مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã t pií ûp Ñ { ã vßÿ p...

102

Upload: others

Post on 23-Mar-2021

3 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 2: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الضميرالحديث مرآة

Page 3: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 4: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الضميرالحديث مرآة

تأليفحسين طه

Page 5: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآةحسين طه

٢٠١٨٥ / ٢٠١٣ إيداع رقم٩٨٧ ٩٧٧ ٧١٩ ٤٩٠ ٧ تدمك:

والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للناشر محفوظة الحقوق جميع

٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم المشهرة

وأفكاره المؤلف آراء عن مسئولة غير والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعبر وإنما

القاهرة ،١١٤٧١ نصر مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مصر جمهورية

+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:[email protected] الإلكتروني: البريد

http://www.hindawi.org الإلكتروني: الموقع

سالم. إيهاب الغلاف: تصميم

أو تصويرية وسيلة بأية الكتاب هذا من جزء أي استعمال أو نسخ يمنععلى والتسجيل الفوتوغرافي التصوير ذلك ويشمل ميكانيكية، أو إلكترونيةذلك في بما أخرى، نشر وسيلة أية استخدام أو مضغوطة أقراص أو أشرطة

الناشر. من خطي إذن دون واسترجاعها، المعلومات حفظ

Cover Artwork and Design Copyright © 2013 HindawiFoundation for Education and Culture.Copyright © Taha Hussein 1949.All rights reserved.

Page 6: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

المحتويات

9 والكفر الشكر رسالة15 والنهي الأمر رسالة21 والوشاة الوشاية25 والغرور القصد رسالة31 … إلى رسالة37 مغلق قلب43 بعيد من51 صرعى55 للبيع نفوس61 أنت كما67 والجحيم النعيم بين مصر73 أولا الحرية79 الخلي من الشجي ويل85 ونعم لا91 الأنباء صحائح97 الصفاء إخوان

Page 7: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 8: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

ظاهر. فيها التقليد تكلف لأن عليه محمولة وأراها الجاحظ، إلى تنسب رسائل

Page 9: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 10: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والكفر الشكر رسالة

جئتك لقد يقول: جميعا، والنفس الوجه مشرق الثغر، باسم مبتهجا صاحبي علي أقبلمن كثير على وستؤثرها الرضى، كل وسترضىعنها بالا، بها ستنعم أنك في أشك ما بطرفة

الطيبات. فيها تقل التي الأيام هذه في الطيباتبعض عند به ظفرت بعد. المطبعة تعرفه لم مخطوط كتاب قال: ذاك؟ وما قلت:والرابع الثالث القرن كتاب من الجاحظ، وغير للجاحظ، مختلفة رسائل وفيه الوراقين،فجئت بقراءته؛ نفسي أوثر أن وكرهت وسحرني، بهرني، حتى فيه أنظر أكد ولم للهجرة.إلى كتبها للجاحظ رسالة منه علي يقرأ أخذ ثم به. الاستمتاع في وأشركك عليه، أظهركالنحو: هذا على وابتدأها والكفر»، الشكر «رسالة وسماها الزيات، الملك عبد بن محمد

والكفر الشكر رسالة

ودلك هاديا، الحق إلى وجعلك الحق، إلى الله وهداك يديك، على الخير ويسر للخير، الله ك يسربأصحابه يلقي الذي الشر من الله وعصمك دليلا، الصواب على وجعلك الصواب، على اللهأهله يورط الذي الخطأ من وحماك النار، على بأهله يوفي الذي الباطل وجنبك التهلكة، إلىوكمال المروءة، تمام فإنه النعمة، شكر الله وألهمك الزيغ، على بهم ويشرف الحيرة، فيالرجل يجعل عما والتنزه النقص، عن الارتفاع وآية الخير، من الاستزادة وسبيل الرجولة،الذاكرين للنعمة الشاكرين بقلة — وجل عز الله— أخبر ولهذا لئيما. وخسيسا فسلا، نذلا— وجل عز — والله كور﴾. الش عبادي ن م وقليل شكرا داوود آل ﴿اعملوا فقال: للعرف،عن ويتنزهوا النقائص، عن يرتفعوا أن إلى ويدعوهم الشر، لهم ويأبى الخير، لعباده يريدمن إليهم يهدي ما ينسوا ألا ويأمرهم فيهم، وآلائه عليهم، بنعمه يذكرهم فهو الصغائر،

Page 11: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

كفروا إن الأليم والعذاب الشديد، بالعقاب وينذرهم معروف، من إليهم ويسدي فضل،الآخرة؛ في العذاب لهم ويؤجل الدنيا، في العذاب لهم يعجل الصنيعة. جحدوا أو النعمةوقال الكفور﴾، إلا نجازي وهل كفروا بما جزيناهم ﴿ذلك سبأ: في وجل عز قال ولهذايأتيها طمئنة م آمنة كانت قرية مثلا الله ب ﴿وضر عباس: ابن عن روي كما مكة أهل فيكانوا بما والخوف الجوع لباس الله فأذاقها الله بأنعم فكفرت مكان كل ن م رغدا رزقها

يصنعون﴾.على حراصا فجعلهم الأدب بهذا المعصومين وأنبياءه المكرمين، رسله الله أدب وقدصبروا إلا النائبات بهم تنزل ولا شكروا، إلا رحمة جناح يمسهم لا للكفر أباة الشكر،لسان على وجل عز قال ولذلك الاحتمال؛ من وتمكينهم الصبر، إلهامهم لله وشكروا عليها،والحيوان: الطير، منطق وعلمه والجن، الريح، له سخر لما — السلام عليه — سليمانترضاه صالحا أعمل وأن والدي وعلى علي أنعمت التي نعمتك أشكر أن أوزعني ﴿رب

الحين﴾. الص عبادك في برحمتك وأدخلنيالناس، من للمنعم الشكر إحسان؛ بكل والمبتدئ نعمة، كل ولي لله الشكر تمام ومنبالشكر له الشكر نظم وتعالى تبارك الله لأن وفعل؛ قول من أمكن بما بمكافأته والقياموموصول الآخر، على دليل أحدهما لأن معا إلا يقبلهما أن وأبى خلقه، من النعمة لذيجاء ولقد استخف. وبشهادته ضيع، الله فأمر الخلق من نعمة ذي شكر ضيع فمن به،ولعمري الله.» يشكر لم الناس يشكر لم «من فقال: صلى الله عليه وسلم الصادق الطاهر عن الخبر بذلكلأن أكفر؛ الله لنعم كان الخلق نعم كفر من أن العقل؛ في قائم الفطرة في لموجود ذلك إنبلا يعطي والله القلوب، على العطية وثقل والمشقة، بالكلفة بعضا بعضهم يعطي الخلق

خلقه. من النعم لذوي والشكر له، الشكر بين جمع العلة ولهذه كلفة.فضرب العلم، من النحو هذا في وفقههم الأدب، بهذا رسولاللهصلى الله عليه وسلمأصحابه أدب وقدرضيالله هريرة أبي عن روي وقد البالغة. الحكمة فيه وعلمهم الرائعة، الأمثال فيه لهموأعمى، أبرص، إسرائيل بني من ثلاثة «إن يقول: صلى الله عليه وسلم الله رسول سمعت قال: أنه عنهشيء أي فقال: الأبرص، فأتى ملكا إليهم فبعث يبتليهم؛ أن — وجل عز — لله بدا وأقرعفأعطي عنه فذهب ه فمس قال الناس. قذرني قد حسن، وجلد حسن، لون قال إليك؟ أحبفقال: عشراء، ناقة فأعطي الإبل. قال: إليك؟ أحب المال أي فقال: حسنا. وجلدا حسنا، لونامني ويذهب حسن، شعر فقال: إليك؟ أحب شيء أي فقال: الأقرع، وأتى فيها. لك يباركأحب المال فأي قال: حسنا. شعرا وأعطي فذهب، فمسحه قال الناس. قذرني قد هذا،

10

Page 12: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والكفر الشكر رسالة

فقال: الأعمى، وأتى فيها. لك يبارك وقال: حاملا، بقرة فأعطاه قال البقر. قال: إليك؟إليه الله فرد فمسحه قال الناس. به فأبصر بصري إلي الله يرد قال: إليك؟ أحب شيء أيهذا وولد هذان، فأنتج والدا، شاة فأعطاه الغنم، قال: إليك؟ أحب المال فأي قال: بصره.

الغنم. من واد ولهذا بقر، من واد ولهذا إبل، من واد لهذا فكانفي الجبال بي تقطعت مسكين رجل فقال: وهيئته، صورته في الأبرص أتى إنه ثمالحسن، والجلد الحسن، اللون أعطاك بالذي أسألك بك، ثم بالله إلا اليوم بلاغ فلا سفريألم أعرفك، كأني له: فقال كثيرة. الحقوق إن له: فقال سفري، في عليه أتبلغ بعيرا والمال؛إن فقال: كابر. عن لكابر ورثت لقد فقال: الله؟ فأعطاك فقيرا الناس، يقذرك أبرص تكن

كنت. ما إلى الله فصيرك كاذبا كنتعليه رد ما مثل عليه فرد لهذا. قال ما مثل له فقال وهيئته صورته، في الأقرع وأتىرجل فقال: صورته في الأعمى وأتى كنت. ما إلى الله فصيرك كاذبا كنت إن فقال: هذا.أسألك بك، ثم بالله إلا اليوم بلاغ فلا سفري في الجبال بي وتقطعت سبيل، وابن مسكين،وفقيرا بصري، الله فرد أعمى كنت فقال: سفري. في بها أتبلغ شاة؛ بصرك عليك رد بالذيفإنما مالك أمسك فقال: لله. أخذته بشيء اليوم أجهدك لا فوالله شئت، ما فخذ أغناني، فقد

صاحبيك.» على وسخط عنك، رضىالله فقد ابتليتم،ا حق الناس من المنعم شكر يرى من فمنهم يختلفون، ذلك بعد للنعمة والشاكرونوتؤثر تحب، لا لما فيه النفس وتتعرض والمشقة، الكره على يؤدى ولكنه يؤدى، أن يجب

المهداة. باليد والاعتراف الشكر إلى تحتاج فلا أحد، من النعمة تتلقى ألاوقد عامر، أبي بن حنظلة من فأنجاه أحد يوم سفيان أبا المشركين بعض أعان ولما

سفيان: أبو قال يقتله، حنظلة كاد

ش��ع��وب لاب��ن ال��ن��ع��م��اء أح��م��ل ول��م ط��م��رة ك��م��ي��ت ��ت��ن��ي ن��ج ش��ئ��ت ول��و

أنقذه حتى الصبر، وبين — القوم رئيس وكان — الفرار خزي بين خير أنه أرادمن ذلك في ما على الصنيعة، له ويشكر النعمة، له يعرف أن إلى فاضطر شعوب؛ ابن

والكلفة. المشقةوما الكفر، ألم عن بنفسه ينأى فهو ألما، الكفر وفي لذة، الشكر في يرى من ومنهم

إليه. أسديت التي بالنعمة ويغالي الشكر، في يمعن وهو المروءة، نقص من يورث

11

Page 13: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

مسعدة: بن عمرا يشكر الصولي العباس قال وقد

ج��ل��ت ه��ي وإن ت��م��ن��ن ل��م أي��ادي م��ن��ي��ت��ي ت��راخ��ت م��ا ع��م��را س��أش��ك��رت��ول��ت ح��ت��ى ع��ي��ن��ي��ه ق��ذى ف��ك��ان��ت م��ك��ان��ه��ا ي��خ��ف��ي ح��ي��ث م��ن خ��ل��ت��ي رأىزل��ت ال��ن��ع��ل إذ ال��ش��ك��وى م��ظ��ه��ر ولا ص��دي��ق��ه ع��ن ال��غ��ن��ى م��ح��ج��وب غ��ي��ر ف��ت��ى

أو إليه يسديها بنعمة أحد يدينه ألا الحر الرجل استطاع إذا الحكماء: بعض وقالوقال العزم. أولو إلا يطيقه لا شيء النعمة شكر فإن فليفعل، عنده يصطنعها صنيعةالمال دين وهو نقص، ولا زيادة، غير في أداؤه يمكن أحدهما ضربين؛ على الدين أزدشير:تفعل، مهما أدائه إلى سبيل لا والثاني والعروض، والفضة، الذهب، من تقترضه الذيولا بالثمن، تقوم لا المعاني لأن المهداة؛ والصنيعة المسداة، النعمة دين وهو تبذل، ومهمامن أقرضك ما دائنك إلى أديت فإذا النظام: إسحاق أبو قال والعدد. والوزن بالكيل تحددعنقك في وبقى مئونة، وأيسرهما حملا، الدينين أخف أديت فقد عرض، أو فضة أو ذهبفي والهزل ينقضي. لا الذي والثناء الدائم، والوفاء المتصل، بالشكر إلا تؤديه لن آخر دينقد وألوانها أبوابها، جميع في الناس فحياة بالجد؛ متصل — فداك جعلت — الباب هذاوالفكاهة الحلوة، بالدعابة الصارمة والحزامة بالباطل، والحق بالجد، الهزل فيها وصل

المسلية.منظرا، منه أحسن ولا وجها، منه أجمل أر لم الرمل، بأبي يعرف صديق لنا وكانولا بصيرة، منه أنفذ ولا زكانة، منه أزكن ولا ذكاء، منه أزكى ولا حديثا، منه أحلى ولاوأجحدهم للنعمة، الناس أكفر من ذلك مع وكان ذهنا، منه أصفى ولا فطنة، منه أدقبدين والتواء الولي، لحق إنكارا وأشدهم للصديق، هم وأعق للمعروف، وأنساهم للصنيعة،في الحيوان كتاب من فصولا أصحابنا على أملي كنت أيام سمعني وقد إليه. المحسنومن والهزل، الجد، من ذلك في العرب قالت وما والعفاريت، السعلاة، وفي والغول، الجن،له. والارتياح يسمع، بما الرضى يظهر فكان والمحال، الصحيح، ومن والكذب، الصدق،العلة ألزمته قد مريض، أنه أخبرت أصحابنا بعض عنه سألت فلما أياما، افتقدناه ثموالمخالطة المتصلة، العشرة تفرضه ما بعض من وزيارته ا، حق علي عيادته فرأيت داره،فقد شيء. كل أمره من أنكرت حتى أراه أكد فلم أصحابنا، مع إليه فسعيت الطويلة.واستحال زهرته، وذوت نضرته، ذهبت حتى المرض، وأنهكه العلة، غيرته رجلا رأيتسألته فلما العدو. له ويتمنى الصديق، له يكره كان ما شر إلى وصار قبيحا، قبحا جماله

12

Page 14: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والكفر الشكر رسالة

أصل فأنت — يفعل أراه وما — عنك الله عفا عثمان أبا ويحك قال: علته، أصل عنالصديق قلب وملأ النقمة، علي وصب المحنة، علي جر الذي وأنت بلائي، ومصدر علتي،ما فلولا شماتة، بي — أكثرهم وما — العدو قلب وأفعم إشفاقا، علي — أقلهم وما —نزل ولا شر، أصابني لما والسعالي والغيلان والعفاريت، الجان، أخبار من به حدثتناوأكثرت منك، سمعت فيما التفكير أطلت لقد قال الرمل! أبا ذاك وما قلت: مكروه. بيمن ضرب كل وعن العلم، ألوان من لون كل عن به شغلت حتى له والحفظ إعادته،

الحكمة. فنون من فن كل وعن المعرفة، ضروبقد بأني نفسي أحدث كنت إني إلا سببا لذلك أعرف لا البادية إلى يوم ذات ودفعتبعض لفي وإني والغول. الجن، عن حديثك بمثل يحدثني من الأعراب من فيها ألقىعلى الآل وترقرق ونورا، حرا، الأرض وامتلأت الضحى، ارتفع وقد الصحراء، في الطريقمنها أبرع ولا حسنا، منها أحسن أر لم لي تعرض امرأة وإذا … بعيد من الكثبانمن فأسألها بزينتهن، وتزينت البادية، نساء زي اتخذت وقد ا، قد منها أملح ولا جمالا،هذه، يا مرتاعا: قلت عنها. الحديث ألتمس خرجت التي هي بأنها ضاحكة فتنبئني هيالغول لأنباء ملتمسا تخرج ألم قالت: اليوم! منذ عنك أفهم لا فإني تقولين، ما أوضحيتعلم ألم الرجل! أيها ويحك متضاحكة: قالت بذلك؟ أنبأك ومن قلت: لأحاديثها؟ متتبعاإليهم، ونتحدث منهم، فنسمع الناس نخالط وأنا الصور، من الله شاء فيما نتصور أنناونسمعهم يروننا، ولا شئنا، إن نراهم الأمر، من يدعون وما يأتون، فيما ونشاركهمقد فإني دار، لنا كلها والأرض ديارنا، إلى عنهم ننصرف ثم يسمعوننا، ولا أحببنا، إنأنكرت، ما منه فأنكرت وأحاديثنا، أخبارنا، من سمعت ما مثل صاحبك من سمعتأنك فعلمت مقبلا، وعليه حافظا، وله معنيا، الحديث بهذا ورأيتك عرفت ما منه وعرفتفلزمتك بينهم وتضطرب معهم، تعيش الذين للناس تخلق ولم والغول، للجن، خلقت قداليوم غدوت إذا حتى ونائما، يقظان وراقبتك ورائحا، غاديا ورافقتك وممسيا، مصبحاأنت ما تبلغ أن وآن مدته، إلى أمرك وانتهى أجله، الكتاب بلغ قد أن رأيت له غدوت لمامنذ أفارقك لن إني ثم عليك، أقبلت ثم لك فتراءيت والغول، الجن عشرة من له ميسر

عليه. سخطت أم ذلك عن أرضيت سواء رفيقا، لي فستكون اليوم،

13

Page 15: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

رأيتها إلا خطوة أخط لم ولكني مسرعا، داري إلى وعدت مدبرا، عنها وليت وقدهي وإذا الظل، لزوم تلزمني هي وإذا ينقطع، لا متصل إلي وحديثها مثلها، معي تخطوولا علي، ردته إلا شيئا لهم أقول لا وولدي، أهلي وبين بيني وتقوم الدار، هذه معي تبلغفي لي وتتلون مختلفة، أشكال في لي تتشكل هي ثم غيره، علي ردت إلا شيئا لي يقولونصوت كأنه بصوت قالت أمرها من أرى ما لبعض إنكارا مني ت أحس فإذا متباينة، ألوان

الشياطين:

ال��غ��ول أث��واب��ه��ا ف��ي ت��ل��ون ك��م��ا ب��ه��ا ت��ك��ون ح��ال ع��ل��ى ت��دوم ف��م��ا

مخرجا، منها لي تجد أن عليك والحق علتي، أصل ترى كما فأنت الرمل: أبو قالوأخذنا جميعا، ارتعنا حتى حديثه من الموضع هذا يبلغ يكد ولم شفاء. منها لي وتلتمسنرى ولا نسمعه، الحجرة نواحي بعض من يأتي صوتا سمعنا فقد خوف، أي خوفمخرجا، ضيقك من عثمان أبو لك يجد لن الرمل أبا هيهات هيهات يقول: وهو مصدره،عارفة للنعمة، شاكرة فتصبح نفسك تتغير أن إلا شفاء إلى علتك من بك ينتهي ولنوليس الرمل، أبي عند من خرجنا وقد والجحود. الكفر على فطرت قد وهي للصنيعة،الوسواس شر من * الناس إله * الناس ملك * الناس برب أعوذ ﴿قل يتلو: من إلا منا

والناس﴾. الجنة من * الناس صدور في يوسوس الذي * الخناسفي يغرق وهو قال، الجاحظ؟ إلى الكلام هذا إضافة في أنت أجاد لصاحبي: قلتإليه أضيف أن يمنعني فما يقولوا؛ لم ما الناس إلى الجاحظ أضاف ما أكثر ما الضحك:

!… يقل لم ما

14

Page 16: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والنهي الأمر رسالة

إلى بأهله المفضي الرشد إلى وهداك والإثم، الشر من وعصمك والبر، الخير إلى الله وفقكنورا العقل يملأ الذي الحق إليك وحبب النار، على بأهله الموفي الغي من ووقاك الجنة،التي الجادة على وحملك وجهالة، غرورا القلب يملأ الذي الباطل إليك وكره وحكمة،العافية، من ولرعيته نصح، من المؤمنين لأمير تحب ما خير إلى تعمل ما كل في بك تنتهيالخصم. على والاستعلاء العدو، وقهر الصوت، وبعد الذكر، وارتفاع النجح، من ولنفسكلهداكم شاء ولو جائر ومنها بيل الس قصد الله ﴿وعلى وجل: عز الله قال فقد

أجمعين﴾.الصديق، لسريرة مكدر الإخاء لصدق مفسد فإنه الظن، سوء عنك الله وصرفوالمشير الحميم، الصديق إليك يقدمه الذي النصح موقع الله وجعل النفس. لذات منغصبالوزير يحسن لا يقال كان فقد نفسك. إلى حبيبا قلبك، في عذبا سمعك، في حلوا الأمين؛فإنه إليه، رفعوه إن أوليائه نصح يقبل إلا السلطان عند الأمين والمشير للملك، الناصحالسلطان. ظن به يسوء أن خليقا وكان به، الظن الناس أساء بالناس الظن أساء إن

لدبشليم يقول كان الفيلسوف بيدبا أن الهند علماء من أصحابنا بعض وحدثنيوازورارا الإشارة، على واستكبارا الرأي، في استبدادا وزارئك بعض في أن علمت إن الملك:فليس النصح، في لك يخلص ولا الرأي، يصدقك ألا جدير أنه فاعلم الناصحين؛ نصح عنينبغي ولا له. الناس إخلاص في يشك من لك بمخلص وليس ينتصح، لا من لك بناصح

أحد. إلى يطمئن لا لمن تطمئن أن ولا الناس، يأتمن لا من تأمن أنيؤثرك لم إذا الصديق في خير لا الإسكندر: إلى المنطق صاحب أرسطاطاليس وكتبفيه خير ولا والشهادة. الغيب في لك ينصح ولم قلبه، دخيلة على يظهرك ولم نفسه، علىإليك. يقدم ما مثل نفسه ذات من له يقدم صديق له يكن ولم ذلك، بكل أصفاك إن

Page 17: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

من يصادق ولا المكانة، وأصحاب الدرجات، ذوي من فوقه من يصادق الذي الرجل فإنبما ويبتغي غيره، يحب ولا نفسه، يحب أثرا يكون أن خليق والسوقة الأولياء، من دونهبما نفسه يختص وأن الأولياء، دون من بك يستأثر أن والمشورة النصح من إليك يقدم

سلطان. أو معروف من عندك يجدمن أسوق ما إليك وأسوق الحكمة، هذه من أكتب ما إليك أكتب إنما فداك، جعلتوأشفقت قلبي، له وحزن نفسي، به فضاقت الديوان، في اليوم عرفته لأمر الأحاديث هذهالإشراف مجالس إلى الديوان يتجاوز أن وخشيت مغبته، لك وكرهت عاقبته، من عليكعنك الناس فيتحدث ومجالسهم، أنديتهم في والعامة جنودهم، في والقواد قصورهم، فيالخوف على تقوم مهابة لك نفوسهم في وتقع قبلك، من الوزراء عن بمثله يتحدثوا لم بمايهابهم أن السلطان أصحاب له يتعرض ما وشر والتجله، المحبة على تقوم ولا والبغض،وإكبارا، حبا، الناس يهابهم أن السلطان لأصحاب يتاح ما وخير ورهبا، خوفا، الناس

والمعروف. البر، من عندهم يجدون فيما ورغبة الخير، من عندهم فيما وطمعاغير على أسمع وأنا أصفيائه، بعض إلى يتحدث وهب بن الحسن كاتبك كان وقدله، فغضبت عملك، لبعض ونقد لك، عيب فيه إليك رفع قد شعرا بأن بمكاني؛ منه علمعاقبة وتعلمه عذابك، عليه وتصب غضبك، لتذيقه قائله عن بالبحث وأمرت به، وضقتيقنعك، ولم ذلك، يكفك لم ثم الحكام. على واجترائه بالسلطان، استخفافه ومغبة طيشه،والكلام المنظوم، الشعر أصحاب إلى يتقدموا أن والعمال الكتاب، من أعوانك فأمرتشعر من ينظمون فيما يذكروك ألا المنطلقة والألسنة المشرعة، الأقلام ذوي وإلى المنثور،أو جانح ذلك عن منهم جنح فإن بالخير، إلا حديث من يديرون أو نثر من يكتبون أوعليه والعذاب مرصد، له والعقاب مهيأ، له السجن فإن منحرف ذلك عن منهم انحرفيجد ولا طعما، للعافية يذوق ألا العقوبة به ونزلت الأذى، مسه إن خليق وهو محتوم.هذه من يخرج حتى الدعة، ونعمة الصديق، ومودة الأهل، بلقاء ينعم ولا روحا، للحرية

مدحورا. ملوما الحياةبعض إلى وهب بن الحسن ه يسر الحديث هذا أسمع أكد لم فإني فداك، جعلتوتظهر إليه، يستمعون حين له ويبسمون يتحدث، حين له فيبسم مودته وذوي خاصته،وفزعت، جزعت، حتى المستخفة، والرهبة الساخرة، الطاعة آية ووجوههم وجهه فيتعرف ألا وتوشك موارده، تعرف أمر من عليه أشفقت وحتى والتعت، ارتعت وحتى

آخره. تتبين ألا وتوشك أوله، وتتبين مصادره،

16

Page 18: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والنهي الأمر رسالة

الدولة، هذه وقامت الأمة، هذه كانت منذ الناس من لأحد يتح لم ذلك بعد وهووفي أمية، بني أيام دمشق وفي الراشدين، الخلفاء أيام يثرب في المسلمين سلطان واستقر

العباس. بني أيام بغدادوزيرا أو الملوك من ملكا أو الخلفاء من خليفة أن — الله أصلحك — علمت ومالمثل استمعوا الناس أن علمت وما إليهم، به تتقدم ما بمثل الناس إلى تقدم الوزراء منوأنذر، الوعيد، في وغلا فأوعد، ذلك ببعض زياد هم وقد أطاعوه، أو له أذعنوا أو ذلكيده عنهم ليكف وألسنتهم؛ أيديهم عنه يكفوا أن الناس إلى وطلب النذير، في وأسرفله: فقال مرداس، بلال أبو وعارضه نصح، من له ونصح صانعه، من فصانعه ولسانه،والله المسيء، بذنب البريء ستأخذ أنك تزعم وجل، عز الله به يحدثنا ما بغير تحدثنا إنك

أخرى﴾. وزر وازرة تزر ﴿ولا يقول: — وجل عز —منبره على وزياد ممتلئ، بهم والمسجد المسلمين، جماعة في ذلك، بلال أبو له قالمرداس، بلال أبو انصرف ثم السلطان، قوة حوله ومن الملك، شارة وعليه يفارقه، لموالبأس القوة من علمت ما لزياد كان وقد أذى. منه يمسسه ولم كيد، زياد من ينله لمتعرف تكن لم التي والسهام القصر، تعرف تكن لم التي اليد ومن والبطش، العنف ومن

فتصمي. وترمي فتصيب، تسدد وإنما الخطأ،وعظم الجد، جد حين قوله الملك عبد على يعدون الناس زال وما فداك، جعلتأمير جزيرة كل في وأصبح شيعا، الناس وتفرق الأطراف، في الفساد وانتشر الخطب،يتحدث أن له يكن لم بما تحدث أنه يرون عنقه»، ضربنا الله اتقوا لنا قال «من ومنبر:وما الله، اتق له الناس قال ما أكثر وما الأمر، من يبلغ أن يستطيع يكن لم بما وتكثر به،وإنما معارضة، في عذب أو مشورة على عاقب أنه أعرف وما الأعناق. من ضرب ما أقل

الأمة. كلمة وفرق طاعة، من يدا وخلع المسلمين، عصا شق من عاقبذلك رضينا لما — الله أيده — المؤمنين أمير عن صدر الأمر هذا أن ولو فداك، جعلتالمسلمين سلطان على والقائم عمه، وابن الله، رسول خليفة وهو منه، ذلك قبلنا ولا له،اليوم، الوزارة وليت وقد بك، فكيف ثقة، عن بالطاعة له ودانوا رضى، عن بيعته أعطوهورضاه، إذنه عن إلا الأمر تمضيمن تمضيما لا وأنت غدا. المؤمنين أمير عنها يعزلك وقدفي أحدا ألقيت إذا بك وكيف المؤمنين؟ أمير عنه ه وكف بأذى، أحدا نلت إذا بك فكيفهذا أو الشاعر هذا تعذيب في تقدمت إذا بك وكيف المؤمنين؟ أمير له بابه وفتح سجن،وتعاقب بالريبة، وتأخذ بالظن، تتهم بأنك المؤمنين أمير إلى السعاة سعى ثم الكاتب؟

