لغات 2 ؛ مجموعة شعرية ؛ نصوص 2015 النصف الأول ؛ د أنور غني...

النصف الول 2015 نصوص ) ، 2 لغات (

1


)2لغات ( ؛ النصف الول 2015نصوص

مجموعة شعرية

د أنور غني الموسوي 2015

2


تمهيد

بعد الدعوات لتجاوز التجنيس الدبي و اتجاه العمال البداعية نحو ذلك الى حد ما ، صار من المهم و المفيد

تصنيف اللغة الفنية كمقدمة لتلمس مواطن البداع و الفنية في العمل الدبي ، و صار الوعي بشكل اللغة التي يكتب بها

النص امرا مهما ، و في الحقيقة هذا توسع ايجابي في وعيالكاتبة و اعطاء مساحة اكبر للغة الجميلة .

و لقد كتبت في مجموعتي الولى ( لغات) بثلثة اشكال من اللغة ، نصوص ( ومضات) بلغة وامضة ، و نصوص (

حكايات ) بلغة حاكية . وهنا في هذه المجموعة ( لغات ( ) كتبت باربعة اشكال من اللغة وان كانت كلها تعتمد تقنيات2

السرد التعبيري

اللغة التجريدية-1اللغة الحرة-2اللغة التعبيرية-3اللغة التقليلية-4

3


السرد التعبيري ( الشعر السردي) ان ما يقابل الشعر هو النثر و ليس السرد كما يعتقد البعض

،السرد يقابله التصوير ، و الشعر حينما يكتب بشكل نثر فانه بالنهاية سيكون شعرا ، و المميز بين النثر و الشعر ليس الوزن كما هو معلوم ،و ل الصورة الشعرية و المجاز

العالي كما اثبتته قصيدة النثر السردية بالكتلة النثرية الواحدة ، انما المميز بينهما ان الشعر يشتمل على السردية التعبيرية و ل يقصد الحكاية او التوصيل ، بينما النثر اما قصصي حكائي يقصد الحكاية او توصيلي بشكل خطاب و رسالة. بمعنى اخر ان الفرق بين الشعر و القص و اللذين

يشتملن على السرد ، ان السرد في القصة حكائي قصصي يقصد الحكاية و الوصف ولو خيال ،بينما السرد في الشعر تعبيري هو سرد ل بقصد السرد هو السرد الذي

يمانع و يقاوم السرد ،انه السرد بقصد اليحاء و الرمز ونقلالعاطفة و الحساس ل الحكاية و الوصف.

السرد ل بقصد السرد ، السرد الممانع للسرد ، السرد ل بقصد الحكاية و القصG ، السرد بقصد اليحاء و الرمز و نقل

الحساس و العاطفة ، هذه هي ( السردية التعبيرية ) .

مظاهر السرد التعبيري و الذي يكون القصد منه ليس الحكاية و الوصف و بناء الحدث ، و انما القصد اليحاء و

نقل الحساس ، و تعمد البهار ، فيكون تجل لعوالم الشعور

4


الحساس بمعنى اخر ( ان الميزة الهم للشعر السردي الذي يميزه عن النثر وان كان شعريا هو التعبيرية في السرد ،

فبينما في النثر السردي يكون السرد لجل السرد و الحكاية ، فانه في الشعر السردي يكون موظفا لجل تعظيم طاقات

) 215اللغة التعبيرية. ) ( انور الموسوي

5


اللغة التحريدية التجريدية في التعبير و اللغة هو استعما اللغة في نقل

الحساس و الشعور و ليس الحكاية ، فتتخلى اللفاظ عن وظيفة نقل المعنى الى نقل الحساس المصاحب له كمركز للتعبير ، فيرى القارئ الحاسيس و المشاعر المنقولة اكثر

مما يرى المعاني . و انطلقا من فكرة انG البداع اللغوي و خصوصا

الشعر ل يتجه بالساس نحو البناء المعرفي و المفاهيم ، و انG محور البداع هو عالم المعنى و الشعور و الحساس ، فاننا يمكن فهم اللغة التجريدية بانها اتجاه عميق نحو صور

خالصة و مجردة وكلية لموضوعات الدب و عوالم الجمال و الشعور و الحساس و المعنى ، التي تعصف بنفس الشاعر

و تلهمه ، و تختلف هذه التعبيرية بشكل واضح عما يتجه (نحو الجزئي من تجرية و جماليات و موضوعات قريبة .

)2015د أنور الموسوي

6


اللغة الحرة و النص الحر ان اللغة الحرة و النصوص الحرة العابرة للجناس تتجاوز الجناس الدبية والعراف السائدة في اللغة و الدب . لقد

صار الوقت مناسبا لظهور الدب الحر و اللغة الحرة و النص الحر العابر للجناس ،فل يكون امام عين القارئ سوى ما يريد ان يقوله و ل شيء سوى اللغة التي يريد

استعمالها ،من دون وصاية ل فكرية و ل موضوعية و ل سلوبية ، بل و ل ادبية فالمهم الكتابة و ل يهم ما جنسها و ما

تصنيفها ، و الجمهور هو الحكم. لقد انتهى عصر الوصاية الدبية و بدا عصر الدب الحر و اللغة الحرة. . نعم النص الحر قريب جدا من قصيدة النثر ، ال انه ليس قصيدة نثر

حرة ، بل هو نص ، قد يراه البعض شعرا و البعض قصة و البعض خاطرة و الخر رسالة ، ان النص الحر يحرر

( د أنور الموسويالمؤلف و القارئ و يحرر نفسه . 2015(

7


اللغة التعبيرية

التعبيرية في الدب لغة شعرية جميلة و فذة ، تبحر بالفكر و الكاتب و القارئ الى اعماق اللغة و اعماق الشياء و اعماق

العمقR الرفيع للحواس و النفس النسانية ، انها ببساطة ، الشعور و الوجود ، تبحر بنا الى اعماق الشياء فل تكون

و انما تظهر بحلة و شكل و الشياء هي الشياء كما نعرفها صورة جديدة و معنى جديد ، باحاسيس اخرى ،بصور

اخرى . ان التعبيرية هي تعريف جديد للشيء و معناه ،و كشف عن عوالم شعورية عميقة ، حيث المعنى يتحدث عن

الشياء تتكلم عن الشياء ، انها استخدام خاص جدا المعنى ، صنف اللغة العالمية العميقة ، المتجاوزة للغة ، انها من

للمحلية و الزمان ،حيث العمق التعبيري المبهر و المدهش .( د أنور غني الموسوي)

8


اللغة التقليلية

النص التقليلي الذي يعتمد القتصاد اللغوي و اداء الفكرة بأقصر خط لغوي ، اي اعتماد الخط المستقيم في التعبير ، هذا النص القصير تعبيريا ل بد لجل تحقيقه الدهاش ان

