مالحظة: هـ.1410 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات * ترتيب

)) ((. بين ما جعلت أضيفت التي * العناوينالروايات. مصادر تخريج إلى * بحاجة

الفقه

المائة بعد األول الجزء

1

2

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

المائة بعد األول الجزء

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دام

اإلسالمية الدولة كتاباألول الجزء

3

األولى الطبعةم1989 ـ هـ1410

العلوم: طباعة. نشر. توزيع. دارالفرنسي اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

4

اإلسالمية الدولة كتاباألول الجزء

5

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العــالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه ســيدناــام محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى قي

يوم الدين.

6

المقدمةالرحيم الرحمن الله بسم

هذا الكتاب وهو )الفقه: الدولة اإلسالمية( بصدد بيان الخطوط العريضة للدولة اإلسالمية، مع ذكر بعض األدلــة الدالــة على الكيفيــة الشــرعية الــتي

نذكرها بإذن الله سبحانه وتعالى، والله المستعان.

7

8

اإلسالمية(( الدولة في ))الهدف

الهدف للدولة اإلسالمية العالمية الــتي تعمــل جاهــدة ألجــل)مسألة(:اإلسالم، أمور:

إرجاع األمة الواحدة والدولة الموحدة(())[مة الواحدة، حيث إن المسلمين أاألول: مة واحــدة كمــا قــال[ إرجاع األ

[مة واحــدة﴿سبحانه: [م أ [ك [مت وقــد جعــل الرســول )صــلى اللــه،(1)﴾وإن هذه أ عليه وآله( األمة واحدة من أول يوم أسس الدولة اإلســالمية، فهنــاك كــانت

وبين البالد كمكــة،حدود جغرافية بين العشائر، كبــني تميم وبــني كالب مثال والطائف، وبين الدول كالبحرين والحجاز، باإلضافة إلى حدود كانت متجذرة في النفوس من جهة اللغة أو القوم أوما أشــبه ذلــك، وقــد جعلهــا الرســول[مــة الواحــدة [مة واحدة تحتوي خريطة اليوم لتلــك األ )صلى الله عليه وآله( أ التي كونها الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( في الحجــاز واليمن الشــمالي

[ردن ــوبي وإلى األ ــة،واليمن الجن ــه( قلع ــه وآل ــه علي ــلى الل حيث افتتح )صــكونة ــي مس ــانت أراض ــويت حيث ك ــاك، ومن الك ــة من هن ــدر القريب [كي األ

إلى غيرهــا من بالد الخليج الــتي دخلت تحت طاعــة،بالقبائل، إلى البحــرين الرسول )صلى الله عليه وآله( في العشر سنوات الــتي كــان النــبي )صــلى

الله عليه وآله( فيها في المدينة المنورة حتى التحق بالرفيق األعلي. وبعد الرسول )صلى الله عليــه وآلــه( بقيت الدولــة واحــدة وأخــذت في التوسع إلى زمان المختار، حيث تشطرت الدولة إلى النصف الشرقي الذي

والنصف الغربي الذي كــان بيــد األمــويين، وذلــك لمــا رأى،صار بيد المختار المسلمون من كثرة مظالم األمويين فـانخرطوا تحت لــواء المختـار الثقفي

)رحمه الله(. ثم ارتجعت الدولة بعد انشطار آخر بسبب ابن الزبير الذي دام

.52سورة المؤمنون: ?()19

حيث انشـطرت مــرة،حكمه زهاء خمس عشرة سنة إلى دولـة واحــدة ثانية في زمان هارون العباسي إلى قسمين: قسم منها يحكمها إدريس ابن

وذلــك حيث فــر من اإلرهــاب،عم اإلمام الصــادق )عليــه الصــالة والســالم( العباسي الجائر إلى نــواحي من إفريقيــا، وقسـم منهــا يحكمهــا العباســيون، ومنذ ذلك الوقت واالنشــطار إلي قســمين أو أقســام بــاق إلى اليــوم، حيث صارت الدولة اإلسالمية زهاء خمسين دولة في صــورة االســتقالل، أو تابعــة

كالجمهوريات اإلسالمية في االتحاد السوفيتي. فالهــدف األول من عمــل الدولــة اإلســالمية هــو: إرجــاع الدولــة،وعليه

الواحدة بإذن الله سبحانه وتعالى. والمسلمون حسب بعض اإلحصاءات األخيرة ألــف وخمســمائة مليــون، وإذا أضفنا إلى ذلك بعض األديــان األخــر الموجــودة في أراضــي المســلمين

يزيد هذا العدد القاطن في األراضي اإلسالمية. ،كأهل الكتاب ومن إليهم ال يقال: كيف يمكن ذلك والحال أن قرونا طويلة مرت على المســلمين

ولم تكن لهم دولة واحدة. ألنه يقال: باإلضـافة إلى نصـرة اللـه تعـالى لمن نصــره كمـا وعــد وهـو

نشــاهد أن الهنــد والصــين كانتــا كــذلك دوال متعـددة منــذ،أصدق الصــادقين ومع ذلك التحمت أجزاء تلــك البلــدين حــتى صــارتا في الحــالة،قرون كثير

الحاضر دولتين كبيرتين، فإحداهما وهي الهند تشتمل على تسعمائة مليــونــا في من البشر، واألخرى وهي الصين تشتمل على ألف وثلثمائة مليون كم بعض اإلحصاءات األخــيرة، فمــا المــانع من أن ترجــع دولــة المســلمين بعــد

التشتت في قرون طويلة إلى دولة واحدة عالمية.

10

إرجاع أحكام الله(())[مــة، فــإن أحكــام اإلســالم فيالثاني : إرجاع أحكام اللــه تعــالى إلى األ

عصـور اإلسـالم المختلفـة حـتى في أيـام الخلفـاء المتـأخرين من األمــويين[مة منسلخة عن تلــك األحكــام بهــذا النحــو والعباسيين ومن إليهم لم تكن األ

[مة عنها بعد سيطرة االستعمار على المسلمين. الذي انسلخب األ فـإن خلفــاء األمــويين والعباسـيين والعثمــانيين ومن إليهم )على األغلب النــادر خالفــه جــدا( كــانوا بأنفســهم وحواشــيهم ينتهكــون حرمــات اإلســالم

وســجنهم،بشرب الخمر، ولعب القمار، ومصــادرة األمــوال، وقتــل األبريــاء[مـة وتعذيبهم، وما إلى ذلك، مما هـو معـروف في التــاريخ، أمــا أن تكــون األ بكاملها تنتهج غير نهج اإلســالم، ممــا أســموه الغربيــون وعمالؤهم بالقــانون في قبال صريح القرآن والسنة، فذلك ما لم يحدث إال في أزمنة االســتعمار

بالحكام الذين حكموا المسلمين منذ قرن تقريبا.[ون إخوة﴿فبينما يقول الله سبحانه: ما الم[ؤمن ــد،(1)﴾إن ترى الكافر المتول

ــه مــا في األوطان المحدودة بحدود جغرافية استعمارية إنه من أهل البلد، لللمسلمين وعليه ما عليهم، وبينما المسلم من غير هذا البلد أجنبي.

ــوا﴿وبينما يقول الله سبحانه: ذين ظلم[ [وا إلى ال ، تــرى حكــام(2)﴾وال تركن وتخريبــا للمســلمينبالد اإلســالم يركنــون إلى أشــد الكفــار نصــبا وعــداوة

ولبالدهم. تيو﴿وبينما يقول اللـه ســبحانه وتعــالى: ره[م واألغالل ال ع[ عنه[م إصــ يضــ

ــانت عليهم ــالم(3)﴾ك ــة لإلس ــوانين المخالف ــام البالد بجعلهم الق ــرى حك ،، ت يضعون األغالل لتكبيل المسلمين، فال حرية في زراعــة أو تجــارة أو عمــارة

أو غيرها. من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم وبينما يقول الحديث الشريف:

.10سورة الحجرات: ?()1.113سورة هود: ?()2.157سورة األعراف: ?()3

11

، ترى قــوانين البالد(2)األرض لله ولمن عمرها، ويقول: (1)فهو أحق به إلى غيرها وغيرها. ،يضرب بهذين النصين عرض الحائط

واإلمامي في إيران يرى،ومن راجع كتابي السمهودي في البالد العربية ة، وكـل المحـاكم تتبـع القـوانينيمئات القوانين المخالفـة لألحكـام اإلسـالم

المستوردة، وكذلك غير المحاكم من سائر دوائر الدولة. أما تفشي السفور والخمور والقمــار والغنــاء والربــا ومــا أشــبه في بالد اإلســالم فشــيء مــدهش لم يحــدث مثلــه حــتى في أظلم عهــود اإلســالم،ــه كزمان يزيد والحجاج والمغول ومن إليهم، وحتى أن اإلمام الحســين )علي الصالة والسالم( لو بعث حيا بإذن الله تعالى في هذا اليوم لحــارب الحكــام الذين هم مستند هذه القنوانين والمنفــذين لهــا مــرات ومــرات كمــا حــارب

)عليه الصالة والسالم( يزيد في زمانه. ال شك أن يزيد من أسوأ خلق الله سبحانه وتعالى بسبب قتله الحســين

ــرام عليهم الســالم(،()عليه الصالة والسالم( والذرية الطيبة واألصحاب الكــاريخ أن ــدثنا الت وفعله بالمدينة ومكة ما هو معروف في التاريخ، لكن لم يح ،بالد اإلســالم في زمــان يزيــد كــانت تعمــل بقــوانين صــريحة في الكفر

والمخالفة للكتاب والسنة مائة في المائة، فــإن المسـلمين في زمـان يزيـد كانوا يعلمون بأحكام اإلسالم على األغلب، وإنمــا الخليفــة وحاشــيته ووالتــه

كانوا فسقة فجرة، وهذا بحث طويل لسنا بصدده اآلن. وإنما المهم أن الهــدف الثــاني من الدولــة اإلســالمية: إقامــة حكم اللــه

في الصناعة والتجارة، والزراعــة والعمــارة، وإبــداء الــرأي،،سبحانه وتعالى وإسعاف المحتاجين بسبب بيت ،وحيازة المباحات، والحريات

1()? .2()? .

12

[مة، وتعميم األمن المال، وتزويج العزاب، وتشغيل العاطلين، وتثقيف األ والصحة والرفاه، إلى غير ذلك فيهم مما هو مذكور في الكتب الفقهية، وقد

ألمعنا إليه بالمناسبات في مواردها في الفقه.

فظ األمة من االنهيار(())ح[مة من االنهيار، فـإن المسـلمين منــذ قـرن أخـذوا فيالثالث : حفظ األ وال يمر يوم إال والمسلمون في تقلص واإلســالم في انحصــار،،االنهيار التام

ــا في ــرة كم ــارى م ــطين، وللنص ــا في فلس ــرة كم ــود م فبالدهم نهب لليه الســودان ولبنــان، وللملحــدين ثالثــة كمــا في الجمهوريــات اإلســالمية الــتي اقتطعها الشيوعيون، وللهندوك رابعة كما في الهند حيث صارت الهند تحت

حكومة كافرة بعد أن كانت بيد المسلمين عشرة قرون، إلى غير ذلك. أمـــا تحـــريفهم عن اإلســـالم ونهب خـــيراتهم وتقطيـــع بالدهم وإذاللهم

وتأخيرهم وملئ السجون بهم فحدث عنها وال حرج.

إنماء األمة(()) : إنماء األمة في مختلف الميادين، فقد تقدم العالم في الصناعةالرابع

بينمــا بقي المســلمون متــأخرين بمراحــل،والنظام وما أشبه تقــدما مــذهال كثيرة، فبينمــا يصــنع الغــرب والشــرق األقمــار السـابحة في أجــواء الفضــاء والواصلة إلى القمر المنير وغــيره نســي المسـلمون أو تناســوا حــتى إنتــاج البيض والدجاج والخروف الـتي يعـرف صــنعها كـل ريفي حــتى في مجاهـل

إفريقيا، ولذا تراهم يستوردونها من الغرب والمشرق.ــد ــبيوض والزب ــات واللحــوم المجمــدة وال ــك من المعلب وال أدل على ذل

والدهن المستوردات، إلى غير ذلك.[مــة حــتى تصــل إلى الــركب وعلى هذا فعلى الدولة اإلســالمية إنمــاء األ العالمي، بل الالزم السير بها إلى أن تصل مقبض الزمام كمــا كــانت كــذلك ،منذ بزوغ اإلسالم وإلى القرون األخــيرة، حيث شــرعت أوروبــا في النهضة

وشرع المسلمون في التقهقر

13

إال شــهواتهم، ممــا داموالتخلف بســبب حكامــه الــذين لم يكن لهم هم األمر إلى اليوم، فإنك ال ترى حتى حاكما واحدا في هذا اليــوم يتجــاوز همــه

أي التابعة لقوة الوهم كالرئاســة،من شهواته الجسدية، أو شهواته الوهميةوحب السيطرة وما إلى ذلك,

،وإنماء األمة ليس بشيء سهل، بل األمر بحاجة ـ بعد استشارية الحكم كمــا ذكرنــا،وبعــد تعــدد األحــزاب الحــرة اإلســالمية المنتهيــة إلى المرجعية

تفضيل األمر في ذلك في جملة من كتبنا السياسة ـــ إلى جمــع كــل مخلص من المثقفين الــدينيين والزمنــيين ليجــدوا بالتعــاون بينهمــا الطريــق الــديني

[مة إلى األمام. الزمني الصحيح لألخذ بعضد األ

يع األمة وتكثيرها(())توس[مة، كمــا فعلــه اإلســالم بزيــادة المســلمين بســببالخامس : توسيع األ

التبليــغ والخدمــة، وقــد كنــا نحن المســلمين نفعــل ذلــك ســابقا كمــا يفعلــه التبشير المسيحي في هذا اليوم، فإن اإلســالم من األصــالة والجمــال بحيث

إن من يراه غير معاند ال بد وأن يعتنقه. وإني أرى أنه لو عرض اإلســالم الصــحيح عل ى الغــرب والشــرق وحــتى

ـون مــا ال﴿على إسرائيل وكـانت حملتـه من العـاملين باإلسـالم، ال أنـه ] يق[ول[ون رجعت حالة اإلسالم األولى، وأخذ الناس يــدخلون في دين اللــه،(1)﴾يفعل

أفواجا، وقد ال يمر حتى نصف قرن إال ورأيت أوروبــا وأمريكــا وغيرهمــا فيه بعزيز﴿عداد بالد اإلسالم . (2)﴾وما ذلك على الل

وفي اآليات الكريمة والروايات الشريفة تصريحات ونصــوص وإلماعــات.إلى ما ذكرناه من األهداف الخمسة للدولة اإلسالمية

ونحن نذكر جملة من تلك اآليات والروايات من باب النمــوذج، أمــا ذكــرتفاصيل المباحث المتعلقة بها من دالالت نصوصها وخصوصيات أسناد

.226سورة الشعراء: ?()1.17، وسورة فاطر: 20سورة إبراهيم: ?()2

14

واللــه،رواياتها فهي بحاجة إلى بسط في القــول ال تســعه هــذه العاجلةالمستعان.

آيات وروايات في األهداف الخمسة(())اسقال سبحانه: [م بين الن ا جعلنــاك خليفــة في األرض فــاحك ﴿يــا داو[د[ إن

ه ك عن سبيل الل [ضل بع الهوى في . (1)﴾بالحق و ال تتوقال تعالى: [وبــا ــه[ مكت [مي الذي يجد[ون بي األ ول الن ســ[ بع[ــون الر ذين يت ﴿ال

[حل وف و ينهاه[م عن الم[نكر و ي ه[م بالمعر[ وراة و اإلنجيل يأم[ر[ عنده[م في التتي ره[م و األغالل ال ع[ عنه[م إصـ م[ عليهم[ الخبــائث و يضـ [حـر بـات و ي له[م[ الطيــزل [ن ور الذي أ بع[ــوا الن وه[ و ات ر[ وه[ و نصــ ر[ ــه و عــز [وا ب ذين آمن كانت عليهم فال

[ولئك ه[م[ الم[فلح[ون . (2)﴾معه[ أه لقــوي عزيــز وقال سبحانه: ه[ إن الل ر[ ه[ من ينصــ[ رن الل ذين* ﴿ولينصــ[ ال

وف و نهوا وا بالمعر[ كاة و أمر[ اه[م في األرض أقام[وا الصالة و آتو[ا الز ن إن مك[م[ور ه عاقبة[ األ . (3)﴾عن الم[نكر و لل

[قطع[ــواوقال تعالى: د[وا في األرض وت [فســ [م أن ت يت ــول [م إن ت يت ﴿فهل عســ[م . (4)﴾أرحامك

ــك الحــرثوقال سبحانه: [هل [فسد فيهــا وي ى سعى في األرض لي ﴿وإذا تول[حب الفســاد ه[ ال ي سل والل * والن ــاإلثم ة[ ب ــه[ العــز ه أخذت ق الل ــه[ ات وإذا قيــل ل

م[ ولبئس المهاد[ [ه[ جهن . (5)﴾فحسب[م[وه[ و إن تع[ــدوا نعمت الله الوقال ســبحانه: ألت ــل مــا ســ ] [م من ك ﴿وآتــاك

[وم كفار [حص[وها إن اإلنسان لظل . (6)﴾ت[موقال تعالى: ك [مة واحدة وأنا رب [م أ [ك [مت ﴾وإن هذه أ ﴿(7) .

.26سورة ص: ?()1.157سورة األعراف: ?()2.41 ـ 40سورة الحج: ?()3.22سورة محمد: ?()4.206 ـ 205سورة البقرة: ?()5.34سورة إبراهيم: ?()6.52سورة المؤمنون: ?()7

15

[موقال تعالى: [ون إخوة فأصلح[وا بين أخويك ما الم[ؤمن ﴾إن ﴿(1) .موقال سبحانه: [م خباال ودوا ما عنت [ونك [م ال يأل خذ[وا بطانة من د[ونك ﴿ال تت

[م[ اآليــات ا لك ن ــد بي ــر[ ق ه[م أكب [خفي ص[د[ور[ قد بدت البغضاء[ من أفواههم وما ت[م تعقل[ون [نت . (2)﴾إن ك

صـارى أوليـاءوقـال تعـالى: ود و الن خـذ[وا اليهـ[ ـوا ال تت ] ذين آمن هـا ال ﴿يـا أيــوم ــدي الق ه ال يه ه[ منه[م إن الل [م فإن ه[م منك ــول ه[م أوليــاء[ بعض و من يت بعضــ[

ـون نخشــى * الظالمين ـ[ [سارع[ون فيهم يق[ول ذين في ق[ل[وبهم مرض ي فترى البح[وا على [صــ ــده في ه[ أن يأتي بالفتح أو أمر من عن [صيبنا دائرة فعسى الل أن ت

وا في أنف[سهم نادمين . (3)﴾ما أسر[م في الــدين و لم﴿وقــال ســبحانه: [وك [قــاتل ذين لم ي ه[ عن ال [م[ الل ال ينهــاك

طين [حب الم[قســ ه ي [قسط[وا إليهم إن الل وه[م و ت [م أن تبر [م من ديارك [خرج[وك ي[م و* [م من ديــارك [م في الــدين و أخرج[ــوك [وك ذين قاتل ه[ عن ال [م[ الل ما ينهاك إن

[ولئك ه[م[ الظالم[ون ه[م فأ وه[م و من يتول [م أن تول وا على إخراجك . (4)﴾ظاهر[ه[ ه[ــووقال تعــالى: ه إن ل على الل لم فــاجنح لهــا و توك ﴿وإن جنح[ــوا للســ

. (5)﴾السميع[ العليم[وقال سبحانه: ه[ للكافرين على الم[ؤمنين سبيال ﴾ولن يجعل الل ﴿(6) .

يا لمعاذ بن جبل(())وصاــاذ بن ــه( مع وفي التواريخ: إنه لما بعث رسول الله )صلى الله عليه وآل

مهم كتــاب اللــه، وأحســن أدبهميــا معــاذ علجبل إلى اليمن وصاه، فقــال: على األخالق الصالحة، وأنزل الناس

.10سورة الحجرات: ?()1.118سورة آل عمران: ?()2.52 ـ 51سورة المائدة: ?()3.9 ـ 8سورة الممتحنة: ?()4.61سورة األنفال: ?()5.141سورة النساء: ?()6

16

منازلهم، خيرهم وشرهم، وأنفذ فيهم أمر الله، وال تحاش في أمــره وال فإنها ليســت بواليتــك وال مالــك، وأد إليهم األمانــة في كــل قليــل،ماله أحدا

.وكثيرــركت من وعليك بالرفق والعفو في غير ترك الحق، يقول الجاهل قد ت

حق الله، واعتذر إلى آهل عملك من كل أمر خشيت أن يقع إليك منه عيب حتى يعذروك، وأمت أمر الجاهلية إال ما سنه اإلسالم، وأظهــر أمــر اإلســالم كلــه صــغيره وكبــيره، وليكن أكــثر همــك الصــالة، فإنهــا رأس اإلســالم بعــد اإلقرار بالدين، وذكر الناس بالله واليوم اآلخر، واتبع الموعظــة، فإنــه أقــوى لهم على العمل بما يحب الله، ثم بث فيهم المعلمين، وأعبد الله الذي إليــه

.ترجع، وال تخفف في الله لومة الئموأوصيك بتقــوى اللــه، وصــدق الحــديث، والوفــاء بالعهــد، وأداء األمانة،

وتـرك الخيانــة، ولين الكالم، وبــذل السـالم، وحفـظ الجــار، ورحمــة اليــتيم، وحسن العمل، وقصــر األمــل، وحب اآلخــرة، والجــزع من الحســاب ولــزوم اإليمان، والفقه في القرآن، وكظم الغيظ، وخفض الجناح، وإيــاك أن تشــتم

أو تصدق،مسلما، أو تطيع آثما، أو تعصي إماما عادال، أو تكذب إماما صادقا السر بالســر،كاذبا، واذكر ربك عند كل شجر وحجر، وأحدث لكل ذنب توبة

. والعالنية بالعالنيةيا معاذ لوال أنني أرى أن ال نلتقي إلى يوم القيامة لقصرت في الوصية

. لكنني أرى أن ال نلتقي أبداــتي ــال ال ــل الح ــاني على مث ــاذ: إن أحبكم إلي من يلق ــا مع ثم اعلم ي

.فارقتني عليها

))وصايا لعمرو بن حزم(( ولما بعث رسول الله )صلى الله عليه وآله( عمــرو بن حــزم واليــا على

كتب له كتابا عهد إليه بما نصه كما ذكره ،بني الحارث

17

المؤرخون: :ذين﴿بسم الله الرحمن الرحيم، هذا بيان من اللــه ورســوله ــا ال ه يــا أي

[وا أوف[وا بالع[ق[ود عهد من محمد النبي رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه،(1)﴾آمن:وآله( لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن

أمره بتقوى الله في أمره كله، فإن اللــه مــع الــذين اتقــوا والــذين هم محسنون، وأمره أن يأخذ بالحق كما أمره اللــه، وأن يبشــر النــاس بــالخير، ويأمرهم بــه، ويعلم النــاس القــرآن، ويفقههم فيــه، وينهي النــاس فال يمس القرآن إنسان إال وهو طاهر، ويخبر النــاس بالــذي لهم والــذي عليهم، ويلين

ــال: ،للحق، ويشتد عليهم في الظلم، فإن الله كره الظلم ونهى عنه أال﴿ فقه على الظالمين ، ويبشــر النــاس بالجنــة وبعملهــا، وينــذر النــاس(2)﴾لعنة[ الل

بالنار وعملها، ويستألف الناس حتى يفقهوا في الدين، ويعلم النــاس معــالم وما أمر الله به في الحج األكــبر والحج األصــغر وهــو،الحج وسنته وفريضته

ــا العمرة، وينهى الناس أن يصلي أحد في ثوب واحد صغير إال أن يكــون ثوب يثني طرفيه على عاتقه، وينهى الناس أن يحتبي أحد في ثوب واحد يفضــي بفرجه إلى السماء، وينهى أن يعقص أحد شــعر رأســه في قفــاه، وينهى إذا كان بين الناس يصبح عن الدعاء إلى القبائــل والعشــائر، وليكن دعــواه إلى الله عز وجل وحده ال شريك لــه، فمن لم يــدع إلى اللــه ودعــا إلى القبائــل والعشائر فليقطفوا بالسيف حتى تكون دعواه إلى الله وحده ال شريك لــه،

.ويأمر الناس بأسباغ الوضوء[مر بالصالة لوقتها، وإتمام الركوع والسجود والخشــوع،إلى أن قال: وأ

ــر ــالة العص ــمس، وص ــل الش ــاجرة حين تمي ــر باله ــبح، ويهج ويغلس بالص والشمس في األرض مدبرة، والمغرب حين يقبل الليل، ال يؤخر حــتى تبــدو

النجوم في السماء، والعشاء أول الليل، وأمر بالسعي إلى الجمعة

.1سورة المائدة: ?()1.18سورة هود: ?()2

18

إذا نودي لها، والغسل عنــد الــرواح إليهــا، وأمــره أن يأخــذ من المغــانم خمس الله، وما كتب على المؤمنين في الصدقة من العقار عشر ما سقت

وعلى ما سقي القرب نصف العشر، وفي كل عشــر،العين وسقت السماء من اإلبل شاتان، وفي كل عشرين أربــع شــياه، وفي كــل أربعين من البقــر

وفي كــل أربعين من، جــذع أو جذعة،بقرة، وفي كل ثالثين من البقــر تــبيع الغنم سائبة وحــدها شــاة، فإنهــا فريضــة اللــه لتفــترض على المؤمــنين في

. فمن زاد خيرا فهو خير له،الصدقةوإنه من أسلم من يهودي أو نصراني إســالما خالصــا من نفســه ورغب

له مثل ما لهم وعليــه مثــل مــا عليهم، ومن،في اإلسالم فإنه من المؤمنين ذكر أو أنثي،كان على نصرانيته أو يهوديته فإنه ال يرد عنها، وعلى كل حالم

أو عوضه ثيابا، فمن أدى ذلك فإن له ذمة اللـه وذمـة،حر أو عبد دينار واف صـلوات،رسوله، ومن منع ذلك فإنه عدو للـه ولرسـوله وللمؤمــنين جميعـا

انتهى عهد رسول الله، والسالم عليه ورحمة الله وبركاته،الله على محمد)صلى الله عليه وآله( إلى هنا.

يسر وال تعسر(()) فأخبرهم إن الله قــدوفي رواية: إنه )صلى الله عليه وآله( قال لمعاذ:

ــاعوا فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أط لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس وبين اللــه

. (1)حجاب يســر وال تعســر،وفي رواية أخرى: إنه )صلى الله عليه وآله( قال لــه:

. (2)وبشر وال تنفر

د مع اليهود(( ))عه حين، وذكر المؤرخون أنه كتب النبي )صلى الله عليه وآله( عهدا لليهود

وفي ذلك العهد ما نصه: ،كان في المدينة وإن يهود بني عوف

1()? . 2()? .

19

لليهود دينهم وللمســلمين دينهم ومــواليهم وأنفســهم،أمة مع المؤمنين. (1)وإال من ظلم وأثم

ى نجران(())مع نصار كتب ألهــل نجــران وكــانوا من)صــلى اللــه عليــه وآلــه( كما ذكروا: إنــه

النصارى، وقصة المباهلة في هذا الصدد مشهورة، ما نصه: ( صلى اللهوالنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله

على أنفســهم وملتهم وأرضــهم وأمــوالهم وغــائبهم وشــاهدهمعليــه وآلــه( ال يغيروا ما كانوا عليه، وال يغير حق من حقوقهم،وعيرهم وبعثهم وأمثلتهم

وأمثلهم، ال يفتن أسقف من أسقفيته، وال راهب من رهبانيتــه، وال واقــه من.وقاهيته على ما تحت أيديهم من قليل أو كثير

والواقه عبارة عن ولي العهد في تلك اللغة كما ذكروا.

أهل أيلة(())مع وفي كتابه: )صلى الله عليه وآله( إلى أهل أيلة ما نصه:

هذه أمنة من الله ومحمد النبي رسول اللـه،بسم الله الرحمن الرحيم ليوحنــة بن روبــة وأهــل أيلــة ولســفنهم ولســيارتهمصلى الله عليــه وآلــه( )

ــه( ذمة الله وذمة محمد النبي )،ولبحرهم ولبرهم ــه وآل ولمنصلى الله علي. كان معهم من كل مار الناس من أهل الشام واليمن وأهل البحر

يات أخرى(())روا اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة فيوفي نهج البالغة:

ســلطان، وال التمــاس شــيء من فضــول الحطــام، ولكن لــنرد المعــالم من دينــك، ونظهــر اإلصــالح في بالدك، فيــأمن المظلومــون من عبــادك، وتقــام

.(2)المعطلة من حدودك وقال عبدالله بن عباس: دخلت على أمير المؤمنين )عليه السالم( بــذي

،، فقلت: ال قيمــة لهاما قيمة هــذه النعلقار وهو يخصف نعله، فقال لي: والله لهي أحب إلي من فقال )عليه السالم(:

1()? . 2()? .

20

.(1)إمرتكم إال أن أقيم أو أدفع باطالــه الصــالة والســالم( كمــا في )نهج البالغــة( من رد ادعــاء،وقــال )علي

هؤالء يقولون: ال إمرة إال لله، وإنــه ال بــد للنــاس من أمــير بــر أوالخوارج: فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ الله فيها األجل،ــه للضــعيف من يجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ ب

.(2)القوي حتى يستريح بر ويستراح من فاجرــوالوقال )عليه الصالة والسالم( في خطبته )الشقشقية( المشهورة: ل

حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن الــا، ــا على غاربه ــوم، أللقيت حبله يقــاروا على كظــة ظــالم، وال ســغب مظل ولسقيت آخرها بكأس أولها، وأللفيتم دنيــاكم هــذه أزهــد عنــدي من عفطــة

.(3)عنزــير ــوال أعطيت غ ــره من أم ــا ذك ــه الصــالة والســالم( فيم ــال )علي وق

والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به األماء لرددتــه، فــإنمشروعة: .(4)في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق

إنه ليس على اإلمام مما حمــل من أمــروقال )عليه الصالة والسالم(: ربه إال البالغ في الموعظة، واالجتهاد في النصيحة، واإلحياء للســنة، وإقامــة

.(5)الحدود على مستحقيها، وإصدار السهمان على أهلها[مــة من إمــام يقــول بــأمرهم،وقــال )عليــه الصــالة والســالم(: البــد لأل

فيــأمرهم وينهــاهم، ويقيم فيهم الحــدود، ويجاهــد العــدو، ويقســم الغنــائم، ويحــذرهم مــا فيــه،ويفــرض الفــرائض، ويعــرفهم أبــواب مــا فيــه صــالحهم

وإال سقطت الرغبــة،مضارهم، إذ كان األمر والنهي أحد أسباب بقاء الخلقوالرهبة، ولم يرتدع أحد، ولفسد

1()? . 2()? . 3()? . 4()? . 5()? .

21

التدبير، كان ذلك سببا لهالك العباد، فتمام أمر البقــاء والحيـاة والطعــامــر والشراب والمساكن والمالبس والمناكح من النساء والحالل والحرام األم

ووجــدنا،والنهي، إذ كان سبحانه لم يخلقهم بحيث يستغنون عن جميــع ذلك أول المخلوقين وهو آدم )عليه السالم( لم يتم لــه البقـاء والحيــاة إال بــاألمر

.(1)والنهيــواجب فيوقال )عليه الصالة والسالم( في كتاب كتبه إلى معاوية: وال

،حكم الله وحكم اإلســالم على المســلمين بعــد مــا يمــوت إمــامهم أو يقتل ،ضاال كان أو مهتديا حالل الدم أو حــرام الــدم، أن ال، مظلوما كان أو ظالما

وال يقدموا يدا وال رجال، وال يبدؤوا بشيء قبــل،يعملوا عمال، وال يحدثوا حدثاــع أن يختاروا ألنفسهم إماما عفيفا، عالما ورعا، عارفا بالقضاء والسنة، يجم أمرهم، ويحكم بينهم، ويأخذ للمظلوم من الظالم حقـه، ويحفـظ أطـرافهم،

.(2)ويجببي فيئهم، ويقيم حجتهم ويجببي صدقاتهم فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمــاموقال )عليه الصالة والسالم(:

.(3) وأمات بدعة مجهولة، فأقام سنة معلومة، هدي وهدى،عادل على اإلمــام أن يعلم أهــل واليتــه حــدودوقال )عليه الصالة والســالم(:

.(4)اإلسالم واإليمان إن لي عليكم حقا ولكم علي حــق، فأمــاوقال )عليه الصالة والسالم(:

حقكم علي فالنصيحة لكم، وتوفــير فــيئكم عليكم، وتعليمكم كي ال تجهلــوا، وتأديبكم كي ما تعلمـوا، وأمـا حقي عليكم فالوفـاء، بالبيعـة، والنصـيحة في

.(5)آمركمين المشهد والمغيب، واإلجابة حين أدعوكم، والطاعة ح

1()? . 2()? . 3()? . 4()? . 5()? .

22

مكــان القيم بـاألمر مكــان النظـام منوقال )عليـه الصـالة والسـالم(: ــإذا انقطــع تفــرق الخــرز وذهب، ثم لم يجتمــع ــه ويضــمه، ف الخــرز، يجمع

.(1)بحذافيره أبدا إلى غيرهــا من الكلمــات الكثــيرة المــذكورة في )نهج البالغــة( وغــيره،

ــه إلى مالــك األشــتر حيث واله مصر ممــا ال داعي إلى ذكــر،خصوصــا كتابجميعه.

ــه،وعن الباقر )عليه السالم( إنه قال: قال رسول الله )صــلى اللــه علي ال تصلح اإلمامة لرجل إال فيه ثالث خصال، ورع يحجزه عن معاصــيوآله(:

الله، وحلم يملك بــه غضــبه، وحســن الواليــة على من يلي حــتى يكــون لهم.(2)كالوالد الرحيم

اتقــوا قــال: ،وفي رواية أخــرى، عن الصــادق )عليــه الصــالة والســالم(ــادل في ــاء، الع ــالم بالقض ــام الع ــا هي لإلم ــة إنم ــإن الحكوم ــة ف الحكوم

.(3)المسليمن، لنبي أو وصي نبي قــال:، عن الرضا )عليه الصــالة والســالم(،وفي خبر الفضل بي شاذان

فإن قال: فلم جعل أولي األمر وأمر بطاعتهم(4) .على ما تقدم ، إن اإلمامــة زمــام قال: ،وفي رواية أخرى، عنه )عليه الصالة والسالم(

الدين، ونظام المسلمين، وصالح الدنيا، وعـز المؤمـنين، إن اإلمامـة أسـس اإلسالم النامي، وفرعــه الســامي، باإلمــام تمــام الصــالة والزكــاة، والصــيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإقامــة الحــدود واألحكــام، ومنــع الثغور واألطراف، اإلمام يحل حالل اللــه، ويحــرم حــرام اللــه، ويقيم حــدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة

.(5)والحجة البالغة

1()? . 2()? . 3()? . 4()? . 5()? .

23

بشروطها(( اإلسالمية الحكومة إقامة)) إقامة حكم اإلسالم في زمن الغيبــة بواســطة نــواب اإلمــام)مسألة(:

من أوجب،المهدي )عجل اللــه تعــالى فرجــه( الجــامعين لشــرائط الفتــوىالواجبات، وذلك ألمور:

إسالم دين ودنيا(())النــا آتنــااألول: إن اإلسالم دين ودنيا، قــال سـبحانه: ﴿ومنه[م من يق[ــول[ رب

ار نة وقنــا عــذاب الن [ولئك له[م نصــيب* في الدنيا حسنة وفي اآلخــرة حســ أ[وا ، والحسنة مطلقة، إذ يراد بها حسنة واحدة أو عــدة حســنات،(1)﴾مما كسب

كما ذكرنا ذلك في األصول. ومن أهم الحسنة إقامــة الدولــة اإلســالمية، إذ بــدونها ال تقــام األحكــام،

ليس منــاويعطل كثير من شرائع اإلسالم، كمــا هــو واضــح، وفي الحــديث: .(2) وليس منا من ترك دنياه آلخرته،من ترك آخرته لدنياه

أسي باألنبياء(())الت ، بضميمة استصحابعليهم السالم(: األسوة باألنبياء السابقين )الثاني

الشرائع الســابقة فيهم، فــإن من قــدر منهم على إقامــة دين اللــه ســبحانه[م﴿واألخذ بالحكم فعل ذلك بكل ما أوتي قوة، ســبحانه: ــد بعث لك ه ق إن الل

[وت ملكا . (3)﴾طاله[ الم[لك والحكمةوقال تعالى: [وت وآتاه[ الل ﴾وقتل داو[د[ جال ﴿(4) .

[موقال سبحانه: ه عليك وا نعمت الل ـر[ ـ[ ﴿وإذ قال م[وسى لقومه يا قوم اذك [م م[ل[وكا [م أنبياء وجعلك . (5)﴾إذ جعل فيك

ــاه[ الحكمــة ووقال تعالى في داود )عليه السالم(: ﴿و شددنا م[لكه[ و آتين. (6)﴾فصل الخطاب

: ليه السالم(وقال تعالى في سليمان )ع ﴿رب اغفــر لي و هب لي م[لكــا. (7)﴾ال ينبغي ألحد من بعدي

.202 ـ 201سورة البقرة: ?()12()?. .247سورة البقرة: ?()3.251سورة البقرة: ?()4.20سورة المائدة: ?()5.20سورة ص: ?()6.35سورة ص: ?()7

24

وقــال تعــالى: ــراهيم الكتــاب والحكمــة وآتينــاه[م م[لكــا ﴿فقــد آتينــا آل إب . (1)﴾عظيما

ــني من: عليــه الســالم(وقــال ســبحانه في قصــة يوســف ) ﴿رب قــد آتيتمتني من تأويل األحاديث . (2)﴾الم[لك وعل

ــره، ــا ال حاجــة إلى ذك ــك مم ــدل على ذل ــا ي ــد ورد في األحــاديث م وق وقصصهم )عليهم الصالة والســالم( موجــودة في كتــاب قصــص األنبيــاء من

البحار وغيره.

أسي برسول الله والعترة عليهم السالم(())الت فإنه طبق اإلســالم،: األسوة برسول الله )صلى الله عليه وآله(الثالث

بما ال يحتاج إلى الدليل لوضوحه، وكذلك فعل علي )عليه الصالة والســالم( أمــا ســائر األئمــة )عليهم الســالم( فلم،والحســن )عليــه الصــالة والســالم(

يمهلهم األعداء على التطبيق.

دليل العقل على الحكم(()) : دليل العقــل، فــإن األمــر دائــر: بين الفوضــى والهــرج والمــرج،الرابع

لى اللــه عليــهوبين قيادة الظلمــة، وبين حكم العــدول خلفــاء الرســول )صــ، ونواب األئمة )عليهم الصالة والسالم(.اللهم ارحم خلفائي بقوله: وآله(

وال شك أن العقل يدل على الثالث دون األولين. عن رسول، جملة من الروايات: ففي شرح ابن الميثم البحرانييؤيدهو

. اإلمام الجائر خير من الفتنة قال: ،الله )صلى الله عليه وآله( إن اللــه ليؤيــد هــذا الــدين بقــوم الوعنه )صلى الله عليه وآلــه( أيضــا:

. خالق لهم في لهم في اآلخرة. إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاسقوفي رواية أخرى:

.54سورة النساء: ?()1.101سورة يوسف: ?()2

25

عن علي )عليه الصــالة والســالم( إنــه قــال:،وفي الغرر والدرر لآلمديوالظلوم الغشوم خير من فتنة تدوم .

أســد قــال: ،وفي البحار، عن أمير المؤمــنين )عليــه الصــالة والســالم(. (1) وسلطان ظلوم خير من فتنة تدوم،حطوم خير من سلطان ظلوم

داللة الروايات(())ــاظ ــف األلف ــك بمختل ــة على ذل ــواترة الدال ــات المت ــامس: الرواي ،الخ

بالمعلوم أو غير العموم: ساعة إمام عدل أفضلمثل ما عن رسول الله )صلى الله عليه وآله(:

من عبادة سبعين سنة، وحد يقــام للــه في األرض أفضــل من مطــر أربعين .(2)صباحا

ــه علىوعن علي )عليه الصالة والسالم(: أفضل ما من الله ســبحانه ب. كما في )الغرر والدرر(. (3)عباده علم وعقل وملك وعدل

.(4)إمام عادل خير من مطر وابلوعنه )عليه الصالة والسالم(: ليس ثواب عنــد اللــه ســبحانه أعظم منوعنه )عليه الصالة والسالم(:

.(5)ثواب السلطان العادل والرجل المحسن وفي رواية الفضل بن شاذان التي رواها عن اإلمام الرضا )عليه الصالة

ــل قال: ،والسالم( فإن قال: فلم جعل أولوا األمر وأمر بطاعتهم، قيل: لعل كثيرة، منها: إن الخلق أما وقفوا على حد محدود، وأمروا أن ال يتعــدوا ذلــك

لم يكن يثبت ذلك وال يقوم إال بأن يجعل عليهم، لما فيه من فسادهم،الحد أمينا، يمنعهم من التعدي والدخول فيمــا حظــر عليهم، ألنــه لــو لم كن ذلــك

أحــد ال يــترك لكان كذلك لذتــه ومنفعتــه لفســاد غــيره، فجعــل عليهم قيمــا حدود واألحكام، ومنها: إنا ال نجد فرقــة منيمنعهم من الفساد، ويقيم فيه ال

الفرق وال ملة من الملل بقوا

1()? .2()? . 3()? . 4()? . 5()? .

26

ــدنيا، فلم،وعاشورا إال بقيم ورئيس لما ال بد لهم منه في أمر الدين وال يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه ال بد لهم منــه وال قــوام لهم إال بــه، فيقـــاتلون بـــه عـــدوهم، ويقســمون بـــه فــيئهم، لهم جمعتهم وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم، ومنها أنه لو لم يجعــل لهم إمامــا قيما أمينا حافظـا مسـتودعا لدرسـت الملـة، وذهب الـدين، وغــيرت السـنة واألحكام، ولزاد فيه المبطلـون، ونقص منـه الملحـدون، وشـبهوا ذلـك على المسلمين، ألنا قد وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين مع اخالفهم واختالف أهوائهم وتشتت أنحائهم، فلو لم يجعل لهم قيما حافظا لما جاء بهــا، وغــيرت الشــرائع الرسول )صلى الله عليه وآله( لفسدوا على نحو ما بين

.(1)والسنن واألحكام واإليمان، وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين قــال: دخــل رجــل المســجد فقــال: ال حكم إال للــه،،وعن أبي البخــتري

ال حكم إال لله، إن وعد الله حــق، وال يســتخفنكفقال علي )عليه السالم(: الذين ال يوقنون، فما تدرون ما يقولون، هؤالء يقولون: ال إمارة أيها النــاس، إنه ال يصلحكم إال أمير بــر أو فــاجر، قــالوا: هـذا الــبر قــد عرفنــاه فمــا بــال

ويجاهــد عــدوكم، ويؤخــذ،الفــاجر، فقــال: يعمــل المــؤمن، ويقســم فــيئكم، كذا في كتاب الجمل. (2)للضعيف من القوي، أو قال: من الشديد منكم

وفي )نهج البالغة( قــال: من كالم لــه )عليــه الســالم( في الخــوارج لمــا كلمة حق يراد بها الباطل،سمع قولهم ال حكم إال لله، قال )عليه السالم(:

نعم إنه ال حكم إال لله، ولكن هؤالء يقولون ال إمرة إال لله،

1()? . 2()? .

27

وأنه البد للناس من أمير بر أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، ويستمتع فيها الكافر، ويبلغ فيها األجل، ويجمع به الفيء، يقاتل به العــدو، وتــؤمن بــه

ــه للضــعيف من القــوي حــتى يســتريح بر ويســتراح من،الســبل، وتؤخــذ ب.(1)فاجر

حكم اللــهوفي رواية أخرى إنه )عليه السالم( لما سمع تحكيمهم قال: أمــا اإلمــرة الــبرة فيعمــل فيهــا التقي، وأمــا اإلمــرة، قــال: انتظــر فيكم

.(2)الفاجرة فيتمتع فيها الشقي إلى أن تنقطع مدته وتدرك منيته عن أمير المؤمنين )عليه، عن تفسير النعماني،وفي المحكم والمتشابه

األمر والنهي وجه واحد، ال يكــون معنــد من معــاني قال: ،الصالة والسالم( األمر إال ويكون بعد ذلك نهي، وال يكون وجه من وجوه النهي إال ومقرون به

ول إذا﴿األمر، قــال اللــه تعــالى: ســ[ ه و للر [وا لل تجيب ـوا اســ ـ[ ذين آمن هــا ال يــا أي[م [حييك [م لما ي ،، وأخبر سبحانه أن العبــاد ال يحيــون إال بــاألمر والنهي(3)﴾دعاك

[ولي األلبــاب﴿كقوله تعــالى: [م في القصــاص حيــاة يــا أ ، ومثلــه قولــه(4)﴾ولك[وا الخير﴿تعالى: ــذا أوضــح(5)﴾وافعل ، فالخير هو سبب البقاء والحياة، وفي ه

[مة من إمام يقــوم بــأمرهم، فيــأمرهم وينهــاهم، ويقيم دليل على أنه البد لألــائم، ويفــرض الفــرائض، ــدو، ويقســم الغن فيهم الحــدود، ويجاهــد فيهم الع ويعرفهم أبواب ما فيه صالحهم، ويحذرهم ما فيــه مضــارهم، إذ كــان األمــر

وإال سـقطت الرغبــة والرهبــة، ولم يرتـدع،والنهي أحد أسـباب بقــاء الخلق ولفسد التدبير، وكان ذلك سببا لهالك العباد، وتمام أمــر البقــاء والحيــاة في الطعــام والشــراب والمســاكن والمالبس والمنــاكح من النســاء، والحاللــان ســبحانه لم يخلقهم بحيث يســتغنون عن ــر والنهي، إذ ك والحــرام واألم

ووجدنا أول المخلوقين ،جميع ذلك

1()? . 2()? . .24سورة األنفال: ?()3.179سورة البقرة: ?()4.77سورة الحج: ?()5

28

،(1)وهو آدم )عليه السالم( لم يتم لــه البقــاء والحيــاة إال بــاألمر والنهيإلى آخر الحديث.

وفي كتاب ســليم بن قيس: إن عليــا )عليــه الصــالة والســالم( قــال في حديث له: والجواب في حكم اللــه وحكم اإلســالم على المســلمين بعــد مــا

،يموت إمامهم أو يقتل ، ضاال كــان أو مهتــديا حالل، مظلومــا كــان أو ظالمــا الدم أو حرام الدم، أن ال يعملوا عمال، وال يحــدثوا حــدثا، وال يقــدموا يــدا وال رجال، وال يبدؤوا بشيء قبل أن يختاروا ألنفسهم إماما عفيفــا، عالمــا ورعــا،

يجمــع أمــرهم، ويحكم بينهم، ويأخــذ للمظلمــوم من،عارفا بالقضاء والسنةــبي ــيئهم، ويقيم حجتهم، ويج ــبي ف ــظ أطــرافهم، ويح ــه، ويحف الظــالم حق صدقاتهم، ثم يحتكمون إليه في إمامهم المقتول ظلما، ليحكم بينهم بالحق، فإن كان إمامهم قتل مظلوما حكم ألوليائه بدمه، وإن كان قتل ظالما نظــر كيف الحكم في ذلك، هذا أول ما ينبغي أن يفعلوه، أن يختاروا إمامــا يجمــع أمرهم إن كانت الخيرة لهم، ويتابعوه ويطيعــوه إن كــانت الخــيرة إلى اللــه عز وجل وإلى رسوله )صلى الله عليه وآله( فان الله قد كفـاهم النظـر في ذلك واالختيار، ورسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( قــد رضــي لهم إمامــا، وأمــرهم بطاعتــه واتباعــه، وقــد بــايعني النــاس بعــد قتــل عثمــان، وبــايعني المهاجرون واألنصار بعد ما تشاوروا في ثالثة أيام، وهم الذين بايعوا أبا بكر وعمــر وعثمــان، وعقــدوا إمــامتهم، ولي ذلــك أهــل بــدر والســابقة من المهاجرين واألنصار، غير أنهم بايعوهم قبلي على غير مشــورة من العامــة، وإن بيعتي كانت بمشورة من العامة، فإن كان الله جل اسمه جعل االختيار إلى األمــة وهم الــذين يختــارون وينظــرون ألنفســهم واختيــارهم ألنفســهم

ونظرهم لها خير

1()? . 29

ــه بيعــة،لهم من اختيار الله ورسوله لهم وكان من اختاروه وبايعوه بيعت هدى وكان إماما واجبا على النــاس طاعتــه، فقــد تشــاوروا في، واختــاروني بإجماع منهم، وإن كان الله عز وجل الذي يختار ولــه الخــيرة فقــد اختــارني لألمــة، واســتخلفني عليهم، وأمــرهم بطــاعتي ونصــرتي في كتابــه المــنزل،

فــذلك أقــوى لحجــتي وأوجب لحقي،وســنة نبيــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(الحديث.

ــول، عن جعفر،وعن السكوني عن أبيه )عليهما السالم(، قال: قال رس وإذا،صلحا صلحت أمــتيإذا ،صنفان من أمتيالله )صلى الله عليه وآله(:

. فسدا فسدت أمتي، قيل: يا رسول الله ومن هما، قال: الفقهاء واألمراء عن أبي عبد الله )عليــه السـالم(: إن رســول اللــه،وعن ابن أبي يعفور

ــرؤ مســلم)صلى الله عليه وآله( قال: إخالص،ثالث ال يغل عليهن قلب ام العمل لله، والنصيحة ألئمـة المسـلمين، واللـزوم لجمــاعتهم، فـإن دعـوتهمــذمتهم محيطــة من ورائهم، المســلمون أخــوة تتكــافؤ دمــاؤهم، ويســعي ب

. أدناهم من فــارق جماعــة قــال: ، عن الصــادق )عليــه الســالم(،وعن الحلــبي

. المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة اإلسالم عن عنقه وعن أمالي المفيد بسنده عن ابن عباس قال: قال رسـول اللـه )صـلى

الله عليه وآله(: اسمعوا وأطيعوا لمن واله الله األمر، ألنه نظام اإلسالم. ، إلى أن فرض الله اإليمان تطهيرا من الشركوفي نهج البالغة:

30

[مة، والطاعة تعظيما لإلمامةقال: . واإلمامة نظاما لأل من فــارق جماعــة عن الصــادق )عليــه الســالم(، قــال: ،وعن الحلــبي

. المسلمين ونكث صفقة اإلمام جاء إلى الله أجذم ألزمــوا الســواد األعظم، فــإن يــد اللــه علىوفي )نهج البالغــة( أيضــا:

الجماعة، وإياكم والفرفة، فإن الشاذ من النــاس للشـيطان، كمــا أن الشـاذــذئب، اال من دع ــان تحتىمن الغنم لل ــو ك ــاقتلوه ول ــعار ف ــذا الش إلى ه

. عمامتي هذه ن هــؤالء قــد تمــالوا علىإ عنــه )عليــه الصــالة والســالم(: ،وفيــه أيضــا وسأصبر ما لم أخف على جماعتكم، فــإنهم إن تممــوا على،سخطة أمارتي

. فيالة هذا الرأي انقطع نظام المسلمين ــاألمر عن علي )عليه الصالة والسالم( قال: ،وفيه أيضا ومكــان القيم ب

مكان النظام من الخرز، يجمعه ويضمه، فــإذا انقطــع النظــام تفــرق الخــرز . وذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا

وأعظم مــا افــترض اللـه إنه )عليه الصــالة والسـالم( قــال: ،وفيه أيضا ،سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية، وحق الرعية على الوالي

فريضة فرضها اللــه ســبحانه لكــل على كــل، وجعلهــا نظامــا أللفتهم، وعــزا لدينهم، فليست تصلح الرعية إال بصالح الوالة، وال يصلح الوالة إال باســتقامة

وأدى الوالي إليها حقها عز الحــق،الرعية، فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه بينهم، وقامت مناهج الــدين، واعتــدمت معــالم العــدل، وجــرت على إذاللهــا الســنن، فصــلح بــذلك الزمــان، وطمــع في بقــاء الدولــة، ويئســت مطــامع

األعداء، وإذا

31

أو أجحــف الــوالي برعيتــه اختلفت هنالــك الكلمــة،،غلبت الرعية واليها وظهرت معالم الجور، وكثر اإلذالل في الدين، وتركت محاج السنن، فعمــل بالهوي، وعطلت األحكام، وكثرت علل النفوس، وال يســتوحش لعظيم حــق عطل، وال لعظيم باطل فعل، فهنالــك تــذل األبــرار، وتعــز األشــرار، وتعظم

. تبعات الله عند العباد سمعت رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( يقــول في غــير،وفيه أيضا

. لم تقدس أمة ال يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتعموطن: وفي اختصاص المفيد، إنه قد روي بعضهم عن أحــدهم )عليهم السـالم(

الدين والسلطان أخوان توأمان، ال بد لكل واحد منها من صــاحبه،إنه قال: وما ال حــارس لــه،والدين أسس والسلطان حارس، وما ال أسس له منهدم

. ضائع ال بــد من أمــارة ورزقوعن علي )عليــه الصــالة والســالم( إنــه قــال:

ــب، لألمير، وال بد من عريف ورزق للعريف، وال بد من حاسب ورزق للحاس وال بد من قاض ورزق للقاضي، وكـره أن يكـون رزق القاضــي على النــاس

. الذين يقضي لهم، ولكن من بيت المالــه الصــالة والســالم(،وفي تحــف العقــول ــال: ، عن الصــادق )علي ال ق

يستغني أهل كل بلد عن ثالثة يسعى إليهم في أمــر دنيــاهم وآخــرتهم، فــإن. عدموا ذلك كانوا همجا، عالم ورع، وأمير خير مطاع، وطبيب بصير ثقة

32

كــل من قــال: ، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(،وعن محمد بن مسلم دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه وال إمام له من اللــه فســعيه غــير

ــذه إلى أن قال: ،مقبول، وهو ضال متحير والله يا محمد، من أصبح من ه األمة ال إمام له من الله عز وجل ظاهر عادل أصــبح ضــاال تائهــا، وإن مــات على هذه الحالـة مــات ميتـة كفـر ونفـاق، واعلم يــا محمـد إن أئمـة الجـور

.وأتباعهم لمعزولون عن دين الله فضلوا وأضلوا من مــات وليس عليــه إمــام عن الصادق )عليه السالم(: ،وعن الحلبي

. حي ظاهر مات ميتة جاهلية منوعن أبي الجارود، قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:

. مات وليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة جاهلية بناءا على أن هــذه الروايــات أعم من األئمــة )عليــه الســالم( في زمــان حياتهم وظهــورهم، ومن الفقهــاء وهم خلفــاؤهم ونــوابهم في زمــان الغيبــة

كزماننا هذا. ال يقال: كيف يكون مــوت من لم يعــرف الفقيــه العــادل المنصــوب من

قبلهم )عليهم الصالة والسالم( ميتة جاهلية. من مــات بغــيرفإنه يقال: قد ورد عن النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:

ــدم،وصية مات ميتة جاهلية فالجاهلية أعم من ترك األصول أو الفروع، فع ميتــة جاهليــة شــديدة لعــدم معرفــةعليه الســالم( معرفة اإلمام المعصوم )

وعدم معرفة غيره لیس من قبيل ما ذكرته لمعصوم. ،األصول قال: قال رســول اللــه )صــلى اللــه،وعن حفص بن عون في مرفوعته

ساعة إمام عدل أفضل من عبادة سبعين سنة، عليه وآله(:

33

. وحد يقام لله في األرض أفضل من مطر أربعين صباحاــاء وقد ذكرنا في بعض کتبنا الفقهية: أن الحد ليس فقط ما ذكره الفقه

بل كل حد مرتبط بعبادة أو معاملة أو ما أشبه. ،في كتاب الحدود يوم واحد من سلطان عادل خــير منوعنه )صلى الله عليه وآله( قال:

. مطر أربعين يوما، وحد يقام في األرض أزكى من عبادة ستين سنةــادوفي )نهج البالغة(، قال )عليه الصالة والسالم(: فاعلم أن أفضل عب

ة معلومــة، وأمــات بدعــةدى، فأقــام سنــدي وه[ــالله عند الله إمام عــادل ه ل بــه، فأمــات ســنة[ــل وغــمجهولة، وإن شر الناس عنــد اللــه إمــام جــائر غ

. بدعة متروكةىمأخوذة، وأحي واليــة أهــل قــال: ، عن الصــادق )عليــه الســالم(،وعن دعــائم اإلســالم

العدل الذين أمر الله بواليتهم وتوليتهم وقبولها والعمل لهم فــرض من اللــه عز وجل وطاعتهم واجبة، وال يحل لمن أمــروه بالعمــل لهم أن يتخلــف عن أمرهم، ووالية أهــل الجــور وأتبــاعهم والعــاملون لهم في معصــية اللــه غــير

. جائزة لمن دعوه إلى خدمتهم والعمل لهم وعونهم وال القبول منهم ،فوجــه الحالل من الوالية عنه )عليه السالم( قــال: ،وفي تحف العقول

ــه والية الوالي العادل الذي أمر الله بمعرفته وواليته، والعمــل لهم في واليت ووالية والته ووالة والته بجهة ما أمر الله بــه الــوالي العــادل بال زيــادة فيمــا أنزل الله به وال نقصان منه وال تحريف لقوله وال تعد ألمره إلى غـيره، فـإذا

صار الوالي والي عدل بهذه الجهة فالوالية

34

وحالل الكســب،له والعمل معه ومعونته في واليته وتقويته حالل محلل معهم، ذلك أن في والية والي العدل ووالته إحياء كل حق وكل عدل، وإماتة

والمعين له،كل ظلم وجور وفساد، فلذلك كان الساعي في تقوية سلطانه. على واليته ساع إلى طاعة الله مقويا لدينه

ومن المعلوم أن الفقهاء العدول هم والة من قبل الوالي المنصوب من يهمالله سبحانه بالنص، فإن الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( واألئمــة )عل

ــدولالسالم( هم منصبون من قبل الله سبحانه وتعالى بالنص، والفقهاء العالجامعون للشرائط هم منصوبون من قبلهم بالعموم.

،الملــوك حكــام على النــاسوعن الصــادق )عليــه الصــالة والســالم(: . والعلماء حكام على الملوك يــوم قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: ،وعن عبد الله بن سنان

إمــامهم الــذي بين أظهــرهم، وهــو قــائم قال: ،(1)ندعوا كل أناس بإمامهم. أهل زمانه

ثالثة يــدخلهم اللــه قال: ، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن عجالن فأما الذين يدخلهم، وثالثة يدخلهم الله النار بغير حساب،الجنة بغير حساب

الله الجنة بغير حساب: فإمام عادل، وتاجر صدوق، وشيخ أفــنى عمــره في طاعة الله عز وجل، وأما الثالثة الذين يدخلهم الله النار بغير حساب: فإمام

. جائر، وتاجر كذوب، وشيخ زان من تــولى أمــرا من قــال: ، عن الصادق )عليــه الســالم(،وعن الشحام

أمور الناس فعدل، وفتح بابه، ورفع ستره، ونظر في أمور

.71سورة اإلسراء: ?()135

الناس، كان حقا على الله عز وجل أن يؤمن روعته يوم القيامة ويدخله. الجنة

وفي الغرر والــدرر، كلمــات متعــددة عن اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــهالصالة والسالم( في هذا الموضوع يفيد ما نحن فيه، مثل:

إذا بني الملك على قواعــد ودعم بــدعائمقوله )عليه الصالة والسالم(: . العقل نصر الله مواليه وخذل معاديه

. العلماء حكام على الناسوقوله )عليه السالم(: . دولة العادل من الواجباتوقوله )عليه الصالة والسالم(:

ن اللــه ســبحانه بــه على عبــاده علمأفضل ما موقوله )عليه السالم(: . وعقل وملك وعدل

ــبحانه أعظم منوقوله )عليه الصالة والسالم(: ليس ثواب عند الله س. ثواب السلطان العادل والرجل المحسن

. من حسنت سياسته وجبت طاعتهوقوله )عليه الصالة والسالم(: . إمام عادل خير من مطر وابلوقوله )عليه الصالة والسالم(:

. من أعود الغنائم دولة األكارموقوله )عليه السالم(: . أجل الملوك من ملك نفسه وبسط عقلهوقوله )عليه السالم(: . خير الملوك من أمات الجور وأحيى العدلوقوله )عليه السالم(:

36

ــدل في،أفضل الملوك من حسن فعله ونيتهوقوله )عليه السالم(: وع. جنده ورعيته

ومن المعلـــوم أن المـــراد بالملـــك من يملـــك األمـــر أعم من الملـــك االصطالحي وإن أمكن الجمع بينهما شرعا أيضا، كما في بعث الله ســبحانه

﴿طالوت ملكا، بينما كان النبي موجــودا، وقــال ســبحانه في آيــة أخــرى: وإذ[م أنبيــاء و [م إذ جعــل فيك ه عليك وا نعمت الل ــر[ ] قال م[وسى لقومه يا قــوم اذك

[ؤت أحدا من العالمين [م ما لم ي [وكا و آتاك [م م[ل . (1)﴾جعلك وفي روايات كثيرة قد تعدو الخمســين في بــاب: القضــاء، والشــهادات،

والقصاص، وغيرها لفظ )اإلمــام( الــذي يظهــر من بعض،والحدود، والديات القرائن الداخلية والخارجية أن المراد به في أشباه هذه الموارد فقط األعم

من اإلمام المنصوص ونوابه في حال الحضور والغيبة. فيعليهما السالم( فإن الرسول )صلى الله عليه وآله( وعليا والحسن )

زمان قيــامهم كــان لهم نــواب في البالد البعيــدة، فكــان حكمهم في إجــراء األحكــام تابعــا لهم )عليهم الســالم(، وأي فــرق بين زمــان الحضــور وزمــان

الغيبه في ذلك.

أدلة تولي الفقهاء العدول(())من ،وباإلضافة إلى األدلة السابقة التي ذكرناهــا إجمــاال في األمــر مؤيــدات

وأحيانا تكون أدلة للتــولي في زمـان الغيبـة من قبـل الفقهـاء العـدول وهيأمور:

يام باألمر مع وجود الناصر(())القــه الصــالة والســالم(: ــة( عن علي )علي ــا في )نهج البالغ ــااألول: م أم

والذي فلق الحبة، وبرئ النسمة، لوال حضور الحاضر، وقيــام الحجــة بوجــود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن ال يقاروا على كظــة ظــالم، وال ســغب

.مظلوم، أللقيت حبلها على غاربهامما يدل على وجوب األمر على العلماء إن وجدوا الناصر.

.20سورة المائدة: ?()137

ــه وفيه أيضا عنه )عليه الصالة والسالم(: سمعت رسول الله )صــلى الل لن تقدس أمة ال يؤخذ للضعيف فيها حقهعليه وآله( يقول في غير موطن:

وقد تقدم. ،من القوي غير متتعتع

وايات األمر بالمعروف والنهي عن المنكر(())رــالمعروف والنهي عن المنكــر ممــا الثالي: ما ذكروه في روايات األمر ب

ونحن نذكر جملة منها على سبيل النموذج:،هو فوق التواتر فــأنكروا عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( في حــديث قــال: ،فعن جــابر

بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم، وال تخــافوا في اللــه لومــةبيل[ على﴿ ،الئم، فإن اتعظوا وإلى الحــق رجعــوا فال ســبيل عليهم مــا الســ إن

[ولئك له[م عذاب أليم اس و يبغ[ون في األرض بغير الحق أ ذين يظلم[ون الن ﴾ال غير طالبين ســلطانا وال، وأبغضوهم بقلوبكم، هنالك فجاهدوهم بأبدانكم،(1)

باغين ماال، وال مريدين بالظلم ظفــرا حــتى يرجعــوا إلى اللــه ويمضــوا على. طاعة الله

مــا جعــل قــال: ، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(،وعن يحيى الطويل،الله بسط اللسان وكف اليد . ولكن جعلهما يبسطان معا ويقبضان معا

ــه( ــه الل ــي )رحم ــالة،وعن الطوس ــه الص ــنين )علي ــير المؤم ــال: أم ق ومنهم التارك إلنكار المنكــر بقلبــه ولســانه ويــده وهــو ميت بينوالسالم(:

. األحياءــال:،وفي )نهج البالغه( عن أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم( إنه ق

سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطلمن أحد .أيها وفي رواية عنه )عليه الصالة والسالم( إنه قال ألصحابه:

.42سورة الشورى: ?()138

ــه المؤمنون، إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقبل فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهــو أفضــل من صــاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذلك الذي

. أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين وقــال الســيد الرضــي )رحمــه اللــه( في )نهج البالغــة( في كالم لإلمــام

فمنهم المنكــر للمنكــر)عليه الصالة والسالم( يجــري هــذا المجــري أيضــا: فذلك المستكمل لخصال الخــير، ومنهم المنكــر بلســانه،بقلبه ولسانه ويده

وقلبه التارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير ومضيع خصــلة، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثالث وتمسك بواحدة، ومنهم تارك إلنكار المنكــر بلســانه وقلبــه ويــده فذلك ميت األحياء، وما أعمال البر كلها والجهاد في ســبيل اللــه عنــد األمــرــالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر إال كنفثة في بحر لجي، وإن األمر ب والنهي عن المنكــر ال يقربــان من أجــل وال ينقصــان من رزق، وأفضــل من

. ذلك كلمة عدل عند إمام جائر إن أول مــا تغلبــونوفي كلمة أخرى له )عليه الصــالة والســالم( قــال:

عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم، ثم بألسـنتكم، ثم بقلـوبكم، فمن لم يعـرف. بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب فجعل أعاله أسفله

عن النـبي )صــلى، عن آبائـه )عليهم الصــالة والسـالم(،وعن العسكري لقــد أوحى اللــه إلى جبرائيــل وأمــره أنالله عليه وآلــه( في حــديث قــال:

يخسف ببلد يشتمل على الكفار والفجار، فقال

39

جبرائيل: يا رب أخســف بهم إال بفالن الزاهــد ليعــرف مــاذا يــأمره اللــه فيه، فقال: اخسف بفالن قبلهم، فسأل ربه فقــال: يــا رب عرفــني لم ذلــك وهو زاهد عابد، قال: مكنت له وأقدرته فهو ال يأمر بــالمعروف وال ينهي عن

فقالوا: يا رسول الله فكيف بنــا،المنكر، وكان يتوفر على حبهم في غضبي ونحن ال نقدر على إنكار ما نشاهده من منكر، فقال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليعمنكم عذاب الله، ثم قال: من رأى منكرا فلينكر بيده إن اسطاع، فإن لم يستطع فبلســانه، فــإن

.لم يستطع فبقبله، فحسبه أن يعلم الله من قلبه أنه لذلك كارهإلى غيرها من الروايات الكثيرة.

يير على الجائر(())لماذا التغ فهــل يغــير عليــه حــتى،الثالث: ما دل على وجوب التغيــير على الجــائر

،يأتي مكانه جائر آخر، أو حتى يأتي عادل، فإن كان األول كان خالف العقلهو المطلوب. كان حيث ما هي الفائدة، وإن كان الثاني

أمور الحسبة(()) الرابع: ما دل على أمور الحسبة قوال وعمال، فقد أكثر الفقهاء )رضــوان

ــال: الجــواهر،،الله تعالى عليهم( من ذكر تلك األمور في كتبهم الفقهية أمث والحدائق، والمســتند، والمعــارج، والريــاض، والمناهــل، والمســالك، وجــامعــا المقاصد، وجامع الشتات، وغيرها، مما تربوا على المئات، ذكرنا جملة منه

في مختلف أبواب الفقه. أما عملهم، فإن جملة كبــيرة منهم تمكنــوا من إجــراء األحكــام، فكــانوا

كمــا ال يخفى على من راجــع،يفعلونــه في العــراق وإيــران والخليج وغيرها أو كــان من بعض بــدون حجــة،التواريخ، واإلنكار عليهم إمــا لم يكن إطالقــا

كما ال ، كإنكار الفاضل القطيفي على المحقق الكركي،ظاهرة

40

يخفى على من راجع كتابه. ــذا إن لم يكن وأي فرق بين تلك األمور وبين ما ذكرناه من اإلطالق، وه

ال يكون أقل من المؤيد الذي يطمئن إليه. ،دليال بنفسه للسيرة قوال وعمال

ديق الثورات(())تصــد الخامس: ما دل على تصديق األئمة )عليهم السالم( لقيام مختار، وزي

.وحسين شهيد فخ )عليهما السالم( فــإن متعــددا من األئمــة )عليهم الصــالة والســالم( ترحمــوا على مختــار

وصدقوا فعله، كما هو مذكور في كتب الرجال مما ال داعي إلى ذكره. أما تصديقهم )عليهم السالم لزيد( والحسين فكثير، والروايات المخالفة محمولة على التقيـة، كمـا يـدل على ذلـك قــرائن داخليـة وخارجيــة، وإليــك

جملة من الروايات المؤيدة لقيامهما، مثل: قال: سمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم(،صحيحة عيسى بن القاسم

عليكم بتقوى الله وحده ال شريك له، وانظروا ألنفســكم، فواللــه إنيقول: الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي، فإذا وجد رجال هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجيء بـذلك الرجـل الـذي هـو أعلم بغنمــه من الـذي كـان

ثم كــانت،فيها، والله لــو كــانت ألحــدكم نفســان يقاتــل بواحــدة يجــرب بها األخرى باقية يعمل على ما قد استبان لها، ولكن له نفس واحــدة إذا ذهبت ،فقد والله ذهبت التوبة، وأنتم أحــق أن تختــاروا ألنفســكم إن أتــاكم آت منا

فانظروا على أي شيء تخرجون، وال تقولوا خرج زيد، فإن زيدا كــان عالمــاــد وكان صدوقا، ولم يدعكم إلى نفسه، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محم

ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه، إنما ،)صلى الله عليه وآله(

41

خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه، فالخارج منا اليوم إلى شيء يدعوكم إلى الرضا من آل محمد )صلى الله عليــه وآلــه( فنحن نرشــدكم، إنــا لســنا نرضــى بــه، وهــو يعصــينا اليــوم، وليس معــه أحــد، وهــو إذا كــانت الرايــات واأللوية أجدر أن ال يســمع منــا إال من اجتمعت بنــو فاطمــة معــه، واللــه مــا صاحبكم إال من اجتمعوا عليه، إذا كــان رجب قــأقبلوا على اســم اللــه، وإن أحببتم أن تتــأخروا إلى شــعبان فال ضــير، وإن أحببتم تصــوموا في أهــاليكم

. فلعل ذلك يكون أقوى لكم، وكفاكم بالسفياني عالمة وال يخفى أن زيد )عليه الصالة والسالم( كان يدعو إليهم )عليهم الصالة

وفي هــذه الروايــة مكانــات تــدل على صــحة القيــام من الفقيــه،والســالم(ــدعو إلى الحجــة منهم )عليهم الصــالة العــادل الجــامع للشــرائط إذ كــان ي والسالم( وقد قال زيد كما روي عنه ما لفظه: )في كل زمان رجل من أهل البيت يحتج الله به على خلقــه، وحجــة زماننــا ابن أخي جعفــر بن محمــد، ال

يضل من تبعه، وال يهتدي من خالفه(. قــال: قــال رســول اللــه،وعن الباقر، عن آبائه )عليهم الصالة والسالم(

يا حسين يخــرج من صــلبك)صلى الله عليه وآله( للحسين )عليه السالم(: يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يــوم القيامــة رقــاب النــاس غــرا محجلين،

. يدخلون الجنة بال حسابــالم(: ــالة والس ــه الص ــادق )علي ــدنياناإوعن الص ــان رجال ل ن عمي ك

وآخرتنا، مضى والله عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله )صــلى. الله عليه وآله( وعلي والحسن والحسين )عليهم السالم(

42

قــال: دفــع إلي أبــو عبــد اللــه الصــادق جعفــر بن،وفي خبر ابن ســيابة ألف دينار وأمرني أن أقسمها في عيال من أصيب معليه السالم( محمد )ع

زيد بن علي، فقسمتها فأصاب عبد الله بن زبــير أخــا فضــيل الرســام أربــعدنانير.

