الموافقات 2

493
2 حة ف ص ا ت ك ل ا ب اب ق ف وا م ل ص ا ن5 م سل ة و ب ح ص لة و ى ا عل مد و ح م ا دن* ت س ى عل لة ل ى ا صل م و* ي ح ر ل ا2 ن م ح ر ل لة ا ل م اس ب ارع: ش ل صد ا ق ى لA ع ا ج ر* ي ما ه حدH ا2 مان س قL * ها ي ق رP ظ ن* ي* ى لتصد ا ا ق م لصد وا ا ق م ل ا اب ت ك ع ص و* ى ف ارع: ش ل صد ا ق هة ج2 ن م ر ب ت ي* ع ولH الأ ف ف ل مك ل صد ا ق ى لA ع ا ج ر* ي ر خ والأ ها ع ص و* ى ف صده ق هة ج2 ن م هام و فA لأ ل ها ع ص و* ى ف صده ق هة ج2 ن م داء و ت ي ا ر ي* عة: ش ل ا عة ريH ه ا هد ف ها م ك ح ت ح ت ف ل مك ل ول ا خ د* ى ف صده ق هة ج2 ن م اها و ص ن ق م ب ف* ي ل ك ت ل ل واع نH ا6 * ى ه ع و ص و م ل ا ا هد* ى ف مة ل ش م ة* ب م لأ ك دمة ق م وب ل مط ل ا* ى ف روع: ش ل ل ا ت ق دم ق ي ل و وى ع ه د عا وهد م ل ح والأ ل ح عا ل ا* ى ف اد ت ع ل ح ا ل صا م ل و ه ما بA ع اH ئ را: ش ل ع ا ص و2 نH ا ع ف د و وف ك ل ع د ص و م ا س هد* ليدا و شا ق وH ا حة ص * ها لي ع2 رهان لب ا امة فA ا2 ن م د لأ ن لة ع ي لة ل ع م ت لي لة لم ا حكاH ا2 نH ا* ى ار ر ل م ا ع لأم ور لك م ا عل* ى فL * ها ي ق لأف خ ل ا لة ل ع م ى ل عا ي حكامةH ا2 نH ى ا عل ت ق ف ي ا لة ر عب م ل ا2 نH وا ك ل عالة كد فH ا2 نH ا ما ك ة ب ب لH ا م عل* ى ف ر ظ ض ا ما ل و2 ن* ي ر خH ا ت م ل اL هاء ق ف ل ر ا: كبH ر ا ا* ت ت ح ة ا نH د وا ا ت ع ل ح ا ل صا م ة* رعان ي ل ل ع ل ا2 نH ى ا عل ك ل د ت ب: يH ا ة* ب ع ر: ش لم ا حكاH لأ ل ل ل ع ل ا اب ت: يA ى ا لA ة ا ق ف ل ول ا صH ا

Upload: petoeah

Post on 06-Jun-2015

99 views

Category:

Documents


29 download

DESCRIPTION

الموافقات للشاطبيImam Syatibi

TRANSCRIPT

Page 1: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

5 وعلى محمد سيدنا على الله وصلى الرحيم الرحمن الله بسمفيها ينظر التي والمقاصد المقاصد كتاب وسلم وصحبه آله

إلى يرجع واآلخر الشارع قصد إلى يرجع أحدهما قسمانوضع في الشارع قصد جهة من يعتبر فاألول المكلف قصد

جهة ومن لإلفهام وضعها في قصده جهة ومن ابتداء الشريعةفي قصده جهة ومن بمقتضاها للتكليف وضعها في قصده

أنواع أربعة فهذه حكمها تحت المكلف دخول6 في مسلمة كالمية مقدمة المطلوب في الشروع قبل ولنقدم

في العباد لمصالح هو إنما الشرائع وضع أن وهي الموضع هذاعليها البرهان إقامة من بد ال دعوى وهذه معا واآلجل العاجلفيها الخالف وقع وقد ذلك موضع هذا وليس فسادا أو صحة

بعلة معللة ليست الله أحكام أن الرازي وزعم الكالم علم فيأن على اتفقت المعتزلة وأن كذلك أفعاله أن كما ألبتة

أكثر اختيار وأنه العباد مصالح برعاية معللة تعالى أحكامهإلى الفقه أصول علم في اضطر ولما المتأخرين الفقهاء

بمعنى العلل أن على ذلك أثبت الشرعية لألحكام العلل إثباتاألمر تحقيق إلى حاجة وال خاصة لألحكام المعرفة العالمات

الشريعة من استقرينا أنا هو إنما والمعتمد المسألة هذه فيوال الرازي فيه ينازع ال استقراء العباد لمصالح وضعت أنهارسال األصل وهو الرسل بعثه في يقول تعالى الله فإن غيرهالرسل بعد حجة الله على للناس يكون لئال ومنذرين مبشرينوهو الخلقة أصل في وقال للعالمين رحمة إال أرسلناك وما

على عرشه وكان أيام ستة في واألرض السموات خلق الذيإال واإلنس الجن خلقت وما عمال أحسن أيكم ليبلوكم الماء

ليعبدون7 وأما عمال أحسن أيكم ليبلوكم والحياة الموت خلق الذى

أن من فأكثر والسنة الكتاب في األحكام لتفاصيل التعاليلمن عليكم ليجعل الله يريد ما الوضوء آية بعد كقوله تحصى

في وقال عليكم نعمته وليتم ليطهركم يريد ولكن حرج

Page 2: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

قبلكم من الذين على كتب كما الصيام عليكم كتب الصيامالفحشاء عن تنهى الصالة إن الصالة وفي تتقون لعلكم

يكون لئال شطره وجوهكم فولوا القبلة في وقال والمنكربأنهم يقاتلون للذين أذن الجهاد وفي حجة عليكم للناس

األلباب أولي يا حياة القصاص في ولكم القصاص وفي ظلمواأن شهدنا بلى قالوا بربكم ألست التوحيد على التقرير وفي

التنبيه والمقصود غافلين هذا عن كنا إنا القيامة يوم تقولوامفيدا القضية هذه مثل في وكان هذا على اإلستقراء دل وإذا

تفاصيل جميع في مستمر األمر بأن نقطع فنحن للعلمعلى فلنجر واإلجتهاد القياس ثبت الجملة هذه ومن الشريعة

واجب غير أو واجبا ذلك كون في البحث ويبقى مقتضاهالمستعان والله فنقول علمه إلى موكوال

8 وفيه الشريعة وضع في الشارع قصد بيان في األول النوعحفظ إلى ترجع الشريعة تكاليف األولى المسألة مسائل

أحدها أقسام ثالثة تعدو ال المقاصد وهذه الخلق في مقاصدهاتكون أن والثالث حاجية تكون أن والثاني ضرورية تكون أن

قيام في منها بد ال أنها فمعناها الضرورية فأما تحسينيةالدنيا مصالح تجر لم فقدت إذا بحيث والدنيا الدين مصالح

األخرى وفي حياة وفوت وتهارج فساد على بل استقامة علىلها والحفظ المبين بالخسران والرجوع والنعيم النجاة فوت

وذلك قواعدها ويثبت أركانها يقيم ما أحدهما بأمرين يكونعنها يدرأ ما والثاني الوجود جانب من مراعتها عن عبارة

من مراعاتها عن عبارة وذلك فيها المتوقع أو الواقع االختاللمن الدين حفظ إلى راجعة العبادات فأصول العدم جانب

كاإليمان الوجود جانب9 أشبه وما والحج والصيام والزكاة والصالة بالشهادتين والنطق

جانب من والعقل النفس حفظ إلى راجعة والعادات ذلكوالملبوسات والمشروبات المأكوالت كتناول أيضا الوجود

حفظ إلى راجعة والمعامالت ذلك أشبه وما والمسكونات

Page 3: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والعقل النفس حفظ وإلى الوجود جانب من والمال النسلاألمر ويجمعها والجنايات العادات بواسطة لكن أيضا

من الجميع حفظ إلى ترجع المنكر عن والنهي بالمعروفكان ما والمعامالت مثلت قد والعادات والعبادات العدم جانب

أو بعوض األمالك كانتقال غيره مع اإلنسان مصلحة إلى راجعاالرقاب على بالعقد عوض بغير

10 تقدم ما على عائدا كان ما والجنايات األبضاع أو المنافع أوتلك ويتالفى اإلبطال ذلك يدرأ ما فيها فشرع باإلبطالوتضمين للعقل والحد للنفس والديات كالقصاص المصالح

ذلك أشبه وما للمال والتضمين والفطع للنسل األموال قيموالنفس الدين حفظ وهي خمسة الضروريات ومجموع

ملة كل في مراعاة إنها قالوا وقد والعقل والمال والنسلالتوسعة حيث من إليها مفتقر أنها فمعناها الحاجيات وأما

الالحقة والمشقة الحرج إلى الغالب في المؤدي الضيق ورفعدخل تراع لم فإذا المطلوب بفوت

11 يبلغ ال ولكنه والمشقة الحرج الجملة على المكلفين علىجارية وهي العامة المصالح في المتوقع العادي الفساد مبلغ

العبادات ففي والجنايات والمعامالت والعادات العبادات فيبالمرض المشقة لحوق إلى بالنسبة المخففة كالرخص

هو مما بالطيبات والتمتع الصيد كإباحة العادات وفي والسفرذلك أشبه وما ومركبا ومسكنا وملبسا ومشربا مأكال حاللالتوابع وإلغاء والسلم والمساقاة كالقراض المعامالت وفيوفي العبد ومال الشجر كثمرة المتبوعات على العقد فيالدية وضرب والقسامة والتدمية باللوث كالحكم الجنايات

التحسينات وأما ذلك أشبه وما الصناع وتضمين العاقلة علىاألحوال وتجنب العادات محاسن من يليق بما األخذ فمعناها

قسم ذلك ويجمع الراجحات العقول تأنفها التي المدنساتففي األوليان فيه جرت فيما جارية وهي األخالق مكارموستر كلها الطهارات وبالجملة النجاسة كإزالة العبادات

Page 4: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الصدقات من الخيرات بنوافل والتقرب الزينة وأخذ العورةوالشرب األكل كآداب العادات وفي ذلك وأشباه والقربات

المستخبثات والمشارب النجاسات المآكل ومجانبةمن كالمنع المعامالت وفي المتناوالت في واالقتار واإلسراف

منصب العبد وسلب والكأل الماء وفضل النجاسات بيعالمرأة وسلب واإلمامة الشهادة

12 الكتابة من وتوابعه العتق وطلب نفسها وإنكاح اإلمامة منصبأو بالعبد الحر قتل كمنع الجنايات وفي أشبهها وما والتدبيريدل األمثلة وقليل الجهاد في والرهبان والصبيان النساء قتل

إلى راجعة األمور فهذه معناها في هو مما سواها ما علىليس إذ والحاجية الضرورية المصالح أصل على زائدة محاسن

مجرى جرت وإنما حاجي وال ضروري بأمر بمخل فقدانهاالمراتب هذه من مرتبة كل الثانية المسألة والتزيين التحسين

لم فقده فرضنا لو مما والتكملة كالتتمة هو ما إليها ينضمالقصاص في التماثل فنحو األولى فأما األصلية بحكمتها يخلولكنه حاجة شدة فيه تظهر وال ضرورة إليه تدعو ال فإنه

والمنع المثل وقراض المثل وأجرة المثل نفقة وكذلك تكميليالربا ومنع المسكر قليل وشرب األجنبية إلى النظر من

كصالة الدين شعائر وإظهار المتشابهات في الالحق والورعبالرهن والقيام الجمعة وصالة والسنن الفرائض في الجماعة

في واإلشهاد والحميل13 الكفء فكاعتبار الثانية وأما الضروريات من إنه قلنا إذا البيع

مثل حاجة إليه تدعو ال كله ذلك فإن الصغيرة في المثل ومهرمن البيع إن قلنا وإن الصغيرة في النكاح أصل إلى الحاجة

التكملة باب من والحميل والرهن فاإلشهاد الحاجيات بابفيه تقصر الذي السفر في الصالتين بين الجمع ذلك ومن

فهذا عقله على يغلب أن يخاف الذي المريض وجمع الصالةبأصل يخل لم يشرع لم لو إذ المرتبة لهذه كالمكمل وأمثاله

ومندوبات األحداث فكآداب الثالثة وأما والتخفيف التوسعة

Page 5: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

غير كانت وإن فيها المدخول األعمال إبطال وترك الطهاراتالضحايا في واإلختيار المكاسب طيبات من واإلنفاق واجبة

أن المسألة هذه أمثلة ومن ذلك أشبه وما والعتق والعقيقةكالتكملة التحسينات وكذلك للضروريات كالتتمة الحاجيات

يأتي حسبما المصالح أصل هي الضروريات فإن للحاجياتتكملة كل الثالثة المسألة الله شاء إن هذا بعد ذلك تفصيل

على اعتبارها يعود ال أن وهو شرط تكملة هي حيث من فلهارفض إلى اعتبارها يفضي تكملة كل أن وذلك باإلبطال األصل

أصلها14 إبطال في أن أحدهما لوجهين ذلك عند اشتراطها يصح فال

مع كالصفة كملته ما مع التكملة ألن التكملة إبطال األصلالموصوف ارتفاع إلى يؤدي الصفة اعتبار كان فإذا الموصوف

هذا على التكملة هذه فاعتبار أيضا الصفة ارتفاع ذلك من لزملم وإذا يتصور ال محال وهذا اعتبارها عدم إلى مؤد الوجه

أنا والثاني غيرمزيد من األصل واعتبر التكملة تعتبر لم يتصورفوات مع تحصل التكميلية المصلحة أن تقديرا قدرنا لو

من بينهما لما أولى األصلية حصول لكان األصلية المصلحةوحفظ كلى مهم المهجة حفظ أن ذلك وبيان التفاوت

للمروءات حفظا النجاسات فحرمت مستحسن المروءاتإلى الضرورة دعت فإن العادات محاسن على ألهلها وإجراء

أصل وكذلك أولى تناوله كان النجس بتناول المهجة إحياءنفي اشترط فلو مكمل والجهالة الغرر ومنع ضروري البيعأو ضرورية اإلجارة وكذلك البيع باب النحسم جملة الغررباب من المعاوضات في العوضين حضور واشتراط حاجية

عسر غير من األعيان بيع في ممكنا ذلك كان ولما التكميالتممتنع اإلجارات في وذلك السلم في إال المعدوم بيع من منع

بها المعاملة باب يسد وحضورها فيها المنافع وجود فاشتراطمحتاج واإلجارة

15 في جار ومثله يوجد لم أو العوض يحضر لم وإن فجازت إليها

Page 6: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وكذلك وغيرهما والمداواة للمباضعة العورات على اإلطالعترك لو مالك قال بجوازه العلماء قال الجور والة مع الجهاد

فيه والوالي ضروري فالجهاد المسلمين على ضررا لكان ذلكعاد إذا والمكمل للضرورة مكملة فيه والعدالة ضروري

والة مع بالجهاد األمر جاء ولذلك يعتبر لم باإلبطال لألصلالوالة خلف بالصالة األمر من جاء ما وكذلك النبي عن الجورمن والجماعة الجماعة سنة ترك ذلك ترك في فإن السوء

وال المطلوب لذلك مكملة والعدالة المطلوبة الدين شعائرمكمل الصالة في األركان إتمام ومنه بالتكملة األصل يبطلغير كالمريض تصلي ال أن إلى طلبه أدى فإذا لضروراتهاالحرج ارتفع حرج اتمامها في كان أو المكمل سقط القادر

وستر الرخصة أوسعته ما حسب على وصلى يكمل لم عمنمحاسن باب من العورة

16 يجد لم من على أداؤها لتعذر اإلطالق على طلب فلو الصالةالحصر تفوق الشريعة في القبيل هذا من أشياء إلى ساترا

في الغزالي قاله فيما وانظر األسلوب هذا على جار كلهاشروط يستجمع لم الذي اإلمام في المستظهري الكتاب

المقاصد الرابعة المسألة نظائره عليه واحمل اإلمامةفرض فلو والتحسينية للحاجية أصل الشريعة في الضرورية

من يلزم وال بإطالق باختالله الختال بإطالق الضروري إختاللإختالل من يلزم قد نعم بإطالق الضروري إختالل إختاللهمامن يلزم وقد ما بوجه الحاجي إختالل بإطالق التحسيني

إذا فلذلك ما بوجه الضروري إختالل بإطالق الحاجي إختاللوإذا الحاجي على المحافظة فينبغي الضروري على حوفظإذا التحسيني على يحافظ أن فينبغي الحاجي على حوفظ

الضروري يخدم الحاجي وأن الحاجي يخدم التحسيني أن ثبتمن بد ال خمسة مطالب فهذه المطلوب هو الضروري فإن

الحاجي من سواه لما أصل الضروري أن أحدها بيانهاإختالل منه يلزم الضروري إختالل أن والثاني والتكميلي

Page 7: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إختالل الباقيين إختالل من يلزم ال أنه والثالث بإطالق الباقيينأو بإطالق التحسيني إختالل من يلزم قد أنه والرابع الضروري

ما بوجه الضروري إختالل بإطالق الحاجي17 التحسيني وعلى الحاجي على المحافظة ينبغي أنه والخامس

على مبنية والدنيا الدين مصالح أن األول بيان للضروريفإذا تقدم فيما المذكورة الخمسة األمور على المحافظة

انخرمت إذا حتى عليها مبنيا الدنيوي الوجود هذا قيام اعتبروالتكليف بالمكلفين خاص هو ما أعني وجود للدنيا يبق لم

الدين عدم فلو بذلك إال لها قيام ال األخروية األمور وكذلكيتدين من لعدم المكلف عدم ولو المرتجى الجزاء ترتب عدم

في يكن لم النسل عدم ولو التدين الرتفع العقل عدم ولويقع ما بالمال وأعني عيش يبق لم المال عدم ولو بقاء العادة

وجهه من أخذه إذا غيره عن المالك به واستبد الملك عليهاختالفها على واللباس والشراب الطعام ذلك في ويستوي

يكن لم ذلك ارتفع فلو المتموالت جميع من إليها يؤدي وماأحوال ترتيب عرف من فيه يرتاب ال معلوم كله وهذا بقاء

هي إنما الحاجية فاألمور هذا ثبت وإذا لآلخرة زاد وأنها الدنياتكملها الضروريات على تتردد هي إذ الحمى هذا حول حائمةبهم وتميل المشقات واكتسابها بها القيام في ترتفع بحيث

على جارية تكون حتى األمور في واإلعتدال التوسط إلى فيهافي تقدم ما مثل وذلك تفريط وال إفراط إلى يميل ال وجه

رفع في نقول وكما البيوع في والجهالة الغرر عدم اشتراطقاعدا الصالة له يجوز حتى المرض بسبب المكلف عن الحرجصحته زمان إلى وقته في الصيام ترك له ويجوز مضطجعا أو

الصوم المسافر ترك وكذلك18 فهم فإذا ذلك وغير التمثيل في تقدم ما وسائر الصالة وشطر

دائرة فروع الحاجية األمور هذه أن في العاقل يرتب لم هذاتكمل ألنها التحسينية في الحكم وهكذا الضرورية األمور حول

فظاهر ضروري هو ما كملت فإذا ضروري أو حاجي هو ما

Page 8: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والمكمل للضروري مكمل فالحاجي حاجي هو ما كملت وإذاالضروري لألصل كالفرع إذا فالتحسينية مكمل للمكمل

أن ثبت إذا ألنه تقدم مما يظهر الثاني بيان عليه ومبنيعليه مبني سواه ما وأن المقصود األصل هو الضرورياختالله من لزم فروعه من كفرع أو أوصافه من كوصف

أولى باب من الفرع اختل اختل إذا األصل ألن الباقيين اختاللاعتبار يكن لم الشريعة من البيع أصل ارتفاع فرضنا فلويمكن لم القصاص أصل ارتفع لو وكذلك والغرر الجهالة

أن ومحال القصاص أوصاف من ذلك فإن فيه المماثلة اعتبارالمغمى عن سقط إذا وكما الموصوف انتفاء مع الوصف يثبت

حكم عليهما يبقى أن يمكن لم الصالة أصل الحائض أو عليهأو الحدثية الطهارة أو الجماعة أو التكبير أو فيها القراءة

األمر ذلك فارتفع ألمر ثابت هو حكما ثم أن فرض ولو الخبثيةومن محال فرض هذا كان األمر لذلك مقصودا الحكم بقي ثم

لها تابع هو ما ارتفع ارتفعت إذا الصالة أن مثال يعرف هنامن ألنها ذلك وغير والدعاء والتكبير القراءة من ومكمل

هو الصالة أصل إن يقال أن يصح فال بالفرض الصالة أوصافأصل كان إذا نقول وكذلك ذلك بخالف وأوصافها المرتفعالصالة عن كالنهي كذلك الصيام أو قصدا عنه منهيا الصالة

تتصف ما فكل العيد في الصيام عن والنهي النهار طرفي فيعن نهي حيث من النهي أصل تحت مندرج مكمالتها من به

عن النهي ألن الوقوع في اجتماعية هيئة لها التي الصالة أصلكذلك هي حيث من المخصوصة العبادة

19 فاندرجت وأقوالها أفعالها بمجموع إال عنها منهيا تكون والاألشياء لهذه إن يقال وال الكل باندراج النهي تحت المكمالت

يلزم فال اإلعتبار بذلك عنها منهيا تكون ال أنفسها في حقائقعلى عنها منيها تكن لم وإذا مطلقا عنها منهيا تكون أن

من يلزم فال له تابعة هي ما بارتفاع ارتفاعها يلزم لم اإلطالقلها الوسائل فإن وأيضا أصلت كما الفرع إختالل األصل إختالل

Page 9: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

تثبت وقد الصالة مع كالطهارة النسبة هذه مقاصدها مععلى الحج في الموس كجر المقاصد انتفاء مع شرعا الوسائل

أنفسها في حقائق لها كان إذا فاألشياء له شعر ال من رأسالمكمل بارتفاع ترتفع أن مكملة وضعت كونها من يلزم فال

من اعتبار اعتباران لها وغيرهما والتكبير القراءة إن نقول ألنافأما أنفسها حيث من واعتبار الصالة أجزاء من هي حيث

في الكالم وإنما فيه الكالم فليس الثاني الوجه من اعتبارهاالوجه وبذلك للصالة مكملة أجزاء هي حيث من اعتبارها

بقاء المحال ومن الموصوف مع كالصفة بالوضع صارتبنفسه يقوم ال معنى الوصف إذ الموصوف انتفاء مع الصفة

يصح لم كذلك كان فإذا مثله اإلعتبار في كان ما فكذلك عقالوكذلك المطلوب وهو المكمل انتفاء مع المكمل ببقاء القولإن ولكن آخر فأمر الوسائل مسألة وأما وأشباهه الصوم

ألجله موضوعا بكونه للمقصود كالوصف الوسيلة كون فرضناإال المقصد انتفاء مع الوسيلة تبقى أن هذه والحال يمكن فال

فتكون ببقائها الحكم على دليل يدل أن20 وسيلة تكون أن ذلك مع انجر وإن لنفسها مقصودة ذاك إذ

إمرار يحمل ذلك وعلى هذا في امتناع فال آخر مقصود إلىالقول يصح القاعدة وبهذه له شعر ال من شعر على الموس

ما ثم أن على بناء مختونا ولد من رأس على الموس بإمرارفالقاعدة يصح لم وإال لنفسه مقصودا اإلمرار كون على يدل

بغيبه أعلم والله عليها فيه نقض ال به اعترض وما صحيحةمع كالموصوف غيره مع الضروري أن الثالث بيان وأحكم

بعض بارتفاع يرتفع ال الموصوف أن المعلوم ومن أوصافهإذا الصالة ذلك مثال يضاهيه ألنه مسألتا في فكذلك أوصافهمن يعد مما ذلك غير أو التكبير أو القراءة أو الذكر منها بطل

اعتبار ارتفع إذا وكذلك الصالة أصل يبطل ال ألمر أوصافهاوالثوب الخشب في كما البيع أصل يبطل ال والغرر الجهالة

األرض في المغيبة واألصول والقسطل والجوز المحشو

Page 10: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ارتفع لو وكذا ذلك أشبه وما الحيطان وأسس واللفت كالجزروأقرب القصاص أصل يبطل لم القصاص في المماثلة اعتبار

من يلزم ال الصفة أن فكما الموصوف مع الصفة إليه الحقائقان إال اللهم فيه نحن ما كذلك بها الموصوف بطالن بطالنها

الموصوف ماهية من جزءا صارت بحيث ذاتية الصفة تكونذلك قواعد من وقاعدة الماهية أركان من ركن ذاك إذ فهي

في كما قواعده من قاعدة بانخرام األصل وينخرم األصلمن تنخرم الصالة فإن الصالة في ونحوهما والسجود الركوعنظر ال هذا عليها القادر إلى بالنسبة منها شيء بانخرام أصلها

من وال المحسنات من ليس هذا شأنه الذي والوصف فيه21 الصالة أوصاف من إن يقال ال الضروريات من وال الحاجيات

من الذكاة وكذلك مغصوبة دار في تكون ال أن الكمالية مثالفقد ذلك ومع أشبهه وما مغصوبة بسكين تكون ال أن تمامهابطالن عاد فقد الذكاة وأصل الصالة أصل ببطالن جماعة قال

بالصحة قال من نقول ألنا الموصوف على بالبطالن الوصفقال ومن بني المقرر األصل هذا فعلى والذكاة الصالة فيالصالة فكأن كالذاتي الوصف هذا اعتبار على فبنى بالبطالن

هي التي كلها أركانها كانت حيث من عنها منهي نفسها فيوتحريم المغصوبة الدار في حاصلة أكوان ألنها غصبا أكوان

نفسها الصالة فصارت األكوان تحريم إلى يرجع إنما األصلالعيد يوم في والصوم النهار طرفي في كالصالة عنها منهيا

ألن بها العمل عن منهيا السكين صارت حين الذكاة وكذلكعنه منهيا الذكاة وهو المعين العمل هذا كان غصب بها العمل

بسبب األصل إلى البطالن فعاد عنه منهيا الذكاة أصل فصارأبحاث في النظر هنا ويتصور االعتبار بهذا ذاتي وصف بطالن

المغصوبة الدار في الصالة مسألة في الخالف منشأ هيخالف فيه يتصور ال إذ المذكور أصلنا في قادحة غير ولكنها

أو به الفروع إلحاق في الخالف يتصور وإنما عقلي أصله ألنمن واحدة كل أن أحدها أوجه من الرابع بيان به إلحاقها عدم

Page 11: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فالضروريات االعتبار تأكد في مختلفة كانت لما المراتب هذهبعضها مرتبطا وكان والتحسينات الحاجيات تليها ثم آكدهامنه آكد هو ما على جرأة األخف إبطال في كان ببعض

حول والراتع لآلكد حمى كأنه األخف فصار به لإلخالل ومدخلكالمخل مكمل هو بما فالمخل فيه يقع أن يوشك الحمى

الوجه هذا من بالمكمل22 األركان سوى هنا وهي مكمالت لها فإن الصالة ذلك ومثال

بالفرائض لإلخالل متطرق بها المخل أن ومعلوم والفرائضما ذلك على يدل ومما األثقل إلى طريق األخف ألن واألركان

يوشك الحمى حول كالراتع السالم عليه قوله من الحديث فيالبيضة يسرق السارق الله لعن الحديث وفي فيه يقع أن

إني قال من وقول يده فتقطع الحبل ويسرق يده فتقطعأحرمها وال الحالل من سترة الحرام وبين بيني ألجعل

الثاني القسم ذكره ومحل عليه متفق به مقطوع وهوأصلمعرض به باإلخالل األخف على فالمتجرىء الكتاب هذا من

يتجرأ بها اإلخالل على المتجرىء فكذلك سواه ما على للتجرؤبإطالق الكماالت إبطال في يكون قد فإذا الضروريات على

تاركا يكون أن ذلك ومعنى ما بوجه الضروريات إبطالأتى وإن منها بشيء يأتي ال بحيث باطالق بها ومخال للمكمالت

ان إال تعددت إن منها بجملة يأتي أو نزرا كان منها بشيءعلى المصلي اقتصر لو ولذلك به والمخل المتروك هو األكثر

يستحسن ما صالته في يكن لم الصالة في فرض هو مامن ذلك في بالبطالن يقول هنا ومن أقرب اللعب إلى وكانت

المكمالت من هو ما فيه فات إذا البيع في نقول وكذلك يقولهأو للمتعاقدين يحصل ال أن أوشك والجهالة الغرر كانتفاءعدمه يكون قد بل كعدمه العقد وجود فكان مقصود ألحدهمادرجة كل أن والثاني النظائر سائر وكذلك وجوده من أحسنفرض هو ما إلى بالنسبة كالنفل منها آكد هو ما إلى بالنسبة

الصالة أصل إلى بالنسبة القبلة واستقبال العورة فستر

Page 12: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كالمندوب23 إلى بالنسبة والتسبيح والتكبير السورة قراءة وكذلك إليه

وال نجس غير والمشروب المأكول كون وهكذا الصالة أصلالبنية إقامة أصل إلى بالنسبة الذكاة مفقود وال للغير مملوك

به ومنتفعا معلوما المبيع كون وكذلك كالنفل النفس وإحياءكالنافلة البيع أصل إلى بالنسبة أوصافه من ذلك وغير شرعاينتهض بالجزء إليه المندوب أن األحكام كتاب في تقرر وقد

اإلخالل يشبه مطلقا بالمندوب فاإلخالل بالكل واجبا يصير أنالمندوب ذلك صار قد ألنه الواجب أركان من بالركن

هو بما أخل إذا فكذلك الواجب ذلك في واجبا بمجموعهإن يقال أن يصح أيضا الوجه هذا فمن به شبيه أو بمنزلته

ما بوجه الضروريات يبطل قد بإطالق المكمالت إبطاليكون أن ينتهض والتحسينيات الحاجيات مجموع أن والثالثكمال أن وذلك الضروريات أفراد من كفرد منهما واحد كل

حيث موقعه يحسن إنما ضروريات هي حيث من الضرورياتوال تضييق غير من وبسطة سعة المكلف على فيها يكوناألخالق ومكارم العادات معاني خصال معها يبقى وحيث حرجأهل ذلك يستحسن حتى األطراف مكملة الفصول موفرةالحرج لبسة الضروريات قسم لبس بذلك أخل فإذا العقولالواجب فصار العادات في يستحسن ما بضد واتصف والعنتوضعت الذي النظر في صاف وغير العمل متكلف الضروري

بعثت الحديث وفي عليه وضعت ما ضد وذلك الشريعة عليهفقدان فرض لو فكأنه األخالق مكارم ألتمم

24 خلل وذلك ذلك مقتضى على واقعا الواجب يكن لم المكمالتللضروري المكمل في الخلل كان إذا أما ظاهر الواجب في

وال حسنه يزيل ال بحيث يسيرمنه وفي ذلك بعض في واقعاوهو به يخل ال فذلك عنه السعة باب يغلق وال بهجته يرفعلألصل خادم هو إنما وتحسيني حاجي كل أن والرابع ظاهر

له مقدمة إما الخاصة لصورته ومحسن به ومؤنس الضروري

Page 13: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حواليه بالخدمة يدور فهو تقدير كل وعلى تابعا أو مقارنا أوأن وذلك حاالته أحسن على الضروري به يتأدى أن أحرى فهو

عظيم ألمر بتأهب أشعرت الطهارة تقدمتها إذا مثال الصالةفإذا إليه المتوجه بحضور التوجه أشعر القبلة استقبل فإذا

على فيها يدخل ثم والسكون الخضوع أثمر التعبد نية أحضرالجميع ألن القرآن أم لفرض خدمة السورة بزيادة نسقها

تنبيه كله فذلك وتشهد وسبح كبر وإذا إليه المتوجه الرب كالمربه مناجاة من فيه هو عما يغفل أن له وإيقاظ للقلب

كان نافلة قبلها قدم فلو آخرها إلى وهكذا يديه بين والوقوفأيضا نافلة أتبعها ولو للحضور واستدعاء للمصلي تدريجا ذلك

اإلعتبار وفى الفريضة فى الحضور باستصحاب خليقا لكانمقرون ذكر من خالية غير الصالة أجزاء جعلت أن ذلك فى

وهو واحد شىء على متطابقة والجوارح اللسان ليكون بعملواإلنقياد والتعظيم والخضوع باإلستكانة فيها الله مع الحضور

ذلك يكون لئال عمل أو قول من الصالة من موضع يخل ولمأن ترى فأنت الشيطان وساوس ودخول الغفلة لباب فتحاومقوية له خادمة الضروري حمى حول الدائرة المكمالت هذهوعلى فيها خلال لكان أكثره عن أو ذلك عن خلت فلو لجانبه

هذا25 اعتبرها لمن مكمالتها مع الضروريات سائر يجرى الترتيب

يختل قد الضروري كان إذا ألنه تقدم مما ظاهر الخامس بيانإذا وألنه مطلوبة ألجله عليها المحافظة كانت مكمالته بإختاللبها يخل ال أن األحق من كان بها إال حسنه يظهر ال زينة كانت

الثالثة المطالب فى األعظم المقصود أن يظهر كله وبهذاهنالك ومن الضروريات قسم وهو منها األول على المحافظة

كما الملل فيه تختلف لم بحيث ملة كل فى مراعي كانالشريعة وقواعد الدين أصول فهى الفروع فى اختلفت

هذه فى المثبوتة المصالح الخامسة المسألة الملة وكلياتجهة ومن الوجود مواقع جهة من جهتين من فيها ينظر الدار

Page 14: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

المصالح فإن األول النظر فأما بها الشرعي الخطاب تعلقمصالح كونها يتخلص ال هنا موجودة هى حيث من الدنيوية

وتمام اإلنسان حياة قيام إلى يرجع ما بالمصالح وأعني محضةعلى والعقلية الشهوانية أوصافه تقتضيه ما ونيله عيشه

مجرد فى وهذا اإلطالق على منعما يكون حتى اإلطالقومشاق بتكاليف مشوبة المصالح تلك ألن يكون ال اإلعتياد

والشرب كاألكل تلحقها أو تسبقها أو بها تقترن كثرت أو قلتاألمور هذه فإن ذلك وغير والنكاح والركوب والسكني واللبس

بمفاسد ليست الدنيوية المفاسد أن كما وتعب بكد إال تنال الما إذ الوجود مواقع حيث من محضة

26 أو بها ويقترن إال الجارية العادة فى تفرض مفسدة منويدلك كثير اللذات ونيل واللطف الرفق من يتبعها أو يسبقها

على وضعت الدار هذه أن وذلك األصل هو ما ذلك علرام فمن القبيلين بين واالختالط الطرفين بين اإلمتزاج

التامة التجربة وبرهانه ذلك على يقدر لم فيها جهة استخالصاالبتالء على بوضعها األخبار ذلك وأصل الخالئق جميع من

والخير بالشر ونبلوكم تعالى الله قال والتمحيص واالختبارجاء وقد المعنى هذا فى وما عمال أحسن أيكم ليبلوكم فتنة

بالشهوات النار وحفت بالمكاره الجنة حفت الحديث فىالجهة شركة من خالية جهة ألحد الدنيا فى يخلص لم فلهذاإلى الراجعة والمفاسد فالمصالح كذلك كان فإذا األخرى

جهة الغالب كان فإذا غلب ما مقتضى على تفهم إنما الدنياالجهة غلبت وإذا عرفا المفهومة المصلحة فهي المصلحة

ذو الفعل كان ولذلك عرفا المفهومة المفسدة فهى األخرىالمصلحة رجحت فإن الراجحة الجهة إلى منسوبا الوجهينالمفسدة جهة غلبت وإذا مصلحة إنه فيه ويقال فمطلوب

فى العادات به جرت ما على مفسدة إنه ويقال عنه فمهروبوقسمة أخرى نسبة فله العادات مقتضى عن خرج فإن مثله

الدنيوية المصلحة فى النظر وجه هذا القسمة هذه غير

Page 15: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

األعمال فى الوجود مواقع حيث من الدنيوية والمفسدةبها الخطاب تعلق حيث من فيها الثانى النظر وأما العادية

مع مناظرتها عند الغالبة هى كانت إذا فالمصلحة شرعاالمقصودة فهى اإلعتياد حكم فى المفسدة

27 على قانونها ليجري العباد على الطلب وقع ولتحصيلها شرعاوأولى وأقرب أتم حصولها وليكون سبيل وأهدى طريق أقومفإن الدنيا فى الجارية العادات مقتضى على المقصود بنيلذلك شرعية فى بمقصودة فليست مشقة أو مفسدة تبعها

بالنظر الغالبة هى كانت إذا المفسدة وكذلك وطلبه الفعلشرعا المقصود هو فرفعها اإلعتياد حكم فى المصلحة إلى

العادي اإلمكان وجوه أتم على رفعها ليكون النهي وقع وألجلهمصلحة تبعتها فإن سليم عقل كل له يشهد حسبما مثلها فىبل الفعل ذلك عن بالنهي المقصودة هى فليست لذة أو

فى ملغي ذلك سوى وما المحل فى غلب ما المقصوداألمر جهة فى ملغاة المفسدة جهة كانت كما النهي مقتضى

المفاسد أو شرعا المعتبرة المصالح أن ذلك من فالحاصلال المفاسد من بشىء مشوبة غير خالصة هى شرعا المعتبرة

الحقيقة فى فليست مشوبة أنها توهم وإن كثيرا وال قليالالمغلوبة المفسدة أو المغلوبة المصلحة ألن كذلك الشرعية

خروج غير من الكسبي اإلعتياد فى يجري ما بها المراد إنماوهذا الجملة على إليها الشارع التفات تقتضى زيادة إلى

شرعية فى للشارع مقصود غير إنه قيل الذى هو المقدارالمعلومة الجهالة أن أحدهما أمران ذلك على والدليل األحكام

يكن لم الشارع عند معتبرة أعني للشارع مقصودة كانت لويكون كان بل بإطالق عنه منهيا وال بإطالق به مأمورا الفعل

المفسدة حيث من عنه ومنهيا المصلحة حيث من به مأموراكذلك ليس األمر أن قطعا ومعلوم

28 كوجوب والنهي األمر فى المراتب أعلى فى يتبين وهذاوما إتالفها ومنع النفوس إحياء ووجوب الكفر وحرمة اإليمان

Page 16: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

مراتب فى منه أعلى ال الذى اإليمان يكون فكان ذلك أشبهمن النفس كسر من مافيه جهة من عنه منهيا التكليف

سلطان تحت وقهرها أغراضها نيل عن وقطعها إطالقهاإطالق يقتضى الذى الكفر وكان لها فيه لذة ال الذى التكليف

خوف غير من بالشهوات وتمتعها التكليف قيد من النفسعن والمخرجة الملذوذة األمور ألن فيه مأذونا أو به مأمور

بل محض باطل هذا وكل الجملة على مصلحة القاهرة القيودعلى فدل بإطالق عنه منهى والكفر بإطالق مطلوب اإليمان

المصلحة وجهة اإليمان طلب إلى بالنسبة المفسدة جهة أنظهر وإن شرعا معتبرة غير الكفران عن النهي إلى بالنسبة

اإلعتبار مقصود كان لو ذلك أن والثانى وطبعا عادة تأثيرهاباطل وهو يطاق ال بما تكليفا كله العبد تكليف لكان شرعا

فى فمعلوم شرعا باطال يطاق ال ما تكليف كون أما شرعامضادة مثال المرجوحة الجهة فألن المالزمة بيان وأما األصول

المصلحة بإيقاع مثال أمر وقد الراجحة للجهة الطلب فىالمفسدة إيقاع عن منهيا فيه يكون وجه على لكن الراجحة

معا إيقاعه عن ومنهى الفعل بإيقاع مطوب فهو المرجوحةوالمفاسد المصالح أن من تقدم لما منفكتين غير والجهتان

توارد من إيقاعه عدم أو الفعل إيقاع فى بد فال متمحضة غيرأي واحد لفعل تفعل وال افعل له قيل فقد معا والنهي األمريقال ال يطلق ال ما تكليف عين وهو الوقوع فى واحد وجه من

فال فيها مأذونا ولكن بها مأمور غير تكون قد المصلحة إنال هذا إن نقول ألنا المحظور يلزم فال معا والنهي األمر يجتمع

تكون أن يصح كما المصلحة فإن المصالح جميع فى يطردفاإلذن ذلك سلم وإن بها مأمورا تكون أن يصح فيها مأذونا

والنهي لألمر مضاد29 الفعل على واردان وهما التخيير لعدم مناف التخيير فإن معا

إيقاعه يستطاع ال بما خطاب معا بهما الخطاب فورود الواحدكالصالة هذا وليس بيانه أردنا ما وهو به المخاطب الوجه على

Page 17: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الدار غير فى يصلى بأن اإلنفكاك إلمكان المغصوبة الدار فىإليه ذهب لما مشير التقدير هذا إن قيل فإن كذلك ليس وهذا

وإنما الفعل بمقصود ليس الشر أن من تبعهم ومن الفالسفةبشره خيره ممتزجا خلقا تعالى الله خلق فإذا الخير االمقصودوإن الشر ألجل يخلق ولم ألجله الخلق خلق الذى هو فالخيرالمر الدواء المريض سقى إذا عندهم كالطبيب به واقعا كان

المرارة من فيه ما ألجل إياه يسقه فلم المكروه البشعوكذلك والراحة الشفاء من فيه ما ألجل بل المكروه واألمرقصده إنما المتأكل العضو وقطع والحجامة بالقصد اإليالم

فى ما جميع عندهم فكذلك المضار ودفع الراحة جلب بذلكبهذا شبيه تقدم فما أسبابها عن المسببة المفاسد من الوجود

المصلحة ألجل التشريع قصده مع الشارع إن قلت حيث منأيضا وهو للمصلحة الزمة أنها مع المفسدة وجه يقصد ال

والمفاسد الشرور بأن القائلين المعتزلة مذاهب إلى مشيراإلرادة خالف على هو إنما وقوعها وأن الوقوع مقصودة غير

إنما الفالسفة كالم أن فالجواب كبيرا علوا ذلك عن الله تعالىكالمنا وإنما فيه كالمنا وليس التكويني الخلقي القصد فى هو

من موضعه فى بينهما الفرق تبين وقد التشريعي القصد فىلمصالح وضعت الشريعة أن ومعلوم والنواهى األوامر كتاب

الخلق30 مصلحة لجلب شرع ما فكل موضعه في تبين حسبما بإطالق

كان وإن ذلك يناقض ما فيه مقصود فغير مفسدة دفع أويعزب ال القديمة اإلرادة وعن القديمة فبالقدرة بالوجود واقعا

األرض في كله ذلك من شيء وإرادته وقدرته الله علم عنآخر وترتيب نظر له آخر أمر التشريع وحكم السماء في وال

إرادة يستلزمان ال والنهي واألمر وضعه ما حسب علىوبطالنه المعتزلة قول هذا وإنما الوقوع عدم أو الوقوع

والقصد شيء التشريعي فالقصد الكالم علم في مذكوركانت إذا وأما فصل بينهما مالزمة ال آخر شيء الخلقي

Page 18: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

لو بحيث اإلعتياد حكم عن خارجة المفسدة أو المصلحةبد وال نظر ذلك ففي للشارع اإلعتبار مقصودة لكانت انفردت

أكل مثاله الله بحول فيه الحكم تخليص ثم ذلك تمثيل منوقتل اضطرارا والخبائث النجاسات وأكل للمضطر الميتة

للزجر والحدود العقوبات وبالجملة القاطع وقطع القاتلبقطع واإلبالم الوجعة الضرس وقلع المتأكلة اليد وقطع

األمور من ذلك أشبه وما للتداوي ذلك وغير والقصد العروقمتوجها عنها النهي لكان عليها غلب عما انفردت التي

تتساوى أن يخلو فال األدلة فيه تعارضت ما كل وبالجملةحكم فال تساوتا فإن األخرى على إحداهما تترجح أو الجهتان

التساوي اظهر إذ االخر دون الطرفين بأحد المكلف جهة منفرض وإن الشريعة في واقع غير هذا ولعل األدلة بمقتضى

وقوعه31 الشرعيات في وذلك دليل غير من بالتشهي إال ترجيح فال

معا بالطرفين متعلق الشارع قصد أن وأما باتفاق باطلال ما تكليف ألنه صحيح فغير اإلحجام وطرف اإلقدام طرف

فال الواحد الفعل على الجهتين تساوي فرضنا قد إذ يطاقغير القصد أيضا يكون وال معا عنه وينهى به يؤمر أن يمكن

معا والنهي األمر توارد أن فرضنا قد إذ منهما بواحدة متعلقفي يأتي حسبما الجملة على القصد على علمان وهما

اقتضاء غير من نهي وال أمر ال إذ تعالى الله شاء إن موضعهيتعين ولم األخرى دون الجهتين بإحدى يتعلق أن إال يبق فلم

إحدى ترجحت إن وأما التوقف من بد فال للمكلف ذلكمتعلق الشارع قصد إن يقال أن فيمكن األخرى على الجهتين

صح لما األخرى بالجهة متعلقا كان لو إذ األخرى بالجهةالوقف فيجب الجهتان تساوت إذا كما الحكم ولكان الترجيح

إن يقال أن ويمكن الترجيح وجود مع صحيح غير وذلكيحتمل منهما واحدة كل إذ معتبرتان المجتهد عند معا الجهتين

ينقدح بما كلفنا إنما ونحن للشارع المقصودة هي تكون أن

Page 19: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

األمر نفس في مقصوده هو بما ال للشارع مقصود أنه عندناإمكان تقطع ال ترجحت وإن فالراجحة

32 اإلمكان هذا أن إال للشارع المقصودة هي األخرى الجهة كونفي مطرح وغير الجهتين تساوي عند إال التكليف في مطرحمن طائفة عند الخالف مراعاة قاعدة نشأت هنا ومن النظر

والثاني المصوبين طريقة على جار األول واإلمكان الشيوخمن يلخص فالذي تقدير كل وعلى المخطئين طريقة على جار

عند شرعا اإلعتبار مقصودة غير المرجوحة الجهة أن ذلكللشارع مقصودة كانت لو إذ الرجحة الجهة مع اجتماعها

ال بما تكليفا فكان الواحد الفعل على معا والنهي األمر الجتمعسواء كلها اإلجتهادية المسائل في الحكم يكون وكذلك يطاق

كان ما بين إذا فرق فال ال أم مصيب مجتهد كل إن أقلنا عليناعنه خارجا أو اإلعتياد على جاريا المرجوحة الجهات من

أردنا ما وذلك القسمين في مطلق والبرهان مستمر فالقياسللشارع مقصودة المغلوبة الجهة تكون أفال قيل فإن بيانه

وإن هكذا دينك إلى تنقسم الشارع مقاصد فإن الثاني بالقصدإذا يثبت إنما الثاني القصد أن فالجواب الضربين الكتاب في

بالقصد مقصودا يكن لم ناقضه فإذا األول القصد يناقض لمهذا من موضعه في مذكور وهذا الثاني بالقصد وال األول

المصالح كانت لما السادسة المسألة التوفيق وبالله الكتابعلى الكالم وتقدم وأخروية دنيوية ضربين على والمفاسداألخروية والمفاسد المصالح في الكالم الحال اقتضى الدنيوية

امتزاج ال خالصة تكون أن أحدهما ضربين على إنها فنقولالخلود أهل وعذاب الجنان أهل كنعيم باآلخر القبيلين ألحد

الجنة وأدخلنا النار من الله أعاذنا النيران في33 إلى بالنسبة إال ذلك وليس ممتزجة تكون أن والثاني برحمته

خاصة النار في كونه حال في الموحدين من النار يدخل منكله وهذا األول القسم إلى رجع الله برحمة الجنة أدخل فإذا

األخروية األمور في للعقل ليس إذ الشريعة في جاء حسبما

Page 20: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

القسم هذا كون أما السمع من أحكامها تتلقى وإنما مجالالسجود مواضع منهم تنال ال النار ألن فظاهر ممتزجا الثانيتأخذهم فإنما وأيضا ظاهرة مصلحة وتلك اإليمان محل وال

فال خاصة للشر تتمحض لم وأعمالهم أعمالهم قدر علىكاف وهذا حال على عمله في خير ال من أخذ النار تأخذهم

الصالحة واألعمال اإليمان من الناشئة المصلحة حصول فيمع له حاصلة ما راحة المؤمن بقلب المعلق الرجاء ثم

من ذلك غير إلى النار كرب من عنه تنفس فهي التعذيبوأما ألفاها استقراها من الشريعة في اآلتية الجزئية األموركقوله كثيرة أدلة الشريعة من عليه فيدل محضا األول كون

كفروا فالذين وقوله مبلسون فيه وهم عنهم يفتر ال تعالىيحيى وال فيها يموت ال وقوله اآلية نار من ثياب لهم قطعتالرحمة من اإلبعاد على يدل ما سائر إلى هنالك ما أشد وهووال عذاب ال أن على تدل وأحاديث آخر آيات الجنة وفي

وعيون جنات في المتقين إن كقوله مفسدة وال مشقةهم وما نصب فيها يمسهم ال قوله إلى آمنين بسالم ادخلوها

إلى خالدين فادخلوها طبتم عليكم سالم وقوله بمخرجين منهاأنت الجنة في بقوله ربنا ذلك بين وقد معلوم هو مما ذلك غير

عذابي أنت النار وفي رحمتي34 قيل فإن مبالغة بالعذاب وهذه مبالغة بالرحمة هذه فسمى

من أشد بعضها دركات النار في أن ثبت وقد هذا يستقيم كيفبعض فوق بعضها درجات فيها أن الجنة في جاء أنه كما بعض

من أنه مع ضحضاح في أنه النار أهل بعض في وجاءكالذي نعيمها بعض يحرم من الجنة في أن وجاء المخلدينالجحيم دركات كانت وإذا منها يتب ولم خمر مدمن يموت

األشد من أخف األشد دون فالذي أشد بعضها منها الله أعاذناما مصلحة تحصل التي الرحمة وصف يقتضيه مما والخفة

يتوهم ما إلى بالنسبة العذاب إليه وصل الذي فالقدر وأيضاوإذا دونه هو ما إلى بالنسبة شديد أنه كما خفيف فوقه

Page 21: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

مفسدة ضمن في مصلحة فهي ما بنسبة ولو الخفة تصورتفإن اآلخر الطرف في كذلك الجنة درجات أن كما العذاببسبب قليال الطاعة عمل كان وإذا العمل حسب على الجزاء

رتبة أن ومعلوم النسبة تلك على الجزاء كان المخالفة كثرةودأب قط الله يعص لم من كرتبة ليست الجنة يدخل من آخر

السببي األول عمل ألجل ذلك وإنما عمره الطاعات علىكثرة عليه كدره نعيما اآلخرة في الطاعة على جزاؤه فكان

كذلك كان فإذا المفسدة ممازجة معنى وهذا المخالفةالمنقول في يصح ال أنه فالجواب واحد قسم معا فالقسمانفيها أن وال بالعذاب النعيم ممتزجة الجنة تكون أن ألبتة

نعم الشريعة نقل مقتضى هذا الوجوه من بوجه ما مفسدةعلى جارية ليست اآلخرة أحوال فإن ذلك يحيل ال العقل

فيها إن النار في يقال أن يصح ال أنه كما العقول مقتضياتيفتر ال تعالى قال ولذلك ما مصلحة تقتضي رحمة للمخلدينوإن إليها ليستريحوا هنالك حالة فال مبلسون فيه وهم عنهم

في جاء وما منها بالله عياذا العذاب دار وهي كيف قلتمن يجد فال المراتب معنى إلى راجع فذلك الخمر حرمان

بفقدها ألما يحرمها35 إلى المخرج أما الولد شهوة بفقد ألما الجميع يجد ال كما

وال بردة أبي وعناق خزيمة كشهادة خاص فأمر الضحضاحأنه غير القطعية اإلستقرائية األصول على ذلك بمثل نقضينبني لما والدركات الدرجات تفاوت وجه فى هنا النظر يجب

أن وذلك أخرى جهة من ال الفقهية الفوائد من ذلك علىومعنى ضد وال نقيض تفاوتها من اليلزم تفاوتت وإن المراتب

ذلك وأطلقت بالعلم وصفته فقد عالم فالن قلت إذا أنك هذاله الوصف ذلك حصول فى يستراب ال بحيث إطالقا عليه

الكالم فهذا العلم فى فوقه وفالن قلت فإذا كماله علىوال األول رتبة فوق العلم فى رتبة حاز الثاني أن يقتضى

إذا فكذلك ما وجه على ولو بالجهل متصف األول أن يقتضى

Page 22: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

يقتضى فال العلماء مرتبة فوق الجنة فى األنبياء مرتبة قلتبحيث المرتبة من غضا وال النعيم من نقصا للعلماء ذلك

واألنبياء فيه نقص ال نعيما منعمون العلماء بل ضده يداخلهفيه نقص ال الذي النعيم فى ذلك فوق والسالم الصالة عليهمكل وغيرهم المنافقين إلى بالنسبة العذاب فى القول وكذلك

بعض من عذابا أشد بعضهم ولكن راحة يداخله ال العذاب فىبما أجاب األنصار دور خير عن النبي سئل لما ذلك وألجل

بنو األنصار دور خير بقوله الخيرية فى ترتيبهم فى األمر عليهبنو ثم الخزرج بن الحرث بنو ثم األشهل عبد بنو ثم النجار

الضد لتوهم رفعا خير األنصار دور كل وفى قال ثم ساعدةالتفصيل أفعل كانت حيث من

36 الحياة تؤثرون بل تعالى كقوله الوجه ذلك على تستعمل قدعليه تفضيله يكن فلم ذلك ونحو وأبقى خير واآلخرة الدنيا

تنقيصا بعض على األنصار دور بعض والسالم الصالةالمدح إلى منه الذم إلى أقرب لكان ذلك قصد ولو بالمفضول

فلحقنا آخره في فإن المقرر المعنى هذا الحديث بين وقدفجعلنا األنصار خير الله نبي أن تر ألم فقال عبادة ابن سعد

لكن األخيار من تكونوا أن بحسبكم ليس أو فقال خيرااتصاف يقتضي وال المزية رفع يقتضي الترتيب في التقديمالتفضيل حكم يجري وكذلك كثيرا وال قليال ال بالضد المؤخر

تعالى الله قال وقد الصفات وبين األنواع وبين األشخاص بينالنبيين بعض فضلنا ولقد بعض على بعضهم فصلنا الرسل تلكالله إلى وأحب خير القوي المؤمن الحديث وفي بعض عل

ترتيب أن هذا وحاصل خير كل وفي الضعيف المؤمن منوإنما يمكن ال النوع حقيقة إلى بالنسبة الواحد النوع أشخاص

الخواص من األشخاص بعض به يمتاز ما إلى بالنسبة يكونحسن معنى وهذا النوع ذلك حقيقة عن الخارجة واألوصاف

فهم في ومشكالت معضالت عليه هانت تحققه من جداوزيادة والسالم الصالة عليهم األنبياء بين كالتفضيل الشريعة

Page 23: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والمعاني الفقهية الفروع من ذلك وغير ونقصانه اإليمانالناس من كثير أقدام بها الجهل بسبب زلت التي الشرعية

التوفيق وبالله37 إقامة بالتشريع قصد قد الشارع أن ثبت إذا السابعة المسألة

به لها يختل ال وجه على وذلك والدنيوية األخروية المصالحما ذلك في وسواء الجزء بحسب وال الكل بحسب ال نظام

لو فإنها التحسينات أو الحاجيات أو الضروريات قبيل من كانأحكامها تخل أو نظامها يختل أن يمكن بحيث موضوعة كانت

ذاك إذا مصالح كونها ليس إذ لها موضوعا التشريع يكن لمتكون أن بها قاصد الشارع لكن مفاسد كونها من بأولى

الوجه ذلك على وضعها يكون أن بد فال اإلطالق على مصالحوجميع والمكلفين التكليف أنواع جميع في وعاما وكليا أبديا

فسيأتي وأيضا لله والحمد فيها األمر وجدنا وكذلك األحوالالجملة على تختص ال الشريعة في كلية الثالثة األمور أن بيانبعضا خصت وإن كلي وجه فعلى الجزئيات إلى تنزلت وإن

تحتها فليدخل كلية كانت إن أنها كما الكلي نظر فعلىللجزئيات وتنزله للجزئيات منزل فيها الكلي فالنظر الجزئيات

النظام كمال على دل ثبت إذا المعنى وهذا كليا كونه يخرم الله وضع ما ينخرم أن يأبى فيه النظام وكمال التشريع في

شرعا المجتلبة المصالح الثامنة المسألة المصالح وهوالدنيا الحياة تقام حيث من تعتبر إنما المستدفعة والمفاسد

مصالحها جلب في النفوس أهواء حيث من ال األخرى للحياةالعادية

38 ما أحدها أمور ذلك على والدليل العادية مفاسدها درء أولتخرج جاءت إنما الشريعة أن تعالى الله شاء إن ذكره سيأتي

وهذا لله عبادا يكونوا حتى أهوائهم دواعي عن المكلفينالشريعة وضع يكون أن فرض مع يجتمع ال ثبت إذا المعنى

كانت كيف العاجلة منافعها وطلب النفوس أهواء وفق علىلفسدت أهواءهم الحق اتبع ولو سبحانه ربنا قال وقد

Page 24: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من معناه تقدم ما والثاني اآلية فيهن ومن واألرض السمواتبالمضار مشوبة للمكلف الحاصلة المنافع أن

39 إن نقول كما المنافع ببعض محفوفة المضار أن كما عادةدار إذا بحيث اإلحياء ومطلوبة محفوظة محترمة النفوسالمال وإحياء اتالفها أو عليها المال وإتالف إحيائها بين األمر

إحياء كان الدين إماتة إحياؤها عارض فإن أولى إحياؤها كانالكفار جهاد في جاء كما إماتتها إلى أدى وإن أولى الدين

واحدة نفس إحياء عارض إذا وكما ذلك وغير المرتد وقتلالنفوس إحياء كان مثال المحارب في كثيرة نفوس إماتةإحياء فيه والشرب األكل قلنا إذا وكذلك أولى الكثيرة

واآلالم المشاق من فيه أن مع ظاهرة منفعة وفيه النفوسوتوابعه لوازمه وفي حاال استعماله وفى ابتداء تحصيله فى

جهة وهو األعظم األمر هو إنما فالمعتبر ذلك ومع كثيرا انتهاءأهواء حيث من ال والدنيا الدين عماد هي التي المصلحة

الجملة في النوع هذا على اتفقوا قد العقالء إن حتى النفوسفقد الشرع به أتى ما الشرع قبل تفاصيلها من يدركوا لم وإن

لآلخرة أو لها الدنيا الحياة إقامة اعتبار على الجملة في اتفقواوإن هذا ذلك بسبب أهوائهم من جملة اتباع من منعوا بحيث

كله هذا بين جاء لما فالشرع شيء غير عل الشرع بفقد كانوادنياهم أمر ليقيموا كرها أو طوعا عليه المكلفين وحمل

اضافية تكون أن عامتها والمضار المنافع أن والثالث آلخرتهمحال في مضار أو منافع أنها اضافية كونها ومعنا حقيقية الدون وقت أو شخص دون شخص إلى وبالنسبة حال دون

عند ولكن ظاهرة لإلنسان منفعة مثال والشرب فاألكل وقتمرا وال كريها ال طيبا لذيذا المتناول وكون األكل داعية وجود

به يلحقه ال اكتسابه وجهة آجال وال عاجال ضررا يولد ال وكونهضرر

40 آجل وال عاجل ضرر أيضا بسببه غيره يلحق وال آجل وال عاجلعلى ضررا تكون المنافع من فكثير تجتمع قلما األمور وهذه

Page 25: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ضررا تكون وال حال أو وقت فى ضررا تكون أو منافع ال قوممشروعة والمفاسد المصالح كون في بين كله وهذا آخر فيكانت ولو الشهوات لنيل ال الحياة هذه إلقامة ممنوعة أو

ال ذلك ولكن األهواء متابعة مع ضرر يحصل لم لذلك موضوعةوالرابع األهواء تتبع ال والمفاسد المصالح أن على فدل يكون

غرض نفذ إذا بحيث تختلف الواحد األمر في اإلغراض أنفحصول غرضه لمخالفة آخر تضرر به منتفع وهو بعض

على الشريعة وضع يكون أن من يمنع األكثر في اإلختالفالمصالح وفق على بوضعها أمرها يستتب وإنما األغراض وفق

انبنى هذا ثبت وإذا فصل خالفتها أو األغراض وافقت مطلقافي األصل بأن القول إطالق يستمر ال أنه منها قواعد عليه

ال إذ الرازي الفخر قرره كما المنع المضار وفي األذن المنافعأن عامتها وإنما حقيقي ضرر وال حقيقي انتفاع يوجد يكاد

إضافية تكون41 وقد الشارع خطاب إلى راجعة كانت إذا والمفاسد والمصالح

واألشخاص األحوال بحسب يتوجه أنه خطابه من علمناحال أو وقت فيه مأذونا المعين اإلنتفاع يكون حتى واألوقات

ذلك غير على كان إذا فيه مأذون وغير شخص بحسب أواإلذن المنافع فى األصل أن العبارة هذه إطالق يسوغ فكيفمضار من تخلو ال المنافع كانت فإذا وأيضا المنع المضار وفى

الواحد الشىء على والنهي اإلذن يجتمع فكيف وبالعكسحيث من اإلذن مثال الخمر فى األصل فى إن يقال وكيف

أيضا فيها واألصل الهموم وطرد والتشجيع اإلنتشاء منفعةوعن الله ذكر عن والصد العقل سلب مضرة حيث من المنعالمنع الدواء شرب فى األصل أويقال ينفكان ال وهما الصالةاإلذن فيه واألصل ومرارته وفظاعته لكراهته شربه لمضرة

كله ذلك فى األصل فيكون منفكين غير وهما به اإلنتفاع ألجلعند المعتبر قيل فإن محال وذلك معا اإلذن وعدم اإلذن

فى سواه وما الحكم إليه ينسب الذي فهو الراجح التعارض

Page 26: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إذ تقدم ما يشد مما هذا أن فالجواب المطرح المغفل حكموأن بإطالق اإلباحة أصلها ليس المنافع أن على دليل هو

إلى راجع ذلك فى األمر بل بإطالق المنع أصلها ليس المضارالطريق فى كان وإن لآلخرة الدنيا به تقوم ما وهو تقدم ما

مندفع ما نفع أو متوقع ما ضرر42 ولم والمفاسد المصالح فى إشكاال أورد القرافي أن ومنها

للمصالح المعتبرين العلماء لجميع الزم عنده وهو عنه يجبكان إن والمفسدة بالمصلحة المراد فقال والمفاسد

مصالح الغالب فى وفيه إال مباح من فما كانا كيف مسماهمااألجساد مصالح فيها اللينات ولبس الطيبات أكل فإن ومفاسد

وتناولها وكسبها تحصيلها فى ومفاسد وآالم النفوس ولذاتغير إلى األيدي وتلويث بالمضغ وإجادتها وإحكامها وطبخها

فمن عدمه الختار وعدمه وجوده بين العاقل خير لو مما ذلكيبقى ال أن فيلزم ذلك وغير الدخان ومالبسة النيران وقد يؤثر

مراتب أن مع مطلقهما من أخص هو ما أرادوا وإن ألبتة مباحالعدول وألن بعض من أولى بعضها فليس متعددة الخصوص

سفه فإنه اإلعتزال قواعد تأباه والمفسدة المصلحة أصل عنالله توعد مصلحة كل أن ذلك ضابط إن يقولوا أن يمكنهم وال

المقصودة هي فعلها على الله توعد مفسدة وكل تركها علىنريد فنحن مقصودنا فى داخل غير تعالى الله أهمله وما

نقول ألنا اإلشكال فيندفع تخصيص غير من المعتبر مطلقويجب والمفسدة للمصلحة تابع والتكليف عندكم الوعيد

43 وفعل المصالح ترك على الله يتوعد أن بالعقل عندكممن المعتبرة والمفاسد المصالح استفدتم فلو المفاسد

المصالح فى اإلستفادة صحت ولو الدور لزم الوعيدالمصالح بترك التكليف يرد أن تجوزوا أن للزمكم والمفاسد

هو المعتبر فإن حينئذ الحقائق وتنعكس المفاسد وفعليبطل وهذا مصلحة كان به الله كلف شىء فأي التكليف

يتعذر أن فهو اإلشكال هذا من أصحابنا حظ وأما قال أصلكم

Page 27: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ومطلق المصلحة مطلق راعي تعالى الله إن يقولوا أن عليهمولم ذلك فيها المباحات ألن التفضيل سبيل على المفسدة

بل يراع44 وإذا بعضها واعتبر المباحات فى بعضها ألغى الله إن يقولون

الجواب عسر يعتبر ال أن ينبغي مما المعتبر ضابط عن سئلوابنمط يخل كان وإن وهذا فقط المواقع استقراء سبيلهم بليفعل يقولون أنهم غير الفقه أسرار بعض على اإلطالع من

يشاء ما ويترك يشاء الله ويعتبر يريد ما ويحكم يشاء ما اللهفيكون عقال ذلك يوجبون الذين المعتزلة وأما ذلك فى غيره الالباب هذا فتحوا إذا ألنهم الصعوبة غاية فى عليهم األمر هذاراجعت إذا وأنت القرافي قاله ما هذا اإلعتزال قواعد تزلزلت

أما موقع اإلشكال لهذا يبق لم قبلها تقدم وما المسألة أولهو ما على دل الشريعة استقراء فإن األشاعرة مذهب على

ذلك ضوابط يحصل وجه على لكن بمعتبر ليس مما المعتبرجادة على الجارين أحوال استقراء ذلك فى القاطع والدليل

الصراط على جريانها فى بالخروج إخالل غير من الشرعوال بنظام إخالل غير من حقه حق ذي كل وإعطاء المستقيم

بمقدار فيها الخلل وقوع وفى اإلسالم قواعد من لقاعدة هدمباب كل بحسب وذلك الشرع حدود فى المخالفة من يقع ما

حصل فإذا التكليف أصول من أصل وكل الشرع أبواب منباب كل فى ضوابط به لهم حصل الراسخين للعلماء ذلك

45 أصول علم فى ومبسوط كتبهم فى مذكور وهو به يليق علىماإنما ألنهم أيضا فكذلك المعتزلة مذهب على وأما الفقه

فى العقل إليه أداهم ما بحسب والمفاسد المصالح يعتبرونالجملة على العالم صالح به يتم الذي الوجه وهو زعمهم

جعلوا وقد المفاسد فى به ينخرم أو المصالح فى والتفصيلوال زيادة بال عندهم العقل ادعاه ما لمقتضى كاشفا الشرع

المسألة محصول فى األشاعرة وبين بينهم فرق فال نقصانكون فى يضر ال فيه واختالفهم المدرك فى اختلفوا وإنما

Page 28: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إلى نزع وقد أنفسها فى ومنضبطة شرعا معتبرة المصالححين والرخصة العزيمة على كالمه فى أيضا المعنى هذا

فسرها46 هو قال المانع قيام مع اإلقدام جواز بأنها الرازي اإلمام

والتعازير والحدود الصلوات تكون أن يلزم ألنه مشكلوفيه كله ذلك على اإلقدام يجوز إذ رخصة والحج والجهاد

جعل وما تعالى كقوله إلزامه المانعة النصوص ظواهر مانعانضرار وال ضرر ال الحديث وفى حرج من الدين فى عليكماإلنسان صورة أن واآلخر األمور هذه وجوب من مانع وذلك

أحسن فى اإلنسان خلقنا لقد بنىآدم كرمنا ولقد لقوله مكرمةالمشاق يلزمه وال بالجهاد يهلك ال أن يناسب وذلك تقويم

كذلك والسلم المعدوم بيع من رخصة اإلجارة وأيضا والمضاررخصة والصيد األجرة لجهالة رخصتان والمساقاة والقراضيقتضي الشريعة واستقراء منها تعد ولم بدمه الحيوان ألكل

العد على قلت وإن وبالعكس مفسدة وفيها إال مصلحة ال أنالشريعة فى ما هذا وعلى بغيرهما ظنك فما واإليمان كالكفر

أن يمكن ال ألنه الشرعي المانع مع وهو إال حكم47 الميتة أكل فإن الراجح المعارض عن سلم ما بالمانع يراد

ما فحينئذ الميتة مفسدة على راجح معارض فيه وجد وغيرهالشريعة جميع تندرج وحينئذ بالراجح المغمور المانع إال المراد

الذي أن ذكر ثم بمعارضه مغمور مانع فيه حكم كل ألنعن العجز والمحصول التنقيح شرحي في حاله عليه استقر

الموضع فى يغني تعالى الله شاء إن تقدم وما الرخصة ضبطهذه أن ومنها األحكام كتاب فى الرخصة فى ذكر ما مع

القرآن آيات من كثير فهم بها حصل فهمت إذا المسألةجميعا األرض فى ما لكم خلق الذى هو تعالى كقوله وأحكامه

منه جميعا األرض فى وما السموات فى ما لكم وسخر وقولهقل وقوله

48 اآلية الرزق من والطيبات لعباده أخرج التى الله زينة حرم من

Page 29: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ظاهرها مقتضى على ليست أنها من ذلك نحو كان ومافى الشريعة عليه دلت حسبما بها تقيدت بقيود بل بإطالق

بعض أن ومنها أعلم والله المفاسد ودفع المصالح وضعإال تعرف ال ومفاسدها اآلخرة الدار مصالح إن قال الناس

والعادات والتجارب بالضرورات فتعرف الدنيوية وأما بالشرعفى المناسبات يعرف أن أراد ومن قال المعتبرات والظنونعلى ذلك فليعرض مرجوحها من راجحها والمفاسد المصالحفال األحكام عليه يبنى ثم به يرد لم الشارع أن بتقدير عقله

على يوقف لم التي التعبدات إال ذلك عن يخرج منها حكم يكادأما نظر تقدم ما بحسب وفيه قوله هذا مفاسدها أو مصالحها

ما وأما قال فكما بالشرع إال يعرف ال باآلخرة يتعلق ما أنمن ذلك بل وجه كل من قال كما فليس الدنيوية فى قال

فترة زمان بعد الشرع جاء لما ولذلك بعض دون الوجوه بعضعن األحوال انحراف من الفترة أهل عليه كان ما به تبين

كان ولو األحكام فى العدل مقتضى عن وخروجهم اإلستقامةبث إلى إال الشرع فى يحتج لم بإطالق قال ما على األمر

يقيم بما جاء وإنما يكن لم وذلك خاصة اآلخرة الدار مصالحالدنيا بإقامة قصده كان وإن معا اآلخرة وأمر الدنيا أمر

الدنيا مصالح إلقامة قاصدا كونه عن بخارج فليس لآلخرةمن ذلك فى بث وقد اآلخرة طريق سلوك فيها يتأتى حتى

ال ما جارية كانت التي الفساد أوجه من وحسم التصرفاتبإدراك الدنيا فى العقول استقالل تحيل فالعادة عليه مزيدهذا يريد أن إال اللهم التفصيل على ومفاسدها مصالحهاوضع بعد وغيرها بالتجارب تحصل بها المعرفة أن القائل

فيه نزاع ال فذلك أصولها الشرع49 القواعد على للمحافظة قاصدا الشارع كون التاسعة المسألة

دليل من عليه بد ال والتحسينية والحاجية الضرورية الثالثأو ظنيا دليال يكون أن إما ذلك فى إليه والمستند إليه يستندبل الشريعة أصول من أصل أنه مع باطل ظنيا وكونه قطعيا

Page 30: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فى تبين حسبما قطعية الشريعة وأصول أصولها أصل هوإثباتها جاز ولو قطعية تكون أن أولى أصولها فأصول موضعه

بد فال باطل وهذا وفرعا أصال مظنونة الشريعة لكانت بالظنهذا فكون هذا ثبت فإذا بد بال قطعية فأدلتها قطعية تكون أن

أن يخلو فال فيه ينظر مما قطعي دليل إلى مستندا األصلإلى راجع ذلك ألن هنا له موقع ال فالعقلي نقليا أو عقليا يكون

أن بد فال صحيح غير وهو الشرعية األحكام فى العقول تحكيممتواترة جاءت نصوصا تكون أن إما النقلية واألدلة نقليا يكون

تكن لم فإن أوال حال على التأويل متنها يحتمل ال السندمثل استناد يصح فال التواتر أهل ينقلها ولم كانت أو نصوصا

القطع وإفادة القطع يفيد ال صفته هذه ما ألن إليها هذاومتواترة التأويل تحتمل ال نصوصا كانت وإن هوالمطلوب

العلماء بين وجوده فى متنازع أنه إال للقطع مفيد فهذا السندفى تفرض مسألة كل فى يوجد ال بأنه مقر بوجوده والقائل

أن يتعين ولم بعض دون المواضع بعض فى يوجد بل الشريعةبعدم والقائل قطعي دليل فيها جاء التي المواضع من مسألتنا

إذا النقلية بالدالئل التمسك إن يقول الشريعة فى وجوده50 منها واحدة كل عشر مقدمات على موقوف متواترة كانت

تتوقف فإنها ظنيا يكون أن بد ال الظني على والموقوف ظنيةالمجاز وعدم اإلشتراك وعدم النحو وآراء اللغات نقل على

وعدم اإلضمار وعدم أوالعادي الشرعي النقل وعدموعدم الناسخ وعدم للمطلق التقييد وعدم للعموم التخصيص

أمور ذلك وجميع العقلي المعارض وعدم والتأخير التقديمفى الدالئل بأن اعترف من بوجوده المعترفين ومن ظنية

أو مشاهدة قرائن بها اقترنت إذا لكنها قطعا تفيد ال أنفسهادليل أن على قطعا يدل ال وهذا اليقين تفيد فقد منقولة

الزمة غير لليقين المفيدة القرائن ألن القبيل هذا من مسألتناوليس قطعية كلها الشرع أدلة تكون أن لزم وإال دليل لكلالشرعية األدلة أكثر وجدنا ثم تلزم ال كانت وإذا باتفاق كذلك

Page 31: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

األدلة افتقار مع سيما وال معا والداللة المتن أو الداللة ظنيةالقرائن اجتماع أن على ذلك دل تقدم ما جميع فى النظر إلىوغير بذلك المقرين قول على نادر واليقين للقطع المفيدة

على المسألة هذه دليل أن فثبت اآلخرين قول على موجودقطعي دليل وهو كاف اإلجماع إن يقال وال متعين غير التعيينتلك اعتبار على اإلجماع نقل إلى مفتقر أوال هذا نقول ألنا

وهذا اإلجماع أهل جميع عن متواترا نقال شرعا الثالث القواعدفال وجوده فرض إن ثانيا نقول ثم تجده ال ولعلك إثباته يعسر

أنه على ويجتمعون مستندهم يكون قطعي دليل من بدال ظنية المسألة فتكون ظني دليل على يجتمعون فقد قطعي

على قطعيا يكون إنما اإلجماع ألن اليقين تفيد فال قطعية51 فإن قطعي مستند لها قطعية مسألة على اجتماعهم فرض

كون في خالف من الناس فمن ظني مستند على اجتمعواوعند يتخلص ال باإلجماع المسألة فإثبات حجة اإلجماع هذا

معتبرة القواعد هذه كون إثبات إلى الطريق يصعب ذلكالمسألة على الدليل وإنما القطعي الشرعي بالدليل شرعاالقواعد هذه أن وذلك المسألة روح هو آخر وجه على ثابت

اإلجتهاد إلى ينتمي ممن أحد شرعا ثبوتها في يرتاب ال الثالثذلك ودليل للشارع مقصود اعتبارها وأن الشرع أهل منوما والجزئية الكلية أدلتها في والنظر الشريعة استقراء

اإلستقراء حد على العامة األمور هذه من عليه انطوتبعضها منضاف بأدلة بل خاص بدليل يثبت ال الذي المعنوي

أمر مجموعها من ينتظم بحيث األغراض مختلفة بعض إلىجود العامة عند ثبت ما حد على األدلة تلك عليه تجتمع واحد

يعتمد فلم ذلك أشبه وما عنه الله رضي علي وشجاعة حاتمدليل على القواعد هذه فى الشارع قصد إثبات في الناسمن ذلك لهم حصل بل مخصوص وجه على وال مخصوص

والجزئيات والمقيدات والمطلقات والعمومات الظواهرمن باب كل في مختلفة ووقائع مختلفة أعيان في الخاصة

Page 32: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كلها الشريعة أدلة ألفوا حتى أنواعه من نوع وكل الفقه أبوابإلى ينضاف ما مع هذا القواعد تلك على الحفظ على دائرة

السبيل هذا وعلى منقولة وغير منقولة أحوال قرائن من ذلكلكان المخبرين آحاد فيه اعتبر لو إذ العلم التواتر خبر أفاد

يكون فال للظن مفيدا عدالته فرض عل منهم واحد كل إخبارخاصية لإلجتماع لكن الظن إفادة على بزيادة يعود اجتماعهم

إليه انضاف فإذا مثال للظن مفيد واحد فخبر لإلفتراق ليستبالجميع يحصل حتى وآخر آخر خبر وهكذا الظن قوي آخر

إذ هذا فكذلك النقيض يحتمل ال الذي القطع52 تضمنته الذي بالمعنى العلم إفادة جهة من بينهما فرق ال

فإذا الكتاب هذا من المقدمات كتاب في بين وهذا األخبارمقتضاها في الناظرين الشريعة حملة من كان فمن هذا تقرر

مقاصد بإثبات التصديق عليه سهل لمعانيها والمتأملينهذه العاشرة المسألة الثالث القواعد هذه إثبات في الشارعفال بها الخاصة للمصالح شرعت قد كانت إذا الثالث الكليات

الضروريات في أما أمثلة ولذلك الجزئيات آحاد تخلف يرفعهافال يعاقب من نجد أنا مع لإلزدجار مشروعة العقوبات فإن

في وأما كثير ذلك ومن عليه عوقب عما يزدحر53 وللحوق للتخفيف مشروع السفر في فكالقصر الحاجيات

حقه في والقصر له مشقة ال المترفه والملك المشقةمع أيضا جائز أنه مع بالمحتاج للرفق أجيز والقرض مشروع

شرعت الطهارة فإن التحسينيات في وأما الحاجة عدمالنظافة خالف على بعضها أن مع الجملة على للنظافة

األمر ألن المشروعية أصل في قادح غير هذا فكل كالتيممال الكلي مقتضى عن الجزئيات بعض فتخلف ثبت إذا الكلي

في معتبر األكثري الغالب فإن وأيضا كليا كونه عن يخرجهال الجزئية المتخلفات ألن القطعي العام اعتبار الشريعة

الكليات شأن هذا الثابت الكلي هذا يعارض كلي منها ينتظمشيء أقرب فإنها العربية بالكليات ذلك واعتبر اإلستقرائية

Page 33: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ال وضعيا أمرا القبيلين من واحد كل لكون فيه نحن ما إلىفي قادحا الجزئيات بعض تخلف يكون أن يتصور وإنما عقليا

عقال لمثله ثبت للشيء ثبت ما نقول كما العقلية الكلياتالحكم يصح لم تخلف لو إذ ألبتة التخلف فيه يمكن ال فهذاكذلك كان فإذا لمثله ثبت للشيء ثبت ما القائلة بالقضية

مقتضاها عن تخلف وإن صحيحة اإلستقرائيات في فالكليةتخلفها يكون قد المتخلفة فالجزئيات وأيضا الجزئيات بعض

أو أصال تحته داخلة تكون فال الكلي مقتضى عن خارجة لحكمدخولها لنا يظهر لم لكن داخلة تكون