يشتمل على حالة التجربة غير العادية ، و نقصد بذلك النفوذ العميق الى مكامن النفس و الشعور النساني و اقتناص

اللحظة المؤثرة التي ل تترك مجال للقارئ ال الدهشة و ) يعبر وminimalistالنبهار . ان الشاعر التقليلي (

يكشف عن تجربة انسانية يدركها الكل لكن ل احد يتناولها او يعبر عنها كما يقول المتنبي ( القائل القول لم يترك و لم

يقل ) . هذا هو الشراق الشعري انه الكشف عن الخفي و التجربة العميقة في النفوس ، انه الطلع على المعارف و

التجارب الجمالية الدبية العميقة و التي ليس لكل احد تناولها و بلوغها . انها بلوغ الينابيع السرية للجمال و الطلع على

الشعور النساني العميق . التقليلية ( (minimalismاشراق عميق و ليس تعبيرا أدبيا شاعريا فقط

.النص التقليلي ليس شعرا عاديا و ل بوحا شفيفا فقط و ل تجربة فنية معهودة ، انه تحطيم للحجب و التوجه بسرعة

فائقة نحو بلوغ مسافات عميقة في النفس . ل بد لجل التقليلية من تجاوز حالة الوساطة اللغوية و المرآتية ، و تقديم

الفكرة الجوهر مجردة ، و كأن القارئ ل يرى حروفا و ل

9


كلمات و انما يرى الفكرة و هي تتجلى ، ان التقليلية تجل عظيم للجمال . ليست التقليلية اقتصادا لغويا فقط بجمل خالية من النعوت و الشرح و التفصيل مكتفية بالشارة و

التلميح ، بل ايضا لغة عميقة ، انها اقتصاد لغوي و تعبيري يتجه و بسرعة فائقة نحو العمق النساني . اذن التقليلية هي

التجلي الشراقي الكبر للفكرة الجميلة العميقة النافذة في )2015النفس و الشعور . ( د أنور الموسوي

10


اللغة التجريديةاللغة الولى :

11


الشرفة

يتساقط نحو الشرفة الناعسة ، نحو عيون الشتاء ، حيث يتخفGى خلف السكون ، خلف صوت الغيم الشوق كالمساءات،

، يبني عشGا بطعم الذيول . ،هناك خلف باحة الصمت الظلل تلك الظلل ، ترنو نحو

د ، حيث ستارة الوهج البنGي Gغربة أنفاس الصقيع ترد الفجر.

تتصاعد أرواح الضباب الخضراء ، من تلك الزاوية ، مبتهجة بالنسيم .

12


( صباحات بني/ة )

أGيتها الصباحات البنية ، تعالي نحوي ، إليك كلG جسدمتعب ، في نهاياته شيء من رحيق مختوم .

اليست المغارات وردية و صافية ؟ الم تكن شعبا مرجانية تتهادى نحو الفضاء الواسع ؟ النرجس ، السماوات ، هطول

ي ، أعوام من السى القرنفلي . Gمطر بر يا للحنين يا للحنين ، يتراقص كجدول ناعس ، حيث القطط

البنفسجية ترتGل صلواتها الخيرة ، الكون حينها كان يقضاc واقا ، ليت المجد يتعلGم الرؤية ، سماءd ل تكاد تريد شيئا من Gتو

البوح . العذابات ، العذابات ، القضبان ، التواريخ ، الصابع

الصفراء ، العمى المرير. التنهدات الحمراء ، الوردية ، تعجG باللون ، بكل اللون ،ابة الفردوس فضيGة ، و Gبتراتيل الخضرة الزرقاء . بو براقة و مشعة ، تتناثر تحت الجسر بطعمها الرقراق .

13


إنGها تتأرجح ، و عيناكf هناك شيء من ورد ، تتعثر بالمياهGة تتقافز هنا و هناك ، أجل كان دبGة ، السماك الورديGالشقي

الغابة عاشقا . انGها تصغي ، تعدG أصوات الضوء ، تصنع منها واحة و

أغنية . هي ليست ناعمة و ل كثيرة الخشونة ، كما أنGها بل هدير . تقف تحت الظلG ، تصنع شمسا و حكاية ، تعيد كوكبا

و نبةc و رياحا .مرحى ، مرحى يا للسعادة .

14


( الواحة )

بين يدي الغروب يجلس القحوان ، كمسافر على بساطالهمس ، يراقص النسيم .

مرآةc ورديGةc كان وجه الماء ، بعذوبة غريبة تداعبها أيديالريح . كالطفولة اللذيذة أبهرني لون الشمس .

الرمال تعزف ألحانها المقرمشة ، و خيول البادية بعبقها الرمليG ، تخترق صوت الزمن الحالم . وهناك ، نحو الواحة ، نحو شجرة البلGوط ، صبيةd يلعبون ، و فراشات ناعسة ، قد

بلGل ثيابها المساء . كم قد أسرتني ترانيم الغصان ، و أوراقها ذات العيون

اعة ، و الطيور ، أجل الطيور Gاللماذ . Gتأسر المكان بألوانها الزاهية و سحرها الخ

آه كم أحبG رائحة الصيف ، و ظلG شجرة تنشد للنسيم .

15


( ألم )

آلمي زاهية ، كأعياد رأس السنة ، تذهب كل صباح الىG ، لعلها تصل اجة وكلبا Gان المجاور لبلدتي ، لتشتري در Gالدك

الى أبعد نقطة من بشرتي الناعسة . حينها كنت هناك فوق تلك الشجرة ، نعم تلك ، ذات الشواكة ، أمدG يدي نحو سحابة واهية ، كنت حينها أبتسم ، Gالمصفر

يا للغرابة . ة بحثا عنك ، أيGها اللم Gوهما تجوبان المجر ، Gلقد رأيت قدمي

ر كحبGة عنب ، هناك أنا و Gالعريض . هناك في زمن مدو ، Gمؤكدة . نسافر بقاربنا السحري Rوط ، نهايةGأنت و شجرة البل

انا ، أنا و أنت ، أيGها اللم Gفت G كنGا أغنية من ثلج ، كنGا بساطا المرG ، أنا و أنت بهجةd ل تنطفئ . يا للسعادة ، يا لفرحتي

التعسة .

16


اللغة الحرة اللغة الثانية :

17


شجرة اللزورد

أيتها النبتة الصخرية المغمورة في تبغ الثلج ، يا شجرة ) ، حيث الينابيع1اللزورد الملفوفة بشللت جبال ماشو (

ة للكون، و شهقة في خافقي الشمس تعشق تراب بلدة Gي Gالسر سمراء بلGلها النسيم .

