ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

129
لمبنانيةمعة الجا اداريةسية والسيا كمية الحقوؽ والعموـ العمادة ا السسة ا يا اق في ظله العر لتركية تجا( حزب العدالة والتنمية2002 2003 ) وماسيةت الدولية والدبمقا في العلعميات اسا الة لنيؿ دبموـ الدر رساو طالبد محمد قاسـ أب إعدا الدكتور أحمد محمدمي مذ المشرؼستا ا ا رئيس الدكتور حسيف مصطفى غربية أستاذ ا عضو الدكتور كميؿيب حبيب حب أستاذ ا عضو9102

Upload: others

Post on 24-May-2022

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

الجامعة المبنانية كمية الحقوؽ والعموـ السياسية والإدارية

العمادة

لتركية تجاه العراق في ظل ياسة االس (2003 – 2002حزب العدالة والتنمية )

رسالة لنيؿ دبموـ الدراسات العميا في العلاقات الدولية والدبموماسية

إعداد محمد قاسـ أبو طالب

رئيسًا الأستاذ المشرؼ ممي محمد الدكتور أحمد

عضوًا أستاذ مصطفى غربية الدكتور حسيف

عضوًا أستاذ حبيبحبيب كميؿ الدكتور

9102

Page 2: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

أ‌

الإىداء

إلى والدي ووالدتي المذاف ربياني..

جتي وأولادي..لزو

لمعممي الذي كاف يمدني بالقوة والعزيمة ويفتح لي نافذة الغد..

أىدي رسالتي ىذه

Page 3: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

ب‌

الشكر

بعد الشكر لله وحمده،

أتقدـ بخالص الشكر والإمتناف إلى إدارة الجامعة المبنانية، وكمية الحقوؽ والعموـ السياسية والإدارية كميؿ حبيب.. كما أخص بالذكر الأستاذ المشرؼ الدكتور أحمد مممي بشخص عميدىا الأستاذ الدكتور

الذي رعاني بعيف المعمـ المعطاء، ولمقارىء الأوؿ الأستاذ الدكتور حسيف غربية الذي أضافت ملاحظاتو وتصحيحاتو لعممي قيمة أكاديمية حقيقية.

متناني ليـ بصفتيـ أعضاء المجنة المشرف ة عمى ىذه الرسالة، لما كما أعبر عف خالص تقديري وا بداء الملاحظات العممية القيمة عمييا. خصصوه مف وقت وجيد ثميف في قراءة ىذه الرسالة والتعميؽ وا

والشكر لكؿ مف ساىـ وساعد وقدـ وأبدى لي نصيحة لإتماـ ىذه الرسالة، فأضافوا ليا ولي شخصيا قيمة معرفية وعممية كبيرتيف.

ف كاف الكلاـ لا يوفلأساتذتي الكراـ، ولجميع ىؤ .ي، كؿّ الشكر والتقدير والإمتنافلاء، وا

Page 4: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

1

مقدمةآخر عف بر بشكؿ أو يي تعبّ فالداخمية، امتدادًا لمسياسةلطالما كانت السياسة الخارجية

يمكف ملاحظة الصبغة التي تصطبغ بيا و وتوجيات قادة وصانعي القرار فييا. تشخيصاتا مف خلاؿ العلاقات وىذا ما يبدو واضحً ؿ ساستيا. ر وتبدّ يّ ا لتغسياسات الدوؿ الخارجية تبعً

كلا الجانبيف. مف ر الأحزاب الحاكمة ؿ بتغيّ ر وتتبدّ التركية العراقية التي كانت تتغيّ

كانت تتقدـ حيث تجاه العراؽ، حكمت السياسة الخارجية التركية عديدة عوامؿثمة ت والدولية. ظمّ اكـ ولمواقع العراقي وللأجواء الإقميميةا لمحزب الحأولويات وتتراجع أخرى تبعً

مؤسس الجميورية وكومة ولمدة طويمة بالسقؼ الذي وضعتجاه العراؽ محالسياسة التركية ، وثانيًا معيا تعزيز العلاقاتو لتوجو نحو البمداف العربيةعدـ اتشمؿ أولًا ، وىيالتركية أتاتورؾ

ا في العراؽ حتىسمطة الذي ظؿ دائرً بالصراع عمى العدـ الانخراط بشكؿ مباشر وصريح .إلى الحكـ وصوؿ حزب البعث ومف ثـ وصوؿ صداـ حسيف

رات، استمرّت العلاقة مع بغداد ضمف السياؽ العاـ لمسياسة الخارجية ورغـ كؿّ التغيّ ىذه عذي أعاد صياغة علاقاتو متجاه المنطقة العربية، إلى حيف وصوؿ حزب العدالة والتنمية ال

المنطقة عامة والعراؽ خاصة وفؽ أولويات ورؤى تتبع توجيات ورؤى زعيـ حزب العدالة والتنمية طبيعة الخطاب إف ا كانت عميو سابقًا. مّ بشكؿ كبير ع رجب طيب أردوغاف، والتي افترقت

ـ اختمفت وأصبحت في سمّ ة العراؽ والمنطقة العربية، كميا عوامؿ أىميوالمقاربة إلى جانب لويات السياسة الخارجية، وتحولت تركيا مف بمد يحاوؿ التأثير مف خارج الحدود دوف الانخراط أو

السياسية العراقية وتركيبتو المباشر بالساحة التركية، إلى لاعب فاعؿ ومؤثر داخؿ الساحة ثنية.الطائفية والإو

قميالذي حصؿ في العلاقات بيف أنقرة ؿ الكبيريمكف القوؿ بأف التحوّ ـ كردستاف العراؽ وا الفارؽ الأكبر بيف سياسة تركيا ما قبؿ حزب العدالة وما بعده. فكردستاف العراؽ الذي كاف شكّؿ

دائما مصدر قمؽ وحذر وتوتر لمعلاقة بيف أنقرة وبغداد، تحوؿ إلى الحميؼ الأىـ والأقرب لتركيا دة أبرزىا في نقاط ع المصالح بيف الطرفيف مف باقي المكونات العراقية الأخرى، وتقاطعت

Page 5: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

2

الفاعميف في لأميركية التي كانت أحد أىـالعماؿ الكردستاني والمظمة ا الاقتصاد والطاقة وحزب تطبيع العلاقات بيف أربيؿ وأنقرة.

إف إشكالية ىذه الدراسة تتعمؽ بالدوافع والأىداؼ لمسياسات الخارجية لمدوؿ، وىي تختمؼ كية في ظؿ حزب العدالة يحرؾ السياسية الخارجية التر مف دولة إلى أخرى. فما الذي يقود و

تجاه العراؽ، ىؿ ىي المصالح والبراغماتية أـ الإيديولوجيا والشعارات؟والتنمية

العلاقة بيف البمديف تتمحور حوؿ ىذه الإشكالية إلى طرح مجموعة مف الأسئمة تقودنا تجاه في سياستو الخارجية خاصة دثيا قبؿ وصوؿ حزب العدالة والتنمية، وأبرز التحولات التي أح

العراؽ بعد وصولو لمسمطة. ىؿ تطابقت شعاراتو الإيديولوجية وخطاباتو الشعبية مع سموكو العممي؟ وأخيرًا مستقبؿ العلاقات التركية العراقية.

تجاه العراؽ وفؽ ما ىي عميو الآف مف ناحية تعاطي أنقرة مع إفّ استمرار سياسة تركيا ة، بحسب ما تقتضيو مصالحيا وأىدافيا، يجعؿ العلاقة نات منفصمة لا كدولة مركزيّ وّ العراؽ كمك

بيف البمديف ممتبسة، ولا يساعد عمى بناء استقرار متبادؿ بيف الطرفيف.

حددات السياسة الخارجية البحث في م عود أىمية الموضوع لسببيف رئيسيف: الأوؿ ىوتو ىذهبيا مرت ة فييا مف خلاؿ دراسة المراحؿ الأساسية التيتجاه العراؽ والعوامؿ المؤثر التركية

لات العراقية في ظؿ التحوّ –دراسة مستقبؿ العلاقات التركية الثاني و ،2011العلاقة منذ العاـ .التي يشيدىا المشرؽ العربي كبيرةال

اسة تتطمب طبيعة الدر إذ .قد تـ اعتماد المنيجيف التاريخي والتحميمي في ىذه الرسالةلت التي طرأت والسياسات التي ا، يتناوؿ المحطات والمفاصؿ الأساسية مف التحولاا تاريخيً سردً ىذه لدراسات ومعاىد الأبحاث التي تناولت، فلا بد مف المرور عمى الكتب والمقالات وايجتانت

لمنيج ة خلاؿ تمؾ السنوات. ننتقؿ بعدىا إلى االقضية، إضافة إلى سرد أىـ الأحداث المفصميّ التحميمي كي نحاوؿ تفكيؾ الأحداث والمعطيات والسياسات وعدـ الجمود عند السرد الرسمي أو الإخباري للأحداث، بؿ العمؿ عمى تحميمو وتشريحو ودراستو كي يتـ فيمو بطريقة عممية

وموضوعية.

Page 6: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

3

ليذا ا ومتابعة مستمرّة، مما يستدعي تحديثً االموضوع التركي موضوعا حيّا ومتحركً يعتبر التي تناولت ىذا ىي قمة الكتب والدراسات والأبحاث التركية التي واجيناىا والمشكمة .الشأف

كما أف مما ي فقد المتابع رؤية دقيقةً وشاممةً للأحداث التركيّة. ، الموضوع وت رجمت إلى العربيةالعدالة والتنمية، غالبية الأدبيات التركية المترجمة يشوبيا الانحياز لمرأي الرسمي لحكومة حزب

ولولا الكتب والمقالات ومراكز .الأخيرعاية واضحة ليذا بؿ وتشكؿ في الكثير مف الأحياف دفي قراءة وأقؿ دقةالدراسات الأجنبية وعمى وجو التحديد الأميركية، لكاف الأمر أكثر صعوبة

وتحميؿ الأحداث.

الأوؿ يتعمؽ بالتعريفات صوؿ: ىذه الرسالة إلى ثلاثة ف ، تـ تقسيـبناء عمى ما تقدـمع إعطاء لمحة تاريخية عف ئصيا والقوة الإقميمية ومقوماتيا،النظرية لمسياسة الخارجية وخصا

ف السياسة ا عا عامً لحزب العدالة، وسردً السياسة الخارجية التركية منذ قياـ الجميورية وصولًا لى مقدمات وصوؿ حزب العدالة . ثـ الانتقاؿ إبشكؿ خاص عف العراؽالخارجية بشكؿ عاـ و

والتنمية إلى السمطة مع تقديـ نظريتو لمسياسة الخارجية وأىـ التغيرات التي طرأت عمييا.

تجاه العراؽ مف خارجية التركية تمت دراسة مرحمة السياسة الفقد أما في الفصؿ الثاني، لتركيا ووقائع وأحداث فيو أىمية العراؽ بالنسبة ، حيث تناولنا2010عاـ الحتى 2002عاـ ال

الأوؿ لمسياسة الخارجية التركية تجاه العراؽ،حرب الخميج الثانية التي كانت عبارة عف الاختبار الأمف و الإقتصاد، و ع إيراف، المصالح التركية مع بغداد كمسألة توازف النفوذ م إضافة إلى

قمي والأقميات. وأخيرا تـ التطرؽ انت عبارة عف ـ كردستاف والتي كإلى طبيعة العلاقة بيف تركيا وا ة جديدة.مرحمة تأسيسية لمرحم

شيدت والتي 2014و 2010ي عام الث، فقد تناوؿ الفترة الممتدة بيفأما الفصؿ الثة مع بغداد إعادة درس المصالح التركي تفتم ة.تغيرات أساسية في السياسة الخارجية التركي

بيف اا نوعيً ت تطورً مع الأكراد التي شيد معلاقاتل بالنسبة وكذلؾ الأمر وقراءة أىـ المتغيرات،قميـ كردستاف ذلؾ عمى الأتراؾ، وأثروعلاقتو مع )داعش(تنظيـ الدولة بروز ثـ . العراؽ أنقرة وا

تقديـ قراءة واستنتاجات لأىـ الإشكالات والأسئمة المطروحة في تـ أخيرا العلاقة مع العراؽ. و الخاتمة.

Page 7: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

4

لسياسة الخارجية التركيةتطور االفصل الأول8 ا لتحميؿ ىذه ا ميمً يعتبر فيـ محركات السياسة الخارجية لمدوؿ ودوافعيا وفيـ آلياتيا معبرً

يعتبر موقع الدولة وحجميا الجغرافي والديموغرافي معيا. كما السياسات والقدرة عمى التعامؿالدوؿ تجاه ة ىذه السياسة مؿ أساسية في صياغومقوماتيا الاقتصادية والعممية والعسكرية عوا

تجاه جميع دوؿ العالـ. وفي ىذا السياؽ تعتبر تركيا دولة وازنة وفاعمة المحيطة بيا إقميميًا بؿ و في منطقتيا انطلاقًا مف العوامؿ التي ذكرناىا، وىي مف ناحية أخرى تمثؿ نقطة استقطاب لمقوى

عمى الخريطة العالمية. وقد تعاممت تركيا بسبب موقعيا الجغرافي الميـ العالمية السابقة والحاليةمف خلاؿ فيميا ليذا الموقع وىذه الإمكانات منذ قياميا عمى يد مصطفى أتاتورؾ ضمف حدود

الحمؼ الأطمسي في مواجية الاتحاد مع مو ليا أتاتورؾ نفسو، فاصطفتالدور الذي رسوترسـ مف جية، البوابة الأوروبيةفكانت تتجو ناحية ،أما إقميميًا ا.عالميً السوفياتي ومحوره

. لكف تمؾ المسافة لتقميصرغـ بعض المحاولات القميمة مف جية ثانية، الإقميـ العربي معمسافة مدخوؿ تركيا عمى سعييا ل عدّؿ ىذه الرؤية، فواظبتة إلى السمطة وصوؿ حزب العدالة والتنمي

وتوجيت بثقميا ناحية ،قات العربية التركيةالعلا فيت الحياة ادي الاتحاد الأوروبي، لكنيا بثإلى ن خاصة. العراؽ عامة وناحية الدوؿ العربية

الفقرة الأولى8 المفاىيم النظرية لمرسالة

لا بدّ قبؿ الشروع في تفصيؿ وصياغة الأحداث وسرد التاريخ والوقائع وبناء المعطيات ر والكممات المفتاحية التي يدور والنتائج، مف رسـ إطار نظريّ وتعريفي عاـ لممفاىيـ والأفكا

حوليا أي بحث أو دراسة أو عمؿ.

وبالتالي، فإف ب نية الأفكار لا بدّ أف تقوـ أولا عمى مفيوـ واضح لمقضية الم راد طرحيا ودراستيا وتفكيكيا، كي يتمكف الباحث مف نقؿ أفكاره وبيانو دونما عناء أو تعقيد أو تشويش لدى

إليو في مبحثنا الأوؿ ىذا، عمى أمؿ أف تكوف ىذه المقدمة مرتكزاً ت بنى المتمقي، وىذا ما سنسعى عميو باقي الدراسة.

Page 8: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

5

النبذة الأولى8 السياسة الخارجية8 تعريف

ف دارت مدار مفاىيـ ثابتة تـ تعريؼ السياسة الخارجية بطرؽ ومفاىيـ متعددة، وا ف في ىذا المجاؿ، وبالتالي لا ومشتركة، ويعود ذلؾ إلى اختلاؼ منطمقات المفكريف والباحثي

الإحاطة و جمع المف بؿ لا بد لفيـ السياسة الخارجية، يمكف الركوف إلى تعريؼ واحد فقط. بالتعاريؼ أو الاتجاىات المتعددة لمسياسة الخارجية.

ؼ عرّ ينطمؽ الإتجاه الأوؿ مف مبدأ تعريؼ السياسة الخارجية عمى أنيا نشاط. حيث يبؿ ق ورت مف أنيا نظاـ الأنشطة التي ط لسكي السياسة الخارجية بالبروفيسور جورج مود

د وقد شدّ ضبط أنشطتيا بحسب البيئة الدولية.المجتمعات لتغيير سموؾ الدوؿ الأخرى و مودلسكي في تعريفو عمى جوانب السياسة التي تيدؼ إلى تغيير السموؾ القائـ واستمرار السموؾ

عمى أنيا جميع صور النشاط الخارجي حتى ولو لـ حامد ربيعكما عرفيا .(1) مختمفةفي أوقات تصدر عف الدولة كحقيقة نظامية، أي نشاط الجماعة كوجود حضري، أو التعبيرات الذاتية

الذي نطمؽ عميو السياسة تنطوي وتندرج تحت الباب الواسع ،كصورة فردية لمحركة الخارجيةؾ الجزء مف النشاط الحكومي الموجو نحو الخارج، وعرفيا مارسيؿ ميرؿ بأنيا ذل .(2) الخارجية

(3).الحدودخمية، مشاكؿ تطرح ما وراء أي الذي يعالج بنقيض السياسة الدا

وبحسب ىذه التعاريؼ فإف السياسة الخارجية تساوي النشاط الخارجي لمدولة، حيث يكوف لدولية الفاعمة ىدؼ ىذه الأنشطة التغيير في سموكيات الدوؿ الأخرى أو حتى المنظمات ا

وأقممتيا.

أمّا الإتجاه الثاني فيو ينظر لمسياسة الخارجية عمى أنيا عبارة عف فعؿ صانع القرار. موكيات الرسمية ؼ السياسة الخارجية بأنيا تمؾ السد ىذا الاتجاه تشارلز ىيرماف الذي عرّ أبرز رواّ

أو مف يمثمونيـ والتي يقصد بيايا صانعوا القرار الرسميوف في الحكومة المتميزة التي ينتيج

‌(1) George Modelski, A Theory 0f Foreign Policy, pall mall press, London, 1962,

pp. 6-7. .7 .، ص1997 ،القاىرة، مكتبة النيضة المصريةتحميل السياسة الخارجية، محمد السيد سميـ، (‌2) .15 .، ص2006، دار وائؿ لمنشر، عماف، العلاقات الدولية مبادئ، حقي توفيؽ سعد (3)

Page 9: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

6

ويؤيده في ىذا الطرح المفكر ريتشارد سنايدر باىتمامو في (1).التأثير في سموؾ الدوؿ الخارجيةحدد بأشخاص رى أف الدولة ت كي لصانع القرار، إذ يدراستو لمسياسة الخارجية بالبعد الإدرا

وؾ الذيف يعمموف باسميا. وأف صانعي قراراتيا الرسمييف، ومف ثـ فإف سموؾ الدولة ىو سمبوؤوف المناصب الرسمية في السياسة الخارجية عبارة عف محصمة القرارات مف خلاؿ أشخاص يت

ىذا الاتجاه التعريفي ربط السياسة الخارجية بسموؾ وفعؿ صانع القرار، ولـ يفصؿ (2).الدولةف اصطبغت بسموكو وتوجياتو. بينيما، بينما السياسة الخارجية أشمؿ مف صانع القرار وا

بأنيا الإتجاه الثالث يرى أف السياسة الخارجية عبارة عف مجموعة برامج، فت عرؼ برنامج العمؿ العمني الذي يختاره الممثموف الرسميوف لموحدة الدولية مف بيف مجموعة مف البدائؿ

وؿ باديمفورد قي وكما (3)ؽ أىداؼ محددة في المحيط الخارجي.البرامجية المتاحة مف أجؿ تحقيترجـ بيا الدولة أىدافيا ولينكولف، السياسة الخارجية ىي العنصر الأساسي في العممية التي ت داؼ والضغط لصالح ومصالحيا الواسعة إلى مسارات ممموسة لمعمؿ لتحقيؽ ىذه الأى

ولى باديمفورد ولينكولف وظيفتيف أساسيتيف لمسياسة الخارجية. الأ كؿ مف أوضحوقد (4).مصالحياالضغط عمى تحقيؽ الثانية في و رة عمى نطاؽ واسع، تتمثؿ ميمتيا في تحقيؽ أىدافيا المتصوّ

ويتميز التعريؼ الثاني بأنو أكثر إحاطة ودقة، بحيث اعتبر السياسة (5)المصالح الوطنية.الخارجية غير منفصمة عف السياسة الداخمية، بينما عزؿ التعريؼ الأوؿ السياسة الخارجية عف

تأثير البيئتيف الداخمية والخارجية، وقدميا عمى أنيا مجرد برنامج محدد.

شمؿ تعريفات واحدة مف أ كميفتوف مورجافو جميف بالمير ل وتعتبر نظرية "السمعتيف"تحاوؿ تحقيقيا مف خلاؿ السياسة الخارجية. خارجية. فجميع الدوؿ لدييا أىداؼالسياسة ال

ا لمنمط الذي تعكسو عناية الشخص رىا متباينة ومحددة طبق ويمكف تصنيؼ ىذه الأىداؼ باعتباالقائـ بالتصنيؼ. وبدلا مف القوؿ بأف الدوؿ لدييا العديد والعديد مف الأىداؼ حيث تتعدد

.7 .مرجع سابؽ، ص، محمد السيد سميـ(‌1) .23 .، ص2009، دار زىراف لمنشر والتوزيع، عماف، السياسة الخارجيةالنعيمي، أحمد( 2) .20 .، صسابؽال( المصدر 3)

(4) Norman J. Padelford and George A. Lincoln, The dynamics of international politics, the macmillan company, New York, 1962, p. 197.

(5) Ibid, p. 202.

Page 10: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

7

المثاؿ، الأىداؼ بتعدد القضايا، أو إف الدوؿ لدييا ىدؼ واحد كزيادة الأمف أو القوة عمى سبيؿ يعد ىو الأكثر بساطة ىدفًا ة القوؿ بأف الدوؿ تتابع ىدفيفمف المفيد التعميـ إلى درج فإف

والأكثر إفادة. فالتعميـ المقصود ىو أف الدوؿ تستخدـ سياساتيا الخارجية لحماية مكونات الوضع القائـ التي ترغبيا ولتغيير المكونات التي لا تستحبيا أو تعارضيا. فالتصرفات الموجية لحماية

ي تسعى لتحقيؽ ىدؼ الحفاظ، والتصرفات المصممة لتغيير جوانب الوضع النتائج القائمة ىي التالقائـ ىي التي تسعى لتحقيؽ ىدؼ التغيير. ومف شأف أي تحميؿ لمسياسة الخارجية أف يعزو،

(1).إلى الفاعميف القائميف بصياغتيا ضمنا أو صراحة، الأىداؼ

النبذة الثانية8 خصائص السياسة الخارجية

الخارجية بخصائص يمكف حصرىا بالمحددات التالية، وىي الطابع تتميز السياسةالخارجي، الطابع الرسمي، الطابع الاختياري، الطابع الواحدي، الطابع العمني، الطابع اليدفي

(2)البرنامجي.والطابع

الطابع الخارجي بمعنى أف السياسة الخارجية موجية لمبيئة الخارجية. فبالرغـ مف أف جراءىا السياسة الخ ارجية تصنع داخؿ أجيزة الدولة، أي البيئة الداخمية، إلا أف تنفيذىا وا

وتفاعلاتيا تتـ في البيئة الخارجية لمدولة أي في البيئة الدولية. وبالتالي، فإف البيئة الخارجية ىي محؿ اختبار ىذه السياسة الذي تتحقؽ فييا الأىداؼ المحددة ليا.

تخذ مف قبؿ جية رسمية في ، ىو أف السياسة الخارجية ت يعني الرسمية الطابع الرسميالدولة. أي أنو لا يمكف لأي جياز غير رسمي أف يكوف لو الدور النيائي في توجيو السياسة

لمؤسسات والشخصيات غير الرسمية والأحزاب الداخمية ليا تصوراتيا أف ا الخارجية. صحيحارجية، ورفدىا بالمعمومات والحقائؽ والتحاليؿ التي وتفاعلاتيا وتأثيراتيا في صياغة السياسة الخ

النياية عبر القناة الرسمية لمدولة حيف تعبر الحدود. اىـ فييا، إلا أنيا يجب أف تسمؾ في تسدارة السياسة الخارجية رئيس الجميورية ورئيس السمطة ويضطمع بيذا الدور المركزي لتنفيذ وا

مية تنتدبيا الدولة والحكومة.التنفيذية ووزير الخارجية وأي جية رس

نوير، ، ترجمة عبد السلاـ عمي نظرية السياسة الخارجيةجميف بالمير و ت. كميفتوف مورجاف، ( 1) .9 .، ص2011 جامعة الممؾ سعود، الرياض،

.23-13 ص.محمد السيد سميـ، مرجع سابؽ، ( 2)

Page 11: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

8

أما الطابع الاختياري فيعني أف برامج وقرارات السياسة الخارجية مختارة مف عدة بدائؿ مقترحة. فأي موقؼ دولي لا يوجب رد فعؿ وحيد وحتمي لدى الدولة المعنية بو، وأف تمؾ الدولة

سب أىدافيا ومصمحتيا تمتمؾ مجموعة مف الخيارات والبدائؿ الممكنة، فيي تختار أحدىا ح القومية.

المقصود بالطابع الواحدي ىو أف تنصرؼ السياسة الخارجية إلى سياسة في حيف أف وحدة دولية واحدة، أي البرامج التي تنتيجيا تمؾ الوحدة إزاء الوحدات الدولية الأخرى، وىذا ما

تحدث بيف وحدتيف يميزىا عف العلاقات الدولية التي تنصرؼ إلى مجموعة التفاعلات التيدوليتيف أو أكثر. لذلؾ تختمؼ موضوعات كؿ مف عممي العلاقات الدولية والسياسة الخارجية. فموضوعات عمـ العلاقات الدولية تشمؿ كؿ القضايا التفاعمية، كالصراع الدولي والتكامؿ الدولي

ى المؤثرات وسباؽ التسمح وغيرىا. أما موضوعات عمـ السياسة الخارجية فإنيا تنصرؼ إلالداخمية والخارجية وقضاياىا المتعددة في الاقتصاد والسياسة والثقافة وما سواىا التي تيتـ بيا الوحدة الدولية في المحيط الخارجي. بيد أف ىذا الاختلاؼ المفيومي لا ينفي الترابط بيف السياسة

جموعة السياسات الخارجية الخارجية والعلاقات الدولية. فالعلاقات الدولية ىي محصمة لتفاعؿ م لمختمؼ الوحدات الدولية.

برامج مقصودة وقابمة لمملاحظة. العمني أف برامج العمؿ الخارجي ىيوي عنى بالطابع ولكف صانعييا قصدوا اتباعيا ،فبرامج العمؿ الخارجي لـ تتكوف عفو الخاطر أو بمحض الصدفة

تمؾ لا يدخؿ في مجاؿ السياسة الخارجية إلالتحقيؽ أىداؼ معينة واعترفوا بمسؤوليتيـ عنيا. فنتيجة التطور الطبيعي السياسة الخارجية. أما تمؾ التي جاءت التصرفات التي قصدىا صانعو

لتفاعؿ مع الدوؿ الأخرى، فإنيا لا تدخؿ في نطاؽ السياسة الخارجية.للأحداث، وا

موجية لتحقيؽ أىداؼ تـ أفّ سياسة خارجية لا بد أف تكوفيعني أما الطابع اليدفي فيو التخطيط ليا مف قبؿ صانع القرار، ويتـ تعبئة كؿ الموارد المتاحة لتحقيؽ تمؾ الأىداؼ. والمقصود بالطابع اليدفي ىو أف السياسة الخارجية سياسة واعية وىادفة ومقصودة الغاية منيا

ا أساسيً أف تكوف فاعلاً تمؾ السياسة مف ةىو التأثير عمى البيئة الخارجية لتمكيف الدولة صاحب في النظاـ الدولي بما يحفظ ويحقؽ المصالح الوطنية عمى أقؿ تقدير.

Page 12: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

9

وأخيرا الطابع البرنامجي، أي أفّ السياسة الخارجية ظاىرة متعددة الأبعاد. ذلؾ أف عممية التصرؼ في المحيط الخارجي لموحدة الدولية يتطمب منيا صياغة مجموعة مف الأىداؼ وتحديد

وعة مف القرارات والسموكيات التي تشكؿ في مجموعيا السياسة الخارجية. ومف ىنا فإف مجم السياسة الخارجية ىي برنامج يشمؿ مجموعة مف الأبعاد تتفاوت في درجة عموميتيا.

وتنصرؼ السياسة الخارجية إلى برنامج يتضمف بعديف رئيسيف: البعد الأوؿ ينصرؼ إلى أما البعد الثاني فيو يتضمف مجموعة القرارات وار والاستراتيجيات،لأىداؼ، والأدالتوجيات، وا

والسموكيات. البعد الأوؿ يتسـ بالعمومية والشموؿ وصعوبة تحكـ صانع السياسة الخارجية في القوى المحددة لو، وبالذات عمى مستوى التوجيات والأىداؼ، وبصعوبة القياس الكمي. أما البعد

(1).قابمية لمقياس الكمي ا، أكثردً الثاني، فإنو أكثر تحدي

النبذة الثالثة8 القوة الإقميمية ومقوماتيا

يعرؼ مارتف بيؾ القوة الإقميمية، بأنيا جية فاعمة، وىي عادة ما تكوف دولة، بحيث تكوف قدراتيا في المنطقة تفوؽ بكثير قدرات الجيات الفاعمة الأخرى داخؿ المنطقة نفسيا، والتي

وقد (2)ى أساس دورىا القيادي في المنطقة.درجة عالية مف الفاعمية والتأثير عمتتمتع سمطتيا با عمى ميارات القوة الناعمة ا كبيرً قدـ ديتميؼ نولتي مفيومو لمقوة الإقميمية عمى أنيا تعتمد اعتمادً

نظرا إلى أف قدراتيا في مجاؿ القوة الصمبة لا تكفي لمسيطرة عمى الشؤوف الإقميمية مف خلاؿ التفاعؿ الأحادي. وىكذا، تمارس القوى الإقميمية نفوذىا عمى أساس التعاوف الذي لا يكوف

(3)الغمبة مف جية واحدة.ا بيف الطرفيف، ولكف ليس مطمؽ متناظرً اتسعت دائرة مصالحيا ،والسياسية كمما ازدادت قوة الدولة العسكرية والاقتصاديةف

وبالتالي، فإف (4).ما ىو أبعد مف جيرانيا المباشريفطيا إلى الجيوبوليتيكية الحيوية، وتأثيرىا وتور القوة الإقميمية كي تحوز عمى ىذا التوصيؼ يجب أف تكوف متمايزة بعدة معايير ت راكميا فوؽ

.36 .مرجع سابؽ، ص محمد السيد سميـ،( 1)

(2) Martin Beck, Regional Powers In The Middle East, New Constellations After The Arab Revolts, palgrave macmillan, new York, 2014, p. 4

(3 ) Ibid, p. 5. 2012الأىمية لمنشر والتوزيع، ،، الطبعة العربية الثالثةرقعة الشطرنج الكبرىزبيغنيو بريجنسكي، ( 4)

. 56 .الأردف، ص

Page 13: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

10

( لمكانة ت برز الادعاء ) التصور الذاتي بعضيا لتصبح كذلؾ. فالقوة الإقميمية ىي الدولة التيرافية واقتصادية وسياسية، وتتميز وتستعرض قدراتيا العسكرية رائدة لنفسيا في منطقة جغ

والاقتصادية والديموغرافية ومواردىا التنظيمية والإيديولوجية لبسط السمطة الإقميمية، ويكوف ليا ا أنيا تتداخؿ تأثير قوي وكبير في الشؤوف الإقميمية، أي الأنشطة والنتائج. ومف مميزاتيا أيضً

ا في المنطقة بحيث تؤثر بشكؿ فاعؿ عمى ا وسياسيً وعميؽ اقتصاديًا وثقافيً وترتبط بشكؿ وثيؽمف خلاؿ والبناء السياسي والإيديولوجي لممنطقة. وىي تمارس ىذا التأثير سياسي-الجيوالترسيـ

أي مف خلاؿ الحكومات والأحزاب السياسية لمبمد المتأثر(، وتساىـ ىياكؿ الحكـ الإقميمية )أو المشروع الإقميمي بطريقة حاسمة. وتكوف قادرة عمى توفير الخير الجماعي بتحديد اليوية

اؿ، والصالح العاـ لممنطقة، ما يسمح ليا بتحديد جدوؿ أعماؿ الأمف الإقميمي وأولوياتو بشكؿ فعّ ليتـ الاعتراؼ بمكانتيا الرائدة بالمنطقة واحتراميا مف قبؿ الدوؿ الأخرى في المنطقة وخارجيا،

ما القوى الإقميمية الأخرى والعالمية حيث تـ دمجيا في التجمعات والمؤسسات الإقميمية ولا سيط، بؿ كممثؿ لمصالح المنطقة والعالمية بحيث تشارؾ بشكؿ يعكس تمثيميا ليس لمصالحيا فق

(1)أيضا.

القوة الإقميمية المييمنةالنبذة الرابعة8

نحو يامتأصؿ في الدوؿ يدفع يشير مفيوـ الييمنة إلى وجود دافع سموكي وفكرياكتساب القوة عمى خصوميا ومحيطيا، وتسعى لأف تصبح مييمنة، وتسعى لأف تحافظ عمى ىذا المستوى مف الييمنة. فالييمنة مف وجية نظر المدرسة الواقعية اليجومية، ىي وجود دولة قوية

ا أف عسكرية تستطيع جديً تسيطر عمى كؿ الدوؿ الأخرى في النظاـ ولا توجد دولة أخرى ليا قوة عادة بأنيا ؟؟الييمنة بشكؿ عاـ تعني السيطرة عمى النظاـ الدولي، التي تفسر (2)تقاتؿ ضدىا.

ضيؽ واستخدامو النظاـ بشكؿالعالـ ككؿ. لكف مف ناحية أخرى، مف الممكف تطبيؽ مفيوـ الأوسط. لذلؾ مناطؽ معينة مثؿ أوروبا وجنوب شرؽ آسيا ومنطقة الخميج أو الشرؽلتفسير

(1) Detlef Nolte, How To Compare Regional Powers: Analytical Concepts And

Research Topics, British International Studies Association, Review of international studies, Aberystwyth, 2010, p. 889.

رسالة لنيؿ (،2002-0750)8 بين التعاون والتصادم القطرية-السعوديةالعلاقات ،رواف كنعاف( 2) .10 .، ص2017دبموـ الدراسات العميا في العلاقات الدولية والدبموماسية، الجامعة المبنانية،

Page 14: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

11

يمكف التمييز بيف الييمنة الكونية التي تسيطر فييا الدولة المييمنة عمى العالـ ككؿ، والييمنة (1).لمييمنة عمى مناطؽ جغرافية معينةالإقميمية التي تسيطر فييا الدولة ا

تسعى القوى الإقميمية المييمنة إلى الحدّ مف تأثير القوى العظمى عمى الإقميـ الذي تقعفيو، لأنو بطبيعة الحاؿ سيؤدي إلى إضعاؼ دور ومكانة الدولة الإقميمية المييمنة لصالح دور

خيار أقؿ سوءاً لمقوة المييمنة إقميميًا، ود قوى منافسة ليا. ثمةالدولة العظمى التي لا تسمح بوجف عمى وىو وجود قوتيف عظمييف مع بعضيما البعض في المناطؽ الأخرى، وبالتالي ستجبراألا

(2)تماـ بالدولة الإقميمية المييمنة.ا عف الاىتركيز الاىتماـ عمى بعضيما عوضً

2000-0721الفقرة الثانية8 السياسة الخارجية التركية

ليس مف المبالغة القوؿ بأفّ ىذه المرحمة مف حياة السياسة التركية بأبعادىا الداخمية ا مؤسس الجميورية التركية والرؤى التي وضعي ئلممبادوالخارجية، كانت انعكاسا بشكؿ أو بآخر

تاتورؾ، إلا أ تاتورؾ. ورغـ المحاولات المتواضعة لحرؼ الجميورية عف بعض ثوابتمصطفى أأفّ مصيرىا كاف الفشؿ بسبب يقظة وحسـ "الحرّاس" الذيف أوكؿ إلييـ أتاتورؾ الحفاظ عمى

جة الأولى مع القضاء الحصف الحصيف الجميورية العممانية ومراقبتيا، حيث ظؿّ الجيش بالدر الذي حمى تمؾ الثوابت.

النبذة الأولى8 مرتكزات السياسة الخارجية التركية

متناثرة، إضافة إلى سقوط الخلافة السمطنة العثمانية وتفكؾ أجزائيا دولًا لانيياركاف ية والعرقية مكانيا، بالغ و، وحموؿ الأفكار القومكانت تمثمّ ذيعدىا الإسلامي الجامع البمعناىا وب

ي ورثت بقايا السمطنة العثمانية.الأثر عمى الدولة التركية الفتية الت

(1) John J. Mearsheimer, The Tragedy Of Great Power Politics, W. W. Norton

And Company, New York, 2003, p. 40. (2) ibid, p. 41.

Page 15: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

12

السياسة الخارجية التركية في عيد أتاتورك المطمب الأول8

ثـ (1)1923سنة ىرـ السمطة في تركيا رأس وصولو إلى نذم معو قد حمؿ أتاتورؾلا في السياسة الداخمية ا جذريً يرً يتغ (2)،ف عف الدولةرد الخميفة وفصؿ الديإلغائو الخلافة وط

، فسياسات التنظيمات في منتصؼ القرف التاسع عشر كجمعية الوطف والاتحاد والخارجيةوالجيود اللاحقة المبذولة مف قبؿ فرساف تركيا الفتاة لـ تكف، في المقاـ الأوؿ، (3)والترقي

عض مؤسساتيا، في حيف كانت الإصلاحات الكمالية تستيدؼ إلا تحديث البنية الفوقية لمدولة وبتمس الجذور الثقافية لسكاف الأناضوؿ حيف قامت بإلغاء الأسس الدينية لمدولة واستئصاؿ معظـ

(4)اليومية عف تمؾ الأسس والمرتكزات.الرموز الثقافية المعبرة في الحياة

ليس ،كافة ثمانية بأشكالياا عمى كؿ إرث العا حقيقيً انقلابً مصطفى كماؿ أحدث ،اداخميً الشريعة الفكرية والدينية والمغوية والاقتصادية، فحمت العممانية المتشددة مكاف بؿ السياسية فقط

دوف أف أسقطيا عمى الداخؿورد البنية المؤسساتية الغربية و ، واستالإسلامية والتشريعات الدينيةكانت تيدؼ بالأساس إلى بناء تركيا قومية فيذه المبادئ تنسخ الحالة الديمقراطية بالكامؿ.يس

ما لبثت أف تحولت إلى عقبة إلا أنيا ا إلى معايير القرف التاسع عشر الأوروبية، حديثة استنادً أماـ تطور النظاـ الديمقراطي في تركيا، وكاف ذلؾ بسبب ميؿ الدوائر القيادية في البلاد إلى

ا إلى أسس ا عف تفسيرىا استنادً يذه المبادئ، عوضً ا إلى تفسير تسمطي لممارسة السياسة استنادً كما أمر باستبداؿ واستبدليا بالحرؼ اللاتيني الأحرؼ العربية فى عفتخم (5).ديمقراطية منفتحة

ا لتغريب الدولة التركية بكؿ ا كبيرً وأطمؽ حممة ومشروعً الزي العثماني التقميدي بالمباس الأوروبي،

.64 .، ص1999، دار الشروؽ، القاىرة، السيف واليلال8 تركيا من أتاتورك إلى أربكانرضا ىلاؿ، ( 1) .68 .ص( المصدر السابؽ، 2) .49 .ص مرجع سابؽ، ،( رضا ىلاؿ3) .21. ، ص2001ترجمة فاضؿ جتكر، مكتبة العبيكاف، الرياض، تركيا المتغيرة،ىاينتس كرامر، ( 4)، ( في الحياة النيابيّة0775إلى العام 0750الصراع السياسي في تركيا ) من العام أحمد ممي، ( 5)

.144-109. صص بيروت،

Page 16: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

13

حصرية و ا بشكؿ حصري، فيما فرضت المغة التركية لغة وحيدة ممانيً أبعادىا، وقد أصبح التعميـ ع (1).في البلاد

إلى الداخؿ، والتركيز عمى القضايا الوطنية الانكماشا، فقد اعتبر أتاتورؾ أف أما خارجيً المبادئخارج الحدود ىو مف أىـ السياسية داخؿ الحدود والابتعاد عف المؤثرات والتأثيرات

تأثرتتجمب السلاـ الداخمي والخارجي لتركيا. ىذه الصياغة لمسياسة الخارجية والقضايا التي بنتائج الحرب العالمية الأولى وتفكؾ السمطنة العثمانية وانتصار محور الحمفاء، بالإضافة إلى

.في روسيا وقياـ الاتحاد السوفياتي البمشفيةبروز عامؿ ميـ وىو انتصار الثورة

المستجدة حاوؿ أتاتورؾ صياغة سياسة خارجية غير صدامية، انطلاقًا مف المعطيات في سعي منو لتحييد تركيا عف دائرة التجاذبات التي تحيط بيا، خاصة وأف الجميورية لا تزاؿ

كما ،ؾوالاقتصادية والثقافية وغير ذل فتية ولما تتبمور كامؿ شخصيتيا السياسية والعسكريةمستوى المحيط الخارجي، والذي ناسب وضع تركيا تميزت حقبة أتاتورؾ بالاصطفاؼ عمى

لمسلاـ كاف ىّـ تركيا في تمؾ الفترة ىو إعادة بناء الداخؿ، ولذا سعى أتاتورؾإذ الجديد آنذاؾ، أدى ىذا الوضع إلى توجو إدارة الدولة الجديدة إلى إعلاف يمكف أف يمقى (2)داخميًا وخارجيًا.

علاف الذي صرحت بو الدولة يقضي بتخمي الجميورية عف القبوؿ مف الناحية الدولية، وىذا الإالأوؿ تبني استراتيجية ، كؿ المسؤوليات والطموحات الدولية، ويحتوي عمى عنصرييف أساسييف

ثاني أف ، أما ال مف الاستراتيجية ذات البعد الدوليالدفاع عف الحدود القومية والدولة الوطنية بدلاً محور الغرب المتصاعد وليست بديمة أو معارضة لو. ا مفتكوف الدولة التركية جزءً

سلاـ في الوطف لمبدأ الذي طرحو أتاتورؾ بقولو "وجدت وجية النظر ىذه تعبيرا ليا في ا (3)".وسلاـ في العالـ

لتركية تجاه القوى العظمى والبلاد العربية لسياسة الخارجية اا جماؿ واكيـ، ،ميراؾوريال مفايسباخ (1)

.31 .، ص2014شركة المطبوعات لمتوزيع والنشر لبناف، ،، الطبعة الثانية2002منذ العام (2) Idris Demir, Turkeys Foreign Policy Towards The Middle East: Under The

Shadow Of The Arab Spring, Cambridge Scholars Publishing, London, 2017, p. 52.

الػػدار ،الطبعػػة الثانيػػة ،، موقققت تركيققا ودورىققا فققي السققاحة الدوليققةالاسققتراتيجيالعمققق أوغمػػو، أحمػػد داود( 3) .91. ص ،2001العربية لمعموـ ناشروف، بيروت،

Page 17: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

14

ا مف الحركة المستقمة وغير ، حاولت تركيا أف توجد لنفسيا ىامشً فترة حكـ أتاتورؾخلاؿ ، وقد ساعدتو الظروؼ القائمة آنذاؾ الالتزاـ بقواعد سياستو اؿوفعّ مرتبطة بالمحاور بشكؿ جديال

، التي أفرزت نتائج سياسية الخارجية، غير أف وفاتو أعقبيا اندلاع الحرب العالمية الثانيةا لـ يعد بالإمكاف معو أخذ مسافة مستقمة عف ا حادً عاموديً عالمياً امً اوعسكرية جديدة وانقسىما الاتحاد السوفياتي ومحوره، والولايات المتحدة الأميركية و ا، حديثً الجبيتيف المتشكمتيف

ومحورىا، وبات عمى تركيا أف تحسـ خيارىا بشكؿ لا لبس فيو لأي الجبيات ستنتمي.

لأنيا نحو الغرب بكؿ أبعاده، وانجذابيامنذ قياميا الجميورية التركية ا ميؿكاف واضحً تزاؿلا كانت ، كما أف الذاكرة التركيةالعممي لتمدف والتقدـترى فيو كؿ مقومات التحضر واكانت

متوقدة بالتاريخ الطويؿ مف الصراع المرير والدامي بيف السمطنة العثمانية والقيصرية الروسية، فالمصالح والغايات .ف الدولتيف والكيانيف المتجاوريفوتداخؿ المصالح والمطامع وتشابكيا بي

عميو وجدت تركيا وبناءً .افيا والقوة، لا الأسماء والحكاـالحدود والجغر والأىداؼ الدولية ترسمياما المعسكر نفسيا بعد الحرب العالمية الثانية بيف خياريف لا ثالث ليما: إما المعسكر الغربي، وا

بدولة إسرائيؿ عاـ نتيجة لذلؾ اعترفتانحازت لعوامؿ عديدة إلى المعسكر الأوؿ، و فالشيوعي، الأمر الذي أدى إلى (2)،1952في حمؼ شمالي الأطمسي عاـ ـ أصبحت عضواث (1)1949

انفصاليا بشكؿ شبو تاـ عف محيطيا وتاريخيا مع الشرؽ والعرب وتوجييا بكامؿ مؤسساتيا نحو ا لا يتجزأ مف المنظومة الغربية وىكذا عمى امتداد الحرب الباردة كانت تركيا جزءً الغرب وأوروبا.