ــاوعن الصادق )عليه الصالة والسالم( إنه قال في حديث ابن فضيل: ي فكم قتلت، قلت: نعم، قــال: فضيل شــهدت مــع عمي قتــال أهــل الشــام

، قــال: فقلت: لــو كنتفلعلك شــاك في دمــائهم قلت: ستة، قال: ،منهم ،أشــركني اللــه في تلــك الــدماءشاكا ما قتلتهم، قال: فسمعته وهو يقول:

مضى والله زيــد عمي وأصــحابه شــهداء مثــل مــا مضــى عليــه علي بن أبي. طالب وأصحابه )عليهم الصالة والسالم(

ــه قــال للمــأمون،وفي حــديث ــه الصــالة والســالم( إن عن الرضــا )علي ال تقس أخي زيدا إلى زيــد بن علي )عليهمــا السـالم( فإنــه كـانالعباسي:

غضــب للــه عــز وجــل فجاهــد،من علماء آل محمد )صلى الله عليــه وآلــه( أعــداءه حــتى قتــل في ســبيله، ولقــد حــدثني أبي موســى بن جعفــر )عليــه السالم( أنه سمع أباه جعفر بن محمد )عليه السالم( يقول: رحم اللــه عمي زيدا، إنه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بمـا دعــا إليــه، ولقـد استشــارني في خروجــه، فقلت لــه: يــا عم إن رضــيت أن تكــون المقتــول المصلوب في الكناسة فشأنك، فلما ولى قال جعفر بن محمد )عليه الصالة

، فقال المأمون: يــا أبــا الحســنوالسالم(: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه فقــال الرضــا،أليس قد جاء في من ادعي اإلمامــة من غــير حقهــا مــا جــاء

إن زيد بن علي )عليه الســالم( لم يــدع مــا ليس لــه بحــق،)عليه السالم(: وإنه كان أتقى لله من ذاك، إنه

43

قال: ادعوكم إلى الرضا من آل محمد، وإنما جاء ما جاء في من يــدعي أن الله نص عليه ثم يدعو إلى غــير دين اللــه ويضــل عن ســبيله بغــير علم،

ــو﴿وكان زيد والله ممن خوطب بهذه اآلية: وجاهد[وا في الله حــق جهــاده ه[[م .(1)﴾اجتباك

وقولــه )عليــه الســالم(: )إن رضــيت أن تكــون المقتــول المصــلوب في فهــو مثــل قولــه )عليــه الصــالة والســالم( بالنســبة إلى،الكناســة فشــأنك(

الحسين )صلوات الله عليه(: ــراهن،إن الله شاء أن يراك قتيال وشــاء أن ي ، إلى غير ذلك مما ورد في زيد من الروايات وأقــوال العلمــاء ممــا السبايا

يخفى على من راجع كتب الرجال. فقــد روي عن زيــد بن علي،أما بالنسبة إلى حسين بن علي شــهيد فخ

قــال: انتهى رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( إلى موضــع فخ فصــلى بأصحابه صالة الجنازة، ثم قال: يقتل هيهنا رجل من أهــل بيــتي في عصــابة

يـــنزل لهم بأكفـــان وحنـــوط من الجنـــة، تســـبق أرواحهم،من المؤمـــنين. أجسادهم إلى الجنة

ــواب أقول: لعل المراد بصالة الجنازة الصالة على حسين ندبا بإهداء الث له، وقد كان حسـين شـهيد فخ أيضـا يـدعو إلى الرضـا من آل محمـد، فقـد

قال: لمــا كــانت بيعــة الحســين بن علي صــاحب فخ قــال:،روي عن أرطأة وعلى أن،أبايعكم على كتاب الله، وسنة رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(

يطاع الله وال يعصى، وأدعــوكم إلى الرضــا من آل محمــد، وعلى أن نعمــل. فيكم بكتاب الله وسنة نبيه، والعدل في الرعية، والقسم بالسوية

مر وفي رواية أبي جعفر محمد بن علي )عليه السالم( قال:

.78سورة الحج: ?()144

النبي )صلى الله عليه وآله( بفخ فنزل فصلى ركعة، فلمــا صــلى الثانيــة بكى وهو في الصالة، فلما رأى الناس النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( يبكي

لما رأيناك تبكي بكينــا يــا رســولقالوا: فلما انصرف قال: ما يبكيكم، ،بكوا الله، قال: نزل علي جبرائيل لما صليت الركعة األولى فقــال: يــا محمــد إن

. رجال من ولدك يقتل في هذا المكان وأجر الشهيد معه أجر شهيدين قال: أكريت جعفر بن محمــد )عليهمــا الســالم(،وعن النضر بن قروش

يا نضر إذا انتهيتمن المدينة إلى مكة، فلما ارتحلنا من بطن مر قال لي: إلى أن قال: فتوضــأ وصــلى ثم ركب، فقلت لــه: جعلت،إلى فخ فأعلمني

ال، ولكن يقتــلفداك رأيتك قد صنعت شيئا أفهــو من مناســك الحج، قــال: . هيهنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة

وفي رواية: جاء الجند بــرؤوس إلى موســى والعبــاس وعنــدهم جماعــةعليهما الســالم( من ولد الحسن والحسين ) فلم يتكلم أحــد منهم بشــيء إال

نعم، قــال: ، فقال له: هــذا رأس الحســين،موسى بن جعفر )عليه السالم( إنا لله وإنا إليــه راجعــون، مضــى واللــه مســلما صــالحا صــواما قوامــا آمــرا

. بالمعروف ناهيا عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله، فلم يجيبوه بشيء

))إطالق أدلة الجهاد والدفاع(( السادس: إطالق اآليات والروايات الكثيرة الواردة في الجهاد، والــدفاع،ــالمعروف، والنهي عن المنكــر، ــدي من الطــائفتين، واألمرب ــة المعت ومحارب والحدود، والقصاص، وغير ذلك مما يكون أغلبها من شــأن الحكومــة، فإنهــا

بين دليل ومؤيد، وقد ذكرنا كثیرا منها في مختلف

45

والتي منها:،أبواب الفقهعون فيقوله سبحانه: وله[ و يســ ه و رســ[ [ون الل [حــارب ذين ي ما جــزاء[ ال ﴿إن

[ه[م من خالف أو ل ــديهم و أرج[ [قطع أي [وا أو ت ب ل [صــ ـوا أو ي ـ[ ل [قت األرض فســادا أن يــذاب عظيم [نفوا من األرض ذلك له[م خزي في الدنيا و له[م في اآلخرة ع *ي

وا عليهم [وا من قبل أن تقدر[ ذين تاب . (1)﴾إال ال[وا فأصلح[وا بينه[ماومنها قوله سبحانه: ﴿وإن طائفتان من الم[ؤمنين اقتتل

ه ــر الل ى تفيء إلى أم تي تبغي حت [وا ال ــاتل [خرى فق فإن بغت إحداه[ما على األ[حب الم[قسطين ه ي . (2)﴾فإن فاءت فأصلح[وا بينه[ما بالعدل و أقسط[وا إن الل

يان حكم السلطان زمن الغيبة(())ب السابع: األمر دائر بين أن يكون الرســول واألئمــة )صــلوات اللــه عليهم أجمعين( بينــوا حكم الســلطان في زمن الغيبــة أو لم يــبينوا، والثــاني خالف

النصوص، حيث ورد أنهم )عليهم الصالة والسالم( بينوا كل شيء. قــال:، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(،وفي موثقة أبي حمــزة الثمــالي

خطب رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( في حجــة الــوداع فقــال: يــا أيهــا الناس واللـه مــا من شــيء يقــربكم من الجنــة ويباعــدكم من النــار إال وقــد أمرتكم به، ومــا من شــيء يقــربكم من النــار ويباعــدكم من الجنــة إال وقــد

. نهيتكم عنهــير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن محمد بن مسلم قال: قال أم

الحمد للــه الــذي لم يخرجــني من الــدنياالمؤمنين )عليه الصالة والسالم(: . حتى بينت لألمة جميع ما تحتاج إليه

إن لله تبارك عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: ،وعن مرازم

.34 ـ 33سورة المائدة: ?()1.9سورة الحجرات: ?()2

46

ــه شــيئا وتعالى أنزل في القرآن تبيانا لكل شيء، حتى والله ما ترك الل حتى ال يستطيع عبد يقول: لو كان هــذا أنــزل في القــرآن،يحتاج إليه العباد

. إال وقد أنزله الله فيه مــا قــال: ســمعته يقــول: ، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن حماد

. من شيء إال وفيه كتاب أو سنة ما خلــق قال: سمعت أبا عبد الله )عليه السالم( يقول: ،وعن سليمان

اللـه حالال وال حرامــا ولــه حــد كحـد الـدار، فمــا كـان من الطريـق فهـو من حــتى أرش الخــدش ومــا ســواه،، وما كان من الدار فهو من الدار،الطريق

. والجلدة ونصف الجلدة قال: سمعته يقول:، عن أبي جعفر )عليه السالم(،وعن عمير بن قيس

يحتاج إليه األمة إال أنزله في كتابه وبينهإن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا . لرسوله )صلى الله عليه وآله( وجعل لكل شيء حدا

إلى غيرها من الروايات التي يجــدها المتتبــع في الوســائل والمســتدركوالبحار وغيرها.

،وعلى هذا فإنهم )عليهم السالم( إما أن قرروا إمامة الجــائرين وبينوها أو قرروا إمامة العادلين وبينوهــا، وحيث ال يمكن أن يكــون األول فالبــد وأن

والكالم طويل نكتفي منه بهذا القدر. ،يكون الثاني

47

للفقيه(( مطلقة والية ))ال)مســألة(: ــا ــة مطلق ــا، أو الوالي ــة مطلق ــدم الوالي ــل األصــل ع أو، ه

التفصيل. الظاهر األخير، إذ ال وجه لوالية أحد على أحد إال في مكان اختياره على

نفسه يوجب عدم استقامة معاش الناس ومعادهم. يقــوالن بــأن،فإن العقل والشرع الذين يقوالن باختيــار اإلنســان لنفسه

ــاش على هذا االختيار ال يكون إذا توقف معاش اإلنسان بالمعنى األعم للمعــاج إلى الطــبيب اختيار الغير، ولذا يقول العقالء للمريض مرضا مهلكا المحت

ــال: ــك فيإذا ق ــك نفس ــبيب: كال ال تمل ــع الط ــي فال أراج ــك نفس إني مالاإلضرار بها.

وكذلك بالنســبة إلى من يريــد االنتحــار، أو قطــع عضــو من أعضــائه، أو إذهــاب قــوة من قــواه، وهكــذا، أمــا بالنســبة إلى المجنــون والطفــل ومن

أشبههما فكل االختيار بيد الغير. وقد وردت جملة من الروايــات باإلضــافة إلى بعض مــا تقــدم في جعــل اإلسالم الوالة في عصر الغيبة وهم العلماء العدول بالشرائط الذين ذكرناها

كما ذكرنا فيما تقــدم وجــه اإلستشــارية في صــورة تعــدء،في كتاب التقليدالعلماء المراجع، وإليك جملة من تلك النصوص.

بولة ابن حنظلة(())مق منها: مقبولة عمر بن حنظلة، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم(ــا إلى ــيراث فتحاكم ــة في دين أو م ــا منازع ــحابنا بينهم عن رجلين من أص

من تحــاكم إليهم في حــق أوالسلطان أو إلى القضاة أيحــل ذلــك، فقــال: ــان باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فإنما يأخذ ســحتا، وإن ك حقا ثابتا له، إلنه أخذه بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به، قــال اللــه

ـه﴿تعالى: وا ب ر[ وا أن يكفـ[ [مـر[ [ريد[ون أن يتحـاكم[وا إلى الطاغ[وت وقـد أ ،(1)﴾يــال: ــف يصــنعان، ق ــد روىقلت: فكي ــان منكم ممن ق ينظــران إلى من ك

،حديثنا ونظر في حاللنا وحرامنا، وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما

.60سورة النساء: ?()148

فإني قد جعلته عليكم حاكمــا، فــإذا حكم بحكمنــا فلم يقبلــه منــه فإنمــا استخف بحكم الله وعلينا رد، والــراد علينــا الــراد على اللــه، وهــو على حــد

. (1)الشكرك بالله

ة أبي خديجة(())مشهورــه،وفي مشهورة أبي خديجة على رواية التهذيب قال: بعثني أبو عبد الل

قل لهم: إياكم إذا وقعت بينكم خصومة،)عليه السالم( إلى أصحابنا فقال: أن تتحــاكموا إلى أحــد من،أو تــدارى بينكم في شــيء من األخــذ والعطــاء

اجعلوا بينكم رجال ممن قد عرف حاللنــا وحرامنـا، فـإني قــد،هؤالء الفساق. (2)جعلته قاضيا، وإياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى السلطان الجائر

يات أخرى في الرجوع إلى الفقهاء(())روا قــال: قــال أبــو عبــد اللــه جعفــر بن محمــد،وفي روايــة الصــدوق عنه

إيــاكم أن يحــاكم بعضــكم بعضــا إلى أهــل الجــور،الصادق )عليه الســالم(: ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا، فــاجعلوه بينكم، فــإني

. (3)قد جعلته فاضيا، فتحاكموا إليه ورواه الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن

. (4)شيئا من قضائنابن علي، عن أبي خديجة، إال أنه قال: واستدالل اإلمام )عليــه الصــالة والســالم( في المقبولــة باآليــة الكريمــة

ـؤدواإشــارة إلى قولــه ســبحانه في ســورة النســاء: ـ[ [م أن ت ك ــأم[ر[ ه ي ﴿إن الله نعما ــدل إن الل ــوا بالع [م[ اس أن تحك [م بين الن األمانات إلى أهلها و إذا حكمت

ميعا بصــيرا ه كـان سـ [م به إن الل ه و* يعظ[ك وا الل ـوا أطيعـ[ ] ذين آمن هـا ال يـا أيه دوه[ إلى الل يء فــر[ [م في شــ [م فإن تنازعت [ولي األمر منك ول و أ س[ أطيع[وا الر

[ون بالله و اليوم اآلخر ذلك خير [ؤمن [م ت [نت ول إن ك س[ و الر

1()? .2()? .3()? .4()? .

49

ــك و* و أحسن[ تأويال [نزل إلي [وا بما أ ه[م آمن ذين يزع[م[ون أن أ لم تر إلى الوا وا أن يكف[ر[ [مر[ [ريد[ون أن يتحاكم[وا إلى الطاغ[وت و قد أ [نزل من قبلك ي ما أ

ه[م ضالال بعيدا [ضل يطان[ أن ي [ريد[ الش . (2)،(1)﴾به و ي واألمــالي للصــدوق، وعيــون أخبــار،وقــد روى الفقيــه، ومعــاني األخبــار

الرضا، ومستدرك الوسائل، والبحــار وغيرهــا هــذه الروايــة بــإختالف يســير،واللفظ لألول:

قال: قال أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم(: قال رسول الله )صلى اللهم ارحم خلفائي، قيــل: يــا رســول اللــه ومن خلفــاؤك،الله عليه وآله(:

. (3)قال: الذين يأتون من بعدي ويروون حديثي وسنتي اللهم ارحم خلفــائيوفي بعضــها: إنــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( قــال:

. (4)ثالثا وال يتــوهم أن المــراد بهم األئمــة )عليهم الصــالة والســالم( لوضــوح أن ،التعبير عنهم بـــ )رواة الحــديث( غــير معهــود، بــل يعــبر عنهم بعترتــه، وآله

وما أشبه من األلفاظ المتواترة في الروايات. ،وأهل بيته وفي الكافي، بســنده إلى حمــاد بن عيســي، عن القــداح، عن أبي عبــد

من سلك قال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: ،الله )عليه السالم( طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنــة، وإن المالئكــة لتضــع أجنحتها لطالب العلم رضا به، وإنـه يسـتغفر لطـالب العلم من في السـماء ومن في األرض حتى الحوت في البحر، وفضــل العـالم على العابـد كفضـل

ــاء لم،القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثه األنبياء إن األنبي. (5)يورثوا دينارا وال درهما ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر

.60 ـ 58سورة النساء: ?()12()? .3()? .4()? .5()? .

50

علمـاء أمــتي عن النبي )صلى الله عليه وآله( إنــه قـال: ،وعن الغوالي. (1)كأنبياء بني إسرائيل

: وروي أنه )أي العالم رحمه اللــه( قــال:عليه السالم(وفي فقه الرضا )منزلة الفقيه في هذا الوقت كمنزلة األنبياء في بني إسرائيل(2) .

إن أولى النــاس باألنبيــاء أعلمهموفي نهج البالغة: قال )عليه السالم(: . (3)بما جاؤوا به

وفي عوائد النراقي، عن جامع األخبار، عن النبي )صلى الله عليه وآلــه(ــاءإنه قال: أفتخر يوم القيامة بعلماء أمتي، فأقول علماء أمتي كســائر أنبي

. (4)قبلي ، بسنده إلى أبي الحسن موسى )عليــه الصــالة والســالم(،وفي الكافي

إذا مات المؤمن بكت عليه المالئكة، وبقاع األرض التي كان يعبد اللهقال: عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله، وثلم في اإلســالم ثلمــة

ــة،ال يسدها شيء ألن المؤمنين الفقهاء حصون اإلسالم كحصن سور المدين. (5)لها

وفي التوقيــع المــروي عن موالنــا صــاحب الزمــان )عجــل اللــه تعــالى أما ما سألت عنه أرشــدك وثبتــك من أمــر المنكــرين لي من أهــلفرجه(:

وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة إلى أن قال: بيتنا وبني عمنا. (6)حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله عليهم

ــه الصــالة والســالم( في الغــرر قــال:،وعن علي أمــير المؤمــنين )عليالعلماء حكام على الناس(7) .

1()? .2()? .3()? .4()? .5()? .6()? .7()? .

51

وفي )تحف العقول(: إن الحســين )عليــه الصــالة والســالم( في خطبــة طويلة يخاطب بها علماء عصره ويروي أيضا مثلها عن أمير المؤمنين )عليه

.(1 )الصالة والسالم(يهما السالم(.ولعل اإلمام نقل كالم والده )عل

اعتــبروا أيهــا النــاسوعلى أي حال، فقد قال )عليه الصالة والســالم(: ــاه[م[﴿بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على األحبار، إذ يقول: لو ال ينه

ون و األحبار[ عن قــولهم[ اإلثم اني ب ــني﴿ وقــال: ،(2)﴾الر وا من ب ذين كفــر[ [عن ال لـون﴿ إلى قوله: ،(3)﴾إسرائيل ـ[ [وا يفعل وإنمــا عــاب اللــه ذلــك ،(4)﴾لبئس ما كــان

عليهم ألنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفســاد فال واللــه، ورهبة ممــا يحــذرون، رغبة فيما كانوا ينالون منهم،ينهونهم عن ذلك

اس واخشون :يقول [ون والم[ؤمنات[ بعض[ه[م : وقال،(5)فال تخشو[ا الن الم[ؤمنــر وف وينهــون عن الم[نك ــالمعر[ ون ب ــأم[ر[ فبــدأ اللــه بــاألمر،(6)أوليــاء[ بعض ي

بــالمعروف والنهي عن المنكــر فريضــة منــه لعلمــه بأنهــا إذا أديت وأقيمت وذلــك أن األمــر بــالمعروف والنهي،استقامت الفرائض كلها هينهــا وصــعبها

عن المنكــر دعــاء إلى اإلســالم مــع رد المظــالم ومخالفــة الظــالم وقســمة.الفيء والغنائم وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها

ــالعلم مشــهورة ــا العصــابة، عصــابة ب ــذكورة،،ثم أنتم أيته ــالخير م وب وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس النــاس لكم مهابــة، يهــابكم الشــريف،ــده، ــد لكم عن ــه، وال ي ــؤثركم من ال فضــل لكم علي ويكــرمكم الضــعيف، وي

تشفعون في الحوائج إذا متنعت من طالبها،

1()? ..63سورة المائدة: ?()2.78سورة المائدة: ?()3.79سورة المائدة: ?()4.44سورة المائدة: ?()5.71سورة التوبة: ?()6

52

وتمشون في الطريق بهيبة الملوك كرامة األكابر، أليس كــل ذلــك إنمــا نلتموه بمــا يــرجى عنــدكم من القيــام بحــق اللــه، وإن كنتم عن أكــثر حقــه

ــا حقكم،تقصرون، فاستخففتم بحق األئمة وأما حق الضعفاء فضــيعتم، وأم بزعمكم فطلبتم، فال ماال بذلتموه، وال نفسا خــاطرتم بهــا للــذي خلقهــا، وال عشــيرة عاديتموهــا في ذات اللــه، أنتم تتمنــون على اللــه جنتــه، ومجــاورة رسله، وأمانا من عذابه، لقد خشيت عليكم أيها المتمنون على الله أن تحل بكم نقمة من نقماته، ألنكم بلغتم من كرامة اللــه منزلــة فضــلتم بهــا، ومن يعرف بالله ال تكرمون، وأنتم بالله في عباده تكرمون، وقد ترون عهود الله منقوضة فال تفزعون، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون، وذمــة رســول اللــه )صلى الله عليه وآله( محقورة، والعمي والبكم والزمن في المدائن مهملــة

نــون وباألدهــانيال ترحمون، وال في منزلتكم تعملون، وال من عمــل فيهــا تع.والمصانعة عند الظلمة تأمنون

،كل ذلك مما أمــركم اللــه بــه من النهي والتنــاهي وأنتم عنــه غــافلون ــو كنتم ــاء ل ــازل العلم ــه من من ــا غلبتم علي ــاس مصــيبة لم وأنتم أعظم الن

ــاءتسعون، ذلك ب أن مجاري األمور واألحكام على أيدي العلمــاء باللــه، األمنعلى حالله وحرامـه، فـأنتم المسـلوبون تلـك المنزلـة، ومـا سـلبتم ذلـك إال

بتفرقكم عن الحق، واختالفكم في السنة بعــد البينــة الواضــحة، ولوصــبرتم على األذى وتحملتم المؤنة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، وإليكم ترجع، ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم، واستسلمتم أمــور الله في أيديهم، يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، ســلطهم على ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة الــتي هي مفــارقتكم، فأســلمتم

الضعفاء

53

في أيــديهم، فمن بين مســتعبد مقهــور، وبين مستضــعف على معيشــته مغلوب، يتقلبون في الملك بآرائهم، ويستشــعرون الخــزي بــأهوائهم اقتــداءــبره خطيب يصــقع، باألشرار، وجريئة على الجبار، في كل بلد منهم على من فاألرض لهم شاغرة، وأيديهم فيها مبسوطة، والنــاس لهم خــول ال يــدفعون يد المس، فمن بين جبار عنيد وذي ســطوة على الضــعيفة شــديد، مطــاع ال يعرف المبدئ المعيد، فيــا عجبــا ومــا لي ال أعجب واألرض ملئت من غــاش غشوم، ومتعد ظلوم، وعامل على المؤمنين بهم غــير رحيم، فاللــه الحــاكم

ــه لم،في ما فيه تنازعنا والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا، اللهم إنك تعلم أن يكن ما كان منا تنافسا في سلطان، وال التماسا من فضول الحطــام، ولكنــأمن المظلومــون من لنري المعالم من دينك، ونظهر اإلصالح في بالدك، ويــفونا عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك، فإنكم إن لم تنصرونا وتنص قوي الظلمــة عليكم، وعملــوا في إطفــاء نــور نــبيكم، وحســبنا اللــه وعليــه

.(1)توكلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصيرــير إنه سئل،)عليه الصالة والسالم(ي رواية أخرى، عنه وف ــق من خ خل

. (2)العلماء إذا صلحواالله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى، قال: قـال: قـال،وفي الكافي، بسنده إلى الصـادق )عليـه الصـالة والسـالم(

الفقهاء أمناء الرسول ما لم يدخلوا فيرسول الله )صلى الله عليه وآله(: الدنيا، قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا، قال: اتباع السلطان، فإذا

. (3)فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم. (4)فاحذروهم على أديانكموفي بعض الروايات:

فضلوفي العوائد، عن المجمع، عن النبي )صلى الله عليه وآله( قال: . (5)العالم على الناس كفضلي على أدناهم

.37 ح1 ب81 ـ 79 ص97، وبحار األنوار: ج239ـ 237تحف العقول: ص ?()12()?. 3()?. 4()?. 5()?.

54

إنــه حكى، عن عيسى )عليه الصــالة والســالم(،وفي رواية رواها البحار م العلماء وأعرف فضلهم، فــإنيعظعن الله سبحانه وتعالى أن الله قال:

كفضــل الشــمس على،فضــلتهم على جميــع خلقي إال النبــيين والمرســلين .(1)الكواكب، وكفضل اآلخرة على الدنيا، وكفضلي على كل شيء

ــتزع العلم قال النبي )صلى الله عليه وآله(: ،وعن الغوالي إن الله ال ينــاس انتزاعا، ولكن ينتزعه بموت العلماء، حتى إذا لم يبق منهم أحد اتخذ الن

.(2)رؤساء جهاال فأفتوا الناس بغير علم، فضلوا وأضلوا وأشد من يتم هذا قال: ،وفي تفسير العسكري )عليه الصالة والسالم(

وال يــدري كيــف حكمــه،اليتيم يتيم ينقطع عن إمامــه ال يقــدر الوصــول إليه فيما يبتلى به من شرائع دينه، أال فمن كان من شيعتنا عالمــا بعلومنــا وهــذا الجاهــل بشــريعتنا المنقطــع عن شــهادتنها يــتيم في حجــره، أال فمن هــداه وأرشده وعلمه شريعتها كان معنا في الرفيق األعلى، حدثني بذلك أبي عن

.(3)عن رسول الله صلى الله عليه وآلهعليهم السالم( آبائه )وقال علي بن أبي طالب )عليــه الســالم(: من كــان من شــيعتنا عالمــا

بشريعتنا وأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه جــاء يــوم القيامــة وعلى رأســه تــاج من نــور يضــيء ألهــل جميــع تلــك،به

.(4)العرصاتأفضل كافل يتيم آل محمد وقال الحسن بن علي )عليه السالم(:

1()?. 2()?. 3()?. 4()?.

55

ويوضـح، يخرجـه من جهله، الناشب في تيه الجهل،المنقطع من مواليه على فضل كافل يتيم يطعمــه ويســقيه كفضــل الشــمس،له ما اشتبه عليه

.(1)على السهى من كفل لنــا يتيمــا قطعتــه عنــاوقال الحسين بن علي )عليه السالم(:

، أرشــد وهــداه، فواساه من علومنــا الــتي ســقطت إليه،محنتنا باستتارنا إال اجعلوا له، أنا أولى بالكرم،قال الله تعالى له: يا أيها العبد الكريم المواسي

يا مالئكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، وضموا إليها مــا .(2)يليق بها من سائر النعم

فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنــاوقال موسى بن جعفر )عليه السالم(: لتعليم ما هو محتــاج إليــه أشــد على إبليس،المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا

.(3)من ألف عابد لــوال من يبقى بعــد غيبــة قــائمكموقال علي بن محمد )عليه السالم(:

ــه بحجج الله إلى أنمن العلماء الداعين إليه الدالين عليه والذابين عن دين أولئـــك هم إلى أن قـــال: ،لمـــا بقي أحـــد إال ارتـــد عن دين اللهقـــال:

.(4)األفضلون عند الله عز وجل في بــابوحيث ذكر وجــه الكالم في بعض هــذه الروايــات ســندا وداللة

، وإنمــا أردنـا اإللمــاع إليهــا فقط، ال داعي إلى ذكرها،الواليــة من المكاسبوالله المستعان.

الوالة وسائر الشروط(()) ثم في جملة من الروايات اشتراط أمور أخر في الــوالي، ولم أجــد من تعرض لها من فقهائنا، وعليه فرق بين القاضــي ومرجــع التقليــد غــير اآلخــذ

يدير أمور البالد والعباد الذي وبين الوالي ،بأزمة الحكم من ناحية

1()?. 2()?. 3()?. 4()?.

56

باإلضافة إلى مرجعيته للتقليد من ناحية ثانية، حيث يشــترط في الثــاني الشروط المذكورة إن تم سند وداللة الروايات الــتي نــذكرها ولم نقــل إنهــا أغلبية، حيث إنه يمكن عدم االحتياج إلى صــفة من الصــفات المــذكورة في الوالي فيستغني عنهــا، إن قلنــا بأنهــا علــة ال حكمــة ال يــدور الحكم مــدارها

إيجابا وسلبا. إذا،بل ربما يحتاج األمر إلى صفة غــير المــذكورات في الروايــات أيضــا

كانت المصلحة في توفر تلك الصفة في الوالي. وحيث إن اختيار الوالي الجامع للشرائط يكون بانتخاب الناس في زمن

فالبــد أن النــاس الــذين فيهم أهــل الحــل والعقــد،الغيبــة الــذي كالمنــا فيه والرشــيدون علمــا وعقال ال يختــارون من المراجــع إال المتــوفر فيــه األهليــة

ــا كيف ــا في بعض كتبن ــد ذكرن ــة، وق ــالكامل ة االنتخــاب، حيث إن الحــوزاتي يرشحون المراجع فيقلدهم الناس، وتبعا لذلك ينتخبونهم للحكم بينهم، فــإن بين المرجعية للتقليــد ومرجعيــة الحكم عمومــا مطلقــا، حيث إن األول أعم

ثم،من الثاني، فإن الحكومة في المسلمين للرسول )صلى الله عليه وآله( المنتخب، ال حكومــة الفــرد،اإلمام )عليه السالم(، فإذا كان غائبا كان لنوابه

أو مقيــدا بــالمجلس، كحكومــة المشــروطة، وال،من ســائر النــاس مطلقــا حكومة وراثية، وال حكومة جماعة من األشــراف أو من النخبــة أو مــا أشــبه

مما ذكروه في كتب السياسة، بل كما ذكرناه.

يات وسائر الشروط(())الروا وعلى أي حال، فالروايات الدالة على كــون الحــاكم مشــروطا بشــروط

أخر غير شروط مرجع التقليد جملة منها هذه، مثل: قــال: قــال رســول اللــه، عن الباقر )عليه السالم(،ما رواه في الكافي ال تصــلح اإلمامــة إال لرجــل فيــه ثالث خصــال، ورع)صلى الله عليه وآله(:

وحلم يملــك بــه غضــبه، وحســن الواليــة على من،يحجزه عن معاصــي اللهيلي،

57

.(1)حتى يكون لهم كالوالد الرحيم .(2)حتى يكون للرعية كاألب الرحيموفي رواية أخرى:

ــه،وفي )نهج البالغه(: أيها الناس إن أحق الناس بهذا األمر أقواهم علي .(3) فإن أبى قوتل،وأعلمهم بأمر الله فيه، فإن شغل شاغل استعتب

إنـا أولى عن أمير المؤمنين )عليه الصــالة والسـالم(: ،وفي )االحتجاح(ــه وآله ــه علي ــه صــلى الل ــال: برســول الل ــدين، إلى أن ق وأفقهكم في ال

،وأعلمكم بعواقب األمور، وأذربكم لسانا .(4) وأثبتكم جنانا أسوة. أنه )عليه الصالة والسالم(ةبضميم

ــوالي علىي )نهج البالغة( أيضا: وف وقد علمتم أنه ال ينبغي أن يكون ال الفروج والدماء والمغانم واألحكام وإمامــة المســلمين البخيــل، فتكــون في

.(5)أموالهم نهمته، وال الجاهل فيضلهم بجهله، وال الجافي فيقطعهم بجفائهــدرر: ــه الصــالة والســالم( كمــا في الغــرر وال ــه )علي من حســنتوعن

.(6)سياسته وجبت طاعته يحتــاج اإلمــام إلى قلب عقــول، عنــه )عليــه الصــالة والســالم(: ،وفيه

.(7)ولسان قؤول، وجنان على إقامة الحق صؤولــالم(: ،وفيه ــالة والس ــتحق عنــه )عليــه الص ــن الكفايــة اس من أحس

.(8)الوالية وأما اللــواتي في صــفاتوفي )المحكم والمتشابه( في صفات اإلمام:

ذاته فإنه يحب أن يكون أزهد الناس، وأعلم الناس، وأشجع النــاس، وأكــرم.(9)الناس، وما يتبع ذلك لعلل تقتضيه

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?. ح.128 ب43 ص90 انظر بحار األنوار: ج?()9

58

قال رسول الله )صلى اللــه عليــه،وعن الصادق )عليه الصالة والسالم(.(1)من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلحوآله(:

قال: سمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( يقــول:،وعن طلحة بن زيدالعامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق، ال يزيــده ســرعة الســير

.(2)إال بعدا قال )علیه السالم(: ،وفي تحف العقول ــا ــا وأجمعهم علم أفضلهم حلم

.(3)وسياسةولوفي الــدعائم: وأجمعهم، أمــر جنــودك أفضــلهم في نفســك حلمــا

.(4)علما للعلم وحسن السياسة إلى أهــل مصــر لمــا ولىيــه الســالم(وفي )نهج البالغــة( في كتابــه )عل

فقــد بعثت إليكم عبــدا من عبــاد،أما بعدعليهم مالكا األشتر )رحمه الله(: الله ال ينام أيـام الخـوف، وال ينكـل عن األعــداء سـاعات الـروع، أشـد على الكفار من حريق النار، وهــو مالــك بن الحــارث، أخــو مــذحج، فاســمعوا لــه وأطيعوا أمره فيما طابق الحق، فإنه سيف من سيوف الله، ال كليــل الظبــة

، وإن أمــركم أن تقيمــوافــانفرواوال تأبي الضــربية، فــإن أمــركم أن تنفــروا أمري، وقد آثرتكمفأقيموا، فإنه ال يقدم وال يؤخر وال يحجم وال يقدم إال عن .(5)به على نفسي لنصيحته لكم، وشدة شكيمته على عدوكم

1()?. 2()?. عهده عليه السالم إلى األشتر.131 تحف العقول: ص?()3 ذكر ما يجب لألمراء وما يجب عليهم.357 ص1 دعائم اإلسالم: ج?()4.38 نهج البالغة: الرسائل ?()5

59

إن النــبي )صـلى، بسـنده إلى أبي ذر، عن أمالي الطوسي،وفي البحار إني أراك،يــا أبــاذر إني أحب لــك مــا أحب لنفسياللــه عليــه وآلــه( قــال:

.(1)ضعيفا، فال تأمرن على اثنين، وال تولين مال يتيم ، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(،وفي الكافي

.(2)والعالم بزمانه ال تهجم عليه اللوابس إلى أن قال: يا مفضل...قال: فــول من جنــودك أنصــحهملمالك األشتر: كتبه وفي )نهج البالغة( فيما

ممن،في نفسك للــه ولرســوله وإلمامــك، وأنقــاهم جيبــا، وأفضــلهم ســلماــو على ــرأف بالضــعفاء، وينب ــد الغضــب، ويســتريح إلى العــذر، وي يبطئ عنــذوي ــق ب ــعف، ثم الص ــه الض ــد ب ــف، وال يقع ــيره العن ــاء، ممن ال يث األقوي المرونات واألحساب وأهل البيوتات الصــالحة والســوابق الحســنة، ثم أهــل

.(3)النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة وال تــدخلن في مشــورتك بخيال يعــدل بــك عنوفي )نهج البالغة( أيضا:

يــزين لــكالفضل ويعــدك الفقــر، وال جبانــا يضــعفك عن األمــور، وال حريصا الشره بالجور، فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعها ســوء الظن

.(4)باللهوفي )نهج البالغة( أيضا: ثم انظر في أمور عمالك فاســتعملهم اختيــارا

وأثرة، فإنهم جماع من شعب الجور والخيانــة، وتــوخ منهمةوال تولهم محاباــدم في اإلســالم ــات الصــالحة والق ــل البيوت ــاء من أه ــة والحي ــل التجرب أه ،المتقدمة، فإنهم أكرم أخالقا، وأصح أعراضــا، وأقــل في المطــامع إشــرافا

.(5)وأبلغ في عواقب األمور نظرا

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

60

وقــد علمتم ال ينبغي أن يكــون قال )عليه الصالة والسالم(: ،وفيه أيضا الوالي على الفروج والدماء والمغانم واألحكام وإمامــة المســلمين البخيــل،

وال المرتشــي في الحكم، فيــذهب إلى أن قال: فتكون في أموالهم نهمته .(1)بالحقوق

ال يقيم أمــر اللــه ســبحانه إال من ال قــال )عليــه الســالم(: ،وفيــه أيضــا .(2)يصانع وال يضارع وال يتبع المطامع

ــه الســالم(: ــه فــرض على أئمــة العــدل أن يقــدرواوقــال )علي إن الل .(3)أنفسهم بضعفة الناس كي ال يتبيغ بالفقير فقره

،وفي التفسير المنسوب إلى اإلمام العسكري )عليــه الصــالة والســالم( مخالفــا على، حافظــا لدينه،فأما من كــان من الفقهــاء صــائنا لنفسهقال: يقلــدوه، وذلــك ال يكــون إال بعض فقهــاءأن مطيعــا مــواله فللعــوام ،هــواه

.(4)الشيعة ال جميعهم

يرة النبي والوصي عليهما السالم(())س والرسول وعلي )صــلوات اللــه عليهمــا( كانــا من أظهــر األمثلــة، لــذلكــة ففيهما أسوة حسنة، مما إذا سار على سيرتهما التيار اإلســالمي ثم الدول

اإلسالمية لدخل الناس في دين الله أفواجا.ــيره فقد ترجل دهاقين األنبار أمام علي )عليه الصالة والسالم( في مس

فقالوا: خلـق،ما هذا الذي صنعتموه فقال: ،إلى الشام، واشتدوا بين يديه والله ما ينتفع بهــذا أمــراؤكم، وإنكم لتشــقونمنا نعظم به أمراءنا، فقال:

على أنفسكم دنياكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخســر المشــقة وراءهــا .(5)العقاب، وأربح الدعة معها األمان من النار

وفي اآليات الكريمة إلماعات إلى أمثال هذه الشرائط، فقد قال

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

61

طة في﴿سبحانه في قصة طــالوت: [م و زاده[ بســ طفاه[ عليك ه اصــ إن الل مع وضــوح أن البســطة في الجســم كــان من جهــة أنــه،(1)﴾العلم و الجسم

يريد قيادة الجيش، والبسطة في الجســم تــوجب الهيبــة في عين العــدو، أوة.يالمراد بالبسطة في الجسم القدرة الجسم

ــني﴿: عليــه الســالم(وقال سبحانه حكاية عن يوســف النــبي ) قــال اجعلي حفيظ عليم .(2)﴾على خزائن األرض إن

: سبحانه علىوقال يقدر[ ال أبكم[ أحد[ه[ما لين رج[ مثال ه[ الل ﴿وضرب ــو و من توي ه[ ــل يســ ــر ه [وجهه[ ال يأت بخي شيء و ه[و كل على مواله[ أينما ي

.(3)﴾يأم[ر[ بالعدل و ه[و على صراط م[ستقيمبنت عن حكاية سبحانه )شعيب وقال عليهما موسى حق في

:) والسالم استأجرتالصالة من خير إن استأجره[ أبت يا إحداه[ما ﴿قالت . (4)﴾القوي األمين[

كالم النراقي في العوائد(()) وفي أخير هذه المسألة ننقل كالم النراقي )رحمــه اللــه( في )العوائــد( وإن كنا ال نقول بما يقول به من أن نوابهم )عليهم السالم( مثلهم في جميع

بـل النـائب دون المنــوب، كما ألمعنا إليـه في كتـاب التقليـد وغـيره،األمور عنه، وإنما لـه تطــبيق اإلسـالم على المجتمــع، فليس على توســعته )رحمــه

الله( وال على تضييق بعض الفقهاء. فقد قال بعد ذكره والية الفقهاء: ،وعلى أي حال

فالدليل عليه بعد ظاهر اإلجماع حيث نص به كثــير من األصــحاب بحيث مــا صــرح بــه األخبــار المتقدمــة من كونــه،ماتيظهر منهم كونه من المسل

ــل ــة الرســل، وحصــن اإلســالم، ومث ــاء، وأمين الرســل، وخليف وارث األنبي األنبياء، وبمنزلتهم، والحاكم، والقاضي، والحجة من قبلهم، وأنه المرجع في

جميع

.247 سورة البقرة: ?()1.55 سورة يوسف: ?()2.76 سورة النحل: ?()3.26 سورة القصص: ?()4

62

وأن على يده مجاري األمور واألحكام، وأنــه الكافــل أليتــامهم،الحوادث الذين يراد بهم الرعية، فإن من البــديهيات الــتي يفهمــه كــل عــامي وعــالم ويحكم به أنه إذا قال نبي ألحد عند مسافرته أو وفاته: فالن وارثي، ومثلي،

وأميــني، وحجــتي، والحــاكم من قبلي عليكم، والمرجــع،وبمنزلي، وخليفتي لكم في جميع حــوادثكم، وبيــده مجــاري أمــوركم وأحكــامكم، وهــو الكافــل لرعيتي، وأن له كل ما كان لذلك النبي في أمــور الرعيــة ومــا يتعلـق بأمتــه بحيث ال يشك فيه أحــد، ويتبــادر منــه ذلــك، كيــف ال مــع أن أكــثر النصــوص الواردة في حــق األوصــياء المعصــومين )عليهم الســالم( المســتدل بهــا في ،مقامات إثبات الوالية واإلمامة المتضمنين لوالية جميع ما للنبي فيه الوالية

ليس متضمنا ألكثر من ذلك، سيما بعد انضمام ما ورد في حقهم: أنهم خــير خلق الله بعــد األئمــة )عليهم الســالم( وأفضــل النــاس بعــد النبــيين )عليهم السالم(، وفضلهم على الناس كفضل الله على كل شيء، وكفضل الرسول )صلى الله عليه وآله( على أدنى الرعية، وإن أردت توضيح ذلك فــانظر إلى أنه لو كان حــاكم أو ســلطان في ناحيــة وأراد المســافرة إلى ناحيــة أخــرىــتي، ــال: فالن خليف وقال في حق شخص بعض ما ذكر فضال عن جميعه، فق وبمنزلتي، ومثلي، وأميني، والكافل لرعيــتي، والحــاكم من جــانبي، وحجــتيــوركم ــاري أم ــده مج ــوادث لكم، وعلى ي ــع الح ــع في جمي عليكم، والمرج وأحكامكم، فهل يبقى ألحد شك في أن له فعل كــل مــا كــان للســطان فيــك أمور رعية تلك الناحية إال ما استثناه، وما أظن أحدا يبقى له ريب في ذل وال شك وال شبهة، وال يضر ضعف تلك األخبار بعد االنجبار بعمـل األصـحاب،

وانضمام بعضهما ببعض، وورود أكثرها في الكتب المعتبرة( انتهى.

63

ــاه أقول: ما ذكره )رحمه الله( من الضعف في بعضها ال يشمل ما ذكرن ولما تقدم من الروايات أو شبه الصحيحة مما يعتمد عليها. ،من اآليات

64

الفقهاء(( وشورى كومة))الح ، ذكرنا في كتب متعددة خاصة مثل )الشــورى في اإلســالم()مسألة(:

ــه ــالم( و)فق ــالمية( و)الحكم في اإلس ــة اإلس ــل )الحري ــة مث ــير خاص أو غ السياسة( وغيرهــا: أن رئاســة الدولــة يجب أن تكــون بالشـورى من ناحيــة، وبالشروط المقررة في الشريعة اإلسالمية من ناحية أخــرى، واألول داخــل في الثــاني، وإنمــا أفردنــاه ألهميتــه، وإال فالشــروط المقــررة شــرعا منهــا

الشورى أيضا، باإلضافة إلى داللة العقل عليه. فالشروط المقررة شرعا هي مــا ذكرهــا الفقهــاء في بــاب،وكيف كان

التقليد من: ــا تفصــيلها في العلم والعدالة وغيرهما باإلضافة إلى الشورى، وقد ذكرن

الفقه كتاب التقليد وغيره. وأما الشورى فإن النبي )صلى الله عليــه وآلــه( واإلمــام )عليــه الصــالة

األصــول فال كمــا قــرر في ،والسالم( حيث كانا باختيار الله تعالى لهما نصــامعنى للشورى فيهما كسائر أحكام الله تعالى.

ــة،غيبة اإلمام )عليه السالم( كالحال الحاضرأما في حال فرئاسة الدول يحب أن تكون بالشورى، وكيفيتها في الحال الحاضــر أن الحــوزات العلميــة الكبار كالنجف وكــربالء وقم وخراســان وغيرهــا يلقــون بأزمــة أمــورهم إلى مراجع التقليد المتوفرة فيهم الشــروط الشــرعية، فــإن فــرض أنهم اتفقــوا على شخص واحد كما صار في زمــان صــاحب الجــواهر والشــيخ المرتضــى

كــان هــو المرجــع األعلى للدولــة،والميرزا األول والثاني والسيد األصفهاني بانتخاب األمة لــه، وإال كــان المراجــع المتعــددون الــذين انتخبتهم الحــوزات

العلمية بملئ إرادتهم هم المجلس األعلى لشؤون األمة. ومن الواضح أن الحوزات إذا انتخبت واحدا أو أكثر كانت األمة تبعــا لهم ينقادون إلى مــا اختــاروه، وأطاعتــه األمــة حينئــذ، وهــو يبقى في الحكم مــا

دامت الشروط، ومنها التفاف أكثرية

65

ــا، األمة حوله، فإذا سقط شرط من الشروط سقط عن الرئاســة تلقائي سواء كان الرئيس فردا أو كانوا عدة، من غــير فــرق بين انتفــاء شــرط من

أو فاسقا بعد العدالة كمــا حــدث،شروط التقليد، كما إذا صار كثير النسيان فإنه تتحول األمة حينئذ عن تقليده إلى تقليد غيره.،في الشلمغاني

كان األمر كذلك في،ولو كان العدول عن رئاسته وإن بقوا على تقليده الســقوط عن مــوازين الرئاســة، فــإن الشــارع لم يشــترط في التقليــد

بينمــا اشــترط، فلإلنســان أن يقلــد فــردا واحــدا جامعــا للشــرائط،الشورى الشارع الشورى في الرئاسة، ولذا كــان بين األمــرين عمــوم مطلــق، فكــل

رئيس البد وأن يكون جامعا لشرائط التقليد وال عكس. والمجلس االستشاري المنتخب كــل فــرد منــه مرجــع تقليــد قطــاع من

يرجع إليه مقلدوه في العبادت والمعامالت ومــا أشــبه، أمــا الشــؤون،األمةــار ــة عن االنهي ــظ األم ــام وحف ــة من الحــرب والســلم واالقتصــاد الع العام

فال يكون إال بأكثريــة آرائهم،،والوقوف دون التيارات الوافدة وما أشبه ذلكفإذا كان كذلك وجب على األمة االنصياع واإلطاعة.

ومن نافلة القــول: إن شــأن الشــورى التــدخل في الصــغريات وتــرجيح بعضــها على بعض ال الكبريــات الشــرعية، حيث إنهــا أحكــام اســتنباطية من

وبهــذا الصــدد يقــول اإلمــام أمــير المؤمــنين )عليــه الصــالة،األدلــة األربعة فلمــا أفضــت إلي نظــرت إلى كتــاب اللــهوالسالم( كما في )نهج البالغة(: بعته، ومــا اســتن النــبي )صــلى اللــه عليــهوما وضع لنا وأمرنا بالحكم به فات

وآله( فاقتديته، فلم أحتج في ذلك إلى رأيكما وال رأي غيركما، وال وقع حكمــك جهلته فأستشيركما وأخواني المسلمين، ولو كان لم أرغب عنكمــا والذل

.(1)عن غيركما

1()?. 66

( اإلمام ألمع ( وقد السالم : عليه سبحانه قوله إلى ذلك ﴿ومافي[ون له[م[ الخيرة[ من [ه[ أمرا أن يك ول ه[ ورس[ كان لم[ؤمن وال م[ؤمنة إذا قضى الل

وله[ فقد ضل ضالال م[بينا ه ورس[ . (1)﴾أمرهم ومن يعص اللــة أو ــاوين األولي من غــير فــرق بين أن تكــون تلــك الصــغريات من العن

لم يجــز الحــرب،تكــون الثانوية، فــإذا قــالت األكثريــة بــأن الســلم يجب أن ة وعــدم المعاهــدة مــعنيــوكذلك إذا قالوا: بلزوم المعاهدة مــع الدولــة الفال

الال ضــررالدولــة الفالنيــة إلى غــير ذلــك، أو أن الشــيء الفالني مصــداق الشيء الفالني اآلخر.

أما أن يتعــدى عن األحكــام اإلســالمية فــإن ذلــك مــوجب للســقوط عن العدالــة، ولــوفي صــغرى جزئيــة شخصــية، فيســقط المعتــدي عن مرجعيــة

التقليد وعن الرئاسة، فردا كان أو جزء المجموع.ــد ــار األمــة في الرئاســة فلألمــة تحدي ــة اختي ــد عــرفت مدخلي وحيث ق الرئاسة بسنوات خاصة، كما أن األمر كــذلك في التقليــد االبتــدائي بالنســبة إلى الواجدين للشرائط، وفي االقتــداء باإلمــام في الجماعــة، وفي الرجــوع إلى القاضي فيما إذا كانوا متعددين، سواء كان األمر على سبيل االستحباب

أمامــان يصـلي كـلكالجماعة، أو الوجــوب كالجمعــة، حيث كـان هنـاك مثال واحد منهما الجمعة بالشروط المقررة عند من يرى الوجوب العيــني لهــا أو الوجوب التخييري، وكذلك إذا كان كل واحد منهما حاضــرا للصــالة جماعــة، فيختارون هذا دون ذاك أو بالعكس، وكذلك القضاء حيث يجب الرجــوع إلى أحدهما في النزاعات في الزوجة أو في الزوج أو في النسـب أو في المـال

إلى غير ذلك من األمثلة. ،المردد بين كونه وقفا لهذا المسجد أو ذاك

فروع في الشورى(()) فهل يرجع إلى األمة في اختيار ،ثم في الشورى إذا تساوت اآلراء

.36 سورة األحزاب: ?()167

إحتماالن.، أو القرعة، ويكون أكثرية آرائهم حجة،أحد الرأيين لكن ال يبعد األول، حيث إن دليل الشورى وبعض المؤيدات األخــرى فيــكل، الروايات ال يدع مجاال لإلشكال، فينتفي موضوع القرعة الذي هو المش كما أن دليل الشورى حاكم على دليل التقليد، حيث لو أخذ بدليل التقليد لم يبق مجال لدليل الشورى، وكلما كان بين الدليلين هكذا كــان النــافي لآلخــر

محكوما به على ما قرر في األصول. كمـا إذا كـان هنــاك،أما األقلية في اتخــاذ الـرأي من أصـحاب الشـورى

ــرض أن خمسة من فقهاء المجلس على رأي وأربعة على رأي آخر، حيث ف في المجلس تسعة من الفقهاء، فليس لهم الحــق في المخالفــة، فــإن هــذا

وإال لم يكن للشورى أثر وسبب انشــقاق،هو معنى الشورى ولزوم تحكيمهاألمة والتحارب بينهما أو بينها فيما إذا كانت هناك آراء ثالثة.

ال يقال: فكيف يعمل نفس الفقيــه في األقليــة ومقلــدوه وهم يــرون أناالتباع لألكثرية محرمة شرعا في اجتنهاد الفقيه.

فإنه يقال: إنه مثــل القضــاء فمالكــه باألولويــة جــار هنــا، كمــا إذا تنــازع فقيهــان أو مقلــدان لفقيهين في زوجــة أوزوج أو مــا أشــبه وراجعــا القضــاء وحكم على حسب رأي أحدهما أو رأي ثالث، فماذا يفعل المتخاصـمان، إنـه

فــإذا،ال شك في الرجوع إلى القاضي كما ذكره الفقهاء في كتــاب القضــاء صــح في األمــور المهمــة،صح ذلك في األمور الجزئيــة الــتي ليســت بمهمة

التي تتوقف عليها مصالح البالد والعباد بطريق أولى. ثم إن المراجع الذين هم في المجلس يجمعون حــول أنفســهم الفقهــاء

والخبراء الزمينين كما إنهم ،العدول غير المقلدين )بالفتح(

68

يراجعون بواسطة أهل الحل إلى األمة في اتخاذ القــرارات، كمــا نجــده في سيرة الرسول )صلى اللــه عليــه وآلــه( وعلي )عليــه الصــالة والســالم(

ــارة األمة ــددة في استش ــایا المتع ــل،حيث القض ــة العق ــافة إلى دالل باإلضوكليات األحكام الشرعية عليه.

أمة الواحدة والطوائف(())ال وهو أن المفروض أن الدولة اإلسالمية تشمل على قطاعي،بقي شيء

الســنة والشــيعة، فــالمجلس يجب أن يكــون مركبــا منهمــا، أمــا،المسلمين وإليــك،كيفية حكمهما فكما ذكرناه في كتاب )كيف نجمع شمل المسلمين(

ما ذكرناه هناك.

الوحدة اإلسالمية: الوحده اإلسالمية كشعار، وكبديل لعواطف غير نابعــة عن القلب شــيء

فهــو بحاجــة إلى طــرح متكامــل، يلــف،سهل إلباسها لباس الواقع المباشر األمة والدولة من ناحية، ومختلــف االتجاهــات التقليديــة والمراجــع والعلمــاء

من ناحية ثانية. ولعل هذا الطرح الذي نذكره يفي باألمرين:

إن في العالم اإلسالمي )األعم ممــا يســمى بــالبالد اإلســالمية، أو الــذي يسمى بالبالد غير اإلسالمية( ألف وخمســمائة مليــون، زهــاء نصــفهم شــيعة

ــثر في بعض البالد،ونصفهم سنة وهؤالء متشابكون في البالد، وإن كان األكشيعة، وفي بعض البالد سنة، كما أنهما يتساويان في بعض البالد اآلخر.

فإذا أريد جمع هؤالء في وحدة حكومية واحدة، فالالزم أمور:

69

جمع كل مراجع تقليد الشيعة في مجلس أعلى يحكمون فيه بأكثرية :1اآلراء. جمع كل مراجع السنة والعلماء الذين يتبعونهم في أخذ األحكام فيـ: 2

مجلس أعلى يحكمون فيه بأكثرية اآلراء وهذان المجلسان يجمعهم مجلس واحد، فإذا أريد صــدور حكم بالسـنبة إلى إحدى الطائفتين فقط، كان لعلمائهم إصــدار الحكم بأكثريــة اآلراء، وإذا أريد صدور الحكم بالنسبة إلى الجميع ـ حيث إن األمر يهم كل األلف مليون وخمسمائة مليون مسلم، من جهة سلم أو حــرب أو مــا أشــبه، كــان الحكم يتبــع أكثريــة آراء المجلســين معــا، لكن بمعــنى أكثريــة هــذا المجلس وهــذا

المجلس، ال بمعنى األكثرية المطلقة. مثال لنفرض أن في كل مجلس تسعة من العلماء مما يشكل المجمــوع ثمانيــة عشــر، فــإذا أريــد حكم على البلـد اإلســالمي ذي األلــف وخمســمائة مليون مسلم، كان الالزم خمسة من كل مجلس، ال عشرة وإن كان تســعة

وذلــك ألن األكثريــة المطلقــة ليســت،منهم من مجلس وواحــد من مجلسمحال لقبول الطائفة الذين ال يحكم أكثرية علمائهم.

ــولية4 ــات األصـ ــة المناقشـ ــائفتين، لهم حريـ ــة من الطـ : وكـــل طائفـ والفروعية. وإنمــا ال يحــق لطائفــة أن تعتــدي اعتــداء جســميا أو ماليــا على طائفة أخرى، فإن حرية الرأي والكالم والنشر وما أشبه من مفاخر اإلسالم

الذي جاء إلنقاذ اإلنسان من الكبت، في كل أنواع الكبت. : ثم ينبع من المجلس األعلى وشورى العلماء، أحزاب إسالمية حــرة،5

كل حزب في نطاق طائفته، وتكون هذه األحزاب

70

مدارس سياسية، اقتصادية، اجتماعيــة، تربويــة، ألجــل تربيــة الصــالحينإلدارة البالد في المجاالت التأطيرية )التشريعية( والقضائية والتنفيذية.

وينصب الوكالء من جنس األكثرية في القطر، بــدون أن يحــدد ذلــك من وكذلك حال القضاة ومن إليهما. ،حريات األقلية

وتكون مهمة هذا المجمــوع )العلمــاء واألحــزاب( إرجــاع األمــة الواحــدة الرشيدة إلى الحياة، وإرجاع حكم الله سبحانه، فإن الدولة واألمة ال تخلوان

من أحوال: كبالد الوثنيين والشيوعيين. ،ألف: أن تكون القوانين دنيوية بحتة

ب: أن تكون القوانين دينية بــدون مالحظــة الــدنيا، كبالد المســيحية فيالقرون الوسطى.

ج: أن تكون قوانين دينية بيد العلماء، وقوانين دنيويــة بيــد الحكــام، بــأن ومــا لقيصــر لقيصــر( على اصــطالحهم، كمــا في البالد،يكــون )مــا للــه لله

الغربية اآلن. ة بيد الحكام، كما فييد: أن تكون قوانين دينية بيد العلماء، وقوانين دين

بالد اإلسالم اليوم. ــد العلمــاء الــذين هم الحكــام:ه ــة بي ــة ودنيوي ، أن تكــون القــوانين ديني

ويساعدهم األخصائيون من المثقفين. واألول: إرهاب بحث وتأخر فظيع.

71

خراب للدنيا. :والثاني ممــا يســبب االســتعمار في،يــوجب انقالب الــدنيا عن الــروحوالثــالث:

واالستعمار والفساد في الداخل. ،الخارج والء الناس في مكــانين متضــادين،يوجب التناقص بين الجهتين: والرابع

بين الحكام واألمة. ــدين ،فلم يبق إال الخامس الذي هو عمارة للجسد والروح، وتالئم بين ال

ل )صلى الله عليه وآله( وخلفاؤه األبــرارووالدنيا، وهذا هو الذي فعله الرسوأمر به الكتاب والسنة.

والتجزؤ والحرمان التعذيب فضحمن مقومات حكومة ألف وخمسمائة مليون مسلم فضح: مسألة(: )التغذيب في السجون. :1والحرمان الذي يعاني منه األمة، في مختلف األصعدة. :2 لسبب الحواجز النفسية والحواجز الجغرافية.،وتجزؤ بالد اإلسالم :3

ــف وســائل اإلعالم كل ذلك بسبب عشرات الماليين من الكتب، وبمختلالممكنة.

))ال للتعذيب(( أما التعذيب في السجون، في كل سجون العالم اإلســالمي، ســواء( ف1

في بلــد يســمى باإلســالمي أو في غــيره، جريمــة شــنعاء ينــدى لهــا جــبين اإلنسانية، باإلضافة إلى أن التعذيب يسبب تثبيط عزائم الجمــاهير بــالتحرك إلسقاط الدكتاتور، فإن الســجن ليس لــه من األهميــة في ال وعي اإلنســان

مثل ما للتعذيب من أهمية، فإن اإلنسان كثيرا ما

72

ال يهتم بالسجن، بل وال باإلعدام، بمثل ما يخــاف من التغــذيب النفســيوالجسدي.

ــا وأمريكــا وفرنســا وقد استغلت الحكومات االستعمارية، أمثال بريطاني وروسيا والصين، وما يدور في فلكهم من العمالء، هذا التخوف لإلبقــاء على ســلطانهم في بالد اإلســالم، فــإذا تمكن المســلمون من فضــحهم، نجم عن

ذلك تمهد السبيل إلنقاذ المسلمين. فالالزم إسقاط هذا السالح الشــائن من يــد الــدكتاتوريين في كــل البالد

اإلسالمية.

))فضح الحرمان((ــتي يتفجــر في2 ــه حــتى البالد ال ــالم اإلســالم كل ــا الحرمــان، فالع ( أم

تعــاني من أشــد أنــواع الحرمــان والتــأخر،،أراضيها النفط كشــالل الســيول الــزراعي والصــناعي والثقــافي، وحــتى إن أكثريــة الشــباب ال يجــدون إلى الزواج سبيال لفقرهم، بينما يمشون على أرض من الذهب، وتتدفق أموالهم

إلى خزائن الغرب والشرق. ــل إن هذا الحرمان بحاجة إلى الفضح، حتى يسبب ذلك تحرك األمة ألج

اإلنقاذ. ومن الطبيعي أن حكــام هــذه البالد يمارســون سياســة التجهيــل لألمــة، حتى ترضى بما تحصل من كسرة خبز للعيش، فــإذا وعت األمــة إمكانياتهــا الكبيرة جدا، ال بد وأن تتحــرك ألجــل إنقــاذ حقهــا، وهي خطــوة في طريــق

الــتي تــوفر لألمــة الرفــاه،تشكيل حكومة ألــف وخمســمائة مليــون مســلموالتقدم والرخاء بإذن الله تعالى.

وهذا الفضح أيضا بحاجــة إلى عشــرات الماليين من الكتب في مختلــفالمستويات واللغات.

73

))فضح التجزأة(( ( وأخــيرا يــأتي فضــح الــدور الــذي قــام بــه المســتعمرون وعمالؤهم،3

لتجزأة البالد اإلسالمية جغرافيا، وفضح السدود والحواجز الــتي خلقوهــا بين أنفس المسلمين، حتى صار مسلم كل قطر ينظر إلى مسلم القطر اآلخــر بنظر أنه أجنبي، بما تبع هذين العملين )تجزأة البالد والجواجز( من تضــعيف

المسلمين وتشتيتهم والسيطرة عليهم. فالالزم فضح االستعمار وقوانينه أوال، وفضح التجزأة والحواجز النفسية

ثانيا. ــاه فهل من األخوة اإلسالمية أن يرى العربي أخاه العجمي، والتركي أخــوة ــل من األخ ــا، أو ه ــذا أجنبي ــني وهك ــاه الفلبي ــي أخ ــدي، واإلندونس الهن اإلسالمية أن يرفع األخ في وجه أخيه الحــواجز والمشــكالت إذا أراد الســفر

إلى قطر إسالمي، وهكذا في سائر الشؤون المنافية لألمة الواحدة.

الدكتاتور إسقاطــالمألة(: )مســ ــدكتاتوريات في الع من الضــروري االهتمــام لفضــح ال

اإلسالمي، حتى ال يكون هناك دكتاتور يحكم حسب هواه، سواء حكم باســم القانونـ أو باسم الدين، أو باسم الطبقة العاملة، أو باسم الطبقة المتعاليــة، وذلك بسـبب ألـوف الكتب في ماليين النسـخ بمختلـف المسـتويات وشـتى

اللغات. ومهما تــذرع الــدكتاتور بالــذرائع يجب أن ال تقبــل، فــإن من الواضــح أن

العقول خير من العقل الواحد أوعقول أقل، ومن الواضح

74

أيضا الحق للناس، فبأي حق يسلبهم الدكتاتور حقهم. .والدكتاتور ال يتنازل عن كرسيه، فإن )الحق ال يعطى وإنما يؤخذ(

وقد اعتاد الدكتاتوريون كالحكومات العسكرية االنقالبيــة أن يقولــوا: إنــاصنعنا االنقالب فلنا الحق، دون من سواه.

والجواب: هل صنعتم االنقالب ألجل أنفسكم أو ألجل الناس، فــإن كــانــاذا ال ــاني فلم ــان الث ــاس، وإن ك ــم الن ــق لكم في التكلم باس األول فال ح

تشركون الناس في الحكم، بانتخاب حرة... ومثل هؤالء الحكومات الوارثية.

عات( باسم أنهم النــاس،ومن طبيعه الدكتاتور أن يجمع حول نفسه )أم بينما عقالء القوم والسياسيون والمحنكون يعيشون في حالة العزلة، أو في

أو صار نصيبهم القبر،.، أو المنافي،السجون واألمعات )ما دام الدكتاتوریون( ليســوا إال كالخشــب المســندة ال قيمــة لهم، وإنما كل ما يملكونه السالح والدعاية والمال، وال يملكون حب الشعب

ولو بمقدار قيراط لهم، وظهرت فضائحم.

من عالئم الدكتاتور(())وقد ذكرنا في بعض الكتب أن أهم عالئم الدكتاتور:

ـ عدم األحزاب الحرة، فإذا كان البلد إسالميا يلزم وجود أحزاب حرة1فيه. ــرئيس األعلى إلى ســائر2 ــترة من ال ــدل الســلطة كــل ف ــ وعــدم تب ـ

السطات. ربما يقال: وهل في اإلسالم مثل هذين التبدلين؟

75

والجواب: إن الحكومة اإلسالمية قوامها: ألف: شورى المراجع الذين هم مراجع تقليد الناس.

ب: وأحــزاب حــرة إســالمية، وكالهمــا يتعاونــان في إدارة البالد حســبالقوانين اإلسالمية.

أما شورى المراجع، فألنهم نواب األئمة )عليهم السالم( الذين نصــبوهم بقوله )عليه السالم(: ،حكاما وخلفاء . فإني قد جعلته عليكم حاكما

ــزل ــه ع ــع في الحكم دون بعض، ألن ــون بعض المراج ــه ألن يك وال وج ، والحاكم المنصــوب من قبــل اإلمــامصلى الله عليه وآله(لخليفة الرسول )

، وال حق ألن يقول أحدهم: إن المرجــع الفالني ال يفهم أو مــا)عليه السالم( بمأل إرادتها، فالالزم أنأمة أشبه من االتهامات، إذ ما دام قبلته جملة من ال

يكون شريكا في الحكم، وإال فلــو انفتح بــاب اإلقصــاء بهــذه الــذرائع ألمكنلجماعة كل مرجع أن يتهم اآلخرين.

كما ال حق لحزب وإن كان إسالميا، اتهام اآلخــرين بالعمالــة، أو مــا إلى يتهمــوا ذلــك الحــزب الواحــد الــذي أخــذأن كان لألحزاب األخرى ذلك، وإال

بزمام البالد بنفس االتهام. فــإن االجتهــادات الفقهيــة، واالجتهــادات السياســية مختلفــة، فال أولويــة إلحداها على غيرها، وحيث إن األمة تختار المجتهدين واألحــزاب اإلســالمية،

فالالزم أن يكون الكل في مسرح السياسة والحكم بأكثرية اآلراء. وحيث إن هذا هو اإلطار اإلسالمي الصحيح المستفاد من الكتاب

76

والســنة والعقــل كمــا فصــلناه في بعض الكتب الفقهيــة، فــالجواب عنسؤال: هل في اإلسالم تبدل )شورى المرجعية( و)السلطة(؟

إن فيه تبدلهما، أما تبدل السلطة فال إشــكال فيــه، وأمــا تبــدل،هو نعم وإن جاز شرعا بشروط. ،شورى المرجعية فإنه ال يقع تلقائيا

ــورى المرجع ــدل ش ــدم تب ــبب في ع ــوالس ــقي ــد التحقي ــة بع ة أن األم والتدقيق تعيين وتختار مراجع تقليدها، ويكونون هم أعلى ســلطة في البالد، يــديرون دفــة الحكم بأكثريــة اآلراء، ومن المعلــوم أن األمــة ال تبــدلهم بمأل إرادتها، ألنهم مراجع تقليدها، كما نشاهد اآلن أن األمة تقلــد المرجــع طيلــة حياة المرجع، بدون أن يكون للمرجع قهر وغلبة وسالح ودعايــة من أســباب

الدكتاتورية. نعم إذا سقط مرجع التقليد عن المؤهالت، مثل غلبــة النســيان عليــه أو

ال يكون من الحكام حينذاك. ،ما أشبهــد، وهم في وربما يقال: كيف يمكن جمع مراجع التقليد في مجلس واح

مختلف البالد. والجواب: إنه يمكن أن يكون لهم ممثلــون في مجلس واحــد، يوصــلون أنظار كل واحد منهم إلى المجلس، ويرفعـون التقـارير إليهم، فـإذا حصـلتــة ــلطات التأطيري ــبب الس ــذ بس ــورد التنفي ــرأي م ــك ال ــان ذل ــة، ك األكثري

والقضائية والتنفيذية. ،)التشريعية(

دكتاتورية في اإلسالم وإن كان باسم الدين(())ال ــة في اإلســالم،وعلى أي حــال ــة، وال، فال دكتاتوري ال من حيث المرجعي

ولــذا فــإذا،من حيث الحزبية، بل اإلســالم دين الحريــة والعدالــة االجتماعيةرأينا حكومة تحكم باسم اإلسالم وفيها شيء من الدكتاتورية،

77

فالالزم أن نعلم أن اإلسالم ال يقرر مثل هذه الحكومة. ــا استشــاري، ولســت ــدكتاتور يقــول: أن ال يقــال: الحــاكم اإلســالمي ال

بدكتاتور. ألنه يقال: إذا صدق أنه ليس بدكتاتور، فليفسح المجال للبحث الحر من المعارضــة في مختلــف وســائل اإلعالم، فهــل هــو أفضــل من رســول اللــه )صلى الله عليــه وآلــه( وعلي )عليــه الســالم( حيث كــان المســلمون وغــير

يفتحون معهم المناقشــات الحــرة بمســمع من النــاس وبمنظــر،المسلمينمنهم.

ــي( ــاج الطبرس ــار( و)احتج ــاج )البح ــاب احتج ــك كت ــدل على ذل ــا ي كموغيرهما.

أما أن يبتعد الحاكم عن الناس، ويقتنع بحضــور النــاس عنــده للمباركيــة ويفتح بـاب السـجون،،بدون المناقشه معه، ويحرك عمالـه لتنفيــذ أوامــراه

وينصب المشانق، وبرسل الجالوزة لمصادر األموال، وتكيل وســائل إعالمــه فإن ذلك من لوازم الدكتاتورية. ،وعمالئه التهم لكل من يريد قوال معارضا

وعلى األمة أن تعي حتى ال تستغل باسم الديمقراطيــة أو االنقالب علىالفساد أو االستشارية أو اإلسالم أو ما أشبه ذلك.

ــ،اسم وتحت ألــف ســتارألف وإذا تسلط الدكتاتور على األمة ب د من الب إزالــة الكــابوس بــالقوة الشــعبية، فــإن هنــاك قــوتين ال ثــالث لهمــا، )قــوة السالح( حيث تقع بيد الحكومة، و)قوة الشعب( التي تتمكن أن تقــاوم قــوة السالح، فإذا تمكن المصلحون أن يتمسكوا بهذه القوة بتعقل ورويــة أزالــوا

تلك القوة، فإنها القوة الفائقه التي تتمكن أن تسحب قوة

78

السالح عن الباطل إلى الحق. والطريق الطبيعي لسحب القوة عن يد الحكومــة الدكتاتوريــة، التوعيــة

بماليين الكتب. تم تكتيل الشعب تحت ألويــة النهضــة والثــورة، والتحــرك إلجــل إزعــاج الدكتاتور باإلضرابات والمظاهرات، وكلما توسعت هذه القوة تقلصــت قــوة

إلى أن تسقط قوة السالح عن يد الدكتاتور. ،السالح

كة السلمية((الحرالطغاة ب))فضح ــالح ــدان لص ــدخل المي ــتى ال ي ــالح أوال، ح ــد الس ــدا تحيي ومن المهم جــد الســالح بعــدم أخــذ الشــعب في إضــراباته ــا يمكن تحيي ــدكتاتور، وغالب ال ومظاهراته السالح، بل تكون حركتــه ســليمة، تتجنب العنــف والشــدة، كمــا

ذكرناه في بعض المباحث.

الدكتاتورية والشعبية العسكرية االنقالبات وتفصــيال، فــإن االنقالباالنقالبات العســكرية مرفوضــة جملة)مسألة(:

ولو تــذرع بــألف ذريعــة ليس إال ســببا لتــدهور أحــوال الشــعب إلى األســوأ، وليس ذنب الشــعب في حــوادث االنقالب العســكري بأقــل من االنقالبــيين، حيث إن جماعة من العسكر ال يتمكنــون من االســتيالء على الشــعب إذا لم

يصفق لهم الشعب. ــان الالزم أن ــكريين على الحكم كـ ــة من العسـ ــتولي جماعـ ــإذا اسـ فـ

يرفضهم الشعب، ويعاملهم معاملة اللصوص ويقدمهم للمحاكمة. أفريقيا وآسيا وغيرهما وجدنا أنهــا لم تــزد فيوكلما رأينا من االنقالبات

وصار حالهم أسوأ مما كان قبل االنقالب. ،إال سوءا

79

والمنطــق ضــد تصــفيق الشــعب لهم، إن اإلنســان إذا أراد أن يســتخدم خادمـا لـداره ال بـد وأن يحقـق عن أحوالـه، فكيــف يصـفق اإلنسـان لمن ال

يعرفه وهم يريدون السيطرة على نفسه وماله وعرضه. وقد رأينا االنقالبــات العســكرية الــتي قــامت باســم إنقــاذ فلســطين لم

أسوأ.تسبب لفلسطين إال ضياعا وللشعب إال ترديا والغالب أن االنقالب العسكري يسبب انقالبا أخر، فهو يولــد االنقالبــات، مما تدمر الشعب تدميرا كامال، وغالب مــا رأينــاه من انقالب كــان غربيــا أو

وكــانت أمريكــا أو روســيا أو الصــين أوبريطانيــا أو فرنســا تصــادق،شــرقيا جماعة من األحزاب التي هي من صنايعها، أو من العسكريين الذين هم من عمالئهــا لالنقالب، وذلــك ألجــل المزيــد من امتصــاص دمــاء الشــعب ونهب ثرواتهم، وتخريب بالدهم، وقتل وسجن وتغــذيب وإذالل كــبرائهم وشــبابهم،

وبالنتيجه تحكيم قبضة االستعمار على البالد أكثر فأكثر. ،لفضــح االنقالبــات العســكريةولذا فمن الضروري تأليف مئــات الكتب،

بــل في كــل بلــد،،والحيلولة دون حدوث إنقالب عســكري في بالد اإلســالمفي المستقبل.