من هناك ، من روحكf المورقة ، تطلG علينا بجناحك البيض يا عراق ، تهدي البسيطة حكاية نور، بلون شال

صبيGة تجمع البلح من نخيلت بستانها الصغير. أنا ل أستغرب أبدا تلك الحدقات ، و تلك المسافات التي

ب الحفاة . أنا ل أستغرب الموت و المل و fك Rتجتازها ر أبتسامات الزمن المتساقطة في باحتك كتماثيل من شمع ، وأغنيات مخملية لعاشق قد ذاب قبل عام في وريقات المطر . أجل ، هكذا ينحني جبروت الرض اليباب ، و هباؤها

المبثوث في الصدور الخاوية ، نحو آثار بهائك العتيد . نحو أغصان العقيق الحمر و الرجل العقرب يسقيها بماء من

ة . Gفضا ، تمنحني قبلة نحاسية ، Gهكذا ترسمني عصفورا بني

فأحلGق غارقا فيك كمركبة فضائيGة رأت وجها جديدا للقمر .18


ألم يعلمني صيفك السمر قراءة الندى ؟ ألم تصفع وجهي رمالك الساخنة ؟ ألم يغسل الفرات المقدGس زواياا لقلدة Gسعفة و زاجل ، وصوتا مر Rاق ؟ فصرت Gحلمي البر

الضوء .

مستوحى من اشجار اللزورد و العقيق الحمر)1( في جبال ماشو التي يحرسها رجال العقرب المذكورة

في اللوح التاسع من ملحمة جلجامش .

19


البحيرة

من هناك من طلل يتمشGى في أزقGة المساء ، يمسح فوق رؤوس الجذوع الخاوية ،عيناه الكبيرتان بحيرة بجع تهفهفها

الريح ، لقد لمست روحي عذوبةR صوتها الهادر ، كانتريGانة ، كانت أغنية .

لقد قالت لي أنG الطرقات ، و الشبابيك ، و تلك الشجرةثتني بهمس ، أجل ، Gلة ، لقد حد Gة ، ، أساور مؤج Gالمصفر

جزر الزمن متخمة بالطيور ، كانت النوارس مبهجة ، من الغريب ان لونها الزرق ما عاد ينشد كالسابق . ما عدت

ا ، ل أريد فرصة ثانية ، أيها الفضاء الفسيح Gأجيد السفر بر خذني اليك .

خذني اليك ، يا صديقي ، يداك ناعمتان كالبحيرة ، كالجبنةGأنت يا مرآة الفقراء ، و ألوانهم الزاهية ، لقد رأيتهم بعيني ،

ون تحت الشمس ، نعم يا لقلبها Gهاتين ، كانوا يستحم القاسي ، يا لعينيها المغمضتين . تلك ، أيامنا الغارقة في

السكون .

20


صديقي المري/خي

ا ، Gانا و فواحGشتائيا ، ري cحياتي بسيطة ، هي ليست عنبا كفتيات معبد إنليل ، انGما حياتي تمرة سمراء ، مليء قلبهار جيدا حينما نزل بها صديقي المريGخي ، Gا اتذكGبالرمل ، ان

بمركبة صنعت من خشب باب انكيدو الشهير ، التي أتى بها الينا من غايات الرز . لقد أخبرته ، انGني معجب بالطريقة

التي بنيت بها البيوت هناك ، اذ ل سقوف و ل أحقاد .Gة بالسماء ، حتى أنGون ليس مثلنا ، فقلوبهم معلقGالمريخي

صديقي اخبرني عن أسلفه ، أنGهم احتلGوا الفردوس يوما ، و نهلوا من عسلها المضيء . كانوا يخرجون في الصباح الباكر

ال Gيبحثون عن الدفء ، كفراشات شتائية تغفو بين يدي عم البناء في باب المشهد و الجامعين .

بة ، فمثل أتذكGر جيدا ذلك Gلقد كانت الوقات ساحرة و خل الزقاق المريGخي بالوانه الزاهية ، كأنGك تنظر الى حفل هندي مزخرف ، و ما لفت انتباهي أكثر ذلك الرجل الجالس وسط

نة الغصان ، و على رأسه قبGعة من ثلج ، يحكي Gأشجار ملو نا لسنا الوحيدين Gة ، حينها علمت أنGللصبية قصصا فردوسي

Gأصحاب تأريخ وحضارة ، لقد سألت عن عمره فقيل أن عمره مليون سنة ، لكنG الغريب انGه كان مفعما بالشباب ، و

21


سألت أيضا عن اسمه ، فاجابني صديقي حينها ، لقد كان أسمه قريبا من أسماء الصينيين ، لكنGي نسيته الن ، أذ قد أدهشتني تلك اللحظات التي جلسنا ، أنا وهو وجماعة من

الشباب أصحاب المليين سنة ، عند بائع الرقGي ، كنGا نقهقهبصوت مرتفع .

22


الفتاة

ها السعيد، تلك السوسنة، كانت غارقة في كتاب Gيا لحظ ث عن جزر المرجان ، التي رأتها عيناي ، حيث Gقديم يتحد

العالم العمى ،يرتدي قبGعة من قشG ، و يبتهج . كنت حينهاأرى على جبهته آلم النسانية .

لقد رأت في تلك الصفحات طغيان الرضيين ، لم يتعلGموا من صديقي فضاءات المرأة الرحبة ،هناك في بلده

المريGخ ، السماء تتدحرج كصبية يتدفؤون بالحب G، يكرعون عبق الزهر الكوني ،عيونهم من نسل خيول سليمان الساحرة

اقة. هناك الطيور أكثر Gلمعان رموشها البر dأه كم هو آسر ، أمنا ، تضاحك الحقيقة بعيدة عن زيف مدينتي وشحوبها

Gالليلي . أجل،حينما غادرت الظبيات ذلك الساحل الوردي ر كم كنت مندهشا ؟ Gة ، تصوGكانت أجنحتها بنفسجي،

لقد حدثني عن اليمان بالمرأة ، عن البيوت العالية التي تبنيها النساء هناك ، كأعشاش اللقلق حرة و عالية ، تفيض

ج كأعياد رأس Gها تتوهGبالفرصة النقية ، و عند المساء ، قال أن ي أحرف أسمي ، أجل Gالسنة . عندها ما عدت أجيد تهج

Gة مجيدة ، أن Gنا أمGهنا ألم النسانية، هنا يقولون ، و أن Gصدقت الوقاحة تعشعش في أدمغة البعيدين ، إذن لماذا صارت

أرواح الصينيبن أكثر صفاء و طمأنينية ؟ ، وتلك النوارس

23


ت على أرض القمر، و أخذت لي صورة جميلة من Gالتي حط المريGخ و المجرات البعيدة ، كيف لثمت جباههم و أعرضت