(3).رائيمي في منطقة الشرؽ الأوسطلإسوامتدادىا ا

ا في صياغة السياسية الخارجية التركية، فػالجغرافيا السياسية ا مفصميً لعبت الجغرافيا دورً نابميوف أف معرفة جغرافية الدولة ا مف مقولةوانطلاقً ا في الشؤوف الدولية. اسمً ح تظؿ اعتباراً

(1) Dan Arbell, The U.S.-Turkey-Israel Triangle, Brookings, Analysis Paper, No

34, 2014. (2) www.nato.int/cps/cn/natohq/80056.htm, accessed on 23 augest 2016.

تركيا بين إعداد محمد عبد العاطي،"السياسة الخارجية.. أسس ومرتكزات"، ،( محمد نور الديف3) .126. ص ،2010بيروت، ،الدار العربية لمعموـ ناشروف، تحديات الداخل ورىانات الخارج

Page 18: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

15

محكومة لياجس الأمف والدرع الأطمسي ظمت ىذه السياسة (1)،تعني معرفة سياستيا الخارجية مف خطر تمدد الشيوعية إلى داخؿ الجميورية.

8 السياسة الخارجية التركية خلال الحرب الباردةالمطمب الثاني

لـ تستطع تركيا أف تحافظ عمى حالة الحياد الإيجابي بعد الحرب العالمية الثانية، وذلؾ تحاد السوفياتي ، المتحفز عمى حدود الإمف جية ع ستراتيجي الواقا-بسبب أىمية موقعيا الجيو

جية أخرىومد نفوذه المتنامي لوصمو بالعراؽ وسوريا ومصر، *منطقة غرب آسيا لمدّ نفوذه إلىعمى حدود أوروبا الغربية المنيكة والخارجة مف حرب عالمية ثانية مزقت خريطتيا وأعادت

فضلًا ،عاجزة عف القياـ بدور الدفاع عف نفسياتشكيؿ القوى السياسية والعسكرية فييا، وباتت ريخيا محكومة طالما مارستو، بؿ أصبحت ولممرة الأولى في تاعف دور الريادة والقيادة الذي

قتصادي لمولايات المتحدة الأميركية التي أصبحت الدولة العظمى عمى رأس لمغطاء العسكري والإلصراع العربي اوالمؤثر في المصيؽ كما أفّ موقع تركياالعالـ الغربي بعد الحرب العالمية الثانية.

.لمكياف الصييونيعمى الطوؽ العربي الرافض اطوقً حوليا لتكوف الإسرائيمي،

، ومف ثـ إلى منظمة حمؼ 1952ا إلى حمؼ شمالي الأطمسي عاـ انضمت تركيا رسميً يراف مف الذي كاف يشمؿ بدوره إضافة إلى تركيا كلًا (2)1955بغداد عاـ بريطانيا وباكستاف وا

وىو حمؼ موجو (3)،1946والعراؽ الذي كانت قد أبرمت معو اتفاقية صداقة وحسف جوار عاـ في مواجية الدوؿ ضد التمدد السوفياتي، والثاني داعـ لمكياف الإسرائيمي الأوؿ باتجاىيف،

.العربية

لعربية وخاصة العراؽ، حاولت تركيا مف خلاؿ ىذا الحمؼ مد نفوذىا إلى داخؿ الدوؿ ا وما تبعو الثانيعمى الممؾ فيصؿ في العراؽ (4)1958لكف قياـ ثورة الرابع عشر مف تموز عاـ

مف انييار لحمؼ بغداد، أعاد التوتر إلى العلاقات العراقية التركية التي لـ تكف راضية عنيا،

.54 .مرجع سابؽ، ص ،قعة الشطرنج الكبرىر بريجنسكي، زبغنيو( 1)* منطقة غرب آسيا المقصود بيا أذربيجاف، إيراف، أفغانستاف، تركيا، دوؿ الخميج، لبناف، سوريا

العراؽ، فمسطيف. (2) Dan Arbll, The U.S.-Turkey-Israel Tiangle, Brookings, op.cit, p5.

.19 .، ص2010، دار زىراف، عماف، تركية8 الواقت والمستقبلالعلاقات العراقية النوري النعيمي، أحمد( 3) .19 .، صنفسو صدرالم( 4)

Page 19: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

16

شأف العراقي، ليس سياسياً الوىذا ما عبرت عنو صراحة الحكومة التركية معمنة نيتيا التدخؿ بحاؿ دوف حدوثو الانقلاب العسكري عمى حكومة عدناف مندريس فأعاد تركيا إلى و ا،وعسكريً فقط

(1).1960عاـ اداخميً الانكفاء

بعد عيد مندريس المنحاز بشكؿ مطمؽ لمغرب والولايات المتحدة الأميركية عمى وجو جديدة وبرؤية ومفيوـ مختمؼ عف السابؽ، خاصة التحديد، بدأت السياسة التركية تتشكؿ بصيغة

خراج 1962الكوبية عاـ بعد أزمة الصواريخ بيف الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وا والتي أعقبيا رسالة مف الرئيس الأميركي لتركيا كانت ،" مف الأراضي التركيةجوبيتيرصواريخ "

يا الثابت والواضح لتركيا، بؿ أثارت الريبة وعدـ غامضة مف ناحية التزاـ الولايات المتحدة بدعم (2).، وقد أطمؽ عمى تمؾ الرسالة اسـ "السيئة السمعة"الاطمئناف

عادة النظر غير أف التحوؿ الجدي والحقيقي في السياسة الخارجية التركية ومرتكزاتيا وا حيث وجدت ،1974عاـ إثر الأزمة القبرصية وتقييـ الحمفاء ومواقفيـ تجاه الجميورية حدث

الولايات المتحدة عمى قدر لـ تكف( 3).معركتيا الدبموماسية ضد اليوناففي تركيا نفسيا وحيدة الآماؿ التي تحممت تركيا مف أجميا كؿ المخاطر والتيديدات في سبيؿ الدفاع عف المعسكر

اليونافإلى جانب بؿ عمى العكس مف ذلؾ، وقفت الولايات المتحدة الأطمسي ضد السوفيات،ا الدوؿ الأوروبية، حيث كانت مواقفيا جميعً فعمت ، وكذلؾتركيا واجيةفي م وساندتيا ودعمتيا

(4)منحازة لصالح اليوناف.

أيقنت تركيا عمى إثر الأزمة القبرصية أف ولاءىا المطمؽ لممعسكر الغربي لف يكوف ، فاستثمرت مباشرة تبدّد سياسي متوازف ليا في محيطيا-لًا بحمايتيا وتحقيؽ استقرار جيوكفي

حالة الاستنفار الحادة المتبادلة بيف الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، مف خلاؿ انتياج

شركة ، الطبعة الثانية ،تركيا بين العممانية و الإسلام في القرن العشرينرضواف، وليد( 1)

.105-104 .، ص2013المطبوعات لمتوزيع والنشر لبناف، (2) Nasuh Uslu, Turkeys Relationship With The United States 1960-1975, A

thesis submitted for the degree of doctor of philosophy, The University Of Durham, 1994, pp. 202-206.

.97 .، ص1993قبرص، ، ترجمة ميخائيؿ نجـ خوري، دار قرطبة،تركيا والشرق الأوسطفيميب روبنس، ( 3) .97 .، صالسابؽ ( المصدر4)

Page 20: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

17

ا مع جارىا السوفياتي ومحيطيا الإسلامي والعربي، حيث ا وأقؿ تشددً دبموماسية أكثر انفتاحً (1)ري نحو الغرب.لبلاد التقميدي الحصحرصت عمى إقامة علاقات تتجاوز حدود توجو ا

ما خص ا في ممحوظً شيدت نياية الستينيات وفترة السبعينيات مف القرف الماضي تبدلًا السياسة الخارجية التركية، لكنيا ظمت حذرة وخاضعة لعيف الرقابة العسكرية المييمنة عمى

تأسيس ا مف خلاؿ النص عمىا دستوريً المشيد العاـ في البمد، خاصة بعد أف أ عطي الجيش دورً أو رئيس الوزراء ، ليرأسو رئيس الجميورية )1962ـ ا عامجمس الأمف القومي، والذي ت كوّف فعميً

(2)البحرية والجوية وقائد الجندرمة، خلاؿ غياب الرئيس( وبعضوية رئيس الأركاف وقادة القواتفوضى بعد تفشي الإرىاب وسيادة ال 1971بانقلاب آخر عاـ حيث ثبت دوره مف خلاؿ قيامو

دخؿ الجيش ب اليسارية بشكؿ صريح وواضح، فالأمنية والحزبية الداخمية، وبروز خطر الأحزاا، بعد أف قاـ أعضاء ا مع اليسار، وأصبح اتياـ اليسار جديً في مواجية مع كؿ مف يبدي تعاطفً

مف 22رائيمي في إسطنبوؿ في مف جيش تحرير الشعب التركي بخطؼ وقتؿ القنصؿ الإس (3).مايو

متغيرات شيد ا، كانت المنطقة تعيش مرحمة تشكؿ جديد لموازيف القوى فييا، وتخارجيً ا مف ، بدءً ا مفصمية في منطقة غرب آسيا ومصرأحداثً 1979حيث شيد عاـ قوية ومتلاحقة

إضافة إلى (4)،مرورا باجتياح الاتحاد السوفياتي لأفغانستاف ،انتصار الثورة الإسلامية في إيرافاجتياح العراؽ للأراضي ثـ (5)وخروج مصر مف الصراع العربي الإسرائيمي امب دايفيداتفاقية كأما في تركيا فقد شيد ىذا العاـ قياـ (6).ونشوب حرب الخميج الأولى 1980عاـ الإيرانية

.166 .مرجع سابؽ، ص ،اينتس كرامرى( 1) .118 .، ص1999، دار الشروؽ، القاىرة، السيف واليلال8 تركيا من أتاتورك إلى أربكانرضا ىلاؿ، (2) .126. ص ( المصدر السابؽ،3)

(4) Interagency Intelligence Memorandum, The Soviet Invasion Of Afghanistan: Implications For War, CIA historical review program release as sanitized, 1980.

(5) The Middle East Institute, The legacy of Camp David: 1979_2009, Viewpoints special sedition, Washington D.C, 2009.

(6) Berkley center for religion, Iran: Religious elements of the 1979 Islamic revolution, Peace And World Affairs, Georgetown university, August 2013.

Page 21: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

18

عرفية الأحكاـ ال معو أعمنتجديد المؤسسة العسكرية ممثمة برئاسة الأركاف بانقلاب عسكري (1).االبلاد سياسيً وأدارت شؤوف

1982عاـ بيروت لاجتياح دت ىذه الأحداث المتلاحقة إلى تحفيز الكياف الصييونيأالسورية بقيادة حافظ العربية الخناؽ عمى الجميورية مضيّقة محتمة، ثاني عاصمة عربية لتصبحا وتنبيً ،ولىوحرب الخميج الأ ا لسياسة كامب دايفيدعبر سياسة "التطويؽ الاحترازي" دعمً الأسد

(2).1982ة في لبناف عاـ الإسرائيمي –للأزمة المبنانية والحرب السورية

8 السياسة الخارجية التركية بعد الحرب الباردةالمطمب الثالث

شكمت ىذه الأحداث مجتمعة نياية السبعينيات وبداية الثمانينيات مف القرف الماضيتركيا والولايات المتحدة الأميركية ودوؿ الخميج مف كلاً متعدد الاتجاىات، أصاب اا بالغً اىتمامً

رئيس الحكومة آنذاؾ بغ عمى سياسةسأو ، مما حرض عمى تعاوف أوثؽ فيما بيف ىذه الدوؿ، امعً ا لتمتيف العلاقة التبعية المفرطة لسياسة الولايات المتحدة التي كاف يسعى جاىدً أوزاؿ تورغت

قعد متقدـ في صياغة منظومة المنطقة تكوف لتركيا فييا في حجز مأملًا (3)،معيا وكسب ودىا، بالإضافة إلى تطمعو إلى الدور الميـ والحاسـ الذي بإمكاف الولايات المتحدة أف الطولىاليد

1991، فسيؿ ليا خمفية إدارة معركة الخميج الثانية عاـ تمعبو فيما خص تنامي الاقتصاد التركي التي خاضيا التحالؼ الدولي ضد العراؽ. عمى الأراضي والأجواء التركية

، وتممسيا أسفر انييار الاتحاد السوفياتي وتفككو السريع إلى انتعاش الجميورية التركيةا ضمف الجميوريات ا وتاريخيً ا وثقافيً تجاه امتدادىا الطبيعي جغرافيً القدرة عمى مد النفوذ مدفوعة ـ "الجميوريات الناطقة بالتركية"، كاف يطمؽ عمييا اس والتي ا،السوفياتية المستقمة حديثً

ا يكوف انييار الاتحاد وىكذ (4)،ىذه الدوؿ مف حمفائيا الغربييف للاضطلاع بدور خاص في تطور

، العسكر والدستور في تركيا، من القبضة الحديدية.. إلى دستور بلا عسكرطارؽ عبد الجميؿ، ( 1)

.84 .، ص2012دار نيضة مصر، الجيزة، مركز دراسات الوحدة ،قبلسوريا وتركيا8 الواقت الراىن واحتمالات المستعقيؿ سعيد محفوض، ( 2)

.83 .، ص2009بيروت، العربية، (3) Stephen A. Cook, “U.S. Turkey Relations: A New Partnership”, Council On

Foreign Relations, Independent Task Force Report No. 69, 2012. .172 ص. مرجع سابؽ، ىاينتس كرامر،( 4)

Page 22: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

19

بالنسبة إلى الرأي قد وفر فرصة لتركيا لبناء مجاؿ جديد لمنفوذ في وقت حساس جداً السوفياتيإلى الأسرة الأوروبية، التي نضماـالإعف تركيا ا إلى الخيبة الناجمة عف استبعاد العاـ، نظرً

وبناءً (1).تتزامف مع التحديات التي تثيرىا المسألة القومية الكردية منذ انتياء حرب الخميج الثانيةا عمى السياسة الخارجية التركية أصبح لزامً ا، و ا وازنً إقميميًا وحتى دوليً عميو اكتسبت تركيا ثقلًا

السياسية ستجدة ومؿء الفراغ الحاصؿ ومد أذرعيا الدبموماسية والثقافية و مواكبة المتغيرات الممستغمة ،بو حاولت القياـ. وىذا بالفعؿ ما المستقمةتجاه الجميوريات قتصادية والعسكرية والإ

روسيا الضعيفة وانكفائيا لحؿ أزماتيا الداخمية العميقة، وحاجة الدوؿ الوليدة لجسر عبور تراجع. ليا تركيا ستطيع تقديموعالـ الغرب والولايات المتحدة عمى وجو التحديد وىو ما تيحمميا إلى

لكف ىذا المخطط تعثر لافتقار تركيا إلى الدعـ المادي الكافي مف الحمفاء الغربييف، ولافتقارىا إلى الوسائؿ المحمية الكافية اللازمة لمتابعة مثؿ ىذه السياسة الطموحة، بالإضافة إلى مواجية

(2)لقريب".فقداف النفوذ في "الجوار اروسية متنامية وصارمة لعممية

تحاد السوفياتي، لذي اكتسبتو تركيا إثر انييار الإا المحدود ستراتيجيا-الجيوالتغير ىذا في ةصعدأدادات سمبية عمى عدة تإضافة إلى شطب القوة العراقية المجاورة، كاف لو بالمقابؿ ار

المتنازع عمييا بيف أرمينيا العدو المدود لتركيا خقره با ناغورني ا قضية، أوليا وأىميالمنطقةضع تركيا و ىذا النزاع بأنو ىميةأتكمف و (3).العرقي والتاريخي لياو الامتداد القومي وأذربيجاف

ا مع القواعد التي أرساىا أتاتورؾ، أو إلى الداخؿ تماشيً االانكفاء مجددً بيف خياريف اثنيف، إما لقد كانت ىذه القضية شديدة الأىمية لتركيا بقوة لمدفاع عف مجاليا "العثماني الحيوي". دفاعالان

، وفي ىا ارتباطيا بعدوىا المدود أرمينيالأسباب عديدة أبرز نفسيا أذربيجافبؿ أكثر أىمية ليا مف ا في القوقاز لحماية وقت مف الأوقات، ظيرت في تركيا أصوات تطالب بالتدخؿ عسكريً

.، ص2010 ،الدار العربية لمعموـ ناشروف، بيروت ،، الطبعة الأولىإلى الشرقعودة تركيا ميشاؿ نوفؿ، ( 1)

24. .173 .مرجع سابؽ، ص ىاينتس كرامر،( 2)

(3) Fiona Hill, Kemal Kirisci and Andrew Moffatt, “Armenia and Turkey: From Normalization To Reconciliation”, Turkish Policy Quarterly, Vol. 13, NO. 4, Istanbul, winter 2015, p. 131.

Page 23: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

20

ذربيجانييف، لكف السياسة الرسمية لأنقرة التي بدت متأنية في ىذا الشأف، تمسكت بالوسائؿ لآا (1).الدبموماسية لحؿ النزاع المتفاقـ

القويـ، بتحالؼ مع حزب الطريؽ وصؿ حزب الرفاه الإسلامي إلى السمطة 1996عاـ ومعو تبدلت (2)،1923عاـ في تركيا العممانية منذ انبثاؽ أوؿ حكومة يرأسيا إسلامي ليعمنا

الدوؿ الإسلامية صوبت البوصمة مف ناحية الغرب تبدلأولويات السياسة الخارجية التركية و مف إيراف جولتو الخارجية التي شممت كلاً الحكومة نجـ الديف أربكاف خلاؿ والعربية. فقاـ رئيس

إلى يدعو منذ بداية السبعينات ا مثمما كافوليبيا، بالدعوة مجددً وماليزيا وسنغافورة وباكستافر الجذري في توجو سياسة تركيا وفي مؤشر واضح عمى التغيّ (3).إيجاد سوؽ إسلامية مشتركة

الخارجية بعد وصوؿ أربكاف إلى السمطة، قاـ بزيارة إيراف بعد أقؿ مف أربع وعشريف ساعة عمى إيراف تتجاوز قيمتيا الأربعيف ركي الذي يمنع بموجبو إبراـ صفقات معيصدور قانوف داماتو الأم

عشريف مميار دولار، مما أقمؽ المؤسسة اتفاقية لتصدير الغاز بقيمةمعيا أبرـو (4)،مميوف دولارأشعرىـ بخطورة الموقؼ وتفمت ركييف و وأثار حنؽ الأمي ا،العسكرية والأحزاب العممانية داخميً

مف أيدييـ. الخارجي القرار التركي

عمى إثر تكميؼ ودخمت تركيا بأزمة حكـ داخمي 1998عاـ بكافتـ إسقاط حكومة أر لـ التي مسعود يمماظ تشكيؿ حكومة ائتلافية مع حزب اليسار الديمقراطي بزعامة بولنت أجاويد

مع 1999ة عاـ مو لحكلرئاسة اعودة بولند أجاويد تزامنتو (5)تستطع الصمود عدة أشير.العدو رقـ واحد لكؿ الحكومات التركية و ماؿ الكردستاني الله أوجلاف زعيـ حزب الع اعتقاؿ عبد

ركيا والولايات عبر عقديف مف الزمف مف خلاؿ التنسيؽ بيف أجيزة استخباراتية عدّة عمى رأسيا تسرائيؿ. قاـ رئيس الجميورية ديمريؿ بزيارة رسمية لمكياف نفسو العاـ وفي (6)المتحدة وا لتركية الإسرائيمية. إضافة إلى المناورات العسكرية ا عمى حسف العلاقة االصييوني، مشددً

.29 .ميشاؿ نوفؿ، مرجع سابؽ، ص( 1) .87 .، ص1997، دار حوراف لمنشر، دمشؽ، ، حزب الرفاه8 الرىان عمى السمطةالجيماني ( يوسؼ إبراىيـ2) .280. وليد رضواف، مرجع سابؽ، ص( 3) .96 .مرجع سابؽ، ص، الجيماني إبراىيـ( يوسؼ 4) .150 .ص سابؽ،در ال( المص5) .290 .صمرجع سابؽ، رضواف، وليد( 6)

Page 24: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

21

اعتقاؿ عبد الله أوجلاف كما ذكرنا الذي أثمر والاستخباراتيالمشتركة بيف البمديف والتعاوف الأمني .1999في كينيا عاـ

82000 السياسة الخارجية التركية تجاه العراق والدول العربية حتى عام النبذة الثانية

بالفتور والسمبية خاصة مف العلاقات العربية التركية تاتسم يورية التركية،منذ قياـ الجمالتي كانت تسعى بشكؿ حثيث لمتخمص مف كؿ الإرث العثماني الذي يحمؿ بمجممو أنقرةجية

. ففي أعقاب قياـ منذ المحظة الأولى ليا بصمة عربية واضحة كانت الأتاتوركية قد أعمنت العداءغير مستعديف... لرئيس السابؽ جلاؿ بايار، بقوة "حديثة، كاف قادتيا، كما أكد االدولة التركية ال

(1)ب( طعنت الأمة التركية في الظير".لإعادة إنشاء علاقة وثيقة مع أمة )ىي العر

8 مرحمة التنافر مت الدول العربيةالمطمب الأول

حتى اليوـ في ثلاً طعـ الخسارة الذي لا يزاؿ ماكاف لسمخ لواء الموصؿ عف تركيا لقدف أظير الموقؼ الرسمي غير ذلؾ، تقبؿ ىذا الفصؿ بمرارة مف باب إذ عمؽ العقؿ التركي، وا

باستطاعتيا مقارعة بريطانيا العظمى التي لـ يكفأولوية الحفاظ عمى الجميورية الفتية التي .1926عاـ قامت بضـ الموصؿ لمعراؽ

دروف ليا، بفعؿ التساىؿ الأوروبي اتجاىيا كنفي المقابؿ استطاعت تركيا ضـ لواء الإسيا إلى محورىـ غداة الحرب العالمية الثانية، فأوجد الفرنسيوف الظروؼ التي ا في استمالتطمعً

1939بالجميورية سنة يدمجو رسمياً يمكف في ظميا لمجيش التركي أف يزحؼ إلى السنجؽ، وأف (2)باسـ ىاتاي.

العلاقات التي تأزـ الإسكندروف، يمكف ملاحظة بداية عمى حادثتي الموصؿ ولواء بناءً نشأت بيف المنطقة العربية مباشرة في أعقاب قياـ الجميورية التركية.

بسبب تقمباتو السياسية وانقلاباتو العسكرية ا لتركياا مقمقً مثّؿ العراؽ منذ قيامو ىاجسً ب العالمية الثانية حيف اصطدمت ، فوجود العراؽ بمحور معاد لتركيا كما حدث في الحر المتكررة

.27 .فيميب روبنس، مرجع سابؽ، ص( 1) .32-30 .صص نفسو، صدر الم( 2)

Page 25: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

22

أف دكا (1)،ف ألمانيا بقوات بريطانيا العظمىالمدعومة م 1941عاـ ا حكومة الكيلانيعسكريً بتعاد عنيا، مما تحاوؿ ساعية الإ ما فتئتي تمباشرة بالمعارؾ والحروب ال نخراطالإيجبرىا عمى

دفعيا في حينو إلى القياـ بوساطة بيف العراؽ وبريطانيا.

تميزت السياسة الدولية في ما يخص 1958-1945 بيف عاميالممتدة وفي الفترةاع مف خلاؿ اعترافيا الشرؽ الأوسط بػالصراع عمى سوريا. وقد اشتركت تركيا في ذلؾ الصر

، 1952، وانضماميا إلى حمؼ الأطمسي في شباط مف عاـ 1949آذار عاـ 28 بإسرائيؿ فيفي آذار عاـ الحدود السورية وحشد قواتيا عمى 1955باط عاـ ش 24ودعوتيا لحمؼ بغداد في

ا مف تركيا ا صريحً ىذه الأحداث مجتمعة كانت بالنسبة إلى العالـ العربي تمثؿ عدوانً (2).1955ة ليـ وتخدـ المصالح ا في مسيرة اعتبرىا القوميوف العرب، معاديالتي كانت تمضي قدمً

(3)الإسرائيمية.

ليذه الدوؿ لتنتقـ مف مؤاتيةعربي والإسلامي، فقد كانت الفرصة عمى المقمب الأما سياسات تركيا الخارجية المنحازة لمغرب ولإسرائيؿ ضد الدوؿ العربية ومصالحيا وقضية فمسطيف

عدا عف دعـ بعض الدوؿ العربية ،عمى وجو التحديد، ولتصطؼ دفعة واحدة مع اليوناف ضدىاصفعة قوية لتركيا شكمت ىذه الواقعة (4)يونانية بالسلاح.( قبرص البالتحديد مصر وسوريا)

المذاف تجاه أوروبا والولايات المتحدةيا عمى إعادة صياغة ىذه السياسة وسياستيا الخارجية أجبرتأخذت ىذه ا فشيئاً وشيئً .تجاه الدوؿ الإسلامية والعربيةكذلؾ و ،وقفا بقوة إلى جانب اليوناف

.17 .مرجع سابؽ، ص، العلاقات العراقية التركية8 الواقت والمستقبلنوري النعيمي، أحمد( 1) .82 .ص مرجع سابؽ، ،تمالات المستقبلسوريا وتركيا8 الواقت الراىن واحعقيؿ سعيد محفوض، ( 2)، مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيؽ، بيروت، تركيا الجميورية الحائرةمحمد نورالديف، ( 3)

.196 .، ص1998 (4) Charalampos Zorpas, Turkish And Greek Position On The Arab-Israeli

Conflict: A Comparative Evaluation Through An Examination Of Their Relations With The PLO, unpublished master thesis Istanbul Bilgi University, Istanbul , 2015, pp. 14-15.

Page 26: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

23

ا مف ا جيدً ىامشً السوفياتي واكتسابو تيديدمع تحرر الموقؼ التركي مف الالتغيرات تتبمور وتتقدـ (1).1967وقبؿ حرب حزيراف 1967ا مف عاـ بدءً ،المناورة السياسية

8 مرحمة التقارب مت العالم العربيالمطمب الثاني

بدأت تركيا سياسة تصالحية مع الأنظمة القومية في الوطف العربي وعمى رأسيا نظاـ 1967تركيا عف مشاعرىا الودية نحو الدوؿ العربية المعنية بحرب حيث أعربت الناصر. عبد

كما أف السمطات حميؼ الأوثؽ لمولايات المتحدة في المنطقة، سخط إسرائيؿ المف غير أف ت بعدىا أف القواعد العسكرية التابعة لحمؼ شمالي الأطمسي الموجودة في أراضييا التركية أعمنت

(2).ـ في أي عممية حربية ضد الدوؿ العربيةلف تستخد

الذي قاـ بو الرئيس عبد السلاـ عارؼ في العراؽ 1963عاـ بانقلاباعترفت تركيا أونونو بإبداء ت، ثـ أتبعيا رئيس الحكومة عصمضد رئيس الحكومة آنذاؾ عبد الكريـ قاسـ

كيا والعراؽ اتفاقية تجارية أبرمت تر 1965تجاه العراؽ والدوؿ العربية. وفي عاـ حسف النية إبراـ اتفاقية ثقافية بيف 1966اسي بيف البمديف. ثـ أعقبيا عاـ يوأخرى في مجاؿ التعاوف الس

عاـ بانقلابا ثـ عادت واعترفت أيضً .عتراؼ بالمغتيف التركية والعربيةالبمديف تـ بموجبيا الاوالتي أدت إلى تعزيز الذي قاده حزب البعث عمى الرئيس عبد الرحمف عارؼ، 1968

ا في عممية تعزيز المصالح السياسية والأمنية العلاقات الودية بيف البمديف ودفعت الطرفيف قدمً خاصة النفطية والتي أثمرت اتفاقية لمد خط أنبوب لنقؿ النفط مف كركوؾ إلى و والاقتصادية

(3).في تركيا دورتيوؿ

تجاه ييا تركيا في سياستيا الجديدة عما وقاعدة ارتكزت كانت ىذه المتغيرات منطمقً للإسلاـ السياسي الاعتبارمحيطيا العربي والإسلامي، بالإضافة إلى متغيرات داخمية أعادت

نقلاب العسكري ود البلاد بعد الإؿ المجمس العسكري الذي كاف يقب فق كدرع لمواجية المد اليساري،

(1) Joel Beinin & Lisa Hajjar, Palestine, Israel And The Arab Israeli

Conflict, The Middle East Research And Information Project, Washington, Winter 2009.

.144. رضواف، مرجع سابؽ، ص وليد( 2) 21-19 .مرجع سابؽ، ص، العلاقات العراقية التركية8 الواقت والمستقبلنوري النعيمي، أحمد( 3)

Page 27: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

24

افتتاح مدارس الأئمة والمعيد العالي دخمت في الخمسينات مثؿالتغييرات التي أ 1960عاـ الإسلامي، كما أصدرت إدارة الشؤوف الدينية مجمة لخطب الوعظ بيدؼ تشجيع خطب دينية

(1).ا، إضافة إلى متغيرات عديدة أخرى استخدمت الديف كترياؽ مضاد لمشيوعيةأكثر تنورً

ي الرباط. لحضور مؤتمر القمة الإسلامي ف دعيت تركيا لممرة الأولى 1969عاـ وبالفعؿ أوفدت تركيا حينيا وزير خارجيتيا بعد تعذر حضور رئيس الجميورية ورئيس الوزراء

ا مع القضايا لأسباب داخمية، وانفتحت عمى مصر جماؿ عبد الناصر، وأصبحت أكثر تناغمً (2).العربية والإسلامية

عمى سياستيا ىاتأثير و أدى الحراؾ الداخمي في تركيا إلى إعادة بروز الحالة الإسلامية الذي كاف (3)،ا زعيـ حزب السلامة حينيا نجـ الديف أربكافالخارجية، والتي قاد حممتيا داخميً

ا نحو يشدد عمى معايير الأخوة والقرب مف الدوؿ الإسلامية والعربية، ويدعو تركيا لمتوجو شرقً ف رائدة في ىذا الموقع، في عمقيا ومداىا الثقافي والتاريخي والجغرافي حيث بإمكانيا أف تكو

مقابؿ إبدائو التوجس والحذر مف الغرب الذي لف تستطيع تركيا مجاراتو بسبب الفارؽ العممي ا لو. أما عمى الصعيد الإسرائيمي فقد دعا إلى ا وممحقً والجغرافي والتاريخي الكبير بؿ ستكوف تابعً (4).اقطع العلاقة معيا وعدـ الاعتراؼ بيا مطمقً

والارتفاع (5)،عمى إثر الحرب العربية الإسرائيمية 1973 مت أزمة النفط عاـوقد ساىالبدء بخطوات ب (6)،1977عاـ الكبير لفاتورة المشتقات النفطية التي لامست الستة مميارات دولار

الأحزاب التركية حيث أدركت تجاه الدوؿ العربية المصدرة لمنفط، جدية وعممية تركية ومبادرات

.135-134 ص. مرجع سابؽ، صرضواف، ليد( و 1)

(2) Hakan Koni, “Saudi Influence on Islamic Institutions in Turkey Beginning 1970s”, the middle east journal, Vol. 66, No 1, winter 2012, pp. 98-110

، ترجمة الصراع السياسي في تركيا8 الأحزاب السياسية والجيشفلاديمير إيفانوفتش دانيموؼ، ( 3) .217 .، ص1999إبراىيـ الجيماني، دار حوراف، دمشؽ، يوسؼ

.220-218 .، صمرجع سابؽموؼ، فلاديمير إيفانوفتش داني( 4) (5) Joel Darmsadter, Recalling The Oil Shock Of 40 Years Ago, Resources For

The Future, issue brief 13-06,Washington, December 2013. .121 .مرجع سابؽ، ص فيميب روبنس،( 6)

Page 28: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

25

الدوؿ النفطية الغنية، كأسواؽ لممنتجات الصناعية والزراعية التركية، وكمستثمريف لىإ حاجتيا (1).قتصاد التركي، الذي ىو في أمس الحاجة لرؤوس الأمواؿت النفطية في الإعائدامل

(2)دخوؿ تركيا إلى الجزء الشمالي مف قبرص ،ىذه الإنعطافة السياسية عززومما شديدة حتى مف أقرب حمفائيا، فوقفت لممرة الأولى في المحافؿ وتعرضيا لحالة مف العزلة ال

إلى جانب منظمة التحرير 1974 حيث صوتت عاـالدولية إلى جانب القضية الفمسطينية عمى اعتبار الحركة الصييونية حركة 1975 عاـو الفمسطينية كعضو مراقب في الأمـ المتحدة

افتتاح س منظمة التحرير الفمسطينية إلىجاويد رئيأدعا بولنت 1979وفي عاـ عنصرية.أنقرة بشدة عمى ضـ إسرائيؿ بعد نحو تسعة أشير مف ذلؾ احتجت و (3)،ممثمية لممنظمة في أنقرة

ى مستوى أميف لمقدس المحتمة، وسحبت القائـ بأعماليا في تؿ أبيب، وأبقت التمثيؿ الرسمي عم (4)السر الثاني.

متغيرات داخمية تمثمت بقياـ الجيش بانقلاب ة في مرحم 1980دخمت تركيا بعد عاـ عسكري واستلامو زماـ الأمور في البلاد، ووضع دستور جديد ومنع قادة الأحزاب التقميدييف مف

1983ممارسة العمؿ السياسي، مما سمح لتورغوت أوزاؿ الوصوؿ إلى رئاسة الحكومة عاـ د التركي أثناء تولي العسكر قيادة في إنعاش الاقتصا اقتصادية نجحت ةسياس حيث قاـ بوضع

(5).البلاد

دعـ كما قاـ بالتي انتيجيا أوزاؿ، مف أىـ الإصلاحات كانت سياسة السوؽ الحرةو أسواؽ جديدة أماـ البضائع التركية التي وىو ما حتـ البحث عف رىا، يالصناعة وتشجيعيا وتطو

مواؿ الأجنبية الدخوؿ والنفاذ بكؿ ح لرؤوس الأسم كما .بشكؿ كبير وغير مسبوؽ إنتاجياارتفع قوة لمسوؽ التركية التي كانت قائمة منذ عيد أتاتورؾ عمى رعاية الدولة وحمايتيا نتيجة القواعد التي أرساىا عند تأسيس الجميورية، وعمى ىذا الأساس توجيت السياسة التركية ناحية الخميج

.207.مرجع سابؽ، ص وليد رضواف،( 1) .283 .ابؽ، صىاينتس كرامر، مرجع س( 2)

(3) Charalampos Zorpas, op. cit, pp . 2-3. .99 .مرجع سابؽ، ص فيميب روبنس،( 4) .385-380 .فلاديمير إيفانوفتش دانيموؼ، مرجع سابؽ، ص( 5)

Page 29: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

26

مع قدرة شرائية واستثمارية بضائع التركية حيث تتوفر الأسواؽ المييئة والقادرة عمى استيلاؾ ال ة.كبير

ا لتقاطع المصالح فيما اتسمت العلاقات العراقية التركية بالتعاوف والتناغـ تبعً وفي حيف الأسد حافظ التوتر والحذر، فسوريا بقيادة كثير مفالعلاقات التركية السورية ال شاب، ابينيم

مية عمى السواء. أما عمى الجية الأميركية فقد كانت أوثؽ حمفاء موسكو والجميورية الإسلاحصؿ تطور وتقدـ كبير عمى مستوى العلاقات والتنسيؽ بيف الولايات المتحدة ورئيس الحكومة

(1).التركي أوزاؿ، حيث تداخمت المصالح السياسية بالأمنية والعسكرية الاقتصادية

مو للأراضي في شماؿ واستخدا 1984أدى قياـ ونمو حزب العماؿ الكردستاني عاـ العراؽ كركيزة لانطلاؽ مقاتميو نحو الجنوب التركي إلى اندلاع مواجيات دامية وعنيفة بيف

مع العراؽ الأكراد والجيش التركي. وخلاؿ الحرب العراقية الإيرانية، وقعت تركيا اتفاقية أمنية (2)العراقية.الكردستاني في الأراضي القياـ بعمميات ضد حزب العماؿسمحت لتركيا

8 سياسة تركيا تجاه الدول العربية بعد نياية الحرب الباردةالمطمب الثالث

فتوقؼ شكمت نياية الثمانينات وبداية التسعينات مرحمة التغيرات الإقميمية والدولية الكبرى. (3)،حربىذه العودة لشغؿ حيزىا الإقميمي الذي تضرر بفعؿ مح لإيراف بالالحرب العراقية الإيرانية س

دفع ممكة السعودية، ماجتياح صداـ حسيف لمكويت وتيديده لمعد حرب الخميج الثانية ب لكف اندلاعا عف مبدأ الحياد الإيجابي إزاء قضايا الشرؽ الأوسط، برغـ نيائيً إلى التخمي تورغوت أوزاؿ

شعب معارضة شديدة مف الأحزاب التركية كميا، حتى أف دنيز بايكاؿ نائب رئيس حزب التركيا ليست بحاجة لمقياـ ": فيما بعدقاؿ حزب الشعب الجميوري الديمقراطي ورئيس جتماعيالإ

ا لمقضاء عمى قوة صداـ حسيف العسكرية التي بناىا متميفً كاف كف أوزاؿل (4)".بدور شرطي المنطقة

(1) Stephen A. Cook, op. cit, p. 7. (2) Henri J. Barkey & Ghraham E. Fuller, Turkeys Kurdish Question, Rowman &

Littlefield Publishers, Boston, 1998, p. 51. (3) Geoffrey Kemp, Iran And Iraq, The Shia Connection, Soft Power, And The

Nuclear Factor, United State Institute Of Peace, special report 156, November 2005.

.258 .مرجع سابؽ، ص وليد رضواف،( 4)

Page 30: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

27

اؿوالمحيط، وقأثناء حرب الخميج الأولى، لما ليا مف قدرة ردعية لكؿ الأطماع التركية في العراؽ (1).صراحة أف احتلاؿ العراؽ لمكويت كاف بمثابة عناية إليية

الولايات لو تكتؿ دولي وعربي حشدت إلى قياـ 1990عاـ اجتياح العراؽ لمكويت أدىتحاد السوفياتي ي مرحمة دولية حساسة كاف فييا الإف وذلؾ المتحدة لإخراج قوات صداـ وضربيا

إلى قطبيةثنائي الالمف النظاـ الدوليالعالـ يقؼ عمى أعتاب تحوؿ وكاف (2)،التفكؾعمى شفير لغطاء االعراؽ حيث فقدواضحة عمى الصعيد العربي ارتدادات، ما ترؾ الأوحدالقطب أماـ إسرائيؿ والولايات المتحدة وتركيا، وتممص منظمة بالانكشاؼسوريا توشعر ،السوفياتي

ا.ى التفاوض منفردً التحرير مف الخط العربي الموحد إل

ما مف خلاؿ دبموماسيتيا وقواعدىا العسكرية التي استعممتيا وحاسً ا فعالًا لعبت تركيا دورً ا، ا وحصاره اقتصاديًا ودبموماسيً الولايات المتحدة والتحالؼ الدولي ليزيمة العراؽ وكسره عسكريً

ت عمى أسمحة حديثة مف الولايات حصم ا. عسكريً ا لتركياا سريعً ا إيجابيً وكاف ليذه السياسة مردودً المتحدة بقيمة ثمانية مميارات دولار، واقتصاديًا مف خلاؿ رفع الولايات المتحدة الأميركية حصة

مميار دولار مف البنؾ 1,4بقيمة افة إلى دعميا بمنح اعتماداتالنسيج التركي المستورد، بالإض (3).الدولي

مما انعكس عمى كؿ مضطرد وعنيؼ،ة أخرى، تفاقمت الأزمة الكردية بشجيمف قية بفعؿ الحظر السياسة الداخمية والخارجية لتركيا، حيث أدى إضعاؼ الحكومة المركزية العرا

ة عف حزب العماؿ الكردستاني وتحوؿ يقتصادي إلى سقوط القبضة الحديدالجوي والحصار الإقاتمة، وىذا ما لـ تمانع حصولو الحدود العراقية التركية إلى فضاء رحب وآمف لمقوات الكردية الم

محرب عمى العراؽ ل المجاريالفرصة لمثأر مف الموقؼ التركي حكومة صداـ حسيف التي اغتنمتوحصاره اقتصاديًا. إضافة إلى غض الطرؼ السوري والدعـ الخفي لمتحركات الكردية عمى

عة ائيمي الموجو ضدىا بطبيالحدود السورية التركية بمحاولة منيا لمرد عمى التقارب التركي الإسر يااليدؼ منو إشغال ،أف التياب الأزمة الكردية خمفو محرؾ خارجيالحاؿ. وبالفعؿ اعتبرت تركيا

.259 .مرجع سابؽ، ص ضواف،وليد ر ( 1)

(2) Geoffrey Kemp,op. cit (3) Ibid.

Page 31: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

28

عف مد نفوذىا نحو مجاليا الحيوي ومحاولة إليائيا عف القياـ بدور ريادي وطميعي في المنطقة . بمجرياتياوالتأثير

الأكراد والجيش التركي، إلى دخوؿ القوات التركية واشتدادىا بيف الاشتباكاتدفعت وتيرة عمى حزب العماؿ الكردستاني حملات عسكرية متكررة تشنف ،للأراضي العراقية وتوغميا فييا

بحشد جيشيا عمى 1998خذ الإذف مف الحكومة العراقية المركزية. كذلؾ قامت تركيا عاـ أدوف ا في حاؿ لـ يتـ إخراج زعيـ حزب العماؿ الحدود التركية السورية ميددة باجتياح أراضيي

غلاؽمف الأراضي السورية وطرد عناصر حزبو الكردستاني عبد الله أوجلاف الحدود أماـ أي وا يرانية بتوقيع اتفاقات أمنية جديدة في .عمؿ معاد لتركيا وانتيت الأزمة بعد وساطات مصرية وا

ضد عمميات إرىابية وأعماؿ عنؼ قد أضنة، تضمنت تعيدات متبادلة باتخاذ إجراءات أمنيةجراءات بناء الثقة عمى الصعيدطمؽ مف داخؿ بمد باتجاه الآخر، و تن (1).الأمني والسياسي يفا

الخارجية وسياستوحزب العدالة والتنمية إلى السمطة وصول 8 ةالثالثفقرة ال

ا يقً مرت تركيا في حقبة التسعينات بمخاض سياسي كبير، كاف وجو التنازع فيو عمأزمة حكـ بؿ تحولت لاتصالو بتحديد اليوية التركية، فالقضية كما وصفيا بولنت أجاويد لـ تعد

فرغـ مرور حوالي سبعة عقود مف الجميورية الأتاتوركية العممانية التي (2)إلى أزمة نظاـ.ا انفصمت بشكؿ مطمؽ عف اليوية العثمانية الإسلامية، لـ تتمكف الأتاتوركية رغـ كؿ جيدى

زاحتيا مطمقً انً الكبير والعنيؼ أحي واستمرت القضية الإسلامية ا.ا مف ىضـ اليوية الإسلامية وا ا. تطؿ برأسيا بيف الفينة والأخرى، وفي كؿ مرة كاف يتـ قمعيا لكف دوف التمكف مف شطبيا نيائيً

استقالت جماىير و ىذا ما حدث مع حزب الرفاه وحكومة أربكاف التي وصمت إلى الحكـ بإرادة ال بإرادة العسكر والقوى العممانية المتشددة، ما جعؿ تركيا تعيش حالاً (3)قيمت"،است أو بتعبير أدؽ "

(4).2002الة والتنمية إلى الحكـ عاـ مف عدـ الاستقرار الشديد إلى أف وصؿ حزب العد

.86 .ص مرجع سابؽ، ،سوريا وتركيا8 الواقت الراىن واحتمالات المستقبل محفوض، عقيؿ سعيد( 1) .284 .وليد رضواف، مرجع سابؽ، ص( 2) .149 .، مرجع سابؽ، صتركيا الجميورية الحائرةنورالديف، محمد( 3) .91 .، ص2011أقلاـ لمنشر والتوزيع والترجمة، القاىرة، قصة أردوغان،لسرجاني، ا راغب( 4)

Page 32: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

29

8 اتجاىات جديدة لمسياسة الخارجية التركيةىالأول النبذة

والتنمية بقيادة أردوغاف والمجموعة التي انفصمت عف أربكاف كاف فوز حزب العدالة ا.ا وخارجيً تي مرت بيا تركيا داخميً ا عف الفترات الا كميً ا ومختمفً ا جديدً ا بدخوؿ تركيا عصرً إيذانً

، اجتيدت الحكومة التركية لإعادة 2002فمع وصوؿ حزب العدالة والتنمية إلى السمطة عاـ عطاء ىذه السياسة أبعادً خارجية، و تعريؼ مبادئ السياسة ال الجدير ذكره أف التعريفات ا جديدة. و ا

بيؽ الجديدة لمسياسة الخارجية التركية لـ تبؽ حبيسة أطرىا النظرية، بؿ وجدت فرصتيا لمتطويجب التنبو والالتفات إلى أف حركة السياسة (1)ة وممموسة.والتفعيؿ، وأحرزت نجاحات سريع

2002تمتد مف عاـ مية تتكوف مف مرحمتيف، الأولىظؿ حزب العدالة والتنالخارجية التركية في مرحمة الثانية وتتميز بالنجاح العممي لمنظريات التي سيجري الحديث عنيا، و ،2010حتى عاـ

لكؿ النظريات التي تـ التسويؽ ليا ائج عكسية والتي جاءت بنت نا ىذايوموحتى 2010ما بعد لة والتنمية. مف قبؿ قادة حزب العدا

خمية نشطة إلى فوصوؿ حزب العدالة والتنمية إلى الحكـ، جعؿ الخارجية التركية تتحوؿ، فأصبحت تركيا والتي في موقع الخصومةبكؿ الاتجاىات العالمية، القريبة والبعيدة، الصديقة

.والإقميمية مركزا مقبولا لتقاطع المصالح الدولية

"العمؽ الاستراتيجي" حيز التطبيؽ الفعمي، (2)أوغمودخمت نظرية الدكتور أحمد داود والتي حافظت عمى الاتجاىات الأساسية والمركزية لمجميورية التركية، مع بعض التغييرات التكتيكية، وأضافت إلييا ثوابت جديدة، أعطت نتائجيا في تحقيؽ تقدـ سياسي خارجي غير

نخراط في ذي أولتو الدبموماسية التركية للإير الىتماـ الكبؽ في تاريخ تركيا الحديث. كاف الإمسبو

.11 .أوغمو، مرجع سابؽ، ص أحمد داود( 1)أحمد داوود أوغمو، رئيس وزراء ووزير خارجية تركيا السابؽ، ويعتبر ميندس سياستيا الخارجية في ( 2)

يجي موقع تركيا ودورىا في الساحة الدولية ظؿ حزب العدالة والتنمية، صاحب كتاب العمؽ الاسترات والذي تحوؿ مف كتاب نظري إلى سياسة واقعية جرى تطبيقيا.