إن كان االنقالب العسكري حسـنا، فلمــاذا ال تــدع الــدول الغربيــة أنثمــا، ــارع إلى االعــترافوإذا كايحــدث انقالب في بالده ن ســيئا فلمــاذا تس

بالحكومة االنقالبية بحجة أنه حدث داخلي في بالدنا. لتحكم قبضــتهم، ثمبــاالنقالب،أليس ذلك ألجــل أنهم هم الــذين يــأتون

يسارعون في االعتراف به، ثم يحفظون القافزين إلى

80

الحكم باإلعالم والسالح والتخطيط وغيرها. ،قــام االنقالب ضــدهمنه من غير شــك أن كثــيرا من الحكومــات الــتي إ

إن حكومــة االنقالب أســوأكانت حكومات سيئة، لكن من غير الشك أيضــا، تلك الحكومات.من

وعالج ســوء الحكومــة أن يعي الشــعب حــتى يــرفض الحكومــة الســيئةــأتي بالحكومــة الصــحيحة، ال أن يقــوم جماعــة بتخطيــط من المســتعمر وي

ليهلكوا الضرع والزرع.لالنقالب، مثلهماالنقالب العسـكري،والـذين يسـتجيرون من سـوء الحكومــة إلى

كما قال الشاعر: المستجير بعمرو عند كربته

كالمستجير من الرمضاء بالنار

أسباب االنقالبات العسكرية(())من أما أسباب االنقالب العسكري، فهي:

ــد1 ــة بي ــا ألعوب ــل دائم ــراغ السياســي في البالد، حيث إن الجاه ــ الف ـالدجالين وطالب الشهوات.

ـ السخط العام على الحكومة، حيث إنه يهيئ لجماعة ولو صغيرة أن2 من القفز على الحكم. ،تتمكن وبمباركية الناس

ـ الهزيمة الحزبية للحكومــة ســواء كــانت هزيمــة في حــرب أهليــة أو3غيرها. ـ الحروب األهلية وانقسام البالد وضعف الحكومة عن إنهــاء الحــرب،4

ــذ، وإن لم تنهزم الحكومة، فإن الناس في أمثال هذه الحالة ينتظرون المنق فإذا قفز جماعة على الحكم باركوهم، عن ال وعي، زاعمين أنهم المنقذون.

ـ إرتطام البالد في مشاكل سياسیة أو اقتصادية أو اجتماعية، 5

81

بسبب سوء تصرف الحكومة. ـ المحافظة على السابق، حيث إن أعضــاء الحكومــة حينمــا يعرفــون6

اهتزاز كراسيهم، وأن التذمر بلغ مداه، يقومــون بــإنقالب عســكري صــوريمن الموالين لهم إلنقاذ عروشهم ولو بقدر.

ــد، حيث إن القــوي7 ـ ضعف االستعمار السابق، وقوة االستعمار الجدي وال فــرق بين أن يكــون ضــعف االســتعمار الســابق،يطيح بعمالء الضــعيف

ناجما عن ضعف في حكومته أو ضعف في إدارته لتلك البالد المستعمرة. ـ ضرب األمة اإلسالمية في بالد اإلسالم، حيث إن المستعمر يرى أنه8

لو ترك األمر وشأنه، قويت القوة اإلسالمية المترعرعــة وضــربت مصــالحه، فيأتي بجملة عمالء إلى الحكم في انقالب عسكري، لينوب عنــه في ضــرب

الحركة اإلسالمية. إسالمية. غير بالد ي ـ إرادة االستعمار ضرب القوى الوطنية ف9

ـ حب السلطة والغلبة، كما يحدث نتيجة للصراعات العسكرية، فإن10 ــا العسكر إذا تولى الحكم ال يقدر على حفظه، ولذا ينقلب عليــه آخــرون حب

لالستئثار بالسلطة. جهل الشعب، ولــذا ال يحــدث إنقالب فيعن وال يخفى أن كل ذلك نابع

بريطانيــا أو فرنســا، أو حــتى في اســرائيل الغاصــبة، حيث إن شــعوب تلــكال يسمح لالنقالب. قدر البالد لهم من وعي الحياة

82

ثورات شعبية غير واعية(()) ثم إن هناك ثــوراب شــعبية تفعــل نفس فعــل العســكريين من التــدمير والتخريب، مثل هتلر وموسيليني ولينين وماو وهوشــي وكاســترو وأمثــالهم، مما لم يكن عملهم إال القتل والتدمير والتخريب وإدخال البالد في حمامــات

من الدم، وتعميم اإلرهاب في البالد مما هو معروف. وإنما تحدث مثل هذه الثورات إذا هــاج الشــعب من الفســاد والخــراب،ــا في ــة الحكم، فيشــترك الشــعب جميع ــاف في كيفی ولم يكن لهم وعي ك الهدم بدون خريطة مسـبقة ومـؤهالت لكيفیـة البنــاء، فيسـتغل جماعــة من ــداما طالب السلطة جهل الشعب لالستيالء عليه باإلرهاب سجنا وتعذيبا وإع

ومصادرة أموال زورا وخنقا وكبتا. في مــا يتبــع وحــدة،وعالمة هــذا النــوع من الحكومــات: وحــدة الحــزب

الخط السياسي في البالد أعالمــا وشخصــيات في كــل الســلطات، فــإذا لمــ والالزم في بالد اإلســالم أحــزب يكن في البالد أحــزاب سياســة متعــددة ـ

ــل على أنإشراف سياسة إسالمية تحت شورى العلماء المراجع ـ فهــو دليــة إلى الحكم، وإقصا ــز جماع ــولت إلى قف ــعة تح ــعبية الواس ــورة الش ءالث

اآلخرين بمختلف المعاذير والتهم، وتكون عندئذ مأساة البالد. وإال فإن صدق الحاكم في مثل هذه الحكومات، فلماذا ال يســمح للبحث الحر مــع من يدعيــه خصــوما للبالد، والحــال أن الحــاكم القــافز على الحكم

باسم الشعب هو العدو للبالد. فعلى األمة أن تعي حتى ال يقع انقالب عسكري، وال ثورة شــعبية تنتهي

إلى سرقة جماعة للثورة، وإال كان المصير الدمار والهالك.

83

الشـركة في الملـك تـؤدي إلىأما قول علي )عليه الصـالة والسـالم(: ال أن يكون الــرأي أخــيرا لألكثريــة،، فالمراد مع استقالل كل،(1)اإلضطراب

وإال فهو خالف مــا نــرى من الشــركة في مجلس الشــورى، واألعيــان، وفي وكما نشاهد في القضاة عند،القضاة، حيث قضاة متعددون كما في الرواية

الغرب.ــل شــريك يضــرب رأي ــه الســالم( أن ك ــراده )علي ــال: إن م ــا يق وربم الشريك اآلخر، وذلك يوجب ظهور الحق أكثر فأكثر، فهو في مقام المدح ال

إذ ليس معناه الهــرج والمــرج، ولـذا نشـاهد أن اختالف الفقهـاء،مقام الذم واألصوليين واألدباء ومن إليهم في آرائهم العلمية يؤدي إلى معرفة المتأخر

منهم لألقرب إلى الحق، حيث يرى رأي هذا ويرحج أحدهما على اآلخر.

))آيتان في الشورى((ثم في القرآن الحيكم آيتان تدالن على المشاورة:

ــون كبــائر اإلثم والفــواحش وإذا مــا: األولى: قوله سبحانه ] ذين يجتنب ﴿والون [وا ه[م يغفر[ ورى* غضب ه[م ش[ هم وأقام[وا الصالة وأمر[ [وا لرب ذين استجاب وال

[نفق[ون . (2)﴾بينه[م ومما رزقناه[م ي[نت فظا﴿والثانيــة: قولــه ســبحانه: ــو ك ه لنت له[م ول فبمــا رحمــة من الل

تغفر له[م وشــاوره[م في ــك فــاعف[ عنه[م واســ غليظ القلب النفضوا من حوللين [حب الم[توك ه ي ه إن الل ل على الل . (3)﴾األمر فإذا عزمت فتوك

فذلك في قضية خاصة ال ترتبط بنا. (4)﴾وتشاو[ر﴿وأما قوله سبحانه: ال خصوص أمور ،وظاهر األمر في اآلية المباركة ما يعم الناس

1()?. .38 ـ 37 سورة الشورى: ?()2.159 سورة آل عمران: ?()3.233 سورة البقرة: ?()4

84

اإلنسان الشخصية كزواجه وطالقه وشــرائه الـدار وخصوصـيات تجارتــه إلطالق،وما أشبه ذلك، فإنه وإن كان التشاور في هذه األمور أيضا مستحبا

ــور ــة األم ــه المبارك ــر في اآلي ــة، إال أن المنصــرف من األم ــة من األدل جملالعامة، ومن أظهر مصاديقها رئاسة الدولة.

ين الرئاسة الفردية والجماعية(())بال شك أن الرئاسة الجماعية أقرب إلى الصواب من الفردية.

فأوال: إنه ال وجه للفردية بعد جعل الشارع عــدة مراجــع، مثال إذا فــرض أن أرسل الرسول )صلى الله عليه وآله( ابن مسعود وعمارا والحذيفــة إلى

فهــل يحــق ألحــدهم أن يســتبد بــاألمر ويــدع اآلخــرين بــدون،حكومة اليمن مشاركة، أو الالزم أن يكون الحكم لكلهم على طريقة االستشارة، وقد قال

فكــل من مراجــع التقليــد،(1)اللهم ارحم خلفــائي)صلى الله عليــه وآلــه(: المعاصرين بعضهم لبعض المتساوين في الشروط الشرعية خلفاء الرسول

.)صلى الله عليه وآله( وال فرق بين اإلرسال شخصيا كما إذا فــرض في زمانــه )عليهم الصــالة

:كليا كما في هذا الحديث، وفي الحــديث عنهم )عليهم الســالم( و،والسالم(فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا(2) .إلى غير ذلك ،

بل لو استبد أحدهم باألمر كان خالف شرط اإلسالم. كل واحــد مرجــع تقليــد،وثانيا: إذا فرض في العراق خمسة من الفقهاء

ثالثه ماليين، فمن الواضح أنه إذا استبد أحدهم بــاألمر وتــرك اآلخــرين فــإن[ركــوا ال يســتعد للتعــاون مــع الحــاكم كــل من كــان تابعــا للمراجــع الــذين ت

المستبد، وبذلك يقع االختالف واالنهيار.

1()?. 2()?.

85

وثالثا: من الواضح أن التشاور بين خمســة يعطي نتــائج أفضــل من رأي وإال فكــل الحكومــات،فــرد واحــد، حــتى ولــو فــرض أنــه استشــار حاشــيته

الدكتاتورية المستبدة أيضا يستشيرون أصدقاءهم وذويهم والمقربين منهم.

ؤات(())تنب وإني أرى أنــه ال يمــر على العــالم إال ويــأتي زمــان يجعلــون فيــه الحكم

استشاريا بجعل الرئاسة في أفراد متعددين ال برئاسة فرد واحد. ال يقال: فكيف نرى أن العالم الدیمقراطي يقتنع برئيس واحد.

ألنه يقال: هذا من من أخطاء العــالم الــديمقراطي، كمــا أن لــه أخطــاءأخر أشرنا إليها أيضا.

وكما أن العالم كان في كثير من أحيانــه وفي الحالل الحاضــر في بعضأجزائه يرى الملكية الوارثية أو االنقالبية العسكرية، مع أنه خطأ فاضح.

ــات ــأ االنقالب ــه إلى خط ــا توج ــة كم ــالم إلى الديمقراطي ــه الع ثم توج العسكرية، ولذا ال تقع في العالم المسمى بالحر مثــل هــذه األمــور، فهكــذا يــأتي يــوم يتنبــه العــالم إلى هــذا الخطــأ الفــردي ويعالجــه معالجــة جذريــة

بالرئاسة االستشارية. فمقتضى الشرع والعقل هي االستشارية، هــذا بالنســبة،وعلى أي حال

وفيها كالم كثير ال يسع هذا الكتاب المبني على اإليجاز. ،إلى اآليات

))االستشارة في الروايات الشريفة((أما الروايات فهي على قسمين:

األول: استشاراتهم )عليهم الصالة والسالم( على مــا ورد في الروايــاتوالتاريخ.

،والثاني: الروايات اآلمرة بها والناهية عن االستبداد، ونحن نذكرها تباعامن كتب الخاصة والعامة بدون ذكر االستدالالت.

86

))استشارات النبي ص(( أما القسم األول: فقد ذكر المؤرخون أن النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه(

استشار في موارد كثیرة.

أشيروا علي أيها الناس(()) منها: ما ذكروه في قصة بدر، فقد قالوا: ومضى رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( حــتى إذا كــان دوين بــدر أتــاه الخــبر بمســير قــريش، فــأخبرهم

فقال بعضهم: يا رسول الله،واستشارهم رسول الله )صلى الله عليه وآله( إنها واللــه قــريش وعزهــا، واللــه مــا ذلت منــذ عــزت، واللــه مــا آمنت منــذ

وعــد لــذلك، ولتقاتلنك فــاتهب لــذلك أهبته،كفرت، والله ال تسلم عزها أبداعدته.

ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رســول اللــه أمض ألمــر اللــه، فنحن فاذهب أنت وربك فقاتال والله ما نقول كما قالت بنو إسرائيل لنبيها: ،معك

ولكن اذهب أنت وربــك فقـاتال إنـا معكمـا مقـاتلون،،(1)إنـا هاهنـا قاعـدونــاد،والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك )وبرك الغم

ــان من وراء مكة بخمس ليال من وراء الساحل مما يلي البحر وهو على ثم،ليال من مكة إلى اليمن( فقال له رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( خــيرا

ودعا له بخير. ثم قال رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(: أشــيروا على أيهــا النــاس،

وكـان الظـاهر أن، وإنما يريد رسول اللـه )صـلى اللـه عليــه وآلــه( األنصــارــه أن يمنعــوه ممــا ــك أنهم شــرطوا ل ــدار، وذل األنصــار ال تنصــره إال في ال يمنعون منه أنفسهم وأوالدهم، فقال رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: أشيروا علي، فقــام ســعد بن معــاذ فقــال: أنــا أجيب عن األنصــار، كأنــك يــا رسول الله تريدنا، قال: أجل، قال: إنــك عســى أن تكــون خــرجت عن أمــر

وحي إليك في غيره، وإنا آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن كل ما جئت به

.24 سورة المائدة: ?()187

حق، وأعطيناك مواثيقنا وعهودنا على السمع والطاعـة، فـامض يـا نـبيــا الله، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك م بقي منــا رجــل، وصــل من شــئت، واقطــع من شــئت، وخــذ من أموالنــا مــا شئت، وما أخذت من أموالنا أحب إلينا مما تركت، والــذي نفســي بيــده مــا سلكت هذا الطريق قط وما لي بها من علم، وما نكره أن يلقانا عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب، وصدق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك،ــه(: قالوا: فلما فرغ سعد من المشورة قال رسول الله )صلى الله عليه وآل سيروا على بركة الله، فإن الله قد وعدني إحــدى الطــائفتين، واللــه لكــأني أنظرإلى مصارع القوم، قــال: وأرانــا رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(

مصارعهم يومئذ. . (1)وهذه الرواية رواها السنة والشيعة باختالف في الجملة بينهما

كما أنه روى بعضهم: أن رسول الله )صلى اللـه عليـه وآلـه( بعـد غـزاةبدر استشار في أسارى بدر.

ة في أحد(())استشار وفي غزوة أحد قال رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( للمســلمين: إنى قد رأيت والله خــيرا، رأيت بقــرا ورأيت في ذبــاب ســيفي ثلمــا، ورأيت أنيــة ــوا بالمدين أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة، فإن رأيتم أن تقيم وتدعوهم حيث نزلوا، فإن أقاموا أقــاموا بشــر مقــام، وإن هم دخلــوا علينــا

قتلناهم.ــهوكان رأي عبد الله بن أبي بن سلول عن رأي رسول اللــه )صــلى الل

عليه وآله( يرى رأيه في ذلك، وأن ال يخرج إليهم، وكان رسول اللــه )صــلى الله عليه وآلــه( يكــره الخــروج، وقــال رجــال المســلمين ممن أكرمــه اللــه

[ح د [بالشهادة يوم أ

.110 ص14 راجع شرج نهج البالغة: ج?()188

ــرون،وغيره ممن كان فاته بدر: يا رسول الله، أخرج بنا إلى أعدائنا ال يأن جبنا عنهم وضعفنا.

بن سلول: يا رســول اللــه أقم بالمدينــة ال تخــرجوقال عبد الله بن أبيــا إليهم، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إال أصاب منا، وال دخلهــا علين

الذين كانصلى الله عليه وآله( إال أصبنا منه، فلم يزل الناس برسول الله ) من أمرهم حب لقاء القوم حتى دخل رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( بيته فلبس المته ثم خرج عليهم، وقد ندم الناس وقــالوا: اســتكرهنا رســول

ولم يكن لنا ذلك.صلى الله عليه وآله( الله ) فلما خرج عليهم رسول الله )صلى الله عليه وآله( قالوا: يا رسول الله

فقــال،استكرهنا ولم يكن ذلك لنــا، فــإن شــئت فاقعـد )صــلى اللـه عليــك(ــه أن يضــعها رسول الله )صلى الله عليه وآله(: ما ينبغي لنبي إذا لبس المتحتى يقاتل، فخرج رسول الله )صلى الله عليه وآله( في ألف من أصحابه.

بعض الروايات قال النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: أشــيروا علي،يوف ورأى رسول الله )صلى الله عليه وآله( أن ال يخرج من المدينة لهذه الرؤيا. وال يخفي أن الرسول الله )صلى الله عليه وآله( أكثر عقال وأقوى دراية من غيره في الشؤون الدنيوية أيضا، فإن صح ما ذكره المؤرخون من هــذه الرواية كان ذلك إعالما للحكام للزوم تــركهم آرائهم الشخصــية واتبــاع آراء

األمة أو غير ذلك، والمهم أنه استشار في هذه الحرب.

وفي غزوة األحزاب(()) وفي غزوة األحزاب ذكر المؤرخون أنــه نــدب رســول اللــه )صــلى اللــه

عليه وآله( الناس، وأخبرهم خبر عدوهم، وشاورهم في أمرهم

89

وأمــرهم بطاعــة،بالجد والجهاد، ووعدهم النصر منهم ما صبروا واتقــوا وكــان، وشاورهم رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(،الله وطاعة رسوله

يكثر مشاورتهم في الحرب، فقــال: أنــبرز لهم من المدينــة، أم نكــون فيهــا ونخندقها علينا، أم نكون قريبا ونجعــل ظهورنــا إلى هــذا الجبــل، فــاختلفوا، فقالت طائفـة: نكــون ممـا يلي بعـاث إلى ثنيـة الـوداع إلى الجـرف، فقـال قائل: ندع المدينة خلوفا، فقــال ســلمان: يــا رســول اللــه إنــا إذ كنــا بــأرض

فهــل لــك يــا رسـول اللــه أن نخنــدق،،فارس وتخوفنــا الخيــل خنــدقنا عليناــه فأعجب رأي سلمان المسلمين، وذكروا حين دعاهم النبي )صلى الله علي

د أن يقيموا وال يخرجوا. [وآله( يوم أحفكره المسلمون الخروج وأحبوا الثبات في المدينة.

وفي غزوه األحزاب أيضا رووا أنه حصر رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وأتى،وآله( أصحابه عشــرة أيــام حــتى خلص إلى كــل امــرئ منهم الكــرب

رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( إلى عيينــة بن حصــين، وإلى الحــارث بنــة ترجعــان بمن عــوف، وقــال لهمــا: أرأيت إن جعلت لكم ثلث تمــر المدين معكم وتخذالن بين األعراب. قاال: تعطينا نصف تمر المدينــة، فــأبى رســول

ــذلك وجــاءا في،الله )صلى الله عليه وآله( أن يزيدهما على الثلث فرضيا ب عشرة من قومهما حين تقارب األمر، فجاؤوا وقد أحضر رسول الله )صــلى الله عليه وآله( أصحابه وأحضر الصــحيفة والــدواة، فأقبــل أســيد بن حضــير إلى رسول الله )صلى الله عليه وآله( فقال: يا رسول الله إن كان أمرا من

وإن كــان غــير ذلــك فواللــه ال نعطيهم إال الســيف مــتى،السماء فــامض لهطمعوا بهذا منا، فأسكت رسول الله )صلى الله عليه وآله(

90

ــك وهــو متكئ ودعا بسعد بن معاذ وسعد بن عبادة فاستشارهما في ذلعليهما والقوم جلوس، فتكلم بكالم يخفيه وأخبرهما بما قد أراد من الصلح. فقاال: إن كان أمرا من السماء فامض له، وإن كــان أمــرا لم تــؤمر فيــه

، وإن كــان إنمــاولك فيه هوى فامض لما كان لك فيه هوى، فســمعا وطاعة فقــال،هو الرأي، فما لهم عنــدنا إال الســيف، وأخــذ ســعد بن معــاذ الكتــاب

رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: إني رأيت العــرب رمتكم عن قــوس فقلت: أرضيهم وال أقاتلهم.،واحدة

ــا فقال: يا رسول الله إن كانوا ليأكلون العلهز في الجاهلية من الجهد م قنعوا بهذا منا قط أن يأخذوا تمرة إال بشرى أو قرى، فحين أتانا الله تعــالى

ال نعطيهم أبدا إال السيف.،بك وأكرمنا بك وهدانا بك نعطي الدنية فتفل ســعد فيــه،،فقال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: شق الكتاب

ثم شقه، وقال: بيننا السيف. الــدميخلطــون )العلهز( وهو شــيء كــانوا يتخذونــه في ســني المجاعــة

يخلطــون فيــه القربــاننوا بأوبار اإلبل ثم يشوونه بالنار ويأكلونــه، وقيــل: كاكما في نهاية ابن األثير وغيره.

ــان ــة ك ومن الواضح أن الكالم األول منه )صلى الله عليه وآله( مع عيين مجرد مقاولة ومفاوضة، ولم يكن غرضه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( إال حفــظــه ممن كــانوا األنصار وحقن الدماء، كما هو شأنه في كل حروبه وغير حروب يستحقون القتل، فلمــا رأى قــوتهم وشــدة بأســهم فــوض األمــر إليهم وهم

كانوا من الرؤساء، فرأيهم رأى مرؤوسيهم، كما هو المعتاد في القبائل.ــا في التفصــيل، وإنمــا في اإلجمــال على وعلى كــل حــال فليس كالمنــاك بعض حســب مــا ذكــره المؤرخــون من الشــيعة والســنة، وإن كــان هن

الخالفات في الروايات.

91

ي الحديبية(())ف وفي قصة الحديبية رووا أنه خرج رسـول اللـه )صـلى اللـه عليـه وآلـه(

حتى إذا كانوا بــذي الحليفــة،أيام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه قلد رسول الله )صلى الله عليه وآله( الهدي وأشعره وأحرم للعمرة، وبعث

بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش.ــوادي األشــطاط وسار رسول الله )صلى الله عليه وآله( حتى إذا كان ب

نــة الخــزاعي، فقــال: إني تــركت كعب بن لــؤييقريب من عســفان أتــاه ع وعامر بن لؤي قد جمعوا لك األحابيش وجمعــوا لــك جموعــا وهم مقــاتلوك

وصادوك عن البيت. فقال النبي )صلى الله عليه وآلــه(: أشــيروا علي، أتــرون أن نميــل إلى ذراري هؤالء الذين أعــانوهم فنصــيبهم، فــإن قعــدوا موتــورين محــزونين إن

نجوا تكن عنقا قطعها الله، أو ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه. فقال بعضهم: الله ورسوله أعلم يا نبي الله، إنا جئنا معتمرين ولم نجئ

ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه، فقال النبي )صــلى اللــه،نقاتل أحداعليه وآله(: فروحوا إذا.

أكثر مشورة(())الــثر مشــورة قال الزهري: وكان بعضهم يقول: ما رأيت أحدا قط كان أك

(، ذكــره الــبيهقي في كتابــهى الله عليــه وآلهلألصحاب من رسول الله )صلالسنن.

ي غزوة الطائف(())ف وفي غزوة الطائف بعد ما حاصر رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(

قيــل: إنــه استشـار نوفـل بن معاويــه الـدؤلي في المقـام عليهم،،الطـائف إن أقمت عليــه أخذتــه وإن تركتــه لم،جحرفي فقال: يا رسول اللــه ثعلب

يضرك، فأذن بالرحيل.

ة في االستشارة((م))قوفي غزوة بدر استشار )صلى الله عليه وآله( في أصل

92

الحرب، وفي انتخاب المكان، وفي العريش، وفي األسارى.[حد استشار في الخروج عن المدينة أو البقاء فيها. وفي أ

ــدق أو ــة بالخن ــل المدين ــدفاع داخ ــدق استشــار في ال ــزوة الخن وفي غخارجها.

ــادة ــان القي ــة القمــوص، وفي مك ــبر الحمــل على قلع ــزوة خي ،وفي غوتمركز الجيش اإلسالمي.

كما أنه استشار )صــلى اللــه عليــه وآلــه( في بعض حروبــه في إشــراكالشباب في الحرب، وفي قتل أعمى منافق.

كذلك استشار في إعطاء التمر للكفار.ــه( ــه وآل ــه علي ــه )صــلى الل ــا أن ــة استشــار أصــحابه، كم وفي فتح مك استشارهم في فدية أبي العــاص زوج ابنتــه زينب، وهــل يطلــق ســراح أبي

العاص بدون فدية زينب أو مع الفدية. المنافق.وبعد غزوة بني المصطلق استشار في قتل عبد الله بن أبي

وفي غزوة بني قريضة في العفو عنهم أو عدم العفو.وكذلك بالنسبة إلى قتل وعدم قتل سلمى بنت قيس.

ــطلق في طالق كما استشار )صلى الله عليه وآله( بعد غزوة بني المص أنا نــرى أن أصــل هــذهعائشة أو عدم طالقها، على ما ذكره المؤرخون، إال

القصة مكذوبة، وأن آيــات اإلفــك نــزلت في ماريــة القبطيــة ال في عائشــة، ومن الحظ الطبري بدقة فاحصة في هــذه القصــة يجــد ســبع مكانــات فيهــا

ظاهرة الجعل والكذب مما لسنا بصدده اآلن. كمــا أنــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( استشــار في الهجــوم على القافلــة التجارية التي كانت لكفار مكة، ممن صــادروا أمــوال الرســول )صــلى اللــه

.عليه وآله( والصحابة في مكة المكرمة مقابلة لهم بالمثلذكر المؤرخون أيضا أنه استشار بعض نسائه في مرض موته أن

93

يكون في أي بيت من البيوت، وإن كان الظــاهر عنــدنا أنــه )صــلى اللــهبيت فاطمة )عليها الصالة والسالم( في قصة طويلة.ي عليه وآله( توفي ف

وكذلك استشار بعد موت خديجة في أن يتزوج بأية زوجة..واستشار في قضية عدم حلق أصحابه رؤوسهم في الحج

إلى غيرهــا ممــا يجــده المتتبــع في كتب الســيرة والروايــات والتفاســير وغيرها مما لو أردنا تفصيلها أدى إلى خالف وضع الكتاب وإن كان المقصود

اإللماع فقط.

روايات االستشارة(()) القسم الثاني في مسألة االستشارة: الروايات الورادة بشأن المشورة، وهي كثيرة، نذكرها تباعا بدون التصنيف، وبدون االجتهاد فيها، لما تقدم من

بوضع الكتاب.مخل أن ذلك يؤدي إلى طول فعن علي )عليه الصالة والسالم( في الشعر المنسوب إليه بالنسبة إلى

الشورى: فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم

فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم

(1)فغيرك أولى بالنبي وأقرب

ــالم(: ــه الس ــه )علي ــتغني عن رأيوعن ــا من ال يس ــاس رأي ــل الن أفض. (2)مشير

حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأيوعنه )عليه الصالة والسالم(: .(3) ويضم إلى علمه علوم الحكماء،العقالء

من لزم المشاورة لم يعدم عند الصوابوعنه )عليه الصالة والسالم(: . (4)مادحا وعند الخطأ عاذرا

االستشارة عين الهداية، وقــد خــاطر منوعنه )عليه الصالة والسالم(: . (5)استغنى برأيه

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

94

من اســتقبل وجــوه اآلراء عــرف مواقــعوعنه )عليه الصالة والســالم(: . (1)الخطأ

ــالم(: ــالة والس ــه الص ــه )علي ــاورة ألن رأيوعن ــا حض على المش إنم. (2) ورأي المسشير مشوب بالهوى،المشير صواب

فال تكلمــوني بمــاوقال )عليه الصالة والسالم( كمــا في )نهج البالغــة(: تكلم به الجبارة، وال تتحفظــوا مــني بمــا يتحفــظ بــه عنــد أهــل البــادرة، وال تخالطوني بالمصانعة، وال تظنوا بي استثقاال في حــق قيــل لي، وال التمــاس إعظام لنفســي، فإنــه من اســتثقل الحــق أن يقــال لــه، والعــدل أن يعــرض

كان العمل بهمـا أثقـل عليــه، فال تكفـوا عن مقالـة بحـق، أو مشـورة،عليه. (3)يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني

قــل إنمــا أنــا قــال القــرآن: ،أي إنه تم بدون عصمة الله سبحانه شركا، إلخ. ( 4)بشر مثلكم يوحى

اضمموقال )عليه الصالة والسالم( في وصيته البنه محمد بن الحنفية: آراء الرجــال بعضــها إلى بعض، ثم اخــتر أقربهــا إلى الصــواب، وأبعــدها من

قد خاطر بنفسه من اســتغنى برأيــه، إلى أن قال )عليه السالم(: اإلرتياب. (5)ومن استقبل وجوه اآلراء عرف مواقع الخطأ

.(6)ال مظاهرة أوفق من المشاورةوقال )عليه السالم(: من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركهاوقال )عليه السالم(:

. (7)في عقولهاكنا عند أبي الحسن الرضا )عليه قال: ،وعن الحسن بن الجهم

1()?. 2()?. 3()?. .110 سورة الكهف: ?()45()?. 6()?. 7()?.

95

كان عقله ال توازن به العقول،السالم( فذكر أباه )عليه السالم( فقال: وربما شاور األسود من سودانه، فقيل له: تشاور مثل هــذا، فقــال: إن اللــه تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه، قال: فكانوا ربما أشاروا عليــه بالشــيء

. (1)فيعمل به من الضيعة والبستان بإسناده إلى النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(،وعن الرضا )عليه السالم(

ــولى منقال: ــا ويت من جاء كم يريد أن يفرق الجماعة ويغصب األمة أمره. (2)غير مشورة فاقتلوه، فإن الله قد أذن ذلك

إذا كــانت أمــراؤكموروي أنه قال رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(: فظهــر األرض خــير، وأمــوركم شــورى بينكم، وأغيناؤكم سمحاؤكم،خياركم

. كذا في تحف العقول. (3)لكم من بطنها قال: هلك مولى ألبي الحسن الرضا )عليه السالم(،وعن معمر بن خالد

، فقلت: أنــاأشــر علي برجــل لــه فضــل وأمانةيقال له: سعد، فقــال لــه: إن رسوله الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( فقال شبه المغضب: ،أشير عليك

. (4)كان يستشير أصحابه ثم يعزم على ما يريد قيل: يــا رســولقال: )عليهما الصالة والسالم(، عن أبيه ،وعن الصادق

. (5)الله ما الحزم، قال: مشاورة ذوي الرأي واتباعهم فيما أوصى به رسول الله قال: ،وعن الصادق: )عليه الصالة والسالم(

أنه قال له: ال مظــاهرة أوثــق منعليه السالم( )صلى الله عليه وآله( عليا ). (6)المشاورة، وال عقل كالتدبير

وفي رواية عن النبي )صلى الله عليه وآله( رواه العامة والخاصة يقول:وال تعصوه فتندموا،استرشدوا العاقل (7) .

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?.

96

ال يمعن القليــل التجربــة قــال: ،وعن الصادق )عليــه الصــالة والســالم(. (1)المعجب برأيه في رئاسة

إن المشــورة ال قــال: ، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(،وعن الحلبي كانت مضــرتها على المستشــيرتكون إال بحدودها، فمن عرفها بحدودها وإال

أكثر من منفعتها له: فأولها: أن يكون الذي تشاوره عاقال.

والثانية: أن يكون حرا متدينا. .والثالية: أن يكون صديقا مواخيا

والرابعة: أن تطلعه على ســرك فيكــون علمــه بــه كعلمــك بنفســك، ثميسر ذلك ويكتمه.

فإنه إذا كان عاقال انتفعت بمشورته، وإذا كان حــرا متــدينا أجهــد نفســه في النصيحة لك، وإذا كان صديقا مواخيا كتم ســرك إذا أطلعتــه عليــه، وإذا

ــه كعلمــك به ــه ب ــان علم ــه على ســرك فك تمت المشــورة وكملت،أطلعت.(2)النصيحة

. (3)جهل المشير هالك المستشيروعن علي )عليه الصالة والسالم(: خير ما شاورت ذوي النهي والعلم وأوليوقال )عليه الصالة والسالم(:

. (4)التجارب والحزم أفضــل من شــاورت بالتجــارب، وشــرطوقال )عليه الصالة والسالم(:

. (5)من قارنت ذو المعائب

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

97

وال تـدخلنمالـك األشـتر: إلى وقال )عليه الصالة والسـالم( في كتابــه في مشورتك بخيال يعدل بك عن الفضــل ويعــدك الفقــر، وال جبانــا يضــعفك عن األمور، وال حريصا يزين لك الشره بالجور، فإن البخل والجبن والحرص

. (1)غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله وعن الحسن بن راشد: إن أبا عبد الله )عليه الصالة والسالم( قــال لــه:

يا حسن، إذا نزلت بــك نازلــة فال تشــكها إلى أحــد من أهــل الخالف، ولكن اذكرها لبعض إخوانك، فإنــك لن تعــدم خصــلة من خصــال أربــع، إمــا كفايــة

. (2)بمال، وأما معونة بجاه، أو دعوة تستجاب، أو مشورة برأي استشر العاقل من الرجــال قال: ،وعن الصادق )عليه الصالة والسالم(

بخــير، وإيــاك والخالف، فــإن مخالفــة الــورع العاقــل الورع، فإنه ال يــأمر إال. (3)مفسدة في الدين والدنيا

ــه الصــالة والســالم( ــه )علي ــه الصــالة،وعن ــال علي )علي ــال: ق ــه ق إن. (4)شاور في حديثك الذين يخافون اللهوالسالم(:

مــا يمنــعوقــال معلى: إن الصــادق )عليــه الصــالة والســالم( قــال لــه: ــه دين وورع ــاقال ل ،أحدكم إذا ورد عليه ما ال قبل له به أن يستشير رجال ع

أما إنه إذا فعل ذلك لم يخذله الله، بلثم قال أبو عبد الله )عليه السالم(: . (5)يرفعه الله، ورماه بخير األمور وأقربها إلى الله

استشـر في أمــرك الـذين يخشـون قال: ،وعنه )عليه الصالة والسالم(.(6)ربهم

قال: رسول الله )صلى الله ،وعنه )عليه الصالة والسالم(

1()?. 2()?. 3()?. .9614 ح21 ب343 ص8 مستدرك الوسائل: ج?()4.15596 ح22 ب42 ص12 وسائل الشيعة: ج?()56()?.

98

ــه، فــإذاعليه وآله(: مشاورة العاقل الناصح رشد ويمن وتوفيق من الل. (1)أشار عليك الناصح العاقل فإياك والخالف، فإن في ذلك العطب

شــاورت من معي من أصــحابوقــال علي )عليــه الصــالة والســالم(: همزوجــل أمروالــذين ارتضــى اللــه عدريين محمد )صلى الله عليه وآله( الب

ورضي عنهم بعد بيعتهم وغيرهم من الصــلحاء التــابعين، فكــل يوافــق رأيي. (2)في غزوه ومحاربته

ــه(:،وعنه )عليه الصالة والسالم( إنه سأل الرسول )صلى الله عليه وآل فقــال )صــلى،ماذا يفعلون في األحداث غير الموجودة في القرآن والســنة

ــوه شــورى بينكم، الله عليه وآله(: اجمعوا له العالمين من المؤمنين، واجعل. (3 )وال تقضوا فيه برأي واحد

وقــد أحببتم البقــاءوقال )عليه الصالة والسالم( كما في )نهج البالغة(: . (4)وليس أن أحملكم على ما تكرهون

ــالم(: ــه الس ــال )علي ــالم علىوق ــه وحكم اإلس ــواجب في حكم الل ال المسلمين بعد ما يموت إمامهم أو يقتل، ضــاال أو مهتــديا، مظلومــا كــان أو ظالما، حالل الدم أو حــرام الــدم، أن ال يعملــوا علمال، وال يحــدثوا حــدثا، وال يقدموا يدا أو رجال، وال يبدؤوا بشيء قبل أن يختاروا ألنفسهم إماما عفيفــا،

. إلى آخر الحديث. (5)عالما ورعا، عارفا بالقضاء والسنة، يجمع أمرهمــالم(: ــه الس ــال )علي ــق منزلتهوق ــرؤ وإن عظمت في الح ،وليس أم

بفوق يعان على ما حمله الله، وال أمرؤ ،وتقدمت في الدين فضيلته

1()?. .566 ح21 ب317 ص33 بحار األنوار: ج?()2 يــا )عليــه الســالم(:قــال أمــير المؤمــنين سورة الفتح، وفيه: 614 انظر تفسير الفرات: ص?()3

)صــلى قــال النــبي ،رسول الله أرأيت إذا نزل بنا أمر ليس فيه كتاب وال سنة منك مـا نعمـل فيه. اجعلوه شورى بين المؤمنين وال تقصرونه بأمر خاصةالله عليه وآله(:

4()?. 5()?.

99

يعين ذلك أو يعــان عليهأن وإن صغرته النفوس واقتحمته العيون بدون (1) .

وفي تاريخ الطبري: إنه لما قتل عثمان أتى النــاس عليــا )عليــه الصــالة ال تعجلــواوالسالم( وهــو في ســوق المدينــة، وقــالوا: أبســط يــديك، قــال:

. (2)وامهلوا تجتمع الناس ويتشاورن أمــا بعــد فــإنوروى ابن أبي الحديد: إنه قال )عليه الصــالة والســالم(:

النـــاس قتلـــوا عثمـــان عن غـــير مشـــورة، وبـــايعوني عن مشـــورة منهم. (3)واجتماع

فقد علمتتمــا وإن كتمتمـا لطلحة والزبير: )عليه الصالة والسالم(وقال أرد الناس حــتى أرادوني، ولم أبــايعهم حــتى بــايعوني، وإنكمــا ممنأني لم

. (4)أرادني وبايعني، وأن العامة لم تبايعني لسلطان غالب ولعرض حاضر فــإن بيعــتي ال تكــونوقال )عليه الصالة والسالم( بعــد مقتــل عثمــان:

.(5)خفيا، وال تكون إال عن رضى المسلمين الحــزم مشــاورة عن النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه( قــال: ،وفي حديث

. (6)ذوي الرأي واتباعهم فــإذا عــزمتم،شاوروا العلماء الصــالحينوقال )عليه الصالة والسالم(: .(7)على إمضاء ذلك فتوكلوا على الله

ــه(: ــه وآل ــه علي ــال )صــلى الل ــهوق ــاف الل ــل مشــورتك من يخ واجع. (8)تعالى

خير من شاورت ذوي وعن علي )عليه الصالة والسالم(، قال:

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?.

100

.(1) وأولي التجارب والحزم،النهى والعلممن شاور ذوي األلباب دل على الصوابوقال )عليه الصالة والسالم(:

(2) ..(3)رأي الشيخ أحب إلى من جلد الغالموقال )عليه الصالة والسالم(:

. (4)من حيلة الشبابوفي بعض النسخ: . (5)رأي الرجل على قدر تجربتهوقال )عليه الصالة والسالم(: استشر أعدائك تعــرف من رأيهم مقــداروقال )عليه الصالة والسالم(:

. (6)عداوتهم ومواقع مقاصدهم وأمــا األحمــق، فإنــه الوقال اإلمام الصــادق )عليــه الصــالة والســالم(:

ــك ــك، وربمــا أراد منفعت ــرجى لصــرف الســوء عن ــك بخــير وال ي يشــير علي. (7)فضرك

ــدين منوقال )عليه الصالة والسالم(: شاور في أمورك مما يقتضي ال فيه خمس خصال، عقل وحلم وعلم وتجربة وتقوى، شاور في أمرك الــذين

. (8)يخشون الله عز وجل

))ال تشاور هؤالء((.ثم اإلسالم نهى عن مشاروة جماعة من الناس

ــقال )عليه الصالة والسالم( كما تقــدم: دوال ت خلن في مشــورتك بخيال يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، وال جبانا يضعفك عن األمــر، وال حريصــا

. (9)يزين لك الشره بالجور إلى أن قــال:يــأتي على النــاس زمــانوقال )عليه الصالة والســالم(:

،فعند ذلك يكون السلطان بمشورة اإلماء، وإمارة الصبيان

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?. 9()?.

101

. (1)وتدبير الخصيان ال تستشر الكذاب، فإنه كالسراب يقربوقال )عليه الصالة والسالم(:

. (2)بيعليك البعيد ويبعد عليك القر. (3)مشاورة الجاهل المشفق خطروقال )عليه الصالة والسالم(: . (4)جهل المشير هالك المستشيروقال )عليه الصالة والسالم(: . (5)اللجوج ال رأي لهوقال )عليه الصالة والسالم(: فال تستشـر العبــد والسـفلة في أمــرك،وقال )عليه الصالة والسـالم(:

ثوك كـــذبوك، وإن نكبت خـــذلوك، وإنفإنـــك إن ائتمنتهم خـــانوك، وإن حد. (6)وعدوك موعدا لم يصدقوك

أقول: هذه قضية طبيعية بالنســبة إلى العبــد حيث إنــه ال جــذور لــه في فال مانع لديه من كل ذلك. ،االجتماع

ال يصدقه عقلــك،من وال تشاور وقال الصادق )عليه الصالة والسالم(: . (7)وإن كان مشهورا بالعقل والورع

ة النساء(())مشاور كمــا في وصــية،وفي جملــة من الروايــات النهي عن مشــاوره النســاء

يا علي ليس على النساء: عليه السالم(النبي )صلى الله عليه وآله( لعلي ). (8)جمعة، وال جماعة، وال تستشار

إنــه كتب إلى ابنــه الحســن،وعن أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم(ــه الصــالة والســالم(: ــاك ومشــاورة النســاء، فــإن رأيهن إلى أفن،)علي إي

. إلى غيرهما. (9)وعزمهن إلى وهن بـدليل االسـتثناء في روايتـه،المرأة التي ال كمال في عقلهاالمراد لكن

إياك حيث قال )عليه الصالة والسالم(: ،المروية عن كنز الفوائد

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?. 9()?.

102

فـــإن رأيهن إلى أفن،ومشـــاورة النســـاء إال من جـــربت بكمـــال عقل. كذا في البحار. (1)وعزمهن إلى وهن

عن أوالده[ن حــولينوقال سبحانه في ســورة البقــرة: [رضــ ﴿والوالــدات[ يــده و على إلى أن قال: ﴾كاملين ــه[ بول ـود ل ـ[ ــدها و ال مول ــدة بول ار وال [ضــ ﴿ال ت

نــاح ــراض منه[مــا و تشــاو[ر فال ج[ ــك فــإن أرادا فصــاال عن ت ــل[ ذل ــوارث مث ال .(2 )﴾عليهما

وحسن استشارة الرجل زوجته في مأكلهما أيضــا يؤيــد ذلــك، وقــد ورد والمنــافق،إن المــؤمن يأكــل هــو بشــهوة أهلهعنه )صلى الله عليه وآله(:

. (3)يأكل أهله بشهوته

))االستشارة وحقوقها(( ثم الالزم على المستشير أن ال يخالف المشير، كما يلـزم على المشـير أن يمحض الرأي، فقد قال علي بن الحسين )عليهما الصالة والســالم( كمــا

في رسالة الحقوق: ،وأما حق المستشير فإن حضرك له وجه رأي جهدت لــه في النصــيحة

وأشرت عليه لما تعلم أنك لو كنت مكانــه عملت بــه، وليكن ذلــك منــك في رحمة ولين، فإن اللين يؤنس الوحشة، وإن الغلظــة تــوحش موضــع األنس، وإن لم يحضرك له رأي وعرفت له من يثق برأيه وترضى به لنفســك دللتــه عليه وأرشدته إليه، فكنت لم تأله خيرا، ولم تدخره نصحا، وال حول وال قوة

. (4)إال باللهوأما حق المشير عليــك، فال تتهمــه فيمــا ال يوافقــك عليــه من رأيــه إذا

أشار عليك، فإنمــا هي اآلراء، وتعــرف النــاس فيهمــا واختالفهم، فكن عليــه في رأيه بالخيار إذا اتهمت رأيــه، فأمــا تهمتــه فال تجــوز لــك إذا كــان عنــدك

ممن يستحق المشاورة، وال تدع شكره على ما بدا لك من

1()?. .233 سورة البقرة: ?()23()?. 4()?.

103

إشخاص رأيه، وحسن وجه مشــورته، فــإذا وافقــك حمــدت اللــه وقبلت وال قوة، واإلرصاد بالمكافات في مثلها إذا فزع إليك،ذلك من أخيك بالشكر

. (1)إال بالله من استشــار أخــاه فلم يمحضــهوعن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

. (2)محض الرأي سلبه الله عز وجل رأيه من غش مستشـــيره ســـلبوعن علي )عليـــه الصـــالة والســـالم(:

.(3)تدبيره.(4)ظلم المستشير ظلم وخيانةوقال )عليه السالم(:

على المشــير االجتهــاد في الــرأي وليسوقال )عليه الصالة والسالم(: . (5)عليه ضمان نحج

استرشــدوا العاقــل وال تعصــوهوعن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: . (6)فتندموا

. (7)الحزم مشاورة ذوي الرأي واتباعهموعنه )صلى الله عليه وآله(: فــإن معصــية الناصــح الشــفيقوعن علي )عليه الصالة والسالم( قال:

. (8)العالم المجرب تورث الحيرة وتعقب الندامة فإذا أشار إليــك الناصــح العاقــلوقال الصادق )عليه الصالة والسالم(:

. (9)فإياك والخالف، فإن في ذلك العطب فإنه ،استشر العاقل من الرجالوقال )عليه الصالة والسالم(:

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?. 9()?.

104

ال يأمر إال بخير، وإياك والخالف، فإن خالف الــورع العاقــل مفســدة في. (1)الدين والدنيا

وإذا شاورت من يصدقه قلبك فال تخالفهوقال )عليه الصالة والسالم(: . الحديث. (2)فيما يشير به عليك، وإن كان بخالف مرادك

وقد أكثرنا من ذكر الروايــات هنــا ليعلم اهتمــام اإلســالم بالمشــورة أي اهتمــام، وإن كــان المتتبــع لعلــه يجــد األكــثر ممــا ذكرنــاه إذا راجــع البحــار

والله الموفق المستعان.،والوسائل والمستدرك وغيرها من كتب المجاميع

1()?. 2()?.

105

اإلسالمية(( الحكومة في الثالث ))السلطات الحاكم اإلسالمي، سواء كان فقيها واحدا وهو نادر أن تتفــق )مسألة(:

كمــا حــدث في زمــان شــيخ الطائفــة والمحقــق والعالمــة،األمــة على واحدوالشيخ المرتضى والسيد المجدد ونحوهم.

كما تقدم اإللماع إليه، وهو الكثير جدا.،أو مجلس الشورى من الفقهاء هو المسؤول األول عن كل ما يجري في البالد اإلسالمية، فإنه مقتضــى

ا جعلناك خليفة في األرض﴿االستخالف، قال سبحانه: .(1)﴾يا داو[د[ إن[فني في قــومي﴿وقال تعالى: حكايــة عن موســى ألخيــه هـارون(2)﴾اخل)عليهما السالم(.

. (3)اللهم ارحم خلفائيوقال الرسول )صلى الله عليه وآله(: .إلى غير ذلك من أدلة والية الفقهاء عنهم )عليهم الصالة والسالم(

ــه من ــد ل ــن فال ب ــالتي هي أحس ــل اإلدراة ب ــدر من ك ــه ال يق وحيث إن وحيث إن األمــة تريــد،األعوان، وفي عصورنا الحاضرة حيث تعــدد المراجع

الســـلطات الثالث: التأطيريـــة )التشـــريعية في اصـــطالح الـــديمقراطيين( فهــو واجب، حيث يشــترط على انتخــاب مرجعــه ذلك،والتنفيذية والقضائية

على المجلس الفقهائي حسب الشرط. فإنه يصح اشتراط شــيء على إمــام الجماعــة شــرطا لحضــور جماعــة،

كما في الجمعة عند موجبها، فيمــا إذا كــان من،حتى إذا كان الحضور واجباــددا، ــان متع يقيمها بشرائطها متعددا، وكذلك في الرجوع إلى القاضي إذا ك

.(4)المؤمنون عند شروطهمإلطالق دليل: كالهما على ،مثال هناك إمامان للجمعة مصليان

.26 سورة ص: ?()1.142 سورة األعراف: ?()23()?. 4()?.

106

ــر،المسافة المقررة وبالشروط المقررة فيقول زيد ألحدهما: إني أحضــر، صالتك بشرط أن تخفف أو تطول أو تصلي حيث وجود المروحة في الح أو في قاعة مسجد فالن، وكذلك إذا كــان مــؤهالن لإلمامــة يقــول ألحــدهما المأمومون: بأنهم يختارونه للصالة بهذا الشرط، ويجــري في القاضــي مثــل ذلك حيث إن المتنازعين يشترطان التقاضي عنده بشرط أن يستعد لسماع

حضــرا عنــد القاضــي شكواهما صباحا، أو في المسجد، أو ما إلى ذلك، وإالاآلخر أو استقضيا مؤهال آخر للقضاء.

وإذا كان زيد وعمرو كالهمـا متسـاويين في جــواز التقليــد وجــواز جعلـه قــال لكــل من أراد تقليــده وترشــيحه: إنــا نقلــدك أو ننتخبــك،رئيسا للدولة

بشرط أن تقرر السلطات الثالث، وحينئذ يجب عليه التنفيذ حسب الشرط. ال صــحة لهــذا الشــرط،،نعم في ما كان األمر منحصــرا في فقيــه واحد

ألنه يجب على األمة اتباعه تعيينا، كما أنه إذا لم تشترط األمــة في المتعــدد لم يجب على الفقيه التنفيذ من ناحية الشرط، وإن كان ربما يقال بالواجب مطلقا حتى بدون هذا الشرط، ألن تفكيك الســلطات الثالث أحســن صــيغة

للحكم وصل إليه العلم في الحال الحاضر.ــة، ومن الضروري وجوب عمل الحاكم اإلسالمي بالصيغة الصــالحة لألم

.(1)لعن الله من ضيع من يعول شمله الحديث: وإال كلكم راعوكان مسؤوال عن األمة حسب قوله )صلى الله عليه وآلــه(:

.(2)وكلكم مسؤول عن رعيته وعليه فاألحسن في كالمنا يراد به الصيغة الصالحة ال الصــيغة الفضــلى،

ن[﴿كقوله سبحانه: تي هي أحسـ ـال ـتيم إال ب ـوا مــال الي ] غـيرإلى ،(3)﴾وال تقربذلك.

1()?. 2()?. .34، وسورة اإلسراء: 152 سورة األنعام: ?()3

107

إحداهما السلطات الثالث،نعم لو فرض وجود صيغتين صالحتين للحكم كان للحاكم في عدم صورة الشرط عليه اختيار أيهما شاء،،واألخرى غيرها

ــتى أن كما أنه لو فرض وجود صيغة واحدة صالحة غير الســلطات الثالث ح السلطات الثالث تعـد غـير صـالحة في قبـال تلـك الصـيغة الجديـدة، يكــون

الواجب على الحاكم اتباع تلك الصيغة. وعلى هذا فال يقال: لم يكن في زمان الرسول )صلى اللــه عليــه وآلــه(

فمن أين تقولـون بهـا، وعليــه يكفي،وعلي )عليه السالم( السلطات الثالث للحاكم اإلســالمي واحــدا كــان أو مجلســا أن ينصــب بنفســه شخصــا وزيــرا

للتطبيقات، كرئيسقضاء، وشخصا آخر وزيرا لإلجراء، وشخصا ثالثا وزيرا لل لمجلس األمة، وكل واحد من الثالثة يجمع األفراد الصالحين لألمــور الثالثــة، كما كان الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وعلي )عليــه الســالم( بأنفســهم يعينون أفراد القضاة، ورؤساء الجيش، وعمال الصــدقات، وأمــراء العشــائر إلدارة العشائر، وأمراء البالد، كمــا يجــده من أراده في التــواريخ والروايــات

ولعله يأتي بعضه في ثنايا هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. ،والتفاسير

إشكال وجواب(())ــول ال يقال: إذا أردنا إرجاع اإلسالم يجب أن نعمل كما كان يعمله الرس

وهم لمعليهم الســالم(، )صلى اللــه عليــه وآلــه( أو خلفــاؤه المعصــومون ) ما ذكر، فعلي والحســن والحســين )عليهم الســالم( فيكيكونوا يعملون إال

في الساحة المحــدودة)عليه السالم( وعمل الحسين ،أيام األولين القصيرة لم تكن إال كما عملها الرسول )صلى،بين المدينة وكربالء بعد موت معاوية

فمن أين لكم بالسلطات الثالث. ،الله عليه وآله(

108

ألنه يقال: كان لرسول الله )صــلى اللـه عليــه وآلــه( في جملـة شــؤونه الكثـيرة تطبيقـات حسـب الظـروف، وتلـك يجب أن تكــون في كـل ظـرف

ــه خالف،حسب ذلك الظرف، فإنه معنى كونه أسوة ال الموافقة حرفيا، فإناألسوة حسب ما يتلقاه العرف من هذه الكلمة.

،مثال أمر الرسول )صلى الله عليه وآله( أسامة للحرب ألنه رآه صــالحا سنة واتفقت حرب فهــل نــؤمرئة ، فإذا مضى على عمر أسامة ما(1)لألمارة

أسامة غير الصالح لشيخوخته، أو نؤمر من كان بمنزلة أسامة في صالحيته، واألول خالف األســوة، فقولــه )صــلى اللــه عليــه،إن األسوة تقتضي الثــاني

وآلــه(: إنــه لجــدير باإلمــارة، ليس معنــاه إال بشــرط الموضــوع، فــإذا انتفىــل ــزوم جع ــه شخصــا، وإن بقي المالك في ل الموضــوع انتفت الجــدارة من

الجدير. وكذلك ال يجب تأميره خاصا إذا بقي على الصالح وكان هناك صالح آخر في عرضه، أو كان أصلح منه، فإنه في األول يختار الحاكم أيهمــا شــاء، ألن المالك فيهما موجود، وال خصوصية ألسامة، وفي الثاني يختار الثاني لفرض

.(2)أنه أصلح ،(3)الخيل معقود بنواصيها الخــيرفهو مثل قوله )صلى الله عليه وآله(:

ــدل(4)الجنة تحت ظالل السيوفوقوله )صلى الله عليه وآله(: . فإنه إذا تب كانت األســوة فيــه )صــلى اللــه عليــه،الخيل والسيف إلى الدبابة والبندقية

وآله( باتخاذهما، ال اتخاذ الخيل والسيف، فإنهما يصبحان خالف األسوة. والحاصل: المعيار الصــالحية الجهويــة ال الشخصــية، ولــذا لم يستشــكل

أحد من الفقهاء في تأسيس المدارس وطبع الكتب وإنشاء

أي كان مصداقا ال خصوصية له.?()1 هذا كله إذا لم تكن هناك قرائن تفيد الشخص بعينه وعلمنا أن ذكره كان من باب المصداق،?()2

أما إذا أريد الشخص بعينه وكان له الموضوعية دون غيره فيقتصر عليه، كما بالنســبة إلى األنبيــاءواألوصياء )عليهم السالم( حيث ال يستبدل بهم غيرهم ويتم تعيينهم من قبل الله عزوجل وبأمره.

3()?. 4()?.

109

المكتبـــات، وإخـــراج الجرائـــد والمجالت، ونصـــب اإلذاعـــات المرئيـــة والالمرئية، والســفر إلى الحج بالوســائل الحديثــة، وجعــل أنظمــة للشــرطة والمرور والنجدة، وبناء المستشفيات والمطارات، إلى غير ذلك، بل يجدون كل هــذه األمــور من صــغريات الكليــات اإلســالمية المنطبقــة عليهــا حســب

الزمان، وإن لم تكن أيها في زمن الرسول )صلى الله عليه وآله(. نعم ال إشكال في أن هذا االنتفاخ الغربي في الــدوائر، والتمــدد الواســعــه ــه من الدول ــاس يجب حذف ــات الن ــو خالف حري ــا ه ــوظفين، مم في الم

اإلسالمية، وإال كان خالف اإلسالم.ــدر ــل ق ــام وجب عليهم االقتصــار على أق ــإذا أخــذ المســلمون بالزم ف

ممــا تضــطر إليــه الدولــة في حفــظ األمــة،ضــروري من تحديــد الحريــات وتقديمها إلى األمام، كما ذكرناه في أهداف الدولة اإلسالمية، فقد ذكرنا أن الحذف يجب أن يكون بحيث ال يحدث رجة غــير صــالحة لألمــة، وذلــك إنمــا

ريجا، وهــوديكون بتكوين رجال من الخــبراء الــدينيين والزمنــيين للحــذف تــ عبــارة أخــرى عن تنزيــل أحكــام اإلســالم في المجتمــع تــدريجا، كمــا فعلــه

ــالرسول )صلى الله عليه وآله( من باب األسوة في التدريج ــابي ة، أو من ب األهم والمهم، أو من باب االضطرار، بالعناوين الثانوية، أو من باب أن األمة المــوكلين للمراجــع في إدارة شــؤونهم راضـون بــالتقلص من حريــاتهم إلى

إلى غير ذلك.،حين بغية تطبيق اإلسالم ونحن نذكر هنا جملــة من أدلــة التقليــد والقضــاء والرئاســة من الكتــاب

ــاب،والسنة بدون مالحظة الترتيب أو االستدالل، ألنه ذكرناها مفصال في كتالتقليد والقضاء

110

وتصلح هذه النصوص دليال على ما ذكرناه في هذه،والحكم من )الفقه(المسألة.

والروايات وإن كانت أكثر إال أننا نكتفي منها بهــذا القــدر، فعلى المريــدأن يراجع كتب األحاديث وكتب الفقه المعنية بهذا الشأن.

ة من أدلة التقليد والقضاء والحكم(())جملــلقال سبحانه: [وا أه ئل ـوحي إليهم فســ ـ[ ﴿وما أرسلنا من قبلك إال رجاال ن

[م ال تعلم[ون [نت .(1 )﴾الذكر إن كــدوقال سبحانه: ــدى من بع نات واله[ [م[ون ما أنزلنا من البي ذين يكت ﴿إن ال

[ون عن [ه[م[ الال ه[ و يلعن [ه[م[ الل [ولئك يلعن اس في الكتاب أ اه[ للن ن .(2)﴾ما بيي قـد﴿وقال تعالى حكاية عن إبراهيم )عليه الصالة والسالم(: يـا أبت إن

ا بعني أهدك صراطا سوي .(3)﴾جاءني من العلم ما لم يأتك فاتـلوقال سـبحانه: ] ـو ال نفـر من ك وا كافة فل ـون لينفـر[ ] ﴿ومـا كـان الم[ؤمن

وا قــومه[م إذا رجع[ــوا إليهم ــذر[ [ن فرقــة منه[م طائفــة ليتفقه[ــوا في الــدين و ليون ه[م يحذر[ .(4)﴾لعل

وفي وصية الكــاظم )عليــه الصــالة والســالم( كمــا في )تحــف العقــول(ــل عنلهشــام بن الحكم: ــالراعي، ال يغف ــون ك ــوالي أن يك ويجب على ال

. (5)رعيته، وال يتكبر عليهم قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم( ،وعن المعلى بن خنيس

.43 سورة النحل: ?()1.159 سورة البقرة: ?()2.43 سورة مريم: ?()3.122 سورة التوبة: ?()45()?.

111

فقلت: لــو،يوما: جعلت فــداك ذكــرت آل فالن ومــا هم فيــه من النعيم أمــا،هيهــات يــا معلىكان هذا إليكم لعشن معكم، فقــال )عليــه السـالم(:

والله لو كان ذاك ما كان إال سياسة الليل، وسـياحة النهـار، ولبس الخشـن، وأكل الجشب، فزوى ذلك عنا، فهــل رأيت ظالمــة قــط صــيرها اللــه تعــالى

. (1)نعمة إال هذه فإن ظاهر هذا الحديث أن المعلى كــان يتمــنى أن يكــون الحكم لألئمــة )عليهم الصالة والســالم( حــتى يعيش شــيعتهم في ظاللهم في أمن ورفــاه

ــرف،وسالم فرده اإلمام )عليه الصالة والسالم( بأن الواجب على اإلمام ص الليل في التدبير والسياسة، وترســيم الخطــط العامــة إلدارة البالد والعبــاد،

لإلشراف على،وصرف النهار في التحرك والساحة والذهاب إلى هنا وهناك الناس والمسؤولين حتى يعرف كيف يعيش النــاس، وكيــف يعمــل العمــال، كما كان يعمله الرسول )صلى الله عليه وآلــه( بنفســه في قصــص مفصــلة

في التاريخ، وكان يعمله علي )عليه الصالة والسالم( في قصص أيضا. ــز بن مســلم ــد العزي ــه الســالم(،وفي خــبر عب قــال:، عن الرضــا )علي

ــير الفيء ــاد، وتوف ــيام والحج والجه ــاة والص ــالة والزك ــام الص ــام تم باإلم والصدقات، وإمضاء الحدود واألحكام، ومنع الثغور واألطــراف، اإلمــام يحــل

. (2) ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله،حالل الله، ويحرم حرام الله فيعليه الســالم( ومن المعلوم أن نائب اإلمام يجب أن يكون كاإلمام )

العمل.

1()?. 2()?.

112

أن يختاروا عن أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم(: ،وفي خبر سليم ألنفسهم إماما عفيفا، عالما ورعا، عارفــا بالقضــاء والســنة، يجمــع أمــرهم، ويحكم بينهم، ويأخذ للمظلوم من الظالم حقــه، ويحفــظ أطــرافهم، ويجــبي

. وقد تقدم ذكر هذا الحديث. (1)فيئهم، ويقيم حجهم، ويجبي صدقاتهم البــد لألمــة من إمــام يقــوم بــأمرهم،وقــال )عليــه الصــالة والســالم(:

ــائم، فيأمرهم وينهاهم، ويقيم فيهم الحدود، ويجاهد فيهم العدو، ويقسم الغن ويفــرض الفــرائض، ويعــرفهم أبــواب مــا فيــه صــالحهم، ويحــذرهم مــا فيــه

. (2)مضارهم وقال )عليه الصالة والسالم( في كتــاب لــه إلى مالــك األشــتر حين واله

ثم تفقد أعمــالهم، وابعث العيــون من أهــل الصــدق والوفــاء علهيم،مصر: اســتعمال األمانــة والرفــقعلى فإن تعاهدك في السر ألمورهم حــدوة لهم

وتحفظ من األعوان، فإن أحد منهم بسط يــده إلى خيانــة اجتمعت،بالرعية بها عليه عندك أخبار عيونك اكتفيت بذلك شــاهدا، فبســطت عليــه العقوبــة في بدنه، وأخذته بمــا أصــاب من عملــه، ثم نصــبته بمقــام الذلــة، ووســمته

.(3)بالخيانة، وقلدته عار التهمة عن الرضا )عليــه الســالم( في حكمــة جعــل،وفي خبر فضل بن شاذان

ــام: ــدوداإلمـ ــاد، ويقيم فيهم الحـ ــا، يمنعهم من الفسـ فج[عـــل عليهم قيمـ فيقــاتلون بــه عــدوهم، إلى أن قــال )عليــه الصــالة والســالم(: ،واألحكــام

ويقســمون بــه فــيئهم، ويقيم لهم جمعتهم وجمــاعتهم، ويمنــع ظــالمهم من. (4)مظلومهم

1()?. 2()?. 3()?. 4()?.

113

وفي كتاب لإلمام )عليه الصالة والسالم( إلى عبد الله بن عباس عاملــهــدكعلى البصرة: فأربع أبا العباس )رحمك الله( فيما جرى على لسانك وي

من خير وشر، فإنا شريكان في ذلك، وكن عند صــالح ظــني بــك، وال يفيلن. (1)رأيي فيك والسالم

واجعل قال: ،وفي كتاب علي )عليه الصالة والسالم( إلى مالك األشتر لذوي الحجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الــذي خلقــك، وتقعــد عنهم جنــدك وأعوانــك من إحراســك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع، فأني سمعت رسول الله )صــلى الله عليه وآله( يقول في غير موطن: لن تقدس أمة ال يؤخــذ للضــعيف لهــاــرق منهم والعي، ونح عنهم ــل الخ ــع، ثم احتم ــير متتعت ــوي غ ــه من الق حق

يبسط الله عليــك بـذلك أكنـاف رحمتـه، ويـوجب لـك ثـواب،الضيق واألنف. وأعط ما أعطيت هنيئا، وامنع في إجمال وإعذار،طاعتهمنهــا إجابــة عمالــك بمــا،ثم ول من أمورك ما البــد لــك من مباشــرتها

يعيي عنه كتابك، ومنها إصدار حاجات الناس يوم ورودها عليك بما تحرج به.(2)صدور أعوانك

ومهما كــان في كتابــكوقال )عليه الصالة والسالم( في نفس الكتاب: .(3)من عيب فتغابيت عنه ألزمته

ومعنى )التعتعة في الكالم( التردد فيه من عجــز ألنــه يخــاف من التكلم ويرهب الوالي، و)الخرق( بالضم العنــف والشــدة، و)العي( بالكســر العجــز

و)األنــف( محركــة االســتنكاف واالســتكبار، و)أكنــاف الرحمــة(،عن النطقأطرافها و)التحرج( التضيق.

1()?. 2()?. 3()?.

114

ومعنى كل ذلك أن يكون الوالي على اصطالح اليــوم شـعيبا، يكــون من الناس، وإلى الناس، ومع النــاس، ال كالحكــام المسـتبدين الــذين هم بمنـئى

والناس ال يتمكنــون من الوصــول إليهم تحت ألــف عــذر وعــذر،،عن الناسوكلها غير مقبولة.

قــال:،عن آبائــه )عليهم الســالم(عليه السالم(، وفي رواية عن الرضا ) اللهم ارحم خلفــائي ثالث مــرات،قال رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(:

فقيل له: يا رسول الله ومن خلفاؤك، قال: الذين يأتون من بعــدي ويــروون. (1)عني أحاديثي وسنتي، فيعلمونها الناس من بعدي

وفي التوقيع المــروي عن صــاحب الزمــان )عجــل اللــه تعــالى فرجــه(: إلى رواة حــديثنا، فــإنهم حجــتي عليكمفيها وأما الحوادث الواقعة فارجعوا

. (2)وأنا حجة الله عليهم وفي التفسير المنسوب إلى اإلمام العســكري )عليــه الصــالة والســالم(

مخالفــا على، حافظــا لدينه،أما من كان من الفقهاء صائنا لنفسهإنه قال: مطيعا ألمر مواله فللعوام أن يقلدوه، وذلــك ال يكــون إال بعض فقهــاء،هواه

. (3)الشيعة ال جميعهم قــال: ســألته، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(،وعن أحمد بن إســحاق

العمري ثقتي، فما عمن آخذ وقول من أقبل، فقال له: ،وقلت: من أعامل أدى إليك عني فعني يؤدي، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع،

. (4)فإنه الثقة المأمون ،وأخبرني أبو علي، أنــه ســأل أبــا محمــد )عليــه الســالم( عن مثــل ذلك

العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان، وما فقال له:

1()?. 2()?. 3()?. 4()?.

115

قــاال لــك فعــني يقــوالن، فاســمع لهمــا وأطعهمــا، فإنهمــا الثقتــان. (1)المأمونان

قال: كنا عند أبي عبد الله )عليه السالم( فقال:،وعن يونس بن يعقوبمــا يمنعكم من، أمــا لكم من مســتراح تســتريحون إليه،أما لكم من مفزع

. (2)الحارث بن المغيرة النظري قال: سمعت أبا عبــد اللـه )عليــه الســالم( يقــول:،وعن جميل بن دراج

ر المخبتين بالجنة، بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البخــتريبش أمنــاء اللــه على حاللــه،المــرادي، ومحمــد بن مســلم، وزراة، أربعــة نجبــاء

. (3)وحرامه، لوال هؤالء انقطعت آثار النبوة واندرست قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:،وعن سليمان بن خالد

وأبو بصــير ليث المــرادي،،ما أجد أحدا أحيى ذكرنا وأحاديث أبي إال زرارة ومحمــد بن مســلم، وبريــد بن معاويــة العجلي، ولــوال هــؤالء مــا كــان أحــد

.(4)يستنبط هذا، هؤالء حفاظ الدين، وأمنا أبي على حالل الله وحرامه قــال:، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،وعن معاذ بن مسلم النحوي

بلغني أنك تقعد في الجامع وتفتي الناسقلت: نعم أردت أن أسألك عن ، ذلــك قبــل أن أخــرج، إني أقعــد في المســجد فيجيء الرجــل فيســألني عن

ــه،الشيء فإذا عرفته بالخالف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجيء الرجل أعرف بمودتكم وحبكم فـأخبره بمـا جــاء عنكم، ويجيء الرجـل ال أعرفــه وال أدري

فأدخل قولكم فيما بين،من هو فأقول جاء عن فالن كذا وجاء عن فالن كذا. اصنع كذا، فإني كذا أصنعذلك، فقال لي:

1()?. 2()?. 3()?. 4()?.

116

ــداني ــه الســالم(:،وعن علي بن مســيب الهم ــال: قلت للرضــا )علي ق قــال:،شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت، فممن آخذ معالم ديني

من زكريا بن آدم القمي، المأمون على الدين والدنيا(1) . اجلس في إنه قال ألبان بن تغلب: ،وعن الباقر )عليه الصالة والسالم(

.(2)مسجد المدينة وأفت الناس، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك وفي )نهج البالغة( في كتاب علي )عليــه الصــالة والســالم( إلى قثم بن

رهم بأيــامــ فــأقم للنــاس الحج، وذك،أمــا بعدعباس وهو عامله على مكــة: م الجاهــل، وذاكــر وعل،اللــه، واجلس لهم العصــرين، فــأفت المســتفتي

. (3)العالمــان وفيها: ،وفي مقبولة عمر بن حنظلة حكم المتنازعين ينظران من ك

منكم ممن قــد روى حــديثنا، ونظــر في حاللنــا وحرامنــا، وعــرف أحكامنــا، فليرضوا به حكما، فإني قد جعلته عليكم حاكما، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبلــه، وهــو منه، فإنما استخف بحكم الله، وعلينا رد، والراد علينا الراد على الل

. (4)على حد الشرك بالله ،اجعلوا بينكم رجال ممن قد عرف حاللنا وحرامناوفي خبر أبي خديجة:

. (5)فإني قد جعلته قاضيا والتي قد ذكرنا جملــة منهــا في كتــاب،إلى غيرها من الروايات الكثيرة

التقليد، وفي كتاب الحكم، وفي كتاب القضاء، وغيرها.

يض األمة والقوى الثالث(())تفو وعلى أي حال، فإذا انعقــدت اإلمامــة في فقيــه واحــد إذا كــان المرجــع

فإن ،منحصرا فيه أو لم تختر األمة سواه، أو في مجلس الفقهاء

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

117

فوضت األمة أمر اختيار القوى الثالث إلى أيدي أولئك الفقهاء أو الفقيه الواحد فهو، وإال كما هو الحال في الحال الحاضــر، فــإن األمــة تنتخب مــرة ثانية نواب المجلس التطبيقي، والــذي يســمي في الديمقراطيــة بــالمجلس التشريعي ويكونوا هم للمشاورة، أي تطبيق الكليات الشرعية الفقهية التيــررة، حيث إن الحكم استنبطها مجلس المراجع على الموارد الخارجية المق

ليس إال لله تعالى، ويستنبطه الفقهاء من األدلة األربعة.ــان ــد القوت ــة يتول ــاء ومجلس األم ــاون بين مجلس الفقه ــا أن بالتع كم األخريان، أي القضائية والتنفيذية، وكل قوة من هــذه القــوى الثالث تشــمل القــوى األخــرى أيضــا، فالتطبيقــة تعم بتطبيقاتهــا القضــاة والقــوة المجريــة بكامل وزرائها، والقضــائية تشــمل منازعــات القــوتين األخــريين، والتنفيذيــةتنفذ ما قررها المجلس أو القضاة حتى على أفراد المجلس وأفراد القضاة.