عن وجوهنا العارفة؟ أه أيGتها المساءات ، أيGتها الفصول ، أيGتها الحجب الواهمةاقة ، تنزعين Gيك مدن شوهاء ، و أكاذيب السراب البرGفي كف ،

ة Gمي صوتها بحGعلRمفاتن الخشوع ، ت Gمن قلب الفتاة الوردي الغربان السود ، كم بعيدة أنت ونداءاتك العليلة ، ربGما سأعود

س ، بالثريGا التي Gيوم الى مدن الزعفران ، بالرث المقد ثت عنها السماء، فهي ل تغفو ال على أكفG من الحقيقة. Gتحد

آه كم هي بعيدة الرسومات و الناشيد التي تخترق ذاكرتي كلG يوم ، كم أنا غارق في سجني الدامي المضحك ،

ليتك رأيت لونه الرقراق ، إنGه جذاب و كاذب و عديم الضمير ، حيث يقتل صوت الزهر ليس لشيء ال لنG أبام بخرافاتي ، كفGه العريضة تحجب عني Gلهب لزال يتحك

لون الشمس ، ل تعلGموهن الكتابة ، أبقوهن لوحات مزخرفةن البيوت العنكبوتية ، غارقات في الغياب المرير ، ال Gتزي أيهGا الكاذب القبيح ، أيGها العمى ما رأيتك يوما تلبس ثوب

ضياء ، ما رأيتك يوما تنحني على زهرة تسقيها ماء ، ملت زواياك العتمة الدامية ، أيا من سبتك وحشية الظلم و ألسنة

الزيف العظيم . كن شجاعا ، هل ترى ذلك الجدار؟ الذي تختبئ خلفه

فfسك fجميع الضبابيات و الرماديات الغريبة، إضرب ن العمى به ، لعل رئتاك تتعلGم هواء جديدا ، لعلG حقولك

ي ،هناك حيث تحطG أسرار Gالبيضاء تكشف عن قلبها الفض

24


الخليقة و الكتاب المG .هناك لن تجد لحكاياتك و بطولتك. cذكرا

أنا من هناك ، أحمل على ظهري قربة من نور، تطير بي خيول من ثلج، و يد حنونة تفيض بالمل العريض . ليتك تصغي أليG ، ليتك تخلع عنك ثوب العبوديGة و قناعك البائس

، كن شجاعا ، تعال نحوي ، نحو صوت غريب . أخبرك عن الوراق الزرقاء المتوحشGة ، و عن الوجه

الخر للشمس ، كان شاحبا كسنابل القمح في أرضك الغارقةثني السلف عن الحلم و Gفي الشيخوخة ، كم قد حد

المستقبل السعيد ،ال أنGك أيGها الجنس الظلوم ، لزلت تائهاا فهنا في قلبي ورد وضوء. Gبعيدا ، إقترب ، كن محب

أيGها المرائي ، لقد علmمت السماء ماءك السن ، فصرخت لجل الفتاة ، وأنت هنا قابع كشجرة صنوبر بريGة ،ن بكلG لون ، ألم Gتدير وجهك بعيدا عن الدفء ، كالحرباء تتلو

تعلم أنG الغصن الجرد اليابس الذي تتشبGث به قد أحرقتهنسائم الصباح.

ليتني لم أكن ، ليتني كنت صبGارا مات من الظمأ ، من القهر في صحراء قاحلة لم يزرها القطر منذ اللف

السنين . فهذا العالم المرائي لم يترك لي شيئا ، لقد عشعش في عقله الظلم ، كلG يوم ترتشف غيماته أروقة العتمة ،

فكان مطرها بل حياة . الزرزور الذي رأيته عند النهر يجيد، Gم زوجته الحبيبة بكل ودGبناء أسرة خير منهم ، لقد رأيته يكل

و يسأل بنته عما يدور في خلدها من أحلم ، ليت هؤلء

25


الغارقين ذوي الدمغة العريضة تعلGموا شيئا من ذلكالزرزور الحكيم .

ث العصافير Gها البائس ذق مرارة نبتتك العقيمة ،ستتحد Gأي المبثوثة كالضوء في أشجار السدر النقية عن بؤسك

الغريب ، ألم تسمع زقزقاتها ؟ ألم تفهم ما تقول ؟ إنGها تخبرني أنGك عبء و أنGك جنس تعيس ، ستذكرك بكلG سوء

و تشكوك الى الله القدير عسى أن تنتصف منك فتاة الحقل و الرغبة المكبوتة وحقيبة طفلة ملى بالحلم كنت قد

هشGمتها بالقهر ذات يوم. أيGها التعس ، يا حفيد جنيGات الشر ، أنظر الى هذه الكأس

بت mة، كأس الضياع و الرضين الموحشة ، منها شر Gالمر زواياك عنوان مجدها الزائف ، و في بmركتها الطحلبية تعلGمت

سك يغرق في مياهها Gالغروب . أنا ل أنسى حينما رأيت ر الخطبوطية كصنم رمادي كالح ، كان يذوب في عالم من

السفلت .ثم ها أنت ذا تخرج إلينا في زمن الموت من القبور السفلية أشعثا مغبGرا ، بإسم السماء تقصG جدائل تلميذة

خرجت الى صفها باسمة.ها الصنم السفلتي ،يا وريث اليباب ، أبعد قناعك Gال أي

المزيGف عنها ، وجهك الخر المنمGق ، إن كنت شهرت سيفك الصدئ محاربا مطر السماء و الوصايا الغالية ،

بإسم الحريGة ، تدعوا أسماك الفرات لن تنتفخ بكلG الخمر واقة ، كأنك نبيG النسانية المقدام Gدروس التيه و الخواء البر

،أبعد أنفاسك الضحلة عن قلبها الفردوسي ، دع حجابها المضيء يطير بها الى عوالم النور، انGه براقها الرفيع ،

26


دعها تبحر نحو جزر الحقيقة و العشق السمى ، أبعد وجهكه عن عينيها الجميلتين ، فشجرة اللوز ل يمكن أن Gالمشو

تشعر بالدفء بعيدا عن إيدي السماء الحنونة . دع الملئكة تصافح وجهها النقيG ، دعها تجوب كظبيات

بيضاء في حقول الجنان العذبة ، ليتك رأيت الرياحين واحة تتطاير حولها في حلقات Gات العنب و أناشيد نبتة فوGحب

رقيقة ل تعرف الذبول . يا أيGها النقاء الكبير أعنGي على ذلك الصوت المنGمق ،

الغارق في التيه ، ، يا أيGها النقاء الكبير كن شمعة في قلبالفتاة الصغيرة ، لترى وجه النور في هذا العالم المرائي .