17

Page 19: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

من أوسع المؤمنين أمير ورحمة سخطتك، من أوسع المؤمنين أمير وعفو تثبت، غير فيوعفو هو؟! وعفا أنت، وعاقبت هو، ورضي أنت، سخطت إن الناس يقول فماذا نقمتك،أنت، عاقبت إذا الناس يقول فماذا والنعمة، بالبر مصاحبا إلا عنه يصدر لا المؤمنين أميرإذن خليقا ألست والنافلة؛ وبالنائل والجائزة، بالنعمة عفوه أتبع ثم المؤمنين؟ أمير وعفاللسخرية؟! وعزك للضعف، تعرضسلطانك وأن تحب، لا بما فيك الناس ألسنة تطلق أنحده، بسلطانه يجاوز ولم قدرها، لنفسه عرف من الوزراء خير إن فداك، جعلتنفسه يعرض ولم المؤمنين، أمير فيه وضعه الذي الموضع من أعلى إلى نفسه يرفع ولمفيك الشك يرقى أن — فداك جعلت — واحذر المحتج. واحتجاج المنكر، لإنكار بذلكما السلطان من نفسك تعطي بأنك ويتهمك الحد، تجاوز بك فيظن الخليفة قلب إلىليبسطوا الوزراء يتخذ لم المؤمنين وأمير يخولك. لم ما القوة من وتخولها يعطك، لمفي ليشيعوا الوزراء اتخذ وإنما صبا، النقمة عليهم وليصبوا بالأذى، أيديهم الناس علىويطلقوا بالخير، ذكره فيهم ويرفعوا وعدله، بره، فيهم وينشروا ونعمته، رحمته، الناسلا والنصح بالقسوة، ينال لا والحب له. بالحب قلوبهم ويملئوا عليه، بالثناء ألسنتهمالنفوس. اصطفاء إلى ولا الود، اكتساب إلى وسيلة النقمة، إشاعة وليست بالظلم، يكتسبفيما ذلك بعد وانظر المؤمنين. ولأمير لنفسك، وانصح أمرك، في — الله أصلحك — فانظرعسيرا تجعله أن وتستطيع شئت، إن يسيرا تجعله أن تستطيع حساب من الله وبين بينك

أحببت. إنلا الأيام وأن دائما، منطلق هو وإنما يثبت، لا الزمان أن — فداك جعلت — واعلمأثناء في والخطوب تحدث، ذلك أثناء في والأحداث نهار، يتبعه نهار هو وإنما تستقر،ينصبون والحكام ويعزلون، يولون والوزراء تنوب، ذلك أثناء في والنوائب تلم، ذلككله بهذا اعتبر من اللبيب والرجل ، وتمر تحلو والحوادث وتدبر، تقبل والدنيا ويصرفون،يسوءه ما العمل من يديه بين يقدم ولم الناس، على يسرف ولم نفسه، على يسرف فلمدؤاد، أبي ابن في — فداك جعلت — لسانك أطلقت وقد الآخرة. في ويخزيه الدنيا، فيوينثروا الأرصاد، حوله يبثوا أن وفي تقول، ما مثل فيه يقولوا أن في عمالك إلى وتقدمتإليك وينقلوا خفي، وما ظهر، ما أمره من إليك ويرفعوا العيون، أصحابه وعلى عليه،وألمت الدائرة، دارت إذا بك فكيف يقولوا. لم وما قالوا، ما أصحابه وحديث حديثه منغدا دؤاد أبي ابن فيك وأمر عنها، أنت وصرفت الوزارة، إلى دؤاد أبي ابن ودعي الملمة،

اليوم؟! أنت فيه تأمر ما بمثل

18

Page 20: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والنهي الأمر رسالة

الصغائر، عن أنفسهم يرفعون — منهم وأنت — الناس كرام إن فداك، جعلتالعثرات، والتماس الهفوات، تتبع عن ويكبرونها والعمل، القول آثام عن وينزهونهاللوم، يسمعوا أن أحيانا ولعلهم اللائمين. ولوم العائبين، عيب عن آذانهم ويصمونبه يصلحون ما والعيب اللوم في يجدون والثناء، للحمد، يسمعون مما أكثر والعيبتملقا والثناء الحمد في ويجدون أعمالهم، به ويقومون ضمائرهم، به وينقون أنفسهم،السوء. خصال من النفس في يكون قد عما ويخدع بالصلف، ويغري الغرور، إلى يدفعتمدح أن لك أحب مما أكثر فتصفح؛ تعاب وأن فتعفو، تلام أن لك لأحب وإني

الثناء. حسن على فتكافئ عليك يثنى وأن فتعطي،المشرعة، الأقلام تحطم أن ولا المنطلقة، الألسنة تعقل أن تستطيع لا ذلك بعد وأنتأن يشاءون وما الناس، فدع التفكير، من والعقول الشعور، من القلوب تمنع أن ولاوفي نفسك، إصلاح في كله بذلك وانتفع والذم، الحمد ومن والشر، الخير من فيك يقولوا

يزينك. ما إلى يشينك ما تجنبالقديم: الشاعر قول واذكر

ت��س��ت��ط��ي��ع م��ا إل��ى وج��اوزه ف��دع��ه ش��ي��ئ��ا ت��س��ت��ط��ع ل��م إذا

يكون. ما فأرد تريد ما يكن لم إذا يقول: الروم حكماء بعض وكانوهب وإنما الزلل، من أحدا ينزه ولم الخطأ، من أحدا يعصم لم الله إن فداك، جعلتالناس من وجعل حينا، ويصيب حينا، ويخطئ أخرى، ويسيء مرة، يحسن عقلا الناس

الزلل. ومواطن الخطأ، مواضع على يدلونهم رقباء الناس علىفليقومه! اعوجاجا في منكم رأى من للناس: عمر قال وقد عمر، من بخير ولست

بسيوفنا! لقومناه اعوجاجا فيك رأينا لو قائلهم: له فقالالسيئات. من الله إلى وتاب الخطأ، من واعتذر اللوم، فقبل عثمان، اللائمون لام وقدوقد صلى الله عليه وسلم، الله رسول من بخير أنت وما عثمان، من بخير أنت وما عمر، من بخير أنت فما

نفسه. من ينصف أن رضيوحيث الله، وضعها حيث وضعها تطيق، لا ما تكلفها ولا إذن، نفسك من فأنصفالمؤمنين أمير بفضل اليوم فأصبحت شيئا أمس تكن لم أنك واذكر المؤمنين، أمير وضعها

مذكورا. شيئا

19

Page 21: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

الناس في تذيع أن لله شكر وخير عندك. يده المؤمنين ولأمير عليك، نعمته لله فاشكرورفقه لهم، بحبه الناس تشعر أن المؤمنين لأمير شكر وخير الخير، فيهم وتشيع العدل،

سواء. عنده وأنهم بهم،إلى بغيض الصدق وأن ثقيل، النصح وأن ، مر الحق أن — فداك جعلت — أعلم وأناعلمت ما علمت وقد ودي، خالص وأصفيك نفسي، على أوثرك ولكنني السلطان. أصحابعن بعيدا فيها لأقيم البصرة إلى فمرتحل الكتاب، هذا إليك مرسل وأنا كتبت، ما فكتبتبغداد. في معروفا مشهورا أكون أن من إلي أحب البصرة في مغمورا أكون فلأن بغداد.

يمضي أن تعود ما على الزيات الملك عبد بن محمد إلى تلك رسالته في الجاحظ ومضىله أتم أن من أضيق القارئ وقت ولكن الحديث، ألوان بين والتنقل الاستطراد، من فيه

الرسالة. هذه

20

Page 22: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والوشاة الوشاية

وجعلك الغي، من الله وحماك داعيا. وللحق هاديا، الرشد إلى وجعلك الرشد، إلى الله هداكوبالبر دليلا، الخير على وجعلك الخير، على الله ودلك ناهيا. الإثم وعن حاميا، الغي منالله ووقاك حاسما. وللفتنة عاصما، الشر من وجعلك الشر، من الله وعصمك كفيلا،وإسراف بالكذب، المرجفين وإرجاف القطيعة، إلى الداعين ودعاء بالأذى، الساعين سعي

بالنميمة. الماشين ومشي الكيد، في المسرفينخليق النافذة؛ والبصيرة الراجح، والحكم الذكي، القلب صاحب إن يقال كان فقدغدا، به يسعون فقد اليوم إليه يسعوا إن أنهم يقدر وأن بالناس، إليه الساعين يحذر أنمدبرة والأيام خصمه، عند له يكيدون فقد عليه، مقبلة والأيام عنده، لخصمه يكيدوا وإنموكل بالغدر، كلف الزمان وإن تؤمن، لا الأيام وإن قلب، الدهر إن يقال وكان عنه.من يؤتى ألا خليق الحذر الرجل إن يقال وكان ليبسم! ويعبس ليعبس، يبسم بالمساءة،النعماء يستقبل وأن الدهر، إلى يستريح ولا الأيام، إلى يطمئن ألا ذلك إلى وسبيله مأمنه،

ينجلين! ثم الغمرات أنها مقدرا البأساء يستقبل وأن عنه، تزول قد أنها مقدراذلك من فأحزم الدهر، إلى يطمئن ولا الأيام، يأمن ألا اللبيب للرجل الحزم كان وإذارغبا والبأس؛ السلطان ذي الرجل إلى يسعون فهم … إليهم يستريح ولا الناس، يأمن ألاالسبل إليه ويسلكون الوسيلة، إليه ويبتغون الخير، عنده يلتمسون منه، رهبا أو إليهفتغمرهم ضميره، لهم ويخلص وده، لهم ويصفو وجهه، لهم يخلو أن على حراصاينعم، أن من له بد لا والبأس السلطان صاحب أن يعلمون وهم نقمته، وتعدوهم نعمته،أن في يجهدون فهم ينتقم، أن من له بد ولا بأنعامه، يستأثروا أن على يحرصون فهمأكثر والبأس السلطان صاحب إلى يطلبون ذلك كل في وهم أنفسهم. عن نقمته يصرفوايخصهم أن إليه يطلبون يعطونه؛ مما أكثر منه ويأخذون أنفسهم، إلى يطلبون مما

Page 23: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

والرنق، الكدر إلا أنفسهم من يعطونه ولا معروفه، وشامل وده، وصدق نفسه، بصفوتربص إلا معروفهم من إليه يهدون ولا والرياء، التكلف إلا ودهم من يمنحونه ولاينافسه من إلى عنه فيه يتحولون الذي اليوم وانتظار فيه، الفرص وانتهاز به، الدوائرما ويقبلون للبيع، وضمائرهم وعقولهم، ونفوسهم، قلوبهم، يعرضون فهم ويناوئه.إرضائهم في قصر الناس وأي إليه، مالوا أرضاهم الناس فأي ثمن. من لها عليهم يعرض

عليه! وتألبوا عنه، انحرفواوإنما جميلا. يذكرون ولا حرمة، يرعون ولا ا، ود يحفظون لا ذلك بعد هم ثمإليهم قدم ما وبين بينها ويلقي ذكرى، كل منها فيمحو قلوبهم إلى النسيان يسرعيقنعون ولا بالنسيان، يكتفون لا ذلك بعد هم ثم وأستارا. حجبا والمعروف الخير، منإلى وجحودا نكر، إلى ونكرا شر، إلى ا شر يضيفون وإنما النعمة، وكفر الجميل، بنكرانعلى ضمائرهم وطووا الرياء، على سيرتهم وأجروا الكذب، على حياتهم أقاموا قد جحود.المنعمين من حياتهم يستمدون وإنما بأنفسهم، يعيشوا أن يستطيعون لا فهم النفاق.له أتيح من يتملقون فهم … لهم والمنخدعين بهم، المغترين ومن إليهم، المحسنين عليهم،أعناق على إليه يرقون طريق، كل إليه ويسلكون سبيل، كل من إليه يسعون السلطان،غدر، من يتحرجون لا بالمعروف، وغمروهم بهم، وبروا إليهم، أحسنوا الذين سادتهمعلى المكر وآثروا الآجلة، المنافع على العاجلة المنافع استحبوا قد نكر، من يتأثمون ولاوأن معرفتهم، حق يعرفهم أن السلطان بصاحب فخليق الوفاء. على والغدر الإخلاص،قبله، من كان بمن مكروا كما به يمكروا أن يخشى وأن أنفسهم، وضعوا حيث يضعهمإلى وسيلة قبله كان من اتخذوا كما غيره عند المنافع التماس إلى وسيلة يتخذوه وأن

عنده! المنافع التماسالضمير، مدخول القلب، موبوء الطبع، رذل — الله أيدك — الناس من الصنف وهذاعرفا يميز ولا وشر، خير بين يفرق لا وقارا، لأحد يرجو ولا حسابا، لشيء يحسب لاوإنما يريد، ما وبين بينه حال ما والشر يريد، ما إلى به انتهى ما الخير وإنما نكر، منوزن، عنده للفضيلة فليس غايته، وبين بينه باعد ما والنكر غايته، إلى أداه ما العرفوإمعانهم للكيد، مراسهم بهم ينتهي الناس وهؤلاء قدر، نفسه في الكريم للخلق وليسإيثارا ويشوا الكذب، في حبا يكذبوا أن وإلى ويستحبوه، الإثم، يستعذبوا أن إلى المكر فيبالوقيعة، إلا تنعم ولا بالشر، إلا ترضى لا التي لنفوسهم رضى ذلك في يجدون للوشاية.

الناس. بين الإفساد إلى إلا تستريح ولا

22

Page 24: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والوشاة الوشاية

معه المسلمين ونهى ونهاه، تأديبه، فأحسن صلى الله عليه وسلم رسوله — وجل عز — الله أدب وقدزنيم، ذلك بعد عتل أثيم، معتد للخير مناع بنميم، مشاء هماز مهين حلاف كل طاعة عنأن أبدا، يعيش كأنه دنياه ولأمر غدا، يموت كأنه دينه لأمر ينظر الذي المسلم أجدر فما

الصالحين. والأبرار والصديقين، الأنبياء، به الله أدب الذي الأدب بهذا يتأدبإلى وصرف أذاها، عنك ورد نكرها، من وعصمك شرها، الله جنبك — والوشايةنابغة به امتحن ما فمنها مفترقة؛ وألوان مختلفة، ضروب على تكون — شباها عدوك

يقول: حيث وذلك النعمان، قصر في ذبيان بني

م��ذه��ب ل��ل��م��رء ال��ل��ه وراء ول��ي��س ري��ب��ة ل��ن��ف��س��ك أت��رك ف��ل��م ح��ل��ف��توأك��ذب أغ��ش ال��واش��ي ل��م��ب��ل��غ��ك وش��اي��ة ع��ن��ي ب��ل��غ��ت ق��د ك��ن��ت ل��ئ��ن

يقول: وحيث

ال��م��س��ام��ع م��ن��ه��ا ت��ص��ط��ك ال��ت��ي وت��ل��ك ل��م��ت��ن��ي أن��ك ال��ل��ع��ن أب��ي��ت أت��ان��ين��اق��ع ال��س��م أن��ي��اب��ه��ا ف��ي ال��رق��ط م��ن ض��ئ��ي��ل��ة س��اورت��ن��ي ك��أن��ي ف��ب��تواس��ع! ع��ن��ك ال��م��ن��ت��أى أن خ��ل��ت وإن م��درك��ي ه��و ال��ذي ك��ال��ل��ي��ل ف��إن��ك

جفاء، الصفاء تحول والأليف الأليف وبين والصديق، الصديق بين وشاية ومنهافأجادوا، الشعراء فيها قال التي تلك الحبيبين بين الوشاية ومنها … عداء والمودة

وأحسنوا.خليق الرقباء، ورقابة العذال، وعذل الوشاة، وشاية من المحبين شكوى في والقولأن أرد ولم ذلك، في إليك أكتب لم — الله أيدك — ولكني مذاهبه، وتلتوي يطول، أنبدأت ما إلى وأعود … إلماما به فألممت الحديث أثناء عرض شيء هو وإنما عليه. أظهركحاجة في أنت وما — فأذكرك بك، الوشاة وسعي إليك، الوشاة سعي تحذيرك من بهالعرب ملوك عن الرواة روى وبما ودمنة، كليلة في المقفع ابن ترجم بما — التذكرة إلىحفظك — وأنت الحكم. وروائع الموعظة، بارع من ذلك في الحكماء قالت وبما والعجم،على سيرتك تقيم وأن بالحزم، أمرك تستقبل أن خليق ذلك بعض في تنظر حين — اللهما منه تدع ولا تمضي، ما أمرك من تمضي وألا بالتحفظ، أصحابك تسوس وأن الحذر،

الاستبصار. فتحسن وتستبصر الروية، فتطيل تروي حتى تدع،

23

Page 25: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

ويطيفون إليك، يسعون الذين تتهم أن عليك، الناس حق ومن نفسك، على حقك ومنلك، خير إليه؛ يدعونك ما إلى الاستجابة قبل والتثبت الناس، من فريق اتهام فإن بك.عن والتجاوز المسيء، إلى والإحسان المحسن، إلى والإساءة البريء، ظلم من عاقبة وأسلمإن يتثبتوا أن عنهم الله رضي وأصحابه صلى الله عليه وسلم، نبيه — وجل عز — الله أمر وقد المجرم.والله نادمين. فعلوا ما على فيصبحوا بجهالة قوما يصيبوا أن مخافة بنبأ فاسق جاءهمالنصيحة، في فيخلصوا للحكام ينصحوا أن العلماء أعناق في وضع قد — وجل عز —وا هم أو لنسيانها تعرضوا كلما الله بآيات يذكروهم وأن الموعظة، فيحسنوا يعظوهم وأنلك وواعظا النصيحة، في أمينا لك ناصحا إليك كتبت هذا أجل ومن عنها. يتحولوا أنالله بآيات لك ومذكرا نفسه، الناس حذر الذي الله من لك ومحذرا الموعظة، في مخلصا

آياته. يتذكروا أن إليهم طلب الذيوأموالهم؛ أنفسهم في ويقضون أمورهم، ويدبرون الناس، يسوسون الذين أجدر وماهاتان فيها كتبت وقد وحين، حين بين نظرهم عليها يلقون صحيفة أمامهم يضعوا أنعسى قوم ن م قوم يسخر لا آمنوا الذين أيها ﴿يا الحجرات: سورة من الكريمتان الآيتانولا أنفسكم تلمزوا ولا نهن م خيرا يكن أن عسى نساء ن م نساء ولا نهم م خيرا يكونوا أن* الظالمون هم فأولئك يتب لم ومن الإيمان بعد الفسوق الاسم بئس بالألقاب تنابزوايغتب ولا سوا تجس ولا إثم الظن بعض إن الظن ن م كثيرا اجتنبوا آمنوا الذين أيها ياتواب الله إن الله واتقوا فكرهتموه ميتا أخيه لحم يأكل أن أحدكم أيحب بعضا بعضكم

رحيم﴾.من كثيرا ويجنبهم الكيد، عن ينزههم وأن المظالم، من يعصمهم أن أحرى ذلك

بالشبهات. الناس يأخذوا ألا على ويحملهم الظن،

24

Page 26: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والغرور القصد رسالة

الله ودلك عنك، الشر وصرف الشر، عن الله وصرفك لك، الخير ويسر للخير، الله يسركالله وأشاع إليك، الصواب وساق الصواب، إلى الله وساقك عليك، الحق ودل الحق، علىدخيلتك ونقى السكينة، ضميرك على وأنزل البهجة، نفسك على وأسبغ الغبطة، قلبك فيدعة سرك من خفي وما ويمنا، بشرا أمرك من ظهر ما وجعل والضغينة، الموجدة منكيد عن مكانك ورفع المجانب، للعدو عفوك ومهد المقارب، للصديق كنفك ووطأ وأمنا،على وثبتك إليك، واللاجئين بك، ئذين للا جناحك وخفض الحاسدين، وحسد الكائدين،الملتاع، وتعزية المحتاج، وإعانة الملهوف، وإغاثة المحروم، إعطاء من طبعك في ركب ما

الجاهلين. جهل عن والإعراض المسيء، إساءة عن والتجاوز الضعيف، بيد والأخذ

لها أخلص حين لنفسي أدعو كله وبهذا عنك، أنأى وحين ألقاك، حين لك أدعو كله بهذاعنها أشغل وحين إليها، أحببت ما يشهد فالله منها، نافرا عنها أشغل وحين إليها، خالياكرهت وما منه، خيرا أو مثله لك أحببت إلا شيئا لنفسي أحببت ما يشهد فالله منها، نافراالتورط ويجنبك عنه، وينزهك منه، الله يعصمك أن تمنيت إلا شيئا نفسي من أو لنفسيفي والشريك قلبي، وأليف نفسي، شقيق وأنت الشباب، وصديق الصبا، رفيق فأنت فيه.يدلهم، حين الخطب على والمعين تنوب، حين النائبة على والحليف تظل، حين النعمةلك نصحت فما المشكلات. فيها وتتعقد الأحداث، فيها تحدث حين الأيام على والظهيررفيقا. وبها مشيرا، وعليها ناصحا، لها رأيتني إلا بك رفقت ولا عليك، أشرت ولا قط،

الآن إليهما تحتاج كما الخليل ومشورة الصديق، نصح إلى قط احتجت أنك أعلم ومافطمع الحكم، أزمة من الخطير إليك وألقي الشأن، أصحاب عند منزلتك ارتفعت حين

Page 27: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

وأصبحت الأماني، بك ولاذت الآمال، بك وانعقدت المشفقون، منك وأشفق الطامعون، فيكساعة تعبر ولا الليل، تستقبل ولا النهار، تستقبل لا بحيث الجاه بسطة النعمة وفور منمن بجناح يستظل أن يريد مفكر فيك فكر إلا لحظاتهما من لحظة أو ساعاتهما منوأنت المبغض، المحبب وأنت المخوف، المرجو فأنت نقمتك، من طائفا يتقي أو نعمتكارتفاع من بلغت ما مثل الإنسان بلغ وإذا المحسود. المغبوط وأنت الموموق، المرموقعن بنفسه ينأى أن خليقا كان القوة وامتداد السلطان، وانبساط المكانة، وعلو المنزلة،والاعتداد الثقة، في الاندفاع من ويحميها والكبرياء، الصلف من ويبرئها والتيه، الغروربعد وأثرى ضعف، بعد قوي قد أنه ويذكر والبأس، بالثراء والاستغناء والطول، بالحوليحبون ما الغيب أسرار من للناس تحفظ الأيام ضمائر وإن احتياج، بعد واستغنى فقر،قد القوة له أتيحت فمن ينكرون. وما يعرفون ما الأحداث من لهم وتدخر يكرهون، وماقد الأيام له ابتسمت ومن الدار، به تنبو قد الأرض في له مكن ومن الضعف، له يقدروالقوة إياها، استودعهم من يطلبها قد أصحابها أيدي في وديعة النعمة الدهر. له يعبسيقول: — وجل عز — والله الضعفاء، على لترد منهم تؤخذ قد الأقوياء أيدي في عارية

الناس﴾. بين نداولها الأيام ﴿وتلكالقديم: الشاعر قال وقد

ن��س��ر وي��وم ن��س��اء وي��وم ل��ن��ا وي��وم ع��ل��ي��ن��ا ف��ي��وم

بالنفس، الاعتداد الشفيق، والخليل الصديق، الأخ أيها أحذرك ما أول فأحذركلتكذبك اليوم تصدقك قد فإنها الدهر، بابتسامات والانخداع والطول، بالحول والاغترارالناس، من عليها تشفق أن قبل منها عليها وأشفق تحذر، ما أول نفسك فاحذر غدا،إن نفسي أبرئ ﴿وما السلام: عليه يوسف قصة في — وجل عز — الله قول واذكرفتطيل فيه وتفكر تتدبره، حتى منها تتلقاه أمرا لنفسك تنفذ فلا وء﴾ بالس ارة لأم النفسما مثل إلى تعود قد أنك وقدر يواتيك، أن قبل حالك فاذكر الحظ يواتك ومهما التفكير.عليهم وحكمك لهم، ونقدك منهم، تكون أن قبل الرأي أصحاب في رأيك واذكر فيه، كنتفيهم، تقول كنت ما مثل فيك يقولون الناس أن واعلم بينهم. مكانك إلى ترقى أن قبليرضى ضميرا لك أن تذكر ما أول في واذكر عليهم. تحكم كنت ما بمثل عليك ويحكمونعنك؛ تشغله أو عنه تشغلك قد الحكم أعباء وأن ويذم، ويحمد وينكر، ويعرف ويسخط،

26

Page 28: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والغرور القصد رسالة

ليل، ذات أو يوم ذات لك سيفرغ أنه كما له ستفرغ ولكنك القوة. أسباب لك امتدت ماخيرا. إلا منه تسمع ألا على فاحرص

وبين بينك الحكم أحدث فيما الخليل ومعونة الصديق، نصح إلى محتاج ذلك بعد وأنتوتسوسهم حينا، باللين تسوسهم مرافقهم، وترعى أمورهم، تدبر فأنت صلات، الناسمنأسباب تمد وأنت الرهب، وتشيع الرعب، تشيع وأنت وتخيف، تطمع فأنت أحيانا. بالشدةومتربص الوسيلة، إليك مبتغ بين فالناس اليأس. صواعق القلوب إلى وترسل الرجاء،عليك، الموجدة يضمر وأكثرهم المودة، لك يظهر كلهم الفرصة. فيك ومنتهز الدائرة، بك

القلوب. عليه تطوى ما شر على لك قلبه ويطويبالوقيعة، إليك ومشيهم بالنميمة، عندك سعيهم الناس؛ من عليك أخاف ما وأخوفمن إليه ويتقربون وسيلة، كل الحاكم إلى يبتغون فالناس بالوشاية. رضاك وابتغاؤهمبعضهم ويمكر لبعض، بعضهم يكيد بأن ذلك ويغريهم عنده، فيما يتنافسون سبيل. كلغيره ينال مما أكثر الحكومة من ينال أن يريد كلهم بعض، على بعضهم ويتكذب ببعض،إلى يسعون ، ملح وتباغض متصل، وتحاسد مقيم، هم في ذلك أجل من وهم النظراء، منيحسن وبما يحظر، وما السيرة من يباح وبما يعوج، وما الطرق من يستقيم بما آمالهمما بشر يختصونك ولكنهم بينهم، فيما المساءة يتبادلون يقبح، وما والعمل القول منعليك، الناس قلوب فيفسدون الناس على قلبك ويفسدون والسوء، النكر من يتبادلونعليك يفسدوا أن إلى الأمر آخر ينتهون ثم فيك. رأيهم فيسيئون فيهم رأيك ويسيئونالليل، راحة عليك وينغضوا ضميرك، وبين بينك ويباعدوا نفسك، في رأيك ويسيئوا أمرك،

النهار. ونشاط

لا نقمة الحكم أن لك يستبين فقد الناس، تحذر وأن نفسك، تحذر أن عليك أوجب وإذاعناء فهو الضمائر، بها وتمحص القلوب، بها وتفتن النفوس، بها تبتلى ومحنة نعمة،أصلحك — واذكر أمن. لا خوف وهو هدوء، لا قلق وهو سعادة، لا شقاء وهو راحة، لاونثني كثيرا، نعيبهم سبقوك، الذين الحكام من وفلانا فلانا فنذكر نلتقي كنا أيام — اللهويفرج الغمرة، عنه الله يجلي أن منهم للصديق ونتمنى دائما، لهم ونرثي قليلا، عليهملا التي السمحة الحرة الحياة إلى ه ويرد وأوزاره، الحكم أعباء عنه ويحط الكربة، عنهوما الناس، بأوزار فيها نفسه الإنسان يثقل لا والتي نفسه، أوزار إلا فيها الإنسان يحمل

الناس! أوزار أكثر

27

Page 29: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

من نفسي وفي الرسالة، هذه إليك أكتب أني تعلم حين ساخطا أو راضيا تبسم ولقدوأتمنى العافية، لك الله أسأل أن على يحملني ما عليك، والإشفاق بك، والرفق لك، الحبموفورا، سالما المحنة هذه من إلي يردك وأن وأغلاله، الحكم إصر عنك يضع أن عليهكانوا كما أتقياء الحكم من يخرجوا أن للحاكمين غنيمة فخير بالإياب. الغنيمة من وقانعا

بالإياب. سلامة إلا منه يغنموا لم فيه، يدخلوا أن قبل

28

Page 30: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

إليه. كتبت من ولا كاتبها الاستقصاء، وشدة البحث طول على أعرف، لم لي وقعت رسائل

Page 31: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 32: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

إلى… رسالة

والصديق العزيز، بالأخ أدعوك الأيام من مضى فيما كنت فقد أدعوك! كيف أدري لستأو إحداهما الصفتين؛ بهاتين دعوتك أن الحق أسوء وأن أسوءك، أن أخشى وأنا الكريم،

كلتيهما.فأنت أيضا، فيها الندم وبإثارة نفسك، في والأسى الحزن، بإثارة أسوءك أن أخشىقطعت لأنك كريما صديقا ولا الإخاء، هذا ألغيت لأنك عزيزا أخا لي تبق لم أنك تعلموقد سلف، ما إلى ردك يحزنك وقد مضى، بما تذكيرك يسوءك وقد الصداقة. هذه أسبابفرط، ما استئناف إلى ولا فات، ما استدراك إلى سبيل لا أن تتبين أن نفسك على يشق

العذل». السيف «سبق المعروف مثلهم القدماء أرسل ما فلأمرالغضب، وسكت العهد، بعد أن بعد الذكرى تصدقك إن نفسك في الندم يثير وقدللتجني، موضع غير في تجنيت قد بأنك فتنبئك الظروف، وتغيرت الأطماع، ورضيتإلى يدعوك شيء كل كان حين عليها وأقدمت لتكلفها، مقتض غير في القطيعة وتكلفت

… إثمها عن نفسك وترفع عنها، تحجم أنالحق، أسوء أن أريد ولست أسوءك، أن أريد فلست أدعوك! كيف أدري لست نعمومحوت إلغاء، الإخاء ألغيت ثم كريما، وصديقا عزيزا أخا لي كنت أنك يعلم فالحقبينهم ليس من يدعوا أن الناس تعود كما سيدي أدعوك أن أحب وما محوا. الصداقةدعوتك أن تطيق مما أكثر وأكلفها نفسي، على أشق فإني إخاء، أو مودة من صلة وبينهوهو كريما، عليك يكن لم وإن نفسي، من علي أكرم هو شيء على أشق وقد الاسم، بهذا

الذكرى.التي السن بلغنا قد أننا من الصفاء أيام به نتحدث كنا ما بعد تنس لم ولعلكما كل من خير لأنها الكنوز؛ أنفس على يحرصون كما الذكرى على فيها الناس يحرص

Page 33: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

وليس أقلها، إلا يبق ولم أكثرها، مضى قد حياة من لهم بقي ما خير هي أو لهم، بقيسبيل. من استئنافها إلى

الكريم الرجل فيها يحتفظ التي السن بلغنا قد أنا تلك الصفاء أيام في نقول وكنايضن مما أكثر بهما ويضن الحرص، أعظم عليهما ويحرص الاحتفاظ، أشد بشيئينهذه من استبقاؤه يمكن ما أو حياته له تستبقي التي الذكرى وهما بماله؛ البخيلكلما الدنيا وبين بينه الأسباب تنقطع حين الدنيا وبين بينه تصل التي والصداقة الحياة،كل يخلو بأن تلك الصفاء أيام في نتواصى وكنا نهار. من ساعة أو ليل من ساعة مرتمنه ليستخلص عصرا ويعصره كله، الماضي فيستحضر استطاع، ما نفسه إلى منا واحدالأحداث، به تعبث لا حتى كتاب في وليسجله الذكرى، من يستخلصه أن يستطيع مانسرع أو إلينا تسرع التي الشيخوخة هذه تمحوه لا وحتى الأيام، به تذهب لا وحتىالأحداث من الذكرى نستخلص أن نريد فكنا قليلا، قليلا فينا شيء كل تفني والتي إليها،إليها، الرجوع في العزاء كل العزاء نجد لأننا البقاء؛ على ونكرها والشيخوخة، والأياملا وما عملنا، ما باستحضار والاستمتاع أنفسنا، أحاديث من علينا تقص لما والاستماع

نعمل. أن نستطيعأوثرك أن قبل نفسي على وأوثرك جميعا، الناس على وأوثرك الحب، أشد أحبك وكنتنفسك على وتؤثرني جميعا، الناس على وتؤثرني الحب، أشد تحبني وكنت الناس. علىمن يعرف أن على ذلك أجل من حريصا منا واحد كل وكان الناس. على تؤثرني أن قبل

شيء. كل صاحبه أمروحين التقينا، حين قليلة أعوام وبينها بيني وكان الثلاثين، بلغت قد أنت كنتيخف لم الوقت ذلك ومنذ والأتراب. اللدات من غيره على صاحبه منا واحد كل اصطفىوكان وشبابه، صاحبه صبا يجهل كان منا كلا ولكن شيء. صاحبه أمر من أحدنا علىبأن تلك الصفاء أوقات في نتواصى وكنا وشبابه. صاحبه صبا يعرف أن على يحرصكان عما الأهل نسأل وبأن الإحصاء، فنتقن نحصي وبأن الاستقصاء، فنحسن نستقصيمنا واحد كل كان كثير. أو قليل صاحبه أمر من أحدنا يفوت لا حتى طفولتنا أمر منالإنسانية للأشياء يتاح ما أقصى إلى كاملة صاحبه من بصورة قلبه يعمر أن على حريصا

الكمال. منكما فأذكره أنا أما الأشياء؟ من غيره كثيرا نسيت كما نسيته أم كله، هذا أتذكرتعلم فأنت أيضا. بنفسي أشقى كما به وأشقى بنفسي، أنعم كما به وأنعم نفسي، أذكر

32

Page 34: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

… إلى رسالة

ثانيهما ويفيض بالسعادة، أحدهما يفيض ينبوعين نفسه في يجد المتفكر الإنسان أنبالشقاء.