Page 33: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

30

ت ا لعدد كبير مف الأدبيات والتحميلات لتطمؽ عمى تمؾ التحركاتفاعلات الشرؽ الأوسط دافعً (1).العثمانية الجديدة"المكثفة ما اصطمح عمى تسميتو "

اسة لمسي مرتكزات الجديدةمف يقؼ خمؼ ىندسة ال حوؿ والتقديرات قد تختمؼ التحميلاتعمؿ مؤسساتي ىو أحمد داود أوغمو؟ ىؿ ، ىؿ ىو أردوغاف نفسو؟ ىؿ ىو لخارجية التركيةا

مما لا شؾ فيو بأف وزير خارجية تركيا ورئيس وزرائيا السابؽ أحمد داود أوغمو كاف جماعي؟مكف ملاحظة أىمية ومركزية ىو المشرؼ والمسؤوؿ عف ىندسة السياسة الخارجية التركية، وي

عمؽ الاستراتيجي" في رسـ خريطة السياسة الخارجية لتركيا، والتي بعد أف كانت مجرد الكتاب "نظرية في الكتاب، أصبحت محؿ تطبيؽ عمى أرض الواقع. وبالتالي فقد انطمقت التحولات في السياسة الخارجية التركية مف أسس نظرية قامت عمى مرتكزات محددة أىميا "نظرية التحوؿ

بؿ تؤمف بأف الحضارات في (3)،لفوكوياما نظرية نياية التاريخ ض مقولةترف التي (2)،الحضاريحاؿ صعود وىبوط دائميف تؤذف بانتقاؿ الييمنة الحضارية مف المحور الغربي إلى حضارات

مختمفة في مقدميا الحضارة الإسلامية التي تقع تركيا عمى رأس سمميا.

افي يضع نياية لما يسميو أوغمو ور جغر تأتي نظرية العمؽ الاستراتيجي بناء عمى تصاغتراب" دوؿ الجوار التركي، بحيث تحاؿ التصورات النمطية عف ىذه الدوؿ إلى الماضي، عمى "

وتتكوف ىذه النظرية (4)وضع تركيا مف منطقة الشرؽ الأوسط.ا أماـ إعادة تمنحو لا يكوف عائقً .مف عدة مبادئ

ية والأمف، وىما قضيتاف محوريتاف ومتلازمتاف، ففي بمد تبدأ أولا بالتوازف السميـ بيف الحر مثؿ تركيا عانى مف الخطر الأمني الخارجي إباف الاتحاد السوفياتي، ومف الخطر الكردي ، كانت مساحة الأمف تتمدد باستمرار عمى حساب الداخمي الممتيب منذ الثمانينات حتى اليوـ

العرب "، تحولات السياسة الخارجية التركية في ظؿ حزب العدالة والتنمية" ،( محمد عبد القادر1)

، بيروتياسات، ، المركز العربي للأبحاث ودراسة الستحديات الحاضر ورىانات المستقبل وتركيا8 .571 .، ص2012

.575 .السابؽ، ص صدرالم( 2) (3) Francis Fukuyama, The End Of History And The Last Man ,The Three Press,

New York, 1992, P. 27. .577 .مرجع سابؽ، ص ،( محمد عبد القادر4)

Page 34: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

31

التركية الجديدة عمى الموازنة ما بيف القضيتيف، مساحة الحريات في تركيا. وقد حرصت السياسة ورفعت ىذه المسألة كشعار مبدئي جذب شريحة واسعة مف الأتراؾ مف كؿ الأطياؼ، إسلامييف

علامييف وغير ذلؾ ممف عانى لعقود طويمة مف سطوة الأمف والعسكر. وأكراد ومفكريف وا

وـ حزب العدالة والتنمية تصفير المشكلات مع دوؿ الجوار. وبالفعؿ مع قد ثانيًا ، وقامت بمبادرات اجتيدت السياسة الخارجية التركية لتصفير مشاكميا مع كؿ الجوا ر المأزـ

تجاه حؿ العديد مف القضايا العالقة، كالقضية الأرمنية والقضية القبرصية والعلاقات عممية تركية والعلاقات الروسية التركية السورية التركية والعلاقات الإيرانية التركية والعلاقات الكردية ال

وغيرىا. وفي سنوات قميمة إلى ما قبؿ اندلاع الأزمة السورية كاف الحديث عف صفر مشاكؿ حتذى بو ا ي ا ناجحً ، بؿ أصبح لبرىة نموذجً مبالغ فيولتركيا في الجوار والإقميـ حديثاً واقعيًا غير

تندلع الأزمة السورية وما ىذا قبؿ أف ، كافلأي دولة باحثة عف الاستقرار في حؿ العقد الخارجية ".سمي "بالربيع العربي

تجاه المناطؽ ارجية لدوؿ الجوار، وبشكؿ أساسي ا التأثير في الأقاليـ الداخمية والخثالثً العربية القريبة لتركيا، فبادرت لنسج علاقات مع كؿ الأطراؼ العراقية وبشكؿ أساسي مع المكوف

ا لموازنة الاختراؽ الإيراني الحميؼ ا ومذىبيً ا جغرافيً دعائيا تشكؿ لو امتدادً ني، والذي بحسب االسّ قتصادي لساحة العراقية. وتوجيت لسوريا بكؿ ثقميا الجغرافي والإالممكوف الشيعي عمى ميما لاة لكونيا تعد بوابة رئيسية ومدخً ، مدركة أىمية دمشؽ الضروريوالديمغرافي والسياسيا التمدد إلى لبناف وفمسطيف وتحديدً بفدخوؿ تركيا إلى سوريا سمح ليا لعربية. لمنطقة غرب آسيا ا

إلى قطاع غزة حيث نسجت علاقات متينة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس فرع الإخواف المسمميف الفمسطيني، التي كانت دمشؽ في حينيا مقر إقامة قادتيا، وكذلؾ إلى باقي الساحة

العربية.

اسة الخارجية المتعددة الأبعاد، والتي استطاعت تركيا في العقد الأوؿ مف حكـ ا السيرابعً ف تتقف ىذه السياسة باقتدار ولأسباب عديدة، أىميا أف الحالة السياسية العالمية أالعدالة والتنمية

والإقميمية في تمؾ المرحمة كانت تسمح ببعض الغموض في المواقؼ والأدوار لتركيا مما أعطاىا شا كبيرا لممناورة والتكتيؾ وتعدد الأدوار، عمى عكس السنوات الأخيرة التي أجبرت تركيا ىام

الانحياز لموقعيا الفعمي في محورىا الأطمسي دوف مواربة.

Page 35: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

32

ا الدبموماسية المتناغمة، والمقصود بيا ىو السياسة التي تجمع الأضداد، أي أفخامسً حميفة أف تكوففي منظمة المؤتمر الإسلامي، و اوً ا عضمف حمؼ الناتو وأيضً اتركيا جزءً تكوف

تتمتع بعلاقات قوية لفمسطينية المقاومة في آف، وأفلإسرائيؿ وصديقة لسوريا ولبناف والحركات اووثيقة مع الجميورية الإسلامية في إيراف وكذلؾ مع الولايات المتحدة الأميركية، وغيرىا مف

ركية بسياستيا تمؾ أف تكوف في موقع يجعميا صالحة التناقضات. لقد استطاعت الخارجية التفي محطات منطقة، مما منحيا القدرة عمى جمعيا لموساطة بيف جميع الأطراؼ المتضادة في ال

وعديدة.كثيرة

ا بالسياسة كما ا شبييً يمنح تركيا شيئً اأسموبً ا،جديدً ادبموماسيً اأسموبً اتبعت اسادسً لا يجعؿ كف بنكية تركية خالصة، لغرب للمربط ما بيف الشرؽ وا الجغرافيا، وىو موقع استثنائي

دولة قادرة عمى إنتاج الأفكار والحموؿ في محافؿ الشرؽ منيا يجعؿا لمعبور فقط، بؿ جسرً منياومنتدياتو، رافعة ىويتيا الشرقية دوف امتعاض، ودولة قادرة عمى مناقشة مستقبؿ أوروبا داخؿ

(1).مف خلاؿ نظرتيا الأوروبيةدياتيا محافؿ أوروبا ومنت

8 المحددات الداخمية لتحولات السياسة الخارجية التركيةةالثانينبذة ال

انعكست التطورات الحاصمة داخؿ النظاـ السياسي التركي عمى نمط توجيات تركيا الخارجية، ذلؾ أف المعادلة السياسية التي سادت طواؿ العقود الخالية، لـ تعد كما كانت، وذلؾ

مدنية عمى حساب مف جراء اختلاؿ ميزاف القوى داخؿ النظاـ السياسي التركي لمصمحة السمطة ال (2)المؤسسة العسكرية.

حصر ىذه المحددات بثلاث مرتكزات داخمية أساسية عممت عمى تغيير ويمكف ؾ منذ قياـ ا لمثوابت الداخمية التي أرساىا أتاتور المنطمقات التي قامت عمييا السياسة الخارجية تبعً

.الجميورية التركية، وحتى وصوؿ حزب العدالة والتنمية

ف قبضة الييمنة العسكرية لمجيش، ا ما فشيئً تبدأ بالمحدد السياسي، الذي راح يتحرر شيئً ما أنعش اليوية التركية التقميدية أي الروح العثمانية التي أرست الأتاتوركية قطيعة كاممة معيا.

.616-612. صص داود أوغمو، مرجع سابؽ، ( أحمد 1) .587. مرجع سابؽ، ص ادر،( محمد عبد الق2)

Page 36: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

33

ا لميوية التركية الحائرة بيف الشرؽ والغرب وبيف الإسلاـ أنتجت وعيً ىذه الروح العثمانية،ما مماني والشرؽ الإسلامي المتمدف، ا بيف الغرب المسيحي العا رئيسيً والعممانية، لتصبح معبرً

ما خص العالـ العربي مف ضوابط الجميورية الأتاتوركية فيسمح لمحركة الدبموماسية بأف تتحرر والإسلامي.

الخارجية لحزب العدالة ا في تشكيؿ السياسةا رئيسيً دورً الذي لعبمحدد الاقتصادي، ثـ ال، يشجع حزب العدالة والتنمية فكرة أف . أولًا ويييمف خطاباف أساسياف عمى موقفوالتنمية، حيث

ىذه النقطة مبنية عمى افتراض أف سوؽ تركيا الآف ميـ يا قوة اقتصادية عالمية دينامكية،تركتعاظـ إف (1)ة.كبير تركيا قوة تجارية لدى ديناميكية، وبالتاليوب فاقتصادىا ينمو بسرعةا، عالميً

ة خارجية تتلاءـ ومتطمبات ىذا الإقتصاد، ـ اتباع سياسالاقتصاد التركي بشكؿ غير مسبوؽ، حتّ ىـ وأبرز محركات السياسة الخارجية لتركيا، بحيث تبدلت ا مف أمما جعؿ ىذا العامؿ واحدً

قتصادي، استيرادًا ية الحاجة التي يتطمبيا النمو الإا لأىملمعايير والمقاييس الخارجية لمدولة تبعً ا ستثمارات وغيرىا.لرؤوس الأمواؿ والإ اوتصديرًا وجذبً

وأخيرا المحدد الأمني، وىو واحد مف أىـ التحولات التي أحدثيا وصوؿ حزب العدالة الثورات "ا المحدد إلى مرحمتيف أساسيتيف، مرحمة ما قبؿ والتنمية إلى السمطة. ويمكف تقسيـ ىذ

ومرحمة ما بعدىا. "العربية

الأمف والحريات بعد أف عاشتانطمقت السياسة الداخمية التركية مف مبدأ التوازف بيف مرحمتيا السابقة تحت مظمة الأمف المطمقة، وىو ما انعكس عمى العلاقة مع المكونيف الكردي

كانت نتائج ىذه السياسة في السنوات الأولى مف حكـ العدالة والتنمية ميمة وعمى والعموي، حيث طريؽ النجاح.

ا، فقد أصبح أىـ مرتكزات العمؽ الاستراتيجي ىو تصفير المشاكؿ مع دوؿ أما خارجيً يراف والعراؽ ا فعالًا الجوار، وشكمت ىذه الاستراتيجية نجاحً عمى وجو التحديد مع سوريا وا

(2)ا.لاحؽ ولأسباب سيجري ذكرىا لاحقً اف وأرمينيا، لكنيا سرعاف ما انيارت في وقتواليون

(1) Stephen Larrabee, Alireza Nader, op. cit, p. 24.

.587 .سابؽ، ص رجع، م( محمد عبد القادر2)

Page 37: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

34

8 المحددات الخارجية لتحولات السياسة الخارجية التركيةةالثالث نبذةال

حافظت تركيا عمى عدد مف المحددات الأساسية السابقة التي كانت قبؿ وصوؿ حزب ديدة بحيث أصبحت تقوـ عمى المرتكزات التالية:العدالة والتنمية، ولكنيا أضافت محددات ج

الولايات المتحدة الأميركية، والذي معحافظت تركيا عمى علاقتيا الوطيدة والثابتة ،أولًا وصوؿ حزب العدالة والتنمية إلى الدولة العظمى ذروتيا التاريخية صادؼ لحظة بموغ ىذه

والذي احتلاؿ الولايات المتحدة لأفغانستاف بعدبمرحمة حساسة في المنطقة والجوار. فالسمطة، و المشاركة بالتحالؼ الدولي ضد العراؽ، لكف عمى وافقت الحكومة التركية ا منو،كانت تركيا جزءً

البرلماف التركي قاـ بإبطاؿ ىذا القرار ونأى بتركيا عف تكرار تجربة المشاركة في الحرب كانت العلاقة مع (1).القرف الماضي والحصار ضد عراؽ صداـ حسيف في بداية تسعينات

ما خص الموقع الجديد يات المتحدة في عيد جورج بوش الإبف مشوشة بعض الشيء، فيالولا، وقد خطا البمداف عف السابؽ اا ومختمفً ا جديدً لتركيا حزب العدالة والتنمية التي اكتسبت وضعً

ما وقع كؿ مف وزيرة الخارجية السعي إلى بناء شراكة استراتيجية فاعمة، عند خطوة ميمة في ،2006عبد الله غوؿ في تموز يس ووزير الخارجية التركية حينياالأمريكية السابقة كونداليزا را

يا تعزيز التعاوف بيف وثيقة الرؤية المشتركة التي حددت المجالات الفعمية التي يمكف مف خلال (2).ه الشراكة الاستراتيجية الجديدةىذفي الوقت نفسو إطار عمؿ ميـ لبناء مثؿ تقدمالطرفيف، و

سرعاف ما استعادت العلاقات التركية الأميركية الوضوح والتنسيؽ مع قدوـ الرئيس أوباما لسدة الحكـ، حيث أكدت سياسة تركيا الخارجية عمى مواصمة التعاوف مع الولايات المتحدة

تعاوف في المجالات الاقتصادية الأمريكية، والذي تغمب عميو الصفة الدفاعية، وتعميـ ىذا ال (3).والاستثمار والتكنولوجيا

(1) Banu Eliguir, "Turkish – American Relations Since The 2003 Iraqi War: Atroubled

Partnership, Crown Center For Middle East Studies", Brandeis University, Massachhutts, No. 6, May 2006, p. 3.

تحديات الحاضر ‌العرب وتركيا:‌الخيارات‌الإستراتيجية‌لتركيا‌وموقع‌الوطن‌العربي‌منها"،"، ( فرح صابر2)

.534 .ص ،2112المركز‌العربي‌للأبحاث‌ودراسة‌السياسات،‌بيروت،‌، ورهانات المستقبل .196 .، ص2013، مركز نماء لمبحوث والدراسات، بيروت، التجربة النيضوية التركيةىد، جوؿ، محمد زا( 3)

Page 38: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

35

نظرًا ا ا كبيرً ترحيبً 2009وقد لاقت الزيارة التي قاـ بيا الرئيس أوباما إلى تركيا عاـ ا أعرب حيث وجو الرئيس الأميركي خطابً (1)تركية ولدورىا الجديد في المنطقة،لنجاح الخارجية ال

علاقات جديدة ترتكز إلى أرضية سميمة. وقد أكد أكثر مف مرة فيو عف رغبتو في إقامة شبكةعمى حاجة بلاده إلى مساعدة تركيا في ىذا المجاؿ، بؿ واقترح عمى تركيا إقامة شراكة نموذجية.

عف ذلؾ، تـ التأكيد عمى قدرة تركيا الجغرافية، والثقافية، والتاريخية، وما حققتو مف تقدـ فضلًا يركا لمزعامة التركية في ي، وىي مؤشرات تدؿ عمى التأييد الذي توليو أمفي مسارىا الديمقراط

(2)المنطقة.

ؾ تحاد الأوروبي مع ما يتطمبو ذلتركيا جيودىا الحثيثة للإنضماـ إلى الإ واصمت ثانيًا،ا في الإتحاد في أف تصبح عضوً لتحقيقيا أملاً تواصؿ تركيا سعييا ،مف شروط والتزامات

تحاد المفاوضات التركية الأوروبية للإنضماـ إلى الإ ف مف المفترض أف تبدأكا الأوروبي. إذتعاطت السياسة فقد (3).2005عاـ في الإلا افعميً لـ تنطمؽ ، غير أنيا 2002الأوروبي عاـ

تحاد بيدوء مستفزة ليا مف جانب بعض أعضاء الإالخارجية التركية مع كؿ العقبات والمحاولات الة وما يمكنيا أف تقوـ بو مف أجؿ تجاوز التوتر عمى وضعية تركيا المؤثر ، متكئةةموضوعيو

أعمؽ رأف الأم ، بؿفحسب بيف الشرؽ والغرب افي كونيا جسرً ليس ،القائـ بيف الشرؽ والغربإلا أف ىذا اليدوء (4)ة انصيرت فييا الحضارات المختمفة.في حد ذاتيا بوتق حيث تمثؿمف ذلؾ،

ا إلى حالة مف التجاذب والتحدي "الخطابي" عمى أقؿ تقدير بيف عدد مف قً والرزانة تبدلا لاحبعد الأزمة السورية إلى حالة الدوؿ الأوروبية وتركيا، وتحولت السياسة الخارجية التركية خاصة

(1) Asli Aydintasbas and Kemal Kirisca, The United States And Turkey: Friends,

Enemies, Or Only Interests, Center On The United States And Europe At Brookings, Turkey Project Policy Paper, Washington, April 2017, p. 1.

.633. أوغمو، أحمد داود، مرجع سابؽ، ص( 2) (3) Wiiiam Chislett, Turkeys 10 Years Of EU Accession Negotiations: No End In

Sight, Elcano Royal Institute, Working Paper, Madrid, 2015. (4) Ibid.

Page 39: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

36

بيا إلى بيف الطرفيف ودفع ، مما وتر العلاقةتحاد الأوروبيالإبتزاز السياسي والإقتصادي للإمف (1)كاف عميو في بداياتو.عما منحى مختمؼ

الفدرالي الروسي، فعممت نفتاح عمى الاتحادواصمت الحكومة الجديدة سياسة الإ ،اثالثً ادئ عمى إدارة التناقضات وتعارض المصالح والسياسات الخارجية بيف البمديف بأسموب ى

يح قوة ميمة في تحاد السوفياتي السابؽ، ما زالت تمسؾ بمفاتوبراغماتي. فروسيا، وريثة الإمصالح إضافة إلى، الحيويا يمجال ا مفجزءً المنطقة، إذ أف آسيا الوسطى والقوقاز تمثلاف

وقد (2)لأمنيا القومي. أحد المداخؿ الإستراتيجية تشكلاف امقتصادية وسياسية ميمة، كما أنيإى مراحؿ غير وصمت إلبحيث قتصادي بقوة عمى خط العلاقات التركية الروسية، لعب العامؿ الإ حالة التوجس المتبادلة بقيتمع ذلؾ (3)يضًا.ا مما انعكس عمى السياسة أإقتصادىمسبوقة مف

فتركيا لا زالت وبقوة ضمف المنظومة الأطمسية، وروسيا التي مسيطرة عمى العلاقة بيف الطرفيف.لمجاؿ الحيوي التركي حقيقيًا وخطرًا عمى ا امف قوتيا وعافيتيا شكمت منافسً كمما استعادت المزيد

الساحة السورية والحرب الدائرة فييا يا الوسطى ومنطقة غرب آسيا. وأضافتالأطمسي في آسحيث تصطؼ كؿ مف تركيا وروسيا عمى طرفي نقيض مف الصراع المشتعؿ ىناؾ، وتر،ت عامؿ

لسوخوي ا تمةوىو ما كاد أف يؤدي إلى الصداـ المباشر بيف الطرفيف عمى إثر إسقاط تركيا لمقا (4)فوؽ الأجواء السورية.

ادة التعاوف أولت تركيا أىمية خاصة لعلاقتيا مع الدوؿ الإسلامية، وعممت بقوة لزي ،رابعًاسعت بشكؿ فاعؿ لتبوؤ مركز القيادة والصدارة في العالـ الإسلامي مف خلاؿ الثنائي معيا، و

ما أثار حساسية كؿ مف (5)،لتركيةالخارجية ا ونشاط بدينامية دفع منظمة التعاوف الإسلامي

(1) Erdogan Threatens to scrap EU-Turkey Migrant Deal, www.bbc.com/world-

europe-39294776, accessed on 11 december 2017. .515 .مرجع سابؽ، ص ،( فرح صابر2) .518 .السابؽ، ص صدرالم( 3)

(4) Asli Adintasbas, With Friends Like These: Turkey, Russia, And The End Of An Unlikely Alliance, European Counsil On Foreign Relations, London, june 2016.

.197 .جوؿ، مرجع سابؽ، صزاىد محمد (5)

Page 40: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

37

يراف ف مصر والمممكة السعودية وا لكف عمى الصعيد (1)بدوافع وتقديرات وخمفيات مختمفة. وا متقدمًا عمى الساحة الإسلامية، وتتحوؿ إلى النموذج العاـ، استطاعت تركيا أف تحتؿ مركزاً

لمتحدة. الغربي الناجح الذي سوقت لو في حينيا الولايات ا –الإسلامي

، مع منطقة غرب آسيا ا في سياسة تركيا الخارجيةا وواضحً ظير التبدؿ جميً ،اخامسً فبرزت كساحة وطرؼ جامع لكؿ أطراؼ المنطقة المتناقضة، وحمقة وصؿ بيف جميع الأفرقاء

المتنازعيف.

أ ويمكف تمخيص تمؾ السياسة بالمبادئ الأربعة التي تحدث عنيا أحمد داود أوغمو. المبدولة وأخرى. الأوؿ ىو إحلاؿ الأمف وكفالتو لكؿ شخص دوف تمييز بيف مجموعة وأخرى، ود

ما المبدأ الثالث فيو الترابط رتقاء بمستوى الحوار السياسي إلى أعمى درجة. أوالمبدأ الثاني ىو الإ المبدأ ادي بيف دوؿ المنطقة. وأخيرًاقتصف شأنو أف يحقؽ التكامؿ الإقتصادي المتبادؿ الذي مالإ

(2)وىو التعددية الثقافية.الرابع الذي يوجو سياسات تركيا في الشرؽ الأوسط

نفتاح عمييما ا واليوناف، والتي شكمت سياسة الإتجاه مناطؽ النزاع معيا كأرمينيا سادسً . حيث قاـ الرئيس السابؽ عبد الله غوؿ الحديثة في تاريخ السياسة التركية ا غير مسبوؽحدثً

أرمينيا عاـ القدـ بيف فريقي تركيا و لحضور مباراة كرة ينيا تمبية لدعوة رئيسياريخية لأرمبزيارة تاقات الثنائية بينيما بعد ا لتطبيع العلاوما أتبعيا مف لقاءات ومباحثات دبموماسية تمييدً (3).2008

ع علاقتيما القطيعة والتوتر، فوقع وزراء خارجية أرمينيا وتركيا بروتوكوليف حوؿ تطبيعقود مف (4)خارجية الأميركية ىيلاري كمينتوف.بدعـ مف وزيرة ال 2009في احتفاؿ أقيـ في زيوريخ عاـ

أما فيما خص اليوناف فقد بادرت تركيا إلى الانفتاح عمى اليوناف وقاـ أردوغاف كرئيس سة اليادئة مى ىذه السياثابرت تركيا عمى الحفاظ ع، كما 2010حينيا بزيارة اليوناف عاـ لموزراء تجاه حؿ القضية القبرصية العالقة بيف كلا البمديف بطريقة تحفظ مصالح الطرفيف. لكف والمرنة

.563 .مرجع سابؽ، ص ،( فرح صابر1) .620 .أحمد داود أوغمو، مرجع سابؽ، ص( 2)

(3) Thomas De Waal, “Armenia And Turkey, Bridging The Gap”, Carnegie Endowment For International Peace, Policy Brief 87, Washington, 2010.

(4) Ibid.

Page 41: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

38

ا واليوناف مف أرميني ا وعادت العلاقات بيف تركيا وكؿ سرعاف ما تبددت ىذه المحاولات لاحقً (1)يشوبيا التوتر والحذر.

ولا بنسج علاقات ،أوروبايات المتحدة و علاقاتيا مع الولا تركيا بتمتيفلـ تكتؼ ،سابعًاارجية بكثير مف النشاط قوية مع روسيا والعالـ الإسلامي والعربي، بؿ اندفعت السياسة التركية الخ

دعاء بأنيا لدولة لسياسة الخارجية التي لا يمكف الإتجاه قارات العالـ كميا. ىذه اوالحيوية عادية. وقد ركزت ىذه السياسة عمى القارتيف عظمى، لكنيا حتما تتعدى حدود دولة إقميمية

اللاتينية: –الإفريقية والتركية–طتاف ىامتاف في العلاقات التركيةالإفريقية وأميركا اللاتينية، فػثمة نقالأولى تتمثؿ في أف العلاقات مع إفريقيا وأميركا اللاتينية ىي علاقات تعزز وتدعـ العلاقات

متعددة الأبعاد. أما النو إحدى ثمرات نيج السياسة الخارجية الأخرى، وىو ما يمكف تفسيره بأسبيؿ ت في إطار السياسة الخارجية. فعمىالنقطة الثانية فتتعمؽ بتعددية الأبعاد في العلاقا

12إلى 2003مميار دولار عاـ 5.4المثاؿ، ارتفع حجـ التجارة بيف تركيا ودوؿ إفريقيا مف (2).2007مميار دولار عاـ

بالمؤسسات الدولية والإقميمية، فقد أولت السياسة الخارجية لتركيا أىمية فيما يتعمؽ أما قصوى للانخراط وبكؿ قوة في دوائر صنع القرار الدولية، وعمى رأسيا الأمـ المتحدة ومؤسساتيا

إلى نياية 2009ذ بداية عاـ التابعة ليا وأىميا مجمس الأمف الذي فازت تركيا بمقعده منصاحبة التأثير الكبير G20بالإضافة إلى عضويتيا في منظمة الدوؿ العشريف (3).2010

اوف جنوب قتصادية العالمية. كما تولت تركيا رئاسة تعلقدرة عمى توجيو وحؿ السياسات الإواأسست آلية حوار استراتيجي مع منظمة التعاوف و ،2010 –2009شرؽ آسيا بيف عامي الساحة ا بو في ا موثوقً ا دوليً قمة العربية، كما أنيا أصبحت لاعبً ا عمى الالخميجي، وشاركت ضيفً

(1) David Binder, “Greece, Turkey, And NATO”, Mediterranean Quarterly, Vol. 23,

No.2, Duke University Press, Durham, spring 2012, p. 99. .642 .أوغمو، مرجع سابؽ، صداود أحمد( 2)

(3) Berdal Aral, Turkey In The UN Security Council: Its Election And Performance, Insight Turkey, Istanbul, Vol. 11, No. 4, 2009, pp. 151-168.

Page 42: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

39

( اعتبارا مف تموز CICAمؤتمر التعاوف والتدابير الأمنية في آسيا ) العالمية، وقد تولت رئاسة2010.(1)

اسة الجديدة ثامنًا أدوار تركيا في إدارة وحؿ النزاعات الدولية والإقميمية. فمف خلاؿ السيتجاه المنطقة والعالـ وتحت مبدأ السياسة المتناغمة، تمكنت تركيا في بدايات يا تركيا التي اتبعت

حكـ حزب العدالة والتنمية مف لعب أدوار ميمة وفاعمة عمى صعيد أزمات المنطقة والعالـ ا ا. وقد مكنيا أسموبيا الزئبقي بأف تصبح مركزً ا وطموحة أيضً مستندة إلى سياسة نشطة جدً

وـ والعديد مف القوى المتصارعة والمختمفة، فمف خلاؿ رصد حالة الحراؾ الإقميمي لتلاقي الخصلتركيا، يمكف ملاحظة حجـ القوة الناعمة التي تتبناىا تركيا في إطار استراتيجيتيا في السياسة

ولعؿ أىـ دوريف قامت بيما (2).إلى تصفير مشاكميا مع دوؿ الجوارالخارجية، والتي أفضت وني التوسط وفتح باب لمتفاوض غير المباشر بيف الجميورية السورية والكياف الصييتركيا ىو

ا ا بعد اندلاع الأزمة السورية وأخذ تركيا موقفً مرمرة" وانتيت كميً والتي توقفت عمى إثر حادثة " (3)ا ضد الدولة السورية.ا وحربيً ا تحريضيً ا ومف ثـ دورً مناىضً

تفاؽ لـ تكتب لو الحياة صحيح أف الإ (4)ووي الإيراني.مؼ النلثاني فيو المأما الدور ابسبب القرار التي دفعت لو الولايات المتحدة في مجمس الأمف بفرض مزيد مف العقوبات القاسية ضد إيراف، لكف السياسية الخارجية التركية لـ تيأس مف استمرار التوسط في الأزمة النووية،

سلامية جولة جديدة مف المحادثات بيف الجميورية الإ ونجحت بعقد 2012فبادرت مف جديد عاـ بسبب إصرار القوى الغربية إلا أف جيودىا الحثيثة تمؾ سقطت (5)في إسطنبوؿ، 1+5ومجموعة

.646 .أوغمو، مرجع سابؽ، صداود أحمد ( 1)

)2(‌www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2015/5/20/-تنامي-الدور-التركي-في-منطقة

الشرق-الأوسط

(3) Moran Stern and Dennis Ross, “The Role Of Syria Israeli-Turkish Relations”, Georgetown Journal Of International Affairs, No. 127, Washington, Summer/Fall 2013, p. 110.

(4) Rahman G. Bonab, “Turkeys Emerging Role As Amediator On Irans Nuclear Activities”, Insight Turkey, Vol. 11, No. 3, Istanbul, 2009, p. 166.

(5) Efe Caman and Kenan Datco, "Irans Nuclear Program And Turkey: Changing Perceptions, Interests And Need For Revision", Turkish Jurnal Of International Relations, Istanbul, Vol. 12, No. 2, Summer 2013, p. 9.

Page 43: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

40

الفاعمة عمى إفشاليا، لكف ذلؾ لـ يحجب الحجـ والدور الذي بمغتو السياسة الخارجية التركية والدولية. مى الساحة الإقميميةكوسيط محترؼ وفعاؿ ع

Page 44: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

41

2000- 2002لتقارب التركية مت العراق الفصل الثاني8 سياسة اأدى إلى عدـ ا مف الأزمات السياسية والإقتصادية المتلاحقةا عصيبً عاشت تركيا مخاضً

التي كانت عمى الأحزاب والشخصيات الحاكمة مما انعكس بشكؿ سمبي ،استقرار في البلاد مة الفترة الماضية. تتناوب عمى الحكـ طي

ا للأتراؾ جديدً أملاً ،حمؿ خطاب حزب العدالة والتنمية الحديث التأسيس في حينيا التي تمؾ لتجربة خطاب ووجوه جديدة غير اـ التي أرىقتيـ، وأصبح لدييـ خيارً لمخروج مف أزماتي

والتنمية مف شؽ ف حزب العدالة ا حوؿ طريقة وأىداؼ وتمكّ مكف الحديث كثيرً ا. يسابقً اختبروىاجمع االواضح بأف ىذا الحزب وزعيمو استطاع و مفطريقو بيذه السرعة والقوة داخؿ تركيا، إلا أن

فجمع خطاب الميبرالية والمحافظة، والإسلاـ والغرب، والعثمانية التناقضات في جسد واحد.. ساعد قانوف نفتاح، وىو ما يمكف وصفو بالخطاب الشعبوي بامتيازحداثة، والقومية والإوال

وىو حدث قمما الانتخاب الجديد حزب العدالة والتنمية مف الحصوؿ عمى الأغمبية البرلمانية،تزامف وصوؿ حزب العدالة إلى الحكـ مع إرىاصات وتحضيرات الولايات يحصؿ في تركيا. فيما

التركية الجديدة متحاف الأوؿ لمسياسة لعراؽ، فكانت التجربة الأولى والإالمتحدة الأميركية لغزو ا .الحقيقي والتطبيؽ الخطابية بيف الشعارات لمتمحيص

8 جيوبوليتيك العراقىالأول فقرةال

يمثؿ العراؽ أىمية استراتيجية بالنسبة لتركيا، إف مف حيث الموقع الذي يشكؿ بوابة الإقتصادية ا، أو مف ناحية الأىميةا والخميج الثري تحديدً العالـ العربي عمومً عمىرئيسية لتركيا

خاصة لما يحويو العراؽ مف ثروة نفطية كبيرة. أضؼ إلى ذلؾ العوامؿ الأمنية والسياسية والديموغرافية المتداخمة بيف البمديف وعمى رأسيا القضية الكردية الشاغؿ الأوؿ لساسة أنقرة

وعسكرىا.

موقت العراق وأىميتو الاستراتيجية8 ىالأول نبذةال

ا مف نو يمثؿ واحدً إالخارجية التركية، ويمكف القوؿ أولويات السياسة يقع العراؽ عمى سمـفي ىذه العلاقة حصرأىـ ركائز "العمؽ الاستراتيجي" لمدولة التركية، حيث مف الصعوبة بمكاف

قتصاد والأمف، الجغرافيا والسياسة والتاريخ والإحدود الجغرافيا فقط، بؿ ىي علاقات متشابكة ب

Page 45: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

42

ا وبشكؿ تمقائي كؿ معقد، فإحداث خمؿ بواحد مف ىذه المركبات سينعكس تباعً وكميا مترابطة بش عمى باقي المركبات الأخرى.

8 الأىمية الجغرافيةالمطمب الأول

تركيا بداية مف الموقع الجغرافي والحدود المشتركة، بالنسبة إلى أىمية العراؽ تتشكؿد مع تركيا بعد الجميورية العربية السورية فالعراؽ يقع في المرتبة الثالثة مف ناحية طوؿ الحدو

(1).كمـ 331والجميورية الإسلامية الإيرانية بمسافة

فبدونيما المنطقة العربية بأكمميا، إلىسوريا بوابة تركيا لمنفاذ معيمثؿ العراؽ كما نطقة نحو ىذه الم أو اقتصاديًا اجغرافيً العبور ا قبؿمف المستحيؿ لتركيا العبور سياسيً يصبح

.ا عمى كؿ الأصعدةالميمة جدً

تجاه العراؽ تنبع أولا وقبؿ كؿ شيء، مف الأثر اسية الجغرافية التركية المفرطة إف الحسكركوؾ الواقعة الآف ضمف الحدود العراقية مف كياف -العميؽ الذي تركو سمخ منطقة الموصؿ

كانوف الثاني 28 سة سرية بتاريخأقرىا البرلماف التركي في جم التيو الدولة التركية الأتاتوركية ما عرؼ بالميثاؽ الوطني. وخلاؿ المناقشات التي جرت عشية في إسطنبوؿ في 1920 عاـ

لمصمحة العراؽ كركوؾ -التخمي عف الموصؿإلى الأتراؾ واضطرار( 1923) *معاىدة لوزافأف استعادة تورؾ نفسو، ىو كاف المناخ السائد، بما في ذلؾ موقؼ أتا .بعد ضغوط بريطانية

الأمر الذي (2)،ممكنة عندما تكوف تركيا أقوى والظروؼ الدولية مناسبة تصبحكركوؾ -الموصؿا وبشكؿ اضطرت تركيا إلى الرضوخ للإرادة البريطانية والتخمي نيائيً عمى العكس لـ يحدث، بؿ

اؽ في مف بريطانيا والعر رسمي عف ىذه المنطقة في معاىدة ثلاثية جمعتيا إلى جانب كؿ

.سابؽ، ص مرجع ،مستقبلسوريا وتركيا8 الواقت الراىن واحتمالات ال عقيؿ سعيد محفوض،( 1)

118. في لوزاف فرنسا بسويسرا بيف كؿ مف تركيا 1923*معاىدة لوزاف: اتفاقية سلاـ دولية، وقعت عاـ

مادة أعادت تنظيـ العلاقات بيف ىذه الدوؿ في مرحمة ما بعد 143وبريطانيا وفرنسا، وتألفت مف " وثيقة تأسيس لمجميورية التركية".الحري العالمية الأولى، وينظر إلييا الأتراؾ باعتبارىا

العدد ، مركز الدراسات الاستراتيجية ،شؤون الأوسط"تركيا والحرب العراقية"، محمد نور الديف، ( 2) .184 .، ص2003 ،بيروت ،111

Page 46: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

43

، إلا أف ىذه القضية ظمت تخيـ تركيا الإقرار الرسمي مف جانبرغـ و (1).1926حزيراف مف عاـلنظاـ الحكـ خاصة عند كؿ منعطؼ يالسياس عقؿالعمى بظلاليا عمى الوجداف التركي العاـ و

أو حدث مفصمي متصؿ بالوضع العراقي.

8 النفطالمطمب الثاني

اسة تتصؿ بالأمف الاقتصادي التركي. فتركيا صاحبة ؿ موضوع النفط نقطة حسيمثّ إذ أنيا تستورد خص موضوع النفط والغاز، مافيالكبير والصاعد تدرؾ نقطة ضعفيا الاقتصاد

وأكثر % مف الغاز،99% مف حاجاتيا مف الطاقة مف الخارج )70مف أكثر ى مستوى الطاقةعموروسيا، منيا عمى بمديف فقط ىما: إيراف في جزء كبير % مف النفط الخاـ(، وىي تعتمد90مف

يترؾ تأثيره الأمر الذي، 2012ا لأرقاـ عاـ % مف النفط وفقً 45% مف الغاز، و74بنسبة وذلؾ د كذلؾ مف مروحة الخيارات في سياسات تركيا. ومف ىذا عمى سياسة أمف الطاقة في البلاد، ويقيّ

(2).افد سياسة تنويع واردات الطاقة التركيةالمنطمؽ تنظر تركيا إلى العراؽ كرافد ميـ مف رو

8 القضية الكرديةالمطمب الثالث

ا. بالإمكاف تسمية القضية الكردية بأولوية الأولويات لسياسة تركيا الداخمية والخارجية معً مشبعيف بفكرة وىـ (3)،تركيا % مف عدد سكاف20% إلى 15ما بيف عدد الأكرادنسبة قدر إذ ت

ساىمت . وقدمعارؾ والحروب ضد الدولة التركيةخاضوا في سبيمو الكثير مف ال ،وطف قومي ليـ مى ىويتيـ العرقية وقمعيا بالقوةمف ناحية محاولة القضاء ع إف ،السياسة التركية المتبعة بحقيـ

نفصاليةالإالإىماؿ المتعمد مف قبؿ الدولة لمناطقيـ، إلى تعزيز وترسيخ النزعة مف ناحية أو 5نقرة ىو وجود كتمة كردية كبيرة )حوالي ما عقد الأمور وزاد القضية خطورة بالنسبة لألدييـ. وم

لحدود، في شماؿ العراؽ. والخشية مف ىذه الكتمة تنبع مف مف املاييف( عمى الجانب الآخر قة الجغرافية عامميف: الأوؿ أف المنطقة الجغرافية لتواجد أكراد العراؽ محاذية بؿ امتداد لممنط

مركز الخميج سياسات تركيا تجاه شمال العراق8 المشكلات والآفاق المستقبمية،بيؿ بارؾ، ( 1)

.18 .، ص2005للأبحاث، دبي، ، مركز الجزيرة العراق في حسابات تركيا الاستراتيجية والتوجيات المستقبميةعمي حسيف باكير، (‌2)

.9 .، ص2015لمدراسات، ورقة بحثية، (3) Jim Zanotti, Turkey: Background And U.S Relations, Congressional Research

Service, 2012.

Page 47: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

44

ا في سبيؿ تجسيد ىويتيـ الثقافية ا كبيرً والثاني أف أكراد العراؽ قطعوا شوطً ،اجد أكراد تركيالتو لا سيما بعد الحكـ الذاتي مطمع السبعينات. وازداد تبمور ىذه اليوية بؿ وشخصيتيـ القومية

تقمة إلى تشكيؿ حكومة مسوصولًا ،وكيانية بعد حرب الخميج الثانية ا سياسيةاكتسابيا أبعادً وقد اعتمدت حكومة حزب العدالة والتنمية (1).دولةالوانتخاب برلماف وما إلى ذلؾ مف مؤسسات

ما خص الكياف الكردي الفدرالي شمالي فيضية عمى عدة مقاربات في محاولتيا لاحتواء ىذه الق اد.الدولة العراقية المركزية في بغد مع فعمت العراؽ، وكذلؾ

8 الأمنالمطمب الرابت

لقد حوؿ ىذا (2).(PKKحزب العماؿ الكردستاني ) موضوع الأمني وفي مقدمتوال الحزب الكردي الماركسي الصراع مع تركيا إلى حرب استنزاؼ حقيقية لكؿ مقدرات الدولة

ا بيف تركيا وجارتيا سوريا لولا التركية، وأرىؽ مؤسستيا العسكرية والأمنية، وكاد أف يشعؿ حربً ولا (3)صرية التي أفضت لإلقاء القبض عمى زعيـ الحزب عبد الله أوجلاف.التدخؿ والوساطة الم

زاؿ ىذا الحزب، الذي تتيـ تركيا أصابع إقميمية وقوى دولية بتحريكو، يواصؿ صراعو المسمح مع قمما يحدث عارض إذ .ا في الداخؿ التركيالحدودية وأيضً الدولة المركزية في المناطؽ الكردية

مف قوتو وزخمو اشيئً فقد الذي، حزب العماؿ لأولًا أصابع الاتياـوف أف تتوجو د أمني أو تفجير منذ إلقاء القبض عمى زعيمو أوجلاف.

وقاـ باحتجاز أضيؼ في السنوات القميمة الماضية خطر داعش الذي احتؿ الموصؿعمى العمؿ والذي تحوـ علامات استفياـ كبيرة حوؿ قدرتو (4)،2014عاـ أفراد القنصمية التركية

السلاح لو دوف الغطاء التركي. و الأفراد خاصة في تيريب النفط ووصوؿ إمدادات

.185 .، صلحرب العراقية"، مرجع سابؽ"تركيا وامحمد نور الديف، ( 1)

(2) Seevan Saeed,The Kurdish National Movement In Turkey: From The PKK To The KCK, A Thesis Submitted For The Degree Of Doctor Of Philosophy, The University Of Exeter, 2014, p. 115.