27


العنبر

اللنهاية ، و ذلك النهر الكوثريG على الجانب اليمن منسة التي إختضنت أقدام الهجرة الى Gالفردوس ، و الدرب المقد طيبة ، و البيداء التي حل Gفيها ركب الحسين ، و شقo البحر

.cيه العراقيون عنبرا Gذلك يسم Gالذي سار فيه موسى ، كل عصفور الغابة الصفر ذو البقع البيضاء الباهتة ، و زهرة الشمس ، و الجوريG ، و بطولت ثورة العشرين ، و قصائد

رة كلها يسميها Gالمتنبي كلها و بويب ، و أوروك المسو . cالعراقيون عنبرا

ة يضعون على جبينه حبGة عنبر Gما يراه العراقيون أول مر cكل ، ثم تجد له الطبيعة إسما آخر ، إنGهم يعشقون عطره

اذ ، يذوبون فيه الى ما ل نهاية ، غريبون عن هذه Gالخ الرض البائسة ، ل يعرفون ال العطاء ، ل يزرعون و ل

يحصدون و ل يأكلون غير الطيب .pني ، طارت pشجرة هناك ، سرقت Gذات يوم جلست تحت ظل

بي الى موطنها الصلي ، الى كوكب العنبر ، حيث القلوب البيضاء ، هناك جدائل العروس و عطرها و مركبتها و

خيولها حتى عجلتها ، حتى المحتفلون ، البيت ، الحقل ، عصافيره البراقة ، المركبات الحديثة ، حتى حيطان

28


المدارس و الحدائق العامة ، و مدرسو الصفوف البتدائيةكلGهم من العنبر البيض .

هناك ل ترى شيئا ال وعليه آثار البياض ، لديهم مائدة طولها مآت الكيلومترات ، و مسيرة مليونيه يحصدون بها

الصدأ و الظلمة فيشرقون كحقل سماوي . ليتك رأيتها لملئتدهشة و انبهارا .

رجالهم و نساؤهم و صبيتهم و لعبهم سيل هادر من الشعر الكوني ، في كوكب العنبر الكل شعراء ، حتى وليدهم في

ساعاته الولى يقول الشعر ، لقد مررت بمقهى لهم ، فرأيت صورة طفل في السادسة من عمره ، قلت ، من هذا ؟ قالوا هذا عنبرd العظيم ، فسألت صديقي من هو هذا العظيم ؟ قال هذه صورة المتنبيG وهو صغير ، إسمه الحقيقي (عنبر ) ،

أل ترون أنكم تنادونه ( أبا الطيب ) ؟

29


بنت الصباح

(ميتاشعر)

لقد أخبرتني الفصول ، أنG الشعر ورد باسم ، كزفاف هندي يعجG باللوان الزاهية ، ليتك رأيت عربة العريس

المزخرفة ، و حصانه الغارق في اللوان ، لقد كان المحتفلون حوله كأزاهير الصيف التي رسمتها طفلة حالمة ،لها ظهر Gة مزخرفة بالذهب ، تحمGماسي Gوهي تجمع سلل حب س ، و تبعث بها كل صباح نحو Gفرس من نسل البراق المقد اع ، ربGما Gشمال البسيطة ، فتمتلئ أنهارها بالنور الذهبي اللم عين النسان ل تراه ، لنGه سرG لروحه و حكاية من شجرة

سيناء بداياتها . أجل هكذا أخبرتني الفصول الحكيمة ، أنG القصيدة بنت الصباح ، حينما يتنفGس أذوب في رئتيه كمقاتل قديم ، أRبحريGة . Gكالضوء نحو واحات الثلج ، هناك حيث الينابيع السر

لقد قالت لي : إنG القصيدة حكاية بريGة تغفو بين جفونهانة ، كانت حينها الشمس Gة ، و ببغاواتها الملو Gعصافير المجر

ناعسة ، و نبتة الباقلء ل تزال ذابلة من البرد ، ليتك شممتروحها الرجوانية الوثGابة .

30


رحلة

حتما سيكون لها احتفال ، و يكون لها نهارات تلثم وجهالحقول ، و يكون لها اسم ، تلك ، ضحكاتنا المؤجلة .

لقد أهدتني بلسما و زيا اسطوريا لم يخطر ببال احد ، حتى المحاربين القدامى و الجالسين في المقهى الشتوي ، يا لعظمة

تلك البهجة ،يا للوانها المحلقة نحو جزر من بلور . نا كثيرة انا اتلمGس العبير المتساقط في الزقة النيلية منااحي

الشمس ، حيث المساء يتمشGى من دون عكاز و ل قبعة من القش ،عجبا ال ترى كثرة الفراشات في ايامنا هذه ؟ ال ترى

انني احب ان اخبرك عن امور كثيرة ،لنني بدأت أشعربهمسات الضوء.

سأحكي لك عن لون نسيته جدائل العروس الغارقة في الحناء ، و عن زورق صنعه جدي قبل رحلته الكبيرة نحو

البرود الكوني ،انا لم اكن حينها افهم الكثير ،كنت حينها احمل في يدي تفاحة حمراء و كان قميصي يختبئ تحت

سعفات نخلة بيتنا القديم ، آه ليتك رأيت النسيم ،ليتك رأيتذلك.

عجبا يا للغربة الحبيبة ،يترنم في زوايا املي طائر السنونو ،و نهر رقراق يحملني الى مدينة الزنبق العائمة ، لقد

رايتها هناك ،اعني اللنهاية ، في يدها اليمنى اسماء اشجار31


الصنوبر و الخيزران ،كانت تلمع ،و في يدها الخرى رأيت روحا بيضاء ،بلون لهب شمعة خافت ،أظنها روحك انت يا

صديقي.

32


اللغة التعبيريةاللغة الثالثة :

33


ليلة باردة

mالعربة قرطها ، فتاهت mعتGفي إحدى الليالي الباردة ، ضي ها الصليون . fان Gالشواطئ ، و سك

أنا حينها كنتR ضيفا ثقيل على ذلك البستاني الذي رأينه عندمنحدراتm الشمس .

لقد كانت ليلةc باردة فعل ، عمرها يتجاوز ستة آلف سنة . إنGها تحبG ارتداء الثياب الحمراء ، و أيضا تحبG السواد .

أظنGك الن عرفتf تفسير كلG هذه الدماء و هذا الظلم . الن أRحبo أن أخبرك شيئا ، لقد حاولتR أن أجلبf من بستان

ذلك العجوز زهرةc و كوخا و ليلة جديدة ، لقد حاولتR فعل ،يها قشور Gتلك الليلة الباردة كانت سميكة ، وتغط Gال أن

cجدا cا Gمر ، cا Gقلبها كان مر Gصخرية ، و الدهى من ذلك كله أن .