فأجد كله بهذا وسأنعم شيئا، كله هذا من أنسى ولن شيئا، كله هذا من أنس لمفي نعيما فأجد كله بهذا وسأشقى يتجدد، ولا ينمو، ولا يزداد لا لأنه النعيم هذا في شقاءوأحرص أذوقها، زلت وما بلاءها، فحمدت بلوتها قد سعادة لي يستبقي لأنه الشقاء؛ هذا

المذاق. هذا استبقاء علىصديقي ولست العزيز، أخي فلست … أدعوك كيف أدري لا لأني أقوله هذا كلبهذا أدعوك أن أريد لا لأني سيدي؛ ولست ذاك، ولا هذا تكون أن تريد لا لأنك الكريمإلى حاجتك وما أدعوك! أن إلى حاجتي وما شيء. على يدل لا الذي الفارغ السخيف اللفظيبدءوا أن الناس تعود بما رسالتي أبدأ أن دون إليك أكتب أن يمنعني وما الدعاء! هذاالقول، إليك لأوجه وإني أدعك، لم وإن عني، لتفهم إنك الألفاظ. هذه من رسائلهم بهبيتك في الكتاب هذا إليك أرسل لن وأنا أدعوك، أن إلى حاجتي وما دعائي. تسمع لم وإنأين أعرف فلست مصر، مصايف من غيرها أو الإسكندرية، في مصيفك في أو القاهرة، فيأي وفي السنة، فصول من فصل أي في عنك فيه أسأل كنت زمن مضى وقد تصطاف،فأعرف اليوم، ساعات من ساعة أي وفي الشهر، أيام من يوم أي وفي شهورها، من شهرمن شئت ما أو ناديك، أو مكتبك، أو دارك، من مكانك على سائلي وأدل … تكون أينكل أمرك من أجهل فأنا الآن فأما إليها. وتختلف بينها، تضطرب كنت التي الأماكن هذه

تلك. أو الصحيفة هذه في أقرؤها التي الأنباء هذه إلا شيءرواية فتحسن أنباءه وتروي الحديث، فتكثر الصحف عنه تتحدث رجل فأنتتفرض حين إلا ألقاك ولا للصحف، قارئ كل يعرفه ما إلا أمرك من أعرف لا الأنباء.مكرها صاحبه على أحدنا يقبل وقد ذاك. أو الحفل هذا في نلتقي أن الحياة ظروف عليناوفيها التعجل، من كثير وفيها الاستخذاء، أو الاستحياء ملؤها فاترة تحية إليه فيهديالتي الكثيرة الأشياء هذه من شيء يكون أو مقبل يقبل أو طارئ يطرأ أن في الرغبة كثيرالتي المواطن هذه في بعض عن الناس بعض بها ويشغل اجتماع، بعد الناس لها يفترقيعرف ما إلا أمرك من أعرف ولا والرياء. والتجمل، التكلف، على فيها كله الأمر يقومالسخيفة الاجتماعات هذه في بعضا الناس بعض يلقى كما إلا ألقاك ولا جميعا، الناسرجعت إلا أشهدها لا والتي ترضي، مما أكثر وتغيظ تسر، مما أكثر تسوء التي البغيضة

الناس. وعلى نفسي، على بالسخط منها

33

Page 35: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

كثيرا، له ونحزن كثيرا، منه نضحك الحديث، فنطيل ذلك في نتحدث كنا لقد أتذكر؟!هذا في إلا ألقاك ولا جميعا، الناس يعرف ما إلا أمرك من أعرف لا دائما. منه ونسخرأسمع لا الطعام. موائد أو الشاي موائد من مائدة حول فيه الناس يلتقي الذي الفصليتقدم حين التليفون في صوتك أسمع ولا الضحى، يرتفع أن قبل التليفون في صوتكذلك أجل ومن أغترب. حين رسائلك تؤنسني ولا أقيم، حين زيارتك تسعدني ولا الليل،البريد؛ إلى الكتاب هذا أسلم أن ودون الكتاب، هذا على عنوانك أضع أن دون إليك أكتببالتليفون. الحديث عادة فقدنا وكما التزاور، عادة فقدنا كما المكاتبة عادة فقدنا لأنادون إليك سيصل بأنه واثق لأني الهلال؛ مجلة إلى كتابي وأسلم إليك، أكتب ذلك مع وأنامن أحد يعرف أن ودون الحديث! أسوق من إلى أو أكتب لمن الهلال مجلة تعرف أنأكتب، لمن المعرفة حق فستعرف أنت، إلا الحديث، أسوق من وإلى أكتب، لمن الهلال قراء

الحديث. أسوق من وإلىتكتب، ما كل أنا أقرأ كما أكتب ما كل تقرأ لأنك شك؛ ذلك في ما الكتاب هذا ستقرأعلى نتصل ولكننا نتحدث، ولا نتزاور، ولا نلتقي، لا بك، مريض أني كما مريضبي فأنتدائما. الحزن ويشوبه حينا، السخط ويشوبه حينا، الرضى يشوبه اتصالا كله هذا رغمالإنكار، أشد فتنكرها فيه نفسك وسترى إليك، موجه أنه وستعلم الكتاب، هذا ستقرأولكنك المحاولة، وسعتك ما ذلك وستحاول منها، تفلت أن تستطيع ولو تجهلها، لو وتود

شيئا. ذلك من تبلغ لنلا … يحاول ومهما يجهد، مهما منهما يفلت أن الإنسان يستطيع لا شيئان فهناككما ربه ملك من يفلت أن الإنسان يستطيع ولا نفسه، من يفلت أن الإنسان يستطيع

العلاء. أبو يقولما على قلبك الندم وسيلذع الإنكار، أشد وستنكرها الكتاب، هذا في نفسك سترىستتكلف ولكنك بها، تحتفظ أن عليك يجب كان مودة من بددت وما حق، من أضعتلو تود إنك شديدا. عذابا قلبك فيعذب الندم إليك وسيعود أحيانا، وستنسى النسيان،بينك ستجد ولكنك الشمل، من تفرق ما وتجمع الأسباب، من انقطع ما تصل أن تستطيعفالدواعي عبورها، إلى سبيل لا سحيقة وهوة قطعه، إلى سبيل لا بعيدا أمدا هذا وبينالظروف وستمحوها بعد، الظروف تمحها لم قائمة زالت ما القطيعة إلى دفعتك التيمن قطعت ما وصل في التفكير من ستستحي حينئذ ولكنك غد، بعد أو غدا شك غير منأسباب قطعت صديق إلى العودة على الموت وستؤثر شمل، من فرقت ما وجمع سبب،

34

Page 36: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

… إلى رسالة

نفسك كانت ما إلى الوصول في ورغبة الحياة، أعراض على وتهالكا للمنفعة، طلبا ودهحسرات. عليه تتقطع

شديدا، جهلا نفسك تجهل إنك إلا أرى وما شديدا، جهلا نفسك تجهل كنت لقدكتبت التي فالحكمة بأس؛ ذلك من عليك وليس «الشيوخ»، سن بلغت قد كنت وإناجتهد وقد بنفسه، نفسه يعرف أن الإنسان إلى طلبت … عبثا تكتب لم دلف معبد علىأحسبك وما أراد. ما يبلغ فلم نفسه، يعرف أن وفي الحكمة، لهذه يستجيب أن في سقراط

سقراط. من جلدا أشد ولا عزما، أمضى ولا قلبا، أذكىعن الأيام لك فكشفت مؤثرا، خيرا رجلا نفسك ترى كنت نفسك. تجهل كنت لقدشيء! كل في الأثرة من هو وإنما شيء، في الإيثار من ليس ولكنه خيرا، يكون قد رجل

رجل عن الأيام لك فكشفت الحياة، وأعراض الدنيا، متاع في زاهدا نفسك ترى كنتاستطاع ما الثراء يتتبع ولكنه المخزية، والأعراض الدنيء، المتاع عن بنفسه يرتفع قديؤثر … الغرور هذا له أتيح ما المنصب وغرور مسلكا، إليه وجد ما والجاه سبيلا، إليهوالصديق العزيز، الأخ على حتى إنسان كل وعلى الوفاء، على حتى شيء كل على كله هذاشيء يكن ولم العسير. الأدب وتكره السهل، الأدب تحب ولكنك «أديب»، إنك الكريم.الرفيع. الأدب آيات بعض عن إليك تحدثي يغيظك كان كما تلك الصفاء أيام في يغيظكما إلي تشكو وكنت الأرض، إلى أهبط أن إلي تطلب وكنت السحاب، في أعيش تراني كنتهذه ومن كتابنا، ونثر شعرائنا، شعر في نألفها لم التي المعاني هذه من عليك به أشق

الراكدة. المتواضعة حياتنا في نألفها لم التي الآمالأشد به تضيق كنت الذي الرفيع الأدب هذا ببعض أخرى مرة عليك أشق فدعنيعلى الناس يظهر قد الرفيع الأدب هذا ولكن عليك، لأشق إليك كتبت ما الله وعلم الضيق.ولعلك تخشى، أو تتذكر لعلك نفسك بعض على أظهرك أن أحب وأنا أحيانا، نفوسهملشاعر تمثيلية قصة في أقرأ إني الآن. إلى به تستقبلها أن تعودت ما بغير أيامك تستقبلالقصة هذه في أقرأ شيء. على يدلك لن اسمه لأن أسميه؛ أن إلى حاجة في لست يونانيفي حياته عن تسأله فهي … طويل نفي بعد لقيته وقد ابنها، إلى أم حديث اليونانيةضيفا؟ عليهم نزلت الذين وهؤلاء أبيك، أصدقاء يعنك ألم تقول: فيما له وتقول المنفى،يغنون لا الأصدقاء فإن الأصدقاء، مودة ليجد سعيدا الإنسان يكون أن يجب فيجيبها:

شيئا. البائس الصديق عن

35

Page 37: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

الصداقة إن شيء، على يدلك لن اسمه لأن أسميه؛ لا لكاتب فرنسية قصة في وأقرأيستبقي ألا الخير فمن وراء. إلى أحيانا به ترجع وقد أمام، إلى يتقدم أن عن الإنسان تقف

الآمال. من تحقيقه إلى يطمح ما إلى الرقي من تمنعه صداقة الإنسانأرأيت الخليل؟ ود عن الخليل يعرض لم أرأيت الصديق؟ الصديق يهجر لم أرأيت

القديم: العربي الشاعر قال لم

وال��ع��م��ل ال��ق��ول ب��ي��ن ال��خ��ل��ف م��س��اف��ة وان��ف��رج��ت ال��غ��در وف��اض ال��وف��اء غ��اض

هذه انقطعت ومتى وبيني، بينك الود أسباب رثت متى وسلها: نفسك، إلى الآن عديداول والله عليك. خفي ما نفسك أمر من وستعرف شيء، كل فستفهم … الأسباب؟ويتهالكون الآن، يألفونك قوما وسترى تتغير، والظروف تدور، والأرض الناس، بين الأيامدوراته، من دورة الزمن يتم حين ستراهم الشهي. الطعام على الذباب يتهالك كما عليكوقد أخرى، ظروف مكانها وتأتي ظروف، تذهب وحين لقوم، قوم من الله يبدل وحينلبعض أنت تنكرت كما لك وتنكروا الناس، بعض عن أنت انصرفت كما عنك انصرفوا

الناس. بعض من الآن أنت تستحي كما منك استحيوا الأيام مضت فإذا الناس.بينه فيما يتجنب أن هي واحدة، بخصلة إلا ا حق الكريم الرجل أعرف لا إني صدقنيأمام يخزى لا الذي فالرجل … نفسه أمام يخزيه أن شأنه من ما صلة، من الناس وبينيجنه حين ضميره أمام يستحي أن يكره الذي والرجل الناس، أمام يخزى ألا خليق نفسهالناس. من يستحي أن إلى يضطره ما يتجنب أن خليق شيء؛ كل حوله من ويسكن الليل،يجد لا ما ومنها الصدأ، يعلوه ما المعادن ومن معادن، الناس نفوس إن صدقنيأن من وأمتن وأقوم، وأنقى أصفى نفسك تكون أن أتمنى كنت وكم سبيلا. إليه الصدأإصلاح إلى سبيل ولا بد، منه ليس مما بد لا ولكن الخطوب. بها تعبث أو الصدأ يعلوها

الأيام! أفسدت ما

إليك؟ كتابي أبدأ كيف أعرف لم لم الآن أفهمت … إليك؟ كتابي أرسل لم لم الآن أفهمتالرخيص؛ العزاء هذا بعض إياه فهمك في يكون فقد تفهمه، أن أحب آخر شيء وهناكفي الكتاب هذا نشرت ولماذا وبيني، بينك الأسباب انقطعت وقد الكتاب، هذا كتبت لماذاتظن، مما ا جد أكثر بل كثيرون الناس في أمثالك أن وهو ا، جد يسير لسبب الهلال؟!

فيها. نفسه يرى الذي الوحيد الشخص أنت تكون لن مرآة إلا الكتاب هذا فليس

36

Page 38: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

قلبمغلق

فأنت عليه، قدرت ولا استطعته، لما إليه أردت قد ولو إغضابك، إلى أرد فلم تغضب، لاأبو يصنع كان كما بالبرد حلمك يشبه لا الحلم. عظيم الوقار، شديد رزين، متئد رجلكما الجبال واستقرار الصخر، بثبات يشبه وإنما مترفا، حضريا حلما ليس لأنه تمام؛قيس بن الأحنف أو عاصم بن قيس كحلم ساذج بدوي حلم لأنه لا الفرزدق، يصنع كانبين ضرب الذي الصفيق الحجاب هذا من يأتي حلم لأنه بل سفيان، أبي بن معاوية أوقد الخطوب. إليك تصل ولا الأحداث، تبلغك لا رجل فأنت والخطوب. الأحداث وبين قلبكمشغولا الأستار هذه دون من أنت وعشت كثاف، أستار الناس حياة وبين بينك ألقيتحولك من الناس يستطيع إنسان. كل عن نفسك إلى ومنصرفا شيء، كل عن بنفسكإليك يتجهوا وأن ويخافوا، يأمنوا، وأن ويهدءوا، يثوروا، وأن ويسخطوا، يرضوا، أنولينعموا وثورتهم، هدوئهم، من حظا لك وليقسموا وسخطهم، رضائهم في ليشركوكالخوف، عليهم سلط إن الخوف على بك وليستعينوا الأمن، لهم أتيح إن بالأمن معكوبينهم بينك ألقي ما يتجاوزوا أن يستطيعوا لن لأنهم شيئا؛ ذلك من يبلغوا لن ولكنهم

أستار. من وبينهم بينك أسدل ما ولا حجب، من

لك ليس أن أعتقد واكاد الصديق، إليه يصل ولا العدو، يبلغه لا محصن، رجل أنت إنمايطمع فلم عنك؛ الناس وأعرض منك، الناس يئس حتى بنفسك شغلت صديق. ولا عدو،ولو عاطف، منهم عليك يعطف ولم شيئا، منك نال لما فعل قد ولو طامع، منهم فيكالذي المؤشب الحصن هذا من شيئا يرون لا ذلك مع والناس شيء. منه نالك لما فعل قدهذه من ولا وبينهم، بينك قامت التي الصفاق الحجب هذه من ولا نفسك، فيه حصنتويلقونك وممسيا، مصبحا يرونك هم وإنما دونهم. من عليك ألقيت التي الكثاف الأستار

Page 39: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

هذه يجاذبونك منك، فيسمعون لهم وتقول منهم، فتسمع لك يقولون ورائحا، غادياويخضعون الواحدة، البيئة في يحيون حين الناس يتجاذبها التي السخيفة الرثة الأطرافمنهم قريب فأنت المتحضرون، يعيشه الذي العيش هذا في ويشاركون الواحد، للنظامويردون تحيتهم، عليهم ترد أيديهم، إليك ويمدون يدك، إليهم تمد القرب، يكون ما كأشدبلقائهم، تحلم وكأنما تلقاهم البعد، يكون ما كأقصى عنهم بعيد وأنت تحيتك. عليكمتكلفة وصلات مصنوعة، أسباب وبينهم بينك مستعارا. لك ظلا يلقون وكأنما ويلقونكشعورا، قلبك في تثير ولا تفكيرا، عقلك في تثير لا فهي بالقلب، تتصل ولا النفس، تبلغ لالا التي الكثاف والحجب الأستار، هذه ولمكان يرى، لا الذي المؤشب الحصن هذا لمكانالحصن هذا طبيعة يعرفوا أن قط هم حاولوا أم تعرف أن قط أحاولت أدري وما تحس.النجاح لمحاولتي وكتب حاولت، قد أنا ولكن الكثاف. الأستار الحجب هذه ومادة المؤشب،هذه أمر من وأعرفك تعلم، لم ما الحصن هذا أمر من لأعلمك إليك أكتب وأنا والتوفيق.تستفيد وأن تنتفع، لا أو العلم بهذا تنتفع أن يعنيني وما تعرف، لم ما والأستار الحجبالكتاب بهذا لخصصتك أفيدك أو أنفعك أن أردت قد فلو تستفيد. أولا المعرفة هذه منأو أنت لتقرأه الهلال في نشرته وإنما إليك، أرسله لم أني ترى ولكنك الناس، دون منبينك أن يعلموا أن الناس حق فمن حال. كل على الناس من غيرك وليقرأه تقرأه، لاأيطمعون لأنفسهم ينظروا وأن كثافا، وأستارا صفاقا، وحجبا مؤشبا، حصنا وبينهمهذه وإزالة الحصن، هذا اقتحام في يحتالوا أن عليهم فيجب الخير، منك وينتظرون فيك،هذه وبين بينك يخلوا أن عليهم فيجب منك يستيئسون أم الأستار؛ هذه وتمزيق الحجب،يشغلون لا غايتهم إلى ويسعوا طريقهم، في يمضوا وأن اختارتك، أو اخترتها التي العزلة

بهم. نفسك تشغل لا أنك كما بك أنفسهم

ويقدرون منهم، واحدا يرونك المتصلة، الحيرة هذه في أمرك من الناس يظل أن ينبغي فماافتقدوك الجد جد إذا حتى بأعبائها، والنهوض الحياة، أثقال حمل في معهم متضامن أنكووجد شيئا، يجده لم جاءه إذا حتى ماء الظمآن يحسبه سراب أنت وإذا يجدوك، فلمموفورا، غنى فيرون ينظرون إنهم الرجاء. وكذب الأمل، وخيبة واليأس، الحزن، عندهعذب صوت آذانهم في فيقع يسمعون وإنهم عريضا، وثراء لينا، وعيشا واسعة، ونعمةرائقة حلوة ألفاظا قلوبهم إلى ويحمل الحرارة، منه وتفيض القوة، فيه تشيع ممتلئوإيقاظ الميت، للطمع إحياء وفيها وعد، من كثير وفيها أمل، من كثير فيها شائقة،

38

Page 40: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

مغلق قلب

بعضهم وليظاهر والتضامن، للتعاون خلقوا قد الناس بأن وإشعار النائم، للطموحولكنهم الخطوب. تدلهم حين بعض أزر بعضهم وليشد النوائب، تنوب حين بعضاوما يخف، بما أعمالهم من وينهضون يشرق، وما يظلم ما أمورهم من يستقبلونالمشرق، النور بجمال معك ويبتهجوا الظلمة، تبديد على بك ليستعينوا ويلتمسونك يثقل،بحمل معك ويجهدوا ونشاط، ومرح فرح في الخفاف الأعباء بحمل معك ويستمتعواحين يجدونك هم أو يجدونك، فلا يلتمسونك وثبات. وحزن وأيد صبر في الثقال الأعباءوالحياة الرضي، العيش في شريكهم أنت البأساء. تظلم حين ويفقدونك النعماء، تشرقتسرع الحياة. وتدبر البأس، ويعظم العيش، يغلظ حين عنهم الناس أبعد وأنت المقبلة،عنه يردك أن لأحد ينبغي لا لك حق ذلك أن على نعيمهم في لتشارك ينعمون حين إليهمحظوظهم، من أعظم بحظ — أتيح إن — النعيم هذا من تأخذ ولعلك فيه، يجادلك أن أوضيقا عليهم ساخطا الضئيلة، المتواضعة بحظوظهم يأخذون وهم إليهم، تنظر ولعلكويأخذون فيه، يشاركوا أن لهم حق لا فيما يشاركون واغلون أنهم ترى لهم، مزدريا بهم،ا، رد لهم استطعت إن النعيم هذا عن تردهم أن ولعلك منه، يأخذوا أن لهم حق لا مماإليهم تنظر حال كل على وأنت ذيادا. لهم استطعت إن الصفو هذا عن تذودهم وأنلهم يتاح ما على وتحسدهم بالكثير، دونهم من تستأثر مضض، على معهم وتقيم شزرا،الناس والتمس الجد، وجد الأمل، واكتأب الحياة، وأظلمت الدنيا، أدبرت فإذا القليل. مندونك من وألقيت المؤشب، هذا حصنك إلى آويت وبأس، شقاء من بهم يلم ما على المعينبعزلتك ونعمت الكثاف، الأستار من الناس وبين بينك وأسدلت الصفاق، الحجب هذهيشوبها ولا الشكاة، صوت يكدرها ولا البؤس، منظر ينغصها لا مطمئنة، هادئة نعمةالبؤس احتمل ومن جلدا، صابرا صامتا البؤس احتمل من منهم سواء البائسين، في تفكير

الناس. وإلى الله إلى شاكيا صاخبا صائحاإلى السبيل وكيف والأستار؟ الحجب هذه مادة وما المؤشب، الحصن هذا طبيعة ماإذا معهم وتشقى سعدوا، إذا معهم لتسعد الراضية؟ هذه عزلتك من الناس يخرجك أن

تظلم. وحين تشرق، حين الحياة استقبال في وتشاركهم شقوا،من شيئا هذه لمحاولتي وأتيح ، حلا لها أجد أن حاولت التي المسألة هي هذه

التوفيق.شعور إليه ينفذ لا الذي المقفل قلبك إلا ليس سيدي، يا المؤشب هذا حصنك إنالرحمة، إلى الناس يحتاج حين رحمة إليه تصل لا والذي التعاون، إلى حاجة أو بالتضامن

39

Page 41: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

قلب إنه الرثاء. إلى الناس يحتاج حين رثاء ولا الرفق، إلى الناس يحتاج حين رفق ولاوطمع له، حد لا أمل من شئت ما كل تودعه أن تستطيع مجوف صخر من صور قدوطموح ضبطها، إلى سبيل لا جامحة وشهوات قرار، له بشع وجشع غاية، إلى ينتهي لاداخله إلى ينفذ لا جوانبه، جميع من مصمت مقفل ذلك على ولكنه الموت، إلا يحده لامنه تبلغ أن من وأصلب أقسى، لأنه تحطيمه إلى سبيل ولا النسيم، أرق ولا الضوء، أيسرمنها وإن الأنهار، منه يتفجر لما الحجارة من وإن قسوة، أشد أو كالحجارة فهو المعاول.