.217 .مرجع سابؽ، ص، ىاينتس كرامر( 3) (4 ) Jean Marco,"Turkey country focus", EASO Country of Origin Informat

Report, 2016.

Page 48: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

45

في حيف قدر مجمس ،الصادرات التركية إلى العراؽالتنظيـ إلى تراجع أدت سيطرة( أف استمرار DEIKالعراقي في مجمس إدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية )-الأعماؿ التركي (1).في حينو مميارات دولار 9قد يؤدي إلى خسائر تركية بقيمة ،عميو فكاالوضع عمى ما

وبعد أف أخذت الحكومة التركية خيار الحرب في البداية تجاىمت تركيا خطر داعش، ا في بسط سيطرتيا عمى جزء مف الأراضي العراقية والسورية، انتقؿ داعش مف ضد التنظيـ طمعً

في الداخؿ التركي التي ىزت الانتحاريةإلى العمميات مرحمة قصؼ مدينة كيميكس الحدودية (2).الذي يمثؿ عصب الاقتصادي التركي الأمف السياحي عمى وجو التحديد،

الاقتصاد المطمب الخامس8

مع إلى تطور عامودي وسريعقتصادية بيف البمديف البياني لمتبادلات الإ خطال يشيرحيث تحوؿ العراؽ إلى ثاني أىـ شريؾ تجاري لتركيا (3)،حزب العدالة والتنمية إلى الحكـ وصوؿ

اري البري بيف العراؽ وتركيا ولولا دخوؿ داعش إلى الموصؿ وتيديده الخط التج (4)،بعد ألمانياالشريؾ التجاري الأوؿ. ىذا التطور الكبير والسريع اقتصاديًا لـ يكف بأف يصبحالعراؽ ستطاعلا

زية، بؿ إف العلاقات الاقتصادية التركية مع إقميـ كردستاف محصورا مع الدولة العراقية المركالحموؿ مكاف العلاقة مع يعتستط إلا أنيا لا ،العراؽ تفوؽ تمؾ التي مع الدولة المركزية ببغداد

(5)الدولة المركزية عمى المدى الطويؿ.

8 الثوابت التركية تجاه العراقةالثاني نبذةال

جار العربي العراؽ، لا تتبدؿ مع تبدؿ الأوضاع السياسية تجاه الثوابت تركية راسخة ثمةوالحزبية في تركيا، لأنيا تمثؿ قواسـ مشتركة بيف جميع مكونات المنظومة الحاكمة في تركيا

.7 .صمرجع سابؽ، ، العراق في حسابات تركيا الاستراتيجية والتوجيات المستقبميةعمي حسيف باكير، ( 1)

(2) Marve Tahiroglu and Jonathan Schanzer, Islamic State Networks In Turkey, Foundation For Defense Of Democracies, Washigton, 2014, p. 27.

.4 .مرجع سابؽ، ص، العراق في حسابات تركيا الاستراتيجية والتوجيات المستقبمية( عمي حسيف باكير، 3) .5 .المصدر السابؽ، ص( 4)

(5) Christina Bache Fidan, “Turkish Business In The Kurdistan Region Of Iraq”, Turkish Policy Quarterly, Winter, 2016, p. 123.

Page 49: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

46

مف أىمية راسخة ومستمرة في كؿ المراحؿ والحقبات، وأي خمؿ بيذه الثوابت لا ولما تحوينظرًا بؿ يؤدي إلى زعزعة الكياف التركي كمو. وانطلاقًا مف ىذه يرتد فقط عمى المجموعة الحاكمة،

ـ الأىمية سعت جميع مكونات الدولة التركية إلى التشدد في الحفاظ عمى ىذه الثوابت وعد ا.تجاىيا مطمقً التساىؿ

إف تشابو المكونات الدينية )سنة، أوؿ تمؾ الثوابت ىي وحدة الأراضي العراقية. إذ سمح بكؿ سيولة ويسر بنفاذ ي)عرب، كرد، تركماف( بيف العراؽ وتركيا، ةثنيوالإشيعة، عموييف(

إلى ؿ بسرعة حصوؿ أزمة مع أكراد تركيا سينتقإف فلذا التفاعلات بشكؿ متبادؿ بيف البمديف. أكراد العراؽ، وتعرض سنة العراؽ مثلا لعممية إقصاء أو تيميش أو غير ذلؾ، سيؤدي بشكؿ

معيـ. إف خطر تمزؽ الكياف العراقي، برز بشكؿ جدي بعد أحداث تمقائي لتفاعؿ سنة تركيا مت ممسوكة إلى حد ما، ظحرب الخميج الثانية، وتقيقر السمطة المركزية لبغداد، لكف الأمور

المحافظيف الجدد الذيف خططوا لمحربحتى جاءت حرب الخميج الثالثة والتي قادىا مجموعة مف ا عجز في حرب أىمية، وبات جميً فمقد تفكؾ البمد، وسقط (1)ثـ أخفقوا في التخطيط لما تلاىا.

يقاؼ ىذه الحرب.الولايات المتحدة في إعاد وتدرؾ تركيا، أنو في حاؿ نجاح (2)ة توحيد البلاد وا كبقية المنطقة، إلى التقسيـ وأنيا آيمة (3)حاليًا،إنيا لف تبقى عمى ما ىي عميو ىذا المشروع ف

تتنازع ثنيةإلة إقميمية عظمى تطمح لدور العالمية، إلى دولة طائفية والتفتيت والتحوؿ مف دو الحدود والبقاء مع بقية الدويلات الأخرى. مف ىنا كاف الحرص الشديد لدى كؿ الأطراؼ التركية

بالمحافظة عمى وحدة الأراضي العراقية.

تيفالمؤسسا أرؽ اـ دولة كردية كابوسً فقد شكؿ ىاجس قيالدولة الكردية. ىو ا يثانيلى الحكومة الإقميمية . فأنقرة تنظر إكياتر ، لانعكاس ذلؾ مباشرة عمى أكراد السياسية والعسكرية

ا تيدد وحدة أراضييا. وىي بوصفيا أخطارً ووعمى النجاحات الكردية شمال العراؽ لكردستافب العماؿ تخشى تعبئة سياسية أكبر لدى الأقمية الكردية فييا، كما تخشى أف تتعاظـ قوة حز

.227 .ص، 2006، الدار العربية لمعموـ ناشروف، بيروت، نياية العراقبيتر و. غالبريث، (‌1) .244 .السابؽ، ص صدرالم( 2) .187 .، ص، مرجع سابؽتركيا والحرب العراقيةمحمد نور الديف، ( 3)

Page 50: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

47

خطورة الوضع تمكف أكراد سوريا بفعؿ الحرب مف السيطرة فيزاد مماو (1)الكردستاني الثوري.قتصادية المتقدمة والآخذة رغـ العلاقات السياسية والإعمى كيا. و عمى المناطؽ الحدودية مع تر

قميـ كردستاف العراؽ، إلا أف القرار المركزي لمدو لة التركية المعمف بالتطور والتوسع بيف تركيا وا ة في حتى المحظة لا زاؿ ضد استقلاؿ الإقميـ الكردي بشكؿ رسمي، غير أف الممارسات التركي

ت تصب في صالح تكويف ىذه الدولة واستقلاليا، وىو ما يعتبر كانالسنوات القميمة الماضية المتغير الأبرز عمى صعيد السياسة التركية الخارجية.

لقد عممت تواء العراؽ والعمؿ عمى محاصرة مكامف القوة فيو. ثالث تمؾ الثوابت ىو احتركيا بكؿ جيد مف أجؿ الإطاحة بقوة صداـ حسيف، وتجريده مف قدراتو العسكرية اليائمة بعد حرب الخميج الأولى، التي جرأتو عمى تيديد تركيا نفسيا في أكثر مف مناسبة ومحطة. فالعراؽ

امة سد منيع ضد إمكانية تركيا التمدد نحو الداخؿ العراقي القوي مما لاشؾ فيو، قادر عمى إقذا كانت ، العراؽ أي تيديد مستقبمي لتركياىو منع تشكيؿ اإذً المطموبفوالمنطقة العربية ككؿ. وا

(2).تركيا مع عراؽ موحد إلا أنيا ضد ظيور عراؽ قوي

لتي تخرج عف ات ايو العمؿ عمى منع انزلاؽ العراؽ في أتوف الصراعف أما رابعيا، ابالتالي أكثر استقرارً ويجعميااستقرار العراؽ ينعكس عمى تركيا والمنطقة . فالسيطرة والتحكـ

ويساعد عمى نمو التبادؿ الاقتصادي بيف البمديف الذي سيكوف بطبيعة الحاؿ لصالح تركيا بسبب قياـ دولة تخشى مف أفّ كما أنيا .يحتاج لو العراؽ المدمر اقتصاديًا د قوي وثابتتمتعيا باقتصا

مر لا تستطيع تركيا، وىو أ لأكرادنفصالية لإنزعة اال إثارةيؤدي إلى قد كردية في شماؿ العراؽ (3)ية التساىؿ فيو.النخب السياسية والعسكرية الترك

، مؤسسة كارنيغي، واشنطف، الحؤول دون انفجار النزاع حول كردستانكي، ج. بار ىنري( 1)

.10 .، ص2009 .187 .مرجع سابؽ، ص"تركيا والحرب العراقية"، محمد نور الديف، ( 2)القادسية لمقانون والعموم ، "العلاقات العراقية التركية8 الواقت والمستقبل"جبر شياؿ، عزيز( 3)

.50. ، ص2012المجمد الخامس، بغداد، العدد الأوؿ، ،السياسية

Page 51: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

48

ف التوازف الداخمي بيف كؿ المكونات يمنع، بحسب اعتقاد تركيا، فإ ذلؾ إضافة إلى، تركيا السياسية ، الأمر الذي يشكؿ أحد أىـ مخاوؼنحو إيراف ابعيدً جنوحف الشيعي مف الالمكوّ .النفوذ الإيراني والحد منو صديمنح تركيا قدرة مما

مثؿ ا القضية التركمانية ومحاولة إبراز دور متقدـ ليا داخؿ التركيبة العراقية. إذ يوأخيرً كية، فقد عقدت الصفوة افي والمغوي لمدولة التر ا لمبناء الديمغرافي والثقالتركماف العراقيوف امتدادً

ا رباطً (يش والمدنيوف الحكوميوف ومؤيدوىـالعممانيوف والمتشددوف القوميوف في الج) الكمالية وقد (1).ا شماؿ العراؽتركي لًا ذريعة يمكف أف تبرر تدخ ما يمنحيـ ،ا مع التركماف العراقييفوثيقً

لعب دور الحامي لممكوف التركماني ليس في العراؽ فقط، بؿ واصؿ حزب العدالة والتنمية سياسة ا مع انبعاث "الروح العثمانية الجديدة" التي يسعى لإحيائيا.في المنطقة كميا انسجامً

معراق والدور التركيل الغزو الأميركي8 ةالثالث النبذة

ف تاريخ لقد تزامف وصوؿ حزب العدالة والتنمية إلى الحكـ في لحظة متغيرات كبيرة مالمنطقة الإسلامية والعربية، لحظة أرّخت لتبدلات وتطورات عديدة لا تزاؿ ارتداداتيا مستمرة لحد

ودخمت .لدولي، وىناؾ قوى تراجعت وانكفأتاليوـ. فيناؾ قوى تصاعد دورىا وحجميا الإقميمي وا .لا تزاؿ عوارضيا فاعمة لحد الآفف العربية والإسلامية في دوامة االأمت

إلى سدة الحكـ بعد تفويض لة والتنمية الحديث الولادةوصؿ حزب العدا 2002 عاـالجديد الانتخابيفأفرز بحسب النظاـ (2)،% مف مجموع الأصوات الناخبة34شعبي كبير لامس

برلمانية كبيرة الذي يسمح للأحزاب التي تتخطى عتبة العشرة بالمئة المرور إلى البرلماف غالبيةضعيؼ ائتلاؼوأصبح بإمكاف حزب واحد أف يشكؿ الحكومة دوف الحاجة إلى (3)،ومريحة لو

وىش كما حصؿ في فترة التسعينات مف القرف الماضي وبداية الألفية الجديدة.

(1) Henri J. Barkey, Turkey And Iraq, The Perils (And Prospects) Of Proximity,

United States Institute Of Peace, Washington, special report 141, 2015, p. 2. (2) Ali Carkoglu,”Turkeys November 2002 Elections: A New Beginning”, Middle East

Review Of International Affairs, Vol. 6, No. 4, 2012, P. 35. (3) Ibid, p. 43.

Page 52: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

49

عاـ التحضيرات لغزو العراؽ مف قبؿ الولايات 2002عمى الصعيد الدولي، كاف عاـ ، 2001أفغانستاف عاـ فيية وأممية كما حدث دوف مظمة دولالمتحدة الأميركية، لكف ىذه المرة

الإسلامية، المحافظ صبغةالخارجية ذي ال والتنميةفكاف أوؿ اختبار حقيقي لسياسة حزب العدالة والميبرالي اقتصاديًا. اجتماعيًا

نتصار الكبير لحزب العدالة والتنمية سارعت واشنطف بتوجيو دعوة لزعيـ الحزب بعد الإلتقى الرئيس إ (1).لزيارتيا، مع أنو لـ يكف وقتيا يحظى بأي موقع رسميرجب طيب أردوغاف

، وكانت نتائج المقاء مشجعة لجية 2002الأميركي وأردوغاف في العاشر مف كانوف الأوؿ لعاـ لمحرب، خاصة وأف الرئيس بوش الاستعدادتجاوب تركيا المبدئي مع الولايات المتحدة فيما خص

لانضماـجؿ بدء المفاوضات الثنائية المميدة أتحاد الأوروبي مف و مع الإكاف قد رمى بثقم الابففي محاولة منو لشراء الموقؼ التركي. كانت الولايات المتحدة بحاجة ،الأوروبي تحادللإتركيا

المشاركة في الحرب، إلا أف القيادة التركية أخذت ا وحاسمة بشأفلأجوبة تركية سريعة جدً ،الخطوةلكؿ الطمبات الأميركية اللازمة فيما يمكف تسميتو الخطوة مقابؿ ستجابةالإتماطؿ في

(2).تقدمت المشاركة التركية فييا أي كمما اقتربت مؤشرات الحرب

كانت تركيا مرتاحة لموضع الراىف في بداية .ويمكف قراءة ىذا الموقؼ مف عدة جيات يفة لتركيا عمى الصعيدجعؿ بغداد محتاجا حينيا يالعراؽ لعدة أسباب، فالنظاـ الذي كاف قائمً

ا مع قتصادي بسبب الحصار الخانؽ عمى بغداد، التي كانت بدورىا تخوض صراعً السياسي والإ ا لمجميورية الإسلامية الإيرانية القوة الإقميمية المنافسة لتركيا.ا عنيدً الأكراد وتشكؿ خصمً

سمة لجية وضعية الأكراد بعد سقوط جمية وحا لـ تكف الإجابات الأميركية أفّ إضافة إلىنظاـ صداـ حسيف، ولا الصورة واضحة إلى ما يمكف أف تؤوؿ إليو الأمور في الإدارة المركزية

خاصة وأف تجربة ،التي ستنشأ في بغداد، وكميا مؤشرات كانت تبعث عمى القمؽ وعدـ الثقةقتصادي الذي السياسي والعسكري والإلجية الثمف تركيا لحرب الخميج الثانية لا زالت ماثمة وأليمة

دفعتو تركيا.

.193 .مرجع سابؽ، ص محمد نور الديف،( 1) .193 .سابؽ، صالمرجع ال( 2)

Page 53: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

50

استدراج واشنطف، المحتاجة لمدور والأراضي التركية فيتركيا مف خلاؿ مماطمتيا ىدفتغراءات مادية و الحصوؿ عمى الية، إلىلفتح الجبية الشم قتصادية كبيرة تساىـ في ا عروض وا

الشامؿ عمى الطريقة الأرجنتينية. نييارالإ خطريعاني كاف والذي ـو المأز قتصاد التركي نقاذ الإإقتصادي، ستغلاؿ الحرب لصالح وضعيا الإالمحكومة التركية مف أجؿ مؤاتيةكانت فرصة الأمر الذي يعني حتما تعويـ حزب العدالة والتنمية وتثبيت أقدامو الإستفادة منيا،والعمؿ عمى

يمت حكومة حزب العدالة والتنمية بالمبالغة في ت في الرماؿ السياسية التركية المتحركة. وقد ا بقوة ، فقد صورت واشنطف، إدارة وصحافة، تركيا عمى أنيا مجرد بائع ييمو زيادة والاستغلاؿ الابتزاز

(1).الصفقة مكاسبو مف

لـ تشأ تركيا أخذ موقؼ متسرع وخطوة غير موثوقة، فقرار الحرب الأميركية عمى العراؽ بعد بشكؿ كامؿ، فكانت تراوغ في الساحة الرمادية ما دامت غير مضطرة يكف قد تثبت لدييا لـ

ب دور قيادي عربي والإسلامي، وىي الطامحة لمعلأخذ موقؼ سيؤذي صورتيا أماـ العالميف ال مستقبمي في المنطقة عمى صعيد ىذيف العالميف، واستعادة صورتيا " العثمانية" كحاـ ليذه الأمة.

ة تضغط بقوة والرسائؿ تتوالى عمى الحكومة التركية. وبالفعؿ كانت الإدارة الأميركي 2003لعاـ ا مف أوصى مجمس الأمف القومي التركي في الواحد والثلاثيف مف كانوف الثاني

(2)،بالموافقة عمى نشر قوات أميركية عمى الأراضي التركية ودخوؿ قوات تركية إلى شماؿ العراؽ

كانت المفاجأة ىي بتصويت البرلماف التركي ضد ف، بؿالمراقبيا في نظر وىو قرار لـ يكف مفاجئً ت حزب الشعب التركي بأكممو ضده، في حيف حيث سقط المشروع الذي صوّ ،التوصية الحكومية

ت ضده مف حزب العدالة والتنمية حوالي المئة نائب. غاب أو صوّ

مع االتنمية كاف متجاوبً ولمحقيقة فإف الوقائع التاريخية تثبت وتؤكد بأف حزب العدالة و ا وفي رجب طيب أردوغاف وعبد الله غوؿ الذيف صرحا عمنً عمى رأسوالطمبات الأميركية و

بأف نطباعالإأي الحرب، وأف مناسبات مختمفة بأف تركيا يجب أف تكوف ضمف المعادلة الجديدة ير دقيؽ لعدة أسبابالعدالة والتنمية ناور بطريقة ذكية لإفشاؿ مسودة القانوف في البرلماف غ

مسودة القرار قدميا الحزب بالإضافة إلى أف . الادعاءدليؿ عمى ىذا وجود لأي لاأىميا أف

.195ص. محمد نور الديف، مرجع سابؽ، ( 1) .195-194 ص. سابؽ، صالمرجع ال (2)

Page 54: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

51

فضت بفارؽ المذكرة ر ، فا لمفكرةمف عبد الله غؿ وأردوغاف دعمً ودافع عنيا قادتو، بؿ وتكمـ كؿ (1)ودة القرار.ت مع مسلة والتنمية صوّ مما يعني أف غالبية حزب العدا أصوات فقط 4

أماـ ا ا ىامً وبعد أف ألقى الرئيس الأميركي جورج بوش خطابً ووما يؤكد ىذه الوقائع أنا لمرئيس العراقي صداـ حسيف بالتنحي عف الحكـ ومغادرة ا نيائيً لشعب الأميركي وجو فيو إنذارً ا

لتركية مباشرة قادة الدولة ا اجتمع (2)،أو إعلاف الحرب ساعة 48بغداد ىو ونجميو في غضوف بعد الخطاب في محاولة لتدارؾ خروجيـ مف معادلة الحرب، وقرروا تقديـ مذكرة جديدة إلى

لمتأخرة كاف قد تعداه قطار التركية ا الاستجابةالبرلماف تمبي جميع الطمبات الأميركية، لكف أواف خرجت مف ة واحدة وألأف الإدارة الأميركية كانت قد أنيت استعداداتيا لفتح جبية جنوبي .الحرب

في موازاة تحوؿ المناطؽ الخاضعة للأكراد شماؿ العراؽ إلى مركز ثقؿ ،حساباتيا الجبية التركيةفي الحرب الدائرة ضد بغداد، مما وضع تركيا أماـ واقع خطر جديد تمثؿ في تحطيـ الأكراد لكؿ

ساسي مف إلى ركف أ ا وسيطرتيـ عمى الموصؿ وكركوؾ، وتحوليـالخطوط الحمر التركية سابقً ستراتيجية الأميركية في العراؽ والمنطقة ككؿ.الإ

أماـ ىذه المستجدات والمتغيرات الكبيرة، وتخوؼ تركيا مف الوقوؼ والتفرج عمى مسرح عادة تشكيؿ الأحداث الجارية بدؿ المشاركة فييا، ومراقبتيا عف كثب لموضع الكردي المستجد وا

ريكة في ذلؾ، إضافة إلى خوفيا مف تصدع علاقاتيا المتينة مع الجار العراقي دوف أف تكوف شا ستراتيجية الأميركية عسكريً لأىمية التي طالما احتمتيا في الإالولايات المتحدة وفقدانيا ا

في التصويت قراره السابؽ غييرت إلى واقتصاديًا، باشر حزب العدالة والتنمية مف خلاؿ البرلمافبإجماع 2003لعاـ مف ا وافؽ يوـ السابع مف تشريف الأوؿف حرب،ضد مشروع المشاركة في ال

(، وبمعارضة معمنة 367مف أصؿ 358قؿ نظيره مف نواب حزب العدالة والتنمية الحاكـ )(، عمى إرساؿ قوات تركية إلى العراؽ لمدة سنة 183ا مف نواب حزب الشعب الجميوري )مسبقً

التنمية قد افتتح عيد سياستو الخارجية بتأكيد تحالفو وبذلؾ يكوف حزب العدالة و (3).عمى الأقؿ

حمب ورقة بحثية، مركز إدراؾ لمدراسات، ،السياسة التركية اتجاه العراق محدداتالحاج، سعيد( 1)

.15 .، ص2016 (2) www.aljazeera.net/news/arabic/2003/3/17/ ساعة لمغادرة العراؽ 48بوش يميؿ صداـ

.164 .ص مرجع سابؽ، ،محمد نور الديف( 3)

Page 55: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

52

مع الولايات المتحدة الأميركية، وترسيخ موقعو في الحمؼ الأطمسي، إضافة إلى انكشاؼ طريقتو خص مواقفو وعلاقاتو الخارجية. قتصادي فيماالسياسي والإ الابتزازوأسموبو في

8 المصالح التركية مت بغداد ةالثاني فقرةالياسية قتصادية والسسبة إلى تركيا عمى جميع الصعد الإيمكف تجاىؿ أىمية العراؽ بالن لا

زاؿ، بوابة عبور إلزامية تنفذ مف خلاليا تركيا إلى العالـ يالعراؽ ولا والأمنية وغير ذلؾ. فقد كافبمديف، العربي وعمى وجو التحديد إلى الخميج العربي. إضافة إلى التداخؿ الديني والعرقي بيف ال

كالكرد والتركماف والسنة والشيعة، مما يجعؿ البمديف في عممية تفاعؿ متبادلة إزاء أي خمؿ قد ساحة لمتجاذب العثماني يصيب التوازف فيما بيف ىذه المكونات. كذلؾ فإف العراؽ كاف سابقاً

ا غداد مسرحً الصفوي، ورغـ حالة التفاىـ المدروسة والعقلانية ما بيف أنقرة وطيراف، فقد ظمت ب لبسط النفوذ المتبادؿ بيف ىاتيف الدولتيف.

8 توازن النفوذ مت إيرانىالأولنبذة ال

العثماني وجذوره التاريخية حوؿ العراؽ منذ أوائؿ -بغض النظر عف الصراع الفارسيالقرف السادس عشر، فإف ىذا الصراع يعد حمقة مف حمقات سمسمة الصراعات التي دارت في

العصور التاريخية المختمفة حيث ح سمت السيطرة العثمانية عمى بغداد إلى حيفالمنطقة عبر (1)انييار السمطنة واستقلاؿ العراؽ.

مظمة التقاء بيف كؿّ مف طيراف وأنقرة، حيث شكمت مرحمة 1955مثّؿ حمؼ بغداد عاـ ا ليذا عالمية، محفزً ما بعد الحرب العالمية الثانية وصعود الاتحاد السوفياتي القوي عمى الساحة ال

الحمؼ، خاصة وأف البمديف كانا يمتقياف في تمؾ المرحمة في توجياتيما السياسية. إضافة لكونيما كانا يدوراف في الفمؾ الغربي التابع لمولايات المتحدة الأميركية. لكف انتصار الثورة الإسلامية في

افتراؽ بيف نيجيف مختمفيف: تركيا شكؿ محطة ا مف حمؼ بغداد والمحور الأميركيإيراف وخروجي

متغيرات في المنطقة العربية بعد عاـ العلاقات التركية الإيرانية وال"حمود الجبوري، عمراف( 1)

.260ص. ،2016، 53، بغداد، العدد مجمة المستنصرية لمدراسات العربية والدولية ،"2011

Page 56: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

53

العممانية المنضوية في الحمؼ الأطمسي، والجميورية الإسلامية الإيرانية الثائرة عمى السطوة (1).والمواجية المباشرة لكف ذلؾ لـ يدفع البمديف إلى التصادـ الأميركية

تي اندلعت عمى تركيا لبناء علاقات متوازنة بيف طرفي الحرب الإيرانية العراقية ال سعت نظاـ صداـ حسيف الذي وفر ليا ل أكثر محاباةإثر غزو العراؽ للأراضي الإيرانية، إلا أنيا كانت

نظاميا العمماني مف كؿ اسيةحس ا مف تمدد الثورة الإسلامية نحوىا، وذلؾ بسببآمنً طوقًا بشكؿ عاـ، يا ، ولكونو يحظى بغطاء غربي في حربو ضد إيراف. لكنتأثيرات الحالة الإسلامية

فالحرب (2)الصراع لأسباب سياسية واقتصادية. جاىدة لإبراز موقؼ معتدؿ مف طرفي سعتا ا لحاجة البمديف إلييا سياسيً مً ا متقدمنح تركيا موقعً ذيف الجاريف الكبيريف والقوييف، الدائرة بيف ى

قتصاديًا.وا

السياسية الخارجية التركية مع وصوؿ حزب العدالة والتنمية إلى الحكـ في تركيا، اندفعت بحماسة نحو الدوؿ العربية وعمى رأسيا سوريا والعراؽ الذي كاف يمر بتحوؿ مفصمي عمى إثر

. كانت سوريا أوثؽ حمفاء إيراف في المنطقة العربية، وبوابتيا 2003الاحتلاؿ الأميركي لو عاـ سرائيؿ. أما الع راؽ، فقد استطاعت إيراف أف تحوؿ لحركات المقاومة المناىضة لمولايات المتحدة وا

التيديد القادـ منو عمى إثر الاحتلاؿ الأميركي إلى فرصة لبسط نفوذىا فيو بشكؿ قوي ومحكـ، بيا منذ أياـ معارضتيا الشيعية التي كانت عمى صمة قوية وذلؾ عف طريؽ الأحزاب والجماعات

(3)ـ أصبحت عمى رأس الحكـ بعد سقوطو.ث ،لحكـ صداـ حسيف

موقعيـ التغيرات المتتالية بعد الإطاحة بالرئيس السابؽ صداـ حسيف السنة قدتأف، وأصبح العراؽ الجسر لمنفوذ الإيراني في العالـ العربي، سمطة الذي كانوا يحتمونوالالمتقدـ في

قتصادي لإيراف في تغمغؿ السياسي والإمما دفع تركيا إلى النظر بحذر وعناية إلى النجاحات وال

(1) F. Stephen Larrabee and Alireza Nader, Turkish-Iranian Relations In A

Changing Middle East, RAND, California, 2013, p. 1. .47مرجع سابؽ، ص ،العلاقات العراقية التركية8 الواقت والمستقبل النعيمي،أحمد نوري (2)

(3) F. Stephen Larrabee and Nader Ali reza, op. cit, p 7.

Page 57: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

54

ؽ، وشعرت بأف نظاـ الحكـ الجديد يمكف أف ي وجو ويقود بغداد بطريقة تتعارض مع العرا (1)ز القرار العراقي كما فعمت إيراف.مصالحيا، فعممت تركيا عمى تعزيز نفوذىا داخؿ مرك

دوؿلم اوالآخر مصطنعً ابعضو مبررً اوحذرً اشكمت العودة الوازنة لشيعة العراؽ خوفً ا ، فتـ تصنيؼ التركيبة الجديدة لمنظاـ وأحزابو السياسية وقياداتو مبكرً ياومنيـ ترك المحيطة بو

وبدأ .وامتداد لمجميورية الإسلامية في إيراف محكـ عمى أنيـ أدوات نفوذ لوقبؿ أي ممارسة جدية ا عمى تصميـ وتركيب الأميركي كاف حريصً الاحتلاؿأف رغـشيعي عف ىلاؿ يدور الحديثتعارض مع مصالح ونفوذ الجميورية وي سياساتو وأىدافو يخدـكـ العراقية بشكؿ لقوة والحمراكز ا

(2).الإسلامية

عممت تركيا عمى بناء علاقة قوية مع الحكومة العراقية المركزية، مستفيدة مف الثفؿ النفوذ التركي إلى داخؿ مراكز القرار بيدؼ مد، السياسي والعسكري لحميفتيا الولايات المتحدة

يوازف الثقؿ الإيراني المذىبي والجغرافي، ويؤمف لتركيا حصة وازنة مف عائدات لقي الجديد، العراعادة إعمار العراؽ التي تمثؿ ر عنو ، وىو ما عبّ فاعمةال قتصاداتلإالكؿ اا جاذبً استثمارً النفط وا

ورة لمعراؽ ؿ الدوؿ المجا"نحف كك :القائـ بالأعماؿ التركي في لبناف في ندوة عف العراؽ قائلًا عادة بناء البنية التحتية ستقراروالإساىـ في تحقيؽ السلاـ نا لنقوـ بكؿ ما في وسعنيجب أف وا (3).في العراؽ"

حتلاؿ الأميركي، لكف سرعاف ما انتيجت تركيا سياسة متحفظة تجاه العراؽ بعد الإ دايةً بيا تغير أولويات الولايات تبدلت ىذه السياسة إثر توافر معطيات جديدة لمساسة الأتراؾ، أول

الولاية الثانية تكاليؼ البشرية والمادية الباىظة خلاؿ المتحدة في العراؽ وعزميا عمى تقميص ال. ىذا التراجع الممموس لمولايات المتحدة سمح بتفعيؿ الدور بفالإ لمرئيس الأميركي جورج بوش

حيا في لذي جاء بدعـ منيا لحفظ مصالوا ،التركي الموائـ والمكمؿ لمسياسة الأميركية في المنطقة

، مجمة دراسات دولية ،"التركية-قراءة في طبيعة العلاقات الإيرانية"عبد الحميد العيد سمطاف، ( 1)

.131ص ، 2016، بغداد، 65-64العدداف يران.. البعد عن حافة الصدام تركيا"حقي أوغور، ( 2) تركيا بين "، إعداد محمد عبد العاطي،وا

.217 ص ،2010بيروت، ،الدار العربية لمعموـ ناشروف، تحديات الداخل ورىانات الخارج، 2003خريؼ ، بيروت،112العدد شؤوف الأوسط،، "ندوة العراق ودول الجوار" ،حاقاف تشاقيؿ(‌3)

.22ص

Page 58: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

55

متقدـ وفاعؿ ستفادة مف تقاطع المصالح مع واشنطف لمعب دور العراؽ، مما شجع تركيا عمى الإوثانيًا، فشؿ تركيا في الدخوؿ إلى الساحة العراقية مف خلاؿ البوابة (1)عمى الساحة العراقية.

يا مع المركز في بغداد، لذا قامت تركيا التركمانية والقضية الكردية، فعممت عمى تنشيط علاقتبتقديـ تنازلات عمى مستوى كركوؾ والأكراد مقابؿ ضماف عقد صفقة عراقية إقميمية تتمكف مف

قتصاد في الحيوي التاريخي في السياسة والإ خلاليا تأميف مصالحيا ومف أىميا استعادة مجاليا (2)مواجية النفوذ الإيراني المتعاظـ.

اسة مد النفوذ التركي في العراؽ مف خلاؿ عدة خطوات أىميا تأكيد تركيا وقد تجمت سيعمى وحدة الأراضي العراقية ودعوة بغداد لحوار يضـ دوؿ الجوار العراقي، ثـ تخمي تركيا عف المقاربة الأمنية الضيقة إزاء العراؽ وانتياج سياسة متوازنة مع جميع الأفرقاء العراقييف. وقد

ا مف زيارة رئيس الحكومة المتبادلة بيف البمديف وعمى مستوى رفيع ومكثؼ، بدءً توالت الزياراتوتوقيع اتفاقيات متعددة والرئيس السابؽ جلاؿ الطالباني، الأسبؽ إبراىيـ الجعفري إلى المالكي

ؿ أىميا الإعمار والنفط والتباد ،اتفاقية تغطي مجموعة واسعة مف المجالات 48وصمت إلى ع كؿ مكونات كما عمدت تركيا إلى توسيع علاقاتيا م (3).2010و 2008عامي التجاري بيف

بؿ امتدت إلى كافة ،عمى مستوى الدولةىذه العلاقات لـ تنحصر و المجتمع العراقي، المجموعات والفصائؿ ذات الفعالية والتأثير داخؿ البلاد وذلؾ في إطار استراتيجيتيا لمبحث عف

(4)لبمديف.دور وتعزيز العلاقات بيف ا

بغداد، ،60، العدد مجمة دراسات دولية، "العراق في الاستراتيجية التركية"حيدر عمي حسيف، ( 1)

. 150ص. ،2015 .151، ص. السابؽ صدرالم( 2)الإيراني عمى مناطق النفوذ في منطقة الشرق الأوسط -التنافس التركيمحمد عربي لادمي، ( 3)

جستير في العموـ السياسية، جامعة محمد خيضر، ، مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الما0774-2002 .117 .، ص2014الجزائر،

مجمة دراسات دولية، ،"التركية وأثرىا في استقرار العراق –العلاقات العراقية "منى حسيف عبيد، ( 4) .102 .، ص2015، بغداد، 60العدد

Page 59: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

56

8 العامل الاقتصاديةالثاني نبذةال

بيف الدوؿ، ىذا إف لـ يكف ىو ا مف أىـ محددات العلاقةيوـ واحدً قتصاد الي عتبر الإ الأىـ عمى الإطلاؽ. يمتمؾ العراؽ موارد اقتصادية ىائمة، خاصة مف النفط والغاز، إضافة إلى

ستثمار فيو، لا سيما بعد ؿ والشركات الكبرى للإالدو لذا تسعى، ا استيلاكية كبيرةأنو ي عتبر سوقً تدمير الولايات المتحدة الأميركية لبناه التحتية ولكؿ مؤسسات الدولة مف خلاؿ الحصار الذي

عمى ذؾ مف انييار والآثار التي ترتبت واحتلالو اجتياحو ثـالزمف، مف امتد لأكثر مف عقدا قتصادية بيف العراؽ وتركيا شيئً نمت العلاقات الإ، ستثماريعمى الصعيد الإ (1)مؤسسات الدولة.

، لاسيما مع مرحمة إعادة بناء العراؽ التي أعقبت الغزو الأميركي، حيث 2003ا بعد عاـ فشيئً تحوؿ العراؽ إلى واحد مف الأسواؽ المفضمة لدى المستثمريف الأتراؾ. وقد استفادت الشركات

العراؽ أو ارتبطت بشركات ا ليا فيح، فافتتحت فروعً نفتامف ىذا الإ قطاعاتيا التركية بمختمؼئمة أسواقيا بعقود طويمة الأجؿ، ونفذت مشاريع ضخمة وأضافت الأسواؽ العراقية إلى قا عراقية

ونتيجة لذلؾ وصؿ عدد الشركات التركية العاممة أو المرتبطة بالسوؽ .بمنتجاتياالمستيدفة قامت حتى و ي الإنشاءات والمقاولاتمرتبطة بقطاع شركة غالبيتيا 1500العراقية إلى حوالي

مميار 19.5لية تبمغ حوالي ا في العراؽ بقيمة إجمامشروعً 824بتنفيذ حوالي 2013نياية عاـ ة ليا لا سيما اب واسعً وقد عمؿ العراؽ عمى تسييؿ عمؿ الشركات التركية وشرع الأبو (2).دولار

التي وقعيا 2009ثنائية عاـ تفاقية ال، أىميا الإفيفتفاقات التي أبرمت بيف الطر مف خلاؿ الإالقاضية بتشكيؿ لجنة عميا لمتعاوف و ،الوزراء التركي والعراقي حينيا أردوغاف والمالكي رئيسا

(3).ستثمار بينيمامت في زيادة التبادؿ التجاري والإالاستراتيجي بيف البمديف والتي شجعت وساىا تحت شعار الإعمار والاستثمار في العراؽ معرضً 2009ـ عا وقد أقامت الحكومة العراقية

فيو عدد مف الوزارات والمؤسسات والشركات العراقية، كوزارة بمدينة غازي عنتاب التركية، شارؾالإعمار والإسكاف، ووزارة النفط ووزارة الموارد المائية ووزارة الثقافة ووزارة التربية ووزارة الصناعة

ورجاؿ أعماؿ وتجار رؼ التجارية والصناعية العراقية ستثمار واتحادات الغوالمعادف وىيئة الا

.265، ص. عمراف حمود الجبوري، مرجع سابؽ( 1) .8، ص. ، مرجع سابؽكيا الاستراتيجية والتوجيات المستقبميةتر عمي حسيف باكير، (2)، دار زىراف، الاقتصاد التركي والأبعاد المستقبمية لمعلاقات العراقية التركيةرواء يونس الطويؿ، ( 3)

. 271 .، ص2010ع ماف،

Page 60: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

57

لشركات التركية إلى المساىمة فتتاحية ازير التجارة العراقي في كممتو الإعراقييف. وقد دعا و الصادقة في العراؽ ا عمى رغبةستثمارية الكبيرة في العراؽ، مشددً والإستفادة مف الفرص الإ

وتشير الجداوؿ الإحصائية لمؤشر (1)ة آفاؽ التعاوف التجاري مع تركيا.نميتطوير وتوسيع وتالتبادؿ التجاري بيف العراؽ وتركيا إلى وجود قفزات ىائمة عمى مستوى تطور العلاقات التجارية

مميار دولار 14لي إلى حوا 2003مميوف دولار عاـ 900بحيث ارتفعت قيمة ىذا التبادؿ مف (2).2013في العاـ

8 الثروة النفطيةةالثالث نبذةال

ا في رسـ الخريطة السياسية والجغرافية لتقاسـ النفوذ رً ومؤثا فاعلًا لعب النفط دورً والسيطرة بيف دوؿ الحمفاء عمى إثر ىزيمة السمطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. وكانت

أجؿ أف تكوف مناطؽ نزاع ساخنة ىذه الحدود قد ر سمت لغرض تقسيـ الثروات بيف الحمفاء ومف ؿ وحتى الغزوات والحروب في ب، ا، وىو ما أثبتتو الوقائع والحوادثبيف الكيانات المستحدثة لاحقً

(3).ي أكثر مف منطقة في الشرؽ الأوسطوعمى مدى القرف العشريف وما بعده، فاللاحقة السنواتركيا لأسباب عديدة، أىميا سد فعمى مدى عشرات السنيف ظؿ النفط العراقي محط اىتماـ ت

تصدير النفط العراقي للأسواؽ الأوروبية والعالمية الممحة لمنفط بشكؿ مباشر وسيؿ، و حاجتيا ومع وصوؿ حزب العدالة والتنمية إلى السمطة (4)لمرور بالأراضي والموانئ التركية.مف خلاؿ ا

لى ا إية بالترحيب لحاجتيا أيضً في تركيا استمرت ىذه السياسة، التي قابمتيا الحكومة العراقركة بعد فترة الحصار الطويمة أياـ حكـ صداـ، فاستثمرت ش استقداـ شركات تنقيب واستخراج

مميارات دولار في حقميف لمنفط وحقميف لمغاز في 6( حوالي TPAOالنفط الحكومية التركية ) (5)حقؿ لمنفط. 24ركات أخرى لمعمؿ في شإضافة إلى عدد كبير مف الطمبات مف العراؽ،

التركي الممتد مف حقوؿ كركوؾ وصولاً -بالإضافة إلى إعادة تدشيف خط أنبوب النفط العراقيإلى زاخو ثـ عبر الأراضي التركية حتى ميناء جيياف المطؿ عمى البحر المتوسط، والذي يعود

.276 .، ص، مرجع سابؽرواء يونس الطويؿ( 1) .5 .عمي حسيف باكير، مرجع سابؽ، ص( 2) .313ص مرجع سابؽ، ، "التركية-النفط مرتكز أساسي لمعلاقات البنية العراقية"عصاـ الجمبي، (3) .315السابؽ، ص. رجعالم( 4) .6 .عمي حسيف باكير ، مرجع سابؽ، ص( 5)

Page 61: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

58

ساسيتيف، أولاىما لتركيا منفعتيف أ لا الجانبيف التركي والعراقي. ىذا الخط أمفبالفائدة عمى كمميوف دولار أميركي، 287الإيرانية -رسوـ الترانزيت التي بمغت خلاؿ نيايات الحرب العراقية

ستخداـ الداخمي يصؿ ليد الأتراؾ بسيولة ويسر ييما ضماف الحصوؿ عمى نفط خاـ للاوثان (1).لى أىـ بحر في العالـ بشكؿ مضموفوبأرخص الأثماف، كما أمف لمعراؽ إيصاؿ نفطو إ

عمى جعؿ ممؼ النفط 2010عممت تركيا منذ سقوط نظاـ صداـ حسيف وحتى عاـ ستقلاؿ ف توفر موارد النفط قوة دافعة للإا مف أبيد السمطة المركزية في بغداد، خوفً امحصورً فظمت تركيا تقاوـ كؿ الإغراءات الكردية في ىذا الجانب إلى حيف اندلاع الأزمة بيف (2)الكردي. . 2010غداد بعد العاـ أنقرة وب

8 حزب العمال الكردستانيةالرابع نبذةال

ا اليوية التركية معيارً إثر قياـ الجميورية التركية عمى أنقاض السمطنة العثمانية، وفرضنتماء لمدولة الجديدة، تحرؾ الرفض الكردي الذي انطمقت شراراتو في السنوات الأولى ا للإحصريً

مف بينيا ضرب ،ة انتفاضة في أوساط الدراويش لأسباب عديدةمف عيد الجميورية عمى صور جميع مظاىر اليوية الكردية. ورغـ محاولات صانعي القرار في أنقرة استيعاب الرفض الكردي بطرؽ ووسائؿ متعددة، أىميا استمالة النخبة الكردية التقميدية، إلا أف نزعة الرفض ظمت حاضرة

ؿ نحو الأفكار اليسارية الثورية، خاصة في ستينات وسبعينات في المجتمع الكردي الذي راح يميوىو منظمة نشأت بفعؿ ،PKK إلى تأسيس حزب العماؿ الكردستاني القرف الماضي، وصولاً

الجمع بيف القومية الكردية والماركسية الجديدة التي تمبي توجو وخطاب الثورة ورفض الييمنة في ركية والنخبة الكردية التقميدية بقيادة عبد الله أوجلاف عاـ الوجداف الكردي في وجو السمطات الت

. راحت عمميات حزب العماؿ الكردستاني التي انطمقت مف محافظة سرت ثـ ىكاري 1979تجاه المؤسسات التركية الرسمية وكؿ ما ا وقسوة وتتطور لتصبح أشد إيلامً اا وشيئً تتوسع شيئً يا. ردت الدولة التركية بالمثؿ ا لراؽ ملاذا طبيعيً متخذة مف منطقة كردستاف الع ،يتصؿ بيا

لحزب العماؿ داخؿ المجتمع مما رفع منسوب التأييد ،بأساليب أكثر قسوة عمى المناطؽ الكرديةو

.284 .ص مرجع سابؽ،رواء يونس الطويؿ، ( 1)

(2) Henri J. Barkey, Turkey and Iraq, The Perils (and prospects) of Proximity, op. cit, p. 5.