ئاسة الجمهورية(())ر ومن ذلك يظهر أنه ال حاجة بعــد ذلــك إلى رئاســة الجمهوريــة وإن صــح

، وإذا أريد جعله فقد يناطءجعل الرئيس لها، إذا أراده األمة ومجلس الفقها انتخابه بأكثريــة مجلس األمــة ومجلس الفقهــاء، وقــد ينــاط جعلــه بانتخــاب

.نفس األمة له، وقد يناط بكليهماوكذلك حال مجلس األعيان.

))ال حاجة للدستور(( وبذلك ظهر أنه ال تحتـاج الدولـة اإلسـالمية إلى كتابـة دسـتور لهـا، كمـا

بــل المجلس يــؤطر،ليس لبعض دول العالم المتحضرة في الحــال الحاضرــاء الشــورى في إطــارات ــة لفقه القــوانين المــذكورة في الرســائل العملي

صغروية حسب أكثرية آراء شورى الفقهاء. ،فلكــل مرجـع من مراجـع شـورى الفقهـاء مقلـدوه في األمـور الخاصة

كالطهارة والصالة والصــوم والحج والنكــاح والطالق واإلرث ومــا إلى ذلــك،أما

118

من االقتصــاد العــام والسياســة العامــة،،الشــؤون العامــة لكافــة األمة والدعاية لإلسالم، وأمور الحوزات العلمية، والوقوف دون التيارات الوافدة، وكيفية تقديم األمة إلى األمام وما إلى ذلك، فالتــأطيرات في مجلس األمــة

يكون حسب رأي أكثرية شورى الفقهاء.

ء والتجمعات الشبابية(())الفقهاثم كل فقيه من فقهاء مجلس الشورى يكو ن من شـبابه وشـاباته حزبـا

وجمعيةوتنظيما ونقابة ، وما أشبه ذلك، فإن الشباب ثلث األمة غالبا وأحيانا نصف األمة أو إلى ستين في المائة كما في بعض الدول في الحال الحاضر

ــ فيكــون أزم،حســب اإلحصــاء ة الشــباب بيــد الفقهــاء المراجــع، وال يتمكن الغرب والشرق واالنحراف من السيطرة عليهم وأخذ زمامهم كما نراه في

ــالحــال الحاضــر في كافــة بالد اإلســالم، حيث إن أزم ــد ــا بي ة الشــباب غالب ومن لم يكن منســاقا إليهمــا غالبــا ينســاق إلى الفســاد،الشــرق أو الغــرب

واالنحراف في األخالق واألعمال. فيفتح كل فقيه في كافة البالد مكتبا لجمع الشباب والشابات إلعطائهم الثقافــة والعمــل والــزواج والفكــر والتربيــة ومــا إلى ذلــك، ويأخــذ منهم مــا تحتاجه األمة في بقائها وبنائها وتوسعها وتقديمها، والشباب مخيرون في أن

يندرجوا في حزب مرجع تقليدهم أو حزب آخر لمرجع آخر. وما ذكرناه من الشباب إنما هو من باب المثال، وإال فالشيوخ أيضا لهم

.هذا الحق في االنخراط في أحزاب الفقهاءــاء من ــون تحت إدارة وكالء الفقهـ ــاتب البالد تكـ ــح أن مكـ ومن الواضـ

وحيث إن كــل فقيــه ـــ في،العلماء العدول الجامعين بين فهم الدين والدنيا صورة وجود فقهــاء ـــ يجمــع حــول نفســه جماعــة من الفقهــاء من الدرجــة الثانية، فإذا مات فقيه من الشورى جاء مكانه فقيه من الدرجة الثانية جدير

حسب تعاون شورى الفقهاء واألمة في تعيين الفقيه ،بهذا المقام

119

الخلف، ويكون الفقيه الجديد آخذا بأزمــة حــزب الفقيـه الراحـل، ومثـلالموت ما إذا عزل بسبب من األسباب.

حق النساء واألطفال في التصويت(()) حيث بــايعت النســاء،والنساء واألطفــال لهم الحــق في االنتخــاب أيضــا

الرسول )صلى الله عليه وآله( وعليا )عليه الصالة والســالم( كمــا ذكــر فيالتواريخ والتفاسير والروايات.

وحيث إن شورى الفقهــاء ومجلس األمــة يتصــرفان في شــؤونهن أيضــا وأنهن يقلــدن فقيهــا من الشــورى، وذلــك باختيــارهن،في األمــور التطبيقية

أيضــا، فالفقيــة ومجلس الشــورى كالوكيــل لهن، ال يصــح إال برضــا الموكــل ويتصــرف مجلس األمــة،وجعله، وحيث يتصرف الفقيه في شورى الفقهــاء

في شؤون الصبيان أيضا، فلوليهم حق التصويب بالوالية عنهم. ،أو ولي لأليتــام تحت نفــوذه خمسـة من غـير البـالغينأب مثال إذا كـان

.فلهذا األب أو الولي ستة أصوات، واحد له وخمسة للمولى عليهم، وهكذا كالخطبــاء،وبذلك ظهــر أن المثقفين الــدينيين في الحــوزات أو خارجها

کاألطبـــاء، والزمنـــيين في الجامعـــات أو خارجها،واألئمـــة والمدرســـين وكذلك المؤلفــون وأصــحاب المؤسســات،والمهندسين والمحامين وغيرهم

،والمعامل والشــركات والبنــوك، ومــا إلى ذلــك كلهم يشــتركون في الحكم سواء في مجلس األمة أو في القوتين األخــريين، أو في األحــزاب أو غيرهــا

ومنــاظرة لعــدم،حسب تأهلهم، وتكون األحــزاب المتعــدده الحــرة منافسةانحراف الحكام وترشيدهم إلى الطريق األصوب.

أحزاب الوطنية(())ال أو مجلسمجلس الشــورى ويحق لجماعة من األمة بعــد تــوفر شــروط

كبنــاء،األمــة تشــكيل حــزب لبنــاء الــوطن اإلســالمي بنــاء ماديــا أو معنويــاالمستشفيات والشوارع الحدائق والمعامل والمعاهد والنبوك

120

و جمعيــةأوالبيوت الســكنية، ومــا إلى ذلــك، وتشــكيل جمعيــة األطبــاء، ة المحامين، أو غير ذلك من الجمعيات.يو جمعأالمهندسين،

وال يشــترط في مثــل هــذا الحــزب الــذي ال يريــد التــدخل في الشــؤون السياسية أن ينتهي إلى المرجعية، ألنه ليس من شـؤون الخالفـة واإلمامـة،

بل من شؤون العمران. كما أنه يحق لغير اإلســالميين كأهــل الكتــاب ومن إليهم تشــكيل حــزب لشؤون أنفسهم، مما ينطبق عليه قاعدة اإللزام المشــهورة في الفقــه، وال

حاجة إلى انتهائهم إلى فقهاء الشورى. ــات ــة في المســـلمين والجغرافيـــات واللونيـ ــات المختلفـ ــا القوميـ أمـ

فكلها متساوية في كل شــأن من شــؤون الدولــة،واللغويات وما أشبه ذلككما قرره اإلسالم.

فال فرق بين أن يكون الفقيه المرجع لألمة أو رئيس الوزراء أو القاضي ،أو نــائب مجلس األمــة أو المحافــظ أو غــيرهم عربيــا أو كرديــا أو فارســيا

إلى ذلك. ،عراقيا أو مصريا أو باكستانيا[م﴿زان: يبل الم ه أتقاك [م عند الل الناس سواسية كأسنان و،(1)﴾إن أكرمك

باإلضافة إلى الكفاءة المقررة في الشرع والعقل. ،(2)المشط فكــل هــذه األمــور في الصــغريات، أمــا األحكــام فإنهــا،وعلي أي حــال

إن الح[كم[﴿ قـال تعـالى: ، كما تقدم اإللمـاع إليه،خاصة بالله سبحانه وتعالىه .(3)﴾إال لل

.(4)﴾أال له[ الح[كم[﴿وقال: ونوقال: [ولئك ه[م[ الكافر[ ه[ فأ [م بما أنزل الل ﴾ومن لم يحك ﴿(5) .

.13 سورة الحجرات: ?()12()?. .57 سورة األنعام: ?()3.62 سورة األنعام: ?()4.44 سورة المائدة: ?()5

121

﴾الفاسق[ونوفي آية: ﴿(1) .﴾الظالم[ونوفي آية: ﴿(2) .

يــا أيهــاوقال النبي )صلى الله عليه وآله( في خطبته في حجة الــوداع: الناس واللـه مــا من شــيء يقــربكم من الجنــة ويباعــدكم من النــار إال وقــد أمرتكم به، ومــا من شــيء يقــربكم من النــار ويباعــدكم من الجنــة إال وقــد

. (3)تكم عنهينه إنه قــال أمــير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وروى محمد بن مسلم

الحمد لله الذي لم يخرجني من الــدنيا حــتىالمؤمنين )صلوات الله عليه(: . (4)بينت لألمة جميع ما تحتاج إليه

قــال: ســمعته يقــول:، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(،وفي خبر حماد(5)ما من شيء إال وفيه كتاب أو سنة

مــا من قال: قال أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(: ،وعن معلى بن خنيس أمر يختلف فيه اثنان إال وله أصل في كتــاب اللــه عــز وجــل، ولكن ال تبلغــه

.(6)عقول الرجال ســواء أريــد،والفقهاء إنما هم مجتهدون مســتنبطون من األدلــة األربعة

بالعقل العقل الذي يذكره الشيعة في موازين الحكم، أو الذي يذكره السنةفي موازينهم كالقياس وما أشبه.

ــا أن نلقي إليكم قــال: ،وعن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( إنمــا علين. (7)األصول وعليكم أن تفرعوا

علينــا إلقــاء األصــول وعليكموعن الرضا )عليه الصالة والسالم( قــال: . (8)التفريع

.47 سورة المائدة: ?()1.45 سورة المائدة: ?()23()?. 4()?. 5()?. .6 ح60 ص1 الكافي: ج?()67()?. 8()?.

122

الحرة(( اإلسالمية األحزاب دد))تعــة اإلســالمية العالم)مســألة(: ــزم على الدول ــ من أهم مــا يل ة: تعــددي

المنتهية إلى المرجعية، كما ذكرناه سابقا.،األحزاب اإلسالمية الحرةــأتي ــاح، إذا االســتبداد ي ــة في مهب الري ــاءات في الدكتاتوري ــإن الكف ف باألسوأ فاألسوأ، كما شاهدناه مكررا، وإن مأل المستبد الدنيا صياحا بالعدالة

االجتماعية والكفاءة والنمو والتطور. وقول بعضهم: )الــدكتاتور العــادل( من قبيــل )الليــل النهــار(، و)األســود األبيض(، فإن الدكتاتور يتوجــه إلى نفسـه، ويوجــه كـل شـيء إلى شخصــه،ــه ومن المعلوم أن الكفاءات لها آراؤها واستقاللها وكرامتها، فينفصــلون عن

عــات، الــذين إلى أن ال يبقي مع الدكتاتور إال جملة من األم،واحدا بعد اآلخرال يهمهم إال بطنهم، وشهوتهم الدنيا، وأموالهم في النبوك.

حيث نظر الشعب ورقابتــه الدقيقــة بســبب األحــزاب،بينما االستشارية تــوجب،الحرة التي توجب حرية مجلس األمة وحرية القضاء وحريــة التنفيذ

المجيء باألكفأ فاألكفأ، فكل ما كان نقص في من يشــغل مهمــة يبــدل إلى من يفقد هذا النقص ويكون كامال من هذه الجهة حتى يصل الموظفون إلى

أعلى القمم الممكن.ع[﴿ولذا جاء في أبرز صفات رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( أنــه: يضــ

تي كانت عليهم . (1)﴾عنه[م إصره[م و األغالل ال والذي يستظهر من اآلية الكريمة أن )اإلصر( هو الصــعوبات اإلجتماعيــة التي تتسرب إلى الناس المنحطين عقيديا وأخالقيــا من الرســوم والعــادات

أو الـوالدة، أو،والتقاليد، مما يجعل حياة اإلنسان صـعبة، سـواء في الـزواجــترى ــك، ف عند الموت، أو في السفر، أو في المنزل وأسبابه، أو في غير ذل

ولــذا تكــثر العزوبــة،أنه يريــد أن يــتزوج بمــا ال طاقــة لــه بــه من التكــاليفوالعنس، وبهذه الكثرة يكثر الفساد الخلقي ويكثر األمراض.

وهكذا

.157 سورة األعراف: ?()1123

بســبب،إذا مات أحدهم يكلف أهل الميت أنفسهم بمــا ال طاقــة لهم به.التقاليد والعادات

أما )األغالل( فهي التي يجعلها الحاكم على الناس بالقوانين الكابتــة في مختلف أبعاد الحياة كما كانت قبل اإلسالم، وفي هذا اليوم أيضا بعد إقصــاء

اإلسالم عن الحياة مما هو واضح. والخلفاء األمويون والعباسيون والعثمانيون ومن إليهم من األمــراء إنمــا استهتروا تلك االســتهتارات الغريبــة، وهكــذا حكــام اليــوم في بالد االســالم، لعدم تعدد األحزاب الحرة المراقبة التي تكون بمرصد من الحكام وفاضــحة

لكل انحراف.ــذ ــا أخ ــر، بين ــذا وصــلوا إلى القم ــر، ول ــذ بثلث األم ــوم أخ ــرب الي والغــإن المسلمون يغوصون في أسوأ حال عرفها تاريخهم، بل تاريخ البشرية، ف التقدم بحاجة إلى مثلث وضع )اإلصر( ورفــع )األغالل( الــتي هي عبــارة عن

تشبيها لها باألغالل المادية، وهي تــارة تكــون بالنســبة،القوانين غير العادلة،إلى الــداخل وأخــرى بالنســبة إلى الخــارج، أي أن ال يكــون اإلنســان عــدال

وال﴿بالنسبة إلى القريب أو بالنســبة إلى الغــريب، كمــا قــال اللــه ســبحانه: قوى [وا ه[و أقرب[ للت [وا اعدل [م شنآن[ قوم على إال تعدل ك . (1)﴾يجرمن

والغرب أخذ برعاية الداخل حسب نظره فقط بسبب الحريات. ر الغــرب، وهي البالديأما اإلصــر الــداخلي وأمــا األغالل بالنســبة إلى غــ

التي استعمرها أو بقيت حيادا فهما على وضعهما. الذين أرشدوا)عليهم السالم( وسر ذلك عدم كونهم تحت مظلة األنبياء

إلى العقائــد الصــحيحة واألخالق المسـتقيمة، والحظـوا رقابــة اللــه سـبحانه وتعالى على البشر رقابــة دائمــة، وجــزاؤه لهم إن اســتقاموا بالجنــات، وإن انحرفوا بالجحيم، وعليــه فحيث المســلمون في مبــدئهم العقائــد الصــحيحة

واألخالق الفاضلة إذا انضم

.2 سورة المائدة: ?()1124

ذلــك إلى تعــدد األحــزاب الحــرة يكونــون أصــلح النــاس إطالقــا للحيــاةالسعيدة، ال بالنسبة إلى أنفسهم فحسب، بل بالنسبة إلى غيرهم أيضا.

المســلمون لهم المبــدأ الصــحيح، وإنمــا هم بحاجــة إلى،وعلى أي حال والمؤسسات الدستورية واألحــزاب الحــرة الــتي،التطبيق الصحيح للشورى

تحمي الشورى، فإذا توفرت ذلك أخذوا بالتطور نحو الصعود.

طور وأقسامه(())الت والتطــور كمــا حــدده بعض الحكمــاء في أمــور خمســة كمــا نــذكره عن قريب، وإن كنا نرى لزوم إضافة التطور العقيدي واألخالقي أيضــا، والمــراد بالتطور فيهما التوسعة بإيصالهما إلى كافة الناس، لوضوح أن الفساد الذي مارسه الحكام في بالد اإلسالم خصوصا في هذا القرن األخير ســبب األميــة الهائلــة في كــل البالد، ولــو فــرض عرفانــه ال يتمكن من الكتب من الناحيــة

ألن أمــوال المســلمين تصــرف بسـبب الحكــام العمالء إلى الغـرب،المادية.والشرق تارة، وإلى الترف والسرف لطبقة الحكام تارة

من غــير،بالد اإلســالمكافة هذا ثم ناحية الطبع للرقابة على الكتب من فإنه ال يدع الكتب أن،فرق بين ادعاء الحاكم إسالميا كان الحكم أو علمانيا

ال الكتب التي هي في صــالح الــدكتاتور، ومن المعلــوم أن مثــلإ ،ترى النورــال في هذه الكتب ال تزيد األمر إال إعضاال، وبذلك أخذ المســلمون في اإليغ

الجهل األمية والتأخر والتقهقر.ــال ــه النشــر، كمــا ق ــدة واألخالق محظــور علي ومن منهم يعــرف العقي

معاوية البن عباس: فسر القرآن كما أرى ال كما ترى.ــول إذا لم تكن ــ ــاكم المعسـ ــ ــان كالم الحـ ــ ــر اإلنسـ ــ والالزم أن ال يغـ

يقــول،االستشارية على النحو الذي ذكرناه، فقد كان أسوأ الحكام كالحجاجــتى أن األعمش كالم الصديقين ويعمل عمل أسوأ الكافرين المستهترين، ح

كان يقول: لم يخطب الحجاج

125

حول التقوى مرة إال ظننت أنه يصدق، ومــراده أنــه كــان بكالمــه يخــدع حتى مثل األعمش العالم المعروف الذي كان من المعارضين لحكمه، وقــد

تعرض لعقابه وتغذيبه في قصة مشهورة. وهكذا ترى حال كل الحكــام الــذين يخــدعون النــاس باســم اإلســالم أو

، وهم مســتبدون غــير استشــاريين،باســم الديمقراطيــة في الحــال الحاضروترى في التاريخ عشرات األمثلة لهوالء الحكام المستبدين.

ــام الســلطانية(: إني ــاب )األحك ــا في كت ــول كم ــان يق ــأمون ك مثال الم في خالئقــه، واالســتقامةةالتمست ألموري رجال جامعا لخصال الخير، العفــ

في طرائقه، قد هذبتــه اآلداب، وأحكمتــه التجــارب، إن ائتمن على األســرار قام بها، وإن قلد مهمات األمــور نهض فيهــا، يســكته الحلم، وينطقــه العلم، وتكفيه اللحظة، وتغنيه اللمحة، له صولة األمراء، وأنــات الحكمــاء، وتواضــع العلماء، وفهم الفقهاء، إن أحسـن إليــه شــكر، وإن ابتلي باإلسـاءة صــبر، الــن يبيع نصيب يومه بحرمان غده، يسترق قلوب الرجال بخالبة لسانه، وحس

بيانه، انتهى. كما،بينما كان هو من أظلم خلق الله وأفسدهم وأسرقهم ألموال األمة

في مثــل قصــة زواجــه لبــوران، وقتلــه اإلمــام،يجده اإلنســان في التــواريخــورع، الرضا )عليه الصالة والسالم( وهو اإلمام الزاهد العابد العادل التقي ال

.التي لم يخلق الله خصلة حسنة إال وقد كان في قمتها باستثناء النبوة وماذا يقال عمن يقتــل أخص خواصــه كــذي الرئاســتين وأخيــه وغــيرهم بتلك الصور الفجيعة، مما لو جمعت آثامه كان مأل كتاب، وكان أبوه هــارون

حتى عده الشاعر بحــق )شــر خلــق،قبله مثله في الظلم والفسق والخيانة قال: ،الله كلهم(

قبران في طوس خير الناس كلهم هذا من العبر ،وشر كلهم

إلى آخرها.

126

فأهم أقسام التطور المنشـود باإلضــافة إلى مـا ذكرنـاه،وعلى أي حال من )العقيــدة( و)األخالق( التطــور في أمــور خمســة: الثقافــة، والسياســة،

واالقتصاد، واالجتماع، والنفس.

طور الثقافي(())التــل ــقل العق ــة بص ــه تهتم الثقاف ــوح أن ــة، فلوض ــور في الثقاف ــا التط أم ومضاعفة قدرته على مجابهة المشاكل العديــدة الــتي يعانيهــا اإلنســان في

.حياته الخاصة والعامة ويعتقد بعض الناس أن التقدم الصناعي في أوروبا حاليا يرجع إلى تلــك النهضة العلمية التي ظهرت فيها خالل القرن الثاني عشــر الميالدي، والــتي

ئا كبيرا من العــالم، فــإنيبسببها تغير وجه الغرب، وتمكنوا من أن يغيروا ش في تلك الفترة استطاع العقل الغربي أن يتعمق في تحليــل بعض الظــواهر الطبيعية واالجتماعية، ويصــل إلى نتــائج هامــة، ويخلــق كثــيرا من الوســائل

التي ساعدته على تحسين وضعيته العامة. وقد تولدت من هذا التغير الرغبة الشديدة في البحث عن حقائق أوسع

وكلمــا جــاء جيــل جديــد،وأشمل من تلك الحقائق المتوفرة لإلنســانية قبلها وهكذا أصحبت،حاول هو أيضا تغيير األوضاع وتطوير ما تركه اآلباء واألجداد

فكرة التغيير والتطور مقبولــة لــدى الشــعوب، ولم يبــق هنــاك من يعــترض على إعــادة النظــر في المشــاكل المحيطــة بــه، والبحث عن وســائل أكــثر

فعالية للتغلب على الصعاب التي تعرقل مشاريعه.

التطور السياسي(()) وأما التطور السياسي، فمعنــاه تقويــة أجهــزة الدولــة بتحســين وســائلــة، ــاس المنحرف ــال الن ــة أعم ــاعد اإلدارات على مراقب ــتي تس ــال ال االتص

اد االتســاع بــاطراد،دوخصوصا الشركات الضخمة، والقطاع العــام الــذي يزحتى ال تسبب جمع الثروة في أيادي قليلة بحرمان األيادي

127

كافة اإلمكانيات الموجــودة، وعلى حســنإلى الكثيرة، كما يهدف تجنيد استعمال واستغالل المـوارد األساسـية الـتي تمكن المجتمعـات من تحقيـق نهضـــة صـــناعية واجتماعيـــة وثقافيـــة وغيرهـــا، وبتعميم التعليم والصـــحة

وغيرهما. ولذا تسعى كل حكومــة عصــرية إلى تقويــة الجهــاز اإلداري واإلشــراف على تســيير جهــود المواصــالت والصــناعات الثقيلــة، وتربيــة النشــئ تربيــة

.صالحة، وتزويده بالثقافة العصرية وسياسة التطوير لتقوية الجهاز الحكومي تقتضي الحصول على األموال

وذلـك لتغطيـة،الالزمة التي تسـير أمثـال هـذه األمــور بكـل أمانـة وإخالص النفقات العامة للدولة، من مشاريع التنمية وتسديد أجور المــوظفين الــذين يقومون بالعمل في المصالح العامة على شرط أن يكون أولئك الموظفــون

بالقدر المحتاج إليه ال أكثر من ذلك. فإن مسؤولية الدولة في العصر الحديث قــد تعقــدت، وعليهــا أن تكــون

في سياســتها،في المســتوى الالئــق وتفي بالتزاماتهــا في ميــادين متعــددة الداخلية والخارجية سياسة محكمة ودقيقــة، وفي تطــور لهــا التعليم وغــيره

من الحاجات بطرق حديثة تحقق العدالة بين جميع األفراد. وبـــذلك يتســـنى لهـــا أن تنـــال والء المواطـــنين، وتحصـــل على ثقتهم ،وتأييدهم، وتضمن لنفسها البقــاء، وتقــف أمــام الهــزات االجتماعيــة وغيرها

فإن الحكومة التي ال تحظى بثقة أبناء شعبها ال تستطيع تؤدي رسالتها علىأكمل وجه.

والدولــة الواعيــة هي تلــك الــتي تتبــع وســائل اإلقنــاع بجلب أبنائهــا إلىــق أهــدافها ــا، وال تلتجئ إلى اســتعمال القــوة لتحقي إال في الحــاالت،جانبه

االستثنائية، كإيقاف المجــرمين في حــدودهم، وإيقــاف المعتــدي من الــدولالمجاورة أو غيرها على حدودها.

الحكومة العصرية تهتم به أكثر من غيره أصبحت وإذا كان هناك شيء

128

فهو سن القوانين التي تســير بمقتضــاها المؤسســات العامــة والخاصــة.(1)(ظلمون[ظلمون وال يبحيث )ال ي

وبذلك تؤدي الحكومة وظيفتها األساســية، وهي حمايــة الشــعب من أي تالعب، وجعــل المــواطن يشــعر أن هنــاك قيــادة جــادة لحمايتــه من تالعب

المتالعيين، سواء كانوا داخليين أو خارجيين.

طور االقتصادي(())الت وهمــا:،وأمــا التطــور االقتصــادي، فهــو يقــوم على عــاملين أساســيين

االستثمار، واالدخار. الشــيء القليــل الــذي يحصــلصرف وقد اعتاد الفرد في الدول النامية

ولهــذا بقيت الناحيــة، فال اســتثمار وال ادخــار،عليــه من راتبــه المحــدود االقتصادية في جمود، وال تتعادل نســبة التنميــة في هــذا القطــاع مــع كــثرة

هــذا هــو الســبب الرئيســي لقلــةوقيلالزيادة المطردة في عدد الســكان، فرص العمل وحرمان عدد كبير من أبناء الدول الناميــة من كســب عيشــهم بكيفيــة مرضــية، ولــذا تــرى العــالم الثــالث كلــه في تــذمر وتضــجر، ودائما

يهدفون إلى تغيير األوضاع. وإذا كان بعض البالد الحضــارية أحــرزت على تقــدم ملحــوظ في جميــع

الميادين فيرجع ذلك إلى أربعة أمور: األول: وجود دخل عال لدى األفراد، الشيء الذي نتج عنه إمكانية ادخار

نصيب وافر من الرواتب المحترمة واألموال المستحصلة. ــة من األرض تكف ــاني: حصــول الفالح على قطع ــالث ــا،ي ه أن يعيش منه

ــع هــذا ــتي تنف ــة ال ــدات في المشــاريع الفالحي ــائض من العائ ويســتثمر الفالقطاع، وتعود عليه باألرباح الطائلة.

ــع الثالث: تخصص العامل في مهنتة، وبذلك استطاع أن يســاهم في رفاإلنتاج والحصول على مرتب يمكنه من تحسين مكانته

[ظلمون مقتبس من قوله تعالى: ?()1 .279 سورة البقرة: ال تظلمون وال ت129

االجتماعية، ومن المســاهمة في المشــاريع االســثمارية الــتي تجلب لــهأرباحا إضافية.

الرابع: إتساع حجم المبــادالت التجاريــة، ســواء في الــداخل أو الخــارج، األمر الــذي تــرتب عليــه بــروز حلقــه مرتبطــة ببعضــها، وتكــونت النطاقــات

المنظمة والثروات الوطنية المسخرة لتحقيق حركة اقتصادية شاملة.

التطوير االجتماعي(()) وأما التطوير االجتماعي، فالمراد به أن التجمعات السابقة كانت تتكــون في معظمها من الفالحين الذين كانوا يشــكلون حــوالي تســعين في المائــةــدن ــون بالم ــذين يقيم ــدد ال ــاوز ع ــا لم يكن يتج ــد، بينم ــكان أي بل من س ويشتغلون باإلدارات الحكومية والتجارة والصناعه نسبة عشــرة في المائــة، وبسبب تغير المهن والتخصص وانتشار الثقافة والتوسع في التجارة وغيرها هجم عــدد كبــير من الســكان إلى المــدن الــتي أصــحبت مكتظــة بــاألنفس

ثالثة أرباع أي بلد أو أكثر، وتبعا لهذا التطــور تغــيرتيالبشرية، وتضم حوال العادات والتقاليد، وأصــحبت األســرة الواحــدة تعيش في المحيــط الواســع،

هــذا قطــعىومعن، ولم يعد اهتمامها يتجاوز نطاق الــزوج والزوجــة واألبنــاء األسرة الواحدة، وانشــغالءتلك العالقات الوطيدة التي كانت تربط بين أبنا

.كل عائلة بشؤونها الخاصة وبجانب هذا فالمالحظ أن المجتمع المعاصــر قــد تمــيز عن المجتمعــات

مــعىالسابقة بعدم االستقرار، ألن أبناءه يبحثــون عن العمــل الــذي يتماشــ اختصاصاتهم، ويقيمــون حيث مــا تفــرض عليهم ظــروف عملهم ذلــك، وقــد صحب هذا التحول االجتماعي بــروز عــدد كبــير من األفــراد الــذين تحســنت

وضعيتهم االجتماعية، وارتفع دخلهم المادي وتطورمستواهم

130

الثقافي، إال أن هذه الحركة االجتماعية لم يصــحبها تقــدم مناسـب في ــدودة من ــة مح ــد نخب ــة في ي ــدان السياســي، فبقيت المناصــب الهام المي

ــةالسكان، وقد تميزت المجتمعات السابق فية التي شاهدت تغــيرات بطيئ.عالقاتها مع بعضها

والســبب في حــدوث تغــيرات ســريعة وذات أبعــاد كبــيرة في مجتمعنــا المعاصــر هــو انتشــار الثقافــة الــتي ســمحت لألجيــال المعاصــرة أن تــدخل تغييرات جذرية على األنظمة السابقة، وتطالب اتباع أســلوب فــوري إلزالــة العوائق التي تعرقل االنطالقة الجديــدة نحــو حيــاة أفضــل، وبســبب انتشــار الثقافة أيضا ظهر المساواة في الدخل، ولــو حســب القــانون، كمــا انخفض عدد الذين يقومون بحرث األرض وتوفير الغذاء األساسي للسكان، وبســبب اآلالت الميكانيكية التي تقوم باألعمال الصعبة في أوقــات قصــيرة اســتطاع المجتمع الحديث أن يحصل على المواد الغذائية األساسية للحيــاة رغم قلــة

ــوءدعد الفالحين الذين يحترفون الزراعة واستغالل الثروة األرضية، لكن سالقوانين سبب سوء التوزيع أيضا مما يجب تعدليه وتطويره.

طوير النفسي(())الت أما التطوير النفسي، فإن حرص الدول على االحتفاظ بعاداتها وتقاليدهاــل في ــالركود، وأن األم جعل كثيرا من الشبان يشعرون أن حياتهم تتصف ب الحصـول على حيــاة أفضـل ضـعيف، وبمـا أن اآلبـاء قـد يحملـون أفكـارا ال تتماشــى وعقليــة الجيــل الجديــد، فــإن الشــبان يلتجــؤون إلى تبــادل التعلم

بدال من االعتماد على توجيهات المتقدمين عنهم سنا.،واألخذ من بعضهم وبـذلك ضـعف روابـط المـودة واالحـترام الـتي تتوطـد عـادة بين اآلبـاء واألبناء، وبين الشيوخ والشبان، ويشعر كــل فريــق بــالنفور واالشــمئزاز من

الفريق اآلخر، والمجتمع الذي ال يستطيع

131

التوفيق بين أجياله، وال يقدر على إيجاد نــوع من االنســجام بين أفــراده ألن الكراهيــة تــدفع، ال يمكن أن يتقــدم كثــيرا في أي ميــدان،وميــولهم

ــات ــع الفئ ــدون تعــاون جمي باإلنســان على أن ال يتعــاون مــع خصوصــه، وباالجتماعية من صغار وكبار ال يتحقق أي شيء.

والدوافع النفسية للتطور والتقدم تأتي غالبا من االختالف بين جماعــات حيث يجعــل بين،لهم مســتويات مختلفــة من الثقافــة والتكــوين ومــا أشــبه

وهــو أول نــواة التقــدم في المجتمــع المنفتح الــذي،األفــراد التنــافس الحرــالريف يعيش الحرية واالنطالق، وبما أن أغلب سكان الدول النامية يعيش ب فإن ذلك يعـني قلـة االختالط بأبنــاء المـدن الــذين أتيحت لهم فــرص التعلم

إذا نحن قارنـاهم بأبنـاء الريـف، ونتيجــة لقلـة،والحصـول على ثقافـة عالية االختالط بالطبقات المتعلمة والمهنية نجد ابن الريف منطويا على نفسه وال

وكــذلك العكس، هــذا من ناحيــة،فراد مجتمعهأتربطه أية عالقة قوية ببقية الدول النامية.

ومن ناحية الدول الصناعية، فالتنافر يبــدو بنــوع آخــر، حيث التنــازع بين الرأسماليين وســائر الطبقــات المجتمعــة في الــدول الغربيــه وبين الشــعب

والحكومة في الدول الشيوعية، وبذلك توقف التطور المنشود. وال يمكن التطور المنشود إال باالستشــارية الــتي تــأتي بالحكــام األكفــاء

مع لزوم انضمام ذلــك إلى المنــاهج الصــحيحة ـ،الواجدين لشرائط اإلسالمــذكورة مما ال تكون كالمنهج الرأسمالي الغربي وال الشيوعي الشرقي ـ الم

في الكتاب والسنة.

نصوص شرعية فيما يرتبط بالدولة اإلسالمية(()) وحيث لم نتحــر التفصــيل،وإليك جملة من اآليات والروايات بهذا الصدد

ــانيدأل ــول أس ــاز، ال نتكلم ح ــني على اإليج ــاب المب ــع الكت ــاف لوض ــه من نوخصوصيات دالالتها وداللة اآليات،

132

ليعلم كيف أن اإلسالم اهتم بكفاءة من يلي،وإنما المقصود الذكر فقطــف اهتم،أحكام المسليمن من الرئيس األعلى إلى أصغر موظف وكذلك كي

. بصحة المناهج﴾ال ينال[ عهدي الظالمين: قال سبحانه ﴿(1).

ه ووقال سبحانه: هداء لل ط شــ[ [وا قوامين بالقســ [ون [وا ك ذين آمن ها ال ﴿يا أيه[ أولى ا أو فقــيرا فالل [ن غني ــدين و األقــربين إن يك [م أو الوال ك ــو على أنف[ســ له كــان بمــا وا فــإن الل [عرضــ[ ــو[وا أو ت [وا و إن تل بع[وا الهــوى أن تعــدل بهما فال تت

.(2)﴾تعمل[ون خبيرااسوقال سبحانه: [م بين الن ــاحك ا جعلناك خليفــة في األرض ف ﴿يا داو[د[ إن

بيل ون عن ســ ل ذين يضــ ه إن ال بيل الل ك عن ســ ل [ضــ بع الهوى في بالحق و ال تتوا يوم الحساب ه له[م عذاب شديد بما نس[ .(3)﴾الل

ون أخي * ﴿واجعــل لي وزيــرا من أهلي وقال سبحانه: ــه* هــار[ د[د ب اشــ.(4)﴾وأشركه[ في أمري* أزري

وقال تعالى: ون وزيــرا ﴾ولقد آتينا م[وسى الكتاب وجعلنا معه[ أخاه[ هــار[ ﴿ مما يدل على وجود منصب الوزارة في الدين أيضا. .(5)

ــذار: وقد قال النبي )صلى الله عليه وآله( مخاطبا لعشيرته في يوم اإلن،ــتي فيكم أيكم يوازرني على هذا األمر، على أن يكون أخي ووصــي وخليف

فقال علي )عليه الصالة والسالم(: قلت: أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه، قال: فأخذ برقبتي ثم قال: هذا أخي ووصــيي وخليفــتي فيكم فاســمعوا لــه

.(6)وأطيعوا وفي آخر الخطبة القاصعة في )نهج البالغة( خطاب النبي لعلي )عليهما

. (7) أنك لست بنبي ولكنك وزيرالإالصالة والسالم(:

.124 سورة البقرة: ?()1.135 سورة النساء: ?()2.26 سورة ص: ?()3.32 ـ 29 سورة طه: ?()4.35 سورة الفرقان: ?()56()?. 7()?.

133

ما من قال النبي )صلى الله عليه وآله(: ، عن أعالم الدين،وفي البحار ــرا أحد ولي شيئا من أمور المسلمين فأراد الله به خيرا إال جعل الله له وزي

. (1) إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإن هم بشر كفه وزجره،صالحا إذا أراد عــز قــال: ، عن الصادق )عليه الصالة والســالم(،وعن المفضل

. (2)وجل برعية خيرا جعل لها سلطانا رحيما، وقيض له وزيرا عادال ومن المعلوم أن إرادة الله ســبحانه وتعــالى تابعــة لعمــل النــاس، فــإن عملوا خيرا أراد اللــه بهم خــيرا، كمــا أن شــفاء اللــه للمــريض تــابع للعمــل

ممــا هــو مــذكور في الكتب المعنيــة بهــذا،حسب دستور األطباء وما أشــبهالشأن.

وقال سبحانة: ه[ للكافرين على الم[ؤمنين سبيال ﴾ولن يجعل الل ﴿( 3).رفين وقال تعالى: [طيع[وا أمــر الم[ســ د[ون في األرض* ﴿وال ت [فســ ذين ي ال

[صلح[ون .(4)﴾وال ي[م[ون* ﴿أفنجعل[ الم[سلمين كالم[جرمين وقال سبحانه: [م كيف تحك ﴾ما لك

(5).وقال سبحانه: [م قياما ه[ لك تي جعل الل [م[ ال فهاء أموالك [وا الس [ؤت ﴾وال ت ﴿(6).

ذين ال يعلم[ونوقال تعالى: ذين يعلم[ون و ال ﴾هل يستوي ال ﴿(7).

1()?. 2()?. .141 سورة النساء: ?()3.152 ـ 151 سورة الشعراء: ?()4.36 ـ 35 سورة القلم: ?()5.5 سورة النساء: ?()6.9 سورة الزمر: ?()7

134

﴾أفمن كان م[ؤمنا كمن كان فاسقا ال يستو[ونوقال سبحانه: ﴿(1).تأجره[ إن﴿وقال تعالى حكاية عن بنت شعيب: قالت إحداه[ما يا أبت اســ

.(2)﴾خير من استأجرت القوي األمين[ فســكوت القــرآن على ذلــك دليــل على اشــترطهما في من يلي أمــور

الناس. ﴿قال اجعلني على خزائنوقال تعالى حكاية عن يوسف )عليه السالم(:

ي حفيظ عليم .(3)﴾األرض إن من عمــل على غــير علم كــان مــاوقال النبي )صلى الله عليــه وآلــه(:

. (4)يفسد أكثر مما يصلح العامــل على عن الصادق )عليه السالم( إنه قال: ،وروى طلحة بن زيد

. (5)غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، ال يزيده سرعة السير إال بعدا العــالم بزمانــه قال: ، عن الصادق )عليه السالم(،وعن مفضل بن عمر

.(6)ال تهجم عليه اللوابســه الصــالة والســالم(: ال يقيم أمــر اللــهوفي )نهج البالغــة(: قــال )علي

.(7)سبحانه إال من ال يصانع، وال يضارع، وال يتبع المطامع. (8)آلة الرئاسة سعة الصدروقال )عليه السالم(:

ن شــرإوفي كتــاب علي )عليــه الصــالة والســالم( إلى مالــك األشــتر: وزرائك من كان لألشرار قبلك وزيرا، ومن شركهم في اآلثام،

.18 سورة السجدة: ?()1.26 سورة القصص: ?()2.55 سورة يوسف: ?()34()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?.

135

ــة، وأنت واجــد فال يكونن لك بطانة، فإنهم أعوان األثمة، وأخوان الظلم منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفــاذهم، وليس عليــه مثــل آصــارهم

أولئك أخــف،وأوزارهم ممن لم يعاون ظالما على ظلمه، وال آثما على إثمه. (1)عليك مؤنة، وأحسن لك معونة

ثم انظر في أمــور عمالــك فاســتعملهموفيه أيضا قال )عليه السالم(: وأثــرة، فــإنهم جمــاع من شــعب الجــور والخيانــة،ة وال تولهم محابا،اختبارا

وتوخ منهم أهــل التجربــة والحيــاء من أهــل البيوتــات الصــالحة والقــدم في اإلسالم المتقدمة، فإنهم أكــرم أخالقــا وأصــح أعراضــا، وأقــل في المطــامع إشرافا، وأبلغ في عواقب األمور نظرا، ثم أســبغ عليهم األرزاق، فــإن ذلــك قــوة لهم على اسصــالح أنفســهم، وغــنى لهم عن تنــاول مــا تحت أيــديهم،

ابـك،وحجة عليهم إن خالفوا أمرك، أو ثلمـوا أمانتـك، ثم انظـر في حـال كت فــول على أمــورك خــيرهم، واخصــص رســائلك الــتي تــدخل فيهــا مكائــدك

ــة، فيجــتر ئوأسرارك بأجمعهم، لوجوه صالح األخالق ممن ال تبطره الكرام بها عليك في خالف لك بحضرة مأل، وال تقصر به الغفلة عن إيــراد مكاتبــات

. (2)عمالك عليك، وإصدار جواباتها على الصوابوقال )عليه السالم(: ال تقبلن في استعمال عمالك وأمرائك شعاعة إال

. (3)شعاعة الكفاءة واألمانة من عالمات المأمون على دين اللــه بعــد اإلقــراروقال )عليه السالم(:

الحزم في أمره، والصدق في قوله، والعدل في حكمــه، والشــفقة،والعملعلى رعيته، ال تخرجه القدرة إلى خرق، وال اللين إلى

1()?. 2()?. 3()?.

136

وال تمنعه العزة من كرم عفو، وال يدعوه العفو إلى إضاعة حق،،ضعف وال يدخله اإلعطاء في ســرف، وال يتخطى بــه القصــد إلى بخــل، وال تأخــذه

. (1)نعم الله ببطر ليكن أبغض الناس وأبعدهم منك أطلبهم لمعايبوقال )عليه السالم(:

. (2)الناس.(3)ليكن أحظى الناس عندك أعملهم بالرفق: )عليه السالم(وقال

.(4)فقدان الروساء أهون من رئاسة السفلوقال )عليه السالم(: . (5)كيف يعدل في غيره من يظلم نفسهوقال )عليه السالم(: .(6)من حسنت سياسته وجبت طاعتهوقال )عليه السالم(: . (7)وزراء السوء أعوان الظلمة وإخوان األثمةوقال )عليه السالم(: . (8)والة الجور شرار األمة وأضداد األئمةوقال )عليه السالم(: . (9)ال يكون عمران حيث يجور السلطانوقال )عليه السالم(: .(10)من أحسن الكفاءة استحق الواليةوقال )عليه السالم(: . (11)من لم يصلح نفسه لم يصلح غيرهوقال )عليه السالم(: ليكن أحب الناس إليــك وأحظـاهم لـديك أكــثرهموقال )عليه السالم(:

.(12)سعيا في منافع الناسليكن أحظى الناس منك أحوطهم على وقال )عليه السالم(:

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?. 9()?.

10()?. 11()?. 12()?.

137

.(1)الضعفاء وأعملهم في حق.(2)إذا ملك األراذل هلك األفاضلوقال )عليه السالم(: . (3)إذا ملك اللئام اضطهد الكراموقال )عليه السالم(: تولي األراذل واللئام الدول دليل انحاللها وإدبارهاوقال )عليه السالم(:

(4)..(5)حسن السياسة دوام الرعيةوقال )عليه السالم(: .(6)خير السياسات العدلوقال )عليه السالم(: .(7)دولة العادل من الواجباتوقال )عليه السالم(:

ــه الســالم(: ــال )علي ــة من جــوروق خــور الســلطان أشــد على الرعي.(8)السلطان

.(9)حسن السياسة يستديم الرئاسةوقال )عليه السالم(: .(10)حسن العدل نظام البريةوقال )عليه السالم(: ــن السياسةوقال )عليه السالم(: حسن التدبير وتجنب التبذير من حس

(11)..(12)شر األمراء من ظلم رعيتهوقال )عليه السالم(: وقال )عليه السالم(: .(13)شر األمراء من كان الهوى عليه أميراوقال )عليه السالم(: .(14)شر الوزراء من كان لألشرار وزيرا. (15)شر الوالة من يخافه البريءوقال )عليه السالم(:

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?. 9()?.

10()?. 11()?. 12()?. 13()?. 14()?. 15()?.

138

.(1)شر الملوك من خالف العدلوقال )عليه السالم(: .(2)دولة اللئام مذلة الكراموقال )عليه السالم(: .(3)دولة الفجار مذلة األبراروقال )عليه السالم(:

.(4)دولة اللئام من نوائب األياموقال: )عليه السالم(: .(5)دولة األوغاد مبنية على الجور والفسادوقال )عليه السالم(: .(6)شر الناس من يظلم الناسوقال )عليه السالم(: .(7)زوال الدول باصطناع السفلوقال )عليه السالم(:

اعلم ياإلى رفاعة قاضيه على األهواز: عليه السالم( وفي كتاب علي ) رفاعة، إن هذة األمارة أمانة، فمن جعلهـا خيانــة فعليــه لعنــة اللــه إلى يــوم القيامة، ومن استعمل خائنا فإن محمدا )صلى الله عليــه وآلــه( بــريء منــه

. (8)في الدنيا واآلخرة أصلح وزيرك، فإنه إن النبي )صلى الله عليه وآله( قال: ،وعن الغوالي

.(9)الذي يقودك إلى الجنة أو النارــالم(: ــالة والس ــه الص ــادق )علي ــوك أنوعن الص ــن للمل وليس يحس

يفرطــوا في ثالث، في حفــظ الثغــور، وتفقــد المظــالم، واختيــار الصــالحين. (10)ألعمالهم

ال يطمعن ذو الكــبر في قــال: ،وعن الصــادق )عليــه الصــالة والســالم( الثنــاء الحســن، وال المعــاقب على الــذنب الصــغير في الســؤدد، وال القليــل

. (11)التجربة المعجب برأيه في رئاسة إلى غيرها من الروايات الكثيرة التي يجدها اإلنسان أضعاف أضعاف ما

ذكرناه في الكتب المعنية بهذه الشؤون.

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?. 9()?.

10()?. 11()?.

139

المرافعات(( وصور القضائية طة))السل السلطة القضائية لها شؤون ذكرناهــا في )الفقــه القضــاء(،)مسألة(:

ولذا ال حاجة إلى ذكرها مفصال، وإنما نلمع إلى بعض األمــور المناســبة لهــذاالكتاب بإيجاز، فنقول:

أو، أو بتقليــدين متفقين،القضاء إمــا أن يكــون بين نفــرين بتقليــد واحدــذهبين ــرين من م ــرأي،مختلفين، أو بين نف ــدي ال ــافرين متح أو، أو بين ك

أو ليس لكليهمــا رأي،،مختلفين، كيهودي ومســيحي، أو ليس ألحــدهما رأيأو بين مسلم وكافر.

أو،وقد يكــون االحتيــاج إلى القضــاء من جهــة داخــل الدولــة اإلســالمية خارجها، حيث صارت تجارة أو زواج كــتزويج المسـلم بالكتابيــة أحــدهما في

إلى غــير ذلــك من األمثلــة، ولم تســتعد الدولــة،الداخل واآلخر في الخــارج الخارجية إجراء األحكــام على طبــق الــدين اإلســالمي في فصــل المشـكلة، ولم يكن للمسلمين القدرة على مــا يرونــه من الفصــل، فهــذه صــور نتكلم

حولها بإيجاز. ،حيث الدولة اإلسالمية العالمية قضاتها يبتلون بهذه األقســام المــذكورة

ولم نذكر مســألة القضــاء في مثــل الهنــد ولبنــان ومــا أشــبه، حيث الســني والشيعي والمسلم والكافر إلى غير ذلك، ألنا في صدد بيــان أحكــام الدولــة

اإلسالمية في السلطة القضائية. ــا واحــدا، نعم أما األول: فأمره واضح، حيث المفروض أنهما يريان حكم إذا خالف القاضي اجتهادا اجتهـاد المجتهــدين المتقاضـيين، سـواء كانـا على اجتهاد واحد أو اجتهادين، بأن كان القاضــي يــرى رأيــا ثالثــا، فالظــاهر نفــوذ

قضائه فيهما، ألنه يلزم أن يحكم عليهما لما أراه الله حسب اجتهاده هو. أما إذا كان القاضي مقلــدا، على رأي من يقــول بصــحة تقليــد القاضــي وعــدم االحتيــاج إلى اجتهــاده، لم يســتبعد لــزوم أن يقضــي حســب اجتهــاد

مجتهده، ال حسب اجتهادهما، خصوصا إذا يراهما

140

ن. يغير مجتهدين أو كانا مقلد والثاني: فيما إذا كانــا بتقليــدين مختلفين، وهــو كمــا إذا كــان باجتهــادين

والقاضي يقضي بينهما حسب اجتهاده أو تقليده على ما تقدم.،مختلفين ثم في كال األمرين إن علم المتقاضي اشــتباه القاضــي ولــو اجتهــادا لم

، يجز له ترتيب األثر ألن العلم ال يقف أمامــه شــيء، وليس العلم موضــوعيابل طريقيا.

ــرأي، فإن لم يختلفا فهو،الثالث: إذا كان المتقاضيان من مذهبين وإال ف القاضي هو المعين، سواء كان من مذهب أحدهما أو مــذهب ثــالث، نعم إذا كان القاضــي إمامــا حــق لــه أن يقضــي بأحــد المــذهبين، فيمــا إذا كانــا من العامة، وأن يقضي حسب مــذهب نفســه، ألنــه ممــا أراه اللــه، منضــما إلى

، وغيره ممــا ذكرنــاه في(1)لحكمت بين أهل التوراةقوله )عليه السالم(: كتاب القضاء.

جيحأما تخييره في اإلفتاء حسب أحـدهما فلقاعـدة اإللـزام، وحيث ال تر ألحد المذهبين فرضا تخير بينهما، نعم يمكن أن يقال: أحد المذهبين لو كان

مطابقا لمذهب القاضي اإلمامي قدم ذلك للترجيح. ــذه،الرابع: إذا كان القضاء بين كافرين ولم يكن ألي منهما قانون في ه

المسألة، فالالزم إفتــاؤه بمــذهب نفســه لإلطالق بعــد عــدم تمشــي قــانون وإذا كان ألحدهما قانون دون اآلخر يتعين اإلفتاء بمذهبه، ألن الكافر،اإللزام

الذي ليس له قانون يجب أن يحكم له بقانون اإلسالم، إذ ال استثناء هنا من الحكم بالحق بسبب دليل اإللزام، فال يمكن أن يقف أمام ذلك إلزام الكافر

الذي له قانون حسب قانونه.ومنه يعلم حال ما

1()?. 141

إذا كان الكــافران من ديــنين كــاليهودي والنصــراني وهمــا مختلفــان في الحكم في دينهما، فالقاضي مخير بين رأي نفســه لــدليل الرؤيــة، وبين رأي هذا أو ذاك، لــدليل اإللــزام، لكن ربمــا يقــال بتقــديم رأي نفســه، ألن خــرق

خــرج، فــإن األصــل اإلســالم،اإللزام إنما يصح برأي اإلسالم ال برأي الكــافر منه إذا كان إلزام من غير معارض، وهنا اإللــزام معــارض، فيســقط اإللــزام

ويبقي األصل على حاله، ولعل هذا أقرب. واآلخر غــير أهــل كتــاب،أما إذا كان الكافر أحدهما أهل كتاب كاليهودي

كمــا يــدل،الكتاب ألنه أشرف في نظر اإلســالمأهل كعابد النار، فهل يقدم اس﴿عليــه قــول ســبحانه: ــو ال دفــع[ الله الن أو يتخــير، بنــاء على، اآلية(1)﴾ول

احتمــاالن، لكن،عمــوم لــزوم أن يحكم بحكم اإلســالم، لتســاوي اإللــزامينتقديم الكتابي ليس إال استحسانا في هذا المقام.

ومثله ما لو كان أحدهما يعتقد باللــه واآلخــر ال يعتقــد، وإن كــان كالهمــاغير أهل كتاب.

الخامس: إذا كان القضاء بين مسلم وكافر، وهنا يلزم أن يقضي حسب. (2)اإلسالم يعلو وال يعلى عليهرأي اإلسالم، ألن

السادس: الصورة األخيرة وهي الداخل في بلد اإلســالم والخــارج منــه، لما تقدم من علو اإلسالم، إال إذا لم يتمكن القاضي،والالزم حسب اإلسالم

ــدات الدولية ــب المعاه ــو،حس ــا ه ــحيحة كم ــدة ص ــانت المعاه ــا إذا ك فيمــأتي ــاك ي ــة اإلســالمية الصــحيحة، فــإن هن المفــروض، ألن الكالم في الدول مسألة القــدرة واألهم والمهم ومــا أشــبه ذلــك، وهــو أمــر خــارج عن أصــل

المبحث.

آيات وروايات في باب القضاء(()) وهنا نذكر بعض اآليات والروايــات الــواردة في مخلتــف شــؤون القضــاء

ال لالستدالل الدقي ،لإللماع

.40 سورة الحج: ?()12()?.

142

والتفصيل، فإن موضعهما كتاب القضاء. قال سبحانه: [ه[ أمــرا ول ه[ ورســ[ ى الل ــة إذا قضــ ﴿وما كان لم[ؤمن وال م[ؤمن

[ون له[م[ الخيرة[ من أمرهم .(1)﴾أن يك[م الوقال تعالى: م[وك فيما شجر بينه[م ث [حك ى ي [ون حت [ؤمن ك ال ي ﴿فال و رب

[سلم[وا تسليما .(2)﴾يجد[وا في أنف[سهم حرجا مما قضيت و يه يق[ص الحق و ه[و خير[ الفاصلينوقال سبحانه: ﴾إن الح[كم[ إال لل ﴿(3).

ون: وقال تعالى ــه ال يقضــ[ ــدع[ون من د[ون ذين ي ــالحق و ال ه[ يقضي ب ﴿واللميع[ البصير[ ه ه[و الس .(4)﴾بشيء إن الل

اسوقال سبحانه: [م بين الن ــاحك ا جعلناك خليفــة في األرض ف ﴿يا داو[د[ إن.(5)﴾بالحق

[مان في الحرث إذ نفشت فيه غنم[وقال تعالى: ليمان إذ يحك ﴿وداو[د وس[ا لح[كمهم شاهدين [ن .(6)﴾القوم و ك

، عن أبي عبد اللــه )عليــه الصــالة والسـالم(،وفي خبر إسحاق بن عمار يا شريح قــد جلســت مجلســا القال أمير المؤمنين )عليه السالم( لشريح:

. والمــراد بوصــي النــبي أعم من(7)يجلسه إال نــبي أو وصــي نــبي أو شــقياإلمام )عليه الصالة والسالم( أو نائبه العام أو الخاص كما هو واضح.

أبي عبد الله )عليه الصــالة والســالم( قــال:، عن وعن سليمان بن خالدفإن الحكومة إنما لإلمام العالم بالقضاء، العادل،اتقوا الحكومة

.36 سورة األحزاب: ?()1.65 سورة النساء: ?()2.57 سورة األنعام: ?()3.20 سورة غافر: ?()4.26 سورة ص: ?()5.78 سورة األنبياء: ?()67()?.

143

. (1)وصي نبيأو لنبي ،في المسلمين قــال في كتــاب: عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(،وفي رواية أخرى له

فقال: يــا رب كيــف،إن نبيا من األنبياء شكى إلى ربه: عليه السالم(علي ) أقضي فيمــا لم أر ولم أشــهد، قــال: فــأوحى اللــه إليــه أحكم بينهم بكتــابي

. (2)وأضفهم إلى اسمي، فحلفهم به، وقال: هذا لمن لم تقم له بينة والحكم ال يصح إال بإذن من قال: ،وعن الصادق )عليه الصالة والسالم(

.(3)الله وبرهانه قـال: قـال، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وفي خبر هشام بن الحكم

،إنمــا أقضــي بينكم بالبينــات واأليمــانرسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(: وبعضكم ألحن بحجتة من بعض، فأيما رجل قطعت له من مــال أخيــه شــيئا

. (4)فإنما قطعت له به قطعة من النار إنه قال: لما أراد أن يبعثني رسول الله،وروى العامة عن معاذ بن جبل

،كيف تقضي إذا عــرض لــك قضــاءإلى اليمن قال: صلى الله عليه وآله( ) ، قــال: فبســنةفــإن لم تجــد في كتــاب الله قال: ،قال: أقضي بكتاب الله

،فإن لم تجـد في سـنة رسـول اللـه، وال في كتـاب اللهرسول الله، قال: قال: اجتهد رأيي وال آل، فضرب رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(صــدره

.(5)الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول اللهوقال: ــاب ــات الكت ــرأي إرجــاع الصــغريات إلى كبري ــاد ال ولعــل مــراده باجته

ولو كانت الكبرى لسبب فهم المالك. ،والسنة القضــاة قــال: ، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،في روايــة الكليــني

أربعة، ثالثة في النار وواحد في الجنة، رجل قضى بجور وهــو يعلم فهــو فيالنار، ورجل قضى بجور وهو ال يعلم فهو

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

144

في النار، ورجل قضى بالحق وهو ال يعلم فهــو في النــار، ورجــل قضــى. (1)بالحق وهو يعلم فهو في الجنة

قــال،وفي )نهج البالغــة( في صــفة من يتصــدى للقضــاء وليس أهال له ورجل قمش جهال موضع في جهال األمــة عــاد في أغبــاش)عليه السالم(:

، قد سماه أشباه الناس عالمــا وليس بــه بكر،الفتنة عم بها في عقد الهدنة حتى إذا ارتــوى من آجن واكتــنز،فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر

من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غــيره، فهــو،فإن نزلت به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثــا من رأيــه ثم قطــع به

من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت، ال يدرى أصــاب أم أخطــأ، فــإن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، وإن أخطأ رجا أن يكون قــد أصــاب، جاهــل ،خباط جهاالت عــاش ركــاب عشــوات، لم يعض على العلم بضــرس قــاطع

واللــه بإصــدار مــا ورد عليــه، والءيذري الرويات أذراء الريح الهشيم ال ملي ال يحسب العلم في شــيء ممــا أنكــره، وال يــرى أن،هو أهل لما فوض إليه

وإن أظلم أمــر اكتتم بــه ال يعلم من جهــل،من وراء مــا بلــغ مــذهبا لغــيره. (2) تصرخ من جور قضائه الدماء وتعج منه المواريث،نفسه

لسان القاضي بين جمرتين منوعن النبي )صلى الله عليه وآله( قال: . (3) وإما إلى النار،نار حتى يقضي بين الناس، فإما إلى الجنة

ولعل المراد بجمرتين جمرة اإلفراط وجمرة التفريط. من قــال: ، عن النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(،وعن المفيد في المقنع

.(4)جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين

1()?. 2()?. 3()?. 4()?.

145

ساعة إمام عادل أفضــل قال: ،وعن رسول الله )صلى الله عليه وآله(. (1)من عبادة سبعين سنة

في مواصــفات،وفي كتاب علي )عليه الصالة والسـالم( لمالــك األشــتر ثم اخــتر للحكم بين النــاس أفطنمن يختاره للقضاء، قال )عليه السالم(:

ــة، رعيتك ممن ال تضيق به األمور، وال تمحكه الخصوم، وال يتمــادى في الزل وال يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، وال تشرف نفســه على طمــع، وال ،يكتفي بــأدنى فهم دون أقصــاه، وأوقفهم في الشــبهات، وآخــذهم بــالححج

وأقلهم تبرما بمراجعة الخصــم، وأصــبرهم على تكشــف األمــور، وأصــرمهمــل، عند اتضاح الحكم، ممن ال يزدهيه إطراء، وال يستميله إغراء، وأولئك قليــه ثم أكثر تعاهد قضائه، وأفسح له في البذل ما يزيل علته، وتقل معه حاجت إلى الناس، وأعطه من المنزلة لـديك مــا ال يطمــع فيــه غــيره من خاصـتك، ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك، فانظر في ذلك نظـرا بليغــا، فــإن هــذا الـدين قــد كـان أسـيرا في أيــدي األشــرار، يعمــل فيــه بـالهوى، وتطلب بـه

.(2)الدنيا حكم اللــه وحكم الجاهليــة،،الحكم حكمــانوعن علي )عليه الســالم(:

. (3)فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية حكم الله عز وجل وحكم،الحكم حكمانوعن الصادق )عليه السالم(:

﴿أهل الجاهلية، وقد قال الله عــز وجــل: ه ح[كمــا لقــوم ن[ من الل ومن أحســ[ون [وقن الحديث. .(5)،(4 )﴾ي

انظروا إلى رجل منكم عنه )عليه السالم(: ،وعن أبي خديجة

1()?. 2()?. 3()?. .50 سورة المائدة: ?()45()?.

146

يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم، فإني قد جعلتــه قاضــيا فتحــاكموا. (1)إليه

هل تعرف إنه قال لقاض: ،وعن أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم( فهل أشرفت على مراد الله عز وجل قال: ،، قال: الالناسخ من المنسوخ

. (2) هلكت وأهلكتإذا قال: ،، قال: الفي أمثال القرآن قــال: قــال لي أبــو عبــد اللــه )عليــه،وعن أحمــد بن الفضــل الكناسي

بلغــني أنكم أقعــدتمما هو، قــال: ، قلت: أي شيء بلغني عنكمالسالم(: نعم جعلت فــداك ذاك رجــل يقــال لــه عــروة، قــال: قلت: قاضيا بالكناسة

القتات، وهو رجل له حــظ من عقــل نجتمــع عنــده فتكلم ونتســاءل ثم نــرد. (3)ال بأسذلك إليكم، قال:

غيرها من الروايات الكثيرة. إلى

دل والقسط(())العــان أعم من،ثم يلزم على القاضي أن يحكم بالعدل والعدل إذا أطلق ك

القسط، أما إذا قيل بالقسط والعدل أو العدل والقســط فــالمراد بالقســط كما ورد من أن اإلمام المهدي )عجل الله تعالى فرجه( يمأل العالم،األموال

فكــل واحــد منهمــا إذا أفــرد،قسطا وعدال، ولذا سمي الميزان بالقسطاسأطلق على اآلخر، وإذا تقابال كان لكل معنى في مقابل اآلخر.

ي بالقسطقال سبحانه: ﴾ق[ل أمر رب ﴿(4).ط والوقال تعالى: هداء بالقســ ه شــ[ [وا قــوامين لل [ون [وا ك ذين آمن ها ال ﴿يا أي

ه إن ــوا الل ق[ قوى وات [وا ه[و أقرب[ للت [وا اعدل [م شنآن[ قوم على إال تعدل ك يجرمنه خبير بما تعمل[ون .(5)﴾الل

[وا قوامين بالقسط وقال سبحانه: [ون [وا ك ذين آمن ها ال ﴿يا أي

1()?. 2()?. 3()?. .29 سورة األعراف: ?()4.8 سورة المائدة: ?()5

147

ا أو [ن غني ــربين إن يك ـدين واألق ـ [م أو الوال ك ــ ـو على أنف[س ـ ه ول هداء لل ــ[ شوا فــإن [عرضــ[ [وا وإن تلو[وا أو ت بع[وا الهوى أن تعدل ه[ أولى بهما فال تت فقيرا فالل

[ون خبيرا ه كان بما تعمل .(1)﴾الل[حبوقـــال ســـبحانه: ه ي ط إن الل [م بينه[م بالقســـ ﴿وإن حكمت فـــاحك

.(2)﴾الم[قسطين[حبوقال تعالى: ه ي ﴿فإن فاءت فأصلح[وا بينه[ما بالعدل وأقسط[وا إن الل

.(3)﴾الم[قسطينــلوقال سبحانه: ــواءه[م وق[ ــع أه ب [مرت وال تت ﴿فلذلك فادع[ واستقم كما أ

[م لنــا ك نــا و رب ه[ رب [م[ الل [مــرت[ ألعــدل بينك ه[ من كتــاب و أ ــزل الل آمنت[ بمــا أن[م [ك [م أعمال [نا و لك .(4)﴾أعمال

اسوقال سبحانه: [م بين الن ــاحك ا جعلناك خليفــة في األرض ف ﴿يا داو[د[ إنبيل ون عن ســ ل ذين يضــ ه إن ال بيل الل ك عن ســ ل [ضــ بع الهوى في بالحق و ال تت

وا يوم الحساب ه له[م عذاب شديد بما نس[ .(5)﴾اللعهاوقال تعالى: ف[ نفســا إال و[ســ [كل ﴿وأوف[وا الكيل والميزان بالقسط ال ن

[وا ولو كان ذا ق[ربى [م فاعدل .(6)﴾وإذا ق[لت[م في الــدين و لموقــال ســبحانه: [وك [قــاتل ذين لم ي ه[ عن ال [م[ الل ﴿ال ينهــاك

[حب ه ي ط[وا إليهم إن الل ــ ــ [قسـ وه[م و ت ـر ــ ــ [م أن تب ــارك ــ [م من ديـ ــوك ــ [خرجـ[ ي.(7)﴾الم[قسطين

ــبحانه: ــال س ــا و إذاوق ــات إلى أهله ـؤدوا األمان ـ[ [م أن ت ك ـأم[ر[ ـ ه ي ﴿إن الله كــان ــه إن الل [م ب ه نعما يعظ[ك ــدل إن الل [م[وا بالع اس أن تحك [م بين الن حكمت

.(8)﴾سميعا بصيرا

.135 سورة النساء: ?()1.42 سورة المائدة: ?()2.9 سورة الحجرات: ?()3.15 سورة الشورى: ?()4.26 سورة ص: ?()5.152 سورة األنعام: ?()6.8 سورة الممتحنة: ?()7.58 سورة النساء: ?()8

148

[ظلم[ نفسوقال سبحانه: ــوم القيامــة فال ت ط لي ع[ المــوازين القســ ﴿ونضــة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين .(1)﴾شيئا وإن كان مثقال حب

فهــو أصــغر، كمــا يقــال: مثقــال من رطل،وهل المراد بالمثقال الجــزءة خيرا يره[﴿جزء من الذرة، قال سبحانه: .(2)﴾فمن يعمل مثقال ذر

وذلك هنا أيضا بعض، فإن ثقل التفاح غــير ذات التفــاح،أو يراد به الثقلمن لون ورائحة وغيرهما.

وربما يكون بمعنى ثالث، وهو كون المراد قـدر الـذرة، فاإلضـافة بيانيـة والثـــاني في الكيـــف أيء، بخالف األولين، حيث إن األول في الكم أي الجز

الخصوصية، ومحل التفصيل غير هذا الكتاب. ــه الصــالة والســالم(:في )و ــه )علي ــال لبعض عمال ــه ق ــة( أن نهج البالغ

والحيف، فإن العسف يعود بالجالء،استعمل العدل واحذر العسف والحيف . (3)يدعو إلى السيف

ــرك ــرق وت ــير الحــق، و)الجالء( التف ــارة عن الشــدة بغ و)العســف( عب لم الحاكم وعمالهظ و)الحيف( الميل إلى الظلم، ومن الواضح أن ،األوطان

قبــال الدولــة حــتىي هو العامل األساسي لثورة الناس وقيامهم بالســيف فيسقطوها.

العــدل أحلى من الشــهد، وألين منوعن الصادق )عليه السالم( قــال: . من باب تشبه المعقول بالمحسوس. (4)الزبد، وأطيب ريحا من المسك

.47 سورة األنبياء: ?()1.7 سورة الزلزلة: ?()23()?. 4()?.

149

يحــيي األرضوعن أبي إبراهيم )عليه السالم( في قول الله عز وجــل: ليس يحييهــا بــالقطر، ولكن يبعث اللــه رجــاال فيحيــون، قــال: (1)بعد موتها

. وكأن اإلمــام )عليــه الصــالة والســالم((2)العدل فتحيى األرض إلحياء العدلأشار إلى أهم األمرين إن كانت اآلية في ظاهرها أعم.

ساعة إمام عادل أفضــلوعن الرسول )صلى الله عليه وآله( إنه قال: وحد يقــام للــه في األرض أفضــل من مطــر أربعين،من عبادة سبعين سنة

ــات،. وال يستبعد أن يراد بالحد مطلق حدود الله(3)صباحا ال الحــد في الجنايفقط.

وقــال )عليــه الصــالة والســالم( كمــا في )نهج البالغــة( خطابــا لعثمــان:فأقــام ســنة،دىــدي وه[ــفاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمــام عــادل ه

. (4)معلومة، وأمات بدعة مجهولةــه ــا إلى الحســن بن علي )علي ــان(: إن صــبيين ارتفع ــع البي وفي )مجم

ــهالسالم( في خط كتباه وحك ماه في ذلك ليحكم أي الخطين أجود، فبصر ب واللــه،يا بني انظر كيــف تحكم، فــإن هــذا حكمعلي )عليه السالم( فقال:

. (5)سائلك عنه يوم القيامة منقال: سمعت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( يقــول: ، وعن أبي بصير

.(6)حكم في درهمين بغير ما أنزل اللـه عــز وجــل فهـو كـافر باللـه العظيموالمراد بالكفر الكفر العملي. المثال، والظاهر أن الدرهمين من باب

.19 سورة الروم: ?()12()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?.

150

ة والعدالة(())المساوا ويلزم على الحاكم المساواة في مورد المســاواة، واألخــذ بالعدالــة في مورد االختالف، فإنه ليس معنى العدل التســاوي مطلقــا، بــل أحيانــا يكــون مساويا وأحيانا يكون اختالفا حسب اختالف المواهب وســائر الخصوصــيات،

ع[وبا و﴿قال سبحانه: [م شــ[ ــاك ــثى وجعلن [ن [م من ذكر وأ ا خلقناك اس[ إن ها الن يا أي[م ه أتقاك [م عند الل . (1)﴾قبائل لتعارف[وا إن أكرمك

أيهــا النــاس إن ربكم واحــد،وعن الرسول )صلى الله عليه وآله( قال: إن أباكم واحــد، وال فضــل لعــربي على عجمي، وال لعجمي على عــربي، وال

. (2)ألسود على أحمر، وال ألحمر على أسود، إال بالتقوىــره والمراد باألحمر األبيض، ألن اإلنسان األبيض يضرب بالحمرة كما ذك

جمع. ـالعينوقـال سـبحانه: فس والعين ب ــالن فس ب ﴿و كتبنــا عليهم فيهــا أن الن

وح قصاص فمن تصدق به [ذ[ن والسن بالسن والج[ر[ [ذ[ن باأل واألنف باألنف واأل.(3)﴾فه[و كفارة له[

.(4)الناس كأسنان المشط سواءوعنه )صلى الله عليه وآله( إنه قال: ــهوقال )صلى الله عليه وآله(: [مة ال يأخذ للضعيف فيها حق لن تقدس أ

. (5)من القوي غير متعتع ومن الواضع أن الرسول وعليــا )عليهمــا الصــالة والســالم( جســدا هــذا

التساوي في مورد المساواة. إنه قال للنبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( في أيــام،فعن سوادة بن قيس

مرضه: يا رسول الله إنك لما

.13 سورة الحجرات: ?()12()?. .45 سورة المائدة: ?()34()?. 5()?.

