :في النت

تعتبر أبابيل أولى المجالت األدبية السورية الرسمية، المؤسسة إطار خارج صدرت التي بجهد شخصي لكل من رئيس تحريرها الشاعر القسم ومدير موسى، الدين عماد والصحفي العدد ليصدر إبراهيم. هوزان المهندس التقني األول بصيغتها اإللكترونية في الحادي والعشرين

من آذار من العام 2006.مؤسسة من منحة على أبابيل حصلت العام في والفنون للثقافة العربي الصندوق مجلة من أبابيل تحويل بموجبها وتم ،2008إنترنيتية إلى مطبوعة ورقية وتم توزيعها بشكل مجاني من خالل احتفاليات خاصة في أماكن مثل: من السورية، المدن من عدد في عامة

نافذةP

مجلة أبابيل


مركز مدني مستقل، غير ربحي، يتخذ من مدينة تربسبيه مقرا له، يعمل على تنمية ونشر مؤمنا المجتمع، في المدني المجتمع مفاهيم عبر وذلك المشترك، والعيش بالديمقراطية حمالت وورشات عمل، وغيرها من عقد ندوات

وحلقات نقاش.قيم المركز: الديمقراطية والعيش المشترك.

رؤية المركز: مجتمع يعيش فيه الفرد على أساس المواطنة.

مركز التنمية واألنشطة المدنية

أهداف المركز، يسعى المركز إلى:نشر المفاهيم المدنية.- نشر مفاهيم الديمقراطية والعيش - المشترك.

سورمَي 10 القسم العربي

Documents