54 أولى به هي ما الخصوص على عارضها لكن عندنا داخلة أوعليه نحكم ال لكنا تلحقه المشقة إن يقال قد المترفه فالملك

صاحبها يزدجر لم التي العقوبات في نقول أو لخفائها بذلككونها وهو آخر أمر ثم بل فقط اإلزدجار ليست المصلحة إنعلى أيضا زحرا كانت وإن ألهلها كفارات الحدود ألن كفارةفعلى للكلي خادم أنه يتوهم ما سائر وكذلك المفاسد إيقاعالكليات وضع صحة في الجزئيات بمعارضة اعتبار ال تقدير كلبث في الشارع مقاصد عشرة الحادية المسألة للمصالحبباب التختص عامة مطلقة تكون أن التشريع في المصالح

محل دون وفاق بمحل وال محل دون بمحل وال باب دونكليات في مطلقا مطرد المصالح في األمر وبالجملة خالف

في تقدم ما ذلك على الدليل ومن وجزئياتها الشريعةمشروعة األحكام وأن المصالح مطلق على اإلستدالل

على للمصالح موضوعة تكن لم اختصت ولو العباد لمصالحالمصالح أن على فدل ذلك على قام البرهان لكن اإلطالق

أن القرافي وهو المتأخرين بعض زعم وقد مختصة غير فيهافي المصيب بأن القول على يستمر إنما بالمصالح القول

الراجح أن العقلية القاعدة ألن واحد اإلجتهاد مسائل55 أحدهما كان متى بل والنقيض الشيء هو يكون أن يستحيل

المصيب يكون أن يقتضى وهذا مرجوحا اآلخر كان راجحا

Page 34: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ألنه مخطئا يكون أن يتعين وغيره بالراجح المفتي وهو واحدابالقياس القول مع المصوبين قاعدة فتتناقض بالمرجوح مفت

ابن شيخه عن ونقل قال ما هذا للمصالح تابعة الشرائع وأنإن يقولوا أن هؤالء على يتعين أنه الجواب في السالم عبد

في أما اإلجماعية األحكام في إال تكون ال القاعدة هذهتابع الحكم أن تعالى الله عن الصادر يكن فلم الخالف مواطن

راجحا كان فقط الظنون في فيما بل األمر نفس في للراجحتأبى التصويب قاعدة أن وسلم مرجوحا أو األمر نفس في

على يتعين يقول وكان الراجح لتعين المصالح مراعاة قاعدةبالتصويب القائل

56 على لإلتفاق األسباب إلى الحاكم حديث في الخطأ يصرف أنعليه المتفق على الشارع كالم وحمل فيها يقع الخطأ أنكال على جارية القاعدة أن ويظهر عنه نقل ما هذا أولى

حكم إذ إضافية التصويب مذهب على األحكام ألن المذهبينأو للحكم تابعة والمصالح المجتهد لنظر تابع عندهم الله

الخالف مسائل في المفاسد أو المصالح فتكون له متبوعةوال ظنه وفي المجتهد عند األمر نفس في ما بحسب ثابتة

المالكي ظن على غلب فإذا والمصوبة المخطئة بين هنا فرقفجهة جائز الرطبة والفواكه الخضر في الفضل ربا أن

في األمر نفس في كذلك وهي الراجحة هي عنده المصلحةعلى فالمقدم المحرم الربا حكم عن خارجة عنده ألنها ظنه

فيه ضرر ال جائز هو وما جائز ماهو على مقدم فيها التفاضلوإذا أجيز ألجلها مصلحة فيه بل اآلخرة في وال الدنيا في العنده فهي جائز غير فيها الربا أن الشافعي ظن على غلبهي عنده المصلحة وجهة المحرم الربا حكم تحت داخلة

ظنه ما على األمر نفس في كذلك وهي الراجحة ال المرجوحةههنا المصوب فحكم اآلخرة وفي الدنيا في به الحق ضرر فال

المخطىء حكم57 ناظر من مرجوحا الراجح عد إذا واقعا التناقض يكون وإنما

Page 35: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بني التي العلة منهما واحد كل ظن ناظرين من هو بل واحداألمر نفس في ما بحسب المحل في موجودة الحكم عليها

في إال ذلك يصح ال إذ نفسه في عليه هو ما ال ظنه وفي عندهبعد اختلفا وإنما الفريقان اتفق فههنا األجماع مسائل

نفس في ما هو الحكم ذلك أن على بناء حكمت فالمخطئةحكم ال أن على بناء حكمت والمصوبة ظنه وفي عنده األمرعلى حكمه بأن وكالهما اآلن ظهر ما هو بل األمر نفس فيمن ههنا ويتفق األمر نفس في كذلك أنها بها مظنون علة

إن قال من وكذلك تفصيال أو لزوما المصالح باعتبار يقولصفات من ليست أو األعيان صفات من والمفاسد المصالح

من وهو هذا من أكثر بسطا يحتمل مجال وهذا األعيانالذي اإلعتذار إلى يفتقر لم ثبت وإذا الفقه أصول مباحث

لله والحمد المسألة إشكال وارتفع السالم عبد ابن به اعتذرالقول على المعتزلة اتفاق نقل الجويني فإن وتأمل

اجتهادا بالتصويب58 مع عندهم التصويب قاعدة اجتماع تصور يقتضى وذلك وحكما

الذوات إلى راجع ذلك وأن العقلي والتقبيح بالتحسين القولالمسألة أعلم والله تقدير كل على مشكل القرافي فكالم

أن كما معصومة المباركة الشريعة هذه إن عشرة الثانيةمعصومة عليه اجتمعت فيما أمته كانت وكما معصوم صاحبها

تصريحا ذلك على الدالة األدلة أحدهما بوجهين ذلك ويتبينلحافظون له وإنا الذكر نزلنا نحن إنا تعالى كقوله وتلويحا

قبلك من أرسلنا وما تعالى قال وقد آياته أحكمت كتاب وقولهأمنيته فى الشيطان ألقى تمنى إذا إال نبي وال رسول من

أنه فأخبر آياته الله يحكم ثم الشيطان يلقى ما الله فينسخالتغيير يداخلها وال غيرها يخالطها ال حتى ويحكمها آياته يحفظحوله ودائرة له مبينة فإنها تذكر لم وإن والسنة التبديل وال

الكتاب من واحد فكل معانيها في ترجع وإليه منه فهياليوم تعالى وقال بعضا بعضه ويشد بعضا بعضه يعضد والسنة

Page 36: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

لكم ورضيت نعمتي عليكم وأتممت دينكم لكم أكملتعن له القراء طبقات في الداني عمرو أبو حكى دينا اإلسالم

قال المنتاب بن الحسن أبي59 فقيل إسحق بن إسماعيل إسحق أبي القاضي عند يوما كنت

القرآن أهل على يجز ولم التوراة أهل على التبديل جاز لم لهبما التوراة أهل في وجل عز الله قال القاضي فقال

التبديل فجاز إليهم الحفظ فوكل الله كتاب من استحفظوالحافظون له وإنا الذكر نزلنا نحن إنا القرآن في وقال عليهم

الله عبد أبي إلى فمضيت علي قال عليهم التبديل يجز فلمأحسن كالما سمعت ما فقال الحكاية له فذكرت المحامليالنبي بعثة أمام الشهب حوادث من جاء ما وأيضا هذا من

فيما يزيدون كانوا لما السمع استراق من الشياطين ومنعالكلمة يسمعون كانوا حيث السماء أخبار من سمعوا

ذلك من منعوا قد كانوا فإذا أكثر أو كذبة مائة معها فيزيدوناللسن الفصحاء عجزت وقد األرض في فكذلك السماء في

الحفظ جملة من كله وهو مثله من بسورة اإلتيان عنعلى تدلك الجملة فهذه الساعة تقوم أن إلى دائم والحفظاإلعتبار والثاني والتبديل التغيير عن وعصمتها الشريعة حفظ

الله أن وذلك اآلن إلى الله رسول زمن من الواقع الوجوديعنها والمناضلة الشريعة عن للذب األمة دواعي وفر وجل عز

له الله قيض فقد الكريم القرآن أما والتفصيل الجملة بحسبمن آالف ألخرجه واحد حرف فيه زيد لو بحيث حفظة

األمر جرى وهكذا األكابر القراء عن فضال األصاغر األطفالعلى حفظه رجاال علم لكل الله فقيض الشريعة جملة في

حفظ في الكثيرة األيام يذهبون قوم منهم فكان أيديهمقرروا حتى العرب لسان على الموضوعة والتسميات اللغات

من األول الباب وهو والحديث القرآن من الشريعة لغاتلسان عل رسوله إلى الله أوحاها إذ الشريعة فقه أبواب

في اللغات هذه تصاريف عن يبحثون رجاال قيض ثم العرب

Page 37: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

رفعا فيها النطق60 وقطعا وإتباعا وقلبا وإبداال وتأخيرا وتقديما وجزما وجرا ونصبا

اإلفراد في تصاريفها وجوه من ذلك غير إلى وجمعا وإفراداالكالم قوانين بها ضبطوا قواعد لذلك واستنبطوا والتركيب

في عنه الفهم بذلك الله فسهل اإلمكان حسب على العربيرجاال سبحانه الحق قيض ثم خطابه في رسوله وعن كتابهالثقة أهل وعن الله رسول حديث من الصحيح عن يبحثونوتعرفوا والسقيم الصحيح بين ميزوا حتى النقلة من والعدالة

حتى فالن عن لفالن األخذ في الدعاوي وصحة التواريخوكذلك الله رسول أحاديث من به المعمول الثابت استقرعبيده من ناسا البدعة عن السنة لبيان العظيم الله جعل

السلف عليه كان وعما وسنة كتابا الشريعة أغراض عن بحثواأهل على وردوا والتابعون الصحابة عليه وداوم الصالحونوبعث الهوى اتباع عن الحق اتباع تميز حتى واألهواء البدع

الصحابة من تلقيا كتابه أخذوا قراء عباده من تعالى اللهفي الجماعة موافقة على حرصا بعدهم يأتي لمن وعلموه

وال واحد شيء على الجميع يتوافق حتى المصاحف في تأليفهالله قيض ثم الناس من أحد من اختالف القرآن في يقع

فنظروا ببراهينه الشبه ويدفعون دينه عن يناضلون ناسا تعالىعن وأذهبوا األفكار واستعملوا واألرض السموات ملكوت في

أنيسا الخلوة واتخذوا ونهارا ليال ذلك عن يشغلهم ما أنفسهمفي الله صنع عجائب إلى نظروا حتى جليسا بربهم وفازوا

أداء مع والواقفون خلقه من العارفون وهم وأرضه سمواتهخصم فيه جادل أو معارض اإلسالم دين عارض فإن حقهجند فهم القاطعة باألدلة شبهاته وجه في غبروا مناقض

الدين وحماة اإلسالم61 الله رسول وعن الله عن فهموا سادة هؤالء من الله وبعث

في الشريعة أغراض من معانيها فهموا أحكاما فاستنبطواوتارة معناه من وتارة القول نفس من تارة والسنة الكتاب

Page 38: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ذكر ما على تذكر لم التي الوقائع نزلوا حتى الحكم علة منكل في األمر جرى وهكذا ذلك طريق بعدهم جاء لمن وسهلوا

إليه إيضاحها في أحتيج أو عليه الشريعة فهم توقف علمالتوفيق وبالله المنقولة األدلة تضمنته الذي الحفظ وهوعين

في كلية قاعدة ثبت إذا أنه كما عشرة الثالثة المسألةآحاد ترفعها فال التحسينيات أو أوالحاجيات الضروريات

في كلية قاعدة الشريعة في ثبت إذا نقول كذلك الجزئياتبالنسبة عليها المحافظة من بد فال آحادها في أو الثالثة هذه

مقصودة فالجزئيات الجزئيات وذلك الكلي به يقوم ما إلىمصلحته فتتخلف الكلي يتخلف ال أن الكلي إقامة في معتبرة

العتب ورود منها أمور ذلك على والدليل بالتشريع المقصودةالجماعة أو الصالة كترك عذر غير من الجملة في التارك على

أمر لغير الجماعة مفارقة أو الجهاد أو الزكاة أو الجمعة أوكالوعيد غيره أو وعيدا العتب كان عنه مهروب أو مطلوب

غير في والتجريح الواجبات في الحدود وإقامة بالعذابهذا من التكاليف عامة أن ومنها ذلك أشبه وما الواجبات

قد فيها والنهي واألمر الثالث القواعد على دائرة ألنها البابترك أو منها عنه المنهي فعل على الوعيد وتوجه حتما جاء

مواضع في إال محاشاة وال اختصاص غير من به المأمورذلك كان وحين التحريم أو الوجوب أحكام تسقط التي األعذار

الطلب في الكليات مدخل داخلة الجزئيات أن على دل كذلكعليها والمحافظة

62 إقامة في مقصودة معتبرة تكن لم لو الجزئيات أن ومنهاهو حيث من الكلي ألن أصله من بالكلي األمر يصح لم الكلي

ال معقول ألمر راجع ألنه إليه التكليف في القصد يصح ال كليإليه القصد فتوجه الجزئيات ضمن في إال الخارج في يحصل

وذلك يطاق ال ما تكليف إلى توجه به التكليف حيث منإال يحصل ال كان فإذا الله شاء إن سيأتي كما الوقوع ممنوع

الجزئيات إلى متوجه الشرعي فالقصد الجزئيات بحصول

Page 39: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

على الخلق أمور تجرى أن هنا بالكلي المقصود فإن وأيضاالقصد وإهمال اختالف وال فيه تفاوت ال واحد ونظام ترتيب

مع فإنه الكلي في القصد إهمال إلى يرجع الجزيئات فيكليا يجري ال اإلهمال

63 صحة من بد فال خلف هذا مقصودا فرضناه وقد بالقصدمن أولى ذلك في البعض وليس الجزئيات حصول إلى القصدهذا قيل فإن المطلوب وهو الجميع إلى القصد فانحتم البعضآحاد تخلف فيها يقدح ال الكليات أن المتقدمة القاعدة يعارضلما فيها معارضة وال صحيحة القاعدة أن فالجواب الجزئيات

من السالمة حيث من معتبر فيه نحن ما فإن فيه نحنوما الجزئي إلى القصد انحتام في شك فال المعارض العارض

تخلف إن حتى الكلي على العارض ورود حيث من معتبر تقدمفي الجزئي على المحافظة جهة من هو إنما هنالك الجزئي

وهذا مشروع النفوس حفظ إن نقول كما أخرى جهة من كليهحفظا القصاص شرع ثم إليه الشارع بقصد مقطوع كليبالقصد عليها محافظة القصاص في النفس فقتل للنفوس

عليه المحافظ الكلي جزئيات من جزئي تخلف ذلك من ويلزمعلى الجناية وهو عرض لعارض النفس هذه إتالف وهو

على المحافظة جهة من كليه في الجزئي هذا فإهمال النفسعين فصار عليها المجني النفس وهو أيضا كليه في جزئيفي لكن الجزئي إهمال عين هو كليه في الجزئي اعتبار

هذا من يرد ما سائر وهكذا وجهين من كليه على المحافظةالباب

64 كان إن الكلي مقتضى عن الجزئيات آحاد تخلف هذا فعلىإلى راجع فذلك لعارض كان وإن شرعا يصح فال عارض لغيرآخر كلي على أو أخرى جهة من الكلي ذلك على المحافظة

تخلفه يكون ال والثاني الكلي في تخلفه قادحا يكون فاألولالشريعة وضع في الشارع قصد بيان في الثاني النوع قادحا

الشريعة هذه إن األولى المسألة مسائل ويتضمن لإلفهام

Page 40: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كان وإن وهذا العجمية لأللسن فيها مدخل ال عربية المباركةعند أعجمية كلمة فيه ليس القرآن وأن الفقه أصول في مبينا

العرب بها تكلمت أعجمية ألفاظ فيه أو األصوليين من جماعةمن ليس الذي المعرب فيه فوقع ذلك وفق على القرآن وجاء

هنا مقصود غير الوجه هذا على البحث هذا فإن كالمها أصلعلى العرب بلسان نزل القرآن أن هنا المقصود البحث وإنماألن خاصة الطريق هذا من يكون إنما فهمه فطلب الجملة

عربي بلسان وقال عربيا قرآنا أنزلناه إنا يقول تعالى اللهعربي لسان وهذا أعجمي إليه يلحدون الذي لسان وقال مبين

آياته فصلت لوال لقالوا أعجميا قرآنا جعلناه ولو وقال مبينعربي أنه على يدل مما ذلك غير إلى وعربي أأعجمي

أراد فمن العجم بلسان وال أعجمي أنه ال العرب وبلسانتطلب إلى سبيل وال يفهم العرب لسان جهة فمن تفهمه

المسألة من المقصود هو هذا الجهة هذه غير من فهمه65 فيه يجىء لم أو العجم ألفاظ من ألفاظ فيه جاءت كونه وأما

به تكلمت قد العرب كانت إذا إليه يحتاج فال ذلك من شىءبه تكلمت إذا العرب فإن معناه وفهمت خطابها فى وجرى

عليه كان الذي لفظه على تدعه ال أنها ترى أال كالمها من صاروالصفات المخارج فى حروفه كانت إذا إال العجم عند

إلى منسوبا يكون ذلك وعند وجوده يقل وهذا العرب كحروفبعضها كان أو العرب كحروف حروفه تكن لم إذا فأما العرب

تقبلها وال حروفها إلى تردها أن من لها بد فال بعض دون كذلكتتركه ما الكلم أوزان ومن أصال العجم حروف مطابقة على

كما بالتغيير فيه تتصرف ما ومنها العجم كالم فى حاله علىالكلم تلك صارت ذلك فعلت وإذا كالمها فى تتصرف

لها المبتدأة واألوزان المرتجلة كاأللفاظ كالمها إلى مضمومةذلك ومع إشكال وال فيه نزاع ال العربية أهل عند معلوم هذا

ال المسألة خصوص فى المتأخرون يذكره الذي فالخالفوإنما فقهية مسألة منه يستفاد وال شرعي حكم عليه ينبني

Page 41: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وقد اعتقاد عليها ينبني كالمية مسألة توضع أن فيها يمكنالعربية أهل كالم عليه استقر بما فيها البحث مؤونة الله كفىالعرب بلسان نزل القرآن إن قلنا فإن األعجمية األسماء فى

لسان على أنزل أنه فبمعنى فيه عجمه ال وإنه عربي وإنهفيما وأنها معانيها وأساليب الخاصة ألفاظها فى معهود

وبالعام ظاهره به يراد بالعام تخاطب لسانها من عليه فطرتبه يراد وبالعام وجه فى والخاص وجه فى العام به يراد

الظاهر غير به يراد والظاهر الخاص66 وتتكلم آخره أو وسطه أو الكالم أول من يعرف ذلك وكل

بالشىء وتتكلم أوله عن آخره أو آخره عن أوله ينبىء بالكالمالواحد الشىء وتسمى باإلشارة يعرف كما بالمعنى يعرفمعروف هذا وكل واحد بإسم الكثيرة واألشياء كثيرة بأسماءكالمها بعلم تعلق من وال هي منه شىء فى ترتاب ال عندها

الترتيب هذا على وأساليبه معانيه فى فالقرآن كذلك كان فإذالسان جهة من يفهم أن يمكن ال األعاجم بعض لسان أن فكما

فهم جهة من العرب لسان يفهم أن يمكن ال كذلك العربعلىهذا نبه والذي واألساليب األوضاع الختالف العجم لسان

رسالته فى اإلمام الشافعي هو المسألة فى المأخذيأخذها لم بعده أتى ممن وكثير الفقه أصول فى الموضوعة

الثانية المسألة التوفيق وبالله لذلك التنبه فيجب المأخذ هذاأحدهما نظران علىمعان دالة ألفاظ هي حيث من العربية للغة

مطلقة علىمعان دالة مطلقة وعبارات ألفاظ كونها جهة منوعبارات ألفاظا كونها جهة من والثاني األصلية الداللة وهى

األولى فالجهة التابعة الداللة وهي خادمة علىمعان دالة مقيدةمقاصد تنتهي وإليها األلسنة جميع فيها يشترك التي هي

فى حصل إذا فإنه أخرى دون بأمة تختص وال المتكلمينلسان صاحب كل أراد ثم كالقيام مثال لزيد فعل الوجود

هذه ومن كلفة غير من أراد ما له تأتي بالقيام زيد عن اإلخبارممن األولين أقوال عن اإلخبار العرب لسان فى يمكن الجهة

Page 42: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

لسان فى ويتأتى كالمهم وحكاية العربية اللغة أهل من ليسوافيه إشكال ال وهذا عنها واإلخبار العرب أقوال حكاية العجم

67 تلك فى العرب لسان بها يختص التي فهي الثانية الجهة وأماالجهة هذه فى يقتضى خبر كل فإن اإلخبار وذلك الحكايةعنه والمخبر المخبر بحسب اإلخبار لذلك خادمة أمورا

األسلوب ونوع والمساق الحال فى اإلخبار ونفس به والمخبرأنك وذلك ذلك وغير واإلطناب واإليجاز واإلخفاء اإليضاح من

بالمخبر عناية ثم تكن لم إن زيد قام األخبار ابتداء فى تقولقام زيد قلت عنه بالمخبر العناية كانت فإن بالخبر بل عنه

قام زيدا إن المنزلة تلك منزل هو ما أو السؤال جواب وفىمن إخبار وفى قام زيدا إن والله لقيامه المنكر جواب وفىوفى قام قد زيد أو زيد قام قد بقيامه اإلخبار أو قيامه يتوقع

بحسب أيضا يتنوع ثم زيد قام إنما ينكر من على التنكيتعنه الكناية وبحسب عنه المخبر أعني تحقيره أو تعظيمه

يعطيه وما األخبار مساق فى يقصد ما وبحسب به والتصريححصرها يمكن ال التي األمور من ذلك غير إلى الحال مقتضى

هذه فمثل زيد عن بالقيام اإلخبار حول دائر ذلك وجميعليست بحسبها الواحد الكالم معنى يختلف التي التصرفاتوبطول ومتمماته مكمالته من ولكنها األصلي المقصود هى

منكر فيه يكن لم إذا الكالم مساق يحسن النوع هذا فى الباعأقاصيص من وكثير العبارات اختلفت الثاني النوع وبهذا

وجه على السور بعض فى القصة مساق يأتي ألنه القرآنما وهكذا ثالث وجه على ثالثة وفى آخر وجه على بعضها وفى

سكت إذا إال األول النوع بحسب ال اإلخبارات من فيه تقررأيضا وذلك بعض فى عليه ونص بعض فى التفاصيل بعض عن

نسيا ربك كان وما والوقت الحال اقتضاه لوجه68 أن األخير الوجه هذا اعتبر من يمكن فال هذا ثبت وإذا فصل

فضال حال على العجم بكالم العربي الكالم من كالما يترجممع إال عربي غير لسان إلى وينقل القرآن يترجم أن عن

Page 43: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

استوى إذا كما عينا اعتباره فى اللسانين استواء فرضذلك ثبت فإذا ونحوه تمثيله تقدم ما استعمال فى اللسانان

يترجم أن أمكن العرب لسان مع إليه المنقول اللسان فىوربما جدا عسير بين بوجه هذا مثل وإثبات اآلخر إلى أحدهماحذا ومن القدماء من المنطق أهل ذلك من شىء إلى أشار

هذا فى مغن وال كاف غير ولكنه المتأخرين من حذوهميعني القرآن فى الترجمة إمكان قتيبة ابن نفى وقد المقام

ومن ممكن فهو األول الوجه على فأما الثاني الوجه هذا علىله ليس ومن للعامة معناه وبيان القرآن تفسير صح جهتهأهل باتفاق جائزا ذلك وكان معانيه تحصيل على يقوى فهم

على الترجمة صحة فى حجة اإلتفاق هذا فصار اإلسالماألولى مع الثانية الجهة اعتبرت وإذا فصل األصلي المعنىوالمعنى للعبارة كالتكملة ألنها أوصافها من كوصف وجدت

األوصاف من كوصف معها تعد وهل لإلفهام الوضع حيث منينبني وبحث نظر ذلك فى ذاتي غير كوصف هي أو الذاتية

ذكر ما على اإلقتصار أن إال جملة الفروعية المسائل من عليهفالسكوت المتفرعة األنظار لسائر كاألصل فإنه كاف فيها

التوفيق وبالله أولى ذلك عن69 كذلك أهلها ألن أمية المباركة الشريعة هذه الثالثة المسالة

أحدها أمور ذلك على ويدل المصالح اعتبار على أجرى فهوبعث الذي هو تعالى كقوله والمعنى اللفظ المتواترة النصوص

النبى ورسوله بالله فآمنوا وقوله منهم رسوال األميين فىأمة إلى بعثت الحديث وفى وكلماته بالله يؤمن الذى األمى

منسوب واألمي األقدمين بعلوم علم لهم يكن لم ألنهم أميةوال كتابا يتعلم لم األم والدة أصل على الباقي وهو األم إلى

الحديث وفى عليها ولد التي خلقته أصل على فهو غيره70 وهكذا وهكذا هكذا الشهر نكتب وال نحسب ال أمية أمة نحن

بالحساب علم لنا ليس أي الحديث فى األمية معنى فسر وقدكتاب من قبله من تتلو كنت وما تعالى قوله ونحوه الكتاب وال

Page 44: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الكتاب فى المبثوثة األدلة من هذا أشبه وما بيمينك تخطه والاألمية وصف على موضوعة الشريعة أن على الدالة والسنة

األمي النبي بها بعث التي الشريعة أن والثاني كذلك أهلها ألنتكون أن إما عموما سواهم من وإلى خصوصا العرب إلى

كذلك كان فإن ال أو األمية وصف من عليه هم ما نسبة علىتكن لم وإن األميين إلى منسوبة أي أمية كونها معنى فهو

من لتنزل تكن فلم عهدوا ما غير على تكون أن لزم كذلكفيها األمر عليه وضع ما خالف وذلك تعهد ما منزلة أنفسهموصفها ما إال تعهد لم والعرب يعهدون ما على تكون أن بد فاليكن لم لو أنه والثالث أمية إذا فالشريعة األمية من به الله

وتعالى تبارك الله معجزا عندهم يكن لم يعهدون ما علىوجل عز الرب عنهن الله رضي

71 ما غير على هذا بقولهم التعجيز مقتضى عن يخرجون ولكانواكالمنا إن حيث من الكالم هذا بمثل عهد لنا ليس إذ عهدنا

تقم فلم معروف وال بمفهوم ليس وهذا عندنا مفهوم معروفأعجميا قرآنا جعلناه ولو سبحانه قال ولذلك به عليهم الحجةعلى الحجة فجعل وعربى أاعجمى آياته فصلت لوال لقالوا

الله رد بشر يعلمه إنما قالوا ولما أعجميا القرآن كون فرضلسان وهذا أعجمي إليه يلحدون الذي لسان بقوله عليهم

ذلك أن على فدل الحجة لظهور أذعنوا لكنهم مبين عربىهذا وأدلة مماثلته عن العجز مع بمثله وعهدهم به لعلمهم

بعلوم اعتناء لها كان العرب أن واعلم فصل كثيرة المعنىواتصاف األخالق بمكارم اعتناء لعقالئهم وكان الناس ذكرها

وزادت صحيح هو ما منها الشريعة فصححت شيم بمحاسنذلك من ينفع ما منافع وبينت باطل هو ما وأبطلت عليه

بها يختص وما النجوم علم علومها فمن منه يضر ما ومضارسيرها باختالف األزمان واختالف والبحر البر فى اإلهتداء من

معنى وهو المعنى بهذا يتعلق وما النيرين سير منازل وتعرفوهو تعالى كقوله كثيرة مواضع فى القرآن أثناء فى مقرر

Page 45: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والبحر البر ظلمات فى بها لتهتدوا النجوم لكم جعل الذيحتى منازل قدرناه والقمر وقوله يهتدون هم وبالنجم وقوله

القمر تدرك أن لها ينبغى الشمس ال القديم كالعرجون عادوقوله اآلية النهار سابق الليل وال

72 منازل وقدره نورا والقمر ضياء الشمس جعل الذى هووالنهار الليل وجعلنا وقوله والحساب السنين عدد لتعلموا

وقوله اآلية مبصرة النهار آية وجعلنا الليل آية فمحونا آيتينللشياطين رجوما وجعلناها بمصابيح الدنيا السماء زينا ولقد

وما والحج للناس مواقيت هي قل األهلة عن يسألونك وقولهذلك أشبه

73 السحاب وإنشاء األمطار نزول وأوقات األنواء علوم ومنهافقال باطلها من حقها الشرع فبين لها المثيرة الرياح وهبوب

السحاب وينشىء وطمعا خوفا البرق يريكم الذى هو تعالىالذى الماء أفرأيتم وقال األية بحمده الرعد ويسبح الثقالوقال المنزلون نحن أم المزن من أنزلتموه أانتم تشربون

أنكم رزقكم وتجعلون وقال ثجاجا ماءا المعصرات من وأنزلناأنكم رزقكم وتجعلون الله رسول قال الترمذي خرج تكذبون

كذا وبنجم وكذا كذا بنوء مطرنا تقولون شكركم قال تكذبونبي وكافر بي مؤمن عبادي من أصبح الحديث وفى وكذا

أنشأت إذا به انفرد مما الموطأ وفى األنواء فى الحديثالخطاب بن عمر وقال غديقة عين فتلك تشاءمت ثم بحرية

الثريا نوء من بقى كم تحته والناس المنبر على وهو للعباسللحق مبين هذا فمثل وكذا كذا نوئها من بقي العباس له فقال

وأرسلنا تعالى وقال واألمطار األنواء أمر فى الباطل منوقال اآلية فأسقيناكموه ماء السماء من فأنزلنا لواقح الرياح

ميت بلد إلى فسقناه سحابا فتثير الرياح أرسل الذى واللهعلم ومنها هذا من كثير إلى موتها بعد األرض به فأحيينا

كثير هو ما ذلك من القرآن وفى الماضية األمم وأخبار التاريخمن وأكثره ذلك فى احتفل القرآن ولكن السنة فى وكذلك

Page 46: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

جنس من لكنها علم بها للعرب يكن لم التي بالغيوب األخبارينتحلون كانوا ما

74 إذ لديهم كنت وما إليك نوحيه الغيب أنباء من ذلك تعالى قالمن تلك تعالى وقال اآلية مريم يكفل أيهم أقالمهم يلقون

قبل من قومك وال أنت تعلمها كنت ما إليك نوحيها الغيب أنباءعليهما وإسماعيل إبراهيم أبيهم قصة الحديث وفى هذا

أكثره كان ما ومنها جرى مما ذلك وغير البيت بناء فى السالمالرمل وخط والكهانة والزجر العيافة كعلم جميعه أو باطال

الباطل ذلك من الشريعة فأبطلت والطيرة بالحصى والضربمن ال الفأل وأقرت الرمل وخط والزجر كالكهانة عنه ونهتاألمور هذه وأكثر كذلك والزجر الكهانة فإن الغيب تطلب جهةمن بجهة النبى فجاء دليل غير من الغيب علم على تحرص

واإللهام الوحي وهو محض حق هو مما الغيب علم تعرفالنبوة من جزء السالم عليه موته بعد ذلك من للناس وأبقىوهو الخاصة لبعض غيره من وأنموذج الصالحة الرؤيا وهو

منه العرب فى كان فقد الطب علم ومنها والفراسة اإللهاماألميين تجاريب من مأخوذ بل األوائل عند ما على ال شىء

وعلى األقدمون يقررها التي الطبيعة علوم على مبنى غيرشاف جامع وجه لكن الشريعة فى جاء المساق ذلك

75 وال واشربوا كلوا تعالى فقال كثير على منه يطلع قليللبعض األدوية ببعض التعريف الحديث فى وجاء تسرفوا

والرقي بالخمر كالتداوي باطل هو ما ذلك من وأبطل األدواءشرعا يجوز ال ما على اشتملت التي

76 وجوه في والخوض البالغة فنون علم فى التفنن ومنهامنتحالتهم أعظم وهو الكالم أساليب في والتصرف الفصاحة

لئن قل تعالى قال الكريم القرآن من أعجزهم بما فجاءهميأتون ال القرآن هذا بمثل يأتوا أن على والجن اإلنس اجتمعتوقد األمثال ضرب ومنها ظهيرا لبعض بعضهم كان ولو بمثله

إال مثل كل من القرآن هذا في للناس ضربنا ولقد تعالى قال

Page 47: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

قال منه الشريعة وبرأ نفاه الله فأن الشعر وهو واحدا ضربامجنون لشاعر آلهتنا لتاركوا أئنا الكفار عن حكايته في تعالى

ليس فإنه بشعر يأت لم أي المرسلين وصدق بالحق جاء بلوبين اآلية له ينبغي وما الشعر علمناه وما قال ولذلك بحق

تر ألم الغاوون يتبعهم والشعراء تعالى قوله في ذلك معنىأن فظهر يفعلون ال ما يقولون وأنهم يهيمون واد كل في أنهم

تحصيل غير على هيمان ولكنه أصل على مبنيا ليس الشعرما إال الشريعة به جاءت لما مضاد وهذا فعل يصدقه ال وقول

بسبيله نحن ما على ينبهك أنموذج فهذا تعالى الله استثنىاإلتصاف إلى يرجع ما وأما األمية العرب إلىعلوم بالنسبة

وأكثر به خوطبوا ما أول فهو إليها ينضاف وما األخالق بمكارموأجري لهم آنس كان حيث من المكية السور في ذلك تجد ما

بالعدل يأمر الله إن تعالى كقوله عندهم به يتمدح ما علىتعالوا قل تعالى وقوله آخرها إلى القربى ذي وايتآء واإلحسان

وبالوالدين شيئا به تشركوا ال أن عليكم ربكم حرم ما أتلالله زينة حرم من قل وقوله الخصال تلك انقضاء إلى إحسانا

ربي حرم إنما قل وقوله لعباده أخرج التي77 إلى الحق بغير والبغي واإلثم بطن وما منها ظهر ما الفواحش

هو ما فيها أدرج لكن المعنى هذا في التي اآليات من ذلك غيروشبه اآلخرة بأمور والتكذيب اإلشراك عن النهي من أولى

يعدونه كانوا ما لهم وأبطل األعظم المقصود هو مما ذلكيربى ما المفاسد من فيه أو كذلك وليس حسنة وأخالقا كرما

الخمر إنما تعالى قال كما توهموها التي المصالح علىالشيطان عمل من رجس واألزالم واألنصاب والميسر

الخمر في خصوصا المفاسد من فيها ما بين ثم فاجتنبوهوعن الله ذكر عن والصد والبغضاء العداوة إيقاع من والميسر

ألن صالحا فيهما ظنوه مما أعظم الفساد في وهذا الصالةالبذل على البخيل وتبعث الجبان تشجع عندهم كانت الخمرلما محمودا عندهم كان كذلك والميسر الكسالى وتنشط

Page 48: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والعطف والمساكين الفقراء إطعام من به يقصدون كانواوالميسر الخمر عن يسألونك تعالى قال وقد المحتاجين على

نفعهما من أكبر وإثمهما للناس ومنافع كبير إثم فيهما قلعليه قال ولهذا األخالق بمكارم تخلق هي إنما كلها والشريعةإنما األخالق مكارم أن إال األخالق مكارم ألتمم بعثت السالم

المعقول من وقريبا مألوفا كان ما أحدهما ضربين على كانتلما ثم به خوطبوا إنما اإلسالم ابتداء في كانوا المقبول

ما منه وكان الثاني الضرب وهو بقي ما لهم تمم فيه رسخواتحريم آخره من كان حتى فأخر وهلة أول من معناه يعقل ال

وهو األخالق مكارم إلى راجع ذلك وجميع ذلك أشبه وما الرباالجملة على عندهم معهودا كان الذي

78 أقرها الجاهلية في عندهم أحكام للعرب كان أنه ترى أالعلى وضربها الدية وتقدير القراض في قالوا كما اإلسالم

الحرام بالمشعر والوقوف بالقافة الولد وإلحاق العاقلةاألنثيين حظ مثل للذكر الولد وتوريث الخنثى في والحكم

يكتف لم يقول ثم العلماء ذكره مما ذلك وغير والقسامةسماء من يعرفون فيما التوحيد بدالئل خوطبوا حتى بذلك

كذلك والنبوة اآلخرة وبدالئل ونباب وسحاب وجبال وأرضشريعة من شيء األنبياء شرائع من عندهم الباقي كان ولما

إليها ودعوا الجهة تلك من خوطبوا أبيهم السالم عليه إبراهيمأبيكم ملة تعالى كقوله بعينها تلك هي محمد به جاء ما وأن

ما وقوله هذا وفي قبل من المسلمين سماكم هو إبراهيممنها جملة غيروا أنهم غير اآلية نصرانيا وال يهوديا إبراهيم كانأنعم بما وأخبروا محمد جهة من تقويمها فجاء واختلفوا وزادوا

الجنة نعيم عن وأخبروا أيديهم وبين لديهم هو مما عليهم اللهمن مبرأ لكن الدنيا في تنعماتهم في معهود هو بما وأصنافه

وأصحاب كقوله الدنيوي التنعيم تالزم التي واآلفات الغوائلمنضود وطلح مخضود سدر في اليمين أصحاب ما اليمين

الجنة مأكوالت من وبين اآليات آخر إلى ممدود وظل

Page 49: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والخمر واللبن كالماء عندهم معلوم هو ما ومشروباتهادون مألوف عندهم هو ما وسائر واألعناب والنخيل والعسل

األرياف فواكه من ذلك وغير والكمثرى والتفاح واللوز الجوزتعالى وقال الفاكهة لفظ في ذلك أجمل بل العجم وبالد

79 وجادلهم الحسنة والموعظة بالحكمة ربك سبيل إلى ادععارفين كانوا وقد حكمة كله فالقرآن أحسن هى بالتى

عن عجزوا بما الحكمة من فأتاهم حكماء فيهم وكان بالحكمةوغيره ساعدة بن كقس وتذكير وعظ أهل فيهم وكان مثله

تأمل ومن الجدل من يعرفون ما طريقة على إال يجادلهم ولماألمر وجد الثالثة األمور هذه فى العرب كالم وتأمل القرآنوسر المعروفة الخواص من الله كالم به اختص ما إال سواء

وإذا تقرر كما األمر تجد السير هذا العرب مالبسات جميع فىالعرب ألفته عما تخرج لم أمية الشريعة أن وضح هذا ثبت

على جارية وأنها الشريعة أمية من تقرر ما الرابعة المسألةمن كثيرا أن منها قواعد عليه ينبني العرب وهم أهلها مذاهب

إليه فأضافوا الحد القرآن على الدعوى فى تجاوزوا الناسالطبيعيات علوم من أوالمتأخرين للمتقدمين يذكر علم كلفيه مانظر وجميع الحروف وعلم والمنطق والتعاليم

ما على عرضناه إذا وهذا وأشباهها الفنون هذه من الناظرونالصحابة من الصالح السلف فإن هذا وإلى يصح لم تقدم

أودع وما وبعلومه بالقرآن أعرف كانوا يليهم ومن والتابعينأنه يبلغنا ولم فيه

80 وما تقدم ما سوى المدعي هذا من شىء فى منهم أحد تكلمولو ذلك يلي وما اآلخرة وأحكام التكاليف أحكام من فيه ثبت

أصل على يدلنا ما منه لبلغنا ونظر خوض ذلك فى لهم كانعندهم موجود غير أنه على فدل يكن لم ذلك أن إال المسألة

مما لشىء تقرير فيه يقصد لم القرآن أن على دليل وذلكما أو العرب علوم جنس من هي علوما تضمن نعم زعموا

تبلغه وال األلباب أولو منه يتعجب مما معهودها على ينبني

Page 50: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

واإلستنارة بإعالمه اإلهتداء دون الراجحة العقول إدراكاتعلى استدلوا وربما فال ذلك من ليس ما فيه أن أما بنورهشىء لكل تبيانا الكتاب عليك ونزلنا تعالى بقوله دعواهم

وبفواتح ذلك ونحو شىء من الكتاب فى فرطنا ما وقولهفيها الناس عن نقل وبما العرب عند يعهد لم مما وهي السور

عنه الله رضى طالب أبي بن علي عن ذلك من حكى وربمايتعلق ما المفسرين عند بها فالمراد اآليات فأما أشياء وغيره

أو والتعبد التكليف بحال81 اللوح شىء من الكتاب فى فرطنا ما قوله فى بالكتاب المراد

العلوم لجميع تضمنه يقتضي ما فيها يذكروا ولم المحفوطبما فيها الناس تكلم فقد السور فواتح وأما والعقلية النقلية

أهل من تعرفوه الذي الجمل كعدد عهدا بها للعرب أن يقتضيالمتشابهات من هي أو السير أصحاب ذكره حسبما الكتاب

بما تفسيرها وأما ذلك وغير تعالى الله إال تاويلها يعلم ال التيعلى فيها دليل فال تقدم ممن أحد يدعه ولم يكون فال به عهد

فليس يثبت ال هذا فى غيره أو علي عن ينقل وما ادعوا ماأن يصح ال أنه كما يقتضيه ال ما القرآن إلى يضاف أن بجائزفهمه على اإلستعانة فى اإلقتصار ويجب يقتضيه ما منه ينكرإلى يوصل فبه خاصة العرب إلى علمه يضاف ما كل على

علم82 له أداة هو ما بغير طلبه فمن الشرعية األحكام من ماأودع

وبه أعلم والله فيه ورسوله الله على وتقول فهمه عن ضلمعهود اتباع من الشريعة فهم فى البد أنه ومنها فصل التوفيق

كان فإن بلسانهم القرآن نزل الذين العرب وهم األميينفى عنه العدول يصح فال مستمر عرف لسانهم فى للعربفى يجرى أن يصح فال عرف ثم يكن لم وإن الشريعة فهم

واأللفاظ المعانى فى جار وهذا تعرفه ال ما على فهمهااأللفاظ ترى ال أن العرب معهود أن ذلك مثال واألساليب

أيضا تراعيها كانت وإن المعانى على محافظتها عند تعبدا

Page 51: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أحدهما على تبنى قد بل بملتزم عندها األمرين أحد فليسكالمها صحة فى قادحا ذلك يكون وال أخرى اآلخر وعلى مرة

كثير فى خروجها أحدها أشياء ذلك على والدليل واستقامتهالمستمرة والضوابط المطردة القوانين أحكام عن كالمها من

لم وإن منظومها طريق على منثورها من كثير فى وجريانهاذلك يعد وال مراميها فى أولى هو لما وتركها حاجة بها يكن

فى قليال83 منه أكثر غيره كان وإن قوي كثير هو بل والضعيفا كالمها

أو فيها يراد عما األلفاظ ببعض االستغناء شأنها من أن والثانىالمعنى كان إذ اضطرابا وال اختالفا ذلك يعد وال يقاربها

على القرآن نزول ذلك من والكافى استقامة عل المقصوداألحاديث من المعنى هذا وفى كاف شاف كلها أحرف سبعة

أهل استمر وقد كثير بالقرآن العارفين السلف وكالممما عندهم صحت التى بالروايات يعملوا أن على القراءاتشك غير من للقرآن قارئون ذلك فى وأنهم المصحف وافقالرأي ببادئ الناظر يعده ما القراءين بين كان وإن إشكال والعلى آخره إلى أوله من الكالم معنى ألن المعنى فى اختالفاملك و مالك الخطاب مقصود بحسب فيه تفاوت ال استقامة

لنبوئنهم أنفسهم إال يخادعون وما أنفسهم إال يخدعون وماألن هذا من كثير إلى غرفا الجنة من لنثوينهم غرفا الجنة من

الخطاب من أريد ما فهم بحسب فيه تفاوت ال ذلك جيمععيسى عن جنى ابن حكى ما ترى أال العرب عادة كان وهذاينشد الرمة ذا سمعت قال أيضا غيره عن وحكى عمر بن

واجعل الصبا عليها واستعن الشخث يابس من لها وظاهروبائس يابس فقال بائس من أنشدتنى فقلت سترا لها يديك

البؤس بين باالختالف يعبأ لم الرمة ذا ترى فأنت واحدعلى وصوابا الوجهين على قائما البيت معنى كان لما واليبس

العباس أبي رواية فى قال وقد الطريقتين كلتا84 ال الكالم قصد بحسب يعنى واحد واليبس البؤس األحول

Page 52: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ابن أنشدنى قال يحيى بن أحمد وعن اللغة تفسير بحسبالروع شدة من به كأنى مبيته أريد ال زير وموضع األعرابي

وموضع أنشدتنا هكذا ليس أصحابه من شيخ له فقال آنسأن تعلم وال وكذا كذا منذ تصحبنا الله سبحان فقال ضيقمختلفة روايات على أشعارهم جاءت وقد واحد والضيق الزير

لفظا يلتزمون ال كانوا أنهم مجموعها من يعلم متباينة وبألفاظأو عيبا مقاربة أو مرادفة يعد بحيث الخصوص على واحدا

المواضع من سواه ما يكون ال مخصوصة مواضع فى إال ضعفاقد أنها والثالث تقدم ما الغالب معهودها وإنما عليها محموالكما الجملة على تعتبره كانت وإن اللفظ أحكام بعض تهمل

ولم مطلقا المتصل المرفوع الضمير على العطف استقبحواكما وزيد قمت فقبح لفظ له ليس وما لفظ له ما بين يفرقوا

غير من ويعود عمود بين الردف فى وجمعوا وزيد قام قبحوعمود سعيد بين وجمعوا المد فى أقوى عمود وواو استكراه

تقتضيها التى اللطيفة األحكام من ذلك وأشباه اختالفهما معجانب وتوليها تهملها لسكنها النظري قياسها فى األلفاظ

أن والرابع لسانها تنقيح فى تعمقها لعدم إال ذلك وما اإلعراضعن بعيدا كان ما العربية أرباب عند العرب كالم من الممدوح

بالتنقيح العربي الشاعر اشتغل إذا ولذلك االصطناع تكلفالخطيئة يعيب األصمعي كان فقد عنه األخذ فى اختلف

على فدلنى جيدا كله شعره وجدت قال بأن ذلك عن واعتذرالشاعر هكذا وليس يصنعه كان أنه

85 على بالكالم يرمى الذى المطبوع الشاعر إنما المطبوعوالطريق المنتهج الباب هو قاله وما رديئة على جيده عواهنههذا على فاألدلة الجملة وعلى اللسان أهل عند المهيع

علم على هذا من وقف العرب كالم زوال ومن كثيرة المعنىسنة أو الله كتاب فى للمتكلم يستقيم فال كذلك كان وإذا

العرب لسان يسعه ما فوق فيهما يتكلف أن الله رسولالوقوف به العرب تعتنى أن شأنه بما االعتناء شأنه وليكن

Page 53: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

األفهام مسلك فى يصح إنما أنه ومنها فصل حدته ما عندما فوق فيه يتكلف فال العرب لجميع عاما يكون ما والفهمالفهم فى الناس فإن والمعانى األلفاظ بحسب عليه يقدرون

أنهم إال متقارب وال واحد وزان على ليسوا فيه التكليف وتأتىجرت ذلك وعلى واالها وما الجمهورية األمور فى يتقاربون

وال كالمهم فى يتعمقون بحيث يكونوا ولم الدنيا فى مصالحهمأن إال اللهم بمقاصدهم يخل ال ما بمقدار إال أعمالهم فى

الغامضة كالكنايات فذاك خاصة ألناس خاصا أمرا يقصدواقصد عمن والتخفى الجمهور عن تخفى التى البعيدة والرموز

ينزل أن يلزم فكذلك معهودها حكم عن خارجا كان وإال بهالجميع مشتركة معانيه تكون بحيث والسنة الكتاب فهم

فيه واشتركت أحرف سبعة على القرآن أنزل ولذلك العربتفهمه العرب قبائل كانت حتى اللغات

86 ألن النمط هذا عن يخرج ال التكليف من فمقتضاه وأيضابل كالذكر األنثى وال كالكبير الصغير وال كالقوى ليس الضعيف

يشترك بما فأخذوا الجارية العادة فى إليه ينتهى حد له كلبالحجة طريقهم من ذلك وألزموا عليه القدرة فى الجمهور

ما أللزمهم الله شاء ولو ذلك ونحو الحسنة والموعظة القائمةوعظ وال ببرهان إتيان وال حجة قيام بغير ولكلفهم يطيقون الحجر فال يعلم لم ما وعلم يفهم ال ما فهم ولطوقهم تذكير وال

البالغة الحجة فلله قل قائمة الملك حجة فإن ذلك فى عليهحيث من وكلفهم عهدوا حيث من خاطبهم سبحانه الله لكن

يستقيم بما ذلك أثناء فى وغذوا كلفوا به ما على القدرة لهمالوعد من عزائمهم به وتنتهض ضعيفهم به ويقوى منآدهم به

مجارى وبيان أخرى الحسنة والموعظة أخرى والوعيد تارةإلى الخالية والقرون الماضية األمم من سلف فيمن العاداتاألمر بهذا ينفردوا لم أنهم يعلموا حتى معناه فى مما ذلك غير

واليكونون مقتضاه فى مشتركون هم بل الماضين الخلق دوندون تخفيفا وزادهم تحمله على منة لهم فيما إال مشتركين

Page 54: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حكيم عليم والله ونعمة الله من فضال فوقهم وأجرى األولينرسول لقى قال كعب بن أبي عن وصححه الترمذى خرج وقد

منهم أميين أمة إلى بعثت إني جبريل يا فقال جبريل اللهيقرأ لم الذى والرجل والجارية والغالم الكبير والشيخ العجوز

أحرف سبعة على أنزل القرآن إن محمد يا قال قط كتابا87 فى الفهم إجراء المقام هذا فى الواجب أن فالحاصل

األميين يسع الذى الجمهوري االشتراك وزان على الشريعةبالمعانى االعتناء يكون أن ومنها فصل غيرهم يسع كما

أن على بناء األعظم المقصود هو الخطاب فى المبثوثةمن األلفاظ أصلحت وإنما بالمعانى عنايتها كانت إنما العرب

هو إنما فاللفظ العربية أهل عند معلوم األصل وهذا أجلهاوال المقصود هو والمعنى المراد المعنى تحصيل إلى وسيلة

كان إذا به اليعبأ قد اإلفرادي المعنى فإن المعانى كل أيضاوال ببائس الرمة ذو يعبأ لم كما دونه مفهوما التركيبى المعنىهذا من وأبين مفهوم المعنى حاصل أن على منه اتكاال يابس

عن البخارى صحيح على المخرج اإلسماعيلي جامع فى مافاكهة قرأ عنه الله رضى الخطاب بن عمر أن مالك ابن أنس

بهذا أمرنا ما قال أو هذا كلفنا ما قال ثم األب ما قال وأباقوله عن الخطاب بن عمر سأل رجال أن أنس عن أيضا وفيهومن والتكلف التعمق عن نهينا عمر فقال األب ما وأبا فاكهة

المرسالت عن السؤال يكثر كان حين لضبيع تأديبه المشهورألن عنه نهى إنما أنه كله هذا وظاهر ونحوهما العاصفات و

هذه فهم على ينبنى وال الجملة على معلوم التركيبي المعنىهو مما غيره عن به اإلشتغال أن فرأى تكليفي حكم األشياء

قوله عليه نبه صحيح الشريعة فى أصل ولهذا تكلف منه أهموالمغرب المشرق قبل وجوهكم تولوا ان البر ليس تعالى

فهم عليه يتوقف اإلفرادي اللفظ فهم كان فلو اآلية آخر إلىعمر عن روى كما إليه مضطر هو بل تكلفا يكن لم التركيبي

تخوف على يأخذهم أو تعالى قوله فى نفسه

Page 55: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

88 التخوف هذيل من رجل له فقال المنبر على عنه سئل فإنهكما قردا تامكا منها الرحل تخوف أنشده ثم التنقص عندنا

تمسكوا الناس أيها عمر فقال السفن النبعة عود تخوففليس كتابكم تفسير فيه فإن جاهليتكم فى شعركم بديوان

عليه اآلية معنى فهم توقف قد هذا ألن تعارض الخبرين بينمعنى بفهم االعتناء فالالزم هكذا األمر كان فإذا األول بخالف

ابتداء الخطاب ينبنى وعليه والمراد المقصود ألنه الخطابفتلتمس والسنة للكتاب بالنسبة النظر هذا يغفل ما وكثيرا

على فتستبهم ينبغى الذى الوجه غير على ومعانيه غرائبهفيكون العرب مقاصد يفهم لم من على وتستعجم الملتمس

الواقى والله طريق غير على ومشيه معمل غير فى عملهوالعملية االعتقادية التكاليف تكون أن ومنها فصل برحمته

أما حكمها تحت الدخول ليسعه تعقلها األمى يسع مماالعقل على والسهولة للفهم القرب من تكون بأن اإلعتقادية

بليدا أو الفهم ثاقب منهم كان من الجمهور فيها يشترك بحيثعامة الشريعة تكن لم الخواص إال يدركه ال مما كانت لو فإنها

المعانى تكون أن بد فال كذلك كونها ثبت وقد أمية تكن ولمتكن لم فلو وأيضا المأخذ سهلة واعتقادها علمها المطلوب

غير وهو يطاق ال ما تكليف الجمهور إلى بالنسبة لزم كذلكلم الشريعة تجد ولذلك األصول فى مذكور هو كما واقع

األمور من تعرف89 بمقتضى فعرفته ذلك غير وأرجت فهمه يسع بما إال اآللهية

إلى المخلوقات فى النظر على وحضت والصفات األسماءعامة قاعدة على االشتباه فيه يقع فيما وأحالت ذلك أشباه

ال أشياء عن وسكتت شىء كمثله ليس تعالى قوله وهوالجملة على اإلداركات تفاضل ينكر ال نعم العقول إليها تهتدى

أن أيضا ذلك على يدل ومما به المكلف القدر فى النظر وإنماهذه فى الخواض من عنهم يبلغنا لم عنهم الله رضي الصحابة

ذلك يأت لم كما والمتكلفين للباحثين أصال يكون ما األمور

Page 56: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

التابعون وكذلك والسالم الصالة عليه الشريعة صاحب عنالذى بل الصحابة عليه كان ما على إال يكونوا لم بهم المقتدى

األمور فى الخوض عن النهى أصحابه وعن النبي عن جاءيقولوا حتى يتساءلون الناس يبرح لن قال حتى وغيرها اإللهيةكثرة عن النهى وثبت الله خلق فمن شئ كل خالق الله هذا

والعمليات االعتقادات فى عاما يعنى ماال تكلف وعن السؤالتحته فيما إال الكالم يكرهون كانوا تقدم من أن مالك وأخبر

العقول تهتدى ال التى األشياء من كان ما يريد وإنما عملمحاال المتشابهات من نادرا وقع مما أو عنه سكت مما لفهمها

وتطلب فيها البحث فى فالتعمق هذا وعلى التنزيه آية على بهوضع مقتضى عن خروج فهمه فى الجمهور يشترك ال ما

ال ما طلب إلى النفس جمحت ربما فإنه األمية الشريعةدر ولله منها لها انفكاك ال ظلمة فى فوقعت منها يطلب

فيها ظهرت تعدها إن مدى دون تستن قوى وللعقول القائلنشأت به تكلف لم ما إلى النفوس طماح ومن اضطرابات

فيها األمية مراعاة فمن العمليات وأما أكثرها أو كلها الفرقاألمور فى والتقريبات األعمال فى بالجالئل تكليفهم وقع أن

باألمور الصلوات أوقات عرف كما الجمهور يدركها بحيثوالشمس الفجر وطلوع بالظالل كتعريفها لهم المشاهدة

تعالى قوله فى الصيام فى وكذلك الشفق وغروب وغروبهايتبين حتى

90 من فيهم كان ولما األسود الخيط من األبيض الخيط لكمإذا الحديث وفى الفجر من نزل حقيقتها على العبارة حمل

فقد الشمس وغربت ههنا من النهار وأدبر ههنا من الليل أقبلالشهر نكتب وال نحسب ال أمية أمة نحن وقال الصائم أفطر

حتى تفطروا وال الهالل تروا حتى تصوموا ال وقال وهكذا هكذابحساب يطالبنا ولم ثالثين العدة فأكملوا عليكم غم فإن تروه

من يكن لم ذلك ألن المنازل فى القمر مع الشمس مسيروصعوبة فيه األمر ولدقة علومها من وال العرب معهود

Page 57: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اليقين مجرى األحكام فى الظن غلبة لنا وأجرى إليه الطريقذلك غير إلى الخطأ عن وعفا اإلثم عنه فرفع الجاهل وعذر

فى حد عما الخروج يصح فال للجمهور المشتركة األمور منالضالل مظنة فإنها الغاية هذه وراء ما تطلب وال الشريعة

األقدام ومزلة91 فى النظر تدقيق من عنهم نقل لما مخالف هذا قيل فإن

والتصنع الرياء ومجارى الشبهات ومظان األحكام مواقعهى التى المهلكات األمور من التحرز فى ومبالغتهم للناس

والوقوف فهمها إلى يهتدى ال التى الدقائق من الجمهور عنديصل ال مما وهي عظائم عندهم كانت وقد الخواص إال عليها

على مزية للعلماء يكن لم كذلك كانت لو وأيضا الجمهور إليهابعدهم ومن والتابعين الصحابة فى كان وقد الناس سائر

يكن لم ما الشريعة فى الفهم من للخاصة وكان وعامة خاصةالقرون سائر وهكذا أمية وأمة عربا الجميع كان وإن للعامة

ما على اشتملت قد الشريعة فإن وأيضا هذا فكيف اليوم إلىإال يعلمه ال وما خاصة العلماء يعرفه وما عامة العرب تعرفه

إلى يوصل لما شاملة فهى المتشابهات وذلك تعالى اللهيوصل وما اإلطالق على إليه يوصل ال وما اإلطالق على فهمه

بالجمهور يليق بما االختصاص فأين البعض دون البعض إليهغير قبيل من فإنها المتشابهات أما يقال أن فالجواب خاصة

الشارع يفتح لم آلهية أمور إلى راجعة إما ألنها فيه نحن ماراجعة وإما التنزيه آية تحت والدخول التسليم غير بابا لفهمهاعلى مبنى خاص وهذا أحكامها فتتعارض شرعية قواعد إلى

عنها يجاب كلها األمور هذه أن وذلك فيه نحن ما هو عاملألدلة األمر أول بها يتعبد لم أضافية أمور أنها أحدها بأوجهالشريعة علم فى تمرن لمن تعرض أمور هى وإنما المتقدمة

فيها فهم بمزيد الجمهور عن وامتاز التكليف أحكام وزاولالجليلة األمور فى تدقيقه فصار وجه من األمية زايل حتى

فهمه ما إلى فنسبته درجته يبلغ لم ممن غيره إلى بالنسبة

Page 58: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فهمه ما إلى العامي نسبة92 وما تقدم ما بين تعارض يبقى فال محفوظة كانت إذا والنسبة

الشريعة أهل جعل تعالى الله أن والثانى السؤال فى ذكرفوق بعضهم ورفع واحد وزان على فيها ليسوا مراتب علىفهم فى مزيد له من فليس كذلك الدنيا فى أنهم كما بعض

مشترك أمر على جار الجميع لكن له مزيد ال كمن الشريعةحكم عن أهلها تخرج ال الله من هبات فيها واالختصاصاتبزيادات هم ويمتازون فيها غيرهم مع يدخلون بل االشتراك

لم الفهم بمزيد امتازوا فإن بعينه المشترك األمر ذلك فىاألمر أصله المزيد ذلك فإن االشتراك حكم عن ذلك يخرجهم

على أحد كل من مطلوب الورع إن نقول كما المشتركالحرام عن كالورع الجالئل من هو ما فمنه ذلك ومع الجملة

وهو قوم عند الجالئل من ليس ما ومنه البين والمكروه البينداخلين الجالئل من عدوه الذين فصار آخرين قوم عند منهاعنهم امتازوا قد كانوا وإن الجملة على األول القسم فىعلى بناء األول القسم عنه يتورع ال ما بعض عن بالورع

وهكذا لدقته متأكد غير أو لبيانه متأكدا الموضع بكون الشهادةتخرج ال العوام عن الخواص بها يمتاز التى المسائل سائر

93 أمر حكم على جارون الجميع أن بان فقد القانون هذا عنفيه ما أن والثالث الجملة على للجمهور مفهوم مشترك

فى المطلقة األمور فى الغالب فى تجده إنما التفاوتنظر إلى وكلت بل عنده يوقف حد لها يوضع لم التى الشريعة

فيها مدرك فمن بإداركه مطلوبا فيها أحد كل فصار المكلففوق هو أمرا فيها مدرك ومن منه المطلوب فهو قريبا أمرا

قدرة بحسب فيها األمر تفاوت وربما منه المطلوب فهو األوليقدر ال فمن قدرته وعدم فيه دخل فيما الدوام على المكلف

دونها هو بما بل بها يؤمر لم مراتبه من بمرتبة الوفاء علىيعتبر السبيل هذا وعلى مطلوبا كان ذلك على قادرا كان ومن

فلهذا أعلم والله تقدم لما مخالف أنه يظن مما جاء ما

Page 59: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إلى المكلف تخرج ال وجه على العمليات وضعت بعينه المعنىصالح بها يقوم التى عاداته تعطيل إلى أو بسببها يمل مشقةالذى األمي أن وذلك حظوظه نيل فى بسببها ويتوسع دنياهاشمأز وربما العقلية وال الشرعية األمور من شيئا يزاول لمعهد بذلك له كان من بخالف معتاده عن يخرجه عما قلبه

ووردت سنة عشرين فى نجوما القرآن نزول كان هنا ومنوذلك واحدة دفعة تنزل ولم فشيئا شيئا فيها التكليفية األحكامبن عمر عن يحكى وفيما واحدة دفعة النفوس عنها تنفر لئال

ال مالك له قال الملك عبد ابنه أن العزيز عبد94 فى وبك بي غلت القدور أن لو أبالي ما فوالله األمور تنفذ

فى الخمر ذم الله فإن بنى يا تعجل ال عمر له قال الحقالحق أحمل أن أخاف وإنى الثالثة فى وحرمها مرتين القرآن

وهذا فتنة ذا من ويكون جملة فيدفعوه جملة الناس علىأجرى كان ما فكان العادى االستقراء فى معتبر صحيح معنىأسباب على أكثرها وكان التأنيس جهة على وأجرى بالمصلحة

بحسب تنزل صارت حين النفوس فى أوقع فكانت واقعةصارت حين النفوس فى أوقع فكانت أقرب وكانت الوقائع

كانت حين التأنيس إلى أقرب وكانت الوقائع بحسب تنزلينزل لم كذلك نزلت إذا ألنها جزئية وجزئية حكما حكما تنزل

نفس به واستأنست عادة صار قد قبله والذى إال حكمنزل فإذا رأسا به العلم وعن التكليف عن الصائم المكلف

الثالث فى كذلك ثم له لالنقياد أقرب النفس كانت الثانىملة الملة هذه بأن االبتداء فى أونسوا أيضا ولذلك والرابعمن بأنه العمل فى الطفل يؤنس كما السالم عليه إبراهيم

أن إليك أوحينا ثم إبراهيم أبيكم ملة تعالى يقول أبيه عملإن المشركين من كان وما مسلما حنيفا إبراهيم ملة اتبع

اآليات من ذلك غير إلى اتبعوه للذين بإبراهيم الناس أولىفلم المكلف على التكاليف لتكاثرت واحدة دفعة نزلت فلو

وفى األثنين أو الواحد الحكم إلى انقياده إليها لينقاد يكن

Page 60: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أفعال من ما فعال النفس اعتادت وإذا عادة الخير الحديثيأتي فال صدره به وانشرح قلبه فى نور به له حصل الخير

أهل فى الله عادة فى هذا القبول له النفس وفى إال ثان فعلوعادة الطاعة

95 فعل إلى انقيادا أقرب النفس أن الناس فى جارية أخرىالصالة عليه كان هنا ومن نوعه من آخر فعل عندها يكون

الرفق يحب فكان يالئمه ما ويحب هذا أضداد يكره والسالمال ما تحت والدخول والتكلف التعمق عن وينهى العنف ويكره

فى وأسهل االنقياد إلى أقرب كله هذا ألن حمله يطاقمن للكالم أن ثبت إذا الخامسة المسألة للجمهور التشريعالمعنى على داللته جهة من اعتبارين المعنى على داللته حيثخادم هو الذى التبعي المعنى على داللته جهة ومن األصلى

منه تستفاد الذى الوجه فى ينظر أن الواجب من كان لألصلمعا الجهتين يعم أو األصلي المعنى بجهة يختص وهل األحكام

فى اعتبارها صحة فى إشكال فال األصلي المعنى جهة أماحال على خالف فيه يسع وال بإطالق األحكام على الداللة

والخصوصات والعمومات والنواهى األوامر صيغ ذلك ومثالمقتضى عن لها الصارفة القرائن من مجردا ذلك أشبه وما

في اعتبارها يصح فهل التبعي المعنى جهة وأما األول الوضععلى زائدة معان منها يفهم حيث من األحكام على الداللةالطرفين من واحد ولكل تردد محل هذا ال أم األصلي المعنى

هذا أن أحدهما بأوجه يستدل أن فللمصحح النظر من وجهوال أوال عليه دل ما على داللته في معتبرا يكون أن إما النوع

من بد فال المعنى لذلك به أتى إنما ألنه اعتباره عدم يمكنفإذا يصح لم وإال األصلي المعنى على زائد وهو فيه اعتباره

إهماله يمكن لم شرعيا حكما يقتضى المعنى هذا كانإذا فهو األول النوع إلى بالنسبة ذلك يمكن ال كما واطراحه

المطلوب وهو معتبر96 جهة من هو إنما األحكام على بالشريعة اإلستدالل أن والثاني

Page 61: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اإلعتبار وهذا فقط كالما كونها جهة من ال العرب بلسان كونهاقلنا وإن هذا الثانية بالجهة دل وما األولى بالجهة دل ما يشمل

والخاص كالفصل الموصوف مع كالصفة األولى مع الثانية إنبالداللة األولى فتخصيص كذلك كان وإذا ضائر غير كله فذلك

وترجيح مخصص غير من تخصيص الثانية دون األحكام علىبأولى ذاك إذ األولى فليست باطل كله وذلك مرجح غير من

أن والثالث المتعين هو معا اعتبارهما فكان الثانية من للداللةفي جهتها من األحكام على واستدلوا اعتبروها قد العلماءخمسة الحيض مدة أكثر أن على استدلوا كما كثيرة مواضع

ال دهرها شطر إحداكن تمكث السالم عليه بقوله يوما عشربأقصى اإلخبار ال الدين بنقصان اإلخبار والمقصود تصلى

الزيادة تصورت ولو ذلك ذكر اقتضت المبالغة ولكن المدةالقليل الماء تنجيس على الشافعي واستدل لها لتعرض

من أحدكم استيقظ إذا السالم عليه بقوله تغيره ال بنجاسةالحديث يغسلها حتى اإلناء في يده يغمس فال نومه

97 يوجب ال توهمه لكان ينجس النجاسة قليل أن لوال فقالالقليل الماء حكم بيان فيه يقصد لم الموضع فهذا اإلستحباب

وكاستداللهم ذكره قصد مما الزم لكنه النجاسة قليل تحلهتعالى قوله من أخذا أشهر ستة الحمل مدة أقل تقدير على

عامين فى وفصاله قوله مع شهرا ثالثون وفصاله وحملهغير من جيمعا األمرين مدة بيان األولى اآلية فى فالمقصد

بيان عن وسكت قصدا الفصال مدة الثانية فى بين ثم تفصيلأن ذلك من فلزم مدة له يذكر فلم قصدا وحدها الحمل مدة

إلى باشروهن فاآلن تعالى قوله فى وقالوا أشهر ستة أقلهااألسود الخيط من األبيض الخيط لكم يتبين حتى تعالى قوله

إباحة ألن الصيام وصحة جنبا اإلصباح جواز على يدل إنه اآليةمقصود يكن لم وإن ذلك تقتضى الفجر طلوع إلى المباشرةواألكل المباشرة إباحة بيان إلى القصد من الزم ألنه البيان

وقالوا تعالى بقوله يملك ال الولد أن على واستدلوا والشرب

Page 62: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من ذلك وأشباه مكرمون عباد بل سبحانه ولدا الرحمن اتخذوخصوصا الله لغير العبودية بإثبات المقصود فإن اآليات

لكنه يملك ال الولد أن ال الولد اتخاذ نفى للمالئكة98 ال إذ عبدا إال إليها المنسوب يكون ال وأن الوالدة نفي من لزم

قليل فى الزكاة ثبوت على واستدلوا عبد أو رب إال موجودسقت فيما والسالم الصالة عليه بقوله وكثيرها الحبوب

المخرج الجزء تقدير المقصود أن مع الحديث العشر السماءفإن سبب على نزل عام كل ومثله منه المخرج تعيين ال

والمقصود اللفظ بمجرد اعتبارا بالتعميم األخذ على األكثرالبيع فساد على واستدلوا الخصوص على السبب كان وإن

إيجاب المقصود أن مع البيع وذروا تعالى بقوله النداء وقتكإلحاق قياسا الجلي القياس وأثبتوا البيع فساد بيان ال السعي

مع العتق سراية فى بالعبد األمة99 فى له شركا أعتق من السالم عليه قوله فى المقصود أن

المسائل من ذلك غير إلى الذكر خصوص ال الملك مطلق عبدبالنوع ال الثانى بالنوع تمسك وجميعها كثرة تحصى ال التى

صحيح جهته من االستدالل أن ثبت كذلك كان وإذا األولالجهة هذه أن أحدها بأوجه أيضا يستدل أن وللمانع به مأخوذ

معنى على فداللتها لها وبالتبع لألولى خادمة بالفرض هى إنماوموضحة لها ومقوية لألولى مؤكدة هى حيث من يكون إنما

العقول ومن القبول موقع األسماع من لها وموقعة لمعناهاكقوله التوبيخ أو للتهديد اآلتى األمر فى نقول كما الفهم موقعمثل فإن الكريم العزيز أنت إنك ذق وقوله شئتم ما اعملوا

الخزي أو التهديد فى مبالعة هو وإنما األمر به يقصد لم هذاأن يصح وال األوامر باب فى حكم منه يؤخذ أن يقبل لم فلذلك

إن فيها كنا التى القرية واسأل نحو فى نقول وكما يؤخذمبالغة مسئولة القرية جعلت ولكن القرية أهل سل المقصود

وغير بالسؤال االستيفاء فى100 قوله وكذلك حكم للقرية السؤال إسناد على ينبن فلم ذلك

Page 63: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

القول على بناء واألرض السموات دامت ما فيها خالدينبالتأبيد اإلخبار به المقصود كان لما تدومان وال تفنيان بأنهما

هذا من أشياء إلى للكفار العذاب مدة انقطاع منه يوخذ لممن لها فليس كذلك كان وإذا حصرها على يؤتى ال المعنى

اإليضاح على زائد أمر له وضعت الذي المعنى على الداللةحكم خصوص لها ليس فإذا األولى للجهة والتقوية والتأكيدموضع لها كان لو أنه والثانى بحال ذلك على زائدا منها يؤخذ

إذ األولى هى لكانت األولى دون شرعا يقرر حكم خصوصفتكون األصل بحق مقصودا المعنى ذلك تقرير يكون كان

من فرضناه وقد الثانية من ال األولى الجهة من عنه العبارةينفى ال بالتبع دالة كونها إن يقال ال يمكن ال خلف هذا الثانيةالمقاصد فى نقول كما ثانيا القصد كان وإن بالقصد دالة كونها

مقصود والجميع تابعة ومقاصد أصلية مقاصد إنها الشرعيةمع التابعة المقاصد إلى القصد المكلف من ويصح للشارع

األصلية عن الغفلة101 شاء إن بعد يأتي حسبما التكليف أحكام فى ذلك على وينبنى

قصد تمنع ال الثانية الجهة داللة إن هنا نقول فكذلك اللهالشريعة فهم من نسبتها ألن منها األحكام فهم إلى المكلف

التفريق كان النسبة اتحدت وإذا عمال بها األخذ من تلك نسبةكما األخرى اعتبار إحداهما اعتبار من ولزم صحييح غير بينهماسلم إن هذا نقول ألنا األخرى إهمال إحداهما إهمال من يلزم

قضاء بقصد النكاح كان إذا ألنه تقدم ما على الدليل أدل منمن األصلي للمقصود مؤكد كان حيث من صحيحا مثال الوطر

فى يقدح ال مؤكدا كونه عن المكلف فغفلة النسل وهو النكاحإن مسألتنا فى نقول فكذلك الشارع قصد فى مؤكدا كونه

هى إنما العربي اللسان فى القصد حيث من الثانية الجهةعليه دلت وما األولى عليه دلت ما نفس فى لألولى مؤكدةاألصلي المعنى إلى راجع التبعي فالمعنى األصلي المعنى هو

على زيادة التبعى المعنى فى يكون ال أن هذا من ويلزم

Page 64: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فرقا المسألتين بين فإن وأيضا المطلوب وهو األصلي المعنىوجه من داخال كان إن الوطر قضاء بقصد النكاح أن وذلكآخر وجه من داخل فهو للضروريات التابعة المقاصد تحت

فى العباد على التوسعة قصد إلى راجع ألنه الحاجيات تحتدخل وإذا عنهم الحرج ورفع أوطارهم وقضاء مآربهم نيل

ورجع الجهة هذه من بالقصد افراده صح الحاجيات أصل تحتالتابعة الجهة فإن مسألتنا بخالف بالتبعية ال مقصودا كونه إلى

ألن لألولى التأكد غير معنى على بالداللة افرادها يصح اليمكن فال القصد بهذا إال ذلك على كالمها وضعت ما العرب

أن على الجهة هذه وضع أن والثالث غيره إلى عنه الخروجأن يصح ال المعنى من تؤديه ما أن يقتضى لألولى تبعا تكون

خروجا لكان غيرها من أخذه جاز فلو الجهة تلك من إال يؤخذعلى زائد حكم على وداللتها صحيح غير وذلك وضعها عن بها

استفاده فيكون لألولى تبعا كونه عن لها خروج األولى فى ماعلى جهتها من الحكم

102 ذكر وما مثله إليه أدى فما صحيح غير وذلك عربي فهم غيرهى وإنما مسلم غير الثانية بالجهة األحكام استفادة من

جهة إلى وإما األولى الجهة إلى إما أمرين أحد إلى راجعةدال الحديث أن نسلم فال الحيض مدة فأما ذلك غير ثالثة

أيام عشرة أكثرها أن الحنفية يقول ولذلك النزاع وفيه عليهاالكالم وفيه بالوضع اللفظ داللة جهة من ذلك فليس سلم وأنغيره أو القياس باب من الماء نجاسة فى الشافعي ومسألةالثانية الجهة من ال األولى الجهة من مأخوذ الحمل مدة وأفل

كون وأما ذلك غير يمكن ال إذ جنبا اإلصباح مسألة وكذلكوما النزاع وفيه ممنوع باآلية عليه فاالستدالل يملك ال الولد

العموم أن على بني إنما بالتعميم فالقائل الزكاة مسالة ذكرأدلة ألن تناقضا كان وإال مقصود غير أنه على يبن ولم مقصود

هو أنه على بناء الشرعية األحكام منها أخذ إنما الشريعةاالعتراف مع بالعموم االستدالل يصح فكيف الشارع مقصود

Page 65: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من سبب على الوارد العام وهكذا مقصود غير ظاهره بأنقوله على بناء النداء وقت البيع بفسخ قال ومن فرق غير

لزم وإال ملغى ال مقصود عنده فهو البيع وذروا تعالى103 لم الجلى القياس شأن وكذلك ذكر كما األمر فى التناقض

أن على بناء إال بالقياس العبد حكم فى األمة دخول يجعلوافى يفرض ما سائر وهكذا بخصوصه بالذكر المقصود هو العبد

األحكام على الثانية بالجهة االستدالل أن فالحاصل الباب هذاالدليل عن الجواب أمكن وكما ألبتة إعماله يصح فال يثبت المصادرة األول فى فإن والثانى األول فى يمكن كذلك الثالث

عليه المدلول المعنى كان فإذا فيه قال ألنه المطلوب علىالنزاع مسألة عين وهذا إهماله يمكن فال شرعيا حكما يقتضى

الثانية الجهة استقالل فى النظر يبقى ولكن مسلم والثانىإذا فالصواب فيه المتنازع وهو شرعي حكم على بالداللةاألدلة تعارض تبين قد فصل أعلم والله مطلقا بالمنع القول

المانعين جهة الجهتين من األقوى أن وظهر المسألة فىالمعنى على الدالة وهي الثانية الجهة أن الحال فاقتضى

فيها يبقى لكن ألبتة زائد شرعي حكم على لها داللة ال التبعيالمعنى على زائدة معان على داللة لها أن أخال ربما آخر نظرذي كل بها يقر حسنة وتخلقات شرعية آداب هي األصلي

الجهة تكون فال الشريعة فى اعتبار لها فيكون سليم عقلبالمنع القول يشكل ذلك وعند جملة الداللة عن خالية الثانية

أتى القرآن أن أحدها سبعة بأمثلة يحصل ذلك وبيان مطلقاحكاية إما سبحانه لله العباد ومن للعباد تعالى الله من بالنداء

بحرف جاء للعباد الله قبل من بالنداء أتى فحين تعليما وإماعبادى يا تعالى كقوله محذوف غير ثابتا للعبد المقتضى النداء

على أسرفوا الذين عبادى يا قل واسعة أرضى إن آمنوا الذينأيها يا جميعا إليكم الله رسول إنى الناس أيها يا قل أنفسهم

أتى فإذا آمنوا الذين أيها يا الناس104 ثابت نداء حرف غير من جاء تعالى الله إلى العباد من بالنداء

Page 66: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عن منزه والله األصل فى للتنبيه النداء حرف أن على بناءهي التي يا ومنها للبعيد النداء حروف أكثر فإن وأيضا التنبيه

خصوصا الداعي من قريب أنه تعالى الله أخبر وقد الباب أمومن اآلية قريب فإنى عنى عبادى سألك وإذا تعالى لقوله

وال رابعهم هو إال ثالثة نجوى من يكون ما لقوله عموما الخلقحبل من إليه أقرب ونحن وقوله سادسهم هو إال خمسة

حرف ترك أحدهما أدبين على التنبيه هذا من فحصل الوريدفى الحرف إثبات فى أن كما القرب استشعار واآلخر النداءالغفلة شأنه لمن التنبيه إثبات معنين على التنبيه اآلخر القسم

شأن ارتفاع على والداللة العبد وهو والغيبة واإلعراضوفى عال دنوه فى هو إذ العباد مداناة عن منزه وأنه المنادى

رغبة نداء للرب العبد نداء أن والثاني سبحانه دان علوهفى الرب بلفظ القرآني النداء فى فأتى شأنه يصح لما وطلب

باإلسم دعائه فى العبد يأتي ألن وتعليما تنبيها األمر عامةهو اللغة فى الرب أن وذلك بها المدعو للحال المقتضى

دعاء بيان معرض فى تعالى فقال المربوب يصلح بما القائمعلينا تحمل وال ربنا أخطأنا أو نسينا إن تؤاخذنا ال ربنا العبادتزغ ال ربنا آخرها إلى قبلنا من الذين على حملته كما إصرا

إن اللهم قالوا وإذ تعالى قوله أتى وإنما هديتنا إذ بعد قلوبناال ألنه الرب بلفظ إتيان غير من عندك من الحق هو هذا كان

بخالف ينافيه مما هو بل به دعوا ما وبين بينه مناسبة105 ابن عيسى قال قوله فى السالم عليه عيسى عن الحكاية