الماء. منه فيخرج يشقق لماقلبك ولكن إخاء، أو مودة أو بر أو برحمة الناس على نهر منه يتفجر لا قلبك ولكنر صو قد المكروب، لوعة من تخفف أو الظامئ ظمأ تروي قطرة منه فتخرج ينشق لا

جوانبه. جميع من مصمت صلد صلب صخر منلا قفلا عليه فوضعت وإصمات، وصلادة، صلابة، من عليه فطر ما يكفك ولموكيد والزينة، التأنق، إلى به قصدت أم والاحتياط، التحفظ في الإغراق به أقصدت أدريويمتلئ وإعظاما، إكبارا، له النفس فتمتلئ العين تراه أنيق، رشيق قفل فهو الحسود،ضروب ترصعه نضار ذهب من قفل حسرات. له الأفئدة وتتقطع إعجابا، به القلبفأنت مرها، في والليالي كرها، في الأيام لك صاغته قد النادرة، الكريمة والأحجار الجوهر،النفوس يملأ حتى تظهره حينا مفاخر، به وأنت حريص. وعليه مكبر، وله معجب، بهفيه، وتفكرا إليه، تشوقا القلوب تتقطع حتى حينا تخفيه ضنين به وأنت وحقدا، حسدالا هادئ المرصع، الذهبي قفل ذي المصمت الصمد الصلب القلب هذا داخل في وأنتالبائسين، من حولك من اصطخاب تسمع لا وادع الناس، من حولك من اضطراب تحسوقد يؤذيك، ما تسمع فلا أذنيك سددت وقد يسوءك، ما ترى فلا عينيك أغمضت قدعينيك تفتح قد وأنت تحب، ما إلا إليك تحمل فلا لهواك سخرتها أو كلها حواسك ألغيتالحياة غلظ وتجد تسمع، لا وكأنك وتسمع ترى، لا وكأنك فترى حسك، وترهف وأذنيك،لا الذي الصلد الصخري القلب بهذا نفسك حصنت قد شيئا. تجد لا وكأنك وقسوتها،الذهبي القفل هذا عليه وضعت وقد النسيم، أو الضوء منه ينفذ ولا المعاول، فيه تعملودم لحم من صورت وإنما صخر، من تصور لم التي الأخرى، القلوب لتملأ المرصع

وحسدا. وحقدا ويأسا حزنامن ا جد كثير في الحسرات وتمزقها الحزن، يحرقها التي القلوب هذه إلى تنظر وأنتالشر، من ترى بما تنعم ولعلك والازدراء. الاحتقار من ا جد كثير وفي والكبرياء، التعالي

40

Page 42: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

مغلق قلب

أقل وما نفسك، إلى تتحدث حين لنفسك تقول ولعلك البؤس، من ترى بما تسعد ولعلكأحيا أن وأريد البؤس، بهذا عني وعدل الشر، هذا عني صرف لقد نفسك، إلى تتحدث مايستخلص التي اللينة مرارة، من بها يحيط مما حلاوتها تشتق التي الحلوة الحياة هذهالبأساء. من بها يحيط مما نعيمها يستصفى التي الناعمة شدة، من بها يحيط مما لينهاوليبتئس السعادة، لي أتيحت قد دامت ما ولأسعد النعيم، لي كتب قد دام ما فلأنعم

والشقاء. البؤس غيري على كتب قد دام ما وليشق غيري،تشغل وحين إليها، خلوت إن إليها، تخلو حين نفسك دخيلة هذه أليست حدثني،

فوز؟ من تحقق وبما ثروة، من تجمع وبما لذة، به تستمتع بما عنهاالحديث يجري حين بها تصارح أن من تتحرج لا التي نفسك دخيلة هذه أليستنفسك دخيلة هذه بلى وشقاء؟ وبغض بؤس من الأرض يملأ عما نظرائك، وبين بينكانظر، ولكن الأحيان، أكثر في وثروتك بلذتك، عنها وتشغل قليلا، وتظهرها كثيرا، تخفيهاالجارية، الأنهار هذه تستغل وإنك تفيض، وينابيع تجري، أنهارا الأرض في ترى إنكتفجرت كيف علمت فهل ثراء، ثرائك إلى وتزيد لذاتك، في لتمعن المتدفقة الينابيع وهذهقلبك أن علمت وهل الينابيع؟ هذه عن الارض انشقت كيف علمت وهل الأنهار؟ هذهيقاوم أن يستطيع لن والقسوة، الإصمات ومن والصلادة، الصلابة، من حظه يكن مهماعلقته الذي المرصع الذهبي القفل بهذا يحتفظ أن ولا للخطوب، يثبت أن ولا الأحداث،

عليه؟ الأيام لك علقته أو

ساعة وإن أقفالها، تكن ومهما قسوتها، تكن مهما بالقلوب تعبث والخطوب الحوادث إنتحيلها أو فتذيبها، القاسية المصمتة الصلدة الصلبة القلوب هذه على تأتي الدهر منمن احتبست قد مقفلة صلدة صلبة قلوب قبلك كانت لقد انظر! الرياح. تذروه هباءيحصى، لا ما والبخل الأثرة خصال ومن والجشع، الطمع ضروب ومن والإثم، اللذة، ألوانوهذه وبأصحابها. بها، فذهبت الدهر ساعات من الساعة هذه عليها أتت ثم يوصف. ولايرجعون. لا ثم الناس، يذهب حيث إلى وبقلبك بك فذاهبة قلبك، وعلى عليك آتية الساعةالمصمت هذه قلبك في تحدث أن الناس من حولك ولمن لك، الخير من إن صدقنيالنسيم منه وينفذ ظلمة، من فيه ما بعض ليبدد الضوء منه ينفذ يسيرا صدعا المقفلأن الناس من ولغيرك لك، الكثير الخير من إن وصدقني لظى. من فيه ما بعض ليطفئبعض إليه ليصل قليلا ولو قلبك، تفتح وأن المرصع، هذا قفلك في الذهبي مفتاحك تدير

بعض. على الناس بعض ويعطف الرفق، ويشيع الرحمة، يثير مما العالم هذا في ما

41

Page 43: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

وأن الأحداث، تصدعه أن قبل قلبك تصدع أن ولغيرك لك، الكثير الخير من إن صدقنيما بعض تجد بأنك الناس من حولك من تشعر وأن الخطوب، تفتحه أن قبل قلبك تفتحالتراب، إلى وستعود تراب، من خلقت قد مثلهم إنك يعتقدون. ما مثل وتعتقد يجدون،ليسوا الحياة من يخرجوا أن بعد ويستوون الحياة، يدخلوا أن قبل يستوون الذين وإنالطريق هذه في بعض، على بعضهم ويبغي بعض، من بعضهم يتمايز أن إلى حاجة في

واللحود. المهود بين يسلكونها التي القصيرة

42

Page 44: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

بعيد من

في نفسك تكون أن إلا القدماء، أصدقائنا من النفر هؤلاء عن سؤالك ما أدري لستأسرف أن بعد الحزن من شيء وإلى اللذة، في أغرقت أن بعد الألم من شيء إلى حاجةأن الأقدار لك وقضت الراضية، النائية الحياة لك أتيحت قد رجل فأنت السرور. عليهاظلمته، تدلهم حين مبتهجا الليل وتستقبل نوره، يشرق حين مغتبطا النهار تستقبلمغرب بين ما وتنفق مريح، هادئ عمل في الليل وإظلام الصبح، إسفار بين ما وتنفقوكل حبورا. والقلوب بشرا، النفوس تملأ اللذات من فنون في الليل وانتصاف الشمس،الهادئ والعيش السابغة، والنعمة الراضية، الحياة حتى اتصل، إذا السأم إلى منته شيءبقليل نفسك على الترفيه في وتطمع المقيم، النعيم هذا تمل أن منك أنكر فلست المطمئن،الوداعة نفسك ويبلغ البحر، إليك يعبر الحزن من وفضل بعيد، من يأتيك البؤس منيستطيعون، كما أنفسهم على يرفهون والناس النحيل، الضئيل الصدى كأنه الهادئة،

يريد. كما بينهم الحظوظ يقسم واللهوقوم الملم. والألم الطارئ، بالحزن الملحة، واللذة المقيم، النعيم عن يتعزون قوممن يتنسمونها اللطاف، الخفاف بالنسمات اللازم، والبؤس المتصل، الشقاء عن يتعزونوالحمد وفيك الجنوب. نسيم أو الشمال نسيم يتلقوا إن لهم أتيح إن والجنوب، الشمالفي السير عليك يطول حين الجادة عن وانحراف والتواء، واعوجاج وجنوح جموح للهيثقل حين البؤس في ورغبة الخير، صحبة عليك تتصل حين الشر إلى وطموح الجادة،تتصل أن تريد غريب إنك فقل شئت، بما شئت إن نفسك وعلل النعيم. اتصال عليكتنسى لا وفي إنك وقل الغربة، ثقل عليك يخفف ما أنبائهم من وتتعرف مودتك، بذويفي بنفسك تشغل وأن والغبطة، بالسعادة تنفرد أن تريد لا مؤثر إنك وقل الصديق،من شئت ما قل البائسة. القديمة حياتك في شاركوا الذين عن الناعمة؛ الجديدة حياتك

Page 45: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

سيرتك، من وبلوت المعرفة، حق عرفتك فقد أنا فأما الناس. من غيري يصدقك فقد ذلكمن عنك، يصدر ما تقدير في الخطأ من يعصمني ما ومزاجك، طبعك، ومن وأخلاقك،

عمل. أو قولعن يسأل وفيا ولست الغربة، ثقل نفسه عن ليخفف الصديق عن يسأل غريبا لستيسأل مؤثرا ولست ينساهم. ولن ينسهم، لم بأنه ويؤذنهم ويسرهم، ليبرهم، الصديقوإنما الطيبات، من له أتيح بما دونهم، من ينفرد أن يريد لا بأنه ليشعرهم الصديق عنيستطيع لا طلعة العيش، من لون إلى يطمئن لا سئوم حال، على يستقر لا قلق رجل أنتتستمتع لا أثر كله هذا بعد وأنت الأمر، من جديد على الأيام أظهرته إذا إلا يعيش أنالتي اللذة تسيغ ولا غيرك، على تصب التي النقمة عرفت إذا إلا لك، تتاح التي بالنعمةمنه ويلقون غصصا، الألم من يتجرعون غيرك قوما أن استيقنت إذا إلا إليك تسعى

أهوالا.

سرني يسوء. وما يسر، ما منك يأتي شيء كل وفي وساءني، فسرني، كتابك قرأت ولقدما على الصديق أحسد مثلك ولست البال، رضي العين، قرير النفس، طيب أنك كتابك منوتبعث الابتسام، تثير التي الظاهرة، السذاجة هذه كتابك من وسرني الخير. من لهم يتاحالسذاجة، تتكلف ماكر أنك كتابك من وساءني والتفكير. التأمل إلى وتدعو الضحك،حدود أبعد إلى بنفسك وواثق النفس، طيبة تتعمل الطوية وخبيث الوفاء، تتصنع وغادرلا محمقون، أغرار إليهم تكتب الذين من غيرك وأن الماكر، الماهر وحدك أنك تظن الثقة،

تريد. لما يفطنون ولا تضمر، ما يفهمونتغيرت ولو سبيل، من أخلاقك تغيير إلى فليس شيئا، أخلاقك من أغير أن أريد ومالأنك وترضيني؛ تعجبني، أنت كما فأنت عنك، ورغبت فيك، وزهدت بك، لضقت أخلاقكيصدر ما وكشف تعقيدها، حل في اللذة أجد المعقدة، النفوس أحب وأنا النفس، معقدعنها يصدر بما وأكلف اليسيرة، السمحة النفوس أحب وقد والألغاز. الرموز من عنهاتملؤها والتي القلوب، إلى لتصل القلوب؛ عن تصدر التي الصريحة الواضحة الكتب منيتصل أن والنفوس للقلوب وتتيح الدقيق، الشعور فيها ويفيض الحادة، العواطفالملتوية النفوس أكره لا ذلك على ولكني عناء، ولا جهد، ولا مشقة، غير ببعضفي بعضهاالناس وتدعو تعمل، ما غير إلى وتقصد وتعمل تقول، ما غير وتريد تقول التي المعقدةعنها يصدر ما ليفهموا الروية؛ في فيمعنوا وا يرو أن وإلى التفكير، فيطيلوا يفكروا أن إلى

44

Page 46: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

بعيد من

الالتواء إلى استطعت ما بقلبك والتو تعقيدها، وسعك ما نفسك د فعق عمل، أو قول منالرموز من شئت ما الملتوي القلب هذا وعن المعقدة، النفس هذه عن إلي واكتب سبيلا، به

الألغاز. وفك الرموز، بحل موكل فإني والألغاز،أصدقائنا من النفر هؤلاء أنباء من إلي طلبت بما عليك أبخل أن هذا بعد أريد وماتكره ما شر على وهم الملتوي، وقلبك المعقدة، نفسك لهم تحب ما خير على فهم القدماء.أرقى إلى الحياة أعراض رفعتهم قد الأحوال. من المستقيمة وقلوبنا السمحة، نفوسنايدبرون، قادة، سادة فهم الضعة، من الأسفل الدرك إلى حقائقها بهم وانحطت الدرجات،أمور من يملكون أرقاء، عبيد وهم ويضرون. وينفعون، وينهون، ويأمرون، ويقدرون،

شيئا. أنفسهم أمور من يملكون ولا كثيرا، الناس

بحياتك شغلت قد أنت أم تقرأ، لما ع منو للقراءة، محب عرفتك، كما أأنت أدري، ولستنومه من أفاق الذي الفتى ذلك قصة أقرأت أدري ولست وتنويعها؟ القراءة عن الجديدةوأقذرها، الحشرات، تكون ما كأبشع قذرة، بشعة حشرة مسخ قد هو فإذا صباح، ذاتشقاء به ويشقى أمره، إليه صار ما يعرف فهو عقل، من بحظ ذلك على احتفظ ولكنهبه، ضائقون له، منكرون عليه، محزونون هم فإذا جهد، بعد أهله يلقى وهو بغيضا،النفور، أشد منه نافرون هم فإذا وحين، حين بين بأهله يلمون الذين الناس يلقى وهوشقاء به ويشقى نفسه، به فتتأذى كله، هذا يعلم وهو البغض، أشد لمنظره مبغضونونفسه البشع، جسمه في تؤذيه والأحداث عليه، تختلف الخطوب تزال وما له، حد لافلم الناس من غيرهم وعلى أهله، على هان وقد يوم، ذات الموت به يستأثر حتى البائسةمن وسعة حرج، من فرجا موته كان وإنما ملتفت، إليه يلتفت ولم حافل، به يحفل

ضيق.

عامة، مواطنيك شئون قراءتها أثناء واستحضر فاقرأها، القصة هذه قرأت قد تكن لم إنكنت إن الحزن من كثير في فسترى خاصة، القدماء الأصدقاء من النفر هؤلاء وشئونإلى ينظر كان كأنما القصة هذه كاتب أن شريرا؛ كنت إن الرضى من كثير وفي ا، خيرفكل المروعة، البشعة هذه قصته ويستمليهم أصدقائك، من النفر هؤلاء وإلى مواطنيك،وطنك أن أتذكر فيه. التفكير إطالة إلى ويدعو إليه، ويلفت بالمسخ، يذكر حياتنا في شيءوطنا الضعفاء، به ويستظل الأقوياء، يهابه مجيدا وطنا مضى، فيما كان قد العزيز،

45

Page 47: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

غيره على حوله من النعمة ينشر وإنما الخصب، من له أتيح بما نفسه يؤثر لا خصباالتي المعنوية النعمة معها ينشر وإنما وحدها، المادية النعمة هذه ينشر لا الأوطان، منفانظر كله؟ هذا أتذكر الآماد، أبعد إلى الحضارة ضوء وتمد والعقول، القلوب تغزووكيف الناس، وعلى نفسه، على أمره هان وكيف وتضاءل، انزوى كيف الآن، وطنك إلىقليل أصبح وكيف أعبائه، بأهون وينهض شئونه، بأيسر يستقل أن من أضعف أصبحكما مسخ قد أتراه عليه. مشفقين أو به، ضيقين الناس إليه ينظر الشأن، هين الخطر،والبأس، والمجد، والقوة، للخصب، مصدرا كان كما ظل قد تراه أم الفتى، ذلك مسخوأصبح فيه، للعيش يصلحون لا فأصبحوا الفتى، ذلك مسخ كما مسخوا، قد أهله ولكن

لإيوائهم؟! يصلح لا هو

الغفران: رسالة في العلاء أبو يرويه الذي البيت هذا أتذكر

ف��اره س��ك��ي��ن��ة أخ��ت��ن��ا م��س��خ��ت ال��ل��ي��ال��ي ل��ص��رف أم��ن��ا اع��ج��ب��ي

البحر، إلينا عبرت قد فلو الآن فأما البيت، هذا نقرأ كنا حين نضحك كنا لقدلأنشدت بل باسم، ولا ضاحك، غير البيت هذا لأنشدت نحياها؛ التي الحياة في وشاركتيعتقد كان لأنه والرثاء؛ والعطف الحزن من كثير في صاحبه، ينشده كان كما البيت هذاأخواتنا من كثيرا أن أرى، كما سترى ولأنك فأرة، مسخت قد سكينة، أخته أن يقين عنما كل الجرذان. من حالا أحسن ليست أخرى، حيوانات أو جرذانا مسخوا قد القدماء،القديمة، بصورها احتفظت قد أجسامهم أن هو الفرق، من الجرذان هذه وبين بينهمالمسخ، يصبها لم الناس، أجسام تمتد كما وعرضا، طولا، تمتد القامة، معتدلة فهيأبشع شيء وأي بلاء. وأعظم نكرا، أشد وذلك النفوس، من فيها يعيش ما أصاب وإنما

الناس! أجسام الجرذان نفوس تتقمص أن منالبصيرة، نافذ النفس، أبي القلب، ذكي نراه كنا لقد فلان! لصديقنا الله صنعالقديمة بيئته من خرج الدنيات، عن متنزها الأمر، من الرفيع إلى طموحا الخلق، مستقيمإلا وراء إلى ملتفت غير أمام، إلى دائما ناظرا مطمئنا، هادئا أمامه فمضى المتواضعة،وكأنما تلك، بيئته فارق منذ قطعها، التي الطريق طول يتبين أن يريد كان كأنما قليلا،له استقام وقد كبرياء. ولا غرور غير في جديده ليستقبل بقديمه، يعتبر أن يريد كانيمضي أن له أتيح لو له يستقيم أن خليقا وكان مطمئنا، هادئا أمامه مضى ما الأمر

46

Page 48: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

بعيد من

كان مما أرقى إلى ووثب ريث، غير في واختطف أناة، غير في دفع ولكنه مطمئنا، هادئاالآماد، بعدت قد جديدة، بيئة إلى وانتهى تمهيد، ولا إعداد غير في فجأة فارتقى يطيق،موضع يوضع الذي بالديك أشبه فأصبح القديمة، بيئته وبين بينها الأسباب، وتقطعتشيء، في التحليق هذا من هو وليس ارتفاعا، الأجواء أشد في يحلق أن على ويراد النسر،ريشه ولينفش بالصياح، الصباح ليستقبل إليه يرقى متواضع، شرف قصاراه وإنماأن من أضعف جناحيه لأن فلا؛ السماء أجواز في يرقى أن فأما ينفشه. أن له أتيح كلماالنسر، سيرة يسير ديكا أراه، كما رأيته قد ولو العلو. في المسرفة المنازل هذه به يبلغاآخر وخلق الديك، منزلة غير أخرى بمنزلة خليقا كان فقد كثيرا، وبكيت قليلا، لضحكتيقطع فلم صاحبنا، انبت وقد أبقى، ظهرا ولا قطع، أرضا لا المنبت ولكن خلقه، غير

ظهرا. يبق ولم أرضا،

مصقول الطبع، صافي القلب، طاهر النفس، نقي نراه كنا لقد فلان، صديقنا عن الله وعفايمين إلى عنه ينحرف لا المستقيم، الصراط يتبع أن على الحرص، أشد حريصا الضمير،وبغضه للاستقامة، بحبه نعجب وكنا والخطوب. الظروف تكن مهما شمال، إلى أو

نموذجا. للاعتدال ونراه مثلا، للقصد نضربه وكنا للاعوجاج،لأحد، تستقيم لا إنها قل أو الناس، من العزم لأولي إلا تستقيم لا الحياة طريق ولكنالعقاب، من فيها يقوم ما يقتحمون تستقيم، أن على الناس من العزم أولو يكرهها وإنمامن صاحبنا يكن ولم والفساد. والفتنة المحنة دواعي من فيها يعترض عما ويرتفعونما القلب طيبة ومن القلب، طيب رجلا كان وإنما البصائر، ذوي من ولا العزم، أوليانحرف به انحرفت فلما له، استقامت ما المستقيمة الطريق في مضى فقد ضعفا. يكونونثرت منها، فأشفق أشواكا أمامه الحياة نثرت وقد عليها، يمتنع أن يستطع ولم معها،فاندفع، المغريات أمامه ونصبت فخاف، الهول أمامه نشرت عليها. فتهالك أزهارا أمامهتمتنع ولا لشيء، تثبت لا التي اللينة، المرنة الصورة بهذه نفسه تتصور أن إلا هي وماالفزع، عند تفر المغريات، لأيسر وتستجيب اليسيرة، للنبأة تجزع هي وإنما شيء، علىلنفسها وتؤمن الخير، نفسها في ترى كله ذلك على أنها والغريب الطمع، عند وتقبل

العزم. ومضاء بالحكمة،تبعت أنها وهو واحدا، شيئا إلا تنس ولم إليه، واطمأنت فصدقته، ذلك لها قيلتحمل إن بالكلب؛ شيء أشبه أصبحت حتى مقاومة، غير في بها، وتأثرت الحياة، أحداث

47

Page 49: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

من رجعت إلا القديمين، الصاحبين هذين رأيت ما وأشهد يلهث. تتركه أو يلهث، عليهللكلب، الكلب صاحب احتجاج من طرفا فيه فقرأت للجاحظ، الحيوان كتاب إلى فوري

للديك. الديك صاحب احتجاج من وطرفا

وسمحا نقيا، تقيا بالشباب عهده أول في كان لقد أتذكره؟ فلان، بصديقنا الله ورفقسلامة من نضحك كنا القياد. سهل المدخل، حسن المنطق، عذب العشرة، حلو رضيا،نضحك وكنا فينخدع، نخدعه وكنا فيغتر، نغره كنا عقله. وسذاجة نفسه، وبراءة قلبه،يعيش لا ما الحيات من أن نجهل كنا ولكن كلام. لكل وتصديقه دعاء، لكل استجابته منفيها تمضي أن الأقدام تستطيع ولا تتجمد، ولا تتلبد، لا التي المتهيلة، الرمل كثبان في إلا

تغوص. أن دونالسهل الرمل هذا من كثيبا إلا يكن لم ذاك، صاحبنا مظهر أن نجهل وكنا نعم،حية المهيب الكثيب هذا في وأن النسيم، أيسر به ويعبث الأقدام، فيه تغوص الذي اللين،الشمس، لها أضاءت ما السعي فتحسن تسعى ثم الليل، جنها ما الهدوء فتحسن تهدأولا الأزم، فتحسن تأزم … الناب حديدة السم، موفورة وهدوئها سعيها أثناء في وهي

موفور. حظ سمها من أصابه إلا أحد، منها يدنومظهره، يروق جذاب، خلاب الحديث، حلو القول، لين اللفظ، لعذب ذلك على وإنه

عنه. والبعيد منه، القريب به ويشقى مخبره، ويروع

كنت إن واضحك خيرا، كنت إن فابك القدماء. أصدقاؤنا هم هؤلاء وديك. وكلب، حية،وثق والشرير، الخير بين شيئا كنت إن مرة، حزينة ابتسامة ثغرك على وارسم شريرا،هي وإنما المسخ، من عليهم كتب بما ينفردوا لم هؤلاء، أصدقاءنا بأن حال، كل على

بنيه. من كثير في البائس الوطن هذا بها الله يمتحن عامة، محنةالسريع، الانتقال أنه فاعلم البلاء، هذا وأصل المحنة، هذه مصدر عن تسأل وقدوأن وشره، بخيره يمضي أن يلبث لا ثم الأخلاق، بعض ويغير النفوس، بعض يفسدأجسام يتقمصون الذين الناس فيها يكثر الأشياء، لطبائع ملائمة حياة إلى الشعوب يرد

الإنسان. صورة في يتصور الذي الحيوان فيها ويقل الناس،عينك، فيها تنزه أن تستطيع للحيوان، حدائق الجميلة مدينتك في فإن بعد، أماالأنواع ونوادر والطرائف الغرائب من فيها ما كثرة على — كلها حدائقك ولكن وعقلك،

48

Page 50: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

بعيد من

وطنك نفسك يشق لم فإذا الناس، صور في وحيات، وديكة، كلابا، إليك تقدم لن —عبور إلى يدفعك أن من أقل فلا البحر، عبور في الرغبة إلى الشوق يدفعك ولم العزيز،ضفاف على تمرح التي والنوادر والغرائب، الطرائف هذه من وطنك به يكتظ ما البحر

الأهرام. بظل وتستظل النيل،…؟ بعيد من يأتيك بما أنت قانع أم قريب، من لتشهد أنت أمقبل

49

Page 51: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 52: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

صرعى

فيكم لي إن الله «وايم البصرة: لأهل المشهورة خطبته في — الله رحمة — زياد قول أتذكرصرعاي.» من يكون أن منكم امرئ كل فليحذر كثيرة، لصرعى

وبين بينه كان عما ولا نفسه، ذات عن زياد بها يعرب لم الخالدة الجملة هذه فإنقد كان ا عم ولا عنيفة، سياسة من لحكمة رسم قد كان ا عم ولا صلة، من العراق أهلراضين الجادة على وحملهم الناس، أمور تدبير في والعزم الحزم من نفسه على فرضشيء عن بها أعرب وإنما فحسب، كله هذا عن الجملة بهذه زياد يعرب لم كارهين. أوجميعا، الناس بحياة يتصل شيء عن سيرته من وأخلد وأبقى سلطانه، من وأشمل أعموسيبقى الإنسان، وجد منذ وجد شيء عن جميعا، آمالهم في بل جميعا، أعمالهم في ويؤثرالغرور هذا عن زياد عبر عليها. ومن الأرض الله يرث حتى يزول ولن الإنسان، بقي ماأعمالهم الناس على ويفسدوا يأملوا، أن إلى الناس ويدفع يعملوا، أن إلى الناس يدفع الذيوالقنوط. واليأس البؤس من قرار ذات غير عميقة هوة في الأمر آخر ويرديهم وآمالهم،الموعظة تصور التي الخالدة الجملة هذه صاحبه من استعار أيهما أدري لستوظل الناس، على يلقيها كان الذي الغرور، من استعارها قد زيادا أن أترى البالغة.في غرابة وأية جيل؟ كل وفي عصر، كل وفي بيئة، كل وفي لغة، كل في الناس على يلقيهابأسباب أسبابهم تتصل الملهمون والشعراء المبرزون، والكتاب المتفوقون، فالخطباء ذلك؛ألسنتهم، به تنطلق ما منها ويستهدون يشاءون، ما منها فيستعيرون الخالدة، المعانيكان الغرور أن ترى أم الزمان، اتصال ويتصل الدهر، بقاء فيبقى أقلامهم، به وتجريفاتخذها زياد خطبة من الخالدة الجملة هذه له أتيحت ثم يستطيع، كما الناس يعظ

… والعقول والنفوس، القلوب، إلى الخالدة موعظته فيها وساق رمزا، لنفسه

Page 53: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

كما الناس نفوس إلى الغرور حديث عن أحد يعرب فلم شيء من يكن ومهماوروعا، خوفا، قلوبهم فامتلأت لزياد؛ استمعوا الناس أن والغريب زياد. عنه أعربأو أسابيع أو أيام ولكنها زياد، صرعى من يكون أن منهم امرئ كل وأشفق وإشفاقا.يجهلون، فيما الروع ويجهلون ينسون، فيما الخوف ينسون الناس وإذا تمضي، شهورالهول يسرع أو الهول إلى يسرعون هم وإذا عنه، يعرضون فيما الإشفاق عن ويعرضونلأن القبور؛ ببعضهم وتمتلئ السجون، ببعضهم تمتلئ يكثرون، زياد صرعى وإذا إليهم،الغرور حديث يسمعون كذلك وهم نسوه. حتى زياد حديث يسمعون يكادوا لم الناسيسرع أو الخطر إلى فيسرعون الحديث. هذا ينسون ثم وعقولهم، ونفوسهم، قلوبهم، إلىصرعى من ويصبحون النار، في الفراش اقط يس كما الشر في اقطون ويس إليهم، الخطرإلى يتحدث الغرور أن ذلك صرعاه. من يكونوا أن ذلك مع الغرور حذرهم وقد الغرور،من الناس في ما إلى أحدهما يسوق الاختلاف. أشد بينهما فيما مختلفين حديثين الناسوإيثار للطيبات، حب من فيهم ما وإلى وطموح، طمع من فيهم ما وإلى وضعف، تهالك،الشعور، ويخادع الحس، ويتملق اللذة، ويقنع الحاجة، يرضي ما إلى ونزوع للعافية،

الأشياء. حقائق عن العقل ويخدعأن إليهم يخيل الإغراء. إليهم يوجه حين للإغراء للاستجابة استعدادهم إلى يسوقهولينة ناعمة، هادئة ليحيوها للناس منحت إنما وأنها تنتهز، أن فيجب قصيرة الحياة

الكبرياء. فيها وترضي الآمال، فيها تتحقق راضية ومشرقة باسمة،المكروه، على وصبر وجلد، قوة من الناس نفوس في ما إلى الآخر أحدهما ويسوقعبثا، تخلق لم الحياة بأن وإيمان حقائقها، إلى ونفوذ للأشياء، وتعمق للخطوب، وثباتالأمة وأن لمواطنيه، خلق وإنما لنفسه، يخلق لم الفرد وبأن سدى، للناس تمنح ولملتحقيق تنتهز أن فيجب قصيرة؛ الحياة وأن للإنسانية، خلقت وإنما لنفسها، تخلق لمقصيرها، يمد أن أحرى ذلك العدل. وإقرار الحضارة، وترقية الخير، وتعميم النفع،

متصلا. منها والمنقضي ا، حق وباطلها خالدا، زائلها ويجعل منقطعها، ويصلويطمعهم، ويمنيهم، يعدهم دائما، الناس إلى الغرور يتحدث الحديثين بهذين

والاعتبار. الروية إلى ويدعوهم ويحذرهم، يعظهم، ثم ويغريهم،الأطماع، بأحلامهم وتذهب الأماني، وتزدهيهم الوعود، فتستخفهم الناس أكثر فأمامن الأقلون الأقلون أو أقلهم وأما الغرور. صرعى من هم وإذا الإغراء، بعقولهم ويعبثيقول كما الصيف رياح دونهم من بها تمر التي الكاذبة للعدة يستجيبون فلا أقلهم

52

Page 54: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

صرعى

ما وعلى تحب، ما على ويصبرونها أمرها، نفوسهم على يملكون وإنما القديم، الشاعرعبث من وينجون وينتفعون، فينفعون الخير، من له يسرت ما إلى ويوجهونها تكره،

صرعاه. من يكونوا أن ويأمنون عليهم، وتسلطه بهم، الغرورفي الإغراق لك طاب ما الضحك في وأغرق تبتسم، أن شئت ما سيدي يا وابتسممعناه؟ وما غايته، وما مصدره، ما … الحديث هذا عن تسلها لا أو نفسك وسل الضحك،فيه، أنت ما إلا غاية، الحديث لهذا وليس فيه، أنت ما إلا مصدر الحديث لهذا فليسيستطيعون، كما أصدقاءهم يهنئون والناس فيه. أنت ما إلا معنى الحديث لهذا وليسإليك، أسوقها أن استطعت التي التهنئة هي فهذه يملكون. ما التحية من إليهم ويهدونأحببت. إن وارفضهما شئت، إن فاقبلهما عليك، أعرضها أن أملك التي التحية هي وهذه

يطيقون. لا ما على الناس يحمل لا والله وسعها، إلا نفسا يكلف لا فاللهالمسرفة القريبة الزمان، ينساها كاد حتى البعد في المسرفة البعيدة الأيام تلك أتذكرالأعمال من عمل استقبل ولا المساء، استقبل ولا الصباح، استقبل ما حتى القرب فيكأنها حتى منك الأيام تلك بعدت لقد حفيا؟ وبها مفكرا، وفيها ذاكرا، لها كنت إلا بينهمااليوم ينسيك جديدا خلقا يوم كل في تخلق كأنك وحتى بها، تمر لم كأنك أو بك تمر لمالأحداث من نفوسهم على اختلف قد يكون أن يمكن ما عادة الناس ينسى كما قبله، الذيأخلق لم كأني حتى مني الأيام هذه قربت ولقد الحياة. هذه إلى يدفعوا أن قبل والخطوبمنها، أخرج أن أستطيع فلا الحياة طرق علي لتأخذ إلا تخلق لم وكأنها فيها، لأعيش إلاحتى يتقدم ألا للزمن وقيل عليها، ووقفت علي، وقفت وإنما عني، تنأى أن تستطيع ولاعلى أكرهنا قد سجينتي، وهي سجينها، فأنا عنها، أرد لا حتى يتأخر وألا أتجاوزها، لا

انصرافا. عني تستطيع ولن مخرجا، منها أجد فلن نصطحب، أنإن ضئيلة ظلالا منها تستحضر لعلك الجهد من شيئا أنفق … الأيام؟ تلك أتذكراستطعت إن نفسك، إلى تخلو حين الجهد من شيئا أنفق ظلال. للأيام تكون أن أمكنوكانت لها، باسمين نستقبلها كنا التي الأيام تلك بعض واستحضر نفسك، إلى تخلو أنورضى ثقة، القلوب يملأ مطمئن هدوء وابتسامها ابتسامنا في وكان لنا، باسمة تستقبلناكل في نعلم كنا مما أكثر علينا يقبل يوم كل في نعلم أن إلا شيء في نطمع نكن لم وأمنا.