151

أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء وبيدك القضــيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني، فــأمر النــبي )صلى الله عليه وآله( أن يقتص منه، فقال: اكشف لي عن بطنك يا رسول الله، فكشف عن بطنه، فقال سوادة: أتأذن لي أن أضــع فمي على بطنــك،

)صلى اللــه عليــه فقال: أعوذ من موضع القصاص من رسول الله ،فأذن له من النار يوم النار فقال، )صلى الله عليــه وآلــه(: يــا ســوادة بن قيسوآله(

أتعفــو أم تقتص، فقــال: بــل أعفــو يــا رســول اللـه، فقــال: اللهم اعــف عن.(1)عفا عن نبيك محمد )صلى الله عليه وآله(كما سوادة بن قيس

ومن الواضح أنه على تقدير صدق سوادة ـ وإني أشك في صدقه وإنمــا أنــه لم يكنـ جعل كالمه حيلة لتقبيل بطن الرسول )صلى الله عليــه وآلــه(

لــه حــق في القصــاص، إذ النــبي )عليــه الصــالة والســالم( كــان أراد الناقــة حسب قوله، فيكــون الضــرب على بطنــه غــير متعمــد، ومن المعلــوم أن ال قصاص في غير العمد وإنما الدية، وكأن الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أراد باستعداده لجريان القصاص عليه إعالم الحكام بأنه حتى في مثــل هــذا

الشيء الجزئي على الوالي مراعاته. وفي حديث: إن إحدى بنات أمير المؤمنين )عليه السالم( استعارت من أمين بيت المال، علي بن أبي رافــع عقــد لؤلــؤ كــان فيــه عاريــة مضــمونة، فقال له أمير المؤمنين )عليه السالم(: تخون المسلمين، فقــال: معــاذ اللــهــذي في ــد ال أن أخون المسلمين، فقال: كيف أعرت بنت أمير الؤمنين العق

بيت مال المسلمين بغير إذني ورضاهم. فقال:

راجع .?()1152

ــتزين به فأعرتهــا،يا أمير المؤمنين إنها ابنتك، وسألتني أن أعيرها إياه ت فضــمنته في مــالي وعلي أن أرده ســليما إلى،إياه عارية مضمونة مردودة

ثم،موضعه، قال: فرده من يومك، وإياك أن تعود لمثل هذا فتنالك عقوبتي أولى البنتي لو كانت أخذت العقد على غير عارية مضـمونة مـردودة لكــانت

إذا أول هاشمية قطعت في سرقة. فبلغ مقالته ابنته، فقالت له: يا أمــير المؤمــنين أنــا ابنتــك وبضــعة منــكــا بنت علي فمن أحق بلبسه مني، فقال لها أمير المؤمنين )عليه السالم(: ي

أكل نساء المهــاجرين تــتزين في،بن أبي طالب ال تذهبن بنفسك عن الحق.قال: فقبضته منها ورددته إلى موضعه. هذا العيد بمثل هذا

.لكن في الخبر ضعف إذ ال قطع لغير المخرج من الحرز فشهد قــوم عنــد علي )عليــه،وكان النجاشي من أصحاب علي وشيعته

، فأخــذه علي )عليــه الســالم( فحــده،الصــالة والســالم( أنــه شــرب الخمرــه،فغضب جماعة على علي )عليه السالم( في ذلك منهم طارق بن عبد الل

ــل النهدي فقال: يا أمير المؤمنين ما كنا نرى أن أهل المعصية والطاعة وأه الفرقة والجماعة عند والة العقل ومعادن الفضــل ســيان في الجــزاء، حــتى كان من صنيعك بأخي الحارث، يعــنى النجاشــي، فــأوغرت صــدورنا وشــتت

أمورنا وحملتنا على الجادة التي كنا نرى أن سبيل من ركبها النار.ــيرة إال على الخاشــعينإفقال علي )عليه الصالة والسالم(: ،(1)نها لكب

يا أخا بني نهد هل هو إال رجل من المسلمين انتهــك حرمــة من حرمــة اللــه له وتطهيرا، يا أخا بني عهد إنــه من أتى حــدا فــأقيمفأقمنا عليه حدها زكاة

والكان كفارته، يا أخا بني نهد إن الله عــز وجــل يقــول في كتابــه العظيم: ، الحديث.(2)ىيجرمنكم شنآن قوم على أن ال تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقو

.45 سورة البقرة: ?()1.8 سورة المائدة: ?()2

153

وفي البحار: إنــه مضــى علي )عليــه الصــالة والســالم( في حكومــة إلى ، فقــاليا يهودي الــدرع درعي ولم أبــع ولم أهب فقال: ،شريح مع يهودي

اليهودي: الدرع لي وفي يدي، فسأله شــريح البينــة، فقــال )عليــه الســالم(:هذا قنبر والحسين )عليه السالم( يشهدان لي بذلكفقال شريح: شــهادة ،

ــال االبن ال تجوز ألبيه، وشهادة العبد ال تجوز لسيده، وإنهما يجران إليك، فق ،ويلك يا شــريح أخطــأت من وجــوهأمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم(:

فـرددت،أما واحدة: فأنا أمامك تدين الله بطاعتي وتعلم أني ال أقول بـاطال ثم سألتني البينة فشهد عبد وأحد سيدي شباب أهل،قولي وأبطلت دعواي

.هما أنهما يجران إلى أنفسهماي ثم ادعيت عل،الجنة فرددت شهادتهما فلمــا سـمع اليهـودي ذلـك قــال: هــذا أمــير المؤمــنين جــاء إلى الحــاكم

ثم قال: الدرع درعك ســقطت يــوم صــفين من،والحاكم حكم عليه فأسلم.(1 )جمل أورق فأخذتها

إلى غيرهــا من أمثــال هــذه الروايــات الــواردة في أقــوالهم أو ســيرتهم)عليهم الصالة والسالم(.

ة والمسائل الحديثة(())القضا ثم إن من الضــروري إحاطــة القضــاة في عصــرنا الحاضــر بالمســائل ،الحديثة، فــإن التطــور العلمي الــذي حــدث في العــالم في العصــر الحاضر

ــا أوجب االطالع،باإلضاقة إلى االتصال بين أجزاء العالم وسرعة الســير ممــة،على النوادر في أية بقعة من بقاع العالم أوجبا كثرة من المسائل الحديث

التي هي محل االبتالء أو محل السؤال. فعدم االطالع موجب لضعف مركزية القضاء، فإن النــاس إذا رأوا عــدم

مما يضعف،إمكان الجواب ولو عن المسألة النادرة حملوا ذلك على الوهن مكانة القضاء اإلسالمي، فكما يلزم على مجلس األمــة الحــل لكــل مشــكلةــاء كذلك يلزم على القضاء الجواب عن كل معضلة، صحيح أن شورى الفقه

هو المكلف أوال باألمرين،

1()?. 154

إال أن من الصــحيح أيضـا أن كـثرة مهــام شــورى الفقهـاء ال تــدع مجــاال لديهم لذلك، فمحل األخذ والعطاء والرد والنقض واالمتحــان والتطــبيق همــا

القوتان التأطيرية والقضائية. أن في أفريقيــا ولــدت،مثال وقع في العصر القريب كما نقلت الصــحف

فهــل همــا أختــان،امرأة طفلــة وكــان في رحم تلــك الطفلــة طفلــة أخــرىــل، ففي اإلرث ــزوجين، أو أم وبنت، أو يفص ــني ال ــا من م ــار والدتهم باعتب

أختان وفي حرمة األم بمجرد الزواج من البنت أم وزوجة. واتفقت في أمريكا قريبا أن طفلة لها أربع سنوات من العمر ولدت بعد

فهــل لهــذه، كما في كتــاب )الــدكتاتور شــعاع فــروغي(،حملها تسعة أشهرــامالت ــدة والحيض والمع ــادات والع ــوغ من العب ــام البل ــل أحك ــدة ك الوال

أو ال شيء منهــا، فهي كمــا إذا أنبت،والنفاس، ألن الحمل دليل على البلوغ الطفــل وعمــره ســنتان مثال حيث ليس اإلنبــات عالمــة للبلــوغ إال إذا كــان

ــا ــات،متعارف ــوال الشــرعية إلى العرفي ألنهم الملقى إليهم، إلنصــراف األقــدة من ناحية ــل فهي وال ــود،الكالم، أو يفص ــدة والمول ــام الوال ــا أحك ، لهم

وليست ببالغة من ناحية. بنت من فوقهــا إلى الحقــو اثنتــان ومن الحقــودت وفي مثــال ثــالث ولــ

، والفوق اثنان ال واحد بعالمة النوم والقظة كمــا في بعض الروايــات،واحدة أو ال حيث إنــه من الجمــع بين،فهل يجوز لهــا أن تــتزوج حيث وحــدة الحقو

األختين، وماذا لو اســتطاعت إحــداهما بهبــة ونحوهــا الحج واألخــرى ال تريــد أو الــذهاب إلى مكــان أو نحــو، أو الصالة أول الوقت واألخــرى آخــره،الحجذلك.

وفي العكس لو كان ذكر كذلك هل يتزوج باعتبار الحقو وأنه

155

ــة، أو ال ألنه من زواج أخوين امراة واحدة،واحد إلى غير ذلك من األمثلالكثيرة.

يات في آداب القاضي(())روا مذكورة،ثم للقاضي ومجلس القضاء والشهود والمتنازعين آداب كثيرة

نضرب عنها إال ذكرا لبعض الروايات: ،في كتاب القضاء قال: سمعت عليا )عليه الســالم( يقــول لشــريح:،فعن سالمة بن كهيل

انظر إلى أهــل المعــك والمطــل ودفــع حقــوق النــاس من أهــل المقــدورة ــوقهم منهم ،واليسار ممن يدلي بأموال الناس إلى الحكام، فخذ للناس بحق

فإني سمعت رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(،وبع فيها العقار والديار يقول: مطل المسلم الموسر ظلم للمســلم، ومن لم يكن لــه عقــار وال دار وال مال فال سبيل عليه، واعلم أنه ال يحمل الناس على الحق إال من ورعهم

ــعيعن الباطل، واس بين المسلم ن بوجهك ومنطقك ومجلسك حتى ال يطم وال ييأس عدوك من عدلك، ورد اليمين على المدعي مــع،قريبك في حيفك

بينته، فإذن ذلــك أجلى للعمى وأثبت للقضــاء، واعلم أن المســلمين عــدول أو معــروف بشــهادة زور، إال مجلود في حد لم يتب منه،بعضهم على بعض

ــه أو ظنين، وإياك والضجر والتأذي في مجلس القضاء الــذي أوجب اللــه في األجر، ويحسـن فيــه الـذخر لمن رضــي بـالحق، واعلم أن الصــلح جـائز بين المسلمين إال صلحا حرم حالال أو أحل حراما، واجعل لمن ادعى شهودا غيبا

وإن لم يحضــرهم أوجبت عليــه،أمدا بينهما، فإن أحضرهم أخــذت لــه بحقه القضية، وإياك أن تنفذ قضية في قصاص أو حد من حــدود اللــه أو حــق من حقوق المسلمين حتى تعرض ذلك علي إن شاء اللــه، وال تقعــد في مجلس

.(1)القضاء حتى تطعم

1()?. 156

رجال نزل بأمير المؤمــنين )عليــه الســالم( فمكث عنــدهإن وفي رواية: أياما ثم تقدم إليه في خصوصة لم يذكرها ألمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(

أخصم أنت، قال: تحول عنا، فإن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(فقاله: . (1)ومعه خصمه نهى أن يضاف الخصم إال

ــاور إنه قال لشريح: ،وعن أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم( ال تش. (2)أحدا في مجلسك، وإن غضبت فقم، وال تقضين وأنت غضبان

لسـان القاضـي وراءوعن الصادق )عليــه الصـالة والسـالم( إنـه قــال: . (3)قلبه، فإن كان له قال، وإن كان عليه أمسك

وعنه )عليه السالم( إنه قال: قال رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:من ابتلي بالقضاء فال يقضي وهو غضبان(4) .

قال: قال رسول الله )صــلى اللــه عليــه، وعن أبي جعفر )عليه السالم( إذا تقاضى إليك رجالن فال تقض لألول حتى تسمع من اآلخــر، فإنــكوآله(:

.(5)إذا فعلت ذلك تبين لك القضاءــالم(، عن آبائه،وعن الرضا ــبي، عن علي )عليهم السـ ــال النـ ــال: قـ قـ

إذا تحـوكم إليـك فال تحكم)صلى الله عليـه وآلـه( لمـا وجهـني إلى اليمن: ألحد الخصمين دون أن تسأل من اآلخر، قال: فمــا شــككت في قضــاء بعــد

. (6)ذلك عن علي )عليه السالم(: إن النبي )عليه السالم( لمــا،وفي رواية أخرى

ن الناس سيتقاضون إليك، فإذا أتاك إبعثه قال له:

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?.

157

ــدر أن تعلم ــه أج ــر، فإن ــمع اآلخ ــتى تس ــد ح ــمان فال تقض لواح الخص. (1)الحق

ــالم( ال قال: ،وعن الصاق )عليه السالم( كان أمير المؤمنين )عليه الس.(2)يأخذ بأول الكالم دون آخره

قــال: قــال أمـير المؤمــنين )عليــه،وعن الصــادق )عليــه السـالم( أيضـا من ابتلي بالقضــاء فليــواس بينهم في اإلشــارة وفي النظــر وفيالسالم(: .(3)المجلس

وأمــا الرشــا في الحكم عن الصادق )عليه السالم( قال: ،وعن سماعة. (4)فهو الكفر بالله

ء خارج منظومة الدولة(())فقها فالفقهــاء اآلخــرون،ثم إنــه إذا قــامت الدولــة اإلســالمية بإذنــه ســبحانه

الذين ليسوا داخلين في الشورى لعدم كونهم مراجع، أو فرض أنهم مراجــع لكنهم ال يدخلون في الشورى، أو لم تنتخبهم األمة، كل حقوقهم في التقليد والقضــاء وغيرهمــا بــاق، فللنــاس التقاضــي إليهم وإن كــان هنــاك القاضــي المنصوب من قبــل الدولــة الشــرعية، كمــا للنــاس تقليــدهم وإن لم يكونــوا

إلى غــير ذلــك من شــؤون الفقيــه،بشهرة الفقهاء الــذين هم في الشــورىعلى ما ذكرناه في كتاب التقليد.

نعم ال يحق لهم نقض قضاء القاضي المنصوب من قبل الشورى، كما ال وهكذا بين كل قاضيين إال في مسألة التمييز واالســتيناف، إذا،يحق العكس

.قلنا بصحتهما، كما لم نستعبده في )الفقه(والحاصل أنهم كسائر القضاة في جهة القضاء.

ء ومالحظة الطوائف(())القضا فالالزم على السلطة ،وحيث إن في األمة طائفتان من السنة والشيعة

1()?. 2()?. 3()?. 4()?.

158

القضائية جعل قاضــيين في البالد المختلطــة، كبغــداد ولبنــان وكراتشــيوما أشبه.

فلهم الرجــوع إلى قاضــيهم، كمــا،كما أنه إذا كان في البلد أيضا الكفارلهم الرجوع إلى قاضي المسلمين.

أما المسلمون فال يحق لهم الرجوع إلى قاضي الكفار. ويحق لشورى الفقهاء أنــه إذا رأى من الصــالح نصــب قــاض للكفــار أن ينصب لهم من باب قــانون اإللــزام، ولــو كــانوا غــير أهــل الكتــاب، إمــا لمــا ذكرناه في مورده من أن اإلسالم ال يجــبر أحــدا على اإلســالم أو المحاربــة،ــرون أنهم ــذين ي ــير صــالح على رأي ال ــير ممكن، أو غ ــبرهم غ ــا ألن ج وإم

مخيرون بين أمرين فقط، بينما الكتابي يخير بين ثالثة أمور.

ء ومهمة التيسير(())القضا ثم من أهم ما يجب على القاضي اإلسالمي أن ييسر مهما وجد السبيل

[م[ الع[سر﴿إلى ذلك، قال سبحانه: [ريد[ بك [سر و ال ي [م[ الي ه[ بك [ريد[ الل . (1)يــة: ــا بين ذه وذهوفي رواي وأشــار إلى الســماء،إن شــيعتنا أوســع مم

.(2)واألرض وهــذا ليس شــأن الســلطة القضــائية فقــط، بــل الالزم على الســلطات األخر أيضا ذلك، فإن في التصعيب تنفيرا عن اإلســالم وترغيبــا إلى الغــرب،

والتسـهيالت على، ووجــوب العبــادات،فإن عــدم وجــود الحــدود الـتي نراها أوجبت رؤيــة طائفــة من،المرأة وما إلى ذلك التي أعطاها الغرب لشــعوبه

المثقفين أسهلية قوانين الغــرب، ومن المعلــوم أن اإلنسـان بفطرتــه مائــلإلى األسهل.

ــاني فضــت إلى الموســوية ألســهلية الث ــة ر[ فضــت،إن الفرعوني ــا ر[ كم الموســوية إلى العيســوية، والعيســوية والمجوســية واليهوديــة والوثنيــة إلى

كمــا،اإلسالم لنفس ذلك. ونفس هذا الشيء اآلن بين اإلسالم إذا شــدد فيهغيره عند

.185 سورة البقرة: ?()12()?.

159

بعض المسلمين وبين الغرب. وبعض،ولذا كثير من المثقفين ال يسـتعدون رجــوع اإلسـالم إلى الحيــاة

التشــديدات في اإلســالم وإن كــان واقعــا ولمصــلحة اإلنســان حالهــا حــالــاس للواقــع كــرهي ال،تشــديدات الطــبيب على المــريض إال أن تحمــل الن

اختياري، فالالزم في قبال التشديدات الضرورية أمور:

الحريات اإلسالمية(()) األول: إعطاء الحريــات اإلســالمية، من زراعــة وتجــارة وصــناعة وســفر

على ما ذكرناه في )الصياغة( وغيرها، والغرب أخذ،وإقامة وعمارة وغيرها بالتشديد غــير الواقــع في قبــال أخــذ اإلســالم بالتشــديد الواقــع، فهمــا كمنيحرم الزواج ويبيح الزنا وبالعكس، أو يحرم التجارة ويبيح الربا وبالعكس.

ة بعض األحكام(())الواقع وضرور الثاني: بيان الواقعية للناس، كالطيب الــذي يشــدد في الحميــة والعالج، مع أنهمــا خالف طبــع اإلنســان، لكن لمــا يعــرف اإلنســان أن ذلــك بصــالحه

يرضخ لألمر الذي أرشده إليه الطبيب.

))الفقيه والتسهيل الممكن((ــالث: التســهيل الممكن في اإلطــار اإلســالمي إلى أقصــى حــد في الث

ن األقــل واألكــثر أخــذيمقــدور الفقيــه ونحــوه، مثال إذا كـان التعزيــز دائــرا ب باألقل، وإذا كانت غرامة مخالفة المــرور كافيــة بــاألدنى لم يجنح إلى فــوق ذلك، وإذا رأى القاضي سجن المتهم بالقتل مثال ســجنا خفيفــا كيفــا أو قليال

، إلىكما يسرع في التحقيق حــتى ال يضــطر إلى األشــد كيفــا أو األكــثر كماغير ذلك.

والحاصل يلزم أن ال يظهر اإلســالم في أعين المثقفين شــديدا بالنســبة إلى النظام الغربي، فينفرون منه إلى ذلك النظام مهما وجدوا الســبيل إلى

ذلك.

160

يل وقانون األهم والمهم(())التسه الرابع: إذا كان األمر دائرا بين األهم والمهم من اتهــام اإلســالم والتنفــر عنه أو ما أشبه ذلك أخذ بــاألهم، وهــذا يكــون بــالعنوان الثــانوي، بخالف مــا

تقدم حيث إنه بالعنوان األولي. كما أنه ينبغي للقاضي تحري تخفيف النزاع بين الخصمين بجعل الصــلح بينهما عن رضا، إذ لو كــان مــا يــراه من الحــق بــدون اإلصــالح بقي التباعــد القلبي بينهما فيما يرى كل واحد منها أن الحق معه. أما إذا وسـط القاضـي

أو عــدم بقائــهفي األمر بالتصالح بينهما كان ذلك جديرا بعدم وقوع التباعد، على شدته.

))االستئناف والتمييز في القضاء(( لقولــه )عليــه،اإلسالميال يبعد وجود االستئناف والتمييز في القضاء ثم

السالم(: ، وفي رواية (1)إني قد جعلته عليكم حاكما .(2)قاضيا والموضوع مأخوذ من العرف، وحيث في العرف ذلــك صــح في الشــرع أيضا، كما أن األمر كذلك بالنسبة إلى سائر شؤون القاضــي العــرفي، فإنــه

. مع تقييد األمر باإلطار الذي ذكره الشارع،تأتي في الشرعي أيضا مثال القاضــي إذا راجعــه ولــد أو بنت ذكــرا أن فالنــا الفاســق عمال بهمــا

البد وأن يحقق كما يحقـق القاضـي العـرفي، ال، السوء، أو يريد بهما السوء أن يقول: ائتيــا بالبينــة، فــإن قــاال: ال بنيــة عنــدنا حلــف المنكــر وكفى، فــإن

الفساق مستعدون للحلف ألف مرة. إلى،وكذلك إذا قال الشاكي: سرق مــالي وأظن أن فالنــا هــو الســارق

غير ذلك من شؤون القاضي العرفي، نعم إذا اعترف المشتكى عليه أنه زنا أربع مرات بالشاكية مع تمام شــرائط اإلقــرار أجــري عليــه الحــد، وإال فــإنــتكى وصلت نتيجة تحقيق القاضي إلى صدق الشاكية أو الشاكي أدب المش

وهكذا يراقب القاضي مريد الفاحشة أو أخذه منه كفيال، وهكــذا حــال،عليهالمظنون كونه السارق، أو يريد السرقة، فكيفية التحقيق في

1()?. 2()?.

161

الشرعي نفس كيفية التحقيــق في العـرفي، ويؤيــده قضــاء علي )عليــه. كما ذكرنا جملة منها في كتاب )القضاء(،الصالة والسالم(

.(1)فــإذا حكم بحكمناكما يؤيده أيضــا قولــه )عليــه الصــالة والســالم(: وراجع أمـره إلى التميـيز أو االسـتئناف يـرى أنـه لم يحكم الحـاكم بحكمهم )عليهم السالم(، أو يشـك في ذلـك حيث يـرى أن الحـاكم األول اشـتبه في حكمه، أو يشك في أنــه صـحيح مــا حكم أم ال، إذ الـرد إنمــا هـو مــع تحقـقــه الرجــوع الموضوع قطعا، فإذا شك في أنه حكمهم )عليهم السالم( كان ل

إلى االستئناف أو التمييز. وبذلك ظهر أنــه ال يشــترط أن يكــون حاكمــا التميــيز واالســتئناف أعلى وأعلم من األول، وإن كــان مقتضــى العرفيــة هــو أرفعيــة الثــاني عن األول،

والثالث عن الثاني، كما هو في العرف. ويؤيده ما قالوا من مراجعة الحاكم الجديد للسجون، ليرى هل أن هناك أبرياء أو ما أشبه، كما يؤيده أيضا قصة رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(

في مراجعة ثالثة من أصحابه في قصة الناقة، إلى غير ذلك.

ال حاجة للمحاكم المتعددة(()) فالظــاهر،أما المحاكم المتعددة من البداية والصلح والجزاء ومــا أشــبه

ــة إليها ــه ال حاج ــودة في،أن ــة المفق ــاج إلى الخبروي ــر يحت ــان األم إال إذا كــتى القاضي العالم، مثال النزاع في االقتصاد بحاجة إلى خبير في االقتصاد ح يعرف المحق من المبطل، أو يعرف كيفية تقسيم المــال أو مــا أشــبه ذلــك

أو كــون عــدل خبــير،بين الشركاء، وذلك يلزم إما خبرويــة القاضــي بنفسه يرشد القاضي إلى ذلك، كذلك حال سائر ما يحتــاج إلى االختصــاص، وعــدم وجود مثل ذلك في زمانهم )عليهم الســالم( ال يــدل على العــدم عنــد تعقــد الحياة في الحال الحاضر بسبب تقدم العلم، واالحتيــاج إلى أكــثر ممــا كــان

فهل يمكن أن يقال وألوف حوادث المرور ،في الحياة البسيطة

1()?. 162

في كــل يــوم: إن األمــر ال يحتــاج إلى المحققين، كمــا يتعــارف اآلن فيقضايا السياقة إلى غير ذلك.

حــال ديــوان المظــالم في الزمــان الســابق،،ومثــل القــول فيمــا تقــدموديوان القضاء األعلى في الزمان الحاضر في بعض البالد.

والحاصل يلزم رعاية إحقاق الحق مهمــا أمكن، بضــميمة عــدم الضــغطــدوائر ــدم توســع ال ــدر الضــرورة، وبضــميمة ع ــاس إال بق ــات الن على حري

لما ذكرنــاه مفصــال في بعض مباحثنــا من،وانتفاخها إال بالقدر المضطر إليه أن انتفاخ الدائر يسلب أموال األمة وأوقاتهم، ويقف صدا دون التقدم، وكل

ذلك محرم شرعا، والمستثنى منه قدر الضرورة فقط.

))حلف الفضول(( كما يؤيد ما تقدم من العرفيــة حلــف الفضــول، وجــه التأييــد أن الحلــف

،المذكور كان إلنصاف المظلــوم بعــد تأييــد، فــالمالك آت في المقــام أيضــارسول الله )صلى الله عليه وآله( له، فإن قوله وتقريره وعمله كلها حجة.

فقد ذكر المؤرخون أن القريش في الجاهليــة حيث كـثر فيهم الزعمــائ وانتشــرت فيهم الرئاســة وشــاهدوا التغــالب والتجــاذب مــا لم يكفهم عنــه

عقــدوا حلفــا على، ورأوا عدم إنصاف المظلوم من الظــالم،سلطان ظاهررد المظالم وإنصاف المظلومين من الظلمة.

وقــد اجتمعت بطــون قــريش فتحــالفوا في دار عبــد اللــه بن الجــدعان )بضــم الــدال( على رد المظــالم بمكــة، بــأن ال يظلم أحــد أحــدا إال منعــوه، وأخذوا للمظلوم بحقه، وكان رسول الله )صلى الله عليه وآله( يومئذ معهم

فقــال رســول اللــه )صــلى اللــه،قبل النبوة، وهو ابن خمس وعشرين سنة لقد شــهدت في دار عبــد اللــه بنعليه وآله( بعد نبوته ذاكرا لذلك الحلف:

جدعان حلف الفضول ما لــو دعيت إليــه ألجبت، ومــا أحب أن لي بــه حمــر.(1)النعم

وفيه شهدت في دار وذكر نهاية ابن األثير في لغة )فضل(:

1()?. 163

.(1)في اإلســالم ألجبتمثلــه عبد اللــه بن جــدعان حلفــا لــو دعيت إلى م[ره[ــ بمكــة أيــام ج سمي به تشبيها بحلف كــان قــديما،يعني حلف الفضول

ــوي،،بضــمتين ــذ للضــعيف من الق ــذ( على التناصــف واألخ على وزن )قنف م كلهم يســمى الفضــل، منهم[ره[ــوللغريب من القاطن، قام به رجال من ج

انتهى. ، والفضل بن فضالة،الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة ألن العمل باإلنصــاف،لكن بعضا آخر ذكر أنه إنما سمي بحلف الفضول

ن في دار ابنيورد ظالمــة المظلــوم بحاجــة إلى المــال، وحيث إن المجتمع سمي بحلــف الفضــول. وهــذا،جدعان أعطوا فضول أموالهم لتقوية الحلف

أقرب مما ذكره ابن األثير.

ئيس األعلى ورد المظالم(())الر وهو أنه لم تزل العادة اإلسالمية منــذ زمن الرسـول )صـلى،بقي شيء

الله عليه وآله( تصدي الـرئيس األعلى للدولــة لــرد المظـالم وإقامــة حـدودالله سبحانه وتعالى مهما وجدوا السبيل إلى ذلك.

وذلك كان من أردع األسباب عن اغتنام الغصاب ومن أشــبههم نفــوذهمــل في ظلم الناس، فعلى الدولة اإلسالمية المرتقبة بإذن الله تعالى أن تجع

.ذلك مد نظرها اقتداء بالرسول )صلى الله عليه وآله( وقد أثبت التاريخ موارد كثــيرة منــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ومن علي

دخلوا هم )عليهم السالم( في حلها.،)عليه السالم( بهذا الشأن كما أن هناك إلماعات كثيرة إلى لزوم ذلــك على الــوالي، نــذكر بعضــها

بإيجاز: فجعل قال: ،فعن الرضا )عليه الصالة والسالم( في حكمة جعل اإلمام إلى أن قال:عليهم قيما يمنعهم من الفساد، ويقيم فيهم الحدود، واألحكام

،فيقاتلون به عدوهم، ويقسمون بـه فـيئهم، ويقيم لهم جمعتهم وجمـاعتهم ويمنع

1()?. 164

. (1)ظالمهم من مظلومهم وقــد تقــدم قــول علي )عليــه الصــالة والســالم( كمــا في خــبر ســليم:

عارفـا بالقضـاء والسـنة، يجمـع،يختاروا ألنفسهم إماما عفيفـا عالمـا ورعا أمرهم، ويحكم بينهم، ويأخذ للمظلوم من الظالم حقـه، ويحفـظ أطـرافهم،

. (2)ويجبي فيئهم، ويقيم حجهم، ويجبي صدقاتهم وفي كالم اإلمــام الكــاظم )عليــه الصــالة والســالم( لهشــام بن الحكم:

ويجب على الــوالي أن يكــون كــالراعي ال يغفــل عن رعيتــه، وال يتكــبر .(3)عليهم

واجعــلوقال علي )عليه الصالة والسالم( في كتابه إلى مالك األشــتر: لذوي الحاجات منــك قســما تفــرغ لهم فيــه شخصــك، وتجلس لهم مجلســا عامــا، فتتواضــع فيــه للــه الــذي خلقــك، وتقعــد عنهم جنــدك وأعوانــك من أحراسك وشرطك، حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع، فإني سمعت رســول الله )صلى الله عليه وآله( يقول في غــير مــوطن: لن تقــدس أمــة ال يؤخــذ

.(4)للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتعــه الصــالة والســالم(: ــال )علي ــة فيهموق ــوالي خاصــة وبطان ثم إن لل

اســتئثار وتطــاول، وقلــة إنصــاف في معاملــة، فاحســم مــادة أولئــك بقطــع أســباب تلــك األحــوال، وال تقطعن ألحــد من حاشــيتك وحامتــك قطيعــة، وال يطمعن منك في اعتقاد عقدة تضر بمن يليها من الناس في شرب أو عمل مشترك يحملون مؤنته على غــيرهم، فيكــون مهنــاء ذلــك لهم دونــك وعيبــه

.(5)عليك في الدنيا واآلخرة إلى بعض عماله، حيث أخــذ بعض مــا كــانعليه السالم(وفي كتاب له )

فيء

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

165

عليهمــاوالله لو أن الحسن والحسين )المسلمين، قال )عليه السالم(: فعال مثل الذي فعلت ما كانت لهمــا عنــدي هــوادة، وال ظفــرا مــنيالسالم(

. (1)بإرادة، حتى آخذ الحق منهما، وأزيل الباطل عن مظلمتهما المرتبطـة بهـذاكثيرةإلى غيرها من كلماتهم )عليهم الصالة والسالم( ال

الموضوع.

1()?. 166

وصيانتها(( اإلسالمية الدولة)) مجلس الفقهاء والسلطات الثالث كســائر النــاس مــأمورون)مسألة(:

إلطالق،بصيانة اإلسالم والمسلمين والدولــة اإلســالمية العالميــة عن الخلل.(1)كلكم راعقوله )صلى الله عليه وآله(:

فإن اختصاص جماعة بشيء ال ينــافي وجــوب شــيء آخــر عليــه، فليس ألية سلطة أن تقول: أنا مأمور باختصاصي من التأطير أو القضاء أو التنفيــذ أو اإلفتــاء وليس على شــي ء آخــر، فــإن إطالقــات أدلــة األمــر بــالمعروف، والنهي عن المنكر، وإرشاد الضال، وهداية الجاهــل، والــدعاء إلى اإلســالم، والدعوة إلى الخير، باإلضافة إلى ســيرة الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وعلي )عليه السالم( وغيرهما من قادة اإلسالم تعطي ما ذكرناه، ونذكر هنا

فصلين. األولى: في اآليات والروايات التي وردت بهذا الصدد.

والثاني: عملهم )عليهم الصالة والسالم( في هذا الشأن. ؤولية الجميع في اآليات والروايات(())مس

[ميفمن القسم األول: قوله ســبحانه: بي األ ول الن ســ[ بع[ــون الر ذين يت ﴿الوف و ــالمعر[ ه[م ب ــأم[ر[ ــل ي وراة و اإلنجي ــده[م في الت ــا عن [وب ــه[ مكت الذي يجد[ونم[ عليهم[ الخبائث و يضع[ عنه[م [حر بات و ي [حل له[م[ الطي ينهاه[م عن الم[نكر و ي

تي كانت عليهم .(2)﴾إصره[م و األغالل الــه ســبحانه: ــونوقول اكع[ ائح[ون الر ــد[ون الســ ــد[ون الحام [ون العاب ائب ﴿الت

ــد[ود ــر و الحــافظ[ون لح[ اه[ون عن الم[نك وف و الن ــالمعر[ ون ب اجد[ون اآلمر[ السر الم[ؤمنين .(3)﴾الله و بش

وف ووقال تعالى: ون بالمعر[ [مة يدع[ون إلى الخير و يأم[ر[ [م أ [ن منك ﴿ولتك[ولئك ه[م[ الم[فلح[ون .(4)﴾ينهون عن الم[نكر و أ

1()?. .157 سورة األعراف: ?()2.112 سورة التوبة: ?()3.104 سورة آل عمران: ?()4

167

وف ووقــال ســبحانه: ــالمعر[ ون ب ــأم[ر[ اس ت [خــرجت للن [مة أ ــر أ [م خي [نت ﴿كــرا له[م ــو آمن أهــل[ الكتــاب لكــان خي ـون بالله و ل ـ[ [ؤمن ــر و ت تنهون عن الم[نك

ه[م[ الفاسق[ون [ون و أكثر[ .(1)﴾منه[م[ الم[ؤمنونوقال ســبحانه: ــأم[ر[ ه[م أوليــاء[ بعض ي ـون و الم[ؤمنــات[ بعضــ[ ـ[ ﴿والم[ؤمن

ـون [طيعـ[ كاة و ي [ون الز [ؤت [قيم[ون الصالة و ي وف و ينهون عن الم[نكر و ي بالمعر[ه عزيز حكيم ه[ إن الل [ولئك سيرحم[ه[م[ الل وله[ أ ه و رس[ .(2)﴾الل

كــاةوقال تعالى: ــو[ا الز اه[م في األرض أقام[وا الصالة و آت ن ذين إن مك ﴿ال[م[ور ه عاقبة[ األ وف و نهوا عن الم[نكر و لل وا بالمعر[ .(3)﴾و أمر[

قــاال:، عن أبي جعفر وأبي عبد الله )عليهما السالم(،هريالزوفي خبر ويل لقوم ال يدينون الله باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر(4).

ــبي )صــلى، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن مسعدة قال: قال الن ولم تأمروا، وفسق شبانكم،كيف بكم إذا فسدت نساؤكمالله عليه وآله(:

بالمعروف ولم تنهوا عن المنكــر، فقيــل لــه: ويكــون ذلــك يــا رســول اللــه،ــالمنكر ونهيتم عن ــرتم بـ ــف بكم إذا أمـ ــك، كيـ ــر من ذلـ ــال: نعم وشـ فقـ المعروف، فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلــك، قــال: نعم وشــر من ذلــك،

.(5)كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا ال تزال أمتي بخير ما أمروا إنه قال: ،وعن النبي )صلى الله عليه وآله(

بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلــوا ذلــك نــزعت ولم يكن لهم ناصــر في األرض،منهم البركــات، وســلط بعضــهم على بعض

.(6)وال في السماء

.110 سورة آل عمران: ?()1.71 سورة التوبة: ?()2.41 سورة الحج: ?()34()?. 5()?. 6()?.

168

ال تــتركوا األمــر بــالمعروفوعن علي )عليــه الصــالة والســالم( قــال: .(1) فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فال يستجاب لكم،والنهي عن المنكر

لتــأمرن قال: ، عن الرضا )عليه الصالة والسالم(،وعن محمد بن عرفةــاركم بالمعروف ولتنهين عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خي

. (2)فال يستجاب لهم إذا أمــتي تــواكلت األمــروعن النبي )صلى الله عليه وآله( كان يقــول:

. (3)بالمعروف والنهي عن المنكر فيأذنوا بوقاع من الله فبــدأ اللـه بــاألمروعن أمــير المؤمــنين )عليــه الصـالة والسـالم( قــال:

لعلمــه بأنهــا إذا أديت وأقيمت،بــالمعروف والنهي عن المنكــر فريضــة منه الفرائض كلها هينهــا وصــعبها، وذلــك أن األمــر بــالمعروف والنهياستقامت

عن المنكر منهاج اإلسالم مــع رد الظــالم ومخالفــة الظــالم وقســمة الفيء. (4)والغنائم وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها

أوحى الله إلى شعيب النبي )عليهوعن الباقر )عليه الصالة والسالم(: ــا من شــرارهم ــف، أربعين ألف ــة أل ،الســالم(: إني لمعــذب من قومــك مائ وستين ألفــا من خيــارهم، فقــال: يــا رب هــؤالء األشــرار فمــا بــال األخيــار،ــبوا ــي ولم يغض ــل المعاص ــوا أه ــه: إنهم داهن ــل إلي ــز وج ــه ع ــأوحى الل ف

. (5)لغضبي يكونوعن أبي جعفر الباقر )عليه الصالة والسالم( كما في خبر جابر:

حـدثاء،في آخر الزمان قوم يتبـع فيهم قـوم مـرؤون يتقـرؤون ويتمسـكون ال يوجبون األمر بالمعروف وال النهي عن المنكر إال إذا ،سفهاء

1()?. .50 مشكاة األنوار: ص?()23()?. 4()?. 5()?.

169

يطلبون ألنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زالت العلمــاء،أمنوا الضرر وفســاد علمهم، يقبلــون على الصــالة والصــيام ومــا ال يكلمهم في نفس وال

ولو أضرت الصالة وسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضــوها كمــا،مالــر ــالمعروف والنهي عن المنك ــر ب ــرائض وأشــرفها، إن األم رفضــوا أتم الف فريضة عظيمة بها تقــام الفــرائض، هنالــك يتم غضــب اللــه عليهم، فيعمهم بعقابــه، فيهلــك األبــرار في دار الفجــار، والصــغار في دار الكبــار، إن األمــر

ومنهـــاجعليهم الســـالم( بـــالمعروف والنهي عن المنكـــر ســـبيل األنبيـــاء ) الصــالحين، فريضــة عظميــة بهــا تقــام الفــرائض، وتــأمن المــذاهب، وتحــل المكاسب، وترد المظــالم، وتعمــر األرض، وينتصــف من األعــداء، ويســتقيم

وصــكوا بهــا جبــاههم وال تخــافوا، فأنكروا بقلوبكم وألفظوا بألسـنتكم،األمر إنمــافي الله لومة الئم، فإن اتعظــوا وإلى الحــق رجعــوا فال ســبيل عليهم

السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في األرض بغير الحق أولئك لهم ، هنالك فجاهدوهم بأبدانكم، وأبغضوهم بقلوبكم، غير طــالبين(1)عذاب أليم

حتى يفيئوا إلى أمر اللــه،،سلطانا، وال باغين ماال، وال مريدين بالظلم ظفرا.(2)ويمضوا على طاعته

وفي )نهج البالغة(: قال الراوي سمعت عليا )عليه الســالم( يقــول يــوملقينا أهل الشام: أيهــا المؤمنــون، إنــه من رأى عــدوانا يعمــل بــه، ومنكــرا

يدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبــرئ، ومن أنكــره بلســانه فقــد أجــروه أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمــة اللــه هي العليــا وكلمــة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق،

. (3)ونور في قلبه اليقين فذلك ،فمنهم المنكر للمنكر بيده ولسانه وقلبهوفي )نهج البالغة(:

.42 سورة الشورى: ?()12()?. 3()?.

170

المستكمل لخصال الخــير، ومنهم المنكــر بلســانه وقلبــه والتــارك بيــده فذلك متمسك بخصــلتين من خصــال الخــير ومضــيع خصــلة، ومنهم المنكــر بقلبه والتارك بيده ولسانه فـذلك الـذي ضـيع أشـرف الخصـلتين من الثالث وتمسك بواحدة، ومنهم تارك إلنكار المنكر بلسانه وقلبــه ويــده فــذلك ميت األحياء، وما أعمال البر كلها والجهاد في ســبيل اللــه عنــد األمــر بــالمعروف

المنكر إال كنفثة في بحر لجي، وإن األمر بالمعروف والنهي عنوالنهي عن وال ينقصان من رزق، وأفضل من ذلك كله كلمــة، ال يقربان من أجلالمنكر

. (1)عدل عند إمام جائرــه الصــالة والســالم(: ــذنبوعن علي )علي ــه ال يعــذب العامــة ب إن الل

بالمنكر سرا من غير أن تعلم العامة، فإذا عملتإذا عملت الخاصة الخاصة ــة من الخاصة بالمنكر جهارا فلم تغير ذلك العامة استوجب الفريقان العقوب

، قال: الله عز وجل وال يحضرن أحدكم رجال يضــربه ســلطان جــائر ظلمــا ألن نصــرته على المــؤمن،وعــدونا، وال مقتــوال وال مظلومــا، إذا لم ينصــره

، والعافيــة أوســع مــا تلزمــك الحجــة الظــاهرة،فريضة واجبة إذا هو حضره ولما جعل التفضل في بــني إســرائيل جعــل الرجــل منهم يــرى أخــاهقال:

على الذنب فينهاه ال ينتهي فال يمنعه ذلك أن يكون أكيله وجليســه وشــريبه ونـزل فيهم القـرآن حيث،حتى ضرب الله عـز وجـل قلـوب بعضـهم ببعض

ى ابن﴿يقول: رائيل على لســان داو[د و عيســ ــني إســ وا من ب ذين كفر[ [عن ال لــد[ون [وا يعت ـوه[* مريم ذلك بما عصوا و كان ـ[ ــر فعل [وا ال يتنــاهون عن م[نك ﴾كــان

(2)(3) . مــا أقــر قــال: ، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(،وعن محمد بن سنان

قوم بالمنكر بين ظهرهم ال يغيرونه إال أوشك أن يعمهم الله بعقاب

1()?. .79 ـ 78 سورة المائدة: ?()23()?.

171

. (1)من عنده قال: قال أمير المؤمــنين )عليــه الســالم(:،وعن الصادق )عليه السالم(

( أمرنا رسول الله )أن نلقي أهــل المعاصــي بوجــوهصلى اللــه عليــه وآلــه . (2)مكفهرة

أدنى اإلنكار أن تلقى أهلوقال أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم(: .(3)بوجوه مكفهرةصي المعا

ــيرة ــارث بن المغ ــه الصــالة،وعن الح ــه )علي ــد الل ــو عب ــال أب ــال: ق ق والســالم(: آلخــذن الــبريء منكم بــذنب الســقيم، ولم ال أفعــل ويبلغكم عن

فيمــر بكم المــار،الرجــل مــا يشــينكم ويشــينني فتجالســونهم وتحــدثونهم فيقول: هؤالء شر من هذا، فلو أنكم إذا بلغكم عنه مــا تكرهونــه زبرتمــوهم

. (4)ونهيتموهم كان أبر بكم وبي ألحملن ذنــوبوفي روايــة أخــرى عن الصــادق )عليــه الســالم( قــال:

.سفهائكم على علمائكم مــا يمنعكم إذا بلغكم عن الرجــل منكم مــا تكرهــون ومــاإلى أن قال:

، قلت:يدخل علينا به األذى أن تأتوه فتأنبوه وتعذلوه وتقولوا له قــوال بليغــا. (5)اهجروهم واجتنبوا مجالسهمجعلت فداك إذا ال يقلبون منا، قال:

وفي رواية أخرى عنه )عليه الصالة والســالم( قــال لقــوم من أصــحابه:إنه قد حق لي أن آخذ البريء منكم بالسقيم، وكيف ال يحق لي ذلــك وأنتم

يبلغكم عن الرجــل منكم القــبيح فال تنكــرون عليــه وال تهجرونــه وال تؤذونــه. (6)حتى يترك

لــو أنكم إذا بلغكم عن الرجــلوقال )عليه السالم( في كلمة ثالثة لــه: شيء تمشيتم فقلتم: يا هذا إما أن تعتزلنا وتجتنبنا وإما أن تكف

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?.

172

. (1)فإن فعل وإال فاجتنبوهعن هذا، إلى غيرها من الروايات الكثيرة جدا.

يرة العملية(())الس عن أبي جعفــر )عليــه،أمــا القســم الثــاني: ففي خــبر ســعد اإلســكافي

،مر النبي )صلى الله عليه وآله( في سوق المدينة بالطعــام قال: ،السالم( فأوحى اللــه عــز،فقال لصاحبه: ما أرى طعامك إال طيبا، وسأله عن سعره

وجــل إليــه أن يــدس يــده في الطعــام، ففعــل فــأخرج طعامــا رديئــا، فقــال. (2)لصاحبه: ما أراك إال جمعت خيانة وغشا للمسلمين

وقد أمر أمير المؤمنين )عليه الصــالة والســالم( مالكــا بمنــع التجــار من.(3) ومعاقبة من قارف الحكرة بعد نهيه،االحتكار

رفاعة قاضيه على األهواز بــالنهي عن االحتكــار،عليه السالم( كما أمر ). (4)وأنه من ركبه فأوجعه وعاقبه بإظهار ما احتكر

قــالت: رأيت أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( في،وعن حبابــة الوالبية شرطة الخميس ومعه درة لها سبابتان يضرب بها بياع الجــري والمارمــاهي

. (5)والزمار كــان أمــير المؤمــنين عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال: ،وعن جابر

)عليه السالم( عندكم بالكوفة يغتدى كل يوم بكرة من القصر، فيطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على عاتقه، وكان له طرفان وكانت تسمى السبيبة، فيقف على أهل كل سوق فينادي: يــا معشــر التجــار اتقــوا الله، فإذا ســمعوا صــوته ألقــوا مــا بأيــديهم وأرعــوا إليــه بقلــوبهم وســمعوا بــآذانهم، فيقــول: قــدموا االســتخارة، وتــبركوا بالســهولة، واقــتربوا من

المبتاعين، وتزينوا بالحلم، وتناهوا عن

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

173

وتجــافوا عن الظلم، وأنصــفوا المظلــومين، وال،اليمين، وجانبوا الكــذبياءه[م و ال﴿ ،تقربــوا الربا اس أشــ وا الن ــل و المــيزان و ال تبخســ[ ــأوف[وا الكي ف

[فسد[وا في األرض ، فيطوف في جميع أســواق الكوفــة،ثم يرجــع فيقعــد(1)﴾ت. (2)للناس

ــاوعن أبي سعيد، قال: كان علي )عليه السالم( يأتي السوق فيقول: ي وإياكم والحلف، فإنه يمسك السلعة ويمحق البركــة،،أهل السوق اتقوا الله

ــام فإن التاجر فاجر إال من أخذ الحق وأعطاه، السالم عليكم، ثم يمكث األي. (3)ثم يأتي فيقول مثل مقالته

إنــه كــان يمشــي في عن علي )عليــه الســالم(: ،وفي روايــة الــدعائم األسواق وبيــده درة يضــرب بهــا من وجــد من مطفــف أو غــاش في تجــارة

. (4)المسلمين قلت له يوما: أنا أكفيك هذا يا أمير المؤمــنين واجلس في،وقال األصبغ

: ما نصحتني يا أصبغ، وكان يركب بغلة رسول اللهعليه السالم(بيتك، قال ) )صلى الله عليه وآله( الشــهباء ويطــوف في األســواق ســوقا ســوقا، فــأتى

ال تعجلــوا األنفس قبــل أن،يوما طاق اللحامين فقال: يــا معشــر القصــابين ارين فقــال: أظهــروا فيــتزهــق، وإيــاكم والنفخ في اللحم، ثم أتى إلى التم

رديئي بيعكم ما تظهــرون من جيــده، ثم أتى الســماكين فقــال: ال تــبيعوا إال طيبا وإياكم وما طفى، ثم أتى الكناسة وفيها من أنواع التجــارة من نخــاس

فنــادى بــأعلى صــوت: يــا معشــر،وقماط وبائع إبل وصيرفي وبزار وخيــاط وكفــوا، فشوبوا أيمانكم بالصدقة،التجار إن أسواقكم هذه تحضرها األيمان

. (5)عن الحلف، فإن الله تبارك وتعالى ال يقدس من حلف باسمه كاذبا

.85 سورة األعراف: ?()12()?. 3()?. 4()?. 5()?.

174

إن أميرالمؤمنين )عليه السالم( أتيوعن أبي عبد الله )عليه السالم(: . (1) وثم زوجه من بيت المال،برجل عبث بذكره فضرب يده حتى احمرت

. (2)عبث بذكره حتى أنزلوفي رواية أخرى: ألقىعليــه الســالم( ن أمــير المؤمــنين )إوعن الصادق )عليه السالم(:

والجور، فقال: أما إنها حكومة،صبيان الكتاب ألواحهم بين يديه ليخير بينهم أبلغوا معلمكم إن ضــربكم فــوق ثالث ضــربات في،فيها كالجور في الحكم

. (3)األدب اقتص منه إن رجال قــال لــه: إن هــذا يــزعم أنــه احتلم،وعن علي )عليــه الســالم(

ــك فقال )عليه السالم(: ،بأمي إن الحكم بمنزلة الظل، فإن شئت جلدت ل. (4)لكني أؤدبه ألن ال يعود يؤذي المسلمين، ثم قال: ظله

1()?. 2()?. 3()?. 4()?.

175

زماننا(( في الحدود إجراء دم))ع ذكرنــا في كتــابي )الممارســة( و)الحقــوق( من الفقــه: أن)مســألة(:

الدولة اإلسالمية العالمية يحق لها إجراء الحدود والتعزيــرات لــدي تطبيقهــااإلسالم كامال.

وعدم تطبيق علي )عليه الصالة والســالم( الحــد على الالئــط والســارق بــل وعلى،الوســائل وغيرهافي والزانيــة في الكوفــة في قضــايا مــذكورة

كان من جهة عــدم تطــبيق اإلســالم قبــل مجيئــه )عليــه،غيرهم في الجملة الصالة والسالم( إلى الكوفة، لما كــان من الفوضــى الــتي كــانت تحكم بالد

اإلسالم قبل حكمه، مما هو مذكور في التواريخ.ــار لمــا لم يحــترق، ومن ــذي أراد إحراقــه بالن ــط ال فقــد عفــا عن الالئ المعلوم أن عدم االحتراق إعجازيا ال يرفع الحكم الشــرعي لــو كــان واجبــا،

بل كان عليه )عليه السالم( أن يضرب عنقه أو ما أشبه ذلك من الحدود. كما أنه عفا عن سارق لحفظه سورة البقــرة، وعن زانيــة حيث زوجهــا، بل عن تلك المرأة التي اشتكت زوجهــا عنــده بعــد أن كــان أمــرا دائــرا بين

أو الكذب فالحد عليها. وعفا )عليه السالم( عمن،الصدق فالحد على الزوجهرب إلى معاوية ثم أتاه يريد زوجة إلى غير ذلك.

ــاعليه السالم( أو يحمل كل ذلك وغيرها على حق اإلمام ) في العفو مم لم نستبعده في )الفقه( مطلقا، خالفا للمشهور الذين يقولــون بأنــه ال حــق

لإلمام في العفو إال في بعض الموارد. حيث ذكرناهــا في ذينــك،وعلى أي حال ففي سائر األدلة كفاية للمقــام

الكتابين. وليس معنى عدم الحدود والتعزيــرات في صــورة عــدم تطــبيق الدولــة

أن الحاكم اإلسالمي يترك التأديب أيضا، فــالزاني،اإلسالمية أحكام اإلسالم ونحوه يؤدب، وإن لم يجر عليه الحد ونحــوه، ألن ال يلــزم الفوضــى والهــرج ،والمرج والتعدي على أموال الناس ودمــائهم وأعراضــهم وانفصــام النظــام

كما ذكرنا مثله في الشكاية عند الحكومية

176

الجائرة على فاعل المنكرات، مع أنها ال تطبق أحكام اإلسالم. بتــوفر الحريــات للنــاس،والمراد بطبيق اإلسالم كون األجــواء إســالمية

وسهولة وصول الناس إلى حوائجهم الضرورية إمــا،وعدم تفشي المنكراتبأنفسهم أو بمعونة بيت المال والحكومة.

وهل من الكافي أن يقال للسارق: عليك أن تعيش في فقر مــذقع وهــوــع،ال يقدر على لقمة العيش ألن الحكومة تمنعه عن ذلك، وإذا سرقت تقط

وإذا،يدك، أو للشاب الشبق: احفظ جنسك وهو ال يقدر على الزواج إطالقا فعلت جلدناك الحد الكامل، أو لمعاقر الخمر: ال تشرب والحال أن في بلده

ألوف الحانات وعشرات األلوف من المعاقرين يوميا.[فسد[وا في األرض بعد إصالحها﴿قال سبحانه: . (1)﴾وال ت[د[وا رب هذا البيت وقال تعالى: ــوع وآمنه[م* ﴿فليعب الذي أطعمه[م من ج[

.. فبعد األمن والشبع يأتي دور الواجب الذي هو العبادة(2)﴾من خوف[ه[م﴿وقال سبحانه: ت ــه[ ح[ج [جيب ل ه من بعد ما است [حاجون في الل ذين ي وال

. (3)﴾داحضةإلى ذلك مما ذكرناه في الكاتبين.

إشكال وجواب(()) ال يقال: إذا كان فاعل المحرمات مضطرا فال وجــه للتــأديب أيضــا، إذ ال

حرام مع االضطرار. ألنه يقال: هناك ثالثة أمور:

األول: الجو اإلسالمي الكامل، وهنا الحدود والتعزيرات. الثاني: االضطرار، وهنا ال شيء من العقوبات إطالقا.

.85، و56 سورة األعراف: ?()1.4 ـ 3 سورة قريش: ?()2.16 سورة الشورى: ?()3

177

والثالث: أمر متوسط بين األمرين، وهنا تأديب ال حد. أما األوالن فواضح، وأما الثالث فهو في ما ليس الجــو إســالميا بحتــا وال

كما مثلنا من تفشي الخمور والقمار والفجــور ومــا أشــبه أو،اضطرارا بحتا نحو ذلك، فإن الجمـع بين الـدليلين يقتضـي التـأديب ال الـترك المطلـق، والــة مقتض الحد المطلق، فإن دليل عدم الفوضى ونحوه وعدم الحدود الكامل

لما ذكرناه.

أجواء الصالحة أوال(())ال فإذا كانت التجارة والرزاعة والصناعة وحيازة المباحــات،وعلى أي حال

وســائر األمــور حــرة كمــا منحهــا،وبناء الــدور في األراضــي الممــات مجانــا اإلسالم، وذكرنا بعضها في كتاب )الصياغة( وغيرها، عمــل كــل إنســان عمال يعطيه الرزق وبــنى دارا يتمكن من السـكنى فيهــا وتمكن من الـتزويج، فلم يحتج إنسان من المال لشبعه أو سكناه حتى يبرر االحتياج سرقته، ولم يزن

وإلى غير ذلك، فحــق أن يجــرى،من الفقر الموجب لعدم تمكنه من الزواجعليه الحد.

وكذلك حال عدم تفشي المنكرات حيث األدلة منصرفة عن هــذا الجــو، فهل يحد الحاكم اإلسالمي كل يوم عشرة آالف إنسان ألنهم شربوا الخمــر مثال، ولنفـرض إمكـان ذلـك بمجيء الدولـة اإلسـالمية قبــل إمكانهـا تصـفية

.الحانات فلــو خــاف،وكذلك حال سهولة وصول الناس إلى حــوائجهم الضــرورية

فلم يتمكنـوا من، لحرب أو عــدو أو مــا أشـبه،الناس من الخروج عن الدور الكسب ونحوه مما سبب انسداد حاجــاتهم الــتي هي من شــؤونهم، وإن لم يبلغــوا حــد االضــطرار، ولم يكن هنــاك بيت مــال يســاعدهم إلى حــوائجهم

أو االنصــراف وغــيره،الضــرورية، فهــل جعلت الحــدود في مثــل هــذا الجويقتضي عدم إجراء الحدود.

وقد ذكرنا مثل هذا الدليل في )الفقــه( في عــدم جريــان أحكم االرتــدادفيما إذا أصاب

178

كمــا حــدث في زماننــا في فتنــة،المسلمين فتنة فارتد كثير من النــاس الشيوعيين مما جرفت األلوف من الشباب والشابات، ولــذا لم يجــر اإلمــام )عليه الصالة والسالم( حكم االرتداد على أهالي نهــروان وغــيرهم، مــع أنــه

،(1 )كفــرة)عليـه السـالم( ن محـاربي علي إورد عنه )صلى الله عليه وآله(: وأقله أن كانوا مرتدين.

التعزيــز على الفــارين عنصــلى اللــه عليــه وآلــه( ولم يجــر الرســول )الزحف في جملة من حروبه.

.وفي )نهج البالغة(: إنها فتنة وليس بردة وإال فالفتوى لها مقام آخر.،وما ذكرناه إنما هو حسب الصناعة الفقهية

ط إجراء الحدود(())من شرو ،ثم اذا فرضت الدولة اإلســالمية الصــحيحة الــتي طبقت اإلســالم كــامال

ــفية،،وإن لم يكن بدقة ــة الفلسـ ــة ال الدقـ ــة إلى العرفيـ ــراف األدلـ النصـوالحاصل تحقق المالك الذي ذكرناه إلجراء الحدود فهنا أمران:

ــر، األول: موازين النهي عن المنكر، وذلك يالزم عدم انقالع فاعل المنكألنه إذا انقلع فال نهي.

والتعزيــزات، وحينئــذ بين إجــراء الحــدود وبيندود والثاني: مــوازين الحــ االنقالع عمـــوم مطلـــق، إذ من الممكن شـــرعا إجـــراء الحـــدود وإن تـــاب

وذلك ألمرين: ،المرتكب ولذا جرت ســيرة عقالء العــالم على ذلــك، فمن،األول: وبال ما ارتكب

سرق أو قتل عمدا أو ما أشبه سجنوه أو قتلوه أو غرموه وإن تاب، وإطالق هذا باإلضافة إلى أنـه تطويــق للجريمـة حــتى ال،األلة الشرعية أيضا يشمله

يجرم نفس المجرم مرة ثانية. د بهم من خلفه[م لعبرة غيره، قال سبحانه: :يالثان ﴾فشر ﴿(2) .

د وإطالقاته(())الحثم للحد ثالث إطالقات:

راجع .?()1.57 سورة األنفال: ?()2

179

ــا أشــبه، وفي، وللحج حد،األول: معناه اللغوي، ولذا كان للصالة حد وم ، كما ذكرنــا روايتــه في( 1)لكل شيء حد حتى شرب الماءبعض الروايات:

)الفقه( كتاب )اآلداب والسنن(. األعم من العقوبات المقدرة، كحد الزنا وشرب،والثاني: معناه التأديبي

الخمر، وغير المقدرة كحد كل معصية لم يقدر عقابها في الشرع، بل أوكلإلى نظر الحاكم الشرعي.

والثالث: معناه االصطالحي الذي هو في قبال التعزيز.

إقامة الدولة اإلسالمية(())التخوف من وبعد كل ذلك ربما يخاف بعض الناس من قيام الدولة اإلســالمية لشــدة

والظاهر أنهم إنمــا يخــافون لمقايســة بالد اإلســالم في أيــام،العقوبات فيها األمويين والعباسيين والعثمانيين ومن إليهم ببالد الغرب في الحال الحاضـر، حيث احترام اإلنسان في الثانية باستثناء السجن والغرامة المالية وحرمــان بعض الحقوق لبعض الجرائم، بينما كان انتهــاك الحقــوق في األولى بالقتــل وبــتر األطــراف والتعــذيب ونهب األمــوال واالســتيالء على أعــراض النــاس

واللعب بمقدراتهم. لكن هذا القياس غير صحيح، فإن الكالم في الدولة اإلسالمية الصــحيحة التي تطبق اإلسالم كزمان الرسول )صلى اللــه عليــه وآلــه( قياســا بالــدول الغربية في الحال الحاضر، ال ما سميت بالدولة اإلسالمية، فإن هذا القياس

غير تام. فإذا مدح إنسان في القرون الوسطى مثال الديمقراطيــة لم يكن معنــاه ما يطبقه الحاكم باسم الديمقراطية، بل معناه الديمقراطية الصحيحة، فلم يكن لشخص الحق في أن يقول: إني أخاف من الديمقراطية ألن ما يطبقه

هذا الحاكم المدعي للديمقراطية باطل. أتى مثلــهوالحاصــل أن الكالم في الكلي ال في التطــبيق الخــاطئ، وإال

في الدیمقراطية أيضا.

1()?. 180

وإنسانية العقوبــات،ال يقال: إنا نرى شدة الحدود والتعزيرات اإلسالميةالديمقراطية الغربية.

ألنه يقال: ــز في ــل التعزي أوال: التعزيز ليس جلدا فقط كما سيأتي، فال شدة هنا، ب اإلسالم أقرب إلى العقل من السجن والتغريم فقط، ألن األمر يحتاج أحيانا إلى الشدة، وكمــا أن الشــدة مطلقــا غــير صــحيح عنــد العقالء كــذلك اللين

مطلقا كذلك. وثانيا: الحد بقانون األهم والمهم يخفف أو يسقط. وثالثا: لإلمام الحق في إسقاطه مطلقا أو تخفيفه.

.ورابعا: يحق لصاحب الحد كالقصاص العفو أو تبدله بالدية وخامسا: يلزم في الحــد تــوفر الشــروط الصــعبة ممــا يقلــل منــه تقليال ،يوجب إلحاقه بالنوادر، مثال يشترط في حد السرقة خمس وأربعون شرطا كما ذكرناه في كتاب )الممارسة(، وفي حد الزنا واللواط رؤية أربعة عدول

كالميل في المكحلة، أو إقرار أربع مرات، مع توفر الشروط في اإلقرار. ،وبعد كل ذلك فهــل يبقى الحــد إال بســبب إرهــاب الطغــاة والمجــرمين

في الدولة اإلسالمية الصحيحة، كما يجد اإلنســان تلــك النــدرةوجوده لندرة ومثل هذه الندرة ليس،في زمان حكومة رسول الله )صلى الله عليه وآله(

حيث ال،مبعثا للقلق والخوف إطالقا، بل عــدم الحــد مبعث للخــوف والقلق يأمن اإلنسان على ماله وعرضه ونفسه، كما نجــد ذلــك الخــوف في أوروبــا

ــة،والواليات المتحدة األمريكية وقد ذكروا جملة من ذلــك في الكتب المعنيبهذا الشأن.

181

وسادسا: بعد ذلك كله يأتي دور المقابلــة بين نظــام الغــرب حيث عــدم وبين نظــام اإلســالم بالحريــات الكثــيرة، أو،الشدة مقرونــا بعــدم الحريــات

الشدة في الجملة في أسوأ المخالفات، وقد ذكرنــا في كتــاب )الممارســة( و)الحقوق( وغيرهما أن الفوضى في الجنس وإباحة الخمــر في الغــرب من

ررت قانونــا على حســاب ســالمة العائلــة[ــمآسي الغرب ال محاسنه، ألنهــا ق وصحة البــدن وإمكــان الــزواج، فــإن تلــك الفوضــى أورثت تشــتت العوائــل

ة الهائلـة الكثــيرة، وحرمــان الشـباب عن دفءيوتبعثرها، واألمراض الجنســـا العائلــة حيث العزوبــة والعنس. فال يقــال: أصــل جعــل العقوبــة على الزن واللواط والسحق شدة ال معنى لها بعــد رضــا الطــرفين بهــا، وكــذلك جعــل

العقوبة على معاقرة الخمر.

زير لكل عاص(())هل التع ثم المشــهور بين الفقهــاء أن كــل مــرتكب لمحــرم وتــارك واجب عليــه التعزيز، لكن ربما لم يكن ظاهر كالمهم الوجوب مطلقــا، بــل فيمــا إذا بقي إصــرار من الفاعــل أو التــارك، وإال فــإن انقلــع بنفســه ممــا لم يكن هنــاك

وهذا أقرب.،شرائط األمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يكن تعزيز مثال قال الشيخ في المبسوط: )إذا فعل إنسان ما يســتحق بــه التعزيــز مثل أن قبل إمراة حراما أو أتاها فيما دون الفــرج أو أتى غالمــا بين فخذيــه

فلإلمــام، أو ضرب إنســانا أو شــتمه بغــير حق، ألن عندنا ذلك لواط،عندهم تأديبه، فإن رأى أن يوبخــه على ذلــك ويبكتــه دو يحبســه فعــل، وإن رأى أن يعزره فيضربه ضربا ال يبلغ به الحدود وإنها أربعون جلــدة فعــل، فــإذا فعــل

وإن تلف منه كان مضمونا عند قوم، وقال قوم: إن،سلم منه فال كالمإن فعلم اإلمام أنه ال يردعه إال التعزيز وجب عليه أن

182

إن شــاء عــزره وإن،يعزره، وإن رأى أنه يرتدع بغيره كان التعزيــز إليه شاء تركه، فإن فعل ذلك فال ضمان على اإلمام، سواء عــزره تعزيــرا واجبــا

أو مباحا، وهو الذي يقتضيه مذهبنا(. فإن ظــاهره إن ذلـك لإلمــام، ال أنــه واجب أولي ويسـتثنى منهـا صــورة

العدم. وقال العالمة في القواعد: )وكــل من فعــل محرمــا أو تــرك واجبــا كــان لإلمام تعزيره بما ال يبلغ الحد، لكن بما يراه اإلمــام، وال يبلــغ حــد الحــر في

وال حد العبد في العبد(. ،الحرــه،فإن ظاهر قوله )رحمه الله(: لإلمام أن ذلك مفوض إلى اإلمــام ال أن

واجب عليه. وفي )كشف اللثام( في شرح عبارة )القواعد( قال: )ثم وجوب التعزير في كل محرم من فعل أو ترك إن لم ينتــه بــالنهي والتــوبيخ ونحوهمــا فهــو

لوجوب إنكار المنكر، وأما إن انتهى بما دون الضرب فال دليل إال في،ظاهر مواضع مخصوصة ورد النص فيها بالتأديب أو التعزير، ويمكن تعميم التعزير

في كالمه وكالم غيره لما دون الضرب من مراتب اإلنكار( انتهى. مثال: قال الشــيخ في الخالف أيضــا:،وكثير من عباراتهم تؤيد ما ذكرناه

)التعزيز إلى اإلمام بال خالف، إال أنه إذا علم أنه ال يردعه إال التعزير لم يجز له تركه، وإن علم أن غــيره يقــوم مقامــه من الكالم والتعــنيف كــان لــه أن

يعدل إليه، ويجوز له تعزير، وبه قال أبو حنيفة،

183

وقال الشافعي: هو بالخيار في جميع األحوال(. إلى غير ذلك من عباراتهم.

حيث قال: )قد يقال: باختصــاص،وفي الجواهر خصص الوجوب بالكبائر التعزير بالكبائر دون الصغائر ممن كان يجتنب الكبائر، فإنها حينئذ مكفرة ال

. أما إذا لم يكن مجتنبا لها فال يبعد التعزير لها أيضا(،شيء عليها

أدلة المشهور وضعفها(()) ،أما استدالل المشهور على لزوم التعزير في كل منكر لم يــرد فيــه حد

فجملة من الروايات غير الدالة على ذلك، مثل: قــال: قــال رســول، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(،ما رواه ابن رباط

الله )صلى الله عليه وآله(: وجعــل،إنا الله عز وجل جعل لكل شــيء حــدا . (1)على من تعدى حدا من حدود الله عز وجل حدا

من رأى منكم منكــرا فلينكــروقول العسكري )عليه الصالة والسالم(: . (2)بيده إن استطاع

ــيف عن علي )عليه الصالة والسالم(: ،وخبر أبي ليلى ومن أنكره بالس لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الــذي أصــاب ســبيل

. (3)الهدى ما جعل الله عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: ،وعن يحيى الطويل،بسط اللسان وكف اليد . (4) ولكن جعلهما يبسطان معا ويكفان معا

،فــأنكروا بقلــوبكموعن أبي جعفر )عليه الصالة والسالم( في حــديث: . (5) وصكوا بها جباههم،والفظوا بألسنتكم

وإلى غيرها من أشباه هذه الروايات، مضافا إلى ما ادعاه بعضهم

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?.

184

ــك، من وجود سيرة النبي وأمير المؤمنين )صلوات الله عليهما( على ذل بل في الجواهر عنــد قــول الشــرائع: )كــل من فعــل محرمــا أو تــرك واجبــا

وتقديره إلى اإلمام وال يبلغ به حد الحر في،فلإلمام تعزيره بما ال يبلغ الحد الحر وال حد العبد في العبد( قال بعد هذا الكالم: )ال خالف وال إشــكال نصــا

وفتوى(. :وال يخفى عدم الداللة في الروايات المذكورة

.فالرواية األولى غير دالة على الحد بمعناه االصطالحيفال داللة له على المقام.المنكر وخبر العسكري في إنكار

ــه ال إنكــار وخبر أمير المؤمنين )عليه السالم( ليس في مورد النزاع، ألنبالسيف في المحرمات التعزيرية.

وخبر الصادق )عليه السالم( يدل على التالزم في قبــال وجــود أحــدهمادون اآلخر، ال أن التالزم موجود مطلقا في كل مكان.

مجمــل ال داللــة لــه إطالقــا، إن لم نقــلعليــه الســالم( وخــبر البــاقر )بانصرافه إلى مصر المنكر.

والسيرة بالعكس، فهل عزر الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أو علي)عليه السالم( كل مرتكب محرم، بل الوارد منهما بعكس ذلك.

ال في )على( الــذي هــو،وال خالف الجــواهر في )الالم( الــذي نقــول بهمحل الكالم، حيث إن عبارة الشرائع: لإلمام كما عرفت.

عن أبي،وبذلك تــبين أنــه ال داللــة لمــا رواه عبــد الرحمــان بن الحجــاج[حي األرض بعد موتها﴿ في قول الله عز وجل: ،إبراهيم )عليه السالم( ،(1)﴾وي

ليس يحييها بــالقطر، ولكن يبعث اللــه رجــاال فيحيــون العــدل فتحــيىقال: األرض بإحياء العدل، وإلقامة الحــد للــه أنفــع في األرض من القطــر أربعين

فــالكالم في الصــغرى ال في،. فإن المراد إقامة الحــد في مــورده(2)صباحاالكبرى.

ومثل هذا الحديث أحاديث أخر.

.19 سورة الروم: ?()12()?.

185

إن اللــه قــدكما أنه ال داللة لقول رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(: ،جعل لكل شيء حدا .(1) وجعل لمن تعدى ذلك الحد حدا

وقول أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم( في حــديث قدســي يحكيــه صــلى اللــه عليــه وآلــه(عن الله سبحانه وتعالى: إن اللــه خــاطب رســوله )

يــا محمــد من عطــل حــدا من حــدودي فقــد عانــدني وطلب بــذلكبقولــه: . (2)مضادتي

ن في كتــابإ عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: ،وما رواه الحلبي علي )عليه السالم(: إنه كان يضرب بالسوط، وبنصف السوط، وببعضه في

ال يبطــل حــدا من حــدود اللــه،الحدود، وكإن إذا أتي بغالم وجارية لم يدركا أخــذ الســوط بيــده منيعز وجل، قيل له: وكيــف كــان يضــرب، قــال: كــان

وسطه أو من ثلثه ثم يضرب به على قدر أسنانهم، وال يبطل حدا من حدود. (3)الله عز وجل

ــل أن فإن من حدود الحد أن ذلك لإلمام حسب رؤيته المصلحة، فهو مث إن شــاء اإلطعــام أوة وحــد الكفــارة إلى من عليــه الكفــار،حد الصيام كــذا

ــو الصيام أو العتق، فهل يقال: إنه إذا فعل أحد الخيارات عطل الحد، حتى ل فرض داللة بعض الروايات، فإن الروايات األخر وسيرتهما )عليهما الســالم(

تبين المراد بتلك الروايات الدالة لو فرضت داللتها.

يات العفو وترك العقوبة(())روا ويدل على ما اخترناه، مع الغض عن عدم داللــة أدلــة المشــهور، جملــة

من اآليات والروايات، مثل: في، عن أبي الحســن الثــالث )عليــه الســالم(،مــا رواه تحــف العقــول

وأما الرجل الذي اعــترف بــاللواط، فإنــه لم يقم عليــه البينــة،حديث قال: يعــاقبأن وإنما تطوع باإلقرار بنفسه، وإذا كان لإلمام الذي كــان من اللــه

عن الله كان له أن يمن

1()?. 2()?. 3()?.

186

ك﴿عن الله، أما سمعت قول الله عز وجل: [ن أو أمســ ــامن هذا عطاؤ[نا ف .(2)(1)﴾بغير حساب

ــه، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن السكوني قال: قال رسول الل عـزا، عليكم بـالعفو، فـإن العفـو ال يزيـد العبـد إال)صلى الله عليـه وآلـه(:

. (3)فتعافوا يعزكم الله الندامــة على العفــو قــال: ، عن أبي جعفر )عليه السالم(،وعن حمران

. (4)أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة إن رسول الله )صــلى قال: ، عن أبي جعفر )عليه السالم(،وعن زرارة

الله عليه وآله( أتي باليهودية الــتي ســمت الشــاة للنــبي )صــلى اللــه عليــه وآله( فقال لها: ما حملــك على مــا صــنعت، فقــالت: قلت: إن كــان نبيــا لم

وإن كان ملكا أرحت الناس منه، قال: فعفى رسول الله )صلى اللــه،يضره. (5)عليه وآله( عنها

إلى مالــك األشـتر لمــاعليه السالم( نهج البالغة( في كتاب علي )في )و وأشعر قلبك الرحمــة للرعيــة، والمحبــة لهم، واللطــف بهم، والواله مصر:

تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفــرط منهم الزلــل، وتعــرض لهم العلــل، ويــؤتي علىــذي تحب أن أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل ال يعطيك الله من عفو وصفحه، فإنك فوقهم، ووال األمر عليك فوقــك، واللــه

ــه الســالم(: ،فــوق من والك ــدمن على عفــو، وال إلى أن قــال )علي وال تن. (6)تبجحن بعقوبة

أقيلوا وفي )نهج البالغة( أيضا إنه )عليه الصالة والسالم( قال:

.39 سورة ص: ?()12()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?.