لفظ فإن اآلية السماء من مائدة علينا أنزل ربنا اللهم مريماألمور فى الكناية فيه أتى أنه والثالث جدا مناسب فيها الرب

باللباس الجماع عن كنى كما بها التصريح من يسحبا التيقال وكما الغائط من بالمجىء الحاجة قضاء وعن والمباشرة

استنبطناه لنا أدبا ذلك فاستقر الطعام يأكالن كانا نحوه فىال التبع بحكم المعاني هذه على داللتها وإنما المواضع هذه من

القرآن فى ينبىء الذي بااللتفات فيه أتى أنه والرابع باألصل

Page 67: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إذا العبد إلى بالنسبة الحضور إلى الغيبة من اإلقبال أدب عنرب لله الحمد تعالى كقوله يستدعيه الحال مقتضى كان

نعبد إياك قال ثم الدين يوم مالك الرحيم الرحمن العالمينكنتم إذا حتى تعالى كقوله أيضا الحال اقتضاه إذا وبالعكس

المساق هذا فى وتأمل طيبة بريح بهم وجرين الفلك فىعوتب حيث األعمى جاءه أن وتولى عبس تعالى قوله معنى

تقتضى حال على لكن العتاب هذا من المقدار بهذا النبىالكالم رجع ثم المعاتب إلى بالنسبة أخف شأنها التي الغيبة

اآلية ختمت ولذلك األول من أخف بعتاب أنه إال الخطاب إلىعلى التنصيص ترك فى األدب والخامس تذكرة إنها كال بقوله

كما شىء لكل الخالق هو كان وإن تعالى الله إلى الشر نسبةإلى تشاء من الملك تؤتى الملك مالك اللهم قل قوله بعد قالذكر قد كان وإن والشر الخير بيدك يقل ولم الخير بيدك قوله

لحق من إلى بالنسبة واإلذالل الملك نزع ألن معا القسمينقدير شىء كل على إنك أثره فى قال نعم ظاهر شر به ذلك

الحديث فى جاء حتى خلقه الجميع أن على الجملة فى تنبيهاالنبى عن

106 السالم عليه إبراهيم وقال إليك ليس والشر يديك في والخيروإذا ويسقين يطعمني هو والذي يهدين فهو خلقني الذي

الخلق العالمين رب إلى فنسب الخ يشفين فهو مرضتوغفران واإلحياء واإلماتة والشفاء والسقي واإلطعام والهداية

سكت فإنه المرض من ذلك أثناء في جاء ما دون الخطيئةيفاجئ ال أن المناظرة في األدب والسادس إليه نسبته عن

في كما والمسامحة بالمجاملة التقاضي دون كفاحا بالردوقوله مبين ضالل في أو هدى لعلى إياكم أو وإنا تعالى قوله

افتريته إن قل العابدين أول فأنا ولد للرحمن كان إن قلوال شيئا يملكون ال كانوا أولو قل وقوله إجرامي فعلى

ذلك ألن يهتدون وال شيئا يعلمون ال آباؤهم كان أولو يعقلونوالسابع العصبية نار وإطفاء العناد وترك القبول إلى أدعى

Page 68: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وتلقي التسببات في العادات على األمور إجراء في األدبأخذا يكون ما وراء من أتى قد العلم كان وإن منها األسبابيبعثك أن عسى تعالى كقوله العادية الترجيات مساقات منمن أمر أو بالفتح يأتي أن الله فعسى محمودا مقاما ربكالباب هذا ومن لكم خير وهو شيئا تكرهوا أن وعسى عندهأشبه وما تذكرون لعلكم تتقون لعلكم تعالى قوله نحو جاء

ال ممن حقيقة تقع إنما ونحوهما واإلشفاق الترجي فإن ذلكوما يكون وما كان بما عليم تعالى والله األمور عواقب يعلم

على األمور هذه جاءت ولكن يكون كيف كان لو أن يكن لمعالما كان لمن ينبغي فكذلك أمثالنا في المعتاد المجرى

معتاد عن خارج هو الذي العلم وجوه من بوجه أمر بعاقبةدخوال العالم غير بحكم عنه العبارة عند فيه يحكم أن الجمهور

عنهم بان وإن العامة غمار في107 في الحسن الفائقة التنزالت من وهو بها يمتاز بخاصية

من كثير بأخبار يعلم الله رسول كان وقد العادات محاسنكان ولكنه منهم كثير أسرار على ربه ويطلعه المنافقين

المؤمنون فيها معهم يشترك معاملة الظاهر في يعاملهمهذا من نوع فيه نحن فما الظاهر انخرام عدم في إلجتماعهم

الثانية الجهة أن ظهر كذلك كان فإذا كثيرة واألمثلة الجنستحت داخلة ليست عملية وفوائد شرعية أحكام بها يستفاد

والجواب اختياره تقدم لما توهين وهو األولى بالجهة الداللةمن فيها الحكم يستفد لم مجراها جرى وما األمثلة هذه أن

وهي أخرى جهة من استفيد وإنما للمعاني األلفاظ وضع جهةفي الشارع قصد بيان في الثالث النوع باألفعال اإلقتداء جهة

مسائل على ويحتوي بمقضاها للتكليف الشريعة وضعسببه أو التكليف شرط أن األصول في ثبت األولى المسألة

يصح ال عليه للمكلف قدرة ال فما به المكلف على القدرةفإن ههنا ذلك لبيان معنى وال عقال جاز وإن شرعا به التكليف

ونقول عليها نبني ولكن الوظيفة بهذه تكفلوا قد األصوليين

Page 69: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بما التكليف إلى القصد الرأي بادىء في الشارع من ظهر إذاإلى التحقيق في راجع فذلك العبد قدرة تحت يدخل ال

فقول قرائنه أو لواحقه أو سوابقه108 الحديث في وقوله مسلمون وأنتم إال تموتن وال تعالى الله

تمت ال وقوله القاتل الله عبد تكن وال المقتول الله عبد كنيدخل ما إال منه المطلوب ليس ذلك نحو كان وما ظالم وأنت

القتل عن والكف الظلم وترك اإلسالم وهو القدرة تحتومنه القبيل هذا من كان ما سائر وكذلك الله ألمر والتسليم

يوم الله رسول على ترس حيث طلحة أبي حديث في جاء ماله فيقول القوم ليرى يتطلع والسالم الصالة عليه وكان أحد

ال فقوله الحديث يصيبوك ال الله رسول يا تشرف ال طلحة أبوفاألوصاف هذا ثبت إذا الثانية المسألة القبيل هذا من يصيبوك

ال والشراب الطعام إلى كالشهوة اإلنسان عليها طبع التيمن فإنه منها الجبلة في غرز ما بإزالة وال برفعها يطلب

ال ما تكليف109 وال جسمه خلقة من قبح ما بتحسين يطلب ال كما يطاق

ال هذا ومثل لإلنسان مقدور غير ذلك فإن منها نقص ما تكميلالنفس قهر يطلب ولكن عنه نهيا وال له طلبا الشارع يقصد

يحل فيما العتدال بمقدار وإرسالها يحل ال ما إلى الجنوح عناألوصاف تلك جهة من األفعال من ينشأ ما إلى راجع وذلك

بالدليل ثبت إن الثالثة المسألة اإلكتساب تحت داخل هو ممااإلنسان عليها مطبوعا كونها في تقدم ما تماثل أوصافا ثم أن

ما منها ضربان عليها المطبوع األوصاف ألن حكمها فحكمهايكون ما ومنها تقدم كالذي محسوسا مشاهدا فيه ذلك يكون

ظاهر فإن العجلة ومثاله ذلك فيه بالبرهان يثبت حتى خفيااإلنسان خلق تعالى لقوله عليه اإلنسان طبع مما أنها القرآن

أنه علم أجوف آدم رأى لما إبليس أن الصحيح وفي عجل منغرائز والجبن الشجاعة أن جاء وقد يتمالك ال خلقا خلق

أساء من وبغض إليها أحسن من حب على القلوب وجبلت

Page 70: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وهو الغضب منها جعل وقد القبيل هذا من أشياء إلى إليهاكل على المؤمن يطبع وجاء المهلكات من الزهاد عند معدود

به تعلق فالذي هذا ثبت وإذا والكذب الخيانة ليس خلقيكن لم ما أحدها أقسام ثالثة على اإلنسان من ظاهرا الطلب

كقوله قليل وهذا قطعا كسبه تحت داخال110 مصروف به الطلب أن وحكمه مسلمون وأنتم إال تموتن وال

وذلك قطعا كسبه تحت داخال كان ما والثاني به تعلق ما إلىكسبه تحت داخلة هي التي بها المكلف األفعال جمهور

سواء بها التكليف صحة في حقيقته عل بها المتعلق والطلبيشتبه قد ما والثالث لغيرها أم لنفسها مطلوبة أكانت علينا

أن فيها الناظر فحق معناها في وما والبغض كالحب أمرهعليه حكم القسمين من له ثبتت فحيث حقائقها في ينظر

والشجاعة والجبن والبغض الحب أمر من يظهر والذي بحكمهاضطرارا اإلنسان على داخلة أنها ونحوها والخوف والغضب

في ما فإن بتوابعها إال يطلب فال الخلقة أصل من ألنها إمااكتسابية أفعال بد بال يتبعها األوصاف من اإلنسان فطرة

ال كما عنه نشأت ما على ال األفعال تلك على وارد فالطلبمن باعثا لها ألن وإما الطلب تحت العجز وال القدرة تدخل

لها المثير كان فإن أخر أفعاال لذلك فيقتضى فيه فتثور غيرهعليه يرد فالطلب كسبه تحت يدخل مما وكان السابق هو

إليكم أسدى لما الله أحبوا كقوله فيكون تحابوا تهادوا كقولهعلى تعالى الله نعم فى النظر إلى التوجه به مرادا نعمه من

للشهوة المثير النظر عن وكنهيه إليه إحسانه وكثرة العبديكن لم وإن عنه ينه لم الشهوة وعين يحل ال ما إلى الداعية

اللواحق على يرد فالطلب كسبة تحت داخال لها المثيرالوقاع شهوة النظر يثير كما اإلنتقام لشهوة المثير كالغضب

111 أكثرها أو كلها الباطنة األوصاف فقه الملمح هذا ومن فصلآفات من عنها ينشأ وما والجاه الدنيا وحب والحسد الكبر من

وعليه وغيره المهلكات ربع فى الغزالي ذكره وما اللسان

Page 71: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كالعلم الحميدة األوصاف فقه وكذلك األحاديث من كثير يدلوأشباهها والرجاء والخوف والمحبة واليقين واالعتبار والتفكر

لإلنسان قدرة ال القلبية األوصاف فإن عمل نتيجة هو ممافليس مطلوبا كان وإن العلم أن ترى أفال نفيها وال إثباتها على

إن مطلوب نحو توجه إذا الطالب فإن أصال بمقدور تحصيلهوإن عنه اإلنصراف يمكنه وال حاصل فهو الضروريات من كان

وهو النظر بتقديم إال تحصيله يمكن لم ضرورى غير كانضرورة النظر بعد عليه داخل ألنه العلم نفس دون المكتسب

هوالمكتسب فيه النظر فتوجيه للمقدمتين الزمة النتيجة ألنفسواء النظر أثر على العلم وأما وحده المطلوب فيكون

أسبابها مع المسببات كسائر تعالى لله مخلوق إنه قلنا عليناعلى متفقون فالجميع ذلك نقل لم أم المحققين رأى هو كماإزالته يمكن لم حصل وإذا بنفسه الكسب تحت داخل غير أنهوجدته اعتبرته إذا باطنا وصفا يكون ما سائر وهكذا حال علىالتكليف يصح لم الترتيب هذا على كانت وإذا السبيل هذا على

فمصروف ذلك منه يظهر ما الظاهر فى جاء وإن أنفسها بهاأعلم والله يقارنها أو عنها أويتأخر يتقدمها مما ذلك غير إلى

وال جلبها على لإلنسان قدرة ال التى األوصاف الرابعة المسألةكالعلم عمل نتيجة كان ما أحدهما ضربين على بأنفسها دفعها

نعمة من إليكم أسدى لما الله أحبوا قوله نحو فى والحب112 والجبن كالشجاعة عمل نتيجة يكن ولم فطريا كان ما والثانى

كان وما القيس عبد أشج فى بهما المشهود واألناة والحلمحيث من الجملة فى بها يتعلق الجزاء أن ظاهر فاألول نحوها

األحكام كتاب فى مر وقد مكتسبة أسباب عن مسببات كانتقصدها وال قدرته تحت تدخل لم وإن بها يتعلق الجزاء أن

الترتيب ذلك على والبغض الحب بها يتعلق أيضا وكذلكأدهما جهتين من فيه ينظر فطريا منها كان ما وهو والثانى

من والثانية له محبوبة غير أو للشارع محبوبة هى ما جهة منظاهر فإن األول النظر فأما يقع ال أو ثواب عليها يقع ما جهة

Page 72: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عليه قوله إلى ترى أال بها يتعلق والبغض الحب أن النقليحبهما لخصلتين فيك إن القيس عبد ألشج والسالم الصالة

مطبوع أنه أخبره الروايات بعض وفى واألناة الحلم اللهإن وجاء غرائز والجبن الشجاعة الحديث بعض وفى عليهما

األرواح الحديث وفى حية قتل على ولو الشجاعة يحب اللهفما مجندة جنود

113 التحاب معنى وهذا اختلف منها تناكر وما ائتلف منها تعارفمحبتى وجبت الحديث فى وجاء مكتسب غير وهو والتباغض

المؤمن يرفعه هريرة أبي حديث حمل وقد في للمتحابينخير كل وفى الضعيف المؤمن من الله إلى وأحب خير القوى

األمر وصالبة البدن شدة بالقوة المراد يكون أن علىويكره األخالق معالي يحب الله إن وجاء ذلك خالف والضعف

الخيانة إال خلق كل على المؤمن يطبع وجاء سفسافهامعرض فى وجاء عجل من اإلنسان خلق تعالى وقال والكذب

وال األناة وهو محبوبا العجل ضد كان ولذلك والكراهية الذماألفعال من عنهما ينشأ بما يتعلقان والبغض الحب إن يقال

يصح أنهما وثانيا دليل بغير الظاهر عن خروج أوال ذلك ألن114 كقوله الصفات من األفعال عن أبعد وهى بالذوات تعلقهما

الله أحبوا اآلية ويحبونه يحبهم بقوم الله يأتى فسوف تعالىوالبغض الله فى الحب اإليمان من و نعمه من به لماغذاكم

حب المراد إن يقال أن المواضع هذه فى يسوغ وال الله فىإليها الحب توجه إذا الصفات فى يقال ال فكذلك فقط األفعالأيضا فيصح هذا ثبت وإذا فصل األفعال المراد إن الظاهر فى

الله يحب ال تعالى كقوله باألفعال والبغض الحب يتعلق أنانبعاثهم الله كره ولكن ظلم من إال القول من بالسوء الجهر

إليه أحب أحد ليس الطالق الله إلى الحالل أبغض فثبطهمقلت وإذا كثير وهذا نفسه مدح ذلك أجل من الله من المدحبذات يتعلقان وكراهة حب فهذا الجبان وأكره الشجاع أحب

يحب والله تعالى قوله نحو الوصف ذلك ألجل موصوفة

Page 73: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ويحب التوابين يحب الله إن الصابرين يحب والله المحسنينفخور مختال كل يحب ال الله إن أيضا القرآن وفى المتطهرين

الحبر يبغض الله إن الحديث وفى الظالمين يحب ال واللهوالصفات الذوات فى مطلق والبغض الحب فإذا السمين

واألفعال115 فعل أو صفة أو ذات إنها حيث من بالماهية تعلق بها فتعلقهما

بتلك يتعلق أن يصح هل يقال أن وهو الثانى النظر وأماالثواب بها اتصف إذا لإلنسان المقدورة غير وهى األوصاف

ال أن أحدها أوجه ثالثة في يتصور هذا يصح ال أما والعقابأن والثالث بها معا يتعلقا أن والثانى عقاب وال ثواب بها يتعلق

فيه النظر فيؤخذ األخير هذا أما اآلخر دون أحدهما بها يتعلقفيستدل األول فأما منهما مركب ألنه الوجهين فى النظر من

أشبهها وما عليها المطبوع األوصاف أن أحدهما بوجهين عليهال وما يطاق ال بما تكليف ألنه شرعا بجلبها وال بإزالتها يكلف ال

تابع والعقاب الثواب ألن يعاقب وال عليه يثاب ال به يكلفوال عليها ثواب ال إليها المشار فاألوصاف شرعا للتكليف

أن إما األوصاف تلك على والعقاب الثواب أن والثانى عقابجهة من أو صفات هى حيث من ذواتها جهة من يكون

مثابا تكون أن منها صفة كل فى لزم األول كان فإن متعلقاتهاأيضا عليها ومعاقبا شرعا مكروهة أو محبوبة صفة كانت عليها

يجتمع ذلك وعند لمثله وجب للشىء وجب ما ألن كذلكوإن محال وذلك واحدة جهة من الواحدة الصفة على الضدان

المتعلقات على والعقاب فالثواب متعلقاتها حيث من كانيثاب ال أنفسها فى أنها فثبت عليها ال والتروك األفعال وهى

المطلوب وهو يعاقب وال عليها116 األوصاف أن أحدهما بأمرين أيضا عليه فيستدل الثانى وأما

من والبغض والحب بها والبغض الحب تعلق ثبت قد المذكورةفيرجعان االنتقام أو اإلنعام نفس بهما يراد أن إما تعالى الله

بهما يراد أن وإما بذلك قال من رأي على األفعال صفات إلى

Page 74: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

نفس ألن الذات صفات إلى فيرجعان واالنتقام اإلنعام إرادةمحاالن حقيقة العرب كالم فى المفهومين والبغض الحبالوجهين كال وعلى أخرى طائفة رأي وهذا تعالى الله على

وهما االنتقام أو اإلنعام نفس إلى راجعان والبغض فالحببها يتعلق إذا المذكورة فاألوصاف والعقاب الثواب عين

ال والبغض الحب أن فرضنا لو أنا والثانى والعقاب الثوابأن إما بالصفات فتعلقهما والعقاب الثواب إلى يرجعان

وإن المطلوب فهو استلزم فإن ال أو والعقاب الثواب يستلزموإما محال وهو للذات إما والبغض الحب فتعلق يستلزم لم

عن غني الله ألن محال وهو تعالى الله إلى راجع ألمرالغني هو بل بشىء يتكمل أو لغيره يفتقر أن تعالى العالمين

إذ الجزاء وهو للعبد وإما اعتبار بكل الكمال وذو اإلطالق علىذلك إال للعبد يرجع ال

117 جهة من مكروهة أو محبوبة أنها سلم لو أنه وهو ثالث وأمرتلك على الجزاء يكون أن يخلو فال األفعال وهو متعلقاتها

ال أو الصفات تلك بدون عليها الجزاء مثل الصفات مع األفعالالجزاء من قسط للصفات صار فقد متفاوتا الجزاء كان فإن

عبد أشج فعل يكون أن لزم متساويا كان وإن المطلوب وهويتصف لم من لفعل مساويا واألناة الحلم صاحبه حين القيس

أن عليه يلزم لما صحيح غير وذلك الفعل فى استويا وإن بهماواستقراء بمحبوب ليس لما مساويا الله عند المحبوب يكون

هو ما يكون أن يلزم وأيضا ذلك خالف على يدل الشريعةللوصف أن فثبت محال وهو وبالعكس بمحبوب ليس محبوب

الجزاء من ما حظا له أن ثبت وإذا العقاب أو الثواب من حظاأشبهها وما عليها المطبوع فاألوصاف الجزاء مطلق ثبت

أنه على األدلة من ذكره تقدم وما أردنا ما وذلك عليها مجازىمع والعقاب الثواب فإن األول أما مشكل عليها يثاب الغير على والعقاب الثواب يكون فقد يتالزمان ال التكليف

عقاب وال ثواب وال التكليف يكون وقد للمكلف المقدور

Page 75: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

لم أو بها علم اظطرارا باإلنسان النازلة المصائب مثل فاألوليعلم

118 ال الصالة أن جاء فإنه عرافا أتى ومن الخمر كشارب والثانىيقول السنة أهل من أحدا أعلم وال يوما أربعين منه تقبل

خالف وال وشروطها أركانها استكملت إذا صالته إجزاء بعدمفاسقا أو كان عدال مسلم كل على الصالة وجوب فى أيضا

اعترضه فقد الثانى وأما الدليل هذا يصح ال يتالزما لم وإذاعلى وقع الجزاء إن فقوله الجزاء على الدال الثالث الدليل

فقد الوصف دون يقع كما مجردا به أراد إن الترك أو العملللوصف صار فقد الوصف اقتران مع به أراد وإن بطالنه ثبتالجزاء صحة على دال دليل وذلك والعقاب الثواب فى أثر

على يعترض أن األول المذهب ولصاحبه نفيه على ال عليهوالبغض الحب معنى صار إذا فإنه األول أما أدلته فى الثانى

وهو مقدور غير هو بما يتعلقا أن امتنع والعقاب الثواب إلىغير القسمة فإن الثانى وأما عليها المخلوق والذوات الصفات

الثواب غير للعبد راجع ألمر يتعلقا أن الجائز من إذ منحصرةمجارى فى قبيح أو حسن هو بما اتصف كونه وذلك العقاب أوالصفات عن ناشئة كانت لما األفعال فإن الثالث وأما العادات

نستدل فنحن النقصان أو الكمال فى حسبها على فوقوعهاالصانع كمال على الصنعة بكمال

119 ويكون باألفعال الثواب يختص ذلك وعند ههنا فكذلك وبالضدالمطلوب وهو الصفات إلى ال تفاوتها إلى راجعا التفاوت

بسطا تحقيقه ويحتمل الطرفان يتجاذبه النظر أن فالحاصلالتوفيق وبالله الموضع هذا فى إليه حاجة وال هذا من أوسع

تحت يدخل ال بما التكليف على الكالم تقدم الخامسة المسألةلكنه مقدوره تحت يدخل فيما النظر وبقى المكلف مقدور

الشارع قصد من علمنا إذا يلزم ال فإنه موضعه فهذا شاقبأنواع التكليف نفى منه نعلم أن يطاق ال بما التكليف نفى

ولم بالمشاق التكليف األول الشرائع فى ثبت ولذلك المشاق

Page 76: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ال بما التكليف فإن وأيضا يطاق ال بما التكليف فيها يثبتاألشعرية من العلماء أكثر بل عقالء جماعة منعه قد يطاق

يشق بما التكليف بخالف أصلهم فذلك المعتزلة وأما وغيرهماهذه إلى بالنسبة ذلك فى النظر من بد فال كذلك كان فإذا

النظر من المطلوب فى الخوض قبل بد وال الفاضلة الشريعةعلى شق قولك من اللغة أصل فى وهى المشقة معنى فىلم تعالى قوله ومنه أتعبك إذا ومشقة شقا يشق الشىء

المشقة من اإلسم هو والشق األنفس بشق إال بالغيه تكونواالعربي الوضع إلى نظر غير من مطلقا أخذ إذا المعنى وهذافى عاما يكون أن أحدها اصطالحية أوجه أربعة اقتضى

يطاق ال ما فتكليف وغيره عليه المقدور120 بحمله نفسه اإلنسان تطلب كان حيث من مشقة يسمى

القيام تكلف إذا كالمقعد يجدى ال وتعب عناء فى موقعافحين ذلك أشبه وما الهواء فى الطيران تكلف إذا واإلنساننفس فى تحمل إذا الحمل الشاق عليه المقدور مع اجتمعمشقة حمله تكلف فى والتعب شاقا العمل سمي المشقة

المعتاد عن خارج أنه إال عليه بالمقدور خاصا يكون أن والثانىتصرفها فى النفوس على يشوش بحيث العادية األعمال فى

على الوجه هذا أن إال المشقة تلك فيه بما القيام فى ويقلقهااألفعال بأعيان مختصة المشقة تكون أن أحداهما ضربين

هو وهذا فيها لوجدت واحدة مرة وقعت لو بحيث بها المكلفاصطالح فى المشهورة الرخص له وضعت الذى الموضع

وما السفر فى واإلتمام والسفر المرض فى كالصوم الفقهاءإلى نظر إذا ولكن مختصة تكون ال أن والثانى ذلك أشبهالمشقة ولحقت شاقة صارت عليها والدوام األعمال كلياتاإلنسان تحمل إذا وحدها النوافل فى هذا ويوجد بها العامل

حتى يتعبه الدوام فى أنه إال ما وجه على يحتمله ما فوق منهافى واحدة مرة بالعمل لها يحصل ما بسببه للنفس يحصل

واألخذ الرفق له شرع الذى الموضع هو وهذا األول الضرب

Page 77: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الصالة عليه نهيه عليه نبه حسبما ملال يحصل ال بما العمل منمن خذوا وقال والتكلف التنطع وعن الوصال عن والسالمالقصد وقوله تملوا حتى يمل لن الله فإن تطيقون ما األعمال

آخر موضع عليها وللتنبيه كثيرة هنا واألخبار تبلغوا القصدمن ناشئة األول الضرب وفى كلى أمر من ناشئة مشقة فهذه

جزئي أمر121 من فيه وليس عليه بالمقدور خاصا يكون أن الثالث والوجه

العادية األعمال فى المعتاد عن خروج النفس تعب فى التأثيرقبل العادات به جرت ما على زيادة به التكليف نفس ولكن

التكليف لفظ عليه أطلق ولذلك النفس على شاق التكليفكلفته تقول العرب ألن المشقة معنى يقتضى اللغة فى وهو

إذا الشئ وتكلفة به وأمرته عليه يشق أمرا حملته إذا تكليفاإال تطقه لم إذا تكلفته الشىء وحملت مشقة على تحملته

بالمقاليد إلقاء ألنه االعتبار بهذا مشقة يسمى هذا فمثل تكلفاوالرابع الدنيا الحياة اقتضته ما على زائدة أعمال فى ودخولللمكلف إخراج التكليف فإن قبله عما يلزم بما خاصا يكون أن

الهوى صاحب على شاقة الهوى ومخالفة نفسه هوى عنفى معلوم وذلك وعناء تعب بسببها اإلنسان ويلحق مطلقا

النظر حيث من أوجه خمسة فهذه الخلق فى الجارية العاداتفقد األول فأما أربعة فى انتظمت نفسها فى المشقة إلى

وهى الثانى وأما به يتعلق ما وتقدم األصول فى تخلصبالشاق التكليف إلى يقصد لم الشارع فإن السادسة المسألةالدالة النصوص أحدها أمور ذلك على والدليل فيه واإلعناتالتى واألغالل إصرهم عنهم ويضع تعالى كقوله ذلك على

كما إصرا علينا تحمل وال ربنا وقوله عليهم كانت122 تعالى الله قال الحديث وفى اآلية قبلنا من الذين على حملته

بكم الله يريد وسعها إال نفسا الله يكلف ال وجاء فعلت قدمن الدين فى عليكم جعل وما العسر بكم يريد وال اليسر

يريد ما ضعيفا األنسان وخلق عنكم يخفف أن الله يريد حرج

Page 78: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وفى اآلية ليطهركم يريد ولكن حرج من عليكم ليجعل اللهاختار إال شيئين بين خير وما السمحة بالحنيفية بعثت الحديث

ترك ألن إثما يكن لم ما قال وإنما إثما يكن لم ما أيسرهماذلك أشباه إلى ترك مجرد كان حيث من فيه مشقة ال اإلثم

مريدا كان لما للمشقة قاصدا كان ولو المعنى هذا فى مماباطل وذلك والعسر للحرج مريدا ولكان للتخفيف وال لليسر

مقطوع أمر وهو الرخص مشروعية من أيضا ثبت ما والثانىوالفطر القصر كرخص ضرورة األمة دين من علم ومما به

يدل النمط هذا فإن االضطرار فى المحرمات وتناول والجمعمن جاء ما وكذلك والمشقة الحرج رفع مطلق على قطعا

دوام عن االنقطاع فى والتسبب والتكليف التعمق عن النهىكان لما التكليف فى للمشقة قاصدا الشارع كان ولو األعمال

وقوعه عدم على اإلجماع والثالث تخفيف وال ترخيص ثميدل وهو التكليف فى وجودا

123 فى لحصل واقعا كان ولو إليه الشارع قصد عدم علىكان إذا فإنه عنها منفى وذلك واالختالف التناقض الشريعةأنها ثبت وقد والمشقة اإلعنات قصد على الشريعة وضع

تناقضا بينهما الجمع كان والتيسير الرفق قصد على موضوعةالمسألة وهي الثالث وأما ذلك عن منزهة وهى واختالفا

يلزم بما للتكليف قاصد الشارع أن فى ينازع ال فإنه السابعةالمستمرة العادة فى تسمى ال ولكن ما ومشقة كلفة فيه

المعاش طلب مشقة العادة فى يسمى ال كما مشقةمن فيه ما يقطع ال معتاد ممكن ألنه الصنائع وسائر بالتحرف

وأرباب العقول أهل بل المعتاد الغالب فى العمل عن الكلفةفكذلك بذلك ويذمونه كسالن عنه المنقطع يعدون العاداتبين الفرق يرجع المعنى هذا وإلى التكاليف فى المعتاد

إن أنه وهو مشقة تعد والتى عادة مشقة تعد ال التى المشقةبعضه عن أو عنه االنقطاع إلى عليه الدوام يؤدي العمل كانمن حال أو ماله أو نفسه فى صاحبه فى خلل وقوع وإلى

Page 79: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فيها يكن لم وإن المعتاد عن خارجة هنا فالمشقة أحوالهوإن مشقة العادة فى يعد فال الغالب في ذلك من شىء

فى الدار هذه فى كلفة كلها اإلنسان فأحوال كلفة سميتبحيث عليها قدرة له جعل ولكن تصرفاته وسائر وشربه أكلهقهر تحت هو يكون أن ال قهره تحت التصرفات تلك تكونالتكليف يفهم أن ينبغي هذا فعلى التكاليف فكذلك التصرفات

التكليف تضمن فما هذا تقرر وإذا المشقة من تضمن ومابمقصود ليس أيضا المعتادة المشقة من العباد على الثابت

فى ما جهة من بل المشقة نفس جهة من للشارع الطلبمن ذلك

124 فى تقدم ما ذلك على والدليل المكلف على العائدة المصالحالقصد عدم على يدل ال تقدم ما قيل فإن هذا قبل المسالة

تكليفا تسميته نفس أن أحدها ألوجه التكليف فى المشقة إلىوهى كلفة فيه ما طلب اللغة فى حقيقته إذ بذلك يشعر

معناه وسعها إال نفسا الله يكلف ال تعالى الله فقول المشقةبما يطلبه وإنما عليها يقدر ال مشقة عليه يشق بما يطلبه ال

فقصد مشقة هو بما التكليف ثبت فقد عادة قدرته له تتسعتعلق إنما والطلب المشقة طلب بد بال يستلزم والنهي األمر

إذا فهى تكليفا له الشرع لتسمية مشقة هو حيث من بالفعلفى عليكم جعل وما قوله يتنزل النحو هذا وعلى له مقصودة

به كلف بما عالم الشرع أن والثانى وأشباهه حرج من الدينالمشقة يستلزم التكليف مجرد أن ومعلوم عنه يلزم وبما

أن يلزم فإذا انفكاك غير من المشقة بلزوم عالم فالشارع125 السبب إلى القاصد أن على بناء للمشقة طالبا الشارع يكون

هذه تقرير مر وقد للمسبب قاصد عنه يتسب بما عالماللمشقة قاصد الشارع أن فاقتضى األحكام كتاب فى المسألة

فى لحقت إذا عليها مثاب الجملة فى المشقة أن والثالث هناتعالى كقوله التكليف ثواب عن النظر قطع مع التكليف أثناء

الله سبيل فى مخمصة وال نصب وال ظمأ يصيبهم ال بأنهم ذلك

Page 80: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وما سبلنا لنهدينهم فينا جاهدوا والذين وقوله اآلية آخر إلىأبعدهم أجرا أعظمهم وأن المساجد إلى الخطا كثرة فى جاءعلى نبه وقد المكارة على الوضوء إسباغ فى جاء وما دارا

وعسى لكم كره وهو القتال عليكم كتب تعالى قوله أيضا ذلكمن القتال فى لما وذلك اآلية لكم خير وهو شيئا تكرهوا أن

من اشترى الله إن تعالى قال حتى المشقات أعظمفإذا ذلك وأشباه الجنة لهم بأن وأموالهم أنفسهم المؤمنين

على زيادة عليها مثابا مشقات هى حيث من المشقات كانتلم يقصدها لم فلو وإال له مقصود أنها على دل التكليف معتاد

فأوقعها بها يكلف لم التى األمور كسائر ثواب عليها يقعكتاب فى المباح فى مذكور هو حسبما باختياره المكلف

المشقة لطلب الشارع قصد على كله هذا فدل األحكامإذا التكليف أن األول عن فالجواب المطلوب وهو بالتكليفأن أحدهما وجهين على فيه القصد يمكن المكلف على وجه

من إليه يقصد أن والثانى مشقة هو ما جهة من إليه يقصدفال الثانى فأما وآجال عاجال للمكلف وخير مصلحة هو ما جهة

ناطقة كلها والشريعة بالعمل الشارع مقصود أنه فى شكقصد أنه نسلم فال األول وأما الكتاب هذا أول تقدم كما بذلك

بسقي يقصد الطبيب فإن اجتماعهما يلزم ال أن والقصد ذلكبقصد واإليالم البشع المر الدواء

126 وإن إيالمه ال المريض نفع المتآكلة األعضاء وقطع العروققصد في يتصور فكذلك اإليالم حصول من علم على كان

واآلجلة العاجلة في بالتكليف الخلق مصالح إلى الشارععلى المصالح بالتكليف يقصد الشارع أن على واإلجماع

باعتبار تكليفا سمى وإنما للمشقة قصده في فالنزاع الجملةوإن يلزمه لما الشيء تسمية في العرب عادة على يلزمه ما

علم في معلوم هو حسبما مقصود غير اإلستعمال في كانالوضع حقيقة على بل مجازا ذلك يكون أن غير من اإلشتقاقعن المسبب بوقوع العلم أن الثاني عن والجواب اللغوي

Page 81: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

المكلف حق في إليه القصد مقام يقوم أنه ثبت وإن السببفي أعني الوجوه بعض من القصد مجرى جار هو فإنما

الجملة على متعد بالتسبب هو ما جهة من الشرعية األحكاملم فرضناه قد إذ الواقعة للمفسدة قاصد هو ما جهة من ال

هنا المطلوب فهو قاصد غير كان وإذا نفسه منفعة إال يقصدفي يلزم ما ال المصلحة نفس قاصد هو إذ الشارع حق في

كتاب في تقرير لهذا تقدم وقد المفاسد بعض من طريقهاالله شاء إن هذا بعد المكلف حق في بسطه وسيأتي األحكام

عنه يلزم بما التكليف إلى الشارع قصد من لزم لو وأيضاشرعا المفسدة إيقاع إلى قصده المصلحة طريق في مفسدة

الشريعة وضع من صحته على البرهان تقدم ما بطالن لزميكون أن مسألتنا خصوص في ولزم للمفاسد ال للمصالح

قاصدا127 وسمعا عقال باطل محال وهو معا وإيقاعها المشقة لرفع

وقطع المر الدواء لسقي الطبيب قصد يمتنع فال وأيضاوأن الجراحات وبط الوجعة األضراس وقلع المتآكلة األعضاء

المريض إذاية منه يلزم كان وإن يشتهبه ما المريض يحميفي وأشد أعظم هي التي المصلحة هو إنما المقصود ألنوهذا اللزوم بطريق هي التي اإلذاء مفسدة من المراعاة

وإن منه بد فال وجه على التكليف كان فإذا أبدا الشريعة شأنجار أبدا فالتكليف المصلحة المقصود ألن مشقة إلى أدى

عنها ينهى المشقة أن الشارع من علم فقد المهيع هذا علىلما لها قاصدا كان لو إذ يقصدها فلم عنه تلزم بما أمر فإذا

العاديات األعمال عن يلزم ما يسمى ال هنا ومن عنها نهىمن هو وما بالمعتادات التكليف أن وتحصيله عادة مشقة

يسمى ال التكليف عن يلزم فما تقدم كما فيه مشقة ال جنسهاأو طلبها يستلزم بوقوعها العلم يكون أن عن فضال مشقةحيث من حاصل الثواب أن الثالث عن والجواب إليها القصد

وبها التكليف مجرد عن لزوما وقوعها من بد ال المشقة كانت

Page 82: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

تكون أن يصح الجهة هذه ومن به المكلف العمل حصلمقابلتها فى الشارع فرتب مطلقا مقصودة أنها ال كالمقصود

أن على هذا يدل وال به المكلف إيقاع أجر على زائدا أجرابسبب يحصل الثواب أن هذا ويؤيد أصال مطلوب النصب

يؤجر كما المطلوب العمل عن تتسبب لم وإن المشقاتالمصائب من يلحقة ما بسبب سيآته من عنه ويكفر اإلنسان

يصيب ما والسالم الصالة عليه قوله عليه دل كما والمشقات128 الشوكة حتى حزن وال هم وال نصب وال وصب من المؤمن

وأيضا ذلك أشبه وما سيئآته من به الله كفر إال يشاكهابذلك العلم يكون ال ممنوع عنه ينشأ أنه علم إذا فالمباح

إلى القصد منع على يتفق وكذلك الممنوع نفس إلى كالقصدإليه يقصد لم إذا ويختلفون المباح عن الالزم الممنوع نفس

ويترتب فصل تعالى الله شاء إن تقريره وسيأتى به عالم وهويقصدها أن للمكلف ليس المشقة أن وهو آخر أصل هذا على

الذى العمل يقصد أن وله أجرها عظم إلى نظرا التكليف فىالثانى هذا أما عمل هو حيث من مشقته لعظم أجره يعظم

العمل نفس يقصد إنما ألنه كله العمل فى التكليف شأن فألنهبه التكليف يوضع الشارع قصد هو وذلك األجر عليه المترتب

المطلوب هو الشارع قصد موافقة على جاء وما129 فى معتبرة والمقاصد بالنيات األعمال فإن األول وأما

منها يصلح فال الله شاء إن موضعه فى يذكر كما التصرفاتإيقاع المكلف قصد كان فإذا الشارع قصد وافق ما إال

يقصد ال الشارع إن حيث من الشارع قصد خالف فقد المشقةباطل الشارع قصد يخالف قصد وكل المشقة نفس بالتكليف

وما عنه ينهى ما قبيل من إذا فهو باطل المشقة إلى فالقصدإلى عنه النهي ارتفع إن اإلثم فيه بل فيه ثواب ال عنه ينهىقصد المشقة فى الدخول بقصد األجر فطلب التحريم درجة

جابر حديث من الصحيح فى لما مخالف هذا قيل فإن مناقضإلى ينتقلوا أن سلمة بنو فأراد المسجد حول البقاع خلت قال

Page 83: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أنكم بلغني إنه لهم فقال الله رسول ذلك فبلغ المسجد قربالله رسول يا نعم قالوا المسجد قرب إلى تنتقلوا أن تريدون

دياركم آثاركم تكتب دياركم سلمة بنى فقال ذلك أردنا قدتحولنا كنا أنا يسرنا كان ما فقالوا رواية وفى آثاركم تكتب

فأردنا المسجد عن نائية ديارنا كانت قال جابر عن رواية وفىإن فقال الله رسول فنهانا المسجد من فنتقرب بيوتنا نبيع أن

أبي عن المبارك ابن رقائق وفى درجة خطوة بكل لكممرفوع البحر فى سفينة فى كان أنه األشعري موسى

فقلنا مرار سبع قفوا السفينه أهل يا يقول رجل فإذا شعراعهاقضاه لقضاء السابعة فى قال ثم نحن حال أي على ترى أالأيام من يوم فى نفسه لله عطش من أنه نفسه على الله

القيامة يوم يرويه أن الله على حقا كان الحر شديد الدنيافيصومه الحر الشديد المعمعاني اليوم يتتبع موسى أبو فكان

130 إلى المكلف قصد أن على مايدل هذا من الشريعة وفىمثاب صحيح التكاليف وسائر العبادة فى نفسه على التشديد

الصالة عليه أمرهم االنتقال أحبوا الذين أولئك فإن عليهكرجل فكانوا الخطا بكثرة األجر عظم ألجل بالثبوت والسالم

فأمر صعب واآلخر سهل أحدهما العمل إلى طريقان لهإرشادا ذلك عن نهيهم جاء بل باألجر ذلك على ووعد بالصعب

األولياء من األحوال أصحاب أحوال وتأمل األجر كثرة إلىحتى طاقتهم بلغته ما أعلى ربهم إلى التعبد فى ركبوا فإنهمفهذا جملة الرخص وترك العلم بعزائم األخذ أصلهم من كان

بن أبي عن أيضا الصحيح وفى تقدم ما خالف على دليل كلهالمدينة فى بيت أقصى بيته األنصار من رجل كان قال كعب

له فقلنا له فتوجعنا قال الله رسول مع الصالة تخطئه ال فكانمن ويقيك الرمضاء من يقيك حمارا اشتريت أنك لو فالن يا

ببيت مطنب بيتي أن أحب ما والله أم فقال األرض هوامقال فأخبرته الله نبى أتيت حتى به فحملت قال الله رسول

األجر أثره فى له يرجو أنه وذكر ذلك مثل له فقال فدعاه

Page 84: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إن أوال نقول أن فالجواب احتسبت ما لك إن النبى له فقالاستقراء منها ينتظم ال واحدة قضية في آحاد أخبار هذه

من فيه نحن ما فإن القطعيات تعارض ال والظنيات قطعيقصد على فيها دليل ال األحاديث هذه إن وثانيا القطعيات قبيل

يفسره ما البخاري في جاء قد األول فالحديث المشقة نفسقبل المدينة تعرى أن وكره فيه زاد فإنه

131 بن مالك عن روى وقد حراستها من ناحيتهم تخلو لئال ذلكله وقيل المدينة إلى نزل ثم بالعقيق نازال أوال كان أنه أنس

إلى بعده يشق فإنه العقيق تنزل لم العقيق نزوله عندبعض وأن ويأتيه يحبه كان النبى أن بلغني فقال المسجد

أما النبي له فقال المسجد قرب إلى منه النقلة أرادوا األنصارتحتسبون أال قوله أن مالك فهم فقد خطاكم تحتسبون

فضيلة جهة من ولكن المشقة إدخال جهة من ليس خطاكممن حجة فإنه المبارك ابن حديث وأما عنه المنتقل المحل

اإلخبار فيه فإنما ذلك ومع عنه سنده صح إذا الصحابي عملعليه العبادة مشقة عظمت لمن ثابت األجر عظم بأن

132 فإذا الجهاد في والنصب والظمأ الكريهات عند كالوضوءالحار اليوم في للصوم عنه الله رضى موسى أبي اختيار

ونحو والصدقة الصالة نوافل على الجهاد اختار من كاختياربه األجر ليحصل النفس على التشديد قصد فيه أن ال ذلك

مشقتها لعظم أجرها عظم عبادة فى الدخول قصد فيه وإنمافيما هو إنما وكالمنا متبوعة ال تابعة القصد هذا فى فالمشقة

حديث وكذلك تابعة غير القصد فى المشقة كانت إذادليل فيه وإنما التشديد قصد على يدل ما فيه ليس األنصاريوهكذا أجره ليعظم المسجد بعد مشقة على الصبر قصد عى

فمقاصدهم األحوال أرباب شأن وأما المعنى هذا فى ما سائرنفوسهم حظوظ فى النظر اطراح مع معبودهم بحق القيامالنفوس على التشديد مجرد قصدوا إنهم يقال أن يصح وال

بعد سياتي ولما عليه الدليل من تقدم لما المشقات واحتمال

Page 85: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الله رسول بنهي معارض به اعترض ما إن وثالثا الله شاء إنفأصوم أنا أما أحدهم قال حين بالتبتل التشديد أرادوا الذين

اآلخر وقال أنام وال الليل فأقوم أنا أما اآلخر وقال أفطر والأنه نفسه عن وأخبر عليهم ذلك فأنكر النساء آتي فال أنا أما

وفى مني فليس سنتي عن رغب من وقال كله ذلك يفعلله أذن ولو مظعون بن عثمان على التبتل النبي ورد الحديث

الشمس فى قائما يصوم أن نذر من على ورد ختصينا الالشمس فى القيام عن ونهاه صيامه بإتمام فأمره

133 الشريعة فى شهير التشديد عن ونهيه المتنطعون هلك وقالالشارع قصد من يكن لم فإذا قطعيا فيها أصال صار بحيث

قصد لما مضادا إليه المكلف قصد كان النفس على التشديدقصده خالف فإذا به المقطوع المعلوم التخفيف من الشارع

فصل التوفيق وبالله واضح وهذا يصح ولم بطل الشارع قصدالمأذون األفعال أن وهو آخر أصل تقدم ما على أيضا وينبنى

أن فإما مشقة عنها تسبب إذا إباحة أو ندبا أو وجوبا إما فيهافإن معتادة تكون ال أو العمل ذلك مثل فى معتادة تكون

ليست وأنه عليه الكالم تقدم الذى فذلك معتادة كانتلم وإن مشقة هى ما جهة من للشارع مقصودة فيه المشقة

يخلو وال للشارع مقصودة تكون ال أن أولى فهى معتادة تكنذلك أن مع واختياره المكلف بسبب حاصلة تكون أن ذلك عند

كان بسببه حاصلة كانت فإن ال أو بأصله يقتضيها ال العمليقصد ال الشارع ألن به التعبد فى صحيح وغير عنه منهيا ذلك

فى قائما للصيام الناذر حديث هذا ومثال فيه أذن فيما الحرجالصوم بإتمام له النبى أمر فى مالك قال ولذلك الشمس

طاعة لله كان ما يتم أن أمره واالستظالل بالقعود له وأمرهلله كان عما ونهاه

134 وال إليه للتقرب سببا النفوس تعذيب يضع لم الله ألن معصيةتكون بأن مشروط النهي هذا أن إال ظاهر وهو عنده ما لنيلفى الدخول بسبب ال مباشره نفسه على أدخلها المشقة

Page 86: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

تابعة كانت إن وأما بين فيه فالحكم المثال فى كما العملقائما الصالة أو الصوم على القادر الغير كالمريض للعمل

عن خارجة بمشقة إال راكبا أو ماشيا الحج على يقدر ال والحاجيريد تعالى قوله فيه جاء الذى هو فهذا العمل مثل فى المعتاد

مشروعية فيه وجاء العسر بكم يريد وال اليسر بكم اللهأن ويمكن فذاك بالرخصة عمل إن هذا صاحب ولكن الرخصربه من الرخصة قبل يكون وأن نفسه حظ لمجرد عامال يكون

أن أحدهما وجهين فعلى بالرخصة يعمل لم وإن إلذنه تلبيةأو عقله أو جسمه أو نفسه فى عليه يدخل أنه يظن أو يعلم

أمر فهذا العمل بسببه ويكره ويعنت به يتحرج فساد عادتهفى دخل لما ولكنه ظن وال بذلك يعلم لم إن وكذلك له ليس

عليه أدخل عما اإلمساك فحكمه ذلك عليه دخل العملالسفر فى الصيام البر من ليس جاء هذا مثل وفى المشوشيدافعه وهو أو الطعام بحضرة وهو الصالة عن نهى نحوه وفى

ال القرآن وفى غضبان وهو القاضى يقض ال وقال األخبثانعنه نهى مما ذلك أشباه إلى سكارى وأنتم الصالة تقربوا

استيفاء عدم بسبب135 المحافظة الشارع قصد فإن كماله على فيه المأذون العمل

حتى عليه واإلبقاء الشوائب من خالصا ليكون العبد عمل علىوالثانى التكليف ربقة فى دخوله حال وسعة ترفه فى يكون

فى ولكن الفساد ذلك عليه يدخل ال أنه يظن أن يعلم أنلمشروعية موضع أيضا فهذا معتادة غير مشقة العمل

األحكام كتاب فى فيه األمر ويتفصل الجملة على الرخصةبل العنت عنها ينشأ مما المشقة زيادة أن ذلك فى والعلة

الصبر على قدر وإن والحرج العنت هى نفسها فى المشقةوجها هنا أن إال عادة عليه الصبر على يقدر ال مما فهى عليها

بالنسبة صارت لكنها معتادة غير المشقة تكون أن وهو ثالثاأرباب فإن هكذا شىء ورب كالمعتادة الناس بعض إلى

على المعانين تعالى الله إلى والمنقطعين العباد من األحوال

Page 87: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وصاروا الخاصية بهذه خصوا قد التكاليف فى المجهود بذلتعالى قوله إلى ترى أال إليه انقطعوا ما على معانين

الخاشعين على إال لكبيرة وإنها والصالة بالصبر واستعينواكان الذين الخاشعين واستثنى المكلف على كبيرة فجعلها

قرة كانت الذى فهو وسلم عيله الله صلى الله رسول إمامهموقام الدنيا تعب من إليها يستريح كان حتى الصالة فى عينه

هذا فى بوراثته خص فمن كذلك كان فإذا قدماه تفطرت حتىكالما يستدعى القسم وهذا الخاصية هذه بركة من نال النحو

عليه تكلم من قل مغفل موضع فإنه نفس بعض مد فيه يكونالشريعة أصول فى تأكده مع

136 أحدهما لوجهين المكلف عن مرفوع الحرج أن فأعلم فصلوكراهة العبادة وبغض الطريق من االنقطاع من الخوف

الفساد إدخال من الخوف المعنى هذا تحت وينتظم التكليفخوف والثانى حاله أو ماله أو عقله أو جسمه فى عليه

المختلفة بالعبد المتعلقة الوظائف مزاحمة عند التقصيرفى تأتي أخر تكاليف إلى وولده أهله على قيامه مثل األنواع

عنها شاغال األعمال بعض فى التوغل كان فربما الطريقعلى للطرفين الحمل أراد وربما دونها بالمكلف وقاطعا

الله فإن األول فأما عنهما فانقطع االستقصاء فى المبالغةفيها حفظ سهلة سمحة حنيفية المباركة الشريعة هذه وضع

خالف على عملوا فلو بذلك لهم وحبها قلوبهم الخلق علىبه تخلص ال ما به كلفوا فيما عليهم لدخل والسهولة السماحالله رسول فيكم أن واعلموا تعالى قوله إلى ترى أال أعمالهم

أخبرت فقد آخرها إلى لعنتم األمر من كثير فى يطيعكم لوفى وزينه وتسهيله بتيسيره اإليمان إلينا حبب الله أن اآلية

الحديث وفى عليه بالجزاء الصادق وبالوعد بذلك قلوبنامن عليكم

137 حديث وفى تملوا حتى يمل ال الله فإن تطيقون ما األعمالخشيت ولكن شأنكم على يخف لم فإنه بعد أما رمضان قيام

Page 88: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حديث وفى عنها فتعجزوا الليل صالة عليكم تفرض أنهذه عنها الله رضي عائشة له قالت حين تويت بنت الحوالء

الصالة عليه فقال الليل تنام ال أنها زعموا تويت بنت الحوالءال فوالله تطيقون ما العمل من خذوا الليل تنام ال والسالم

الله رسول دخل أنس وحديث تسأموا حتى الله يسأمحبل قالوا هذا ما فقال ساويتين بين ممدود وحبل المسجد

حلوه فقال به أمسكت فترت أو كسلت فإذا تصلى لزينبحين معاذ وحديث قعد فتر أو كسل فإذا نشاطه أحدكم ليصل

حين معاذ يا أنت أفتان والسالم الصالة عليه النبي له قالصلى من فأيكم منفرين منكم إن وقال بالناس الصالة أطالونهى الحاجة وذا والكبير الضعيف فيهم فإن فليتجوز بالناس

يستخرج الله إن وقال النذر عن ونهى لهم رحمة الوصال عنلكن قال كما أو شيئا الله قدر من يغنى ال وإنه البخيل من به

من تقدم ما عليه دل بما المعنى معقول معلل كله هذاعن جاء وقد وكراهيتها الطاعة وبغض والعجز والملل السآمة

متين الدين هذا إن قال أنه النبي عن عنها الله رضي عائشةفإن الله عبادة أنفسكم إلى تبغضوا وال برفق فيه فأوغلوا

138 الله رضى عائشة وقالت أبقى ظهرا وال قطع أرضا ال المنبتتواصل إنك قالوا لهم رحمة الوصال عن النبي نهاهم عنها

ويسقيني ربي يطعمنى أبيت إني كهيئتكم لست إنى فقالمقصودة المعنى معقولة لعلة النهي أن كله هذا وحاصل

وعدما وجودا العلة مع دائر فالنهي كذلك كان وإذا للشارعوإذا ومتجها متوجها النهي كان الرسول به علل ما وجد فإذاضربين على الميدان هذا فى الناس إذ مفقود فالنهي توجد لم

المشقة تلك العمل فى نفسه إدخال بسبب له يحصل ضربله تحدث أو فسادا غيره فى أو فيه فيؤثر المعتاد على الزائدة

هو كما العمل ذلك إلى النشاط عن وقعودا وملال ضجرامن يرتكب أن ينبغي ال هذا فمثل المكلفين فى الغالب

فى له شرع ما بحسب فيه يترخص بل ذلك فيه ما األعمال

Page 89: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

له مما كان إن يتركه أو تركه يجوز ال مما كان إن الترخيصال والسالم الصالة عليه قوله ودليله التعليل مقتضى وهو تركه

حقا عليك لنفسك إن وقوله غضبان وهو القاضى يقضوالسالم الصالة عليه به أشار الذى وهو حقا عليك وألهلك

الصوم يسرد أنه بلغه حين العاص بن عمرو بن الله عبد علىالله رسول رخصة قبلت ليتني الكبر بعد قال وقد

139 الكسل وال الملل ذلك عليه يدخل ال أن شأنه الثانى والضربله لما أو الصعب به يسهل حاد أو المشقة من أشد هو لوازع

خف حتى اللذة من فيه له حصل ولما المحبة من العمل فىغير حقه فى المشقة تلك وصارت غيره على ثقل ما عليه

أو وراحة نورا فيه العناء وكثرة العمل كثرة يزيده بل مشقةإلى أو إليه بالنسبة العمل فى المشوش ذلك تأثير عن يحفظحبب الحديث وفى بالل يا بها أرحنا الحديث فى جاء كما غيرهوقال الصالة فى عيني قرة وجعلت قال ثالث دنياكم من إلىشكورا عبدا أكون أفال قدماه تفطرت أو تورمت حتى قام لماوالرضى الغضب فى عنك أنأخذ والسالم الصالة عليه له وقيل

وهو القاضى يقضى ال حقنا فى القائل وهو نعم قال140 هذا فى وجاء صحيح فالدليل به خاصا كان وإن وهذا غضبان

دائما عليها والصبر األعمال فى المشقة احتمال من المعنىومن والتابعين الصحابة عن جاء ما ذلك من ويكفيك كثير

الحديث وحمل بالعلم اشتهر ممن عنهم الله رضى يليهماألشعري موسى وأبي وعثمان كعمر االجتهاد بعد واالقتداء

بن كعامر التابعين ومن الزبير بن الله وعبد عامر بن وسعيدبن واألسود المسيب بن وسعيد ومسروق وأويس قيس عبد

عبد بن بكر وأبي الزبير بن وعروة خثيم بن والربيع يزيدهرون بن ويزيد زاذان بن وكمنصور قريش راهب الرحمن

ومن السلمي الرحمن عبد وأبي حبيش بن وزر وهشيموالمحافظة السنة اتباع فى وهم ذكرهم يطول ممن سواهم

إذا كان أنه عنه الله رضي عثمان عن جاء ومما هم ما عليها

Page 90: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

رجل من وكم كله القرآن فيها يقرأ بركعة أوتر العشاء صلىالصيام وسرد سنة وكذا كذا العشاء بوضوء الصبح صلى منهم

كانا أنهما الزبير وابن عمر ابن عن وروى سنة وكذا كذاالقرني أويس وكان الدهر صيام مالك وأجاز الصيام يواصالن

أبدا سجودا عبادا لله أن بلغني ويقول يصبح حتى ليلة يقومكان أنه يزيد بن األسود وعن الزبير بن الله عبد عن ونحوه

ويصفر جسده يخضر حتى والعبادة الصوم فى نفسه يجهدإن فيقول الجسد هذا تعذب لم ويحك له يقول علقمة فكانيصلى كان قالت مسروق امرأة أن سيرين ابن وعن جد األمريصنع أراه مما خلفه أبكي جلست فربما قدماه تورمت حتى

يوم فى مسروق على غشي قال الشعبي وعن بنفسه141 قالت بي أردت ما قال أفطر ابنته له فقالت صائم وهو صائف

كان يوم فى لنفسي الرفق طلبت إنما بنية يا قال الرفقمن األولين عن ذكر ما سائر إلى سنة ألف خمسين مقداره

لها الله هيأهم األفراد إال يطيقها ال التى الشاقة األعمالبل للسنة مخالفين بذلك يكونوا ولم إليهم وحببها لهم وهيأها

العلة ألن وذلك منهم الله جعلنا السابقين فى معدودين كانوافلم حقهم فى مفقودة الشاق العمل عن نهى ألجلها التى

وهو القاضي يقض ال قال لما أنه كما حقهم فى النهي ينتهضاستيفاء عن الفكر تشويش وعلته النهي وجه وكان غضبان

عند وانتفى الفكر يشوش ما كل مع النهي اطرد الحججال الذى اليسير الغضب وجود مع منتف إنه حتى انتفائه

يعمل من حال حاله األول فالضرب مليح صحيح وهذا يشوشحاله والثانى زائد غير من اإليمان وعقد اإلسالم عهد بحكم

المحبة أو الرجاء أو الخوف غلبة بحكم يعمل من حالحامل تيار والمحبة قائد حاد والرجاء سائق سوط فالخوف

أشق هو مما الخوف أن غير المشقة وجود مع يعمل فالخائفوالراجى شاقا كان وإن أهون هو ما على الصبر على يحمل

الراحة تمام فى الرجاء أن غير أيضا المشقة وجود مع يعمل

Page 91: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ببذل يعمل والمحب التعب تمام على الصبر على يحملويقرب الصعب عليه فيسهل المحبوب إلى شوقا المجهود

وال المحبة بعهد أوفى أنه يرى وال القوي ويفنى البعيد عليهنهمته قضى أنه يرى وال األنفاس ويعمر النعمة بشكر قام

العمل من يمنع المال أو العقل أو النفس على الخوف وكذلككان إن فيه له ويرخص اإلنسان لخيرة كان إن لذلك المسبب

تشويش فيه ألن ذلك مشقة فى يحصل ال حتى له الزمايكون هل هذه والحالة الحاصل العمل ولكن تقدم كما النفسعقله أو أعضائه من عضو أو نفسه تلف خاف إذا ال أم مجزئا

قاعدة من فيه األمر حقيقة على يطلع نظر فيه مما هذاالمغصوبة الدار فى الصالة

142 والشافعي مالك عن به التلف خاف إذا الصوم منع نقل وقدخوف عند الطهارة فى المنع ونقل فعل إن يجزئه ال وأنه

المال تفلف أو المرض خوف وفى التيمم إلى واالنتقال التلفكان وإذا أنفسكم تقتلوا وال تعالى قوله للمنع والشاهد احتمال

جهة من ال الخوف بسبب وأشباهها األشياء هذه عن منهياإدخال فإن مفترقان فاألمران العبادات تلك نفس إيقاع

عن مجردة عنها النهي يعقل النفس على الفادحة المشقةفصارت المشقة عن مجردة بها األمر يعقل والصالة الصالة

وهى أخرى قاعدة من النظر فيها فيدخل وأيضا قولين ذاتلله حق ذلك أن ألجل المشقة رفع الشارع قصد هل يقال أنحيث المنع فيتجه لله حق إنها قلنا فإن للعبد حق أنها ألجل أم

فيه فيما فالدخول الدين فى الحرج رفع وقد الشارع وجههسمح فإذا للعبد حق إنه قلنا وإن الرفع لذلك مضاد الحرج

عن النهي يتمحض ولم صحيحة عبادته كانت بحظه لربه العبدتعالى قوله أن منها أمور الثانى هذا يرجح والذى العبادة تلك

جهة من ذلك أن على بإشارته دل وقد أنفسكم تقتلوا والبذلك يشير رحيما بكم كان الله إن تعالى لقوله بالعباد الرفق

وما فقوله وأيضا بهم أرفق ألنه عنهم الحرج رفع إلى

Page 92: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

على الدالة اآليات من وأشباهها للعالمين رحمة إال أرسلناكعلى األدلة من تقدم ما ومنها العباد لمصالح الشريعة وضعفرض مع منتهضا النهي يكون فإنما اليسر وإردة الحرج رفع

ارتفع قوم إلى بالنسبة ذلك ارتفاع فرض فإذا والعسر الحرجأو قدماه تفطرت حتى النبي قيام مسألتنا يخص ومما النهيبد وال شقت الحد هذا إلى صارت إذا والعبادة قدماه تورمت

طاعة المرفى ولكن143 إمامهم كان والسالم الصالة عليه وهو للمحبين يحلو الله

وقد أعينهم عميت حتى البكاء ترداد السلف عن جاء وكذلكبواسط هرون بن يزيد رأيت قال عرفة بن الحسن عن روى

رأيته ثم واحدة بعين رأيته ثم عينين الناس أحسن من وهوالعينان فعلت ما خالد أبا يا له فقلت عيناه ذهبت وقد

احتمال فى تقدم وما األسحار بكاء بهما ذهب فقال الجميلتانفإذا المعنى لهذا عاضد الصالح السلف عن المشقة مطلقجانب غلب ومن بإطالق منع تعالى الله حق جانب غلب منفصل خيرته إلى ذلك جعل ولكن بإطالق يمنع لم العبد حق

ال شرعية ووظائف بأعمال مطلوب المكلف فإن الثانى وأمافإذا تعالى ربه بحق فيها يقوم عنها له محيص وال منها له بد

حقوق سيما وال غيره عن قطعة فربما شاق علم في أوغلقاطعا فيه الداخل عمله أو عبادته فيكون به تتعلق التي الغير

إذ معذور غير ملوما بذلك فيكون فيه فيقصر به الله كلفه عماوال منها بواحدة يخل ال وجه على بجميعها القيام منه المرادآخى قال جحيفة أبي عن البخاري ذكر فيها أحواله من بحالفرأى الدرداء أبا سلمان فزار الدرداء وأبي سلمان بين النبيأخوك قالت شأنك ما لها فقال متبذلة زوجة وهي الدرداء أم

له فصنع الدرداء أبو فجاء الدنيا في حاجة له ليس الدرداء أبوتأكل حتى بآكل أنا ما فقال صائم فإني كل له فقال طعاما

ثم فنام نم فقال يقوم الدرداء أبو ذهب الليل كان فلما فأكلقم سلمان قال الليل آخر من كان فلما نم فقال ليقوم ذهب

Page 93: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فصلينا اآلن144 حقا عليك ولنفسك حقا عليك لربك إن سلمان له فقال

له فذكر النبي فأتى حقه حق ذي كل فأعط حقا عليك وألهلكوالسالم الصالة عليه وقوله سلمان صدق النبي فقال ذلك

فسبح صليت فلوال مرات ثالث أنت أفاتن أو أنت أفتان لمعاذفإنه يغشى إذا والليل وضحاها والشمس األعلى ربك اسم

به الشاكي وكان الحاجة وذو والضعيف الكبير وراءك يصليفترك يصلي معاذا فوافق الليل جنح وقد بناضحين أقبل رجل

فانطلق والنساء البقرة سورة فقرأ معاذ إلى وأقبل ناضحيهبكاء ألسمع إني حديث وكذلك البخاري فى انظره الرجل

صالح بن محمد عن ويروى الحديث صالتي في فأتجوز الصبيرجال فرأى المتعبدين ومواضع المنقطعين صوامع دخل أنه

فى صالةالصبح صالة فاتته أن بسبب عظيما بكاء يبكيفي الموغل يعجز فقد وأيضا الليل من الصالة إلطالة الجماعة

فيه الغناء أهل من وهو غيره أو الجهاد عن األعمال بعضيوما يصوم كان السالم عليه داود في الحديث في قال ولهذا

عنه الله رضى مسعود البن وقيل القى إذا يفر وال يوما ويفطروقراءة القرآن قراءة عن يشغلني إنه فقال الصوم لتقل وإنك

حكى ما هذا ونحو منه إلي أحب القرآن145 كان ألنه أبدا عرفة يوم يصوم أن آلى أنه وهب ابن عن عياض

قال عليه فاشتد الحر شديد وكان صائما يوما الموقف فيمالك وكره اإلفطار أنتظر وأنا الرحمة ينتظرون الناس فكان

الله رسول وفي مغلوبا يصبح لعله وقال كله الليل إحياءفإن الصبح بصالة ذلك يضر لم ما به بأس ال قال ثم أسوةكسل أو فتور به وهو كان وإن فال نائم وهو الصبح يأتيه كان

وأنه العمل في اإليغال عن النهي علة ظهرت فإذا به بأس فالويبغض والترك الكسل يسبب أنه كما وظائف تعطيل يسبب

وإن ذلك عن نهي متوقعة كانت أو العلة وجدت فإذا العبادةالقيام وسبب حسن فيه فاإليغال ذلك من شئ يكن لم

Page 94: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

غلبة من األول الوجه في تقدم ما اإليغال مع بالوظائفالعمل فى اإلنسان دخول قيل فإن أوالمحبة الرجاء أو الخوف

أوحامل الرجاء حادي أو الخوف وازع له كان وإن فيه وإيغالهأن له يتأتى وال العبادات أنواع استيفاء معه يمكن ال المحبة

من ذلك اشباه إلى أهله واطئا النهار صائما الليل قائما يكونالقيام أو للعيال الكسب على القيام مع الصيام مواصلة

إعانة مع الصالة إدامة وكذلك كمالها على الجهاد بوظائفمن ذلك وغير الناس حوائج وقضاء اللهفان وإغاثة العباداإلجتماع يمكن ال بحيث أخر أعماال تضاد منها كثير بل األعمال

على الحقوق وتزاحم نقصا فيها تؤثر ولكن تضادها ال وقد فيهابجميع القيام يمكن فكيف مجهول غير معلوم المكلف

الدين هذا يشاد من جاء ولهذا هذه والحالة بأكثرها أو الحقوقاألحوال أرباب في هذا مثل سلم فإن وأيضا يغلبه

146 فيها والسعي إثباتها مع الحال فكيف الحظوظ ومسقطىأحدهما ضربان تقدم كما الناس أن فالجواب لها والطلب

حظوظهم استيفاء من لهم بد ال وهؤالء الحظوظ أربابوال عليهم بواجب يخل ال بحيث لكن شرعا فيها لهم المأذون

الترخص مواضع في الترخص عدم وجدنا فقد بحظوظهم يضرموقعها يعظم مفاسد أو مفسدة في موقعا إليهم بالنسبة

وكذلك المحرمات في يوقع قد المباحة العوائد وقطع شرعاالعبودية ربقة عن خروجا مطلقا الحظوظ مع المرور وجدنا

الشرع حكمة ملق تقييد غير على ذلك في المسترسل ألنجاءت االسترسال هذا ولرفع كبير فساد وذلك نفسه عن

مسخر األرض في وما السموات في ما أن كما الشرائعهذين بين الجمع هو الشريعة به جاءت الذي فالحق لإلنسان

يخل لم ما الحظوظ في فيأخذ العدل نظر تحت األمرينويبقى محظور إلى الترك يؤد لم ما الحظوظ ويترك بواجبالمندوب فعل إلى فيندب توازن على والمكروه المندوب في

الحظ الذى المكروه عن وينهى مثال كالنكاح حظه فيه الذي

Page 95: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

المندوب في وينظر المكروهة األوقات في كالصالة عاجال فيهالحظ أعني حظ فيه له الذي المكروه وفي فيه له الحظ الذي

يؤدي المندوب في حظه ترك كان فإن العاجل147 استعماله كان أجرا أعظم هو مندوب لترك أو شرعا يكره لما

إلى المؤدي بزوجته التمتع كترك أولى المندوب وترك الحظأحدكم إذارأى حديث عليه نبه حسبما األجنبيات إلى التشوف

أن ألجل أو عرفة يوم الصوم ترك وكذلك الخ فأعجبته امرأةاستقبلتم قد إنكم الحديث وفي القرآن قراءة على يقوى

الذي المكروه ترك كان إن وكذلك لكم اقوى والفطر عدوكمالجانب غلب منه كراهة أشد هو ما إلى يؤدي حظ فيه لهالوالدين طاعة يقدم أن ينبغي إنه الغزالي قال كما األخف

فإن طاعتهما عدم مع عنها التورع على المتشابهات تناول فياشتباه فيها كان فإذا حظ فيها للنفس المتشابهات تناولتناولها في كان فإن ألجله تناولها وكره عنها التورع طلب

في أشد هو ما بسبب هنا الحظ جانب رجح الوالدين رضىأن مالك عن روى ما ومثله الوالدين مخالفة وهو الكراهية

الناس إلى الحاجة من أحسن شبهة في الرزق طلبفيقع األعمال تزاحم الحظوظ ألصحاب الحظوظ أن فالحاصل

وبسط عداه ما وترك ارتكب الراجح تعين فإذا بينها الترجيحوالثاني الفقه تفاريع في الفقهاء كالم عمدة هي الجملة هذه

في األول الضرب حكم وحكمهم الحظوظ إسقاط أهلالترجيح

148 عنها أنفسهم لعزوب حظوظهم سقوط أن غير األعمال بينفي ووفقهم األعمال وكراهية اإلنقطاع من عليهم الخوف منع

به ينهض لم بما األعمال من وأنهضهم الحقوق بين الترجيحفيسعهم الخدمة في مجاال وأوسع أعماال أكثر فصاروا غيرهميستعظمه ما والجوارح بالقلوب المتعلقة الدينية الوظائف من

القيام يمكنهم أنه وأما العادات خوارق في ويعده غيرهمفي إال فمعتذر الجملة على إليه وندب العبد كلفه ما بجميع

Page 96: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والنفي أعمال ال أعمال ونفي بإطالق ترك فإنه المنهياتسقطت ولما العام اإلثبات بخالف الحصول ممكن العام

األمر حيث من إال الحقوق تزاحم ال عندهم صارت حظوظهمضعيف له حق هو حيث من وحقه حق عليك لنفسك إن كقولهفحظه نفسه حظ من أقوى عنده غيره فصار ساقط أو عنده

ما لحق الحظوظ سقطت وإذا المستحقة األشياء آخر أيضافيه فدخل خاليا يبقى ال الحظ طلب زمان ألن عنها بدل هو

فهو األمر حيث من حظه على عمل وإذا كثير األعمال منساقط فهو عادة كان ما بعد عبادة فصار سيأتي كما عبادة

صار هنا ومن الطاعات كسائر األمر جهة من ثابت جهته منالواجبات في عمله أكثر يصير بل الناس أعبد الحظ مسقط

إنما ذكره تقدم ما فصل هذا غير موضع له رحب مجال وهناالمأذون من وهو مشقة عنه يتسبب األعمال من كان فيما هو

فهو فادحة مشقة عنه وتسبب فيه مأذون غير كان فإن فيهالنهي ارتكاب على زاد ألنه التسبب ذلك من المنع في أظهر

نفسه على والحرج العنت إدخال149 المكلف على شاق ألمر سببا الشرع في يكون قد أنه إال

وإنما عليه المشقة إلدخال الشارع من قصد يكون ال ولكنكالقصاص مفسدة درء أو مصلحة جلب الشارع قصد

للفاعل زجر فإنها الممنوعة األعمال عن الناشئة والعقوباتفي يقع أن لغيره وعظة الفعل ذلك مثل مواقعة عن له وكف

قطع لكون مضاه وشاقا مؤلما الجزاء هذا وكون أيضا مثلهيقال ال فكما وشاقا مؤلما البشيع الدواء وشرب المتأكلة اليد

الشارع فإن هنا فكذلك األفعال بتلك لإليالم قاصد إنه للطبيبفي يجعل لم الله أن في المتقدمة واألدلة األعظم الطبيب هو

الحديث في ما هذا ويشبه فيه جعله يريد وال حرج من الديننفس قبض في ترددي فاعله أنا شيء في ترددت ما قوله من

من له بد وال مساءته أكره وأنا الموت يكره المؤمن عبديإلى وطريقا المؤمن على حتما كان لما الموت ألن الموت

Page 97: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

القصد في صار القرار دار في بقربه وتمتعه ربه إلى وصولهيكون وقد مكروها فيه المساءة جهة من وصار معتبرا إليه

بها الوفاء اإلنسان على يشق التي النذور المعنى بهذا الحقافإذا مكروها التزامها كان مقتضياتها من أريح لما المكلف ألن

كما شقت وإن عبادات هى حيث من بها الوفاء وجب وقعالنذور كانت إذا حتى فيها التسبب على بناء العقوبات لزمتلها وشرعت تطاق ال عبادة في كانت أو بعبادة ليس فيماالدين في حاجي أو ضروري ألمر مصادمة كانت أو تخفيفاتنذر أو الثلث يجزئه فإنه ماله بصدقه حلف إذا كما سقطت

إذا كما أو ويهدى يركب فإنه يقدر فلم راجال مكة إلى المشيإلى حكمه يسقط فإنه الطعام يأكل ال أو يتزوج ال أن نذر

ذلك أشباه150 من فيه نفسه أدخل فيما الشرعي الرفق صحبه كيف فانظر

المشقة إدخال يقصد ال الشارع كون هذا فعلى المشقاتقد إنه يقال وال والمنهيات المأمورات فى عام المكلف على

ما بمثل عليه فاعتدوا عليكم اعتدى فمن القرآن فى جاءإلى القصد يقتضى وذلك اعتداء الجزاء فسمي عليكم اعتدى

نقول ألنا المعتدى على الداحلة المشقة ومدلوله االعتداءمعروف مجاز اعتداء االعتداء على المرتب الجزاء تسمية

تعالى كقوله كثير هذا من الشريعة وفى العرب كالم فى مثلهوأكيد كيدا يكيدون إنهم الله ومكر ومكروا بهم يستهزىء الله

تكون وقد فصل ذلك بمثل اعتراض فال ذلك أشباه إلى كيدابسبب وال بسببه ال خارج من المكلف على الداخلة المشقة

بقاء فى قصد للشارع ليس فههنا عنه تنشأ عمل فى دخولهقصد له ليس أنه كما عليها والصبر المشقة وتلك األلم ذلك

المؤذيات أن غير النفس على إدخالها فى التسبب فىوسلطها وتمحيصا للعباد ابتالء تعالى الله خلقها والمؤلماتيسألون وهم يفعل عما يسأل ال شاء ولما شاء كيف عليهم

رفعا اإلطالق على دفعها فى اإلذن الشريعة مجموع من وفهم

Page 98: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بل فيها لهم أذن التى الحظوظ على وحفظا الالحقة للمشقةلمقصود تكملة تقع لم وإن توقعها عند منها التحرز فى أذن

التوجه فى الخلوص تكميل على وحفظا عليه وتوسعة العبدالجوع ألم دفع فى اإلذن ذلك فمن النعم بشكر والقيام إليه

وفى األمراض وقوع عند التداوى وفى والبرد والحر والعطشالمتوقعات من والتحرز غيره أو كان آدميا مؤذ كل من التوقي

هذه فى عيشه به يقوم ما سائر وهكذا لها العدة يقدم حتىالدار

151 دفع ذلك مع له رتب ثم المصالح وجلب المفاسد درء منالشرعية القوانين بالتزام منافعها وجلب األخروية المؤلمات

فيه مأذونا هذا وكون أفعاله عن يتسبب فيما ذلك له رتب كماإن فيه المأذون الدفع هذا أن إال ضرورة الدين من معلوم

تلك رفع قصد الشارع أن علمنا فى إشكال فال انحتامه ثبتعلى والساعين المحاربين دفع علينا أوجب كما المشقة

لهدم القاصدين الكفار وجهاد بالفساد والمسلمين اإلسالمعلمنا قد ألنا واإلبتالء التسليط جهة هنا يعتبر وال وأهله اإلسالم

فى ممتبرا كان وإن التكليف فى ملغي ذلك أن الدفع بإيجابفى كان وإن ابتداء التكليف جهة تعتبر ال كما اإليماني العقد

للرب خلق العبد جهة من معصية أو طاعة ألنه ابتالء نفسهله فليس العبد فى الله يخلق ما بحسب فيه والترك فالفعل

فكذلك والقدر القضاء ألحكام االستسالم إال حيلة األصل فىالتسليط جهة اعتبار فيمكن الدفع انحتام يثبت لم إن وأما هنا

المبلي المسلط من مرسل الشاق ذلك وأن واالبتالءمحتما التداوي يكن لم لما ولذلك للقضاء العبد فيستسلم

فى والسالم الصالة عليه وأذن الصالح السلف من كثير تركهالمجنونة السوداء حديث فى كما المرض حكم على البقاء

البقاء مع األجر فى فخيرها لها يدعو أن النبي سألت التىوكما ذلك زوال أو حالتها على

152 اعتبار ويمكن يتوكلون ربهم وعلى يكتوون وال الحديث فى

Page 99: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حيث التداوى فى كما بالندب ويتأيد اإلذن بمقتضى الحظ جهةأنزل الداء أنزل الذى فإن تداوو والسالم الصالة عليه قالالكالم انقضى وهنا أظهر فاألمر اإلباحة ثبت إن وأما الدواءإطالق من المفهومة المشقات أوجه من الثالث الوجه على

مخالفة مشقة وذلك الرابع الوجه على الكالم وبقي اللفظوهى الهوى

153 عليها شاق األنفس تهوى ما مخالفة أن وذلك الثامنة المسألةمساعدته فى الهوى أهل بلغ ولذلك عنه خروجها وصعب

المحبين حال ذلك على شاهدا وكفى غيرهم يبلغها ال مبالغالكتاب وأهل المشركين من الله رسول إليهم بعث من وحال

بإهالك رضوا حتى عليه هو ما على صمم ممن وغيرهمتعالى قال حتى الهوى بمخالفة يرضوا ولم واألموال النفوسوقال اآلية علم على الله وأضله هواه إلهه اتخذ من أفرأيتعلى كان أفمن وقال األنفس تهوى وما الظن إال يتبعون إن

وما أهواءهم واتبعوا عمله سوء له زين كمن ربه من بينةإخراج الشريعة بوضع قصد إنما الشارع ولكن ذلك أشبه

مخالفة فإذا لله عبدا يكون حتى هواه اتباع عن المكلفكانت وإن التكليف فى المعتبرة المشقات من ليست الهوى

يشرع حتى معتبرة كانت لو إذ العادات مجاري فى شاقةله الشريعة وضعت لما نقضا ذلك لكان ذلك ألجل التخفيفبعد مذكور المعنى هذا وبيان مثله إليه أدى فما باطل وذلك

دنيوية تكون المشقة أن كما التاسعة المسألة الله شاء إنيؤدي فيها الدخول كان إذا األعمال فإن أخروية تكون كذلك

باعتبار مشقة أشد فهو محرم فعل أو واجب تعطيل إلىواعتبار بدين مخلة غير هي التى الدنيوية المشقة من الشرع

على مقدم الدين154 كان فإذا هنا وكذلك الشرع نظر فى وغيرها النفس اعتبار

الجهة هذه من المشقة إدخال فى قصد للشارع فليس كذلكفيه ما المطلوب هذا تحتها التىيدخل األدلة من تقدم وقد

Page 100: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من الناشئة المشقة تكون قد العاشرة المسألة كفايةتكون وقد المتقدمة كالمسائل وحده بالمكلف تختص التكليف