عنا. يدبر يومهو إنما عنا. يرده أن أو عنه، يردنا أن أحد يستطيع لا وحدنا إلينا ذلك وكانهذا من وتزيد الالحاح، بهذا واستمتاع طلبها، في وإلحاح عليها، وإقبال للمعرفة، حب

الاستمتاع.

53

Page 55: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

متواضعة قلوبنا، في أثيرة نفوسنا، إلى محببة آمال فيها لنا كانت لقد … الأيام؟ تلك أتذكرأحد يستطيع ولا عنها، يصدنا أن أحد يستطيع لا العلم، تعالي متعالية العلم، تواضعأن إلا نريد نكن لم إليه، ونهدي الحق، إلى نهتدي أن إلا نريد نكن لم عنا. يصدها أنتمتلئ أن أمكن إن علما قلوبنا نملأ أن إلا نريد نكن لم إليه، ونوصل الخير، إلى نصلالجهل من أمامنا كانت سبيلا. نشره إلى وجدنا ما حولنا من العلم ننشر ثم القلوب،كانت وإنما تروعنا، ولا تخيفنا، تكن لم ولكنها منكرة، بشعة صورة والسخف والغي،

لنلغيها. بل لنبقيها لا لنبغضها، بل لنحبها لا نفسها، إلى تدعوناالنسيم، رخاء رخية الشمس، نقاء نقية فيها قلوبنا كانت لقد … الأيام؟ تلك أتذكر

الأيام؟ تلك أتذكر رنق. يفسده ولا كدر، يشوبه فلا صفا، الذي الماء عذوبة عذبةفي أمزجتنا. صفاء صافية طباعنا، رخاء رخية قلوبنا، نقاء نقية آمالنا كانت لقدوبما بها، سيستأثر الذي هو وحده الإصلاح لأن نفوسنا؛ آمنت القريبة البعيدة الأيام تلك

النفوس. تملك مما والجهد القوة غير ومن وجهد، قوة من تملكعنه فأعرضنا الإغراء حديث إلينا ساق حديثيه؛ الغرور إلينا ساق الأيام تلك فيوصبرنا للمكروه، ثبتنا الأيام تلك في إقبالا. عليه فأقبلنا الإباء حديث إلينا وساق إعراضا،وقامت إلينا، يصل فلم الكيد بنا وأطاف منا، يبلغ فلم الأذى علينا وصب الشر، على

الطريق: عن تصدنا ولم الغاية، عن نا ترد فلم العقاب أمامنا

أح��لام وك��أن��ه��م ف��ك��أن��ه��ا وأه��ل��ه��ا ال��س��ن��ون ت��ل��ك ان��ق��ض��ت ث��م

أحاديث نسمع كنا حين به تمثلنا ما أكثر وما شعر، من البيت هذا قرأنا ما أكثر مالي خطر ما وأقسم صرعاه. من فيصبحون للغرور يستجيبون كانوا الذين الناس بعضلساني فإذا ممسيا، أو مصبحا الصحف أقرأ حين يوم ذات البيت بهذا سأتمثل أني قط

الأعشى: بقول إنطاقه، أردت وما ينطق،

ج��اب��ر أخ��ي ح��ي��ان وي��وم ك��وره��ا ع��ل��ى ي��وم��ي م��ا ش��ت��ان

يعرب كان أنه تلك خطبته ألقى حين أقدر خطيئته. عن له وتجاوز زيادا، الله فرحملي إن الله «وايم قال: حين الناس من العزم أولي إلى الغرور حديث عن الإعراب أحسن

صرعاي»! من يكون أن منكم امرئ كل فليحذر كثيرة، لصرعى فيكم

54

Page 56: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

نفوسللبيع

كما به وثقت لقد الروع. إلى يدعو ما صديقك أمر في فليس ترع، لا سيدي يا ترع لاإلى تطمئن لم كما إليه واطمأننت أحد، على تعتمد لم كما عليه واعتمدت بأحد، تثق لمغرور، اطمئنانك وإذا هباء، اعتمادك وإذا وهم، ثقتك فإذا يوم ذات نظرت ثم إنسان.لكل وأعددته سرك، على وأظهرته بودك، واختصصته حبك، أصفيته الذي صديقك وإذاوبلوغ المنافع، تحقيق إلى وسيلة ويتخذك لك، ويكيد بك، يمكر أمرك؛ من يعرض ما

الآراب.رته صو وقت، كل في ويحدث يوم، كل في يجري شيء وهو ذلك؟! من تنكر وماذارجل وأنت عرضه، فأحسنت الحديثة الآداب وعرضته تصويره، فأحسنت القديمة الآدابوالغدر القليل، الوفاء في الشعراء ونظم الكتاب، كتب ما شك غير من قرأت قد مثقفالصديق وفي عنك، استغنى ما وإعراضه إليك، احتاج ما وده يمنحك الذي الأخ وفي الكثير،

الذي:

ال��ث��ع��ل��ب ي��روغ ك��م��ا م��ن��ك وي��روغ ح��لاوة ال��ل��س��ان ط��رف م��ن ي��ع��ط��ي��ك

وفي الدنيا، تعرضعنك حين ويجافيك الحياة، لك استقامت ما يواتيك الذي الولي وفيكل السلطان. سخط ما عليك ويسخط السلطان، رضيعنك ما يرضىعنك الذي الصاحبالناس، إلى بها وتحدثت الدرس، حجرات في وسمعتها الكتب، في قرأتها قد أوليات هذهومن قبلك، من الناس جربه ما جربت لأنك ترتاع ذا أنت ها ثم إليك، بها الناس وتحدثيدل ما أتعرف جيل. كل وفي عصر، كل في الناس بلاه ما نفسك ذات في وبلوت حولك،يفعم الذي البؤس وهذا نفسك، يغمر الذي الحزن وهذا قلبك، يملأ الذي الروع هذا عليه

Page 57: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

فهمه، في مشقة ولا فيه، غرابة لا أولي يسير واحد شيء على كله هذا يدل إنما ضميرك؟وللناس لنفسك فتزعم والمواعظ، العبر وترى الأحداث، وتشهد الكتب، تقرأ أنك على يدلمما تستفيد أنك الناس وإلى نفسك، إلى وتخيل تشهد. وما ترى، وما تقرأ، بما تنتفع أنكالموعظة تصل ولم تستفد، ولم تنتفع، لم أنك حين على التجارب، من الحياة به امتلأت

ضميرك. في التجربة تؤثر ولم نفسك، دخيلة العبرة تبلغ ولم قلبك، إلىالأحداث، دهمتك إذا حتى استقرار، ولا له، عمق لا ظاهرا إيمانا كله بهذا تؤمن فأنتيراع كما فروعتك الاختيار، ضئيل التجربة قليل طفلا وجدتك الخطوب عليك وألحت

الوهم. من له يعرض ما لأيسر الطفل

استيقنت وكم صديق، أو أخ أو صاحب لفقد جزعت وكم جنازة، من شيعت كم فكروأن غرور، الدنيا وأن باطل، الحياة أن الناس وبين بينك وفيما نفسك، وبين بينك فيماأيامك استقبلت وكيف الغمرات، عنك انجلت كيف فكر ثم كذب؟ الأماني وأن لعب، الآمالوالمآرب المنافع، من تبتغي ما سبيل في مجاهدا بها، مبتهجا لها، باسما عنها، راضياوما الحياة، أن تستيقن ولم بموت، تتعظ ولم صديقا، تفقد ولم جنازة، تشيع لم كأنك

وغرور؟ باطل، فيهايوئسك رجعه غير إلى الموت يختطفه حين الصديق فقد إن ترع، لا سيدي، يا ترع لابالأماني، قلبك ويملأ الأمل، إليك يرد أن يلبث لا ولكنه يطول، أو يقصر حينا الحياة منالصديق فقد من لك يعرض بما فكيف ومرحا، نشاطا نفسك ويملأ العمل، إلى ويدفعكأو قريبة رجعة إلى المنفعة اختطفته وإنما رجعة، غير إلى الموت يختطفه لم الذي الحيبعدوك يمكر فقد الآن بك يمكر إنه غدا، عليك يقبل فقد اليوم عنك يعرض إنه بعيدة.أخرى. ظروف في لينفعك لك يأتمر فقد الظروف هذه في ليؤذيك بك يأتمر إنه حين، بعد

يموت أن الأشياء طبائع يلائم مما أن وقدر هم، كما الناس وخذ هي، كما الحياة خذهذا صديقك من فقدت لما تأسى إنك أموات. وهم الناس، يحيا وأن أحياء، وهم الناس،أولئك لك تستبقي التي الذكرى بهذه تنعم ولكنك عليك، وألب بك، وائتمر لك، تنكر الذييؤلبوا ولم لك، يكيدوا ولم بك، يمكروا لم عنك، فتولوا الموت اختطفهم الذين الأصدقاء

عليك.

56

Page 58: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

للبيع نفوس

ذات الحياة إليهم ترد فقد عليهم، واصبر عنهم، فتعز أحياء وهم يموتون، قومفي وودهم قلبك، في حبهم واستبق الذكر، أجمل فاذكرهم أموات وهم يحيون، وقوم يوم،

وفاء. ودمعة خير، كلمة وحين حين بين وامنحهم ضميرك،لا عليك ويشق ويضنيك، يؤذيك، الذي الأمر هذا فإن ترع، لا سيدي، يا ترع لانفوسا فسترى حولك من انظر الناس من غيرك على يجري وإنما وحدك، عليك يجريبثمن يباع ما ومنها بخس، بثمن يباع ما منها للمساومة، تعرض وأخلاقا للبيع، تعرض

حال. كل على تباع كلها ولكنها به، بأس لاالناس وحضارة ومآربهم، بمنافعهم رهينة الناس وحياة ذلك، من تنكر الذي ومالهم ويصبح عروقهم، في ويجري بدمائهم، يمتزج أن الضروري من ليس مكتسب شيءالأكثرون فأما الأقلون. إلا له يؤمن ولا به، يؤمن لا متكلف شيء هو وإنما وطبعا، مزاجا،

بعض. شر بعضهم به يبتغي وقد بعض، شر بعضهم بها يتقي وسيلة فيتخذونه

فيها دروسا عليهم تلقي القرن هذا أول منذ الناس على تلح التي الأزمات هذه إن فكر،على الثبات وفيها الفرص، انتهاز فيها الرجاء، وفيها اليأس، فيها الإغراء، وفيها الخوف،

الكريم. الخلقانتهازها، الخير فمن رخيصة، هينة قصيرة الحياة أن الناس تعلم الأزمات هذه إنالعدوان، ابتغاء الموت إلى أرسلت التي الملايين هذه الانتفاع. آماد أقصى إلى بها والانتفاعفي عذبت التي الملايين وهذه العدوان، دفع ابتغاء الموت إلى أرسلت التي الملايين وهذهلإرضاء إلا لشيء لا صبا؛ عليها والعذاب الموت صب التي الملايين وهذه الأسر، معتقلات

البشعة. واللذة والإثم، البغي، إلى الإنسان حاجةرخيصة، هينة قصيرة الحياة أن على للناس الدليل أقامت قد الملايين هذه كلالمنفعة، واقتضاء الفرصة، انتهاز في هو إنما الحزم أن الناس من كثير نفوس في وأقرتيدعو أن من تنكر الذي فما الظروف. تكن ومهما النتائج، تكن مهما باللذة، والاستمتاعتنكر الذي وما عليها؟ نشأت التي المقاييس وضياع ألفتها، التي القيم إهدار إلى كله هذايجدون لأنهم أو مأربا، ولا منفعة، عندك يجدون لا لأنهم الصديق عنك يتحول أن من

عندك؟ يجدون مما أكثر والمآرب المنافع، من غيرك عند

أن خليق أنت وإنما الروع. إلى يدعو ما الأمر في فليس ترع، لا سيدي، يا ترع لاأناة وعن وتفكير، روية وعن وبصيرة، حزم عن اختيارك يكون وأن اثنتين، بين تختار

57

Page 59: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

مزاج، من عليه فطرت وما خلق، من عليه نشأت ما تستبقي أن فإما واحتياط. وتحفظللبيع، تعرض سلعة تكون أن من نفسك وتصون الإثم، وتقاوم الغواية، على فتمتنعمن المساومة في يكون وما للمساومة، موضوعا تكون أن من أخلاقك وتعصم والشراء،ترضى أن الخصلة؛ هذه اخترت إذا عليك يجب ما فأيسر وإذن وهبوطها، الأثمان، ارتفاعوتحول الإخوان، وخيانة الصديق، غدر على نفسك وتروض باليسير، وتقنع بالقليل،العزائم أولي من كنت إن منه وساخرا له، باسما ذلك تلقى الخلان. وتنكر الرفاق،إن حال كل على تحتمله ولكنك له، محزونا به شقيا ذلك وتلقى العالية، والهمم الماضية،تدور أن وإما والأفذاذ. النابغين منازل إلى نفوسهم ترتفع لم الذين الصادقين من كنتتسنح حين للبيع نفسك وتعرض إليك، تساق حين وتنعم الحياة، وتساير الزمن، معالغالي بالثمن فتبيعها للبيع وتعرضنفسك إليك، تساق حين اللذة وتختطف لك، الفرصة

الرخيص. الثمن قبول من ا بد تجد لم إن الرخيص وبالثمن لك، أتيح إنالخصلة اخترت قد إنك الروع. إلى يدعو ما الأمر في فليس ترع، لا سيدي، يا ترع لاتبع ولم السلطان، يستهوك ولم اللذات، تستخفك ولم المنافع، تزدهك فلم الآن إلى الأولىكثير على ذلك في نفسك وصبرت الأذى، من كثيرا ذلك في لقيت وقد البائعين. مع نفسكالشهوات. حب ويصرعهم المنافع، تتخطفهم حولك من أصدقاءك ورأيت المكروه، من

إليها، الوحدة تسرع أو الوحدة إلى تسرع نفسك فترى يوم كل في تنظر إنك ثمبتحفظك يضيقون حولك من الناس لأن إما فيها، ممعنا العزلة، على مقبلا نفسك وترىعلى وتساقطهم وتهافتهم، الناس، بتهالك تضيق لأنك وإما عنك، فينصرفون وتزمتك؛فتنصرف النار، الفراشفي اقط تس كما أو العسل على الذباب اقط يس كما الوضيعة، المنافع

القديم: الشاعر قول وتنشد عنهم،

ش��ك��ل��ي ش��ك��ل��ه��ا ي��لائ��م لا إذ ال��رم��ل ب��ج��ان��ب ال��ح��م��ول ح��ي

تطرح ولم للبيع، نفسك تعرض فلم الأولى، الخصلة آثرت قد أنت سيدي، يا نعمتعرض حولك من الأخلاق وترى تباع، حولك من النفوس ترى وأنت للمساومة. أخلاقكسلكت وما سيرة، من لنفسك اخترت فيما الشك ويداخلك ترى، ما فيؤذيك للمساومة؛

طريق. من بهاصديقك لأن أمرك؛ عليك ويفسد قلبك، اليوم يملأ الذي الروع هذا أن إلا أرى ومايغل خطير بمنصب ليظفر وكيدا، مكرا وبالبر خيانة، بالوفاء وجزاك عنك، تحول قد هذا

58

Page 60: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

للبيع نفوس

الذي الشك مظاهر من مظهر الروع هذا أن إلا أرى ما بأقله، يحلم يكن لم مالا عليهوأنت مصيب؟ أم أنت أمخطئ تدري لا حائر فأنت ضميرك، ويداخل نفسك، يخامر

مجنون؟ أم أنت أعاقل الناس، لسألت الحياء ولولا نفسك، تسألالناس ترى وإنك براقة، جذابة خلابة لك، تتراءى الآمال وإن إليك، تسعى المنافع إنيفعلون كما تفعل أن تهم وإنك الآمال، على ويتهالكون المنافع، إلى يسعون حولك منعليك أشفق وما الروع، هذا لك أكره وما الهوان. عليها وتأبى الحزم، إلى نفسك ترد ثملا يسيرا وشيئا مألوفة، عادة كرامته تكون أن الكريم للرجل أحب فلست الشك، هذا منالناس على ويفرضها غلابا، ويأخذها كسبا، كرامته يكسب أن له أحب وإنما فيه، مشقةكل في الإغراء عليه يلح وإن شيئا، منه يبلغ فلا يوم كل في الشك له يعرض وإن فرضا،فجدد حين. كل في عنها ومدافع لحظة، كل في لنفسه ناظر فهو فناة، له يلين فلا ساعةالعسيرة الصعبة الحياة وبين المواتية الحلوة اليسيرة السهلة الحياة بين لنفسك الاختيار

المجافية. المرةكما لفقدك ع أرو لن بأني فثق الأولى اخترت وإن الصديق، فنعم الثانية اخترت فإنوعلى أحياء، وهم الأصدقاء، موت على نفسي وطنت لأني ذلك صديقك؛ لفقد أنت روعترد الذي الشعر هذا حين إلى حين من نفسي أنشد ولأني أموات، وهم الأصدقاء، حياة

صفين: يوم الانهزام عن معاوية

ت��س��ت��ري��ح��ي أو ت��ح��م��دي م��ك��ان��ك وج��اش��ت ج��ش��أت ك��ل��م��ا وق��ول��ي

59

Page 61: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 62: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

أنت كما

تتحول ولا قائما، كنت إن تقعد ولا قاعدا، كنت إن تقم لا الكريم، الصديق أيها أنت كماالمضي، أحببت إن أمام إلى امض وإنما وراء، إلى ترجع ولا شمال، أو يمين إلى مكانك عنمما نغير فلم شبابا، كنا حين قلناه … جيل كل وفي عصر، كل في يقال كلام هو فإنمابالقول، شيئا حولهم مما يغيرون فلا الآن، لنا الشباب ويقوله بالقول، شيئا حولنا كانالمنازل، من إليه وصلنا ما إلى وسيصلون السن، من بلغنا ما الأيام من يوم في وسيبلغونلآبائنا نحن قلنا ما ومثل الآن، لنا يقولون ما مثل وأحفادهم أبناؤهم لهم وسيقولالأشياء تغيير لأن شيئا؛ نحن نغير لم كما بالقول، شيئا يغيرون فلا قبل، من وأجدادناوإنما اندفاع، عن أو تفكير وعن تكلف، عن أو إخلاص عن يقال الذي بالكلام يكون لاتكون. أن يجب حيث إلى ويضعها طور، إلى طور من الأشياء ينقل الذي بالعمل يكونبل شيئا، سيرتك من ولا حياتك، من تغير لا الكريم، الصديق أيها إذن أنت كماوطبيعة الأحداث، وتضطرك التفكير، يدعوك أن إلا والأشياء الأحياء في رأيك من تغير لا

كثيرا. أو قليلا رأيك من تغير أن إلى الحياة

وما الناس، بها تلقى أن ألفت التي السمحة الابتسامة هذه ثغرك عن تزل لا أنت كماالمشرق القناع هذا وجهك عن تلق ولا الخطوب، من يلم وما الأطوار، من عليهم يختلفلها مجاهدا المصاعب به تلقى والذي وضاءة، والحزم إشراقا، العزم يزيده الذي الوضاء

عليها. وتظهر تقهرها، حتىلهذا تسمع كنت ما أكثر وما تحب، لا ومما تحب، مما لك يقال كان ما أكثر ماحتى عليه تممت عما تنصرف ولا الغاية، تبلغ حتى طريقك عن تنحرف فلا وذاك،تكن لم ما الأيام هذه في منك الألفاظ تنال أن ينبغي فما تريد، كنت ما إلى منه تنتهي

Page 63: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

بلغ قد والهرم أصابك، قد الضعف يكون أن إلا الأيام، من مضى فيما تناله أن تستطيعتقدموا أولئك أو النفر هؤلاء لأن لا وتستريح، تريح أن إلى مضطر حينئذ فأنت منك،تريح أن عليك تفرض التي هي نفسها الحياة طبيعة لأن بل وتستريح، تريح أن في إليك

وتستريح.بالرفق؟ أنفسهم ويأخذون الأناة، ويصطنعون المهل، يحبون الشباب رأيت متى

لأمزجتهم. يتأتى ولا غرائزهم، يلائم ولا طبائعهم، يوافق لا ذلك

الشباب، أخصخصائص الاندفاع أن قرنا، وعشرين أربعة منذ أرسطاطاليس، علمنا وقدأن وفي يفتروا، ولا يتحمسوا، أن وفي يستأنوا، ولا الشباب، يندفع أن في الخير كل والخيرحياتهم، للناس تستقيم لا هذا بغير يتمهلوا، ولا يتعجلوا، أن وفي يحاذروا، ولا يغامروا،ربيع الشباب بأن قرنا وعشرين خمسة منذ بيريكليس أنبأنا وقد أمورهم. لهم تصلح ولايتمهل الربيع رأيت ومتى الأرض؟ على جماله نشر في يستأني الربيع رأيت ومتى الحياة،أن قبل يتردد الربيع زهر رأيت ومتى الطبيعة؟ في والنشاط والحرارة الحياة إشاعة فييريد حين النسيم تطاوع أن قبل نفسها تؤامر الخضر الأغصان رأيت ومتى يتفتح؟على فجأة الربيع يقدم إنما يميل؟ حيث معه فتميل بها يميل وأن فتعابثه، يعابثها أنيوم، ذات تمسي أو يوم ذات تصبح والتقاويم. المراصد في المواعيد من له يوقت ما رغمونشرت ونموا، وفتوة قوة فملأتها الروض من القطعة هذه في اندفعت قد الحياة فإذاالحياة كذلك بساعات، ذلك قبل بل بأيام، ذلك قبل نقدرهما نكن لم وجمالا زينة عليهاتسعى أو الفتور إليها يسعى ثم الأناة، إبان في وتستأني الاندفاع، إبان في تندفع كلهاثم الذبول، يصيبها ثم يسيرا ذماء إلا منها يبقي لا الذي الذواء فيدركها الفتور إلى هييجري كله ذلك نرى ونحن الرياح. تذروه هشيما يجعلها الذي الأعظم الحدث بها يلمنؤخر أو نقدم أن ولا قوانينه، نغير أن نستطيع لا أذلاله، على ويمضي سجيته، علىحين للصيف ونكتئب يقبل، حين للربيع نبتهج ونحن له. المقسوم موعده عن منه شيئايملأ حين الشتاء من ونستخفي الأوراق، حولنا من ينثر حين للخريف ونبتئس يلم،ابتهاجنا، ولكن الأجسام، له وتقشعر النفوس، له تنكمش بردا حولنا من والأرض الجوالصيف استمع ولو شيئا. الفصول مجرى من يغير لا واستخفاءنا وابتئاسنا، واكتئابنا،وما الشباب، فدع وجمالا. بهجة الأرض ملأ لما للشتاء الربيع استمع ولو أقبل، لما للربيعإلى ثم الوقوف إلى ثم الهدوء إلى الحياة تضطرب حتى له يسرت لما أنت وامض يقولون،

والهمود. السكون،

62

Page 64: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

أنت كما

طريق تحصرفي لم الحياة فإن طريقك؛ عن تتحول لا الكريم، الصديق أيها أنت كماالأحياء تسع أن على قادرة وهي تحصى، لا طرق أمامها انبسطت وإنما ضيقة، واحدةفي والمنتجون والمفكرون، المثقفون، يظن مما ا جد أوسع خاصة العقلية والحياة جميعا.طريق عن لي تنح سياسي: لحزب سياسي حزب يقول أن أفهم وقد والفن. والأدب العلمليس الحكم ولكن منك، تدبيرها على وأقدر بها، أحق فأنا مناصبه، عن وانزل الحكم،ضآلة، أشدها يكون أن ولعله الحياة، فروع من ا جد ضئيل فرع هو وإنما الحياة، هويستطع لم أحدا لأن أفهمه؛ ولن أفهمه، لم الذي الشيء ولكن خطرا، وأقلها شأنا، وأهونهاعقولكم وا كف المفكرين: من آخر لجيل المفكرين من جيل يقول أن هو يفهمه، أن قطمن لجيل الفنانين من جيل يقول وأن وأنتج، أفكر أن أنا لأستطيع والإنتاج؛ التفكير عنتشعر؛ أن عن قلوبكم وكفوا يكفيها، ما رأت قد لأنها ترى أن عن عيونكم كفوا الفنانين:أنتجت قد لأنها تنتج أن عن ملكاتكم وكفوا به، تشعر أن أطاقت بما شعرت قد لأنهاوالشعور الجمال، بإحساس دونكم من أستأثر حتى لي وأفسحوا الإنتاج، وسعها ماأفهمه لم شيء هذا أصوره. أن أحب كما أو أصوره أن أستطيع كما وتصويره، بدقائقه،حقائق، من فيه وما فالكون، سبيل؛ من فهمه إلى فليس الدهر، آخر أفهمه ولن قط،فريق على يوقف ولم جيل، دون الناس من لجيل يخلق لم وقبح، جمال ومن ودقائق،أن ولا بيئة، دون منهم بيئة إلى يتحدث أن ينبغي ولا يتحدث، لا وهو فريق، دون منهميتحدث هو وإنما الشيوخ. دون من للشباب ولا الشباب، دون من للشيوخ روائعه يظهرأو يريد من إلى يوحي وهو عنه، ويفهم له، يسمع أن يستطيع من إلى أو يريد من إلىيرى أن يستطيع أو يريد لمن وقبحه جماله يعرض وهو الوحي. عنه يتلقى أن يستطيع

فيه. ويزهد عنه، فيصد القبح يرى وأن إليه، ويدعو عليه، فيقبل الجمال

في القلوب يخلق لم والله شهيد. وهو السمع، ألقى أو قلب، له كان لمن آية الكون إنماهؤلاء آذان في السمع يجعل ولم وحدهم، الشباب صدور في ولا وحدهم، الشيوخ صدورالناس يسع أن يستطيع شيئا أعرف وما هؤلاء. دون من أولئك أو أولئك، دون منوالفن. المعرفة آيات من تنتج وما والقلوب، بالعقول تتصل التي الأشياء كهذه جميعاالازدحام، بهذا بعضا بعضهم ويؤذي والمناكب، بالأيدي ويتدافعون يتزدحمون، والناسفريق يقول أن فجائز المال، وموارد الرزق، ومصادر الحكم، مناصب حول والتدافعأن على فريقا منهم فريق يكره أن وجائز الطريق، لي وأفسح مكانك، لي دع لفريق؛ منهم

63

Page 65: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

لمن ميسرة فإنها والفن، والفلسفة والأدب العلم فأما الطريق، له ويفسح مكانه، له يدعإلى سبيل فلا قادرا، وعليها موكلا، وبها ميسرا، لها وكان إليها، السبيل واستطاع أرادها،

جميعا. الناس تسع لأنها والمناكب؛ بالأيدي إليها التدافع ولا عليها، الازدحام

إلى الطريق لنا أفسحوا أو الأدب، إلى الطريق لنا أفسحوا للشيوخ الشباب قول فما وإذنعن الشباب يصدون لا أعلم فيما الشيوخ فإن الفن؟ إلى الطريق لنا أفسحوا أو العلم،أن الممكن من أليس الإلحاح. من كثير فيه دعاء إليه يدعونهم وإنما فن، أو علم أو أدبوإنما الفن، أو العلم أو الأدب هو ليس الشيوخ على الشباب ينفسه الذي الشيء يكونعلى يقبلون مما أكثر الشيوخ على الناس إقبال من والفن والعلم الأدب ينتجه قد ما هوالمادية وأغراضها الباطلة، الحياة أعراض حول ازدحام إلى ينتهي فالأمر وإذن الشباب؟قليل مال من الصيت وبعد الشهرة، تتيح قد وما الصيت، وبعد الشهرة، حول الزهيدة؛ينبغي لا رخيصة! هنية غاية من لها فيا الحياة. وزخرف الدنيا، غرور حول كثير أوولا الأعناق، أجلها من تتقطع أن ولا تدافع، إليها يكون أن ولا ازدحام، حولها يكون أنأن ينبغي بما يؤدبوهم أن الشيوخ على الشباب حق ومن القلوب. سبيلها في تتمزق أنلأنك تكتسب لا الشهرة أن يعلموهم وأن تجربة، من لهم حظ لا من به المجربون يؤدبيؤخذ أن ينبغي لا المال وأن هباء، إلا هي فليست لذلك اكتسبت فإذا اكتسابها. تريدبالرجل يليق لا مما الغصب يشبه وما الغصب، هو فذلك حقه بغير أخذ فإذا حقه، بغيرللتنافس ولا عليه، للتهالك معنى لا باطل الحياة وزخرف الدنيا، غرور وإن الكريم.الرجل وإن العزائم. وتفتر الهمم، وتقصر النفوس، وتصغر القلوب، تفسد أن إلا فيه،وحين يمسي، وحين يصبح، حين بالعمل نفسه على ويشق ويعمل، يعمل أن خليق الكريم

النوم. إلى يستسلم وحين أملي، وأكاد نفسه، إلى يخلو وحين الناس، مع يضطرب

ويزيد الكبيرة، النفس ويقنع الذكي، القلب يرضي أن يستطيع الذي هو وحده فالعملالعاملين، إلى الشهرة تسعى وهنالك مضاء، إلى مضاء والعزيمة نفوذ، إلى نفوذا البصيرةما أشد وهم العاملين، إلى المال ويسعى عنها، وإعراضا فيها، زهدا يكونون ما أشد وهمالمال وإنما الجد، أصحاب إلى المال يسعى ما أقل وما به. واستهزاء له، ابتذالا يكونونمن ولا الأدب، من وليسوا شيء، في الجد من ولا العمل، من ليسوا آخرين بقوم موكلولا القاعدة، يحققون الذين من قليلا إلا شيء؛ في الفن من ولا الفلسفة، من ولا العلم،

يهدمونها.