34


( النهر)

ه الدافئf ؟ و هو يخطG على fروح النهر و صوت Rأل تسمع جسدي حكايات اللونG ، بينما العطش مقيمd منذ آلف

ها الغروبR ، ليته لم السنين fفوق رموش بابل . لقد أنهك حلم يكن غروباc ، و لم يكن ذئبا ، فالمكاو يبني أعشاشه هناك ،

بينما البصرة تغرق والوانه تغنGي هناك ، بعيدا عن أرضنا ، السماوي ، ذلك في النحيب ، آه يا شطG العرب ، أيGها العاشق

الجنين السود في رحم الرض، يجلب الغربان ، مع عقودمن الدموع .

عجباc كم هي زاهية ألوان الفجر الذي سرقوه ، وكمي من Gأخبرتني عروس النهر عن الصداف التي حملها جد

ات البعيدة ، كنت حينها جالساc تحت ظلG شجرة Gأغرق المجر في النسيم ، كان الحتفال حينها كبيراc ، والسيGدة ذات البشرةم Gالبيضاء، التي تجاوزت السبعين ، ذات الخمار البيض ترم

ها بسمةd لعوبR تتخفGى بين fالمزهريات التي كسرت أظافر شطآن الفرات.

أيGها النهر الحبيب علGمني شهقة صباحيGة ، ونسمة برد ، علGمني وجهاc بنيGا يشبه خدود العراق ، أيGها النهر ألم تخبرك

35


الثريGا عن شوقها البارد؟ فرسائل العشق حبGات رمل رخيص ، عجبا لكلG هذا الصمت . حينها لم تكن قدماي تتمايلن

fكنت fكجدائل طفلة عادت قبل عام من روضة المل ، ليتك و أسرار أيديهم البريئة حاضراc بهجت حكاياتهم النبيلة

وعصبوا عين دجلة و لقد قتلوني بقسوتهم المعهودة ، رموا به في الثلج . عشتار لم تحضر و ل ثورها المجنGح . كنت حينها كالطير المذبوح في جيبي عمارة شاهقة تقطنها

و أطفال يعلبون في الزقاق ، قد كحل جبينfهم أشباح معتمة غبارR الصيف البارد ، ليتك كنت حاضراc أيGها العالم العمى ،

فانك تجيد الرقص على جراح المتعبين .

36


( راعي الغنم )

Gفي ظل tدونما رجوع Rأغرق ، tت ان أكون راعي غنمGكم تمني tشجرة بارد

في ظهيرة صيف لذيذة .هناك ، تصافحني حكايات الفجر ، التي تعرفها .

وحينما تبزغ الشمس أراها ، و أيضا ضحكات الغروب تلكالشطآن الزاهية .

هناك ، نحو الصوت الشفيف ، عيناي ل تنتظر ال أغنيGاتتي. Gأبقار جد

أجل ، حتى طين النهر له أغنيته المحبGبة ،أجل هكذا ، بعيدا عنك ، أيتها المدينة البائسة .

الى متى أخبريني ؟الى متى تبقين واقفة كابتساماتك الشاحبة ؟الى متى تبقين عجوزاc تفيض بالغاربين ؟

ترتدين ثياب البشاعة الملونGة اصو الدماء Gون أصابع الشمس . اولدك ، مصGل يحب ، ليتك تنظرين الى المرآة .

ايتها المدينة الميGتة ، متى تفيقين ؟

37


تعالي إليG ، تعالي نحوي ، نحو صدري ، فهاهنا عالمغريب من المياه العذبة و النشيد .

إليG ، إليG أيGها الغروب السقيم .

38


( البق/ال )

اعة Gبرتقالتك اللمكفتاة سومريGة شامخةتقطر عسلG و صفاء

اذ . Gعطرها الخ dساحر Gعنبك الشتائي

لت بيخال Gرقراق وبارد كشلوهادئ جداc و هامس كشاعر شرقيc يذوب في الحنين

ليتك رأيت قلبه الولهان بابتسامات الصيف الساحرةعنبك الشتائي الشفGاف حكاية ل تنتهي

رني ببيوت الفردوس الزاهية GيذكانGه بارد الطعم

كظلG شجرة في حقول الفلحين القدامىي يتفقد سنابل القمح Gحينها كان جد

على فرسه البيضاءكان الوقت حينها عصرا

39


وكنت أجلس بين عينيها كفراشة جنوبيGة تتوضأ كل صباحبالفرات

آه انGها قطرات المطراقة Gحاجياتك البر Rتلملم

و جزمتك السوداء تداعب وجه الرض النديGةكأنGك جندي بابليG عانق غابات الرز

ببن يديه تغفو حبGات البطيخ الحمر الشتائيGةتقول أمGي انGه رقGي مصري

و القصص و الحكايات في هذا الشأن تفوق الخياللكنGها فعل هديGة اسكندرانية رائعة

في هذا اليوم الشتائي الباسم

40


( القطار )

أيGتها المدينة الناعسةأعيدي إليG صوتي و حقيبتي و جاريf العزيز

وساقية لطالما طهGرf طينها الرماديG أقدامي الفتيGةGأريحي دمك الوردي

تأريخ الدموع ذلك القطار الغارق في أما علمتي أنG بريق معدنه قد أراق دمي

وعجلته غليظة القلبمت أضلع الفقراء Gقد حط

و سرقت حقول الماس النديGةه لم يترك خلفه سوى أرملة تبكي و أطفال جوع و يرد Gان

أيGها القطار العمىأما تبصر درباc أخرى

درب محبGة بدل هذا الركام الفظيعcما يؤسفني علمي متأخرا Gأشد Gإن

أنG أول جريمة كبرى اقترفها النسانكان ذلك القطار التعيس .

41


( ينابيع)

منذ أعوام باهتة ، منذ أن كان الورد البريG يلعب عند نهاية الزقاق ، و يتسلGق بخفGة باهرة الجبالf التي زارتها عصافير

ف على Gلقد رأيتها في المس جرداء ، لم تتعر ، Gالظل ة غادرها الثلج ، تتيه ينابيعها في أوهام Gوجهي ، كانت كمجر

الكدرة و الضباب . يا للينابيع المسكينة ، لقد أرهقتها أغنيات ارتجافاتها البنيGة ، يام ، كيف له أن يتحمGل كلG هذا السهاد ؟ و السماء Gلقلبلها المحط

ل تزال تمشGط شعرها كطائر ورشان يعبث بأحلم فلحقديم .

ت ، عودي الىآه أيتها الينابيع ، يا روح دجلة و المساءا صدري ، ، تعلGمي من ألمي شيئا من الصفاء ، هذي اناشيد

Gالضوء ، خذي منها جدول و قارورة ملح ، تعالي ، تعال الي اء ، و رياحين ، و صخرة سماويGة كعنزة Gفههنا واحة غن ،

جدي تصنع من جدائل الشمس لبنا ، و بخورا ، و عصافير .