ومثال بسببه غيره على داخلة تكون وقد ولغيره له عامةفيما كفاية ذا لكونه إليه المفتقر كالوالى ولغيره له العامة

أن إال إليه أسند155 بمناجاته واألنس الله عبادة إلى االنقطاع عن تشغله الوالية

ما ذلك من ولحقه والضرر الفساد عم بذلك يقم لم إذا فإنهوالعالم كالقاضي دونه غيره على الداخلة ومثال غيره يلحق

إلى يجرهما والقضاء الفتيا في الدخول أن إال إليهما المفتقرلم إذا وهما دنيوي أو ديني مهم عن يشغلهما أو يجوز ال ماعن هنا نشأ فقد الناس من غيرهما الضرر عم بذلك يقوما

عام فساد منهما والمطلوبة فيها المأذون لمصالحهما طلبهماللشارع مقصود غير هي حيث من فالمشقة تقدير كل وعلى

تقدم كما مطلوبا إليها المؤدي العمل وال مطلوبة غير تكونإن المكلف فإن مشقتين تعارض في نظر هنا نشأ فقد بيانهمن أيضا فيلزم لغيره ومشقة فساد بنفسه اشتغاله من لزم

كذلك كان وإذا نفسه في ومشقة فساد بغيره االشتغالالمشقتين انتفاء مع المصلحتين اجتماع وجه في النظر تصدىكانت فإذا الترجيح من بد فال يمكن لم وإن ذلك أمكن إن

وإن الخاصة جانب وأهمل جانبها اعتبر أعظم العامة المشقةكما فالتوقف ترجيح يظهر لم وإن فالعكس بالعكس كان

الله شاء إن والترجيح التعارض كتاب في ذكره سيأتي156 بالمكلف الواقعة المشقة تكون حيث عشرة الحادية المسألة

العادية األعمال في المشقات معتاد عن خارجة التكليف فيفيها الشارع فمقصود دنيوي أو ديني فساد بها يحصل حتى

ولذلك المتقدمة األدلة دلت ذلك وعلى الجملة على الرفععن خارجة تكن لم إذا وأما مطلقا الرخص فيها شرعت

من مثلها في المشقة تقع ما نحو على وقعت وإنما المعتادبقاصد فليس وقوعها يقصد لم وإن فالشارع العادية األعمال

Page 101: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

لم لرفعها قاصدا كان لو أنه ذلك على والدليل أيضا لرفعهاعادي غير أو عادي عمل كل ألن معها التكليف بقاء يكن

العمل نفس في إما جل أو قل قدره على وتكليفا تعبا يستلزمالدخول إلى فيه كان عما المكلف خروج في وإما به المكلف

ذلك رفع الشرع اقتضى فإذا معا فيهما وإما التكليف عمل فيأصله من به المكلف العمل لرفع اقتضاء ذلك كان التعب

هنا أن إال صحيح غير يستلزمه مما فكان صحيح غير وذلكمختلفة المعتادة األعمال في والمشقة التعب أن وهو نظرا

الفجر ركعتي صالة في المشقة فليست األعمال تلك بإختالفكالمشقة الصالة في المشقة وال الصبح ركعتي في كالمشقة

وال الحج في كالمشقة الصيام في المشقة وال الصيام فيمن ذلك غير إلى الجهاد في كالمشقة كله ذلك في المشقة

معتادة مشقة له نفسه في عمل كل ولكن التكليف أعمالعن تخرج فلم العادية األعمال من مثله مشقة توازي فيه

المشقة ليست المعتادة األعمال إن ثم الجملة على المعتادوعلى مكان كل في وقت كل في واحد وزان على تجري فيها

فليس حال كل157 الحار الزمان في إسباغه يساوي السبرات في الوضوء إسباغ

استقائه في تكلف غير من الماء حضرة مع الوضوء والالقيام وكذلك بعيدة بئر من نزعه أو طلبه تجشم مع يساويه

مع البرد شدة في أو الليل قصر في النوم من الصالة إلىبقوله القرآن أشار المعنى هذا وإلى ذلك خالف على فعله

جعل الله في أوذى فإذا بالله آمنا يقول من الناس ومن تعالىيتركوا أن الناس أحسب ألم قوله بعد الله كعذاب الناس فتنة

زاغت وإذ وقوله آخرها إلى يفتنون ال وهم آمنا يقولوا أنهنالك الظنونا بالله وتظنون الحناجر القلوب وبلغت األبصار

صبر من الله مدح ثم شديدا زلزاال وزلزلوا المؤمنون ابتليالله عاهدوا ما صدقوا رجال بقوله وعده في وصدق ذلك علىفي عنهم الله رضي وصاحبيه مالك بن كعب وقصة اآلية عليه

Page 102: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من وسلم الله صلى الله رسول ومنع تبوك غزوة عن تخلفهمرحبت بما األرض عليهم ضاقت حتى أمرهم وإرجاء مكالمتهمعند اإلماء نكاح فى جاء ما وكذلك أنفسهم عليهم وضاقت

ثم العنت خشية158 أن على يدل مما ذلك أشباه إلى لكم خيرا تصبروا وأن قال

معتاد غير أنه يظن ما المعتادة األعمال فى تبلغ قد المشقةإذ يعتاد مما مثلها فى ومشقته معتاد الحقيقة فى ولكنه

أعلى طرف وواسطة طرفان لها الواحد العمل فى المشقةكونه عن يخرجه ال وهذا المعتاد عن لخرج شيئا زاد لو بحيث

مشقة ثم يكن لم شيئا نقص لو بحيث أدنى وطرف معتاداكان فإذا واألكثر الغالب هى وواسطه العمل ذلك إلى تنسبخارجة أنها المشقات من الرأي مبادئ يظهر مما فكثيرا كذلك

العادات بمجاري عارفا كان لمن كذلك يكون ال المعتاد عنرفعها فى قصد للشارع يكن لم المعتاد عن تخرج لم وإذا

فال العادة على الجارية األعمال فى المعتادة المشقات كسائرمحال فيكون مشتبها الموضع يكون وقد رخصة فيها يكون

إال قال ثم وثقاال خفافا انفروا تعالى الله قال فحيث للخالفأن يقتضى ألنه شدة موضع هذا كان أليما عذابا يعذكم تنفروا

رفع على األدلة بمقتضى أنه إال التخلف فى أصال رخصة البحيث المعتادة األعمال فى الثقل أقصى على محمول الحرج

تبوك غزوة فى اجتمع كان وقد الخروج ويمكن النفير يتأتىالظالل مفارقة على زائدا الشقة وبعد الحر شدة أمران

الغزو مشقة فى زائد كله وذلك والخيرات الفواكه واستدراريقع لم فلذلك المعتاد عن لها مخرج غير ولكنه ظاهرة زيادة

ولنبلونكم تعالى قال وقد أشباهها فكذلك رخصة ذلك فىقال وقد أخباركم ونبلو والصابرين منكم المجاهدين نعلم حتى

من الدين فى عليكم جعل وما تعالى قوله فى عباس ابنحرج

159 والكفارات التوبة من الله جعل ما اإلسالم سعة ذلك إنما

Page 103: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وعن ورباع وثالث مثنى النساء من لكم أحل ما عكرمة وقالعباس ابن إلى قومه من ناس فى جاء أنه عمير بن عبيد

رجال لي ادع قال ثم العرب أولستم فقال الحرج عن فسألهما الشجر من الحرجة قال فيكم الحرج ما فقال هذيل من

له مخرج ال ما الحرج ذلك عباس ابن قال مخرج له ليسبشرع رفعه وفسر له مخرج ال ما الحرج جعل كيف فانظرمعتادات من كان فما الضيق الحرج وأصل والكفارات التوبة

وال لغة بحرج فليس مثلها المعتاد األعمال فى المشقاتوهى شرعية لحكمة وضع الحرج من النوع وهذا كيف شرعا

فى الله علمه ما الشاهد فى يظهر حتى واالختبار التمحيصليس وما الرفع مقصود الحرج من هو ما إذا تبين فقد الغائب

كان إذا العربي ابن قال فصل لله والحمد الرفع بمقصودخاصا كان وإذا يسقط فإنه الناس فى عامة نازلة فى الحرج

ما انتهى اعتباره الشافعي أصول بعض وفى عندنا يعتبر لمفى الذى الحرج بالخاص عني إن فإنه فيه ينظر مما وهو قال

فيه يختلف أن ينبغي وال قال كما فالحكم المعتاد مراتب أعلىوإال فيه إسقاط ال المعتاد أن ثبت فقد المعتاد من كان إن ألنه

مبنى هو فإنما اختالف وقوع تصور فإن التكليف أصل فى لزمعن الخارج قبيل من أو المعتاد قبيل من الحرج ذلك أن على

أحدهما من أنه على االتفاق مع فيه مختلف أنه ال المعتادغير عام اعتبار بكل فإنه فيه يشاح خاصا فتسميته وأيضا

بعض دون التعيين على المكلفين ببعض مختصا ليس إذ خاصتقع ما جنس ومن المعتاد عن خارج هو ما بالحرج عني وأن

مما أيضا فيه والخصوص فالعموم والتوسعة الرخصة فيهالصالة تكميل مع للحرج سبب مثال السفر فإن فهمه يشكل

والمرض عام فهذا التخفيف فيه شرع وقد والصوم160 يسوغ ال أنه بمعنى بعام ليس وهو التخفيف فيه شرع قد

على يقدر ال من المرضى من إذ مرض كل في التخفيفومنهم ذلك على يقدر من ومنهم قاعدا أو قائما الصالة إكمال

Page 104: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

واحد كل يخص فهذا يقدر ال من ومنهم الصوم على يقدر منالتخفيف فيه شرع فقد ذلك ومع نفسه في المكلفين من

مالك فيه يخالف ال ولكن خاص أنه فالظاهر الجملة علىتقييد عند العام الحرج من هذا جعلوا يكونوا أن إال الشافعي

إلى ذاك إذ فيرجع المعتاد غير الحرج فيه يحصل بما المرضذلك وعند أيضا الشافعي مالك فيه يخالف وال العام قسمله يكون أن يعد حرج من فما وإال الخاص تمثيل يصعب

ال أن اتفق وإن عام وهو إال باختالف أو باتفاق مشروع تخفيفالتشريع يكون أن قدر وإن واحد فرد إال الوجود في منه يقعالشريعة في متصور غير فهذا مخصوصين لقوم أو وحده له

أبي كتضحية أصحابه من أحد به خص أو النبي به اختص ما إالبزمان مختص فذلك خزيمة وشهادة الجذعة بالعناق بردة

والعموم بالخصوص يريد لعله قيل فإن ذلك بعد ما دون النبوةأو األقطار ببعض خاصا كان وما كلهم للناس عاما كان ما

هذا أن فالجواب ذلك أشبه وما الناس بعض أو األزمان بعضالصنف أو النوع إلى بالنسبة الحرج فإن فيه ينظر مما أيضا

الحرج كان ما الخاص حقيقة ألن خاص ال الكلي ذلك فى عامالمعينة األزمان بعض أو المعينين األشخاص ببعض خاصا فيه

أو النبوة زمان فى يتصور إنما ذلك وكل المعينة األمكنة أوعن كنهيه غيره عليه يقاس ال وجه على

161 الكعبة وكتخصيص الدافة زمن األضاحي لحوم ادخارسائر على فضلها من اشتهر بما الثالثة والمساجد باإلستقبال

متأت غير العربي ابن مسألة فى هذا مثل فتصور المساجدأو نوع هو حيث من خصوص الصنف أو النوع ففى قيل فإن

أيضا وفيه قيل ولغيره له شامل جنس تحت داخل صنفأحد فليس ينحصر ال لمتعدد شامال كونه جهة من عموموهو اآلخر الطرف من به أولى الخصوص وهو الطرفين

لو بحيث كلي فيها الحرج ألن أولى العموم جهة بل العمومذلك فنسبة الحكم في به للحق آخر صنفا أو آخر نوعا لحق

Page 105: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

تحت الداخلة األصناف أو األنواع سائر إلى الصنف أو النوعلحوق في الجنس ذلك أفراد بعض نسبة الواحد الجنس

في الحكم ثبت فإن أفراده جميع إلى السفر أو المرضوهذا البعض في سقط سقط وإن البعض في ثبت بعضها

فيها األمر يكون أن ينبغي فمسألتنا اإلمامين بين عليه متفقالالحق التغير مثل كان ما بذلك يريد لعله قيل فإن كذلك

والطحلب كالتراب عام وهوم غالبا عنه ينفك ال بما للماءببعض خاصا اإلنفكاك عدم كان إذا كما خاص أو ذلك وشبه

فيه مختلف والثاني لعمومه ساقط األول حكم فإن المياهألنه ال أم طهور هو هل البحر ماء في اختلف وكذلك لخصوصه

ففيه خصوصا المياه في األوراق بتفتت وكالتغير خاص متغيرخاصا كان وإن سقط عاما كان إن النكاح قبل والطالق خالف

امرأة كل قال إذا كما خالف ففيه162 أو السودان من أو الفالني البلد من أو فالن بني من أتزوجها

فهي ذلك أشبه وما ثيب كل أو أتزوجها بكر كل أو البيض منقصد إلى بالنسبة هو حرة فهي اشتريتها أمة كل ومثله طالق

طالق أتزوجها حرة كل قال لو كما الخاص من الوطءقال فإن فيسقط العام من الملك مطلق قصد إلى وبالنسبة

فيه وجرى خاصا كان السودان من اشتريتها أمة كل فيهوهو ممكن هذا أن فالجواب المسائل من ذلك وأشباه الخالف

األشياء هذه في الخالف نص أن إال كالمه عليه يؤخذ ما أقربباالعتبار الشافعي وعن االعتبار بعدم مالك عن وأشباهها

علم إلى بالنسبة غيرها وفى األمثلة هذه في يحقق أن يجبفهو الخالف ثبت إذا أنه إال األصول نظر إلى بالنسبة ال الفقهالعام الحرج فإن قال ما يقتضي األصولي والنظر ههنا المراد

المتقدمة كاألمثلة عنه اإلنفكاك في لالنسان قدرة ال الذى هوأن إال بإطالق عام بحرج فليس عنه االنفكاك أمكن إذا فأمايطرد ال إذ أخف كان وإن آخر حرج فيه يكون قد عنه االنفكاك

ذلك فى الناس أحوال الختالف مشقة دون عنه االنفكاك

Page 106: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

يطرد ال كذلك مشقة دون عنه االنفكاك يطرد ال فكما وأيضاالمسألة فصارت نظرين ذا االعتبار بهذا فكان وجودها مع

فى عنه انفكاك ال الذى العام الطرف وواسطة طرفين ذاتمن عنه االنفكاك يطرد خاص طرف ويقابله الجارية العادة

وواسطة ونحوه والزعفران بالخل الماء هذا كتفير حرج غيرأعلم والله واجتهاد نظر محل هي الطرفين بين دائرة

163 بمقتضاها التكليف في جارية الشريعة عشرة الثانية المسألةال بقسط الطرفين من اآلخذ األعدل الوسط الطريق على

وال عليه مشقة غير من العبد كسب تحب الداخل فيه ميلجميع في تقتضى موازنة على جار تكليف هو بل انحاللوالحج والصيام الصالة كتكاليف اإلعتدال غاية المكلفين

سبب غير على ابتداء شرع مما ذلك وغير والزكاة والجهادبطريق العلم عدم إلى يرجع لسبب أو ذلك اقتضى ظاهر

عن يسألونك ينفقون ماذا ويسألونك تعالى كقوله العملانحراف ألجل التشريع كان فإن ذلك وأشباه والميسر الخمر

أحد إلى الوسط عن انحرافه مظنة وجود أو المكلفوجه على لكن األعدل الوسط إلى رادا التشريع كان الطرفين

الطبيب فعل فيه اإلعتدال ليحصل اآلخر الجانب إلى فيه يميلحاله بحسب صالحه فيه ما على المريض يحمل الرفيق

له هيأ صحته استقلت إذا حتى وضعفه مرضه وقوة وعادتهترى ال أو أحواله جميع فى به الئقا وسطا التدبير في طريقا

خطاب التكليف ابتداء في الناس خاطب تعالى الله أنالتعريف

164 هذا في بثها التي والمصالح الطيبات من عليهم أنعم بمابها يقوم التي ومرافقهم منافعهم ولحصول ألجلهم الوجود

لكم جعل الذى تعالى كقوله تصرفاتهم بها وتكمل عيشهمبه فأخرج ماء السماء من وأنزل بناء والسمآء فراشا األرض

السموات خلق الذى الله وقوله لكم رزقا الثمرات منرزقا الثمرات من به فأخرج ماءا السماء من وأنزل واألرض

Page 107: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وإن قوله إلى بأمره البحر فى لتجرى الفلك لكم وسخر لكمالسماء من أنزل الذى هو وقوله تحصوها ال الله نعمة تعدوا

عد ما آخر إلى تسيمون فيه شجر ومنه شراب منه لكم مآءوبالعذاب آمنوا إن بالنعيم ذلك على وعدوا ثم النعم من لهموقابلوا عاندوا فلما الكفر من عليه هم ما على تمادوا إن

عليهم أقيمت لهم قيل ما صدق في وشكوا بالكفران النعميلتفتوا لم فلما وصحته لهم قيل ما بصدق القاطعة البراهين

الحقيقة في وأنها بحقيقتها أخبروا العاجلة في لرغبتهم إليهاكقوله ذلك في األمثال لهم وضربت فانية زائلة ألنها شئ كالاآلية السماء من أنزلناه كمآء الدنيا الحياة مثل إنما تعالى

الدنيا الحياة هذه وما وقوله ولهو لعب الدنيا الحياة إنما وقولهيعلمون كانوا لو الحيوان لهى اآلخرة الدار وإن ولعب لهو إال

ربما الرغبة يقتضي ما بعضهم من وظهر الناس آمن لما بلفقال المعنى هذا إلى نظرا أو طلبها في االعتدال عن أمالته

والسالم الصالة عليه165 لم ولما الدنيا زهرات من لكم يفتح ما عليكم أخاف مما إن

التى الله زينة حرم من قل تعالى قال مظنته وال ذلك يظهرفى آمنوا للذين هى قل الرزق من والطيبات لعباده أخرج

من كلوا الرسل يأيها وقال القيامة يوم خالصة الدنيا الحياةالظلم عن النهي اإلسالم ألهل ووقع صالحا واعملوا الطيبات

يلبسوا ولم آمنوا الذين تعالى وقال والتشديد فيه والوعيدعليه قال ولما مهتدون وهم األمن لهم أولئك بظلم إيمانهموعد وإذا كذب حدث إذا ثالث المنافق آية والسالم الصالة

من أحد يسلم ال إذ عليهم ذلك شق خان ائتمن وإذا أخلفبكذب أخبروه حين لهم والسالم الصالة عليه ففسره منه شئتبدوا وإن نزل لما وكذلك الكفر بأهل مختصة وخيانة وإخالف

عليهم شق اآلية الله به يحاسبكم تخفوه أو أنفسكم فى ماوقارف وسعها إال نفسا الله يكلف ال فنزل

166 ذلك فى فسئل له يغفر ال أن وخاف غيره أو بارتداد بعضهم

Page 108: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

على أسرفوا الذين عبادى يا قل الله فأنزل الله رسولومتاعها الدنيا ذم ولما اآلية الله رحمة من تقنطوا ال أنفسهم

ويتركوا يتبتلوا أن عليهم الله رضوان الصحابة من جماعة همعليهم ذلك فرد العبادة إلى وينقطعوا والدنيا واللذة النساء

ألناس ودعا مني فليس سنتي عن رغب من وقال الله رسولوأوالدكم أموالكم إنما الله أنزل ما بعد والولد المال بكثرة

الدنيا جمع على الصحابة واقر الدنيا هي والولد والمال فتنةعند إال بتركها أمرهم وال يزهدهم ولم منها بالحالل والتمتعمخالفة مظنة تظهر وحيث حقه من منع وجود أو حرص ظهور

أن المعنى هذا غامض ومن فال سواه وما ذلك بسبب التوسطجزاء وأنه اآلخرة فى المؤمنين به يجازى عما أخبر تعالى اللهبما جزاء بقوله إليهم وأضافها أعماال إليهم فنسب ألعمالهم

غير أجر فلهم قوله في عليهم به المنة ونفى يعملون كانواأسلموا أن عليك يمنون تعالى قال بأعمالهم منوا فلما ممنون

هداكم أن عليكم يمن الله بل إسالمكم على تمنوا ال قلاألمر هو ما على عليهم المنة فأثبت صادقين كنتم إن لإليمان

اآلخرين إلى أضاف ما عنهم وسلب حق مقطع ألنه نفسه فييكن لم الهداية فلوال أى أيضا كذلك لإليمان هداكم أن بقوله

به مننتم ما167 حين الحرة شراج حديث المقصود المعنى في يشبه وهذا

يا إسق السالم عليه فقال األنصار من ورجل الزبير فيه تنازعالرجل فقال جارك إلى الماء وأرسل بالمعروف فأمره زبير

قال ثم وسلم عليه الله رسول وجه فتلون عمتك ابن كان إنحقه له واستوفى الجدر إلى الماء يرجع حتى زبير يا إسقيؤمنون ال وربك فال ذلك فى نزلت اآلية هذه إن الزبير فقال

أبدا الشريعة تجد وهكذا اآلية بينهم شجر فيما يحكموك حتىيجري الترتيب هذا من نحو وعلى ومصادرها مواردها فياالعتدال يقتضيه ما على ابتداء الغذاء يعطي الماهر الطبيب

عن سأله من ويخبر الغذاء مزاج مع المغتذي مزاج توافق في

Page 109: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

غير أم سم أم غذاء أهو المغتذي يجهلها التي المأكوالت بعضفي قابله األخالط بعض بانحراف علة أصابته فإذا ذلك

إلى ليرجع اآلخر الجانب في انحرافه مقتضى على معالجتهغاية وهذا المطلوبة والصحة األصلي المزاج وهو االعتدالفإذا فصل سبحانه الله من واإلنعام اإلحسان وغاية الرفق

التوسط على حاملة تجدها فتأملها شرعية كلية في نظرتمقابلة في فذلك األطراف من طرف جهة إلى ميال رأيت فإن

ما وعامة التشديد فطرف اآلخر االطرف في متوقع أو واقعمن مقابلة في به يؤتي والزجر والترهيب التخويف في يكون

الدين في اإلنحالل عليه غلب168 والترغيب الترجية في يكون ما وعامة التخفيف وطرف

في الحرج عليه غلب من مقابلة في به يؤتي والترخيصومسلك الئحا التوسط رأيت ذاك وال هذا يكن لم فإذا التشديدالذي والمعقل إليه يرجع الذي األصل وهو واضحا االعتدالفي المعتبرين من النقل في رأيت إذا هذا وعلى إليه يلجأ

منه مراعاة ذلك أن فاعلم التوسط عن مال من الدينالنظر يجري وعليه األخرى الجهة في متوقع أو واقع لطرف

يعرف والتوسط قابلها وما وأشباههما والزهد الورع فيكما العقالء معظم به يشهد وما بالعوائد يعرف وقد بالشرعقصد بيان في الرابع النوع النفقات في واإلقتار اإلسراف في

ويشتمل الشريعة أحكام تحت المكلف دخول في الشارعوضع من شرعي المقصد األولى المسألة مسائل على

لله عبدا يكون حتى هواه داعية عن المكلف إخراج الشريعةاضطرارا لله عبد هو كما اختيارا

169 أن على الدال الصريح النص أحدها أمور ذلك على والدليلتعالى كقوله ونهيه أمره تحت والدخول لله للتعبد خلقوا العباد

رزق من منهم أريد ما ليعبدون إال واإلنس الجن خلقت ومابالصالة أهلك وأمر تعالى وقوله يطعمون أن أريد وما

الناس أيها يا وقوله نرزقك نحن رزقا نسألك ال عليها واصطبر

Page 110: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ثم تتقون لعلكم قبلكم من والذين خلقكم الذى ربكم اعبدواالبر ليس تعالى كقوله السورة تفاصيل في العبادة هذه شرحآمن من البر ولكن والمغرب المشرق قبل وجوهكم تولوا أن

فى ذكر ما تمام إلى وهكذا المتقون هم وأولئك قوله إلىشيئا به تشركوا وال الله واعبدوا وقوله األحكام من السورة

اإلطالق على بالعباد اآلمرة اآليات من ذلك غير إلىالله إلى الرجوع إلى راجع كله فذلك العموم على وبتفاصيلها

وهو حال كل على أحكامه إلى واالنقياد األحوال جميع فىمن القصد هذا مخالفة ذم على دل ما والثانى لله التعبد معنى

الله عن أعرض من وذم الله أمر مخالفة عن أوال النهيصنف بكل الخاصة العقوبات من العاجل بالعذاب وإيعادهم

وأصل اآلخرة الدار فى اآلجل والعذاب المخالفات أصناف منالعاجلة األغراض طاعة إلى واإلنقياد الهوي اتباع ذلك

للحق مضادا الهوى اتباع الله جعل فقد الزائلة والشهواتخليفة جعلناك إنا دواد يا تعالى قوله فى كما له قسيما وعده

فيضلك الهوى تتبع وال بالحق الناس بين فاحكم األرض فىالحياة وآثر طغى من فأما تعالى وقال اآلية الله سبيل عن

خاف من وأما قسيمه فى وقال المأوى هى الجحيم فإن الدنياوقال المأوى هي الجنة فإن الهوى عن ونهىالنفس ربه مقاماألمر حصر فقد يوحى وحي إال هو إن الهوى عن ينطق وماوإذا لهما ثالث فال والهوى الشريعة وهو الوحى شيئين فىتوجه الوحى فى الحق تعين وحين متضادان فهما كذلك كان

للهوى170 اتخذ من أفرأيت تعالى وقال للحق مضاد الهوى فاتباع ضده

أهوائهم الحق اتبع ولو وقال علم على الله وأضله هواه إلههطبع الذين أولئك وقال فيهن ومن واألرض السموات لفسدت

بينة على كان أفمن وقال أهواءهم واتبعوا قلوبهم على اللهفكل وتأمل أهواءهم واتبعوا عمله سوء له زين كمن ربه من

معرض فى به جاء فإنما الهوى فيه تعالى الله ذكر موضع

Page 111: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

قال أنه عباس ابن عن المعنى هذا روى وقد ولمتبعيه له الذمأن فى واضح كله فهذا ذمه إال كتابه فى الهوى الله ذكر ما

التعبد تحت والدخول الهوى اتباع عن الخروج الشارع قصدالمصالح أن من والعادات بالتجارب علم ما والثالث للمولىالهوى اتباع فى االسترسال مع تحصل ال والدنيوية الدينية

والتقاتل التهارج من ذلك فى يلزم لما األغراض مع والمشيعندهم معروف وهذا المصالح لتلك مضاد هو الذى والهالك

اتبع من ذم على اتفقوا ولذلك المستمرة والعادات بالتجاربال ممن تقدم من إن حتى به سارت حيث وسار شهواته

يقتضون كانوا درست شريعة له كان أو يتبعها له شريعةالعقلي النظر فى هواه اتبع من كل بكف الدنيوية المصالح

ما باقتضائه العوائد وإطراد عندهم لصحته إال عليه اتفقوا وماالسياسة يسمونها التى وهى الدنيا صالح إقامة من أرادوا

فى صحته على والعقل النقل توارد قد أمر فهذا المدينةيصح لم كذلك كان وإذا عليه يستدل أن من أظهر وهو الجملة

تشهى مقتضى على وضعت أنها الشريعة على يدعى أن ألحدأما الخمسة من الشرع أحكام تخلو ال إذ وأغراضهم العباد

االسترسال لمقتضى مصادمتها فظاهر والتحريم الوجوبغرض فيه لك كان كذا افعل له يقال إذ االختيار تحت الداخل

غرض فيه لك كان كذا تفعل وال ال أم171 على باعث وهوى موافق غرض فيه للمكلف اتفق فإن ال أم

األقسام سائر وأما باألصل ال فبالعرض النهي أو األمر مقتضىدخلت فإنما المكلف خيرة تحت الدخول ظاهرها كان وإن

عن إخراجها إلى راجعة فهى اختياره تحت لها الشارع بإدخالوقد وغرض اختيار فيه له يكون قد المباح أن ترى أال اختيارهمثال رفعه فى بل اختيار فيه له ليس أن تقدير فعلى يكون اليود هوى صاحب من فكم اختياره تحت داخل إنه يقال كيف

مثال إليه وكل لو إنه حتى ممنوعا الفالني المباح كان لوأن تقدير وعلى حق فى للمتنازعين يطرأ كما لحرمه تشريعه

Page 112: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حتى الحصول مطلوب كان لو يود تحصيله فى وهواه اختيارهذلك فى األمر يصير قد ثم ألوجبه إليه ذلك جعل فرض لو

وبالعكس غدا يكره ما اآلن فيحب العكس على بعينه المباحتتوارد ذلك وعند اإلطالق على حكم قضية فى يستتب فال

اتباع فرط بسبب النظام فينخرم الواحد الشئ على األغراضالحق اتبع ولو كتابه فى أنزل الذى فسبحان والهوى األغراض

إباحة فإذا فيهن ومن واألرض السموات لفسدت أهواءهممن إال المكلف اختيار تحت بإطالق دخوله توجب ال مثال المباح

لوضع تابعا اختياره يكون ذاك وإذ الشارع من قضاء كان حيثال الشرعى اإلذن تحت من مأخوذا وغرضه الشارع

داعيه عن المكلف إخراج عين هو وهذا الطبيعي باالسترساليكون أن إما الشرائع وضع قيل فإن لله عبدا يكون حتى هواه

أفحسبتم تعالى قال وقد باتفاق باطل فاألول لحكمة أو عبثاوما واألرض السموات خلقنا وما وقال عبثا خلقناكم أنماالعبين بينهما وما واألرض السموات خلقنا وما باطال بينهما

172 فالمصلحة ومصلحة لحكمة كان وإن بالحق إال خلقناهما ماإلى ورجوعها العباد إلى أو تعالى الله إلى راجعة تكون أن إما

تبين حسبما إليه المصالح عود ويستحيل غني ألنه محال اللهمقتضى وذلك العباد إلى رجوعها إال فإيبق الكالم علم فى

يوافق وما نفسه مصلحة يطلب إنما عاقل كل ألن أغراضهمالمطلب بهذا لهم تكلفت والشريعة وأخراه دنياه فى هواه

وفق على الشريعة توضع أن ينفى فكيف التكليف ضمن فىأن بيان تقدم فقد وأيضا أهوائهم ودواعي العباد أغراضحظوظهم لهم وثبتت العباد أغراض وفق على جاءت الشريعة

على وجوبا أو المحققون يقوله ما على تعالى الله من تفضالكان حقا الشارع مقاصد من هذا ثبت وإذا المعتزلة يزعمه ما

أنها سلم إذا الشريعة وضع أن فالجواب باطال ينافيه ماوعلى الشارع أمر بحسب علهيم عائدة فهى العباد لمصالح

كانت ولذا وشهواتهم أهوائهم مقتضى على ال حده الذى الحد

Page 113: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والعادة والحس النفوس على ثقيلة الشرعية التكاليفعن له مخرجة والنواهي فاألوامر بذلك شاهدة والتجربة

الحد تحت من يأخذها حتى أغراضه واسترسال طبعه داوعيواألغراض األهواء مخالفة عين وهو المراد هو وهذا المشروع

العاجل فى المكلف على عائدة التكليف مصالح أن أماعن خارجا لها نيله يكون أن ذلك من يلزم وال فصحيح واآلجل

يناولها أن دون بنفسه لها متناوال يكون أن وال الشرع حدودالكالم هذا بين تعارض ال أن يتبين وبه ظاهر وهذا الشرع إياه

من والغرض الحظ ثبوت فى نظر تقدم ما ألن تقدم ما وبينوذلك والشهوة الهوى اقتضاه حيث من ال الشارع أثبته حيث

ههنا أردنا ما173 كان عمل كل أن منها قواعد عليه انبنى هذا تقرر فإذا فصل

أو النهي أو األمر إلى التفات غير من بإطالق الهوى فيه المتبعيحمل حامل من للعمل بد ال ألنه بإطالق باطل فهو التخييرذلك فى الشارع لتلبية يكن لم فإذا إليه يدعو وداع عليه

فهو كذلك كان وما والشهوة الهوى مقتضى إال فليس مدخلباطل العمل فهذا بإطالق الحق خالف ألنه بإطالق باطل

مسعود ابن حديث وتأمل المتقدمة الدالئل بمقتضى بإطالققليل فقهاؤه كثير زمان فى إنك الموطأ فى عنه الله رضى

يسأل من قليل حروفه وتضيع القرآن حدود فيه تحفظ قراؤهالخطبة في ويقصرون الصالة في يطيلون يعطي من كثير

قليل زمان الناس على وسيأتي أهوائهم قبل أعمالهم يبدءونحدوده وتضيع القرآن حروف فيه تحفظ قراؤه كثير فقهاؤه

الخطبة فيه يطيلون يعطي من قليل يسأل من كثيرفأما أعمالهم قبل أهواءهم فيه يبدءون الصالة ويقصرونحيث من فذلك العادات وأما ظاهر باطلة فكونها العبادات

فى فوجودها والنهي األمر مقتضى على الثواب ترتب عدمفيه المأذون أخذ عدم فى اإلذن وكذلك سواء وعدمها ذلك

هذا وفى األحكام كتاب فى تقدم كما به المنعم جهة من

Page 114: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أو أوالنهي األمر بإطالق فيه المتبع كان فعل وكل الكتابوحق صحيح فهو التخيير

174 صاحبه فيه ووافق له الموضوع طريقه من به أتى قد ألنهفيه امتزج إن وأما ظاهر وهو صوابا كله فكان الشارع قصد

كان فإن والسابق للغالب فالحكم بهما معموال فكان األمرانمن غرضه نيل العامل قصد بحيث الشارع أمر السابق

وهو الثانى بالقسم لحاقه فى إشكال فال المشروع الطريقالحظوظ طلب ألن خاصة الشرع مقتضى فيه المتبع كان ما

الشريعة ألن الجهة هذه من الشريعة وضع ينافي ال واألغراضضرر فال تابعا الحظ جعل فإذا العباد لمصالح أيضا موضوعة

الوجه ذلك يكون أن وهو معتبرا شرطا هنا أن إال العامل علىشرعه الشارع أن تبين مما غرضه به يحصل أو حصل الذى

الشارع أمر فيه السابق فليس وإال الغرض ذلك مثل لتحصيلالغالب كان وإن موضعه فى مذكور الشرط هذا وبيان

الحق فهو كالتبع الشارع أمر وصار الهوى هو والسابققصد تحري القسمين بين الفرق وعالمة األول بالقسم

فانظر هواه فيه العامل شارك عمل فكل ذلك وعدم الشارعفالغالب الشارع نهي عند شهوته ومقتضى هواه كف فإن

عند يكف لم وإن تبع وهواه الشارع أمر هذا لمثل والسابقوإذن والشهوة الهوى له والسابق فالغالب عليه النهي ورود

طاهر وهى زوجته فواطىء عنده له حكم ال تبع الشارعحاضت فإن الشارع إلذن أو لهواه تابعا فيه يكون أن محتملفصل السابق أنه على دل وإال تبع هواه أن على دل فانكف

ضمن فى جاء وإن المذموم إلى طريق الهوى اتباع أن ومنهافحيثما الشريعة لوضع بوضعه مضاد أنه تبين إذا ألنه المحمود

مخوفا كان العمل فى مقتضاها زاحم175 مضاد ألنه النواهي وارتكاب األوامر تعطيل سبب فإنه أوال أما

ضراوة للنفس أحدث ربما واعتيد اتبع إذا فإنه ثانيا وأما لهامخلوق وهو سيما وال أعمالها فى معها يسري حتى به وأنسا

Page 115: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

باإلمتثال مسبوقا يكون فقد األمشاج فى بها ملصق معهاالعمل صار له سابقا صار وإذ له سابقا فيصير الشرعي

إلى صاحبه يصير ما فبسرعة حكمه وفى له تبعا اإلمتثاليالعامل فإن ثالثا وأما هنا حاكم التجربة ودليل المخالفة

والنعيم فيه هو بما االلتذاذ عمله نتائج من اإلمتثال بمقتضىوربما العلوم مغاليق وانفتاح الفهوم ثمرات من يجتنيه بمافانحاش األرض فى القبول له وضع أو الكرامات ببعض أكرم

المتعلقة ألغراضهم وأموه به وانتفعوا عليه وحلقوا إليه الناسالسالكين على يدخل مما ذلك غير إلى وأخراهم بدنياهم

العلم وطلب والصوم الصالة من الصالحة األعمال طرقعليه دخل فإذا الخير لطرق المالزمين وسائر للعبادة والخلوة

بحيث ونعيم ولذة وغنى وأنس بهجة به للنفس كان ذلكقال كما ذلك من لحظة إلى بالنسبة فيها وما الدنيا تصغر

أو بالسيوف عليه لقاتلونا عليه نحن ما الملوك علم لو بعضهمتلك مقدمات إلى تنزع النفس فلعل كذلك كان وإذا قال كما

تلك عن السقوط باب وهو لألعمال سابقة فتكون النتائجبمذموم ليس المحمود الهوى كان وإن هذا بالله والعياذ الرتبة

هذا ودليل اإلطالق على المذموم إلى يصير فقد الجملة علىالفضالء وأخبار السالكين أحوال استقراء من مأخوذ المعنى

ههنا تقريره إلى حاجة فال والصالحين176 ألن مظنة الشرعية األحكام فى الهوى اتباع أن ومنها فصل

أغراضه إلقتناص المعدة كاآللة فتصير أغراضه على بها يحتالالناس أيدي فى لما سلما الصالحة األعمال يتخذ كالمرائى

الشرعيات فى الهوى اتباع مآالت تتبع ومن ظاهر هذا وبيانهذا من األحكام كتاب فى تقدم وقد كثيرا المفاسد من وجد

فى المسببات إلى االلتفات على الكالم عند جملة المعنىأصل الحديث فى المذكورة الضالة الفرق ولعل أسبابها

المسألة الشرع مقاصد توخي دون أهوائها اتباع ابتداعهاتابعة ومقاصد أصلية مقاصد ضربان الشرعية المقاصد الثانية

Page 116: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وهى للمكلف فيها الحظ التى فهى األصلية المقاصد فأمافيها حظ ال إنها قلنا وإنما ملة كل فى المعتبرة الضروريات

ال مطلقة عامة بمصالح قيام ألنها ضرورية هى حيث من للعبددون بوقت وال صورة دون بصورة وال حال دون بحال تختص

كفائية ضرورية وإلى عينية ضرورية إلى تنقسم لكنها وقتبحفظ مأمور فهو نفسه فى مكلف كل فعلى عينية كونها فأماوبحفظ حياته بضرورية قياما نفسه وبحفظ وعمال اعتقادا دينه

الخطاب لمورد حفظا عقله177 عمارة فى عوضه بقاء إلى التفاتا نسله وبحفظ إليه ربه من

األنساب اختالط مضيعة فى وضعه عن له ورعيا الدار هذهماله وبحفظ مائه من المخلوق على بالرحمة العاطفة

لو أنه ذلك على ويدل األربعة األوجه تلك إقامة على استعانةبينه ولحيل عليه لحجر األمور هذه خالف العبد اختيار فرضعليه محكوما الحظ مسلوب فيها صار هنا فمن اختياره وبينلهذا تابعة أخرى جهة فمن حظ فيها له صار وإن نفسه فى

منوطة كانت حيث فمن كفائية كونها وأما األصلي المقصدلتستقيم المكلفين جميع فى العموم على بها يقوم أن بالغير

القسم هذا أن إال بها إال الخاصة تقوم ال التى العامة األحوالالعيني يقوم ال إذ ضروريا كونه فى به الحق فهو لألول مكمل

لجميع عامة بمصالح قيام الكفائى أن وذلك بالكفائى إالمن عليه يعود ال بما مأمور الجهة تلك من به فالمأمور الخلق

فقط نفسه بخاصة ذاك إذ يؤمر لم ألنه تخصيص جهتهالله خليفة أنه وحقيقته الوجود بإقامة بل عينيا وإالصار

ال الواحد فإن ذلك من له هيء وما قدرته حسب على فىعبادهيقوم أن عن فضال أهله بجميع والقيام نفسه إصالح على يقدر

الله فجعل األرض أهل بمصالح يقوم أن عن فضال بقبلةالملك قام حتى العامة الضروريات إقامة فى خالئف الخلق

من معرى الكفائي المطلوب هذا أن على ويدلك األرض فىمن ممنوعون األمر ظاهر فى به القائمين أن شرعا الحظ

Page 117: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من به قاموا بما ألنفسهم الحظوظ استجالب178 واليته على توالهم ممن أجره يأخذ أن لوال يجوز فال ذلك

على أجره أوله عليه المقضى من يأخذ أن لقاض وال عليهموال فتواه على لمفت وال حكمه على لحاكم وال قضائه

أشبه ما وال قرضه على لمقرض وال إحسانه على لمحسنولذلك عامة مصلحة فيها للناس التى العامة األمور من ذلك

ألن الوالية نفس بها المقصود والهدايا الرشا امتنعتحكمة تضاد عامة مفسدة إلى مؤد هنا المصلحة استجالب

يجرى المسلك هذا وعلى الواليات هذه نصب فى الشريعةيجرى خالفة وعلى النظام ويصلح األنام جميع فى العدل

أن يتبين فيه وبالنظر اإلسالم قواعد وهدم األحكام فى الجورفيها المعاوضة قصد وال عليها اإلجازة تصح ال العينية العبادات

واألدب للعقاب سبب تركها وأن بها دنيوى مطلوب نيل والألن للعقوبة تركها موجب العامة المصالح فى النظر وكذلك

فهى التابعة المقاصد وأما العالم فى مفسدة أي تركها فىمقتضى له يحصل جهتها فمن المكلف حظ فيها روعي التى

وسد بالمباحات واالستمتاع الشهوات نيل من عليه جبل ما179 الدين قيام أن حكمت الخبير الحكيم حكمة أن وذلك الخالت

على تحمله اإلنسان قبل من بدواع ويستمر يصلح إنما والدنياالطعام شهوة له فخلق وغيره هو إليه يحتاج ما اكتساب

إلى الباعث ذلك ليحركه والعطش الجوع مسه إذا والشرابالشهوة له خلق وكذلك أمكنه بما الخلة هذه سد فى التسبب

إليها الموصلة األسباب اكتساب إلى لتحركه النساء إلىالعارضة والطوارق والبرد بالحر االستضرار له خلق وكذلك

خلق ثم والمسكن اللباس اكتساب إلى داعية ذلك فكانههنا ليس االستقرار أن مبينة الرسل وأرسل والنار الجنة

األبدية السعادة وأن أخرى لدار مزرعة الدار هذه وأنماإلى بالرجوع هنا أسبابها تكتسب لكنها هنالك األبدية والشقاوة

استعمال فى المكلف فأخذ عنه بالخروج أو الشارع حده ما

Page 118: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

على قدرة له يجعل ولم األغراض تلك إلى الموصلة األمورفطلب األمور هذه مقاومة عن لضعفه وحده بذلك القيام

بنفع حاله واستقامة نفسه نفع فى يسعى فصار بغيره التعاونأحد كل كان وإن بالمجموع للمجموع االنتفاع فحصل غيره

المقاصد صارت الجهة هذه فمن نفسه نفع فى يسعى إنماالله شاء ولو لها ومكملة األصلية للمقاصد خادمة التابعةسلب مع بها لكلف أو الحظوظ عن اإلعراض مع بها لكلف

جعله بما عباده على امتن لكنه عليها المجبول الدواعياإلكتساب وجعل لآلخرة الدنيا عمارة من أراده ما إلى وسيلة

هي شرعية قوانين على لكن ممنوعا ال مباحا الحظوظ لهذهمصلحة العبد يعده مما الدوام على وأجرى المصلحة في أبلغ

اإلكتساب في لمنعنا شاء ولو تعلمون ال وأنتم يعلم واللهالبالغة الحجة وله المالك فإنه الحظوظ إلى القصد األخروى

لنا حظي بوعد علينا الواجبة بحقوقه القيام في رغبنا ولكنهكلفنا ما طريق في بها نتمتع كثيرة حظوظا ذلك من لنا وعجل

هي تلك وإن توابع المقاصد هذه إن قيل اللحظ فبهذا بهيقتضيه والثاني العبودية محض يقتضيه األول فالقسم األصول

بالعبيد المالك لطف180 أحدهما ضربان الضروريات أن إذا تحصل قد الثالثة المسألة

اإلنسان كقيام مقصود عاجل حظ فيه للمكلف كان ماوالمسكن السكن واتخاذ اإلقتيات فى وعياله نفسه بمصالح

واإلجارات كالبيوع المتممات من بها يلحق وما واللباسالهياكل بها تقوم التي اإلكتساب وجوه من وغيرها واألنكحة

من كان مقصود عاجل حظ فيه ليس ما والثاني اإلنسانيةالطهارة من والمالية البدنية كالعبادات األعيان فروض

فروض من أو ذلك أشبه وما والحج والزكاة والصيام والصالةوالنقابة والوزارة الخالفة من العامة كالواليات الكفايات

وغير والتعليم والجهاد الصلوات وإمامة والقضاء والعرافةفرض إذا عامة لمصالح عامة شرعت التي األمور من ذلك

Page 119: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كان فلما األول فأما النظام انخرم لها الناس ترك أو عدمهاطلب إلى يستدعيه نفسه من وباعث عاجل حظ في لالنسان

قهرا يحمله بحيث جدا قويا الداعي ذلك وكان إليه يحتاج ماجعل بل نفسه إلى بالنسبة الطلب عليه يؤكد لم ذلك على

الندب طلب مطلوبا الجملة على والنكاح والتكسب اإلحترافمعرض في يأتي ما كثيرا بل الوجوب طلب ال

181 فانتشروا الصالة قضيت فإذا البيع الله وأحل كقوله اإلباحةتبتغوا أن جناح عليكم ليس الله فضل من وابتغوا األرض فى

لعباده اخرج التى الله زينة حرم من قل ربكم من فضالأشبه وما رزقناكم ما طيبات من كلوا الرزق من والطيبات

بحيث المندوب كأخذ له الناس أخذ فرضنا لو أن مع ذلكبالتدبير إال يقوم ال العالم ألن ألثموا الترك جميعا يسعهم

من الجبلة في ما على كالحوالة الشارع من فهذا واإلكتسابأو حظ فيه يكن لم إذا حتى اإلكتساب على الباعث الداعي

هذا فرض لو كما كفاية أو عينا الشرع أوجبه طبعي نازع جهةهذا أن فالحاصل ذلك أشبه وما واألقارب الزوجات نفقة في

بغير فيه باالمصالح القيام يكون قسم قسمان الضربالقيام يكون وقسم مباشرة نفسه بمصالح كقيامه واسطة

بوظائف كالقيام الغير في الحظ بواسطة فيه بالمصالحكاإلجارات مصلحة فيه للغير بما واإلكتساب واألوالد الزوجاتفالجميع واإلكتساب الصنائع وجوه وسائر والتجارة والكراء

دائرة خدمة الغير حظ بذلك فيقوم حظه بها اإلنسان يطلبتحصل حتى بعضا اإلنسان أعضاء بعض كخدمة الخلق بين

طلب على الغير حظ فيه فيما الطلب ويتأكد للجميع المصلحةهكذا النظر كان ولما بالغة حكمة وهذه المباشر النفس حظيناقض ما وكان يقتضيه ما إلى كالمتروكة الداعي جهة وكانت

أكدت ذلك من الضد على هو بل خادم له ليس الداعي182 في بالنار واإلبعاد الدنيا في والتأديب بالزجر هنا الكف جهة

الربا وأكل والخمر والزنى النفس قتل عن كالنهي اآلخرة

Page 120: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والسرقة بالباطل الناس من وغيرهم اليتامى أموال وأكلاإلنسان مصلحة طلب إلى النازع الطبع فإن ذلك وأشباه

هذا وعلى األشياء هذه في الدخول يستدعي مفسدته ودرءالضرب من الكفاية قسم في الشرعي الرسم جرى الحد

الواليات وشرف السلطان عز فإن أنواعه أكثر أو الثانياإلنسان جبل مما لآلمر المأمورين وتعظيم الرياسة ونخوة

بل اإليجاب ال الندب مجرى جاريا بها األمر فكان حبه علىفي النظر وأكد خالفها المتوقع بالشروط مقيدا ذلك جاءالنهي في واألحاديث اآليات من كثير فجاء الداعي مخالفة

جعلناك إنا داود يا تعالى كقوله فيها النفس إليه تنزع عماالهوى تتبع وال بالحق الناس بين فاحكم األرض فى خليفةتطلب ال الحديث وفي آخرها إلى الله سبيل عن فيضلك

كما أو إليها وكلت نفس باستشراف طلبتها إن فإنك اإلمارةفي النصح عدم وعن األمراء غلوم عن النهي وجاء قال

ولم النفس من الداعي خالف على كله هذا كان لما اإلمارةالشريعة بل األصل في الوجوب عدم على دليال كله هذا يكن

الواجبات أوجب من الخلق مصالح في أنها على دالة كلها183 اكد مقصود عاجل حظ فيه يكن لم فلما األعيان قسم وأما

عليه وأقيمت بالتحريم ونفيه باإليجاب فعله إلى القصدمقصود كان ما المقصود بالحظ وأعني الدنيوية العقوباتالصالة شرع الشارع أن نعلم فإنا السبب بوضعه الشارع

الدنيا في بها لننال وال عليها لنحمد ال العبادات من وغيرهاله وضعت ما ضد هذا فإن حطامها من شيئا أو وعزا شرفا

الدين لله أال العالمين رب لله خالصة هي بل العباداتعز بها لينال ال الكفاية أعمال شرعت وهكذا الخالص

قد كان وإن والنهي األمر وشرف الوالية ونخوة السلطانعلى وشرفه الدنيا في لله المتقي عز فإن بالتبع ذلك يحصل

معلوم موجود الواليات في العزة ظهور وكذلك ينكر ال غيرهوهكذا به المكلف للعمل تبعا يأتي حيث من شرعا ثابت

Page 121: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حسبما عدالتهم في يقدح ال حيث من الوالة بمصالح القيامفكما متأكد مطلوب هو بل ممنوع وال منكر غير الشارع حده

القيام العامة فعلى العامة بمصالح القيام الوالي على يجبتعالى قال وقد ذلك إلى احتاج إن أموالهم بيوت من بوظائفهنرزقك نحن رزقا نسألك ال عليها واصطبر بالصالة أهلك وأمر

ال حيث من ويرزقه مخرجا له يجعل الله يتق ومن وقال اآليةإلى برزقه الله تكفل العلم طلب من الحديث وفي يحتسب

سبب الله بحقوق المكلف قيام أن على يدل مما ذلك غيرما أن هذا من تحصل فقد فصل الرزق من الله عند ما إلنجاز

فيه له يحصل األول بالقصد حظ للمكلف فيه ليس184 بالقصد حظ للمكلف فيه وما الشارع من الثاني بالقصد حظه

األول في ذلك وبيان الحط من المبرأ العمل فيه يحصل األولذلك وراء وما وماله نفسه حظ من أوال الشريعة في ثبت ما

في عمدة وجعلهم والعدالة والفضل التقوى أهل احترام منوغير الدينية وإقامةالمعالم والشهادات الواليات في الشريعة

السموات أهل وحب الله حب من لهم جعل ما إلى زائدا ذلكالناس يحبهم حتى األرض في لهم القبول ووضع لهم

من به يخصون وما أنفسهم على ويقدمونهم ويكرمونهمواإلتحاف الدعوات وإجابة القلوب وتنوير الصدور انشراح

إلى مسندا الحديث في ما ذلك من وأعظم الكرامات بأنواعفإذا وأيضا بالمحاربة بارزني فقد وليا لي آذى من العزة ربألموره بسببها يتفرغ ال عامة بوظيفة قائما وصفه هذا من كان

على وجب حظوظه ونيل بمصالحه القيام في به الخاصةفي للنظر باله يفرغ بما له ويتكفلوا بذلك له يقوموا أن العامة

ما إلى لمصالحهم المرصدة أموالهم بيوت من مصالحهمفأنت الخصوص على حظه نيل إلى راجع هو مما ذلك أشبه

عن تجرده طريق في الدنيوية حظوظه نيل عن يعرى ال تراهفإن الثاني وأما أعظم النعيم من اآلخرة في وماله حظوظه

المباحات إلى قصده ضمن في لضرورياته اإلنسان اكتساب

Page 122: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اللينات ولباس المستلذات أكل فإن ظاهر بها يتنعم التيالخالت سد تضمن قد الجميالت ونكاح الفارهات وركوب

هو حيث من الحياة إقامة أن مر وقد الحياة بضرورة والقيامفيه الحظ ضروري

185 واإلجارات البياعات وأنواع بالتجارات اكتسابه في فإن وأيضاوإن الغير بمصالح قياما الخلق بين معاملة هو مما ذلك وغير

يعود له حظ هو حيث من فيه فليس الحظ طريق في كانوكونه حظه إلى طريق هو ما جهة من إال غرض منه عليه

على نفقته وهكذا نفسه في مقصودا كونه غير ووسيلة طريقاعاقل حيوان من شرعا به يتعلق من وسائر وزوجته أوالدهوالله المطلوب الحظ إلى به يتوسل ما وسائر عاقل وغير

اعتبار في والخصوص العموم إلى نظرنا وإذا فصل أعلماألعمال وجدنا الكفاية قسم إلى بالنسبة المكلف حظوظ

األول بالقصد المكلف حظ فيه يعتبر لم قسم أقسام ثالثةللمصالح العامة والمناصب العامة الواليات وذلك حال على

مصلحة فيه كان عمل كل وهو ذلك فيه اعتبر وقسم العامةكالصناعات نفسه فى اإلنسان مصلحة طريق فى الغير

إلى راجع الحقيقة فى القسم وهذا كلها العادية والحرفكان وإنما نفسه خاصة فى حظه واستجالبه اإلنسان مصلحةبينهما يتوسط وقسم بالعرض فيه العامة المصلحة استجالبظاهر وهذا فيه الحظ الذى األمر ولحظ الحظ قصد فيتجاذبهويدخل خاصة وليست العموم فى تتمحض لم التى األمور فى

وما واألذان والصدقات واألحباس األيتام أموال والية هذا تحتالحظ من التجرد فيها يصح العموم حيث من فإنها ذلك أشبه

باإلنسان الخاصة الصنائع كسائر وأنها الخصوص حيث ومناألمر جهة فإن هذا فى تنافض وال الحظ يدخلها االكتساب فى

به يقوم أن انتدابا فيؤمر الحظ وجه غير بالحظ186 ضرورة غير أو ضرورة موطن فى الحظ له يبذل ثم لحظ

مال والي فى ذلك وأصل باالنتداب قائم ثم يكون ال حين

Page 123: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فقيرا كان ومن فليستعفف غنيا كان ومن تعالى قوله اليتيمالقسام أجرة فى العلماء قاله ما وانظر بالمعروف فليأكل

على العلوم وتعليم الجارية والصدقات األحباس فى والناظرفيه ما الرابعة المسألة القسم هذا يوضح ما ذلك ففى تنوعها

الحظ من تخليصه يتأتى فيه المأذون من محضا العبد حظفيه أذن ما قبيل من فإنه خالصا تعالى لله فيه العمل فيكونفيه المأذون كان حيث من بالقبول اإلذن تلقى فإذا به أمر أو

لبى إذا أنه كما الحظ من مجردا صار للعبد الله من هديةالحظ عن تجرد سواه لما مراعاة غير من باإلمتثال الطلب

القسم من شرعا عليه عوض ال ما ساوى الحظ من تجرد وإذابه يلحق فهل كذلك كان وإذا للمكلف فيه الحظ الذى األول

هذا القصد فى به ملحقا صار لما الحكم فى187 إنه يقال أن أحدهما النظر من وجهين ويحتمل فيه ينظر مما

هنا الحظ قسم ألن القصد فى ساواه ما إلى الحكم فى يرجعمن بعبادة القيام وهو بالقصد األول القسم عين صار قد

أو ومعايشهم أقواتهم إصالح فى بالخلق مختصة العباداتعلى الخزان يشبه الخلق منافع من حظ على صاحبه صار

ينبغي ال فكما الخلق أموال فى والعمال األموال بيوت أموالعلى عوضا وال هدية أحد من يقبل أن األول القسم لصاحب

يزيد أن له ينبغى ال ههنا كذلك به تعبد ما على وال عليه ولى ماما الوالي يقتطع كما يده تحت من يقتطعه حاجته مقدار على

من يبذله ذلك سوى وما بالمعروف يده تحت من إليه يحتاجأشبه ما أو إعراء أو إرفاق أو صدقة أو بهدية إما عوض غيرصار لما ألنه الغير يأخذ كالغير األخذ فى نفسه يعد أو ذلك

على كالوكيل188 نفس ألنها الغير ذلك مثل نفسه عد بمصالح والقيم غيره

كثير عن التزامه محكى هذا ومثل علىالجملة إحياؤها مطلوبالله رضى والتابعين الصحابة عن محكى هو بل الفضالء من

ومتابعين ودائبين ماهرين االكتساب فى كانوا فإنهم عنهم

Page 124: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ليحتجنوا وال ألنفسهم ليدخروا ال لكن االكتسابات ألنواعوما األخالق ومكارم الخيرات سبيل فى لينفقوها بل أموالهم

في فكانوا الشرعية العوائد حسنته وما إليه الشرع ندبعلى ذلك كل فى وهم األموال بيوت على كالوالة أموالهملما أنهم يقتضى وجه فهذا أخبارهم تنصه حسبما درجات

الحظ ما معاملة األعمال هذه عاملوا حظ لغير عاملين صارواقلنا وإن الجملة على مراعى هذا أن على ويدل ألبتة فيه

فيه بد ال له أذن حيث لحظه اإلنسان طلب أن الحظ بثبوتإذا الحاجة طلب فإن المخلوقين وحق الله حق مراعاة من

الشرعية الموانع وانتقاء الشرعية الشروط بوجود مقيدا كانكله وهذا والعموم اإلطالق على الشرعية األسباب ووجودفى خرج فقد به مطلوب هو حيث من للمكلف فيه الحظ

حظ طريق فى الغير معاملة إن ثم حظه مقتضى عن نفسهالمعاملة فى إليه اإلحسان من به أمر ما تقتضي النفس

اإلطالق على والنصيحة والميزان المكيال فى والمسامحةالمشروع الحد يتجاوز غبنا المغابنة وترك كله الغش وترك

فيكون شرعا يكره ما على له عونا المعاملة تكون ال وأنال التى األمور من ذلك غير إلى والعدوان اإلثم إلى طريقا

طلب فى األمر آل فقد أصال بحظ حظه طالب على تعودالحظ عدم إلى الحظ

189 عن تجرد إذا فكيف قصدا حظه طلب فى بعد واإلنسان هذاتحري على عوض أخذ له يجوز ال فكما أعماله فى حظهإلى وال العبادات إلى بالنسبة ال األعمال فى المشروعكذلك بالقصد صار فيما فكذلك عليه مجمع وهو العادات

الحظ طلب فرض مع يتصور ال القصد هذا فرض فإن وأيضابه إال الواجب يتم ال ما حكم فى داخلة فهي كذلك كان وإذا

بما مطلوب فهو الحظ سلب يقتضى بما مطلوب أنه ثبت فإنبه مطلوب إنه أقلنا علينا سواء به إال المطلوب ذلك يتم الحكم يكون أن يعدو ال الجملة على فحكمه ال أم شرعيا طلبا

Page 125: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

النصيحة طلب قد فالشارع ظاهر وهذا ألبتة حظ فيه ليس ماطلبا مثال

190 النصيحة الدين بقوله الدين عمدة الشارع جعله بحيث جازماالعوض على توقفها فرضنا فلو مواضع فى تركه على وتوعد

والمنصوح الناصح اختيار على موقوفة لكانت عاجل حظ أومندوب اإليثار وأيضا جازما طلبها يكون ال أن إلى يؤدي وذلك

أن يتصور ال عوض على به معموال فكونه فاعله ممدوح إليهحظ على الغير حظ تقديم اإليثار معنى ألن إيثارا يكون أنسائر وهكذا العاجل العوض طلب مع يكون ال وذلك النفس

المسألة فى نظري وجه فهذا والعبادية العادية المطلوباتفى يرجع أنه يقال أن الثانى والوجه بمقتضاه القول يمكن

العامل لهذا أثبت قد الشارع ألن الحظ من أصله إلى الحكمأن أراد إن إنه حتى غيره على المقدم وجعله عمله فى حظه

يبذله أو لنفسه يدخره أن له وكان سائغا كان بجميعه يستبدإليه الله هدية فهى اآلخرة فى أو الدنيا فى نفسه لمصلحة

حدود مقتضى وعلى باإلذن أخذها إن وهو يقبلها ال فكيفله جعل حيث ومن حظ فيه له جعل ما أخذ فإنما الشرع

الشرعية فالحدود وأيضا إليه القصد له أبيح الذى وبالقصدوطريق وسيلة فهى حظ بمقتضاها العمل فى له يكن لم وإنتقدم فيما الوسيلة بحكم للمقصد يحكم لم فكما حظه إلى

ليس ما اإلنسان أخذ من المسألة هذه قبل191 كالمعاوضات حظه إلى وسيلة ألنه حظ به العمل فى له

به توسل ما بحكم الحظ من فيه للمأذون هنا يحكم ال فكذلكيدخرون كثيرا الله رحمهم الصالح السلف من وجدنا وقد إليه

بمقدار وغيرها التجارة فى ويأخذون أنفسهم لمصالح األموالعبادة إلى يرجعون ثم خاصة أنفسهم فى إليه يحتاجون ما

يكونوا ولم االكتساب إلى عادوا اكتسبوه ما نفد إذا حتى ربهمبل الوجه ذلك على لهم عبادة الصناعة أو التجارة يتخذون

يفعلون إنما كانوا وإن أنفسهم حظوظ على يقتصرون كانوا

Page 126: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عن يخرجهم ال فذلك بالعبادة والقيام التعفف حيث من ذلكالصالح السلف عن أوال ذكر وما لحظوظهم الطالبين زمرة

بذلك المقصود أن على حمله لصحة تقدم فيما بمتعين ليسلهم الشارع أثبتها حيث من أنفسهم حظوظ التصرف

الحظوظ من يسعهم ما حسب على دنياهم فى فيعملونإثبات على مبني فالجميع كذلك أخراهم في ويعملونالحظوظ تكون أن الغرض وإنما المطلوب وهو الحظوظ

طريقها في يقع تعد غير من الشارع حد مما جهة من مأخوذةاإلنسان يخل ال أن الحظ طريق في الحدود حدث فإنما وأيضا

لم الشارع فإن نفسه مصلحة إلى ذلك فيتعدى غيره بمصلحةبالنسبة سبيل أقوم على المصالح لتجري إال الحدود تلك يضع

صالحا عمل من تعالى قال ولذلك نفسه في أحد كل إلىواآلخرة الدنيا أعمال في عام وذلك فعليها أساء ومن فلنفسه

192 بعد النبي أخبار وفي نفسه على ينكث فإنما نكث فمن وقاللكم أحصيها أعمالكم هي إنما عبادي يا وتحريمه الظلم ذكرولذلك الدنيا دون باآلخرة هذا مثل يختص وال إياها أوفيكم ثم

وما لقوله ذنوبه بسبب باإلنسان النازلة المصائب كانتاعتدى فمن وقال أيديكم كسبت فبما مصيبة من أصابكم

هذا على واألدلة عليكم اعتدى ما بمثل عليه فاعتدوا عليكمهذه في حظه طلبه عن ينفك ال فاإلنسان الحصر تفوت

أن تبين هذا ثبت وإذا حظه نيل إلى طريق هي التي األمورجملة العاجلة الحظوظ امتناع في األول يساوي ال القسم هذا

أخذ في الناس أن وذلك الطريقين بين الجمع يمكن وقدتسببه بغير إال يأخذها ال من منهم مراتب على حظوظهم

التفرقة على وكيال فيه فيكون الشئ يكتسب أو العمل فيعملشيئا ذلك من لنفسه يدخر وال قدر ما بحسب الله خلق علىتذكره لعدم إما الحظوظ من لنفسه حظا ذلك من يجعل ال بل

وإما ينسى ما قبيل من عنده يصير حتى حظها الطراح لنفسهواألرض السموات ملكوت وبيده به عالم ألنه بالله يقين قوة

Page 127: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

رزقه بأن يقينا حطه إلى التفات عدم أو يخيبه فال حسبه وهومن أنفة أو لنفسه ينظر مما بأحسن له الناظر فهو الله على

من ذلك لغير أو تعالى الله حق مع حظه إلى اإللتفاتجاء هؤالء مثل وفي األحوال أصحاب على الواردة المقاصد

خصاصة بهم كان ولو أنفسهم على ويؤثرون193 لها بعث الزبير ابن أن عنها الله رضى عائشة عن نقل وقد

فدعت ألف ومائة ثمانين أراه الرواى قال غرارتين فى بمالفأمست الناس بين تقسمه فجعلت صائمة يومئذ وهى بطبقهلمى جارية يا قالت أمست فلما درهم ذلك من عندها وما

فيما استطعت أما لها فقيل وزيت بخبز فجاءتها أفطريتعنينى ال فقالت عليه تفطرين لحما بدرهم تشتري أن قسمت

عائشة سأل مسكينا أن مالك وخرج لفعلت ذكرتنى كنت لولها لمواله فقالت رغيف إال بيتها فى وليس صائمة وهىأعطيه فقالت عليه تفطرين ما لك ليس فقالت إياه أعطيه

ما انسان أو بيت أهل لنا أهدى أمسينا فما ففعلت قالت إياههذا هذا من كلي فقالت عائشة فدعتنى وكفنها شاة لنا يهدىترقع وهى ألفا سبعين قسمت أنها عنها وروى قرصك من خيرخبز على أفطرت ثم وقسمته ألف بمائة لها ما وباعت ثوبها

من إال يأخذ فال المملكة بعض على الوالي يشبه وهذا الشعيرتدبيره مقام وتدبيره الله بقسم اليقين له قام ألنه الملك

يرى صاحبه فإن تقدم بما المقام هذا على اعتراض وال لنفسهعن انحط لنفسه دبر فإذ لنفسه تدبيره من خيرا له الله تدبير

من ومنهم األحوال أرباب هم وهؤالء دونها هو ما إلى رتبتهوإن استعف استغنى إن اليتيم مال على كالوكيل نفسه يعد

مال يصرف كما صرفه ذلك عدا وما بالمعروف أكل احتاجحيث فينفقه عنه غنيا الحال فى يكون فقد منافعه فى اليتيم

منه أخذ احتاج وإن اإلمساك يجب حيث ويمسكه اإلنفاق يجبوهذا إقتار وال إسراف غير من له أذن ما بحسب كفايته مقداربحظه أخذ لو فإنه اإلكتساب ذلك فى الحظوظ من براءة أيضا

Page 128: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كآحاد نفسه جعل بل يفعل لم وهو غيره دون نفسه لحابىمنهم واحدا نفسه يعد الخلق فى قسام فكأنه الخلق

194 إن الله رسول قال قال موسى أبي عن الصحيح وفىبالمدينة عيالهم طعام قل أو الغزو فى أرملوا إذا األشعريين

فى بينهم اقتسموه ثم واحد ثوب فى عندهم كان ما جمعوابين المواخاة حديث وفى منهم وأنا مني فهم واحد إناء

يفعل والسالم الصالة عليه كان وقد هذا واألنصار المهاجرينمحمود بالحظوظ فاإليثار مشهور هو ما هذا من مغازيه فى

بمن ثم بنفسك ابدأ والسالم الصالة عليه لقوله مضاد غيرحالتين فى اإلستقامة على يحمل بل تعول

195 وما العاجلة بالحظوظ أنفسهم يقيدوا لم قبلهم والذين فهؤالءظاهر أثر إليه للقصد إذ حظ فى سعيا يعد ال ألنفسهم أخذوا

بل ذلك هنا يفعل ولم غيره على نفسه اإلنسان يؤثر أن وهوذلك ثبت وإذا غيره مع نفسه سوى أو نفسه على غيره آثر

من بمنزلة أنفسهم عدوا كأنهم الحظوظ من برءآء هؤالء كانيأخذون ال والتجارات اإلجارات فى وتجدهم حظ له يجعل لم

حاول ما يكون حتى األجرة أو الربح من يكون ما بأقل إالالنصيحة فى بالغوا ولذلك له ال لغيره كسبا ذلك من أحدهم

فأين ألنفسهم ال للناس وكالء كانوا ألنهم يلزمهم ما فوقكالغش جازت وإن ألنفسهم المحاباة يرون كانوا بل هنا الحظ

األول بالقسم حكما الحقون هؤالء أن شك فال لغيرهمومنهم ابتداء الواجب الشرعي باللزوم ال أنفسهم بإلزامهمحيث من فيه لهم أذن ما أخذوا بل هؤالء مبلغ يبلغ لم من

كل فى االنفاق على واقتصروا منه منعوا مما وامتنعوا اإلذنحظوظ أهل المتقدم باإلعتبار هؤالء فمثل حاجة إليه لهم ما

إنه هذا مثل فى قيل فإن أخذها يصح حيث من مأخوذة لكنبمجرد يأخذوها لم أنهم جهة من يقال فإنما الحظ عن تجرد

هو وهذا والنهي لألمر مالحظ غير يأخذها ممن تحرزا أهوائهمال كالبهيمة تجرأ بل له حد ما دون يقف لم إذا المذموم الحظ

Page 129: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الكالم وإنما هذا فى كالم وال شهواتها فى المشي غير تعرفحكم فى يجعل فال لنفسه إال يتصرف لم وهو األول فى

على وال هو بل المسلمين على العامة المصالح على الوالىوالوالية عام بوال ليس الوجه هذا من وهو نفسه مصلحة

أهل أن أعلم والله فالصواب الحظوظ من المبرأة هى العامةالحظوظ استيفاء من قصدوا بما حكما معاملون القسم هذا

يأخذ ال من وهما األولين القسمين بخالف ذلك لهم فيجوزونحوها القسمة نسبة على لكن به يأخذ أو بتسبب

196 فإنما الشرعية المقاصد وفق إذا العمل الخامسة المسألةمن قسم وكل التابعة المقاصد أو األصلية المقاصد على

وقع فإذا مسألة قسم كل فى فلنضع وتفريع نظر فيه هذينفال العمل فى راعاها بحيث األصلية المقاصد مقتضى على

الحظ من بريئا كان فيما مطلقا وسالمته صحته فى إشكالأصل فى الشارع لقصد مطابق ألنه الحظ فيه روعي وفيما

إخراج التشريع فى الشرعي المقصود أن تقدم إذ التشريعهنا كاف وهذا لله عبدا يكون حتى هواه داعيه عن المكلف

إذا األصلية المقاصد أن ذلك من كثير وفقه قواعد عليه وينبنىعن وأبعد عبادة وصيرورته العمل إخالص إلى أقرب روعيت

وبيان العبودية محض وجه فى تغبر التى الحظوظ مشاركةهو حيث من يراعيه أن بواجب ليس اإلنسان حظ أن ذلك

إنما إليه االلتفات وإباحة له الشرع إثبات إن قولنا على حظهمراعاة الله على بواجب ليس إذ به الله امتن تفضل مجرد هو

العقلي بالوجوب القول على جار أيضا وهو العبيد مصالحفى كاف األذن أو والنهي لألمر اإلمتثال قصد فمجرد

197 الشارع خطاب مجرد إلى التوجه فى غرض كل حصولعلى واقع وفعله الحظ من برىء له ملبيا وفقه على فالعامل

هو بل الجملة فى حظه يندرج ثم حولها وما الضرورياتأو لألمر امتثاال اإلنسان اكتسب فإذا الغير على شرعا المقدم

الجملة على النفوس إحياء إلى وهوالقصد األمر بعلة اعتبارا

Page 130: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ثم بنفسك ابدأ شرعا المقدم هو كان عنها الشرور وإماطةنظره ثم مثال بواجب قياما به قام بما قيامه كان أو تعول بمن

بعض دون النفوس بعض على يقتصر قد الواجب ذلك فىبحياة أو بها مكلف هو حيث من نفسه بحياة القيام يقصد كمن

شاء من به ليحي فيكتسب نظره يتسع وقد نظره تحت منقد األول ألن باألجر وأعودها وأحمدها الوجوه أعم وهذا اللهغير ويقصد يقصد لم حيث نفقته وتقع كثيرة أمور فيه يفوته

وأما ربه إلى التدبير يكل لم أنه يضره ال كان وإن كسب ماشىء كل على هو من يد فى وتصرفه قصده جعل فقد الثانى

حصره على يقدر ال كبير عالم بيسيره ينتفع أن وقصد قديرحظه من يفوته وال العبودية بإخالص التحقق فى غاية وهذا

هذا جل معها يفوته فقد التابعة المقاصد مراعاة بخالف شىءالبرد أو العطش أو الجوع زوال مثال يراعى إنما ألنه جميعه أو

وهذا ذلك غير عن مجردا بالمباح التلذذ أو الشهوة قضاء أوقصد فيه روعي وال بعبادة فليس جائزا كان وإن

198 لكان الشارع قصد روعي ولو معه منجر وهو األصلي الشارعتقدم كما الخطاب بمقتضى التعلق إل فيرجع امتثاال العملووجه وجه هذا خاصة الحظ مراعاة إال يبق لم يراع لم فإذا

والنهي األمر مجرد إلى إما راجعة األصلية المقاصد أن ثانلألمر طاعة شك بال وهو ذلك سوى شىء فى نظر غير من

من األمر من فهم ما إلى وإما فيه داخله ال أمر لما وامتثالوسببا وسيلة فجعله عبيدة سخرة فى سيده استعمله عبد أنه

عن يخرج ال أيضا وهذا يشاء كيف إليهم حاجاتهم وصول إلىلحظه مسقط العبودية بمحض عامل فهو األمر مجرد اعتبار

لحظة العامل بخالف بحظه له القائم هو السيد فكأن فيهافهم حيث من وال األمر مجرد حيث من بذلك يقم لم لما فإنه

حظ أو حظه استجالب جهة من به قام ولكنه األمر مقصودنفسه جهة فمن األمر امتثل إن فهو حظ فيه له من

199 العمل بذلك والتعبد حقه فى مفقود له كما على فاإلخالص

Page 131: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إلى القصد عدم فى أوضح فذلك األمر يمتثل لم وإن منتفوالنهي األمر يتخذ وقد فيه مخلصا يكون أن عن فضال التعبد

ووجه نقص وذلك حظه طلب عليه غلب إذا عباديين ال عاديينجدا ثقيل بعبء قائم األول المقاصد على القائم أن وهو ثالث

الغالب فى الحظ طالب تحته يثبت ال التكليف من كبير وحملحالة األمر هذا أن ذلك وسبب أخف هو بما حظه يطلب بل

اختصه من إليها الله يهدى أبى أو شاء المكلف على داخلةوأعظم األحمال أثقل النبوة كانت ولذلك عباده من بالتقريب

هذا فمثل ثقيال قوال عليك سنلقى إنا تعالى قال وقد التكاليفعامل فإنه الحظ طالب بخالف زائد اختصاص مع إال يكون ال

فاألول بنفسه وفاعل بربه فاعل مستويين وغير بنفسهحظ صاحب تجد فلما فلذلك بنفسه عامل والثانى محمول

فاطلبه الحال تلك يدعي من رأيت فإن شاق بتكليف يقومعلمت وإال ذاك فهو به أوفي فإن المقام ذلك أهل بمطالب

صاحب أن ثبت وإذا ادعى ما عند يثبت قلما متقول أنهوصاحب اإلخالص آثار من أثر فذلك محمول األول المقاصد

عنده نقص ما بمقدار إال الحمل ذلك بمحمول ليس الحظله وثبت األول المقاصد فى قصده ثبت حظه سقط فإذا حظه

كثيرا نرى فنحن قيل فإن عبادات أعماله وصارت اإلخالصبل الدين أهل فى العليا الرتبة بلغ وقد حظه فى يسعى ممن

والنساء الطيب يحب كان أنه المرسلين سيد عن جاء قدالماء له ويستعذب الذراع تعجبه وكان والعسل والحلواء

ذلك وأشباه200 من يشتهيه مما يمتنع ال كان إذا النفس لحظ اتباع هو مما

فى العليا الرتبة بلغ وقد وجده إذا يستعمله كان بل الحاللفهذا القرآن خلقه وكان وأزكاهم الخلق أتقى وهو الدين أهل

نفسه حظ يسقط ممن كثيرا أيضا ونرى الطرف هذا فىعليه قدر ما بمقتضى العباد مصالح فى أو لغيره ويعملخالق من اآلخرة فى له فليس ذلك ومع عمله فى صادقا

Page 132: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عن وانقطع تزهد ممن وغيرهم النصارى رهبان من ككثيرالعبادة واتخذ بباله أخطرها وال إليها يلتفت ولم وأهلها الدنيا

آية الناس فى صار حتى وعادة دأبا الخلق حوائج فى والسعيالطرفين هذين وبين محض باطل على مبني يعمله ما وكل

وجهين من فالجواب الفريقين من تقرب تحصى ال وسائطتكون ال قد األمور وغائبات ظواهر زعمت ما أن أحدهما

قوله فى األخبار فوائد فى اإلسكاف قاله ما فانظر معلومةمن لك يلح ثالث دنياكم من إلى حبب والسالم الصالة عليهإلى الصرف الحظ طلب من توهمت ما خالف المطلع ذلك

الصالة الثالث من جعل أنه عليه ويدل الصرف الحق طلبفى يقال أن يمكن وهكذا اإليمان بعد العبادات أعلى وهى

مطلوبا يكون أن الشىء حب من يلزم ال فإنه وأيضا سواهاعنه ينشأ فيما ينظر وإنما يملك ال باطن أمر الحب ألن بحظ

والسالم الصالة عليه كان كان أنه لك أين فمن األعمال منحيث من يتناوله أن دون الحظ لمجرد األشياء تلك يتناول

القدوة فى هذا تبين وإذا الحظ من البراءة عين هو وهذا األذنواليته اشتهرت ممن به مقتدى كل فى نحوه تبين األعظم

بل الحظ من مجردة أنها نسلم فال الرهبان عن الكالم وأماقد اإلنسان ألن النفس هوى فى واستهالك الحظ عين هى

الناس ترى كما منه أعلى هو حظ إلى أمر فى حظه يتركأعلى الجاه فى النفس حظ ألن الجاه طلب فى المال يبذلون

201 طريق فى يموتوا حتى الرياسة طلب فى النفوس ويبذلونالرياسة للذة الدنيا لذات يتركون قد الرهبان وهكذا ذلك

والرياسة والتعظيم الذكر وحظ أعلى فإنها والتعظيمالتى الحظوظ أعظم من الناس فى القائم والجاه واإلحترام

فال مسألتنا فى منهى أول وذلك جنبها فى الدنيا متاع يستحقريخرج ما آخر الرياسة حب قالوا ولذلك شأنه هذا فيمن كالم

قد الحظوظ طلب أن والثانى وصدقوا الصديقين رءوس منبينهما والفرق كذلك يكون ال وقد الحظوظ من مبرءا يكون

Page 133: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فإن أوال الشارع أمر يكون أن إما أوال طلبه على الباعث أنعنده نفسه ألن المنزه المبرأ الحظ فهو الشارع أمر كان

عن مبرءا غيره مصالح فى يكون فكما غيره منزلة تنزلتالقصد بمقتضى وذلك نفسه مصالح فى يكون كذلك الحظ