64

Page 66: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

أنت كما

الأجيال، توارثته الذي اليسير الأدب بهذا يؤدبوهم أن الشيوخ على الشباب حق ومن نعم،أشبه الحياة وأن العجلة، في الندامة وأن الأناة، في السلامة أن وهو العصور، وتناقلتهماء فيصبح العظيم البحر في يصب حين عندها ينتهي غاية إلى ولكن يجري، بالنهر شيءالمتقدم يتأخر لا بعض، أمام بعضها يجري أن لها أريد قد النهر هذا مياه وإن الماء، منفي الغاية إلى بعضها يجري وإنما المتقدم، على منها المتأخر يتقدم ولا المتأخر، على منهاوليس شك، ذلك في ليس الدائمة أو الموقوتة الراحة إلى طريقهم في فالشيوخ بعض. إثربد، ذلك من ليس الشيوخ مكان يأخذوا أن إلى طريقهم في والشباب محيص، ذلك عنفمصارعهم الآباء، مصارع الأبناء يتعجل ألا الذوق كل والذوق متحول، ذلك عن وليسوالحب، المودة على الأجيال بين الصلات تقوم أن الخير كل والخير منها، مفر لا محتومةيغير ولا الضمائر، ويفسد القلوب، يحفظ الذي التنافس هذا على لا والبر، التعاطف وعلى

شيئا. الحياة حقائق من

ترجع ولا قائما، كنت إن تقعد ولا قاعدا، كنت إن تقم لا الكريم، الصديق أيها أنت كماثابت عازما حازما أمامك امض وإنما شمال، إلى أو يمين إلى تنحرف ولا وراء، إلىوجهك، وإشراق ثغرك، ابتسام إليهم مهديا الشباب إلى وحين حين بين والتفت الخطو،فليس تبطئوا ولا أسرعوا، أن وحين؛ حين بين إليهم وأشر نفسك، وصفاء قلبك، وعطف

والإبطاء. التثاقل، من الشباب على خطرا أشد

65

Page 67: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 68: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والجحيم النعيم مصربين

هولا مصر في ورائه من فإن البحر، تعبر ولا الأرض، تبرح لا … سيدي يا أنت حيث أقمأهبط تدري لا فيها استقر قد وجحيما أليما، وعذابا نازلا، وبلاء ماثلا، ا وشر هائلا،أو نهار، ذات أصبحت ولكنها الأرض؟ أعماق من إليها صعد أم الجو أطباق من عليهاولا اتخذه، متى يعرف لا وكرا، قراها من قرية في له اتخذ قد هو فإذا ليل، ذات أمستحال، كل على الوكر ذلك القرية تلك في اتخذ ولكنه إليه. سعى أين من ولا اتخذه، كيفالقرية، في له طلائع المنكرة رسله أرسل أن يلبث لم ثم وفرخ، فيه باض أن يلبث لم ثمالشرق في تزحف وجعلت الأمداد، اتصلت ثم مثلها، بطلائع الطلائع أمد ثم حولها، وما

المبير. والوباء المنكر، بالنكر كلها مصر غمرت حتى والجنوب، الشمال وفي والغرب،يقول كما والآوان، العصر وسالف الأزمان، سابق في يقدرون المصريون كان وقدالأخيار وتمتع الجحيم، في بالأشرار تقذف التي هي الآخرة أن الأقاصيص، أصحابيختاران لا ولكنهما ونعيما، جحيما، الدنيا في أن الأيام هذه في لهم استبان فقد بالنعيم.الذي هذا الدنيا فجحيم استباقا. إليهم ويستبقان تخطفا، يتخطفانهم وإنما أصحابهما،واثق وهو والنهار، الليل آناء شباكه يلقي وإنما وحدهم، الأشرار يتخير لا مصر، تصلاهالصيد، أثقلها قد ملأى إليه تعود وإنما خفاقا، ولا فارغة، إليه تعود لن بأنها الثقة كلأن ملقيها يعني ولا يعنيها، لا الناس من تصيبه أن تستطيع من أو تشاء من تصيب

شريرا. أو ا خير صيدها يكونالخير أهل بين أصحابه ينتخب لا متحرج، متحفظ حذر فأثر الدنيا نعيم فأمانعيم هو وإنما شيء، في والشر الخير من هو وليس وحدهم. الشر أهل بين ولا وحدهم،الناس يستطيع ما أقصى منه والبالغين له، والمؤثرين الترف، على القادرين يحب مترفالدهماء، إلى يتسفل أن يحب لا مترفع الإكثار، يحب لا مقل ذلك أجل من وهو يبلغوا. أن

Page 69: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

ولا المعرفة، أهل من أصحابه ينتخب لا وهو ولينه. رفقه من بجناح العامة يمس أن ولاجذبا، إليه المال يجذبه وإنما شيء، في والجهل المعرفة، من هو وليس الجهل، أهل منالفقراء، يحب لا العريض، والثراء الكثير، بالمال مولع فهو عطفا. عليه الثراء ويعطفهوإنما ينفقون. ما والمشقة الجهد من شيء في يجدون الذين الناس، أوساط إلى يميل ولالا ثم هيلا، يهيلونه وإنما كيلا، المال يكيلون لا الذين والعطف، والبر، بالحب، يؤثر هووليس الذوق، ونقاء الطبع، وصفاء القلب، ذكاء لهم أتيح الذين بين أصحابه ينتخبعليهم كثر قد الذين أولئك وأخلاؤه أصفياؤه، وإنما شيء، في كلها الخصال هذه من هوحين والثراء بالمال، شغل في فهم أسأمهم، حتى الثراء عليهم وألح أثقلهم، حتى المالبالمال العناية من يفرغون لا يروحون، وحين يغدون، وحين يمسون، وحين يصبحون،أول في بالمال يحلمون بالمال. ليعنوا إلا بالترف العناية من يفرغون ولا بالترف، ليعنوا إلاعلى ظلمته الليل ينشر حين بالترف يحلمون وقد الليل، آخر في بالترف ويحلمون الليل،

الآفاق. في ضياءه الفجر يرسل حين بالمال يحلمون وقد الأرض،

يضطرهم المال تدبير لأن منهم؛ كره على الآن مصر في يقيمون النعيم أصحاب هم هؤلاءيتاح لا قد به يستمعوا أن يحبون كما بالترف الاستمتاع ولأن مصر، في يقيموا أن إلىيطيرون أجنحة لأنفسهم لاتخذوا مصر يفارقوا أن استطاعوا قد ولو مصر. غير في لهموقد مصر، فراق إلى السبيل كيف ولكن … الفضاء أجواز بها ويقطعون الهواء، في بهالمحركات أبيح وقد مصر. إلا مكان كل إلى الطائرات تحمل أن الطائرات لأجنحة أبيحبمصر، ألمت إن والسفن، الطائرات على حظر وقد مصر. إلى إلا البحار تمخر أن السفنعجز، ومن منهم، قدر من جميعا، المصريين على قضي فقد أحدا. أهلها من تحمل أنأمرا الله يقضي حتى يبرحونها، لا بلادهم في يقروا أن استغنى، ومن منهم، افتقر منالجائعون فهم الجحيم، أصحاب ما أدراك وما … الجحيم أصحاب أما مفعولا. كانولا أحد، بهم يحفل لا الذين المحرومون والمأزومون اليائسون، والبائسون الضائعون،ليتجرعوا الأرض إلى أرسلوا قد أنهم معها؛ وعرفوا الدنيا عرفت وإنما بأنفسهم، يحفلونمن يخرجوا أن إلى الحياة على يقبلون منذ الآلام فيها وليصادقوا غصصا، الشقاء فيها

الحياة.بهم يبرح مهل، على وتنضجهم أناة، في تشويهم مطمئنة هادئة نار في يعذبون كانواالموت بين يعلقهم وإنما يفنيهم، لا ولكنه الحرمان، عليهم ويلح يقتلهم، لا ولكنه الجوع،

68

Page 70: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والجحيم النعيم بين مصر

ويستيقظون، ينامون وهم ويعملون، يقولون وهم ويروحون، يغدون، فهم والحياة.يردون ولا خيرا، لأنفسهم يكسبون ولا شيئا، أنفسهم عن يغنون لا كله هذا في ولكنهم

مكروه. من أنفسهم يعصمون ولا ا، شر أنفسهم عنالنعيم يستحيل كما نعيم، إلى الجحيم يستحيل فقد … تعجب أن شئت إن واعجبيذكيها، ما الوقود من المطمئنة الهادئة النار هذه في فيلقي الوباء يلم قد جحيم. إلىحساب، غير في فتحرق والجو الأرض، في تنتشر هي وإذا يتلظى، لهبها وإذا ويؤججها،الموت بين ويعلقون مهل، على وينضجون الهادئة، النار تلك في يشوون كانوا الذين وإذابينهم الأسباب وتتصل ريث، ولا أناة غير في الحياة وبين بينهم الأسباب تتقطع والحياة،يلقون وإنما المنزلتين، بين منزلة في يعلقون هم وإذا رفق. ولا تمهل غير في الموت وبينمن يحملون كانوا ما بعض بذلك عليهم فيخفف تهافتا، فيه ويتهافتون إلقاء، الموت إلى

البغيض. العيش ذلك أثقالأو مسرعا الموت إليهم فيرسل الدنيا، هذه في الجحيم بأصحاب الله يرفق قد نعم،في بؤسهم من فتجزيهم الموت، وراء من رحمته لتتلقاهم مسرعين الموت إلى يرسلهمالضيق جحيمهم ومن الآخرة، في سعادة الدنيا في شقائهم ومن الآخرة، في نعيما الدنياخطر ولا سمعت، أذن ولا رأت، عين لا ما النعيم من فيها واسعة جنات الدنيا في المهلكألفت فيما المترفين به يمتحن جحيم إلى الدنيا نعيم الله يحيل وقد نعم، بشر. قلب علىعن بالحياة فيشغلهم بغيض، هدوء من ضمائرهم أحبت وفيما آثمة، راحة من قلوبهمعن الحياة بحب يشغلهم قل أو الحياة، عن الحياة على بالخوف يشغلهم قل أو الحياة،ذعرا فملأها وقصورهم، دورهم عليهم الروع دخل قد مفزعون مولهون هم فإذا الحياة،لا فهم … وإشفاقا وهلعا، جزعا، فملأها وضمائرهم، قلوبهم، عليهم اقتحم ثم ورعبا،ناموا، إذا بالترف ولا بالمال، يحلمون ولا استيقظوا، إذا الترف في ولا المال، في يفكرونما الوباء من يفلتوا أن هم هم كل نياما. بالوباء ويحلمون أيقاظا، الوباء في يفكرون وإنماجحيم في وهم جحيم، في الملح المتصل الخوف هذا من فهم سبيلا. منه الإفلات إلى وجدواالأعماق أعمق في بل ضمائرهم، في يجدون هم الخوف، جحيم من ا شر يكون أن لعله آخرالجو بها يأتيهم أصوات مصدرها ممضة، ملحة ولكنها ضئيلة، حسرة ضمائرهم منالآذان من نفوسهم إلى تصل لا وحتى أقطارهم، جميع من تأخذهم حتى مكان، كل منطريق كل من نفوسهم إلى تصل وإنما فحسب، النفوس إلى الأصوات منها تصل التيالأصوات هذه وكل الحواس. وسائر والأنوف، العيون، طريق من نفوسهم إلى تصل …

69

Page 71: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

لا والموجدة، والحفيظة، والحقد، والبغض، الحسد، من جو في يعيشون بأنهم تنبئهمبلذة يستمتعون ولا الناس، من حولهم من عليهم أحصاه إلا دينارا ولا درهما، ينفقونيشربون ولا طعاما، يطعمون ولا الناس، من حولهم من عليهم سجلها إلا اللذات منبعض في يشاركوهم أن لهم أتيح لو حولهم من الناس تمنى إلا ثوبا يتخذون ولا شرابا،

ويلبسون. ويشربون، يطعمون، مامن وجحيم المصريين، من الكثيرة للكثرة والموت والمرض والجهل الفقر من جحيمبين الأعراف تشبه وحياة المصريين، من القليلة للقلة والحسد والبغض والذعر الخوفيبلغ ولم يبتئسوا، أن الفقر بهم يبلغ لم المصريين من فريق يحياها الجحيمين، هذينمصر هذه الجحيمين. أصحاب من وهؤلاء أولئك بين مذبذبون فهم يترفوا، أن الثراء بهمحنينك وما إليها، العودة في تفكيرك فما … شهر وبعض شهر، منذ إليها سبقتك التيالليل لحظات من لحظة كل في الموت تنبت أرضها إن … ونهرها وسمائها، أرضها، إلىإمطارا، الوباء تمطر سماءها وإن والجوع، والظمأ، بالبؤس، يجري نيلها وإن والنهار،

صبا. وتصبه

هولا مصر في ورائه من فإن البحر، تعبر ولا الأرض، تبرح لا … سيدي يا أنت حيث أقمحين الدعة يحبون لا الذين من تكون أن إلا أليما. وعذابا نازلا، وبلاء ماثلا، ا وشر هائلا،في بأنفسهم يلقوا أن يكرهون ولا إليهم، يساق حين الأمن على يحرصون ولا لهم، تتاحما أنت إنما هؤلاء. من أراك وما يحترقون، الذين بعض منها يستنقذوا أن لعلهم النارتكن مهما منه نصيبك تنسى لا بالترف، كلف شيئا، بها تعدل لا للدعة، محب علمتعلى للمال محب يسيرا، يكن مهما العناء من مشفق تخف، مهما للمشقة كاره الظروف،

كثيره. من تسأم ولا قليله، في تزهد لا علاتهللجحيم دارا أصبحت التي أرضها إلى حنينك وما مصر، إلى العودة في تفكيرك فماموكل الوباء إن يقولون الذين قول يستهوك ولا الآمال، تضلك ولا الأماني، تخدعك لا …الحذر. يؤتى مأمنه فمن الأغنياء، دون من بالفقراء كلف الناعمين، دون من بالبائسينعلى يحرم أن ولا طريق، من يسلك أن ينبغي ما للوباء يرسم أن الآن إلى أحد يستطع ولمحاجة لك كانت إن إرب مصر في لك فليس … أنت حيث فأقم تلك. أو السبيل هذه الوباءأيام تغشاها كنت التي تلك مجالسك إلى مشتاقا تراك أم والسلامة. والدعة، الأمن، إلىسيكون، بما وتتنبأ كان، عما فتتحدث الخطوب، وتلم النوائب، تنوب كانت حين الأمن

70

Page 72: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

والجحيم النعيم بين مصر

كتبت مما وتسخر الصحيفة، هذه كتبت مما وتشفق ذاك، وفعل هذا، قال بما وتتندرهيهات المتبطلون. المترفون بها ينعم التي الفارغة الحياة بهذه وتنعم الصحيفة، تلك

… هيهاتمجالسك فإن السلامة، وتحرصعلى العافية، تريد كنت إن سيدي، يا أنت حيث أقموراء من ولكن والفراغ، والتبطل، اللهو، من فيها ألفت بما حافلة قائمة زالت ما تلكهذا وراء من وفيها النفوس، ويفرق القلوب، يملأ خوفا السخف هذا من به تحفل ماوالتي أعماقها، في الضمائر من استقرت التي الضئيلة الضئيلة، الحسرة تلك الخوفمصر في أن إليها فتنقل كلها، الحواس طريق من النفوس تبلغ التي الأصوات تلك تثيرهاوالحقد، الحسد، من آخر وجحيما والمرض، والجهل، والفقر، والموت، الوباء، من جحيما

والموجدة. والبغض،أسباب تمد أن استطعت وإن الجحيمين، هذين تأمن أن لعلك … أنت حيث أقمالهرب إلى وجدوا إن الهرب ليتمنون فإنهم فافعل، أمثالك من لجماعة والنجاة الهرب،مصر، إلى تعود أن تستطيع فقد الشر، حدة وانكسرت الوباء، جذوة خمدت فإذا سبيلا.سبيل. ذلك من شيء إلى فليس الآن فأما والفراغ. والتبطل، اللهو، حياة فيها تستأنف وأن

71

Page 73: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 74: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

أولا الحرية

ويذوقوه، الجمال، ليحبوا المصريين الشباب نفوس في المصفى الفني الذوق تنشئ أن تريدفي ليشاركوا ثم حديثا، فنا القديم فنهم إلى ليضيفوا ثم ويبتكروه، الجمال لينشئوا ثمالنفوس، إلى الحياة ويحببوا إنسانا، الإنسان يجعل الذي العالمي الفني الترف هذا تنميةالتي البشعة، الظروف هذه من بها يحيط ما رغم على خطر ذا شيئا الدنيا ويجعلوابالذوق تتصل أشياء فيها أن لولا بعوضة، جناح من الكريم الرجل على أهون تجعلها

… وشأنا قيمة، لها فتجعلفيها، راغبين الحياة ليستقبلوا الشباب، نفوس في الفني الذوق تنشئ أن تريدالمآرب وقضاء الغرائز، إرضاء من لهم تتيح بما ليقنعوا لا بها، مؤمنين لها، محبينوأجل شأنا، منها أرفع هو ما إلى الحياة ليتجاوزوا بل الوضيعة، الآمال وتحقيق القريبة،تجد التى الحلوة الثمرات بهذه والإمتاع الاستمتاع، وهو منزلا، منها وأسمى خطرا، منهاينظرون حيث إلى بالناس تسمو والتى روحا، النفوس إليها وتجد راحة، القلوب فيهاالحب، أشد يحبونها كانوا أن بعد فيها، زاهدين منها، ساخرين لها، مزدرين الحياة إلىآخر بهم وبلغت الغاية، إلى بهم انتهت قد يرونها لأنهم الكلف؛ أعظم بها ويكلفونأن لهم أتاحت أن بعد تتركهم، أن من عليهم ولا يتركوها، أن من عليهم فلا الشوط،الألفاظ، وصفه تؤدي لا الذي الجمال بهذا طويلة أو قصيرة لحظة ويمتعوا يستمتعوا،

… شيء كل ذاته في فتنسى القلوب روعته تجد وإنماوليقدروا أنفسهم، ليعرفوا الشباب نفوس في الفني الذوق تنشئ أن تريد ثمإليهم، يتحدثوا أن لهم فيتاح والأمريكيين الأوروبيين من يلقون من وليلقوا وجودهم،لا يقولون، ما عنهم ويفهموا يقولوا، أن يريدون ما يفهموهم وأن منهم، ويسمعواأثناء في يشعرون ولا ومتاعا، راحة، فيه يجدون وإنما عناء، ولا مشقة، ذلك في يجدون

Page 75: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

الأجنبي من أقل أنهم لهم يحقق أو إليهم، ويخيل أنفسهم، في منهم يغض بما ذلكبه يشعر أن يجب بما وشعورا الناس، يعلم أن يجب بما علما والأمريكي؛ الأوروبي

… الناس يقدره أن يجب بما وتقديرا الناس،ولتشعرهم كلها، المنازل هذه بهم لتبلغ الشباب نفوس في الفني الذوق تنشئ أن تريديطمح ما إلى ويطمحوا وحديثهم، بقديمهم ويعتزوا بأنفسهم، يعتدوا أن حقهم من بأنكريما، تراثا آبائهم عن يتلقوا أن وهو الآخرى، الراقية الأمم في الشباب من أترابهم إليهوأن فيه، ويزيدوا لينموه، كريما، تراثا أبنائهم إلى ويدفعوه فيه، ويزيدوا ينموه، وأنعلى تنمو التي الحياة هذه من الكريم للوطن يتحقق أن ينبغي ما لوطنهم بذلك يحققواللإنسانية يتحقق أن ينبغي ما للإنسانية يحققوا وأن الأيام، تعاقب على وتربو الزمن، مر

الممتاز. والسمو المتصل، الرقي هذا منالذوق أنشئ أن أريد أيضا وأنا الشباب، نفوس في الفني الذوق تنشئ أن تريدالذوق تنشيء هي إنما الحياة في مهمتنا أن تعلم كما أعلم لأني الشباب نفوس في الفنيحياتنا، أنفقنا المهمة هذه وفي جهودنا، وقفنا المهمة هذه على … الشباب نفوس في الفنيذلك في شأننا أن أعلم كما تعلم ولكنك حياة. من لنا بقي ما خصصنا المهمة ولهذهالنقاد يراه الذي البيت هذا فقال بغداد في الأسباب به تقطعت حين العلاء أبي كشأن

البعد: غاية بعيدا أنا وأراه أنت، وتراه القرب، غاية قريبا

أه��وال ذل��ك دون ول��ك��ن ق��ري��ب م��زاره��ا إن ب��ال��ك��رخ داره��ا ف��ي��ا

ومن قبله، من الشعراء تغزل كما تغزل أن على يزد لم العلاء أبا أن النقاد يرىكما أنت وترى زيارتها، وبين بينه تقوم التي المصاعب وذكر حبيبته، دار فذكر بعدهمطامعه إلى حبيبته بدار رمز وإنما شيء، في الحب من يكن لم العلاء أبا أن أنا أرىوتحقيق المطالب، بلوغ وبين بينه تحول التي العقبات تلك وإلى النائية، وآماله البعيدة،كل عسير ذلك على ولكنه اليسر، كل يسير الشباب نفوس في الفني الذوق فتنشيء الآمال.وأقرب أيسر، شيء وأي البعد، كل بعيد ذلك على ولكنه القرب، كل قريب وهو العسر،يرفضوا، وأن يقبلوا، أن لهم تتيح التي الحرية من لهم يبنغي ما الشباب تمنح أن منغيرهم، يريد حين لا هم يريدون حين يتركوا وأن يفعلوا، وأن يبغضوا، وأن يحبوا، وأنيفكر، أن الشباب على يفرض الذي الموروث التقليد منه يحصى، يكاد لا كثير هذا وغيرهمولا نفسه، تريد كما لا بيئته وعن أسرته، عن ذلك تلقى كما ويشعر ويعمل، ويعبر،

74

Page 76: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

أولا الحرية

الذي المكتسب الاجتماعي التقليد ومنه ويسير، ويشعر، ويعبر، يفكر، أن طبعه يريد كماالأمر من يأتي أو يشذ أو ينفرد أن عليه ويحظر الناس، يحيا كما يحيا أن عليه يفرضثم مقيدة، مرهقة قاسية القوانين يشرع الذي السلطان ومنه والأتراب، النظراء يكره ما

وتقييدا. وإرهاقا قسوة منها أشد وسائل إنفاذها في يصطنعبعضها. أو كلها القيود هذه من موقوتا تحريرا ولو شيء، كل قبل الشباب، حررالصالحة، بالقدوة وأرشدهم يريدون، كما يحيوا ودعهم يريدون، كما يفكرون دعهمالفني للذوق نفوسهم أعددت فعلت إن بأنك وثق الرفيق، والنصح الحسنة، والأسوة

وأقومه. إعداد أحسن الرفيعحرية السعة، غايات أبعد إلى واسعة حرية شيء؛ كل قبل حرية الفن أن لتعلم إنكمن شئت من خذ الاقتصاد أصحاب يقول كما المستهلك، نفس في وحرية المنتج، نفس فيوخرج وامتاز، وانفرد شذ لأنه إلا يبدع لم أنه فسترى حياته واستقص الفن، في المبدعينعلى قادرا الناس كل وليس للفن، ميسرا الناس كل وليس القيود، من غيره ألف ما علىأسباب لهم وتمد الفرص، لهم تهيأ أن جميعا الناس حق من ولكن والابتكار، التفوقلهم ينبغي ما خاصة وللشباب للشباب، يتاح أن لذلك يجب ما وأول والابتكار، التفوقوشر، خير من الحياة في ما لكل وضمائرهم وعقولهم، قلوبهم تفتح التي الحرية منعلى ليقبلوا وبغض، حب من الحياة في ما ولكل وقبح، حسن من الحياة في ما ولكلهذه لهم تتح لم فإذا إكراه، عن لا رضا عن ويبغضوا وليحبوا اضطرار، عن لا اختيار،وإنما ابتكارا، ولا تفوقا، لهم تنتظر ولا نفعا، منهم ترج ولا خيرا، منهم تبتغ فلا الحرية،من ويحد غرائزه، تدفعه الذي الحيوان وإلى المسخرين، الرقيق إلى تنظر كما إليهم انظرالفن إن والأغراض. المآرب من يحاولون فيما به، المنتفعين له المستأنسين سلطان حريتهويبتكروه، ويحاولوه، ويسيغوه، الفن، يذوقوا أن الشباب من أردت فإذا … رق لا حرية

العبيد. آثار من لا الأحرار، آثار من أثر الفن لأن أحرارا؛ فاجعلهم

أي ولكن لأريده، وإني ذلك، لتريد إنك أحرارا؟! الشباب تجعل أن من أيسر شيء أيالمستحدثة، والتقاليد الموروثة، التقاليد إن أحرارا. الشباب تجعل أن من أعسر شيءتأبى البائس الوطن هذا في كلها الحياة وظروف الجماعة، وسلطان الحكومة، وسلطان

العلاء: أبي قول إذن معي فأنشد … أحرارا يكونوا أن الشباب على

75

Page 77: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

أه��وال ذل��ك دون ول��ك��ن ق��ري��ب م��زاره��ا إن ب��ال��ك��رخ داره��ا ف��ي��ا

التهمة هذه من ويحميني يحميك، ما والتمائم والطلاسم، العزائم، من والتمسكمصر بلد في الشباب حياة على خطر وأي الشباب، إفساد إلى الميل تهمة الخطيرة الكبيرةالتي البلاد من مصر غير في الشباب بها يستمتع التي الحرية هذه له تلتمس أن من أشدجميعا. والمرة الحلوة ثمراتها في تزهد أن ولا عنها، تتسلى أن تستطع فلم الحرية، ألفتالتي والأغلال إصرهم عنهم تضع حين للشباب الحرية تمنح لن أنك تنس لا ثموقد حرا، يكون أن قبل الإنسان يعيش أن ينبغي فقد والظروف، التقاليد من تثقلهموالجوع، البؤس، من الشباب فحرر … ليعيش الحرمان من الإنسان يعصم أن ينبغيويسر وثقافة، وأدبا، علما، لهم وأتح الجهل، من وحررهم الأود، يقيم فيما التفكير وهمالدنيا، وبين بينهم وخل متزمت، ولا متحرج، غير سمح جو في يعيشوا أن ذلك بعد لهموثق يؤلم، ومما يلذ، مما يقبح، ومما يحسن، مما يسوء، ومما يسر، مما فيها وماسينعمون، بأنهم وثق ويسخطون، سيرضون، بأنهم وثق ويشعرون، سيحسون، بأنهمإن بأنهم وثق غيرهم، طريق من لا بأنفسهم كله هذا سيستقبلون بأنهم وثق ويبتئسون،من يستقبلون ما فسيصورون وأحداثها، وخطوبها، وآلامها، ولذاتها، الحياة، استقبلواإنسانا منهم واحد كل وسيكون فيه، وسيؤثرون به، وسيتأثرون عنه، وسيعبرون ذلك،الذوق آثار ووجدت الفني، الذوق وجد العامل الحر الإنسان وجد وحيثما عاملا، حرا

جميعا. والإمتاع الاستمتاع، من الفني

ويستمعون الدروس، إلى يختلفون حين الجامعيين الشباب أشهدت الجامعة؟ إلى أذهبتفي أرأيت بعض، إلى بعضهم يتحدث وحين أساتذتهم، إلى يتحدثون وحين الأساتذة، إلىألم الراقية؟ الأجنبية البلاد في الجامعيين الشباب شئون من تعرف ما يشبه شيئا كله هذاعبء الدرس له؟ يستمعون حين الطلاب وتزمت الدرس، يلقي حين الأستاذ تزمت إلى ترعبء والاستماع ذوق، ولا كلف ولا حب غير في بإلقائه منه يتخفف الأستاذ على ثقيلظلا إليهم يرد الذي الجرس وانتظار الدقائق، بإحصاء منه، يتخففون الطلاب على ثقيليتحدث وفيما الحديث، سخف من فيه هم ما إلى الانطلاق وبين بينهم ويخلي الحرية، منولا بالعلم، تتصل لا أشياء في بعيد، أو قريب من بالثقافة تتصل لا أشياء في البائسونالقريبة، بالذات تتصل … وسفاسفها الأمور، بصغائر تتصل وإنما بالذوق، ولا بالفن،عن وأبعدها السخف، إلى أدناها إلا تمس فلا بالسياسة تتصل وقد العاجلة، والمنافع