42


سفر

سأغفو قليل فقلد أهدتني العصافير أنشودة الفجر الخالدة . أجل أنا أحبG زقزقة العصافير . أنا ل أحبG السفر كثيرا ، بله مطلقا ، و الجزر التي حدثتني عنها نجوم البراري ما Gل أحب

عادت عيني تتلل شوقا لرؤيتها ، فلقد مليء قلبي حزنا . سأخرج مع الليلك المبلل بقطرات الندى الى الحقل باكرا ، أجمع حكايات الظل ، فالشتاء شهر مر ، يحصد آخر حبGة

ادخرتها جدتي لتدفGئ بها اليام . سأنظر الى وجه الزمن ببرود ، فكل ما رأيناه في ساعات

الصباح الندية هو بعض الحكاية ، هناك خلف الشبح السطوري أغنية يأسرني الحنين اليها ، ل شيء هناك سوى

أزاهير نور و وديان من بهجة . هناك فراشات الربيع بكل أنوثتها تمشGط شعر السعادة

المخملية ، و الضواء خافتة ، هناك خاف السفر الحبيبتنتظرني بدايتي المؤجلة .

43


إنتظار

ها النتظار المبثوث في زنبقة اليGام ، سلم Gسلم إليك أي لعينيك ، لقلوب تتلمGس زوايا الوجد في زمن اليدي الباردة .

ثتني عنها Gية لطالما حد Gأليس لي حفنة من قمح و زهرة فض د كموتى قدامى وسط Gالممد Gذلك الصنوبري Rا ؟ ألستGالثري

الظهيرة ؟ ألستR كل ذلك اليغال المرG في شفتي ألوانالسواد ؟

أجل ، هكذا يبقى وجودي لحنا غريبا ، و تبقى أنت بهجةى ، من متيGم يرنو Gمؤجلة ، نعم من هناك من أمل تشظ

Rس ألوان صوتك الشفيف ، من هناك كنتGأليك ، يعرفك ، يتلم بريقا .

ها البعد ، آه لنهر من شوق ، من بسمة راحلة . و Gآه لك أي ام الباردة عناقيد وهم في رحم البسيطة ، ل تجيد Gهذا الي

شيئا سوى البحث عن الظمأ ، عن أشهر خاوية ، ليتها رأتة صوتي ، فأنا ذلك البلوط الساكن في حلم الفردوس ، أنا Gبح كل إرتعاش ناعس و مرG ، ل أظنGك ستراه في وقت قريب

.ل أظنG ذلك .

44


دجلة القرمزي

سأجوب زوايا الظلG كهماسات القمح في ساعات الفجر الولى، سأنذر زورقي و جزري المتوهجة ، وقميص الفق البنيG لغد بهيج ، سأهدي شواطئ دجلة أغنية ما سمع بها قط

، أحملها فوق كتفي مع بقايا الخيزران ، و أكتب إسمي في. cالنهار بات مخيفا Gلن cالموتى باكرا

Gلقد رأيت الشمس في خيمتها القاصية ، أجلستني على التل البيض ،كنت مذهول حتى انGي أبحرت بغرابة في لليء

Gهمسها . كانت زجاجية تنعم بالحكمة . كانت تشبه الى حد بعيد السلحفاة المتوردة التي أكل قشرتها أطفال قريتي.

ثتني عن البيوت الفارهة التي بناها القدامى في أزقتها . Gلقد حد قالت لي انG دجلة لم يعد بلونه البراق ، لقد صار قرمزيا ،

فتلك الزهور التي سفحت على ضفتي سبايكر ، ملت روحهحمرة ، يا للطهارة المغدروة ، يا للعالم المرائي.

ها العالم المرائي ، فانا تلك الشهب Gإقترب إقرتب ، اي المتساقطة في باحات الفردوس ، من هنا بدأت الفراشات تعلم

ي ، من هنا في سبايكر إرتدت اليام ثوبا مسفوحا Gالتهج للحقيقة ، الن أرني عيونf الضباب ، ل اظنG انها ل تزال

غارقة في العمى .إقترب ، إقترب ، إسمع صوتا .

45


ى) ( حم/

أيGتها النوارس البعيدة ، أيGها البحر المتلطم ،

كيف اقتحمت زوايا حلميو عوالمي المغلقة .

هذا الهذيان .ى الغريبة . Gتها الحمGآه أي

يدي تذوب في حرارتها السرة .و أنا من يقف هناك بهذا الصداع الرهيب .لمGس حرارة بشرتي ، انGها تكاد تتلشى fأت

زائرة رشيقة ،ل تعرف المجاملة ،

تجلس على طوالة جفوني ،تعبث بعواصم تفكيري و خيالتي

cهمجيا cتهديني نوارس و بحرال يسعني شيء ،

العالم يصغر ،cيصير سريرا و ارتجافا قاهرا

تها الحمى الحبيبة ، Gأه أيمن أين لك كلG هذا النقاء ؟

46


و كلG هذا العشق الغريب ؟جسدي يفترس قلبي بألمه العمى

جسدي هذا صار تابعا صغيرا للميرة السرة .وحينما أنظر الى وجهك الباسم ،

الغارق في الكبرياء ،ر حكايات النور، Gأتذك

انGها جند حميدة ، و خلص العليل .

47


( سين ليقي اونيني)

لقد احببت الطين ، لنه يذكرني بيديك العظيمتين ، و صرت بلوعي احسG بالزهو ، حينما ارى اسرابا من

، الوافدين على بابك يطلبون شيئا من الرحيقوانت صاحب السرG العظيم .

عجبا كم قد تحدثنا عن تلشي الزمان و المكان ، وها انت تعجنهما بإصبعيك في طينتك الندية و قصبتك

المورقة دوما ،فكان لوحك هو اللنهاية .

تطل علينا نحن البدائيون في عصرياتك البابلية الدافئة ،من شرفات اسوار اورك التي تلمع بالنحاس ،

يمرح في و في يديك قدح شاي عراقي عسلي كعيني ملكالبرية مع ظبيات انكيدو .

انت تريده شايا قليل السكر ، اجل اعرف ، لنك انت الحكيم الذي خبر المور و عرف السرار ،

يداك غلبتا الشيخوخة و الموت .اجل اعرف

انت تنظر الينا و تبتسم ، ( هو الذي رأى ) فانت

.سين ليقي اونيني : الكاتب البابلي الذي نسخ ملحمة جلجامش48


( العالم المرائي )

منذ أن رأتها عيناه ، عرفf الحقيقة ، و صار يجالس نداءاتالزنبق و الصنوبر و يلهج بحبG الشمس .

حينها لم يكن هناك ظلG ، و لم تكن هناك شمس ، فقطالة و شجرة . Gجماعات جو

ثها عن وجه مشرق ، هو Gلقد عاد ذات يوم الى البدية ، يحد يعرفه .