حظا هذا مثل يعد وال السؤال فى ذكر من شأن وهذا األولالباعث كان إذا التابع القصد ألن القصد بحسب فيه سعيا وال

إن فأما حكمه فله فروعه من فرعا كان األصلى القصد عليهنحن ما وليس الحظ فى سعى فإنه األول بالقصد يرتبط لم

هذه لهم يتفق فقد أشبههم ومن الرهبان شأن وأما هكذا فيهالصوامع فى فينقطعون الوضع فاسدة كانت وإن الحالة

حظوظهم ويسقطون واللذات الشهوات ويتركون والدياراتيمكنهم ما غاية ذلك فى ويعملون معبودهم إلى التوجه فى

فى ويعاملونه إليه سبب أنه يظنون وما إليه التقرب وجوه منحرفا الدين فى المحق يفعله حسبما أنفسهم وفى الخلق

من إلى مخلصون هم بل مخلصين غير إنهم أقول وال بحرفيعملون ما كل أن إال عاملوا ما إلى صدقا ومتوجهون عبدوا

بنوا ألنهم اآلخرة فى منه بشىء الله ينفعهم ال عليهم مردودنارا تصلى ناصبة عامله خاشعة يومئذ وجوه أصل غير علىمن والضالل البدع أهل ذلك فى ودونهم بالله والعياذ حامية

الخوارج فى جاء وقد الملة هذه أهل202 الخويصرة ذي في والسالم الصالة عليه قوله من عملت ما

مع وصيامه صالتهم مع صالته أحدكم يحقر أصحابا له فإن دعهوحاال تستعظم عبادة لهم أن فأخبر الحديث صيامهم

فيهم قال فلذلك أصل غير على مبني لكنه ظاهرة يستحسنعليه وأمر الرمية من السهم يمرق كما الذين من يمرقون

كثير هذا من األهواء أهل في ويوجد بقتلهم والسالم الصالةمع خلوصه يصح إنما اإلعمال في فاإلخالص الجملة وعلى

كان صحيح أصل على مبنيا كان إن لكنه الحظوظ إطرارهذا ويتفق فبالضد فاسد أصل على كان وإن الله عند منجيا

Page 134: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اطراح رأى المحبين أحوال طالع فمن المحبة أهل فى كثيرالتى الوجوه أتم على أحبوا لمن األعمال وإخالص الحظوظاألصلية المقاصد على البناء أن ظهر قد فإذا اإلنسان من تتهيأ

وال عدمه إلى أقرب التابعة المقاصد وأن اإلخالص إلى أقربالمقاصد على البناء أن أيضا هنا من ويظهر فصل أنفيه

قبيل من كانت عبادات كلها المكلف تصرفات يصير األصليةمن الشارع مراد فهم إذا المكلف ألن العادات أو العبادات

فهو فهم ما مقتضى على العمل في وأخذ الدنيا أحوال قياممنه طلب إذا ويترك العمل منه طلب حيث من يعمل إنماإقامة من عليه هم ما على الخلق إعانة فى أبدا فهو الترك

والقلب واللسان باليد المصالح203 فبالوعظ باللسان وأما اإلعانات وجوه فى فظاهر باليد أما

عاصين ال مطيعين عليه هم فيما يكونوا أن بالله والتذكيرواألعمال المقاصد إصالح من ذلك فى إليه يحتاجون ما وتعليم

باإلحسان وبالدعاء المنكر عن والنهي بالمعروف وباألمرشرا لهم يضمر ال وبالقلب مسيئهم عن والتجاوز لمحسنهم

اتصفوا التى األوصاف بأحسن ويعرفهم الخير لهم يعتقد بلإليهم بالنسبة نفسه ويحتقر ويعظمهم اإلسالم بمجرد ولو بها

يقتصر ال بل بالعباد المتعلقة القلبية األمور من ذلك غير إلىعلى الشفقة عليه تدخل ولكن اإلنسان جنس على هذا فىدل كما أحسن هى بالتى إال يعاملها ال حتى كلها الحيواناتأجر رطبة كبد ذي كل فى والسالم الصالة عليه قوله عليهكتب الله إن وحديث ربطتها هرة فى المرأة تعذيب وحديث

الحديث القتلة فأحسنوا قتلتم فإذا مسلم كل على اإلحسانهذه فى عامل األصلية بالمقاصد فالعامل ذلك أشباه إلى

الصالة عليه بنبية واقتداء ربه ألمر امتثاال نفسه فى األموركلها عبادة سبيله هذه من تصاريف تكون ال فكيف والسالم

أو حظه إلى يلتفت إنما فإنه حظه على عامال كان من بخالفهو بل اإلطالق على بعبادة ليس وهذا حظه إلى طريقا كان ما

Page 135: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والمباح فيه غيره بحق أو الله بحق يخل لم إن مباح فى عاملعلى قام فرضناه وإن به الله إلى يتعبد ال

204 خاصة إليه بالنسبة عبادة فهو الشارع أمره حيث من حظهالنسبة بتلك حظه داعيه عن خارج فهو كذلك فرضته وإن

األعمال ينقل األصلية المقاصد على البناء أن ذلك ومن فصلدائرة األصلية المقاصد إذ الوجوب أحكام إلى الغالب فى

الضرورية لألمور حفظا كانت حيث من الوجوب حكم علىاألعمال صارت كذلك كانت وإذا باتفاق المراعاة الدين فى

غير أن تقدم وقد العامة األمور على دائرة الحظ عن الخارجةهو فيما بالكل عامل وهذا بالكل واجبا يصير بالجزء الواجب

عامال صار فقد باختالله النظام يختل مباح أو بالجزء مندوبالحظ على بناء فهو التابعة المقاصد على البناء فأما بالوجوب

المقاصد على فالبناء الوجوب يستلزم ال والجزئي الجزئىبالجزء إما مباحا العمل يكون فقد الوجوب يستلزم ال التابعة

ممنوعا أو مكروها بالجزء مباحا وإما معا والجزء بالكل وإماأن ذلك ومن فصل األحكام كتاب في الجملة هذه وبيان بالكل

ما كل إلى القصد يتضمن المكلف تحراه إذا األول المقصدمفسدة درء أو مصلحة حصول من لعمل ا فى الشارع قصده

ما فهم بعد إما الشارع أمر تلبية قصده إنما به العامل فإنما قاصد فهو تقدير كل وعلى األمر امتثال لمجرد وإما قصد

المقاصد أعم الشارع قصد أن ثبت وإذا الشارع قصده205 له المتلقى كان حظ وال غرض يشوبه ال صرف نور وأنه وأولها

قاصر وال مشوب غير كامال وافيا زكيا له آخذا الوجه هذا علىعلى للمكلف فيه الثواب يترتب أن حر فهو الشارع مراد عن

أخذ ألن كله ذلك عليه يترتب فال التابع القصد وأما النسبة تلكالحظ قصد قصره قد بالحظ العمل وأخذ بالحظ والنهي األمر

شاهده األول نهوض ينهض فال عمومه وخص إطالقه عنالخيل والسالم الصالة عليه وقوله بالنيات األعمال قاعدة

أجر له هى الذى فأما وزر رجل وعلى ستر ولرجل أجر لرجل

Page 136: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فما روضة أو مرج فى لها فأطال الله سبيل فى ربطها فرجلحسنات له كان الروضة أو المرج من ذلك طيلها فى أصابت

كانت شرفين أو شرفا فاستنت ذلك طيلها قطعت أنها ولولم منه فشربت بنهر مرت أنها ولو له حسنات وأرواثها آثارها

هذا فى أجر له فهي حسنات له ذلك كان به يسقى أن يردبارتباطها قصد ألنه األول القصد لصاحب الحديث من الوجه

عاما تصرفاته فى أجره فكان خاص غير عام وهذا الله سبيلربطها ورجل والسالم الصالة عليه قال ثم خاص غير أيضا

له فهى ظهورها وال رقابها فى الله حق ينس ولم وتعففا تغنياخاصا وجها قصد لما المحمود الحظ صاحب فى فهذا ستر

وهو الستر وهو قصد ما على مقصورا حكمها كان حظه وهوورجل والسالم الصالة عليه قال ثم التابع القصد صاحب

وزر ذلك على فهى اإلسالم ألهل ونواء ورياء فخرا ربطهاوال الهوى متابعة أصل من المستمد المذموم الحظ فى فهذا

االقتداء األول بالقصد العمل مجرى ويجري هنا فيه كالمعليه الله صلى الله رسول بأفعال

206 قصد يشمله قصدوا ما ألن التابعين أو بالصحابة أو وسلمنية على النية فى اإلحالة وشاهده اإلقتداء فى المقتدى

أحرم بما إحرامه فى الصحابة بعض قول فى كما به المقتدىغيره فى يكون كذلك الحكم فى حجة فكان الله رسول بهاألصلية المقاصد على العمل أن ذلك ومن فصل األعمال من

أما أعظم معصيتها كانت خولفت وإذا أعظم الطاعة يصيرلجميع اإلصالح على عامل وفقها على العامل فألن األول

ذلك لجميع قاصد إما ألنه اإلطالق على عنهم والدفع الخلقتحت يدخل الذى األمر امتثال على نفسه قاصر وإما بالفعل

على جوزي فعل وإذا األمر بذلك الشارع قصده ما كل قصدهفى شك وال قصدها عامة مصلحة كل وعلى أحياها نفس كل

أحيا فكأنما النفس أحيا من كان ولذلك العمل هذا عظمالحوت حتى شىء كل له يستغفر العالم وكان جميعا الناس

Page 137: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ثوابه يبلغ فإنما وفقه على يعمل لم إذا ما بخالف الماء فىكان أعم قصده كان فمتى بالنيات األعمال ألن قصده مبلغوزان على إال أجره يكن لم قصده يعم لم ومتى أعظم أجرهعامل مخالفتها على العامل فإن الثانى وأما ظاهر وهو ذلك

وقد العام اإلصالح على للعامل مضاد وهو العام اإلفساد علىضده على فالعامل األجر به يعظم العام اإلصالح قصد أن مروزر من كفل األول آدم ابن على كان ولذلك وزره به يعظموكان القتل سن من أول ألنه المحترمة النفس قتل من كل

سيئة سنة سن ومن جميعا الناس قتل فكأنما النفس قتل منبها عمل من ووزر وزرها عليه كان

207 الطاعات أصول أن وهى أخرى قاعدة تظهر هنا ومن فصلاألصلية المقاصد اعتبار إلى راجعة وجدت تتبعت إذا وجوامعهالك ويتبين مخالفتها فى وجدت اعتبرت إذا الذنوب وكبائر

فإنك قياسا بها ألحق وما عليها المنصوص الكبائر فى بالنظروقع إذا العمل السادسة المسالة الله شاء إن مطردا تجده

المقاصد تصاحبه أن يخلو فال التابعة المقاصد وفق علىكان وإن إشكال بال باالمتثال فعمل األول فأما أوال األصلية

مجردا والهوى بالحظ فعمل الثانى وأما النفس حظ فى سعياأو المأكول هذا مثال يقول أن ومثاله بالفعل إما والمصاحبة

به االستمتاع الشرع لي أباح الملموس هذا أو الملبوس هذاوإما فيه مأذون ألنه باستجالبه وأعمل بالمباح أستمتع فأنامن المباح ذلك إلى التسبب فى يدخل أن ومثاله بالقوة

خطر وإنما بباله يخطر لم األذن نفس لكن فيه المأذون الوجهإليه توصل فإذا الفالني الطريق من إليه يتوصل هذا أن له

إلى توصل التى الطريق كان إذا كاألول الحكم فى فهذا منهويجرى أعلى بالفعل المصاحبة أن إال مباحا جهته من المباح

الصورتين فى مجراه المباح غير208 أمران واإلمتثال بالحظ عامال كونه فبيان هذا تقرر فإذا

أمر فى يتصرف أن ألحد يجز لم كذلك يكن لم لو أنه أحدهما

Page 138: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من األمر امنثال مجرد تصرفه في القصد يكون حتى عادييمتنع كان بل ذلك في قصد وال نفسه حظ في سعي غير

على ويعمل النية هذه يستحضر حتى الميتة يأكل أن للمضطريأمر ولم باتفاق صحيح غير وهذا الحظ من المجرد القصد هذا

قصد عن نهى وال ذلك من بشئ رسوله وال تعالى اللهالشارع قصد مع حال على العادية األعمال في الحظوظ

فيها يلحظ ال وأن فيها التشريك وعدم األعمال في لإلخالصإذا األعمال في للحظ القصد ان على فدل تعالى الله غيرقصد يتأتى كيف قيل فإن األعمال أصل ينافى ال عادية كانت

قيل فيها التشريك وعدم العادية األعمال في لإلخالص الشارعيقصد ال المشروع مقتضى على معمولة تكون أن ذلك معنى

الملة أهل بغير تشبه وال شيطاني اختراع وال جاهلي عمل بهاصنع ما وأكل الخمر شرب صورة في العسل أو الماء كشربذبح ما أو المسلم صنعه وإن النصارى أو اليهود أعياد لتعظيم

تعظيم من نوع هو مما ذلك أشبه وما الجاهلية مضاهاة علىأن له ذكر أنه شهاب ابن عن حبيب ابن روى كما الشرك

له فقال عينا أجرى المخزومي إسمعيل بن هشام بن إبراهيمأحرى كان دما عليها أهرقت لو الماء ظهور عند المهندسونحين جزائر فنحر فيها يعمل من فتقتل تهور وال تغيض ال أن

وألصحابه له فصيع وأمر بالدم مختلطا فجرى الماء أرسلوأكلوا فأكل طعام منها

209 ما والله بئس شهاب ابن فقال فيها العمال بين سائرها وقسمالله رسول أن بلغه أما منها األكل وال نحرها له حل ما صنع

مضاه عليه الله اسم ذكر وإن هذا مثل ألن للجن يذبح أن نهىجاء وكذلك به الله لغير أهل ما وسائر النصب على ذبح لما

كل فيعقر الرجالن يتبارى أن وهي األعراب معاقرة عن النهيعن نهى أجودهما عقرا فأكثرهما صاحبه به يجاود منهما واحد

ما معناه وفي الخطابي قال به الله لغير أهل مما ألنه أكلهالملوك بحضرة الحيوان ذبح من الناس عادة به جرت

Page 139: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وفي لهم يتجدد حوادث وأوان البلدان قدومهم عند والرؤساءوالسالم الصالة عليه نهى داود أبو وخرج األمور من ذلك نحو

عن210 أيهما ليرى المتعارضان وهما يؤكل أن المتباريين طعام عن

يذبح أن جهة على شرع إنما نحوه كان وما فهذا صاحبه يغلبكان القصد هذا فيه زيد فإذا األكل مجرد بقصد المشروع على

هذا وعلى تعالى الله أمر لغير ولحظا المشروع في تشريكاالنيروز في اللحوم أكل عن بنهيه عتاب ابن من الفتيا وقعتوالثاني واسع باب وهو به الله لغير أهل مما إنها فيها وقوله

العمل لكان العادية األعمال ينافي مما الحظ قصد كان لو أنهمن خوفا أو الجنة دخول في رجاء العبادات وسائر بالطاعاتيلزم ما فيبطل قطعا باطل وذلك الحق بغير عمال النار دخول

النار من الهرب أو الجنة طلب فألن المالزمة بيان أما عنهله أباحه بما اإلستمتاع طلب وبين بينه فرق ال حظ في سعي

عاجل أحدهما أن إال حظ هو حيث من فيه له وأذن الشارعكالتعجيل طردي المسألة في والتأجيل والتعجيل آجل واآلخر

اآلجل الحظ طلب كان ولما فيه مناسبة ال الدنيا في والتأجيلالتالي بطالن وأما سائغا بكونه أولى العاجل طلب كان سائغا

يدخلكم واعملوا جوزي عمل من بأن جاء قد القرآن فإنومن النار فتدخلوا كذا تعملوا وال الجنة تدخلوا واتركوا الجنة

بحظوظ العمل على تحريك شك بال وهذا بكذا يجز كذا يعملالقرآن لكان العمل في قادحا الحظ طلب كان فلو النفوس

يلزم ما فكذلك باتفاق باطل وذلك العمل في يقدح بما مذكراالجنة يدخل الذي العمل عن يسئل كان النبي فإن وأيضا عنهطلب من تحذير وال احتراز غير من به فيخبر النار من ويبعد

نطعمكم إنما قال عمن تعالى الله أخبر وقد ذلك في الحظ211 من نخاف إنا بقولهم شكورا وال جزاءا منكم نريد ال الله لوجه

اليهود ومثل مثلكم الحديث وفى قمطريرا عبوسا يوما ربنانص وهو الحديث آخر إلى قوما استأجر رجل كمثل والنصارى

Page 140: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

للنبي قولهم األنصار بيعة حديث وفى الحظ على العمل فىقال لنا فما قالوا اشترط فلما لنفسك واشترط لربك اشترط

وجميعه يحصى أن من أكثر فهذا وبالجملة الحديث الجنةقال فقد لكذا اعمل يقل لم وإن بالحظ العمل على تحريض

العبادات فى قادحا مثله يكن لم فإذا كذا لك يكن اعملهذا مثل بل قيل فإن العادات فى قادحا يكون ال أن فأولى

العامل فإن المعقول أما والمعقول بالنص العمل فى قادحلم لو ألنه وسيلة والعمل مقصدا حظه جعل قد الحظ بقصد

هذا كذلك فرضناه وقد بالعمل مطلوبا يكن لم مقصدا يكنمن الحظ يطلب لم وسيلة يكن لم ولو العمل وكذلك خلف

ليصل يعمله أنه فرضناه وقد طريقه212 وسيلة الحظ ذلك إلى بالنسبة فهو حظه وهو غيره إلى به

مقصودة غير وسائل هى حيث من الوسائل أن تقرر وقدالمقاصد سقطت لو بحيث للمقاصد تبع هى وإنما ألنفسها

لم دونها المقاصد إلى توصل لو وبحيث الوسائل سقطتيكن لم جملة المقاصد عدم فرضنا لو وبحيث بها يتوسلفاألعمال هذا ثبت وإذا كالعبث تكون كانت بل اعتبار للوسائل

فقد النفوس حظوظ إلى بها للتوصل عملت إذا المشروعةالمقصود هو فالحظ الحظ حيث من إال بها متعبد غير صارت

الدنيا حظوظ ألجل بالرياء العمل فاشبهت التعبد ال بالعملالمأذون واألعمال ذلك أشبه وما والمال والجاه الرياسة من

فإذا فيها أذن حيث من أخذت إذا بها التعبد يصح كلها فيهاالعمل فكذلك بها متعبدا كونها سقط الحظوظ جهة من أخذت

وأشباههما والصيام كالصالة بها والمتعبد بها المأمور باألعمالعبادة أو عادة من عمل وكل بها التعبد يسقط أن ينبغي

ال الوجه ذلك من أخذ فإذا به متعلق النفس فحظ به مأمورمهمل فصار عبادة كونه سقط به متعبدا كونه جهة من

العمل كون معنى وذلك فيه التعبد فبطل العبادة فى اإلعتبارليت يا حظه فيه بما المنهى أو المأمور فهذا وأيضا صحيح غير

Page 141: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

هل الحظوظ عن عرى أنه ثبت لو يصنع كان الذى ما شعرىالمعلوم من كان فإذا ال أم والنهي باألمر لله التعبد يلزمه كان

ال نفسه فى مقصود بد بال عنه والمنهى به فالمأمور يلزمه أنهبقوله القائل نبه هذا وعلى وسيلة

213 من أليس تضرم لم النار وجاجحة رسله تأتنا لم البعث هببالوجوب ويعنى المنعم على العباد ثناء المستحق الواجب

وصار المشروع مقتضى عن أخرج وسيلة جعل فإذا بالشرعالمخالف والقصد الشارع قصد ما علىغير والنهي باألمر العمل

المبنى فالعمل مثله عليه المبنى والعمل باطل الشارع لقصدفى له ليس العبد أن ثبت فقد هذا وإلى كذلك الحظ علىيطعمه أن عليه يجب وال عليه له حجة وال حق ربه مع نفسه

واألرض السموات أهل عذب لو بل ينعمه أن وال يسقيه أن واليكن لم فإذا البالغة الحجة فلله قل الملك بحق ذلك له لكانفإن حظ طلب غير من به يقوم أن فحقه التعبد مجرد إال له

بحظوظ بل السيد بحقوق قائما يكن لم بالعمل الحظ طلبفاآليات النظر هذا صحة على الدالة النصوص وأما نفسه

لم ما أن وعلى لله األعمال إخالص على الدالة واألحاديثإال امروا وما تعالى كقوله الله يقبله فال منها لله يخلص

ربه لقاء يرجو كان فمن وقوله الدين له مخلصين الله ليعبدواالحديث وفى أحدا ربه بعبادة يشرك وال صالحا عمال فليعمل

الله إلى هجرته كانت فمن وفيه الشرك عن الشركاء أغنى أنادنيا إلى هجرته كانت ومن ورسوله الله إلى فهجرته ورسولهليس أي إليه هاجر ما إلى فهجرته ينكحها امرآة إلى أو يصيبهاعقل ونهي أمر كل فإن شىء بالهجرة باألمر لله التعبد من له

الله شاء إن يأتي حسبما تعبد ففيه معناه يعقل لم أو معناهمن جماعة عد ولذلك التعبد لجانب مسقط لحظه فالعامل

السوء وعبد السوء خديم لألجر العامل المتقدمين السلفأال تعالى قوله كله األمر جمع وقد أشياء ذلك من اآلثار وفى

الخالص الدين لله

Page 142: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

214 اإلخالص فى قادح هو ما هذا من الناس عد فقد وأيضامن حظ كل الغزالي فقال األعمال فى للشوب ومدخل

أو قل القلب إليه ويميل النفس إليه تستريح الدنيا حظوظقال إخالصه به وقل صفوه به تكدر العمل إلى تطرق إذا كثر

قلما شهواته فى ومنغمس حظوظه فى منهمك واإلنسانما حظوظ عن عباداته من وعبادة أفعاله من فعل ينفكواحده خطرة عمره فى له سلم من ولذلك عاجلة وأغراضالقلب تنقية وعسر اإلخالص لعز وذلك نجا الله لوجه خالصة

طلب إال فيه باعث ال الذى هو الخالص بل الشوائب هذه عنالعمل تخليص اإلخالص وإنما قال ثم تعالى الله من القربقصد فيه يجرد حتى وكثيرها قليلها كلها الشوائب هذه عن

من إال يتصور ال وهذا قال سواه باعث فيه يكون فال التقربللدنيا يبق لم بحيث باآلخرة الهم مستغرق مستهتر لله محب

تكون بل أيضا والشرب األكل يحب ال حتى قرار قلبه فىضرورة إنه حيث من الحاجة قضاء فى كرغبته فيه رغبته

على يقويه ألنه بل طعام ألنه الطعام يشتهى فال الحياةفال األكل إلى يحتاج ال حتى الجوع شر كفى لو ويتمنى العبادة

ويكون الضرورة على الزائدة الفضول فى حظ قلبه فى يبقىهم له يكون فال دينية ضرورة ألنه عنده مطلوبا الضرورة قدر

قضى أو شرب أو أكل لو الشخص هذا فمثل تعالى الله إالحركاته جميع فى النية صحيح العمل خالص كان حاجته

بعده العبادة على ويقوى نفسه ليريح مثال نام فلو وسكناتهفباب كذلك ليس ومن المخلصين درجة وحاز عبادة نومه كان

ثم الندور سبيل على إال عليه كالمسدود األعمال فى اإلخالصالمعنى هذا من اإلحياء فى وله المسألة باقي على تكلمالملتفت فالعامل كذلك كان فإذا زواله من يعرفها مواضع

215 ما أن فالجواب عليه الكالم وقع ما خالف على نفسه حظ إلىإلى بها المتقرب العبادات أحدهما ضربين على به العباد تعبد

وسائر اإلسالم قواعد من وتوابعه اإليمان وذلك باألصالة الله

Page 143: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

التزامها في التي العباد بين الجارية العادات والثاني العباداتبإطالق المفاسد نشر مخالفتها وفي بإطالق المصالح نشر

وهو عنهم المفاسد ودرء العباد لمصالح المشروع هو وهذامن الله حق هو واألول المعنى المعقول الدنيوي القسم

ودرء اآلخرة في لمصالحهم والمشروع الدينا في العبادالمطلوب الحظ يكون أن يخلو فال األول فأما عنهم المفاسدالشرع أثبته قد حظ فهذا أخرويا كان فإن أخرويا أو دنيويا

إذ صحيح أثبته حيث من فطلبه شرعا ثبت وإذا تقدم حسبماالعمل ذلك في الله مع أشرك وال الشارع حده ما يتعد لم

على رتب حين الشارع من فهم قد إذ مخالفته قصد وال غيرهفصار األعمال على الجزاء لوقوع قاصد أنه جزاء األعمالالعلم مقتضى على وحده لله عامال الجزاء له ليقع العامل

العبادة أن علم ألنه إخالصه في قادح غير وذلك الشرعيبه قصد ما ال الله وجه به قصد ما الموصل والعمل المنجية

لهم أولئك المخلصين الله عباد إال يقول وجل عز ألنه غيرهرتب قد كان فإذا اآلية النعيم جنات في قوله إلى معلوم رزق

يشرك ال أن مخلصا كونه ومعنى المخلص العمل على الجزاءوطلب ذلك وفق على عمل قد فهذا غيره العبادة في معه

ليس الحظ216 الحظ بذل بيده من يعبد وإنما نفسه الحظ يعبد ال إذ بشرك

ظن من الله مع أشرك لو لسكن تعالى الله وهو المطلوبجعل حيث أشرك الذي هو فهذا العباد من ما حظ بذل بيده

عمال يقبل ال والله العمل بذلك الطلب ذلك في غيره الله معفقد هذا من مسألتنا وليست بالشرك يرضى وال شرك فيه

اإلخالص ينافي ال العبادة في األخروي الحظ قصد أن ظهراآلخرة من حظه إلى يوصله ال بأنه عالما العبد كان إذا بل فيهاأن لعلمه قوي اإلخالص على له باعث فذلك تعالى الله إال

في ال للحظ طلبه ينقطع ال العبد فإن وأيضا ذلك يملك ال غيرهألن الله رحمه حامد أبو عليه نص ما على اآلخرة في وال الدنيا

Page 144: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إلى بالنظر اآلخرة في التنعم المحبين حظوظ أقصىبل عظيم حظ وذلك بمناجاته والتلذذ منه والتقرب محبوبهم

ذلك من العبد حظ إلى راجع وهو الدارين في ما أعظم هوفإنما جاهد ومن تعالى قال العالمين عن غني تعالى الله فإنكون فإن هذا وإلى العالمين عن لغني الله إن لنفسه يجاهد

عز والله وجد إن قليل نادر األمر امتثال لمجرد يعمل اإلنسانالحظوظ عن البرىء واإلخالص باإلخالص الجميع أمر قد وجل

الخواص خواص إال إليه يصل ال جدا عسير واآلجلة العاجلةيطاق ال ما تكليف من قريبا المطلوب هذا فيكون قليل وذلك

إال يتحرك ال اإلنسان إن قال األئمة بعض أن وعلى شديد وهذاكافر فهو ادعاه ومن إلهية صفة الحظوظ من والبراءة بحظ

يعني به أرادوا إنما القوم ولكن حق قاله وما حامد أبو قالالشهوات وذلك حظوظا الناس يسميه عما البراءة الصوفية

217 المعرفة بمجرد التلذذ فأما فقط الجنة في الموصوفةوهذا هؤالء حظ فهذا العظيم الله وجه إلى والنظر والمناجاة

عرضوا لو وهؤالء قال منه يتعجبون بل حظا الناس يعده الالشهود ومالزمة والمناجاة الطاعة لذة من فيه هم عما

ولم الستحقروها الجنة نعيم وجهرا سرا اآللهية للحضرةحظهم ولكن لحظ وطاعتهم لحظ فحركتهم إليها يلتفتوا

الحظوظ ألعظم إثبات وهو قال ما هذا غيره دون معبودهمالله أمر امتثال له يسبق من أحدهما ضربين على هؤالء ولكن

عاملون فهم الحظ حضور قبل لبى نهي أو أمر فإذا الحظولكن درجات على الضرب هذا وأصحاب بالحظ ال باالمتثالفى مقال وال نادرا إال قلوبهم على خطوره يرتفع ال الحظ

االمتثال الحظ له يسبق من والثاني هؤالء إخالص صحةله وسبق الجزاء له خطر النهي أو األمر سمع لما أنه بمعنى

هؤالء ولكن األول دون فهو الله داعي فلبى الرجاء أو الخوفأذن عما وهربوا طلبه في لهم أذن ما طلبوا إذ أيضا مخلصون

تقدم عما اإلخالص في يقدح ال حيث من عنه الهرب في لهم

Page 145: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فهو الدنيا في ما بالعبادات المطلوب الحظ كان وإن فصلالناس عند الظن وحسن الهيئة صالح إلى يرجع قسم قسمان

من حظه نيل إلى يرجع وقسم بعمله للعامل الفضيلة واعتقادفي اإلنسان يخص ما إلى يرجع أحدهما ضربان وهذا الدنيا

إلى يرجع واآلخر بالعمل الناس مراءآة عن الغفلة مع نفسهأقسام ثالثة فهذه ذلك غير أو جاها أو ماال بذلك لينال المراءآة

الفضيلة واعتقاد الناس عند الظن تحسين إلى يرجع أحدهاإنما ألنه رياء أنه في إشكال فال متبوعا القصد هذا كان فإنمع وينجر الخير به يظن وأن الحمد قصد العبادة على يبعثهفهو تابعا كان وإن بين وهذا نفله أو فرضه يصلي كونه ذلك

فوقع األصل هذا في العلماء واختلف واجتهاد نظر محل218 أنه نفسه في يقع ثم لله يصلي الذي الرجل في العتبية في

أن ويكره المسجد طريق في يلقى أن ويحب يعلم أن يحبقبيل من مالك وعده هذا ربيعة فكره غيره طريق في يلقى

إذ لإلنسان يأتي الشيطان أن أي لإلنسان العارضة الوسوسةوليس لمراء إنك له فيقول الخير على له الناس مرأى سره

تعالى قال وقد يملك ال قلبه في يقع أمر هو وإنما كذلكالسالم عليه إبراهيم عن وقال مني محبة عليك وألقيت

وقع عمر ابن حديث وفي اآلخرين في صدق لسان لى واجعلتكون ألن عمر فقال أقولها أن فأردت النخلة أنها نفسي في

ابن قال عبادة العلم وطلب وكذا كذا من إلي أحب قلتهاعن الصوفي الشيرازي منصور أبا اإلمام شيخنا سألت العربي

أظهروا قال بينوا ما وبينوا وأصلحوا تابوا الذين إال تعالى قولهنعم قال ذلك ويلزم قلت والطاعات بالصالح للناس أفعالهم

العربي ابن قال شهادته وتقبل إمامته وتصح أمانته لتثبتهذا تجري مثلها كان وما األمور فهذه غيره به ويقتدى

العبادة فيه تتخلص ال مما هذا مثل يجعل والغزالي المجرىالغفلة مع نفسه في اإلنسان يخص ما إلى يرجع ما والثاني

لألنس المسجد في الصالة أحدها أمثلة وله الغير مراءآة عن

Page 146: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

مطالعة أو مراصدة أو لمراقبة بالليل الصالة أو بالجيرانعمل من استراحة أو للمال توفيرا الصوم والثاني أحوال

بطنة أو يتوقعه مرض أو يجده أللم احتماء أو وطبخه الطعامالصدقة والثالث له تقدمت

219 البالد لرؤية الحج والرابع الناس على والتفضل السخاء للذةأو وولده بأهله لتبرمه أو للتجارة أو األنكاد من واإلستراحةأو النفس فى الضرر مخافة الهجرة والخامس الفقر إلحاح

الظلم عن به ليحتمى العلم تعلم والسادس المال أو األهلالكراء من فرارا االعتكاف والثامن تبردا الوضوء والسابع

ذلك به ليفعل الجنائز على والصالة المرضى عيادة والتاسعويتفرج الصمت كرب من به ليتخلص العلم تعليم والعاشر

وهذا الكراء له ليتوفر ماشيا الحج عشر والحادى الحديث بلذةلقصد تابعا المذكور القصد كان إذا اختالف محل أيضا الموضععن خارجة أنها أشباهها وفى فيها الغزالي التزم وقد العبادةهذه بسبب أخف عليه العمل يصير أن بشرط لكن اإلخالصمجال وكأن ذلك خالف إلى فذهب العربي ابن وأما األغراض

عدم أو القصدين انفكاك إلى يلتفت المسألة فى النظرفيصحح اإلنفكاك وجه إلى يلتفت العربي فابن أنفكاكهما

وجودا اإلجتماع مجرد إلى االلتفات الغزالي وظاهر العباداتمسألة على بناء وذلك أوال انفكاكهما يصح مما القصدان كانأصبغ ورأي واقع فيها والخالف المغصوبة الدار فى الصالة

مغزى وظهر النظران اتجه كذلك كان فإذا البطالن فيهافيه يصح فيما االنفكاك بصحة القول أن على المذهبين

القرآن ففى ذلك على األدلة من جاء لما أوجه اإلنفكاكفى يعنى ربكم من فضال تبتغوا أن جناح عليكم ليس الكريم

أو بالحج األنكاد من الفرار فى العربي ابن وقال الحج مواسمإني السالم عليه الخليل قال فقد المرسلين دأب إنه الهجرةخفتكم لما منكم ففررت الكليم وقال سيهدين ربي إلى ذاهب

فكان الصالة فى عينه قرة جعلت الله رسول كان وقد

Page 147: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إن أفيقال ولذته نعيمة فيها وكان الدنيا تعب من إليها يستريحفيها قادح الوجه هذا على فيها دخوله

220 الصحيح وفى فيها اإلخالص على وباعث فيها كمال هو بل كالأغض فإنه فليتزوج الباءة منكم استطاع من الشباب معشر يا

له فإنه بالصوم فعليه يستطع لم ومن للفرج وأحصن للبصرحضرت قال الحداد علي أبي عن بشكوال ابن ذكر وجاء

ضعف المتطبب الترجيلي إلى شكا زرب بن بكر أبا القاضىوسأله نفسه من يعهد يكن لم ما على هضمه وضعف معدته

عبد أبا يا له فقال معدتك تصلح الصوم اسرد فقال الدواء عنإال بالصوم نفسى ألعذب كنت ما دلنى هذا غير على الله

أنقل ال والخميس اإلثنين الصوم فى عادة ولي خالصا لوجههحديث المجلس ذلك فى وذكرت علي أبو قال عنها نفسي

عن وجبنت الحديث هذا يعنى والسالم الصالة عليه الرسولذلك فى ذاكرته وأحسبنى المجلس ذلك فى عليه ذلك إيراد

الصالة عليه بعث وقد للحديث فسلم المجلس هذا غير فىيكن ولم يصلى فقام شعب فى رصدا ليكون رجال والسالم

واألحاديث والرصد الحراسة إال الشعب فى باإلقامة قصدهفى اإلمام يراعيه ما ذلك من ويكفى كثيرة المعنى هذا فىمعه الركوع ليدرك الداخل كانتظار الجماعة أمر من صالته

فى جاء ما على221 وكالتخفيف غيره به عمل فقد مالك به يعمل لم وما الحديث

الصالة عليه وقوله الحاجة وذى والضعيف الشيخ ألجلفى السالم وكرد الحديث الصبي بكاء ألسمع إني والسالم

عن خارج عمل هو مما ذلك أشبه وما المؤذن وحكاية الصالةومع الصالة قصد يشرك مقصود فيها مفعول الصالة حقية

أن العبادة شأن كان لو بل إخالصها حقيقة فى يقدح فال ذلكمشاركة فيها لقدح سواه آخر شىء قصد قصدها فى يقدح

للتنفل قاصدا المسجد جاء إذا كما أخرى عبادة إلى القصدالمالئكة واستغفار الناس إذاية عن والكف الصالة وانتظار فيه

Page 148: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عن إخالصه عن وأخرجه غيره شاب منها قصد كل فإن لهفى صحيح منها قصد كل بل بإتفاق صحيح غير وهذا غيره

فكذلك شرعا محمود الجميع ألن واحدا العمل كان وإن نفسهاإلذن فى إلشتراكهما فيه المأذون من عبادة غير كان ما

يمنع ال باإلنسان المختصة النفوس فحظوظ الشرعيكالحديث لها منافيا بوضعه كان ما إال العبادات مع اجتماعها

منافاة ماال أما ذلك أشبه وما والرياء والنوم والشرب واألكليقال أن ينبغى ال هذا العبادة فى إليه القصد يقدح فكيف فيه

األمور قصد عن العبادة قصد إفراد أن فى ينازع ال أنه غيرالعبادة قصد على الدنيا قصد غلب إذا ولذلك أولى الدنيويةالعبادة قصد غلب فإن بالعبادة يعتد فلم للغالب الحكم كان

يظهر ما بحسب المسائل فى الترجيح ويقع له فالحكمبه قصد إذا هذا فأصل المراءآة إلى يرجع ما والثالث للمجتهد

الجاه أو المال نيل222 المنافقين فعل ذلك فى ما وأدهى شرعا المذموم الرياء فهو

وأموالهم دمائهم إحراز بقصد ظاهرا اإلسالم فى الداخلينالدنيا حطام نيل بقصد العاملين المرائين عمل ذلك ويلي

وهو الثانى وأما فصل فيه اإلطالة فى فائدة فال معلوم وحكمهكالنكاح العباد بين الجارية للعادات إصالحا العمل يكون أنقصد علم التى األمور من ذلك أشبه وما واإلجارة والبيع

حظ فهو العاجلة فى العباد لمصالح بها القيام إلى الشارعذلك وعلم والنواهى األوامر فى وراعاه الشارع أثبته قد أيضا

بإطالق ذلك علم وإذا له الموضوعة بالقوانين قصده منحقا فكان الشارع لقصد مخالف غير الوجه ذلك من فطلبهذلك فى الحظ طلب كان لو أنه ثان ووجه وجه هذا وصحيحا

كالصيام العبادات مع الستوى وطلبه التماسه فى قادحاوقد االمتثال إلى والقصد النية اشتراط فى وغيرهما والصالة

كون في كاف وهذا نية إلى تفتقر ال العادات أن على اتفقواذلك عنها يتسبب التى األعمال فى يقدح ال الحظ إلى القصد

Page 149: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أهل من ليعد أو بتزوجه ليرائى تزوج رجال فرضنا لو بل الحظنية فيه بشرع لم حيث من تزوجه لصح ذلك لغير أو العفاف

بخالف والسمعة الرياء فيها فيقدح تزوج حيث من العبادةأنه ثالث ووجه مجردا تعالى الله تعظيم بها المقصود العبادات

االمتنان على النص يصح لم سائغا فيها الحظ طلب يكن لم لولكم خلق أن آياته ومن تعالى كقوله والسنة القرآن فى بها

أنفسكم من223 لتسكنوا الليل لكم جعل الذى هو وقال إليها لتسكنوا أزواجا

فراشا األرض لكم جعل الذى وقال مبصرا والنهار فيهالثمرات من به فأخرج ماء السماء من وأنزل بناء والسماء

لتسكنوا والنهار الليل لكم جعل رحمته ومن وقال لكم رزقاالنهار وجعلنا لباسا الليل وجعلنا وقال فضله من ولتبتغوا فيه

ما أن وذلك يحصى ال مما ذلك غير إلى اآليات آخر إلى معاشامعرض فى عليه النص يقع ال التكليف مجرد معرض في جاءلألهواء وقطع للعادات وخالف كلفة نفسه فى ألنه االمتنانوعسى قوله نحو نحا ما إال والجهاد والحج والصيام كالصالةالقتال عليكم كتب قوله بعد لكم خير وهو شيئا تكرهوا أنبه وتقتضى النفوس إليه تميل ما بخالف لكم كره وهو

به وتسد النفسانية واللذات التمتع أبواب به وتفتح األوطاروأضراب المضرات ودفع والدواء الغذاء من الواقعة الخالت

كان وإذا مناسب اإلمتنان معرض فى بها اإلتيان فإن ذلكالمنة وقعت ما جهة من بها األخذ البساط هذا اقتضى كذلك

من نقصا وال العبودية فى قدحا ذلك على األخذ يكون فال بهاامتن للذى بالشكر ذلك أثر على مطالبون لكنهم الربوبية حقلها األخذ يكون أن هذا على فيلزم قيل فإن صحيح وذلك بها

المفهوم المقصود كان إذ أيضا قادحا الحظ عن التجرد بقصدبه يقال ال أيضا وهذا به واالمتنان الحظ إثبات الشارع من

تقدم لما اإلطالق على224 فى حصل قد اإلذن أو األمر تلبية حيث من أخذها أن فالجواب

Page 150: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من فأخذه مثال التزوج إلى ندب إذا ألنه وبالتبعية الحظ ضمنهأخذه فإن مثال لتركه إليه يندب لم لو وجه على الندب حيث

الشارع ألن الحظ حيث من أخذه به له حصل قد هنالك منباللذات التمتع من حسنة آثارا أتبعه ثم التناسل بالنكاح قصد

من بالحالل فالتمتع كاملة المكلف بها يتنعم نعم فى واالنغمارالحظ من بريئا القاصد هذا قصد فكان الشارع قصده ما جملةبالنكاح قصد من وبين بينه فرق فال الحظ قصده فى انجر وقد

له بل القصد جهة من للشارع مخالفة فال التمتع نفسيتلقاه أن الشارع قصد ما قبول جهة من موافقة موافقتان

الشارع أمر أن جهة من وموافقة التمتع وهو بالقبولله فكان األدب حسن في له المكلف إعتبار يقتضي فىالجملة

قصده ما حصول إلى زيادة األمر تلبية في الشارع مع تأدبالقصد األمر امتثال قصد ففى وأيضا المكلف حظ نيل مناألمر بامتثال فهو النسل حصول من األصلي المقصد إلى

فليس فقط الحظ طلب بخالف القصد هذا فى للشارع ملبإذ ملوم الوجه هذا فى الحظ فطالب قيل فإن المزية هذه لهلم أنه فالجواب الجهة هذه من األمر فى الشارع قصد أهمل

الحظوظ هذه نيل فى مقاليده ألقى حين فأنه مطلقا يهملهقصد ما مقتضى بالضمن له حصل الجملة على للشارع

لقصد منافيا الحظوظ نيل في المكلف قصد يكن فلم الشارعالحظوظ هذه حكم فى فالداخل وأيضا األصلي الشارع

قصد ما مقتضى بالضمن له حصل الجملة على للشارعلقصد منافيا الحظوظ نيل في المكلف قصد يكن فلم الشارع

أنه على العادى الشرط بحكم فالداخل وأيضا األصلي الشارعبمصالح والقيام التربية ويتكلف يلد لم

225 على ينفق أنه بابه من األمر أتى إذا عالم أنه كما والولد األهلقصد القصدان يستوي ال لكن بمصالحها ويقوم الزوجة

الحظ وقصد بالضمن حاصال الحظ كان حتى ابتداء االمتثالفثبت بالضمن فثبت بالضمن االمتثال قصد صار حتى ابتداء

Page 151: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

قيل فإن العمل فى قادح غير القسم هذا فى الحظ قصد أنوإنما حال على االمتثال يقصد لم فرضناه إذا الحظ فطالب

المشروع الوجه غير على له تأتى لو بحيث مجردا حظه طلبيكون فهل المشروع بالوجه إال عليه يقدر لم لكنه به ألخذأنه فالجواب ال أم بالقوة موجودا حقه فى األول القصدالوصول إلى سبيل له يكن لم إذا ألنه أيضا بالقوة له موجود

المشروع الوجه إلى فرجوعه المشروع غير على حظه إلىأو األمر امتثال يتضمن المشروع الوجه وقصد إليه قصد

يشعر لم وإن األصلي األول القصد وهو اإلذن بمقتضى العملالشارع قصد موافقة فى هذا بيان مر وقد التفصيل على بهتحصيل العامل قصد يكون بحيث والهوى بالحظ العمل وأماشىء في الحق من فليس خالفه أو الشارع وافق مطلوبه

على عامال كونه أما قيل فإن أظهر عليه والشواهد ظاهر وهوعمله وأما بالحق ال بالهوى عامل أنه فظاهر المخالفة قصد

تبين فقد بإطالق بالهوى عامال فليس المخالفة قصد علىغيرحكمه الشارع أمر فيخالف بالجهل العامل أن موضعه فى

وإذا بإطالق هكذا الهوى إلى عمله ينسب فال الناسى حكمفال الجملة على عمله يصح أن فسيأتي جهال الشرع أمر وافق

صادف إذا بالهوى فالعامل هذا وإلى أيضا بالهوى عمله يكونمع قصده وافق وقد بالهوى عامل أنه تقول فلم الشارع أمر

محمودا الحظ تصير الشارع أمر موافقة أن آنفا مر ماأن يستلزم فال المخالفة قصد غير على عمل إذا أنه فالجواب

ثالث الحاالت بل له موافقا يكون226 بإطالق يصيب أن يخلو فال للموافقة قاصدا فيها يكون حال

بحكم يصيب أو إشكال فال علم ما وفق على يعمل كالعالمبالجهل العامل فيهما يدخل قسمان فهذان يصيب أوال اإلتفاق

العمل وأن هكذا العمل أن تقديره في ظن إذا الجاهل فإنمخالفة يقصد لم فيه دخل الذي الوجه ذلك على فيه مأذون

وقد الطريق في فيؤاخذ العمل لذلك اإلحتياط في فرط لكن

Page 152: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وأما موافقا كان إن عمله ويمضي مفرطا يعد لم إذا يؤآخذ الأو وافق العبادات في فسواء الشارع أمر مخالفة قصد إذا

وفي بإطالق القصد مخالف ألنه فيه يخالف بما اعتبار ال خالفتشترط ال ما ألن خالف ما دون وافق ما اعتبار األصل العادات

القصد في بموافقته اعتبار ال األعمال من صحته في النيةفكان فاسد أنه يقصد عقدا عقد كمن مخالفته وال الشرعي

قصد في عليه أن إال خمرا يظنه جالبا شرب أو صحيحافهو مخالفة وال موافقة يقصد لم إذا وأما اإلثم درك المخالفة

الذي ما يدري وال كالعامل الغفلة أو الحظ مجرد في العملعن معرضا العاجلة مجرد قصده إنما ولكنه يدري أو يعمل

عدم العبادات في وحكمه مشروع غير أو مشروعا كونهالغافل وال الناسي يكلف لم ولذلك اإلمتثال نية لعدم الصحة

الشارع قصد وافق إن الصحة العادات وفي العاقل غير والالمقصد إن يقال إذ نظر الموضع هذا وفي الصحة فعدم وإال

بها االسترسال إلمكان معتبرة غير فالموافقة انتفي لما هناالمحجور تصرفات في تأثير لهذا يظر وقد المخالفة في

الشارع قصد موافقة إلى له قصد ال الذي والسفيه كالطفلوإن مطلقا تصرفاته نفوذ بعدم قيل فلذلك المال إصالح في

المصلحة وافق ما بنفوذ وقيل المصلحة وافقت227 مطلق أن وهو النظر هذا أصله تفصيل على خالفها ما ال منها

مخالف القصد بهذا فهو منتهض غير المصلحة إلى القصدهنا نشأ وقد عنه ينشأ بما يعتبر إنما القصد يقال وقد للشارع

قلنا حيث فصل فصح الشارع قصد موافقة القصد عدم معالشارع قصد القصد خالف وإن العادية التصرفات في بالصحةاعتبرنا إذا وأما الفقهاء اصطالح مع فيه الكالم مضى ما فإن

من والبطالن الصحة نوع في الكتاب هذا في مذكور هو ماعلى باطل فهو الشارع قصد خالف ما فكل األحكام كتابالسابعة المسألة أعلم والله المتقدم بالتفسير لكن اإلطالق

العاديات قبيل من كان ما أحدهما ضربان الشرعي المطلوب

Page 153: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الدنيوية المحاوالت وسائر اإلكتسابات في الخلق بين الجاريةاختالفها على كالعقود العاجلة الحظوظ طرق هي التي

قبيل من كان ما والثاني تنوعها على المالية والتصاريفالمعبود الواحد إلى توجهه جهة من للمكلف الالزمة العبادات

غيره عن اإلنسان فيها فيقوم صحيحة فيه فالنيابة األول فأمافي منابه ينوب أن فيجوز منها به يختص ال فيما منابه وينوب

والوكالة باإلعانة عنه المفاسد ودرء له المصالح استجالببها يطلب التي الحكمة ألن معناه في هو مما ذلك ونحو

والشراء كالبيع سواه بها يأتي أن صالحة كله ذلك في المكلفوالقبض والخدمة واإلستئجارة واإلجارة واإلعطاء واألخذ

تتعدى ال لحكمة مشروعا يكن لم ما ذلك أشبه وما والدفعوالسكنى واللبس والشرب كاألكل شرعا أو عادة المكلف

له التابعة وأحكامه وكالنكاح العادات به جرت مما ذلك وغيرمثل فإن شرعا فيها النيابة تصح ال التي اإلستمتاع وجوه من

من مفروغ هذا228 ذلك ومثل غيره إلى صاحبها تتعدى ال حكمته ألن فيه النظر

صاحب يتعدى ال الزجر مقصود ألن واإلزدجار العقوبات وجوهتصح فيه النيابة فإن المال إلى راجعا ذلك يكن لم ما الجنايةواجتهاد نظر مجال فهو وغيره المالي األمر بين دائرا كان فإن

فال التعبد فيه المغلب أن على بناء فالحج والكفارات كالحجزجر أنها على بناء والكفارة فتصح المال أو فيه النيابة تصح

ما على بناء الذبح في وكالتضحية تختص فال جبر أو فتختصحكمة أن فالحاصل األشياء هذه أشبه وما الحج فى عليه بني

وهذا النيابة صحت وإال نيابة فال بالمكلف اختصت إن العادياتالثاني وأما فيه األمر لوضوح دليل إقامة إلى يحتاج ال القسمفيها يغنى وال أحد عن أحد فيها يقوم ال الشرعية فالتعبداتينتقل وال غيره به يجتزى ال العامل وعمل غيره المكلف عن

وذلك تحمل إن يحمل وال وهب إن يثبت وال إليه بالقصدعلى فالدليل وتعليال نقال القطعي الشرعي النظر بحسب

Page 154: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ذلك على الدالة النصوص أحدها أمور الدعوى هذه صحةما إال لإلنسان ليس وأن أخرى وزر وازرة تزر وال تعالى كقوله

وفي مواضع في أخرى وزر وازرة تزر وال القرآن وفي سعىيحمل ال حملها إلى مثقلة تدع وإن بعضها

229 يتزكى فإنما تزكى ومن قال ثم قربى ذا كان ولو شيء منهاتبعوا آمنوا للذين كفروا الذين وقال تعالى وقال لنفسه

من خطاياهم من بحاملين هم وما خطاياكم ولنحمل سبيلناأعمالكم ولكم أعمالنا لنا وقالوا وقال لكاذبون إنهم شيءوالعشى بالغداة ربهم يدعون الذين تطرد وال تعالى وقال

ما وأيضا اآلية شيء من حسابهم من عليك ما وجهه يريدونشيئا أحد عن أحد فيها يملك ال اآلخرة أمور أن على يدل

األجور نقل في عام فهذا شيئا لنفس نفس تملك ال يوم كقولهعن والد يجزى ال يوما واخشوا وقال ونحوها األوزار حمل أو

ال يوما واتقوا وقال شيئا والده عن جاز هو مولود وال ولدهيؤخذ وال شفاعة منها يقبل وال شيئا نفس عن نفس تجزى

حين الحديث وفي المعنى هذا من كثير إلى اآلية عدل منهاال إني فالن بني يا األقربين عشيرته والسالم الصالة عليه أنذر

مقصود أن وهو المعنى والثاني شيئا الله من لكم أملكواإلنقياد يديه بين والتذلل إليه والتوجه لله الخضوع العباداتبقلبه العبد يكون حتى بذكره القلب وعمارة حكمه تحت

يكون وأن عنه غافل غير له ومراقبا الله مع حاضرا وجوارحهوالنيابة طاقته حسب على إليه يقرب وما مرضاته في ساعيا

العبد يكون ال أن ذلك معنى ألن وتضاده المقصود هذا تنافيإذا متوجها وال خاضعا والتوجه بالخضوع المطلوب وال عبدا

فذلك مقامة ذلك في غيره قام وإذا ذلك في غيره عنه نابهو إنما ونحوهما والتوجه والخضوع المتوجه الخاضع هو الغير

وال به المتصف اليعدو واإلتصاف العبودية بصفات اتصافمنه المنوب يكون أن معناها إنما والنيابة غيره إلى عنه ينتقل

به اتصف بما متصفا عنه المنوب يعد حتى النائب بمنزلة

Page 155: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

التصرفات في يصح كما العبادات في يصح ال وذلك النائبصار المديان مقام قام لما مثال الدين أداء في النائب فإن

مطالبة فال لدينه مؤد بأنه متصفا المديان230 يتصف لم ما يتصور ال التعبد فى وهذا به ذلك بعد للغريم

على ذاك إذ نيابة وال النائب به اتصف ما بمثل عنه المنوبلصحت البدنية العبادات فى النيابة صحت لو أنه والثالث حال

والشكر الصبر من وغيره كاإليمان القلبية األعمال فىتكن ولم ذلك أشبه وما والرجاء والخوف والتوكل والرضى

يجوز فكان النيابة لجواز عينا المكلف على محتومة التكاليفذلك مثل ولصح واالستنابة العمل بين التخيير على ابتداء أمره

والشرب كاألكل العاديات من باألعيان المختصة المصالح فىوالقصاص الحدود وفى ذلك أشبه وما واللباس والوقاع

بال باطل ذلك وكل الزجر أنواع من وأشباهها والتعزيراتسائر فكذلك مختصة األحكام هذه حكم أن جهة من خالفتحتمل ال عمومات كلها القرآن آيات من تقدم وما التعبدات

ألنها التخصيص231 فى عليهم وردا الكفار على احتجاجا بمكة نزلت محكمات

ولو عنادا ذلك دعواهم أو بعض عن بعضهم حمل اعتقادهمعليهم رد فيها يكن لم المعنى هذا فى الخصوص تحتمل كانتإذا العموم بأن القول على أما حجة بها عليهم قامت ولما

غيرهم قول على وأما الظاهر الباقي فى حجة يبقى ال خصالناظر تأمل وإذا غيره أو بالقياس التخصيص احتمال فلتطرق

والنسخ التخصيص عن عرية عامتها وجد المكية العموماتعمدة يتخذها أن للبيب فينبغي المعارضة األمور من ذلك وغير

وقد هذا كيف قيل فإن عنها ينصرف وال الشرعية الكليات فىالغير من والوزر األجر واكتساب العبادات فى النيابة فى جاءما خالف على الدالة األدلة أحدها أشياء يعمل لم ما وعلىوأن عليه الحي ببكاء يعذب الميت أن منها جملة وهى تقدم

وأن وزرها عليه أو أجرها له كان سيئة أو حسنة سنة سن من

Page 156: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

نفس من ما وأنه ثالث من إال عمله انقطع مات إذا الرجلالقرآن وفى منها كفل األول آدم ابن على كان إال ظلما تقتل

وفسر ذرياتهم بهم ألحقنا بإيمان ذريتهم واتبعتهم آمنوا والذينذلك يبلغوا لم وإن اآلباء منازل إلى يرفعون األبناء بأن

وفى بأعمالهم232 أن يستطيع ال كبيرا شيخا أبي أدركت الله فريضة إن الحديث

لو أفرأيت رواية وفى نعم قال عنه أفأحج الراحلة على يثبتفدين قال نعم قالت يجزئه أكان فقضيته دين أبيك على كان

وليه عنه صام صوم وعليه مات ومن يقضى أن أحق اللهقال تقضيه لم نذر وعليها ماتت أمي إن الله رسول يا وقيل

وعلماء كبراء األحاديث هذه بمقتضى قال وقد عنها تقضهوأن العمل هبة بجواز قالوا ذلك إلى يذهب لم ممن وجماعة

ما على تدل جملة فهذه تعالى الله عند له الموهوب ينفع ذلكالمذكورة الكلية فى تقدم ما أن وتبين نوعها من يذكر لم

قاعدة لنا أن والثانى صحيحة تكون فال العموم على ليستالغير عن الصدقة قاعدة وهى فيها مختلف غير إليها يرجع

تعالى الله وجه بها قصد إذا صدقة تكون إنما ألنها عبادة وهىعن ذلك أجزأ الرجل عن الرجل تصدق فإذا أمره وامتثال

عبادة فهذه ميتا كان إن سيما وال به وانتفع عنه المتصدقكان ما ذلك ويؤكد النيابة فيها حصلت

233 وجاز جائز الغير عن اخراجها فإن كالزكاة فرضا الصدقة منقاعدة لنا أن والثالث الصالة أخية والزكاة الغير ذلك عن

للدية العاقلة تحمل وهى عليها كالمتفق أو عليها متفقا أخرىفيغرم زيد يتلف أن ذلك فى األمر حاصل فإن الخطأ قتل فى

يعقل ال تعبدي أمر فى النيابة باب من إال ذلك وليس عمرووبعض القراءة فى المأموم عن اإلمام نيابة أيضا ومنه معناه

بمعنى السهو سجود فى عنه والنيابة القيام مثل الصالة أركانلله خضوع حقيقتة فإن للغير الدعاء وكذلك عنه يحمله أنهخلق وقد العبادة تلك بمقتضى المنتفع هو والغير إليه وتوجه

Page 157: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

في ولمن خصوصا للمؤمنين اإلستغفار عبادتهم مالئكة اللهكان ما نزل حتى ألبويه النبي استغفر وقد عموما األرض

أبي ابن في وقال للمشركين يستغفروا أن آمنوا والذين للنبىتستغفر ال أو لهم استغفر نزل حتى عنك أنه ما لك ألستغفرن

قد كان وإن اآلية أبدا مات منهم أحد على تصل وال ونزل لهمعليه وقال منهم حيا كان لمن اإلستغفار عن ينه فلم عنه نهي

الصالة234 الجملة وعلى يعلمون ال فإنهم لقومي اغفر اللهم والسالم

أن والرابع ضرورة األمة دين من علم مما للغير فالدعاءبعض وكذلك صحيحة العبادات غير البدنية األعمال في النيابة

وكذلك عينا اإلنسان على واجبة كانت وإن البدنية العباداتبه المكلف فيه يستنيب أن جائز فإنه الجهاد وأولها المالية

فإذا عبادة والجهاد اإلمام أذن إذا جعل وبغير بجعل غيرهالمشروعة األعمال باقي في فلتجز هذا مثل في النيابة جازت

أن التكليفية األعمال مآل أن والخامس مشروع الجميع ألنكان خيرا يعمل لم ما على اإلنسان يجازى وقد عليها يجازي

ضربان وذلك الجملة في عليه متفق أصل وهو شرا أو الجزاءفإنه وعرضه وولده وأهله نفسه في النازلة المصائب أحدهما

غيره أجر من بها وأخذ سيآته من بها كفر باكتساب كانت إنكما ألمه يجد أن عن فضال بذلك يعمل ولم وزره غيره وحمل

القيامة يوم المفلس في عنه الله رضي هريرة أبي حديث فيفهي اكتساب بغير كانت وإن

235 غرسا غرس فيمن جاء وكما وأجور كفارات أو فقط كفاراتوفيمن أجر له أنه حيوان أو إنسان منه يأكل زرعا زرع أو

شرب أو روضة أو مرج في فأكل الله سبيل في فرسا ارتبطفهي ذلك يكون أن يرد ولم شرفين أو شرفا استن أو نهر في

الثاني والضرب المعنى هذا في جاء ما وسائر حسنات لهقيام له يكتب المرء أن جاء كما األعمال تتجاوز التي النيات

حتى األعمال سائر وكذلك عذر عن حبسه إذا الجهاد أو الليل

Page 158: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

يعمل مال له يكون أن المتمنى في والسالم الصالة عليه قالفى فهما اآلخر وفي سواء األجر في فهما فالن عمل مثل بهحسنة له كتبت يعملها فلم بحسنة هم من وحديث سواء الوزر

بسيفيهما يلتقيان والمسلمان236 المكلف عد على الدالة األدلة من ذلك غير إلى الحديث

كالعامل كان فإذا والوزر األجر في نفسه كالعامل النية بمجردإذا كالعامل يكون أن فأولى غيره عنه عمل وال بعامل وليس

كان وإن األشياء هذه أن فالجواب العمل على غيره استنابفيها للنظر فإن النيابة بصحة فيه العلماء بعض قال ما منها

عبادة عددناها وإن الغير عن الصدقة قاعدة أما متسعامن عبادة في نيابة في كالمنا فإن الباب هذا من فليست

الغير عن والصدقة إليه وتوجه تعالى الله إلى تقرب هي حيثالدعاء قاعدة وأما فيها كالم وال المالية التصرفات باب من

من فليس للغير شفاعة ألنه نيابة الدعاء في ليس أنه فظاهرفإنها والمالية البدنية األعمال في النيابة قاعدة وأما الباب هذا

نية كذلك هي حيث من فيها يشترط ال المعنى معقولة مصالحذلك أجر فله فيه سبب له فيما القربة نوى إن عنه المنوب بل

مجرد على والنيابة النائب من ال صدرت منه العبادة فإنوالجهاد المال بإخراج التقرب نفس عن خارج أمر التفرقةفي فهي العبادات في المعدودة األعمال من كان وإن

هى التي الكفايات فروض كسائر المعنى معقولة الحقيقةإذا إال اآلخروي األجر لصاحبها يحصل ال لكن الدنيا مصالح

237 فذلك الدنيا قصد فإن الله كلمة وإعالء تعالى الله وجه قصدبالمعروف األمر كقاعدة قائمة الجهادية المصلحة أن مع حظه

العلم أهل من أن على منها شعبة والجهاد المنكر عن والنهيالنفس تعريض من فيه لما بالجعل الجهاد في النيابة كره من

قصد هنا فرض ولو الدنيا أعراض من عرض في للهلكةفهذا أصال نيابة الجهة تلك من فيه يصح لم بالعمل التقرب

النازلة المصائب قاعدة وأما أيضا به اعتراض ال األصل

Page 159: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

في والكفارة األجر وإنما التعبد في النيابة باب من فليستحسنات وكون ذلك عن خارج ألمر ال منه نيل ما مقابلة

على تطرح المظلوم سيئات أو المظلوم تعطي الظالماألعواض ألن معاوضات فهي الغرامات باب فمن الظالم

وال هناك دينار ال إذ واألوزار األجور في تكون إنما األخرويةمن والزرع الغرس ومسألة الدنيا في القضاء فات وقد درهم

باختيار كان إن به اإلحسان باب ومن المال في المصائب بابعلى إلىالجزاء راجعة األعمال عن العاجز ومسألة مالكهبسبب الجزاء في عد إذ نيابة بال بالعامل المختصة األعمال

تجري إنما األحكام أن مع تعالى الله من تفضال عمل كمن نيتهعبادة عن عجز فيمن يقال ولذلك الظاهر على الدنيا في

عملها من أجر له إن لعملها عليها قدر لو أن نيته وفي واجبةكانت إن الله وبين بينه فيما عنه القضاء يسقط ال ذلك أن مع

يسرق أو مسلما يقتل أن تمنى لو أنه كما يقضى مما العبادةفي يعد وال عمل من وزر له كان يقدر لم أنه إال شرا يفعل أو

حقيقة الفاعل على يجب ما عليه يجب حتى عمل كمن الدنياهو فالنائب النيابة فرضت وإن شيء في النيابة من فليست

تأصل ما تنقض ال القواعد فهذه له أو عليه فعمله المكتسبفي خالف من عمدة فإنه السؤال أول ذكر ما إلى ونرجع

المسألة238 عادة على حمله ظاهر الحي ببكاء الميت تعذيب فحديث

البكاء على أهله الموت ظن إذا المريض تحريض في العربانقطاع وحديث األول آدم ابن وحديث سنة سن من وأما عليه

إلى راجع فيها الجزاء فإن ذلك أشبه وما ثالث من إال العملفعلى أوال فيه تسبب الذي ألنه الموزور أو المأجور عملالمتسبب إلى الراجع والكفل المسببات تجري سببه جريان

هذا وإلى الثاني المتسبب عمل عن ال عمله عن ناشىءاآلية ذرياتهم واتبعتهم آمنوا والذين تعالى قوله يرجع المعنى

فكأنه خير من عليه جرى فما كسبه من كسب ولده ألن

Page 160: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ماله عنه أغنى ما تعالى قوله فسر وبذلك األب إلى منسوبمنزلته إلى يرجع أن غرو فال كسبه من ولده أن كسب وما

قوله وذلك الصالحة أعماله بسائر عينه تقر كما به عينه وتقركل من يشكل وإنما شيء من عملهم من ألتناهم وما تعالى

معارضة في كالنص فإنها األحاديث من بقي ما أورد مافيها نص فيما الخالف وقع وبسببها عليها المستدل القاعدةفيرجع صياما كان فإنما النذر وأما والحج الصيام وذلك خاصة

فيها األحاديث أن أحدها أمور فيها به يجاب والذي الصيام إلىفي فانظره اضطرابها على مذسلم البخاري نبه مضطربة

أصال تعارض لم إذا بها اإلحتجاج يضعف مما وهو اإلكمالحديث في قال الطحاوي فإن وأيضا عارضته إذا فكيف قطعياطريق من إال يرو لم إنه وليه عنه صام صوم وعليه مات من

حديث في وقال بخالفه وأفتت به تعمل فلم تركته وقد عائشةخالفه وقد عباس ابن إال يرويه ال إنه نذر وعليها ماتت التي

أحد عن أحد يصوم ال بأنه وأفتى239 قبل من منهم األحاديث هذه في أقوال على الناس أن والثاني

قال من قبل ومنهممن حنبل ابن كأحمد بإطالق منها صح ماالشافعي مذهب وهو الصيام دون الحج في ذلك فأجاز ببعضها

لم بعضهم ترى فأنت أنس بن كمالك بإطالق منع من ومنهماألخذ ضعف على دليل وذلك صح وإن األحاديث ببعض يأخذ

ما على الصالة فى اتفقوا أنهم ذلك على ويدل النظر فى بهاركعتي لمكان الحج في الزما ذلك كان وإن العربي ابن حكاه

كبيع غيره في يجوز ال ما التبع في ويجوز تبع ألنهم الطوافالمنع على واتفقوا بماله العبد وبيع أبرت قد بثمرة الشجرةاألحاديث تأول من العلماء من أن والثالث القلبية األعمال فيسبيل قال أنه وذلك مطلقا اعتبارها ترك يوجب وجه على

الخير فعل من أحدا يمنعوا ال أن عليهم الله صلوات األنبياءما فأنفذوا والصوم الحج في القضاء عن سئلوا أنهم يريد

المنوب عن جاز أنه جهة من ال خيرا كونه جهة من فيه سئلوا

Page 161: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فهو عمله فإن شيئا أحد عن أحد يعمل ال القائل هذا وقال عنهوالرابع سعى ما إال لإلنسان ليس وأن تعالى قال كما لنفسهتسبب له كان بمن خاصة األحاديث هذه تكون أن يحتمل أنه

بذلك أوصى أو عنه يحج بأن أمر إذا كما األعمال تلك في فيليس وأن تعالى لقوله موافقا يكون حتى سعي فيه له كان أو

أن والخامس العلماء بعض قول وهو سعى ما إال لإلنسانوهو النيابة فيه تصح ما على محمول وليه عنه صام قوله

بما وتارة المقضى بمثل يكون تارة القضاء ألن مجازا الصدقةالحج وفي اإلطعام الصيام في وذلك تعذره عند مقامه يقوم

ذلك أشبه ما أو عنه يحج عمن النفقة240 ثابت ألصل معارضة قلتها على األحاديث هذه أن والسادس

وال اللفظي التواتر مبلغ تبلغ ولم قطعي الشريعة فيال الواحد خبر أن تقرر كما القطع الظن يعارض فال المعنوي

بن مالك أصل وهو قطعي أصل يعارضه لم إذا إال به يعملالمقصود وهو الموضع نكتة هو الوجه وهذا حنيفة وأبي أنس

بتلك التمسك لمقتضى تضعيف األجوبة من سواه وما فيهالتوفيق وبالله الحسن األصل هذا مأخذ وضح وقد األحاديث

وهي الموضع بهذا تعلق لها مسألة في النظر ويبقى فصلوجهين من ذلك يمنع أن فللمانع نظر وفيها الثواب هبة مسألة

مخصوص شيء في الشريعة في صحت إنما الهبة أن أحدهمافال دليل لها يكن لم وإذا فال األعمال ثواب في وأما المال وهو

وضع جهة من والعقاب الثواب أن والثاني بها القول يصحبذلك نطق وقد األسباب إلى بالنسبة كالمسببات الشارع

ورسوله الله يطع ومن الله حدود تلك تعالى كقوله القرآنحدوده ويتعد ورسوله الله يعص ومن قال ثم جنات يدخلهادخلوا يعملون كانوا بما جزاء وقوله فيها خالدا نارا يدخلهبالنسبة كالتوابع أيضا وهذا كثير وهو تعملون كنتم بما الجنة

البيع عقد مع بالمبيع اإلنتفاع كاستباحة المتبوعات إلىمع هذا فيه للمكلف خيرة فال النكاح عقد مع البضع واستباحة

Page 162: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كذلك كان وإذا العامل على تعالى الله من تفضل مجرد أنهاختيار وال نظر فيه للعامل ليس والعقاب الثواب أن اقتضى

التصرف ألن تصرف فيه يصح ال فإذا شيء منه يده في واليصح فال ذلك الجزاء في وليس اإلختياري الملك توابع من

أن وللمجيز لغيره يصح ال كما يملك ال فيما تصرف للعاملوجهين من أيضا يستدل

241 في الهبة حواز على األدلة هي الشرع من أدلته أن أحدهماوإما إطالقها أو عمومها تحت تدخل أن إما وتوابعها األموالمقدر عوض والثواب المال من واحد كل ألن عليها بالقياس

الصدقة في تقدم وقد اآلخر في جاز أحدهما في جاز فكماكذلك كان فإذا ذلك غير فيها يصح ال الثواب هبة أنها الغير عن

الجزاء كون أن والثاني وجه للمنع يبق فلم الدليل وجود صحالمتبوعات مع وكالتوابع األسباب مع كالمسببات األعمال مع

الدنيوية األمور في يصح كما العامل لهذا الملك بصحة يقضييملك ال الثواب أن يقال ال بالهبة التصرف صح الملك ثبت وإذاوهو فقط اآلخرة الدار في يكون أن إما ألنه المال يملك كما

يملك أن وإما شيئا منه يملك لم واآلن هنالك الحاصل النعيممن صالحا عمل من تعالى قوله اقتضاه حسبما شيئا منه هنا

بمعنى فذلك اآلية طيبة حياة فلنحيينه مؤمن وهو أنثى أو ذكرغير من عيش طيب الدنيا في ينال أنه أي اآلخرة في الجزاء

النعيم أيضا اآلخرة في ينال كما عيشه طيب في مؤثر كدرفي ذلك وإنما هبته تصح حتى اآلن يملكه أمر له فليس الدائم

لم وإن هو نقول ألنا اآلن وملكها حوزها يصح التي األموالالله عند الظن غالب في له كتب فقد الجزاء نفس يملك

يلزم وال اآلن يحزه لم وإن بالتمليك ملكا له واستقر تعالىالتصرف وصح المال في هذا مثل صح وإذا الحوز الملك من

ما القائل يقول فقد فيه نحن فيما صح وغيرها بالهبة فيهوكيلي لي اشترى إن ويقول لفالن وهبته فقد فالن من ورثته

شيء يحصل لم وإن ذلك أشبه وما ألخي هبة أو حر فهو عبدا

Page 163: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ذلك من242 وإن فعله الوكيل بيد فيما التصرف هذا يصح وكما حوزه في

يصح الوكيل يد من يحوزه أن عن فضال الموكل به يعلم لمشيء كل على هو الذي الله بيد هو فيما بمثله التصرف أيضاالموفق والله الثواب هبة في النظر مغزى إذا وضح فقد وكيل

األعمال في الشارع مقصود من الثامنة المسألة للصوابإال تعالى كقوله واضح ذلك على والدليل عليها المكلف دوام

يقيمون وقوله دائمون صالتهم على هم الذين المصليناإلقامة فسرت بهذا عليها الدوام بمعنى الصالة وإقام الصالة

معرض في كله هذا وجاء الصالة إلى مضافة ذكرت حيثصريحا به األمر وجاء إليه الشارع قصد على دليل وهو المدحوفي الزكاة وآتوا الصالة وأقيموا كقوله كثيرة مواضع في

قل وإن صاحبه عليه داوم ما الله إلى العمل أحب الحديثتملوا حتى يمل لن الله فإن ماتطيقون العمل من خذوا وقال

عمله وكان أثبته عمال عمل إذا والسالم الصالة عليه وكانمن العبادات وظائف الشارع توقيت في فإن وأيضا ديمة

معلومة أوقات في ومستحبات ومسنونات مفروضاتالقطع حصول في يكفي ما أسباب ولغير ظاهرة األسباب

في تعالى قوله في قيل وقد األعمال إدامة إلى الشارع بقصدهو لها مراعاتهم عدم إن رعايتها حق رعوها فما ترهبوا الذين

واإلستمرار فيها الدخول بعد تركها243 من أنفسهم الصوفية ألزمه ما حكم يؤخذ هنا فمن فصل

لكنهم بإطالق عليها بالمحافظة وأمروا األوقات في األورادفي الدخول أراد إذا فالمكلف غيرهم بها يقوم ال بأمور قاموا

فيه الدخول سهولة إلى ينظر ال أن حقه فمن واجب غير عملطول به الوفاء على يقدر وهل فيه مآله في ينظر حتى ابتداءوجهين من المكلف على تدخل التي المشقة فإن ال أم عمره

في ثقله أو بكثرته نفسه في التكليف شدة جهة من أحدهمانفسه في كان وإن عليه المداومة جهة من والثاني نفسه

Page 164: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

خفيفة حقيقتها جهة من فإنها الصالة ذلك من وحسبك خفيفاقوله لذلك والشاهد ثقلت المداومة معنى إليها انضم فإذا

على إال لكبيرة وإنها والصالة بالصبر واستعينوا تعالىواستثني بالصبر األمر بها قرن حتى كبيرة فجعلها الخاشعين

من به وصفهم ما ألجل كبيرة عليهم تكن فلم الخاشعينتضمنه ما وذلك حاد هو الذي والرجاء سائق هو الذي الخوفوالرجاء الخوف فإن اآلية ربهم مالقو أنهم يظنون الذين قوله

تعب عليه يسهل األسد من الخائف فإن الصعب يسهالنالمسافة من الطويل عليه يقصر مرغوبه لنيل والراجي الفرار

وضعت اإلستمرار قصد على الفعل في الدخول وألجلوقد التشديد عن ونهى الحرج وأسقط التوسط على التكاليفبرفق فيه فأوغل متين الدين هذا إن والسالم الصالة عليه قال

وال قطع أرضا ال المنبت فإن الله عبادة نفسك إلى تبغض واليشمل وهذا يغلبه الدين هذا يشاد من وقال أبقى ظهرا

واألدلة األعمال بأنفس التشديد يشمل كما بالدوام التشديدكثيرة المعنى هذا على

244 بمعنى عامة كلية المكلفين بحسب الشريعة التاسعة المسألةدون بعض الطلبية أحكامها من بحكم بالخطاب يختص ال أنه

ألبتة مكلف أحكامها تحت الدخول من يحاشى وال بعضالنصوص أحدها أمور واضح أنه مع ذلك على والدليل

بشيرا للناس كافة إال أرسلناك وما تعالى كقوله المتضافرةجميعا إليكم الله رسول إنى الناس أيها يا قل وقوله ونذيرا

وأشباه واألسود األحمر إلى بعثت والسالم الصالة عليه وقولهكان ولو خاصة ال عامة البعثة أن على يدل مما النصوص هذه

مرسال يكن لم غيره به يخص لم بما مختصا الناس بعضيكلف لم من على يصدق إذ جميعا للناس

245 مرسال يكون فال به إليه يرسل لم أنه الخاص الحكم بذلكأدى فما باطل وذلك جميعا الناس إلى الخاص الحكم بذلك

ليس ممن ونحوهم والمجانين الصبيان بخالف مثله إليه

Page 165: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الناس تحت داخل هو وال بإطالق إليه يرسل لم فإنه بمكلفمن بأفعالهم تعلق وما به اعتراض فال القرآن في المذكورين

والثاني فيه األمر فظاهر الوضع خطاب إلى المنسوبة األحكامبالنسبة فالعباد العباد لمصالح موضوعة كانت إذا األحكام أن

الخصوص على وضعت فلو مرآة المصالح من تقتضيه ما إلىحسبما كذلك لكنها بإطالق العباد لمصالح موضوعة تكن لمعلى ال العموم على أحكامها أن فثبت موضعه في تقدم

الله برسول اختصاصا كان ما هذا من يستثنى وإنما الخصوصخالصة قوله إلى للنبى نفسها وهبت إن مؤمنة وامرأة كقوله

وما اآلية منهن تشاء من ترجى وقوله المؤمنين دون من لكهذا إلى ويرجع بالدليل به اإلختصاص فيه ثبت مما ذلك أشبه

إليه راجع فإنه خزيمة كشهادة أصحابه بعض به هو خص ماوالسالم الصالة عليه

246 بالتضحية نيار بن بردة أبي كاختصاص إليه راجع غير أوبعدك أحد عن تجزىء ولن قوله بذلك وخصه الجذعة بالعناق

وقع وألجله الله رسول جهة إلى راجع هو إذ فيه نظر ال فهذااألحكام بأن إعالما مواضعه في اإلختصاص على النص

العلماء اجماع والثالث اإلختصاص قانون عن خارجة الشرعيةبعدهم ومن والتابعين الصحابة من ذلك على المتقدمينأمثالها في للجميع حجة الله رسول أفعال صيروا ولذلك

لها وليس معينة قضايا على األحكام من وقع فيما وحاولواإلى بالرد أو بالقياس إما العموم على تجري أن عامة صيغ

من ذلك غير أو المعنوي العموم على تجري أن الصيغةالنازلة في الخصوص على الحكم يكون ال بحيث المحاوالتوطرا منها زيد قضى فلما تعالى قال وقد به مختصا األولى

الحكم فقرر اآلية حرج المؤمنين على يكون ال لكى زوجناكهاال اإلجماع صحة وتقرر الناس في عاما ليكون مخصوص في

الشريعة أحكام زاول من عند لوضوحه مزيد إلى يحتاجيخص حتى األحكام ببعض البعض خطاب جاز لو أنه والرابع

Page 166: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اإلسالم قواعد في ذلك مثل لجاز الناس بعض عنه بالخروجبها التكليف شروط فيه كملت من بعض بها يخاطب ال أن

األمر رأس هو الذي اإليمان في وكذلك247 نحو كان ما بذلك أعنى وال مثله عنه لزم فما باطل وهذا

فى والفتيا والشهادة واإلمامة القضاء من وأشباهها الوالياتوغيرها للعلوم والتعليم والكتابة والنقابة والعرافة النوازل

بها التكليف شرط فى النظر إلى راجعة األشياء هذه فإنفالقادر به المكلف على القدرة التكليف فى الشروط وجامع

والعموم اإلطالق على بها مكلف الوظائف بهذه القيام علىكاألطفال بإطالق عنه التكليف سقط ذلك على يقدر ال ومن