76

Page 78: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

أولا الحرية

تركوا فإذا الجماعات، حياة في تؤخر ولا تقدم، لا التي اليوميات بهذه تتصل الغناء،الأشقياء، وشقاء المحرومين، حرمان إلى الفارغة، والحياة الضائعة، الجهود فإلى الجامعةلبعضهم أتيح فإذا الله، روح من حتى اليائسين ويأس المكروه، على الصابرين وصبريكون ما تعلم وأنت ذلك، يلتزمون حيث تعلم فأنت المتاع، من وفضل اللهو، من شيءالحديث نطوي أن الخير كل والخير صلة، من الرفيع المترف الفني الذوق وبين ذلك بين

طيا. عنه

من وغيرها والتصوير، والحفر، النقش، إلى أرأيت الجميلة؟ الفنون مدرسة إلى أذهبتوالحساب، النحو دروس عليهم تلقى كانت كما الطلاب على فيها الدروس تلقى الفنون،بينها وفيما أثنائها، في عليهم ويشرف الجرس، عنها ويصرفهم الجرس، إليها يدعوهمويتحركون بمقدار، يسكنون فهم … الحدود له وبينت اللوائح، له رسمت قد دقيق نظامأقل. ولا أكثر لا عسكرية مدرسة بمقدار، ويتكلمون بمقدار، يسكتون وهم بمقدار،التي البيئات هذه في يمتاز أو ينمو أو ينشأ أن الرفيع المترف الفني للذوق تريد فكيفإلى ترد أن من أيسر شيء وأي تقدير؟! أقل على لتفسده أو الذوق لتقتل إلا تخلق لمشيئا كلها، التعليم معاهد وفي الجميلة، الفنون مدرسة وفي الجامعة، في البيئات هذههيهات ولكن أريده، ولأني ذلك، تريد لأنك والحرية، الدعة، ومن والإسماح، اليسر، مننفوس الخوف. في والإغراق والخوف، والنظام، والأمن، والقوانين، اللوائح، ذلك دون …مطبق قمقم في سليمان الله نبي حبسه الذي العفريت بهذا شيء أشبه المصريين الشبابيحدثنا كما البحر، أعماق في فألقي به وأمر بخاتمه، عليه وختم الصفيق، النحاس منالمطبقة القماقم هذه هي المصريين الشباب وأجسام وليلة. ليلة ألف في القاص بذلكالنفوس هذه بين والفرق ودم، لحم من هي وإنما نحاس، من ليست أنها إلا الصفيقة،استخرج الذي الصياد وجد العفريت أن هو العفريت، ذلك وبين قماقمها في السجينةيحدث أن للعفريت وأتاح غطاءه، عنه ورفع خاتمه، عنه وفض البحر، أعماق من قمقمه

والحرية. والنور بالهواء عهدا

إليها ويرد قماقمها، من يخرجها الذي الصياد هذا المصريين الشباب نفوس تجد أن فإلى… الأجيال به وتمتع به، تستمتع والجمال، والنور الهواء وبين بينها ويخلي الحرية،

وعن الرفيع، المترف الفني الذوق عن تتحدث أن تستطيع الصياد هذه يوجد أن إلىتشاء. كما الشباب نفوس في تنشيئه

77

Page 79: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 80: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الخلي الشجيمن ويل

فلم أيام، من تلقيته الذي هذا كتابك إلي كتبت حين سيدي، يا صدرت عاطفة أية عنأثارها التي الأولى للعواطف استجبت قد فلو بي! صنع ماذا أدر ولم به، أصنع ماذا أدرالذين يقول كما المهملات سلة في لألقيته أو تحريقا، لحرقته أو تمزيقا، لمزقته نفسي، في

الحديث. في يتبذلونأمزقه، فلم يثور، حيت وللغضب تجيش، حين للعواطف أستجيب أن أكره ولكنيفلم قراءته، إلى عدت ثم ويوما، يوما تركته وإنما المهملات، بين به ألق ولم أحرقه، ولم

والموجدة. والحفيظة، الغضب، من الأولى القراءة أثناء أثاره ما إلا نفسي في يثرهادئ القلب، مطمئن العين، قرير البال، ناعم لرجل إنك … الخلي من الشجي ويلكثير؛ أو قليل حظ كله هذا من لهم ليس قوم إلى تكتب الضمير، مستريح النفس،الكآبة وشاعت قلوبهم، الحزن وملأ نفوسهم، القلق شمل قد مفزعون، مروعون فهمفيما المقيمين حال ما وشتان الحياة، بهم وضاقت بالحياة، ضاقوا حتى ضمائرهم، فيالهادئ، الليل عليهم ويحنو لها، ويبتسمون المشرقة، الشمس لهم تبتسم البحر، وراءيستقبلون هم وإنما الليل، خواطر ولا النهار أحداث ذلك بين تشغلهم لا إليه، ويطمئنونيمرحون، فهم لهم. أنفسهم فيها وفرغت لأنفسهم، فيها فرغوا قد شائقة، رائقة حياة

مكروه. كل من واعتصموا كيد، كل أمنوا قد … ويروحون ويسرحون، ويفرحون،والرضى الهدوء فإن باسمة، وناعمة راضية، هادئة حولك من الحياة أن أزعم ولستوراء فيما غريبا تعيش ولكنك الشعوب، من لكثير الآن تتاح لا أمور والابتسام والنعيمومن والشقاء البؤس من يجدون فيما أهله تشارك فلم وطنك عن بعدت قد البحر،لا بينهم، غريب لأنك مضيفيك؛ عن وبعدت والاضطراب، القلق ومن والإشفاق، الخوف

Page 81: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

بعيد منهم قريب أنت وإنما شقاء، ولا نعيما تشاطرهم ولا أمل، ولا ألم في تشاركهموشقاء. بؤس من عندهم عما وتتجافى نعيم، من عندهم بما تنعم عنهم،

من موفورا كثيرا المال يأتيك السعيد، الموفق الرجل وأنت الطليق، الحر الرجل فأنتيجده لا الذي المصري بالمال تقدر لأنك فرنسا؛ من موفورا كثيرا النعيم ويأتيك مصر،ناعم فأنت الفرنسيين، أكثر يجده لا ما الفرنسي النعيم من تحصل أن على المصريين، أكثرمواطنيك، شقاء من المصري المال لك يستخرج جميعا، والفرنسيين المصريين رغم علىأولئك على ساخط ذلك مع وأنت … مضيفيك شقاء من الفرنسي النعيم لك ويستخرجلم لأنهم المصريين تنكر هناك، يجري ما إلى تطمئن ولا هنا، يجري عما ترضى لا وهؤلاء،لك يوفروا أن يستطيعون لا ولأنهم الفرنسيون، بلغ ما والعقلي المادي رقيهم في يبلغوا

الفرنسيون. لك يوفره ما والأمن والدعة الترف وسائل منالزارع، يزرع بأن منهم وتكتفي أرضهم، من وتهاجر تهجرهم، ذلك أجل من وأنتألوف إليك لتجتمع الشقي، ويشقى المبتئس، ويبتئس الجائع، ويجوع الصانع، ويصنعفيما ننفقها المال، من الضخمة المقادير هذه لك ولتحول ألوف، تتبعها الجنيهات منالراحة وسائل من شظف في ومواطنوك … الترف وسائل من يحب لا وما الله، يحب

وشقاء. عناء في ومواطنوك والنعيم،ولا مواطنوك، له يخضع كما للسلطان يخضعون لا لأنهم الفرنسيين؛ وتنكرولا مصر، في حولك من لها يستكينون الناس ترى أن تعودت كما للقوة يستكينونعلى كثيرة ذهبية عجولا يعبدون الناس ترى أن تعودت كما الذهب عجول يعبدونولكنك جوت. قال ما تقرأ أن والعبث الفراغ لك أتاح إن جوت، يقول كما النيل، ضفافيكفيك الإقامة. لك طابت ما فيها وتقيم الفرصة، أمكنتك كلما فرنسا إلى تسعى ذلك معنعيمها يعطوك وأن إليك، ليرسلوه المصريون شقي الذي مالك منك يأخذوا أن أهلها من

لك. ليتيحوه الفرنسيون يشقى الذيبين يجمع وطنا لتمنيت تتمنى عما تعرب وأن تتمنى، أن لك أبيح أو إليك طلب ولوللسلطان، الخضوع خصال ومن فرنسا، به تعجب الذي والعقلي المادي الرقي من تحب ماالتي الخصال هذه من ويبرأ مصر، في بها تعجب التي المال وعبادة للقوة، والاستكانةوازورارك الخير، كل بالخير لها وإيثارك لنفسك، حبك يلائم وطنا وهناك، هنا تنكرهامن وأعفها العناء، هذا من نفسك أرح ولكن يسوء، أو يشق أو يكره ما كل عن بهاوجد فحيثما سبيل. إليه ليس شيء تحقيقها لأن تتحقق؛ لن التي الكاذبة الأماني هذه

80

Page 82: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الخلي من الشجي ويل

التي الحرة الحرية إلى وتنكره تكرهه، الذي النزوع وجد تحبه الذي والمادي العقلي الرقيالانحطاط وجد وحيثما المال، لسلطان إذعانا ولا استكانة، ولا خضوعا، لأهلها تبيح لافي والفناء المال، وعبادة والاستكانة، والخضوع الإذعان وجد تكرهه الذي والعقلي المادي

مواطنيك. من وترضاها وتألفها، تعرفها التي الخصال من ذلك غير إلى الثراءنعيش كما مصر في تعيش أن إما … ثالثة لهما ليست سيدي، يا اثنين بين فأنتإصلاح نحاول كما محاولا والانحطاط، والتقصير والقصور الضعف من تنكر ما مواجهاالمادي النعيم هذا من جسمك إليه يتوق بما مستمتعا فرنسا في تعيش أن وإما ذلك،ما محتملا الخصب، المعنوي النعيم هذا من عقلك إليه يطمح قد ما وإلى الفارغ،بالحق، ومطالبتهم الحرية، إلى ونزوعهم الخير، إلى طموحهم من الفرنسيين على تعيبالإضراب، في والغلو التمرد، مظاهر من ويحفظك يغيظك، ما إلى أحيانا والتجائهم

والعقل. الجسم لذات من تلك أو اللذة هذه وحين حين بين وحرمانكالظفر في مشقة تجد أن ولا عنه، ترد أن ينبغي لا لك، ا حق اللذات هذه ترى فأنتأنت يؤثرونك لا ولكنهم ترى، ما مثل يرون والفرنسيون شئت. وكيف شئت متى به،وأن به، تظفر كما به يظفروا أن يريدون وإنما عامتهم، دون من الحق بهذا وأمثالكمن ذائد عنه يذودهم وألا شاءوا، وكيف شاءوا، متى عليه، تحصل كما عليه يحصلوا

طغيان. أو بغي أو ظلم ومن مرض، أو جهل أو فقرمصر في تعيش لا فأنت … الاختيار فأحسنت اخترت وقد سيدي. يا لنفسك فاخترترسل لأنها مصر؛ تستغل ولكنك تحب. ما والمادي العقلي الرقي من تبلغ لم لأنهالا أهلها لأن فرنسا؛ في تعيش لا وأنت الكثير، النعيم به تشتري الذي الكثير المال إليكبخيراتها، تستمتع الغريب، إقامة فيها تقيم وإنما يقنعون. ولا يخنعون، ولا يخضعون،

التبعات. من شيئا أهلها مع تحمل ولاتحيا، وأنت صميمها، من حياتك تستمد ولكنك مصر، هامش على تحيا أنتالمصريون يشقى صميمها. من ونعيمك حياتك تستمد ولكنك فرنسا، هامش على وتنعممعونة منك هؤلاء ولا أولئك يجد لا ثم بالحياة، وتنعم أنت، لتحيا جميعا والفرنسيونوعقلك بجسمك مصر تركت قد لأنك الخطوب؛ بهم تلم أو النوازل، بهم تنزل حينلأن الإقامة؛ وأطلت فيها أقمت وإن أيضا، جميعا وعقلك بجسمك فرنسا وتركت جميعا،

شيئا. المواطنين تبعات من له تحم لا وطن في الغريب إقامةالوطنين، هامش على عشت … ترى فيما الاختيار فأحسنت سيدي يا اخترت لقدمنزلة المنزلة، هذه لنفسك ورضيت الوطنين، صميم من وسعادتك حياتك واستمددت

81

Page 83: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

وهؤلاء، أولئك جهد يستغل ذلك على ولكنه هؤلاء، ولا أولئك من هو ليس الذي الطفيليالناس كل وليس لنفسك، رضيت ما لأنفسهم يرضوا أن على قادرين الناس كل وليسشئت إن فانعم مهاجرهم، في أو أوطانهم في الحياة هامش على يكونوا أن يستطيعونكما تعيشوا أن الناس من غيرك على تنكر لا ولكن نفسك، بها آثرت التي هذه بحياتكتنكر لا ولكن ممتع، عبث أو عابث، متاع أنها على شئت إن الحياة إلى وانظر يحبون،ونهوض للأثقال، واحتمال ، وكد جد أنها على الحياة إلى ينظروا أن الناس من غيرك على

الإصلاح. سبيل في وجهاد الخير، إلى وسعي للنفع، ومحاولة بالأعباء،ما غاظني أهمله؟ أو أحرقه أو أمزقه أن فهممت كتابك، تلقيت لماذا الآن أفهمتولا فرنسا، في تجدها التي الفنادق فيها تجد أن تستطيع لا لأنك بمصر سخر من فيهفيها تزور أن تستطيع ولا فرنسا، في إليها تختلف التي الملاهي فيها تجد أن تستطيعبمثل فيها تنعم أن تستطيع ولا فرنسا، في تزورها التي الكثيرة الرائعة الفنية المتاحف

النعيم. وفنون المجون، وألوان اللهو، ضروب من فرنسا في به تنعم ماالإضراب، فيكثرون فيها يضربون العمال لأن فرنسا؛ على سخطك وغاظنيولأن تحصيله؛ على حريص أنت ما والمحظورة المباحة لذاتك من عليك ويضيعونما ذلك عن وينشأ الخصومة، في فتغلو وتختصم الاختلاف، في فتسرف تختلف الأحزابوبين والضعة، الرفعة بين الفرنك وتردد والمظاهرات، والاضطراب الإضراب من ينشأحياتك وفي العسر، من فيها يحدث بما المادية حياتك في كله ذلك ويؤثر والرخص. الغلاء

والقلق. والشك الخوف من فيها يحدث بما والشعورية العقليةضعفها، من ليستنقذوها أمثالك وإلى إليك، حاجة في مصر أن في رأيك ما ولكنلها، واعمل فيها واعمل إليها، فعد … وتتمناه تحبه، الذي الرقي هذا بها وليبلغواهي وما إذن فدعها … تستطيع لن ولكنك استطعت، إن ومالك وجهدك وقتك وامنحهاتحول قوة؛ ولا حولا ولا معونة تمنحهم أن تستطيع لا إنك فيه، هم وما أهلها ودع فيه،المال، من إليك ترسله ما خذ منها. نفسك وأرح منك، فأرحها … ذلك وبين بينك الأثرة

واستهزاء. سخرية مكانه إليها ترسل ولايأكلون الذين النازحين الطارئين من لأمثالك ولا لك، تخلق لم فرنسا أن في رأيك ومامن لغيرها تخلق أن قبل وأهلها لنفسها خلقت وإنما ويعيبون، وينعمون وينكروناللهو ضروب من إليك تقدم ما منها فخذ الناس. من أهلها لغير تخلق أن وقبل البلاد،وأنكر نفسك، عن وارض مصر، إليك ترسله الذي المال من كله هذا ثمن إليها وأد والمتاع،

82

Page 84: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الخلي من الشجي ويل

به تتحدث ولا ضميرك، وبين بينك شيئا واجعله إنكارك، أخف ولكن شئت، إن فرنسا علىنفيا. الأرض من لنفوك أو إلقاء، السجن غيابات في لألقوك فعلت قد ولو الفرنسيين، إلىبعد وإني ويسخطون. وينعمون وينكرون، يأكلون الذين أحب لا فإني إلي، تتحدث لاالحرية، إلى النزوع هذا من الفرنسيين في أجد بما وأقواه الإعجاب أشد أعجب كله هذا

الخير. إلى والتوثب الكمال، إلى والطموحالقاعدين. من الجاهدين وويل الكسالى، من العاملين وويل الخلي، من الشجي ويلا بد تجد لم وإذا الفارغة، لحياتك وافرغ منك، الناس وأرح الناس، من نفسك أرححياتك من ولا منك، لست فإني يؤذيني، ولا يرضيني بما إلي فاكتب إلي، الكتابة منمن فيها مما أكثر لك الرثاء من فيها تحية ذلك مع إليك أهدي وأنا … شيء في الفارغة

منك. السخر

83

Page 85: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 86: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

ونعم لا

بما حدثتك شئت وإن يحب، ما كل صديقه عند فللصديق يرضيك، بما حدثتك شئت إنالصديق أن يظنون حين يخطئون والناس يكره، ما بعض صديقه عند فللصديق يؤذيك،النصح وليس نصح، فالصداقة ويحبره. يسره ما إلا دائما صديقه من يلقى أن ينبغي لاتخلص لا … أفلاطون رأي في بالفلسفة، شيء أشبه الصداقة أن إلا أرى وما دائما. حلواولعله ويمر، يحلو ذلك بين شيء هي وإنما المرة، للمرارة تخلص ولا الحلوة، للحلاوة

واحد. وقت في ويمر يحلوعنك رضيت ولقد يسوءك، ما بعض إذن عندي ولك يسرك، ما إذن عندي فلكالنهار أوشك حين السخط كل أمس عليك وسخطت الضحى، أول في الرضى كل أمسأطوي أن أو جملة، أسخطني وما أرضاني ما عنك أطوي أن هممت ولقد ينتصف. أنالحديث من نستأنف أن تعودنا ما فنستأنف ألقاك، حتى أسخطني وما أرضاني ما عنكلوم من نفسي في بما أصارحك ألا لقيتك إن أشفقت ولكني التقينا، كلما السمح الحرالجد، ماهر جذاب، خلاب الحديث، عذب المحضر، حلو رجل فأنت … عليك ووجد لك،بالاستماع وتلهيهم القليلة، عيوبك عن الكثيرة بمحاسنك محدثيك تشغل الدعابة، حلووأطلت نفسي، سألت ولقد … عليك بالعتب فكيف إليك، التحدث عن بك والإعجاب لك،سترى أحسبك وما رأيت، فما سؤالها. وتطيل نفسك، تسأل أن أنت وتستطيع سؤالها،والإعجاب وبالإكبار والتقريظ بالثناء دائما أواجهك إنما عتاب، أو بملامة قط واجهتك أنيفي ببعضه إليك وكتبت الأحيان، أكثر في إنكاري عنك طويت شيئا منك أنكرت فإن …

الأحيان. أقلتتلقاها تكاد فلا إليك، أرسلها التي القليلة الكتب من أنه على هذا كتابي فخذوقد مرة، مرارة من تخلو لا دعابة أو نكيرا أو عتبا أو لوما إليك تحمل أنها تعلم حتى

Page 87: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

على لكنك قراءتها، عن وتتثاقل الأمر، أول بها فتضيق الكتب هذه تتلقى بأنك أنبأتنيالطمع فيها الرهبة، وفيها الرغبة فيها نظرات إليها وتختلس بعيد، غير منك تضعهافتفض مغامرة تندفع ثم لتنقبض، وتنبسط لتحجم تقدم يدا إليها وتمد الخوف، وفيهابهذه فاصنع التهاما. الكتاب في ما عينك تلتهم ثم وراءه، ما يفسد يكاد عنف في الغلافولكني ذلك. من تريد وما فأنت قراءتها، تعجل أو بأمثالها تضع أن تعودت ما الرسالةعليك تثقل ومهما الحميم، الصديق ووفاء العطوف، الأخ إخاء فيها ستجد بأنك واثقأن ولعلك مرتين، ستقرؤها أنك أعلم لأني الثانية؛ قراءتها عليك فستخف الأولى، قراءتها

آخره. في مروعا الضحى، أول في أمس رائعا كنت لقد مرتين. من أكثر تقرؤها

والإباء السمحة، العزة من غاندي نفس به امتازت عما إلينا تتحدث كنت حين رائعا كنتوالإباء العزة وروعة الكرامة، وجلال الحرية، جمال بأن تحدثنا كنت وحين الوديع،الخوف؛ يجليها مما أكثر الأمن ويجليها العنف، يظهرها مما أكثر اللين يظهرها خصالالغرائز، كدر من مجلوة مترفة متحضرة تظهر حين إلا خصائصها تستكمل لا لأنها

الغلاظ. الطبائع ووضريصف ولم الحضارة، تهذبه لم حيوانا ويرده طوره، عن الإنسان يخرج والعنففي العنيف الإنسان فحرية دين. أو فلسفة أو علم ضميره ينق ولم فن، أو أدب طبعه

شيء. في الصحيحة الحرية من ليست والحرب السلم أوقاتعلى تبقي لا التي المدمرة والثورة الجامحة، والطبائع المندفعة، الغرائز هي وإنماضمير عن ولا ذكي، قلب عن تصدر لا لأنها شيء؛ على تبقي أن يعنيها وليس شيء،وهياج الرعد، وقصف الريح، عصف يشبه شيء هي إنما اذ. نف رفيع عقل عن ولا نقي،تكاد لا التي الرائعة الحرية المنتجة، الخصبة الحرية ا، حق الحرة الحرية فأما البركان.المستبصرة المروية الحرية هذه فهي نورا؛ والنفوس شعورا، القلوب تملأ حتى تظهرالإنسان بأن تحدثنا وكنت والذكاء. التفكير هي كأنها حتى والذكاء بالتفكير تتأثر التيوتركيب، عسر من فيه ما على كله يختصر أن يمكن وإبائه؛ وعزته حريته في الكامل«لا». كلمة وهي خطيرة، شاملة ذلك على ولكنها يسيرة، قصيرة واحدة كلمة في وتعقيدالإنسان حول لأن سبيل؛ فنائه إلى وليس يفنى، لا كنز هذه «لا» كلمة إن تقول وكنتعزته يلائم ما ولأن إحصائه، إلى سبيل لا ما والدعاء الإغراء وألوان الترغيب ضروب منيقول أن يستطيع الذي هو الكريم الحر فالإنسان القليل؛ من أقل كله هذا من وكرامته

86

Page 88: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

ونعم لا

لا فيما يرغبه أو يغريه أو يدعوه ما لكل يقولها … «لا» ولسانه: وعقله وضميره بقلبهيأكل أن إلى المائدة تدعوه حين يقولها تأثير، أو تأثر أو سيرة أو قول أو عمل من يلائمهفتنة إلى الجمال يدعوه حين ويقولها طوقه، من أكثر يشرب أن إلى أو ينبغي، مما أكثريدعوه حين ويقولها والظلم، والبطش الطغيان إلى القوة تدعوه حين ويقولها الحس،والجشع الطمع إلى الثراء يدعوه حين ويقولها والذل، والإذعان الاستكانة إلى الضعفويقولها والمكر، والسرقة والإلحاف السؤال إلى الإعدام يدعوه حين ويقولها والبخل،التفوق يدعوه حين ويقولها والمحاباة، والاستئثار الأثرة إلى والجاه السلطان يدعوه حينبعقلك، عقولنا اتصلت وقد بك، معجبين لك نستمع وكنا والغرور. الاستكبار إلى والامتيازنفسك، عن ترضى أخذت قد أنك إلا أرى وما بشفتيك. نفوسنا وتعلقت بقلبك، وقلوبناللثناء الضعف من شيء ففيك الموضع، هذا إلى رسالتي قراءة من بلغت حين بها وتعجب

عنك. والرضى بك الإعجاب تحس حين والتيه العجب من شيء إلى يدعوك عليك،

ومددت شيئا، فاستأنيت الجملة، هذه منه بلغت حين الكتاب وضعت قد أنك إلا أرى وماسريعة نظرة فألقيت يمين، إلى انحرفت ثم الذهول، بعض ذاهل كأنك أمامك، بصركغرفة في هذا كتابي تقرأ فأنت … سريرك من بعيد غير تقوم التي المرآة هذه على خاطفةثم البريد، إليك يحمل ما وتقرأ الصحف، من تفرغ أن بعد إلا منها تخرج لا لأنك نومك؛وتقريظ عليك، ثناء من فيه ما تتذوق أن تريد أوله، من فتقرؤه الكتاب إلى تعود أنتشجاعة المعادة؛ القراءة هذه من تستمد كأنك أو المعادة، القراءة هذه في تجد كأنك لك،وعتاب. ملامة من فيه ينتظرك ما استقبال وعلى آخره، إلى الكتاب في المضي على تعينكالبارعة، وفطنتك الساحرة، ومعانيك العذبة، بألفاظك فتروعنا تحدثنا، إذن كنتيتحدث لمن تستجيب تكاد فلا يدعوك، التليفون ولكن الحياة. أعماق إلى النافذ وعقلكبعد ويتهالك شدة، بعد ويلين قوة، بعد صوتك يضعف حتى الخيط أقصى من إليكننكر، فكدنا الخيط، أقصى من إليك يتحدث كان من سمعنا مما عرفنا وقد وإباء، امتناعورقة الأدب وجمال العشرة حسن أنه وقدرنا الظن، بك أحسنا وإنما نفعل، لم ولكنالحرية تصويرها لنا تبين هذه، «لا» كلمة عن حديثك في ومضيت الذوق. وترف الحاشيةوتوازن الشعب، لحرية تصويرها لنا وتبين الجماعة، لحرية تصويرها لنا وتبين الفرد،التي الموبقات في فيتورط ولسانه، الفرد نفس منها تكثر حين «نعم» كلمة وبين بينهاوحين والهوان، للذلة فتتعرض وألسنتها الجماعات نفوس منها تكثر وحين تضنيه،

87

Page 89: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

الحكومات سيرة منها تكثر وحين والاستبداد، للظلم فيتعرض الشعب سيرة منها تكثروالاستعمار. للعدوان، فتتعرض

فيما المصريين، غير حياة ومن المصريين، حياة من الأمثال كله لهذا تضرب وأنتوأن «لا»، كلمة المصريين نعلم أن علينا تتمنى وأنت كائن، هو وفيما أمرهم، من كانعليها يجمعوا أن لعلهم تتفاوت مهما طبقاتهم وفي تختلف، مهما بيئاتهم في نذيعهاعليها، وتصر بها، وتنطق بها، تؤمن أن حكومتهم ولعل وكرامتهم، حريتهم لهم فتسلم

واستقلالها. سيادتها لمصر فتسلمغير في وتسرع أناة، غير في تخف أنت وإذا الوزير. بمقدم فينبئك يقبل حاجبك ولكنمتسائلين، متباطئين بعض إلى بعضهم ينظر ثم مسرعين، إليك جلساؤك وينظر وقار،أن إلى حاجة في لست متناقضة وعواطف متباينة، خواطر وقلوبهم نفوسهم في تثور ثمغير في وأسرع أناة، غير في فخف سيرتك، أكثرهم قلد فقد عليك، أعرضها أو لك أجلوهاواستأنى فتمهل، مقالتك أقلهم وصدق الوزير، لاستقبال تهرعون جميعا أنتم وإذا وقار،إليه وردها احتشام، في تحيته وتلقى أدب، في قام الوزير أقبل إذا حتى مكانه. في ولبث

وقار. في مجلسه إلى وعاد ظرف، في

سيرة من كان وما الوزير، مع جلسائك وسيرة سيرتك من كان ما ذلك بعد تذكر وأنتخفتكم من كان ما تذكر وأنت انصرف. أن إلى أقبل منذ جلسائك، ومع معك الوزيرذلك بعد عودتكم ومن وقار، غير في مرافقته إلى إسراعكم ومن أناة، غير في لتشييعهفي ولكن الإظلام، منه خير إشراق وجوهكم وفي العبوس، منه خير ابتسام ثغوركم وعلىكانت ضمائركم ولأن مستحيية، كانت قلوبكم لأن الكلام؛ من أفصح انعقادا ألسنتكمأن نورها فيمنع عقولكم، دون يقوم كان الفاترة الكآبة من رقيقا غشاء ولأن مستخذية،ما قلوبكم أن على لله والحمد إليها. ينفذ أن والحرية الحياة نور ويمنع خارج، إلى ينفذالاستخذاء، كدر فيها يظهر نقية زالت ما ضمائركم أن وعلى الحياء، تجد شاعرة زالتيجمل لا ما ترى حين ووقت، وقت بين الكآبة تغشاها صافية زالت ما عقولكم أن وعلىوأن أنفسهم، إلى خلوا إذا «لا» كلمة يحبوا أن الناس بكرام يجمل فليس الناس، بكراميتحدثوا أن الناس بكرام يجمل وليس السلطان، أو الجاه أصحاب لقوا إذا «نعم» يقولواهذا إلى يناقضوا أن الناس بكرام يجمل وليس العبيد، سيرة ويسيروا الأحرار، حديثسيرتهم من يظهرون وما ضمائرهم، وأعماق نفوسهم دخائل في يعتقدون ما بين الحد