Page 62: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

59

حيث تـ اعتقاؿ زعيـ الحزب عبد الله أوجلاف نتيجة تنسيؽ 1999 إلى عاـ وصولًا (1)الكردي،تراجع زخـ العمميات التي يشنيا (2)والأميركية والتركية. ت الصييونيةأمني مشترؾ بيف الاستخبارا

الحزب، غير أف حالة الفوضى التي نشأت بعد سقوط نظاـ صداـ حسيف، ساعدت الحزب عمى -ـ العلاقات الأميركيةاستعادة زماـ المبادرة وتكثيؼ عممياتو ضد الجيش التركي، الأمر الذي أزّ

الولايات المتحدة التي لا تعطي أىمية ةالحدود مف مسؤولي أف أمف أنقرة حيث اعتبرت (3)التركية،وأماـ الخسائر المؤلمة والمتزايدة والضغط المتكرر مف الجانب التركي عمى .كافية لأمف تركيا

موافقة ال، بواشنطف لمسماح ليا بالتحرؾ داخؿ الأراضي العراقية، رضخت واشنطف لطمب أنقرة 2008عاـ بغارات جوية تركية ثـ أولًا 2007عاـ سمحتو والتنسيؽ مع الحكومة العراقية،

ه العمميات بعممية برية محدودة عمى معسكرات يشتبو بأنيا لحزب العماؿ الكردستاني. ىذا وخفضت وساعدت تركيا عمى استعادة ىيبتيا داخميً ،التركي–الأميركي العسكرية خفضت التوتر

كانت مجرد عمميات مسكنة، إذ أف مشكمة حزب إلا أنيا مف عمميات حزب العماؿ الكردستاني، (4).قائمتيفظمتا العماؿ والقضية الكردية الأكبر

ا إضافيً مدخلًا العراؽ ونشاطو في منطقة كردستاف حزب العماؿ الكردستاني شكؿ وجوددخاؿ قواتيا بشكؿ يعطي تركيا المبرر في توسيع شريطيا العسكري داخؿ الحدود العراقية، وا

ق -تركية–ونتيجة لمضغوط التركية تـ تأليؼ لجنة ثلاثية عراقية .امة نقاط مراقبة ثابتةمتكرر وا ا نة ميدانيً وعقدت عدة جمسات لتفعيؿ دور المج ،أميركية لمتابعة ممؼ حزب العماؿ الكردستاني

عف مقاتمي حزب مف القرى العراقية وقطع التمويف والدعـ ،ستخباريةولتبادؿ المعمومات الإ (5)ا.ا إرىابيً لكردستاني الذي صنفتو بغداد حزبً العماؿ ا

تقاطعت مصمحة حكومة الإقميـ الكردي مع حكومة أنقرة بما خص العداء ليذا الحزب أعمالو وتحركاتو ونشاطاتو ضد تركيا وردود الفعؿ ب اذرعً وضاقت والعمؿ عمى التخمص منو،

وأصبح الطرفاف، . لأكراد وتمثيميـستو عمى زعامة االعسكرية التي يستجمبيا، إضافة إلى مناف

.44 -41 .ص ص مرجع سابؽ، فيميب روبنس،( 1) .290 .مرجع سابؽ، ص وليد رضواف،( 2)

(3) U.S – Turkey relations, A new partnership, op. cit, p. 24. .18 .ص ،مرجع سابؽباركي، ىنري ج.(‌4) .105 .مرجع سابؽ، ص، منى حسيف عبيد( 5)

Page 63: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

60

كراد العراؽ أني عمى أنو عامؿ زعزعة لاستقرار تجاه الكردستالتركي والكردي، يتشاطراف النظرة ا .والمنطقة

تعاممت حكومة حزب العدالة والتنمية في ىذه المرحمة مع قضية حزب العماؿ ر والمفاوضات مع حزب العماؿ فتحت نافذة لمحوا ،أولاً :الكردستاني بثلاثة أبعاد متوازية

تمرت تحت ، ثـ اس2010ا عف الأضواء عف طريؽ جياز الاستخبارات عاـ الكردستاني بعيدً يدعو 2013خوة، وتوجت برسالة مف أوجلاف في عيد النيروز عاـ عنواف مشروع الوحدة والأ

الرد عمى اليجمات ،ايً ثان (1)ؿ القضية الكردية بالطرؽ السممية.أنصاره إلى إلقاء السلاح وح افييالعسكرية بتكثيؼ اليجوـ عمى مناطؽ حزب العماؿ الكردستاني في جنوب تركيا وشماؿ العراؽ.

ستثمار وتطوير المناطؽ الكردية في جنوب تركيا، حيث اقترح رئيس الوزراء عممت عمى ا ،اثالثً ندماج مع الإنخراط والإ السكاف عمىمميار دولار لتشجيع 12آنذاؾ أردوغاف برنامج تنمية بقيمة

(2)المجتمع التركي.

، حيث انيار ا، لكنو لـ يصمد طويلًا حذرً أشاعت عممية التفاوض بيف الطرفيف تفاؤلًا إطلاؽ إلغاء قرار وقؼ 2015تموز عاـ 12لكردستاني في ا بعد إعلاف حزب العماؿ الاحقً

مضادة في الحكومة بحممة النار وتجميد عممية التسوية وحمؿ السلاح مف جديد، ردت عميو (3)العشريف مف الشير نفسو.

8 التركمانةالخامس نبذةال

مسار واجيت المشكلات التي لتركمانية في العراؽ واحدة مفتعد قضية كركوؾ والأقمية اتمؾ القضية الخلافية البالغة التعقيد والمتداخمة .2003العراقية ما بعد عاـ -العلاقات التركية

اردىا الطبيعية وعمى دينة كركوؾ التي باتت محؿ نزاع بسبب موقعيا الميـ ومو تدور حوؿ مئة بالم 12ما قيمتو أي ،مميار برميؿ 13نيا تحوي حوالي عمى أ إذ تشير التقديرات رأسيا النفط.

، مركز الجزيرة لمدراسات، تقرير، عممية السلام مت أكراد تركيا أمام مفترق طرقاج، سعيد الح( 1)

2016. (2) U.S – Turkey relayions, A new partnership, op. cit, p. 27.

.مرجع سابؽ سعيد الحاج،( 3)

Page 64: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

61

وىو مورد ميـ (2)بالمئة مف نفط العراؽ يمر عبرىا. 50وأف (1)لنفط العراقي فييا،مف احتياط احاسمة لقياـ ة تتمكف مف السيطرة عمييا، خاصة الأكراد الذيف يحتاجوف إلى مقوماتلأي جماع

حتدـ الصراع فييا حوؿ ىويتيا الأساسية بيف ثلاث قوميات تقطف ىذه دولتيـ الموعودة. واالتي لا يمكف الجزـ يةوالتركمان يةوالكرد يةالمدينة، وكؿ منيا يدعي أحقيتو فييا، وىي العرب

ا لكؿ مكوف.المكونات داخميا بسبب تضارب الأرقاـ تبعً بأعداد ىذه

لساحة العراقية والتحرؾ إلى امولوج ا لميمً التركماف العراقيوف بالنسبة لتركيا مدخلاً عتبريا لجدؿ لا يزاؿ مفتوحً اموضوعً ىـوحاضر التركماف العراقييف ماضي ، حيث يشكؿ والتأثير فييا

ا عمى تركيا التي بدأت الاىتماـ بيـ في تسعينيات القرف سبيً واسع. فالقضية التركمانية حديثة نا وميما في قياـ الجبية التركمانية العراقية الحزب التركماني الأبرز، ا بارزً الماضي حيف لعبت دورً

ا تحت راية نفوذىا بسبب توزعيـ المذىبي، فما يقرب مف لكنيا ظمت عاجزة عف توحيدىـ جميعً نة والنصؼ الآخر مف الشيعة.نصؼ التركماف ىـ مف الس

بعد حرب الخميج الثانية التي أدت إلى إضعاؼ سمطة صداـ والقضاء عمى قوتو ـ العراؽ إلى الأساسية، قدـ الرئيس التركي تورغت أوزاؿ خريطة لمرئيس الأميركي تقضي بتقسي

زة عبارة بعد مدة وجي ثـ استخدـ ،تركمانية( في اتحاد فدراليو كرديةو ثلاث دويلات )عربيةما خص فيب العدالة والتنمية عف سابقاتيا لـ تتغير سياسة حكومة حز (3).الشعوب العراقية

ونصبت نفسيا حامية ووصية عمييـ وعمى ،التركماف، بؿ زادت مف اىتماميا لوضعيـالأميركية قبؿ حرب الخميج الثالثة، برزت القضية -صالحيـ. فخلاؿ المفاوضات التركيةم

رط مف شروط تركيا الرئيسية لدخوليا الحرب، فاعتبرت أنو مف غير المسموح التركمانية كشدماج مدينة كركوؾ في ،التي تعتبرىا أنقرة مدينة تركمانية ،والمقبوؿ إقامة دولة كردية مستقمة، وا

بعد تعثر دخوؿ تركيا الحرب إلى جانب الولايات المتحدة ضد (4).دولة كردية فيدرالية أو مستقمةعادت قيادة حزب العدالة والتنمية وصوتت مف جديد لدخوؿ قوات تركية إلى شماؿ ،العراؽ

.26 .ىنري ج. باركي، مرجع سابؽ، ص( 1) .107 .حسيف عبيد، مرجع سابؽ، ص منى(‌2) .46مرجع سابؽ، ص. ز جبر شياؿ،عزي( 3) .4 .باركي، مرجع سابؽ، ص ىنري ج.( 4)

Page 65: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

62

العراؽ، لكف ىذا القرار جوبو بالرفض والصد مف قبؿ القيادات الشيعية والكردية، في حيف لـ بؿ اعتبروا وجود ىذه القوات أفضؿ مف وجود قوات غربية، ،يعترض التركماف عمى ىذا القرار

بعكس الجيوش الأجنبية الموجودة في العراؽ نفسيا كي يراعي القيـ والعاداتالجيش التر لكوففي حيف أف السبب الحقيقي ىو تخوؼ التركماف مف تمدد (1).التي لا تراعي المسائؿ الأخلاقية

. النفوذ الكردي وفقدانيـ مكانتيـ المتقدمة في كركوؾ

ركماف عمى قدر توقعاتيا، لـ يكف حصاد أنقرة مف دعميا الجبية التركمانية والتما خص الجبية التي حصمت فيعكست نتائج ىزيمة 2005عاـ البرلمانية الأولى نتخاباتفالإ

فأخذت تركيا تبحث عف أساليب جديدة لمقاربة (2).عمى ثلاث مقاعد فقط في البرلماف العراقيوسياسية قادرة عمى ا مف أجؿ التحوؿ إلى قوة برلمانيةالموضوع، وحثت التركماف لمتوحد جميعً

التأثير.

واصمت تركيا تدخميا بالشأف العراقي مف الواجية التركمانية، في محاولة موازنة القوة ور الإيجابي بالميجة والسموؾ ورغـ التط .نطقة الشمالية لمعراؽ عمى حدودىاالكردية في الم

،واستثنائيةكماف أىمية كبيرة قتصاد بيف تركيا والأكراد، إلا أنيا ظمت تولي قضية كركوؾ والتر والإ 2012ة مفاجئة في شير آب مف عاـ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغمو بزيار حيث قاـ

لحكومة دوف المرور ببغداد لمقابمة الجماعات التركمانية، مما استفز ا ،كركوؾ المتنازع عميياإلى ترسؿ فييا أنقرة وزير خارجيتيا إلى وكانت تمؾ ىي المرة الأولى التي" العراقية المركزية بقوة،

كركوؾ خلاؿ فترة دامت أكثر مف ثلاثة عقود، وبذلؾ بعثت إشارة واضحة مفادىا أف تركيا عمى واصمت تركيا سياستيا "الأبوية" (3).استعداد لانتياؾ العرؼ المقبوؿ لدعـ مصالحيا في العراؽ"

تراؾ بموقعيا الجغرافي والديمغرافي والأىـ تجاه التركماف وكركوؾ التي ما انفكت تغري القادة الأبنفطيا الوافر، فقاـ أوغمو مف جديد بزيارة كركوؾ في توقيت حساس ومرحمة مفصمية مف تاريخ

"المسألة التركمانية في العراؽ"، حوار مع جنيد منكو الناطؽ باسـ الجبية التركمانية العراقية،( 1)

.179 .، ص2003، خريؼ 112، العدد شؤون الأوسط .28 .مرجع سابؽ، ص ىنري ج. باركي،( 2)

(3) Soner Cagaptay And Tyler Evans, , Turkeys Changing Relations With Iraq, Kurdistan Up, Baghdad Down, Washington Institute For Near East Policy, Washington, 2012, P. 7.

Page 66: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

63

ا بأف كركوؾ ىي قمب تركيا، والتركماف ا وتصريحً حيث كاف أشد وضوحً ،2014العراؽ في عاـ (1).ىـ مواطنوف أتراؾ

إلى تفكؾ البنية الجغرافية ،حتلالو أجزاء واسعة منوأدى دخوؿ داعش إلى العراؽ واإلى ،أىميا تمعفرو ، حيث تـ تشريدىـ مف مناطقيـ منيـ والديمغرافية لمتركماف خاصة الشيعة

مناطؽ مختمفة مف العراؽ منيا كركوؾ، ودخؿ العراؽ وتركيا والمنطقة في منعطؼ ميـ سيترؾ ونتائج كبيرة عمى المنطقة كميا. تداعيات

الأكراد والنسيج العراقي8 ةالثالث فقرةلا

تعتبر القضية الكردية مف أىـ وأعقد المسائؿ التي تمس الأمف الداخمي والخارجي لتركيا، ،تتشابؾ وتتداخؿ فييا عوامؿ عديدة ومختمفة. يعد الأكراد أكبر أقمية موجودة في تركياحيث

تحديد العدد الدقيؽ للأكراد الذيف يعيشوف يستحيؿ إذديرات بشأف أعدادىـ الحقيقية، وتختمؼ التقمة عف المغة الأـ منذ العاـ في تركيا، لأف الإحصاء السكاني في تركيا لا يتضمف أية أسئ

أضؼ إلى ذلؾ، يصعب تحديد ىوية الكردي بدقة بسبب النتائج المترتبة عمى سياسة .1965الحدود الواضحة بيف التصورات والصعوبات المألوفة في رسـ "،التتريؾب" المعروفة الإذابة

العرقية، لكنيا تتراوح ما بيف عشرة ملاييف إلى خمسة عشر مميوف كردي بحسب التقديرات خاصة إذا ما أضيؼ لو اكبيرً ارقمً ي عتبر فيو ،الأحواؿسائر في و (2).ة المختمفةالتركية والكردي

بالمئة مف سكاف العراؽ، أي ما 20إلى 15رقـ الأكراد العراقييف الذيف يقدر عددىـ ما بيف تركية العراقية، أربعة إلى خمسة ملاييف كردي يتكتموف بشكؿ رئيسي عمى الحدود ال يتراوح بيف

(3).ضية عمى الجميورية التركيةالأمر الذي يفاقـ ضغط ىذه الق

8 تطور السياسة التركية تجاه المسألة الكرديةالنبذة الأولى

رة أياـ السمطنة العثمانية بيذا الشكؿ الظاىر والنافر، لـ تكف القضية الكردية حاض ا ا مف الأعراؽ والقوميات المختمفة، يعمو فوقيا جميعً كبيرً اطلاقًا مف كوف السمطنة تجمع عددً ان

مركز الفرات ،التغيير الديموغرافي وأثره عمى التعايش السممي في العراقمحمد، حمد جاسـ( 1)

.2015بغداد، راسات الاستراتيجية، ورقة بحثية،لمتنمية والد .79 .مرجع سابؽ، ص ىاينتس كرامر،( 2) .45 .بيؿ بارؾ، مرجع سابؽ، ص( 3)

Page 67: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

64

للإسلاـ بالدرجة الأولى. غير أف ىذه المشكمة برزت بشكؿ حاد وجمي عمى إثر نتسابالإقضية دية حيث عممت القبائؿ الكر ،اـ الجميورية التركية بقيادة أتاتورؾانييار السمطنة العثمانية وقي

أف الحالة الأتاتوركية إلا .التي خاضيا ستقلاؿالإمصطفى كماؿ ومساندتو في حروب عمى دعـلميوية نتسابالإف قومي ما عدا عتراؼ بأي مكوّ رفضت الإ ،التي نشأت مع قياـ الجميورية

الإيديولوجيا والثقافة بشكؿ واسع ومكثؼ مما أشعؿ حركات التركية فقط، وعممت عمى بث ىذهولتحقيؽ عممية (1).في وقت مبكر مف حياة الجميورية ،كردية ثورية متقطعة ولكنيا دائمة

جرى منع استعماؿ المغة والميجات الكردية وأسماء المواليد الكردية، فضلا عف إعطاء ،التتريؾوىكذا تولدت العداوة المضطردة بيف (2).تركية جديدة عشرات القرى والمزارع الكردية أسماء

ا ودموية، خاصة في فترة العشريف سنة الأخيرة مف القرف ا أكثر عنفً ت تأخذ أبعادً صار و ،الطرفيفا في كؿ دوؿ انتشارىـ، مف للأكراد جميعً عنؼأصبحت تركيا العدو الأوؿ والأ الماضي، حيث

يراف والعراؽ. تركيا إلى سوريا وا

إلى إضعاؼ الدولة ،أدت الحروب المتتالية التي خاضيا صداـ في عيدهالمقابؿ، في آذار 6ففي .ت القبضة الحديدية التي كانت تمسؾ شماؿ العراؽالمركزية في بغداد وبالتالي تفمّ

وبعد ىزيمة الجيش العراقي في الكويت وانسحابو منيا، ىاجمت جميرة مف 1991مف عاـ البعث في المنطقة الشرقية لكردستاف العراؽ بعد أف استشعرت ضعؼ الناس أحد مقرات حزب

ذار كاف المتمردوف الأكراد يسيطروف عمى معظـ أ 14وتفكؾ نظاـ الرئيس العراقي، وبحموؿ (3).آذار عمى كركوؾ، التي يسمييا البعض بقدس كردستاف 21أرجاء كردستاف، ثـ استولوا في

أقػر أجواء استعدادات الحرب الأميركية عمى العراؽ،وفي ٢٠٠٢ في تشريف الأوؿ مف عاـلتعميؽ قمؽ إضافيّا امما شكؿ سببً ،الفدراليػة كخيػار وحيػد لمشػعب الكػردي برلماف إقميـ كردستاف

التي دعت الولايات المتحدة بأف تحترـ تأكيداتيا حوؿ الحفاظ عمى المصالح التركية في ،تركياتمكف الأكراد (4).لحدث بمثابة ترخيص لإعلاف دولتيـلا يعتبروا ىذا ا العراؽ، وميددة الأكراد بأف

.80 .مرجع سابؽ، ص ىاينتس كرامر،( 1) .81 .ص نفسو، جعر م( ال2) .62 .غالبريث، مرجع سابؽ، ص بيتر و.( 3) مجمة دراسات دولية، ،"لية في إقميم كردستان العراقالموقف التركي من الفدرا"عامر كامؿ أحمد، ( 4)

.54 ص. ، ص2007، 33بغداد، العدد

Page 68: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

65

انطلاقًا مف المنطقة الكردية بعد تباطؤ الرد 2003مف استثمار الغزو الأميركي لمعراؽ عاـ لمطمب الأميركي. الاستجابةالتركي وتأخره في

مف الحالة الكردية تقاطعت المصالح الكردية مع مصالح الولايات المتحدة التي استفادتلتحقيؽ أىدافيا. في المقابؿ استفاد الأكراد مف قرب إمكانية تحقيؽ حمميـ ستقلاؿللإالساعية

فقط الذي أصبح حقيقة واقعة لا يمكف تجاىميا وتنتظر و القديـ المستجد بإقامة دولة كردية، (1).لمحمية المؤاتية للإعلاف عنياالظروؼ السياسية الدولية والإقميمية وا

8 سياسة العدالة والتنمية تجاه الأكرادةالثاني نبذةال

لا شؾ في أف المتغير الأكبر الذي حصؿ في السياسة الخارجية التركية في زمف حزب . فمنذ قياـ الجميورية خاصة وأكراد العراؽ عامة، العدالة والتنمية كاف تجاه المسألة الكرديةلتأثيرىا المباشر عمى ،ة ومتوترة وموسومة بالريبة والشؾالتركية ظمت العلاقة معيـ واتجاىيـ حذر

أكراد تركيا الذيف يتشاركوف الحمـ نفسو مع أكراد العراؽ. والمفارقة، أف الساسة الأتراؾ السابقيفما ىو "يعرفوف تماـ المعرفة بأف قياـ دولة كردية عمى الحدود الشرقية الجنوبية لتركيا ،والحالييف

"،والتمدد في مجاليا الحيوي الاستفادةمنيع يتـ إقامتو في وجو تركيا لمنعيا مف إلا عبارة عف سد تجاه المنطقة الإسلامية والعربية الغنية عمقيا الاستراتيجي ،أو بتعبير حزب العدالة والتنمية

ى ا عما وعسكريً ا مف ىذا الكياف الذي قاتمت سياسيً مع ذلؾ، فإف تركيا المتوجسة تاريخيً (2).بالنفطا حتى الفترة الأولى مف عمر حزب العدالة والتنمية، ساىمت لاحقً وذلؾ امتداد عقود لمنع قيامو

لمحمـ الكردي فقط، بؿ في بث القدرة والحياة والقوة ستسلاـبالإبشكؿ حقيقي وفاعؿ وحاسـ، ليس ا. فيو أيضً

قضايا رئيسية حزب العدالة والتنمية في مقاربتو لمقضية الكردية في العراؽ مف انطمؽ. فبقاء عمى حد سواء قتصادي والسياسيمصالح تركيا وأمنيا العسكري والإ تمس ،وحساسة

تياووزير خارجيتركيا العراؽ كمصدر للإرىاب تجاه تركيا أمر لا يمكف تقبمو بحسب رئيس وزراء. الأسبؽ أحمد داوود أوغمو، في إشارة منو إلى حزب العماؿ الكردستاني عمى وجو الخصوص

.10/3/2017 بتاريخ مقابمة مع السيد جانكيز أورغمو المستشار الثقافي لمسفارة التركية في لبناف( 1) السابؽ. رجعالم( 2)

Page 69: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

66

بالإضافة إلى حماية الديموغرافيا السياسية في العراؽ، بما فييا كركوؾ، حيث يجب توفير الحياة بشكؿ آمف وسممي في العراؽ للأكراد والتركماف والعرب عمى حد سواء، وذلؾ لحساسية مسألة

بالنسبة إلى تركيا التي ترجع إلى مبررات تاريخية. فعندما تخمت تركيا عف كركوؾ كركوؾألا يمثؿ العراؽ ، ىيستمرارأساسيف ليما قابمية الإقد وضعت لموصؿ، بحسب أوغمو، كانتوا

قتصاد التركي داخؿ إطار مف السلاـ قتصاد العراقي والإ، وأف يتطور الإا بالنسبة لتركياتيديدً (1).المتبادؿ

ة ذات الكردية بمقاربتجاه القضية لى مف حكـ حزب العدالة والتنمية تميزت الفترة الأو ا ا تابعً ا لناحية اعتبار إقميـ كردستاف جزءً ا وحاسمً . كاف المشيد العمني حازمً ، عمني وسريوجييف

لمسمطة المركزية في بغداد، بالإضافة إلى العمؿ عمى عرقمة الإقميـ مف الاستحواذ عمى كؿ ذرة مع الأكراد كاف الدعـ التركي التمقائي لبغداد والعلاقة الححيث مقومات الدولة والاستقلاؿ.

ىذه ةبمور إلى 2003غزو العراؽ عاـ أدىكما العراقييف السمة المميزة لأنقرة عمى مدار عقود، إضافة إلىميركي لمعراؽ، مف انفعاؿ الأكراد عقب الغزو الأ التيديدشعرت أنقرة استالنظرية. فقد ا رً و شعولدت الأكراد قد حزب العماؿ الكردستاني مف شماؿ العراؽ الواقع تحت سيطرة أف ىجمات

(2).ا حوؿ ىذه المخاوؼقاتمً

لمضغط عمى 2004في إسطنبوؿ عاـ عقاد قمة الحمؼ الأطمسيستغؿ الأتراؾ انإحيث احتمت المسألة الكردية وتطوراتيا في العراؽ رأس ،الإبف الرئيس الأميركي جورج بوش

ية المتواجدة في العراؽ بملاحقة حزب الأولويات لدى الجانب التركي. كما طالبوا القوات الأميركالعماؿ الكردستاني وتضييؽ الخناؽ عمى تحركاتو وقواعده التي تنشط في شماؿ العراؽ. لقد شكؿ

ففي الوقت الذي سعت الغزو الأميركي لمعراؽ نقطة افتراؽ بيف الرؤيتيف الأميركية والتركية، دركت بأف التطورات أ ف الحكومة التركيةإف ،راؽدفع العممية السياسية في الع إلى الأمريكية الإدارة

. وفي سياؽ استمرار الضغط التركي عمى ضعفت مف مكانتيا ودورىا في المنطقةأفي العراؽ انعكس قوة الجانب الأميركي مف أجؿ الحد مف تطور وتعاظـ الدور الكردي في العراؽ، الذي

داد مف خلاؿ نفوذه ودوره في الحكومة وأصبح حالة وازنة ومؤثرة داخؿ بغ وىيمنة في الإقميـ،

.621 .، صمرجع سابؽأحمد داود أوغمو، ( 1)

(2) Soner Cagaptay and Tyler Evans, op.cit, p. 3.

Page 70: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

67

السادس مف قػاـ رئػيس الػوزراء التركػي رجػب طيػب اردوغػاف في والجمعية الوطنية العراقية، ،والتقى الرئيس الأمريكي جورج بوش الأمريكيةالولايػات المتحػدة إلىبزيػارة 2005حزيراف عاـ

الأمر الذي قد ،ثنيّ إامة الفدراليػة عمى أساس وعبر عف قمؽ بػلاده إزاء مطالػب الأكراد في إق في المستقبؿ. يـستقلالإ إلىؤدي ي

قاـ رئيس ،المقابؿ وبغية الحصوؿ عمى المزيد مف الدعـ الأمريكي لمشروع الفدراليةفي الولايػات المتحػدة الأمريكيػة في أواخر عػاـ إلىبزيػارة ،مسػعود البػارزاني العراؽ إقميـ كردسػتاف

نو رئيس إقميـ وبشكؿ يميؽ باستقباؿ أالػرئيس الأمريكػي جورج بوش عمى واسػتقبمو ،٢٠٠٠لأف المعمومات التي ترشحت ،اينعكس سمبً دوف أف رؤساء الدوؿ، الأمر الذي خمؽ قمقاً تركياً

(1).جتماع تحدثت عف نصيحة لمبارزاني بالتعاوف مع تركيا في ىذه المرحمةمف الإ

بالتسييلات والتقديماتمدعومة تعمؿ ةجديتصاؿ القنوات الإ بدأت 2007العاـ بحموؿ ظيرت نتائجيا في المرحمة الثانية مف العلاقات و ،عمى قدـ وساؽ تركيال لكرديةقتصادية االإ

عممت الولايات المتحدة الأميركية كعرابة ليذا التقارب، .العراؽ التركية مع إقميـ كردستافأمر ميـ لنجاح الولايات المتحدة لإقميمية لكردستاف عمى التعاوف معًامة افمساعدة تركيا والحكو

واستقرار نفوذىا في العراؽ والمنطقة، فيما حميفاف وثيقاف ليا، ويتقاسماف مصالح جيوسياسية حقيقية، وىناؾ دوافع وحاجات مشتركة بيف الطرفيف ميما حاولا إخفاء حاجتيما لتمؾ المصالح

دلة.المشتركة والمتبا

سعت الولايات المتحدة الأميركية لإزالة جميع المعوقات أماـ ىذا التقارب، وحاولت طمأنة الجانبيف وتسريع خطى التصالح بينيما، مدفوعة بالحد مف الخسائر التي راحت تمنى بيا

بغداد يمكف أف يعمؿ كقوة -تصاعد نفوذ طيراف. فمحور أنقرة في العراؽ، وتراجع نفوذىا أماـقرة المتوجسة مف ا لأنضد إيراف لتوفير التفوؽ لواشنطف، وبالتالي ىو شديد الأىمية أيضً توازف

ولا عبر العاصمة بيد أف بمورة ىذا المحور تتطمب مف الأتراؾ أف يمروا أ تمدد نفوذ طيراف.

.60. ص، مرجع سابؽ، عامر كامؿ أحمد( 1)

Page 71: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

68

ة عمى موقع وأىمية ونفوذ إقميـ كردستاف في الخارطة العراقية يعطييا القدر ، لأف الكردية أربيؿ (1)إحداث ىذا التوازف المطموب.

شكمت معضمة كركوؾ القضية الأبرز التي كانت تضغط بشكؿ سمبي عمى تطبيع ، فكركوؾ تمثؿ بالنسبة لمطرفيف أىمية كبيرة عمى عدة ف تركيا وكردستاف العراؽالعلاقات بي

حؿ ىذه وف في وعت خطورة التيادركتو واشنطف التي ، وىو ما أالا يمكف التنازؿ عني ةعدأصبالتالي انعكاسيا تفجير العلاقات الكردية التركية، و التي قد تؤدي إلى شتعاؿ و المعضمة القابمة للإعمى العراؽ الذي أصبحت مسؤولة عنو. وبالفعؿ واشنطف وسيطرتيا قدرةبشكؿ سيء عمى

ا ا مفيدً بيف الطرفيف ومصدرً نجحت واشنطف في رأب ىذا الصدع وجعؿ كركوؾ نقطة تلاؽ مييما.لك

تجاه منيا السياسة الخارجية التركية أىـ القضايا والمسممات الرئيسية التي انطمقتكانت وكركوؾ الأمفىي ،بدايات حكـ حزب العدالة والتنمية واستلامو السمطةفي القضية الكردية

والتوازف مع إيراف. قتصادالإو

فنشط بقوة عمى الحدود ،داستغؿ حزب العماؿ الكردستاني ضمور الدولة في بغدا أولًا،حزب مالتركية العراقية، حيث كانت التقديرات السائدة تشير إلى وجود خمسة آلاؼ مقاتؿ تابعيف ل

مقاتؿ داخؿ تركيا نفسيا. وفي منتصؼ عاـ ئةوثمانمفي جباؿ شماؿ العراؽ، بالإضافة إلى ألؼ ـ اأعمنو في شباط مف ع الذي كاف قد ألغى حزب العماؿ الكردستاني وقؼ إطلاؽ النار 2004، وقد أعقب ذلؾ تصعيد ممحوظ في حدة ووتيرة أعماؿ العنؼ المتبادؿ بيف قوات الأمف 2000

ما ألحؽ أذى ، 2007العمميات أوجيا في عاـ حيث بمغت ىذه التركية وحزب العماؿ الكردستاني أما (2).اا لقوتيولة واستنزافً ا لاستقرار الدا حقيقيً صورة تركيا الأمنية والسياسية وشكؿ تيديدً با قويً

،كراد تركيالأ ا يحتذى بونموذجً ف قياـ دولة كردية قوية مستقمة سيجعؿ منيا إف ،اسياسيً ، الأمر الذي سيجعؿ أمف ووحدة الأراضي التركية وسيحفزىـ عمى السير عمى خطى أكراد العراؽ

.اا محدقً خطرً مسألة التقسيـ مف ويجعؿ ،حقيقي تيديد ا لمعرضً

.31 .، صمرجع سابؽباركي، .ىنري ج( 1) .74 .بيؿ بارؾ، مرجع سابؽ، ص( 2)

Page 72: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

69

أنيا "قمب إلى كركوؾ عمىينظر الأكراد العراقيوف . إذوضعية مدينة كركوؾثانياً، سماىا الرئيس العراقي الراحؿ جلاؿ طالباني، وبالمقابؿ يعتبرىا التركماف موطنيـ أالقمب" كما

ا لا يتجزأ مف أمنيـ القومي. مف ىنا تنبع أىمية كركوؾ التي تتشعب الأصمي والأتراؾ جزءً فط، الأمر الذي يجعؿ قتصاد لغناىا بالنالإالبعد الأوؿ يتعمؽ ب .تصميف ببعضيما البعضمببعديف

ا قتصادية سيمة وبمتناوؿ يد تركيا، وخسارتيا يعني خسارة شرياف حيوي سيؤدي حتمً إمنيا رافعة ا ا تاريخيً موطنً دعاءاتالإ. والبعد الثاني ىو الديموغرافي، حيث تعتبر كركوؾ بحسب أنقرةلأذية

التي نصبت تركيا نفسيا حامية وراعية ومدافعة عنيـ، واليدؼ مف ذلؾ ىو و لتركماف العراؽ، تجاه الكرد. صحيح أف تركيا مع عراؽ ا داخؿ العراؽ سواء تجاه بغداد، أو التركماف جيبً إبقاء

(1).موحد، لكنيا ليست مع ظيور عراؽ قوي

الجديدة بيف تركيا وكردستاف العراؽ لعؿ أفضؿ وصؼ لمعلاقة .قتصاديالإ ثالثاً، البعدما قالو وزير التجارة الخارجية التركي السابؽ ظافر كاغمياف بأف التجارة ىي مفتاح السياسة،

دي يشكؿ بوابة رئيسية لمتبادؿ فالإقميـ الكر (2).وتطويرىا سيسمح بحؿ المشاكؿ بيف الإقميـ وتركيايـ، وأي إغلاؽ أو تيديد قد يتأتى مف ىذا الإقم ،لتجاري ما بيف العراؽ ككؿ وتركياقتصادي واالإ

قتصادية المتاحة لتركيا مف السوؽ العراقية الغنية بالنفط والشديدة ا تعريض العائدات الإيعني حكمً مر لا يقتصر فقط عمى العلاقة والأ .الإعمار التركية لخطر حقيقي وجادالحاجة لشركات البناء و

خاصة دوؿ الخميج الفارسي الغنية و ليشمؿ قمب المنطقة العربية قتصادية مع العراؽ، بؿ يمتد الإبالنفط والطامحة إلى مد أنابيب النفط والغاز إلى أوروبا عبر تركيا بمحاولة منيا لتفادي المرور

ما يجعؿ الملاحة ميددة في ،وتتحكـ بقواعد الإبحار فيو مراقبتو إيرافبمضيؽ ىرمز الذي ت حكـ ا مع سياسة أنقرة كي ا ومتوائمً ا مستقرً عسكري. ىذا المرور يتطمب إقميمً حاؿ تعرضت لأي ىجوـ

لمياه استجرار. إضافة إلى سعي ىذه الدوؿ لإقامة مشاريع الطاقة ا لمصادرا سمسً يؤمف عبورً تركيا العذبة مع ما تحمميا مف إضافة لقوة أنقرة السياسية والاقتصادية.

بيروت، ربيع ، 122، العدد شؤون الأوسط، "سياسية لمبعد الكردي-قراءة جيو"، صابر فوزية( 1)

.114 .ص ،2006ردسػػػػػػػػػػػتاف العػػػػػػػػػػػراؽ.. مػػػػػػػػػػػف العػػػػػػػػػػػداء إلػػػػػػػػػػػى الشػػػػػػػػػػػراكة، موقػػػػػػػػػػػع الجزيػػػػػػػػػػػرة الاخباريػػػػػػػػػػػة، وك تركيػػػػػػػػػػػا(‌2)

https://bit.ly/2xKUZmL. 2018أيموؿ 14تـ الدخوؿ في.

Page 73: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

70

ستثمار في منطقتيـ. ففي العاـ لشركات التركية بالإبقوة لإغراء القد نشط أكراد العراؽ كماعراؽ إلى خمسة بلاييف دولار. ، وصؿ حجـ التعامؿ التجاري التركي مع شماؿ ال2007

، ووصؿ عدد الشركات 2007و 2003ف دولار مف العقود ما بيف بميو 2أنجز الأتراؾ ما قيمتو شركة بناء تعمؿ في 900، بما فييا 2008شركة عاـ 1200التركية العاممة في الإقميـ إلى

(1).بناء المنشآت التي تشمؿ المطارات والمراكز الثقافية والجامعات وشبكات الطرؽ

سقؼ ىذه إلا أف، قتصادية للإقميـ بالنسبة لتركيالكف وعمى الرغـ مف ىذه الأىمية الإقميـ إلى دولة مستقمة ا لمعايير دقيقة، تتصؿ بمخاوؼ تركيا مف تحوؿ الإالعلاقة ظؿ خاضعً

قميـتنامي العلاقات التجارية بيف الإ غير أفومجرياتيا عمى الداخؿ التركي. تنعكس نتائجيا ا في وتركيا، سمح برسـ خطوط جديدة لتعاوف أعمؽ وأكبر بيف الطرفيف ستظير نتائجو لاحقً

، والموقؼ الحاد "بيةالثورات العر "خاصة عمى إثر اندلاع ،بينيما ةالمرحمة الجديدة مف العلاق الذي أخذتو تركيا مف الرئيس السوري بشار الأسد ونظامو القائـ.

أي )ا في العراؽ بالمقارنة مع إيراف التي تربط بينيا وبيف أكثر الطوائؼ عددً ، تركيارابعاعمى أي مف طوائؼ البمد، باستثناء انفوذً علاقة طويمة، لا تستطيع أف تدعي أف ليا (الشيعةفإف تركيا تعمـ أف ،ة العراؽحتى سنّ (2).مف التركماف، وبالتحديد الجبية التركمانية العراقيةشطر

والمركزية الدينية لمرياض بسبب تداخؿ القبائؿ بيف البمديف لمسعودية النفوذ الأقوى عمييـ وذلؾالكبيرة القادرة في العالـ الإسلامي حيث تقع فييا قبمة المسمميف، بالإضافة إلى إمكاناتيا المادية

عمييا لتبنيعمى شراء الولاءات السياسية. وجدت تركيا أف الساحة الكردية ىي الأمثؿ ليا علاقات متينة ت صبح قادرة فيما بعد عمى تفعيميا مف خلاؿ التأثير في القرار العراقي، وقد وجدت

أىميا أف ليا و أو وذلؾ لأسباب عديدة ومتنوعة تغاىا.شخصية وحزب مسعود البرزاني مبفي ستراتيجية نفسيا، وبالتالي فإف السياسات الإالبرزاني وحزبو وتركيا يخضعوف لممظمة الأميركية

ا، العداء المستحكـ بيف الطرفيف الخارجية الكبيرة ستكوف مشتركة ومتقاطعة بيف الطرفيف. ثانيً

.34 .، صمرجع سابؽ، اركي. بىنري ج( 1)

(2) Henri J. Barkey, Turkey And Iraq, The Perils (And Prospects) Of Proximity, op. cit, p. 13.

Page 74: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

71

ة عمى الحكـ، وبالتالي ا، التخوّؼ مف طغياف الأكثرية الشيعيّ ضد حزب العماؿ الكردستاني. ثالثً طغياف النفوذ الإيراني والمصالح الإيرانية عمى الساحة العراقية.

ية المرتفعة، شجعت الطرفيف عمى نسج عوامؿ مجتمعة، مدعومة بالأرقاـ التجار ىذه العلاقة خاصة وقوية، تسمح ليما بتبادؿ المصالح المشتركة، تركيا في وجو إيراف والأكراد في

ب الشيعية الداخمية، كما أف تأثير ىذه العلاقة سيظير بشكؿ أوضح وأعمؽ في وجو الأحزا المرحمة اللاحقة مف العلاقات.

Page 75: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

72

مرحمة تغيرات السياسة التركية تجاه العراق الفصل الثالث

2000 - 2003 نتخابات ا مف نتائج الإالتركية، بدءً -راقيةالعرات كبيرة في العلاقات تغيّ 2010حمؿ عاـ

ا لمحكومة العراقية، وىو ما جاء بنوري المالكي رئيسً ا ا عريضً ا شيعيً العراقية التي أنتجت تحالفً إلى اندلاع المظاىرات الشعبية في تونس ومف ثـ مصر كاف يعاكس الرغبة التركية، وصولًا

ت التي حدثت الأزمات والتداعياسوريا وانخراط تركيا بشكؿ مباشر في وليبيا والبحريف واليمف و عمى خمفية ىذه المظاىرات.

رت يمكف القوؿ بأف سياسة تركيا الخارجية بعد أزمة ما سمي "بالربيع العربي" قد تغيّ لت بشكؿ كبير عما كانت عميو قبؿ ىذه الأحداث التي قد فوجئت بيا عمى غرار الكثيريف، وتبدّ

ىذه المواقؼ خمط بيف الثوابت ا في المواقؼ إلى درجة أف بعض ا وتناقضً ما انعكس ارتباكً وبيف خطوات تكتيكية تدخؿ في ،الأساسية التي حكمت حزب العدالة والتنمية عند استلامو الحكـ

لكنيا كانت كافية لكي تيز مجمؿ ىذه السياسة تجاه الدوؿ والشعوب العربية، ،باب التفاصيؿستراتيجي" الإنظرية "العمؽ وىو ما أصاب صورة تركيا المعتدلة والحيادية بالتصدع، وألحؽ ب

(1)امت عمييا شراكات تركيا مع العرب.الأسس التي ق ا جسيمة بحيث يمكف توقع تصدعأضرارً

8 التصادم مت بغدادىالأول فقرةال

ا التركية وتحديدً -لتركي عمى خصوص العلاقات العربيةنخراط الـ تقتصر تداعيات الإخمية كسوريا والعراؽ، بؿ امتدت لتشمؿ العلاقات تمؾ الدوؿ التي انزلقت في أتوف الحرب الدا

وانعكس توتر (2)ا والجميورية الإسلامية في إيراف.أي روسي ،التركية بجوارىا الإقميمي الوازفالعلاقات التركية مع كؿ مف إيراف وروسيا عمى حجـ التبادؿ التجاري مع أكبر شريكيف إقميمييف

ركية التي فرضت عمى البمديف، حيث تراجع حجـ التبادؿ لتركيا، دوف إغفاؿ دور العقوبات الأميمميارات دولار عاـ 10، إلى حوالي 2012مميار دولار عاـ 22التجاري مع إيراف مف نحو

.769 .ص محمد نور الديف، مرجع سابؽ،( 1)التركية –أزمة السياسة الخارجية التركية وانعكاسيا عمى العلاقات العربية ( فريؽ الأزمات العربي،"2)

.7، ص 2016الأردف، ، 12العدد مركز دراسات الشرؽ الأوسط،، "ودور تركيا الإقميمي

Page 76: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

73

عاـ مميار دولار 24إلى تراجع . وفيما يتعمؽ بحجـ التبادؿ التجاري بيف روسيا وتركيا فقد 2015وىكذا تحوؿ النجاح (1).2012ولار عاـ مميار د 32 قد وصؿ إلى بعد أف كاف 2015

الدبموماسي الذي انتيجو حزب العدالة والتنمية تحت شعار تصفير المشاكؿ مع الجوار إلى ا.محيطيا كمّو تقريبً تدىور حقيقي في علاقة تركيا مع

وراحت تدفع بكؿ ثقميا مف ،أصبحت تركيا شريكة وفاعمة في الأزمة العراقية الداخميةضعافياأجؿ تطويؽ ف السياسي معتمدة عمى المكوّ ،الحكومة المركزية في بغداد ومحاصرتيا وا إلى العراقية-أدى إلى تدىور العلاقات التركية ني، ماوف السياسي السّ ومف ثـ المكّ الكردي أولًا

(2)حد غير مسبوؽ.

عمى المقمب السوري، ظمت حكومة حزب العدالة والتنمية تضغط بشكؿ قوي ومكثؼ أما الذي حدث في الأعواـ إضعافيا وتقوية المعارضة، رغـ الإنفتاح الكبيرمى دمشؽ مف أجؿ ع

ا ا مميزً نتائجو السياسية والاقتصادية والعسكرية تقاربً الذي انعكستو ، السابقة بيف أنقرة ودمشؽمف أجؿ إسقاط النظاـ في إلى دعـ الحراؾ المسمحّ أنقرة بشكؿ سريع انتقمتفبيف البمديف.

ما نتج (3)لحرب ضد الحكومة والدولة السورية،اوتحولت إلى مشارؾ حقيقي وفاعؿ في ،شؽدم (4).قطع العلاقات الدبموماسية بينيماعنو انييار كامؿ لمعلاقات بيف البمديف و

8 تدىور العلاقات السياسيةىالأول نبذةال

2009لأميركية عاـ مع قدوـ الرئيس باراؾ أوباما إلى سدة الحكـ في الولايات المتحدة ابسبب النتائج السمبية التي أعقبت الابف سمفو جورج بوش سياسة واتباعو سياسة مغايرة عف

الأميركي مف العراؽ نسحابالإإلا أف نسحاب العسكري مف العراؽ. قرار الإ سنوات حكمو، اتخذ، وعمى رأسيا حابالفراغ الناتج عف ىذا الانس قوى الإقميمية المحيطة بو إلى مؿءسمح بتمدد ال

.ات العربي، مرجع سايؽفريؽ الأزم( 1)السياسة الخارجية التركية بين البعد الديني والبعد العمماني فترة حكم حزب العدالة طبي لحسف، ( 2)

، مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في العموـ السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر،والتنمية .232 .، ص2014-2015

.14رجع سابؽ، ص ، م( فريؽ الأزمات العربي3)، مركز إدراؾ لمدراسات محددات السياسة الخارجية التركية إزاء سورياالحاج، سعيد( 4)

.2016حمب، ، والاستشارات

Page 77: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

74

مف تركيا والمممكة حاولت الولايات المتحدة الأميركية وبتقاطع مصمحي مع كؿ . (1)إيراف وتركيا ،إبعاد نوري المالكي المقرب مف إيراف عف سدة الحكـ ،موافقة ضمنية مف سوريامع السعودية و ا في تناغمً قد أظير مالكيالف محور الولايات المتحدة. إذ كاف بإياد علاوي المقرب م واستبدالو

إضافة بإسقاط النظاـ في سوريا. ، خاصة بالموضوع المتصؿمواقفو مع الجميورية الإسلاميةلإبقائيـ في إلى رفض حكومتو إعطاء حصانة لمجنود الأميركييف الذيف سعت الولايات المتحدة

)2(حيـ حصانة مطمقة،القوات" التي تمنتفاقية وضع ، عمى غرار "إنسحابقواعد عسكرية بعد الإضمف معاىدات حاولت فرضيا عمى الحكومة العراقية، مستفيدة مف نتائج الانتخابات البرلمانية

غير أف التدخؿ الإيراني السريع (3)الكتمة الأكبر. سنيالعراقية التي منحت علاوي مع التحالؼ الّ ؿ الكتمة النيابية الشيعية نفوذىا داخؿ التيارات الشيعية، أدى إلى إعادة دمج وتشكيتفعيؿ و

عمى رغـ المعارضة (4)لكي لولاية جديدة لرئاسة الحكومة.الأكبر، التي رشحت ودعمت نوري الماا بيف التركية والسعودية الشديدة لعودة المالكي، والتي أسست بدورىا لمعداء المستحكـ لاحقً

الكي استطاع العودة إلى رئاسةالمالكي وأردوغاف، وتأخر تشكيؿ الحكومة ستة أشير، إلا أف المسرعاف ما انيار وانتيى بعد تشكيؿ ،السمطة بالبلاد الحكومة ضمف اتفاؽ سياسي لتوزيع

الحكومة.