فالتكليف ونحوها والصالة الطهارة إلى بالنسبة والمجانينبناء أخرى جهة من ال عدمها أو القدرة جهة من خاص ال عام

كان ما كل فى األمر وكذلك يطاق ال بما التكليف منع علىومراتب األعمال فى اإليغال كمراتب الخاص للخطاب موهما

يتضمن األصل وهذا فصل ذلك وغير الدين على اإلحتياطالقياس إثبات فى عظيمة قوة يعطى أنه منها عظيمة فوائد

الناس ببعض الخاص الخطاب أن جهة من منكريه علىولم كثيرا الله رسول زمن فى واقعا كان الخاص والحكم

يصح فال الوقائع من أمثالها يعم عام بدليل فيها يؤت248 أن إال واإلطالق العموم على موضوعة الشريعة بأن العلم مع

لفظ القضية فى وليس مراد غير الواقع الخصوص يكونإلى ذلك فأرشدنا بالمذكور المذكور غير إلحاق فى إليه يستند

فى ما بها يلحق أن ذاك إذ وقعت واقعة كل فى بد ال أنهالله رضى الصحابة بعمل وتأيد القياس معنى وهو معناها

األدلة كتاب فى يبسط هذا ولعل لقبوله الصدر فانشرح عنهمبفهم يتحقق لم ممن كثيرا أن ومنها الله شاء إن هذا بعد

غير طريقة على جرت الصوفية أن يظن الشريعة مقاصدالمبثوثة األحكام غير بأحكام امتازوا وأنهم الجمهور طريقة

وأفعالهم أقوالهم من بأمور ذلك على مستدلين الشريعة فى

Page 167: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فى يجب عما سئل أنه بعضهم عن يحكى بما ذلك ويرشحونعلى أما قال ثم مذهبكم على أو مذهبنا على فقال كذا زكاة

ذلك وعند وكذا فكذا مذهبكم على وأما لله فالكل مذهبنابأن مصرح الظاهر بهذا مصدق فمن فيهم الناس افترقفى بث مما أعلى هى خاصة بشريعة اختصت الصوفية

إلى وينسبهم عليهم يحمل ومشنع مكذب ومن الجمهورالفريقين وكال للسنة والمخالفة المثلى الطريقة عن الخروجالمبثوثة الشريعة أحكام تحت داخل مكلف وكل طرف فىفى الفقه المسألة روح ولكن آنفا تبين كما الخلق فى

كثيرا أن ذلك ومن المستعان والله ذلك يتبين حتى الشريعةألنهم لغيرهم تبح لم أشياء لهم أبيح الصوفية أن يتوهمونرتبة إلى الشهوات فى المنهمكين العوام رتبة عن ترقوا

فاستجازوا إليها والميل بطلبها اإلتصاف سلبوا الذين المالئكةالشرع في الممنوعات بعض إباحة طريقتهم فى ارتسم لمن

في هذا نحو ذكر فقد الجمهور عن اختصاصهم على بناءالفالسفة من أن كما عنه بالنهي قلنا وإن الغناء سماع

على بناء الخمر شرب استباح من اإلسالم إلى المنتسبينقصد على ال الطاعة فى النشاط واستجالب بها التداوي قصد

التلهي249 بالعوام خاص التكليف إن بقولهم الزنادقة فتحته باب وهذا

األصل في النظر إهمال كله هذا وأصل الخواص عن ساقطأن كما العاشرة المسألة التوفيق وبالله به فليعتن المتقدم

ما حسب على المكلفين جميع في عامة والتكليفات األحكامالمزايا كذلك به خص ما إال الله رسول إلى بالنسبة كانت

وقع ما سوى الله رسول أعطيها مزية من فما والمناقبكعموم عامة فهي أنموذجا منا أمته أعطيت وقد إال استثناؤه

إذ أنه جرت الله سنة أن العربي ابن زعم قد بل التكاليفثم فيه معه وأشركهم منه أمته أعطى شيئا نبيا الله أعطى

باالستقراء الملة هذه في يظهر قاله وما أمثلة ذلك من ذكر

Page 168: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

األحكام على االستخالف في العامة فالوراثة أوال أماعندما بالوقوف األمة تتعبد أن الجائز من كان وقد المستنبطةحسبما واإلطالق العمومات تكفي وكانت استنباط غير من حدالتي بالخصوصية العباد على من الله ولكن األصوليون قالهبين لتحكم تعالى قال إذ والسالم الصالة عليه نبيه بها خص

يستنبطونه الذين لعلمه األمة في وقال الله أراك بما الناسمن ذلك ظهر فقد ثانيا وأما به تطول فال واضح وهذا منهم

من الصالة أحدها وجها ثالثين على منها تقتصر كثيرة مواضعالله إن والسالم الصالة عليه النبى في تعالى فقال تعالى الله

الذي هو األمة في وقال اآلية النبى على يصلون ومالئكتهوقال النور إلى الظلمات من ليخرجكم ومالئكته عليكم يصلى

ورحمة ربهم من صلوات عليهم أولئك250 ولسوف النبي في تعالى قال اإلرضاء إلى اإلعطاء والثاني

يرضونه مدخال ليدخلنهم األمة في وقال فترضى ربك يعطيكوما تقدم ما غفران والثالث عنه ورضوا عنهم الله رضي وقال

تأخر وما ذنبك من تقدم ما الله لك ليغفر تعالى قال تأخرمريئا هنيئا الصحابة قال نزلت لما اآلية أن روى ما األمة وفيمن تجري جنات والمؤمنات المؤمنين ليدخل فنزل لنا فماتقدم ما فعم سيئاتهم عنهم ويكفر فيها خالدين األنهار تحتهانعمته ويتم قوله في النعمة إتمام األولى اآلية وفي تأخر وماالله يريد ما األمة في وقال مستقيما صراطا ويهديك عليك

نعمته وليتم ليطهركم يريد ولكن حرج من عليكم ليجعلالنبوة وهو الوحي والخامس الرابع الوجه وهو اآلية عليكم

يحتاج وال المعنى هذا في ما وسائر إليك أوحينا إنا تعالى قالستة من جزء الصالحة الرؤيا األمة وفي شاهد إلى

251 وفق على القرآن نزول والسادس النبوة من جزءا وأربعينكان فقد السماء في وجهك تقلب نرى قد تعالى قال المراد

تعالى وقال الكعبة إلى يرد أن يحب والسالم الصالة عليهقد كان لما تشاء من إليك وتؤوى منهن تشاء من ترجى أيضا

Page 169: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

األمة وفي معلوم عدد على فيهن يوقف فلم النساء إليه حبباتخذت لو الله رسول يا قلت ثالث في ربي وافقت عمر قال

مصلى إبراهيم مقام من واتخذوا فنزلت مصلى إبراهيم مقامأمرت فلو والفاجر البر عليك يدخل الله رسول يا وقلت

وبلغني قال الحجاب آية الله فأنزل بالحجاب المؤمنين أمهاتأو انتهيتن إن فقلت عليهم فدخلت نسائه بعض النبي معاتبة

إن ربه عسى الله فأنزل منكن خيرا رسوله الله ليبدلنأن النبي فسألت زوجها منها ظاهر التي وحديث اآلية طلقكن

252 أوالدا له ولدت وقد معه صحبتي طالت وقد مني ظاهر زوجيرأسها فرفعت عليه حرمت قد والسالم الصالة عليه فقال

عادت ثم إليه حاجتي أشكو الله إلى فقالت السماء إلىقول الله سمع قد الله فأنزل الثالثة لتعيد ذهبت ثم فأجابها

ونزلت تتبع لمن كثير هذا ومن اآلية زوجها في تجادلك التيإذ أرادت ما وفق على اإلفك من عنها الله رضي عائشة براءة

ولكن ببرآءتي مبرءي الله وأن بريئة أني أعلم حينئذ وأنا قالتفي ولشأني يتلى وحيا شأني في منزل الله أن ظننت ما الله

كنت ولكن يتلى بأمر في الله يتكلم أن من أحقر كان نفسيوقال بها الله يبرئني رؤيا النوم في الله رسول يرى أن أرجو

ما الله فلينزلن لصادق إني بالحق بعثك والذي أمية ابن هاللاآلية أزواجهم يرمون والذين فنزل الحد من ظهري يبرىء

بانقطاعه الوحي النقطاع الله رسول بزمان خاص وهذامقاما ربك يبعثك أن عسى تعالى قال الشفاعة والسابع

الصالة عليه كقوله األمة هذه شفاعة ثبت وقد محموداأئمتكم ومضر ربيعة مثل في يشفع أويس في والسالم

ألم تعالى قال الصدر شرح والثامن ذلك وغير شفعاؤكمصدره الله شرح أفمن األمة في وقال اآلية صدرك لك نشرح

ألن بالمحبة اإلختصاص والتاسع ربه من نور على فهو لإلسالمالصالة عليه خرج إذ الحديث في ذلك ثبت الله حبيب محمدا

عجبا بعضهم فقال يتذاكرون أصحابه من ونفر والسالم

Page 170: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

253 كالم من بأعجب ماذا آخر وقال خليال خلقه من اتخذ الله إنوروحه الله كلمه فعيسى آخر وقال تكليما الله كلمه موسى

قد وقال فسلم عليهم فخرج الله اصطفاه آدم آخر وقالكذلك وهو خليال إبراهيم اتخذ الله إن وعجبكم كالمكم سمعت

كذلك وهو الله روح وعيسى كذلك وهو الله نجي وموسىوأنا فخر وال الله حبيب وأنا أال كذلك وهو الله اصطفاه وآدم

أول وأنا شافع أول وأنا فخر وال القيامة يوم الحمد لواء حامللي الله فيفتح الجنة حلق يحرك من أول وأنا فخر وال مشفع

األولين أكرم وأنا فخر وال المؤمنين فقراء ومعي فيدخلنيهايحبهم بقوم الله يأتى فسوف األمة وفي فخر وال واآلخرين

الجنة يدخل من أول أنه الحديث هذا في وجاء اآلية ويحبونهوقد واآلخرين األولين أكرم وأنه العاشر وهو كذلك أمته وأنعشر الحادي وهو للناس أخرجت أمة خير كنتم األمة في جاء

دون بذلك اختص أمته على شاهدا جعل أنه عشر والثانيأمة جعلناكم وكذلك الكريم القرآن وفي السالم عليهم األنبياء

عليكم الرسول ويكون الناس على شهداء لتكونوا وسطاللنبي وكرامات معجزات العادات خوارق عشر والثالث شهيدا

يتحدي أن يصح هل الخالف وقع وقد كرامات األمة حق وفيالولي

254 له شاهد األصل وهذا ال أم ولي أنه على دليال بالكرامةفي بالحمد الوصف عشر والرابع وقدرته الله بحول وسيأتي

ومبشرا القرآن ففي الفضائل من وبغيره السالفة الكتبالحمادين أمته وسميت أحمد اسمه بعدي من ياتي برسول

الذى هو تعالى قال األمية مع العلم عشر والخامس الجهادينالنبى ورسوله بالله فآمنوا وقال منهم رسوال األميين في بعث

ال أمية أمة نحن الحديث وفي اآلية بالله يؤمن الذى األمىالنبي ففي المالئكة مناجاة عشر والسادس نكتب وال نحسبكان أنه عنهم الله رضي الصحابة بعض في روى وقد ظاهر

هذا من األولياء عن ونقل الحصين بن كعمران الملك يكلمه

Page 171: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

لم عنك الله عفا تعالى قال السؤال قبل العفو عشر والسابععفا ولقد ليبتليكم عنهم صرفكم ثم األمة وفي لهم أذنتذكرك لك ورفعنا تعالى قال الذكر رفع عشر والثامن عنكم

كلمة وفي اإليمان عقد في باسمه اسمه قرن معناه أن وذكروقد به منوها مرفوعا والسالم الصالة عليه ذكره فصار األذان

وفي القرآن في عليهم والثناء ومدحهم األمة ذكر من جاءعن األحاديث بعض في وجاء كثير السالفة الكتب

255 أمة من اجعلني اللهم قال أنه والسالم الصالة عليه موسىعليهم والثناء بذكرهم اإلشادة من التوراة في وجد لما أحمد

لله مواالة ومواالتهم لله معاداة معاداتهم أن عشر والتاسعوفي الله لعنهم ورسوله الله يؤذون الذين إن تعالى قال

وليا آذى من الحديث وفي الله آذى فقد آذاني من الحديثفقد الرسول يطع من تعالى وقال بالمحاربة بارزني فقد

وتمام الله يطع لم الرسول يطع لم من ومفهومه الله أطاعالسالم عليهم األنبياء في تعالى فقال االجتباء العشرين

هو األمة وفي مستقيم صراط إلى وهديناهم واجتبيناهمأنه الحديث وفي حرج من الدين في عليكم جعل وما اجتباكمثم األمة في وقال الخلق من مصطفى والسالم الصالة عليه

والعشرون والحادي عبادنا من اصطفينا الذين الكتاب أورثناتعالى الله من السالم إقراء أحاديث ففي الله من التسليم

لله الحمد قل تعالى وقال والسالم الصالة عليه نبيه علىيؤمنون الذين جاءك وإذا اصطفى الذين عباده على وسالم

عليكم سالم فقل بآياتنا256 اقرأ ا خديجة في والسالم الصالة عليه للنبي جبريل وقال

عند التثبيت والعشرون والثاني ومني ربها من السالم عليهاكدت لقد ثبتناك أن ولوال تعالى قال البشري التفلت توقع

بالقول آمنوا الذين الله يثبت األمة وفى قليال شيئا إليهم تركنوالعشرون والثالث اآلخرة وفي الدنيا الحياة في الثابت

وقال ممنون غير ألجرا لك وإن تعالى قال منة غير من العطاء

Page 172: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

تيسير والعشرون والرابع ممنون غير أجر فلهم األمة فيقرأناه فإذا وقرآنه جمعه علينا إن تعالى قال عليهم القرآننجمعه أن علينا عباس ابن قال بيانه علينا أن ثم قرآنه فاتبع

وفي لسانك على نبينه أن علينا بيانه علينا إن ثم صدرك فيوالخامس مدكر من فهل للذكر القرآن يسرنا ولقد األمة

يقال إذ الصالة في مشروعا عليهم السالم جعل والعشرونوبركاته الله ورحمة النبي أيها عليك السالم التشهد في

الصالحين الله عباد وعلى علينا السالم257 من بجملة السالم عليه نبيه سمى أنه والعشرون والسادس

والعليم والخبير المؤمن نحو ولألمة الرحيم كالرءوف أسمائهقال لهم بالطاعة تعالى الله أمر والعشرون والسابع والحكيم

وأولى الرسول وأطيعوا الله أطيعوا آمنوا الذين أيها يا تعالىأطاع من الحديث وفي والعلماء األمراء وهم منكم األمر

الله أطاع فقد الرسول يطع من وقال أطاعني فقد أميريوالحنان الشفقة مورد الوارد الخطاب والعشرون والثامن

في يكن فال لتشقى القرآن عليك أنزلنا ما طه تعالى كقولهوفي بأعيننا فإنك ربك لحكم واصبر به لتنذر منه حرج صدرك

ليطهركم يريد ولكن حرج من عليكم ليجعل الله يريد ما األمةأن الله يريد العسر بكم يريد وال اليسر بكم الله يريد اآلية

الله إن أنفسكم تقتلوا وال ضعيفا اإلنسان وخلق عنكم يخففبعد الضالل من العصمة والعشرون والتاسع رحيما بكم كان

من ذلك وغير الهدى258 كله ذلك من تعالى الله عصمه قد فالنبي العامة الحفظ وجوه

الله احفظ وجاء ضاللة على أمتى تجتمع ال األمة فى وجاءمنهم عبادك إال أجمعين ألغوينهم القرآن وفى يحفظك

وفى ضاللة على أمتى تجتمع ال قوله فى تفسيره المخلصينولكن بعدى تشركوا أن عليكم أخاف ما والله وإنى قولهاألنبياء إمامة الثالثين وتمام فيها تنافسوا أن عليكم أخاف

قال باألنبياء أم والسالم الصالة عليه أنه اإلسراء حديث ففى

Page 173: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فأممتهم الصالة فحانت األنبياء من جماعة فى رأيتنى وقدآخر فى األرض إلى السالم عليه عيسى نزول حديث وفى

إمام إن الزمان259 الشريعة تتبع ومن بإمامها مؤتما يصلى وأنه منها األمة هذه

خيرات منه تقتبس أمته أن على يدل كثيرا هذا من وجدتعالى الله من موهوبة وأحواال أوصافا وترث وبركات

عليه ينبنى األصل وهذا فصل ذلك على لله والحمد ومكتسبةالمزايا من األمة هذه اعطيته ما جميع أن منها قواعد

إنما الفضائل من وغيرها والتأييدات والمكاشفات والكراماتيظن فال اإلتباع مقدار على لكن نبينا مشكاة من مقتبسة هى

وهو كيف نبوته وساطة بدون خير على حصل أنه ظانالذى األعلى والعلم الجميع به يستضىء الذى المنير السراج

على ظهرت قد يقول قائال ولعل الطريق سلوك فى يهتدى بهالخواص سيما وال النبي يدى على تظهر لم أمور األمة أيدى

بن عمر ظل من الشيطان كفرار بعضهم بها اختص التىوالسالم الصالة عليه النبي نازع وقد عنه الله رضى الخطاب

سلك إال فجا سلكت ما لعمر وقال الشيطان صالته فىالله رضى عفان بن عثمان فى وجاء فجك غير فجا الشيطان

بالنسبة هذا مثل يرد ولم منه تستحي السماء مالئكة أن عنهأسيد فى وجاء النبي إلى

260 فى الله رسول عند من خرجا أنهما بشر بن وعباد حضير ابنالنور فافترق تفرقا حتى أيديهما بين نور فإذا مظلمة ليلة

غير إلى والسالم الصالة عليه عنه ذلك مثل يؤثر ولم معهماأنه ينقل لم مما بعدهم ومن الصحابة عن المنقوالت من ذلك

أو األولياء عن نقل ما كل فيقال النبي يد على مثله ظهروالخوارق األحوال من القيامة يوم إلى ينقل أو العلماء

تحت داخلة وجزئيات أفراد فهى وغيرها والفهوم والعلومالكلي وجزئيات الجنس أفراد أن غير النبي عن نقل ما كليات

لم وإن جزئي هو حيث من بالجزئي تليق بأوصاف تختص قد

Page 174: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أن على ذلك يدل وال كلي هو ما جهة من الكلي بها يتصفال به خاص الجزئي فى ذلك أن وال الكلي على مزية للجزئي

هو إذ بجزئي إال كليا يكون ال والجزئي كيف بالكلي له تعلقعلى الظاهرة األوصاف فكذلك ماهيته فى وداخل حقيقته من

أوصافه من كاألنموذج فهى النبي جهة من إال تظهر لم األمةأن ذلك صحة على والدليل وكراماته والسالم الصالة عليه

ولو به واإلقتداء اإلتباع مقدار على إال يحصل ال منها شيئالم واإلستقالل بها االختصاص فرض على لألمة ظاهرة كانتشأن فى المذكور بالمثال هذا ويتبين فيها شرطا المتابعة تكن

عمر261 وذلك منه الشيطان هروب هى المذكورة خاصيته أن ترى أال

وأنت المعاصى على إياه وحمله فىحبائله الوقوع من حفظكان إذ الرسول خاصية العام المطلق التام الحفظ أن تعلم

حاجة وال واإلطالق العموم على والصغائر الكبائر عن معصوماهذا من بعمر الخاصة النقطة فتلك هنا المعنى هذا تقرير إلى

إنما اإلنسان من بعده أو الشيطان فرار فإن وأيضا البحرفيه النبي مزية زادت وقد زيادة غير من الحفظ منه المقصود

تمكنه على الله أقدره والسالم الصالة عليه أنه منها خواصتذكر ثم المسجد سارية إلى يربطه أن هم حتى الشيطان من

من ألحد ينبغى ال ملكا لي هب السالم عليه سليمان قولعليه النبي أن ومنها ذلك من شىء على عمر يقدر ولم بعدى

ولم عمر ومن نفسه من ذلك على اطلع والسالم الصالةكان والسالم الصالة عليه أنه ومنها منه شىء على عمر يطلع

آمنا يكن لم وعمر منه قرب وإن الشيطان نزعات من آمنابالنسبة يعارضها ما يرد فلم عثمان منقبة وأما عنه بعد وإن

ال إذ نفسه عن يذكرها لم وإن بها أولى هو نقول بل النبي إلىلخاصية لعثمان ذلك فإن وأيضا عدمها ذكرها عدم من يلزم

حياء الناس أشد النبي كان وقد حيائه شدة وهى فيه كانتأصلها الحياء كان فإذا خدرها فى العذراء من حياء وأشد

Page 175: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وعلى الكمال على حواه الذى هو والسالم الصالة عليه فالنبىالمقصود ألن وصاحبه أسيد فى القول يجري الترتيب هذا

كلفة بال ليال الطريق فى المشي يمكن حتى اإلضاءة بذلكبل بصره يحجب الظالم يكن لم والسالم الصالة عليه والنبي

بل الضوء فى يرى كما الظلمة فى يرى كان262 فكان الظلمة حجاب من أكثف هو ما بصره يحجب ال كان

كانت حيث أبلغ وهذا أمامه من يرى كما خلفه من يرىإنما ذلك أن على به المبصر في ال البصر نفس في الخارقةالتي وكراماته والسالم الصالة عليه النبي معجزات من كانينبغي الذي هو التقرير فهذا زمانه وفي بعده أمته في ظهرت

الجملة العلى جهته من األمور لهذه واألخذ عليه اإلعتمادفيها إشكال وال إشكال الرأى ببادىء فيها للناظر يقع فربما

األفضلية قاعدة في القرافي كالم في وانظر الله بحولكل إلى ينظر أن األصل هذا في الفوائد ومن فصل والخاصية

كرامات في أصل لها كان فإن أحد يدي على صدرت خارقةلم وإن صحيحة فهي ومعجزاته والسالم الصالة عليه الرسول

كرامة أنها الرأى ببادىء ظهر وإن صحيحة فغير أصل لها يكنبكرامة الخوارق من اإلنسان يدي على يظهر ما كل ليس إذذلك وبيان كذلك يكون ال ما ومنها كذلك يكون ما منها بل

بالصناعة والنقربات بالهمم التصريف أرباب أن بالمثالوهي خارقة أفاعيل عنهم تصدر قد النجومية واألحكام الفلكية

وال مدخل الصحة في لها ليس بعض فوق بعضها ظلمات كلهابدعاء ذلك كان إن ألنه منبع النبي كرامات في لها يوجد

فيه تجري وال النسبة تلك على يكن لم النبي فدعاء مخصوصالتمس وال الكواكب في قران على اعتمد وال الهيئة تلك

إليه من على اإلعتماد مجرد تحرى بل نحوسها أو سعودهاعن وناهيا الكواكب عن معرضا إليه واللجأ كله األمر يرجع

وكافر بي مؤمن عبادي من أصبح قال إذ إليها االستنادتحرى وإن الحديث

Page 176: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

263 كحديث كله هذا من برىء فلسبب تحريه إلى دعا أو وقتاذلك وأشباه النهار طرفي المالئكة اجتماع وحديث التنزل

الكيفيات أعني ينقص وال فيها يزاد ال عبادة أيضا والدعاءتقدم فيما مثلها يعهد لم التي المتكلفة والهيئات المستفعلةوال الزمان متقدم في مساقها تجد ال التي األدعية وكذلك

والسلف والسالم الصالة عليه النبي مستعمل وال متأخرهأهل زعم في الحروف طبائع فيها روعي والتي الصالح

بغير كان وإن غيرهم به يقل لم مما نحوهم نحا ومن الفلسفةغير فذلك تنفصل حتى األشياء على الهمم كتسليط دعاءوتدبير حكمي حال ذلك أصل بل أصال له تجد وال النقل ثابت

به حاصال الخارق اإلنفعال كان وإن هذا شرعي ال فلسفيبالقتل ظاهرا يتعدى قد أنه كما الصحة على بدليل فليس

يكون وال ذلك أمثال إلى والعين بالسحر يوصل قد بل والجرحوهذا محض وتعد صرف باطل هو بل صحته على شاهدا

فصل له فليتنبه الخواص من ولكثير للعوام قدم مزلة الموضعوتصرف وندب وأنذر وبشر حذر النبي أن ثبت لما أنه ومنها

الصحيح واإللهام الصادقة الفراسة من الخوارق بمقتضىذلك مثل فعل من كان الصالحة والرؤيا الواضح والكشف

الصواب من طريق على األمور هذه من بشيء اختص ممنشرط مراعاة مع لكن المشروع عن بخارج ليس بما وعامال

أمران تقدم ما إلى زائدا صحته على الدليل ومن ذلك264 وتحذيرا ونهيا أمرا ذلك بمقتضى عمل قد النبي أن أحدهما

أمته دون به خاص ذلك أن يذكر لم أنه مع وإرشادا وتبشيراعمل كل شأن حكمه ذلك في حكمهم األمة أن على فدل

ويكفي غيره دون به اإلختصاص على دليل يثبت ولم منه صدرفائدتها وإنما المبشرات من أمته في بعده ترك ما ذلك من

قال وقد واإلحجام اإلقدام عليها يترتب التي والنذارة البشارةالملكين رؤياه في عمر بن الله لعبد والسالم الصالة عليه

ذلك بعد يزل فلم الصالة تكثر لو أنت الرجل نعم له وقولهما

Page 177: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

رجل الله عبد إن الله رسول فقال رواية وفي الصالة يكثرالصالة عليه وقال الليل من الصالة يكثر كان لو صالح

أحب ما لك أحب وإني ضعيفا أراك إني ذر ألبي والسالملثعلبة وقوله يتيم مال تولين وال اثنين على تأمرن ال لنفسي

شكره تودي قليل المال بكثرة له الدعاء وسأله حاطبة بنودل وولده ماله كثر اللهم ألنس وقال تطيقه ال كثير من خير

الصالة الصالة عليه265 في األعمال أفضل هو ما على شتى أناسا والسالم الصالة

وقال فيهم الصادقة بالفراسة عمال منهم واحد كل حقعليا فأعطاها يديه على الله يفتح رجال غدا الراية ألعطين

إنه عفان بن لعثمان وقال يديه على الله ففتح عنه الله رضيتخلعه فال خلعه على أرادوك فإن قميصا يقمصك أن الله لعل

ستكون أنه وأخبر النافعة وصاياه الغيبي اإلطالع على فرتببين وتوضع أخرى في ويروح حلة في ويغدوأحدهم أنماط لهمخير اليوم وأنتم الحديث آخر قال ثم أخرى وترفع صحفه يديهالفئة تقتله عمارا وأن ووصاه معاوية بملك وأخبر يومئذ منكم

كيف وصاهم ثم وقتها عن الصالة يؤخرون وبأمراء الباغيةسائر إلى بالصبر أمرهم ثم أثرة بعده سيلقون وأنهم يصنعون

بها حصلت التي المغيبات من والسالم الصالة عليه به أخبر ماوهو ذلك وغير والتبشير والتحذير والتصديق اإليمان فوائد

يحصى أن من أكثر266 الفراسة من ذلك بمثل عنهم الله رضى الصحابة عمل والثانى

هما إنما بكر أبي كقول النومي والوحي واإللهام والكشفالنصيحة فأعمل الجبل سارية يا عمر وقول وأختاك أخواك

الناس على يقص أن أراد لمن ونهيه الكشف عنها أنبأ التىعليه قص لمن وقوله الثريا تبلغ حتى تنتفخ أن أخاف وقال

كنت أيهما مع فقال يقتتالن رآهما والقمر الشمس أن رؤياهأبدا عمال تلى ال الممحوة اآلية مع كنت قال القمر مع قال

من بعدهم ومن الصالح السلف عن هذا مثل نقل ويكثر

Page 178: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

شرط فى النظر هنا يبقى ولكن بهم الله نفع واألولياء العلماءبسطا يحتمل فيه والكالم األمور هذه مقتضى على العمل

أن وذلك عشرة الحادية المسألة وهى عليه بالكالم فلنفردهتخرم ال أن بشرط إال وتعتبر تراعى أن يصح ال األمور هذه

أو شرعية قاعدة يخرم ما فإن دينية قاعدة وال شرعيا حكماوهم أو خيال إما هو بل نفسه فى بحق ليس شرعيا حكما

يخالطه ال وقد حق هو ما يخالطه وقد الشيطان القاء من وإماثابت هو لما معارضته جهة من اعتباره يصح ال ذلك وجميع

ال عام الله رسول به أتى الذى التشريع أن وذلك مشروعوال ينخرم ال وأصله هذا قبل المسألة فى تقدم كما خاصمكلف حكمه تحت الدخول من يحاشى وال اطراد له ينكسربصدده نحن الذى القبيل هذا من جاء ما فكل كذلك كان وإذا

ذلك أمثله ومن باطل فاسد فهو الشريعة فى تمهد لما مضاداعدالن عنده شهد حاكم فى رشد ابن عنها سئل مسألة

النبي أن منامه فى الحاكم فرأى أمر فى بالعدالة مشهورانالرؤيا من هذا فمثل باطل فإنها الشهادة بهذه تحكم ال له قال

تخرم ألنها نذارة وال بشارة وال نهي وال أمر فى بها معتبر الوكذلك الشريعة قواعد من قاعدة

267 عنه الله رضى بكر أبا أن روى وما النوع هذا من يأتي ما سائرتقدح ال عين قضية فهى رؤيت برؤيا موته بعد رجل وصية أنفذيلزم فال بذلك رضوا الورثة فلعل إلحتمالها الكلية القواعد فى

هذا بأن مكاشفة له حصلت لو هذا وعلى أصل خرم منهاأن أو كاذب الشاهد هذا أن أو نجس أو مغصوب المعين الماء

يصح فال ذلك أشبه ما أو لعمرو بالحجة تحصل وقد لزيد المالله يجوز فال ظاهر سبب يتعين لم ما ذلك وفق على العمل له

بالمال الشهادة وال الشاهد قبول ترك وال التيمم إلى اإلنتقالأمر الشريعة بحكم فيها تعين قد الظواهر فإن حال على لزيدكما الفراسة أو المكاشفة مجرد على اعتمادا يتركها فال آخر

نقض لجاز ذلك جاز ولو النومية الرؤيا على فيها يعتمد ال

Page 179: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

صحيح غير وهذا موجباتها الظاهر فى ترتبت وإن بها األحكامتختصمون إنكم الصحيح فى جاء وقد فيه نحن ما فكذا بحال

له فأحكم بعض من بحجته ألحن يكون أن بعضكم ولعل إلىالحكم فقيد الحديث منه أسمع ما نحو على

268 من كثير كان وقد ذلك وراء ما وترك يسمع ما بمقتضىمن فيها وما أصلها على يطلع يديه على تجرى التى األحكام

وفق على إال يحكم لم والسالم الصالة عليه ولكنه وباطل حقأن الحاكم منع فى أصل وهو علم ما وفق على ال سمع ما

أن عنه المشهور القول فى مالك ذهب وقد بعلمه يحكمعليه وجب خالفه يعلم بأمر العدول عنده شهدت إذا الحاكملم إذا ألنه الكذب تعمد منهم يعلم لم إذا بشهادتهم الحكم

الحاكم علم كون مع هذا بعلمه حاكما كان بشهادتهم يحكمالتى الخوارق من ال فيها ريبة ال التى العادات من مستفادابالنسبة فذلك بعلمه الحاكم حكم بصحة والقائل أمور تداخلها

لم ولذلك الخوارق من ال العادات من المستفاد العلم إلىعن العربي ابن وحكى العظمى الحجة وهو الله رسول يعتبره

يحكم كان أنه ببغداد المالكي الشاشي القضاة قاضىأيام معاوية بن إياس طريقة على جريا األحكام فى بالفراسةجزء الشاشي بكر أبي اإلسالم فخر ولشيخنا قال قاضيا كان

يحكم كان إن بالرد حقيق وهو قال ما هذا عليه الرد فىمشكل هذا قيل فإن سواها حجة غير من مطلقا بالفراسة

المكاشفات أرباب عن نقل ما خالف أنه أحدهما وجهين منلهم جائزا كان أشياء تناول عن أقوام امتنع فقد والكرامات

أال معهود غير إخبار أو كشف على اعتمادا تناولها الظاهر فىمن إال يأكل ال أن اعتقد حين الشبلي عن جاء ما إلى ترى

فنادته منها يأكل أن فهم تين شجرة بالبادية فرأى الحاللأن الشجرة

269 تزوج أنه المهتدى ابن عباس وعن ليهودي فإنى منى تأكل الزجر منها الدنو أراد فلما ندامة عليه وقع الدخول فليلة امرأة

Page 180: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من وكذلك زوج لها ظهر أيام ثالثة فبعد وخرج فامتنع عنهاالمتناول هذا هل بها يعلم عادية غير أو عادية عالمة له كان

بعض فى عرق له كان حيث المحاسبي كالحارث ال أم حاللوأصل منه فيمتنع تحرك شبهة فيه ما إلى يده مد إذا أصابعهالشاه قصة فى وغيره عنه الله رضى هريرة أبي حديث ذلك

ارفعوا وقال القوم وأكل الله رسول فأكل وفيه المسمومةالبراء بن بشر ومات مسمومة أنها أخبرتني فإنها أيديكم

ونهى هو وانتهى القول ذلك على الله رسول فبنى الحديثمن لشرع موافق أيضا وهذا اإلخبار بعد األكل عن أصحابه

بنى بقرة قصة فى وذلك ناسخ يرد أن إال لنا شرع وهو قبلناالله فأحياه ببعضها القتيل وضرب بذبحها أمروا إذ إسرائيل

الخضر قصة وفى بالقصاص الحكم عليه فرتب بقاتله وأخبرإلى المعنى هذا فى ظاهر وهو الغالم وقتل السفينة خرق فى

والسالم الصالة عليهم األنبياء معجزات فى يؤثر مما ذلك غيرأن ثبت إذا أنه والثانى عنهم الله رضى األولياء وكرامات

بالنسبة كالعادات واألولياء األنبياء إلى بالنسبة العادات خوارقلوجب غصبه أو الماء نجاسة على عادي أمر دلنا لو فكما إلينا

عالم من إخبار بين فرق ال إذ ههنا فكذلك اإلجتناب عليناالبصر رؤية بين فرق ال أنه كما الشهادة عالم من أو الغيب

بد فال الغيبي الكشف بعين ورؤيتها الماء فى النجاسة لوقوعبينهما فرق ومن ذلك على يبني كما هذا على الحكم يبني أن

أبعد فقد270 ما وفق على العمل يكون قد أنه فى بيننا نزاع ال أن فالجواب

من وذلك الجملة على مشروع هو بما وعمال صوابا ذكرفى به فيلحق فيه النبي من كان بما اإلعتبار أحدهما وجهين

من هذا مثل أن يثبت لم إذا معناه فى كان ما القياسالخارقة األمور من كان حيث من بالنبي مختص الخوارق

قصة وتكون معجزا كان حيث من به يختص وإنما الواقع بدليلالسفينة خرق أن على شريعتنا فى نسخ مما هذا على الخضر

Page 181: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من عنده ثبت ما على بناء العلماء بعض بمقتضاه عمل قدالبقرة قصة وكذلك به القول يمكن فال الغالم قتل أما العادات

على اآلخر التأويل على ومحكمة التأويلين أحد على منسوخةوالثاني فالن عند دمي المقتول قول فى المذهبي القول وفق

إذ األولى القاعدة مقتضى خالف وهو يقاس ال أنه فرض علىإن فنقول عدمه قدرنا أن ولكن بالقياس العمل عليها الجارى

وهو شرعي نص إلى مستندة األولياء عن الحكايات هذهالقلوب وحزاز اإلثم هو الذى القلوب حزاز اجتناب طلب

عليه قال وقد النمط هذا فيها فيدخل تنحصر ال بأمور يكونحاك ما واإلثم النفس إليه اطمأنت ما البر والسالم الصالة

نصوص إلى مستندا كونه عن هذا يخرج لم فإذا صدرك فىمن عند شرعية

271 أمر إلى ينضبط ال الذي األعم بالمعنى القلوب حزاز فسربقاعدة يخل ما األمور هذه مثل اعتبار فى ليس ولكن معلوم

وأشباهها رشد ابن مسألة مثل فى هو إنما وكالمنا شرعيةفى بمثله القول يمكن ال هذا على الغالم الخضر وقتل

ثم كان إن أنه تقرر ما ووجه منسوخ حكم فهو ألبتة شريعتناتدل الشريعة فعمدة السؤال بمقتضى يشعر ما الحكايات من

األحكام فى به مقطوع بالظاهر الحكم أصل فإن خالفة علىسيد فإن أيضا عموما الغير فى االعتقاد إلى وبالنسبة خصوصا

األمور يجرى بالوحي إعالمه مع وسلم عيله الله صلى البشربواطن علم وإن وغيرهم المنافقين فى ظواهرها على

ما على الظواهر جريان عن بمخرجة ذلك يكن ولم أحوالهمأن خوفا قال ما قبيل من ذلك كان إنما يقال وال عليه جرت

ما ال آخر أمر فالعلة أصحابه يقتل محمدا إن الناس يقولأدل من هذا نقول ألنا حرج فال به علل ما عدم فإذا زعمتيحفظ ال أن إلى يؤدي الباب هذا فتح ألن تقرر ما على الدليلفالعذر ظاهر بسبب القتل عليه وجب من فإن الظواهر ترتيب

بمجرد بل ظاهر سبب بغير قتله طلب ومن واضح ظاهر فيه

Page 182: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فهم وقد الظواهر على وران الخواطر شوش ربما غيبي أمرالدعاوي باب إلى ترى أال جملة الباب هذا سد الشرع من

أنكر من على واليمين المدعى على البينة أن إلى المستندالبينة إلى احتاج الله رسول إن حتى أحد ذلك من يستثن ولملي يشهد من فقال اشتراه كان مما فيه أنكر ما بعض فىظنك فما شهادتين الله فجعلها ثابت بن خزيمة له شهد حتى

لكانت الناس أصلح على الناس أكبر ادعى فلو األمة بآحادذلك من وهذا أنكر من على واليمين المدعى على البينة

األوامر بحسب مهملة الغيبية فاإلعتبارات واحد والنمطوالنواهي

272 بكل وغيرهم األولياء من الناس يعبأ لم هنا ومن الشرعيةالشيطان من أنه عدوا بل المشروع خالف خطاب أو كشفمحتملة األولياء عن المنقولة األحوال فقضايا هذا ثبت وإذا

يكون بحيث شرعي بمانع فليس الشجرة تكليم من ذكر وماالفالة فى وجد لو كما المكلم على حراما منها التين تناول

عنه لغناه تركه لكنه ذلك أشبه وما مملوك إني له فقال صيداذلك غير أو آخر بموضع طعام ظن أو بالله يقين من بغيره

له مباحا المتناول كان نقول أو الباب هذا فى ما سائر وكذلكلمشورة الجائزين أحد اإلنسان يترك كما العالمة لهذه فتركه

فكذلك تعالى الله بحول بعد يذكر حسبما ذلك غير أو رؤيا أوكان وإذا مغصوب أو نجس أنه كوشف الذي الماء فى نقول

الظاهر فى شرعي أصل له ينخرم ال بحيث عنها مندوحة لهلو أنه مع عليه حرج فال مثله إلى جائز من منتقال يصير بل

واعتمادا للظاهر إعماال الكشف ذلك لمقتضى مخالفته فرضناليس إذ لوم وال عليه حرج فال به معاملته فى الشرع على

تعود أن وال شرعيا أمرا تخرق أن والخوارق بالكرامات القصدأن فمحال اتباعه عن نتائج وهى كيف بالنقض منه شىء على

أصله على الفرع يعود أو بمشروع ليس ما المشروع ينتجالمتالعنين شأن فى جاء ما وتأمل ألبتة يكون ال هذا بالنقض

Page 183: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فهو كذا صفة على به جاءت إن والسالم الصالة عليه قال إذعلى به فجاءت لفالن فهو كذا صفة على به جاءت وإن لفالن

يقم فلم ذلك ومع للمكروه المقتضية وهى الصفتين احدىلي لكان األيمان لوال نفسه الحديث فى جاء وقد عليها الحد

هم مما وامتناعه المانعة هي األيمان أن على فدل شأن ولهااأليمان شريعة حين له حكم ال به تغرس ما أن على يدل به

تكن لم الزوج قال ما األيمان بعد باإلقرار أو بالبينة ثبت ولوأن الثانى السؤال على والجواب عنها للحد دارئة األيمان

فليس كغيرها لهم صارت وإن الخوارق273 شرعا ذلك يثبت لم إذا اإلطالق على إلعمالها بموجب ذلك

المخالفة تقتضى جاءت إن الخوارق فإن وأيضا به معموالالموافقة غير كالرؤيا بحق ليس ما شابها قد مدخولة فهى

كذا إفعل أو بفعله شرعا مأمور وهو كذا تفعل ال له يقال كمنسلوكه أصل يبن لم لمن هذا يقع ما وكثيرا عنه منهي وهو

سير طالع ومن شيخ بدون وحده سلك من أو الصواب علىملتفتين غير الشريعة ظواهر على محافظين وجدهم األولياء

عليها يعمل ال أن يقتضى هذا قيل فإن األشياء هذه إلى فيهاهنا المنفى إن قيل عليها يعمل أنها على المسألة بنيت وقد

مع عليها العمل فأما شرعية قاعدة بخرم عليها يعمل أنالشرط ذلك اعتبار تقرر إذا فصل بمنفى فليس الموافقة

األمور أن ذلك فى فالقول وفقها على العمل يسوغ فأينفيها العمل يجوز سعة فيها التى المطلوبات أو الجائزات

أمر فى يكون أن أحدها أوجه على وذلك تقدم ما بمقتضىالفالني الوقت فى يقصده فالنا أن المكاشف يرى كأن مباح

أو مخالفة أو موافقة من إتيانه فى إليه قصد ما يعرف أووما باطل أو حق اعتقاد أو حديث من قلبه فى ما على يطلع

يتحفظ أو إليه قصد حسبما له التهيئة على فيعمل ذلك أشبهرأى لو كما له الجائز من فهذا الشر قصده كان إن مجيئه من

تقدم كما مشروع هو بما إال يعامله ال لكن ذلك تقتضى رؤيا

Page 184: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

العاقل فإن نجاحها يرجو لفائدة عليها العمل يكون أن والثانىبسبب يلحقه فقد عاقبته يخاف لعله ما نفسه على يدخل ال

خصوصية أنها كما والكرامة غيره أو عجب إليها االلتفاتتعملون كيف لينظر واختبار فتنة هى كذلك

274 يقتضيه سبب لذلك كان أو حاجة عرضت فإذا ذكره تقدم وقدذلك إلى للحاجة بالمغيبات يخبر الله رسول كان وقد بأس فال

اطلع مغيب بكل يخبر لم والسالم الصالة عليه أنه ومعلومالحاجات مقتضى وعلى األوقات بعض فى ذلك كان بل عليه

من يراهم أنه خلفه المصلين والسالم الصالة عليه أخبر وقدفى المذكورة الفائدة من ذلك فى لهم لما ظهره وراء

بذلك إخبار غير من وينهاهم يأمرهم أن يمكن وكان الحديثهذا فى ذلك بمثل أمته فعمل ومعجزاته كراماته سائر وهكذا

حكم فى ذلك مع ولكنه األول الوجه فى منه أولى المكانواإلخبار ونحوه كالعجب العوارض خوف من تقدم لما الجواز

من إخباره يخلو وال مسلم والسالم الصالة عليه النبي حق فىهي به سمع أو ذلك رأى من كل إيمان تقوية ومنها فوائد

أو تحذير فيه يكون أن والثالث الدنيا بقاء مع تنقطع ال فائدةأمر عن كاإلخبار جائز أيضا فهذا عدته لكل ليستعد تبشير

وفق على فيعمل كذا فعل إن يكون ال أو كذا يكن لم إن ينزلالرؤيا مجرى بها يجري أن فله الصالحة الرؤيا وزان على ذلك

الفقراء أجالس كنت قال تركان بن جعفر أبي عن روى كمانفسى فى قلت ثم إليهم أدفعه أن فأردت بدينار على ففتحفوجعت سننا فقلعت الضرس وجع بي فهاج إليه أحتاج لعلي

الدينار إليهم تدفع لم إن هاتف بي فهتف قلعتها حتى األخرىفى قال الروذبارى وعن واحدة سن فيك فى يبقى ال

صببت ما لكثرة ليلة صدرى فضاق الطهارة أمر فى استقصاءهاتفا فسمعت عفوك يارب فقلت قلبى يسكن ولم الماء من

فالشرط الجملة وعلى ذلك عنى فزال العلم فى العفو يقولالخوارق بمقتضى العمل فى اعتباره من محيص ال المتقدم

Page 185: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

275 مثاال لتكون الثالثة األوجه هذه ذكرت وإنما المطلوب وهوهذا أشار وقد جهته إلى المجال هذا فى وينظر حذوه يحتذى

عشرة الثانية المسألة وهى آخر أصل على التنبيه إلى النحوعلى وجارية المكلفين جميع فى عامة أنها كما الشريعة إنالغيب عالم إلى بالنسبة أيضا عامة فهى أحوالهم مختلفات

من جاءنا ما كل نرد فإليها مكلف كل جهة من الشهادة وعالمذلك على والدليل الظاهر فى ما كل إليها نرد كما الباطن جهة

اعتبار ترك من قبلها المسألة فى تقدم ما منها أشياءالشريعة أن والثانى الشريعة ظاهر موافقة مع إال الخوارق

واألمور الخوارق من يقع ما كان فلو عليها محكوم ال حاكمةتأويل أو إطالق تقييد أو عموم بتخصيص عليها حاكما الغيبية

هي وصارت عليهما حاكما غيرها لكان ذلك أشبه ما أو ظاهرعنه يلزم ما فكذلك بإتفاق باطل وذلك بغيرها عليها محكومافى بطالنها على دليل للشريعة الخوارق مخالفة أن والثالث

وليست كالكرامات ظواهرها فى تكون قد أنها وذلك نفسهاعن عياض حكى كما الشيطان أعمال من أعماال بل كذلك

يصلى بمحرابه ليلة كان أنه المالكي ميسرة أبي الفقيهوخرج انشق قد المحراب فإذا رقة وجد وقد ويتضرع ويدعووجهى من تمأل له وقال كالقمر وجه له بدا ثم عظيم نور منه

يا اذهب له وقال فيه فبصق األعلى ربك فأنا ميسرة أبا ياأنه الكيالنى القادر عبد عن يحكى وكما الله لعنة عليك لعين

عليه وأمطرت أقبلت قد سحابة فإذا شديدا عطشا عطشربك أنا فالن يا سحابة من نودي ثم شرب حتى الرذاذ شبه

أحللت وقد276 السحابة فاضمحلت لعين يا اذهب له فقال المحرمات لك

لك أحللت قد بقوله قال إبليس أنه عرفت بم له وقيللما فيها حكما الشرع يكن لم لو وأشباهه هذا المحرمات

ابتداء فى المنزع هذا إلى نزعت وقد شيطانية أنها عرفالله رضى زوجة خويلد بنت خديجة الله رسول إلى الوحى

Page 186: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بصاحبك تخبرني أن أتستطيع عم ابن أي له قالت فإنها عنهافأخبرنى جاءك فإذا قالت نعم قال جاءك إذا يأتيك الذى هذا

فخدى على فاجلس عم يابن قم فقالت أخبرها جاء فلما بهإلى حولته ثم نعم قال تراه هل قالت ثم فجلس اليسرىتراه هل تقول ذلك كل وفى حجرها إلى ثم اليمنى فخدها

والنبي خمارها وألقت فتحسرت الرواي قال نعم فيقولأنها رواية وفى ال قال تراه هل قالت ثم حجرها فى جالسعم ابن يا فقالت ذلك عند فذهب درعها وبين بينها أدخلته

ثم إن يقال وال بشيطان هذا ما لملك إنه فوالله وأبشر اثبتالشرعي النظر إلى بها يفتقر ال الولي بها يختص أخر مدارك

المدارك فتلك تسليمة فرض على قلت كما كان إن نقول ألناوليا كان من إال بها يختص ال إذ والخوارق الكرامات جملة من

إذا بد فال المشاهدة الخوارق من غيرها وبين بينها فرق فال للهيلزم ذاك وإذ لها يشهد وشاهد بصحتها يحكم حكم من

فإن الوجدان بدعوى ذلك فى يكتفى وال محال وهو التسلسلوال صحته على فيه دليل ال وجدان هو حيث من الوجدان

يدل وال تنكر ال التى المواجد من واللذات اآلالم ألن فسادهال التي األمور سائر وكذلك شرعا فسادها أو صحتها على ذلك

هاج إذا مثال فالغضب عنها االنفكاك على اإلنسان يقدريكون وقد فرق غير من كالمواجد ينكر ال أمر باإلنسان

يفرق وال الله لغير كان إذا ومذموما لله غضبا كان إذا محمودايقال أن يصح ال إذ الشرعي النظر إال بينها

277 غير من مذموم ال محمود أنه صاحبه أدرك قد الغضب هذاإلى ال الشرع إلى راجعان والذم الحمد ألن شرعي نظر

يدركه أن يمكن فال شرعا محمود أنه أدرك أين فمن العقلإلى تمييزه ينسب أن أيضا يصح وال أصال الشرع بغير كذلك

يشكل الذى وإنما أيضا فيه جار البحث ألن والمعلم المربيوال كسبها على لإلنسان قدرة ال الخوارق أن المسألة فى

يشاء من بها يختص تعالى الله من مواهب هى إذ دفعها على

Page 187: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وإن للشرع فيها حكم فال صاحبها على وردت فإذا عباده مناإلنسان على واألوجاع اآلالم كورود له موافقة غير أنها فرضنا

ال فكما اكتساب غير من كذلك عليه األفراح ورود أو بغتةحكم بها يتعلق وال شرعا قبح وال بحسن األشياء هذه توصف

أو اإلغماء بها شىء أشبه بل مسألتنا فى كذلك شرعيلحوق فرضنا وإن به يتعلق حكم فال أشبهه ما أو الجنون

نفسا قتل أو ماال المجنون أتلف إذا كما الغير على به الضررجملة عن يحكى ما ترى أال جنونه حال فى خمرا شرب أو

أوقات عليهم تمضي حتى األحوال فى استغراقهم فى منهمعن فيؤحذون الوعد منهم ويقع يشعرون ال وهم الصلوات

ويكاشفون يفون فال والمنازالت المكاشفات فى أنفسهمذلك أشبه ما إلى عوراتهم على يطلعون بحيث الخلق بأحوال

وهو عنهم ومنقوال منهم واقعا كان إذا مثله كان وما فهذامما يعد أو نفسه فى ينكر فكيف أبوا أن شاءوا عليهم داخل

األدلة من تقدم ما أن والجواب الشريعة أحكام تحت يدخلبه اعتراض ال به اعترض وما المسألة أصل إثبات فى كاف

دفعها وال كسبها فى إلنسان قدرة ال كانت وإن الخوارق فإناألسباب أن مر وقد المسببات هذه بأسباب تعلق فلقدرته

لله خلق ومسبباتها أونهيا أمرا بها المكلف خوطب التى هىمن األسباب عن نشأ ما أن أيضا وتقدم جملتها من فالخوارق

التسبب جهة من حكمه المكلف إلى فمنسوب المسبباتألجل

278 فى األسباب وزان على تكون أن فىالمسببات الله عادة أنفالخوارق واإلنحراف واإلعتدال واإلعوجاج اإلستقامة

فى السنة اتباع فبقدر التكليفية األسباب عن مسبباتتكون األهواء وغيوم األكدار شوائب من وتصفيتها األعمالالعادية األعمال نتائج من يعرف أنه فكما المترتبة الخارقة

وقد فيه نحن ما كذلك صوابها عدم أو األعمال تلك صوابإال تجزون هل وقال تعملون كنتم ما تجزون إنما تعالى قال

Page 188: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أوفيكم ثم لكم أحصيها أعمالكم هى إنما تكسبون كنتم بمافى الفقه وفروع واألخروي الدنيوي الجزاء فى وهوعام أياها

به مقطوع فالموضوع العادات كشهادة هنا شاهدة المعامالتأو استقامة من فىالخارقة ظهر فما هذا ثبت وإذا فىالجملة

تتبع والنتائج المتقدمة الرياضة إلى فمنسوب اعوجاجمن بالخوارق متعلقا التكليفي الحكم فصار شك بال المقدمات

النظر عن تخرج ال ذاك وإذ لصاحبها تسلم فال مقدماتها جهةله سبب ال مما وأشباههما والجنون المرض بخالف الشرعيأن فرضنا ولو تكليفي حكم به يتعلق ال فإنه المكلف جهة من

التكليف ولتوجه إليه منسوبا لكان تحصيله في تسبب المكلفحاكم الشرع أن التقرير هذا من فحصل ونحوه كالشكر إليه

والله منها شىء حكمه عن يخرج ال وغيرها الخوارق علىإلى تحدث أو حدثت خارقة كل أن يعلم هنا ومن فصل أعلم

على عرضها بعد إال قبولها وال ردها يصح فال القيامة يومفى مقبولة صحيحة فهى هناك ساغت فإن الشريعة أحكام

األنبياء أيدى على الصادرة الخوارق إال تقبل لم وإال موضعهاالصحة على واقعة ألنها ألحد فيها نظر ال فإنه السالم عليهم

غير فيها يمكن فال قطعا279 ولده ذبح فى السالم عليه إبراهيم حكم هذا وألجل ذلك

النظر وإنما تؤمر ما أفعل أبت يا ابنه له وقال رؤياه بمقتضىعرضها وبيان المعصوم غير يد على العادات من انخرق فيما

العمل ساغ فإن العادات مجارى من واردة الخارقة تفرض أنيكاشف كالرجل فال وإال نفسها فى ساغت وكسبا عادة بها

يطلع أن له يجوز ال ما على منها اطلع بحيث عورة أو بامرآةبيته فالن على يدخل أنه رأى أو له مقصودا يكن لم وأن عليه

بطن فى بمولود يكاشف أو عليها ويراه زوجته يجامع وهومن شىء أو بشرتها على بصره يقع بحيث أجنبية امرأة

نداء يسمع أو الحسن فى إليها النظر يسوغ ال التى اعضائهاصورة يرى أو ربك أنا يقول وهو والحرف بالصوت فيه يحس

Page 189: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

قد له يقول من ويسمع يرى أو ربك أنا له تقول مقدرة مكيفةيقبلها ال التى األمور من ذلك أشبه وما المحرمات لك أحللت

وبالله سواه ما هذا على ويقاس حال على الشرعي الحكمعلى مبنيا التكليف كان لما عشرة الثالثة المسألة التوفيق

لما العوائد حكام فى ينظر أن وجب المكلفين عوائد استقرارالتكليف حكم تحت الملكف دخول إلى بالنسبة عليها ينبني

ال معلوم أمر الوجود فى العادات مجارى أن ذلك فمنوالدليل الجزئيات خصوص فى ال الكليات فى وأعنى مظنون

بها جىء إنما باالستقراء الشرائع أن أحدها أمور ذلك علىبالنسبة فيها الكلية التكاليف فإن بشريعتنا ولنعتبر ذلك على

وزان على موضوعة الخلق من يكلف من إلى280 فيه اختالف ال واحد ترتيب وعلى واحد مقدار وعلى واحد

أن على الداللة فى واضح وذلك متأخر وال متقدم بحسبوأفعال كذلك المكلفين أفعال وهى التكاليف موضوعات

على باقيا الوجود كان إذا ترتيبها على تجرى إنما المكلفينذلك القتضى الموجودات فى العوائد اختلفت ولو ترتببه

تكون فال الخطاب واختالف الترتيب واختالف التشريع اختالفاإلخبار أن والثانى باطل وذلك عليه هى ما على الشريعة

غير دائمة أنها على الوجود هذا بأحوال جاء قد الشرعيوما واألرض السموات عن كاالخبار الساعة قيام إلى مختلفة

سنة وأن واألحوال والتصاريف المنافع من فيهما وما بينهمابإلزام جاء كما الله لخلق تبديل ال وأن لها تبديل ال الله

يكون ال الصادق من والخبر أيضا الوزان ذلك على الشرائعلوال أنه والثالث محال بينهما الخالف فإن بحال مخبره بخالفعن فضال أصله من الدين عرف لما معلوم العادات اطراد أنوال بالنبوة اإلعتراف عند إال يعرف ال الدين ألن فروعه تعرف

معنى وال المعجزة بواسطة إال بها اإلعتراف إلى سبيلخارق فعل يحصل وال للعادة خارق فعل أنها إال للمعجزة

كما واالستقبال الحال فى العادة اطراد تقرير بعد إال للعادة

Page 190: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

281 المفروض الفعل أن إال للعادة معنى وال الماضى فى اطردتالوجه على إال يقع لم للتحدى مقارن غير وقوعه قدر لو

علم للعادة خارقا بالدعوة مقترنا وقع فإذا أمثاله فى المعلومفلو صادق والداعي إال اطرد لما مخالفا كذلك يقع لم أنه

اضطرارا بصدقة العلم حصل لما معلومة غير العادة كانتاقتران بدون يدعى يكن لم الخارق ذلك مثل وقوع ألن

عليه انبنى ما أن على فدل حاصل العلم لكن والتحدى الدعوةبما معارض هذا قيل فإن المطلوب وهو أيضا معلوم العلم

فمظنون كان إن بل معلوم غير العوائد اطراد أن على يدلالعالم فى أمر استمرار أن أحدهما أمران ذلك على والدليل

المستمر باإلمداد هو إنما االستمرار ألن وجوده البتداء مساوعلى العدم استمرار أن كما يوجد ال أن ممكن واإلمداد

طرفي أحد حصل فلما ممكنا كان األول الزمن فى الموجودفى وجوده فكذلك العدم أصل على بقائه جواز مع اإلمكان

يصح فكيف كذلك كان فإذا كذلك وعدمه ممكن الثانى الزمانهل وجوده باستمرار العلم وجوده استمرار عدم إمكان مع

الوجود فى العادات خوارق أن والثانى المحال عين إال هذااألنبياء أيدى على جرى ما سيما وال كثير ذلك بل قليل غير

هذه من لألولياء انخرق ما وكذلك ذلك من السالم عليهممجرد على زائد والوقوع العادات من قبلها األمم وفى األمة

مجارى يكون أن يصح ال فإذا الداللة فى أقوى فهو اإلمكانالعقلي الجواز أن األول عن فالجواب البتة معلومة العادات

اندفع وإذا القطعي بالسمع اندفع وإنما عقال مندفع غيرالجواز حكم يفد لم األدلة من تقدم ما جميع وهو بالسمع

العقلي282 نقول ألنا محال وهو القطعيات فى تعارض هذا إن يقال وال

بل هنا كذلك وليس واحد وجه من تعارضا إذا محاال يكون إنماواالمتناع اإلمكان أصل فى حكمه على باق هنا العقلي الجواز

وكذلك واقع غير جائز من وكم الوقوع إلى راجع السمعي

Page 191: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من أصله على يبقى أن ممكنا وجوده قبل كان العالم نقولإخراجه أو عليه العدم استمرار فنسبة يوجد أن ويمكن العدمجهة من كان وقد واحدة نسبة نفسه جهة من الوجود إلى

استمرار ومحال وجوده فواجب يوجد أن بد ال فيه الله علمالعدم أصل على البقاء ممكن نفسه فى كان وإن عدمه

من وتعذيب الكفر على مات من تنعيم الجائز من قالوا ولذلكجهة من الوقوع محال الجائز هذا ولكن اإلسالم على مات

هم المسلمين وأن المعذبون هم الكفار أن تعالى الله إخبارمرمى على والوجوب واالمتناع الجواز يتوارد فلم المنعمون

أو والوجوب الجائز نفس حيث من فالجواز ههنا كذلك واحدأنا الثانى وعن يتعارضان فال خارج أمر حيث من اإلمتناعكليات فى هو إنما العادات على به المحكوم العلم أن قدمناالجزئية األمور باب من به اعترض وما جزئياته فى ال الوجودالعوائد أرباب على ذلك يدخل لم ولذلك كلية تخرم ال التى

ولوال ألبتة العادات مقتضى على العمل فى توقفا وال شكاوهو تقدم كما الخوارق ظهرت لما بالعادات العلم استقرار

للفخر وأصله العادات بمجاري العلم على األدلة أنبل منالعادة فيه انخرقت جزئيا رأينا فإذا تعالى الله رحمه الرازىنبوة من الخوارق عليه تدل ما على دلنا ذلك شرط على

أو تقترن لم إن الولي والية أو بالتحدى اقترنت أن النبييقدح وال ذلك بجواز القول على الوالية بدعوى اقترنت

عادة رأينا إذا كما الكلية العادات باستمرار علمنا فى انخراقهافىالماضى العالم هذا من جزئية فى جرت

283 وجاز اإلستقبال فى استمرارها أيضا ظنوننا على غلب والحالفى ذلك يقدح وال منها انخرق ما انخراق بدليل خرقها عندنا

مسائل سائر حكم وهكذا الكلية العاديات باستمرار علمنابخبر والعمل قطعي بالقياس العمل أن ترى أال األصول

الظنيين الدليلين تعارض عند بالترجيح والعمل قطعي الواحدبه لتعمل معين قياس إلى جئت فإذا ذلك أشباه إلى قطعي

Page 192: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وجدته معين واحد بخبر العمل فى أخذت أو ظنيا العمل كانفى قادحا ذلك يكن ولم المسائل سائر وكذلك قطعيا ال ظنيا

عشرة الرابعة المسألة ظاهر كله وهذا الكلية المسألة أصلأقرها التى الشرعية العوائد أحدهما ضربان المستمرة العوائد

بها أمر الشرع يكون أن ذلك ومعنى نفاها أو الشرعي الدليلفعال فيها أذن أو تحريما أو كراهة عنها نهى أو ندبا أو إيجابا

ليس بما الخلق بين الجارية العوائد هى الثانى والضرب وتركاكسائر أبدا فثابت األول فأما شرعي دليل إثباته وال نفيه فى

وفى الشهادة أهلية العبد سلب فى قالوا كما الشرعية األموروستر للمناجاة التأهب وطهارة النجاسات بإزالة األمر

أشبه وما العرى على بالبيت الطواف عن والنهي العوراتأو الشارع عند حسنة إما الناس فى الجارية العوائد من ذلكفال الشرع أحكام تحت الداخلة األمور جملة من فإنها قبيحة

ينقلب أن يصح فال فيها المكلفين آراء اختلف وإن لها تبديلقبول إن مثال يقال حتى حسنا القبيح وال قبيحا فيها الحسن

كان إن أو فلنجزه اآلن العادات محاسن تأباه ال العبد شهادةليس اآلن العورة كشف

284 لكان هذا مثل صح لو إذ ذلك غير أو فلنجزه قبيح وال بعيبالنبي موت بعد والنسخ المستمرة المستقرة لألحكام نسخا

تلك تكون فقد الثانى وأما باطل الشرعية العوائد فرفع باطلتترتب ألحكام أسباب فهى ذلك ومع تتبدل وقد ثابتة العوائد

والنظر والوقاع والشراب الطعام شهوة كوجود فالثابتة عليهاأسبابا كانت وإذا ذلك وأشباه والمشي والبطش والكالم

والبناء اعتبارها فى إشكال فال الشارع بها حكم لمسبباتمتبدال يكون ما منها والمتبدلة دائما وفقها على والحكم عليها

فإنه الرأس كشف مثل وبالعكس قبح إلى حسن من فىالعادةقبيح المروءات لذوى فهو الواقع فى البقاع بحسب يختلف

فالحكم المغربية البالد فى قبيح وغير المشرقية البالد فىقادحا المشرق أهل عند فيكون ذلك إلختالف يختلف الشرعي

Page 193: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فى يختلف ما ومنها قادح غير المغرب أهل وعند العدالة فىعبارة إلى معنى عن العبارة فتنصرف المقاصد عن التعبير

أو غيرهم مع كالعرب األمم اختالف إلى بالنسبة إما آخرىاصطالح بحسب العبارات كاختالف الواحدة األمة إلى بالنسبةبالنسبة أو الجمهور اصطالح مع صنائعهم فى الصنائع أرباب

اللفظ ذلك صار حتى المعانى بعض فى اإلستمعال غلبة إلىقبل منه يفهم كان وقد ما معنى الفهم إلى منه يسبق إنماوالحكم ذلك أشبه وما فاختص مشتركا كان أو آخر شىء ذلك

دون اعتاده من إلى بالنسبة فيه معتاد هو ما على يتنزل أيضاوالعقود اإليمان فى كثيرا يجري المعنى وهذا يعتده لم من

فى األفعال فى يختلف ما ومنها وتصريحا كناية والطالقالعادة كانت إذا كما ونحوها المعامالت

285 أن الفالني البيع فى أو الدخول قبل الصداق قبض النكاح فىغيره دون كذا أجل إلى أو بالعكس أو بالنسيئة ال بالنقد يكون

كتب فى مسطور هو حسبما ذلك على جار أيضا فالحكمالمكلف عن خارجة أمور بحسب يختلف ما ومنها الفقه

أو الحيض أو اإلحتالم من الناس عوائد فيه يعتبر فإنه كالبلوغإما فيه يعتبر الحيض وكذلك تحيض من أو يحتلم من سن بلوغ

نحو أو قراباتها أو المرأة لدات عوائد أو بإطالق الناس عوائدومنها اإلنتقال ذلك فى العادة بمقتضى شرعا لهم فيحكم ذلك

خوارق له تصير الناس كبعض للعادة خارقة أمور فى يكون ماعادته مقتضى على يتنزل عليه الحكم فإن عادة العادات

األولى العادة تصير أن بشرط الدائمة المطردة له الجاريةجرح من أوالمتغوط كالبائل أخرى بخارقة إال ترجع ال الزائلة

فى إليه بالنسبة الناس فى المعتاد المخرج صار حتى له حدثوقد العامة للعادة فالحكم كذلك يصر لم إن فإنه العدم حكم

من فيها فالمعتبر ذلك ومع هذه غير أوجه من اإلختالف يكونألن أحكامه تتنزل وعليها العادات تلك أنفس الشرع جهة

كما معتادة أمور على جارية معتادة بأمور جاء إنما الشرع

Page 194: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اختالف من هنا ذكره جرى ما أن وأعلم فصل بيانه تقدمفى بإختالف الحقيقة فى فليس العوائد اختالف عند األحكام

لو أبدي دائم أنه على موضوع الشرع ألن الخطاب أصلفى يحتج لم كذلك والتكليف نهاية غير من الدنيا بقاء فرض

286 اختلفت إذا العوائد أن اإلختالف معنى وإنما مزيد إلى الشرعفى كما عليها به يحكم شرعي أصل إلى عادة كل رجعت

كان ما الصبي عن مرتفع التكليفي الخطاب فإن مثال البلوغقبل التكليف فسقوط التكليف عليه وقع بلغ فإذا البلوغ قبل

وقع وإنما الخطاب فى بإختالف ليس بعده ثبوته ثم البلوغبعد الحكم وكذلك الشواهد فى أو العوائد في اإلختالفعلى بناء الصداق دفع فى الزوج قول القول بأن الدخولعلى بناء أيضا الدخول بعد الزوجة قول القول وأن العادة

الذى أن الحكم بل حكم فى بإختالف ليس العادة تلك نسخمدعى ألنه بإطالق قوله فالقول أصل أو بمعهود جانبه ترجح

حيث أسبابها تتبع ثابتة فاألحكام األمثلة سائر وهكذا عليهالعوائد عشرة الخامسة المسألة أعلم والله بإطالق كانت

غير أو أصلها فى شرعية كانت شرعا اإلعتبار ضرورية الجاريةأو نهيا أو أمرا شرعا بالدليل مقررة كانت سواء أي شرعية

فال غيرها وأما ظاهر فأمرها بالدليل المقررة أما ال أم إذناسبب الزجر بأن جرت فالعادة بذلك إال التكليف إقامة يستقيمحياة القصاص فى ولكم تعالى كقوله المخالفة عن اإلنكفافإذ يشرع ولم القصاص ينحتم لم شرعا العادة تعتبر لم فلو

فى ولكم بقوله مردود وذلك فائدة لغير شرعا يكون كانسبب والنكاح الزرع لنبات سبب البذر وكذلك حياة القصاصوابتغوا تعالى كقوله عادة المال لنماء سبب والتجارة للنسل

أن جناح عليكم ليس الله فضل من وابتغوا لكم الله كتب ماعلى يدل مما ذلك أشبه وما ربكم من فضال تبتغوا

287 المسببات تكن لم فلو دائما أسبابها عن المسببات وقوعللدليل خالفا لكان األسباب مشروعية فى للشارع مقصودة

Page 195: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فى تقدم ما وهو ثان ووجه باطال إليه أدى ما فكان القاطعلما أنه وهو ثالث ووجه ههنا جار فإنه بالعاديات العلم مسألة

القطع لزم المصالح باعتبار جاء الشارع بأن قطعنا288 وزان على التشريع كان إذا ألنه العوائد اعتباره من بد ال بأنه

التشريع أصل ألن ذلك على المصالح جريان على دل واحدوهو كذلك فالمصالح تقدم كما دائم والتشريع المصالح سبب

العوائد أن وهو رابع ووجه التشريع في للعادات اعتباره معنىغير أو جائز غير وهو يطاق ال ما تكليف إلى ألدى تعتبر لم لو

على والقدرة العلم فيه يعتبر أن إما الخطاب أن وذلك واقعتوجه في المعتبرة العاديات من ذلك أشبه وما به المكلف

ذلك فمعنى يعتبر لم وإن أردنا ما فهو اعتبر فإن ال أو التكليفالعالم غير وعلى والقادر العالم على متوجه التكليف أن

ما تكليف عين وذلك له مانع ال ومن مانع له من وعلى والقادروإذا فصل كثيرة واضحة المعنى هذا على واألدلة يطاق ال

ما انخراقها اعتبارها في يقدح فال شرعا معتبرة العوائد كانتومعنى انخراقها في ينظر وإنما الجملة على عادة بقيت

الموضع في فيخلفها جزئي إلى بالنسبة تزول أنها انخراقهاغير من أو الناس في المعتادة األعذار حاالت من إما حالة

من كانت وإن للرخصة فالموضع بعذر منخرقة كانت فإن ذلكالعادي الوضع بحسب دائمة أخرى عادة إلى فإما ذلك غيرحكم إلى راجع فهذا معتادا صار جرح من البائل في كما

غير إلى وإما تقدم كما الرخص حكم إلى ال األولى العادةإلى انخرقت فإن األولى العادة تخرم ال عادة إلى أو عادة

لكن اعتبارها أيضا فظاهر األولى العادة تخرم ال أخرى عادةكالمرض الترخص باب إلى راجع وجه على

289 والفطر الصالتين جمع إلى بالنسبة المعتاد والسفر المعتادلها يكون فهل معتاد غير إلى انخرقت وإن ذلك ونحو والقصر

تناسبها التي العوائد أحكام عليها تجري أو نفسها في حكمهافي األحكام تلك مجاري في النظر ثم أوال تمثيلها من بد وال

Page 196: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عنه الله رضي العزيز عبد ابن عمر توقف ذلك فمن الخوارقدعوه بذلك له كتب لمن وقوله الزكاة منع من إكراه عن

فسأله ليقتله ابنه الحجاج طلب حين حراش بن ربعي وقصةوقصة ابنه من يراد بما عارف واألب فأخبره ابنه عن الحجاج

عليه رأسها سد ثم البئر في وقع حين الخراساني حمزة أبيشقيق خضرهما لما خديمه مع زيد أبي وحديث يستغث ولم

أنا فقال معنا كل للخديم فقاال النخشبي تراب وأبو البلخيفقال فأبى شهر صوم أجر ولك كل تراب أبو فقال صائم

زيد أبو فقال فأبى سنة صوم أجر ولك كل شقيق290 السرقة في الشاب ذلك فأخذ الله عين من سقط من دعوا

األرض ودخول راد بال البربة دخول ومنه يده وقطعت سنة بعدفي يقال فالذي التهلكة إلى باليد اإللقاء من وكالهما المسبعة

أن صحيح غير الشريعة خالف ما بأن العلم بعد الموضع هذادين ثبوت مع أصال المخالفة على حملها ينبغي ال األمور هذه

بتحسين األخذ على بناء وصالحهم وفضلهم وورعهم أصحابهاالصالح سلفنا في بذلك مؤاخذون أنا كما أمثالهم في الظن

التقوى في سلك ممن وغيرهم عنهم الله رضي الصحابة منعلى جارية أنها على بناء فيها ينظر وإنما سبيلهم والفضل

يكون أن عليه بنوا ما يخلو فال ذلك وعند شرعا مايسوغاألول كان فإن جنسه من يكون ال أو العادي جنس من غريب

أن يمكن فإنه باإلفطار األمر مثاله العادات أحكام بجنس لحقاألكثر وهم نفسه أمير المتطوع يرى من رأي على مبنيا يكون

هذا ومثل للهوى واتباعا عنادا اإلجابة عن التلميذ إباية فتصيرفضله شهر من موافقة إلى بالنسبة سيما ال العاقبة مخوف

من نوعا كان لعله الزكاة مانع بترك عمر أمر وكذلك وواليتهقواعد في المطرحين المغفلين معاملة عامله إذ اإلجتهاد

راجع فإنه وقع وكذلك به هم عما وينتهي بنفسه ليزدجر الدينبل جملة تركه أراد أنه ال عليه الواجبة الزكاة وأدى نفسهأقام اإلمتناع على أصر إذا حتى حاله يختبر أو بذلك ليزجره

Page 197: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حراش بن ربعي قصة ذلك ومثل الممتنعين على يقام ما عليهابنه عن الحجاج سأله فلذلك قط يكذب لم أنه عنه حكي فإنه

ال أن يجوز رخصة الكذب جواز وإنما العلم عزائم من والصدقبكلمة النطق في كما أجرا أعظم هو بل بمقتضاها يعمل

رأس وهي الكفر291 وكونوا الله اتقوا آمنوا الذين أيها يا تعالى الله قال وقد الكذب

خلفوا الذين الثالثة قصة من به أخبر ما بعد الصادقين معللرخصة مظنة هو موطن في الصدق بالتزام الله فمدحهم

األمن أن على بناء الصدق طريق في أمرهم أحمدوا ولكنتخاف حيث بالصدق عليك قيل وقد مرجو المخافة طريق فيفإنه ينفعك أنه ترى حيث الكذب ودع ينفعك فإنه يضرك أنهمن حمزة أبي قصة ومثله شرعي صحيح أصل وهو يضرك

على اليعتمد أن نفسه على عقد فإنه العلم بعزائم األخذ بابخصوص على ودل صحيح أصل وهو يترخص فلم الله غير

ووكالة حسبه فهو الله على يتوكل ومن تعالى قوله مسألتهوالسالم الصالة عليه هود قال وقد غيره وكالة من أعظم الله

ربي الله على توكلت إني تنظرون ال ثم جميعا فكيدونيلقوله بالوفاء طلب عقدا حمزة أبو عقد ولما اآلية وربكم

نقل األئمة بعض فإن وأيضا عاهدتم إذا الله بعهد وأوفوا تعالىعيله الله صلى الله رسول بايعوا أناسا أن سمع أنه عنهوقع إذا أحدهم فكان شيئا أحدا يسألوا ال أن على وسلم

هؤالء إن رب حمزة أبو فقال إليه رفعه أحدا يسأل ال سوطهأبدا شيئا أحدا أسأل ال أن أعاهدك وأنا رأوه إذا نبيك عاهدوا

وهذا الحكاية آخر إلى مكة يريد الشام من حاجا فخرج قالما مثل نفسه على عقد إذ العلم بعزائم األخذ قبيل من أيضا

الشرعي األصل غير على بجار فليس منه أفضل هو من عقدالله عاهد رجل فهذا قال الحكاية العربي ابن حكى لما ولذلك

الله شاء إن فاقتدوا فبه والكمال التمام على الوفاء فوجدزاد بال البرية ودخول المسبعة األرض دخول وكذلك تهتدوا

Page 198: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وجود يكون من الناس من أن األحكام كتاب في تبين فقداألسباب مسبب هو الله فإن سواء عندهم وعدمها األسباب

كعدمها عنده فاألسباب حاله هذا كان فمن مسبباتها وخالقمرجو في رجاء وال مخلوق مخوف من مخافة له يكن فلم

وال مخوف ال إذ مخلوق292 كان وإنما التكهله إلى باليد إلقاء هذا فليس الله إال مرجو

وإن هلك يتزود لم إن أنه اعتقاده في حصل لو كذلك يكونقد أنه على فال ذلك يحصل لم إذا وأما هلك السبع قارب

واإلقتيات الصبر اعتياد زاد بال البرية دخول في الغزالي شرطفي مخرجا تجد ولعلك عادي حكم إلى راجع هذا وكل بالنباتيرجع بحيث واليتهم ثبتت الذي األولياء أيدي على يظهر ما كل

فصل كذلك إال الله شاء إن تجده ال بل العادية األحكام إلىكالمكاشفة العادي جنس غير من عليه بنوا ما كان إن وأما

بحيث الجارية العادات أهل حكم فيه حكمهم يكون فهلأخرى معاملة يعاملون أم الناس عليه ما إلى بالرجوع يطلبونكانت وإن الناس في الظاهرة العوائد أهل أحكام عن خارحة

ال موافقة الغيبي الكشف تحقيق في ألنها الظاهر في مخالفةالثانية المسألة في ثبت ما بحسب يطرد والذي مخالفة

إلى يردون بل مختصا حكمهم يكون ال أن قبلها وما عشرةوقد حتما بذلك المربى ويطلبهم الظاهرة العوائد أهل أحكام

أحدها أوجه ايضا عليه الدليل ومن ذلك على به مايستدل مرلها تنتظم لم العوائد انخراق حكم على وضعت لو األحكام أن

كلها األفعال لكون كانت إذ مكلف لحكمها يرتبط ولم قاعدةفيه ويمكن إال وجه فال والمخالفة الموافقة إمكان تحت داخلة

بواحد األفعال من فعل على ألحد حكم فال والفساد الصحةوال عقاب وال ثواب بترتب يحكم ال ذلك وعند البت على منهما

من حكم إنفاذ وال إهداره وال دم حقن وال إهانة وال إكراماعتبار فرض مع يشرع أن يصح فال هكذا كان وما حاكم

األمور أن والثاني عليه الشريعة انبنت الذي وهو المصالح

Page 199: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ألنها عليه يبنى حكما تصير أن تطرد ال الخارقة293 غيرهم مع تجر لم اختصت وإذا مخصوصين بقوم مخصوصة

فيما تجري أيضا وال لهم شاملة الظواهر قواعد تكون فاليحكم أن يصح ال إذ منهم ليس ممن غيرهم وبين بينهم

من باتفاق أهلها من ليس من على الخوارق بمقتضىأو للحاكم ليس إذ العامة أحكام نصب في أعني الفريقيننفسه السلطان أو كشفه بمقتضى للولي يحكم أن السلطانوال الظاهرة باألسباب معاملة غير من بولي ليس من على

أنها فرض وإذا قضية في الحاكم إلى ترافقا إذا للوليين أيضاأن من عليه البرهان تقدم ما غير على كان لهم شاملة غير

جميع وفي الخلق جميع على عامة وأحكامها عامة الشريعةوالمعاصي يعصي قد الولي إن يقولون وهم كيف األحوال

والسابق إال الشرع ظاهر ظاهره يخالف فعل فال عليه جائزةأن يثبت أن هذا مع يصح فال عصيان أنه منه الرأي بادىء إلى