88

Page 90: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

ونعم لا

من حظه يكن مهما مثلك رجل سيدي يا فالوزير الناس. من أمثالهم يعاشرون حينالتفوق من حظه يكن ومهما والحذق، الذكاء من حظه يكن ومهما والسلطان، القوةويشرب تأكل، كما يأكل تراب، إلى وسيعود تراب، من خلق مثلك، رجل هو … والنبوغأنت تسعى كما الناس بين ويسعى تستيقظ، كما ويستيقظ تنام، كما وينام تشرب، كمالا عليه، كحقك عليك فحقه … نفسك في أنت تخلو كما نفسه إلى ويخلو الناس، بين

يزيد. أن ينبغي ولا ينقص، أن ينبغيوكلفته لخدمتك، نصبته قد لأنك عليه؛ حقك من ا جد أقل عليك حقه بل الله، استغفرهذا مرتبة يأخذ حين شهر، كل في يقبضه أجرا ذلك على وأجرته أمرك، ببعض النهوضبه تحيطه بما يستمتع لحظة، كل وفي ساعة، كل وفي يوم، كل في ويقبضه الضئيل،

والجاه. السلطان مظاهر من الدولةعندك له وليس شيء، على يأجرك ولم شيئا، يكلفك ولم لشيء، ينصبك فلن هو فأماولعمري الجميل، والأدب الكريمة، والمعاملة الرفيق، الرفق من الإنسان عند للإنسان ما إلاوزيرا، جعله في شاركت أنت وزير أمام إباءها نفسك على تمسك أن عن عجزت لئنما أكثر وما … المخوفات وتخوفك المغريات، تغريك حين وأشنعه العجز أشد لتعجزنالصديق أيها علي وعزيز ويخيف. يغري مما خاصة، أمثالك حياة وفي الناس، حياة فيلك ينصح ولم شيء، كل قبل نصيحة الصداقة ولكن فعل، أو بقول أسوءك أن الكريم

يسوءك. ما عليك وأخفى يسرك، ما لك أبدى من

مثل منها فتعرف أراها، كما نفسك ترى أن في واجتهد أبيا، نقيا ذكيا أمرك فاستقبلعلى فافرض أمري، من تنكر بما علي تعلقت وإذا أنكر، ما مثل منها وتنكر أعرف، ماكانوا قوما أن واذكر ذاتك، في نفسي أفرضعلى ما مثل بي، والعنف لي النصح من نفسكيلائم لا مما وأصبح وتقدم، تقدم قد الزمن وأن ليعبدوها، الأصنام يصنعون الدهر في

والخضوع. الطاعة إليهم ليقدموا الوزراء يصنعوا أن الناس كرامة

89

Page 91: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 92: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الأنباء صحائح

أم ويلهيك، يرضيك فيما الكريم؟ الصديق أيها إليك أكتب أن تريد مصر أنباء أي فيذلك في أمرنا أطراف. وتلك هذه من مصري كل وعند فعندي … ويضنيك يؤذيك فيمايكن ومهما يكن، مهما إنسان كل فعند البلاد. من مصر غير في الناس من غيرنا كأمرعصورهم في كلهم الناس حياة لأن وتؤذي؛ تسوء أخرى وأنباء وتلهي، تسر أنباء بلده؛والألم، اللذة ومن والشر، الخير ومن والعبث، الجد من مزاج كلها أوطانهم وفي كلها،

والسرور. الحزن ومنالبال، ناعم العيش، راضي كنت إن أما إذن؟! إليك أكتب أن تريد مصر أنباء أي فيوتنغص الحزن، بعض تحزن التي مصر أنباء في إليك أكتب أن ينبغي فقد القلب، مطمئنإن وأما المسرة. من فيه أنت ما بعض المساءة من إليك تحمل ما ليعادل التنغيص بعضيسليك فيما إليك أكتب أن ينبغي فقد القلب، محزون الضمير، كئيب النفس، ضيق كنتما يلطف وسرورا جهد، من فيه أنت ما تخفف راحة ذلك من يلقاك فيما لتجد ويلهيك،أعرف لا ولكن ،… المزاج اعتدال من لك ينبغي ما إلى يردك ورضى حزن، من فيه أنتتنقطع لا ورسائلك شهر. وبعض شهر منذ عني رسائلك انقطعت وقد شيئا، أمرك منمن لك يتاح بما نفسك تؤثر رجل فأنت الشقاء، يشغلك حين أو السعادة تشغلك حين إلاتفرغ حين إلا إليهم تكتب ولا أصدقائك، في تفكر ولا الشر، من لك يعرض وبما الخير،وتضيق بها، تضيق التي الهادئة الحياة هذه إلى وتضطر جميعا، والشقاء السعادة منقريبا كانوا إن لقائهم إلى والسعي الأصدقاء، في بالتفكير عنك وتسليها عنها، فتتسلى بك،

الدار. عنك بهم نأت أن إليهم والكتابة منك،

Page 93: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

غيري وعن عني مشغول رسائلك؛ فيها إلي تصل لم التي الكثيرة الأسابيع هذه في فأنتأخشى وأمري، أمرك في حائر ذلك أجل من وأنا عليك. صبت نقمة أو إليك سيقت بنعمةتأخير في فيكون شقيا تكون أن وأخشى سعادتك، عن كتابي فيشغلك سعيدا تكون أنإن علي، الحق من لك ينبغي فيما والتفريط ذاتك، في التقصير من شيء إليك الكتابةأحبك، لأني الخير من لك يتاح بما تستأثر أن أكره وما الملمات. بك ألمت أو النوائب نابتكهو كما إذن كتابي فخذ عليك. أشفق لأني الشر من لك يعرض بما تستأثر أن أريد وماسعادتك منك تفرغ أو سعادتك من تفرغ حتى فدعه سعيدا كنت فإن أوله، في وانظرلتنقشع، إلا تظل لا صيف سحابة الحياة هذه في الناس سعادة لأن بد؛ هذا من فليس

الشقاء. من يغشاك ما دفع على به فاستعن شقيا كنت وإن لتزول، إلا تلم ولا

السعيد على وينغص حزنه، عن المحزون يسلي ما — لله والحمد — مصر أنباء وفيالتفكير. في والإمعان التروية إطالة إلى الأريب العاقل الرجل ويدعو سعادته،

أمور فيها جدت وقد لها، فراقك وطال الكريم، الصديق أيها بمصر عهدك بعد لقدتصدر التي الصحف إليك تنقلها التي الأحداث وهذه الأمور تلك غير أحداث فيها وحدثتوالأنباء الأحداث من تنقل لا الصحف لأن نحن؛ نقيم حيث من تأتيك والتي تقيم، حيثشيء، في الصحف من فليست ومصادرها، وأسرارها ودقائقها حقائقها فأما ظواهرها، إلاالكتاب رواها قد الصحف في تروى التي الأنباء أكثر وما شيء. في منها الصحف وليستتأويلها في وذهبوا المتحدثون، بها وتحدث أيضا، فهم غير عن القراء وقرأها فهم، غير عنلا الصحفين ولأن حقائقها، وجهلوا ظواهرها، عرفوا لأنهم كذلك؛ فهم غير عن المذاهبوإلى النظام، وإلى الإسراع، إلى تضطرهم التي مهنتهم ذلك عن تعجلهم التاريح، يكتبونيتأخروا أن ينبغي ولا يسبقوها، أن ينبغي لا بعينها، أوقات في بعينها صحفا يملئوا أنمهما مقصرون وهم يستأنوا، مهما مسرعون وهم يتمهلوا، مهما معجلون فهم عنها.

والاستقصاء. البحث من يتكلفوا

لا مبتكرا نظاما مصر في أن شك غير من الناقلون إليك ونقل الصحف، في قرأت وقدحين تحرسها العلم ومعاهد بالجامعات الشرطة توكيل وهو الأرض، بلاد من بلد يعرفهفي الشمس تستوي حين ذلك بين وتحرسها الليل، يظلم حين وتحرسها الصبح، يسفرالصحف، بعض لك وزعم الكون. على الرهيب سلطانه الظلام يبسط وحين السماء، كبد

92

Page 94: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الأنباء صحائح

الجامعات، حصار إلى به أريد قد البديع المبتكر النظام هذا إن القائلين بعض لك وقالطلاب الجاهلون يشغل أن مخافة أهلها، غير من أحد إليها ينفذ لا حتى العلم ومعاهدالنظام هذا إن آخرون قائلون لك وقال أخرى، صحف لك وزعمت علمهم، عن العلمأن مخافة المتنبهين، المتعلمين من الغافلين الجاهلين حماية إلى به أريد إنما البديع المبتكرأولئك لك وقال خيرا. ملئت أن بعد ا شر ليملئوها الأرض في والمثقفون الجامعيون ينتشرفبين حياتهم، الناسفي على وتضييقا بالحرية عبثا البديع المبتكر النظام هذا في إن وهؤلاءألا يجب وعرى ترعى، أن يجب صلات والغافلين الجاهلين وبين والمتعلمين الجامعيينالخصال هذه وكل والمودة، والقرابة الرحم وصلات والإخاء والبنوة الأبوة صلات تنفصم؛وهذا نكر، النظام وهذا شر، النظام فهذا توصل، أن بها أمر الله لأن تقطع أن ينبغي لاالبديع المبتكر النظام هذا دام ما سيقال ما آخر وإلى قيل، ما آخر إلى بغيض النظامعلم، بغير يقولون الناس دام وما استقصاء، غير عن يكتبون الصحفيون دام وما قائما،المشهور: بيته العلاء أبي من أستعر ودعني فيه، الخوض يحسنون لا فيما ويخوضون

ال��ص��ح��ائ��ح الأم��ور أن��ب��اء ل��ت��س��م��ع ف��ال��ق��ن��ي وال��دي��ن ال��ع��ق��ل م��ري��ض غ��دوت

كسل. من فيه أنت ما وتألف غربتك، تؤثر لأنك لقائي؛ إلى تسعى لن أنك أعلم وأنافيها منك رغبة عن الصحائح الأمور أنباء لأسمعك الكتاب بهذا لقائك إلى أسعى فأناالمخطئين. مع وتخطئ الجاهلين، مع تجهل أن لك أحب فما عنها، منك انصراف أوفقد للألغاز؛ حلالة المشكلات، من نفاذة الخير، إلى سباقة زالت ما مصر أن علمت وقدإذا ينفع ويسيء؛ ويحسن ويضر ينفع العلم أن الشداد الأيام هذه في مصر استكشفتأو الجهلاء إلى خلص إذا ويضر وتصريفه، فهمه يحسنون الذين العلماء به استأثروالانتفاع له، التمثل يحسنون ولا يعقلونه، ولا يسيغونه، لا الذين الجهلاء إليه خلصخبيرا، به كان من إلا استعماله يحسن لا الذي الخطر السلاح شأن ذلك في شأنه … بهبالطب لهم علم لا الذين وبين بينها يخلى أن ينبغي لا التي الخطرة العقاقير وشأنرأيك وما جميعا، للناس الذرية القنابل أبيحت لو رأيك وما والأجسام. الأمزجة وطبائعخطرا أشد فالعلم جميعا. الناس أيدي من المتناول قريبة الزعاف السم ألوان أصبحت لوويركبه، ينشئه لأنه الزعاف السم من خطرا أشد وهو يبتكرها، لأنه الذرية القنابل من

دواء. كل من حظه ويقدر

93

Page 95: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

إلى خلص قد العلماء علم من قليلا أن الأخيرة الأعوام هذه في مصر لاحظت وقدالأشياء، على وأحكامهم وصلاتهم وأخلاقهم الناس أمور لذلك ففسدت الجهلاء، جهلمن ورضي السخط، يعرف لا من وسخط الشكاة، يألف لم من فشكا للحياة. وتصورهمللخوف يكن لم من وخاف الأمن، له ينبغي يكن لم من وأمن رضى، من حظ له يكن لم

سبيلا. إليهعن يرضون لا مضطربون، قلقون صاخبون ساخطون أهلها فإذا مصر، ونظرتشمسهم أنكرتهم حتى الحياة، لهم وعبست للحياة، عبسوا قد شيء، يرضىعنهم ولا شيء،لو وود السمح، الهادئ نيلهم بهم ضاق حتى المشرقة، شمسهم هم وأنكروا المشرقة،وهذه العابسة، الوجوه هذه يرى لا حتى الصحراء، في مجراه فشق واديهم عن تحول

بالاطمئنان. عهدها بعد التي القلوب وهذه المظلمة، النفوس

لها تجد فلم مصادرها، عن وبحثت أسبابها، الطارئة الآفات لهذه مصر التمست هنالكبالأندية فتلم … العلم ومعاهد الجامعات من تنسل التي المعرفة هذه إلا مصدرا ولا سبباوقلوبا والغفلة، للجهل خلقت عقولا فتصادف والحقول، الشوارع في تتسكع وقد والدور،أن من مصر إلى أحب وليس كلها. أمورهم الناس على فتفسد والهمود، للجمود خلقتوالعلم الحرية ولكن علماء، أهلها يكون أن من مصر إلى أحب وليس أحرارا، أهلها يكونأن يجب وإنما حساب، بغير للناس تعطى أن ينبغي لا التي الخطرة الأشياء هذه منأجل ومن ذلك، أجل من تقتيرا. فيها عليهم ويقتر تقديرا، لهم وتقدر تقطيرا، لهم تقطريستتبع وما العلم، في أنفسهم على يسرفوا أن من أبنائها سلامة مصر آثرت وحده ذلكالملم الخطب هذا من لحمايتهم وجيشها شرطتها فندبت الشعوب، وتنبه الحرية من

المبيد. والوباءالكثاف الأسوار بهذه العلم ومعاهد الجامعات، حول ضرب وحده ولهذا ولهذا،للعالمين وحماية العلماء، علم من للجاهلين حماية والجند الشرطة قوة من الصفاقعلى خطر العلماء ومخالطة المتعلمين، على خطر الجهلاء فمخالطة الجهلاء، جهل منبينهم تصل وألا وهؤلاء، أولئك بين تفرق أن خليقة الحازمة الرشيدة والدولة الجاهلين،

بمقدار. إلا الأسباب

94

Page 96: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الأنباء صحائح

وأعظمها عنفا، المشكلات أشد من مشكلة لها ستثير القصة هذه أن مصر لاحظت وقدالناس لحماية يكفيان لا وهما العدد، قليل معدود وجيشها محدودة، فشرطتها تعقيدا،لا الشرين هذين أحد من لحمايتهم يكفيان وإنما المعتدين، وعدوان العلماء، علم منالعدوان، شر من خطرا أشد العلم شر أن ورأت ودبرت، وقدرت، ففكرت، جميعا. منهماالأماكن في الأشخاص أو الواحد الشخص يصيبون الكثيرون المجرمون أو الواحد فالمجرمعقولا والمعرفة العلم من الضئيلة القطرة تفسد حين على المتباعدة والمواطن النائيةالقائلون لك وقال الصحف، إليك نقلت ذلك أجل من العدد. يبلغها لا كثيرة وقلوباهناك ويخطف قاض، هنا فيصرع وحين، حين بين مصر في تضطرب الأمن أمور إنمن أو الشمال قرى من قرية في موقعة وتقع تلك، أو المدينة هذه في دار وتسرق معلم،الأمن، جنب في تفريط عن ولا الأمر، أولي من تقصير عن هذا ينشأ لا … الجنوب قرىلأحكام وإذعان الضررين، لأخف واختيار البشر، ألوان بين موازنة عن هذا ينشأ وإنمافي فتسرف ألسنتهم تطول دائما، ناقدون دائما ساخطون والناس الملجئة، الضروراتمن فيشكون العدوان من الدولة وتحميهم الجموح، في فتغلو أقلامهم وتجمح الطول،وينسون الإجرام، انتشار من فيشكون العلم انتشار من الدولة وتحميهم العلم، انتشار

القديم: الشاعر قول

رك��وب��ه��ا إلا ل��ل��م��ض��ط��ر أرى ف��لا م��رك��ب��ا الأس��ن��ة إلا ي��ك��ن ل��م إذا

أكثر وما العلاء، أبو إليها أشار التي الصحائح الأنباء بعض هي سيدي يا هذهأجدرني وما لحقائقها، وتعمقهم لها، الناس فهم أقل وما الأيام، هذه في الصحائح الأنباءوحياتنا المطردة حياتك بين ولتوازن أنت، وأين نحن أين لتعلم منها؛ بألوان أحدثك بأنشيئا، أمرنا من تعرف أن على تقيس أن ولا توازن، أن تريد لا أنك أعلم ولكن المضطربة.يغزو الذي الخصب من فيها ما لكثرة وتشق تتعب التي الخصبة هذه وحياتنا أنت وما

والعقول. القلوبفانعم … العقل شقاء على الجهل نعمة تؤثر بأنك إلي كتبك آخر في تحدثني ألم

عليك. وإشفاق لك، رثاء كلها تحية وتقبل فيه، نحن ما لنا ودع أنت، حيث بجهلك

95

Page 97: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ
Page 98: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الصفاء إخوان

أتلقى أن الأخيرة الأعوام هذه في تعودت لأني قرأته حين ولا تلقيته، حين بكتابك أضق لمرحمة العلاء أبي قول قراءتها بعد أنشد وأن ملل، غير في أقرأها وأن ضيق، غير في أمثاله

الله:

م��ض��ي��ع��ا ال��ص��ف��اء إخ��وان ل��وداد أرى ف��ل��ن ال��خ��ط��وب أض��اع��ت��ن��ي وإذاال��ت��ودي��ع��ا خ��ل��ي أودع ف��م��ت��ى ل��ل��ن��وى الأص��ادق ت��ودي��ع خ��ال��ل��ت

الشعراء تقبل أن من بد فلا تكلف، من فيه وما الثاني، البيت هذا عليك يثقل ولاأن من بد له يكن فلم وتصنع، تكلف عصر في عاش أنه العلاء أبي وعلة علاتهم، علىيتمنى وأن بفراقهم، وضيقه للأصدقاء توديعه كثرة يذكر أن أراد وقد ويتصنع، يتكلففي يثير وما الوداع، من يريحه أن عليه، يتمنى لمن يستجيب الدهر أن لو الدهر، علىمعناه إلى فسلك الاكتئاب، اللوعة من به النفس يغمر وما والأسى، الحزن من القلبود بغيضا صديقا له أصبح قد الأصدقاء توديع أن وزعم البعيدة، هذه طريقه القريب

وعشرته. صداقته من يخلص لوخليق فإنه معناه عند وقف إليك، نقل وكما له، تيسر كما العلاء أبي لفظ فاقبلالحرص أشد وحرصا وفيا، وضميرا ذكيا، وقلبا كريمة، نفسا يصور لأنه عنده؛ تقف أنمن لا القصور من شيء في نفسي وذات نفسك ذات يصور ذلك على وهو الوفاء، علىيجد وكلانا الأصدقاء، ود يضيع ألا على الخطوب تضعه مهما حريص فكلانا التقصير،لا ممتحن، كلينا ولكن ومتاعا، ولذة وروحا راحة بالإخاء والاحتفاظ المودة، استبقاء فيالتي للقطيعة أو للموت، للأصدقاء التوديع بكثرة ولكن للنوى، للأصدقاء التوديع بكثرة

Page 99: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

إنك قل أو دونك، من الموت به يستأثر الذي صديقك تفقد لا فأنت الموت. من شر هيمن كثير فيها ذكرى منه لك وتبقى لقاءه، وتحرم محضره، تفقد وإنما كله، تفقده لالأنك تحزن البال. وراحة القلب ورضى النفس، دعة من كثيرا فيها ولكن وأسى، حسرة،وفى قد وأنه إخائه، وصدق مودته، صفاء تذكر لأنك وترضى بعشرته، تنعم ولا تلقاه لافي فتجد عنه، راضيا فارقته قد وأنك عنك، راضيا فارقك قد وأنه له، وفيت قد وأنك لك،به يغنى الذي النفيس الكنز هذا إلى الذكرى هذه وتضيف عزاء، من شيئا الشعور هذا

الخطوب. كربتك أو الدنيا بك ضاقت كلما إليه وتستريح نفسك، به وتنعم قلبك،وويل المصفاة. واللوعة الخالصة، الحسرة إلا قلبك في تترك لا فإنها القطيعة فأماللنفوس وويل الحطب، النار تلتهم كما الحياة تلتهم فإنها الخالصة، الحسرة من للقلوب

الزعاف. السم من بها أفتك فإنها المصفاة، اللوعة من

وقد أصنع؟ أن تريد وماذا عليك. وتأليبه عنك، وازوراره لك فلان تنكر إلي تشكو وأنتعليك. يؤلب أن قبل علي وألب عنك، يزور أن قبل عني وازور لك، يتنكر أن قبل لي تنكرإلى أشك ولم إليك، أشك لم فإني لقيتها؟ كما قطيعته ولقيت سيرتي، فيه سرت وهلاصفحا، عنه وضربت كشحا، كله هذا عن طويت وإنما وازوراره، وتنمره تنكره من أحدإحصائها إلى حاجة لا والتي الأيام، هذه في بها الناس يمتحن التي المحن هذه إلى وأضفتهأهون أصبحت حتى وكثرت كثرت قد لأنها فيها التفكير إلى ولا الإحصاء، من أكثر لأنهاوالجهد الوقت من لنا بقي ما استعراضها في نضيع أو عندها نقف أو فيها، نفكر أن منوامنحهم عنك، أعرضوا ما عنهم وأعرض عليك، أقبلوا ما الناس على فأقبل والنشاط.موجدة، عليهم تدخر ولا ا، شر تبغهم ولا كيدا، لهم تضمر لا وعفوه. صفوه قلبك منلقطيعة والحزن بالإخوان، والتبرم الزمان، شكوى من الناس وأرح وأرحني، نفسك وأرحلم الزمان فإن الخاطئة، الفكرة هذه نفسك عن وألق الخليل. لغدر والأسى الصديق،الذي الزمان من بشر فيه تعيش الذي الزمان وليس تتبدل، لم الناس طبيعة وإن يتغير،والأجداد؛ الآباء عاشره الذي الجيل من بشر تعاشره الذي الجيل وليس أسلافك، فيه عاشالليل كان منذ يستبقان والليل والنهار الشمس، كانت منذ لها لمستقر تجري فالشمسقد أن ظن أن ويجزع الشر، مسه إن يجزع الإنسان كان منذ هلوع والإنسان والنهار،

الخير. يمسه قد أن ظن إن للبخل نفسه ويهيء الخير، مسه إن ويبخل الشر، يمسهمن كغيره هلوع لين؛ بعد بك جانبه ونبا صفاء، بعد جفاك الذي هذا وصاحبكوخاف الفقهاء، يقول كما الذرائع بسد فاتقاه ا شر مودتك عليه تجر أن أشفق الناس،

98

Page 100: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الصفاء إخوان

المزيد. منه وابتغى لك، بقطيعته فاستبقاه بك اتصاله ينقصه أن الخير من يده في ما علىإلى وجد ما الشر فاتقى سجيتها؟! على نفسه وأرسل طبعه، مع جرى وقد تلومه، ففيم

سبيلا. ابتغائه إلى وجد ما الخير وابتغى وسيلة، اتقائه

عاش أن بعد فشيئا شيئا واستحدثت تكن، لم أن بعد كانت متكلفة، الناس وحضارةبين الغرائز تغلبها أن غريبا فليس فيها. لهم سهم ولا منها، لهم حظ لا دهرا الناسوالتماس الحياة، وحب النفس، وسجية الطبع، لقوة تثبت إلا غريبا وليس وحين، حين

واستبقائها. المنافعوتيرتها، على تجري فهي المكتسبة. المتكلفة الحضارة هذه آثار من أثر والصداقة

والأحداث. الخطوب من به تتأثر بما وتتأثر طريقها، وتسلكما وينسيهم أقدارهم، عن ويذهلهم أطوارهم، عن الناس يخرج الخوف ترى وأنتبما يليق ما عليهم ويلبس يجمل، لا وما يجمل ما عليهم ويخفي يحسن، لا وما يحسنوالموبقات. المآثم من والفزع الهلع إليه يدفعهم ما لهم تغفر المشروعة والقوانين يليق. لاوانعطف الريح، مع فمال يدانيك، ولا يحبك لا من إلى الأمر رأى حين صاحبك هلع وقدتضع ولا عنه، واصفح له، فاغفر القديم، بالود وضحى بالخير، نفسه وآثر المنفعة، معبالإخاء، وضننت للصديق، فوفيت محنته بمثل امتحنت قد إنك تقل ولا موضعه، في نفسكرسخت الذي الضخم الشجر لها يثبت وإنما العاصفة، للريح يثبت الشجر كل فليسصاحبك وإن للريح، تثبت شجرة إنك فقل السماء. في فروعه وارتفعت الأرض، في أصوله

ميل. كل معها يميل نجم هذابها، يبخلوا أن حقهم ومن الصداقة، في يسرفون حين يخطئون الناس إن تقل ولاقصيرة، حياتهم لأن فيها ويقتصدوا عليها، يحرصوا أن حقهم ومن المودة، ويبذروننفوسهم في تأصلت للذين إلا تخطر لا وآراء خواطر هذه فكل قليل. نادر الوفي والصديققيس يقول ما على الأصابع الراحتين في رسخت كما المودة قلوبهم في ورسخت الحضارة،لتقل خلقت وإنما وتكثر، لتشيع تخلق لم التي القليلة الصفوة هم وهؤلاء ذريح. بن

الشعراء. لخيال ومسرحا الكتب، لأحاديث وموضوعا للمثل، مضربا وتكون وتدخر،

والأمثال النادرة، الحكم وحفظت الآثار، ووعيت الأخبار، ورويت الكتب، قرأت قد وأنتينفق أن حقه ومن بالمال، يبخلوا أن الناس حماقة من أن علمت فيما وعلمت السائرة،

99

Page 101: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الحديث الضمير مرآة

أشد أصحابها بها يبخل أن حقها ومن الصداقة، في يسرفوا وأن حساب، بغير وجوهه فيولأن غدا، إليهم يعود وقد اليوم، عنهم يذهب ورائح غاد المال لأن وأقساه، وأعظمه البخلالثبات طبيعتها وإنما والذهاب، المجيء ولا والرواح، الغدو طبيعتها من ليس الصداقةوامنحه سفيه، أحمق أنه فاعلم إنفاقه، يجب حين بالمال يبخل من رأيت فإذا والاستقرار.ويبذرها الصداقة في يسرف من رأيت وإذا رفق. ولا هوادة غير في ازدراءها نفسك منغير في وغضبها مقتها نفسك من وامنحه الشياطين، إخوان من شرير أنه فاعلم تبذيرا،من إلى والالتفات بالمال، يبخل بمن الاحتفال عن حال كل على نفسك وارفع أناة، ولا مهلتقدر لا المنحرفة، وطبائعهما الجامحة غرائزهما إلى جميعا وكلهما الصداقة، في يسرفسبيلهما في نفسك تكلف ولا حسابا، لهما تحسب ولا وقارا، لهما ترج ولا قدرا، لهما

شأنا. وأقل ذلك، من أهون فهما عناء، ولا ألما ولا حزنا

القراءة قوامها تأثيم، ولا فيها لغو لا راضية بحياة أنعم وأنا كتابك، تلقيت فقد بعد أمايستجيبون الذين … الملل أنفسنا في يثيرون ولا يملون، لا الذين الأصدقاء هؤلاء ومعاشرةيتكلفون ولا يتجنون، ولا يمنون، لا إليهم. استرحنا إذا الروح ويمنحوننا دعوناهم، إذا لناهونا عنا وينأون ندعوهم، حين هونا لنا يستجيبون وإنما العلل، يتلمسون ولا المعاذير،الحياة علينا يفسدون ولا يتكذبون ولا يتعاتبون ولا يتعللون لا عنهم، ننصرف حينوأصدق الصراحة، أصرح في نفوسهم ذات على يظهروننا والنفاق، والرياء والكيد بالمكر

الوفاء. وأوفى الصدق،تحفظ، غير في ودنا نمنحهم بأن جديرون إنهم ا، حق الصفا إخوان إنهم أتعرفهم؟سيدي! يا الكتب إنهم خيرا. إلا ذلك من نجني فلن اقتصاد. غير في حبنا لهم ونخلصالقلوب، نقاء من حظوظهم وتفاوت طبائعهم، اختلاف على الناس يكتبها التي الكتب

الضمائر. وطهارة الأمزجة، واعتدال الطباع، وصفاءكله هذا تجد وذوقك؟ وعقلك قلبك غذاء فيه فتجد الكتاب تقرأ أنك عجيبا أليسكان أنه تعرف أن فعسى كاتبه عن بحثت فإذا شائب، يشوبه ولا مكدر، يكدره لا صفوا

مزاجا. وأسوأهم طبعا، وأكدرهم حياة، الناس أنكدمن يستخلص النقي وللنقاء المحض، الشر من يستخلص المحض للخير فاعجببعد لهم واحمد الناس، يكتب بما عنهم فتعز بالناس ضقت إذا صدقني الدنس. الدنسالقلوب، يجرحون وأنهم كثيرا، يحسنون قوما بينهم ولكن كثيرا، يسيئون أنهم كله هذا

الجراح. يأسون قوما بينهم ولكن

100

Page 102: مرآة الضمير الحديث · 2016. 12. 9. · f ãÿ f m ã T Pií ûP Ñ { ã Vßÿ P úíPS ûP ÿ Ñ ¢ P_ åf R þPv{J ûP f S ã ûP Ü á á F ëf `j ûP ïP ã R BRJ

الصفاء إخوان

علاتهم، على الأمر آخر واقبلهم لمحسنهم، شكرا لمسيئهم واغفر ذلك، لهم فاعرفالعلاء: أبي قول دائما واذكر

وس��م��اء؟! ل��ه أرض م��ن ف��ي��خ��رج رب��ه م��ل��ك م��ن الإن��س��ان ي��أب��ق وه��ل

101