كانت عودة المالكي إلى رئاسة الحكومة رغـ معارضة تركيا الحادة لو بمثابة كسر لإرادة ـ اليوة بيف أحداث سوريا لتفاق ثـ جاءت لو،ا شخصيً ا تحديً السياسية التركية واعتبره أردوغاف

. فبينما وقفت تركيا بكؿ ثقميا ضد النظاـ والدولة في سوريا وعممت جاىدة عمى إسقاط البمديفقتصادية والمذىبية الممكنة الوسائؿ السياسية والعسكرية والإ الرئيس بشار الأسد مستخدمة كؿ

كي، وعممت بغداد عمى الوقوؼ إلى جانب ا لمموقؼ التر ا تمامً ا مغايرً والمتاحة، أخذ العراؽ موقفً العسكرية، متماىية مع قتصادية و ى الوسائؿ الممكنة، السياسية والإالرئيس الأسد ودعمو بشت

(1) Stephen Larrabee, Alireza Nader, Turkish – Iranian Relations In A Changing

Middle East, Rand Corporation, California, 2013, p. 11. (2) James Jeffrey, Behind The U.S. Withdrawal From Iraq, The Washington

Institute For Near East Policy, November 2014, p. 2. ‌(3) www.bbc.com/arabic/middleeast/2010/03/100362_iraq_results_tc2.shtml,

accessed on 4 november 2017.

(4) Alireza Nader, Iran's role in Iraq, Rand Corporation, California,2015, p. 6.

Page 78: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

75

دى إلى ى الإقميمية عمى خمفية مذىبية، وأالأمر الذي أدى إلى استنفار القو . (1)موقؼ طيراف ديث شؽ، حيث بدأ الحطيراف وبغداد ودمتصاعد النبرة المذىبية خاصة مف قبؿ المحور المقابؿ ل

كاف لدعـ العراؽ لمدولة السورية الأثر الفاعؿ بمنع سقوطيا و (2)عما يسمى بػ "اليلاؿ الشيعي".لصالح الأطراؼ المدعومة مف تركيا، لا سيما مف خلاؿ التدخؿ العسكري لمكتائب الشيعية

ندة الحكومة السورية بحربيا ضد التي دخمت إلى سوريا لمساو العراقية المدعومة مف إيراف (3)ا.ا وعسكريً المعارضيف، والتي ساىمت حكومة المالكي بتغطيتيا سياسيً

نسحاب الأميركي مباشرة مف بدء تصفية خصومو السياسييف لـ يتأخر المالكي بعيد الإي الذ ، أحد أبرز الوجوه السنيّة في السمطة،طارؽ الياشمي العراقي وعمى رأسيـ نائب الرئيس

وبتحريض مباشر مف ،عتقاؿ واعتراؼ مرافقيو بأعماؿ إرىابيةؼ بحقو بعد اصدرت مذكرة توقي، الذي استقبمو ولـ حيث لجأ إلى إقميـ كردستاف أولا شمي بحسب ادعاء المحكمة العراقية.اليا

والحماية عمى تسميمو لمحكومة المركزية ببغداد، ثـ انتقؿ إلى تركيا التي منحتو الأمفيقبؿ مف قبؿ حكومة بغداد ضد اا لنفوذىا بالتحديد، واصطفافً موجيً أرضيا، معتبرة مسألة اعتقالو

جراءً ،لصالح طيراف المصالح التركية فاقـ لجوء الياشمي المتيـ بقضايا تتعمؽ (4)ا.عدائيً وا دت إلى زيادة تدىور ة المندلعة بيف تركيا والعراؽ، وأبالإرىاب والتفجيرات مف عمؽ الأزم

بشكؿ عاـ مت الرئيس التركي أردوغاف إلى زيادة ىجومو عمى بغداد، وحم العلاقات فيما بينيما (5)عمى المالكي بشكؿ خاص.و

، اسوءً بقبضة حديدية الأزمة الداخمية العراقية زادت محاولة المالكي إمساؾ زماـ السمطةتحسف الحكومة إدارتيا، كما أف إضافة إلى تفاقـ الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي لـ

(1) Soner Cagaptay and Tyler Evans, , op.cit, p. 11.

، الطبعة الأولى، رق الأوسطحذار من الدول الصغيرة، لبنان ساحة معارك الشدايفيد ىيرست، ( 2) .348 .، ص2013دار منشورات الرماؿ، قبرص،

العراؽ وتحديات الأزمة السورية،( 3),http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2012/11/16/

accessed on 14 December 2017. (4) Soner Cagaptay and Tyler Evans, op. cit, p. 4. (5) Ibid.

Page 79: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

76

إلى فيما بعد حتقاف الطائفي الذي ميدة التركي والسعودي زاد مف حدة الإالتدخؿ الخارجي وخاصأماـ ا سنية، وبالتالي انييارىا وسقوطيا سريعً إضعاؼ قبضة السمطة المركزية عمى المناطؽ الّ

، بسبب سياسات المالكي فسياالتصدع الكتمة الشيعية نأصاب داعش فيما بعد. كما اجتياحخصومو، وأدى إلى تباعد ومف ثـ تنافر بيف المالكي والتيار الصدري الذي تجاه الإقصائية

المجمس الأعمى بقيادة عمار الحكيـ، بينو وبيف ومف ثـ (1)،2008تعرض لحممة عسكرية عاـ رغـ حصولو 2014ات ا بإزاحة المالكي عف رأس الحكومة بعيد انتخابوالذي ظيرت نتائجو لاحقً عمى الكتمة النيابية الأكبر.

غاف بدعوة نوري قاـ رئيس الوزراء التركي حينيا أردو 2012عاـ الأواخر أيموؿ مف في في خطوة فيما عدّ حتفاؿ السنوي الذي يقيمو حزب العدالة والتنمية في تركيا، المالكي لحضور الإ

بينما اعتبرىا المالكي مناورة مف قبؿ أردوغاف لرأب الصدع بيف تركيا والعراؽ، اعتبرت محاولة (2)بارتباطو بمواعيد ولقاءات مسبقة. لخدمة أجندتو الحزبية الداخمية، فقاـ برفض الدعوة متذرعًا

قاـ وزير الخارجية التركي الأسبؽ داوود أوغمو بزيارة إلى إذ سرعاف ما لـ يتأخر الرد التركي، بغداد، مرسمة بذلؾ إشارة حازمة لبغداد عمى أنيا مستعدة مدينة كركوؾ دوف المرور بالعاصمة

لمذىاب إلى أقصى حد مف أجؿ حماية مصالحيا في العراؽ. احتجت بغداد بقوة عمى تمؾ ا اعتبرتو تجاوزً وعينت لجنة برلمانية لإدانة تركيا عمى خرقيا لمسيادة العراقية الذي ،الزيارة

(3)مع إقميـ كردستاف عمى حساب بغداد.ركية لتقدـ العلاقات الت السمطتيا، وتكريسً

الإيراني في العراق-8 التنافس التركيةالثاني نبذةال

لآخر، وبرسـ خطوط انية بفيـ الطرفيف لحاجة أحدىما إلى االإير -تتسـ العلاقات التركيةحمراء ت بقي العلاقة بيف البمديف خاضعة لسقفيا، بحيث لا تخرج عف حدود تمؾ الخطوط ميما

اعدت المصالح واختمفت. والثابت في ىذه العلاقات، أنيا تتعاطى مع ساحات التلاقي تب، مما سمح باستمرار قياـ شبكة كؾ ومنفصؿ، أي مع كؿ ساحة عمى حدةوالتصادـ بشكؿ مف

(1) Harith Hasan Al-Qarawee, Iraq's Sectarian Crisis, Carnegie Middle East

Center, Beirut, 2014, p. 6.

(9) Stephen Larrabee, Alireza Nader, op.cit, p. 1. (3) IBID, p. 7.

Page 80: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

77

مصالح متقاطعة ومعقدة بيف البمديف. تركيا تستفيد مف النفط والغاز الإيراني القريب والرخيص، يراف تستفيد مف تركيا كمنفذ ومنقذ في آف مف كماشة العقوبات ومف السوؽ الإير انية الكبيرة، وا

ا لممممكة السعودية عمى الساحة ا قويً ومف كونيا منافسً قتصاد الإيراني،ربية عمى الإالأميركية الغ بسط النفوذ وتحجيـدوف إغفاؿ الطرفيف محاولة انتياز الفرص الإقميمية الممكنة مف أجؿ نية،السّ

ورية، حيث اندفع كلا الطرفيف ا عمى الساحتيف العراقية والسوىذا ما ظير جميً الطرؼ المقابؿ.في العلاقات ا ا وتعقيدً ما انعكس توترً ماية نفوذه عمى ىاتيف الساحتيف، ثقمو مف أجؿ بسط وحب

نزلاؽ إلى ساحة الصداـ المباشر بينيما.بيف البمديف، دوف الإ

فإنو ىا منظور راؽ مف أجؿ حماية أمنيا القومي، ومف ا عف العترى إيراف أنو لا غنى ليلتجربة المريرة التي مف الأىمية بمكاف أف يظؿ العراؽ دولة صديقة ومقربة لإيراف، خاصة بعد ا

كمؼ امسمحً اوالتي نتج عنيا صدامً ،خلاؿ حكـ الرئيس العراقي الراحؿ صداـ حسيف عاشتياقتصادية. كما أف العوامؿ ؼ الإا بالأرواح والعتاد والأكلاظة جدً باى االجميورية الإسلامية أثمانً

إذ تحتضف مدينتا النجؼ وكربلاء جنوب العراؽ ا تأثيرىا عمى السياسة الإيرانية،الدينية أيضا ليا عمى المقمب الآخر، فإف لأنقرة أيضً (1)يعة.مف أكثر المواقع الإسلامية قدسية لدى الشاثنيف

لا يتحوؿ العراؽ إلى تابع لمسياسة الإيرانية في أالعراؽ، وعمى رأسيا اليامة في مصالحياا في ميزاف القوى لصالح إيراف، بينما تسعى تركيا إلى جعؿ المنطقة، الأمر الذي سيخمؽ اىتزازً

. غير أف تركيا تفتقر إلى ما لدى إيراف مف قتصاديةالسياسية والإ يامصالحيتوافؽ مع العراؽ (2)مة الشيعية الرئيسية في العراؽ.صمة مع الأحزاب السياسية والجيات الفاععلاقات وثيقة ال

يراف بعد عاـ منيما إلى ، إذ عمدت كؿّ 2010وقد ازدادت حدة التنافس بيف تركيا وا ، حيث دعمت إيراف الأحزاب 2010دعـ الكتؿ السياسية المعارضة خلاؿ انتخابات عاـ

الكتمة السنية الوازنة. ورغـ محاولات ؼ الوطني العراقي ذاتركيا الائتلاالشيعية، في حيف دعمت ضفاء طابع غير استيعاب المكوف الشيعي مف خلاؿ إ الوزراء التركي حينيا أردوغاف رئيس

علاف د ،تجاه العراؽطائفي عمى سياستو عمو لو في مف خلاؿ استقباؿ المالكي في أنقرة وا

(1) Stephen Larrabee, Alireza Nader, p. 11. (2) op.cit, p. 12.

Page 81: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

78

يث ا حا كبيرً تركيا مع الحكومة المركزية شيد تدىورً غير أف علاقة (1)تشكيؿ الحكومة الجديدة،قاب بؽ نوري المالكي إلى تعزيز علاقاتو مع إيراف في أععمد رئيس الوزراء العراقي الأس (2)الانسحاب الأميركي مف العراؽ.

ف الوجود الأميركي مظمة لمدور التركي في العراؽ، فالولايات المتحدة ىي حميؼ أمّ ، التركي والعراقي، وكاف ليا دور بارز في منع تفجر العلاقات بينيما خلاؿ مشترؾ لكلا الطرفيف

عبر ومف ثـ دفعيما لمتنسيؽ سواءً تي مرت بيا العلاقة بيف الجانبيف.العديد مف الأزمات اليجاد حالة مف التنسيؽ المشترؾ أو تشكيؿ لجنة ثلاثية لمكافحة حزب العماؿ الكردستاني، وا

غير أف انسحاب القوات الأميركية أخرج ىذه المظمة (3)القضايا الإقميمية.اوف عمى مستوى التعنسحاب مف ىذا الإعزز مى المقمب الآخر،عز الفاعمية مما فاقـ تأزـ العلاقة بيف البمديف. مف حيّ

مة المركزية في ، حيث توجيت الأحزاب الشيعية في الحكو أكثر مف السابؽ قوة ونفوذ إيرافما وأسمحة ومستشاريف ميدانييف. ا ا فنيً لمنحيا استراتيجية عسكرية سميمة ودعمً فالعراؽ إلى إيرا

لمحرس الثوري القدس التابع قوةزاد مف نفوذ الشخصية الإيرانية الأبرز قاسـ سميماني قائد (4)سياسي.راني في الشقيف العسكري والالإي

عد عمى عدـ تفكؾ الجبية حديف. فمف جية سا ف النفوذ الإيراني كاف ذايمكف القوؿ بأإثر اجتياح داعش الدعـ السريع والفعاؿ لمعراؽ ا مف خلاؿلاحقً ذلؾ الشيعية الداخمية، وتجمى عمى أرض العراؽ امذىبيً استنيض خصوـ إيراف لمواجيتيا في المقابؿ ولمناطؽ واسعة منو، لكن

زماتيا الداخمية والخارجية.ومف خلاؿ مكونات عراقية، الأمر الذي أرىؽ بغداد وزاد مف تفاقـ أ

8 تعامل تركيا مت حركات الربيت العربيةالثالث لنبذةا

كاف لمتظاىرات العربية التي اندلعت الأثر البالغ عمى إعادة تموضع السياسة الخارجية التركية التي شعرت بداية بالارتباؾ كسائر دوؿ المنطقة والقوى العالمية، ثـ ما لبثت أف تداركت

خلاؿ استثمار ىذه التحولات الجارية لصالحيا، مدفوعة بتقدـ الإسلامييف في العديد ف م ،الأمر

(1 ) Soner Cagaptay and Tyler Evans, op. cit, p. 16. (2 ) Stephen Larrabee, Alireza Nader, op.cit, p. 1.

.113 .محمد عربي لادمي، مرجع سابؽ، ص( 3) (4) Nader,Alireza, Irans Role In Iraq, op.cit, p. 7.

Page 82: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

79

مف تمؾ الدوؿ عمى رأسيا تونس ومصر. ىذه التحولات أشعرت القادة والساسة الأتراؾ وعمى رأسيـ أردوغاف بفائض مف القوة والييمنة، سمح ليـ بتقديـ الأوامر والنيي والتدخؿ المباشر في

ف لكف القراءة المتعجمة لمساسة الأتراؾ، جاءت بنتائج عكسية لـ تمبث أ (1)سوريا والعراؽ.مف كؿ ا العراقية.التونسية والمصرية والسورية وأخيرً مف الساحات ظيرت مفاعيميا في كؿ

بالربيع مي "بعد بدء مرحمة ما س ، لا سيما2011ا بعد العاـ ر المشيد وانقمب جذريً تغيّ في التغمغؿ داخؿ التركية كانت تظير ملامح الرغبة 2010و 2002ف عامي بيف. "العربي

قامة علاقات مع مكوناتيا الإجتماعية المتنوعة، العرقية والإالمجتمعات العرب ثنية والثقافية. ية وا وبرز ذلؾ في زيارات متعددة لوزراء ومسؤوليف أتراؾ لمكونات مف أصؿ تركي في العراؽ وسوريا

ولبناف.

حالة التصعيد ذروتيا بيف أنقرة وبغداد حيف أصدر مجمس الوزراء العراقي في بمغتبمقاطعة الدعوات الموجية مف السفارة أو القنصميات التركية بسبب قراراً 2012تشريف الأوؿ

المواقؼ غير الودية والتجاوزات الصادرة عف الجانب التركي تجاه العراؽ. ولـ يتوقؼ التراشؽ بيف حكومة 2012 مف عاـ قد اتيـ رئيس الوزراء التركي السابؽ أردوغاف في تشريف الثانيف ،البمديف

بيف بغداد وحكومة إقميـ عقب اشتداد التوتر ،المالكي بالسعي إلى إثارة حرب أىمية في العراؽ (2)كردستاف.

عممت تركيا عمى إضعاؼ السمطة المركزية في بغداد مع اندلاع أزمة المحافظات السنية إنشاء تنظيمات مسمحة، أنشأت تحت حيف عمدت إلى ي العراؽ. وعمى غرار تجربتيا في سورياف

ذريعة محاربة داعش ما يسمى "حرس نينوى"، وىي عبارة عف ميميشيا تابعة لأثيؿ النجيفي حميؼ ا إلى سياسة التدخؿ العسكري المباشر بدؿ سياسة الوكلاء، حيث تركيا المقرب. ثـ انتقمت لاحقً

،ا ليا ىناؾإلى منطقة بعشيقة شماؿ غرب الموصؿ وأقامت معسكرً 2015ت في العاـ دخم

سات "محددات الموقف التركي من الأزمة السورية8 الأبعاد الآنية والإنعكا عمي حسيف باكير،( 1)

.626 .ص ، مرجع سابؽ،المستقبلتحديات الحاضر ورىانات 8العرب وتركيا المستقبمية"، .108ص. ، مرجع سابؽ منى حسيف عبيد،( 2)

Page 83: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

80

ا في الآليات جديدً ورفضت مغادرتو رغـ مطالبة الحكومة العراقية ليا بذلؾ. وقد كاف ىذا تحولًا (1)خارجية بشكؿ عاـ.تنفيذ سياستيا الالمتعبة ل

كيا والعراققتصادية بين تر 8 تراجت العلاقات الإةالرابع نبذةال

قتصادية والتجارية بيف تركيا والعراؽ قفزات نوعية منذ وصوؿ حزب سجمت العلاقات الإلكف تدىور ، قتصادي عمى تمؾ العلاقةلى السمطة. فقد استحوذ العامؿ الإالعدالة والتنمية إ

الوضع الأمني بعد اجتياح داعش لمناطؽ واسعة مف العراؽ، وتطور العلاقات السياسية ارية لأنقرة مع إقميـ كردستاف في مقابؿ توتر العلاقات بيف بغداد وأنقرة، كميا عوامؿ ساىمت والتج

في تراجع قيمة التبادؿ التجاري بيف بيف المركز وأنقرة.

، كاف العراؽ 2015قتصادية مصمحة أمنية حيوية لتركيا. ففي عاـ تعتبر العلاقات الإ (2)ي الصادرات.مميار دولار( مف إجمال 8,56)% 5.9ثالث أكبر شريؾ تصدير لتركيا بحصة

لكف ما يجب التوقؼ عنده ىو أف ىذا المسار التصاعدي في تطور العلاقات التجارية بيف راح يتبدؿ مف كوف بغداد ىي مركز العراؽ وتركيا والذي انطمؽ مع قدوـ حزب العدالة والتنمية،

كانت بغداد تتقاسـ مناصفة مع إقميـ 2007، لصالح إقميـ كردستاف العراؽ. ففي عاـ الثقؿلصالح الإقميـ عمى تميؿكردستاف قيمة الصادرات التركية إلى العراؽ، ثـ راحت ىذه النسبة

2013عاـ % 67 ولتبمغ % لصالح الإقميـ،61حساب بغداد، حيث تطورت ىذه النسبة لتصبح (3)أيضا لصالح الإقميـ.

رة وكردستان العراق8 تطور العلاقات بين أنقةالثاني فقرةالا أف آليات وأساليب واضحً بات منذ قدوـ حزب العدالة والتنمية إلى السمطة في تركيا

أدخؿ حزب العدالة إذ تجاه الأكراد قد اختمفت عف السابؽ. مقاربة الحكومة التركية الجديدة

مجمة المستنصرية ،"خيارات تركيا نحو العراق بعد تحرير الموصل"شيماء معروؼ فرحاف، ( 1)

.12ص. ،2017، 57، بغداد، العدد لمدراسات العربية والدولية(2) William Robert Lynch, From 2002-2017 To What Extent Has Turkish Security

Policy Been Effective, school of advanced military studies, Kansas, 2017, p. 33. (3) www.tandfonline.com/doi/pdf/10.1080/19436149.2017.1418206?needAccess=true,

accessed on 12 May 2018.

Page 84: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

81

عصبية القومية ريده لموالتنمية البعد الإسلامي الجامع في مقاربتو ليذه القضية، مع محاولة تبسياستو عمى اعتبار أنو يرفع الشعار الإسلامي الجامع كواحدة مف أدوات (1)تجاه الأكراد،التركية

ما خص الداخؿ والخارج التركي، فأطمؽ مشروع " الوحدة والأخوة الوطنية" في التي انتيجيا فيأما دعائية والإعلامية،مف الناحية ال ىذا (2)فتاح داخمي بيف القوميات التركية.سبيؿ إحداث ان

قتصاد وتداخميما، كانت المحرؾ اقعية والفيـ لعوامؿ السياسة والإا فإف المقاربة الو عملاتيً الأساسي لمقاربات تركيا الجديدة.

التقارب الأولى الجدية في العلاقات بيف بدأت مرحمة 2007يمكف القوؿ أنو منذ عاـ قميـ كردستاف الأكراد، ودفعت لو وشجعتو الولايات المتحدة الأميركية، اىي بدأالعراؽ، والت تركيا وا

بغداد المركزية. ولتنفيذ ىذه كوسيمة لموازنة النفوذ الإيراني في العراؽ ومقاومة نزعاتقتصادية كبيرة ة إقميـ كردستاف بتقديـ إغراءات إستراتيجية التدريجية لكف الناجحة، قامت حكومالإ

كبرى إلى الشركات التركية. مف جانبيا عممت واشنطف بدوف كمؿ لتركيا مثؿ منح مشاريع بناء (3)ـ الأمس.لتعزيز ىذا التقارب بيف خصو

". فقد الربيع العربي"ستقرار الإقميمي الذي أطمقو ، ىو عدـ الإالعامؿ الثاني والمستجدا حيف ازداد استياؤىنظاـ الرئيس الأسد في سوريا، و قفت تركيا في الصؼ الأمامي لمعارضي و

جراءات دعمت الحكومة السورية والرئيس الأسد ى وساىمت إل ،أطمقت طيراف سمسمة مواقؼ وا ما زاد تركيا قناعة بأف لإيراف النفوذ الأقوى عمى بغداد التي تماىت مع حد كبير بمنع سقوطو،

ما أقمؽ تركيا وأشعرىا إلى جانب حكومة الأسد في دمشؽ، افوقفت أيضً ،الموقؼ الإيرانيدفعيا إلى البحث عف حمفاء لمواجية ىذا المحور، بما الميزاف الإقميمي لصالح طيراف، و اىتزاز ب

(4)كردستاف والعرب السنة في العراؽ. في ذلؾ حكومة إقميـ

مركز ، "حزب العدالة والتنمية والسياسة الخارجية التركية في الشرق الأوسط"غونيس مراد تيزكور، (1)

.9ص. ، 2016ات والتخطيط، بغداد، أيار ترجمة وتحرير مركز البياف لمدراس البياف لمدراسات والتخطيط، .69محمد زاىد جوؿ، مرجع سابؽ، ص (2)

(2) Soner Cagaptay and Tyler Evans, op. cit, p. 1. (3) Ibid, p. 1.

Page 85: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

82

، أصبح رئيس الوزراء آنذاؾ رجب طيب أردوغاف أوؿ رئيس وزراء تركي 2011عاـ الذي قد حضر افتتاح مطار أربيؿ الدوليو ،يوفي يسيطر عمييا الأكراد العراقيزور المنطقة الت

التركية. وخلاؿ زيارة أردوغاف إلى أربيؿ، قاؿ رئيس إقميـ Makyol Cengiz شيدتو شركةستبني رة يازلقد أف ىذه انعت ننح ،"نعتبر ىذه لحظة تاريخية لمغاية البارزاني: العراؽ كردستاف

يـقمإ نبيصوص( لخاجو و)عمى كيا و رتاؽ ورلعا نلثنائية بيت العلاقاا نما جدً ا صمبًا رًجسمسعود برزاني ورئيس حكومتو العراؽ كردستاف إقميـ ذلؾ رئيسد بعـ قا (1).كيا"رتف وستاكرد

صمة تعزيز العلاقات الثنائية مف أجؿ موا ،2012أيار في ة رنقرة أيازبنجيرفياف برزاني قميـ كردستاف العراؽ. وفوالإ ، زار بارزاني أنقرة مرة أخرى 2014ي عاـ قتصادية بيف تركيا وا

(2).لمناقشة التعاوف الاقتصادي والطاقة والتعاوف العسكري

ستقرار تركيا عمى الصعيد الداخمي8 إىالأول نبذةال

مف السياسة الداخمية والتطورات الإقميمية. اكاف الدافع وراء تغيير سياسة تركيا مزيجً جعؿ ماإعادة تقويـ سياستيا في العراؽ، لداخمية دفع تركيا إلى فتغيير الديناميكيات الإقميمية وا

يراف.ستراتيجيً ا إحكومة إقميـ كردستاف حميفً ا كمصدر بديؿ لمطاقة، في ظؿ تحالؼ بغداد وا

في المجاؿ السياسي الداخمي، شعرت تركيا باستقرار داخمي بعد أف منحت حكومة حزب ما أزاؿ ىاجس الخوؼ ا أوسع مف ذي قبؿ، ا وثقافيً سياسيً العدالة والتنمية السكاف الأكراد تمثيلًا

التي أدت عممية السلاـ لقدمف التحاؽ أكراد تركيا بأكراد العراؽ الذيف يتمتعوف باستقلاؿ أكبر. تمثؿ بأفلأحزاب سياسة كردية مثؿ حزب الشعوب الديمقراطي، استمرت لسنوات إلى السماح

(1) “Barzani and Erdogan Open Erbil International Airport and Turkish Consulate,” Iraq-

Business News, 31 March 2011, http://www.iraq-businessnews.com/2011/03/31/barzani-and-erdogan-open-erbil-intl-airport-and-turkish-consul- ate/?utm_source=twitterfeed&utm _medium=twitter%20, accessed on 21 May 2018.

(2) Christina Bache Fidan, Turkish business in the Kurdistan region of Iraq, op. cit, p. 119.

Page 86: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

83

الأمر قة سياسية وسممية، عمى التعبير عف ذاتو وىويتو بطري اقادرً الذي أصبح المكوف الكردي (1)والمجتمع التركي. دمج ىذا المكوف في السياسة ساعد عمىي الذي

وعلاوة عمى ذلؾ، فإف لنخب حزب العدالة والتنمية فيـ مختمؼ لما يشكؿ الأمة التركية عمى تركيا التأكيد عمى عنصر فوفقا للأخير، لنخب الكمالية مف الحقبة السابقة.بالمقارنة مع ا

وىذا خطأ فاقـ مف الخلافات بيف الأكراد والأتراؾ لعقود طويمة مف حياة الجميورية ،العرؽوبدلا مف ذلؾ، ذىب حزب العدالة والتنمية إلى التركيز عمى اليوية الدينية للأكراد بيدؼ التركية.

احد، وعممنا واحد، والفاتحة وياسيف فوطننا و سيس قواعد جديدة لمعلاقة معيـ، "استقطابيـ وتأ (2)ننا فمماذا الخلاؼ" بحسب أردوغاف.مشتركة بي

عطاء صوت للأكراد، في استفاد حزب العدالة والتنمية مف الخطاب الديني الجامع وا نقلاب عمى العممانية والقومية التي يتبناىا حزب العماؿ ع المحافظيف مف الأكراد بالإمحاولة لإقنا (3)لحركة السياسية الكردية المعارضة.وبالتالي تقويض نفوذ ا ،الكردستاني

وتبمور نظرتو ،كما أف الدور المتغير لمجيش التركي في الساحة الداخمية والمجتمعتجاه القضية ي تغيير سموؾ الحكومة التركيةف ساىما ،الجديدة إلى الصراع التركي الكردي

الخارجي في كردستاف لحاؿ عمى الإمتداد الكرديالتي انعكست بطبيعة االكردية الداخمية، و سنوات الخمسة والعشروف مف الصراع المسمح بيف الجيش التركي والثوار الأكراد الالعراؽ. كانت

أف إدارة ىذه القضية غير ممكف حميا ،كافية كي تدرؾ المؤسستاف السياسية والعسكرية في أنقرةوىذا ما عممت عميو ربة سياسية واقتصادية وثقافية. قامف خلاؿ العمؿ العسكري، بؿ لا بد مف م

ؿ التعاوف بيف الطرفيف لتقويض تحرؾ تركيا. كما أف انفتاح أنقرة عمى كردستاف العراؽ، سيّ ومجاؿ عمميات حزب العماؿ الكردستاني ضد الجيش التركي.

(1) Alireza Nadar, Larry Hanauer, Brenna Allen, Ali Scotten, Regional implications

of an independent Kurdistan, Rand Corporation, California, 2016, p. 58. العربي للأبحاث المركز تركيا والأكراد8 كيف تتعامل تركيا مت المسألة الكردية؟،عقيؿ محفوض، ( 2)

.69 .، ص2012ودراسة السياسات، الدوحة، . 21 .ص مرجع سابؽ، ،أفريف بالتا( 3)

Page 87: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

84

عطاء صوت لمطالبيـ مثّؿ استراتيجية ناجحة لحزب إف معالجة القضية الكردية وا ا وأيضً ،عمى الحد مف سمطة الجيش وتدخمو في السياسةذلؾ ىـ العدالة والتنمية، فقد ساعد

توسيع دائرة شعبية الحزب في جنوب شرؽ تركيا، فقد شجع خطابو السياسي، الذي بنى رؤيتو نفتاح والمشتركات الدينية والثقافية والتاريخية،ة عمى أساس التقارب والتسوية والإلمسياسة الداخمي

أظيرت نتائج لصالح الحزب. إذالميوؿ الدينية والمحافظة لدى شريحة كبيرة مف الكرد وجذبيـ نتخابي والتأييد ، تعاظـ الوزف الإستفتاء العاـ عمى التعديلات الدستوريةالإنتخابات المحمية والإ

وبينما انخفض تصور التيديد الداخمي، انخفضت (1)لسياسي لمحزب في الأوساط الكردية.اتحاد الأوروبي اعتبر الإنضماـ للإالضرورة المتصورة لقياـ الجيش بتنظيـ السياسة، وقد

ا لمعالجة القضية الكردية في استراتيجية ميمة، ليس فقط لمحد مف سمطة الجيش، ولكف أيضً (2)ة السياسية الديمقراطية.ار العمميإط

عراق8 المصالح المشتركة بين تركيا وكردستان الةالثاني لنبذةا

ا، تتشارؾ تركيا مع حكومة إقميـ كردستاف مصالح واىتمامات إقميمية دفعتيما إلى خارجيً التقارب، خاصة مع دخوؿ العراؽ وسوريا في دوامة عنؼ داخمية مع بدء موجة ما يسمى بالربيع

قميـ كردستاف شعباف ذو عف ادعاءات غالبية سنية، بغض النظر االعربي. فمكؿ مف تركيا وا لتزاـ المفظي باليوية الإسلامية، إضافة إلى كونيما يقعاف تحت المظمة اف المتكررة الإأردوغ

الأميركية عينيا ويسعياف لمتقارب المستمر والوثيؽ مع أوروبا بشكؿ أساسي. نتيجة لذلؾ، شعرت ة كؿ مف أنقرة وأربيؿ بالقمؽ مف توسع نطاؽ الجميورية الإسلامية في إيراف ضمف الإقميـ، والييمن

عمى الحكومة المركزية ببغداد، والآثار منة الإيرانية بحسب ادعاء أنقرة الشيعية، بالإضافة لميي ة لمتدخؿ في كؿ مفتمدد داعش كذريع تالمترتبة عمى سحب القوات الأميركية مف العراؽ وأخذ

(3)العراؽ وسوريا.

لخارجية لكؿ مف عمى ىذا الأساس يمكف ملاحظة التقاء المصالح والتغيرات الداخمية واتي وفيـ العوامؿ التي دفعت إلى ىذه المقاربة الجديدة في العلاقة بينيما، وال ،تركيا وكردستاف

.108 .مرجع سابؽ، ص ،محفوض عقيؿ( 1) .21مرجع سابؽ، بالتا، فريف( ا2)

(3) Alireza Nadar, Larry Hanauer, Brenna Allen, Ali Scotten, op. cit, p 60.

Page 88: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

85

ستراتيجي، بؿ أبعد مما كاف يمكف تخيمو قبؿ وصوؿ حزب وصمت إلى مراحؿ مف التحالؼ الإلتقوية إقميـ العدالة والتنمية. وليس مف المبالغة القوؿ، بأف تركيا ساىمت بشكؿ فعاؿ وعممي

وجيشًا واقتصادًا، وكانت الفاعؿ الأىـ في بناء كؿ مقومات الدولة ليذا كردستاف وحكومتو، قيادةً عمى الانفصاؿ عف العراؽ. لقد تطورت العلاقات بيف ا قادرً فييا أصبح لإقميـ والعبور بو لمرحمةا

معيد الدولي لمتكنولوجيا، بحيث مف الة مذىمة، كما تقوؿ ناتالي توتشي تركيا وشماؿ العراؽ بوتير ستقلاؿ بشكؿ أكبر، وىو ما أعرب عنو زوع إقميـ كردستاف نحو الإأدت السياسات التركية إلى ن

اعتقاده بأنو عمى الرغـ مف أف تركيا قد لاب كردستاف السابؽ مسعود البرزانيرئيس حكومة إقميـ (1)ستاف مستقؿ، ولكنيا لف تعارض ذلؾ.تساعد في ظيور كرد

سعت أنقرة وأربيؿ إلى علاقات أوثؽ نتيجة لاستمرار مصالح سياستيما الخارجية، لا سيما عزؿ نفسييما عف الأزمة السياسية التي عصفت ببغداد بيف مكونات الحكـ، والعنؼ الذي

بالإضافة إلى واشتداد الحرب الداخمية السورية. يا وعف التحريض الطائفي والمذىبي،نتج عنلبيع نفطيا عف طريؽ تركيا لاستغلاؿ ىذه الموارد عمى كلا الجانبيف، والعمؿ عمى حاجة أربيؿ

ا تقويض المجموعات الكردية المعارضة في كؿ مف تركيا وسوربا. لقد استنتج القادة الأتراؾ وفقً مسار حكومة للأستاذ في جامعة إكستير غاريث ستانس إيد، أف انخراط تركيا بشكؿ نشط في

ا الناشئة بطرؽ تعزز ستقلاؿ، سيمكف أنقرة مف تشكيؿ وتصميـ جارتينحو الإ إقميـ كردستاف (2)مصالح تركيا.

حدث عدد مف 2011مع انسحاب القوات الأميركية المقاتمة مف العراؽ نياية العاـ التطورات التي أدت مجتمعة إلى تغيير العلاقة الثلاثية بيف تركيا وحكومة إقميـ كردستاف

زية في بغداد. أحد ىذه التطورات ىو التطور الإيجابي السريع بيف تركيا وحكومة والحكومة المركا بعد ، لكنو ازداد زخمً نسحاب الأميركيا قبؿ الإتحوؿ بدأ كما ذكرنا سابقً إقميـ كردستاف. ىذا ال

يو التدىور فالتطور الثاني أما ا واقتصاديًا. نسحاب وأدى إلى احتضاف تركيا للإقميـ سياسيً الإالتي اتيمت "الشيعة" المتحالفيف مع طيراف بالسيطرة ،ذي أصاب العلاقة بيف بغداد وأنقرةال

(1) Ibid, p. 63. (2) Alireza Nadar, Larry Hanauer, Brenna Allen, Ali Scotten, op. cit, p. 64.

Page 89: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

86

يعمييا، مضافً ماف أنقرة بأف أعماؿ وسموؾ حكومة ا إليو مركزية السمطة المتزايدة بيد المالكي وا (1)ية نفوذ ومصالح إيراف في المنطقة.لا تخدـ مصالح تركيا بؿ تعمؿ عمى تقو ىذا الأخير

عمى إثره ، قاـ الجيش العراقيعمى الموصؿ شف داعش ىجوماً 2014ي حزيراف فعمى ما تبقى مف قوات البشمركة ووضعت يدىا مكانو نسحاب مف كركوؾ، فحمت مباشرةبالإ

عاـ مف النضاؿ بالنسبة للأكراد. لقد كاف ىجوـ 100وىو حمـ تحقؽ بعد ،حقوؿ النفط ىناؾوقع لحكومة إقميـ كردستاف التي استشعرت الخطر الحقيقي ا غير متداعش عمى الموصؿ حدثً

(2).ؿ سنجار وتيديدىا المباشر لأربيؿبعد وصوؿ داعش وسيطرتيا عمى جبا

ا عندما تعرضت أربيؿ ليجوـ داعش. في البداية أدى ىذا ى مختمفً أخذت الأحداث منحً طير وحاد، بسبب تأخر اليجوـ إلى تدىور العلاقة بيف تركيا وحكومة إقميـ كردستاف بشكؿ خ

أنقرة في نجدة الإقميـ، وعدـ وصوؿ نوعية المساعدات التركية إلى مستوى توقعاتو. لكف فيما حتقاف، ميدانية ساعدت عمى تبريد ىذا الإ بعد، حاولت تركيا تيدئة كردستاف مف خلاؿ إجراءات

ئر والأسمحة الخفيفة كنقؿ جرحى البشمركة لممعالجة داخؿ المستشفيات التركية مع إرساؿ الذخامف خلاؿ بوابة ىابور الحدودية، وتقديـ بعض الدعـ المالي إلى أربيؿ، إضافة إلى استمرار تدفؽ النفط دوف انقطاع مف الإقميـ إلى مرفأ جيياف التركي، مما أعاد تصويب العلاقة إلى مسارىا

كثر فاعمية ضد كؿ أانخرطت تركيا بش (3)فتح أبواب التعاوف لمتصدي لداعش. وأعاد ،الأوؿسمحت بعد أف أعمنت الحرب عمى التنظيـ المتشدد، ثـ 2015اـ داعش في منتصؼ الع

التنسيؽ ما زاد مف وتيرة لجوية في حربيا عميو، المتحدة باستعماؿ قاعدة إنجرليؾ ا لمولايات (4)الأمني بيف أنقرة وأربيؿ.

(1) Bill Park, Turkey-Kurdish Regional Government Relations After The U.S.

Withdrawal From Iraq: Putting The Kurds On The Map, U.S. Army War College, Strategic Studies Institute, Carlisle, 2014, p. 4.

(2) Cale Salih,Turkey The Kurds, And The Fight Against Islamic State, European Council On Foreign Relations, September 2015, p. 6.

(3) www.al-monitor.com/pulse/originals/2015/07/turkey-iraq-syria-kurdishindependence-help-war-against-isis.html, accessed on 30 December 2015.

(4) Merve Tahiroglu and Jonathan Schanzer, op. cit, p. 16.

Page 90: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

87

8 الطاقةةالثالث نبذةال

كمحرؾ لاستراتيجية تركيا الخارجية. لقد جاء حزب مما لا شؾ فيو أف الطاقة عممتالعدالة والتنمية بتحوؿ اقتصادي إيجابي كبير ساىـ برفع شعبيتو واستحواذه عمى السمطة دوف

، ومكنّو مف مواجية جميع خصومو في السياسة والقضاء والعسكر. ىذا التحوؿ والتطور منازعا. إف واردات الطاقة في المائة سنويً 8-6دؿ المتنامي أدى إلى ارتفاع استيلاؾ الطاقة بمع

ضاعؼ اعتمادىا عمى تساب الجاري الكبير في تركيا، بؿ المتزايدة لا تؤدي فقط إلى عجز الحيراف، والمذاف يمثلاف الثقؿ الحقيقي لمحد مف طموحات وتمدد مورديف ميميف لمطاقة ىما روسيا وا

، غير أف لتنمية مف مبدأ تصفير المشاكؿتركيا الإقميمي. انطمقت سياسة حزب العدالة وا توييفوببساطة، عمى المس ر عكسي لمسياسة الخارجية التركية.نتفاضات العربية أدت إلى تغيالإ

الإقميمي والعالمي، وضع المستنقع السوري تركيا في مواجية التحالؼ الموضوعي بيف روسيا يراف الداعميف لمنظاـ السوري، إضافة إلى المفاوضات بيف تركيا وروسيا وأذربيجاف التراجع فيوا

يراف حوؿ خط أنابيب نابوكو قتصادي المقترف بالتفكير ب المنطقي الإوبالتالي، فإف السب (1).وا ستراتيجي قد دفع أنقرة إلى السعي في تنويع مصادر الطاقة لدييا. -الجيو

مف روسيا %58بتو تؤمف تركيا حاجتيا مف الغاز الطبيعي مف خلاؿ استيراد ما نس ،% مف نيجيريا. أما بالنسبة لمنفط3% مف الجزائر و9% مف العراؽ و9% مف إيراف و19و

لذا (2)% مف المممكة السعودية.15إيراف و % مف28% مف العراؽ و32ما نسبتو فإنيا تستوردإف احتياطات العراؽ مف النفط والغاز، والذي يقع الكثير منيا في شماؿ العراؽ الواقع تحت ف

ستراتيجي الواضح والبديؿ لتركيا. وقد لاقت سياسة كردستاف السيطرة الكردية، مثمت الخيار الإ

المركز العربي بغداد،-أربيل-قضايا الطاقة والسياسة عمى محور أنقرةعبد الحكيـ خسرو جوزؿ، ( 1)

.1 .، ص2014للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، كيا مف منظور جيو اقتصادي،مصادر الطاقة الخاصة بتر ( 2)

, accessed on 24 july 2018.http://www.turkpress.co/node/17272

Page 91: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

88

بؿ ىذا السعي بتسييلات كبيرة لمشركات التركية إضافة إلى الجودة العالية والسعر المنخفض مقا (1)الإمدادات الروسية والإيرانية.

فط بشكؿ تصاعدي، فبعد أفلإقميـ مف النتطور إنتاج ا 2015و 2009ما بيف عامي أفادت وزارة الطاقة في الإقميـ أنيا بحموؿ تشريف (2)ألؼ برميؿ، 16حوالي 2009كاف عاـ

مع عائدات (3)،ألؼ برميؿ مف حقوليا إلى تركيا 439 كانت قد صدرت 2015ؿ مف عاـ الأو شركة تمعطيا ووفؽ (4)دولار لمبرميؿ. 40لار بمتوسط سعر مميوف دو 744قدرت بحوالي

الخاـ النفط نصؼ نحو فإفّ ،العالمية النفط شحنات بتعقب المختصة الأميركية الشركة كميبيرداتا بينما ،"إسرائيؿ" إلى وصؿ 2017 العاـ في العراؽ شماؿ كردستاف إقميـ حقوؿ مف المستخرج

(5)استوردتو. الذي النفط نسبة في ثانية إيطاليا حمّت

بغداد وأربيؿ في دفع التقارب طية التي اندلعت بيفساىمت الأزمة السياسية والنفا بيف كؿ مف أنقرة وأربيؿ، وأصبحت كردستاف بحاجة ممحة إلى سوؽ وطريؽ قتصادي قدمً الإ

عبور لنفطيا نحو الدوؿ المستوردة، ولـ يكف أماميا مف خيار سوى تركيا. فتركيا ىي الطريؽ در طاقة ، إضافة إلى حاجة تركيا الممحة لمصاا لتصدير الطاقة مف كردستاف العراؽالأكثر يسرً

ثارة لبغدادمناوئ لسياسة تركيا في المنطقة. وكاف الأمر الأكثر تحديً بديمة لا تكوف في موقع ،ا وا ر أيار جيرفياف البرزاني إلى أنقرة في شيا رئيس وزراء حكومة كردستاف العراؽ نييبعد زيارة قاـ ب

غاز مباشرة عبر الحدود ناء خطيف جديديف لنقؿ النفط وال، ىو الإعلاف عف ب2012مف العاـ

(1) Tocci, Nathale, Turkeys Kurdish Gumble, Istituto Affari Intenazionali, IAI working paper, Roma, april 2013, pp. 3-4.