مشروع الشرع ظاهر على يجري ال الذي الخارق الفعل هذاأولى أن والرابع الثالث الوجه هو وهذا اإلحتماالت لتطرق

يقع ولم عنهم الله رضي الصحابة ثم الله رسول بهذا الخلقشريعته نصت ما إال ذلك من شيء والسالم الصالة عليه منه

أنكر فقد ذلك سوى وما غيره إلى يعد ولم به خص مما عليهإنك قال ومن شاء ما لنبيه الله يحل له من قال من على

تأخر وما ذنبك من تقدم ما لك الله غفر قد مثلنا لستبما وأعلمكم لله أخشاكم أكون أن ألرجو إني وقال فغضب

ولم وبدعائه به يستشفى والسالم الصالة عليه كان وقد اتقييمين ملك أو له بزوجة ليست ممن أنثى بشرة مس أنه يثبت

كان ولكن قط أنثى يد يده تمس ولم يبايعنه النساء وكانتبها عالما كان وإن الظواهر مقتضى على األمور في يعمل

وليا يستثن ولم القواعد قعد الذي وهو أشياء هذا من مر وقداستثناء على الحكم نزل لو بذلك حقيقا كان وقد غيره من

الولي

Page 200: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

294 بإحسان لهم والتابعون الصحابة وكذلك الخوارق وأصحابلهذا بيان الربيع قصة وفي صدقا والفضالء حقا األولياء وهميقول والنبي ثنيتها تكسر ال والله كان من أو وليها قال حيث

من بأن والسالم الصالة عليه يكتف ولم القصاص الله كتاباألمر يرجيء فكان ألبره الله على أقسم لو من الله عباد

أشد فيه الذي القصاص إلى ألجأ بل القسم أثر يبرز حتىمن إن والسالم الصالة عليه قال فحينئذ أهله عفا حتى محنة

قد القسم ذلك أن فبين ألبره الله على أقسم لو من الله عبادالعفو وهو كرسي له ظهر حتى به يحكم لم ولكن الله أبره

القصاص إلسقاط سببا الحكم ظواهر في منتهض والعفومعارضة أحكامها جرت إذا الغالب في الخوارق أن والخامسالشعر كضرائر ولو تثبت أن تنتهض فال الشرعية للضوابط

لمصالحها ونقض المشروعات لمخالفة إعمال ذلك فإنبالمنافقين عالما كان قد الله رسول أن ترى أال الموضوعات

كان ولكن اإلسالم أهل في فسادا منهم يعلم وكان وأعيانهميتحدث ال فقال اإلعتبار في أرجح هو لمعارض قتلهم من يمتنعأحكام جريان في يلغي فمثله أصحابه يقتل محمدا أن الناس

أن له خبرة ال من يعتقد ال حتى أصحابها على الخوارقأبي لفعل الفقهاء إنكار وقع ولهذا أخرى شريعة للصوفيه

الخوارق أصحاب انفراد بجواز فالقول عنه الله رضي يعزىبأحكام

295 القلوب في يقدح قول الجمهورية العادات أحكام عن خارجةبزائد يخضوا أن ينبغى فال شرعا منها بالتحرز يطلب أمورا

الغالبين من كثير اعتقد أيضا ولذلك الجمهور مشروع علىوهذا رأيهم منها سمعوا بما وعضدوا اإلباحة مذهب فيهم

الله أولياء يكون أن لله وحاش المقالة سوء إلى لهم تعريضجرى الكالم أن غير المنخرقة الطوارق هذه من برآء إال

على المحافظة منهم علم فقد المعنى هذا في إلىالخوضالسنة بأحكام القائمون وهم وباطنا ظاهرا الشريعة حدود

Page 201: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الفهم انحراف لكن اتباعها على المحافظون ينبغي ما علىطرق ما أحوالهم في طرق قبلها وفيما األزمنة هذه في عنهم

ما الله بحول يتقرر حتى المسائل هذه في البحث وقع وألجلهتعطيه حسبما أحوالهم به توزن وما مقاصدهم عنهم به يفهمإلى نرجع ثم بهم ونفع الله نفعهم المثلى طريقتهم حقيقة

وال المغيبات على اإلطالع وليس فنقول المسألة تماممقتضى على الجريان من يمنع بالذي الصحيح الكشف

عليه جرى ما ثم الله رسول ذلك في والقدوة العادية األحكامأن بنبغى ال العادات انخراق فى القول وكذلك الصالح السلف

الصالة عليه كان وقد الظاهرة األحكام فى عليها يبنىوال الناس من يعصمك والله تعالى لقوله معصوما والسالم

ما ويتوقى والمغفر بالدرع يتحصن كان إنه ثم هذا وراء غايةما إلى العليا رتبته عن نزوال ذلك يكن ولم يتوقى أن العادة

وعدمها العوائد استواء من ذكر وما أعلى هى بل دونهاأحكام إجراء من مانع غير أيضا فذلك الله قدرة إلى بالنسبة

مقتضاها على العوائد296 إنعام ورؤية التوكل رتبة حازوا كانوا قد الصحابة أن تقدم وقد

الدخول يتركوا فلم ذلك ومع السبب من ال المنعم من المنعمهذه مع النبي يتركهم ولم إليها ندبوا التى العادية األسباب فى

العوائد بإنخرام وتقضى األسباب حكم تسقط التى الحالةانخراق حال ألن بها الشرع جاء التى العزائم أنها على فدل

كما الرخصة محل محله وإنما فيه يقام بمقام ليس العوائدقيدها والسالم الصالة عليه قوله إلى ترى أال ذكره تقدم

األسباب فى يدخلون الصوفية من المكملون كان وقد وتوكلأحوال تعالى الله وضع أن إلى ونظرا الله رسول بآداب تأدبا

الشرعي المقصود أن يوضح الجارية العوائد على الخلقإلى األفضل ليتركوا يكونوا ولم العوائد أحكام تحت الدخول

عن فعلته وما وقوله السالم عليه الخضر قصة وأما غيرهالعلماء من جماعة إليه وذهب نبي أنه به فيظهر أمرى

Page 202: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الوحي بمقتضى يحكم أن للنبي ويجوز القول بهذا استدالالوليست ما وألمر عين قضية فهى سلم وإن إشكال غير من

هذه فى يجوز ال أنه ذلك على والدليل شرعنا على جاريةيبلغ لم صبيا يقتل أن بنبي ليس ممن لغيره وال لولي الملة

عاش إن وأنه أبدا يؤمن ال وأنه كافرا طبع أنه علم وإن الحلمذلك فى الغيب عالم من له أذن وإن وكفرا طغيانا أبويه أرهق

تلك فى الظاهر وإنما والنهي األمر قررت قد الشريعة ألنمقتضى وعلى أخرى شريعة مقتضى على وقعت أنها القصةوقضايا آخر علما ثم أن وإعالمه السالم عليه موسى عتابالغيوب من الولي عليه اطلع ما كل فليس هو يعلمها ال أخر

ما أحدهما ضربين على هو بل عليه يعمل أن شرعا له يسوغإليها رده يصح أن غير من الشريعة ظواهر به العمل خالف

به العمل يخالف لم ما والثانى ألبتة عليه العمل يصح ال فهذامن شيئا

297 إليها الصحيح بالنظر فيرجع خالف منه ظهر إن أو الظواهرالطريق هذا تقرر فإذا بيانه تقدم وقد عليه العمل يسوغ فهذا

السالكين همم يعلق وبه المربي يربي وعليه الصواب فهوعن الخروج إلى أقرب وهو الله رسول المتبوعين بسيد تأسيا

عليه يتابع بأن وأحرى القدم برسوخ وأولى الحظوظ مقتضىعشرة السادسة المسألة أعلم والله فيه به ويقتدى صاحبهأحدهما الوجود فى وقوعها إلى بالنسبة ضربان أيضا العوائد

واألمصار األعصار بحسب تختلف ال التى العامة العوائدواليقظة والنوم والحزن والفرح والشرب كاألكل واألحوال

الطيبات وتناول المنافر عن والنفور المالئم إلى والميلذلك أشبه وما والخبائث المولمات واجتناب والمستلذات

واألمصار األعصار بإختالف تختلف التى العوائد والثانىوالشدة الشدة فى واللين والمسكن اللباس كهيآت واألحوال

كان وما واالستعجال واألناة األمور فى والسرعة والبطء فيهالخالية األعصار أهل على به فيقتضى األول فأما ذلك نحو

Page 203: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

خلقه فى تعالى الله سنة مجاري بأن للقطع الماضية والقرونتقدم كما عموما تختلف ال سننه وعلى السبيل هذا على

على به محكوما الحاضر الزمان فى منها جرى ما فيكونأو وجودية العادة كانت مطلقا والمستقبل الماضى الزمان

ألبتة تقدم ما عل به يقضى أن يصح فال الثانى وأما شرعيةقضاء يكون ذاك فإذ خارج من الموافقة على دليل يقوم حتى

فى وكذلك العادة بمجرى ال الدليل بذلك مضى ما علىوالشرعية الوجودية العادة أيضا ذلك فى ويستوي المستقبل

298 أبدية كلية عادة إلى راجع األول الضرب ألن ذلك قلنا وإنماحسبما الخلق فى مصالحها قامت وبها الدنيا عليها وضعت

أيضا الشريعة جاءت ذلك وفاق وعلى اإلستقراء ذلك بينعليها ومن األرض الله يرث أن إلى باق الكلي الحكم فذلك

مظنونة ال معلومة أنها على الدليل تقدم التى العادة وهىالعادة تحت داخلة جزئية عادة إلى فراجع الثانى الضرب وأما

لم كذلك كان فإذا العلم ال الظن بها يتعلق التى وهى الكليةالتبدل إلحتمال مضى من على بالثانية يحكم أن يصح

القضاء فى إليها محتاج قاعدة وهذه األولى بخالف والتخلفويستعملها اآلخرين فى حجة لتكون األولون عليه كان ما على

وليس إليها بالعامة القضاء ورد عليها بالبناء كثيرا األصوليونفيه األمر بل بإطالق فاسد وال بإطالق بصحيح اإلستعمال هذا

ثالث قسم القسمين بين وينشأ تقدم كما اإلنقسام يحتمليكون فال ال أم حجة فيكون باألول يلحق هل فيه األمر يشكل

أن الشارع وضع من المفهوم عشرة السابعة المسألة حجةالمصلحة عظم بحسب تعظم المعصية أو الطاعة

299 أعظم أن الشريعة من علم وقد عنها الناشئة المفسدة أوكل فى المعتبرة الخمسة الضرورية األمور جريان المصالحعلى والدليل عليها باإلخالل يكر ما المفاسد أعظم وأن ملةوقتل الكفر فى كما بها اإلخالل على الوعيد من جاء ما ذلكوما الخمر وشرب والسرقة والزنى إليه يرجع وما النفس

Page 204: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

راجعا كان ما بخالف وعيد أو حد له وضع مما ذلك إلى يرجعبحد وال نفسه فى بوعيد يختص لم فإنه تكميلي أو حاجى إلى

ضروري أمر إلى راجع فهو كذلك كان فإن يخصه معلومأن إال عليه الدليل بسط إلى حاجة فال ذلك يبين واإلستقراء

أو العالم صالح به ما أحدهما ضربان والمفاسد المصالحالمفاسد فى وقتلها المصالح فى النفس كإحياء فساده

الثانى وهذا الفساد ذلك أو الصالح ذلك كمال به ما والثانىعلى األول وكذلك مراتب على هو بل واحدة مرتبة فى ليس

أعظم الدين وجدنا األول إلى نظرنا إذا فإنا أيضا مراتبثم وغيرهما والمال النفس جانبه فى يهمل ولذلك األشياء

والعقل النسل قوام اعتبار جانبها فى يهمل ولذلك النفسعلى بالقتل أكره لمن العلماء من طائفة عند فيجوز والمال

الموت وخافت اضطرت إذا وللمرأة به نفسه يقى أن الزنىوهكذا ذلك لها جاز بضعها إالببذل يطعمها من تجد ولم

في المفسدة وجدناه مثال الغرر بيع إلى نظرنا إذا ثم سائرهاكمفسدة الحبلة حبل بيع مفسدة فليس مراتب على به العملفى الجنين بيع وال اآلن الحاضرة أمه بطن فى الجنين بيع

غير من الرؤية ممكن وهو الصفة على الغائب كبيع البطنهذا فعلى األمور هذه عن التوقي في المصالح وكذلك مشقةأمرا المفاسد أو المصالح من تنتج والمخالفة الطاعة كانت إن

والمعصية الدين بأركان الحقة الطاعة كانت ضروريا كليافطاعة جزئيا أمرا إال تنتج لم وإن الذنوب كبائر من كبيرة

الفضلية واللواحق بالنوافل الحقة300 مع نفسها في الكبيرة وليست الصغائر من صغيرة والمعصية

ركنا يعد ما مع ركن كل وال واحد وزان على كبيرة يعد ما كلوالمخالفة الطاعة فى الجزيئات أن كما أيضا واحد وزان علىالمسألة بها تليق مرتبة منها لكل بل واحد وزان على ليست

التعبد المكلف إلى بالنسبة العبادات فى األصل عشرة الثامنةإلى اإللتفات العادات وأصل المعانى إلى اإللتفات دون

Page 205: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وجدنا فإنا اإلستقراء منها أمور عليه فيدل األول أما المعانيبأفعال خصت الصلوات وكذلك موجبها محل تتعدى الطهارةتكن لم عنها خرجت إن مخصوصة هيآت على مخصوصة

وأن الموجبات اختالف مع تتحد فيها الموجبات ووجدنا عباداتغير أخرى هيئة وفى مطلوب ما هيئة فى المخصوص الذكر

وإن الطهور بالماء مخصوصة الحدث طهارة وأن مطلوبحسية نظافة فيه وليست التيمم وأن بغيره النظافة أمكنت

العبادات سائر وهكذا المطهر بالماء الطهارة مقام يقوم301 العامة التعبد حكمة من فهمنا وإنما وغيرهما والحج كالصوم

لجالله والتعظيم بالخضوع وإفراده تعالى الله ألوامر اإلنقيادحكم منها يفهم خاصة علة يعطى ال المقدار وهذا إليه والتوجه

نؤمر كنا بل مخصوص أمر لنا يجد لم كذلك كان لو إذ خاصحد لما المخالف ولكان يحد لم وما حد بما التعظيم بمجرد

حاصال لنيته المطابق العبد بفعل التعظيم كان إذ ملوم غيراألول الشرعي المقصود أن قطعا فعلمنا باتفاق كذلك وليس

والثانى شرعا مقصود غير غيره وأن المحدود بذلك لله التعبدلم وما حد بما التعبد وجوه فى التوسعة المقصود كان لو أنه

التوسعة على نصب كما واضحا دليال عليه الشارع لنصب يحدعليه المنصوص على معها يوقف ال أدلة العادات وجوه فى

األصل من المفهوم المعنى فى وجامعه وقاربه شابهه ما دونلم ولما العبادات أبواب فى يتسع ذلك ولكان عليه المنصوص

الوقوف المقصود أن على دل خالفه على بل كذلك ذلك نجدفى مراد معنى إجماع أو بنص يتبيى أن إال المحدود ذلك عند

لوم فال الصور بعض302 عم ما األصل وإنما بأصل فليس قليل ذلك لكن اتبعه من على

معدود فيها المناسب فإن وأيضا الموضع فى وغلب الباب فىوإفطاره المسافر قصر فى كالمشقة له نظير ال فيما عندهمالعلل فأكثر هذا وإلى ذلك أشبه وما الصالتين بين والجمعالخصوص مفهومة غير العبادات أبواب فى الجنس المفهومة

Page 206: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أحدث إذا أحدكم صالة الله يقبل ال وقوله فسجد سها كقولهبأن ذلك وعلل النهار طرفي الصالة عن ونهيه يتوضأ حتى

ما وكذلك الشيطان قرني بين وتغرب تطلع الشمسفى التيمم على الوضوء قياس فى الخالفيون يستعمله

303 النية فيها فتجب موجبها محل تعدت طهارة بأنها النية وجوبظاهر معنى على يدل ال مما ذلك أشبه وما التيمم على قياسابل نزاع غير من عليه الحكم لترتيب يصلح مناسب منضبط

القائلون به القول على يتفق ال بحيث شبها المسمى من هولم فإذا سواه يجدوا ال أن بعد يقيس من به يقيس وإنما

فالركن الظاهرة المسالك لها تشهد ظاهرة علة لنا تتحققإليه اإللتجاء ينبغي الذى الوثيق

304 الشريعة وجدنا ألنا غيره إلى التعدي دون حد ما عند الوقوفأصال فكان العبادات باب فى التعبد على تدور استقريناها حين

يهتد لم الفترات أزمنة في التعبدات وجوه أو والثالث فيهارأيت فقد العادات معاني لوجوه اهتداءهم العقالء إليها

ثم ومن طريق غير على والمشي فيها الضالل فيهم الغالبيدل مما وهذا المتقدمة الشرائع من بقي فيما التغيير حصل

وال معانيها بدرك يستقل ال العقل أن على واضحة داللةكذلك األمر كان ولما ذلك في الشريعة إلى فافترقنا بوضعها

كنا وما تعالى فقال اهتدائهم عدم في الفترات أهل عذرومنذرين مبشرين رسال تعالى وقال رسوال نبعث حتى معذبين

هي ههنا والحجة الرسل بعد حجة الله على للناس يكون لئالفإذا أعلم والله يطاق ال ما تكليف رفع في الشرع أثبتها التيما مجرد إلى الباب هذا في الرجوع من بد يكن لم هذا ثبت

مجرد مع الواقف كان ولذلك التعبد معنى وهو الشارع حدهالصالح السلف طريقة على وأجرى بالصواب أولى فيه االتباع

إلى األحداث رفع في يلتفت لم إذ الله رحمه مالك رأى وهوحصلت وإن المطلق والماء النية اشترط حتى النظافة مجرد

مقامه التكبير غير إقامة من وامتنع ذلك بغير النظافة

Page 207: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

واقتصر الزكاة في القيم إخراج من ومنع كذلك والتسليممبالغاته من ذلك غير إلى الكفارات في العدد مجرد على

محض على االقتصار تقتضي التي العبادات في الشديدةالضرب هذا في يؤخذ أن فيجب ماثله ما أو عليه المنصوص

يلجأ وركنا عليه يبنى أصال المعاني إلى االلتفات دون التعبدإليه

305 المعاني إلى االلتفات العادات في األصل أن وأما فصللمصالح قاصدا الشارع وجدنا فإنا االستقراء أولها فألمورالشيء فترى دار حيثما معه تدور العادية واألحكام العباد

فيه كان فإذا مصلحة فيه تكون ال حال في يمنع الواحدالمبايعة في يمتنع أجل إلى بالدرهم كالدرهم جاز مصلحة

يكون حيث يمتنع باليابس الرطب وبيع القرض في ويجوزمصلحة فيه كان إذا ويجوز مصلحة غير من وربا غرر مجرد

في فهمناه كما مفهوما العبادات باب في هذا نجد ولم راجحةاأللباب أولى يا حياة القصاص في ولكم تعالى وقال العادات

يقضي ال الحديث وفي بالباطل بينكم أموالكم تأكلوا وال وقالال القاتل وقال ضرار وال ضرر ال وقال غضبان وهو القاضي

يرث306 إنما القرآن وفي حرام مسكر كل وقال الغرر بيع عن ونهى

الخمر في والبغضاء العداوة بينكم يوقع أن الشيطان يريدبل يشير وجميعه يحصى ال مما ذلك غير إلى اآلية والميسردارت أينما معها دائر اإلذن وأن للعباد المصالح باعتبار يصرح

مما العادات أن على ذلك فدل العلة مسالك بينته حسبماالشارع أن والثاني المعاني إلى االلتفات فيها الشارع اعتمد

كما العادات باب تشريع في والحكم العلل بيان في توسععلى عرض إذا الذي بالمناسب فيها علل ما وأكثر تمثيله تقدم

فيها قصد الشارع أن ذلك من ففهمنا بالقبول تلقته العقولالعبادات باب بخالف النصوص مع الوقوف ال المعاني اتباع

في توسع وقد ذلك خالف فيه المعلوم فإن

Page 208: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

307 المصالح بقاعدة فيه قال حتى الله رحمه مالك القسم هذاتسعة إنه قال أنه عنه ونقل باالستحسان فيه وقال المرسلة

اإللتفات أن والثالث الله شاء إن يأتي حسبما العلم أعشارالعقالء عليه واعتمد الفترات في معلوما كان قد المعاني إلى

الجملة على كلياتها وأعملوا مصالحهم بذلك جرت حتىوغيرهم الفلسفية الحكمة أهل ذلك في سواء لهم فاطردت

لتتم الشريعة فجاءت التفاصيل من جملة في قصروا أنهم إالالباب هذا في المشروعات أن على فدل األخالق مكارمأصولها على العادات في التفاصيل لجريان متممة جاءت

األحكام من جملة الشريعة هذه أقرت ههنا ومن المعهوداتيوم واالجتماع والقسامة كالدية الجاهلية في جرت التي

وكسوة والقراض والتذكير للوعظ الجمعة وهي العروبةوما محمودا الجاهلية أهل عند كان مما ذلك وأشباه الكعبة

العقول تقبلها التي األخالق ومكارم العوائد محاسن من كانفي الصحيحة التعبدات من عندهم كان وإنما كثيرة وهي

السالم عليه إبراهيم ملة عن مأخوذة نادرة أمور اإلسالمإلى االلتفات العادات في الغالب وأن هذا تقرر فإذا فصل

مع والوقوف التسليم من بد فال التعبد فيها وجد فإذا المعانيالنكاح في الصداق كطلب المنصوص

308 والفروض المأكول الحيوان في المخصوص المحل في والذبحالطالقية العدد في األشهر وعدد المواريث في المقدرة

في للعقول مجال ال التي األمور من ذلك أشبه وما والوفويةأن نعلم فإنا غيرها عليها يقاس حتى الجزئية مصالحها فهمذلك وشبه والصداق الولي من النكاح في المعتبرة الشروطعلى ترتبت المواريث فروض وأن السفاح عن النكاح لتمييز

بها المراد واالستبراءات العدد وأن الميت من القربى ترتيبكما جملية أمور ولكنها المياه اختالط من خوفا الرحم استبراء

وهذا العبادات شرع علة واإلجالل والتعظيم الخضوع أنيقال بحيث فيها األصل على القياس بصحة يقضى ال المقدار

Page 209: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

لم مثال أخر بأمور والسفاح النكاح بين الفرق حصل إذاالعدة تشرع لم الرحم براءة علم ومتى الشروط تلك تشترط

لهذه توجد وهل قيل فإن ذلك أشبه ما وال باألشهر وال باألقراءالخصوص على الشارع مقصد منها يفهم علة التعبديات األمور

مجرد المطلوبة فعلتها التعبدات أمور يقال أن فالجواب ال أمعائشة سئلت لما ولذلك نقصان وال زيادة غير من اإلنقياد

قالت الصالة دون الصوم الحائض قضاء عن عنها الله رضىلم إذ هذا مثل عن يسئل أن عليها إنكار أنت أحرورية للسائلة

بقضاء نؤمر كنا قالت ثم الخاصة علته تفهم أن التعبد يوضعالتعليل على التعبد يرجح وهذ الصالة بقضاء نؤمر وال الصوم

بين الشارع تسوية مسألة فى المسيب ابن وقول بالمشقةهذا ومعنى كثير وهو أخي ابن يا السنة هى األصابع دية

فلها أيضا العبادات من وكثير العاديات وأما علة ال أن التعليلوجوه ضبط وهو مفهوم معنى

309 وتعذر ينضبط ولم تنشر ال والنظر الناس ترك لو إذ المصالحوجد ما اإلنقياد إلى أقرب والضبط شرعي أصل إلى الرجوع

وأسبابا معلومة مقادير للحدود الشارع فجعل سبيل إليهالعام وتغريب والمائة القذف فى كالثمانين تتعدى ال معلومة

وفى بالكوع اليد قطع وخص إحصان غير على الزنا فىكثيرة أحكام فى حدا الحشفة مغيب وجعل المعين النصاب

فى والحول والنصاب العدد فى والقروء األشهر وكذلكالمعبر وهو المكلفين أمانات إلى رد ينضبط ال وما الزكوات

والطهر والحيض والصوم للصالة كالطهارة بالسرائر عنهقد مما فهذا ظاهر معين أصل إلى رجوعه يمكن ال ما وسائر

يشير المعنى هذا وإلى إليه القصد إلى الشارع التفات يظنوانتشار تشعبه جهة من نظر نظران له لكن الذرائع سد أصل

من كثيرا أن مع مثال مالك مذهب فى كما تتبعناه إذا وجوههال هذا فعلى المكلف أمانة إلى موكولة كونها ثبت التكليفاتأن جهة من ونظر عليه المنصوص إلى إال منه يلتفت أن ينبغي

Page 210: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

من فهم وقد فروعه انتشرت وإن المأخذ قريبة ظوابط لهمظانه فى اإلمكان بحسب فليجر كليه إلى اإللتفات الشرععنه منهى إلى جرها جهة من أشياء من الشارع منع وقد

اعتبره قد الجملة على به مقطوع أصل وهو إليه بها والتوسلتوسط من الناس ومن اعتباره من بد فال الصالح السلف

فيه المختلف هذا فخص ثالث بنظر310 ضبطا منه عليه اطعلوا ما على الحكام فسلط بالظاهر

المسألة أمانته إلى عليه يطلع لم من ووكل العباد لمصالحفيه تفريع فال التعبد اعتبار فيه ثبت ما كل عشرة التاسعةمن فيه بد فال التعبد دون المعاني اعتبار فيه ثبت ما وكل

الزم التخيير أو اإلقتضاء معنى أن أحدها ألوجه التعبد اعتبارهو حيث من للمكلف

311 يعرفه لم أو الحكم شرع ألجله الذى المعنى عرف مكلففإذا مكلف عبد فإنه الزم غير فإنه المصالح اعتبار بخالفالمصلحة بخالف العقالء باتفاق أمره امتثال لزمه سيده أمره

رأي على مكلف عبد هو حيث من له الزم غير اعتبارها فإنواعتبار فيه خيرة ال الزم فالتعبد كذلك كان وإذا المحققين

وإذا عقال تخلفه يصح الخيرة فيه وما الخيرة فيه المصلحةمحال فإنه عقال تخلفهما يصح لم شرعا والنهي األمر وقع

غير المصالح واعتبار بإطالق الزم التخيير أو باإلقتضاء فالتعبدالزم فإنه وأيضا واألصلح اللطف ألزم لمن خالفا بإطالق الزم

فإن العقلبين والقبح بالحسن وقال األصلح ألزم من رأي علىيلزم بالعقل األمر علة هى مصلحة ألجل عبده أمر إذا السيدجهة ومن قبيحة مخالفته ألن األمر مجرد حيث من االمتثال

بالفرض عقال واجب تحصيلها فإن أيضا المصلحة اعتبارمخالفة إن منهم أحد يقول وال زمان ال مذهبهم على فاألمران

هو بل قبيح غير المصلحة عن النظر قطع مع سيده أمر العبدفهمنا إذا أنا والثانى التعبد لزوم معنى وهو رأيهم على قبيح

يلزم فال الحكم شرع فى مستقلة حكمة التخيير أو باإلقتضاء

Page 211: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وثالثة ثانية ومصلحة أخرى حكمة ثم يكون ال أن ذلك منأن تصلح دنيوية مصلحة فهمنا أنا وغايتنا ذلك من وأكثر

ولم الشرعي اإلذن بحكم فاعتبرناها الحكم بشرعية تستقلظهر الذى ذلك فى يمقتضاها والحكم المصلحة حصر نعلم

ال بأن القطع لنا يصح لم ظن وال علم بذلك لنا يحصل لم وإذادليل بال غيب على قطع هو إذ لنا ظهر ما إال للحكم مصلحة

إمكان لنا بقي فقد جائز غير وذلك312 مع واقفين الجهة تلك من فصرنا الحكم لها شرع أخرى حكمة

إذا فإنا حال على بالتعدى نقض لم ذلك جاز لو قيل فإن التعبدلها الحكم بأن نجزم لم أخرى مصلحة أو حكمة وجود جوزنا

تلك عن الفرع لجواز أو علة جزء تكون أن لجواز فقطفإذا علمناها التى العلة فيه وجدت وإن جهلناها التى الحكمة

علة ال أن نتحقق حتى والتفريع اإللحاق يصح لم ذلك أمكنالقياس إلى سبيل ال فكذلك ذلك إلى سبيل وال ظهر ما سوى

أن فالجواب العلة لتلك مشروع الحكم ذلك بأن القضاء والصح قد القياس ألن التعبد جواز ينافي ال بالتعدي القضاء

313 على نقدر وجه على إال شرعيا يكون وال شرعيا دليال كونهلالستقالل تصلح علة لنا ظهر إذا وذلك عادة به الوفاء

األصوليين فإن عداها ما ننفي أن نكلف ولم الحكم بشرعيةذلك كون أو لهم ظهر ما خالف العلة كون يجوزون مما

ظهر ما بأن الظن غلبة لكن كاملة علة ال علة جزء الظاهربه الحكم تعدي في كاف علة لكونه صالح أو بالعلية مستقل

علة من بأكثر الواحد الحكم تعليل الجمهور أجاز فقد وأيضامع بإحداها فنعلل معلوم وجميعها مستقل منها وكل واحدة

وإن القياس ذلك يمنع وال وبالعكس األخرى عن اإلعراضيمنع لم وإذا فيه تكون ال أو الفرع في األخرى تكون أن أمكنهذا ثبت فإذا يظهر لم فيما يمنع ال أن فأولى ظهر فيما ذلك

يتبين حتى عليه المبني هو فالظاهر مورد للسؤال يبق لمظهر التكليف في المصالح أن الثالث والوجه علينا وال خالفه

Page 212: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إلى الوصول يمكن ما أحدهما ضربين على أنها الشارع من لناوالسبر واإلشارة والنص كاإلجماع المعروفة بمسالكه معرفتهبه نعلل الذي الظاهر هو القسم وهذا وغيرها والمناسبة

الوصول يمكن ماال والثاني ألجله األحكام شرعية إن ونقولبالوحي إال عليه يطلع وال المعهودة المسالك بتلك معرفته إلى

أخبر التي كاألحكام314 اإلسالم أبهة وقيام والسعة للخصب أسباب أنها فيها الشارع

وتسليط العقوبات أسباب أنها مخالفتها في أخبر التي وكذلكالدنيوي العذاب أنواع وسائر والقحط الرعب وقذف العدو

أن كثيرة مواطن في الشريعة من معلوما كان وإذا واألخروياستنباطها على يقدر ال المكلف يدركه ما غير أخر مصالح ثمالمحل كون يعرف ال إذ آخر محل في بها التعدية على وال

إلى يكن لم ألبتة العلة تلك فيه وجدت الفرع وهو اآلخرالتعبد على موقوفة فبقيت سبيل القياس في اعتبارها

دخل ما إال شبيه بها المعلل لألصل يظهر لم ألنه المحضالحكم أخذ يكون ذاك وإذ المعلل العموم أو اإلطالق تحت

حد ما عند الوقوف به التعبد ومعنى به متعبدا بها المعللإذا السائل أن والرابع نقصان وال زيادة غير من فيه الشارعبأني فأجاب غضبان وأنت الناس بين تحكم ال لم للحاكم قال

يشوش الغضب ألن قال إذا أنه كما مصيبا كان ذلك عن نهيتأيضا مصيبا كان الحكم في التثبت عدم مظنة وهو عقليإلى االلتفات جواب والثاني المحض التعبد جواب واألول

إلى القصد جاز تنافيهما وعدم اجتماعهما جاز وإذا المعنىوإال تعبدا هنالك أن على دل التعبد إلى القصد جاز وإذا التعبد

أو معدوم من إليه القصد يصح ال ما إلى القصد توجه يصح لمصح مطلقا القصد صح فلما يوجد ال أو يوجد أن ممكن

المطلوب وهو التعبد جهة وذلك مطلقا له المقصود315 والمفسدة بالحكم تقصد مصلحة المصلحة كون أن والخامس

بناء فيه للعقل مجال ال بالشارع يختص مما كذلك مفسدة

Page 213: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

شرع قد الشارع كان فإذا والتقبيح التحسين نفي قاعدة علىيمكن فكان وإال مصلحة لها الواضع فهو ما لمصلحة الحكم

وضعها إلى بالنسبة كلها األشياء إذ كذلك تكون ال أن عقالكون فإذا قبح وال بحسن فيها للعقل قضاء ال متساوية األول

العقل يصدقه بحيث الشارع قبل من هو مصلحة المصلحةآل قد مصالح هي حيث من فالمصالح النفس إليه وتطمئن

يكون ال التعبدي على انبنى وما تعبديات أنها إلى فيها النظرحق هو ما التكاليف من إن العلماء يقول هنا ومن تعبديا إال

في ويقولون للعبد حق هو وما التعبد إلى راجع وهو خاصة للهعنه عفي إذا العمد قاتل في كما لله حقا فيه إن الثاني هذا

وفي فيه عفو ال إنه غيلة القاتل وفي عاما وسجن مائة ضربكالقذف القصاص سوى فيما السلطان بلغت إذا الحدود

بائع من واليقبل الحق له من عفا وإن فيه عفو ال والسرقةمطلق عن العدة مسقط من وال المواضعة إسقاط الجاريةمن ذلك أشبه وما له حقا رحمها براءة كانت وإن المرأة

316 الذي المعنى عقل وإن التعبد اعتبار على الدالة المسائلهو ما فإن لله حقا تكليف كل إذا صار فقد الحكم شرع ألجله

الله حق جهة من الله إلى فراجع للعبد كان وما لله فهو للهال أن لله كان إذ الله حقوق من العبد حق كون جهة ومن فيه

العلماء من كثير يقول الموضع هذا ومن أصال حقا للعبد يجعلال أم النهي مفسدة علمت بإطالق الفساد يقتضى النهي إن

نهى مع وقوفا ال أو العمل عن نهي ألجله الذي السبب انتفىفإذا النهي في الشرعي القصد هو واإلنتهاء حقه ألنه الناهي

ال تكليف كل أن ثبت فقد بإطالق باطل فالعمل يحصل لمنية إلى يفتقر مما فهو يخل لم وإذا التعبد عن يخلو

حق فيها التي التكاليف أن إال العبادات وسائر كالطهاراتفيها الشارع من فهمنا التي وهي نية بدون يصح ما منها العبد

الواجبة والنفقات والمغصوب الودائع كرد العبد جانب تغليبالله حق تغليب فيه فهمنا ما وذلك بنية إال يصح ال ما ومنها

Page 214: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بغير فعلت إذا نية بدون تصح والتي والصيد والزبائح كالزكاةأثيب التعبد نية وهي االمتثال بنية فعلها فإن عليها يثاب ال نيةكانت ولو عليه متفق وهذا بنية تركت إذا التروك وكذلك عليها

الثواب حصل لما حق فيه لله يكن ولم خاصة للعباد حقوقامن طاعة كونها يستلزم فيها الثواب حصول ألن أصال فيها

به الله إلى متقرب به والمأمور بها مأمور مكتسبة هي حيثمفتقرة عبادة وكل عبادة لله طاعة هي حيث من طاعة وكل

فإن نية مفتقرةإلى طاعة هي حيث من األمور فهذه نية إلىحق جهة ومن خاصة العبد حق حيث من بها أمر إنما قيل

هذا قيل بها متقربا طاعة كونها من ال الثواب فيها حصل العبدحق ألن النية بدون الثواب لصح كذلك كان لو إذ صحيح غير

في مفتقر الثواب لكن نية غير من الفعل بمجرد حاصل العبدنية إلى حصوله

317 منه أخذ إذا الغاصب ألثيب نية بغير الثواب حصل فلو وأيضاالعبد حق حصل وإن بإتفاق كذلك وليس كرها المغصوب

المرادة والنية عبادة العمل كون في شرط النية أن فالصوابكل في جاريا هذا كان وإذا ونهيه الله ألمر االمتثال نية هنا

على تعبديا طلبا بها المكلف األعمال في أن ثبت وترك فعلعلى فيلزم قيل فإن المسألة في سادس دليل وهو الجملة

أو ينو لم من عمل يصح ال وأن نية إلى عمل كل يفتقر أن هذاهو يكون تارة العبد حق فيه ما أن مر قد قيل عاصيا يكون

المغلب كان فما المغلبة هي التعبد جهة تكون وقد المغلبفحق العبد جهة فيه غلب وما فيه ذلك فمسلم التعبد فيه

يكون وال نية غير من هنا العمل فيصح نية بغير يحصل العبدفال عبادة الجهة تلك من فهو األمر جهة راعى فإن لله عبادةالنية فيه يلزم أنه ال بالنية إال عبادة يصير ال أى نية من فيه بد

عبادة صيرته االمتثال في النية أن بمعنى بل إليها يفتقر أوأقرض أو المسلم على بالتوسعة لألمر امتثاال أقرض إذا كما

والنكاح والشرب واألكل والشراء البيع وكذلك دنيوي بقصد

Page 215: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عنهم الله رضي السلف كان هنا ومن وغيرها والطالقجملة عن ويتوقفون األعمال في النيات إحضار على يثابرونحكم كل أن منها أمور بهذا ويتبين فصل تحضرهم حتى منهافإن التعبد جهة وهو تعالى الله حق عن بخال ليس شرعي

وعبادته شيئا به يشركوا وال يعبدوه أن العباد على الله حقأنه ظاهره ما جاء فإن بإطالق نواهيه واجتناب أوامره امتثال

كذلك فليس مجردا للعبد حق318 كما الدنيوية األحكام في العبد حق تغليب على جاء بل بإطالق

بناء آجال وإما عاجال إما للعباد حق ففيه شرعي حكم كل أنفي قال ولذلك العباد لمصالح وضعت إنما الشريعة أن على

أال شيئا به يشركوا ولم عبدوه إذا الله على العباد حق الحديثالشرع من فهم ما أنه الله حق تفسير في وعادتهم يعذبهم

معقول غير أو معقول معنى له كان للمكلف فيه خيرة ال أنهمن كان فإن الدنيا في مصالحه إلى راجعا كان ما العبد وحق

لله حق أنه عليه يطلق ما جملة من فهو األخروية المصالحالخصوص على معناه يعقل ماال أنه عندهم التعبد ومعنى

إلى راجعة العادات وأصل الله حق إلى راجعة العبادات وأصلحق أو الله حق إلى بالنسبة واألفعال فصل العباد حقوق

كالعبادات خالصا لله حق هو ما أحدها أقسام ثالثة اآلدميفال وإال صح األمر الفعل طابق فإذا تقدم كما التعبد وأصله

المعنى معقولية عدم إلى راجع التعبد أن ذلك على والدليلعلى دل معناه يعقل لم وإذا القياس إجراء فيه يصح ال وبحيث

وقع فإذا يتعدى ال حده ما عند الوقوف فيه الشارع قصد أنقصد مخالفة أن تقدم وقد خالف ال أو الشارع قصد طابق

وأيضا للعمل مبطل األمر مطابقة فعدم للعمل مبطل الشارعقصد أن على بدليل ليس المعنى معقولية عدم أن فرضنا فلو

الشارع حده عندما الوقوف الشارع319 البراءة تحقق وعدم منه البراءة تحقق عدم ذلك في فيكفي

غير بفعل ال مطابق بفعل العهدة عن الخروج لطلب موجب

Page 216: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

النهي فإن األمر نظير أيضا القسم هذا في والنهي مطابقالنهي أن على بناء إما عنه المنهى الفعل صحة عدم يقتضي

الفعل أن يقتضي النهي ألن وإما بإطالق الفساد يقتضىصالة كزيادة بأصله إما الشارع لقصد مطابق غير عنه المنهى

في القرآن كقراءة بوصفه وإما الصالة ترك أو سادسةكان لو إذ المكروهة األوقات في والصالة والسجود الركوع

هو اإلذن فإن فيه أذن أو به وألمر عنه ينه لم مقصودامن رأيت إذا هذا فعلى تتعداه فال الشارع بقصد أوال المعروف

المطابق غير من به المأمور أو الوقوع بعد عنه المنهى يصححبأمر ليس أنه وإما عنده النهي أو األمر صحة لعدم إما فذلكمنفك وصف إلى المخالفة جهة لرجوع وإما حتم نهي وال حتم

اإلنفكاك بصحة القول على بناء المغصوبة الدار فى كالصالةبالمصالح المعلل والمعنى المفهوم باب من النازلة لعد وإما

العمدة هو التعبد وأن قليل هذا أن مر وقد حكمه على فيجرىفيه والمغلب العبد وحق الله حق على مشتمل هو ما والثانى

صار إذا العبد حق ألن األول إلى راجع وحكمه الله حقالمعتبر هو لكان اعتبر لو إذ المعتبر كغير فهو شرعا مطرحاإسالم فى خيرة للعبد ليس إذ النفس كقتل خالفة والفرض

رأيت فإذا ونحوها كالفتن شرعية ضرورة لغير للقتل نفسهفذلك الوقوع بعد المطابق غير المأمور أو المنهى يصحح من

األول الثالثة لألمور320 والثالث المغلب هو فيه العبد حق بأن الشهادة وهو رابع وألمر

معقولية وأصله المغلب هو العبد وحق الحقان فيه اشترك مافي إشكال فال والنهي األمر مقتضى طابق فإذا المعنى

يتهيأ حسبما آجال أو عاجال بذلك العبد مصلحة لحصول الصحةعلى المحافظة أصله نظر فهنا المخالفة وقعت وإن له

ولو العبد حق ذلك مع يحصل أن فإما العبد مصلحة تحصيلال أو أبلغ أو المطابقة عند يحصل كان ما حد على الوقوع بعد

لم الشارع مقصود ألن باطل فالعمل حاصل غير فرض فإن

Page 217: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أو آخر سبب عن مسببا إال حصوله يكون وال حصل وإن يحصلإلى بالنسبة النهي مقتضى وارتفع صح المخالف السبب غير

المشتري أعتقه إذا المدبر بيع مالك يصحح ولذلك العبد حقعنده للفسخ معنى فال حصل فإذا العتق فوت ألجل النهي ألنبه تعلق فيما العقد يصح وكذلك المملوك حق إلى بالنسبة

لحق فرضناه قد النهي ألن حقه الحق ذو أسقط إذا الغير حقكثيرة القسم هذا وأمثلة ذلك فله بإسقاطه رضي فإذا العبد

ألحد فذلك الوقوع بعد المخالف العمل يصحح من رأيت فإذاالثالثة األمور

321 أثر فيها ليظهر مخلوقة الدنيا كانت لما العشرون المسألةبها ويتمتعوا لينالوها للعباد النعم بذل على ومبنية القبضتينبين حسبما األخرى الدار في فيجازيهم عليها الله وليشكرواعرفتنا التي الشريعة تكون أن ذلك اقتضى والسنة الكتاب لناوجه وبيان نعمة كل في الشكر وجه بيان على مبنية بهذين

في أظهر القصدان وهذان مطلقا المبذولة بالنعم االستمتاعوالله تعالى قوله إلى ترى أال عليهما يستدل أن من الشريعةالسمع لكم وجعل شيئا تعلمون ال أمهاتكم بطون من أخرجكم

أنشأكم الذى وهو وقوله تشكرون لعلكم واألفئدة واألبصاروقال تشكرون ما قليال واألفئدة واألبصار السمع لكم وجعل

مما فكلوا وقوله تكفرون وال لى واشكروا أذكركم فاذكرونىتعبدون إياه كنتم إن الله نعمة واشكروا طيبا حالال الله رزقكمأنعم ما صرف هو والشكر اآلية ألزيدنكم شكرتم لئن وقالبالكلية إليه اإلنصراف إلى راجع وهو المنعم مرضاة في عليك

بحسب مرضاته مقتضى على جاريا يكون أن بالكلية ومعنىوالسالم الصالة عليه قوله معنى وهو حال كل في اإلستطاعة

شيئا به يشركوا وال يعبدوه أن العباد على الله حق322 العبادات أما العادات أو العبادات من كان ما هذا في ويستوى

مصروفة فهي الشركة يحتمل ال الذي تعالى الله حق فمنالنظر على تعالى الله حق من أيضا فهي العادات وأما إليه

Page 218: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فقد الطيبات من الله أحل ما تحريم يجوز ال ولذلك الكليوالطيبات لعباده أخرج التى الله زينة حرم من قل تعالى قال

تحرموا ال آمنوا الذين أيها يا تعالى وقال اآلية الرزق منتعديا وجعله التحريم عن فنهى اآلية لكم الله أحل ما طيبات

بعض بتحريم أصحابه بعض هم ولما تعالى الله حق علىسنتي عن رغب من والسالم الصالة عليه قال المحلالت

مما شيئا نفسه على حرم من تعالى الله وذم مني فليسوال بحيرة من الله جعل ما تعالى بقوله الطيبات من وضعهحجر وحرث أنعام هذه وقالوا وقوله حام وال وصيلة وال سائبةفي أشياء على فذمهم اآلية بزعمهم نشاء من إال يطعمها ال

المقصود وهو التحريم مجرد منها اخترعوها والحرث األنعامالكسب وجه جهة من تعالى لله حق العادات ففي وأيضا ههنا

خيرة وال أيضا شرعا عليه محافظ الغير حق ألن االنتفاع ووجهيسقط حتى الغير حق في صرفا تعالى لله حق فهو للعبد فيه

ونفس الكلي األمر في ال الجزئيات بعض في بإختياره حقهعلى التسليط له ليس إذ الحق هذا في داخلة أيضا المكلف

يتعلق العاديات فإذا باإلتالف أعضائه من عضو على وال نفسهالكلي األول الوضع جهة من أحدهما وجهين من الله حق بها

التفصيلي الوضع جهة من والثاني الضروريات تحت الداخل323 وفق على المصلحة وإجراء الخلق بين العدل يقتضيه الذي

للعبد حق أيضا وفيها أقسام ثالثة الجميع فصار البالغة الحكمةعليه مجازى كونه وهو اآلخرة الدار جهة أحدهما وجهين منللنعمة أخذه جهة والثاني الجحيم عذاب بسببه موقى بالنعيم

خاصة في بحسبه لكن بالدنيا يليق فيما كمالها أقصى علىالدنيا الحياة فى آمنوا للذين هى قل تعالى قال كما نفسهالكتاب من الثاني القسم التوفيق وبالله القيامة يوم خالصة

مسائل وفيه التكليف في المكلف مقاصد إلى يرجع فيمافي معتبرة والمقاصد بالنيات األعمال أن األولى المسألة

ال المعنى هذا على واألدلة والعادات العبادات من التصرفات

Page 219: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

تنحصر324 عبادة هو وما عادة هو ما بين تفرق المقاصد أن منها ويكفيك

بين العادات وفي واجب وغير واجب هو ما بين العبادات وفيوالصحيح والمحرم والمكروه والمباح والمندوب الواجب

أمر به يقصد الواحد والعمل األحكام من ذلك وغير والفاسديقصد بل كذلك يكون فال آخر شيء به ويقصد عبادة فيكون

كفرا فيكون آخر شيء به ويقصد إيمانا فيكون شيء بهالقصد به تعلق إذا فالعمل وأيضا للصنم أو لله كالسجود

به يتعلق لم القصد عن عرى وإذا التكليفية األحكام به تعلقتوما تعالى قال وقد والمجنون والغافل النائم كفعل منها شيءله مخلصا الله فاعبد الدين له مخلصين الله ليعبدوا إال أمروا

يأتون وال وقال باإليمان مطمئن وقلبه أكره من إال الدينوال كارهون وهم إال ينفقون وال كسالى وهم إال الصالة

أو بمعروف فأمسكوهن قوله بعد لتعتدوا ضرارا تمسكوهنمضار غير دين أو بها يوصى وصية بعد من بمعروف سرحوهنمنهم تتقوا أن إال قوله إلى أولياء الكافرين المؤمنون يتخذ ال

ما امرىء لكل وإنما بالنيات األعمال إنما الحديث وفي تقاةفهو العليا هي الله كلمة لتكون قاتل من وقال آخره إلى نوى

الله سبيل في325 أشرك عمال عمل فمن الشرك عن الشركاء أغنى أنا وفيه

الله قول وتصديقه لشريكي نصيبي تركت شريكا فيه معييشرك وال صالحا عمال فليعمل ربه لقاء يرجو كان فمن تعالى

لحم أكل للمحرم والسالم الصالة عليه وأباح أحدا ربه بعبادةنفسه في أوضح المكان وهذا له يصد أو يصده لم ما الصيدعلى اعتبرت وإن المقاصد إن يقال ال عليه يستدل أن منعلى والدليل حال كل وفي بإطالق معتبرة فليست الجملة

فإن شرعا عليها اإلكراه يجب التي األعمال منها أشياء ذلكعليه أكره فيما يقصد ال أنه ظاهره يعطي الفعل على المكره

فعله فإذا ألجله إال اإلكراه يحصل لم إذ الشارع أمر امتثال

Page 220: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ما لفعل قاصد غير فهو نفسه عن العذاب لدفع قاصد وهوفيه المشروعة بالنية إال يصح ال العمل أن الفرض ألن به أمر

وجوده كان يصح لم وإذا يصح ال أن أن فيلزم ذلك ينو لم وهوويلزم ثانيا أيضا بالعمل يطالب أن يلزم فكان سواء وعدمه

عبثا اإلكراه يكون أو ويتسلسل األول في لزم ما الثاني في326 أن ومنها المطلوب وهو نية بال العمل يصح أو محال وكالهما

قال فقد العادات فأما وعبادات عادات ضربان األعمالوقوعها مجرد بل نية إلى بها االمتثال في تحتاج ال إنها الفقهاء

والعيال الزوجات على والنفقة والمغصوب الودائع كرد كاففي معتبرة المقاصد بأن القول يطلق فكيف وغيرها

بإطالق فيها بمشروطة النية فليست العبادات وأما التصرفاتصورها بعض في العلم أهل بين وخالف تفصيل فيها بل أيضاالوضوء في النية اشتراط بعدم العلماء من جماعة قال فقدالعتق الهازل وألزموا عبادات وهي والزكاة الصوم وكذلك

ثالث الحديث وفي والرجعة والطالق النكاح ألزموه كما والنذرآخر حديث وفي والرجعة والطالق النكاح جد وهزلهن جدهنعمر وعن جاز فقد العبا أعتق أو العبا طلق أو العبا نكح من

الطالق بهن تكلم إذا جائزات أربع عنه الله رضي الخطاب بنهازل هو حيث من الهازل أن ومعلوم والنذر والنكاح والعتاق

رفض فيمن مالك مذهب وفي به هزل ما إيقاع في له قصد الأن يفطر ولم اليوم أثناء في الصوم نية

327 للتمام ظانا مثال الظهر فى اثنتين من سلم ومن صحيح صومهركعتا عنه أجزأت يتم لم أنه تذكر ثم بركعتين بعدها فتنفل

فيها مختلف الرفض مسألة وأصل الفريضة ركعتي عن النافلةحقيقة فيها النية فقد مع العبادة صحة فى ظاهر هذا فجميع

وهو عقال اإلمتثال قصد فيه يمكن ال ما األعمال من أن ومنهاال بما والعلم الصانع بوجود العلم إلى المفضى األول النظر

قرره حسبما محال فيه اإلمتثال قصد فإن به إال اإليمان يتمهذا ثبت وإذ نية بدون يصح ال عمل كل إن يقال فكيف العلماء

Page 221: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أن وال بنية عمل كل ليس أنه وهو الدعوى نقيض على دل كلهذلك عن نجيب ألنا مطلقا هكذا المقاصد فيه تعتبر تصرف كل

باألعمال المتعلقة المقاصد إن نقول أن أحدهما بأمرينهو حيث من مختار فاعل كل ضرورة من هو ضرب ضربان

شرعا فيه بنيته معتبر عمل كل إن يقال أن يصح وهنا مختاراألحكام ذاك إذ وتتعلق أوال الشارع أمر إمتثال به قصد

عاقل فاعل كل فإن األدلة من تقدم ما يدل وعليه التكليفيةأو كان حسنا األغراض من غرضا بعمله يقصد إنما مختارفلو شرعا مطلوب غير أو الترك أو الفعل مطلوب قبيحا

وما والمجنون والنائم كالملجأ اإلختيار عدم مع العمل فرضنامقتضى بأفعالهم يتعلق فال مكلفين غير فهؤالء ذلك أشبه

ما فبقي للشارع بمقصود النمط هذا فليس السابقة األدلةبه تعلقت ذاك وإذ القصد من فيه بد ال باإلختيار مفعوال كان

فى أورد ما وكل ألبتة عمل الكلية عن يتخلف وال األحكامفإنه القسمين هذين يعدو ال السؤال

328 أو الهزل أو اإلكراه مقتضى رفع من له قصد لما مقصود إماباإلعتبار الشرعي الحكم ذلك فيتنزل ذلك غير أو الدليل طلبوإن حال على حكم به يتعلق فال مقصود غير وإما وعدمه

خطاب باب من ال الوضع خطاب باب فمن حكم به تعلقصححنا وإن غفلة أو لنوم المفطرات عن فالممسك التكليف

نفس جعل الشارع كأن الوضع خطاب جهة فمن صومهشرعا الصوم صحة فى أو القضاء إسقاط فى سببا اإلمساك

والضرب معناه فى ما وكذلك وجوبا به مخاطب أنه بمعنى الضرورة من هو وإنما فعل كل ضرورة من ليس الثانى

الداخلة كلها األعمال فإن تعبديات هى حيث من التعبدياتما أما ذلك إلى القصد مع إال تعبدية تصير ال اإلختيار تحت

وأما فيه إشكال فال وغيرهما والحج كالصالة التعبد على وضعمن ذلك عن يتخلف وال بالنيات إال تعبديات تكون فال العاديات

الحقيقة فى لكنه إمكانه لعدم األول النظر إال شىء األعمال

Page 222: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

به يتعلق فال عليه متوجه غير فيه التعبد قصد أن إلى راجعأما يطاق ال بما التكليف منع على بناء ألبتة التكليفي الحكم

المكلف ألن صحته فى إشكال فال العمل بنفس الوجوب تعلقبالعمل التعبد قصد بخالف تحصيله من متمكن عليه قادر به

األدلة تتضمنه فلم عليه قدرة ال ما عداد فى فصار محال فإنهمن والثانى شرعا اعتباره أو القصد هذا طلب على الدالة

اإلكراه فأما به اعترض ما تفاصيل على بالكالم الجواب وجهىوقصد التعبد نية إلى مفتقر غير منها كان فما الواجبات على

فائدته حصلت قد أنه إال عبادة فيه يصح فال األمر امتثالالغصاب أيدى من األموال كأخذ شرعا به المطالبة فتسقط

يجزىء فال التعبد نية إلى منها افتقر وما329 القربة ينوى حتى نفسه خاصة فى المكره إلى بالنسبة فعلها

ظاهر فى عنه تسقط المطالبة لكن الصالة على كاإلكراهمعلوم غير األمر باطن ألن بإعادتها الحاكم يطالبه فال الحكم

العادية األعمال وأما القلوب عن بالشق يطلبوا فلم للعبادتكون فال نية إلى عهدتها عن الخروج فى تفتقر لم وإن

وإال اإلمتثال قصد مع إال الثواب فى معتبرات وال عباداتمن ذكر وما األحكام كتاب فى بطالنها وبيان باطلة كانت

على بان فيها النية اشتراط بعدم القائل فإن التعبدية األعمالكان فيما النية تشترط وإنما المعنى ومعقولة كالعاديات أنها

الصوم وأما ذلك من والزكاة فالطهارة المعنى معقول غيروال لغيره ينعقد فال الوقت استحقه قد الكف أن على فبناء

الشغار كنكاح العاديات فى نظائر ولهذا سواه قصد يصرفهيقصدوه لم وإن الصحة وجه على منعقد حنيفة أبي عند فإنه

330 إليقاع القاصد أن تقدم فقد معهما ذكر وما والعتق النذر وأماوقوعه عن له قصده عدم ينفعه ال للمسبب قاصد غير السبب

فى وهو شك بال السبب إليقاع قاصد ألنه كذلك والهازل عليهيقع ال أن قاصد وإما إثبات وال بنفي له قاصد غير إما المسبب

بعدم قلنا وإذ أبى أم شاء المسبب فيلزمه تقدير كل وعلى

Page 223: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وإنما لمعناه قاصد غير باللفظ ناطق أنه على فبناء اللزومإال حكم عليه يلزم ال الهزل ومجرد باللفظ الهزل مجرد قصد

فى اللزوم علل وقد غيرها أو اإلباحة وهو الهزل نفس حكمجد أنه على فيحمل باطن أمر والهزل الجد بأن المسائل هذه

الذى بالعقد قاصد إنه يقال أو مدلوله إليقاع للقصد ومصاحبحكم فبطل الشارع مقصود فناقض اللعب شرعي جد هو

على بناء الصوم نية رفض ومسألة الجد إلى فصار فيه الهزليقع حتى حكما مستصحبة األولى فالنية الصحة على انعقد أنه

ركعتي نيابة ومثله الصوم فصح يكن لم وهو الحقيقي اإلفطارالمصحح عند يقطع لم اإلتمام ظن ألن الفريضة عن النافلة

النية حكم331 لم لغوا التنقل نية إلى واالنتقال بينهما السالم فكان األولى

وأما الرفض مسألة تجرى السبيل هذا وعلى محال يصادفالوجه فى بيانه تقدم وقد محال فيه التعبد فقصد األول النظرالمكلف من الشارع قصد الثانية المسألة التوفيق وبالله األول

التشريع فى لقصده موافقا العمل فى قصده يكون أنأنها مر قد إذ الشريعة وضع من ظاهر ذلك على والدليل

والمطلوب والعموم اإلطالق على العباد لمصالح موضوعةيقصد ال وأن أفعاله فى ذلك على يجرى أن المكلف من

وذلك الله لعبادة خلق المكلف وألن الشارع قصد ما خالفهذا الشريعة وضع فى القصد وفق على العمل إلى راجع

وأيضا واآلخرة الدنيا فى الجزاء بذلك فينال العبادة محصولرجع وما الضروريات على المحافظة الشارع قصد أن مر فقد

فال العبد به كلف ما عين وهو والتحسينيات الحاجيات من إليهاعلى عامال يكن لم وإال ذلك إلى بالقصد مطلوبا يكون أن بد

خليفة يكون أن ذلك وحقيقة بالنيات األعمال ألن المحافظةوسعه ومقدار طاقته بحسب المصالح هذه إقامة فى الله

من كل على ثم أهله على ثم نفسه على خالفته ذلك وأقلكلكم والسالم الصالة عليه قال ولذلك مصلحة به له تعلقت

Page 224: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بالله آمنوا الكريم القرآن وفى رعيته عن مسئول وكلكم راعقوله يرجع وإليه فيه مستخلفين جعلكم مما وأنفقوا ورسوله

فى ويستخلفكم وقوله خليفة األرض فى جاعل إني تعالىفى خالئف جعلكم الذى وهو تعملون كيف فينظر األرض

ليبلوكم درجات بعض فوق بعضكم ورفع األرض332 الحديث فسرها حسبما وخاصة عامة والخالفة آتاكم فيما

راعية والمرأة بيته أهل على راع والرجل راع األمير قال حيثرعيته عن مسئول وكلكم راع فكلكم وولده زوجها بيت علىفال مختص غير عام كلي الحكم أن تبين بأمثلة أتى وإنما

فإذا خاصة أو كانت عامة الوالية أفراد من فرد عنه يتخلفاستخلفه من مقام قائما يكون أن منه فالمطلوب كذلك كان

حققنا وإذا فصل بين وهذا مجاريها ومقاصده أحكامه يجريترجع وجدناها المكلف إلى بالنسبة الشرعية المقاصد تفصيل

في المكلف دخول مسألة وفي األحكام كتاب في ذكر ما إلىالموافق القصد يؤخذ منها أوجه خمسة هنالك مر إذ األسباب

يتبين حتي الموضع ذلك مراجعة هنا الناظر فعلى والمخالفالله شاء إن أراد ما له

333 ما غير الشريعة تكاليف في ابتغى من كل الثالثة المسألةفي فعمله ناقضها من وكل الشريعة ناقض فقد له شرعتله تشرع لم ما التكاليف في ابتغى فمن باطل المناقضة

فإن فظاهر باطل المناقض العمل أن أما باطل فعملهالمفاسد ودرء المصالح لتحصيل وضعت إنما المشروعات

جلب بها خولف التي األفعال تلك في يكن لم خولفت فإذالم ما الشريعة في ابتغى من أن وأما مفسدة درء وال مصلحة

األفعال أن أحدها أوجه عليه فالدليل لها مناقض فهو له توضعبالنسبة عقال متماثلة أوتروك أفعال هي حيث من والتروكجاء فإذا تقبيح وال للعقل تحسين ال إذ بها يقصد ما إلى

اآلخر وتعيين للمصلحة المتماثلين أحد بتعيين الشارعبه فأمر المصلحة تحصل منه الذي الوجه بين فقد للمفسدة

Page 225: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عنه فنهي المفسدة تحصل به الذي الوجه وبين فيه أذن أوباإلذن الشارع قصده ما عين المكلف قصد فإذا بالعباد رحمة

بأن جدير فهو وجوهه أتم على المصلحة وجه قصد فقدالشارع قصده ما غير قصد وإن له تحصل

334 ألن قصد فيما المصلحة أن لتوهم الغالب في يكون إنما وذلكقصد ما جعل فقد كفاحا المفسدة وجه يقصد ال العاقلمعتبرا مقصودا الشارع أهمل وما االعتبار مهمل الشارع

القصد هذا حاصل أن والثاني ظاهره للشريعة مضادة وذلكليس القاصد هذا عند فهو حسنا الشارع رآه ما أن إلى يرجع

وهذه حسن عنده فهو حسنا الشارع يره لم وما بحسنيشاقق ومن يقول تعالى الله أن والثالث أيضا مضادة

المؤمنين سبيل غير ويتبع الهدى له تبين ما بعد من الرسولالله رسول سن العزيز عبد بن عمر وقال اآلية تولى ما نوله

الله لكتاب تصديق بها األخذ سننا بعده من األمر ووالةمهتد بها عمل من الله دين على وقوة الله لطاعة واستكمال

المؤمنين سبيل غير اتبع خالفها ومن منصور بها استنصر ومنفي واألخذ مصير وساءت جهنم وأصاله تولى ما الله وواله

أو المصلحة تحصيل إلى القصد حيث من الشارع مآخذ خالفلم بالمشروع اآلخذ أن والرابع ظاهرة مشاقة المفسدة درء

مشروع غير في آخذ القصد ذلك الشارع به يقصد لم حيثأخذ فإذا بالفرض معلوم ألمر شرعه إنما الشارع ألن حقيقة

المشروع بذلك يأت فلم المعلوم األمر ذلك غير إلى بالقصدحيث من األخذ ذلك فى الشارع ناقض به يأت لم وإذا أصال

أن والخامس به أمر لما والتارك به أمر ما لغير كالفاعل صاربها الشارع قصد جهة من باألعمال كلف إنما الملكف

335 القاصد بفرض كانت ذلك غير بها قصد فإذا والنهي األمر فيالشارع قصد بها يقصد لم إذ مقاصد ال قصد لما وسائل

الترك أو الفعل جعل آخر قصد قصد بل مقصودة فتكونوما عنده وسيلة مقصود الشارع عند هو ما فصار له وسيلة

Page 226: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

والسادس بناه لما وهدم الشارع إلبرام نقض هذا شأنه كانأحكامه آياته من ألن الله بآيات مستهزىء القاصد هذا أن

آيات تتخذوا وال شرعها أحكام ذكر بعد قال وقد شرعها التيولذلك ألجله شرعها ما غير بها يقصد ال أن والمراد هزوا الله

قصده ما غير اإلسالم بإظهار قصدوا حيث للمنافقين قيلبما واالستهزاء تستهزئون كنتم ورسوله وآياته أبالله الشارع

هذا على واألدلة ظاهره لحكمته مضادة الجد على وضعالتوحيد كلمة كإظهار كثيرة أمثلة وللمسألة كثيرة المعنى

بالوحدانية الحق للواحد إلقرار ال والمال الدم إلحراز قصداوالهجرة الله لغير والذبح الصالح بعين إليه لينظر والصالة

لينال أو للعصبية والجهاد ينكحها امرآة أو يصيبها دنيا لينالبقصد والوصية نفعا ليجربه والسلف الدنيا فى الذكر شرف

ذلك أشبه وما لمطلقها ليحلها المرأة ونكاح للورثة المضارة336 المسألة فى تقدم ما منها بأشياء اإلطالق هذا يعترض وقد

ما غير قاصد فإنه معهما ذكر وما وطالقه الهازل كنكاح األولىجوابه تقدم وقد وغيرهما والطالق النكاح بلفظ الشارع قصد

تصرفاته تنعقد الحنفية عند فإنه بباطل المكره ذلك ومناإلختيار حاله تنعقد كما باإلقالة الفسخ يحتمل ال فيما شرعااإلقالة يحتمل وما والنذر واليمين والعتق والطالق كالنكاح

إلى ورضاه المكره اختيار على موقوفا لكن كذلك ينعقدالزكاة وجوب رفع فى الحيل أن ومنها النحو هذا من مسائل

ما خالف به مقصود ذلك غير ثالثا لمطلقها المرأة وتحليلتتبع ومن صحيحة بها القائل عند أنها مع الشارع قصده

أن على يدل وجميعه ينحصر ال ما منها ألفى الشرعية األحكامأن يلزم فال الشارع قصده ما غير به قصد إذا المشروع العمل

بإنعقادها قيل إنما اإلكراه مسائل أن والجواب باطال يكونوال الحنفية قررها بأدلة للشارع مقصودة أنها على بناء شرعا

ذلك على للشارع مقصود غير العمل بكون أحد يقر أن يصحالشرعي بالدليل هو إنما تصحيحه ألن يصححه ثم الوجه

Page 227: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كل من الشارع مقصود تفهيم إلى أقرب الشرعية واألدلةمشروع غير أنه مع شرعا صحيح العمل إن يقال فكيف شىء

قال من عند الحيل فى القول وكذلك المحال عين إال هذا هلفى قصد للشارع أن على بناء بها قال فإنما مطلقا بهاوضعت لهذا الشريعة بل المفاسد ودرء المصالح استجالب

غلب أنه فرض على صححه فإنما المحلل نكاح مثال صحح فإذامصلحة استجالب فى اإلذن الشارع قصد من ظنه على

النطق فى صحته بدليل المسائل سائر وكذلك فيه الزوجينبكلمة

337 العامة المصالح سائر وفى التعذيب أو القتل خوف الكفركل إبطال على الشريعة فى دليل إقامة يمكن ال إذ والخاصة

يبطل فإنما حيلة كل تصحيح على دليل يقوم ال أنه كما حيلةعليه يتفق الذى وهو خاصة الشارع لقصد مضادا كان ما منها

تتعارض التى المسائل فى اإلختالف ويقع اإلسالم أهل جيمعالله شاء إن القسم هذا فى فيه يذكر موضع ولهذا األدلة فيها

يكون أن إما تاركه أو الفعل فاعل الرابعة المسألة تعالىأن إما التقديرين كال وعلى مخالفا أو موافقا أوتركه فعله

أقسام أربعة فالجميع مخالفته أو الشارع موافقة قصده يكونوالصيام كالصالة الموافقة وقصده موافقا يكون أن أحدها

ما وأداء تعالى الله امتثال بها يقصد وغيرها والحج والصدقةوسائر والخمر الزنى ترى وكذلك إليه ندب أو عليه وجب

هذا صحة فى إشكال فال االمتثال بذلك يقصد المنكراتكترك المخالفة وقصده مخالفا يكون أن والثانى العمل

طاهر أيضا فهذا لذلك قاصدا المحرمات وفعل الواجباتوقصده موافقا الترك أو الفعل يكون أن والثالث الحكم

الترك أو الفعل بكون يعلم ال أن أحدهما ضربان وهو المخالفةأنها ظانا زوجته كواطىء فاألول بذلك يعلم أن واآلخر موافقاأنها يعتقد الصالة وتارك خمر أنه ظانا الجالب وشارب أجنبيه

األمر نفس فى منها وبرىء أوقعها قد وكان ذمته فى باقية

Page 228: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ويحكى بالمخالفة العصيان قصد فيه حصل قد الضرب فهذامن مسألة فى العصيان على اإلتفاق النحو هذا فى األصوليون

أن أيضا فيه وحصل الفعل قبل الموت ظن مع الصالة أخرينشأ ما ألجل ذلك عن نهى إنما ألنه تحصل لم النهي مفسدة

فعله من مثل يكن لم هذا يوجد لم فإذا المفاسد من عنهاالمفسدة فحصلت

338 يختلط لم زوجته وواطىء عقله يذهب لم الجالب فشاربالوطىء هذا بسبب المرأة لحق وال مائة من خلق من نسبسائر وكذلك الصالة مصلحة تفته لم الصالة وتارك معرة

الفعل هذا أن فالحاصل األصل هذا تحت المندرجة المسائلعلى العمل وقع فهل قيل فإن ومخالفة موافقة فيه الترك أو

فيه فمأذون الموافقة على وقع فإن المخالفة أو الموافقةهذا بإتفاق عاص لكنه حقه فى عصيان فال فيه مأذونا كان وإذا

بكونه عبرة وال فيه مأذون غير فهو مخالفا وقع وإن خلفأن وجب فيه مأذون غير كان وإذا األمر نفس في موافقانفس في مخالفا كان لو بما يتعلق ما األحكام من به يتعلق

الشارب على والزجر الواطىء على الحد يجب فكان األمرأن فالجواب خلف هذا أيضا باتفاق واجب غير لكنه ذلك وشبه

كان وإن فإنه األولين القسمين من بطرف آخذ هنا العملإلى نظرنا فإذا العمل نفس في وافق قد القصد في مخالفا

مصلحة به فاتت وال مفسدة به تقع لم وجدناه تركه أو فعلهفهو والنهي األمر حرمة منتهكا وجدناه قصده إلى نظرنا وإذاأنه وتحقيقه العمل بمجرد عاص غير القصد مجرد فى عاص

كالغاصب اآلدمي حق جهة من آثم غير الله حق جهة من آثمنفسه الغاصب متاع هو فإذا منه المغصوب متاع أنه يظن لما

جهة من الطلب وعليه منه الغصب قصد لمن عليه طلب فالحق على مشتمل تكليف كل أن والقاعدة والنهي األمر حرمة

العبد وحق الله339 المصلحة فوت عدم أو المفسدة فوت كان إذا يقال وال

Page 229: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فلم الخمر شرب إذا فيما كذلك فليكن الطلب لمعنى مسقطاغيره أو بعزل الرحم في ماؤه يتخلق فلم زنى أو عقله يذهب

يترتب ال أن ينبغي فكان موجود غير ذلك من المتوقع ألنال نقول ألنا خاصة قصده جهة من إال آثما يكون وال حد عليه

عنه تنشأ الذي السبب تعاطى قد العامل ألن ذلك يصحواإليالج الشرب وهو المصلحة به تفوت أو المفسدة

وذهاب لإلختالط مظنتان وهما األمر نفس في المحرماناختالط أو العقل زوال بإزاء الحد الشارع يضع ولم العقل

ليست فالمسببات وإال خاصة أسبابه تعاطي بإزاء بل األنسابهو فالله تعالى الله فعل من هي وإنما المتسبب فعل مناألكل مع كالشبع الشرب عن والسكر الماء من الولد خالق

وإذا موضعه في تبين كما النار مع واإلحراق الماء مع والريكماله على السبب تعاطيا قد والشارب فالمولج كذلك كان

هذا جرى ما سائر وكذلك الحد وهو مسببه إيقاع من بد فالفعلى اإلثم وأما أعقم لكنه بالسبب فيه عمل مما المجرى

ال أم سببه أنتج لمن مساويا اإلثم في يكون وهل ذلك وفقالفعل يكون أن والثانى ههنا ذكره إلى حاجة ال آخر نظر هذا

فقصده ذلك ومع بالموافقة عالم أنه إال موافقا الترك أوالناس عند تعظيما أو دنيا لينال رياء يصلي أن ومثاله المخالفة

من أشد القسم فهذا ذلك أشبه وما القتل نفسه عن ليدرأ أوالموضوعات جعل قد العامل هذا أن وحاصله قبله الذي

يقصد لم أخر ألمور وسائل مقاصد جعلت التى الشرعيةعلى والحيل والرياء النفاق تحته فيدخل لها جعلها الشارعلقصد مخالف القصد ألن باطل كله وذلك تعالى الله أحكام

المنافقين إن تعالى الله قال وقد جملة يصح فال عينا الشارعالمعنى هذا بيان تقدم وقد النار من األسفل الدرك فى

340 والقصد مخالفا الترك أو الفعل يكون أن الرابع والقسمبالمخالفة العلم مع يكون أن أحدهما ضربان أيضا فهو موافقابالمخالفة العلم مع كان فإن بذلك الجهل مع يكون أن واآلخر

Page 230: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

على والزيادات المستأنفة العبادات كإنشاء اإلبتداع هو فهذاذلك ومع تأويل بنوع إال عليه يتجرأ ال أن الغالب ولكن شرع ما

مستغن والموضع والسنة القرآن فى جاء حسبما مذموم فهوالله شاء إن هذا بعد تقرير مزيد له وسيأتي ههنا إيراده عنفي األدلة لعموم مذمومة البدع جميع أن هنا يتحصل والذي

لست شيعا وكانوا دينهم فرقوا الذين إن تعالى كقوله ذلكوال فاتبعوه مستقيما صراطى هذا وأن وقوله شىء فى منهم

بدعة كل الحديث وفى سبيله عن بكم فتفرق السبل تتبعواإن قيل فإن كالمتواتر ألحاديث فى المعنى وهذا ضاللةمنها والمذموم الشريعة بأقسام البدع قسموا قد العلماء

وما بإطالق فيه الذم فهو المكروه وأما المحرم هو بإطالقحسن والمندوب منها فالواجب شرعا قبيح فغير ذلك عدا

باعتبار حسن والمباح ومستنبطه فاعله وممدوح بإطالقال األولون استحسنه ما البدع من استحسن من الجملة فعلى

موافقة هي بل الشارع لقصد مخالفة وال مذمومة إنها يقولعلى الناس كجمع موافقة أي

341 المسجد فى رمضان قيام فى والتجميع العثماني المصحفعلى الناس اتفق التي الحسنة المحدثات من ذلك وغير

رآه وما األمة من والمجتهدين الصالح السلف أعني حسنهااألشياء هذه فجميع حسن الله عند فهو حسنا المسلمون

ألنه للشارع مخالفة أفعال هي إذ المسألة ترجمة تحت داخلهالصالح إال يقصدوا لم ألنهم موافق بقصد مقترنة يضعها لم

خالف مذمومة كلها البدع تكون ال أن وجب كذلك كان وإذاعليه الترجمة وقعت مما ليس كله هذا أن فالجواب المدعى

وما الشارع وضعه الذي للفعل مخالف الفعل أن الفرض فإنلما مخالفة فيه يقع لم العلماء عليه وأجمع السلف أحدثه

يكن لم مثال المصحف جمع أن ذلك بيان بحال الشارع وضعهوألنه الصدور في بالحفظ عنه لالستغناء الله رسول زمان في

الدين في االختالف بسببه يخاف اختالف القرآن في يقع لم

Page 231: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

مع الخطاب بن عمر كحديث ثالثة أو نازلتان فيه وقعت وإنماعبد مع كعب بن أبي وقصة عنهما الله رضي حكيم بن هشام

الصالة عليه قال وفيه عنهما الله رضي مسعود بن اللهفحاصل كفر فيه المرآء فإن القرآن في تماروا ال والسالم

عليه زمانه في عنه مسكوتا كان المصحف جمع أن األمرحتى وكثر القرآن في االختالف وقع لما ثم والسالم الصالة

جمع صار به تقرأ بما كافر أنا لصاحبه يقول أحدهم صارفلم عهد بها يتقدم لم واقعة في رشيدا ورأيا واجبا المصحفلم واقعة كل في النظر يكون أن لزم وإال مخالفة فيها يكنمثل لكن باتفاق باطل وهو بدعة المتقدم الزمان في تحدث

لم وإن الشريعة لقواعد المالئم االجتهاد باب من النظر هذامعين أصل له يشهد

342 السلف أحدثه ما وكل المرسلة المصالح يسمى الذي وهومن وليس بوجه عنه يتخلف ال القبيل هذا من الصالحرآه ما يقول وهو كيف أصال الشارع لمقصد المخالف

على أمتي تجتمع وال حسن الله عند فهو حسنا المسلمونفقد الشارع لقصد موافق عليه المجمع هذا أن فثبت ضاللة

مخالفا الترك أو الفعل فيه يكون أن عن الضرب هذا خرجوضع ما خالفت التي فهي المذمومة البدعة وأما للشارع

بعد المعنى هذا تقرير وسيأتي التروك أو األفعال من الشارعبالمخالفة الجهل مع المخالف العمل كان وإن الله شاء إن

من بمخالف فليس موافقا القصد كون أحدهما وجهان فلههذا ونية بالنيات فاألعمال مخالفا كان وإن والعمل الوجه هذا

ال ومن المخالفة في أوقعه الجهل لكن الموافقة على العاملبالقصد المخالف مجرى يجري ال كفاحا الشارع مخالفة يقصد

ال الجملة على فيه منظور النظر بهذا فعمله معا والعملقصد فإن مخالفا العمل كون والثاني اإلطالق على مطرح

خولف فقد يمتثل لم فإذا االمتثال والنهي باألمر الشارعالعمل على الباعث القصد موافقة المخالفة يعارض وال قصده

Page 232: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وال وجه على العمل ذلك في الشارع قصد يحصل لم ألنهخولف لو كما مخالفا المجموع فصار العمل القصد طابق

االمتثال يحصل فال معا فيهما343 الترجيح في ويعارضه نفسه في اآلخر يعارض الوجهين وكال

مرجح وجه اآلخر في عارضك أحدهما رجحت إن ألنكالشريعة فى غامضا الحل هذا صار ولذلك أيضا فيتعارضان

رجحت إذا أنك وذلك فيه البحث من شيء بإيراد ذلك ويتبيناإلمتثال إال قط قصد ما العامل بأن الموافق القصد جهة

أن عارضك القصد بذلك للشارع حرمة ينتهك ولم والموافقةكان وإن بمخالفته ال المشروع اإلمتثال مقيد الموافقة قصد

إذا وأيضا كالعبث فهو محال يصادف لم المكلف فقصد مقيداليس األعمال فى القصد ألن موافق غير صار محال يصادف لم

قبل ثبت قد المقاصد إن قلت فإن اإلنفراد على بمشروعالتوحيد وأدرك الفترات فى آمن عمن ذكر كما الشرائع

فى تثبت لم إذ معتبرة غير وهى بها الله يعبد بأعمال وتمسكيتمسكوا لم فترة زمان فى أولئك فرض إن لك قيل بعد شرعاعتبارها فى منازع لهم الموجودة فالمقاصد متقدمة بشريعة

بها المقصود كأعمالهم فإنها بإطالق344 األعمال فى ذلك لزم كان كيف القصد بإعتبار قلت فإن التعبد

وأيضا القصد فى ذلك لزم األعمال اعتبار بعدم قلت وإننقل من أن فرضنا وإن قبلها فيما ال الشرائع بعد فيما فكالمنا

الشرائع ببعض متمسكين كانوا الفترات أهل من عنهموالسالم الصالة عليه قوله قيل فإن واضح فذلك المتقدمة