187

. (1)ذوى المروءات عثراتهم، فما منهم عاثر إال ويد الله بيده أولى الناس بالعفو أقــدرهموفيه أيضا إنه )عليه الصالة والسالم( قال:

. (2)على العقوبة وعن علي بن الحســين )عليــه الصــالة والســالم( في رســالة الحقــوق:

،وأما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضــعفهم وقوتــك فيجب أن تعدل فيهم، وتكــون لهم كالوالــد الــرحيم، وتغفــر لهم جهلهم، وال

. (3)تعاجلهم بالعقوبة، تشكر الله عز وجل على ما آتاك من القوة عليهم ثالثــة تجب علىوعن اإلمام الصادق )عليه الصالة والسالم( إنــه قــال:

السلطان للخاصة والعامة، مكافات المحسن باإلحسان ليزدادوا رغبــة فيــه، وتغمد ذنوب المسيء ليتبــوب ويرجــع عن غيــه، وتــألفهم جميعــا باإلحســان

. (4)واإلنصاف العفــو عنــد القــدرة من ســننوعنه )صلى اللــه عليــه وآلــه( إنــه قــال:

المرسلين والمتقين، وتفسير العفو أن ال تلزم صاحبك فيمــا أجــرم ظــاهرا، . (5)وتنسى من األصل ما أصبت منه باطنا، وتزيد على االختيارات إحسانا

يا علي ثالثةوقال )صلى الله عليه وآله( لعلي )عليه الصالة والسالم(: من مكارم الدنيا واآلخرة، أن تعفو عمن ظلمــك، وتصــل من قطعــك، وتلين

. (6)الكالموقد نظمه الشاعر بقوله:

مكارم األخالق في ثالثة منحصرة لين الكالم والسخا والعفو عند المقدرة

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. .93 ب423 ص68 بحار األنوار: ج?()56()?.

188

. (1)العفو زكاة القدرةوقال أميرالمؤمنين )عليه الصالة والسالم(: .(2)المبادرة إلى العفو من أخالق الكراموقال )عليه السالم(:

أقل العثرة، وادرأ الحد، وتجــاوز عمــا لموقال )عليه الصالة والسالم(: . (3)يصرح لك به

.(4)ظفر الكرام عفو وإحسانوقال )عليه السالم(: . (5)ظفر اللئام تجير وطغيانوقال )عليه السالم(: . (6)عند كمال القدرة تظهر فضيلة العفووقال )عليه السالم(: . (7)كفى للظفر شافعا للمذنبوقال )عليه السالم(: .(8)من عفا عن الجرائم فقد أخذ بجوامع الفضلوقال )عليه السالم(: .(9)تجاوز عن الزلل والعثرات ترفع لك الدرجاتوقال )عليه السالم(: ال تعاجــل الــذنب بالعقوبــة، واتــرك بينهمــا للعفــووقال )عليه السالم(:

. (10) تحرز به األجر والمثوبة،موضعا تسـتمتع بإخــائهم، والقهم،اقبــل أعــذار النــاسوقـال )عليــه السـالم(:

. (11)بالبشر تمت أضغانهم. (12)من الدين التجاوز عن الجرموقال )عليه السالم(: ،جاز بالحسنة وتجاوز عن السيئةوقال )عليه السالم(: ما لم يكن ثلمــا

. (13)في الدين، أو وهنا في سلطان اإلسالم

1()?. 2()?. 3()?. .8749 ح384 غرر الحكم ودرر الكلم: ص?()4.5592 ح261 غرر الحكم ودرر الكلم: ص?()56()?. 7()?. 8()?. 9()?.

10()?. 11()?. 12()?. 13()?.

189

. (1)ال يقابل مسيء قط بأفضل من العفو عنهوقال )عليه السالم(: رب ذنب مقــدار العقوبــة عليــه إعالم المــذنبوقــال )عليــه الســالم(:

. (2)به جمــال السياســة العــدل في اإلمــرة والعفــو عنــدوقال )عليه السالم(:

. (3)القدرة ، والعفــو مــع القــدرة،المروءة العدل في اإلمــرةوقال )عليه السالم(:

. (4)والمواساة في العشرةشر الناس من ال يعفو عن الزلة وال يستر العورةوقال )عليه السالم(:

(5) . أعرف الناس باللـه أعــذرهم للنـاس وإن لم يجـدوقال )عليه السالم(:

. (6)لهم عذرا .(7)شر الناس من ال يقبل العذر، وال يقيل الذنبوقال )عليه السالم(: قبول عذر المجرم من مواجب الكــرم ومحاســنوقال )عليه السالم(:

. (8)الشيم وال تعاجــلوعن الحســن بن علي )عليــه الصــالة والســالم( إنــه قــال:

. (9)الذنب بالعقوبة، واجعل بينهما لالعتذار طريقا وفي شــرح ابن الحديــد: إن عليــا )عليــه الصــالة والســالم( حاربــه أهــل

،البصرة وضربوا وجهه ووجوه أوالده بالسيوف، وشتموه ولعنوه

1()?. 2()?. 3()?. 4()?. 5()?. 6()?. 7()?. 8()?. 9()?.

190

فلما ظفر بهم رفع السيف عنهم، ونادى مناديه في أقطــار العســكر: أال ال يتبع مول، وال يجهز على جريح، وال يقتل مستأسر، ومن ألقى سالحه فهو آمن، ومن تحيز إلى عسكر اإلمــام فهــو آمن، ولم يأخــذ أثقــالهم، وال ســبي ذاريهم، وال غنم شيئا من أموالهم، ولو شاء أن يفعل كل ذلك لفعـل، ولكنـه

ل سنة رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( يــوميأبى إال الصفح والعفو، وتق. (1)فتح مكة، فإنه عفا واألحقاد لم تبرد واإلساءة لم تنس

بمعــنى أشــبهه، كمــا يقــال: تقيــل فالن أبــاه أي(2 )أقول: قوله: )تقيــل(أشبهه.

همــا الصــالةي كالحســن والحســين )عل،وكــذلك فعــل األئمــة الطــاهرون وغيرهما موارد للعفو مع تمكنهم من العقوبة حدا أو تعزيرا.(والسالم

))آيات في العفو وعدم العقوبة(( وكل ذلــك تبعــا للقــرآن الحكيم الــذي أمــر بــالعفو، فقــد قــال ســبحانه:

﴿ [ون واهج[ره[م هجرا جميال .(3)﴾واصبر على ما يق[ولــبحانه: ــال س [حبوق ه[ ي اس والل ــافين عن الن ــظ والع ــاظمين الغي ﴿والك

.(4)﴾الم[حسنينئة نحن[ أعلم[ بما يصف[ونوقال سبحانه: ي تي هي أحسن[ الس ﴾ادفع بال ﴿(5).

لع[ على خائنة منه[م إال قليال منه[م فاعف[ عنه[موقال تعالى: ﴿وال تزال[ تط[حب الم[حسنين ه ي .(6)﴾و اصفح إن الل

.(7)﴾فاصفح الصفح الجميل﴿وقال سبحانه: ﴾خ[ذ العفو وأم[ر بالع[رف وأعرض عن الجاهلينوقال تعالى: ﴿(8).

.23 ص1، وشرح نهج البالغة: ج107 ب145 ص41 انظر بحار األنوار: ج?()1 هذا بناء على نسخة )تقيل(، ولكن في أكثر النسخ: )تقبل( بالباء.?()2.10 سورة المزمل: ?()3.134 سورة آل عمران: ?()4.96 سورة المؤمنون: ?()5.13 سورة المائدة: ?()6.85 سورة الحجر: ?()7.199 سورة األعراف: ?()8

191

إلى غيرها من اآليات والروايات والسيرة الطاهرة. وبذلك يظهر ما يدل على حتمية العقوبة إما مطلقا أو في الجملة إلماع

إلى الحق، ال إلى عدم اختيار اإلمام.

إشكال وجواب(()) ال يقال: هنا ثالث طوائف من الروايــات: مــا يــدل على حتميــة العقوبــة، وما يدل على العفو، وما يفصل بين الحد فيلزم والتعزيــر فاالختيــار، وبهــذه

الثالثة تجمع بين اإلطالقين. ألنه يقال: قد عرفت أن في نفس الحد أيضا كان العفو، وبذلك ال يكون الجمع المذكور عرفيا، بل االختيار المطلق، وإنمــا العفــو في التعزيــر أولى، بينمــا العقوبــة في الحــد أولى، وبــذلك تســقط حجيــة الجملــة األخــيرة في

باإلضــافة إلى ضــعف ســنده عن بعض الصــادقين )عليهم،مرســل الــبرقيالسالم( قال:

:جاء رجل إلى أمير المؤمنين )عليه السالم( فأقر بالســرقة، فقــال لــه أتقرأ شيئا من القران، قال: نعم سورة البقره، قال: قد وهبت يدك لسورة البقرة، قال: فقال األشعث: أتعطل حدا من حدود الله، فقال: ما يدرك، مــا

وإذا أقــر الرجــل على نفســه،قــامت البينــة فليس لإلمــام أن يعفوإذا هــذا .(1)فذاك إلى اإلمام إن شاء عفا وإن شاء قطع

عن الصادق )عليه الصالة والسالم(. ،ونحوه خبر طلحة بن زيد أن تقوم الشهادة عليهبل ولذا قال المفيد في المقنعة: )من زنا وتاب ق

بالزنا درأت عنه التوبة الحد، فإن تاب بعد قيام الشــهادة عليــه كــان لإلمــامالخيار في العفو أو إقامة الحد عليه حسب ما يراه من المصلحة

1()? 192

في ذلك له وألهل اإلســالم، فــإن لم يتب لم يجــز العفــو عنــه في الحــد .(1)بحال(

وقال أبو الصالح الحلبي في الكافي: )فإن تــاب الــزاني أو الزانيــة قبــلــاب قيام البينة عليه وظهرت توبته وحمدت طريقته سقط عنه الحــد، وإن ت بعد قيام البينة فاإلمام العادل مخير بين العفو واإلقامــة، وليس ذلــك لغــيره

.(2)إال بإذنه، وتوبة المرء سرا أفضل من إقراره ليحد( وقالم ابن زهرة في الغنيــة: )وإن تــاب بعــد ثبــوت الزنــا عليــه فلإلمــام

.(3)العفو عنه وليس ذلك لغيره(

ة تعذيب المتهم(())حرم ثم إنه ال يجوز ضــرب المتهم وأذيتــه وتعزيــره وســجنه ومــا أشــبه ذلــك لكشف ما يحتمل أن يطلع عليه حتى يبينه للحــاكم، وبــذلك إجمــاع الفقهــاء

حسب ما يظهر من كلماتهم في الفقه. قــال رســول اللــه،وفي صحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(

إن أعتى الناس على اللــه عــز وجــل من قتــل غــير)صلى الله عليه وآله(: .(4)قاتله، ومن ضرب من لم يضربه

أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: ، عنوفي خــبر جــابر لــو أن رجال .(5)ضرب رجال سوطا لضربه الله سوطا من نار

قول: قال رسولي قال: سمعت الرضا )عليه السالم( ،وفي رواية الوشا لعن اللــه من قتــل غــير قاتلــه أو ضــرب غــيرالله )صلى الله عليــه وآلــه(:

.(6)ضاربه قال: قال، أبي عبد الله )عليه الصالة والسالم(، عنوفي خبر السكوني

إن أبغض الناس رسول الله )صلى الله عليه وآله(:

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? .3 ح274 ص7 الكافي: ج?()6

193

.(1)إلى عز وجل رجل جرد ظهر مسلم بغير حق ن أمــير المؤمــنينإ عن أبي عبد الله )عليه السالم(: ،وعن أبي البختري من أقر عند تجريد أو تخويف أو حبس أو تحديد فال حد)عليه السالم( قال:

.(2)عليه، عن جعفر،وعن إسحاق بن عمار عن أبيــه )عليهمــا الســالم(: إن عليــا

ــربال قطع على أحد يخو)عليه الصالة والسالم( كان يقول: وال،ف من ض .(3) وإن لم يعترف سقط عنه لمكان التخويف،تعنيفال قيد وال سجن و

أقول: قولــه )عليــه الصــالة والســالم(: )وإن لم يعــترف( أي لم يعــترفباختياره وإرادته، وإنما كان اعترافه كرها.

وعن سليمان بن خالد، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل هـل يجب عليــه القطـع،، فضــرب فجـاء بهــا بعينها،سرق سرقة فكابر عنها

نعم، ولكن لو اعترف ولم يجئ بالسرقة لم تقطــع يــده، ألن اعــترفقال: .(4)على عذاب

ــالم ــائم اإلس ــالم(: ،وعن دع ــه الس ــد على عن علي )علي ــر بح من أق .(5)تخويف أو حبس أو ضرب لم يجز ذلك عليه وال يحد

برجــل اتهم بســرقةأتي إنــه :وعن علي )عليــه الصــالة والســالم( أيضــا أظنه خاف عليه أن يكون إذا سأله تهيب بسؤاله فأقر بمــا لم يفعــل، فقــال

ــة،، قل ال إن شئت، فقال: ال،أسرقتله )عليه السالم(: ولم تكن عليه بين .(6)فخلى سبيله

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()?

194

ــات ــر بن محمد،وفي الجعفريـ ــنده إلى جعفـ ــده، عن أبيه، بسـ عن جـ )عليهم الصالة والسالم( أنه سأل عن الرجل يقر على نفســه بقتــل أو حــد،

رجـل قــود وال حــد بــإقرارعلى ال يجـوز فقال أبو عبد الله )عليه السـالم(: .(1)وتخويف، وال حبس، وال بضرب وال بقيد

ــد بن علي ــند زيـ ــده، عن أبيه،وفي مسـ ــالة، جـ عن علي )عليهم الصـ فســألها عمــر،،لما كان في واليــة عمــر أتي بــإمرأة حامل قال: ،والسالم(

فـاعترفت بـالفجور، فـأمر بهـا عمـر أن تـرجم، فلقيهـا علي بن أبي طـالب )عليهما السالم( فقال: ما بال هذه، قالوا: أمــر بهــا عمــر أن تــرجم، فردهــا علي )عليه السالم( فقال: أمرت بها أن ترجم، فقــال: نعم اعــترفت عنــدي بالفجور، فقال علي )عليه السالم(: هذا سلطانك عليها فمــا ســلطانك على ما في بطنها، قال: ما علمت أنها حبلى، قال أمير المؤمنين )عليه السالم(:ــك ــه الصــالة والســالم(: فلعل ــال )علي ــا، ثم ق إن لم تعلم فاســتبرئ رحمه انتهرتها أو أخفتها، قال: قــد كــان ذلــك، فقــال: أو مــا ســمعت رســول اللــه )صلى الله عليه وآله( يقول: ال حد على معترف بعد بالء، إنــه من قيــدت أو

لى عمــر ســبيلها، ثم قــال: عجــزتخحبست أو تهددت فال إقرار له، قال: ف .(2)النساء أن تلدن مثل علي بن أبي طالب، لوال علي لهلك عمر

ءات على رسول الله ص(())افترا وبذلك ظهر أن ما نسب إلى رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( من التعذيب باطل ال أساس له، وكأنه وضــعه بعض الوضــاعين لتصــحيح أعمــالــا إلى ــادیث تزلف ــاعلي األح ــاد ومن أشــبههما من ج ــاج وابن زي ــل الحج مث

األمراء، واستحوذا على المال الحرام. أنــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أتي،مثل مــا رواه ابن هشــام في ســيرته

بكنانة وكان

1()? 2()?

195

فسأله عنه فجحد أن يكــون يعــرف مكانــه، فــأمر،عنده كنز بني النظير رسـول اللـه )صـلى اللـه عليـه وآلـه( بالخربـة فحفـرت فـأخرج منهـا بعض كنزهم، ثم سأله عما بقي فأبى أن يؤديه، فأمر رسول الله )صلى الله عليه وآله( الزبير بن العوام فقال: عذبه حــتى تستأصــل مــا عنــده، فكــان الزبــير يقدح بزند في صدره حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( إلى محمــد بن مســلمة فضــرب عنقــه بأخيــه محمــود بن

مسلمة. فيها ضعف آخر، وهو،وهذه الرواية مع ضعف السند ومنافاتها لما تقدم

ــ ــون يحرف ــانوا وال يزال ــذين ك ــاليهود ال ــة ب ــة مرتبط ن الكلم عنوأن القص مواضعه، وقصص جعلياتهم في التواريخ متعددة، وذلك ألنهم أرادوا استدرار

وال،العطف على أنفسهم بالتكذيب على رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(حاجة إلى التفصيل فيها.

كمــا رأيتــه في بعض كتب،كمــا أنــه ربمــا يســتدل على جــواز التعــذيب توفيق ذلك مع عمل النبي،المتأخرين الذين يريدون تصحيح أعمال حكامهم

)صلى الله عليه وآله( بروايتين أخريين كالهما ال تصلح حجة: األولى: إنه في بدر أتوا رسول الله )صلى الله عليه وآلـه( بغالمين وهـو

فقاال: نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم،قائم يصلي خبرهما، ورجوا أن يكونا ألبي سفيان فضربوهما، فلمــا أذلقوهمــا قــاال: نحن ألبي سفيان فتركوهما، ورفع رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وســجد

، وإذا كــذباكم تركتموهما،سجدتيه ثم سلم، وقال: إذا صدقاكم ضــربتموهماصدقا والله إنهما لقريش.

196

بتقريب تقريــر النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ضــربهما لســكوته، ومن الواضح أنه ليس فيه شيء من التقرير، بل ظاهره )صلى اللــه عليــه وآلــه(

إنكار الضرب. ــة،والثانية: إنه روى ابن هشام في سيرته أنه كتب حــاطب بن أبي بلتع

من المدينة كتابا إلى قريش يخبرهم بما أجمع عليه رسول الله )صلى اللــه وأعطاه امــرأة تبلغــه قريشــا، فجعلتــه في رأســها وفتلت عليــه،عليه وآله(

قرونها، وأتى رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( الخــبر من الســماء، فبعث والزبــير فخرجــاعليــه الســالم( )صلى الله عليه وآله( علي بن أبي طــالب )

،فأدركاها ــيئا ــدا ش ــا فلم يج ــاه في رحله ــه، فالتمس ــا علي )علي ــال له فق السالم(: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ومــا

لتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك، فأخرجت الكتاب. ،كذبناــر،ومن المعلوم أن هذا غير التعذيب وإنما هو تهديد بالكشف حتى يظه

أنه عندها. عن أبي جعفــر، عن العلل،ما رواه البحاريه ويؤيد ما ذكرناه بل يدل عل

إن أول ما استحل األمــراء العــذاب بكذبــة كــذبها أنس)عليه السالم( قال: إنــه ســمر يــد رجــل إلى،بن مالك على رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(

.(1)الحائط، ومن ثم استحل األمراء العذاب

))حبس المتهم(( ثم إن األصل في اإلنسـان الحريـة، فال يجــوز حبس المتهم قبـل اإلدانـة

ــا ــوز،إطالق ــرر الحبس، حيث يج ــل أهم من ض ــرر المحتم ــان الض إال إذا كــرورات،الحبس بجهة األهم والمهم من باب الضرورة ومن المعلوم أن الض

تقدر بقدرها.كما أنه يجوز الحبس لحفظ المجرم من أيدي

1()? 197

الغوغــاء بنفس هــذا الــدليل، فــإذا كــان إضــطرارا لحفــظ المجــرم عن جــاز الحبس من بــاب األهم والمهم،الغوغاء بأن لم يمكن حفظــه إال بــذلك

أيضا، وبقدر الضرورة نحو ما تقدم.ــدل على المســتثنى والمســتثنى منه ــاه من،وي ــا ذكرن باإلضــافة إلى م

بعض الروايات: ،القواعد األولية إن النبي )صــلى قال: ، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،فعن السكوني

اللــه عليــه وآلــه( كــان يحبس في تهمــة الــدم ســتة أيــام، فــإذا جــاء أوليــاء .(1)المقتول بثبت وإال خال سبيله

ال حبس في عن علي )عليــه السـالم( إنــه قــال: ،وعن دعـائم اإلسـالم.(2)تهمة إال في دم، والحبس بعد معرفة الحق ظلم

إني ال عن أمير المومنين )عليه السالم( إنه قــال: ،وفي كتاب الغارات من خالفني وأظهر لي آخذ على التهمة، وال أعاقب على الظن، وال أقاتل إال

.(3)العداوةــني ناجيــة على أمــير وفيه أيضا في قصة خروج الخريت بن راشد من ب المؤمنين )عليه الصالة والسالم( واعــتراض عبــد اللــه بن قعين عليــه بعــدم استيثاقه، قال: فقلت: يا أمير المؤمــنين فلم ال تأخــذه اآلن فتســتوثق منــه، فقال )عليــه الســالم(: إنــا لــو فعلنــا هــذا لكــل من نتهمــه من النــاس مألنــاــاس والحبس لهم ــ ــوب على الن ــ ــعني الوث ــ ــجون منهم، وال أراني يس ــ الس

.(4)وعقوبتهم حتى يظهروا لنا الخالفــير ذلك ،لكن مقتضى كون األمر ضرورة أنه إن تمكن من االســتيثاق بغ

مثل أخذ الكفيل أو تجميد رصيده في البنك بقدر دين المــدعي أو مــا أشــبهذلك حتى إذا أثبت جعله للمدعي كان مقدما على الحبس.

لكن

1()? 2()? 3()? 4()?

198

مع ذلك قال في الشرائع: إذا اتهم والتمس الــولي حبســه حــتى يحضــر البينة ففي إجابته تردد، ومستند الجواز مــا رواه الســكوني، وفي الســكوني

ضعف. وفي الجواهر بعد تلك العبارة قال: يمنع عن العمل به فيما خالف أصــل البراءة وغيره، إذ هو تعجيل عقوبــة ال مقتضــى لـه، ولـذا كـان خـيرة الحلي والفخر وجــده وغــيرهم على مــا حكي العــدم، وفي المختلــف: التحقيــق أن نقول إن حصلت التهمة للحاكم بسبب لزوم الحبس ستة أيام عمال بالرواية

وتخفظا للنفوس عن اإلتالف، وان حصلت لغيره فال، عمال باألصل. وحيث ذكرنا في كتــابي )الحقــوق( و)الواجبــات والمحرمــات( وغيرهمــا

جملة من موارد السجن في اإلسالم ال داعي إلى تكراره.

أضرار الحبس(()) يجب،ثم إن الحبس باستثناء بعض الموارد الشاذة المقررة في اإلسالم

لما فيه من األضرار الكثيرة: ،أن يتجنب مهما وجد السبيل إلى ذلك األول: األضرار االقتصــادية، حيث إن الســجين يتوقــف عن العمــل غالبــا

إدارة السجن تحمــلأن ل خزانة الدولة وهي خزانة األمة، نفقاته، كما ويحم ، ودينــار يصـرف عليه،األمة نفقاتهـا، فـدينار يوقـف من جهـة توقــف كسـبه

وهو ضرر ثالثة أضعاف مرة. ،ودينار يصرف على إدارة سجنه الثاني: األضرار الثقافية، حيث إنه يمنع عن الثقافــة الــتي كــان يحصــلها

حال انطالقه. ــو ــارك في النمـ ــية، حيث ال يتمكن أن يشـ ــرار السياسـ ــالث: األضـ الثـ

السياسي لنفسه أولفيره.

199

الرابع: األضــرار االجتماعيــة، حيث تبقى عائلتــه مشــردة، وذلــك يــوجبأضرارا اجتماعية كثيرة.

الخامس: األضرار األخالقية لنفسه حيث يتعقد هو، وذلك يعطي مردودهفي السجن وخارجه.

ــوجب ــان ي ــه، حيث في بعض األحي ــة لعائلت الســادس: األضــرار األخالقي الســجن انــزالق زوجتــه أو أوالده في أوحــال الرذيلــة بســبب عــدم المعيــل

المراقب لهم. اء أو مهندس أو ما أشــبهالسابع: األضرار العمرانية، في ما إذا سجن بن

ذلك. الثامن: األضرار الصحية، في ما إذا سجن طبيب أو نحوه.

التاسع: األضرار العدوائية، فــإن الســجين المجــرم يعلم ســائر الســجناءكيفية الجريمة، كما أنه إذا خرج وقد تعلم الجريمة يفشيها في المجتمع.

ــجين، حيث إن العاشر: األضرار األخر، مثل: تحطم المسؤولية لدى الس اإلنسان غالبا يأخذه الحيــاء في أن يــرتكب الموبقــات، فــإذا ســجن علم أنالناس رأواه مجرما، وبذلك يقل حياؤه، وال يرى نفسه مسؤوال، إلى غيرها. ثم إنــا ذكرنــا في كتــاب )الحــدود( مســألة تــأخير الحــد والشــفاعة فيــه

والكفالة وما أشبه ذلك مما ال داعي إلى تكرارها.

بة الشرعية((العقوزيادة على ))ال كما أن الالزم في من يحــد أو يحبس أن ال يهتــك هــو وعائلتــه أكــثر من

القدر المقرر في الشريعة

200

ــاء ــة م اإلسالمية، إذ ال يجوز أهانة المسلم، أو إذالله، أو تخويفه، أو إراق خرج منــه مــا دلت الشـريعة عليــه، فال وجــه للزائـد بعـد، أو ما أشبه،وجهه

ــب ــة حس ــاإلقرار أو البين ــا ب ــرأة زنت وثبت زناه ــذكور، مثال إم ــل الم األص الشروط الشرعية، فإذا صرح بأنها من عائلــة فالن عنــد إجــراء الحــد عليهــا سبب ذلك خفتهم وإسقاط كرامتهم في المجتمع، فإنه ال يجوز ذلك، وهكــذا

بالنسبة إلى سائر الجرائم. ومنه يظهر وجه التحريم في المقابلة اإلذاعيــة أو التلفزيونيــة أو النشــر

خصوصــا إذا أخــذ اإلقــرار ونحــوه بــاإلكراه، فإنــه،في الصحف أو مــا أشــبهــفمحرم مكرر، فعن علي أمير المومنين )عليه الصالة والسالم(: من كش

.(1)حجاب أخيه انكشفت عوارات بيته قــال: قلت لــه: عــورة المــؤمن على المــؤمن،وعن عبد الله بن ســنان

ليس حيث تــذهيب إنمـا هــو، قلت: تعـني ســفليه، قـال: نعمحرام، قال: .(2)إذاعة سره

ــاب )اآلداب ــديث في كت ــذا الح ــات في ه ــه النفي واإلثب ــا وج ــد بين وقوالسنن(.

شــر النــاس من ال يعفــو عنوعن علي )عليه الصالة والســالم( أيضــا: .(3)الزلة وال يستر العورة

ال تتبعوا عثرات المســلمين،وعن النبي )صلى الله عليه وآله( إنه قال: فإنــه من تتبــع عــثرات المســلمين تتبــع اللــه عثرتــه، ومن تتبــع اللــه عثرتــه

.(4)يفضحه قال الله عز ، عنه )صلى الله عليه وآله(،وفي رواية أخرى

1()? 2()? 3()? 4()?

201

.(1)قد نابذني من أذل عبدي المؤمنوجل:

أفضلية الستر(())،بل من األفضل بالنسبة إلى نفس المجرم ومن رأى الجريمة الستر إال

إذا كانت هنالك جهة أهم. أتىففي خبر أبي العبــاس، قـال: قـال أبـو عبـد اللـه )عليــه السـالم(:

النبي )صلى الله عليه وآله( رجل فقال: إني زنيت ـــ إلى أن قــال: ـــ فقــال .(2)رسول الله )صلى الله عليه وآله(: لو استتر ثم تاب كان خيرا له

وفي حــديث األصــبغ بن نباتــة، قــال: أتى رجــل أمــير المؤمــنين )عليــه السالم( فقال: يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني، فــأعرض عنــه بوجهــه،

اجلس، فقال: أيعجز أحــدكم إذا قــارف هــذه الســيئة أن يســترثم قال له: ، فقام الرجل فقــال: يــا أمــير المؤمــنين إنيعلى نفسه كما ستر الله عليه

، قال: طلب الطهارة، قــال:وما دعاك إلى ما قلت فقال: ،زنيت فطهرنيوأي طهارة أفضل من التوبةثم أقبل على أصحابه يحدثهم، فقام الرجــل ،

،أتقرأ شيئا من القرآنفقال: يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني، فقال: أتعــرف مــا يلزمــك من، فقــرأ فأصــاب، فقــال لــه: إقــرأقال: نعم، قال:

هــل فسأله فأصاب، فقــال لــه: ،، قال: نعمحقوق الله في صالتك وزكاتك اذهب، قــال: ال، قــال: لك مرض يعروك أو تجد وجعا في رأســك أو بــدنك

كما ســألناك في العالنيــة، فــإن لم تعــد إلينــا لم،حتى نسأل عنك في السر .(3)نطلبك

في حــديث الــزاني الــذي،وفي رواية عن أمير المؤمنين )عليه السالم( مـا أقبح، ثم غضــب وقــال: احتفـظ به إنـه قـال لقنـبر: ،أقر أربـع مـرات

الرجل منكم يأتي هذه الفواحش فيفضح نفسه على رؤوس

1()? 2()? 3()?

202

المأل، أفال تاب في بيته، فواللــه لتوبتــه فيمــا بينــه وبين اللــه أفضــل من .(1)إقامتي عليه الحد

إلى غير ذلك من الروايات.

المحتسب وأعماله(()) ثم إن من المســتثنى مــا كــان من أعمــال المحتســب، حيث كــان علي )عليه الصالة والســالم( يطــوف في األســواق بنفســه لــيرى ويســمع ويــأمر وينهى، وإذا رأى منكرا غيره، كمــا في قصــص متعــددة منقولــة عنــه )عليــه

.الصالة والسالم(.ة إرجاع المال إلى الجارية، وغيرهمايمثل قضية الميضات، وقض

وعليه فالحاكم اإلسالمي يضع المحتسب في األسواق ونحوها لإلشراف على مثل ذلك، فإذا رأوا المنكر أخبروا الحاكم، أو عالجوه حسب ما يقــرره

الحاكم. وإنما كــان ذلــك مســتثنى ألهميــه اســتقامة األمــر في البالد، واســتتباب

األمن للعباد. لقوله،وهل يشترط في هؤالء العدالة والعدد، الظاهر كفاية الثقة فقط

ــه البينة)عليه السالم(: .(2)األشياء كلها على ذلك إال أن تستبين أو تقــوم ب وفي مــوارد خاصــة من،وهــذا اســتبانة، والبينــة إنمــا تكــون في المنازعــات

الحدود مذكورة هناك. نعم إذا وصل األمر إلى الحاكم عمل حســب المــوازين، ولــو كــان فيهم

كمــا يتعــارف فيمــا رأينــاه فيمــا كــان،العدالة والعدد كان أحوط بال إشــكال يسمى بـ )شرطة األخالق( الذين كانوا يــدورون في األســواق لألمــر والنهيــور ألجل االستقامة في بعض البالد التي رأيناها، والفيصل في مثل هذه األم

رأي شورى الفقهاء الذين هم أعلى سلطة في الدولة.

شمولية قاعدة درء الحد بالشبهات(()) ثم إن الحد يدرأ بالشبهة، والمراد بالحــد أعم من المعين شــرعا أو غــير

المعين مما يصطلح عليه بالتعزير، كما أنه أعم من مثل القصاص

1()? 2()?

203

وذلك على طبــق القاعــدة، حيث إن الموضــوع يجب أن يتحقــق،ونحوه زان أو قاتــل أوحتى يترتب عليه الحكم، فإذا كانت شبهة في أنه ســارق أو

ما أشبه، كيف يجري الحد. والشبهة أعم من شبهة الحاكم أو الشاهد أو الفاعل، حكما أو موضوعا،

،إذا لم يدر الحاكم أن هذا سارق، أو أنه درى بالموضوع ولم يدر الحكمكما أو أن،أو لم يــدر الشــاهد أنــه ســارق أو ال، أو لم يــدر الســارق أنــه ســرقه

السرقة حرام.ــرائط نعم إذا علم الشاهد بالموضوع ولم يدر الحكم مع توفر سائر الش

لم يكن من الشبهة. فعن الصدوق كما في الوسائل، قال رسول الله )صلى الله عليه وآله(:

ادرئوا الحدود بالشبهات(1).ــيعة ــرق الش ــواترا من ط ــوى مت ــذكور في كتب الفت ــديث م ــذا الح وه

والسنة. ادرئـوافإنهم رووا أيضــا عن النــبي )صـلى اللـه عليـه وآلـه( أنــه قـال:

ــإن الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا ســبيله، ف.(2)اإلمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة

ــه(،وفي رواية أخرى عن طريقهم ــه وآل عن رسول الله )صلى الله عليإنه قال: .(3)ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعا

زير ومعناه األعم(())التع ســواء،ثم ال يستبعد أن يراد بالتعزير ما يوجب الكف والتأديب والعــبرة

كــان بالضــرب أو الحبس أو النفي أو الحجــز في الــبيت، أو ضــرب النطــاقــك، االجتماعي حوله، أو بالتغريم، أو بالحرمان عن بعض الحقوق، أو بغير ذل

اقة يومــا، أو تؤخــذ ســيارته إلى مكــانيكمن يخالف المــرور يمنــع عن الســ مجهول يوجب تعبه حتى يجد سيارته، أو إتالف مــا خــالف فيــه ككســر آنيــة

الخمر، أو اإللقاء في البحر، أو

1()? 2()? 3()?

204

نحــوه كهــوة عميقــة، أو قطــع الــراتب، إلى غــير ذلــك حســب مــا يــراهاألكثرية من شورى الفقهاء الذين هم السلطة العليا في الدولة اإلسالمية.

وإنما لم نستبعد اإلطالق في قبال المشــهور الــذين ظــاهرهم خصــوص ولألســوة، بعــد أن،اإليالم، لفهم عــدم الخصوصـية من المـوارد المخصوصة

عملوا )عليهم السالم( بمختلـف أنـواع الـردع، ولقـانون األهم والمهم، حيث إن جلــد عشــرة آالف إنســان في كــل يــوم في قطــر ممن يخــالف المــرور يوجب سوء سمعة اإلسالم أوال، واشمئزار الناس عن الدولة اإلسالمية ثانيا، ،بخالف مثل سجن يوم أو تغريم دينار أو حرمان بعض الــوقت عن الســياقة

.إلى غير ذلك من األمثلة

د على سائر العقوبات(())شواه ونحن نذكر هنا بعض الشواهد من النصــوص الــتي يســتفاد منهــا المالك

ولعل المتتبع يجد أكثر. ،عرفا مثل: هدم مسجد ضرار وتحريقــه، مــع أنــه كــان مــاال قطعــا، فقــد روى المفسرون أنه وجه رسول الله )صلى الله عليه وآله( عند قدومه من تبوك عاصم بن عوف العجالني ومالك بن الدخشم، فقال لهمــا: انطلقــا إلى هــذا

.(1)المسجد الظالم أهله، فأهدماه وحرقاه فحرقــاه وأمــر بــأن،وفي رواية أخر : إنه بعث عمــار بن ياســر ووحشــيا

.(2)يتخذ كناسة يلقى فيه الجيف ،ومثل: تهديد رسول الله )صلى الله عليه وآله( بحرق بيــوت المنــافقين

لينتهين أقــوام الحيث إنه ورد في رواية أنه قال )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: أو آلمرن مؤذنا يؤذن ثم يقيم ثم آمــر رجال من أهــل بيــتي،يشهدون الصالة

وهـــو علي فليحـــرقن على أقـــوام بيـــوتهم بحـــزم الحطب ألنهم ال يـــأتون .(3)الصالة

1()? 2()? 3()?

205

،فإنه إذا لم يكن جائزا شــرعا لم يكن وجــه للتهديــد ولــو مجــرد التهديد.فهل يجوز التهديد بقتل األبرياء وما أشبه ذلك

وقد ذكرنا في بعض مباحث )الفقه( أن تهديــدات الرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وعلي )عليــه الصــالة والســالم( أو مخاشــنتهم بــالكالم وكــذلك القرآن الحكيم قبــل ذلــك خاشــن في بعض الكلمــات، مثــل قولــه ســبحانه:

﴿ ــك زنيم ــد ذل ــل بع ] ومــا أشــبه من جهــة أنهم )عليهم الســالم( كــانوا(1)﴾ع[ت كتســع دول في زمــان الرســول )صــلى اللــه عليــه،يديرون دولة كبيرة جدا

إذا، وأكــثر من أربعين دولــة في زمــان علي )عليــه الصــالة والســالم( وآله(الحظنا الحدود بالنسبة إلى الخرائط الجغرافية الحالية.

السـيفد أصـل وهل یمکن إدارة مثـل هـذه الدولـة الكبـيرة بـدون وجو والسوط ومصادرة األموال وما أشــبه ذلـك، وحيث إنهم )عليــه السـالم( مــا كانوا يريدون الخشــونة في العمــل اضــطروا إلى الكالم الخشــن جمعــا بين

إدارة الدولة واإلضطرار إلى إحدي الخشونتين، مما اختاروا أقلهما. ومثل: ما في كتاب )وقعة صفين( من أن عليا )عليــه الصــالة والســالم(

هدم بعض دور المنافقين الذين التحقوا بمعاوية. كعتق الرقبة، أو التصــدق بمــال، أو،ومثل: ما ورد من الكفارات المالية

إطعام مسكين أو مســاكين، أو كســوتهم، فإنهــا جميعــا تصــرف في المــال،وتكون نوعا من التأديب والتعزير.

ومثل: ما ورد في ذبح البهيمــة الموطــوءة وإحراقهــا بالنــار، فإنــه نكــاللصاحبها.

فال يقال: إن البهيمــة غــير مذنبــة، فلمــاذا تــذبح، فهــو كمــا إذا تمرضــت فإن العقالء يذبحونها ألن ال ،مرضا معديا يخشى منها على الناس

.13 سورة القلم: ?()1206

ــة أســوأ من تسر إلى الناس مع أنها ليست مذنبة، واالنحرافات األخالقياالنحرافات الجسدية حسب تفاوت الروح والجسد.

ومثل: عمل علي )عليه الصالة والسالم( بالنسبة إلى منــذر بن الجــارود عاملــه على اصــطخر، حيث إنــه تصــرف تصــرفا شــائنا، فكتب إليــه )عليــه

فـإن صـالح أبيـك غــرني منـك، فـإذا أنت ال تـدع،أما بعدالصالة والسالم(: ،فأقبــل إلي حين تنظــر في كتــابي والســالم إلى أن قــال: ،انقيادا لهواك

.(1)فأقبل فعزله وأغرمه ثالثين ألفا قضــى قــال: ، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،ومثل ما رواه السكوني

النبي )صلى الله عليه وآله( في من سرق الثمار في كمه، فما أكل منه فال.(2)شيء عليه، وما حمل فيعزر ويغرم قيمته مرتين

وربما قيل: بأن المرتين من جهة مــا أكــل ومــا حمــل، ألن جــواز األكــل مشروط بعــدم الحمــل، وربمــا احتمــل أن ذلــك من جهــة أن الثمــر لم يكن

ناضجا فمرتا القيمة حاليا تعادل مرة بعد النضج. لكن كال األمــرين خالف الظــاهر، وإن احتملنــا في )الفقــه( الثــاني، مثال إنسان زرع أرضه بما صارت قيمته مائة، وإذا بقي الــزرع إلى حين الحصــاد صارت قيمته ألفا، فجاء غاصب وقلع الزرع، وال يمكن االستفادة من األرض بعد ذلك، فإنه يغــرم األلــف، ألنــه باإلضــافة إلى دليــل )من أتلــف( الشــامل

ــدليل ــزرع حــاال، مشــمول ل ــة ال ــا ســبب ضــررال ضــررلقيم ــه عرف ، ألن وبعد النضج ألف،،التسعمائة، وهكذا إذا أتلف السخال مما قيمتها اآلن مائة

ر ذلك من األمثلة. يإلى غ عن أبي عبد الله )عليه ،ومثل ما رواه مسمع عبد الملك

1()? 2()?

207

فع إليه رجــل عــذب عبــدهالسالم(: إن أمير المؤمنين )عليه السالم( ر[ حتى مات، فضربه مائة نكاال وحبسه سنة وأغرمه قيمــة العبــد فتصــدق بهــا

.(1)عنه في رجــل قتــل عن الصادق )عليه الصالة والسالم(: ،وفي رواية أخرى

.(2)مملوكه، يضرب ضربا وجيعا، وتوخذ منه قيمته لبيت المال عنهم )عليهم الســالم(، قــال: ســئل عن رجــل قتــل،وفي رواية يــونس

إن كان غير معروف بالقتل ضرب ضــربا شــديدا وأخــذ منــه قال: ،مملوكه .(3)إلى بيت مال المسلمينيدفع قيمة العبد و

ومثل: إكفاء رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( قــدور اللحم الــتي نهى عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال: ســمعته،عنها، فقد روى أبــو الجــارود

ــول: ــبرإيق ــدوا في خي ــانوا أجه فأســرع المســلمون في،ن المســلمين ك فأمرهم رسول الله )صلى الله عليه وآله( بإكفاء القدور، ولم يقــل،دوابهم

.(4)أنها حرام، وكان ذلك إبقاءا على الدواب إن الناسيقول: قال: سمعت أبا جعفر )عليه السالم(،وعن أبي بصير

فــأمر رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(،أرادوا لحوم دوابهم يوم خيــبر .(5) ونهاهم عنها ولم يحرمها،بإكفاء قدورهم

بإســناده إلى علي )عليــه الصــالة والســالم(،ومثــل مــا عن الجعفريــات .(6)نه رفع إليه رجل كسر بربطا فعطلهإقال:

والحلق في الزاني. ،(7)ديومثل: ما ورد من التعب

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()? أي النفي عن البلد.?()7

208

ومــروان بن،ومثل: تبعيــد رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( حكمــاالحكم في قصة مشهورة.

ومثل: تبعيده )صلى الله عليه وآله( بعض الحمقاء الذين كــانوا يصــفونبعض النساء.

ومثل: االنعتاق بسبب الجناية بالنسبة إلى المملوك. عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، عمن ذكــره،فعن جعفر بن محبوب

.(1)ل به فهو حركل عبد مثقال: ــير ــال: ،وعن أبي بص ــالم( ق ــه الس ــر )علي ــير عن أبي جعف ــى أم قض

،المؤمنين )عليه السالم( في من نكــل بمملوكــه أنــه حــر ال ســبيل لــه عليه .(2)سائبة يذهب فيتولى إلى من أحب، فإذا ضمن حدثه فهو يرثه

ــدتها خ ل( :وعن الصدوق روي في إمراة قطعت يدي وليدتها )ثدي ولي .(3)إنها حرة ال سبيل لموالتها عليها

نــه قضــي في رجــلإ بســند األئمــة )عليهم الســالم(: ،وفي الجعفريات.(4)جدع أنف عبده فأعتقه علي )عليه السالم( وعزره

قضى علي )عليه السالم( في رجــل جــدع أذن قال: ،وفي رواية أخرى.(5) فأعتقه علي )عليه السالم( وعاقبة،عبده

رجــل أخصــى عبــدهوفي رواية أخرى، عنــه )عليــه الصــالة والســالم(: ل بعبــدهــ وقــال: من مث،فأعتق علي )عليه الصــالة والســالم( العبــد وعاقبه

.(6)أعتقنا العبد مع تعزير شديد، فعزر السيد إنه قال: ، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن دعائم اإلسالم

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()?

209

ل بــه عــوقب بــهــ فإن مث،إذا قتل الرجل عبده أدبه السلطان أدبا بليغا .(1)وأعتق العبد عليه

ــ أنه وجد غالما مع جارية له فجدع أنفه وجب،وفي قصة زنباع أبي روح ،ه ،، فقــال: زنبــاعمن فعل هــذا بكفأتى النبي )صلى الله عليه وآله( فقال:

ــانما حملك على هذافدعاه النبي )صلى الله عليه وآله( فقال: ، فقال: ك.(2)اذهب فأنت حر فقال النبي )صلى الله عليه وآله(: ،من أمره كذا وكذا

.ومثل: التضييق في مأكله ومشربه في من أجرم ثم فر إلى الحرم ممــا ذكرنــاه في كتــاب،ومثــل: الروايــات الــوارده في مــوارد الســجن

الحقوق وغيره. ومثــل وجــوب الفصــل بين الــزوج والزوجــة في حج العقوبــة من مكــان

الجماع، مما ذكرناه في كتاب الحج. ومثل: ضرب الرسول )صلى الله عليــه وآلــه( النطــاق االجتمــاعي على

.(3)الثالثة الذين خلفوا مما ذكر في القرآن الحكيمومثل: الهجر في المضاجع للناشزة.

مما ألمعنا إليه سابقا. ،ومثل: دليل األهم والمهمــرم في ومثل: ما ورد من أمر علي )عليه الصالة والسالم( بتلطيخ المج

المخرة. ،عن آبائه، ومثــل: إطالق العقوبــة في لي الواجــد، فقــد روي عن الرضا

قال: رسول الله )صلى الله عليه ،عن علي )عليهم السالم(

1()? 2()? 3()?

210

مــا لم يكن دينــه فيمــا،لي الواجد بالدين يحــل عرضــه وعقوبتهوآله(: .(1)يكره الله عز وجل

كمــا،قــومثل: التشــديد على المــؤلي في الطعــام والشــرب حــتى يطلذكرناه في كتاب اإليالء.

كمـا كتبـه،ومثل: طـواف المجـرم في األسـواق والنــداء عليـه تنكيال به علي )عليه الصــالة والســالم( إلى رفاعــة قاضــيه بــاألهواز بالنســبة إلى ابن

هرمة، حيث خان خيانة. عن، عن جعفر،ومثل: تطويف شاهد الزور، فقد روى غياث بن إبراهيم

ن عليا )عليه السالم( كان إذا أخــذ شــاهد زور فــإنإأبيه )عليهما السالم(: كان غريبا بعث به إلى حيه، وإذا كان سوقيا بعث به إلى سوقه، فطيف بــه،

.(2)ثم يحبسه أياما، ثم يخلي سبيله عن أبي عبــد اللــه،ومثل: تقييد المجرم، وفي صحيح عبد الله بن سنان

جــاء رجــل إلى رسـول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلـه( قال: ،)عليه السالم( فاجســها، )صــلى اللــه عليــه وآلــه(:فقال: إن أمي ال تدفع يد المس، فقــال

قـال: قيـدها،، قـال: قـد فعلت، فامنع من يــدخل عليهاقال: قد فعلت، قال .(3)فإنك ال تبرها بشيء أفضل من أن تمنعها من محارم الله عز وجل

ــا ومثل: كفارة وطي الحائض، فقد روى محمد بن مسلم قال: سألت أبــهجعفر )عليه السالم( عن الرجل يأتي المرأة وهي حائض، قال: يجب علي

، قــال: قلت: جعلتفي استقبال الحيض دينار، وفي استدباره نصــف دينــار نعم، خمس وعشــرون ســوطا ربــعفداك يجب عليه شيء من الحد، قــال:

.(4)حد الزاني

1()? 2()? 3()? 4()?

211

اإلسالمي(( التيار على يلزم ))ماــار اإلســالمي )مســألة(: ســواء تمثــل في جماعــة الوصــول إلىـ التي

يلــزم أن يالحــظ ثالثــة ـ أو في الدولــة اإلســالمية العالميــة المرتقبة،الحكمأمور:

األول: الطاقة والهدف. والثاني: الواجب وما ال ينبغي.

والثالث: الحضارة مرتكز الحرية.

طاقة والهدف(())ال د من الهــدف، وربمـا متسـاوية،زيـأما األول: فإنه ربمــا تكــون الطاقـة أ

وربما تنقص منه.وفي األول: تبديد للطاقة المتزايدة بعد الوصول إلى الهدف.

وفي الثاني: عدالة في القضية.وفي الثالث: محاولة فاشلة يجب بتجنبها تقريب الهدف.

مثال إن السيارة ذات الوقود عشرة أرطال الهادفــة للوصــول إلى البلــد الفالني، قــد يكــون وقودهــا أكــثر من الوصــول، حيث الوصــول بحاجــة إلى نصف ذلك، وهنــا يكــون الزائــد إن لم يصــرف في هــدف آخــر تبديــدا، وقــد ينعكس فالوصول بحاجة إلى ضعف المقدار، وهنا المحاولة فاشلة، فــالالزم

أن تقصد هدفا آخر أي البلد الذي هو في منتصف الطريق مثال. وال شك أن األمة اإلسالمية طاقة هائلة ال يمكن تقديرها، لكن الميســور

ــار ـ تيارا أو دولة ـ للعامل قد يكون بقدر الوصول إلى الهدف من تبديل التي إلى دولة، أو تبـديل الدولـة من المتخلفـة إلى مسـاوية للـدول الصـناعية أو

وهــذا هــو المحاولــة،(1)اإلســالم يعلــو وال يعلى عليه حسب ،متقدمة عليهاالناجحة.

وقد يكون الميسور دون ذلك، مثل ذينك الهدفين، وهنا الالزم إما تيسير غيره أيضا حــتى يرتفــع إلى مســتوى الهــدف، أو جعــل هــدف أقــرب، وبعــد

الوصول إليه تيسير طاقة جديدة للوصول إلى الهدف األسمى.وقد

1()? 212

يكون الميســور فــوق ذلــك، فــالالزم مالحظــة صــرفه إلى هدايــة ســائرالعالم وعمرانه ال تعطيله بعد الوصول إلى الدولة أو إلى الدولة المتقدمة.

ــدير ومعظم األحــزاب اإلســالمية لم تصــل إلى الحكم بســبب عــدم تق المسافة بين طاقتها وهــدفها، أو بسـبب تبديـد طاقتهـا في غـير السـير إلى الهدف، حيث اشــتغلوا بالجانبيــات عــوض الســير، وفي بلــد أفــريقي حــزب إسالمي أراد الحكم لكنه اشتغل بالمهاترات والسباب، وكــان البلــد مقســما إلى ما يقارب من ست قوى لها وزنها في البلــد، فاشــتغل الحــزب بســباب تلــك القــوى ممــا ألبت على نفســها كــل تلــك، ومن الواضــح أن النــاس ال يســتعدون لالنضــواء تحت لــواء من يســبهم ويريــد بهم شــرا إذا وصــل إلى

[خر. الحكم، ومثل ذلك يقال في بالد وأحزاب أ ولذا فالواجب أن يكون التيار مصــداقا لقولــه )عليــه الصــالة والســالم(:

فبمــا رحمــة من الله لنت﴿ وقبل ذلــك قــال ســبحانه: ،(1)الموطئون أكنافا[نت فظا غليظ القلب النفضوا من حولك .(2)﴾له[م و لو ك

إن مثل هؤالء األحــزاب كمن يريــد االجتهــاد لكن يشــتغل في كــل وقتــه باألديبات أو باألصول، أو كمن يريد الوصول إلى البلد الفالني ثم إذا عن لــه

في الطريق مرج توقف فيه.

))الواجب وما ال ينبغي(( وأما الثاني: وهــو مســألة الــواجب ومــا ال ينبغي، فقــد يجب شــيء لكن

مما يعبر عنه بلسان األصول بالعــام والمخصــص،يقف دون كله ما ال ينبغي د بعض عمالئها من الدوليأو المطلق والمقيد، مثال قد تفكر دولة كبيرة تزو

لكن تالحــظ أنــه ال ينبغي التزويــد من جهــة إن وقــع ذلــك،الصغيرة بالسالح البلد تحت انقالب عسكري معاد يكون السالح ضررا على بعض مصالح تلك

الدولة الكبيرة، وهنا يلزم مالحظة األهم

.159 سورة آل عمران: ?()12()?

213

والتنزل عن المهم ألجل إحراز األهم.،والمهم والتيار اإلسالمي أو دولته دائمــا في هــذا المعــرض في كــل خطــوة من خطــوات الحيــاة، فــإذا لم يفكــر جــديا في التعــادل والــتراجيح لوقــع ضــحيةــام من أهم ــاب في المق ــن االنتخ ــقوط، فحس ــوف أو الس ــأخير أو الوق الت

األمور. وال يراد به مجرد اتخاذ القرار الذي يزعم أنه حسن أو أحسن، بــل ذلــك بحاجة إلى خلفيات كثــيرة من العلم والتجربــة واالستشــارة وســكون الــريح والتواضع للواقــع وعــدم الغــرور وهضــم النفس وضــبط األعصــاب ومــا إلى ذلك. بل يجب على اإلنسان أن يتحمل المسيء أو المشكلة خمسين ســنة، ألن ال يفوته الهدف المنشود، وذرة من الغــرور والتهــور أو مــا أشــبه يــودي

بالهدف على حساب االستعالء والكبر وما أشبه.

ة مرتكز الحرية(())الحضار وأما الثالث: فإن الدولة اإلسالمية المنشودة ال تقوم إال باألحزاب الحرة اإلسالمية المتنافسة وشورى المرجعية، وكالهما بحاجة إلى حضارة إنسانية

يبنى عليها ذانك األمران. فالشورى ال يقوم إال بسبب الرأي العام، فإن مفعــول الــرأي العــام في المعنويات كمفعول السيل الجارف في الماديات، والرأي العــام وليــد ســيل من اإلقناع والصبر واالستقامة والمداراة، وكل ذلك بحاجة إلى خلفية هائلــة

من اإلنسانية والرفعة المعنوية في األمة. لسرعان ما ينهــدم،ولو فرض أن قام الشورى بدون مثل هذه الحضارة

ويتفتت أجزاؤه إلى حيث السقوط ورجوع الغرب إلى األخذ بالزمام. كما أنه إذا فرض إعطاء الدولــة اإلســالمية الحريــة لألحــزاب اإلســالمية المتنافسة لكن األرضــية الحضــارية لم تكن متــوفرة لسـرعان مــا يسـتعمل األحزاب الحرية في هدم أنفسها وتقليصها عن االجتمــاع بالتهــاتر واســتغالل

القدرة للفساد واإلفساد،

214

وتعود النتيجة السابقة، وقد رأينا في بلد إسالمي أن األحزاب اإلســالمية تشكلت لكن عــدم نضــج األمــة وعــدم الخلفيــة الحضــارية أوجبت اســتغالل الحزب الحاكم للحريـة بضـرب سـائر األحــزاب والقـوى واالسـتبداد بـاألمر، حتى أن الناس تمنوا أن يعاد سابق العهد الفاسد فرارا من الحاصل الجديــد

األفسد. وكل مــا ذكرنــاه من األمــور الثالثــة الــتي هي خلفيــة للدولــة اإلســالمية

تحتاج إلى أمرين: ،المرتقبة في مختلــف، واســعة تعم األمــة من أقصــاها إلى أقصــاهااألول: ثقافة

األبعاد السياسة واالجتماعية واالقتصادية والتربوية وغيرها. الثاني: حملة لتلك الثقافة حتى يكونوا أســوة، فــإن عمــل األســوة ليس

والعكس صــحيح أيضــا، فــإن األســوة بــدون الثقافــة،بأقل من عمل الثقافةالواسعة تتهدم بسرعة، كما أن الثقافة بدون األسوة حبر على ورق.

واألولياء )صلوات الله عليهم أجمعين( يقارنون بالكتابءولذا نجد األنبيا األول لألسوة والثاني للثقافة، وقد قال الرسول )صلى،المنزل من السماء

لن يفترقــا حــتى يــردا عليالله عليه وآله( في تقرير احتياج األمــة إليهمــا: .(1)الحوض

يات في الرفق والالعنف(())روا ولــذا نجــد اإلســالم ذكــر جملــة كبــيرة من الروايــات في الحلم والصــبر

والمداراة وما أشبه ذلــك، ونقتنــع بــذكر بعضــها في هــذه(2)والرفق والتؤدةالعجالة:

قال: قال رسول، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،فعن معاذ بن مسلم.(3)الرفق يمن، والخرق شؤمالله )صلى الله عليه وآله(:

إن اللــه رفيــق يحب عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال: ،وعن جــابر .(4)الرفق، ويعطي على الرفق ما ال يعطي على العنف

عن أبي جعفر )عليه ، عن أبيه،وعن عبد الرحمان بن أبي ليلي

1()? ؤدة[ التؤدة أي التأني في األمر. وفي لسان العرب مادة )وأد(: ?()2 بمعــنى قال األزهري: وأمــا الت

ي في األمر كأة أصلها و[كأة،التأن ــا فــتى،، فقلبت الواو تاء، فأصلها و[أدة مثل الت ئــد ي ومنه يقال: اتى في األمر ئادا إذا تأن [ ات ئد أد يت أد.،وقد ات قال: وثالثيه غير مستعمل ال يقولون وأد يئد[ بمعنى ات

3()? 4()?

215

.(1)إن لكل شيء قفال وقفل اإليمان الرفقالسالم( قال: من قسـم لـه الرفــق قــال: ،وعن أبي جعفـر )عليــه الصـالة والسـالم(

.(2)قسم له اإليمان قــال:، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، عن رجل،وعن زياد بن أرقم

ــرزق ــه عليهم في ال ــق وســع الل ــل بيت أعطــوا حظهم من الرف ــا أه ،أيمــه والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال، والرفق ال يعجز من

.(3)شيء، والتبذير ال يبقى معه شيء، إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق قال: رسول الله )صــلى اللــه، عن أبي جعفر )عليه السالم(،وعن جابر

ما كان مما خلـق اللـه شـيء أحسـن،رى[لو كان الرفق خلقا يعليه وآله(: .(4)منه

ــه الســالم( قــال: ،وعن موســى بن بكر الرفــق عن أبي الحســن )علي .(5)نصف العيش

إن اللــه عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: ،وعن حماد بن بشير.(6)رفيق يحب الرفق

قال: قال رسول الله )صلى، عن أبي جعفر )عليه السالم(،وعن زرارة إن الرفق لم يوضع على شيء إال زانه، وال نزع من شــيءالله عليه وآله(:

.(7)إال شانه إن في الرفــق قــال: ،وفي روايــة عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(

.(8)الزيادة والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير مــا زوي الرفــق عن أهــل قال: ،وفي رواية عن الصادق )عليه السالم(

.(9)بيت إال زوي عنهم الخير

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()? 7()? 8()? 9()?

216

قــال: قــال لي، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(،وعن هشام بن أحمر ارفـق بهم، فـإن كفـروجري بيـني وبين رجـل من القـوم كالم، فقـال لي:

.(1)أحدهم في غضبه وال خير في من كان كفره في غضبهــه، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن السكوني قال: قال رسول الل

.(2)إن الله رفيق يحب الرفق ويعين عليه)صلى الله عليه وآله(: مــا اصـطحب اثنــان إال كـان قــال )عليــه السـالم(: ،وفي روايـة أخــرى

.(3)أعظمهما أجرا وأحبهما إلى الله أرفقهما بصاحبه إن اللـه رفيــق يحب قــال: ، عن أحـدهما )عليهمـا السـالم(،وفي رواية

.(4)الرفق من كــان إنــه قــال: ، عن الصادق )عليــه الصــالة والســالم(،وفي رواية

.(5)رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس إذا أراد اللــه بأهــل إنــه قــال: ،وعن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(

ــدين، ورزقهم الرفــق في معايشــهم، والقصــد في بيت خــيرا فقههم في ال .(6)شأنهم

إن الله ليبغض المؤمن الضــعيف إنه قال: ،وعنه )صلى الله عليه وآله( .(7)الذي ال رفق له

أقول: الظاهر أن ضعفه من جهة النفس حيث ال يتمكن على ضبطها. ما و[ضع الرفق على إنه قال: ،وعنه )صلى الله عليه وآله(

.10 باب الرفق ح119 ص2 الكافي: ج?()12()? 3()? 4()? 5()? 6()? 7()?

217

شيء إال زانه، وال وضع الخرق على شيء إال شانه، فمن أعطي الرفــق .(1)أعطي خير الدنيا واآلخرة، ومن حرمه حرم خير الدنيا واآلخرة

إن اللــه يحب الرفــق ويعينوعنــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( إنــه قــال: .(2)عليه

أبي جعفر )عليه السالم(، قال: رسول الله )صــلى اللــهعن ،وعن جابر إن اللــه رفيــق يعطي الثــواب، يحب كــل رفيــق، ويعطي علىعليه وآلــه(:

.(3)الرفق ما ال يعطي على العنف قــال: دخلت على أبي عبــد،معــاذ بن مســلمعن ،وعن جابر بن ســدير

الرفــق قال: قال رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(: ،الله )عليه السالم( .(4) والخرق شؤم،يمن

وعنه )صلى اللــه عليــه وآلــه( إنــه قــال: إذا أراد اللــه بأهــل بيت خــيرا.(5)أرشدهم للرفق والتأني، ومن حرم الرفق فقد حرم الخير

إذا أردت أمـرا فعليــك بـالرفق والتـؤدةوقال )صلى اللـه عليـه وآلـه(: .(6)حتى يجعل الله لك منه فرجا

إن الله رفيق يحب الرفق في األمور كلهاوقال )صلى الله عليه وآله(: (7).

ــا هشــام إنه قال: ، عن الكاظم )عليه السالم(،وعن هشام بن الحكم ي عليك بالرفق، فــإن الرفــق خــير، والخــرق شــؤم، إن الرفــق والــبر وحســن

.(8)الخلق يعمر الديار ويزيد في الرزقوعن أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم(، إنه قال لولده

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()? 7()? 8()?

218

.(1)يا بني رأس العلم الرفق، وآفته الخرقالحسين )عليه السالم(: قال:، عن علي بن الحسين )عليه السالم(،وعن جعفر بن أحمد القمي

:كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران )عليهما السالم( أنه قــال ال تعيرن أحدا بالذنب، فإن أحب األمور إلى اللــه ثالثــة، القصــد في األمــور، والعفو في المقدرة، والرفق لعباد الله، ومــا أرفــق أحــد بأحــد في الـدنيا إال

.(2)رفق الله به يوم القيامة مــا ارتج أمــر إنه قال: ،وفي كتاب )النزهة( عن الصادق )عليه السالم(

.(3)وأحجم عليه الرأي، وأعيت به الحيل، إال كان الرفق مفتاحه ،الرفــق رأس الحكمةوعن رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( قــال:

اللهم من ولي شيئا من أمور أمتي فرفق بهم فارفق بــه، ومن شــق عليهم .(4)فاشقق عليه

عن أمير المؤمنين )عليــه الســالم( إنــه قــال:،وعن اآلمدي في )الغرر(الرفق ييسر الصعاب ويسهل األسباب(5).

.(6)الرفق باألتباع من كرم الطباعوقال )عليه السالم(: هذا بالنسبة إلى الرفق مقابل العنف والخرق.

روايات في التواضع(())ــة بن عمــار عن،وأما بالنسبة إلى التواضع في مقال التكبر، فعن معاوي

إن في الســماء ملكين قــال: ســمعته يقــول: ،أبي عبد الله )عليه الســالم( .(7) فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه،موكلين بالعباد

في مــا أوحى اللـه عــز إنه قـال: ،وعن الصادق )عليه الصالة والسالم( يا داود كمــا أن أقــرب النــاس من اللــه المتواضــعون كــذلك،وجل إلى داود

.(8)أبعد الناس من الله المتكبرون

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()? 7()? 8()?

219

عن أبي الحسن موسى )عليه السالم( في حديث قال:،وعن أبي بصيرفـأوحى اللــه إلى الجبــال أني واضــع سـفينة نـوح عبــدي على جبــل منكن،

وتواضع الجــودي وهــو جبــل عنــدكم فضــربت الســفينة،فتطاولت وشمخت .(1)بجؤجؤها الجبل

قال: سمعت أبا جعفر )عليه السالم( يــذكر أنــه:،وعن محمد بن مسلم أتى رسول الله )صلى الله عليه وآله( ملك فقال: إن الله يخيرك أن تكــون

وأومــأ بيــده أن، فنظــر إلى جبرئيل،عبــدا رســوال متواضــعا أو ملكــا رســوال فقال: عبدا متواضعا رسوال، فقال الرسول: مع أنــه ال ينقصــك ممــا،تواضع

.(2)عند ربك شيئا، قال: ومعه مفاتيح خزائن األرض قــال: قــال:، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(،وعن الحســن بن الجهم

التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه(3). التواضــع درجــات، منهــا أن يعــرف المــرء قــدر قــال: ،وفي حديث آخر

ــه، نفسه فينزلها منزلتها سليم، ال يحب أن يأتي إلى أحد إال مثل ما يؤتى إلي إن رأى سيئة درأها بالحسنة، كــاظم الغيــظ، عــاف من النــاس، واللــه يحب

.(4)المحسنين فيعليهم الســالم(، عن آبائــه )،وعن الصادق )عليــه الصــالة والســالم(

ــو أن الوضــيع قال: ،وصية النبي لعلي )صلوات الله عليهما( يا علي والله ل في قعــر بــئر لبعث اللــه عــز وجــل إليــه ريحــا ترفعــه فــوق األخيــار دولــة

.(5)األشرار وعن الحسن بن الجهم، قال: سـألت الرضـا )عليـه السـالم( فقلت لـه:

أن ال تخاف جعلت فداك ما حد التوكل، فقال لي:

1()? 2()? 3()? 4()? 5()?

220

أن، قــال: قلت: جعلت فــداك فمــا حــد التواضــع، فقــال: مع الله أحداــا تحب أن يعطــوك مثله ــاس من نفســك م ، قلت: جعلت فــداكتعطي الن

.(1)أنظر كيف أنا عندكأشتهي أن أعلم كيف أنا عندك، فقال: إن قــال: ، عن آبائه )عليهم الســالم(، عن أبي عبد الله،وعن السكوني

من التواضع أن يرضى بالمجلس دون المجلس، وأن يســلم على من يلقى،.(2)وأن يترك المراء وإن كان محقا، وال تحب أن تحمد على التقوى

قال: سمعت أبا عبد الله )عليــه الســالم( يقــول:،وعن معاوية بن وهب،اطلبوا العلم، وتزينوا معه بـالحلم والوقـار، وتواضـعوا لمن تعلمونـه العلم

وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، وال تكونوا علماء جبــارين فيــذهب بــاطلكم .(3)بحقكم

ليوفي روايــة: إن عيســى )عليــه الصــالة والســالم( قــال للحــواريين: فقــام فغســل، فقالوا: قضيت حاجتــك يــا روح الله،إليكم حاجة اقضوها لي

ــالم،،أقدامهم فقالوا: كنا أحق بهذا منك، فقال: إن أحق الناس بالخدمة الع إنما تواضعت هذا لكي ما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم، ثم قال عيسى )عليه الصالة والسالم(: بالتواضــع تعمــر الحكمــة ال بــالتكبر، وكــذلك

.(4)في السهل ينبت الزرع ال في الجبل طوبى لمن شغلهوعن أمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم( إنه قال:

عيــوب النــاس، وتواضــع من غــير منقصــة، وجــالس أهــل الفقــرعن عيبــه ــير ــه في غ ــاال جمع ــق م ــكنة، وأنف ــذل والمس ــل ال ــالف أه ــة، وخ والرحم

.(5)معصيةكمال العقل في ثالث، قال: ،وعن الصادق )عليه السالم(

1()? 2()? 3()? 4()? 5()?

221

.(1)التواضع لله، وحسن اليقين، والصمت ال من خير وفي )نهج البالغــة(، قــال أمــير المؤمــنين )عليــه الصــالة والســالم( في

.(2)عليك بالتواضع، فإنه من أعظم العبادةوصيته عند موته: .(3)بالتواضع تتم النعمةوقال )عليه السالم(: ما أحسن تواضع األغنياء للفقــراء طلبــا لمــا عنــدوقال )عليه السالم(:

.(4) اتكاال على اللهء وأحسن منه تيه الفقراء على األغنيا،الله قــال: ســمعته، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(،وعن معاوية بن عمار

ومن،إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع للـه رفعـاهيقول: .(5)تكبر وضعاه

ــد،وعن الكشي ــه بن محمــد بن خال ــد الل ــو النصــر: ســألت عب قــال أب، عن محمد بن مسلم،الطيالسي فقــال لــه، قال: كان رجال شــريفا موســرا

، فلما انصرفوا إلى الكوفــة أخــذتواضع يا محمدأبو جعفر )عليه السالم(: قوصرة من تمر مع مــيزان وجلس على بــاب مســجد الجــامع وصــار ينــادي عليه، فأتاه قومه فقــالوا لــه: فضــحتنا، فقــال: إن مــوالي أمــرني بــأمر فلن

ولن أبرح حتى أفرغ من بيع ما في هذه القوصرة، فقال لــه قومــه:،أخالفه،إذا أبيت إال أن تشتغل ببيع وشــراء فاقعــد في الطحــانين فهيــأ رحى وجمال

.(6)فجعل يطحن مــا تواضــع إنه قال: ،وفي رواية عن رسول الله )صلى الله عليه وآله(

.(7)أحد إال رفعه اللهــال: ، عن علي بن الحسين )عليه السالم(،وعن أبي حمزة الثمالي ال ق

.(8)حسب لقرشي وال عربي إال بالتواضع

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()? 7()? 8()?

222

.(1)التواضع يكسبك السالمة قال: ،وعن أمير المؤمنين )عليه السالم(.(2)زينة الشريف التواضعوقال )عليه السالم(:

طــوبىوعن هشام عن الكاظم )عليه الســالم( إنــه قــال في اإلنجيــل: طــوبى أن قــال:إلى ، أولئــك هم المرحومــون يــوم القيامة،للمــتراحمين

.(3) أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة،للمتواضعين في الدنيا يا هشام إن الزرع ينبت في الســهل وال ينبت فيوقال )عليه السالم(:

الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع وال تعمــر في قلب المتكــبر الجبار، ألن الله تعالى جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ إلى السقف برأسه شجه، ومن خفض رأسه استظل

،تحته وأكنه، فكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله، ومن تواضــع للــه رفعه واعلم أن اللــه لم يرفــع المتواضــعين بقــدر أن قــال )عليــه الســالم(:إلى

.(4)تواضعهم، ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده فــإن أفضــل العمــلوعن الصادق )عليه السالم( أنــه قــال في حــديث:

.(5)العبادة والتواضعوعن الديوان المنسوب ألمير المؤمنين )عليه الصالة والسالم(:

واجعل فؤادك للتواضع منزال.(6)إن التواضع بالشريف جميل

عن رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه،وفي رواية عن علي )عليه السالم( .(7)ال حسب إال بالتواضع إنه قال: ،وآله(

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()? 7()?

223

ورأس الحزم التواضعوعن الصادق )عليه السالم( إنه قال في حديث: (1).

طــوبى لمن تواضــع قــال: ،وفي رواية عن النبي )صلى الله عليه وآله( في غير منقصة، وأذل نفسه في غــير مســكنة، وأنفــق من مــال جمعــه من

.(2)غير معصية إنــه قــال:، عن الصادق )عليه الصالة والسالم(،وعن مسعدة بن صدقة

أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفــر بن أبي طــالب وأصــحابه فــدخلوا ــر،عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان الثياب فقال جعف

بن أبي طالب: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما أن رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال: الحمد الله الذي نصر محمدا )صلى الله عليه وآله( وأقر عيني فيه أال أبشركم، فقلت: بلى أيها الملك، فقــال: إنــه جــاء في الســاعة

فــأخبرني أن اللــه قــد نصــر نبيــه،من نحــو أرضــكم عين من عيــوني هنــاك محمدا )صلى الله عليه وآلــه( وأهلــك عــدوه وأســر فالن وفالن وقتــل فالن

التقوا بــواد يقــال لــه بــدر، كــأني أنظــر إليــه حيث كنت أرعى غنمي،وفالن هناك وهو رجل من بني ضمرة، فقال له جعفر: أيها الملك الصــالح فمــا لي أراك جالسا على التراب وعليك هذا الخلقان، فقال: يا جعفر إنــا نجــد فيمــاــه أنزل على عيسى )عليه السالم( أن من حق الله على عباده أن يحــدثوا ل تواضعا عند ما يحدث لهم من النعمة، فلما أحدث الله لي نعمة نبيــه محمــد )صلى الله عليه وآله( أحدثت لله هذا التواضع، فلما بلــغ النــبي )صــلى اللــه عليه وآله( ذلك قــال ألصــحابه: إن الصــدقة تزيــد صــاحبها كــثرة، فتصــدقوا

يرحمكم الله، وإن التواضع يزيد صاحبها

1()? 2()?

224

رفعة فتواضعوا يرحمكم الله، وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم .(1)الله

ــع في الوســائل ــدها المتتب ــتي يج ــيرة ال ــات الكث ــا من الرواي إلى غيرهــذه ــدح ه ــواء في م ــاديث، س ــا من كتب األح ــار وغيره ــتدرك والبح والمس

الفضائل أو ذم أضدادها.