(2) Oil and state building in Iraqi Kurdistan ,https://www.researchgate.net/profile/Carlo_Frappi/publication/308777708_Oil_and_State_building_in_Iraqi_Kurdistan/links/57ef78cd08ae280dd0ad7477/Oil-and-State-building-in-Iraqi-Kurdistan.pdf?origin=publication_detail, accessed on 17 April 2018.

(3) Mills, Robin, under the mountains: Kurdish oil and regional politics, the oxford institute for energy studies, Oxford, January 2016, p. 23.

(4) Ibid, p. 29. (5) Israel and Iraqi Kurdistan: the oil connection, https://www.i24news.tv/

en/news/international/middle-east/157303-171009-israel-and-iraqi-kurdistan-the-oil-connection, accessed on 17 April 2018.

Page 92: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

89

العراؽ أعمف وزير الموارد الطبيعية في حكومة كردستاف 2013عاـ وفي حزيراف (1)إلى تركيا. العاـ تركيا سيكتمؿ بحموؿ أيموؿ مف آشتي ىورامي أف خط أنابيب النفط مف إقميـ كردستاف إلى

وتوقعت أف تبدأ، 2014التركية في تصدير النفط عاـ نيرجي جينيؿ إ، وقد بدأت شركة نفسو (2)الآف. تبدأ لحد لـ لكنيا ،2016صادرات الغاز إلى تركيا عاـ

قتصادية المتبادلة8 المصالح الإةالرابع نبذةال

شيدت الصادرات التركية إلى العراؽ، بما فييا المعاد تصديرىا مف المنطقة الخاضعة اف إلى سائر أنحاء العراؽ، انتعاشو كبيرة خلاؿ العقد الماضي. وبناءً لإدارة حكومة إقميـ كردست

عمى تقديرات تستند عمى إجمالي الصادرات التركية إلى العراؽ، بمغ حجـ الصادرات إلى المنطقةبذلؾ كردستاف إقميـ ليحتؿ ،2007 عاـ دولار مميار 1.4 كردستاف إقميـ حكومة لإدارة الخاضعة أصبحت ،2011 عاـ وفي. تركيا مف المستوردة الأسواؽ أكبر قائمة في شرةع التاسعة المرتبة ىذه الصادرات بمغت قيمة حيث التركية، لمصادرات سوؽ أكبر سادس كردستاف إقميـ حكومة لمصادرات سوؽ أكبر ثالث ليصبح كردستاف إقميـ قفز ،2013 عاـ وبحموؿ. دولار مميار 5.1

(3)دولار. ارممي 8 قيمتيا بمغت التي التركية

حكومة في والصناعة التجارة وزير أشار ،2012 نيساف في تركيا إلى بيا قاـ زيارة وفي وأف الإقميـ في شير كؿ تأسيسيا يتـ تركية شركة 25 ىناؾ أف إلى ،يجمب سناف كردستاف إقميـ ـعا في‌.الإقميـ في المسجمة الأجنبية الشركات عدد نصؼ عف يزيد التركية الشركات عدد

حوالي تبعيـ، العراؽ كردستاف إقميـ في يعمموف تركي عامؿ ألؼ 25 مف يقرب ما كاف، 2010 الخاضعة المنطقة في التركي التجاري الوجود ويبدو (4).2012 عاـ في تركي عامؿ ألؼ 30

. كردستاف إقميـ أنحاء جميع في أخرى دولة أي وجود مع مقارنة وضوحا أكثر الإقميـ لإدارة

(1) Bill Park, op. cit, p. 28. (2) Ibid, p. 28. (3) Soner cagaplay, Christina Fidan, Ege Cansu Sacikara, Turkey and the KRG: an

Underclared Economic Commonwealth, The Washington Institute, Washington, March 2015.

(4) Christina Bache Fidan, Turkish Business in the Kurdistan Region of Iraq, op. cit, p. 121.

Page 93: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

90

إلى وصولاً التسوؽ مراكز مف ابدءً ،الإقميـ أرجاء كافة في منتشرة التركية التجارية تفالعلاما في التركية الشركات كما تشارؾ. والاستيلاكية التجارية والسمع الأثاث ومتاجر الإسكاف مشاريع والتعميـ والبناء والمالية المصرفية والخدمات الزراعة فييا بما القطاعات، مف واسعة مجموعة السمكية تصالاتالإو والخدمات النفط والغاز واستخراج الصحية والرعاية الكيربائية الطاقة وأنظمة

(1)المياه. باستغلاؿ المتعمقة والصناعة والسياحة والنقؿ واللاسمكية

قميـ تركيا بيف الجوية الرحلات عدد رتفاع الكبير فييشير الإو زيادة إلى كردستاف وا أربيؿ مطار إنشاء عمى العمؿ بدأ حيث .الماضي العقد خلاؿ نطقتيفالم بيف الأفراد حركة والسياحة والصناعة للإنشاءات يوؿ ماؾ ىما تركيتيف شركتيف يد عمى 2004 عاـ في الدولي

عاـ والدولية المحمية الرحلات أماـ أبوابو المطار ثـ افتتح القابضة، جنكيز وشركة والتجارة، مطار وىو كردستاف إقميـ في ثالث دولي مطار إنشاء عمى عمؿال بدأ ،2012 عاـ وفي. 2010لكف لـ يتـ إنجاز سوى عشرة بالمئة (2)دولار، مميوف 450 بمغت إجمالية بميزانية الدولي دىوؾ

علاقتو تعثر بسبب بالإقميـ أصابت التي قتصاديةوالإ السياسية بالأزمة تتعمؽ منو لأسباب (3)أخرى. عوقاتوم ،بغداد في تحاديةالإ بالحكومة

بيف طيراف شركات ست إلى 2015وصؿ عدد الشركات المنظمة لمرحلات عاـ كما وبيجاسوس أونر وطيراف العراقية الجوية والخطوط غموباؿ أطمس وىي ،كردستاف إقميـ و تركيا

الطيراف، سوؽ تحميؿ في المتخصصة كابا لشركة ووفقا. زاغروس وطيراف التركي والطيراف أسبوعية طيراف رحمة 78 تنظيـ 2014 عاـ شيد المطارات، رحلات وجداوؿ الصحفية توالمقالا الصيؼ موسـ خلاؿ العراؽ كردستاف إقميـ حكومة لإدارة الخاضعة والمنطقة تركيا بيف الأقؿ عمى الذي 2007 بعاـ مقارنة كبيرة زيادة العدد ىذا ويمثؿ. الطيراف رحلات فينشاطًا يشيد الذي

(1) Soner cagaplay, Christina Fidan, Ege Cansu Sacikara, op. cit. (2 ) Soner cagaplay, Christina Fidan, Ege Cansu Sacikara, op. cit.

عقبات تعترض استكماؿ مطار دىوؾ الدولي( 3)http://www.aljazeera.net/programs/newsreports/2015/7/11/, accessed on23 May 2018.

Page 94: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

91

جوية رحمة 40 تنظيـ شيد الذي 2011 وعاـ، المنطقتيف بيف الطيراف لنشاط ماً انعدا شيد (1).فقط

، إلى في قطاع النفط المستقمة لإقميـ كردستاف، خاصة قتصاديةأدّت ىذه السياسة الإقتصادية غالبية المعاملات الإ سيما أفالفدرالية في بغداد وأربيؿ، زيادة تأزيـ العلاقة بيف الحكومة

وبطريقة تتجاوز أدنى معايير ،أي أنقرة ،فطية والتجارية تتـ مع خصـ الحكومة الفدراليةوالنحتراـ لمحكومة المركزية، ما دفع بغداد إلى رفض إعطاء الإقميـ حصتو مف الموازنة العراقية الإ

لى مف ميزانية الحكومة المركزية. أدى تمنع بغداد عف تحويؿ الأمواؿ إلى أربيؿ إ 17والمقدرة ب في تأميف تيا ا عمى قدر عدـ قدرة حكومة إقميـ كردستاف عمى سداد ديونيا، ما انعكس سمبً

تفاؽ الذي تـ بيف عاـ والخاص عمى حد سواء. ورغـ الإال يفالمدفوعات اللازمة عمييا لمقطاعمميوف دولار 500بشأف تقاسـ إيرادات النفط، والإفراج عف مبمغ 2014الطرفيف أواخر عاـ

وعادت الخلافات لتحكـ العلاقة بيف ،تفاؽ لـ يعمر طويلًا الإقميـ، إلا أف ىذا الإ مف حصةكدفعة (2)لبلاد.قتصادية التي تعاني منيا ااد، كجزء مف الأزمة السياسية والإالإقميـ وبغد

(1) Ibid. (2) Abdelhak Mamoun, “First Batch of One Billion Dollars Delivered From

Baghdad to Erbil on Monday”, Iraqi News, 23 November 2014, https://www.iraqinews .com/features/first-batch-one-billion-dollars-delivered-baghdad-erbil-monday/, accessed on 25 May 2018.

Page 95: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

92

8 صعود داعش ةالثالث فقرةالوالمفاجئ في العراؽ السريع "،الدولة الإسلامية في العراؽ والشاـ"يرتبط صعود ما يسمى

إضافة إلى الأدوار يخية واجتماعية وسياسية وغير ذلؾ.وسوريا والمنطقة، بعدة عوامؿ تار الحاسمة التي لعبتيا الجيات الفاعمة في المنطقة عمى ىذا الصعيد.

عف أي فإف داعش ظيرت فجأة بدوف مقدمات وبعيداً ،بعض المراقبيفبالنسبة إلى لعديدة التي ساىمت في يمحظ العوامؿ ا ،ع لمخط البياني لحركة داعشب شيء، في حيف أف المتت

ىي و روؼ وجغرافية مؤاتية ليا،فمف الواضح أف داعش ظيرت ضمف وقت وظ (1)ىذا الظيور.لموازيف المذىبية التي صيغت فيو طواؿ واختلاؿ ا 2003نتيجة لمخاض احتلاؿ العراؽ عاـ

نكفاء والتحجيـ، دة، إلى زاوية الإني مف موقع الريادة والقياحيث تراجع الدور السّ عشرات السنيف.ا عف الأسباب الموضوعية والعممية ليذا التراجع. وىي نتيجة لمحراؾ العربي الذي اندلع بعيدً

ا في تونس وتمدد إلى أجزاء واسعة مف العالـ العربي، وحمؿ معو تقدمً 2010 العاـ أواخرانت مضطيدة ومقموعة في تمؾ البمداف. وىي نتيجة لمحرب واضحا لمحركات الإسلامية التي ك

السورية المدمرة التي امتزجت فييا السياسة بالديف، وعممت عمى وجو التحديد كؿ مف تركيا امتياز، في والمممكة السعودية وقطر عمى صبغيا وتقديميا عمى أنيا حرب مذىبية دينية ب

(2)كة الدفاع عف المقدسات.معر الذي أعمنيا محور إيراف وحمفائيا مواجية

إثر الاحتلاؿ الأميركي وسقوط نظاـ صداـ حسيف، سرب الفكر الوىابي إلى العراؽتلاعتبارات ،التغمغؿ في بلاد الرافديفب و الأمنية آنذاؾ لمفكر الوىابيالذي لـ تكف تسمح قبضت الفاعمة. الوىابية واحدة مف الأذرع السعودية منيا كوفسياسية واجتماعية ودينية،

داعش ىي إختصار لػ الدولة الإسلامية في العراؽ والشاـ. *

(1) Willem Theo Oosterveld, Willem Bloem, The Rise And Fall Of Isis: From Evitability To Inevitability, the hague centre for strategic studies, annual report 2016/2017, Netherlands, p. 5.

(2) Ibid.

Page 96: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

93

8 مسار الحركات "الإرىابية" في العراقىالأولنبذة ال

ي بشكؿ عاـ والسني شكمت سمسمة مف الأحداث المتتالية نقمة ميمة في الوجداف الإسلامحتلاؿ الإسرائيمي والقمع ضد الإ 2000فمسطينية الثانية عاـ الانتفاضة ال . بدأت معبشكؿ خاص

عمى إثر 2001، ثـ جاء الغزو الأمريكي لأفغانستاف عاـ ديد الذي تعرض لو الفمسطينيوفالشّ سقاط حكـ طالباف الإسلاميأحداث الحادي عشر مف أ ، ومف ثـ احتلاؿ العراؽ وخمع يموؿ وا

ة لمعراؽ، وظيور القيادة الشيعية.الرئيس السابؽ صداـ حسيف الذي شكؿ سقوطو نياية حكـ السنية التحريضية المذىبية ا لو الدعاميور السني، مضافً الأمر الذي عزز الشعور بالمرارة لدى الج

ف الشيعي عمى وجو التحديد، نتيجة حسابات سياسية حتلاؿ الأميركي، بؿ ضد المكوّ ليس ضد الإالتي اعتبرت الرابح الأوؿ وبدوف ،تتعمؽ بالصراع عمى النفوذ مع الجميورية الإسلامية الإيرانية

راؽ عدوىا المحارب، ووصوؿ مجموعة مف حمفائيا الشيعة أية أثماف بإسقاط صداـ حسيف مف العف تحت مظمة الإإلى س (1)حتلاؿ الأميركي.دة قيادة العراؽ وا

الذي غذتو الدعاية الخميجية، إلى اندلاع و الغبف والقير" لدى الّسنةىذا الشعور بػ "أدى ة الفكر الوىابي مميفحمؿ لواء ىذه الع قة منذ عقود.أعنؼ عممية تطيير عرقية شيدتيا المنط

حتلاؿ الأميركي التي ؿ، وبتساىؿ واضح مف قبؿ أجيزة الإالسعودي المنشأ والدعاية والتمويكي يتسنى ليا تثبيت قواعد عراقي وانقسامو بشكؿ مذىبي وعرقي، استفادت مف تفكؾ المجتمع ال

(2)وامة العنؼ التي راحت تضربو بشدة.الاحتلاؿ وطرح نفسيا كمنقذ لمعراؽ مف د

التوحيد والجياد" مف روافد ا بجماعة "لمتشدد الذي ع رؼ لاحقً راحت تتشكؿ نواة التنظيـ ابعد توحيد قوات تنظيمات إسلامية متشددة قبؿ أف "جند الإسلاـ"تشكمت جماعة كما ،متعددة

لوجود تشكيؿ عسكري إسلامي تحت مسمى وبرز إلى ا .تتحد مع الحركة الإسلامية الكرديةالكردي نجـ الديف فرج أحمد المعروؼ باسـ تحت قيادة ،في كردستاف العراؽ "سلاـأنصار الإ"

شبكة أماف ،، الطبعة الأولىالكونفدرالية المشرقية صراع اليويات والسياساتأنيس النقاش، ( 1)

.135 .، ص2015لمدراسات والبحوث الاستراتيجية، مكتبة بيساف، بيروت، ية التحكم غير المباشر، الإستراتيجية الأميركية في توظيف الحركات السمف( ىادي قبيسي، 2)

. 97-94، ص ص. 2018، دار مودة، بيروت، الجيادية

Page 97: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

94

ثـ راح ضباط نظاـ الرئيس السابؽ صداـ حسيف المتمرسيف بالحروب والقتاؿ (1)الملا كريكار، 2004جماعات خبرة قتالية جيدة. وفي عاـ اليمتحقوف بتنظيـ أنصار الإسلاـ، مما أكسب تمؾ

والذي ،ظيـ لمقتاؿ تحت راية جماعة التوحيد والجياد بقيادة أبو مصعب الزرقاويانضوى ىذا التن (2)ية السابقة.ا مف كؿ التنظيمات الوىابية الجيادأصبح أكثر دموية وعنفً

عمى الرغـ مف مبايعتو لزعيـ تنظيـ القاعدة آنذاؾ أسامة بف لادف، إلا أف الزرقاوي عمؿ ا أولوية الصراع والقتاؿ ضد الشيعة عمى تنظيـ الأـ، مقدمً بييكمية وعقمية شبو مستقمة عف ال

التي حممت لواء قتاؿ الصميبييف والأميركييف عمى وجو الخصوص، ،أولوية قاعدة بف لادف (3)وؿ المباشر ضد الشيعة.متجنبة الدخ

الدولة الإسلامية تـ الإعلاف عف قياـ " ،2006بعد مقتؿ الزرقاوي في السابع مف حزيراف إلا أف ىذا (4)بزعامة أبو عمر البغدادي. 2006وؿ العراؽ" في الخامس عشر مف تشريف الأفي

فشؿ في ،نتحارية والقتؿ المذىبي ضد المدنييفي رافقو كّـ ىائؿ مف العمميات الإالإعلاف الذردة فعؿ معاكسة ضد ىذا التنظيـ سرعاف ما أدى إلىاجتذاب الساحة السنية إلى جانبو، بؿ

لسنية التي أطمؽ عمييا الصحوات، لى حركة مقاومة عمى الأرض تشكمت مف العشائر اتحولت إبعد قتاؿ مرير، مسنودة مف قبضة التنظيـ المتشدد عممت عمى تحرير المناطؽ السنيةالتي و

الحكومة المركزية، والتي استطاعت بالفعؿ طرده مف المدف والحواضر السنية بالدعـ الأميركي و ، باستثناء التفجيرات لعدة سنوات لاحقة و تأثير عممياتي يذكرصحاري ولـ يعد لحيث لجأ إلى ال

(5)نتحارية المتفرقة.الإ

، مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير الدولة الإسلامية من التأسيس إلى التوسيتأسعد سمور، ( 1)

.57-56 .صص ، 2017في العموـ السياسية، الجامعة المبنانية، بيروت، .57 .أسعد سمور، مرجع سابؽ، ص( 2)

(3) Abdulaziz ALhhies&Hamza Moustafa:” Al-Qaeda: The third generation?”, Aljazeera: http://www.aljazeera.com/indepth/opinion/2014/02/al-qaida-third-generation-201421312828448349.html.

، الدولة ، إعداد فاطمة الصماديلتنظيم الدولة الإسلامية الأيدولوجيةالجذور شفيؽ شقير، ( 4) .24. ، ص2014، مركز الجزيرة لمدراسات، الدوحة، مية"8 النشأة، التأثير، المستقبلالإسلا

.34. حسف أبو ىنية، مرجع سابؽ، ص (5)

Page 98: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

95

نتقؿ التنظيـ نحو الصيغة المؤسسية التي تحاكي ما جاء في كتب التراث الإسلامي، مع إتعييف الإعلاف عف قياـ الدولة الإسلامية في بلاد الرافديف، عبر الإعلاف عف تشكيؿ وزارات و

ف صيغة التنظيـ إلى بنية الدولة. نتقاؿ مالتي يسيطر عمييا، في محاولة للإ ولاة عمى المناطؽا، مع مقتؿ أبو عمر البغدادي وتولي خميفتو أبو بكر البغدادي، إلا أف النقمة الحقيقية حدثت لاحقً

قيقة تجمع ما ا ومنحيا ميمات محددة ودإذ تـ تطوير عمؿ الأجيزة المختمفة وتأطيرىا مؤسسيً بيف طبيعة المؤسسات في الدولة المعاصرة وأدوارىا الوظيفية مف جية، وطبيعة التنظيـ وظروؼ

، وىو ما أنتج حالة ىجينة مف جية أخرى عممو، التي تمتاز بدرجة أكبر مف التعقيد والغموض (1)والتنظيمات السرية في الوقت نفسو.وخاصة ت زاوج بيف صورة الدولة

، إلى جانب وزير حربو أبي حمزة 2010نيساف 19بي عمر البغدادي في بعد مقتؿ أفأعمف في ا إلى استبداؿ كبار قادتو.المياجر، بادر تنظيـ ما يسمى دولة العراؽ الإسلامية سريعً

ا بيعتو وتوليتو لأبي بكر البغدادي زعيمً 2010أيار 16بياف مجمس شورى المجاىديف بتاريخ مرحمة جديدة مف العمؿ رافقتيا تطورات محمية عراقية وعربية التنظيـ و دخؿلمدولة والتنظيـ، ومع

مي بالربيع العربي، بالإضافة إلى الانسحاب الأميركي مف ىامة ومؤثرة، أىميا اندلاع ما س (2)لعراؽ.ا

العامؿ ىي 2010عاـ بدأت تجتاح العالـ العربي أواخر ال كانت المظاىرات العربية التي، أتاح لما يسمى الدولة الإسلامية في العراؽ وسوريا مف دخوؿ الساحة السوريةالأوؿ الذي مؤيديف ومعارضيف لمنظاـ. كانت مسألة الأقمية بيفنقساـ الداخمي الذي حدث فييا واستغلاؿ الإ

والأكثرية السنية التي ينتمي ليا مجموع الشعب السوري ،العموية التي ينتمي ليا الرئيس الأسد واستعارىا. خمية مف أجؿ تأجيج الحرب الداكثر استعمالًا الورقة الأ

قوى العسكرية المتشددة العامؿ الثاني في صعود داعش، ىو الدعـ الذي راحت تتمقاه الدولة السورية، خاصة الدولة السورية، والتي أثبتت قوتيا وجدواىا في حربيا ضد ال الخارجة عمىقدمت ليا تكف عمى عمـ بتطرؼ الحركات والجيات التيالمشكوؾ في كونيا لـ (3)مف قبؿ تركيا.

.35مرجع سابؽ، ص. أبو ىنية، حسف( 1) السابؽ. رجع( الم2)

(3) Willem Theo Oosterveld, Willem Bloem, op. cit, p. 7.

Page 99: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

96

ؿ مف جبيتي مف السعودية وقطر وحتى الدوؿ الغربية المتيمة بدعـ ك أضؼ إلييا كلًا الدعـ. (1)والقاعدة في سوريا.النصرة

نقساـ الداخمي بيف مكونات الشعب ثالث فيو داخمي صرؼ، حيث أسيـ الإأما العامؿ البإضعاؼ بنية والدولة. فقد ا،ا وكردً ، سنة وشيعة، عربً المكونات نفسياخؿ دا حتى بؿ ،العراقي

نتخابات و العراؽ، مراوحة سياسية داخمية بعد الإدخولو اجتياح داعش ما قبؿ شيدت مرحمةف سيتولى م اسية خاصة الشيعية فيما بينيا حوؿ، حيث انقسمت القوى السي2014البرلمانية عاـ

ا في القرار السياسي استفادت منو في السمطة وتشتتً ما أحدث اىتزازاً ة،رئاسة الحكومة العراقيقصائو لكؿ خصومو خاصة السنة، ا تفرد حكومة المالكي بالسمطة،داعش. وزاد الأمر سوءً ما وا

أثار موجة سخط سنية عارمة عممت تركيا عمى دعميا وتغذيتيا، فانطمقت مظاىرات انسحاب قوات الجيش والشرطة المركزية مف العديد ب ببتامات داخؿ المناطؽ السنية تسواعتص

ا لوقوع احتكاكات بيف القوى الأمنية والمتظاىريف. مف المناطؽ التي شيدت تمؾ المظاىرات تفاديً نتج عف ىذا الحراؾ فوضى سيمت لتنظيـ الدولة عممية الاختراؽ والوصوؿ السريع إلى المدف

السنية المركزية والسيطرة عمييا.

ىذه التطورات فتحت الطريؽ أماـ التنظيـ المتشدد لتعزيز سيطرتو عمى مساحات مف كؿ حيث سقطت الرقة بيده في شير كانوف الثاني مف ،الأراضي عمى جانبي الحدود السورية العراقية

ا، فقد اجتاح التنظيـ الأراضي أما عراقيً (2)تي أعمنيا عاصمة " دولة الخلافة".وال 2014العاـ دوف أي نفسو العاـموصؿ في العاشر مف حزيراف مف ة انطلاقًا مف سوريا حيث سقطت الالعراقي

(3)بدأ عصر داعش في العراؽ والمنطقة.مقاومة تذكر، وىكذا

(1) Julian Borger and Mona Mahmood, “EU Decision to Lift Syrian Oil Sanctions

Boosts Jihadist Groups,” The Guardian, May 19, 2013, https://www.theguardian .com/world/2013/may/19/eu-syria-oil-jihadist-al-qaida, accessed on 26 May 2018.

(2) Willem Theo Oosterveld, Willem Bloem, op. cit, p. 8. (3) Ibid.

Page 100: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

97

8 إجتياح داعش لمعراقةالثاني نبذةال

أحدث دخوؿ داعش إلى العراؽ واحتلالو أجزاء واسعة منو تغيرات كبيرة عمى الصعد ذلؾ. وفي الوقت نفسو خمؽ ما إلىقتصادية والديمغرافية و والأمنية والعسكرية والإالسياسية كافة، ستقرار الإقميمي والعالمي.يد مف المشاكؿ التي تؤثر عمى السلاـ والإالعد

ا أفقده ا واسعً حتلاؿ الأميركي لمعراؽ وما تبعو مف انفجار أمني وعسكري اضطرابً أدى الإوالسلاـ. لـ يكد العراؽ يمتقط أنفاسو بعد سقوط القاعدة والقضاء القدرة عمى الاستقرار والنيوض

نسحاب الأميركي منو وبدء العمؿ عمى ؿ المدف والحواضر، ومف ثـ الإعمى تواجدىا الفاعؿ داخا ا وجوديً قياـ دولة متوازنة ومستقرة، حتى أعاد داعش عقارب الساعة إلى الوراء، وشكؿ تيديدً

ى كيانات ذات اختلاؼ استطاع أف يشطره بفعؿ سيطرتو العسكرية إلحيث ،لكؿ الكياف العراقيفتح العراؽ عمى مصراعيو أماـ التدخلات الخارجية والمحاور أنو إضافة إلى (1)طائفي وعرقي.

،المتحاربة، ونقؿ ذلؾ الصراع إلى داخؿ الأراضي العراقية مف خلاؿ التواجد العسكري المباشر (2)دخؿ السياسي فقط.ا عمى التبعد أف كاف مقتصرً

إلى حركة نزوح ،أدت المجازر واليجمات الإرىابية والقتؿ الفظيع الذي مارسو داعشقميـ كردستاف، وأنتج وضعً ا بحيث أصبحت ا جديدً كبيرة مف مناطؽ سيطرتو إلى الداخؿ العراقي وا

يزدييف ف غير سني. فتـ تيجير الشيعة والإمناطؽ سيطرتو خالية إلى حد بعيد مف أي مكوّ نو، وتـ ىدـ العديد مف المعابد والآثار التاريخية وقسـ كبير مف السنة الذيف يعارضو والمسيحييف

وآثار النمرود جنوب شرؽ ،التي يعود تاريخيا لآلاؼ السنيف وأبرزىا معالـ نينوى الأثريةسلامية.الموصؿ، بالإضافة إلى ىد (3)ـ كنائس ومقامات مسيحية وا

(1) Suror Shaba Polus, Guido Benny, “ISIS in Iraq: The Impact on National, Regional

and Global Peace and Security”, Saudi Journal of Humanities and Social Sciences, vol-2, Jan 2017, Dubia, p. 11.

(2) Ibid. الأمني في الشرق الأوسط ) داعش الاستقرارأثر الحروب اللاتماثمية عمى حميمة عبد اللاوي، ( 3)، مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في العموـ السياسية، جامعة زياف عاشور، الجزائر، ( اذجً و نم

. 65 .، ص2017

Page 101: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

98

ة، ا ذات إمكانات زراعية جيدة، وذلؾ بسبب أراضيو الواسعة المنبسطيعتبر العراؽ بمدً ف يؤمناف كمية كبيرة مف المياه تسمح بإقامة سيوؿ زراعية قادرة ومرور نيري دجمة والفرات المذي

الأمف الغذائي إلى اىتزاز أدى وجود داعش الغذائية. لكفعمى تغطية جزء ميـ مف حاجة العراؽ والفوضى العارمة وعدـ ،قص اليد العاممة التي نزحت عف تمؾ المناطؽلمعراؽ، وذلؾ بسبب ن

والقمح محاصيؿ كالحمضياتوتراجعت ال ،الاستقرار الأمني، فتدىورت الزراعة بشكؿ كبير (1)والشعير.

ساىمت سيطرة داعش عمى مناطؽ واسعة مف العراؽ وسوريا إلى حرماف ىذيف البمديف استولت فقد ز، وبالتالي حرمانيما مف جزء كبير مف الدخؿ. مف العديد مف حقوؿ النفط والغا

وشماؿ شرؽ سوريا بيف حزيراف والغاز الرئيسييف في شماؿ العراؽداعش عمى حقوؿ النفط وأيموؿ مف العاـ نفسو. إضافة إلى سيطرتيا عمى الطرؽ الرئيسية في تمؾ المناطؽ 2014

بيف مميار وممياريف ونص دولار 2015عش لعاـ درت عائدات داومراكز التجارة الميمة فييا. وق عمى السكاف الواقعيف تحت مف عائدات النفط والضرائب التي ف رضت تحت عنواف الزكاة والجزية

(2).سيطرتو

الجيات التي تقوـ بأعماؿ تجارية تبادلية مع حوؿدعاءات توزعت الإتيامات والإواستيراد البضائع إلى مناطقو. ،بو داعش، بحيث يتمكف مف تصريؼ عائدات النفط الخاصة

بحسب تقارير أجنبية، قامت الدولة السورية بشراء كميات مف النفط المنتج داخؿ مناطؽ داعش و رقة عاصمة لتغطية حاجتيا النفطية. إضافة إلى شرائيا الكيرباء مف سد الطبقة في محافظة ال

طبيعة الصراع الوجودي القائـ لتعارضيا مع ،دليؿ جدي لكف ىذه الادعاءات بدوف (3)داعش،دعاءات التي حامت حوؿ علاقة تنظيـ داعش. عمى عكس الشبيات والإبيف الدولة السورية و

يًا لتعزيز نقاط قوتيا في العراؽ وكردستاف سياسأولًا ، واستفادتيا مف أصؿ وجوده.تركيا بداعشمخفضة ساعدت عمى تعويض ستفادة مف عائدات النفط بأسعار ا مف خلاؿ الإوعسكريًا، وثانيً

.64 .مرجع سابؽ، ص حميمة عبد اللاوي، (1)

(2) Coline P. Clarke, Kimberly Jackson, Patrick B. Johston, Eric Robinson, Financila futures of the Islamic state of Iraq and the levant, findings from rand corporation workshop, California, 2017, p. 8.

(3) Ibid, p. 9.

Page 102: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

99

وبأسعار زىيدة مقارنة بسعر السوؽ العالمي، وىو ما ،السوؽ التركية مف انقطاع النفط العراقي .ةالثالث نتناولو بشكؿ أوسع في النبذةس

، بؿ أصبح مصدر خوؼ لممنطقة عراؽ وحسبلـ يقتصر تيديد داعش عمى تفتيت الة اليشة، كباكستاف وأفغانستاف والمممكة السعودية خاصة ذات البنية السياسية والطائفي ،برمتيا

حيث جعؿ داعش عممية تمدد رقعتو الجغرافية عمى رأس الأردف وسوريا وغيرىا مف البمداف.و كتركيا والمممكة أىدافو الحربية، وراح ينشر القتؿ والتيديد بالتفجيرات في البمداف العصية عميو،

يراف. (1)السعودية وا

الموقف التركي من داعش 8ةالثالث نبذةال

ا حوؿ القوى والدوؿ التي سيمت أثار صعود داعش وتمدده الواسع في العراؽ وسوريا لغزً حاسـ لجية ما لعدـ إثبات دور كاف مف الصعب بمكاف ونوحركة ىذا التنظيـ. ولأعمؿ وانتقاؿ

ت المحترفة التي لا ستخباراـ الذي تمقاه داعش كاف مف قبؿ الإوجود الدليؿ الصريح، ولكوف الدعالقراءة السياسية واستخلاص النتائج وتقييـ النقاط الإيجابية والسمبية خمفيا، شكمت تترؾ دليلًا

لمجيات المتيمة قرائف قوية تشير إلى الجيات الفاعمة والمؤثرة عمى حركة داعش.

دة، منذ المحظة الأولى كانت تركيا في موقع الإتياـ بتسييؿ حركة داعش لأسباب عديا إلى دوف أف يكوف محمي الظير ومطمئنً حركة ىذا التنظيـ بيذا الشكؿ مف أىميا استحالة

تأمينو مف خلاؿ الساحة العراقية أو وىو ما لا يمكف (2)ات إمداداتو العسكرية والموجستية،ممر مف الداخؿ السوري، لكوف المعركة التي خاضيا داعش مع ىذه الجيات ىي معارؾ الكردية أو

كانت الساحة التركية إلى حد ويفصؿ بينيا جبيات عسكرية مشتعمة. في حيف ،يرية ووجوديةمصما بعيدة عف تداعيات تمدد داعش، بؿ كاف الوجود التركي متداخلا مع أماكف وجود داعش.

ومف جممة ىذه القرائف نورد أىميا:

(1) Emile Nakhleh, ISIS Primarily a Threat to Arab Countries, http://www.ips

news.net/2014/09/opinion-isis-primarily-a-threat-to-arab-countries/, accessed on 30 June 2018.

.44-43( ىادي قبيسي، مرجع سابؽ، ص ص. 2)

Page 103: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

100

صؿ وسقوطيا بيد ، قضية رىائف القنصمية التركية في الموصؿ. فبعد اجتياح المو أولًا باحتجاز موظفي القنصمية 2014قاـ مقاتمو التنظيـ في الحادي عشر مف حزيراف لعاـ ،داعش

إلى قتؿ كعادتيا لـ تبادر داعش (1)ا وثلاثة عراقييف(.تركيً 46ا )موظفً 49التركية البالغ عددىـ ف أميركييف وقطع رؤوس موظفي القنصمية التركية، كما فعمت مع عدد مف الأجانب كصحفيي

عمى اعتبار الدولة التركية دولة كافرة لا تحكـ بشريعة الله حسب رؤيتيا وموظؼ إغاثة بريطاني،ى احتجاز في حمؼ شمالي الأطمسي. بعد شيريف عما فاعلًا عضوً عف كونيا ، فضلًا الدينية

اج قبوؿ أي شروط مقابؿ الإفر تـ إطلاؽ سراح المحتجزيف دوف دفع أي فدية أو الرىائف، (2).عنيـ

طلاؽ سراح القضية تنقسـ القراءة إلى مشيديف:في تحميؿ ىذه الأوؿ ىو أف احتجاز وا شتراؾ في التحالؼ الدولي الذي أنشئ لمقضاء ركي بعدـ الإالرىائف الأتراؾ كاف نتيجة تعيد ت

عمى داعش، لكف ىذا الأمر يطرح عدة تساؤلات، أىميا أف تجربة داعش كميا لا تحتوي عمى حطات تفاوض بيف ىذا التنظيـ ودوؿ المخطوفيف أو الرىائف الذيف اعتقميـ ومف ثـ قطع م

رقابيـ. لقد كانت قضية القنصمية التركية استثناءً لكؿ التجارب السابقة واللاحقة، بؿ عمى العكس، فيي أضاءت بما لا يحتمؿ المبس عمى وجود قنوات تواصؿ فاعمة ومؤثرة بيف التنظيـ

تركية، تعكس حجـ تقاطع المصالح بيف الطرفيف، بحيث لا يذىب داعش إلى إثارة والحكومة اللا تنخرط تركيا بحرب غضب تركيا عمى اعتبارىا الممر الأوسع لإمدادات التنظيـ، وفي المقابؿ

ثـ تتحيف الفرصة لحصد نتائج دخوؿ ،ضد التنظيـ عمى أمؿ أف تبقى الساحة التركية ىادئة (3(ولتيف العراقية والسورية.ضعاؼ الدالتنظيـ وا

نقؿ رفات " سميماف شاه" جد مؤسس الدولة العثمانية. ففي الثاني تمثؿ ب المشيد الثانيو أعمف رئيس الوزراء السابؽ أحمد داوود أوغمو، أف بلاده 2015والعشريف مف شير شباط عاـ

(1) Isis militants release 49 hostages taken at Turkish consulate in Mosul,

https://www.theguardian.com/world/2014/sep/20/isis-releases-hostages-turkish-consulate-mosul, accessed on 12 July 2018.

(2) Ibid. (3) Adam Szymanski, “Turkish Policy Towards War in Syria”, Institute of Political

Science, University of Warsaw, Warsaw, 2017, p. 73.

Page 104: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

101

ا، تركيا مؤقتً نظمت عممية عسكرية قرب حمب في سوريا نقمت فييا ضريح سميماف شاه إلى تركيا كانوا يحرسوف ضريح سميماف 38كد إجلاء حيث أ وا يحرسونو.ا كانوأجمت بنجاح جنودً

شاه الواقع في منطقة يسيطر عمييا تنظيـ داعش في عممية شاركت فييا مائة عربة عسكرية منيا كيمومتر داخؿ الأراضي السورية حيث سيطرة 30ا، وجرت في عمؽ جنديً 572دبابة و 39

ىذه العممية تطرح العديد مف التساؤلات، (1)وث أي اشتباؾ أو تبادؿ إطلاؽ نار.داعش دوف حدعداءه الشديد عنو ياح ضريح سميماف باشا وىو المعروؼأوليا وأىميا لماذا لـ يقـ داعش باجت

ا لعقيدتو الوىابية، حيث لـ يسمـ مف داعش أيلكؿ الأضرحة والمقامات الدينية والوثنية طبقً ضريح أو مقاـ إسلامي، بؿ كانوا يسارعوف إلى تفجير ىذه الأضرحة عمى رؤوس زائرييا دوف حرمة لدـ أو ديف، فكيؼ سمـ ىذا الضريح؟ ثـ كيؼ استطاعت القوات التركية العبور كؿ ىذه

وجود تفاىـ مسبؽ يؤشر إلىالمسافة داخؿ سيطرة داعش دوف حصوؿ أي اشتباؾ أو قتاؿ، مما ، اتخاذ داعش كحجة لدخوؿ قوات عسكرية تركية إلى ثانيًا داعش عمى ىذه العممية.بيف تركيا و

العراؽ وسوريا. غير أف قراءة موضوعية ليذا التدخؿ تسمح بتبياف ثلاثة عوامؿ ميمة عمى الأقؿ ا ضد حزب العماؿ الكردستاني ا مسمحً فتركيا التي تخوض صراعً تدفع تركيا لاتخاذ ىذا الإجراء.

ليا في منطقة تعتبر نقطة تقاطع ، اعتبرت الفرصة سانحة ليا كي تضع موطئ قدـمنذ عقودالعامؿ الثاني ىو المخاطر المتأتية مف تنظيـ داعش عمى إثر (2)بيف أكراد تركيا والعراؽ وسوريا.

دخوؿ تركيا في التحالؼ الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضده، والسماح بمرور قوات كردية لقتاؿ في دت عمييا داعش بتفجير تحذيري في سروجظيـ في كوباني. ىذه الخطوات الإجرائية ر التن

. العامؿ ثالث ىو موازنة الثقؿ الإيراني 2015ولاية أورفة عمى الحدود السورية التركية في تموز حتلاؿ الأميركي لمعراؽ في بناء قاعدة الذي أجادت فيو إيراف استغلاؿ الإفي العراؽ. ففي الوقت

وشبكة سياسية واقتصادية ودينية وعسكرية قادرة عمى حفظ مصالح الجميورية الإسلامية في

http://www.aljazeera.net/newsسػكرية تركيػػة بسػوريا لنقػؿ رفػػات " سػميماف شػػاه"، عمميػة ع( 1)

/arabic/2015/2/22/خوؿ فػػي تػػـ الػػد ،شػػاه-سػػميماف-رفػػات-لنقػػؿ-بسػػوريا-تركيػػة-عسػػكرية-عمميػػة12/5 /2016.

، مركز الجزيرة تطورات الوجود العسكري التركي في العراق وتداعياتو المحتممةالحامد، رائد( 2)

.3، ص 2015لمدراسات، الدوحة، ديسمبر

Page 105: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

102

ظمت تركيا بعيدة عف اتباع استراتيجية مماثمة في صراع لا يمتمؾ توصيؼ ،العراؽ والمنطقةى حميفة، وبيئة اجتماعية مؤيدة حيث تبرز الحاجة إلى تأييد سياسي مف قو ،الحروب النظامية

ا لمدفاع عف تقودىا تركيا مف الخمؼ أيضً ،وات شبو عسكرية أو ميميشيات سنية قادرةنشاء قلإ (1)واجد.إليو تركيا مف خلاؿ ىذا الت مصالحيا، وىو ما سعت

قتصادي السمبي الذي تركو فط داعش. فعمى الرغـ مف الأثر الإ، الاستفادة مف نثالثاًورئيس امات عديدة طاولت الحكومة التركية احتلاؿ داعش لأجزاء واسعة مف العراؽ، إلا أف اتي

بأسعار زىيدة. ففي استفادة مف بيع داعش لمنفط الواقع تحت سيطرتيالدولة طيب أردوغاف بالإعمى أف الرئيس ،ما وصفتو بالدليؿكشفت روسيا النقاب ع 2015ف عاـ بداية كانوف الأوؿ م

قانوني لمنفط مف الأراضي اليب الغير التركي رجب طيب أردوغاف وعائمتو قد استفادوا مف التير ا التي يسيطر عمييا داعش في العراؽ وسوريا. وأصدر مسؤولو وزارة الدفاع في موسكو صورً

مف شاحنات الصيريج وىي تعبئ النفط في مناطؽ التقطتيا الأقمار الصناعية تظير أرتالاً (2).دوف قيود أو تفتيشى نقطة معبر ريحانمي سيطرة داعش قبؿ عبورىا الحدود التركية عم

إضافة إلى العديد مف التقارير الصحافية والاستقصائية التي أظيرت بأف تركيا ىي المستورد (3)وؿ لمنفط الذي تنتجو وتصدره داعش.والمشتري الأكبر والأ

الأعنؼ والأكثر دموية في تاريخ عدّ ، تعرضت تركيا ليجمات عديدة ت في وقت لاحؽتبعيا عاـ ثـ (4)وعات سياحية مف بينيا إسرائيمييف،مجم تستيدفاإذ ،2015تركيا صيؼ

عممية درع الفرات".إلى داخؿ الأراضي السورية تحت " دخوؿ عسكري لمقوات التركية 2016وىي خطوة ىدفت في المقاـ الأوؿ إلى تطويؽ المكاسب الميدانية لأكراد سوريا، ولكنيا أتت

.7-4ص. ، صمرجع سابؽالحامد، رائد( 1)

(2) Russia unveils 'Proof' Turkey's Erdogan is Smuggling ISIS Oil Across Border from Syria, https://www.independent.co.uk/news/world/europe/russia-releases-proof-turkey-is-smuggling-isis-oil-over-its-border-a6757651.html, accessed on 26 July 2018. (3) Research Paper: Turkey-ISIS Oil Trade, https://www.huffingtonpost.com/david-

l-phillips/research-paper-turkey-isi_b_8808024.html, accessed on 27 July 2018. (4) Merve Tahiroglu and Jonathan Schanzer, op. cit, p. 17.

Page 106: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

103

ا عمى ذلؾ، دعا زعيـ التنظيـ أبو بكر البغدادي تركية. ردً أيضًا لإبعاد خطر داعش عف الحدود ال، 2016ىجمات ضد تركيا في شير تشريف الثاني مف عاـ شخصيا، ولممرة الأولى، إلى شفّ

(1)ييف تركييف أحياء بحسب شريط داعش.ا بإحراؽ جندرجمت سريعً والتي ت

لداعش وشرائيا عمياإلييا مف قبؿ روسيا وغيرىا بدتيامات الموجية رفضت تركيا الإ"لا يعقؿ أف النفط منو، فقد نفى الرئيس التركي ذلؾ وقاؿ في مقابمة مع قناة الجزيرة القطرية:

قمت لمرئيس الروسي بوتيف و مف خلاؿ تجارة النفط"، وأضاؼ: "ىذا التنظيـ ثـ نتعاوف مع نحاربفي منصبي دقيقة فمف أبقى ،إذا برىنت عمى ادعاءاتؾ بأف تركيا تشتري النفط مف تنظيـ الدولة

بؿ ذىب أبعد مف ذلؾ باتيامو الولايات المتحدة الأميركية والتحالؼ الدولي (2)واحدة، ىذه فرية". (3)ود صور وأدلة لدى أنقرة تثبت ذلؾ.بدعـ داعش ووج

استغمت تركيا وجود داعش لتقرف الحرب عميو بتزخيـ الحرب عمى عدوىا المدود حزب علاـ وتحركات أجيزة الدولة والقادة وىذا ما ظير جميً العماؿ الكردستاني، ا مف خلاؿ أداء وا

الأتراؾ. فانتقدت أنقرة تركيز الغربييف عمى داعش بشكؿ مكثؼ، دوف الالتفات "لإرىاب" حزب (4)عات المتطرفة ليا.العماؿ الكردستاني الذي ييدد تركيا بقدر تيديد الجما

تجاه إلى تركيا وفيـ نظرتيا الحقيقية لنسبة قد يبدو مف الصعب فؾ عقدة داعش بااميـ بعمميات التنظيـ، خاصة مع ارتفاع أعداد المجنديف الأتراؾ لتنظيمي داعش والنصرة وقي

وىي قضية بحاجة لدراسة وتحميؿ أعمؽ قد تحتاج بعض الوقت لفيـ (5)إرىابية داخؿ تركيا، حقيقتيا ومغزاىا.