تها البحار البعيدة ، إبعثي لي قاربا من نحاس ، سأكون Gآه أي ح بيدي لفجر جديد . Gحينها عند الشاطئ ، ألو

ليتها رأتكm عيون المرائي الوقحة ، وهو يقتل آخر زنبقةعشقتها قلوب الدمع.

ة ، لكل طحلب Gة ، يفتح بركة مر Gيقف هناك فوق المنص ي أنGها أحفاد الضوء . Gع Gرخيص ، و بشاعة يد

ليتكf رأيته وهو يخبرني عند الفجر و في الظهيرة و في المساء ، أنG بركته واحة غنGاء ، و أنG فيها أسماكا ملونة و أقواس قزح ، لقد قال أنG في جانبها الشرقي كنزG العرب

تق الذي تركه الفراعنة قبل أن Gمن الذهب المع Rالقديم ، و كثير يسافروا نحو طيبة .

49


ها المرائي ، يا من نزل الينا من مغارات الزيف ، Gآه منك أي يا من تقتل أطفال قريتي ، و تذبحني كخروف رخيص ، ثم تأتي و تجلس فوق التلG و تقول : قال ا و قالت السماء ، و

ع بطاقات Gات الشعر . توزGأخبرتني حوريات البحر و جني الوهم و عناوين السراب ، كأننا لم نشاهد أفلما هندية من

ارة على ظهر حوت Gقبل ،ول مدينة سندباد التي أنشاءها بح عظيم .

ها الكون المرائي ، أما ترى العراق ، أما ترى أوراقك Gآه أي ن بالزيف المرير ، و قتل بارع للشمس . أل Gالخرفة ، دم ملو

تعلم أنني حينما أمدG يدي نحو الفجر ، وعلى كتفي صوت ود ، حينها ستتدحرج الحقيقة صخرةc ريGانة من جبال Gنهر يغر

نور، حينها ستحرقك أنفاسها الفضيGة و يلتهمك ملئكتهاالبارعون .

50


اللغة التقليليةاللغة الرابعة :

51


أقنعة

أخبرتني أمGي أن أتسلGق الجبل و حينما و صلت منتصف الطريق

وجدت رجل في كوخ و بين يديه أقنعة بشعة .قلت له لمf أنت هنا ؟

قال : لقد طردني القبح من مدينتكمو هذا القنعة ابعث بها الى كلG جميل

ليرتديها فل يطرد منها مثلي .

52


ب المر/ المرك?

ره أنGي وضعت حقيبتي و جدولي و بسمتي Gما اتذك G كل المشرقة عند تلك الصخرة التي نسيت مكانها .

رها مع كل هذا الدمار ؟ Gو كيف لي أن أتذك. Gقني لو كان لي الخيار ، لخترت غير هذا المركب المر Gصد

53


( الوجه المفقود)

انها تقف هناك تحت تلك الشجرة

مرتدية السواد تنادي : أعيدوا اليG وجهي .

أيامنا المسكينة.

54


الخراب

لقد تراكمت السنين ، و ذلك العزف العمى يحطم كل شيء ،القارورة العمياء ، الشللت العمياء .

لطالما شرب هذا الظلم سينيننا . ، حبات القمح ل تحلم بشيء ، عجبا انهم ينزفون ال ترى

ال ترى ؟ ل شيء سوى النزيف يا للشعب المقهور. اني كلما هبت رياح خلبة ، و كلمات اني اردتك ان تعلم

رأيت البتسامات العميقة ، و الخيلء العميق ، و اللمبالة ، و القدام التي تسحق شراييني ، و تعبث بدمي ، كلما رأيت

ذلك ايقنت انه الخراب .

يا للشعب الذي سرقوا ابتسامته .

55


( رماد )

الهواء النقي يحيي الرئة العطشى ، يرسم مقدمه البسمةf علىوجهها .

الهواء النقي ، كالرجل الحر ، نادر و غريب .ل شيء هنا سوى الرماد .

56


(الحطب التعس )

هو يجلس هناك ، على كرسيGه يطالع في كتاب عنة ، و ينعم بضوء نار نحن حطبها . يل لنا من حطب Gالحري

تعس .

57


( الشعر)

سأعلGمك كتابة الشعرتلمGس يديك الباردتين

و أبحر ببصرك نحو العماقثم مت ، هكذا ببساطة شديدة

و اعثر على مدينة ثلجيGةcأ قليلGو تدف ، cهناك أشعل نارا

ثمG أخرج رأسك من الخيمة أنظر حولك جيداc ، سترى ابتسامات الصبGار

ل قصيدة لك Gحينها تكون قد كتبت أو. إنG الشعر لحظة موت

58


( الشعلة )

حنيني مرG كالشتاء ، يلعب في الساقية المنسيGة . تلك أنا بالكاد أسمع النديGة ، أ ترينها؟ الفضاءات المورقة

تها الشعلة العطشى ، تعالي ، فهنا واحة و Gصوتها ، اي ق حلم الوطن Gة تأسر المكان ، تمزGبخور . أنفاسك الفضي

. بالصدق ، و البكاءتها الشعلة الغريبة ، الى متى أحمل همGك الغريب ؟ صوتك Gاي

الغريب ، حكايتك الغريبة .

59


الفهرست3...............................................................................................تمهيد

11.............................................................اللغة الولى : اللغة التجريدية12......................................................................................الشرفة

13............................................................................( صباحات بني#ة )15....................................................................................( الواحة )

16........................................................................................( ألم )17..................................................................اللغة الثانية : اللغة الحرة

18..............................................................................شجرة اللزورد20.......................................................................................البحيرة

21..........................................................................صديقي المري#خي28.........................................................................................العنبر

30................................................................................. بنت الصباح33...............................................................اللغة الثالثة : اللغة التعبيرية

34.....................................................................................ليلة باردة35...................................................................................... ( النهر)

37............................................................................( راعي الغنم ) 39................................................................................. ( البق#ال )

41.................................................................................... ( القطار )42.....................................................................................( ينابيع)

43...........................................................................................سفر44..........................................................................................إنتظار

45...........دجلة القرمزي 46..................................................................................... ( حم#ى)

48.....................................................................( سين ليقي اونيني)49..........................................................................( العالم المرائي )

51.............................................................اللغة الرابعة : اللغة التقليلية52..........................................................................................أقنعة

53.................................................................................المركOب المر#54..........................................................................( الوجه المفقود)

55........................................................................................الخراب56.......................................................................................( رماد )

57......................................................................... (الحطب التعس )58....................................................................................( الشعر)

................................................................................... ( الشعلة )

60


61


62

لغات 2 ؛ مجموعة شعرية ؛ نصوص 2015 النصف الأول ؛ د أنور غني...

Documents