زم والحيطة(())الح البــد للتيــار أو،ثم حيث إن مدارك الناس مختلفة في انعكاس الحقــائق

الدولة اإلسالمية من التمسك بغاية الحزم، والحيطة والحذر في الســير إلى يضره حتى ذرة من الغرور أو الجهــل، والالزم أن ال يحمـل أيذلك األمام، و

اختالف على األغراض، ولو فــرض تــبين الغــرض فــالالزم عالجــه بــالتي هيأحسن من التخفيف والتقليل، فإن اختالف الناس ناشئ عن خمسة أمور:

: األجتهاد. 1: والمصلحة. 2: واإلحساس. 3: والعلم. 4: والجهل. 5

وأخيرا يأتي دور األغراض، ولعله قليل جدا. ــديات مختلــفأما األول ــرى في )الفقــه( من الطهــارة إلى ال ــا ن : فإن

ــوبهم أنظار الفقهاء العدول الذين ال نشك في أنهم يريدون وجه الله وال يش شيء من الهوى، ولم يقصر أي واحد منهم في االستنباط، كما نرى أن أهل

القوانين يخالف أنظار بعضهم عن بعض، وهكذا حال

1()? 225

األطباء والمهندسين وغــيرهم، فــإن درك الكليــات أوال ثم تطبيقهــا علىالجزئيات ثانيا مختلف، بدون أن يكون تقصيرا أو غرض خارجي.

: وهو اختالف المصالح، فإنــه كثــيرا مــا تتضــارب المصــالحوأما الثاني ممــا تختلــف ألجلــه النتــائج، مثال الطــبيب المتعب الــذي أتى إلى الــدار في الثانية عشر ليال مصلحته ومصلحة عائلته أن يستريح، بينما مصلحة المريض الذي يؤلمه المرض أن يذهب بالطيب إلى داره، وكــذلك مصــلحة البــائع أن

بينما مصلحة المشتري أن يشــتريها بســتعين، وهكــذا مــع،يبيع سلعته بمائةأنه خالف ال يرتبط باالجتهاد.

: فــإن اإلحساســات الباطنيــة والظاهريــة مختلفــة لــدىوأمــا الثــالثــان الناس، وكل يريد أن ينطلق من إحساسه، مثال نفران من الضباط يختلف في الشجاعة والخوف مما ليس بأيديهما إطالقا، ولذا فــاألول يــرى اإلقــدام بينما الثاني يرى اإلحجام، وإذا فرضنا أن ماء فاترا وضع نفــران يــديهما فيــه

فــإن األول يحس،وأحـدهما أخــرج يـده من مــاء حـار واآلخــر من مــاء بـاردببرودة الماء والثاني بحرارته، مع أن الواقع واحد.

واختالف اإلحساس قد يكون بمطابقة الواقع في أحدهما، وقد يكــون بال مطابقته فيهما، وقد يكون بمطابقته في كليهما، وذلك يتحقق فيمــا إذا كــان

ــاك كلي ــرد منه،هن ــين ف ــد من اإلحساس ــل واح ــبحانه: ، ك ــال س وداو[د﴿ ق[مــان في الحــرث ليمان إذ يحك اآليــة، فــإن إعطــاء األغنــام لصــاحب (1)﴾وســ[

كالهمــا وفــاء عــادل، لكن النبــيين،البستان وإعارتها له مدة يســدد أضــراره كل واحد منهما غير مــا رآه اآلخــر، وكالهمــا كانــا علىأى)عليهما السالم( ر

صــواب، وفي مثــل ذلــك قــد يكــون أحــدهما أفضــل من اآلخــر بمناســباتخارجية، وقد يتساويان.

.78 سورة األنبياء: ?()1226

: وهــو العلم والجهــل، فهــو كثــير جــدا، فيختلــفأما الرابع والخامساثنان ألن أحدهما يعلم واآلخر يجهل.

وفي مثله إن كان العالم من يريد تمشية اإلســالم فــالالزم عليــه هدايــةــر الجاهل بكل مداراة وهدوء، فال يكون التخاصم والتجادل إن لم يشب األم

بالهوى. وهناك قسم آخر وهو جهلهما معا، إذ قد يكون الواقــع ســرابا ويختلفــان

ــديم،في أنه نهر أو بحر، وهنا يأتي دور التخاصم لكن الجاهــل ليس أهال لتقاإلسالم، فالالزم أن يعالج نفسه أوال، يقول الشاعر:

يا أيها الرجل المعلم غيره هالك لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء أنت أولى بالدوا وتطيب المرضى وأنت سقيم

ــالغرض،،السادسوأخيرا يأتي دور وال يصح أن يتصف حملة اإلسالم ب فالالزم على الحملة المدارات، حتى يسير األمر إلى،وإذا اتصف الطرف بهما يرام بإذنه سبحانه.

227

التجسس(( ))حرمة)مسألة(: كتابــا وســنة، التجسس حرام شرعا ، ورذيلــة عقال، وإجماعــا

ــان،فإنه يوجب البغضاء والشحناء، ويفرق بين الناس فإن الجاسوس وإن ك يزعم أن الناس ال يعرفونه ال يمـر زمـان حــتى يعرفـه النــاس وتـترتب على

ذلك النتائج السيئة.[ه[ و﴿قـــال اللـــه تعـــالى: ول [م و رســـ[ ه[ عملك يرى الل ـوا فســـ ــ ] ــل اعمل وقـ[

[ون .(1)﴾الم[ؤمنقين﴿ مثل: ،والظاهر أن المؤمن من باب أنه محل اإلبتالء ــدى للم[ت ،(2)﴾ه[

[وا﴿ ذين آمن ها ال ــير،(3)﴾يا أي ــك، وإال فغ في التكاليف العامة للبشر إلى غير ذل المؤمن كذلك أيضا، فإن الغالب النادر خالفه أن الناس يعرفون خصوصيات اإلنسان النفسية والعملية، ولــذا إذا ســألت النــاس عن زيــد مثال قــالوا: إنــه طبيب ماهر، أو عادي، أو دون العادي، وكذلك بالنسبة إلى كــل خــير وشــر،

وغنى وفقر، وعلم وجهل، وغير ذلك، قال الشاعر: ومهما يكن عند امرء من خليقة

وإن خالها تخفى على الناس تعلم

يات التجسس(())مستنثنعم يستثنى من ذلك موردان:

: ما كان من التجسس على موظــف الدولــة حــتى ال يســيء إلىاألولالناس.

: التجسس على األعداء. والثانيــس فلألدلــة األربعة وإنمــا يســتثني هــذان،أمــا حرمــة أصــل التجس

الموضعان لقاعدة األهم والمهم في كليهمـا، ولقاعــدة المقابلـة بالمثـل فيــوز التجســس عليهم ــداء، حيث إنهم يتجسســون على المســلمين فيج األع

ــل مــا﴿مقابلة بالمثل، قال ســبحانه: ــه بمث ــد[وا علي [م فاعت ــدى عليك فمن اعت[م . (4)﴾اعتدى عليك

.105 سورة التوبة: ?()1.2 سورة البقرة: ?()2، وفي غيرها من اآليات والسور.153 سورة البقرة: ?()3.194 سورة البقرة: ?()4

228

ئةوقال: ئة سي ﴾وجزاء[ سي ﴿(1) .مات[ قصاصوقال سبحانه: ﴾والح[ر[ ﴿(2) .

فيدل عليه جملة من اآليات والروايات:،أما أصل تحريم التجسس[وا كثيرا من الظن إن بعض الظنقال سبحانه: [وا اجتنب ذين آمن ها ال ﴿يا أي

ـل لحم أخيــه ـ[ [م أن يأك [حب أحــد[ك [م بعضــا أ ي وا وال يغتب بعض[ك إثم وال تجسس[[م[وه[ .(3)﴾ميتا فكرهت

ـوا له[موقال سبحانه: ـ[ ذين آمن ون أن تشيع الفاحشة[ في ال [حب ذين ي ﴿إن ال. (4)﴾عذاب أليم

من قال في مؤمن إنه قال: ،وعن أبي عبد الله )عليه الصالة والسالم(ذين﴿ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الــذين قــال اللــه عــز وجــل: إن ال

[وا له[م عذاب أليم ذين آمن ون أن تشيع الفاحشة[ في ال [حب . (6)(5)﴾ي إن اللـه حــرم من المسـلموعن النبي )صلى الله عليه وآله( إنه قـال:

. (7)دمه وعرضه وأن يظن به ظن السوء عن أبي الحســن موســى بن جعفــر )عليهمــا،وعن محمــد بن الفضــيل

قال: قلت له جعلت فداك الرجل من أخواني بلغــني عنــه الشــيء،السالم( وقد أخبرني عنه قوم ثقات، فقــال لي:،الذي أكرهه فأسأله عنه فينكر ذلك

وإن شهد عندك خمسون قسامة،ب سمعك وبصرك عن أخيكيا محمد كذ وقال لك قوال فصدقه وكذبهم، وال تــذيعن عليــه شــيئا تشــينه بــه وتهــدم بــه

ون أن تشــيع﴿مروءته، فتكون من الذين قــال اللــه عــز وجــل: [حب ذين ي إن ال[وا له[م عذاب أليم ذين آمن . (9)(8)﴾الفاحشة[ في ال

.40 سورة الشورى: ?()1. 194 سورة البقرة: ?()2.12 سورة الحجرات: ?()3.19 سورة النور: ?()4.19 سورة النور: ?()56()? 7()? .19 سورة النور: ?()89()?

229

ــرتيب ومن الواضح أنه يراد بتكذيب الخمسين تكذيبهم عمليا، أي عدم ت األثر على شهادتهم بعد إنكار المشهود عليه، وذلك ليس في مقام الشــهادة الشرعية ونحوها، بل في مقام المعاشرة كما ذكرنا بعض تفصــيل ذلــك في

)الفقه(. أقرب مــا يكــون العبــد عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: ،وعن زرارة

إلى الكفر أن يواخي الرجل على الــدين، فيحصــي عليــه زاللتــه ليعــيره بهــا.(1)يوما ما

)عليــه الســالم( قــال: قــال، عنــه عن الحلــبي،وعن محمــد بن مســلم ال تطلبــوا عــثرات المؤمــنين، فــإن منرسول الله )صلى الله عليه وآلــه(:

تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثراتــه، ومن تتبــع اللــه عثراتــه يفضــحه ولــو في. (2)جوف بيته

قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:،وعن إسحاق بن عمار يــا معشــر من أســلم بلســانه ولمقال: رسول الله )صلى الله عليه وآله(:

يخلص اإليمان إلى قلبه، ال تذموا المسلمين، وال تتبعــوا عــوراتهم، فإنــه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله تعالى عورتــه يفضــحه ولــو في

. (3)بيتهــه الصــالة والســالم(،وعن أبي بصــير قــال: قــال، عن أبي جعفــر )علي

يا معشر من أســلم بلســانه ولم يســلمرسول الله )صلى الله عليه وآله(: بقلبه ال تتبعوا عثرات المسلمين، فإن من تتبع عثرات المســلمين تتبــع اللــه

.(4)عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحهوفي )نهج البالغة( في كتابه )عليه الصالة والسالم( إلى مالك

1()? 2()? 3()? 4()?

230

ــايباألشــتر: ــدك أطلبهم لمع ــك وأشــنأهم عن ــك من ــد رعيت وليكن أبعــابتن سالناس، فإن في الناس عيوبا الوالي أحق م رها، فال تكشفن عما غ

عنك منها، فإنما عليك تطهير ما ظهر لك، والله يحكم على مــا غــاب عنــك،. (1)فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك

يحب للمــؤمن أن عن أبي جعفر )عليه السالم( قــال: ،وعن أبي حمزة.(2)يستر عليه سبعين كبيرة

ال تظنن بكلمــة خــرجت منوعن علي )عليــه الصــالة والســالم( قــال: . (3)أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محتمال

تتبع العورات منوعن الغرر والدرر، قال علي )عليه الصالة والسالم(: .(4)أعظم السوءات

ــالم(: ــه الس ــال )علي تتبــع العيــوب من أقبح العيــوب ويبعث علىوق.(5)الشرور

.(6)من كشف حجاب أخيه انكشفت عورات بيتهوقال )عليه السالم(: شر الناس من ال يعفو عن الزلة وال يستر العورةوقال )عليه السالم(:

(7)..(8)من بحث عن أسرار غيره أظهر الله أسرارهوقال )عليه السالم(:

من روى على مؤمن روايــة يريــدوعن الصادق )عليه السالم( إنه قال: بها عيبه وهدم مروءته أقامه عز وجل مقام الذل يــوم القيامــة حــتى يخــرج

. (9)مما قال

.53 نهج البالغة، الرسائل: ?()12()? 3()? .10374 ح14 ف451 غرر الحكم: ص?()45()? 6()? 7()? 8()? 9()?

231

من اطلع من مؤمن على ذنب أووعن الصادق )عليه السالم( إنه قال: كــان عنــد اللــه،سيئة فأفشى ذلــك عليــه ولم يكتمهــا ولم يســتغفر اللــه له

. (1)كعاملها وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه، وكان مغفورا لعاملها من روى رواية على أخيــه يريــد بهــا شــينه وهــدموعنه )عليه السالم(:

. (2)مروءته أوقفه الله في طينة خبال حتى يخرج مما قال من روى على مؤمن رواية يريد بهــا شــينه وهــدموعنه )عليه السالم(:

ــة ــه إلى والي ــه من واليت ــه الل ــاس، أخرج ــقطه عن أعين الن ــه ليس مروءت. (3)الشيطان

إلى غير ذلك من عشرات الروايات الموجودة في الوسائل والمستدركوالبحار وغيرها.

ى الحكوميين(())التجسس عل وأما االســتثناءان اللــذان ذكرناهمــا وهمــا اســتثناء المــوظفين واســتثناء

األعداء. ،ففي األول: وردت جملة من الروايات، مثل ما رواه الريان بن الصــلت

كان رسول الله )صلى الله عليــهقال: سمعت الرضا )عليه السالم( يقول: وآلــه( إذا وجــه جيشــا فــأمهم أمــير بعث معــه من ثقاتــه من يتجســس لــه

. (4)خبره ه الســالم( إلى مالــك في وصــيتهيــ في عهــده )عل(وفي )تحف العقــول

ثم ال تدع أن يكون لك عليهم عيون من أهل األمانة قال: ،للجنود وأمرائهم فيثبتون بالء كل ذي بالء منهم ليثق أولئك بعلمك،والقول بالحق عند الناس

. (5) ثم أعرف لكل امرئ منهم ما أبلي،ببالئهم في عهده )عليه الصالة والسالم( إلى مالك ،وفي )نهج البالغة(

1()? 2()? 3()? 4()? 5()?

232

وابعث العيـون من،ثم تفقـد أعمـالهم قـال: ،األشتر بعد ذكره العمـال أهل الصــدق والوفــاء عليهم، فــإن تعاهــدك في الســر ألمــورهم حــدوة لهم

وتحفظ من األعوان فإن أحد منهم بسط،الستعمال األمانة والرفق بالرعية ،يده إلى خيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبــار عيونــك اكتفيت بــذلك شــاهدا فبسطت عليه العقوبــة في بدنــه وأخذتــه بمــا أصــاب من عملــه، ثم نصــبته

. (1)بمقام المذلة ووسمته بالخيانة وقلدته عار التهمة وهذا باإلضافة إلى أنه يظهر من جملــة من كلماتــه )عليــه الســالم( في

ال، وكانوا يخبرونه عن أحوال العمــال،)نهج البالغة( أنه كان له عيون عليهم أن الخبر يصل إلى أذنه اتفاقا، مثل كتابه إلى مصقلة بن هبيرة عاملــه على

بلغني عنك أمر إن كنت فعلت قد أسـخطت إلهـك وأغضـبتأردشير خرة: إنك تقسم فيء المسلمين الـذي جازتـه رمـاحهم وخيـولهم وأريقت،إمامك

. (2)عليه دماؤهم فيمن اعتامك من أعراب قومكأقول: االعتيام بمعنى االختيار.

فقد بلغني عنك أمر،أما بعدإلى ابن عباس: عليه السالم( وفي كتابه ) إن كنت فعلته فقد أسخطت ربك وعصيت إمامــك وأخـزيت أمانتـك، بلغـنيــارفع إلي أنك جردت األرض فأخذت ما تحت قدميك وأكلت ما تحت يديك ف

. (3)حسابك إلى عثمــان بن حــنيف عاملــه على البصــرة:عليــه الســالم( وفي كتابه )

يابن حنيف فقد بلغــني أن رجال من فتيــة أهــل البصــرة دعــاك إلى،أما بعد تستطاب لك األلوان، وتنقل إليك الجفان، ومــا ظننت،مأدبة فأسرعت إليها

. (4)أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو

.53 نهج البالغة: الكتاب ?()12()? 3()? 4()?

233

إلى أبي موسى األشعري عامله على الكوفة،)عليه السالم( وفي كتابه وقد بلغه تثبيطه عنه في الخروج إليــه لمــا نــدبهم إلى حــرب البصــرة، قــال

.(1) فقد بلغني عنك قول هو لك وعليك،أما بعد)عليه السالم(: لمــا كتب إليــه معاويــة يريــد،إلى زياد بن أبيهعليه السالم( وفي كتابه )

وقد عرفت أن معاويــة كتب إليــك يســتزل بــك ويســتفل غربــكاستلحاقه: . (2)فاحذره

أقول: ومعنى )يستفل غربك( يطلب فــل شــدتك حــتى ال تكــون شــديدافي ذات الله سبحانه.

أمــا بعــد، فــإنإلى منذر بن جــارود العبــدي: عليه السالم( وفي كتابه ) وظننت أنك تتبع هديه وتسلك سبيله، فإذا أنت فيمــا،صالح أبيك غرني منك

. (3)رقي إلي عنك ال تدع لهواك انقيادا فقــد،أمــا بعدوفي كتابــه إلى محمــد بن أبي بكــر عاملــه على مصــر:

. حين عــزل اإلمــام )عليــه(4)بلغني موجدتك من تسريح األشــتر إلى عملكالصالة والسالم( محمد بن أبي بكر ونصب مكانه مالكا األشتر.

ــالم( كتب وروى بعض علماء العامة أن علي بن أبي طالب )عليهما الســك واخــرج فيإلى كعب بن مالك وهو عامله: أما بعد فاستخلف على عمل

تســألهم عن،طائفــة من أصــحابك حــتى تمــر بــأرض الســواد كــورة كــورة. (5)عمالهم وتنظر في سيرتهم حتى تمر بمن كان فيما بين دجله والفرات

))التجسس على الكفار(( : وهــو التجســس على الكفــار، فالروايــات والتــاريخ فيــهوأما الثــاني

عن أمير المؤمنين )عليه السالم(، إنه رأى ،متواترة، فعن )دعائم اإلسالم(

1()? 2()? 3()? .34 نهج البالغة: الكتاب ?()45()?

234

إن رســول اللــه )صــلىبعثة العيون والطالئع بين يدي الجيوش، وقال: . (1)الله عليه وآله( بعث عام الحديبية بين يديه عينا له من خزاعة

وعن ابن هشام في غزوة بدر: ثم ارتحل رسول الله )صــلى اللــه عليــه فركب هو ورجل من أصــحابه حــتى، ثم نزل قليال من بدر،وآله( من دفران

وقف على شيخ من العرب، فسأله عن قــريش وعن محمــد وأصــحابه ومــا ي بن أبي طالب )عليهبلغه عنهم، ثم رجع إلى أصحابه فلما أمسى بعث عل

وزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى مــاءالسالم( بدر يلتمسون الخبر له عليه، فأصابوا راويــة لقــريش فيهــا أســلم غالم بــني

فســألوهما ورســول،الحجاج، وعريض أبو يسار غالم بني العاص، فأتوا بهما فقــاال: نحن ســقاة قــريش بعثونــا،الله )صلى الله عليه وآلــه( قــائم يصــلي

،نســقيهم من المــاء، فكــره القــوم خبرهمــا ورجــوا أن يكونــا ألبي ســفيان فضربوهما فلما أطلقوهما قاال: نحن ألبي سفيان فتركوهمــا، وركــع رســول الله )صلى اللـه عليـه وآلـه( وســجد سـجدتيه ثم سـلم وقـال: إذا صــدقاكم

وإذا كذباكم تركتموهما، صــدقا واللــه إنهمــا لقــريش، أخــبراني،ضربتموهماــه )صــلى،عن قريش قاال: هم والله وراء هذا الكثيب، فقال لهما رسول الل

قــال:، قــاال: ال نــدري، قال: ما عدتهم، قاال: كثير،الله عليه وآله(: كم القومــلى كم ينحرون كل يوم، قاال: يوما تسعا ويوما عشرا، فقال رسول الله )ص الله عليه وآله(: القوم فيما بين التسعمائة واأللف، ثم قال لهما: فمن فيهم

قاال: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو البخــتري بن،من أشراف قريشهشام.

وعن الواقدي إنه قال: ولما تحين رسول الله )صلى الله عليه وآله(

1()? 235

وبعث،في غزوة بدر انصــراف العــير من الشــام نــدب أصــحابه للعــير ــللى الله عليه وآلهرسول الله )ص ــد، قب ( طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زي

يتحسسان خبر العير حــتى نــزال على كشــد،خروجه من المدينة بعشر ليال الجهني بالنخبار فأجارهما وأنزلهما ولم يــزاال مقيمين عنــده في خبــاء حــتى

وجعــل أهــل العــير، فنظــروا إلى القــوم وإلى مــا تحمــل العــير،مرت العير فيقــول: أعــوذ باللــه وأنى،يقولون: يا كشد هل رأيت أحدا من عيون محمد

عيون محمد بالنخبار، فلمــا راحت العــير باتــا حــتى أصــبحا ثم خرجــا وخــرج معهما كشد خفيرا فخرجا يعترضـان النــبي )صـلى اللـه عليــه وآلــه( فلقيــاه

فــأخبر النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ســعيد، وقدم كشد بعــد ذلك،بتربان. (1)وطلحة إجارته أياهما فحياه رسول الله )صلى الله عليه وآله(

إذا كان )صلى اللــه عليــه وآلــه( قريبــا منتى وفي سيرة ابن هشام: ح الصفراء بعث بسبس ابن الجهني حليف بني ساعدة، وعدي بن أبي الزغباء الجهني حليف بني النجار، إلى بدر يتجسسان له األخبار عن أبي ســفيان بن

إلى أن قال: فجلسا على بعيريهما ثم انطلقا حتى أتيا رســول،حرب وغيرهالله )صلى الله عليه وآله( فأخبراه بما سمعا.

[حد: بعث النبي )صلى الله عليــه وآلــه( عيــنين وقال الواقدي في غزوة أ ،له أنسا ومؤنسا ابــني فضــالة ليلـة الخميس فاعترضـا لقـريش في العقيق فسارا معهم حتى نزلوا بالوطيء، فأتيا رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(

فلما نزلوا وحلوا العقد واطمأنوا بعث رسول الله )صلى الله عليه،فأخبراهــعونظر وآله( حباب منذر بن الجموح إلى القوم فدخل فيهم وحزر إلى جمي

وقال ،ما يريد وبعثه سرا

الفصل الثالث غزوة بدر.84 ص14 راجع شرح نهج البالغة: ج?()1236

أحــد من المسـلمين إال أن تـرى في القـوم قلـةين للحباب: ال تخبرني بفرج إليه فأخبره.

أقول: معنى )حزر( بالزاء والراء: التقدير والتخمين. [حــد بعــد انصــراف قــريش: ثم بعث وقال ابن هشام بالنسبة إلى غزوة أ

فقــال:عليه السالم( رسول الله )صلى الله عليه وآله( علي بن أبي طالب )ــوا أخرج في آثار القوم، فانظر ماذا يصنعون وما يريدون، فإن كانوا قد جنب

وإن ركبــوا الخيــل وســاقوا اإلبـل،الخيل وأمتطوا اإلبل فـإنهم يريـدون مكة فإنهم يريدون المدينة، والذي نفسي بيده لئن أرادوها ألسيرن إليهم فيها ثم

فخــرجت في آثــارهم أنظــر مــاذا، قــال علي )عليــه الســالم(: ألنــاجزنهم. (1) فجنبوا الخيل وأمتطوا اإلبل ووجهوا إلى مكة،يصنعون

[حــد: وكتب العبــاس بن عبــد المطلب وفي طبقات ابن سعد في غزوة أ صــلىخبرهم كله إلى رسول الله )صلى الله عليه وآله( فأخبر رسول الله )

سعد بن الربيع بكتاب العباس. الله عليه وآله( وفي التواريخ: إن العباس قبل فتح خيبر كان قد أسلم، لكنــه كــان يكتم إسالمه، وكان يكتب بأخبــار المشـركين إلى رسـول اللـه )صـلى اللـه عليـه

فكتب إليه النبي )صلى الله عليه وآله(: إن مقامك بمكة خير. ،وآله( وذكر الواقدي في غزوة الخندق: قــال خــوات بن جبـير: دعـاني رسـول

يالله )صلى الله عليه وآله( ونحن محاصرو الخنــدق، فقــال: انطلــق إلى بنقريظة فانظر هل ترى لهم عزة أو خلال من موضع

123 ص1 سورة آل عمران. وتفسير القمي: ج130 راجع تأويل اآليات الظاهرة: ص?()1237

فتخبرني، قال فخرجت من عنده عند غروب الشمس فتدليت من سلعوغربت لي الشمس.

وفي سيرة ابن هشــام في غــزوة الخنــدق: ثم إن نعيم بن مســعود أتى رسول الله )صلى الله عليه وآله( فقال: يا رسول الله إني قد أســلمت وإن

فقال رســول اللــه )صــلى اللــه،قومي لم يعلموا بإسالمي فمرني بإسالمي ل عنا إن اســتطعت، فــإن الحــربعليه وآله(: إنما أنت فينا رجل واحد فخذ

خدعة، فخرج نعيم بن مسعود حــتى أتى بــني قريظــة وكــان لهم نــديما في الجاهليـة، فقـال: يـا بـني قريظـة قـد عـرفتم ودي إيـاكم وخاصـة مــا بيـني

وبينكم، قالوا: صدقت لست عندنا بمتهم. فقال لهم: إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلــد بلــدكم فيــه أمــوالكم وأبناؤكم ونساؤكم ال تقــدرون على أن تحولــوا منــه إلى غــيره، وإن قريشــا

وبلــدهم،وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصــحابه وقــد ظــاهرتموهم عليه وإن كــان،وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم، فإن رأوا نهزة أصــابوها

غــير ذلــك لحقــوا ببالدهم وخلــوا بينكم وبين الرجــل وال طاقــة لكم بــه، فال يكونون بأيديكم ثقــة،تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم

لكم على أن تقــاتلوا معهم محمــدا حــتى تنــاجزوه. فقــالوا لــه: قــد أشــرتبالرأي.

ــد عــرفتم ودي لكم ثم خــرج حــتى أتي قريشــا فقــال ألبي ســفيان: ق وفراقي محمدا، وإنه قد بلغني أن معشر اليهود قــد نــدموا على مــا صــنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسوا إليه: إنا قد ندمنا فهــل يرضــيك أن تأخــذ من القبيلتين )أي قريش وغطفان( رجاال من أشرافهم فنعطيكهم فتضــرب

أعناقهم ثم نكون معك. ثم خرج إلى غطفان فقال لهم مثل ما قــال لقــريش، فلمــا كــانت ليلــة

السبت

238

أرسل أبو سفيان ورؤوس غطفــان إلى بــني قريظــة: أن أغــدوا للقتــال حتى نناجز محمدا، فأرسلوا إليهم أن اليوم يوم الســبت ال نعمــل فيــه شــيئا

رهن يوزن عنقولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنامن رجالكم يكونون بأيدينا ثقة، فرجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة. قالت قريش وغطفان: واللــه أن الــذي حــدثكم نعيم بن مســعود لحــق، فأرسلوا إلى بني قريظة: إنا والله ال ندفع إليكم أحدا من رجالنا، فــإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا، فقالت بنو قريظة حين انتهت الرسل إليهم

ما يريــد القــوم إال أن يقــاتلوا،بهذا: إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق فإن رأوا فرصة انتهزوهــا، وإن كــان غــير ذلــك انشــمروا إلى بالدهم وخلــوا

فخذل الله بهم وبعث الله عليهم الريح. ،بينكم وبين الرجل في بلدكم وقال أيضا: فلما انتهى إلى رسول الله )صلى الله عليه وآله( ما اختلف من أمــرهم وفــرق اللــه من جمــاعتهم دعــا حذيفــة بن اليمــان فبعثــه إليهم لينظر ما فعل القوم ليال، قال حذيفة: التفت إلينــا رســول اللـه )صــلى اللـه عليه وآله( فقال: من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع، فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجــوع وشــدة الــبرد، فلمــا لم يقم أحد دعاني رسول الله )صلى الله عليه وآله( فقال: يا حذيفة اذهب فادخــل في القوم فانظر ماذا يصنعون وال تحــدثن شــيئا حــتى تأتينــا، قــال: فــذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل ال تقر لهم قدرا وال

فقــام أبــو ســفيان فقــال: يــا معشـر قــريش لينظـر امــرئ من،نارا وال بناء جليسه، قال حذيفة: فأخــذت بيــد الرجــل الــذي كــان إلى جنــبي فقلت: من

أنت،

239

قال: فالن بن فالن، ثم قــال أبــو ســفيان: يــا معشــر قــريش لقــد هلــك الكراع والخف وأخلفتنا بنوا قريظه ولقينا من شدة الريح ما ترون فــارتحلوا

ولوال عهــد رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه،فإني مرتحل، ثم قام إلى جمله أن ال تحدث شيئا حتى تأتيني لقتلته بســهم، فــرجعت إلى رســولوآله( إلي

( وهو قــائم يصــلي في مــرط لبعض نســائه، فلمــالى الله عليه وآلهالله )ص ثم ركــع وســجد وإني،رآني أدخلني إلى رجليه، وطرح على طــرف المــرط

لفيه، فلما سلم أخبرته الخبر. ــه )صــلى وذكر الواقدي في غزوة دومة الجندل: إنه قد ذكر لرسول الل الله عليه وآله( أن بدومة الجندل جمعا كثيرا وأنهم يظلمون من مر بهم من

الضافطة. أقول: الضافط الذي يجلب المتاع إلى المدن.

وكان بها سوق عظيم وتجار، فندب رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( ، فكــان يســير الليــل ويكمن النهــار،الناس وخــرج في ألــف من المســلمين

ومعه دليل له من بني عذرة، ولما دنى رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه(ــأقم،من دومة الجندل ــرعى، ف قال له الدليل: يا رسول الله إن سوائمهم ت

حتى أطلع لك، فخرج طليعة حتى وجد آثار النعم والشــاء وهم مغربــون، ثم رجع إلى النبي )صلى الله عليه وآله( فأخبره وقــد عــرف مواضــعهم فســار

النبي )صلى الله عليه وآله(. وذكر الواقــدي أيضــا في غــزوة بــني المصــطلق الــتي يقــال لهــا غــزوة

المريسيع، إذ كان هناك ماء يسمى بهذا االسم، قال: إن سيد بني

240

سار في قومه ومن قــدر عليــه مند المصطلق الحارث بن أبي ضرار ق،العرب فدعاهم إلى حرب رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( فابتــاعوا خيال

وجعلت الركبــان تقــدم من نــاحيتهم فيخــبرون،وسالحا وتهيئوا للمسير إليه بمسيرهم، فبلغ رسول الله )صلى الله عليه وآله( فبعث بريدة بن الحصيب األسلمي يعلم علم ذلك واستأذن النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أن يقــول: فأذن له، فخــرج حــتى ورد عليهم مــاءهم فوجــد قومــا مغــرورين قــد تــألبوا وجمعوا الجموع فقالوا: من الرجل، قال: رجل منكم قدمت لمــا بلغــني عن جمعكم لهذا الرجل فأسير في قومي ومن أطاعني فتكون يدنا واحدة حتى

قال الحارث بن أبي ضــرار: فنحن على ذلــك فعجــل علينــا، قــال،نستأصله بريــدة: اركب اآلن فــآتيكم بجمــع كــثيف من قــومي ومن أطــاعني، فســروابذلك منه، ورجع إلى رسول الله )صلى الله عليه وآله( فأخبره خبر القوم.

بية: أن الرسول )صلى الله عليه وآله(يوذكر المفسرون في غزوة الحد وســار رســول اللــه،بعث بين يديه عينــا لــه من خزاعــة يخــبره عن قــريش

)صلى الله عليه وآله( حتى إذا كان بغدير األشطاط قريبا من عســفان أتــاه عينه الخزاعي فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك ،األحــابيش وجمعــوا جموعــا وهم قــاتلوك أو مقــاتلوك وصــادوك عن الــبيت

فراحوا. ،فقال )صلى الله عليه وآله(: روحوا وذكر الواقدي في غزوة خيبر: إن الرسول )صلى الله عليــه وآلــه( بعث

عباد بن بشر في فوارس طليعة فأخذ عينا لليهود من

241

ــاد:،أشجع، فقال: من أنت قال: باغ أبتغي أبعرة ضلت لي، قــال لــه عب هل لــك علم بخيــبر، قــال: عهــدي بهــا حــديث فيم تســألني عنــه، قــال: عنــدين اليهود، قال: نعم كان كناتة وهوذة في حلفائهم من غطفان معدين مؤي بالكراع والسالح وفي حصونهم عشرة آالف مقاتل، وهم أهل الحصون التي

مـا أري ألحــد بهم،ال ترام وسالح وطعام كثير لـو حصـروا للسـنين لكفـاهم طاقة، فرفع عباد بن بشر الصوت فضربه ضــربات، وقــال: مــا أنت إال عين لهم أصـدقني وإال ضـربت عنقـك، فقــال األعــرابي: القــوم مرعوبـون منكم

خائفون وجلون لما قد صنعتم بمن كان بيثرب من اليهود. قالوا: ودعا رسول الله )صلى الله عليــه،وذكر الواقدي في غزوة حنين

وآله( عبد الله بن أبي حدرد األسلمي فقال: انطلق فادخل في الناس حــتى بخبر منهم وما يقول مالك، فخرج عبد اللــه فطــاف في عســكرهم ثمأتي ت

...، فسمعه يقــول ألصــحابه،انتهى إلى ابن عوف فوجد عنده رؤساء هوازنــاءكم إلى أن قــال: إذا كــان في الســحر فصــفوا مواشــيكم ونســاءكم وأبن

واكسروا جفون ســيوفكم،وراءكم ثم صفوا صفوكم ثم تكون الحملة منكم واحملوا حملة رجل واحد، واعلموا أن الغلبة لمن حمل أوال، فلما وعى ذلك عبد الله بن أبي حدرد رجع إلى النبي )صلى الله عليه وآله( فأخبره بكل ما

سمع. أمــر رســول اللــه )صــلى اللــه،وذكر ابن سعد في سرية أسامة بن زيد

عليه وآله( الناس بالتهيؤ لغزو الــروم، فلمــا كــان الغــد دعــا أســامة بن زيــد ،فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل، فقد وليتــك هــذا الجيش

وحرك عليهم أسرع السير ،بنى[أهل أى فأغر صباحا عل

242

تسبق األخبــار، فــإن ظفــرك اللـه فأقلــل اللبث فيهم وخــذ معــك األدالءوقدم العيون والطالئع أمامك.

قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن قول الله عــز،وروى الحلبي قال: وجه رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(،(1)والعاديات ضبحاوجل:

فلمــا،عمــر بن الخطــاب في ســرية فرجــع منهزمــا يجبن أصــحابه ويجبنونهــأ انتهى إلى النبي )صلى الله عليه وآله( قال لعلي: أنت صاحب القــوم فتهي أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين واألنصار، فوجــه رســول اللــه )صــلى الله عليه وآله( وقال له: أكمن النهــار وســر الليــل وال تفارقهــا العين، قــال: فانتهى علي )عليه السالم( إلى ما أمره رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(

فــأنزل اللــه على نبيــه:، فلما كان عند وجه الصبح أغــار عليهم،فسار إليهم﴿ . (2)﴾والعاديات ضبحا

وذكر المؤرخون في عيون رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( أســامي متعددة من الصــحابة: كــأنس بن أبي مرثــد الغنــوي، تخــريج بن أبي شــيبة،ــفيان ــر بن س ــوي، وبش ــامر البل ــة بن ع ــاري، وجبل ــبيب بن علي األنص وخ

العبكي، وأمية بن خويلد. وذكر بعضهم: أن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( بعث عشــرة رهــط

ر عليهم عاصم بن ثابت. وأمعينا وكذلك ذكر المؤرخون أن أمير المؤمنين )عليــه الصــالة والســالم( بعث عيونا، مثال ذكر بعضـهم: أن معاويــة اختلـق كتابــا نسـبه إلى قيس بن سـعد

وأتت، فشــاع على الشــام كلــه أن قيســا صــالح معاوية،وقرأه على الشــامــون علي بن أبي طــالب ) ــه الســالم( عي ــذلكعلي ــه ب فأعظمــه وأكــبره،إلي

وتعجب له.

.1 سورة العاديات: ?()1.1 سورة العاديات: ?()2

243

عن علي )عليه السالم( أنـه رأى بعثـة العيـون والطالئـع،وروي الدعائم ن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( بعث عــامإبين أيدي الجيوش، وقال:

. (1)الحديبية بين يديه عينا له من خزاعة وفي وصية أمير المؤمنين )عليــه الســالم( لزيــاد بن النضــر حين أنفــذه

وعيــون،اعلم أن مقدمــة القــوم عيــونهمعلى مقدمته إلى صفين قال له: فإذا أنت خرجت من بالدك ودنوت من عــدوك فال تســأم،مة طالئعهمدالمق

ر، وفيممن توجيه الطالئع في كل ناحية، وفي بعض الشعاب والشجر والخ كل جانب حتى ال يغركم عدوكم، ويكون لكم كمين، وإذا نزلتم بعدو أو نــزل بكم فليكن معسكركم في إقبال األشــراف، أو في ســفاح الجبــال، أو أثنــاء األنهار، كيما يكون لكم ردءا، ودونكم مردا، ولتكن مقاتلتكم من وجــه واحــد

ــاكب،أو اثنين واجعلوا رقباءكم في صياصي الجبال، وبأعلى األشراف، وبمن.(2)األنهار، يريؤون لكم، ألن ال يأتيكم عدو من مكان مخافة أو أمن

ــا جيشــا: ــه الســالم( وصــى به ــه )علي ــة( في وصــية ل وفي )نهج البالغواجعلوا لكم رقباء في صياصــي الجبــال، ومنــاكب الهضــاب، ألن ال يــأتيكم

العدو من مكان مخافة أو أمن، واعلموا أن مقدمة القــوم عيــونهم، وعيــون.(3)المقدمة طالئعهم، وإياكم والتفرق

كما في،وفي كتابه )عليه السالم( إلى قثم بن العباس عامله على مكةــه وجــه إلى :)نهج البالغة( أما بعد، فإن عيني بالمغرب كتب إلي يعلمني أن

الموســم أنــاس من أهــل الشــام، العمي القلــوب، الصــم األســماع، الكمــه فأقم أن قال )عليه السالم(: إلى ،األبصار، الذين يلتمسون الحق بالباطل. (4)على ما في يديك قيم الحازم الصليب

1()? ، عن تحف العقول.12381 ح14 ب41 ـ 40 ص11 مستدرك الوسائل: ج?()2.11 نهج البالغة: الرسائل ?()3.33 نهج البالغة: الرسائل: ?()4

244

عيون على عمالء الكفار(()) ،ومن مصاديق الثاني من جعل اإلمام العيون على أهــل الريبــة والنفــاق

وذلــك ألن،جعل الدولة اإلسالمية العيــون على عمالء الكفــار ومن أشــبههمنظام البالد يتوقف على ذلك، باإلضافة إلى مسألة األهم والمهم.

ويؤيده جعل الحسين )عليه الصالة والسالم( محمد بن الحنفية عينــا لــهعلى المدينة لما سار إلى كربالء.

لكن من الواضح أن ما يجري في الــدول اإلســالمية الحــال الحاضــر من جعل االستخبارات على كافة الناس، وخصوصا العاملين منهم لإلسالم ليس

بـــل هـــذا النحـــو من،من اإلســـالم، بـــل وال من الديمقراطيـــة الغربية االستخبارات من أشد أنواع التجسس الحــرام، وفيــه جملــة من المحرمــات

تبــدأأن األخر، ولذا يجب على الدولة اإلسالمية إذا قامت بــإذن اللــه تعــالى في إبطال هذا النحو من االستخبارات.

245

وعمالئهم(( الكفار مخططات ))معرفة وكــذلك من أهم مــا يجب على الدولــة اإلســالمية العالميــة،)مسألة(:

اإلهتمــام بمعرفــة خطى الكفــار التيار اإلســالمي قبــل وصــوله إلى الدولــة، وســيرهم الخفي في بالد اإلســالم، فقــد تعلم كفــار الشــرق والغــرب على التخفي في بالد اإلسالم والعمل على تقويض كيان اإلسالم والمسلمين بكلــأخر خفاء وإحكام، ولذا تجد مليارا ونصف مليار من المسلمين في أبشع الت والذل والمهانة مع صحة مبادئهم، ونصع تــاريخهم، وكــثرة جمعيتهم، وزيــادةــا، إلى غــير ذلــك من ثــروتهم، وحســن منطقتهم الوســط في العــالم تقريب

أسباب القوة. ونحن في هــذه المســألة نشــير إلى بعض أســاليبهم، ولكن الالزم أنــاب إســالميون الخطــوات المرمــوزة لهم حــتى يعي المســلمون يفصــل كت

أساليب المستعمرين في بالد اإلسالم، وذلك ضمن أرقام:

دون العمران والتقدم(())الوقوف األول: إشـــغال المســـلمين بأوليـــات الحيـــاة من المأكـــل والمشـــرب والمسكن والزواج ونحوها، فبينما ترى الصــحارى الكثــيرة والميــاه الوفــيرة

ترى عمالء بالد الغــرب،التي تعطي للمسلمين كل خير ورفاه إذا أشغلوهما يقفــون بكــل جــد وصــالبة دون،والشرق الذين يســمون بحكــام المســلمين

العمران والتقدم. ال يأذنون لحيــازة األرض، وال عمارتهــا، وال زراعتهــا، وال نصــب المعامــل فيها، وال صنع حقول الدواجن، وال جر األنهــر، وال حفــر اآلبــار االتوازيــة، إلى غير ذلك، فال يملك المســلم دارا، وال مــورد عمــل، وال منبــع لحــوم وبيــوضــك حــتى يضــطر ــل ذل ــا، ك ــد والجبن وغيره ــدهن والزب ــك من ال ــع ذل وتواب المسلمون إلى استيراد كل شيء حتى اللحم والبيض من الخارج، وال يمكن

الشباب والشابة من الزواج، ألنهما ال يملكان المال الكافي لبناء

246

وال عمال ألجل إمرار معائشهم.،البيت الجديد، كما ال يملكان مسكنا وكل بالد اإلسالم في هذه األمور على حد سواء، من غــير فــرق بين مــاــة ــة أو الجمهوري ــة الملكي ــة أو الشــيوعية أو العلماني ــا بالتقدمي يســمى منه

الدكتاتورية أو الديمقراطية، فالجوهر في الكل واحد واأللوان مختلفة.

طيم التجارة والصناعة(())تح : تحطيم التجــارة والزراعــة والصــناعة والثقافــة ومــا إلى ذلــكالثاني

ــة، بأســباب مختلفــة، االنقالب العســكرية والحــروب األهلي فهــل تجــد بلــدا إسالميا واحدا لم يحصل فيه انقالب عسكري، أو لم تقع فيه حرب أهلية، أو لم يدخل بماله ورجاله وسالحه في حرب هامشــي، وإن لم يــدخل في متن الحرب، فإذا شاء الكفار حارب بعض المسلمين بعضا بسبب أسلحتهم التي يبيعونها لهم بأغلى األثمان، وإذا شاؤوا حصل السلم في البالد، لكن السالم أيضا محفوف بالسالح اشتراء منهم بــزعم التحفــظ على الســالم، أمــا البالد بعد الحرب فإنها تتهافت إلى أسواقهم لشـراء الحاجــات حـتى األوليــة منهـا

كالبرادات والغساالت والمكيفات وما إلى ذلك.

طيم مقدرات األمة(())تحــالث ــوانين الكابتةالث ــطة الق ــلمين بواس ــدرات المس وال،: تحطيم مق

ــه األمــة، ،مهما كان لونه سأل حاكم بلد اإلسالم[ي عما يفعل، بل ال تصــل إلي ألنه حصن نفسه في حصن من السالح والحرس والقالع، وكــل ســؤال عنــه

يساوي إعدام السائل أو سجنه وتعذيبه ومصادرة أمواله وهتك عرضه. وإني رأيت هذا التحطيم في مختلف بالد اإلسالم، فكان الناس في أمن ورفاه نسبي حتى جاء قانون اإلصالح الزراعي حيث حطم كل شيء، ومنــذ

بينما كــان قبــل،ثالثين سنة الناس يحتاجون إلى البيض، وال يجدونه إال نادرااإلصالح الزراعي تمتلئ األسواق

247

بالبيض طوال السنة حتى في أضخم الزيــارات في العتبــات المقدســة،ــا ولما جاء اإلصالح الزراعي احتاجت إلى استيراد كل شيء حتى التبن، بينم

كانت تصدر حتى الحنطة. ولما كتب األخ السيد صادق كتابا باسم )اإلصالح الزراعي في اإلســالم(

ــة،ونقد فيه قوانين اإلصالح الزراعي المستوردة نقدا موضوعيا أمرت الدولــف،بإحراق الكتاب وسجن صاحب المطبعة حيث لم تقدر على سجن المؤل

يةخوفا من الرأي العــام، نعم بعــد ذلــك ســجن األخ الســيد صــادق في قضــأخرى.

يات والكفاءات(())قتل الشخص : قتل األشخاص البارزين بالســم أو باالغتيــال أو مــا أشــبه ذلــك،الرابع

وقد قتلوا كال من السيد المجدد، والشيخ الخراساني، وقائد ثورة العشــرين،بواسطة السم في قصص مشهورة.

أنــه )رحمـه اللـه( بعـد،فقد نقل لي بعض أرحامنا ممن عاصـر المجــدد قصة التبناك كان شديد التحفظ عن أكل أي شيء أو شــربه بــدون إشــراف دقيــق من بعض ذويــه، فــاتفق أن فارقــه المشــرف على طعامــه وشــرابه ووقعت الواقعة بإدخال بعض العمالء ســما في طعامــه على حين غفلــة من الطباخ، مما أنجر إلى مرضه الشديد، فكان يغشي عليه مرة بعــد مــرة إلى

أن توفاه الله سبحانه وتعالى مسموما. كما نقل والدي )رحمه الله( أن اآلخوند ما كان يستعمل مأكال أو مشربا

حتى أنه ذات مرة رد زيارة العالم الكبير السيد على،في خارج داره إطالقاــات ــه ببعض الحلوي األصغر الشهرستاني وهو من أرحامنا، ولما أن جاؤوا إلي لم يتناول منه شيئا، وإنما كــان مــع خــادم اآلخونــد شــيء من القنــد فــذهب الخادم إلى حب الماء وأخذ من الماء وأذاب فيه ذلك القند فشربه اآلخونــد،

شربت د وقال: ذلك احتراما لكم حتى أكون ق

248

شيئا في داركم، لكن لما أراد اآلخوند )رحمه الله( أن يسافر إلى إيرانــدهورت بواســطة البريطــانيين بعــد قصــة ــتي ت ألجــل تحســين األوضــاع ال المشروطة ذهب إلى مسجد السهلة مع جماعة من علماء النجف األشــرف للدعاء، وهناك عطش وشرب شيئا من الماء بدون رقابــة إضــطرارا، وكــان

في ذلك أجله حتى مات في نفس الليلة من أثر السم. ــورة ونقل لي آيه الله السيد مرتضى الطباطبائي )رحمه الله( أن قائد ث

فاشــتروا لــه بعض العقــارت من عطــار كــان في،العشرين تمــرض بالنزلة رأس عقد دار الميرزا، وبعد أن شرب الدواء ظهــر فيــه أثــر الســم واختفى العطار، مما ظهر أنه كان من عمالء بريطانيا، ومات الميرزا مسموما، قال:ــه السيد الطباطبائي: ولما وضعنا جنازته على المغتسل خرج من فمــه وأنف

ر جدا بمــا لم يبــق في بدنــه حـتى قطـرة دم ممــا تعجب الحاضـرونيدم كثعلى الغسل من ذلك.

ونقــل لي أحــد علمــاء )قصــر شــيرين( في إيــران أن العالمــة العبقــري الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء )رحمه الله( كــان نــزيال عنــدهم بعــد أن

ــابه،كتب كتاب )المثل العليا في اإلسالم( ، وقد جيء إليه بطبيب لوعكة أص وكـان النـاس يـأتون إلى زيارتـه زرافـات،فأعطاه بعض الحبوب والشـراب

زرافات، قال ذلك العالم وقد طلب مــني أن ال أذكــر اســمه: وفي يــوم من األيام جئت إلى غرفته بعد صالة الصبح فرأيتــه وقـد وقـع في سـجادته على وجهه، فلما حركته تبين أنه بعد صالة الصبح فارقت روحــه الطــاهرة الــدنيا، ولمــا نــزعت مالبســه كــان آثــار الســياط على جســمه ممــا تعجبت كثــيرا،

وتعجب الطبيب هو بنفســه عن تلــك اآلثــار، فطلب علبــة،فاحضرنا الطبيب ولما رآها قال: انظروا إن هذه ،حبوبه

249

الحبوب مدسوسة في الظرف، وأنها سم دسها بعض العمالء على حين غفلة في ظرف دوائه، وهذه اآلثار في جسمه من أثر هذا السم المدسوس

إليه في الحب. وقصة اغتيال األخ السيد حسن )رحمه الله( وغيره في عصــرنا متعــددة

ومعروفة مما ال داعي إلى ذكرها.

))التهم واالفتراءات(( : اغتيال الشخصية بإلصاق أنــواع التهم باألشــخاص ذوي األثــرالخامس

،إلسقاطهم في أعين الناس، وكل يذكر كيف كــان الشــيوعيون والقوميــون وغيرهم يلصــقون التهم بالعلمــاء المجاهــدين ورجــال والملكيون في إيران،

اإلسالم البارعين. فقد اتهموا الوالد )رحمه الله( في أيام الشــيوعيين وغــيرهم بأنــه يأخــذ األموال من األجانب، كما اتهمـوا السـيد الحكيم )رحمــه اللـه( بأنـه عفلقي، وأن ولده جاسوس، إلى غــير ذلــك من االتهامــات الــتي ال تكــون غائبــة عن

األذهان. والكفار والمنافقون اليوم أحفاد أولئك الكفــار والمنــافقين الــذين كــانوا

أســاطير األولين اكتتبهــا فهييقولون عن الرسول )صلى الله عليه وآلــه(: . وأولئــك الــذين كــانوا يقولــون إن عليــا )عليــه(1)تملى عليــه بكــرة وأصــيال

إلى غير ذلك. ،السالم( خارجي وطريق االتهام الحديث سهل إلى أبعد حد، وقد رأيت أنا مكررا من هذاــتخبارات النوع، فإن رئيس الدولة مرتبط باالستخبارات األجنبية، ورئيس اس الدولة مرتبط به مباشرة، فإذا أراد الغرب أو الشرق إســقاط شخصــية عن أعين الناس يأتي إلى رئيس الدولة األوامر من أسياده باالتهام الجاهز، وهو

وهو يطلع معاونيه في ،يأمر بذلك رئيس استخباراته

.5 سورة الفرقان: ?()1250

وإذا بعد نصــف يــوم ينتشــر االتهــام في كــل البالد،المحافظات باالتهام واالتهامات على شكلين: ،بواسطة مائة ألف جاسوس أو أكثر أو أقل

مشين بالشخصية. ء: االتهام بشياألول: االتهام بشيء يوجب التشويش حول الشخصية. والثاني

تجميد الشخصيات والكفاءات(()) : تجميــد األشــخاص البــارزين بإيجــاد الضــغوط عليهم حــتى الالسادس

ويخلــو الجــو لعمالء االســتعمار للصــولة والجولــة في،يتمكنــوا من التحــركالبالد كيف ما يشاء أسيادهم.

والكــل يــذكر كيــف كــانت االســتخبارات تهــدد من يــذهب إلى دار بعضــبر أو شــبه، أو يحضر دروسهم،العلماء العاملين أو يأتي باسمهم فــوق المن

ــوق،ذلك حتى أن البهلوي األول كان قد هدد تجار إيران بأن ال يرسلوا الحق وإال نالوا منه كل عقاب شديد.،الشرعية إلى علماء العراق

كمــا أنهم يجمــدون كتب العلمــاء بواســطة الرقابــة، أو بواســطة عــدم إعطائهم الورق الذي هو في أيدي الدولة، أو بواسطة تهديد المطــابع بعــدمــا عن ــطة منعه ــع، أو بواس ــد الطب ــراق الكتب بع ــطة إح ــرها، أو بواس نش

المكتبات، وتهديد أصحاب المكتبات إذا باعوها، إلى غير ذلك.

ة الدولة دون سائر الجماعات(())جماع : تركيز القدرة في جماعة ممن يــأتمرون بــأوامر المســتعمرينالسابع

ومن ال،وخنق سائر الجماعــات، ســواء كــان التركــيز باســم حــزب أو بدونه وقتــل،يذكر توحيد البهلوي الثاني األحزاب وحصــرها في )حــزب رسـتاخيز(

قاسم أصدقاءه كــالطبقجلي ورفعــة الحــاج ســري وغيرهمــا في منطقــة أمالطبول ببغداد.

ولذا ال ترى بلدا في العالم الثالث إال وفيه تركــيز القــدرة وتجميعهــا فيأيدي قلة قليلة هم عمالء االستعمار، وحتى

251

إذا فرض وجود مجلس األمة فليس إال شيئا صوريا.

دعايات إلبعاد العلماء(()) مفادها: ،: دعاية كثيفة مجمدة لرجال اإلسالمالثامن

)إن رجل الدين ال يدخل في السياسة(. و )دع السياسية ألهلها(

وما لله لله(. ،عوا ما لقيصر لقيصردو ) وهذه الدعايــة وإن لم تنطــل على العلمــاء األذكيــاء وعلى الــواعين من األمة، ولذا نجد أن كل مراجع التقليد منذ زمــان المفيــد والشــيخ الطوســي

إقتــداء،وإلى اليوم، كــانوا يحــاربون المســتغلين والمســتعمرين والمــترفين باألنبياء واألئمة الطــاهرين )صـلوات اللــه عليهم أجمعين( إال أن لمثــل هــذه الدعاية تأثيراتها السلبية على كثــير من ضــعاف النفــوس، ممــا يخفــف على

المستعمر وطأة العلماء المجاهدين ولو نوعا ما.

إثارة الحروب(()) كما،: إثارة الحروب في البالد، فإن الحرب تمتص ثروات البالدالتاسع

وتهدم المدن وتفني الزرع والضرع، وتلقي،تقتل الرجال والنساء واألطفالالعداوة والشحناء بين الناس.

وإني أذكــر منــذ نصــف قــرن الحــروب في هــذه البالد، كحــرب األكــراد، وحرب آذربايجان، وحرب العراق وإيران، وحــرب لبنــان، وحــروب إســرائيل مــع كــل من مصــر واألردن وســوريا ولبنــان، وحــرب أفغــان، وحــرب الهنــد وباكســتان، وحــرب شــطري الباكســتان الشــرقية والغربيــة ممــا انفصــلت إحداهما عن األخرى وسميت ببنغالدش، وحرب تشاد وليبيا، وحرب المغرب

.إلى غير ذلك ، وحرب فليبين،وبوليساريو، وحرب السودان وإذا جعلوا حربا بين الجــيران أمــدوها بالســالح والدعايــة والخــبراء ومــا

أشبه حتى تبقى الجذور مشتعلة.

252

إن الغرب والشرق بهذه الحروب التي يشــعلونها في بالد اإلســالم وفي لون عمالهم في معامل األسلحة ويمتصــون ثــرواتالعالم الثالث أجمع يشغ

المسلمين وسائر الناس، ويقدمون أنفسهم بالتجارب ويؤخرون المسلمين،ــاءوبعــد انتهــاء الحــرب أيضــا يشغ ــبيع أدوات البن لون عمــالهم ومعــاملهم ب

ووسائل الحياة، هذا باإلضافة إلى أنهم بــالحروب يبتعــدون هم عن الحــرب، ولذا يسـمونها الحـروب بالوكالـة، كمن لـه خصـم البـد من التحــارب بينهمـا فيلقــون بعبيــدهم في الحــرب ليســتريحوا هم بأنفســهم، وتفصــيل الحــرب

بالوكالة مذكورة في الكتب المعنية بهذا الشأن.

دئ الباطلة(())نشر المبا رة إلى بالد اإلســـالم كالشـــيوعية،: إشـــاعة المبـــادئ المصدالعاشر

واألديــان المزيفــة كالبهائيــة فييرهــا،والقومية، والعلمانية، والطورانيــة وغ إيران، والقاديانية في الهند والباكستان، والوهابية في الحجــاز، ونظــرة إلىــاب ــوركي( وكت ــاز دالك ــذكرات كيني ــر( و)م ــتر همف ــذكرات مس ــاب )م كتــان ــذه األدي ــة عن مبعث ه ــات الدقيق ــا تعطي المعلوم ــة( وغيره )القادياني المزيفة، أما الكتب المعنية بالشيوعية ونحوها وأن هذه المبــادئ تنبعث من

الغرب والشرق ألجل هدم اإلسالم والمسلمين فهي كثيرة جدا.

ض الربوية(())القرو : إعطاء القروض الربویة للدول الضعيفة، فإنهم بعــد أنالحادي عشر

يمنعوا البالد من العمل يكثر البطالة من ناحية واالحتيــاج من ناحيــة أخــرى،ــة ــة اقتصــاديا يظهــرون من وراء الســتار لقــرض الدول وحيث تتحطم الدول باسم اإلنسانية وما أشبه ذلك، وذلك لتكبيل الدولة المقترضة أقوى فأقوى، ال من جهة تدخلهم في شؤونها ســرا وعلنــا فحســب، بــل من جهــة الفوائــد

الربوية التي تكون على تلك الدول مما ال طاقة لها

253

فتبقى أسيرة في أيدي الدول االستعمارية، ومطالعة كتاب،بأدائها أيضا )المديونيــة( تعطي جانبــا من هــذه المأســاة الــتي نبعت من االســتعمار في

العصر الحاضر.

داوات بين الدول المجاورة(())الع : إلقاء العداوات بين الجيران، فإنك ال ترى دولة من دولالثاني عشر

دوها بين الجــيران،ــالعالم الثالث إال أنها عدوة لجيرانهــا بســبب مشــكلة عق ســواء في العــالم اإلســالمي أو غــير اإلســالمي، وذلــك يــوجب أن يتحــاكم الطرفان إلى االستعمار من جانب، وأن يشتري كل جانب من المستعمرينــالث، السالح من جانب ثان، وأن ال يمكن تقارب الدول ووحدتها من جانب ث وأن تكون تلك المشــكلة آلــه بيــد المســتعمر، كلمــا أراد ضــرب بعض البالد

ببعض تمكن من جهة إشعال الفتنة بينهم. فإنهم يفصلون بين أجزاء الدولة الواحدة، ثم يراعون العــداوة المفرقــةــطين واألردن ــان وفلس ــوريا ولبن ــانت س ــط، مثال ك ــول الخ ــا على ط بينه واالسكندرونة بلدا واحدا في جسم الدولة العثمانية، ثم بعد قطع هذا الجزء

، أيضــا إلى أجــزاءءمن سائر األجزاء كقطع اليد من الجسم بضعوا هذا الجزكمن يبضع اليد المبضعة إلى الذراع والكف واألصابع والمرفق وهكذا.

وهكذا فصلوا أفغان عن إيران بعد ما كانت جزءا منها عشرات القرون. ثم إني أذكـر أنهم كـانوا يراعــون بواسـطة العمالء والدعايـة ومـا أشـبه التفرقــة بينهمــا منــذ نصــف قــرن، كي ال يرجعــان إلى دولــة واحــدة، وقبــل خمسين سـنة قتــل رجـل مجنـون يسـمى بالشـيخ على القمي ابن المرجــع العظيم الشــأن الســيد أبــو الحســن )رحمــه اللــه( في صــحن اإلمــام أمــيرــه الســالم( في صــف الجماعــة على مأل من األشــهاد، لكن ــنين )علي المؤم

الغريب أنه اشتهر كلمحة البصر في كل العراق من

254

ممــا حــدا،أقصاه إلى أقصاه أن الذي قتل ابن السيد كــان رجال أفغانيــا بالناس السذج أن يعــادوا األفغــانيين ويضــربوهم في أي مكــان من العــراق رأوهم، وقد قصد جماعة من العشائر أن يــأتوا إلى النجــف األشــراف لقتــل كل األفغانيين من الطلبــة وغــير الطلبــة، حــتى أن األفغــانيین اضــطروا إلى التخفي والبقاء في الــبيوت مــدة من الــزمن إلى أن هــدأت الثــائرة، وأعلن السيد أبو الحسن )رحمه الله( أن القاتل ليس أفغانيــا، وأنــه ال يرضــى بــأي

تحرك، وقد تعجب الناس من هذا التحريف. المستعمرين، إن المستعمر لــه[لكن يزول العجب إذا عرفنا كيف تحرك

وهؤالء مربوطون برؤوس لهم حسب،عشرة آالف عميل مثال في كل البلد موازين االستخبارات، فإذا أراد المستعمر مثل هذه الدعاية لمأرب سياسي لــه أو بواســطة ســفارته أو بواســطة إذاعتــه الرمــوز إلى أولئــك ببث هــذه األكذوبــة، وهنــا يصــل إلى مقصــده في إلقــاء الفتنــة بين البلــدين األخــوين، وهكذا يمشي المستعمر كدبيب النمـل، حيث ال يظهـر لـه أثـر في الظـاهر،

وإن كان العمل منه أوال وأخيرا في الباطن.

ئل اإلعالمية وغيرها(())الوسا : الوسائل اإلعالمية والثقافيــة ومختلــف مؤسســاته حــتىالثالث عشر

الطبية ونحوها.

))الفوارق الباطلة(( : إحياء الفوارق كالقوميات واللغويات واأللوان وما أشــبه،الرابع عشر

حتى يقول كل جانب: أنا وقومي، وأنا األفضل، وما أشبه ذلــك، ممــا يــوجبالتفرقة والعداوة.

ولعل الله يقيض بعض أصحاب األقالم أن يفصل هــذه البنــود المــذكورة في هذا الكتاب، ويضع النقاط على الحروف فيما ال يقــل من ألــف صــفحة، حتى يرى المثقفــون كيــف يســير االســتعمار في العــالم الثــالث بمــا ســبب

تأخره وعدم تمكنه من

255

النهــوض، بينمــا المســتعمر يســير بخطى حثيثــة إلى الصــناعة والتقــدموجمع كلمته.

المستعمرون وتجذير سلطتهم(())ــه حــال كــل فاســد ومفسد إن لم يؤخــذ أمامــه،ثم إن االســتعمار حال

بسرعة معقولة زاد في المدة والشــدة والعــدة، ولــذا نــرى أن البريطــانيين ذهبوا إلى الهند بقوا فيها بصورة سافرة مدة ثالثة قرون، أما لما جاؤوا إلى العراق لم يتمكنــوا من البقــاء إطالقــا، حيث لم يوجــد في الهنــد من يتعقــل

بينما وجدوا في العراق ذلك العقل في الميرزا،الوقوف أمامهم ذاك الحين.رحمه الله(الثاني الشيرازي )

فإنه إذا بقي االستعمار في بلد وسع نفسه وكثر من األنصــار واألعــوان، وبذلك يزيد عدته، ثم يتعمق ويدخل جذور البالد واألفراد، وذلك يزيد شــدته،

وبذينك األمرين يبقى أطول مدة ممكنة. وقــد حصــل كــل ذلــك في بالد اإلســالم، من غــير فــرق بين االســتعمار البريطاني، واألمريكي، والروسي، والفرنسي وغيرهــا، ولــذا فــاألمر بحاجــة

عقــل األمــة حــتى يتمكنإلى عقل كبير جدا، وليس المراد عقل الفرد، بــل طالئعيين كثيرين في أرفع قممالتصدي إلزالة جذور االستعمار وذلك بسبب

التعقل من كل النواحي، حتى يتمكنوا من إزالة هذه المشكلة.

داقة والخدمة(())السلم والص ومن أهم ما يجب فهمه بالنسبة إلى األمـة العاملـة أنهم يجب أن يتبنـوا

ال مــع قطاعــات األمــة فحســب، بــل وحــتى مــع،السلم والصداقة والخدمة الكفار أنفسهم على ما قرره الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( وأهــل بيتــه

، حيث كان الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( يعطــف حــتىعليهم السالم() ومنح،على الكفار المحاربين له، كما أرسل ماال إلى مكة حين أصابهم جهد

لهم أخذ الماء من بدر في حرب بدر، ولما استولى عفا عن

256

ــل،أهل مكة وغيرها بل جعل دار أبي سفيان ألد أعدائه أمنا مثل ما جع المسجد الحرام أمنا، وعفا عن هبــار قاتــل بنتــه وحفيــده، والوحشــي قاتــل

عمه، وهند الممثلة بجثة عمه، إلى غير ذلك. حيث منح المــاء لمعاويــة،وكــذلك فعلــه علي )عليــه الصــالة والســالم(

وجماعته في حالة حربهم معه في صفين. والحسن )عليه الصالة والسالم( حيث كان يعطي الشامي وغـيره الـذي

ــه،ه مــا يخفــف من غلــواء عدائهيسب ــه الســالم( باســم زوجت ولم يبح )علي إلى غير ذلك. ،)جعدة( التي سمته حتى ال ينتقم منها

ــه في وكذلك منح اإلمام الحسين )عليه السالم( الماء للذين جاؤوا لقتالكربالء، وبالفعل قتلوه بعد أيام.

دولة اإلسالمية وسياسة العفو والهداية(())ال وعلى أي حال، فإن الدولة اإلسالمية ال تقوم إال ألجل الهدايــة واإلرشــاد والخدمة حسب موازين القرآن والسنة المـذكورة في النصـوص المتـواترة،

ومنها: العفو والصفح، والهداية، والدفع بالتي هي أحسن. وال بأس بذكر جملة من الروايات في هــذه األبــواب لتكــون منهجــا لمن

يريد إقامة حكم اإلسالم:

))روايات المداراة(( قــال: قــال، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،فعن عبد الله بن سنان

ــا أمــرني: )صلى الله عليه وآله(رسول الله أمرني ربي بمداراة الناس كم. (1)بأداء الفرائض

في التــوراة مكتــوب فيمــا قــال: ،وفي رواية عن الباقر )عليه السـالم( ناجى الله به موسى بن عمران: يا موسى أكتم مكتوم سري في سريرتك،

وأظهر في عالنيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي،

1()? 257

ــدوي في ــدوك وع ــرك ع ــري، فتش ــوم س ــدهم مكت ــتتب لي عن وال تس. (1)سبي

جــاء جبرائيــل إلى النــبي إنه قــال: ،وعن الباقر )عليه الصالة والسالم(ــك: دار،)صلى الله عليه وآله( فقال: يا محمد ربك يقرؤك السالم ويقــول ل

. (2)خلقي قال: قال: رسول الله، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن السكوني

ثالث من لم يكن فيه لم يتم له عمــل، ورع يحجــزه)صلى الله عليه وآله(: . (3)ه جهل الجاهلد بعن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم ير

قال: قــال، عن الصادق )عليه الصالة والسالم(،وعن مسعدة بن صدقة مداراة النــاس نصــف اإليمــان، والرفــقرسول الله )صلى الله عليه وآله(:

خــالطوا األبــرار، ثم قال أبو عبــد اللــه )عليــه الســالم(: بهم نصف العيش . (4)سرا، وخالطوا الفجار جهراــول:،وعن حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبد الله )عليه السالم( يق

ــانإ ــا ك ــه م ــريش، وأيم الل ــألقوا من ق ــاس ف ــداراتهم للن ــا قلت م ن قوم بأحســابهم بــأس، وإن أقوامــا من غــير قــريش حســنت مــداراتهم فــألحقوا

، ثم قــال: بــالبيت الرفيع من كــف يــده عن النــاس فإنمــا يكــف عنهم يــدا.(5)واحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة

ــا إســحاق، قال: قال الصادق )عليه الســالم(: ،وعن إسحاق بن عمار ي صانع للمنافق بلسانك، وأخلص ودك للمؤمن، فإن جالسك يهــودي فأحســن

.(6)مجالسته ، في وصيته لمحمد بن الحنفية،وعن أمير المؤمنين )عليه السالم(

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()?

258

وأحسن إلى جميع الناس كمــا تحب أن يحســن إليــك، وارض لهمقال: ــاسما ترضاه لنفسك، واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك، وحس ن مــع الن

خلقك، حتى إذا غبت عنهم حنوا إليك، وإذا مت بكوا عليــك وقــالوا: إنــا للــهــه: الحمــد للــه رب ــد موت ــه راجعــون، وال تكن من الــذين يقــال عن ــا إلي وإن العالمين، واعلم أن رأس العقل بعد اإليمان بالله عز وجــل مــداراة النــاس، وال خير فيمن ال يعاشر بالمعروف من ال بد من معاشرته، حــتى يجعــل اللــه إلى الخالص منــه ســبيال، فــإني وجــدت جميــع مــا يتعــايش بــه النــاس وبــه

. (1)يتعاشرون ملئ مكيال، ثلثاه استحسان، وثلثه تغافلــفيان ــه،وعن سـ ــين )عليـ ــال: قلت للزهـــري: لقيت علي بن الحسـ قـ

،السالم(، قال: نعم لقيته ــه صــديقا وما لقيت أحدا أفضل منه، وما علمت ل ألني لم أجــد فقال: ، وال عدوا في العالنية، فقيل له: وكيف ذلك،في السر

أحدا وإن كان يحبه إال وهو لشــدة معرفتــه بفضــله يحســده، وال رأيت أحــدا. (2)وإن كان يبغضه إال وهو لشدة مداراته له يداريه

روايات العفو(()) عن أبي عبــد اللــه )عليــه،وفي بــاب العفــو: روى عبــد اللــه بن ســنان

أال قـال: قـال رسـول اللـه )صـلى اللـه عليـه وآلـه( في خطبـة: ،السـالم( ق الدنيا واآلخرة، العفو عمن ظلمــك، وصــلة من قطعــك،ئأخبركم بخير خال

. (3)، وإعطاء من حرمك إليكواإلحسان إلى من أساء قــال:، عن علي بن الحســين )عليــه الســالم(،وعن أبي حمزة الثمــالي

إذا كان يوم القيامة جمــع اللــه تعــالى األولين واآلخــرين فيسمعته يقول: ــاس،،صعيد واحد، ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل ــق من الن قال: فيقوم عن

فتتلقاهم المالئكة، فيقولون: وما كان فضلكم، فيقولون:

1()? 2()? 3()?

259

كنا نصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا، قال: فيقال. (1)لهم: صدقتم، ادخلوا الجنة

ثالث من مكــارم قال: قال أبو عبد الله )عليــه الســالم(: ،وعن حمرانالدنيا واآلخرة، تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهــل عليك

(2) . ثالث ال يزيــد اللــه بهن قــال: ، عن أبي جعفر )عليه السالم(،وعن جابر

المرء المسلم إال عزا، الصفح عمن ظلمه، وإعطاء من حرمه، والصلة لمن. (3)قطعه

قال: قال رســول، عن آبائه )عليهم السالم(يه السالم(،وعن الرضا )عل عليكم بمكــارم األخالق، فــإن ربي بعثــني بهــا،الله )صلى الله عليه وآلــه(:

وإن من مكــارم األخالق أن يعفــو الرجــل عمن ظلمــه، ويعطي من حرمــه،. (4)ويصل من قطعه، وأن يعود من ال يعوده

ــده محمــد بن ــه الســالم( لول وفي وصــية اإلمــام أمــير المؤمــنين )علي ال يكــونن أخــوك على قطيعتــك أقــوى منــك على صــلته، وال قال: ،الحنيفة

. (5)على اإلساءة عليك أقدر منك على اإلحسان إليه نــا أهــلإ قال: سمعت أبا عبد الله )عليــه الســالم( يقــول: ،وعن زرارة

. (6)بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا مـا قال: سـمعت أبـا الحسـن )عليـه السـالم( يقـول: ،وعن ابن فضال

. (7)التقت فئتان قط إال نصر أعظمهما عفوا قال: قال ، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،وعن السكوني

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()? 7()?