(1) ibid. http://www.aljazeera.net/programs غػػاف: حمػػؼ ثلاثػػي داعػػـ لمطائفيػػة فػػي المنطقػػة،و أرد( 2)

/specialinterview/2015/12/11/تػػػػـ الػػػػدخوؿ بتػػػػاريخ بالمنطقػػػػة-طائفيػػػػا-حمفػػػػا-تشػػػػكؿ-روسػػػػيا-أردوغػػػػاف ،30/7/2018. أردوغػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاف يػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػتيـ أمريكػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا والتحػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػالؼ بػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدعـ "داعػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػش": لػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدينا ( 3)

-https://arabic.cnn.com/world/2016/12/28/erdogan-accuses-us-coalition،الأدلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػةsupport-isis.

(4) Monica Marcs, ISIS And Nusra In Turkey, Jihadist Recruitment And Ankara's Response, Institute For Strategic Dialogue, London, 2016, P. 29.

(5) Monica Marcs, op. cit, P. 32.

Page 107: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

104

الخاتمة، تجعؿ منيا دولة مميئة بالتحديات والتغيرات الشرؽ الأوسطفي إف موقع ومحورية تركيا

سياستيا الخارجية. وىذا الأمر اكبة مستمرة ودقيقة، لفيـ والتبدلات السريعة. وىو ما يفرض مو حكـ ينطبؽ عمى علاقة تركيا بالعراؽ، والتحولات التي طرأت عمى ىذه العلاقة خلاؿ سنوات

شيدت تركيا ،سارع الأحداث، فإننا خلاؿ كتابتنا ليذه الرسالةحزب العدالة والتنمية. ولفيـ ت مفية في داخميا ومحيطيا، أىميا سيطرة داعش عمى مناطؽ واسعة تطورات كبيرة ومفصم

لبمديف عكس ، وتبدؿ ميزاف القوى في ىذيف امنيما ودخوؿ القوات التركية إلى كؿ ،وسوريا العراؽلروسية والإيرانية في الحرب السورية الدائرة، ومف ثـ إسقاط القوات ا ما تشتيي أنقرة، وانخراط

ا ومف بعدى ية مرحمة شديدة التوتر والحساسية.الطائرة الروسية ودخوؿ العلاقات التركية الروسنقلاب الفاشمة التي أحاطيا الكثير مف التساؤؿ والإبياـ في توقيتيا وأدائيا ونتائجيا محاولة الإ

ا كؿ معارضيو بكؿ قسوة، وخارجيً لا إلى إقصاء أردوغاف حيث أدت داخميً الداخمية والخارجية، ب. ومف تمؾ الإيرانية مف جية أخرى-أعادت الدؼء إلى العلاقات التركية مف جية، والروسية

ستقلاؿ وما تبعو مف تدخؿ سريع ، استفتاء كردستاف عمى الإأيضًا متسارعةالأحداث والتغيرات الأدت إلى خسارة كردستاف التي و ،ذلؾ الاستفتاء مفاعيؿ لإسقاطاد وحاسـ مف قبؿ طيراف وبغد

ؿ تحو ،اآخرً أخيرًا وليس و (1)ستقلاؿ.ا حممو بالإانيا فقد الإقميـ عمميً التي بفقدو ،لمدينة كركوؾ عدالة والتنمية رجب طيبنظاـ الحكـ في تركيا إلى نظاـ رئاسي عمى مقاس زعيـ حزب ال

أردوغاف.

، يصبح مف العسير وضع قواعد وأطر واضحة الأحداث المتسارعة عمى إثر كؿ تمؾالبمداف، وىو ما يدفع إلى الحديث عف جدوى الخطاب ىذه ومحددة وثابتة تحكـ العلاقة بيف

بأف حزب العدالة والتنمية القوؿ، يجدر ولكفالإيديولوجي والعقائدي في السياسات الخارجية. خطاب ظؿّ مصمحتو ومنظومة الحكـ التابعة لو، لكنويؿ تطويع الخطاب الديني في سب استطاع

لمعلاقات الخارجية لتركيا، بؿ ظمت الفعمي لـ يتقدـ ليصبح الناظـو أسير المنابر والشعارات،

انفصاؿ كردستاف.. المعركة التي انتيت قبؿ أف تبدأ،( 1)

http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2017/10/18/ستافكرد-انفصاؿ- تبدأ -أف-قبؿ-انتيت-التي-المعركة

Page 108: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

105

الخيارات ا مف خلاؿوىذا ما يظير جميً ياسة،المصالح والبراغماتية ىي المتحكمة بتمؾ الس قتصادية.السياسية والعلاقات الإ

ا بشكؿ أو بآخر بالنفوذ الأميركي فيو، ومدى قدرة تركيا في العراؽ سيظؿ مرتبطً فدور تركيا عمى استغلالو في سبيؿ بناء شبكة مصالحيا في العراؽ وفؽ رؤية حزب العدالة والتنمية.

بسيولة تجاه العراؽ في ظؿ حزب العدالة والتنمية، يمكفمف خلاؿ مطالعة السياسة التركية و مف واضحًا دية مبدئية شعارات حزب العدالة والتنمية الإسلامية. ويبدو ذلؾ عدـ جملاحظة

بيف مكونات الدولة العراقية حيث تقتضي خلاؿ تنقؿ الثقؿ التركي في إدارتو لمعلاقة مع بغداد المكوف التركماني عمى اعتباره امتدادًا قوميًا لأتراؾ فتـ نسج علاقات قوية وفاعمة مع. المصمحةحيف لـ تنجح تمؾ السياسة، انتقؿ الأداء لدعـ المكوف السني، عمى قاعدة حفظ حقوؽ تركيا. و

ا بأف السنة وموازنة التدخؿ الإيراني الداعـ لمشيعة بحسب النظرة التركية، لتستنتج تركيا لاحقً الكممة الأقوى والنفوذ الفاعؿ داخؿ المكوف السني خاضع لمسياسة السعودية التي استثمرت

العشائرية وفائضيا المالي وموقعيتيا الإسلامية لاستمالة قادة وأحزاب السنة في العراؽ. علاقاتياولعؿ علاقة حزب العدالة والتنمية مع أكراد العراؽ، التي ذىبت إلى مداىا الأقصى، توضح براغماتية ىذا الحزب، وفيمو لممصالح والتقاطعات وحساب المكاسب والخسائر. فبينما كانت

عطي ت نفسو ا ليا داخؿ العراؽ، كانت في الوقت وقويً ا فاعلًا نع مف إقميـ كردستاف حميفً تركيا تصستقلاؿ، وىو زية والمحيط مف أجؿ إعلاف حمـ الإالأكراد أدوات القوة والتمرد عمى الدولة المركمف ـ لحكومة بغداد بغطاء ودعـ كامؿ وواضحبالفعؿ ما كاد أف يحدث لولا التدخؿ الحاس

طيراف.

حميؼ قوي وثابت ليا صناعةقدرة تركيا عمى ا في، تؤثر سمبً ىذه السياسة البراغماتية ، والأكراد رغـ فالتركماف بغالبيتيـ الشيعية يميموف إلى كفة الجميورية الإسلامية داخؿ العراؽ.

فتركيا تريد مف كردستاف لمتبادلة.محكومة باليواجس ا ظمتإلا أنيا تطور علاقاتيـ مع تركيا، قتصاد لصالح قوتيا كردستاف تريد مف تركيا تطويع الإ ذ إلى بغداد، بينماالإقتصاد والنفا

إضافة إلى أف الولايات المتحدة . ستقلاؿقلاليا، وىو ما اتضح بعد قرار الإستفتاء عمى الإواستبقى الكردي، وبالتالي فإف مزاج ىذا التقارب ي-ولا زالت عرابة التقارب التركي الأميركية كانت

Page 109: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

106

أف المكوف ا بشكؿ أو بآخر لممصالح الأميركية في المنطقة، والتي لا يبدو حتى المحظة، خاضعً و.الكردي حاضر لمخروج عن

بقيت متأثرة بالدرجة بشكؿ واسع، التياختراؽ الساحة السنية مف لـ تتمكف كما أف تركيانفسيا، وىي المكوف الأصغر الأولى بالمممكة العربية السعودية. إضافة إلى أف الساحة السنية

ا في العراؽ، تعاني مف انقسامات حادة وتشتت في المواقؼ والمصالح. وىو ما والأضعؼ عدديً يفقدىا القدرة عمى التأثير الحقيقي في مجريات الأمور في بغداد.

استطاعت تركيا في مرحمة محددة مف نسج علاقات جيدة فقد عمى الساحة الشيعيةأما ب الموقؼ الإقميمي اصطفافات المركزية، لكنيا سرعاف ما عادت وانيارت حيف تطمّ مع الحكومة

خلافا لمصالح ورغبات أنقرة. ورغـ تشتت ،واضحة، أدت إلى تماىي بغداد مع موقؼ طيرافا، إلا أف كونيا الساحة الأكبر والقابضة عمى أىـ مفاصؿ السمطة، فإف نسج الساحة الشيعية أيضً طرؼ منيا يمنح الفاعميف الإقميمييف والدولييف قدرة عمى التأثير في موقع علاقة قوية مع أي

، مرة بغداد، فإف دور تركيا يبقى مرتبطًاالعراؽ واصطفافو. ورغـ التطبيع المحدود لأنقرة مع أخرى، بالدور الأميركي وتأثيره عمى جزء مف المكوف الشيعي. عمى عكس إيراف، التي تعمؿ

.العراقية النفوذ الأميركي داخؿ الساحة الشيعية بؿ ضد ،باستقلاليةمصدر ثقة لمدوؿ العربية، لـ تعد في ظؿ حزب العدالة والتنمية تركيا سياسة فإ

وي معارضيف لمحكومة ا مف الأراضي العراقية، وتؤ تؿ جزءً وبخاصة العراؽ. فتركيا اليوـ تح. إضافة إلى نسجيا علاقات المركزية متيميف بتفجيرات إرىابية عمى رأسيـ طارؽ الياشمي

متجاىمة دور ومصالح السمطة المركزية في تصادية وعسكرية مع إقميـ كردستاف، سياسية واقا في عقؿ الساسة العراقييف في المستقبؿ القريب والمتوسط عمى أقؿ بغداد، وىو ما سيكوف حاضرً

تقدير.

ىامش الحركة الذي تصنؼ تركيا ضمف محور الولايات المتحدة الأميركية، رغـ كمايحدث أي تراجع قد بالتالي فإف، بيروت-دمشؽ-تتحرؾ مف خلالو، في مقابؿ محور طيراف

دور التركي ينعكس مباشرة عمى الس، خاصة والعراؽ عامة لمحور الولايات المتحدة في المنطقةوىو أمر يا أماـ خياريف صعبيف، إما فؾ ارتباطيا مع الولايات المتحدة وضمور نفوذه، مما يضع

ما توسيع ىامش مناورتيا داخؿ ىذه المنظومة.الا يبدو ممكنً ، وا

Page 110: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

107

لكونيػػا تمثػػؿ دولػػة ثقػػؿ وجػػوار تتمتػػع ،اسياسػػيً سػػتظؿ تركيػػا حاجػػة ممحػػة لمعػػراؽ. ،أخيػػراواقتصػػاديًا كونيػػا تزخػػر بشػػركات مكػػف تجاىمػػو داخػػؿ السػػاحة العراقيػػة،باسػػتقرار جيػػد وبتػػأثير لا ي

الممػر الأفضػؿ لعبػور نفػط العػراؽ تاجيا العراؽ، بالإضافة إلى كوف تركيػاالإعمار الرائدة التي يح تجاه أوروبا.

لأسػػاليب وأىػػداؼ الساسػػة الأتػػراؾ االعراقيػػة سػػيكوف مرىونًػػ-إف مسػػتقبؿ العلاقػػات التركيػػة بناء تحالفات جانبية عمػى حسػاب في ،باتباع نفس السياسة مع بغدادأنقرة فاستمرارتجاه العراؽ.

، عمى قاعدة أف بغداد تابعة لطيراف ومف ضمف المركزية معيابحيث لا تنحصر العلاقة ،المركزلنتػػائج أكثػػر ا، بػػؿ قػد تكػػوف احصػتيا، لػػف تحصػػد مػف ورائػػو تركيػػا نتػائج أفضػػؿ ممػػا حصػدتو سػػابقً

العػػراؽ بػػدعـ مػػف طيػػراف فػػي ، خاصػػة إذا مػػا نجحػػت المحػػاولات الداخميػػة فػػيا عمييػػاا وضػػررً سػػوءً مف تحت القبضة الأميركية.خروج بغداد

ا مػػع العػػراؽ عمػػى فتعتمػػد فػػي علاقتيػػ ،2010أف تعػػود إلػػى مػػا قبػػؿ عػػاـ نقػػرةلأ والأفضػػؿا أكثػػر لمصػػالح قتصػػادي والسياسػػي لتركيػػا، وىػػذا يتطمػػب فيمًػػالإالمػػدخؿ العاصػػمة بغػػداد، لتكػػوف

نقره عمى بغداد.أالطرفيف، لا أف تطغى مصمحة

حػزب العدالػة غيػر أف خسػارة، لمتغيػرات الداخميػة التركيػةمػف غيػر المعمػوـ مػا قػد تحممػو ا إلػػػى إعػػػادة صػػػياغة الأولويػػػات والػػػرؤى قػػػد يفػػػتح البػػػاب، لػػػو حصػػػؿ نتخابػػػات القادمػػػةالإوالتنميػػػة

إلى ما قبؿ وصوؿ حزب العدالة والتنمية. لمسياسة الخارجية التركية

Page 111: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

108

لائحة المراجت المراجت بالمغة العربية8

الكتب ، الطبعة الثانية موقت تركيا ودورىا في الساحة الدولية،، ستراتيجيالإالعمؽ ،أحمد .أوغموداود -1

.2012، ار العربية لمعموـ ناشروف، بيروتالد، دار حوراف لمنشر، دمشؽ، ، حزب الرفاه8 الرىان عمى السمطةيوسؼ .الجيماني إبراىيـ -2

1997. الدولة الإسلامية8 النشأة، التأثير، ،"الإسلاميةالبناء الييكمي لتنظيـ الدولة " ،حسف. أبو ىنية -3

.44-31 ص. ، ص2014مركز الجزيرة لمدراسات، الدوحة، ، المستقبليراف.. البعد عف حافة الصداـ" ،حقي. أوغور -4 تركيا بين تحديات الداخل ورىانات "،تركيا وا

.224-212ص ،2009الدوحة، ،مركز الجزيرة لمدراسات، الخارج، ترجمة الصراع السياسي في تركيا8 الأحزاب السياسية والجيش ،فلاديمير .انيموؼإيفانوفتش د -5

.1999، دمشؽ، دار حوراف ،يوسؼ إبراىيـ الجيمانيمركز التركي، -" تأرجح الديمقراطية: حكومة حزب العدالة والتنمية والصراع الكردي ،أفريف. بالتا -6

بياف لمدراسات والتخطيط، بغداد، أيار ترجمة وتحرير مركز الالبيان لمدراسات والتخطيط، .25-19، ص. 2016

، ترجمة عبد السلاـ عمي نوير،نظرية السياسة الخارجية، كميفتوف .مورجاف ،جميف .بالمير -7 .2011جامعة الممؾ سعود، الرياض، -النشر العممي والمطابع

مية لمنشر والتوزيع، الأى ،، الطبعة العربية الثالثةرقعة الشطرنج الكبرى ،زبيغنيو .بريجنسكي -8 .2012 ،الأردف

العرب وتركيا8، ، "التركية-النفط مرتكز أساسي لمعلاقات البنية العراقية" . عصاـ،الجمبي -9 ،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تحديات الحاضر ورىانات المستقبل

.334-313ص ،2012بيروت،

Page 112: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

109

الأزمة السورية: الأبعاد الآنية "محددات الموقؼ التركي مف . عمي،حسيف باكير -10المركز ، المستقبلتحديات الحاضر ورىانات 8العرب وتركيا والإنعكاسات المستقبمية"،

.659-615 ص. ص ،2012بيروت، ،العربي للأبحاث ودراسة السياسات

.2006، دار وائؿ لمنشر، عماف، مبادئ العلاقات الدولية ،سعد .حقي توفيؽ -11 .1997، مكتبة النيضة المصرية، القاىرة، ميل السياسة الخارجيةتح ،محمد .سميـالسيد -12شركة ،، الطبعة الثانيةتركيا بين العممانية والإسلام في القرن العشرين ،وليد .رضواف -13

.2013لبناف، ،المطبوعات لمتوزيع والنشرقبرص، ، ترجمة ميخائيؿ نجـ خوري، دار قرطبة،تركيا والشرق الأوسطفيميب، .روبنس -14

1993. ،نماء لمبحوث والدراسات، بيروتالإ، مركز التجربة النيضوية التركية ،محمد .جوؿزاىد -15

2013. الدولة ،إعداد فاطمة الصمادي ،"ديولوجية لتنظيـ الدولة الإسلاميةالإ الجذور" ،شفيؽ .شقير -16

ص. ، ص 2014مركز الجزيرة لمدراسات، الدوحة، ، الإسلامية8 النشأة، التأثير، المستقبل18-30.

، 122، العدد شؤون الأوسطسياسية لمبعد الكردي"، - "قراءة جيو ،فوزية. صابر -17 .124-106، ص ص. 2006بيروت، ربيع

العرب "تحولات السياسة الخارجية التركية في ظؿ حزب العدالة والتنمية"، . محمد،عبد القادر -18، بيروتبحاث ودراسة السياسات، ، المركز العربي للأتحديات الحاضر ورىانات المستقبل وتركيا8 .613-571، ص 2012

.2006، الدار العربية لمعموـ ناشروف، بيروت، نياية العراق، بيتر .غالبريثو. -19من القبضة الحديدية .. إلى دستور بلا ، العسكر والدستور في تركيا ،طارؽ .عبد الجميؿ -20

.2012، دار نيضة مصر، الجيزة، كرعسير المباشر، الإستراتيجية الأميركية في توظيف الحركات السمفية التحكم غقبيسي. ىادي، -21

.2018، دار مودة، بيروت، الجيادية .2001، ترجمة فاضؿ جتكر، مكتبة العبيكاف، الرياض، تركيا المتغيرة ،ىاينتس .كرامر -22 .2011، أقلاـ لمنشر والتوزيع والترجمة، القاىرة، قصة أردوغان ،راغب .السرجاني -23

Page 113: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

110

، "حزب العدالة والتنمية والسياسة الخارجية التركية في الشرؽ الأوسط" ،غونيس. رمراد تيزكو -24، ترجمة وتحرير مركز البياف لمدراسات والتخطيط، بغداد، أيار مركز البيان لمدراسات والتخطيط

.11-5ص. ، 2016ة أماف شبك ،، الطبعة الأولىالكونفدرالية المشرقية صراع اليويات والسياسات ،أنيس .النقاش -25

.2015لمدراسات والبحوث الاستراتيجية، مكتبة بيساف، بيروت، تحديات العرب وتركيا8 صابر. فرح، "الخيارات الإستراتيجية لتركيا وموقع الوطف العربي منيا"، -26

ص ، 2012المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، ، الحاضر ورىانات المستقبل .570-505ص.

.2009 ،، دار زىراف لمنشر والتوزيع، عمافالسياسة الخارجية ،أحمد .النعيمي -27بي ؟، المركز العر تركيا والأكراد8 كيف تتعامل تركيا مت المسألة الكردية ،عقيؿ .محفوض -28

.2012للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، الوحدة ، مركز دراسات سوريا وتركيا8 الواقت الراىن واحتمالات المستقبل عقيؿ، .سعيد محفوض -29

.2009العربية، بيروت، ، الحياة النيابيّة "،(1997إلى العاـ 1970الصراع السياسي في تركيا ) مف العاـ " ،أحمد .ممي -30

،2014، بيروتالسياسة الخارجية التركية تجاه القوى العظمى والبلاد ،جماؿ واكيـ. ،موريال. فايسباخ ميراؾ -31

.2014، بيروت ،شركة المطبوعات لمتوزيع والنشر ،الطبعة الثانية ،2002منذ العام العربيةيراف.. البعد عف حافة الصداـ" . حقي،أوغور -32 تركيا بين "، إعداد محمد عبد العاطي،تركيا وا

، ص ص. 2010بيروت، ،الدار العربية لمعموـ ناشروف، تحديات الداخل ورىانات الخارج212-224.

تحديات الحاضر ورىانات 8العرب وتركيا ي لسوريا"،"العرب والدور المستقبم . محمد،نور الديف -33 .770-743. ص ،2012بيروت، ،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ،المستقبل

تركيا بين إعداد محمد عبد العاطي،"السياسة الخارجية.. أسس ومرتكزات"، ،حمدمنورالديف. -34. ص ص ،2010بيروت، ،ناشروفالدار العربية لمعموـ ، تحديات الداخل ورىانات الخارج

126-138.

Page 114: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

111

، ار العربية لمعموـ ناشروف، بيروتالد ،، الطبعة الأولىعودة تركيا إلى الشرق ،ميشاؿ .نوفؿ -352010.

، مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيؽ، تركيا الجميورية الحائرة ،محمد .نورالديف -36 .1998بيروت،

.1999، دار الشروؽ، القاىرة، إلى أربكان أتاتوركا من السيف واليلال8 تركي، رضا .ىلاؿ -37 ،، الطبعة الأولىلبنان ساحة معارك الشرق الأوسط، حذار من الدول الصغيرة ،دايفيد .ىيرست -38

.2013 دار منشورات الرماؿ، قبرص،راف، ، دار زىقتصاد التركي والأبعاد المستقبمية لمعلاقات العراقية التركيةالإرواء، .يونس الطويؿ -39

. 2010ع ماف، الرسائل والأطروحات

، مذكرة مكممة لنيؿ الدولة الإسلامية من التأسيس إلى التوسيت ،أسعد .سمور -1 . 2017شيادة الماجستير في العموـ السياسية، الجامعة المبنانية، بيروت،

الإيراني عمى مناطق النفوذ في منطقة الشرق -س التركيالتناف ،محمد .عربي لادمي -2مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في العموـ السياسية، جامعة ،2002-0774سط الأو

.2014محمد خيضر، الجزائر، (، 2002-0750القطرية8 بين التعاون والتصادم ) -العلاقات السعودية ،رواف .كنعاف -3

نية، رسالة لنيؿ دبموـ الدراسات العميا في العلاقات الدولية والدبموماسية، الجامعة المبنا2017.

السياسة الخارجية التركية بين البعد الديني والبعد العمماني فترة حكم حزب ،طبي .لحسف -4، مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في العموـ السياسية والعلاقات الدولية، العدالة والتنمية .2015-2014جامعة الجزائر،

مجلات وصحف

، بيروت، 112، العدد شؤون الأوسط، "ارندوة العراؽ ودوؿ الجو " ،حاقاف .تشاقيؿ -1 .24-11، ص ص. 2003

Page 115: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

112

القادسية لمقانون والعموم ،"العلاقات العراقية التركية: الواقع والمستقبؿ" ،عزيز .جبر شياؿ -2 .59-37، ص ص. 2012 بغداد، العدد الأوؿ، المجمد الخامس، ،السياسية

، المركز بغداد-أربيل-حور أنقرةقضايا الطاقة والسياسة عمى م ،عبد الحكيـ .جوزؿ خسرو -3 .2014العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة،

العلاقات التركية الإيرانية والمتغيرات في المنطقة العربية بعد عاـ " ،عمراف .حمود الجبوري -4، ص 2016بغداد، ،53، العدد مجمة المستنصرية لمدراسات العربية والدولية ،"2011 .283-252 ص.

مجمة دراسات ، "التركية وأثرىا في استقرار العراؽ –العلاقات العراقية " ،منى .بيدحسيف ع -5 .114-89، ص ص. 2015بغداد، ، 60العدد ،دولية

، 60العدد ، مجمة دراسات دولية، "العراؽ في الاستراتيجية التركية" ،حيدر .عمي حسيف -6 .158-137 ، ص ص.2015 بغداد،

مجمة دراسات ، "التركية-اءة في طبيعة العلاقات الإيرانيةقر " ،عبد الحميد .العيد سمطاف -7 .143-129 ، ص ص.2016 بغداد، ،65-64، العدداف دولية

–أزمة السياسة الخارجية التركية وانعكاسيا عمى العلاقات العربية ،فريؽ الأزمات العربي -8 .2016، 12 ، مركز دراسات الشرؽ الأوسط، الأردف، العددالتركية ودور تركيا الإقميمي

مجمة دراسات ،"الموقؼ التركي مف الفدرالية في إقميـ كردستاف العراؽ"عامر، .كامؿ أحمد -9 .68-53، ص ص. 2007بغداد، ،33العدد ،دولية

مجمة ، "خيارات تركيا نحو العراؽ بعد تحرير الموصؿ" ،شيماء .معروؼ فرحاف -10 .19-1، ص ص. 2017اد، بغد ،57، العدد المستنصرية لمدراسات العربية والدولية

، مركز الدراسات شؤون الأوسط، "تركيا والحرب العراقية" ،محمد .نور الديف -11 .198-184، ص ص. 2003 بيروت، ،111، عدد الاستراتيجية

المسألة التركمانية في " حوار مع جنيد منكو الناطؽ باسـ الجبية التركمانية العراقية، -12، ص 2003 بيروت، ،112، العدد الإستراتيجية ، مركز الدراساتشؤون الأوسط ،"العراؽ .180-173ص.

Page 116: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

113

دراسات وأبحاث

، سياسات تركيا تجاه شمال العراق8 المشكلات والآفاق المستقبمية ،بيؿ .بارؾ -1 .2005مركز الخميج للأبحاث، دبي،

، مركز إدراؾ لمدراسات محددات السياسة الخارجية التركية إزاء سوريا ،سعيد .الحاج -2 .2016 حمب، ارات،والاستش

مركز الجزيرة ،تطورات الوجود العسكري التركي في العراق وتداعياتو المحتممة ،رائد .الحامد -3 .2015لمدراسات، الدوحة،

، مركز العراق في حسابات تركيا الاستراتيجية والتوجيات المستقبمية ،عمي .حسيف باكير -4 . 2015 الدوحة، الجزيرة لمدراسات، ورقة بحثية،

مركز الجزيرة لمدراسات، ، عممية السلام مت أكراد تركيا أمام مفترق طرق ،سعيد .جالحا -5 .، تقرير2016

، مؤسسة كارنيغي، واشنطف، الحؤول دون انفجار النزاع حول كردستان ،ىنري .ج. باركي -62009.

مركز ،التغيير الديموغرافي وأثره عمى التعايش السممي في العراق. محمد، حمد جاسـ -7 .2015بغداد، لمتنمية والدراسات الاستراتيجية، ورقة بحثية،الفرات

مقابلات في مقابمة مع السيد جانكيز أورغمو المستشار الثقافي لمسفارة التركية في لبناف

10/3/2017. المراجت بالمغة الأجنبية8

Book 1-J. Barkey. Henri, E.Fuller. Ghraham, Turkey’s Kurdish Question, rowman & littlefield publishers, boston, 1998.

2- Fukuyama. Francis, The End Of Historyand The Last Man,The Three Press, New York, 1992.

Page 117: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

114

3- J. Mearsheimer. John, the tragedy of great power politics, W. W. Norton and Company, New York, 2003. 4- J. Padelford. Norman, A. Lincoln. George, The Dynamics Of International Politics, The Macmillan Company, New York, 1962. Press

1- Adintasbas. Asli, with friends like these: Turkey,Russia, and the end of an unlikely alliance, European counsil on foreign relations, London, june 2016.

2- Aral. Berdal, " Turkey in the UN security council: its election and performance", Insight Turkey, Vol. 11, No. 4, Istanbul,2009.

3- Nadar. Alireza, Hanauer. Larry, Allen. Brenna, Scotten. Ali, Regional implications of an independent Kurdistan, Rand Corporation, California, 2016.

4- Aydintasbas. Asli, Kirisca. Kemal, The United States and Turkey: Friends, Enemies, or Only Interests, center on the united states and Europe at brookings, turkey project policy paper, washington, april 2017.

5- Arbell. Dan, THE U.S.-TURKEY-ISRAEL TRIANGLE, Brookings, analysis paper, No 34, 2014.

6- Beck. Martin, Regional Powers In The Middle East, new constellations after the arab revolts, palgrave macmillan, New York, 2014.

Page 118: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

115

7- Bache Fidan. Christina, Turkish business in the Kurdistan region of Iraq, Turkish policy quarterly, winter 2016, pp. 117-126.

8- Beinin. Joel, Hajjar. Lisa, Palestine ,Israel and the arab Israeli conflict, the middle east research and information project, Washington, winter 2009.

9- Berkley center for religion, Iran: Religious elements of the 1979 Islamic revolution, peace and world affairs, Georgetown university, August 2013.

10- P. Clarke. Coline, Jackson. Kimberly, B. Johston. Patrick, Robinson. Eric, Financila futures of the Islamic state of Iraq and the levant, findings from rand corporation workshop, California, 2017.

11- A. Cook. Stephen, “U.S. Turkey Relations: A New Partnership”, Council On Foreign Relations, Independent Task Force Report No. 69, 2012.

12- Chislett. Wiiiam, Turkeys 10 years of EU accession negotiations: no end in sight, Elcano royal institute, working paper, Madrid, 14/2015.

13- De Waal. Thomas, Armenia and Turkey, Bridging the gap, Carnegie endowment for international peace, policy brief 87, Washington, 2010.

14- Binder. David, “Greece, Turkey, and NATO”, Mediterranean quarterly, Duke university press, Vol. 23, No. 2, Durham, spring 2012, pp. 95-106.

Page 119: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

116

15- Demir, Idris. Turkey’s Foreign Policy Towards The Middle East: Under The Shadow Of The Arab Spring, Cambridge scholars publishing, London, 2017.

16- Darmsadter. Joel, Recalling The Oil Shock Of 40 Years Ago, Resources For The Future, Issue Brief 13-06, Washington, December 2013.

17- Caman. Efe, Datco. Kenan, Irans Nuclear Program And Turkey: Changing Perceptions, Interests And Need For Revision, Turkish journal of international relations, Vol. 12, No. 2, Istanbul, summer 2013, PP. 1-14.

18- Eliguir. Banu, Turkish – American relations since the 2003 Iraqi war: Atroubled partnership, crown center for middle east studies, Brandeis university, Massachhutts, May 2006, No. 6.

19- Hasan Al-Qarawee. Harith, Iraqs Sectarian Crisis, Carnegie Middle East Center, Beirut, 2014.

20- G. Bonab. Rahman, Turkeys emerging role as amediator on Irans nuclear activities, insight Turkey, Vol. 11, No. 3, Istanbul, 2009, pp.161-175.

21- Intergency intelligence memorandum, The soviet invasion of Afghanistan: Implications for war, CIA historical review program release as sanitized, 1980.

22- J. Barkey. Henri, Turkey And Iraq, The Perils (And Prospects) Of Proximity, United States institute of peace, special report 141, Washington, 2015.

23- Jeffrey. James, Behind The U.S. Withdrawal From Iraq, The Washington Institute For Near East Policy, November 2014.

Page 120: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

117

24- Hill. Fiona, Kirisci. Kemal, and Moffatt. Andrew, “Armenia and Turkey: From Normalization To Reconciliation”, Turkish Policy Quarterly, Vol. 13, NO. 4, Istanbul, winter 2015, p. 127-138.

25- Kemp. Geoffrey, Iran And Iraq, The Shia Connection, Soft Power, And The Nuclear Factor, United State Institute Of Peace, special report 156, Washington, November 2005.

26- Koni. Hakan, Saudi Influence On Islamic Institutions In Turkey Beginning 1970s, The Middle East Journal, Vol. 66, No 1, winter 2012.

27- F. Larrabee. Stephen, Nader. Alireza, Turkish-Iranian Relations In A Changing Middle East, RAND, California, 2013.

28- Tahiroglu. Merve, Schanzer. Jonathan, Islamic State Networks In Turkey, Soundation For Defense Of Democracies, Washington DC, March 2017.

29- Mills. Robin, Under The Mountains: Kurdish Oil And Regional Politics, The Oxford Institute For Energy Studies, Oxford, January 2016.

30- Stern. Moran, Ross. Dennis, The Role Of Syria Israeli-Turkish Relations, Georgetown journal of international affairs No. 127. Washington, summer/fall 2013, pp. 115-128.

31- Marco. Jean, Turkey country focus, EASO country of origin information report, 2016.

32- Modelski, George, A theory 0f foreign policy, pall mall press, London,1962.

Page 121: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

118

33- Nader. Alireza, Iran’s Role In Iraq, Rand Corporation, California, 2015.

34- Marcs. Monica, ISIS And Nusra In Turkey, jihadist recruitment and Ankaras response, Institute for strategic dialogue, London, 2016.

35- Nolte. Detlef, How To Compare Regional Powers: Analytical Concepts And Research Topics, Review of international studies, British international studies association, Aberystwyth, 2010, pp. 881-901. 36- Park. Bill, Turkey-Kurdish regional government relations after

the U.S. withdrawal from Iraq: Putting The Kurds On The Map, U.S. Army War College, Strategic Studies Institute, Carlisle, 2014.

37- Robert Lynch. William, From 2002-2017 To What Extent Has Turkish Security Policy Been Effective, school of advanced military studies, Kansas, 2017.

38- Salih. Cale,Turkey, The Kurds, And The Fight Against Islamic State, European council on foreign relations, September 2015.

39- Shaba Polus. Suror, Benny. Guido, ISIS In Iraq: The Impact On National, Regional And Global Peace And Security, Saudi journal of humanities and social sciences, vol-2, Dubia, jan 2017, pp. 8-14. 40- Cagaptay. Soner, Evans. Tyler, Turkeys Changing Relations

With Iraq, Kurdestan Up, Baghdad Down, Washington institute for near east policy, Washington, 2012.

41- Larrabee. Stephen, Nader. Alireza, Turkish – Iranian Relations In A Changing Middle East, Rand Corporation, California, 2013.

Page 122: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

119

42- Cagaplay. Soner, Fidan. Christina, Cansu Sacikara. Ege, Turkey And The KRG: An Underclared Economic Commonwealth, The Washington institute, Washington, march 2015.

43- Szymanski. Adam, “Turkish Policy Towards War in Syria”, Institute of Political Science, University of Warsaw, Warsaw, 2017, pp. 63-84.

44- The Middle East Institute, The Legacy Of Camp David: 1979_2009, Viewpoints Special Sedition, Washington, DC, 2009.

45- Tocci. Nathale, Turkeys Kurdish Gumble, Istituto Affari Intenazionali, IAI Working Paper, Roma, April 2013.

46- U.S. - Turkey relations: a new partnership, council on foreign relations, independent task force report No. 69, 2012.

47- Uslu. Nasuh, Turkeys Relationship With The United States 1960-1975, A thesis submitted for the degree of doctor of philosophy, the university of durham, 1994.

48- Theo Oosterveld. Willem, Bloem. Willem, The Rise And Fall Of Isis: From Evitability To Inevitability, The Hague Centre for strategic studies, annual report, Netherlands, 2016/2017.

49- Zanotti. Jim, Turkey: background and U.S relations, congressional research service, 2012.

50- Carkoglu. Ali, Turkeys November 2002 elections: a new beginning, middle east review of international affairs, Vol. 6, No. 4, 2012, pp. 30-41.

Master

Page 123: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

120

1- Zorpas. Charalampos, Turkish and greek position on the arab-israeli conflict: A comparative evaluation through an examination of their relations with the PLO, unpublished master thesis Istanbul bilgi university, Istanbul , 2015.

2- Saeed. Seevan, The Kurdish National Movement In Turkey: From The PKK To The KCK, A Thesis Submitted For The Degree Of Doctor Of Philosophy, the university of Exeter, 2014.

المواقت الإلكترونية8

مطائفية في المنطقة،أردوغاف: حمؼ ثلاثي داعـ ل -3http://www.aljazeera.net/programs/specialinterview/2015/12/11/أردوغا

بالمنطقة-طائفيا-حمفا-تشكؿ-روسيا-ف مريكا والتحالؼ بدعـ "داعش": لدينا الأدلة،أردوغاف يتيـ أ -4

https://arabic.cnn.com/world/2016/12/28/erdogan-accuses-us-coalition-support-isis.

انفصاؿ كردستاف.. المعركة التي انتيت قبؿ أف -5انف/http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2017/10/18تبدأ، تبدأ -أف-قبؿ-انتيت-التي-المعركة-كردستاف-صاؿ

عممية عسكرية تركية بسوريا لنقؿ رفات " سميماف شاه"، -6http://www.aljazeera.net/news/arabic/2015/2/22/تركية-عسكرية-عممية-

.2016/ 12/5تـ الدخوؿ في ,شاه-سميماف-رفات-لنقؿ-ابسوري العراؽ وتحديات الأزمة السورية، -7

,http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2012/11/16/العراؽ-

السورية-الأزمة-وتحديات عقبات تعترض استكماؿ مطار دىوؾ الدولي -8

Page 124: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

121

http://www.aljazeera.net/programs/newsreports/2015/7/11/عقبات- الدولي-دىوؾ-مطار-استكماؿ-تعترض

، موقع الجزيرة الاخبارية، تركيا وكردستان العراق.. من العداء إلى الشراكة -9https://bit.ly/2xKUZmL

مصادر الطاقة الخاصة بتركيا مف منظور جيو اقتصادي، -10http://www.turkpress.co/node/17272

11- Abdulaziz ALhhies&Hamza Moustafa:” Al-Qaeda: The third generation?”, Aljazeera: http://www.aljazeera.com/indepth/opinion/2014/02/al-qaida-third-generation-201421312828448349.html.

12- Abdelhak Mamoun, “First batch of one billion dollars delivered from Baghdad to Erbil on Monday,” Iraqi News, 23 November 2014, http://www.iraqinews.com/features/rst-batch-one-billion-dollars-delivered-baghdad-erbil-monday/

13- Barzani and Erdogan Open Erbil International Airport and Turkish Consulate,” Iraq-Business News, 31 March 2011, http://www.iraq-businessnews.com/2011/03/31/barzani-and-erdogan-open-erbil-intl-airport-and-turkish-consulate/?utm_source=twitterfeed&utm_medium=twitter%20

14- Erdogan threatens to scrap EU-Turkey migrant deal, www.bbc.com/world-europe-39294776

15- Israel and Iraqi Kurdistan: the oil connection, https://www.i24news.tv/en/news/international/middle-east/157303-171009-israel-and-iraqi-kurdistan-the-oil-connection.

Page 125: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

122

16- Isis militants release 49 hostages taken at Turkish consulate in Mosul, https://www.theguardian.com/world/2014/sep/20/isis-releases-hostages-turkish-consulate-mosul,

17- Julian Borger and Mona Mahmood, “EU Decision to Lift Syrian Oil Sanctions Boosts Jihadist Groups,” The Guardian, May 19, 2013, https://www.theguardian.com/world/2013/may/19/eu-syria-oil-jihadist-al-qaida.

18- Nakhleh, E. (2016). Opinion: ISIS Primarily a Threat to Arab Countries. Retrieved from international Press Service: http://www.ipsnews.net/2014/09/opinion-isis- primarily-a-threat-to-arab-countries/.

19- Oil and state building in IraqiKurdistan ,https://www.researchgate.net/profile/Carlo_Frappi/publication/308777708_Oil_and_State_building_in_Iraqi_Kurdistan/links/57ef78d7477/Oil-and-State-building-in-Iraqi-Kurdistan.pdf?origin=publication_detail.

20- Russia unveils 'proof' Turkey's Erdogan is smuggling Isis oil across border from Syria, https://www.independent.co.uk/news/world/europe/russia-releases-proof-turkey-is-smuggling-isis-oil-over-its-border-a6757651.html.

21- Research Paper: Turkey-ISIS Oil Trade, https://www.huffingtonpost.com/david-l-phillips/research-paper-turkey-isi_b_8808024.html.

22- www.nato.int/cps/cn/natohq/80056.htm, web 23 august 2016.

Page 126: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

123

23- www.aljazeera.net/news/arabic/2003/3/17/-48-بوش-يميؿ-صداـ ساعة-لمغادرة-العراؽ

24- www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2015/5/20/-تنامي-الدور التركي-في-منطقة-الشرؽ-الأوسط

25- www.tandfonline.com/doi/pdf/10.1080/19436149.2017.1418206?needAccess=true web 12/5/2018

26- www.bbc.com/arabic/middleeast/2010/03/100362_iraq_results_tc2.shtml. Web 4 November 2017.

27- www.almonitor.com/pulse/originals/2015/07/turkeyiraqsyriakurdishindependence-help-war-against-isis.html web 30 December 2015.

Page 127: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

124

الفيرس

أ ..................................................................................... الإىداء ب ..................................................................................... الشكر 1 ...................................................................................... مقدمة

4 ............................................... الخارجية التركية الفصؿ الأوؿ: تطور السياسة 2 ......................................................... الفقرة الأولى8 المفاىيم النظرية لمرسالة

5 ........................................................ النبذة الأولى: السياسة الخارجية: تعريؼ 7 ...................................................... النبذة الثانية: خصائص السياسة الخارجية

9 .......................................................... النبذة الثالثة: القوة الإقميمية ومقوماتيا 10 ......................................................... ية المييمنةالنبذة الرابعة: القوة الإقميم

00 .......................................2000-0721الفقرة الثانية8 السياسة الخارجية التركية 11 .............................................. النبذة الأولى: مرتكزات السياسة الخارجية التركية

12 ........................ المطمب الأوؿ: السياسة الخارجية التركية في عيد أتاتورؾ 15 .................... المطمب الثاني: السياسة الخارجية التركية خلاؿ الحرب الباردة 18 ...................... المطمب الثالث: السياسة الخارجية التركية بعد الحرب الباردة

21 ............ 2001النبذة الثانية: السياسة الخارجية التركية تجاه العراؽ والدوؿ العربية حتى عاـ 21 ................................... المطمب الأوؿ: مرحمة التنافر مع الدوؿ العربية 23 .................................. المطمب الثاني: مرحمة التقارب مع العالـ العربي

26 .......... ث: سياسة تركيا تجاه الدوؿ العربية بعد نياية الحرب الباردةالمطمب الثال 26 ..................... الفقرة الثالثة8 وصول حزب العدالة والتنمية إلى السمطة وسياستو الخارجية

29 ....................................... ذة الأولى: اتجاىات جديدة لمسياسة الخارجية التركيةالنب 32 ............................ النبذة الثانية: المحددات الداخمية لتحولات السياسة الخارجية التركية

34 ........................... المحددات الخارجية لتحولات السياسة الخارجية التركية النبذة الثالثة: 41 .......................... 2010- 2002الفصؿ الثاني: سياسة التقارب التركية مع العراؽ

Page 128: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

125

41 ............................................... راؽ وأىميتو الاستراتيجيةالنبذة الأولى: موقع الع 42 ................................................ المطمب الأوؿ: الأىمية الجغرافية

43 ........................................................... المطمب الثاني: النفط 43 ..................................................المطمب الثالث: القضية الكردية

44 ........................................................... المطمب الرابع: الأمف 45 ...................................................... المطمب الخامس: الاقتصاد 45 ..................................................... النبذة الثانية: الثوابت التركية تجاه العراؽ

48 ............................................ النبذة الثالثة: الغزو الأميركي لمعراؽ والدور التركي 32 ....................................................... التركية مت بغداد الفقرة الثانية8 المصالح

52 .......................................................... النبذة الأولى: توازف النفوذ مع إيراف 56 .............................................................. النبذة الثانية: العامؿ الاقتصادي

57 .................................................................. النبذة الثالثة: الثروة النفطية 58 ....................................................... النبذة الرابعة: حزب العماؿ الكردستاني

60 ..................................................................... النبذة الخامسة: التركماف 63 ..................................... النبذة الأولى: تطور السياسة التركية تجاه المسألة الكردية

65 .............................................. النبذة الثانية: سياسة العدالة والتنمية تجاه الأكراد 73 ...................................................... الأولى: تدىور العلاقات السياسية نبذةال

76 .............................................. الإيراني في العراؽ-النبذة الثانية: التنافس التركي 78 ........................................... كيا مع حركات الربيع العربيالنبذة الثالثة: تعامؿ تر

80 ................................... النبذة الرابعة: تراجع العلاقات الإقتصادية بيف تركيا والعراؽ 60 ....................................... تان العراقالفقرة الثانية8 تطور العلاقات بين أنقرة وكردس

82 ............................................. النبذة الأولى: إستقرار تركيا عمى الصعيد الداخمي 84 ................................... النبذة الثانية: المصالح المشتركة بيف تركيا وكردستاف العراؽ

87 ......................................................................... النبذة الثالثة: الطاقة

Page 129: ظ يف رعاا هاجت ةيرت ا ةسايسا )2003 – 2002( ةيمنتا ةادعا بزح

126

89 .................................................. النبذة الرابعة: المصالح الإقتصادية المتبادلة 72 .................................................................... صعود داعشالفقرة الثالثة8

93 ........................................... النبذة الأولى: مسار الحركات "الإرىابية" في العراؽ 97 ........................................................... النبذة الثانية: إجتياح داعش لمعراؽ

99 ...................................................... النبذة الثالثة: الموقؼ التركي مف داعش 104 ................................................................................ الخاتمة

108 .......................................................................... لائحة المراجع 124 ................................................................................ الفيرس