260

عليكم بــالعفو، فــإن العفــو ال يزيــدرسول الله )صلى الله عليه وآلــه(: .(1)العبد إال عزا، فتعافوا يعزكم الله

الندامــة على العفــو قــال: ، عن أبي جعفر )عليه السالم(،وعن حمران. (2)أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة

(لى اللــه عليــه وآلهوعن الصــدوق، قــال من ألفــاظ رســول اللــه )صــ. (3)عفو الملك أبقى للملكالموجزة:

في قول اللــه عــز وجــل:،وفي رواية عن الرضا )عليه الصالة والسالم(.(5)العفو من غير عتاب، قال: (4)﴾فاصفح الصفح الجميل﴿

إذاوفي )نهج البالغــة( عن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم( أنــه قــال: . (6)قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه

. (7)أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبةوقال )عليه السالم(: عن آبائه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر،وعن أبي حمزة الثمالي

قال: قال رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( في حــديث:،)عليهم السالم(ــول أين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد يسمع آخرهم كما يسمع أولهم، فيق

أهل الفضل، فيقــوم عنــق من النــاس، فيسـتقبلهم المالئكــة، فيقولـون: مــا فضلكم هذا الذي ناديتم به، فيقولــون: كنــا يجهــل علينــا في الـدنيا فنحمــل،ــوا ســبيلهم ويساء إلينا فنعفو، فينادي مناد من الله تعالى: صدق عبادي، خل

.(8)ليدخلوا الجنة بغير حساب

يات األلفة(())رواوفي باب األلفة، روي عن رسول الله )صلى الله عليه وآله(

1()? 2()? 3()? .85 سورة الحجر: ?()45()? 6()? 7()? 8()?

261

أقربكم مني مجلسا في الجنة أحســنكم أخالقــا، الموطــؤونأنه قال: . (1)أكنافهم، الذين يألفون ويؤلفون

. (2)المؤمن آلف مألوفوعنه )صلى الله عليه وآله( إنه قال: وقال )صلى الله عليه وآله(: الــذين يــألفون،خيــاركم أحســنكم أخالقــا

.(3)ويؤلفون طــوبى لمن يــألف النــاس قــال: ،وعن أمير المؤمــنين )عليــه الســالم(

. (4)ويألفونه على طاعة الله إلى علي )عليــه الســالم( قــال: ســمعتعليهم الســالم( وبسند األئمــة )

المؤمن غــر كــريم، والفــاجر خبيقول: صلى الله عليه وآله( رسول الله ) لئيم، وخير المؤمــنين من كــان مألفــة للمؤمــنين، وال خــير لمن ال يــألف وال

. (5)يؤلف قــال:،إلى علي )عليه الســالم(عليهم السالم( وفي رواية بسند األئمة )

. (6)المؤمنون هينون لينونقال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: رحم اللــه كــل ســهلوفي روايــة عنــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( قــال:

. (7)طلق وفي مكارم أخالق رسول الله )صلى الله عليه وآله( أنه قال لعبــد اللــه

. (8)يا بن مسعود، عليكم بالسكينة والوقاربن مسعود:

1()? 2()? 3()? 4()? 5()? 6()? 7()? 8()?

262

((الله قانون خالف على ))قوانين شعار كثير من المسلمين اآلخذين بالزمــام في بالد اإلســالم)مسألة(:

من غــير فــرق بين من يــدعي،في هذا القران األخــير: )قــال اللــه وأقــول( وبين من يدعي اإلسالمية بمختلف أشكالها، فقد،العلمانية بمختلف أشكالها

ــاء من وضعوا أمام كل قانون لله سبحانه وتعالى قانونا من عند أنفسهم، جــدوا من الغرب أو الشرق، وأماله عليهم الجهل والغرور واألهواء، وماذا حص

ذلك إال التأخر المهول الذي لم يسبق له مثيل. ونحن نذكر من هذا الشعار نمــاذج فقــط، وإال فمن راجــع كتب القــانون الموضــوعة في بالد اإلســالم وكتب الفقــه الــتي ألفهــا العلمــاء لــرأى شــيئا

مدهشا من هذا الشعار:[م﴿فقد قال سبحانه: ه أتقاك [م عند الل . (1)﴾إن أكرمك

ويقول الحاكم: إن الرئيس والــوزير والســفير والموظــف والنــائب يجبأن يكون من جنسية كذا ال مطلق المسلم.

[ون إخوةوقال الله: ما الم[ؤمن ﴾إن ﴿(2).ويقول الحاكم: ليسوا هم بإخوة، بل بينهم تمايز في كل األبعاد.

ومرادنا فيما نذكره بـ: )قال الله( ما قاله على سبيل الكليــة أو الجزئيــة في القرآن الحكيم، أو في السنة المطهرة حسب الســتنباط الفقهــاء، ال أن

المراد اللفظ. [مة واحدةوفي اإلسالم قال الله تعالى: [م أ [ك [مت ﴾وإن هذه أ ﴿(3).والحاكم يقول: ليست واحدة.

وفي اإلسالم: الزراعة حرة.

.13 سورة الحجرات: ?()1.10 سورة الحجرات: ?()2.52 سورة المؤمنون: ?()3

263

ويقول: ليست حرة. وفي اإلسالم: التجارة حرة.

ويقول: ليست حرة. وفي اإلسالم: الصناعة حرة.

ويقول: ليست حرة. وفي اإلسالم: السفر حر.

ويقول: ليس بحر. وفي اإلسالم: اإلقامة حرة.

ويقول: ليست بحرة. حــرة، على مــا ذكرنــاه في ـ بالمعني اإلسالميـ وفي اإلسالم األحزاب

هذا الكتاب وغيره. وهو يقول: ليست بحرة، وإنما للحــاكم الحــق في الحــزب الواحــد، أو ال حزب إطالقا، وإنما يــدير البالد حســب دكتاتوريتــه الفرديــة ومعاونيــه الــذين

اجتمعوا حوله للنيل من الدنيا. ويقول اإلسالم: ال حدود جغرافية بين بالد اإلسالم.

ويقول هو: بل حدود جغرافية، ويوقــف حــول الحــدود الشــرطة ويجعــل المراصد وما أشبه، ألن ال يدخل داخل من المســلمين، وأن ال يخــرج خــارج

من المسلمين إال بشروط. ويقول اإلسالم: ال لونية.

ويقول هو: بل اللونية المعيار. ويقول اإلسالم: ال لغوية.

ويقول هو: بل اللغوية المعيار.

264

ويقول اإلسالم: ال قومية. ويقول هو: بل القومية المعيار.

ويقول اإلسالم: ال شيوعية. ويقول هو: الشيوعية المعيار.

ويقول اإلسالم: ال ديمقراطية غربية بحيث تستمد القوانين الوضعية منالشعب ضاربا لحكم الله سبحانه وتعالى عرض الحائط.

ويقول هو: بل ديمقراطية غربية. ويقول اإلسالم: العمل حر.

ويقول هو: ليس بحر. ويقول اإلسالم: االكتساب حر.

ويقول هو: ليس بحر. . (1)األرض لله ولمن عمرهاويقول اإلسالم: حيازة األرض حر، فإن

ويقول هو: بل األراضي للدولة تبيعها كيف شاءت. ويقول اإلســالم: حيــازة المباحــات حــرة، فمن ســبق إلى مــا لم يســبق

مسلم فهو أحق به. ويقول هو: بل ليست حرة، بل المباحات كال للدولة.

ويقول اإلسالم: يلزم أن يكون الحكم في غيبة المعصوم بالشورى، قالورى بينه[م﴿سبحانه: ه[م ش[ .(2)﴾أمر[

ويقول هو: بالدكتاتورية واالنقالبات العسكرية وما أشبه.

1()? .38 سورة الشورى: ?()2

265

ويقول اإلسالم: البلوغ حسب السن الشرعي. ويقول هو: بل حسب القانون. ويقول اإلسالم: التاريخ هجري.

ويقول هو: بل ميالدي، أو فارسي، أو ما أشبه ذلك. ويقول اإلسالم: الزكاة واجبة.

ويقول هو: ال وجوب للزكاة عمال. ويقول اإلسالم: الخمس واجب.

ويقول هو: ال خمس واجب. ويقول: اإلسالم الجزية بالنســبة إلى غــير المســلمين القــاطنين في بالد

اإلسالم. ويقول هو: ال جزية.

ويقــول اإلســالم: الخــراج والمقاســمة يؤخــذان من األراضــي المفتوحــةعنوة.

ويقول هو: ال خراج وال مقاسمة. ويقول اإلسالم: ال ضرائب باستثناء الموضوعات األربع المذكورة.

ويقــول هــو: بــل الضــرائب على كــل شــيء من: اإلنســان، والحيــوان،والشجر، والحجر، واألرض، والمسكن، والمتجر، والماء، وغير ذلك.

ويقول اإلسالم: ال جمارك ومكوس. ويقول هو: بل الجمارك والمكوس.

266

وا﴿ويقول اإلسالم: ال تجسس كما قاله سبحانه: .(1)﴾وال تجسس[ ويقول هو: بل التجسس الزم باسم االستخبارات، أو باسم األمن، أو مـا

أشبه ذلك. ويقول اإلسالم: الخمر حرام.

ويقول هو: بل حالل. ويقول اإلسالم: الزنا حرام.

ويقول هو: بل حالل. ويقول اإلسالم: اللواط حرام.

ويقول هو: بل حالل. ــات، ســواء في ــنين والبن ــات مختلطــة بين الب ويقــول اإلســالم: ال مكان

األحواض أو في المدارس أو في غيرها. ويقول هو: بل االختالط حسب موازين اليوم. ويقول اإلسالم: ال سفور، بل الحجاب واجب.

ويقول هو: بل سفور البنــات والنســاء، بــل بأبشــع المظــاهر، كمــا قــال. (2)كاسيات عاريات)عليه الصالة والسالم(:

ويقول اإلسالم: ال مالهي. ويقول هو: بل المالهي.

ويقول اإلسالم: ال نرد وال شطرنج وال سائر أنواع القمار. ويقول هو: بل كل ذلك محلل وجائز.

ويقول اإلسالم: ال غناء. ويقول هو: بل هو جائز، ويمأل وسائل اإلعالم من اإلذاعة

.12 سورة الحجرات: ?()12()?

267

والتفزيون واألشرطة والفيديوهات والنوادي والمجالس به. .ويقول اإلسالم: آلة اللهو محرمة

ويقول هو: بل محللة. ويقول اإلسالم: ال ســجن في غــير المــوارد المعــددة القليلــة بالشــروط

المقررة في الشريعة. ويقول هو: بل السجن، ويمأل السجن باألبرياء.

ويقول اإلسالم: ال تعذيب. ويقول هو: بل التعذيب.

ويقول اإلسالم: الخدمة العسكرية اختيارية. ويقول هو: بل إجبارية.

ويقول اإلسالم: تعطل الدوائر والمدارس والمؤسسات وقت الصالة. ويقول هو: ال اعتبار بالصالة، بل تبقى المؤسسـات والــدوائر ومــا أشــبه

مفتوحة إلى ما بعد الظهر. ويقول اإلسالم: كل أحد ح[ر في البناء وخصوصياته.

وكيفية البناء بإجازة. ،ويقول هو: ال حرية، بل البناء بترخيصويقول اإلسالم: الشهود معتبرة.

ويقول هو: ال اعتبار بالشهود، وإنما االعتبار بالتســجيل في ســجالت فيالدولة.

ويقول اإلسالم: األوزان والمقادير وما أشبه إسالمية. ويقول هو: بل غربية.

ويقول اإلسالم: العقوبات إسالمية.

268

ويقول هو: بل قانونية وغربية وشرقية. ويقول اإلسالم: الدية إسالمية حسب المقرر في الشريعة.

ويقول هو: ال كذلك، بل مال محدود في كل الديات. ويقول اإلسالم: الربا حرام.

ويقول هو: بل حالل. ويقول اإلسالم: حقوق النساء كذا.

ويقول هو: بل ليس بكذا. ويقول اإلسالم: حقوق العامل والفالح كذا.

ويقول هو: بل ليس بكذا، بل حسب القوانين. ــادال حســب ــا ع ــثروة توزيع ــوزع ال ــون وال﴿ويقــول اإلســالم: ت ال تظلم[

[ظلم[ون . (1)﴾ت ويقول هو: بل توزيعا حسب ما نضعه من قوانين االشتراكية والشيوعية

والتوزيعية والرأسمالية وما أشبه ذلك. ــات ــات والنقاب ــات والهيئ ــة المنظمــات والجمعي ويقــول اإلســالم: بحري

واالتحاديات وما أشبه. ويقول هو: ال حرية إطالقا، إال تحت رقابة وإشراف الدولة.

ويقول اإلسالم: حرية إبداء الرأي والعقيدة بمختلف الوسائل في اإلطاراإلسالمي.

ــك ــل ذل ويقول هو: ال حرية إطالقا في هذه األمور، بل يجب أن تكون كتحت إشراف الدولة.

إلى غير ذلك مما هو كثير ومعروف، وال بأس بأن أنقل هنا قصة

.279 سورة البقرة: ?()1269

صغيرة تدل على مدى البون الشاسع بين قــوانين اليــوم وبين اإلســالم،وأن اإلسالم كيف كان محررا، وأما قوانين اليوم فهي كابتة.

ظ كربالء المقدسة(())حوار مع محافــام قاســم، وقــد فقد جاءني محافظ لواء كربالء مع رئيس البلدية في أي كان منح قاسم كل إنسان عراقي فقــير ال دار لــه قطعــة أرض ذات مــائتي

ليعمر دارا فقط فيهــا بكيفيــة خاصــة ويســجلها في،متر بمبلغ عشرة دنانير كما يمنح له قرض من بنك العقار بربح ألجل ذلك.،إحدي دوائر الدولة

.فقلت لهما: لماذا تقفون أمام حريات المسلمين أي منح األرض للفقراء.،قاال: كيف وقد فعلنا ذلك

ــتي قلت: إن نفس عملكم هــذا مع قطــع النظــر عن ســائر األعمــال ال ضد الحريات اإلسالمية وخالف موازين العقل والشرع من وجوه: تزاولونها،

األول: لماذا االختصاص بالعراقي. الثاني: لماذا االختصاص بالفقير.

الثالث: لماذا االختصاص بالرجل، أليس بعض العانسات واألرامــل أيضــالهن الحق.

الرابع: لماذا االختصاص بالبالغين. الخامس: لماذا تأخذون عشرة دنانير، والحال أن قــانون اإلســالم يقــول

األرض لله ولمن عمرها(1).السادس: لماذا تعطون مائتي متر فقط ال أكثر.

السابع: لماذا االختصاص بمن ال يملك الدار. الثامن: لماذا االختصاص بمن يحصل على ورقة من الدائرة الفالنية، بل الالزم أن يكون التسجيل للحفظ، ولـو عنــد عــالم أو شخصــية ويشـهد فيهــا

شاهدان مثال.

1()? 270

التاسع: إذا كان ألب ولدان يريد االشتراء لهما لمستقبلهما فلمــاذا يمنــععن ذلك.

العاشر: لماذا االختصاص بالدار فلعل إنسانا يريد جعلها حديقة. الحادي عشر: لماذا البناء بكيفية خاصة.

تعينونها ال باختيار العامر. أنتم الثاني عشر: ولماذا األماكن التي إلى غير ذلك.

قال رئيس البلدية:،ولما أغرقا في هذه األسئلة ولم يتمكنا من الجواب.إن ما تقول يوجب الفوضى

قلت: أوال: أين الفوضى والحال أن بالد اإلسالم كانت كذلك منذ بعثة الرسول )صلى الله عليه وآله( إلى ما قبل نصف قرن، حيث جــاء المســعمرون إلى العراق وقننوا هذه القوانين، فهل كانت بالد اإلسالم في حالــة فوضــى قبــل

ــيئهم ــاه،مج ــيادة ورف ــانت البالد تعيش في س ــا اآلن تعيش في، أم ك بينماستعباد وضيق.

وثانيا: إذا فرض أن الدولة قسمت األرض على كل قطعة ألف متر مثال،ــدارس والشــرطة ــاء والمســاجد والم ــاء والكهرب ــة الم وجعلت في المنطق

ثم قــالت للنــاس: احضــروا يــوم كــذا،والمواصالت والسوق وما أشــبه ذلك لتقسيم األراضي بينكم حسب القرعــة، بــدون امتيــاز بين العــراقي وغــيره،

إلى،والغني والفقير، والرجل والمرأة، والبالغ وغير البالغ حيث تعطى لوليه فإذا جاؤوا قرعت الدولة لهذا وهذا، فإن كان إنســان يريــد قطعــة،غير ذلك

فقط أعطي قطعة، أو أكثر أعطي قطعتين، أو

271

أقل أعطي اثنان قطعة واحدة مثال، وكل إنسان له الحق في بناء دار أو حانوت أو مخزن أو حديقة أو ما أشبه، ال مثل المعامل التي تؤذي الجــيران

مما ال يقره عقل أوشرع، فهل يكون ذلك فوضى. ثم لماذا سائر شروطكم التي ذكرنا أنها خالف العقــل والشــرع، ولمــاذا تأخذون من الناس الربا على القرض، بل لمـاذا تأخـذون من الفقـراء أصـل المال وتعــترفون أنتم أنهم فقــراء، أليس بيت المــال للفقــراء، وأين تــذهب

مواد النفط الهائلة وسائر المعادن. لكن المحافظ ورئيس البلدية لم يردا على كالمي إال بالضحك المغلوب،

ثم قاما وذهبا. ولم يكن المقصود من بيان ذلك القصة بــل بيــان الحقيقــة، وهي أن مــاــل والشــرع حــتى في ــالف العق ــا یخ ــا ليس إال م ــانون في بالدن ــه الق يعمل

ال مثيــل لــه في تــاريختــأخرا القوانين اإلصالحية بزعمهم، لذلك تــأخر البالد ــثرذا المسلمين الطويل، وستبقى البالد في ه ــا دام،التأخر بل التأخر األك م

سلطان القانون المقابل لقوانين اإلسالم الموجبة للحريـة والسـعادة وجمـعالكلمة والرفاه.

بــل وقبــل الوصــول إلى الحكم ـ وعلى أي حال فعلى الدولة اإلســالمية أن تقلع جذور هذا الشــعار، فيكــون الــدين كلــه للــه، ـ على التيار اإلسالمي

ويرجع إلى المسلمين عزهم وسعادتهم وسيادتهم ورفاههم وقوتهم.

إرجاع القانون اإللهي(())مقومات ونذكر بهذا الصدد بعض ما يلــزم مالحظتــه على التيــار والدولــة إلرجــاع

فحسب قول اإلسالم: ، ولدحض )يقول الحاكم(،)قال الله(

ياة(())حق الح موفرا فيها جمیــع شــروط، وال يجــوز،أوال: لإلنسان حق الحياة الكريمة[مألحد أن يعتدي عليها، قال سبحانه: ــثى وجعلنــاك [ن ــر وأ [م من ذك ا خلقنــاك ﴿إن

[م ه أتقاك [م عند الل ع[وبا وقبائل لتعارف[وا إن أكرمك .(1)﴾ش[

.13سورة الحجرات: ?()1272

ــروقال سبحانه في عدم جواز اإلعتــداء على أحــد: ــل نفســا بغي ﴿من قتما أحيا اس جميعا و من أحياها فكأن ما قتل الن نفس أو فساد في األرض فكأن

اس جميعا .(1)﴾الن مســلمأو كبير أو صــغير، ،ومن المعلوم أنه ال يسلب هذا الحق من أحد

شــريف أو وضــيع، إال بســبب حكم شــرعيأو عــالم أو جاهــل، أو أو كــافر، يجبيحسب مــا ذكـر في اإلسـالم، ولـذا فكيـان اإلنسـان المـادي والمعنو

حفظه، وتحميله الشريعة اإلسـالمية، والدولـة اإلسـالمية القائمــة بالشـريعة اإلسالمية من قبل والدته إلى بعد مماته، حتى يلزم على المسلمين إحــترام

حرمتــه ميتــا كحرمتــهجسده بعد موته، كما قال )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: . (2)حيا

))حق الحرية((تيثانيا: حق الحرية، كما قال ســبحانه: ره[م واألغالل ال ع[ عنه[م إصــ ﴿يضــ

.(3)﴾كانت عليهم ما من مولــود إال ويولــد على الفطــرة إال أن أبويــه همــاوفي الحديث:

. (4)اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ويستصحب طول حياته، ليس،فهي حق مقدس بالنسبة إلى كل إنسان

الألحد أن يعتدي على هذا الحق، وقد قــال علي )عليــه الصــالة والســالم(: .(5)تكن غيرك وقد جعلك الله حرا

ويلـزم على الدولـة اإلسـالمية توفـير الضـمانات الكافيـة لحمايـة حريـة حرية معقولة بحيث ال يضرون أنفسهم وال يضرون غيرهم، وال يجوز،األفراد

تقييدها أو الحــد منهــا إال حســب المــوازين المــذكورة في الفقــه اإلســالميحسب اإلجراءات المقررة.

كما أنه ال يجوز ألمة أن

.32 سورة المائدة: ?()12()? .157سورة األعراف: ?()34()? 5()?

273

تعتدي على أمة أخرى، أو شعب أن يعتدي على شعب آخــر، أو جماعــةــه أن تعتدي على جماعة أخرى، وإذا اعتدى على إنسان أو أمة أو جماعة فل

[ولئك ما عليهم﴿حق رد اإلعتداء، كما قال سبحانه: ولمن انتصر بعد ظ[لمه فأ.(1)﴾من سبيل

ئةوقال سبحانه: ئة سي ﴾وجزاء[ سي ﴿(2).ــدىوقــال ســبحانه: ــا اعت ــل م ــه بمث ــد[وا علي [م فاعت ــدى عليك ﴿فمن اعت

[م .(3)﴾عليك وعلى المجتمع اإلســالمي وكــذلك على الدولــة اإلســالمية مســاندة كــل شعب يجاهد من أجل حريتــه، ويتحمــل المســلمون في هــذا واجبــا شــرعيا،

[ون في سبيل الله والم[ستضعفين﴿قال سبحانه: [قاتل [م ال ت .(4)﴾وما لككــاةوقال سبحانه: اه[م في األرض أقام[وا الصالة وآتو[ا الز ن ذين إن مك ﴿ال

وف ونهوا عن الم[نكر وا بالمعر[ .(5)﴾وأمر[))حق التساوي((

ثالثا: الناس جميعا سواسية أمام الشريعة اإلســالمية، كمــا قــال )صــلى وال، وال لعجمي على عــربي،ال فضــل لعــربي على عجميالله عليه وآله(: .(6) وال ألسود على أحمر إال بالتقوى،ألحمر على أسود

وال تمايز بين األفراد في تطبيق الشريعة عليهم، نعم هناك بعض التمايز حسب طبيعة اإلنسـان ومتقضــيات الشـريعة، مثــل حـق المـرأة في اإلرث،

،حيث إنه نصف حق الرجل أمــا أو بنتــا أو زوجة، ألن المــرأة مكفولــة غالبــا بخالف الرجــل، فهــو الكافــل، ولــذا قــال علي )عليــه الصــالة والســالم(: إن

وإن ،القوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه

.41 سورة الشورى: ?()1. 40 سورة الشورى: ?()2.194 سورة البقرة: ?()3.75 سورة النساء: ?()4.41 سورة الحج: ?()56()?

274

.(1)الضعيف عنده قوي حتى يأخذ الحق له كمــا قــال علي )عليــه الصــالة،والناس كلهم في القيمة اإلنسانية سواء

.(2)إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلقوالسالم(: الناس .(3) وآدم من تراب،كلكم آلدموفي الحديث:

والتفاضل إنما يكون حسب التقوى والعمل، فإن لكل إنسان ما ســعى،[وا [ل درجات مما عمل ﴾ولك ﴾وأن ليس لإلنسان إال ما سعى وقال تعالى: ،(4)﴿ ﴿

(5).ــاؤهم وال يجوز تعريض شخص لخطر أو ضرر، فإن المسلمين تتكافؤ دم

.(7)ال ضرر وال ضرار في اإلسالم و،(6)ويسعى بذمتهم أدناهم وكل فكــرة وكــل تشــريع وكــل وضــع يســبب التفرقــة بين األفــراد على

ما أشبه ذلــك هــوأو أساس الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة أو الجغرافيا خالف اإلسالم.

من خالل فرصة،ولكل فرد الحق في االنتفاع بالموارد المادية للمجتمع عمل متكافئة لفرص غيره، وإنـه يجب على الحـاكم اإلسـالمي جعـل تكـافؤ الفرص بين الناس حتى يتمكن كل إنسان من نيل المــال والعلم والمنصــب

[ل[وا من رزقه﴿وما أشبه ذلك، قال سبحانه: وا في مناكبها وك .(8)﴾فامش[ وال يجوز التفرقة بين األفــراد في األجــر مــا دام الجهــد المبــذول واحــدا بالنسبة إلى الدولة اإلسالمية، فإن الدولة اإلسالمية كاألب للمسلمين ولغير المسلمين، ال يجوز أن يفرق بينهم إال فيما فرقه الله ألجل المصلحة العامة

والجهات الشخصية التي أدت إلى التفرقة، مثال فرق بين أجر

عيف إشارة إلى قوله عليه السالم: ?()1 ــ ى آخ[ذ الحق له[ و القوي عندي ض الذليل[ عندي عزيز حتى آخ[ذ الحق منه .81. نهج البالغة: الخطبة حت

2()? 3()? .19، وسورة األحقاف: 132سورة األنعام: ?()4.39 سورة النجم: ?()5 .المسلمون إخــوة تتكافــأ دمــاؤهم ويســعى بــذمتهم أدنــاهم إشارة إلى قوله عليه السالم: ?()6

.403 ص1الكافي: ج7()? .15 سورة الملك: ?()8

275

﴿فمن يعمــل مثقــالالمهندس وأجر الكناس وهكذا، وقد قــال ســبحانه: ة خيرا يره[ ا يره[* ذر ة شر .(1)﴾ومن يعمل مثقال ذر

))حق العدالة(( : حق العدالة لكــل فــرد، فــإن الالزم على الحــاكم اإلســالمي أنالرابع

يهيأ العدالة االجتماعية لكل األفراد، سواء عدالة اجتماعية في خــارج مبحثــوة التنفيذية ــة والق ــوة التأطيري ــبة إلى الق ــاء بالنس ــة إلى،القض أو بالنبس

حــتى إذ كــان المشــتكي من أقــل،القضاء، حيث يتحاكم الناس إلى القضاء م االجتماعي والمشتكي عليــه رئيس دولــة، قــال ســبحانه:األفراد في السل

ول﴿ س[ ه و الر دوه[ إلى الل [م في شيء فر[ . (2)﴾فإن تنازعتبع أهواءه[موقال: ه[ و ال تت [م بينه[م بما أنزل الل ﴾وأن احك ﴿(3) .

وء من القول إال من ظ[لموقال سبحانه: ه[ الجهر بالس [حب الل ﴾ال ي ﴿(4) .اسوقال سبحانه: [م بين الن ــاحك ا جعلناك خليفــة في األرض ف ﴿يا داو[د[ إن

. (5)﴾بالحق وإذا راجع المشــتكي القضــاء فــالالزم على القضــاء النظــر في القضــية ويحضر حتى رئيس الدولــة لالنتصــاف لــه أو منــه، ولــذا حضــر رســول اللــه )صلى الله عليه وآله( وخصــمه األعــرابي عنــد بعض الصــحابة، وكمــا حضــر

علي )عليه الصالة والسالم( ويهودي عند شريح. ومن المعلوم أن الرسول )صلى الله عليه وآله( كان رئيس دولة كبــيرة تشمل تسع دول في خريطــة الــدنيا الحاضــرة، وعلي )عليــه الســالم( كــان

رئيس دولة كبيرة جدا تشمل أكثر من أربعين دولة في خريطة عالمنا. فمن حق الفرد أن يلجأ إلى سلطة شرعية تحميه وتنصــفه وتــدفع عنــه

ما

.8 ـ 7 سورة الزلزلة: ?()1.59 سورة النساء: ?()2.49 سورة المائدة: ?()3.148 سورة النساء: ?()4.26 سورة ص: ?()5

276

لحقه من ضرر أو ظلم، سواء كــان الحــق لــه أو عليــه، إذ ربمــا يتصــوراإلنسان أن الحق له بينما ليس الحق له وإنما الحق لخصمه.

ــة ــا الضــمانات الكفيل ــوفر له ــذه الســلطة وي وعلى الحــاكم أن يقيم هباستقاللها.

كما أن غير المسلم أيضا إذا التجــأ إلى الســلطة جــاز للحــاكم أن يحكم حسب موازين دينه بقانون اإللزام، وقد قال علي )عليــه الصــالة والســالم(:

وبين أهــل، وبين أهل اإلنجيــل بــإنجيلهم،لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وقد ذكرنــا تفصــيل ذلــك في،(1) وبين أهل القرآن بقرآنهم،الزبور بزبورهم

)الفقه( في كتاب )الحقوق( وغيره. وال يجوز مصادرة حــق الفــرد في الــدفاع عن نفســه وعن عرضــه وعن

كما أنه ليس ألحــد أن يلــزم المســلمين أو،ماله وعن شرفه تحت أي مبرر غير المسلمين بأن يطيعوا أمرا يخالف الشــريعة، كمــا نجــده اآلن في بعض

ــات ــه على،الحكوم ــالى فال طاعــة ل ــه ســبحانه وتع ــة الل ــر بمخالف وإذا أمالمأمور، فإنه ال طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

))حق التحاكم وأصالة البراءة((ــاالخامس : حق الفرد في المحاكمة العادلة، فإن كل إنسان بريء فيم

يتهم إال إذا ثبت ثبوتا شـرعيا، وهــذا الحــق مســتمر حــتى يثبت خالفــه أمــام محكمة شــرعية عادلــة، وال تغــريم إال بنص شــرعي حســب أقــوال الفقهــاء

ا م[عــذبين حتى﴿ فقــد قــال ســبحانه: ،واستنباطهم من األدلــه األربعة [ن ومــا ك وال وإذا ارتكب ما يــوجب الحــد لكنــه بشــبهة درئ عنــه الحــد،،(2)﴾نبعث رس[

ــه ســبحانه: ــا تعمدت﴿لقول ــه ولكن م [م ب ـأت ــا أخطـ ــاح فيم ن [م ج[ وليس عليك[م [ك [وب .(3)﴾ق[ل

. (4)ادرئوا الحدود بالشبهاتوقد قال )صلى الله عليه وآله(:

1()? .15 سورة اإلسراء: ?()2.5 سورة األحزاب: ?()34()?

277

وقد ذكرنا في بعض أبواب )الفقه( أن المراد أعم من شــبهة الحــاكم أوشبهة الشخص أو شبهة الشاهد، سواء في الحكم أو في الموضوع.

وال يحكم بتجريم الشخص وال يعــاقب على جــرم إال بثبــوت ارتكابــه لــه أمــام محكمــة قضــائية مشــروعة، وقــول الفاســق،بأدلــة شــرعية صــحيحة

ــا﴿والظن والشبهة وما أشبه ال مساغ له في هذا الباب، قال سبحانه: ه يــا أيبح[وا [صــ ــة فت [وا قومــا بجهال [صــيب [وا أن ت ن [م فاسق بنبإ فتبي [وا إن جاءك ذين آمن ال

[م نادمين . (1)﴾على ما فعلتإن ا﴿وقال سبحانه: [غني من الحق شيئا . (2)﴾لظن ال ي

كمــا أنــه ال يجــوز بــأي حــال من األحــوال تجــاوز العقوبــة الــتي قــدرتها الشريعة اإلسالمية للجريمة، فعلى الحاكم أن يطارد الجرم ال المجرم، فـإن

بين الجريمة والمجرم، وقد ذكرنا ذلك كتاب )الحقوق( إلماعا. هناك فرقاه فال تعتد[وهاقال سبحانه: ﴾تلك ح[د[ود[ الل ﴿(3) .

وفي الحديث: .(4)جعل الله لكل شيء حدا ولمن تعدى ذكل الحد حدا وإذا تعدى الحاكم عن الحد المشروع عالما عامدا عزل عن الحكم، ألن

من شرط الحاكم أن يكون عادال. كما أنه يلزم على القاضي مراعاة الظــروف والمالبســات الــتي ارتكبت فيها الجريمة، درئا للحدود، وقــد ذكرنــا في كتــاب )الممارســة( أن للســرقة

يتوفر شرط من هــذه الشــروط لم يثبتلم إذا ،مثال خمسة وأربعين شرطا حد السرقة، وهكذا في باب الزنا واللواط والقتل وسائر الجرائم، كما أنه ال

ــزر[ وازرة وزر﴿يجــوز أن يؤخــذ إنســان بجريمــة غــيره، قــال ســبحانه: وال ت[خرى ،(5)﴾أ

.6 سورة الحجرات: ?()1.36 سورة يونس: ?()2.229 سورة البقرة: ?()34()? .7، والزمر: 18، وفاطر: 15، واإلسراء: 164 سورة األنعام: ?()5

278

وكل إنسان مستقل بمسؤوليته عن أقواله وأعماله، فقد قــال ســبحانه:[ل امرئ بما كسب رهين﴿ . (1)﴾ك

فال يصح للحاكم أن يمد اليد إلى ذوي المجرم من أهل أو قريب أو جــار ، فكل إنسان مسؤول عن جريمة نفسه،أو أصدقاء أو أتباع أو ما أشبه ذلك

[خرى﴿كما تقدم قوله سبحانه: . (2)﴾وال تزر[ وازرة وزر أ[فلح[وفي اآليـــة الكريمـــة: ه[ ال ي ـواي إن ــ ن مث ــ ي أحسـ ه[ رب ه إن ﴿معـــاذ الل

.(3)﴾الظالم[ون

أصالة الصحة(()) : حق صحة القول والعمل، فإن لكل فرد الحق في أن يحملالسادس

وال يجــوز،الناس أعماله على الصحة، فال يتمكن السلطات من نيلــه بســوء مطالبته بتقدم التبرير لعمل من أعماله، أو وضع من أوضــاعه، أو قــول من أقواله ما دام يوجد له محمل صحيح، إال إذا كان األصل الحرمــة احتيــاج إلى المبرر، إال بناء على قرائن قوية تدل على االتهام مما جعلها الشريعة قرائنــه من اإلشــكال، فقــد قــال ســبحانه: إذا دلت على تورطــه فيمــا يوجــه إلي

﴿ [هتانــا ـوا ب ـ[ [وا فقــد احتمل ب ــر مــا اكتســ [ؤذ[ون الم[ؤمنين والم[ؤمنات بغي ذين ي وال . (4)﴾وإثما م[بينا

.(5)ضع أمر أخيلك على أحسنهوقال علي )عليه الصالة والسالم(: إلى غيره من الروايات الواردة في هذا الباب.

دم التعذيب(())حق عالسابع : حق الحماية من التعذيب، فإنه ال يجوز تعــذيب المجــرم فضــال

عن المتهم، فإن التعــذيب محــرم في الشــريعة اإلســالمية، كمــا ألمعنــا إلىإن الله يعذب الذين يعذبون الناس ذلك فيما تقدم، وفي الحديث

.21 سورة الطور: ?()1.7، والزمر: 18، وفاطر: 15، واإلسراء: 164 سورة األنعام: ?()2.23 سورة يوسف: ?()3.58 سورة األحزاب: ?()45()?

279

.(1)في الدنيا وقد ذكرنا أن بعض الروايات الشاذة الدالــة على تعــذيب رســول اللــه

.)صلى الله عليه وآله( ليست إال كذبا واختالقا مــاكلوال يجــوز حمــل الشـخص على االعــتراف بجريمــة لم يرتكبهــا، و

ينتزع بوسائل اإلكراه باطل، كما دل على ذلك النص واإلجماع. ومهما كانت جريمة الفــرد، وكيــف مــا كــانت عقوبــة الجريمــة المقــدرة شرعا، فإن إنسانيته وكرامته اآلدمية تظل مصونة، وال يجوز شتمه وال ســبه

بالقدر المقرر في الشريعة. إال وال إذالله وال تحقيره وال ما أشبه،

العرض والسمعة(())حق ﴿وال فقد قــال ســبحانه: ،حماية عرضه وسمعتهفي حق الفرد الثامن:

[م بعضا وا وال يغتب بعض[ك . (2)﴾تجسس[وا باأللقابوقال: [م وال تنابز[ وا أنف[سك ﴾وال تلمز[ ﴿(3) .

وهناك جملة من الروايات الدالة على ذلك: إن دمــائكم وأمــوالكم وأعراضـكممنها قوله )صـلى اللــه عليــه وآلــه(:

. (4) كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا،بينكم حرام .(5) وقتاله كفر،سباب المسلم فسوقوقال )صلى الله عليه وآله(:

والمراد الكفر العملي كما ذكرناه في موضعه.

حق اللجوء(())التاسع لـه أن،: حـق اللجـوء، فـإن كـل إنسـان مسـلما كـان أو كـافرا

يلتجئ إلى أي مكان يريد حسب الحرية اإلســالمية الــتي أشــرنا إلهمــا فيمــا حيث لــه الحــق أن يلتجئ إلى،سبق، خصوصا إذا كان مضطهدا أو مظلومــا

حيث يأمن في نطاق دار اإلسالم، وهو حق يكفله اإلسالم لكل

1()? .12 سورة الحجرات: ?()2.11 سورة الحجرات: ?()34()? 5()?

280

مضطهد، أيا كانت جنسيته أو عقيدته أو لونه أو لغته أو ما أشبه.ــأ إليهم بالحريـــة ــير األمن لـــه مـــتى لجـ ــلمين توفـ والالزم على المسـ

وإن﴿اإلسالمية، باإلضافة إلى أن في بعض مصاديق ذلك ورد قوله سبحانه: ــه[ ــه[ مأمن [م أبلغ ه ث ى يسمع كالم الل ﴾أحد من الم[شركين استجارك فأجره[ حت

(1) . هذا وهناك أيضا من التجأ إلى الحرم في مكة المشرفة يكون له األمن،

ومن دخلــه[ كــان﴿وال يجري عليه الحد، حتى وإن كان مجرما، قال ســبحانه: . (2)﴾آمنا

وقال سبحانه: اس وأمنا ﴾وإذ جعلنا البيت مثابة للن ﴿(3) .﴾سواء العاكف[ فيه والبادوقال سبحانه: ﴿(4) .

وقد ذكرنا بعض الكالم في ذلك في كتاب )الحج( وفي كتاب )الواجبــاتوالمحرمات(.

))حق األقليات(( : حق األقليات، فإنه ال يحــق لمســلم أن يضــطهد غــير المســلمالعاشر

المجــوس أو غــيرهم، فــإن األصــل في الشــريعةأو من اليهــود أو النصــارى ـراه في الـدين﴿اإلسـالمية: [م ولي دين﴿ ،(5)﴾ال إك [ك [م دين مـا﴿و ،(6)﴾لك ر إن فـذكر ــذك يطر* أنت مـ[ ــ ت عليهم بم[صـ على الشـــروط المـــذكورة في،(7)﴾لســـ

)الفقه(. لــه الحــق،وإذا جاء المتقاضيان غير المسلمين عنــد قاضــي المســلمين

في أن يحكم بينهم أو يحولهم إلى قضاة أنفسهم، كما أنه إذا أراد أن يحكم بينهم له الحق أن يحكم بينهم على حســب اإلســالم، أو على حســب دينهم،

[م بينه[م أو أعرض عنه[م﴿قال سبحانه: فإن جاؤ[ك فاحك

.6 سورة التوبة: ?()1.97 سورة آل عمران: ?()2.125 سورة البقرة: ?()3.25 سورة الحج: ?()4.256 سورة البقرة: ?()5.6 سورة الكافرون: ?()6.22 ـ 21 سورة الغاشية: ?()7

281

ط [م بينه[م بالقســ وك شيئا وإن حكمت فاحك [عرض عنه[م فلن يض[ر ﴾وإن ت(1).

أما إذا لم يتحاكموا إلينا وتحــاكموا إلى شــريعتهم فليس علينــا التعــرضــروالهم، ــا ليس لهم أن يظه ــام، كم ــالفوا النظــام الع نعم ليس لهم أن يخ

المناكير في بلد اإلسالم.

))حق المشاركة((ــق في،: حق المشاركة في الحياة العامةالحادي عشر فلكل فرد الح

أن يعلم بمــا يجــري في حيــاة األمــة من شــؤون تتصــل بالمصــلحة العامــةورى بينه[م﴿ حسب قوله سبحانه: ،للجماعة ه[م شــ[ فإنــه يشــمل كــل،(2)﴾أمر[

فرد فرد في األمة. كما لكل فرد في األمة بعد توفر الشروط الشرعية فيه تولي المناصــب

وال تسقط هذه األهلية أو تنتقص تحت،العامة والخاصة والوظائف المختلفة أي اعتبـــار عنصـــري أو طبقي أو لغـــوي أو جغـــرافي أو مـــا أشـــبه، فـــإن

ــاهم،ي ،المسلمين تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ــذمتهم أدن سعى ب.(3)كما ورد في الحديث عن رسول الله )صلى الله عليه وآله(

والشورى أساس العالقة بين الحاكم واألمة، فـإذا لم يكن النــبي )صـلى المنصــوب من قبلــهعليــه الســالم( وال اإلمــام )،اللــه عليــه وآلــه( موجــودا

،حاضرا فمن حق األمة أن تختــار حكامهــا إلرادتهــا الحــرة المطلقــة تطبيقــالهذا المبدأ.

كما أن لألمة الحق في محاسبتهم وفي عزلهم إذا حادوا عن الشــريعة، فمتى توفرت األكثرية في إنسان كان ذلك حاكما، وما لم تتوفر كــان غــيره الحاكم، وإذا كان الفقهـاء متعـددين ممن اختـارتهم األمـة مراجـع لتقليـدهم

كان الكل في المجلس األعلى على ما تقدم تفصيله.

ية الفكر والمعتقد(())حق حر : حق حرية االعتقاد والتفكير والتعبير بمختلــف الوســائل،الثاني عشر

فإن لكل شخص في حدود الشريعة اإلسالمية أن

.42 سورة المائدة: ?()1.38 سورة الشورى: ?()23()?

282

يفكر ويعتقد ويعبر عن فكره ومعتقده دون تدخل أو مصادرة من أحد. ال يجوز لنا،كما أنه إذا اعتقد اعتقادا باطال كأهل الكتاب عندنا أو غيرهم

صرفهم بالقوة عن اعتقادهم، فقد ذكرنا في كتاب )الجهاد( من )الفقه(: إن من غير فــرق بين أهــل الكتــاب،اإلسالم يخير الناس بين ثالثة أشياء مطلقا

ــيرهم ــتى،وبين غ ــبر ح ــه(لم يج ــه وآل ــه علي ــه )صــلى الل ــإن رســول الل فالمشركين على اإلسالم.

وال يجوز إذاعــة الباطــل، وال نشــر مــا فيــه تــرويج للفاحشــة، أو تخــذيلـوبهم مــرض﴿: لألمة، فقد قال سبحانه ـ[ ذين في ق[ل لئن لم ينته الم[نافق[ون وال

ونك فيها إال قليال [جاور[ [م ال ي ك بهم ث [غرين .(1)﴾والم[رجف[ون في المدينة لن والتفكير الحر حق كل إنســان، بــل في الشــريعة اإلســالمية يجب عليــه

ـوا﴿ذلك مفردا أو غير مفرد، قال سبحانه: [م بواحدة أن تق[ومـ[ ما أعظ[ك ق[ل إنوا ر[ [م تتفك ه مثنى وف[رادى ث . (2)﴾لل

،وهكذا من حق كل فرد بل واجبه واجبا كفائيــا أحيانــا أن، وعينيــا أحيانــاــة ــه من دون تهيب من مواجه ــه، وأن يقاوم ــاره ل ــه للظلم وإنك يعلن رفض سلطة أو حاكم أو نظام، على حسب شــروط األمــر بــالمعروف والنهي عن

المنكر. ،وقد سئل رسول اللـه )صـلى اللـه عليــه وآلـه( عن الجهـاد أيهـا أفضل

.(3)كلمة حق عند سلطان جائرقال: ولكل أحد الحــق في نشــر المعلومــات والحقــائق الصــحيحة إذا لم يكن

ونحــوه، قــالال ضــرر حيث يمتنــع من ذلــك بــدليل ،ذلــك ضــارا أو خطــراــو ردوه[ إلى﴿سبحانه: ــه و ل وإذا جــاءه[م أمــر من األمن أو الخــوف أذاع[ــوا ب

ذين يستنبط[ونه[ منه[م [ولي األمر منه[م لعلمه[ ال ول و إلى أ س[ . (4)﴾الر وال يجوز إهانه اآلخرين وال ســخريتهم وإن كــانوا مخــالفين لإلنســان في

يا أيها الذين آمنوا ال يسخر قوم من قوم ﴿المعتقد، قال سبحانه:

.60 سورة األحزاب: ?()1.46 سورة سبأ: ?()2.83 سورة النساء: ?()34()?

283

عســ ى أن يكونــوا خــيرا منهم وال نســاء من نســاء عســ ى أن يكن خــيرا. (1)﴾منهن

وقال سبحانه: ه عـدوا وا الل ب ه فيسـ[ ذين يدع[ون من د[ون الل وا ال ب ﴿وال تس[هم مرجع[ه[م [م إلى رب [مة عمله[م ث [ل أ ا لك ن . (2)﴾بغير علم كذلك زي

ني أكره لكم أن تكونواإوقال علي )عليه الصالة والسالم( في صفين: . (3)سبابين

دعوة والتبليغ(())حق ال فإن لكل فرد الحق في أن يشارك،: حق الدعوة والتبليغالثالث عشر

ســواء،في الحياة الجماعية دينيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا وتربويــا وغيرهابمفرده أو مع جماعة آخرين.

ــروري ــو ض ــا ه ــائل م ــطنع من الوس ــات ويص ــأ من المؤسس وأن ينش لممارســة هــذا الحــق، فإنشــاء المؤسســات الثقافيــة والدينيــة واالجتماعيــة وغيرها ال يحتاج إلى إجازة الدولة إطالقا، وال يحق لفــرد أو جماعــة أو دولــة

المنع عن ذلك إال في الصور المستثناة، كالصورة الضارة ونحوها. كمــا أن من حــق كــل فــرد ومن واجبــه أن يــأمر بــالمعروف وينهى عن

ويدعو إلى الخـير، وأن يطـالب المجتمــع بإقامــة المؤسسـات الـتي،المنكر تهيؤ لألفراد السعة وقضاء الحوائج تعاونا على البر والتقــوى، قــال ســبحانه:

[وا على اإلثم والع[دوان﴿ قوى وال تعاون [وا على البر والت . (4)﴾وتعاونوفوقال تعالى: ــالمعر[ ون ب ــأم[ر[ ــر وي ــدع[ون إلى الخي [مة ي [م أ [ن منك ﴿ولتك

. (5)﴾وينهون عن الم[نكر))حق االقتصاد((

: الحقوق االقتصادية للجميع، فإن الطبيعة بثرواتها الرابع عشر

.11 سورة الحجرات: ?()1.108 سورة األنعام: ?()23()?. .2 سورة المائدة: ?()4.104 سورة آل عمران: ?()5

284

ماوات﴿جميعا ملك لله سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه: ــك[ الســ ه م[ل لل وقد أعطى سبحانه للبشر أن يســتفيدوا ممــا في الكــون، حيث،(1)﴾واألرض

[م ما في السماوات و ما في األرض جميعا منه[﴿قال سبحانه: ر لك .(2)﴾وسخعى في﴿وحــرم عليهم اإلفســاد والتــدمير، قــال ســبحانه: ى ســ ــول وإذا ت

[حب الفساد ه[ ال ي سل والل [هلك الحرث والن [فسد فيها وي . (3)﴾األرض لي﴾وال تعثوا في األرض م[فسدينوقال في آية أخرى: ﴿(4) .

فيوال يجوز ألحد أن يحــرم آخــر أو يعتــدي على حقــه في االنتفــاع بمــا ك﴿الطبيعة من مصـادر الــثروة والـرزق، قــال سـبحانه: ومــا كـان عطـاء[ رب

. (5)﴾محظ[ورا فال يجــوز إلنســان أن يســتفيد(6)لكملكن لكل إنسان الحق في إطــار

ـــأكثر من حقه مما يدع اآلخرين ـ ســواء الجيــل المعاصــر أو األجيــال اآلتيةمحروما على ما فصلناه في فقه االقتصاد.

كمــا أن لكــل إنســان أن يعمــل وينتج ويكــدح ويكــد تحصــيال للــرزق من وجوهه المشروعة، ولو فوق حاجتـه إذا لم يـزاحم اآلخـرين، ففي الحـديث:

نعم العون على الــدين الغــنى(7)، :وا في مناكبهــا و﴿ وقــال ســبحانه فامشــ[[وا من رزقه [ل .(8)﴾ك

ة في األرض إال على الله رزق[هاوقال تعالى: ﴾وما من داب ﴿(9) . ولكــل إنســان أن يقتــني مــا،والملكــة الفرديــة مشــروعة في اإلســالم

ه[ ه[و أغنى وأقنى﴿اكتسبه بجهده وعمله، قال سبحانه: .(10)﴾وأن وتوظف لمصلحة األمــة بأســرها،،كما أن الملكية العامة أيضا مشروعة

ول﴿قال ســبحانه: ســ[ ه وللر وله من أهــل الق[ــرى فلل ه[ على رســ[ مــا أفــاء اللــة بين ـون د[ول ـ[ بيل كي ال يك ــربى واليتــامى والمســاكين وابن الســ ــذي الق[ ول

[م .(11)﴾األغنياء منك

.189 سورة آل عمران: ?()1.13 سورة الجاثية: ?()2.205 سورة البقرة: ?()3.60 سورة البقرة: ?()4.20 سورة اإلسراء: ?()5.29 سورة البقرة: ?()67()? .15 سورة الملك: ?()8.6 سورة هود: ?()9

.48 سورة النجم: ?()10.7 سورة الحشر: ?()11

285

لكن ال حــق للدولــة أن تمنــع األمــة من الســعي والكــد والكســب، فــإن وال رأس مالي بمعناه الغــربي على مــا فصــلناه في،اإلسالم ليس اشتراكيا

.)الفقه( كما أن الله سبحانه وتعالى قرر للفقراء والمســاكين ومن أشــبههم من

ذين في أمــوالهم حـق﴿المحتاجين حقا في مال األغنياء، فقــال سـبحانه: والـوم ـ[ * معل وم ائل و المحــر[ وبين ذلــك في آيــه الزكــاة على تفصــيل،(1)﴾للســ

ذكرناه هناك. ولإلنسان الحـق في توظيــف مصــادر الـثروة ووســائل اإلنتــاج لمصـلحة

أو الزارع والمالك إكراه اآلخر على،األمة، وال يحق ألي من العامل والمالكجوائيا.أشروطه سواء إكراها فرديا أو إكراها

ــان ــق لإلنس ــريعةأن وال يح ــه الش ــا حرمت ــه فيم ــه ومال ــتثمر عمل يس اإلسالمية، وال في ما يضر بمصلحته أو مصلحة الجماعة، ولــذا يحــرم الغش بكــل صــوره والتغريــر، وصــنع المحرمــات كصــنع العنب خمــرا، كمــا يحــرم

ــل للم[طففين ﴿االستغالل والغبن، قــال ســبحانه: [وا على* وي ذين إذا اكتــال الاس يستوف[ون ون* الن [خسر[ [وه[م ي [وه[م أو وزن . (2)﴾وإذا كال

إما حرمة ذاتية كما في أمور خاصة، أو فيما يضر،وهكذا يحرم االحتكارالناس ولو لم يكن من األمور الخاصة كما ذكروه في كتاب التجارة.

ــال،وهكذا يحرم الربا أخذا وعطاء سواء في المعاملة أو في القرض، قبا﴿سبحانه: م الر ه[ البيع وحر .(3)﴾أحل الل

ــر ــواب المعــامالت ألجــل التغري وهكــذا يحــرم الخدعــة والكــذب في أب وإذا غر إنسان إنسانا فالمغرور يرجع إلى من غر. ،باآلخرين

حق الملكية(()) : حق حماية الملكية العامة أو الخاصة، فال يجــوز ألحــدالخامس عشر

غصب ملك غيره في ما إذا نشأ الملك عن كسب حالل أو ما أشبه

.25 ـ 24 سورة المعارج: ?()1.3 ـ 1 سورة المطففين: ?()2.275 سورة البقرة: ?()3

286

ذلك، كاإلرث والهبة ونحوهما. ــال ويعطي نعم يجوز للحاكم اإلسالمي مع الصلحة الالزمة أن يأخــذ الم

عوضه ألجل توسيع الشارع أو إحداثه أو ما أشبه ذلك. ن للمصلحة هم شورى الفقهاء المراجــعوقد ذكرنا في )الفقه( أن المعي

ــل﴿لألمة، قال ســبحانه: [م بالباط [م بينك [وا أمــوالك [ل ــأك وفي القاعــدة،(1)﴾وال ت المشهورة التي نصفها رواية ونصفها قاعدة مستفادة من اآليات والروايات:

ــوالهم وأنفســهم( ــاس مســلطون على أم ــال أعم من،(2))الن ــراد بالم والم الملك الخارجي أو مثل حق التحجير على مشرب الفقهاء، أو ملك أن يملك

على ما ذكرنا تفصيله في كتاب الغصب.

))حق العامل((ــواجب الســادس عشر ــل وال ــق العام ــه، : ح ــواجب علىعلي فمن ال

اإلنسان أن يكتسب ويكد ألجل قوت نفســه وقــوت واجــبي النفقــة إذا كــان قادرا، وال يجوز أن يكون كال على الناس، فقد قال رسول اللــه )صــلى اللــه

.(3)لعن الله من ضيع من يعولعليه وآله(: [ون﴿وقال سبحانه: [ه[ و الم[ؤمن ول [م و رس[ ه[ عملك ﴾وق[ل اعمل[وا فسيرى الل

كما ورد في الحــديث: أن المتكفــف يــأتي يــوم القيامــة ووجهــه عظم ال،(4). (5)لحم عليه

سواء كــان عمال يظهــر أثــره في،ويلزم على اإلنسان اإلتقان في عمله أو ال يظهــر مجســما كالتــدريس ونحــوه،،الخارج كالبناء والنجارة وما أشــبه

.(6)إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنهفقد ورد في الحديث: ويلزم أن يوفي أجر العامل، سواء كان عامال زراعيــا أو صــناعيا أو غــير

مكافئا بجهده دون حيف عليه أو ممالطــة لــه، فقــد ورد في األحــاديث،ذلك، والالزم على (7)إعطاء األجير أجره قبل جفاف عرقه

.188 سورة البقرة: ?()1 1، وغوالي اللئالي: ج272 ص2 الرواية منها )الناس مسلطون على أموالهم( بحار األنوار: ج?()2

.222ص3()? .105 سورة التوبة: ?()45()? 6()? .3 ح289 ص5 راجع الكافي: ج?()7

287

من أي قســم من العمــل كــان،للعمــال الدولة أن توفر الحماية الكافية فتحول،سواء كان كعمل التعليم أو الزراعة أو الصناعة أو البناء أو غير ذلك

الدولة دون غبنه واستغالل ظروفه.

))حق اإلنسانية(( : حق اإلنســان في مختلــف أبعــاد الحيــاة، فمن حقــه أنالسابع عشر

ــاة من طعــام وشــراب ومســكن وملبس ــه من ضــروريات الحي ــال كفايت ين ومركب وما أشبه ذلك، كما أن من حقه أن ينال مــا يكفي لصــحة بدنــه من

وما يلــزم من صــحة روحــه وعقلــه من علم ومعرفــة وثقافــة،رعاية وعناية وكــل إنســان فهــو ولي نفســه لكــل هــذه الشــؤون، وعلى.وأمن واطمئنان

الحكومة وسائر الناس توفير األجواء الالزمة لذلك.هم﴿قــال ســبحانه: ــالم[ؤمنين من أنف[ســ بي أولى ب ممــا يــدل على،(1)﴾الن

والية اإلنسان على نفسه. هوقال تعالى: [وا األرحام بعض[ه[م أولى ببعض في كتــاب الل [ول ﴾وأ إلى،(2)﴿

غير ذلك. ))حق الزواج((

حق بناء األسرة، فإن كل إنسان رجال كان أو امــرأة لــهالثامن عشر: وقــد،الحق في الزواج في إطاره اإلسالمي مثــنى وثالث وربــاع في الرجل

جعله الشارع طريقا لبناء األسرة وإنجاب الذرية وإعفاف النفس.[م من نفس واحــدة وقال تعالى: [م[ الذي خلقك ك ــوا رب ق[ اس[ ات ــا الن ه ﴿يا أي

. (3)﴾خلق منها زوجها و بث منه[ما رجاال كثيرا و نساء[موقال سبحانه: ــائك [م وإم ــادك [م والصالحين من عب ﴿وأنكح[وا األيامى منك

ه[ من فضله [غنهم[ الل [وا ف[قراء ي [ون . (4)﴾إن يك وعليــه حقــوق وواجبــات متكافئــة،كما أن لكل من الزوجين قبــل اآلخر

قررها الشريعة، وإن كان الرجل بعقالنيته له على المرأة درجة،

.6 سورة األحزاب: ?()1.6. سورة األحزاب: 75 سورة األنفال: ?()2.1 سورة النساء: ?()3.32 سورة النور: ?()4

288

ــبحانه: ــال س ــال عليهنوق ج وف وللر ـالمعر[ ـ ــل[ الذي عليهن ب ﴿وله[ن مث. (1)﴾درجة

أوالدهمــا وعلى األب واألم تربية وفقــا لمــا قررتــه،بــدنيا وخلقيــا ودينيــا[م﴿ قال سبحانه: ، وهما مسؤوالن عن عملهم،الشريعة اإلسالمية ق[وا أنف[سك

[م نارا . (2)﴾و أهليك كمــا ورد في الحـديث عن رسـول اللـه )صـلى اللـه عليــه وآلـه( قولـه:

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته(3) . ولكل من الزوجين أن يحترم الطرف األخــر ويقــدر مشــاعره وظروفــه

[مفي إطار من التودد والتراحم، فقد قال ســبحانه: ــق لك ــه أن خل ﴿ومن آيات[م مودة ورحمة [وا إليها وجعل بينك [ن [م أزواجا لتسك . (4)﴾من أنف[سك

وف أو تسريح بإحسان: وقال سبحانه .(5)﴾﴿فإمساك بمعر[ كما أنه يجب على الزوج أن ينفــق على زوجتــه وأوالده إنفاقــا متعارفــا،

[نفــق مما﴿قال سبحانه: ــه رزق[ــه[ فلي [نفق ذ[و سعة من سعته ومن ق[ــدر علي ليه[ .(6)﴾آتاه[ الل

،كمــا أنــه يجب على األنســان نفقــة أنــاس آخــرين إذا لم يجــدوا النفقةكنفقة األوالد لألبوين وما أشبه ذلك.

ولكل طفل على أبويه حــق إحســان تربيتــه وتعليمــه وتأديبــه، وال يجــوز تشغيل األطفال وتحميلهم أعماال يرهقهم، أو يعوق نمــوهم، أو يحــول بينهم

ــراه ال يجــوز ــه إك ــك كل ــإن ذل أو إضــرار،وبين حقهم في اللعب والتعلم، فمحرم في الشريعة اإلسالمية.

وكــذلك بالنســبة،وإذا عجز والدا الطفل عن الوفاء بمسؤوليتهما ونحوه انتقلت المسؤولية إلى المجتمع، وتكــون،إلى األوالد عكسا من جهة األبوين

نفقات من ال نفقة له في بيت مال

.228 سورة البقرة: ?()1.6 سورة التحريم: ?()23()? .21 سورة الروم: ?()4.229 سورة البقرة: ?()5.7 سورة الطالق: ?()6

289

المسلمين، وقد أعلن الرسول )صلى الله عليه وآله( أن: من ترك ماال وبعــده على،(1)فلورثته، ومن تــرك ضــياعا فعليــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(

، وفي حال غيبة اإلمام )عليه السالم( على بيت المــالعليه السالم(اإلمام )الذي هو تحت يد الفقهاء العدول الذين هم مراجع األمة.

وفي رواية: إن اإلمام )عليه الصالة والسـالم( قـال: لمـا أعلن الرسـولــانوا(2)ذلك أسلم عامة اليهودصلى الله عليه وآله( ) ، والمراد اليهود الذين ك

في المدينة وحواليها. وعلى ذلك فلكل فرد في األسرة أن ينال منها ما هو في حاجة إليه من كفاية مادية، ومن رعاية وحنان في طفولته وشيخوخته وعجزه ومرضه وما

أشبه ذلك. وبعد ذلك إلى األمة وممثلتها التي هي،وكل نقص يعود أوال إلى األسرة

الدولة. ،كما أن في العكس للوالدين على أوالدهما حق كفالتهما ماديا ومعنويــا نعم األم أحق برعاية األوالد، وحضانتهم من األب لمكان عاطفيتها، وإن كان الواجب على الولــد إطاعــة األب فيمــا ذكــره الفقهــاء، وقــد جــاء رجــل إلى

، قــالأمكرسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( فقــال لــه: من أبــر، قــال: قــال الســائل مــرة ثالثــة: ثم من،،أمكالسائل مرة ثانيــة: ثم من، قــال:

. (3)أباك، قال السائل مرة رابعة: ثم من، قال: أمكقال: كما أن للزوجة حق النفقة على الزوج، وللزوج عليها حــق االســتفراش،

بمعــنى أن،وعدم الخروج عن الدار إال بإذنه في غير المعاشــرة بــالمعروف لها الحق في الخروج إذا كان معروفــا، حيث ال طاعــة لمخلــوق في معصــية

الخالق على ما ذكرنا تفصيلة في كتاب النكاح.ق[ــوا﴿ثم لألقارب بعضهم على بعض حق صلة الــرحم، قــال ســبحانه: وات

[م رقيبا ه كان عليك [ون به واألرحام إن الل ه الذي تسائل . (4)﴾الل

.1 سورة النساء: ?()12()? 3()? 4()?

290

وال يجبر األب الفتى والفتاة على الزواج ممن ال يرغبان فيــه، بــل الالزمرضاهما في الزواج.

ــبر ــا أن ال ــاء، كم ــق األوالد على اآلب ــالحة ح ــة الص ــذا فالتربي وعلى ه واإلحسان في المعاملة حق اآلباء على األوالد، وهكــذا الــبر واإلحســان حــق

اه[﴿األقربــاء بعضــهم على بعض، قــال ســبحانه: [وا إال إي ــد ] ك إال تعب وقضــى رب[ف [غن عندك الكبر أحد[ه[ما أو كاله[ما فال تق[ل له[ما أ وبالوالدين إحسانا إما يبلل حمـة وقـ[ وال تنهره[ما وق[ل له[ما قوال كريما واخفض له[ما جناح الذل من الر

ياني صغيرا . (1)﴾رب ارحمه[ما كما رب

أمة على الدولة(())حق الــوفرالتاســع عشر ــة أن ت ــإن على الدول ــة، ف : حــق األمــة على الدول

وسائل الحياة الحـرة الكريمـة لألمــة لكــل فــرد فـرد، وهي أمانـة في عنـق إن قصرت فيها كانت مسؤولة أمام الله سبحانه، فقــد قــال )صــلى،الدولة

.(2)لعن الله من ضيع من يعولالله عليه وآله(: كمــا أن لألمــة الحــق على الدولــة في حــل مشــاكلها بواســطة القضــاء الصــحيح المطــابق للشــريعة اإلســالمية، كمــا ذكــر في )الفقــه( في كتــاب

)القضاء(. لتكون مساوية،وهكذا من حق األمة على الدولة أن تأخذ بها إلى األمام

ــه،لسائر األمم المتقدمة، بل الالزم أن تقدمها على سائر األمم حســب قول[م من ق[وة﴿سبحانه: . (3)﴾وأعدوا له[م ما استطعت

. (4)اإلسالم يعلو وال يعلى عليهوقوله )صلى الله عليه وآله(:

.23 سورة اإلسراء: ?()12()? .60 سورة األنفال: ?()34()?

291

المحتويات

7............................................................................................................المقدمة9.....................................................................................اإلسالمية الدولة في الهدف9.........................................................................الموحدة والدولة الواحدة األمة إرجاع11................................................................................................الله أحكام إرجاع

13.........................................................................................االنهيار من األمة فظح13........................................................................................................األمة إنماء14...........................................................................................وتكثيرها األمة يعتوس15.........................................................................الخمسة األهداف في وروايات آيات16............................................................................................جبل بن لمعاذ ياوصا

17...........................................................................................حزم بن لعمرو وصايا19...................................................................................................تعسر وال يسر

20...............................................................................................نجران ىنصار مع20......................................................................................................أيلة أهل مع20....................................................................................................أخرى ياتروا

24.........................................................................بشروطها اإلسالمية الحكومة إقامة24...............................................................................................ودنيا دين إسالمال24..................................................................................................باألنبياء أسيالت25.................................................................السالم عليهم والعترة الله برسول أسيالت

25........................................................................................الحكم على العقل دليل26...................................................................................................الروايات داللة37................................................................................العدول الفقهاء تولي أدلة من37.................................................................................الناصر وجود مع باألمر يامالق38................................................................المنكر عن والنهي بالمعروف األمر واياتر

40.......................................................................................الجائر على ييرالتغ لماذا40.....................................................................................................الحسبة أمور

41.................................................................................................الثورات ديقتص45....................................................................................والدفاع الجهاد أدلة إطالق

46..............................................................................الغيبة زمن السلطان حكم يانب48..........................................................................................للفقيه مطلقة والية ال

48..............................................................................................حنظلة ابن بولةمق49............................................................................................خديجة أبي ةمشهور

49......................................................................الفقهاء إلى الرجوع في أخرى ياتروا56.........................................................................................الشروط وسائر الوالة57......................................................................................الشروط وسائر ياتالروا

61.........................................................................السالم عليهما والوصي النبي يرةس62.......................................................................................العوائد في النراقي كالم65......................................................................................الفقهاء وشورى كومةالح

67..............................................................................................الشورى في فروع292

69.......................................................................................والطوائف الواحدة أمةال69..............................................................................................اإلسالمية: الوحدة

72............................................................................والتجزؤ والحرمان التعذيب فضح72........................................................................................................للتعذيب ال

73...................................................................................................الحرمان فضح74....................................................................................................التجزأة فضح

74................................................................................................الدكتاتور إسقاط75.............................................................................................الدكتاتور عالئم من

77..............................................................الدين باسم كان وإن اإلسالم في دكتاتورية ال79...............................................................................السلمية كةالحرب الطغاة فضح

79.................................................................الدكتاتورية والشعبية العسكرية االنقالبات81..............................................................................العسكرية االنقالبات أسباب من

83.......................................................................................واعية غير شعبية ثورات84...............................................................................................الشورى في آيتان

85..............................................................................والجماعية الفردية الرئاسة ينب86............................................................................................................ؤاتتنب

86...........................................................................الشريفة الروايات في االستشارة87...........................................................................................ص النبي استشارات

87........................................................................................الناس أيها علي أشيروا88...............................................................................................أح[د في ةاستشار

89............................................................................................األحزاب غزوة وفي92......................................................................................................الحديبية يف92...................................................................................................مشورة أكثرال92...............................................................................................الطائف غزوة يف92.............................................................................................االستشارة في ةمق

94..............................................................................................االستشارة روايات101.................................................................................................هؤالء تشاور ال

102...............................................................................................النساء ةمشاور103..........................................................................................وحقوقها االستشارة106.................................................................اإلسالمية الحكومة في الثالث السلطات

108................................................................................................وجواب إشكال111....................................................................والحكم والقضاء التقليد أدلة من ةجمل117.................................................................................الثالث والقوى األمة يضتفو

118.............................................................................................الجمهورية ئاسةر118..............................................................................................للدستور حاجة ال

119................................................................................الشبابية والتجمعات ءالفقها120........................................................................التصويت في واألطفال النساء حق

120..............................................................................................الوطنية أحزابال123..............................................................................الحرة اإلسالمية األحزاب ددتع125..............................................................................................وأقسامه طورالت127................................................................................................الثقافي طورالت

127.............................................................................................السياسي التطور129............................................................................................االقتصادي طورالت

130...........................................................................................االجتماعي التطوير131..............................................................................................النفسي طويرالت

132............................................................اإلسالمية بالدولة يرتبط فيما شرعية نصوص293

140.......................................................................المرافعات وصور القضائية طةالسل142..............................................................................القضاء باب في وروايات آيات

147................................................................................................والقسط دلالع151............................................................................................والعدالة ةالمساوا

154...................................................................................الحديثة والمسائل ةالقضا156...................................................................................القاضي آداب في ياتروا

158.................................................................................الدولة منظومة خارج ءفقها158..................................................................................الطوائف ومالحظة ءالقضا159.......................................................................................التيسير ومهمة ءالقضا

160............................................................................................اإلسالمية الحريات160..............................................................................األحكام بعض ةوضرور الواقع160....................................................................................الممكن والتسهيل الفقيه161..............................................................................والمهم األهم وقانون يلالتسه

161.............................................................................القضاء في والتمييز االستئناف162..................................................................................المتعددة للمحاكم حاجة ال

163.................................................................................................الفضول حلف164................................................................................المظالم ورد األعلى ئيسالر

167...................................................................................وصيانتها اإلسالمية الدولة167....................................................................والروايات اآليات في الجميع ؤوليةمس173................................................................................................العملية يرةالس

176...............................................................................زماننا في الحدود إجراء دمع177................................................................................................وجواب إشكال

178..........................................................................................أوال الصالحة أجواءال179....................................................................................الحدود إجراء طشرو من179................................................................................................وإطالقاته دالح

180........................................................................اإلسالمية الدولة إقامة من التخوف182........................................................................................عاص لكل زيرالتع هل184.......................................................................................وضعفها المشهور أدلة186.................................................................................العقوبة وترك العفو ياتروا

191...............................................................................العقوبة وعدم العفو في آيات192................................................................................................وجواب إشكال

193..........................................................................................المتهم تعذيب ةحرم195..............................................................................ص الله رسول على ءاتافترا197...................................................................................................المتهم حبس199.................................................................................................الحبس أضرار

200..............................................................................الشرعية بةالعقو على زيادة ال202..................................................................................................الستر أفضلية

203...........................................................................................وأعماله المحتسب203........................................................................بالشبهات الحد درء قاعدة شمولية

204.........................................................................................األعم ومعناه زيرالتع205................................................................................العقوبات سائر على دشواه

212................................................................................اإلسالمي التيار على يلزم ما212...............................................................................................والهدف طاقةال

213..........................................................................................ينبغي ال وما الواجب214......................................................................................الحرية مرتكز ةالحضار

215................................................................................والالعنف الرفق في ياتروا294

219..........................................................................................التواضع في روايات225...............................................................................................والحيطة زمالح

228...............................................................................................التجسس حرمة228..........................................................................................التجسس ياتمستنث

232..................................................................................الحكوميين ىعل التجسس234........................................................................................الكفار على التجسس

245.....................................................................................الكفار عمالء على عيون246........................................................................وعمالئهم الكفار مخططات معرفة

246.............................................................................والتقدم العمران دون الوقوف247....................................................................................والصناعة التجارة طيمتح247........................................................................................األمة مقدرات طيمتح

248.................................................................................والكفاءات ياتالشخص قتل250.............................................................................................واالفتراءات التهم251..............................................................................والكفاءات الشخصيات تجميد251.......................................................................الجماعات سائر دون الدولة ةجماع

252.........................................................................................العلماء إلبعاد دعايات252..................................................................................................الحروب إثارة253.........................................................................................الباطلة دئالمبا نشر

253..............................................................................................الربوية ضالقرو254..............................................................................المجاورة الدول بين داواتالع

255...................................................................................وغيرها اإلعالمية ئلالوسا255...............................................................................................الباطلة الفوارق

256.............................................................................سلطتهم وتجذير المستعمرون256...................................................................................والخدمة داقةوالص السلم

257.................................................................والهداية العفو وسياسة اإلسالمية دولةال257...............................................................................................المداراة روايات259..................................................................................................العفو روايات

261..................................................................................................األلفة ياتروا263...............................................................................الله قانون خالف على قوانين

270..........................................................................المقدسة كربالء ظمحاف مع حوار272.............................................................................اإللهي القانون إرجاع مقومات

272......................................................................................................ياةالح حق273.....................................................................................................الحرية حق274...................................................................................................التساوي حق276.....................................................................................................العدالة حق277.................................................................................البراءة وأصالة التحاكم حق

279..................................................................................................الصحة أصالة279.............................................................................................التعذيب دمع حق280........................................................................................والسمعة العرض حق280.....................................................................................................اللجوء حق281...................................................................................................األقليات حق282.................................................................................................المشاركة حق282...................................................................................والمعتقد الفكر يةحر حق284...........................................................................................والتبليغ دعوةال حق284...................................................................................................االقتصاد حق286....................................................................................................الملكية حق

295

287.....................................................................................................العامل حق288..................................................................................................اإلنسانية حق288.....................................................................................................الزواج حق291........................................................................................الدولة على أمةال حق

292.....................................................................................................المحتويات

296