قد خالفت وإن األعمال هذه أن يبين بالنيات األعمال إنماروح ذا العمل صار فقد األعمال أرواح المقاصد فإن تعتبر

القصد خالف إذا ما بخالف اعتبر كذلك كان وإذا الجملة علىعليه يصدق فال روح بال جسد فإنه معا خالفا أو العمل ووافق

إن قيل العمل فى النية لعدم بالنيات األعمال قوله مقتضىليس عمل كل والسالم الصالة عليه بقوله فمعارض سلم

Page 233: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عليه ألمره بموافق ليس العمل وهذا رد فهو أمرنا عليهلم فإذا وأيضا مردودا كان بل معتبرا يكن فلم والسالم الصالة

ألن جسد غير فى بروح ينتفع ال كذلك روح بال بجسد ينتفعفبقيت العدم حكم في فهي مخالفة فرضت قد هنا األعمال

المعارضات وتكثر بها اعتبار فال عملي حكم في منفردة النيةهنا ومن جدا مشكلة المسألة فكانت الجانبين من هذا في

من فتالفوا القصد جانب تغليب إلى المجتهدين من فريق صار345 إلى فريق ومال المعامالت وصححوا تالفيه يجب ما العبادات

الشارع خالفت معاملة أو عبادة كل وأبطلوا بإطالق الفسادفأعملوا فريق وتوسط المخالف العمل جانب إلى ميال

في القصد مقتضى يعمل أن على لكن الجملة على الطرفينعلى يدل والذي آخر وجه في الفعل مقتضى ويعمل وجهعالم غير المحرم متناول أن أحدها أمور الجانبين إعمال

بما إال يتلبس لم إذ القصد موافقة فيه اجتمع قد بالتحريمفأعمل عنه نهي لما فاعل ألنه الفعل ومخالفة إباحته اعتقدمقتضى وأعمل والعقوبة الحد إسقاط فى الموافقة مقتضى

عليه اإلعتماد وعدم الفعل ذلك على البناء عدم فى المخالفةجهة إلى فيه ميال تالف فيه مما يصحح أن يجب ما صحح حتى

فيه تالفى ال مما يهمل أن يجب ما وأهمل أيضا القصد346 بكل يليق بما الطرفين اعتبار المسألة هذه في اجتمع فقد

نكاح بتقدم اآلخر يعلم وال رجالن يتزوجها كالمرأة منهما واحدومعاوية عمر فتوى بمقتضى فاتت فقد بها بنائه بعد إال غيره

فى ونظيرها عنهم الله رضى علي عن مثله وروى والحسنبها أولى فاألول قدم ثم امرأته تزوجت إذا المفقود مسألةوقبل العقد بعد وفيما بها دخوله بعد أولى والثاني نكاحها قبل

مواليها إذن بغير نكحت أمرأة إيما الحديث وفى قوالن البناءأصاب بما المهر فلها بها دخل فإن باطل باطل باطل فنكاحها

األنكحة وباب الصالة فى السهو باب يجري هذا وعلى منهامالك مذهب عمدة أن والثاني مسائلها تشعب فى الفاسدة

Page 234: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اعتبار العبادات في الجهل اعتبار الصحابة مذاهب عمدة بلاألقوال أو األفعال في خالف من فعدوا الجملة على النسيان

347 دون األفعال في المخالف كان ولو الناسى حكم على جهاليقوله كما العامد معاملة لعاملوه اإلطالق على مخالفا القصد

أن في واضح فهذا كذلك األمر وليس وافقه ومن حبيب ابنوالصيام والصالة الطهارات في بين وهو أثرا الموافق للقصد

العادات من كثير فى وكذلك العبادات من ذلك وغير والحجهذا إن يقال وال وغيرها واألشربة واألطعمة والطالق كالنكاحألنا والعمد الجهل في تضمن فإنها المالية األمور في ينكسر

فيها الخطأ ألن آخر األموال في التضمين في الحكم نقولالدالة األدلة والثالث إتالفها في الغرم ترتب في للعمد مساو

عليكم وليس الكتاب ففي األمة هذه عن الخطأ رفع علىال ربنا وقال قلوبكم تعمدت ما ولكن به أخطأتم فيما جناح

وقال فعلت قد قال الحديث وفي أخطأنا أو نسينا إن تؤاخذناأمتى عن رفع الحديث وفي وسعها إال نفسا الله يكلف ال

عليه متفق معنى وهو عليه استكرهوا وما والنسيان الخطأرفع به تعلق فيما اختلفوا وإن فيه مخالف ال الجملة في

ال أم خاصة األخروية بالمؤاخذة مختص ذلك هل المؤاخذةكان فإذا يصح ال بإطالق المؤاخذة رفع أن أيضا يختلفوا فلم

ما الجملة على معتبر الطرفين من واحد كل أن ظهر كذلكأعلم والله ذلك خالف على خارج من دليل يدل لم

348 كان إذا المفسدة دفع أو المصلحة جلب الخامسة المسألةالغير إضرار عنه يلزم ال أن أحدهما ضربين على فيه مأذوناأن أحدهما ضربان الثاني وهذا ذلك عنه يلزم أن والثانيسلعته في كالمرخص اإلضرار ذلك الدافع أو الجالب يقصد

ال أن والثاني بالغير اإلضرار قصد وصحبه معاشه لطلب قصدااالضرار يكون أن أحدهما قسمان وهو بأحد إضرارا يقصد

داره بيع من واالمتناع للبادي الحاضر وبيع السلع كتلقي عاماوالثاني غيره أو جامع لمسجد الناس إليه اضطر وقد فدانه أو

Page 235: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الدافع أو الجالب يلحق أن أحدهما نوعان وهو خاصا يكون أننفسه عن كالدافع فعله إلى محتاج فهو ضرر ذلك من بمنعه

ما أو طعام شراء إلى يسبق أو بغيره تقع أنها يعلم مظلمةإذا أنه عالما غيره أو ماء أو حطب أو صيد إلى أو إليه يحتاج

أن والثاني استضر يده من أخذ ولو بعدمه غيره استضر حازهيكون ما أحدهما أنواع ثالثة على وهو ضرر بذلك يلحقه ال

البئر كحفر العادي القطع أعني قطعيا المفسدة إلى أداؤهوشبه بد بال فيه الداخل يقع بحيث الظالم في الدار باب خلف

البئر كحفر نادرا المفسدة إلى أداؤه يكون ما والثاني ذلكالتي األغذية وأكل فيه أحد وقوع إلى غالبا يؤدي ال بموضعأداؤه يكون ما والثالث ذلك أشبه وما أحدا تضر ال أن غالبها

يكون أن أحدهما وجهين على وهو نادرا ال كثيرا المفسدة إلىالسالح كبيع غالبا

349 شأنه ممن به يغش وما الخمار من والعنب الحرب أهل منبيوع كمسائل غالبا ال كثيرا يكون أن والثاني ذلك ونحو الغش

من أصله على فباق األول فأما أقسام ثمانية فهذه اآلجاللثبوت عليه االستدالل إلى حاجة وال فيه إشكال وال اإلذن

إلى القصد منع إشكال فال الثاني وأما ابتداء اإلذن على الدليلوال ضرر ال أن على الدليل لثبوت إضرار هو حيث من اإلضرار

اجتمع الذي العمل هذا في النظر يبقى لكن اإلسالم في ضرارفيصير منه يمنع هل الغير إضرار وقصد النفس نفع قصد فيهويكون اإلذن من األصلي حكمه على يبقى أم فيه مأذون غير

وهو الجملة على الخالف فيه يتصور مما هذا قصد ما إثم عليهفيحتمل ذلك ومع المغصوبة الدار في الصالة مسألة جارعلىالعمل ذلك رفع إذا يكون أن إما أنه وهو تفصيال االجتهاد في

تلك درء أو المصلحة تلك استجالب في آخر وجه إلى وانتقلفي إشكال فال كذلك كان فإن أوال أراد ما له حصل المفسدة

فلينقل اإلضرار ألجل إال الوجه ذلك يقصد لم ألنه منه منعهغير يقصد لم إذا الفعل ذلك من يمنع كما عليه ضرر وال عنه

Page 236: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

يستضر التي الجهة تلك عن محيص له يكن لم وإن اإلضرارقصد من ممنوع وهو مقدم الدافع أو الجالب فحق الغير منها

كلف إنما فإنه يطاق ال بما تكليف هذا إن يقال وال اإلضراراإلضرار ينفى ال الكسب تحت داخل وهو اإلضرار قصد بنفي

بحيث به اإلضرار منعه من يلزم أن يخلو فال الثالث وأما بعينهتنازع على اإلطالق على حقه قدم لزم فإن أوال ينجبر ال

التي الترس مسألة من مدركه يضعف350 أن وعلم بمسلم الكفار تترس إذا فيما األصوليون فرضها

انجبار أمكن وإن اإلسالم أهل استؤصل يقتل لم إذا الترسالجالب فيمنع أولى العام الضرر فاعتبار جملة ورفعه اإلضرارالمصالح على مقدمة العامة المصالح ألن به هم مما الدافع أو

للبادي الحاضر بيع وعن السلع تلقي عن النهي بدليل الخاصةاألمانة فيهم األصل أن مع الصناع تضمين على السلف واتفاق

أهله رضي مما غيره من الله رسول مسجد في زادوا وقدمصلحة على العموم مصلحة بتقديم يقضي وذلك ال وماال

الرابع وأما مضرة الخصوص يلحق ال بحيث لكن الخصوصإثبات جهة من نظر نظرين يحتمل الجملة في الموضع فإن

فإن الحظوظ اعتبرنا فإن اسقاطها جهة من ونظر الحظوظجلب ألن بذلك غيره استضر وإن مقدم الدافع أو الجالب حق

ولذلك مقصود للشارع مطلوب المضرة دفع أو المنفعةالدرهم وأبيح األكل المحرمات من وغيرها الميتة أبيحت

على والتوسعة للمقرض الماسة للحاجة أجل إلى بالدرهمطريق في الماسة للحاجة العرية في باليابس والرطب العباد

قصد على األدلة دلت كثيرة ذلك من أشياء إلى المواساةمن اإلنسان إليه سبق فما هذا ثبت وإذا إليها الشارع

351 إليه وسبقه غيره دون له بحوزه شرعا فيه حقه ثبت قد ذلكحق تقديم أن ظهر وبذلك فصح للشارع فيه مخالفة ال

مع إال شرعا بمقصود ليس السابق حق على المسبوقحق عليه يتعين قد بل يلزمه ال وذلك لحقه السابق إسقاط

Page 237: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ألنه حقه إسقاط في خيرة له يكون فال الضروريات في نفسهفي وذلك شك أو ظن على غيره حق ومن بينة على حقه من

عدمها كان إن المصلحة جلب في وكذلك واضح الضرر دفعمن يتخلص أن قدر لمن ترى هل الداودي سئل وقد به يضر

قال يفعل أن السلطان إلى بالخراج يسمى الذي هذا غرمأهل على السلطان وضعه فإن له قيل ذلك إال له يحل وال نعمقدر لمن هل أموالهم على يردونه معلوم بمال وأخذهم بلدةأهل سائر أخذ تخلص إذا وهو يفعل أن ذلك من الخالص على

ذلك على ويدل قال له ذلك قال عليهم جعل ما بتمام البلدغنم من يأخذ الساعي في عنه الله رضي مالك قول

دخلت مظلمة إنه نصاب جميعها في وليس شاة أحدالخلطاءأصحابه على منه أخذت من يرجع ال منه أخذت من على

ألن سحنون عن روى بما هذا في آخذ ولست قال بشيءظلم فى نفسه يولج أن أحدا يلزم وال فيه أسوة ال الظلمإنما يقول تعالى والله غيره على الظلم يوضع أن مخافة

بغير األرض فى ويبغون الناس يظلمون الذين على السبيلعن هذا نحو المنقوالت بعض فى ورأيت قال ما هذا الحق

بأنه العلم مع نفسه عن يطرحه أن بأس ال أنه عمر بن يحيىالغني عبد وذكر بينا جورا المطروح كان إذا غيره على يطرحه

قال أيوب أبي بن حماد عن والمختلف المؤتلف فى352 فإذا النوبة عني فترفع أتكلم إنى سليمان أبي بن لحماد قلت

في تكلم أن عليك إنما فقال غيري على وضعت عنى رفعتذلك ومن وضعت من على تبالي فال عنك رفعت فإذا نفسك

بذلك إال دفعه على يقدر لم إذا الظلم دفع على الرشوةنعى ولما األسارى فداء في وللكفار للمحاربين المال وإعطاء

بتمكين ضرر دفع أو انتفاع ذلك كل خراجا يؤدوا حتى الحاجتعرض أنه مع الجهاد فضيلة طلب ذلك ومن المعصية من

عليه قال بل المسلم الكافر قتل أو الكفر على الكافر لموتثم أحيا ثم الله سبيل في أقتل أني وددت والسالم الصالة

Page 238: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

آدم إبني أحد وقول النار قاتله دخول ذلك والزم الحديث أقتلمصلحة جلب كلها العقوبات بل وإثمك بإثمى تبوء أن أريد إنىإلغاء كله ذلك أن إال الغير إضرار عنها يلزم مفسدة درء أوهذه شرع في للشارع مقصودة غير ألنها المفسدة لجانب

الكالم تقدم وقد أولى والدافع الجالب جانب وألن األحكامفإن المسائل من كثير في يشكل هذا قيل فإن قبل هذا على

فيه واقع تقدم وما ضرار وال ضرر ال أن المقررة القاعدةذلك ويؤيد األصل هذا بمقتضى مشروعا يكون فال الضرر

وإما بعوض إما المضطر إطعام على الطعام صاحب إكراهقهرا يده من أخذ وقد إليه محتاج الطعام صاحب أن مع مجانا

إخراج وكذلك المضطر اضرار إلى مؤديا إمساكه كان لماال مؤديا منعه صار لما قهرا محتكره يد من الطعام اإلمامفيه إشكال ال كله هذا أن فالجواب ذلك أشبه وما الغير ضرار

واألصول المتقدمة المسائل فى الغير إضرار أن وذلكجلب لمجرد اإلذن وإنما اإلذن في بمقصود ليس المقررة

عن خارج أمر إضرار عنه يلزم وكونه الدافع ودفع الجالبإضرار إضراران هنالك تعارض فقد وأيضا اإلذن مقتضى

ملك وال له يد ال من وإضرار والملك اليد صاحب353 يخالف وال والملك اليد صاحب تقديم الشريعة من والمعلوم

من اإلذن أن والحاصل الحقوق على المزاحمة عند هذا فيأن الشارع شأن ومن وكيف اإلضرار يستلزم لم إذن هو حيث

أثم اإلضرار الدافع أو الجالب قصد إذا أنه ترى أال عنه ينهىلم الشارع أن على يدلك فهذا فعل ما إلى محتاجا كان وإناليد بصاحب اإلضرار وهو نهى اإلضرار عن بل اإلضرار يقصدعلى المكره ألن لنا شاهد فهي المضطر مسألة وأما والملكفلو وإال عدمها به يضر حاجة بعينه إليه محتاجا ليس الطعام

وإنما النزاع مسألة عين وهو إكراهه يصح لم كذلك فرضتهفإنه المحتكر وأما فافهمه به يستنضر ال من البذل على يكره

أن اإلمام فعلى بالناس مضر للنهي مرتكب بإحتكاره خاطىء

Page 239: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فهو وأيضا به هو يستضر ال وجه على بالناس إضراره يدفعالعامة ألجل الخاصة على فيه يحكم الذي الثالث القسم من

وجهان هنا فيتصور نعتبرها لم وإن الحظوظ اعتبار مع كله هذاسواء على المواساة فى والدخول اإلستبداد إسقاط أحدهما

وقال الله رسول زمان فى ذلك فعل وقد جدا محمود وهوقل أو الغزو فى أرملوا إذا األشعريين إن والسالم الصالة عليهثم واحد ثوب فى عندهم كان ما جمعوا بالمدينة عيالهم طعام

أن وذلك منهم وأنا مني فهم واحد إناء فى بينهم اقتسموهابنه أو أخوه وكأنه نفسه مثل غيره رأى قد هنا الحظ مسقطأو ندبا عليه بالقيام طلب ممن ذلك غير أو يتيمه أو قريبه أوفهو والتسديد والنظر باإلصالح الله خلق في قائم وأنه وجوبا

اإلحتجان على يقدر لم كذلك صار فإذا منهم واحد ذلك علىكما عليه بالقيام أمر ممن بل مثله هو ممن غيره دون لنفسه

أوالده دون بالقوت اإلنفراد على يقدر ال الشفيق األب أنكان الترتيب هذا فعلى

354 فهم والسالم الصالة عليه فقال عنهم الله رضي األشعريونالمعنى هذا في كان والسالم الصالة عليه ألنه منهم وأنا مني

يستبد ال كان إذ األكبر األب الشفقة وفي األعظم اإلمامنحن بينما قال سعيد أبي عن مسلم وفي أمته دون بشيء

قال له راحلة على رجل جاء إذ الله رسول مع سفر فيكان من الله رسول فقال وشماال يمينا بصره يصرف فجعل

معه كان ومن له ظهر ال من على به ظهرفليعد فضل معهمن فذكر قال له زاد ال من على به فليعد زاد من فضل

فضل في منا ألحد حق ال أنه رأينا حتى ذكر ما المال أصنافومشروعية الزكاة سوى حقا المال في أن أيضا الحديث وفيلهذا مؤكد ذلك وغير والمنحة والعرية واإلقراض الزكاة

ال وهو األخالق مكارم أصل أن على جار وجميعه المعنىإال ضرر العامل يلحق ال الطريقة هذه وعلى استدادا يقتضى

نفسه على موقعا يكون وال أقل أو الجميع يلحق ما بمقدار

Page 240: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بعض دفع في يحتمله قليل أو متوقع هو وإنما ناجزا ضرراواحدا شيئا كلهم المسلمين يعد من نظر وهو غيره عن الضرر

للمؤمن المؤمن والسالم الصالة عليه قوله مقتضى علىالمؤمنون وقوله بعضا بعضه يشد المرصوص كالبنيان

الجسد سائر له تداعى عضو من اشتكى إذا الواحد كالجسديحب ما المؤمن ألخيه يحب المؤمن وقوله والحمى بالسهرشد يكون ال إذ األحاديث من المعنى في ما وسائر لنفسه

ال وكذلك وأسبابه المعنى بهذا إال التمام على للمؤمن المؤمنواردا النفع كان إذا إال الواحد كالجسد يكونون

355 من عضو كل أن كما به يليق بما أحد كل السواء على عليهمينقص وال يزيد ال عدل قسمة بمقداره الغذاء من يأخذ الجسد

عن لخرج أقل أو إليه يحتاج مما أكثر األعضاء بعض أخذ فلومن المؤمنين به الله وصف ما الكتاب من هذا وأصل إعتداله

الكلمة اجتماع من به أمروا وما بعض أولياء بعضهم أنبهذه إال ذلك يستقيم ال إذ كثير وهو الفرقة وترك واألخوة

على اإليثار الثاني والوجه إليها يرجع مما وأشباهها األشياءحظه يترك أن وذلك الحظوظ إسقاط في أعرق وهو النفس

التوكل لعين وإصابة اليقين صحة على اعتمادا غيره لحظأجله من المحبة على الله في األخ عون في للمشقة وتحمالفعل من ثابت وهو األعمال وزكيات األخالق محامد من وهووالسالم الصالة عليه كان وقد المرضى خلقه ومن الله رسول

إذا وكان رمضان شهر في كان ما وأجود بالخير الناس أجودخديجة له وقالت المرسلة الريح من بالخير أجود جبريل لقيهالحق نوائب على وتعين المعدوم وتكسب الكل تحمل إنك

قام ثم حصير على فوضعت درهم ألف تسعون إليه وحملفسأله رجل وجاءه منه فرغ حتى سائال رد فما يقسمها إليهاقضيناه شيء جاءنا فإذا علي ابتع ولكن شيء عندي ما فقال

ذلك النبي فكره عليه تقدر ماال الله كلفك ما عمر له فقالذي من تخف وال أنفق الله يارسول مناألنصار رجل فقال

Page 241: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بهذا وقال وجهه في البشر وعرف النبي فتبسم إقالال العرشلغد شيئا يدخر ال النبي كان أنس وقال الترمذي ذكره أمرت

تفسير في جاء ما علمت وقد الصحابة كان وهكذا كثير وهذاوأسيرا ويتيما مسكينا حبه على الطعام ويطعمون تعالى قوله

كان ولو أنفسهم على ويؤثرون قوله في الصحيح في جاء وماباب في مذكور وهو عائشة عن روى وما خصاصة بهم

العمل مسألة على الكالم عند األحكام كتاب من األسبابالحظوظ إسقاط على

356 لتحل بفراقها وبالزوجة المال من بالملك إيثار ضربان وهووإيثار الصحيح فى المذكور المواخاه حديث فى كما للمؤثر

يوم النبي على ترس طلحة أبا أن الصحيح فى كما النفسال طلحة أبو له فيقول القوم ليرى يتطلع النبي وكان أحد

نحرى القوم سهام من سهم يصيبك الله رسول يا تشرفمن معلوم وهو فشلت الله رسول بيده ووقى نحرك دون

إلى الناس أقرب غزوه فى كان إذ والسالم الصالة عليه فعلهالصوت قبل ناس فانطلق ليلة المدينة أهل فزع ولقد العدو

استبرأ وقد الصوت إلى سبقهم قد راجعا الله رسول فتلقاهموهو عنقه فى والسيف عرى طلحة ألبي فرس على الخبر

أبي بن علي وحديث بنفسه آثر من فعل وهذا تراعوا لن يقولعلى الكفار عزم إذ الله رسول فراش على مبيته فى طالبغاية أقصى بالنفس والجود السائر المثل وفى مشهور قتله

على ويدل اإليثار بأنها المحبة يعرف من الصوفية ومن الجودعن راودته أنا السالم عليه يوسف فى العزيز امرآة قول ذلك

قال نفسها على بالبراءة فآثرته الصادقين لمن وإنه نفسهمن ونحوه بالطعام اإليثار فضيلة على العلماء أجمع النوويفيها الحق فإن القربات بخالف النفس وحظوظ الدنيا أمور

مختلفون ذلك فى والناس مراتب على قبله ما مع وهذا للهالمحض التوكل بأوصاف اإلتصاف فى أحوالهم بإختالف

ماله جميع بكر أبي من قبل النبي أن ورد وقد التام واليقين

Page 242: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

قال الثلث إلى مالك بن وكعب لبابة أبا ورد النصف عمر ومنقال ما هذا وعمر بكر أبي درجتي عن لقصورهما العربي ابن

العاجلة الحظوظ إسقاط على مبنى هنا اإليثار أن وتحصليخل لم إذا فيه عتب ال ذلك بسبب الالحقة المضرة فتحمل

شرعي بمقصد أخل فإن شرعي بمقصد357 ليس أنه أما شرعا محمود هو وال للحظ إسقاطا ذلك يعد فال

اآلمر أمر لمجرد إما الحظوظ إسقاط فألن شرعا بمحمودمن يقع ال عبث شىء لغير فكونه شىء لغير أو آخر ألمر وإماألن شرعي بمقصد مخال كونه يضاد اآلمر ألمر وكونه العقالء

مخالف فهو كذلك يكن لم وإذا اآلمر بأمر ليس بذلك اإلخاللثالث ألمر أنه فثبت له الموافقة ضد اآلمر أمر ومخالفة لهإسقاط مسألة من تقدم فيما الحصر بيان مر وقد الحظ وهو

حكم يعرف ومنه الرابع القسم فى الكالم تمام هذا الحظوظوأما الحظوظ إسقاط إلى بالنسبة المتقدمة الثالثة األقسامولكن ضرر الدافع أو الجالب يلحق ال أن وهو الخامس القسم

حيث من نظر نظران فله عادة قطعي المفسدة إلى أداؤهإضرار قصد غير من شرعا يقصد أن يجوز لما قاصدا كونه

حيث من ونظر فيه محظور ال جائز الجهة هذه من فهذا بأحدعدم مع المقصود العمل لهذا الغير مضرة بلزوم عالما كونه

ألنه اإلضرار لقصد مظنة الوجه هذا من فإنه بتركه استضرارهمقصد بفعله يتعلق ال صرف لمباح فاعل إما فعله فى

إيقاعه فى للشارع قصد فال تكميلي وال حاجي وال ضروريمضرة فيه يقع وجه على به لمأمور فاعل وإما يوقع حيث من

للشارع وليس مضرة فيه يلحق ال وجه على فعله إمكان معاآلخر دون الضرر به يلحق الذي الوجه على وقوعه فى قصد

مع الوجه ذلك على الفعل لذلك فتوخيه التقديرين كال وعلىالنظر فى تقصير إما أمرين أحد من فيه بد ال بالمضرة العلم

وإما ممنوع وذلك به المأمور358 يكون أن فيلزم أيضا ممنوع وهو اإلضرار نفس إلى قصد

Page 243: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بفعله متعديا فيعد فعله إذا لكن الفعل ذلك من ممنوعاالضمان فى وينظر الجملة على المتعدى ضمان ويضمن

يعد وال نازلة بكل يليق ما على واألموال النفوس بحسبهذه وعلى للتعدى قصده يتحقق لم إذا ألبتة له قاصداوالذبح المغصوبة الدار فى الصالة مسألة تجرى القاعدة

فى هى التى المسائل من بهما لحق وما المغصوبة بالسكينتكون هذا وألجل الغير إضرار عنها ويلزم فيها مأذون أصلهاصحيحا األصلي والعمل مجزئة صحيحة الجمهور عند العبادة

وال ضمان ثم كان إن وضامنا اآلخر بالطرف عاصيا ويكونيقول بالفساد هنالك قال ومن جهاتها لتعدد األحكام فى تضادإلى ضابطه يرجع رحب مجال الفقهي النظر فى وله هنا به

أصحاب أن ومعلوم الحظوظ إثبات جهة من هذا المعنى هذاالسادس وأما ألبتة شأنه هذا عمل تحت يدخلون ال إسقاطها

من أصله على فهو نادرا المفسدة إلى أداؤه يكون ما وهوفى بالندور اعتبار فال غالبة كانت إذا المصلحة ألن اإلذن

المفسدة عن عرية مصلحة العادة فى توجد ال إذ انخرامهامجاري فى اعتبر إنما الشارع أن إال جملة

359 إجراء المفسدة ندور يعتبر ولم المصلحة غلبة الشرعقصد هنا يعد وال الوجود فى العاديات مجرى للشرعيات

بندور معرفته مع المفسدة دفع أو المصلحة جلب إلى القاصدوقوع إلى قصدا وال النظر فى تقصيرا ذلك عن المضرة

على والدليل المشروعية أصل على باق إذا فالعمل الضرربالشهادة كالقضاء وجدناها هكذا المشروعات ضوابط أن ذلك

والوهم الكذب إمكان مع والفروج واألموال الدماء فىعدم إمكان مع المحدودة المسافة فى القصر وإباحة والغلطذوي إلى بالنسبة الحضر فى ومنعه المترف كالملك المشقة

الجزئية واألقيسة الواحد خبر إعمال وكذلك الشاقة الصنائعلكن وجوه من فيها والخطأ إخالفها إمكان مع التكاليف فى

فى مقرر وهذا الغالبة المصلحة واعتبرت يعتبر فلم نادر ذلك

Page 244: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

إلى أداؤه يكون ما وهو السابع وأما الكتاب هذا من موضعهواإلذن اإلباحة األصل أن أما الخالف فيحتمل ظنيا المفسدة

والمفسدة الضرر أن وأما السادس فى تقدم كما فظاهرالوجهين من فيمنع العلم مجرى الظن يجري فهل ظنا تلحق

ولكن نادرا التخلف كان وإن تخلفهما لجواز ال أم المذكورينألمور األرجح هو الظن اعتبار

360 العلم مجرى جار العمليات أبواب فى الظن أن أحدهاسد من عليه المنصوص أن والثانى هنا جريانه فالظاهر

الذين تسبوا وال تعالى كقوله القسم هذا فى داخل الذرائعقالوا فإنهم علم بغير عدوا الله فيسبوا الله دون من يدعون

إن الصحيح وفى فنزلت إلهك لنسبن أو آلهتنا سب عن لتكفنوهل الله رسول يا قالوا والديه الرجل شتم الكبائر أكبر من

أباه فيسب الرجل أبا يسب نعم قال والديه الرجل يشتمعن يكف والسالم الصالة عليه وكان أمه فيسب أمه ويسب

يقتل محمدا إن الكفار قول إلى ذريعة ألنه المنافقين قتلمع راعنا للنبي يقولوا أن المؤمنين تعالى الله ونهى أصحابه

عليه شتمه إلى ذريعة لها اليهود إلتخاذ الحسن قصدهموقد أصله حكم على مبنى كله كثير وذلك والسالم الصالة

التعاون فى داخل أنه والثالث إليه ذريعة هو ما حكم ألبسأن القسم هذا من والحاصل عنه المنهى والعدوان اإلثم على

فاألصل إليه القصد مقام يقوم ال والضرر بالمفسدة الظنالخارجية اللوازم عن النظر وقطع الدفع أو الجلب من الجواز

أو الحيل باب من مفسدة تسبب المصلحة كانت لما أنه إالفإن األصل جهة من ال الجهة هذه من منع التعاون باب منالتعدى محمل حمل فإن نفسه مصلحة إال يقصد لم المتسبب

القسم من رتبة أخفض وهو للتقصير مظنه أنه جهة فمنفيه الخالف وقع ولذلك الخامس

361 أم الشىء ذلك إلى القصد نفس مقام الشىء مظنة تقوم هلفى فأصحابه إسقاطها نظر وأما الحظوظ إثبات نظر هذا ال

Page 245: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

القسم بخالف الخامس القسم فى مثلهم القسم هذاوأما عادة عنه اإلنفكاك على لإلنسان قدرة ال فإنه السادس

نادرا وال غالبا ال كثيرا المفسدة إلى أداؤه يكون ما وهو الثامنمن األصل على الحمل فيه واألصل وإلتباس نظر موضع فهو

والظن العلم وألن وغيره الشافعي كمذهب اإلذن صحةبين مجرد احتمال إال هنا ليس إذ منتفيان المفسدة بوقوع

اآلخر على الجانبين أحد ترجح قرينة وال وعدمه الوقوعالقصد نفس مقام يقوم ال واإلضرار للمفسدة القصد واحتمال

كونها عن وغيرها الغفلة من العوارض لوجود يقتضيه والأو الجالب يعد أن يصح ال فإنه وأيضا موجودة غير أو موجودة

ليس ألنه والظن العلم فى كما قاصدا وال مقصرا هنا الدافعالقصد عدم على حمله من أولى إليهما القصد على حمله

جدا قوي فيه المأذون فالتسبب كذلك كان وإذا منهما لواحدالقصد كثرة على بناء الذرائع سد فى اعتبره مالكا أن إال

األمور من ألنه نفسه فى ينضبط ال القصد أن وذلك وقوعاهو أو الوجود فى الوقوع كثرة وهو هنا مجال له لكن الباطنةتعتبر كذلك التخلف صح وإن المظنة اعتبرت فكما ذلك مظنةزيد ولد أم حديث وهو أصل ولهذا القصد مجال ألنها الكثرة

أرقم بن362 الخمر كحد كثيرا فواتها كون مع لعلة الحكم يشرع فقد وأيضا

الكثرة فاعتبرنا غالب ال كثير به واإلزدجار للزجر مشروع فإنهاإلنسان عصمة فاألصل األصل خالف على هو بما الحكم فى

فخرج اإلذن مسألتنا فى األصل أن كما وإيالمه به اإلضرار عنمن هنا األصل على وخرج الزجر لحكمة هنالك األصل عن

هذا فإن وأيضا الممنوع إلى الذريعة سد لحكمة اإلباحةفكما بكثرة المفسدة وقوع فى قبله لما مشارك القسم

فى جاء فقد وأيضا كذلك هنا فلتعتبر هناك المنع فى اعتبرتوالسالم الصالة عليه نهى فقد كثير النصوص من القسم هذا

فى اإلنتباذ وعن ثالث بعد النبيذ شرب وعن الخليطين عن

Page 246: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الصالة عليه وبين فيها النبيذ بتخمير يعلم ال التى األوعيةبعض عن نهى إنما أنه والسالم

363 أن ألوشك هذه فى رخصت لو فقال ذريعة يتخذ لئال ذلكالمباح الحد عند تقف ال النفوس أن يعنى هذه مثل تجعلوهابغالبة ليست األمور هذه فى المفسدة ووقوع هذا مثل فى

والسالم الصالة عليه وحرم وقوعها كثر وإن العادة فىونهى محرم ذي غير مع تسافر وأن األجنبية بالمرأة الخلوةالجمع وعن إليها الصالة وعن القبور على المساجد بناء عنقطعتم ذلك فعلتم إذا إنكم وقال خالتها أو وعمتها المرأة بين

تعالى لقوله األربع فوق ما نكاح وحرم أرحامكم364 تصريحا المعتدة خطبة وحرمت تعولوا ال أن أدنى ذلك

والزينة الطيب الوفاة عدة فى المرأة على وحرم ونكاحهاللمحرم النكاح وعقد الطيب وكذلك النكاح دواعى وسائرميراث وعن المديان هدية وعن والسلف البيع عن ونهي

وحرم يومين أو يوم بصوم رمضان شهر تقدم وعن القاتلالسحور وتأخير الفطر تعجيل إلى وندب الفطر عيد يوم صوم

اإلضرار إلى القصد وفى ذريعة هو مما ذلك غير إلىمبنية والشريعة أكثري وال بغالب وليس كثرة فيه والمفسدة

يكون أن عسى مما والتحرز بالحزم واألخذ اإلحتياط علىالجملة على معلوما هذا كان فإذا مفسدة إلى طريقا

أصل هو بل الشريعة فى ببدع عليه العمل فليس والتفصيلأو حاجي أو لضروري إما مكمل هو ما إلى راجع أصولها من

تعالى الله شاء إن اإلجتهاد كتاب فى يقرر ولعله تحسينيعلى فليس نفسه بمصالح كلف من كل السادسة المسألة

أوجه ذلك على والدليل اإلختيار مع بمصالحه القيام غيرهفال الدينية أما دنيوية وإما أخروية دينية إما المصالح أن أحدها

الكالم وليس تقدم حسبما فيها مقامه الغير قيام إلى سبيلالدنيوية فى النظر وإنما أحد عن أحد فيها ينوب ال إذ فيها هناتعينت فقد بها مكلف أنه فرضنا فإذا فيها النيابة تصح التى

Page 247: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فلم التعيين بحكم الغير عن سقطت عليه تعينت وإذا عليهأصال بها مكلفا غيره يكن

365 على متعينة كانت لما أيضا بها مكلفا الغير كان لو أنه والثانىحصول المقصود ألن ألبتة بها مطلوبا كان وال الملكف هذاالتكليف بحكم الغير بها قام وقد المفسدة درء أو المصلحة

على بها مكلفا فرضناه وقد بها مكلفا هو يكون ال أن فلزمبها مكلفا الغير كان لو أنه والثالث يصح ال خلف هذا التعيين

فغير تقدير كل وعلى الكفاية على وإما التعيين على فإماالكفاية على وأما تقدم فكما التعيين على كونه أما صحيح

واجبا يكون أن فيلزم كفاية ال عينا المكلف على أنه فالفرضمحال وهو واحدة حالة فى عينا عليه واجب غير عينا عليه

التكليف عنه ساقط ذلك عند فإنه ضرورة تلحقه أن إال اللهمالغير على فيجب إليها اضطراره مع ببعضها أو المصالح بتلك

والتعاون واإلقراض والصدقة الزكاة شرعت ولذلك بها القياموالمجانين األطفال على والقيام ودفنهم الموتى وغسل

يقدر ال التى المصالح من ذلك أشبه وما مصالحهم فى والنظرعلى يقدر ال التى والمفاسد استجالبها على إليها المحتاجنفسه بمصالح يكلف لم من كل يقال هذا فعلى استدفاعهاضرر الغير ذلك يلحق ال بحيث بمصالحه القيام غيره فعلىمطلوبا سيده كان سيده مصالح منافعه استغرقت لما فالعبد

للزوج الشارع صيرها كذلك والزوجة بمصالحه بالقيامجهة من الباطنة منافعها ملك قد فهو يده تحت كاألسير

فكان وبيته ولده على القيام جهة من والظاهرة اإلستمتاععلى قوامون الرجال تعالى الله فقال عليها بالقيام مكلفا

اآلية النساء366 يقدر أن يخلو فال غيره بمصالح مكلف كل السابعة المسألة

الدنيوية المصالح أعنى أوال نفسه بمصالح القيام على ذلك معفليس مشقة غير من ذلك على قادرا كان فإن إليها المحتاج

قادرا كان إذا أنه ذلك على والدليل بمصالحه القيام الغير على

Page 248: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

المطلوبة فالمصالح بذلك التكليف عليه وقع وقد الجيمع علىفطلب المكلف هذا جهة من حاصله التكليف ذلك من

الحاصل تحصيل طلب ألنه صحيح غير غيره جهة من تحصيلهاومثال هنا جار قبلها المسألة فى تقدم فما وأيضا محال وهووالزوجة العبد أو األمة إلى بالنسبة والولد والزوج السيد ذلك

من ومصالح بمصالحه القيام على قادرا كان لما فإنه واألوالدفإذا به كلف وال عليه بالقيام غيره يطلب لم حكمه تحت

بها الطلب عنه سقط غيره مصالح على قادر غير أنه فرضناواألمة والعبد الزوجة على الضرر دخول فى النظر ويبقى

يقدر لم وإن التقرير هذا فى تقدح ال أخرى جهة من فيه ينظرإسقاط فى معتبرة مشقة مع لكن قدر أو ألبتة ذلك على

الغير جهة من المتعلقة المصالح تكون أن يخلو فال التكليفهى مصالحه وكانت سقطت خاصة كانت فإن عامة أو خاصةفى تقدم كما شرعا غيره حق على مقدم حقه ألن المقدمةعلى هنا جار معناه فإن الخامسة المسألة من الرابع القسمأيضا تبين قد آخر نظر ذلك فإن حظه أسقط إذا إال استقامة

أن المصلحة بهم تعلقت من فعلى عامة المصلحة كانت وإنبمصالحه يقوموا

367 مفسدة فى يوقعهم وال مصالحهم بأصل يخل ال وجه علىيقال أن إما أنه وذلك عليها تزيد أو المصلحة تلك تساوي

بما أو غيرك يعم وما يخصك بما القيام من لك بد ال للمكلفقد فإنا اليصح واألول فقط غيرك يعم بما أو فقط يخصك

فليس التكليف تسقط مشقة فيه مما أو يطاق ال مما فرضناهالمصلحة ألن يصح ال أيضا والثانى أصال معا بهما بمكلف

إذا إال هذا قبل تقدم كما الخاصة المصلحة على مقدمة العامةبما إال يكلف ال فإنه نفسه فى مفسدة بها المكلف على دخل

الغير قيام هنا أمكن وقد المسألة فى تنازع على يخصهالمصلحة تقديم لزم وإال عليهم واجب فذلك الخاصة بمصلحته

بما باطل وهو ضرورة غير من بإطالق العامة على الخاصة

Page 249: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

المكلف هذا على تعين عليهم وجب وإذا األدلة من تقدماألقسام من الثالث وهو العامة بالمصلحة القيام إلى التجرد

على متعين الثالث القسم هذا أن تقرر إذا فصل المفروضةفى فالشرط بمصالحه الغير يقوم أن على به كلف من

يلحقه وال بمصالحهم تخل ال جهة من يقع أن بمصالحه قيامهمإذ الصالح السلف زمان فى ذلك تعين وقد ضرر أيضا فيها

المسلمين لمصالح مرصدا يكون ما األموال فى الشرع جعلاتفقت كيف المصالح لمطلق إال معينة لجهة حق فيه يكون ال

ذلك الملكف هذا مصلحة إلقامة فيتعين المال بيت مال وهوبعينه الوجه

368 الوجوه هذه بمثل مخصوصا األوقاف من كان ما به ويلحقعلى ضرر فيه يكون وال الجانبين من بالمصالح القيام فيحصللكان الوجه ذلك غير على فرض لو إذ الطرفين أهل من واحد

مضرة أما لهم المقوم على وضرر القائم على ضرر فيهفى تعيينوا إذا القائمين من المنة لحاق جهة فمن القائماآلخذون العقول أرباب يأباها والمنن المصالح بأعيان القيام

مواضع فى المعنى هذا الشارع اعتبر وقد العادات بمحاسنوقالت القبول وانعقادها الهبة صحة فى شرطوا ولذلك كثيرة

قبوله يلزمه لم للطهارة الماء لعادم الماء وهب إذا جماعةالذين أيها يا تعالى قوله وأصله ذلك غير إلى التيمم له وجاز

جملة من المن فجعل واألذى بالمن صدقاتكم تبطلوا ال آمنواإيذاء من المن فى لما إال ذاك وما الصدقة أجر يبطل ما

ما كل فى الجملة على موجود المعنى وهذا عليه المتصدقالظنون من يلحقه ما ثان ووجه وجه هذا الباب هذا من فرض

لم ولذلك المعين من القبول عند الالحقة والتهمة المتطرقةالخصمين من يأخذوا أن الحكام لسائر وال للقاضى بإتفاق يجز

قبول وامتنع بينهما الخصومة فصل على أجرة أحدهما من أوالغلول من والسالم الصالة عليه وجعلها للعمال الناس هدايا

جهة فمن الدافع مضرة وأما الذنوب كبائر من كبيرة هو الذى

Page 250: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فى ذلك له يتيسر وقد التعيين عند بالوظائف القيام كلفةشخص إلى وبالنسبة حال دون حال فى أو وقت دون وقت

بالنسبة تصير وألنها إليه يرجع ذلك فى ضابط وال شخص دونإذا مشروع أصل لها ليس التى الجزية أخية لها المتكلف إلى

يلحق ما إلى هذا األموال على أو الرقاب على موظفة كانتالمكلف ذلك طلب التى المصلحة أصل مضادة من ذلك فى

فى المبالغ لجهة الميل إلى ذريعة الترتيب هذا كان إذ بإقامتهاوإحقاق الحق إبطال فى سببا فيكون بالمصلحة القيام

فى جاء األول الوجه وألجل المصلحة ضد وذلك الباطلأجر من عليه أسألكم وما تعالى قوله فى ذلك نفي القرآن

سألتكم ما قل369 عليه أسألكم ما قل الله على إال أجرى إن لكم فهو أجر من

المعنى هذا في ما سائر إلى المتكلفين من أنا وما أجر مناألجرة أخذ من المنع على العلماء إجماع اآلخرعلل وبالوجه

هذا فصل أعلم والله الظهور غاية في كله وهذا الخصمين منضرر لحقه بها قام إذا العامة المصلحة كانت إذا فيما كله

المفسدة كانت فإن غيره بها يقوم أن يصح دنيوية ومفسدةمسألة فهي غيره بها يقوم أن يمكن ال دنيوية له الالحقة

قاعدة ولكن مر كما خالف فيها فيجرى أشبهها وما الترسهذا بمثل يكلف ال بأنه شاهدة يطاق ال بما التكليف منع

بالتكليف شاهدة الخاصة على العامة المصلحة تقديم وقاعدةفيه تناقض وال جهتين من المكلف هذا على فيتواردان به

النوع هذا في فرض وإن الخالف الموضع احتمل ذلك فألجلويدل العامة المصلحة جانب يترجح فقد الحظوظ إسقاط

هذا فمثل ذكرها المتقدم اإليثار قاعدة أحدهما أمران عليهفي اإليثار خصوص في جاء ما والثاني حكمها تحت داخلوقوله بنفسه الله رسول على تتريسه في طلحة أبي قصة

ووقايته نحرك دون نحري370 غيره النبي وإيثار الله رسول ذلك ينكر ولم يده شلت حتى له

Page 251: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

يكون حتى الناس دون العدو للقاء مبادرته في نفسه علىالغير عن المشقات أعظم تحمل إلى راجع إيثار فهو به متقىكان ألنه ظاهر بنفسه مبادرته في هنا المصلحة عموم ووجه

بنفسه وقى كان أنه طلحة أبي قصة وفي للمسلمين كالجنةفتعم عدمه وأما النبي وهو وأهله الدين مصالح بقاؤه يعم من

النوري الحسن أبو مال النحو هذا وإلى وأهله الدين مفسدتهفي ساعة بحياة أصحابي أوثر وقال السياف إلى تقدم حينعينا الالزمة كالعبادات آخروية كانت وإن المشهورة القصةفي دخوله يكون أن يخلو فال عينا اجتنابها الالزم والنواهي

والنواهي الدينية الواجبات بهذه مخال المصلحة بهذه القيامكان إذا فيها الدخول يسع لم بها أخل فإن ال أو قطعا الدينيةعلى مقدمة الدينية المصالح ألن تقصير غير عن بها اإلخالل

ألن واقعا القسم هذا أظن وال اإلطالق على الدنيوية المصالحفي التزاحم هذا ومثل مرفوع يطاق ال ما وتكليف الحرج

بحيث ما نقصا أورثها لكنه بها يخل لم وإن واقع غير العاداتتعارض وال المندوبات جهة من فهذا ال كما خالفه يعد

العام الشغل ذلك في كالخطرات الواجبات المندوبات371 فيها وينظر بقلبه فيها يحكم حتى وتعارضه قلبه على تخطر

عنه الله رضي الخطاب بن عمر عن نقل وقد الغلبة بحكمقوله هذا نحو ومن الصالة في وهو الجيش تجهيز من هذا نحو

لم وإن الحديث الصبي بكاء ألسمع إني والسالم الصالة عليهمحل يحل فإنه متوقع ذلك ولكن بعد نقصا أورثها وال بها يخلقبيل من ذلك يعد فهل تطرقه وعوارض عليه تدخل مفاسدخوفا الناس يعتزل كالعالم ال أم الدين في الواقعة المفسدةالوالي أو السلطان وكذلك الرياسة وحب والعجب الرياء من

عن قعد إذا والمجاهد الوظائف تلك إلقامة يصلح الذي العدلذلك وكان المحمدة أو به الدنيا طلب قصده من خوفا الجهاد

هنا فالقول العامة المصلحة بهذه اإلخالل إلى مؤديا التركألبتة الخلق مصالح لتعطيل سبيل ال ألنه أولى العموم بتقديم

Page 252: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

هذا فرضنا وقد بذلك إال تحصل ال والدنيا الدين إقامة فإنيدخله ال وجه على بها القيام إال يمكن فال بها مطالبا الخائف

للفتن والتعرض عليه يشق ما أو يطيقه ال ما تكليف فيفي سيما ال خاصة النفس هوى اتباع إلى راجع والمعاصي

في األفعال يزاحم ال والترك ترك مجرد ألنها المنهياتينحل فال يسير وهو الواجب منها يلزمه إنما واألفعال تحصيله

القيام على يقدر ال كان وإن لنفسه االحتياط رباط عنقه عنفال عليه تعين قد أمر ألنه بعذر فليس المعصية مع إال بذلك

أنه كما المشقات من ليس إذ الهوى متابعة مجرد عنه يرفعهوجبت إذا

372 عليه وجوبها يرفع فال الزكاة أو عينا الجهاد أو الصالة عليهبل به يقع أنه فرض وإن ذلك أشبه وما والعجب الرياء خوفأنه علم وقد هذا كيف قيل فإن الجميع في نفسه بجهاد يؤمر

فالوجه الهلكة في لنفسه كالمتسبب فصار ذلك من يسلم الكان لو أنه فالجواب هالكه فيه فيما دخوله إلى له سبيل ال أنه

مما مثله في لجاز العام بذلك القيام عليه تعين وقد كذلكإذا يقال قد نعم بإتفاق باطل وذلك الواجبات من عليه تعينتعد أو غضب أو ظلم من أخرى معصية فيه دخوله في كانعدم جهة من لعزله سبب فهو المسألة عن خارج أمر فهذا

بسبب عنه ساقطا كان قد أنه جهة من ال الطارئة عدالتهعدالته أسقطت مخالفة في وقع أنه هذا حاصل وإنما الخوف

عدم أن فرض إن وأما الحال تلك على وهو إقامته تصح فلميقوم ممن مثال غيره لوجود العامة بالمصلحة يخل ال إقامته

وقد العارض من السالمة جانب يرجح قد نظر موضع فهو بهاوجوده يكون من بين يفرق وقد العامة المصلحة جانب يرجح

إقامة في قوة له من وبين طلب عليه ينحتم فال سواء وعدمهفينحتم أيضا غناء لغيره كان وإن لغيره ليس وغناء المصلحة

المصلحة بين التوازن ذلك في والضابط الطلب يترجح أوإشكال محل كان استويا وإن غلب منها رجح فما والمفسدة

Page 253: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بمفسدة المناسبة انخرام مسألة من قائم العلماء بين وخالفيلغي مما المفسدة تكون وقد فصل مساوية أو راجحة تلزم

على يتفق أن ينبغي مما وهو المصلحة عظم جانب في مثلهافي عياض حكى واقع مثال ولذلك عليها المصلحة ترجيح

بكر أبي إلى بعث الديلمي خسرو فنا الدولة عضد أن المداركلمناظرة مجلسه ليحضرا الطيب ابن والقاضي مجاهد ابن

وبعض مجاهد ابن الشيخ قال إليهما كتابه وصل فلما المعتزلةالديلم ألن فسقة كفر قوم هؤالء أصحابه

373 الملك غرض ولبس بساطهم نطأ أن لنا يحل ال روافض كانواالمحابر أصحاب على مشتمل مجلسه أن يقال أن إال هذا من

الطيب ابن القاضي قال لنهضت لله خالصا كان ولو كلهمإن عصرهم في ومن وفالن المحاسب قال كذا لهم فقلت

حنبل بن أحمد ساق حتى مجلسه يحضر ال فاسق المأمونعن لكفوه ناظروه ولو عرف ما عليه وجرى طرسوس إلى

الشيخ أيها أيضا وأنت بالحجة عليه هم ما له وتبين األمر هذاأحمد على جرى ما الفقهاء على يجرى حتى سبيلهم تسلكتخرج لم إن خارج أنا وها الرؤية ونفي القرآن بخلق ويقولواالحكاية آخر إلى فاخرج لهذا صدرك الله شرح إذ الشيخ فقال

من يقع ما فيه المصلحة جانب في يلغي اتفق إذا هذا فمثلأنواع من نوع وهو اعتبار لها يكون فال المفاسد جزئياتوالفساد باإلخالل الكلي على اعتبارها يعود التي الجزئيات

المسألة لله والحمد الكتاب هذا أوائل في بيانه مر وقدفي فللمكلف فيها المصلحة قصد علم إذا التكاليف الثامنة

من فهم ما بها يقصد أن أحدها أحوال ثالثة تحتها الدخولأن ينبغي ولكن فيه إشكال ال فهذا شرعها في الشارع مقصد

من جاءت إنما العباد مصالح ألن التعبد قصد من يخليه الوإنما موضعه في تقرر حسبما بعقلية ليست إذ التعبد طريق

التحقق في أمكن صار اعتبر فإذا التعبد لمقصود تابعة هيفهم ممن فكم للمكلف العاديات أخذ عن وأبعد بالعبودية

Page 254: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وهي بها اآلمر أمر عن فغاب غيرها على يلو فلم المصلحةوأيضا التعبد يهمل لم إذا ما بخالف كثيرة خيرات تفوت غفلةدليل إال ظهر فيما انحصارها على دليل يقوم ال المصالح فإن

إذ النصي العلة مسلك في نظر إذا أقله وما الحصر على ناصالشارع كالم في يقل

374 لم فإذا الحكم لهذه إال الحكم هذا أشرع لم مثال يقول أنتلك قصد كان يطرد ولم ما موضع في ثبت أو الحصر يثبت

الحكم شرع من أيضا مقصود هو ما أسقط ربما الحكمةأن عسى ما بها يقصد أن والثانى غيره كمال عن فنقصأكمل وهذا عليه يطلع لم أو عليه اطلع مما الشارع يقصده

في إليه والقصد التعبد إلى النظر فاته ربما أنه إال األول منثم كذا لمصلحة شرع العمل هذا أن يعلم الذي فإن التعبد

عن غافال للمصلحة قاصدا العمل يعمل فقد القصد لذلك عملوالعامل أمر ورود غير من عملها من فيشبه فيها األمر امتثاليستفزه وقد التعبد قصد فيفوت عادي عمله الوجه هذا على

أو المخلوق إلى التقرب قصد عليه فيدخل الشيطان فيهالمقاصد من ذلك غير أو الدنيا من شيء نيل أو عنده الوجاهة

أجره يكمل فال حظه لمجرد هنالك يعمل وقد باألجر المرديةاألمر امتثال مجرد يقصد أن والثالث التعبد يقصد من كمالكونه أما وأسلم أكمل فهذا يفهم لم أو المصلحة قصد فهم

يعتبر لم إذ ملبيا ومملوكا مؤتمرا عبدا نفسه نصب فألنه أكملالعلم وكل فقد األمر امتثل لما فإنه وأيضا األمر مجرد إال

ليقصر يكن ولم وتفصيال جملة بها العالم إلى بالمصلحةكل تعالى الله علم وقد بعض دون المصالح بعض على العمللم التي تلبيته في مؤتمرا فصار العمل هذا عن تنشأ مصلحة

العامل فألن أسلم كونه وأما بعض دون المصالح بعض يقيدهاالخدمة مركز على واقف العبودية بمقتضى عامل باالمتثال

عليه يدخل ال بل التعبد قصد رده الله غير قصد له عرض فإن375 يقدر وال شيئا يملك ال مملوك عبد أنه على عمل إذا األكثر في

Page 255: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عد قد فإنه المصالح جلب على عمل إذا ما بخالف شيء علىواسطة كان وإن ومصالحهم العباد بين واسطة هنالك نفسهفتقوم المشاركة اعتقاد من شيء داخله فربما أيضا لنفسه

بمقتضى جهته من ممحو هنا حظه فإن وأيضا نفسه لذلكإلى طريق الحظوظ على والعمل والنهي األمر تحت وقوفه

منها البراءة إلى طريق إسقاطها على والعمل الدواخل دخولالتاسعة المسألة التوفيق وبالله األحكام كتاب في بسط ولهذاحال على للمكلف فيه خيرة فال الله حقوق من كان ما كل

أما الخيرة فيه فله نفسه في العبد حق من كان ما وأماترجع وال ساقطة غير أنها على فالدالئل تعالى الله حقوق

موارد في التام االستقراء وأعالها كثيرة المكلف الختياروالزكاة والصالة أنواعها على كالطهارة ومصادرها الشريعة

الذي المنكر عن والنهي بالمعروف واألمر والحج والصيامواألكل والمعامالت الكفارات من بذلك يتعلق وما الجهاد أعاله

ثبت التي والعادات العبادات من ذلك وغير واللباس والشربالجنايات وكذلك العباد من الغير حق أو تعالى الله حق فيها

فيها الله حق إسقاط يصح ال جميعها الوزان هذا على كلهاطهارة أي للصالة طهارة يسقط أن في أحد طمع فلو ألبتة

أو صوما أو زكاة أو المفروضات الصلوات من صالة أو كانتحتى أبدا بها مطلوبا وبقي ذلك له يكن لم ذلك غير أو حجا

مثال حى مأكول استحالل حاول لو وكذلك عهدتها عن يتقصىحرم ما إباحة أو ذكاة غير من

376 الربا أو صداق أو ولى بغير نكاح استحالل أو ذلك من الشارعأو الخمر أو الزنى حد إسقاط أو الفاسدة البيوع سائر أو

عليه الدعوى بمجرد الغير على واألداء بالغرم األخذ أو الحرابةمجموع في جدا ظاهر وهو منه شيء يصح لم ذلك وأشباه

لم العبد وحق الله حق بين دائرا الحكم كان إذا حتى الشريعةفألجل الله حق إسقاط إلى أدى إذا حقه إسقاط للعبد يصح

في له ثابت العبد حق إن مثال يقال بأن هذا يعترض ال ذلك

Page 256: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أسقط فإذا يده فى ماله وبقاء وعقله جسمه وكمال حياتهأوال له ذلك بجواز يقال أن فإما عليه الغير يد سلط بأن ذلك

فإذا حقه ألنه أصلت لما نقضا كان الفقه وهو ال قلت فإنيقتضى والفقه اسقاطه فى مخير أنه تقدم ما اقتضى أسقطه

أن ألحد ليس إذ الشرع خالفت نعم قلت وإن ذلك له ليس أنماله من ماال وال أعضائه من عضوا يفوت أن وال نفسه يقتل

ثم رحيما بكم كان الله إن أنفسكم تقتلوا وال تعالى قال فقدجاء وقد اآلية بالباطل بينكم أموالكم تأكلوا ال وقال عليه توعد

فيه لما الخمر شرب وحرم نفسه قتل فيمن الشديد الوعيدوحجر جملة بتفويته ظنك فما برهة العقل مصلحة تفويت منالمال إضاعة عن والسالم الصالة عليه ونهى المال مبذر علىله تكون أن يلزم ال للعبد حق هو ما أن على دليل كله فهذا

العقول وكمال النفوس إحياء بأن نجيب ألنا الخيرة فيهالعباد حقوق من ال العباد فى تعالى الله حق من واألجسام

فإذا ذلك على الدليل هو اختيارهم إلى يجعل لم ذلك وكونبه الذى وعقله وجسمه حياته عبد على تعالى الله أكمل

للعبد يصح فال به كلف بما القيام من به طلب ما يحصلغير من ذلك من بشىء المكلف يبتلى أن إال اللهم إسقاطه

من عضو أو عقله أو نفسه ذلك بسبب وفات تسببه وال كسبهرفعه يمكن ال وقع ما إذ إذ العبد حق يتمحض فهنالك أعضائهفى مستوفى حقا صار قد ألنه عليه تعدى فيمن الخيرة فله

تركه شاء وإن استوفاه شاء فإن الديون من كدين الغيرصبر ولمن تعالى الله قال الكلي على إبقاء األولى هو وتركه

وغفر377 على فأجره وأصلح عفا فمن وقال األمور عزم لمن ذلك إن

المجني فات لما جبر هى إنما والدية القصاص أن وذلك اللهوال فات قد الله حق فإن جسده أو نفسه مصالح من عليه

كان إذا كاألمراض رفعه يمكن مما وقع ما وكذلك له جبرتفصيل على واجب غير عنك الظالم ودفع واجب غير التطبب

Page 257: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

ذلك على فجار المال وأما الفقهيات فى مذكور ذلك فىقال وقد إسقاطه فله للعبد الحق تعين إذا فإنه األسلوب

تصدقوا وأن ميسرة إلى فنظرة عسرة ذو كان وإن تعالىفأراد يده فى كان إذا ما بخالف تعلمون كنتم إن لكم خير

فال الشارع يبيحه شرعي مقصد غير فى وإتالفه فيه التصرفوتحليل الحالل تحريم وأما الباب هذا من كان ما سائر وكذلك

مبتدأ تشريع ألنه تعالى الله حق فمن أشبهه وما الحرامإذ تحكم فيها لهم فليس العباد ألزمها شرعية كلية وإنشاء

مجرد فهو تحرم أو به تحلل تقبيح وال تحسين للعقول ليسخيرة فيه ألحد يكن لم فلذلك نصيب الله لغير ليس فيما تعدتعلق من فيه بد ال للعبد حق كل أن أيضا تقدم فقد قيل فإن

حق لله وفيه إال العباد حقوق من شىء فال به الله حقحق التقرير هذا بعد يبقى فال اسقاطه للعبد ليس أن فيقتضى

إال يبق ولم ذاهب إذا العبد فقسم مخيرا فيه العبد يكون واحدألن المنقسم هو الواحد القسم هذا أن فالجواب واحد قسم

ال له ذلك الشرع بإثبات له حقا كونه ثبت إنما للعبد حق هو ماوقد األصل بحكم لذلك مستحقا بكونه

378 كذلك كان وإذا الكتاب هذا فى مبسوطا المعنى هذا تقدمفال صرفا لله هو ما فأما حق ولله حق للعبد ثبت هنا فمن

حيث من اإلختيار فيه فللعبد للعبد هو ما وأما للعبد فيه مقالبما ظهر وقد باإلختيار مستقل أنه جه من ال ذلك له الله جعل

من ويكفيك الجملة على حقه هو فيما العبد تخيير آنفا تقدموالمشروبات المأكوالت من المتناوالت أنواع فى اختياره ذلكالبيوع أنواع وفي له حالل هو مما وغيرها والملبوسات

اإلعتياض وله إسقاطها فله بالحقوق والمطالبات والمعامالتتصرفه كان إذا عليه حجر غير من بيده فيما والتصرف منها

فهم فى كله الشأن وإنما العادات محاسن من ألف ما علىتقدمت وقد للعباد حق هو وما لله حق هو ما بين الفرق

لله والحمد الكتاب هذا من الثالث النوع آخر فى إليه اإلشارة

Page 258: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أو الظاهر فى مشروع سائغ بوجه التحيل العاشرة المسألةال بحيث آخر حكم إلى قلبه أو حكم إسقاط على سائغ غير

بها ليتوصل فتفعل الواسطة تلك مع إال ينقلب ال أو يسقطفكأن له تشرع لم بكونها العلم مع المقصود الغرض ذلك إلى

التحيل379 بعضها األفعال أحكام قلب إحداهما مقدمتين على مشتمل

بها المقصود األفعال جعل واألخرى األمر ظاهر فى بعض إلىيصح هل األحكام تلك قلب إلى وسائل معان الشرع فى

يجب محل وهو ال أم وفقه على والعمل إليه القصد شرعاشرح من بد ال عدمها أو الصحة فى النظر وقبل به اإلعتناء

إما أشياء وحرم أشياء أوجب تعالى الله أن وذلك اإلحتيال هذاالصالة أوجب كما سبب على ترتيب وال قيد غير من مطلقا

ونحوها والقتل والربا الزنى وحرم ذلك وأشباه والحج والصيامكذلك أخر وحرم أسباب على مرتبة أشياء أيضا وأوجب

للشريك والشفعة بالنذور والوفاء والكفارات الزكاة كإيجابوما المسروق أو بالمغصوب واإلنتفاع المطلقة وكتحريم

عن الوجوب ذلك إسقاط فى المكلف تسبب فإذا ذلك أشبهالتسبب وجوه من بوجه عليه المحرم ذلك إباحة فى أو نفسه

المحرم أو الظاهر فى واجب غير الواجب ذلك يصير حتىلو كما وتحيال حيلة يسمى التسبب فهذا أيضا الظاهر فى حالال

فأراد أربعا عليه تجب فإنها الحضر فى عليه الصالة وقت دخلمسبت دواء أو خمر بشرب كلها إسقاطها فى يتسبب أن

قصرها أو عليه كالمغمى لعقله فاقد وهو وقتها يخرج حتىرمضان شهر أظله من وكذلك الصالة ليقصر سفرا فأنشأ

أتلفه أو فوهبه به الحج على يقدر مال له كان أو ليأكل فسافرأراد لو وكما الحج عليه يجب ال كي اإلتالف وجوه من بوجه

عليه فقضى ماتت أنها وزعم فغصبها الغير جارية وطءبكر تزويج على زور شهود أقام أو بذلك فوطئها بقيمتها

عشرة بيع أراد أو وطئها ثم بذلك الحاكم فقضى برضاها

Page 259: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

باع ثم لثوب ثمنا العشرة فجعل أجل إلى بعشرين نقدا دراهمفالن قتل أراد أو أجل إلى بعشرين األول البائع من الثوب

البئر وحفر الرمح كإشراع مجهزا سببا طريقه فى له فوضعالزكاة وجوب من وكالفرار ذلك ونحو

380 وهكذا مجتمعه تفريق أو متفرقه جمع أو إتالفه أو المال بهبةجار ومثله الواجب وإسقاط الحرام تحليل فى األمثلة سائر

الضرة أو الزوج جارية ترضع كالزوجة الحالل تحريم فىقالب فى للوارث كالوصية يثبت ال حق إثبات أو عليه لتحرم

األحكام قلب على تحيل فهو الجملة وعلى بالدين اإلقرارفى لغو الظاهر صحيح بفعل أخر أحكام إلى شرعا الثابتة

خطاب من أو التكليف خطاب من األحكام كانت الباطنبالمعنى الدين فى الحيل عشرة الحادية المسألة الوضع

ال ما ذلك على والدليل الجملة فى مشروعة غير المذكورمن يفهم خصوصات فى لكن والسنة الكتاب من ينحصر

ما الكتاب فمن القطع على عنها والنهي منعها مجموعهايقول من الناس ومن تعالى قوله فى المنفاقين به الله وصفوشنع وتوعدهم فذمهم اآليات آخر إلى اآلخر وباليوم بالله آمنا

إحرازا اإلسالم كلمة أظهروا أنهم أمرهم وحقيقة عليهمتحت الدخول من الشرع فى له قصد لما ال وأموالهم لدمائهمفى كانوا المعنى وبهذا قلبي وتصديق اختيار على الله طاعة

والذين الله يخادعون إنهم فيهم وقيل النار من االسفل الدركتحيلوا ألنهم مستهزئون نحن إنما أنفسهم عن وقالوا آمنوا

فى تعالى وقال الفاسدة أغراضهم إلى وأهله الدين بمالبسةبالله يؤمن وال الناس رئاء ماله ينفق كالذي بأعمالهم المرائين

وقال اآلية تراب عليه صفوان كمثل فمثله اآلخر واليوم381 باليوم وال بالله يؤمنون وال الناس رئاء أموالهم ينفقون والذين

وتوعد فذم قليال إال الله يذكرون وال الناس يراؤن وقال اآلخرتعالى وقال إليه بها يتوصل دنيوي لقصد للطاعة إظهار ألنه

إلى اآلية الجنة أصحاب بلونا كما بلوناهم إنا الجنة أصحاب فى

Page 260: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حق إمساك على احتالوا لما كالصريم فأصبحت قولهالله عذبهم إتيانهم وقت غير فى الصرام قصد بأن المساكينفى منكم اعتدوا الذين علمتم ولقد وقال مالهم بإهالك تعالى

السبت في لالصطياد احتالوا ألنهم وأشباهها اآلية السبتالنساء طلقتم وإذا تعالى وقال غيره فى االصطياد بصورة

وال بمعروف سرحوهن أو بمعروف فأمسكوهن أجلهن فبلغنهزوا الله آيات تتخذوا وال قوله إلى ضرارا تمسكوهن

يقصد المرأة يرتجع أن الرجل على حرم الله بأن وفسرتانقضاء تشارف حتى يمهلها ثم يطلقها بأن مضارتها بذلكالعدة انقضاء تشارف حتى يطلقها ثم يرتجعها ثم العدة

382 جاء وقد بها اإلضرار سوى فيها له لغرض يرتجعها ال وهكذاأرادوا أن ذلك فى بردهن أحق وبعولتهن تعالى قوله فى

أول فى كان الطالق إن مرتان الطالق قوله إلى إصالحاأن قبل المرأة يرتجع الرجل فكان عدد غير إلى اإلسالم

فنزلت قصد كذلك يرتجعها ثم يطلقها ثم عدتها تنقضىمما تأخذوا أن لكم يحل وال ذلك مع ونزل مرتان الطالق

منه تفتدى حتى المرأة يضار كان فيمن اآلية شيئا آتيتموهنألجله الحكم ذلك يشرع لم غرض بلوغ على حيل كلها وهذهيعنى مضار غير دين أو بها يوصى وصية بعد من تعالى وقال

احتياال لوارث يوصى أو الثلث من بأكثر يوصى بأن بالورثةإسرافا تأكلوها وال تعالى وقال الورثة بعض حرمان على

ما ببعض لتذهبوا تعضلوهن وال تعالى وقوله يكبروا أن وبداراومن المعنى هذا فى اآليات من ذلك غير إلى اآلية آتيتموهن

وال متفرق بين يجمع ال والسالم الصالة عليه قوله األحاديثاإلحتيال عن نهي فهذا الصدقة خشية مجتمع بين يفرق

اليهود ارتكبت ما ترتكبوا ال وقال تقليله أو الواجب إلسقاطأدخل من وقال الحيل بأدنى الله محارم يستحلون والنصارى

قاتل وقال قمار فهو تسبق أن أمن وقد فرسين بين فرسافجملوها الشحوم عليهم حرمت اليهود الله

Page 261: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

383 الخمر أمتى من ناس ليشربن وقال أثمانها وأكلوا وباعوهابالمعازف رؤوسهم على يعزف اسمها بغير يسمونها

القردة منهم ويجعل األرض بهم الله يخسف والمغنياتعلى يأتى ومرفوعا عباس ابن على موقوفا ويروى والخنازير

أشياء بخمسة أشياء خمسة فيه يستحل زمان الناسوالقتل بالهدية والسحت بها يسمونها بأسماء الخمر يستحلون

الناس ضن إذا وقال بالبيع والربا بالنكاح والزنى بالرهبةوتركوا البقر أذناب واتبعوا بالعينة وتبايعوا والدرهم بالدينار

حتى يرفعه فال بالء بهم الله أنزل الله سبيل فى الجهادلعن وقال له والمحلل المحلل الله لعن وقال دينهم يراجعواإذا فقال المديان هدية عن ونهى والمرتشي الراشي الله

أقرض384 وال يركبها فال الدابة على حمله أو إليه فأهدى قرضا أحدكم

ال القاتل وقال ذلك قبل وبينه بينه جرى يكون أن إال يقبلهاوقالت والسلف البيع عن ونهى غلوال األمراء هدايا وجعل يرث

الله رسول مع جهاده أبطل قد أنه أرقم بن زيد أبلغنى عائشةعلى دائرة كلها كثيرة المعنى هذا فى واألحاديث يتب لم إن

األمة عامة وعليه جائز غير ظاهرا األحكام قلب فى التحيل أنوالتابعين الصحابة من

385 لمصالح شرعت األحكام أن ثبت لما عشرة الثانية المسألةفيها الشارع مقصود ألنه بذلك معتبرة األعمال كانت العباد

أصل على وباطنه ظاهره فى األمر كان فإذا تبين كماوالمصلحة موافقا الظاهر كان وإن إشكال فال المشروعية

األعمال ألن مشروع وغير صحيح غير فالفعل مخالفةأخر أمور بها قصد وإنما ألنفسها مقصودة ليست الشرعيةعمل فالذى ألجلها شرعت التى المصالح وهى معانيها هى

المشروعات وضع على فليس الوضع هذا غير على ذلك منمن وغيرهما والصالة بالشهادتين النطق أن نعلم فنحنإليه والرجوع الله إلى بها للتقرب شرعت إنما العبادات

Page 262: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فى للجوارح القلب ومطابقة واإلجالل بالتعظيم وإفرادهمن حظ نيل قصد على بذلك عمل فإذا واإلنقياد الطاعة

قاصدا بالشهادتين كالناطق نفع أو دفع من الدنيا حظوظليحمد الناس رئاء المصلى أو ذلك لغير ال وماله دمه إلحرازمن ليس العمل فهذا الدنيا فى رتبة به ينال أو ذلك على

تحصل لم ألجلها شرع التى المصلحة ألن شىء فى المشروعالزكاة فى نقول هذا وعلى المصلحة تلك ضد به المقصود بل

ومصلحة الشح رذيلة رفع بمشروعيتها المقصود إن مثالوهب فمن للتلف المعرضه النفوس وإحياء المساكين إرفاق

كان إذا ثم عليه الزكاة وجوب من هروبا ماله الحول آخر فىلوصف تقوية العمل فهذا استوهبه ذلك قبل أو آخر حول في

أن فمعلوم المساكين إرفاق لمصلحة ورفع له وإمداد الشحألن إليها الشرع ندب التى الهبة هى ليست الهبة هذه صورةأو كان غنيا عليه وتوسيع له للموهوب وإحسان إرفاق الهبة

فقيرا386 ولو ذلك من الضد على الهبة وهذه وموآلفته لمودته وجلب

موافقا ذلك لكان الحقيقي التمليك من المشروع على كانتهروبا يكن فلم الشح لرذيلة ورفعا والتوسعة اإلرفاق لمصلحة

العمل فى المشروع القصد كان كيف فتأمل الزكاة أداء عنللقصد هادم الشرعي غير والقصد شرعيا قصدا يهدم ال

يقيما ال أن من هربا للزوجة شرعت الفدية أن ومثله الشرعيمن عصمتها تشتري أن للمرأة فأبيح زوجيتهما فى الله حدود

المحظور فى الوقوع من خوفا منها نفس طيب عن الزوجوهو زوجها وبين بينها الحال لصالح طلبا مالها بذلت فهذه

ال للمصلحة مطابق شرعي مقصد وهو بإحسان التسريحهو عمل فقد منه لتفتدي بها أضر فإذا ماال وال حاال فيه فساد

على القدرة مع موجب لغير بها أضر حين المشروع بغيرإذا التسريح يكن فلم إضرار غير من الفراق إلى الوصول

حدود يقيما ال أن من خوفا وال بإحسان تسريحا بالفداء طلبته

Page 263: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اإلضطرار جهة من لها جائزا كان وإن مضطر فداء ألنه اللهغير على وضع إذ له جائز غير وصار اإلضرار من والخروج

على تشتمل الشريعة أحكام إن نقول وكذلك المشروعمسألة كل فى جزئية مصلحة وعلى الجملة فى كلية مصلحة

فى لحكم دليل كل عنها يعرب فما الجزئية أما الخصوص علىمعين قانون تحت مكلف كل يكون أن فهى الكلية وأما خاصتهفال واعتقاداته وأقواله حركاته جميع فى الشرع تكاليف من

بلجام يرتاض حتى بهواها تعمل المسيبة كالبهيمة يكونكل فى المكلف صار فإذا تقدم فيما هذا بيان مر وقد الشرع

فيها وافق قول وكل المذاهب رخص يتبع له عنت مسألة387 ما ونقض الهوى فىمتابعة وتمادى التقوى ربقة خلع فقد هواه

فإذا فصل كثيرة ذلك وأمثال قدمه ما وأخر الشارع أبرمههدم ما عنها والنهي وذمها إبطالها تقدم التى فالحيل لهذا ثبت

ال الحيلة أن فرضنا فإن شرعية مصلحة وناقض شرعيا أصالبإعتبارها الشرع شهد مصلحة تناقض وال شرعيا أصال تهدم

أنها إلى فيها األمر ومرجع باطلة هى وال النهي فى داخلة فغيرالمنافقين كحيل بطالنه فى خالف ال أحدها أقسام ثالثة على

الكفر بكلمة كالنطق جوازه فى خالف ال والثانى والمرائينبالقصد الدم إحراز فى بها التحيل نسبة فإن عليها إكراها

اإلسالم بكلمة التحيل كنسبة لمقتضاها اعتقاد غير من األولفيه مأذون هذا أن إال كذلك األول بالقصد الدم إحراز فى

وال الدنيا في ال بإطالق فيها مفسدة ال دنيوية مصلحة لكونهمفسدة لكونه فيه مأذون غير فإنه األول بخالف اآلخرة فى

فى مقدمة األخروية والمفاسد والمصالح بإطالق أخرويةيصح ال إذ بإتفاق الدنيوية والمفاسد المصالح على اإلعتبار

يخل ما أن فمعلوم اآلخرة بمصالح تخل دنيوية مصلحة اعتبارومن باطال فكان الشارع لمقصود موافق غير اآلخرة بمصالح

يجرى ما سائر وهكذا جاء ما وأهله النفاق ذم فى جاء هناالقطع مبلغ بالغ القسمين وكال مجراه

Page 264: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

388 اضطربت وفيه والغموض اإلشكال محل فهو الثالث وأماقطعي واضح بدليل فيه يتبين لم أنه جهة من النظار أنظارمقصد للشارع فيه تبين وال الثانى أو األول بالقسم لحاقه

التي مصلحة خالف على أنه ظهر وال له مقصود أنه على يتفقفصار فيه المفروضة المسألة بحسب الشريعة لها وضعت

بأنه المتنازعين من شهادة فيه متنازعا الوجه هذا القسم هذاممنوع فالتحيل مخالف أو جائز فالتحيل للمصلحة مخالف غير

مقر المسائل بعض فى التحيل أجاز من إن يقال أن يصح والعلى بناء أجازه إنما بل الشارع قصد ذلك فى خالف بأنه

الذى الجائز التحيل بقسم الحقة مسألته وأن قصده تحريأو علما صراحا الشارع مصادمة ألن إليه الشارع قصد علم

الهدى أئمة عن فضال المسلمين عوام من تصدر ال ظناعلى بناء منع إنما المانع أن كما بهم الله نفعنا الدين وعلماء

من األحكام فى وضع ولما الشارع لقصد مخالف ذلك أنلتظهر األمثلة ببعض الجملة هذه بيان من بد وال المصالح

إلى تحيل فإنه المحلل نكاح ذلك فمن التوفيق وبالله صحتهاالظاهر فى توافق بحيلة األول مطلقها إلى الزوجة رجوع

حتى بعد من له تحل فال طلقها فإن وتعالى تبارك الله قولرجوعها فكان المحلل هذا المرأة نكحت فقد غيره زوجا تنكحمفهمة الشارع ونصوص موافقا الثانى تطليق بعد األول إلى

الشرعية المقاصد فهم منه يتلقى ما أول هى بل لمقاصدهويذوق عسيلته تذوقى حتى ال والسالم الصالة عليه وقولهالعسيلة ذوق الثاني النكاح فى المقصود أن ظاهر عسيلتك

في معتبرا التحليل قصد كان ولو المحلل في حصل وقدال حيلة كونه وألن والسالم الصالة عليه لبينه النكاح هذا فساد

لإلكراه الكفر بكلمة كالنطق حيلة كل فى ذلك لزم وإال يمنعهاوكان هذا ثبت فإذا باتفاق الجائز القسم تحت يدخل ما وسائر

الشارع لقصد موافقته صحة على دل للمنقول موافقا389 ظاهرة النكاح هذا فمصلحة المصلحة جهة اعتبرت إذا وكذلك

Page 265: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

في تسببا كان إذ الزوجين بين اإلصالح فيه قصد قد ألنهالقصد فيه يلزم ال النكاح وألن صحيح وجه على بينهما التآلف

الشريعة تأباه الذي التضييق هو هذا ألن المؤبد البقاء إلىالعلماء أجاز وقد النصارى كنكاح وهو الطالق شرع وألجله

بقاء في الرغبة إلى قصد غير من اليمين حل بقصد النكاحله قصد ال بلدة في المسافر نكاح وأجازوا المنكوحة عصمة

يلزم ال وأيضا ذلك غير إلى بها اإلقامة زمان الوطر قضاء إالكل في المصلحة توجد أن لمصلحة الكلية القاعدة شرعت إذا

اليمين حل نكاح في كما تقدم حسبما عينا أفرادها من فردفيهما مالك رأي على طالق فهي فالنة تزوجت إن والقائل

به يستدل ما بعض تقرير هذا ذلك وغير المسافر نكاح وفيالمنع على الدليل تقرير وأما هنا االحتيال بجواز قال منعبد ذكره ما فيه تقرير وأقرب بذكره نطول فال فأظهر

مسائل ذلك ومن فيه النظر فإليك الرسالة شرح في الوهابإلى بدرهمين نقدا درهم بيع إلى التحيل فيها فإن اآلجال بيوعكان وإن نفسه في مقصود منهما واحد كل بعقدين لكن أجللنا أباح قد كان إذا الشارع ألن مانع غير فالثاني ذريعة األول

مخصوصة وجوه على المفاسد ودرء المصالح بجلب االنتفاعفي قادحا كان وإال قادح غير الوجوه تلك المكلف فتحري

ليس األول العقد أن فرض وإذا المشروعة الوجوه جميعمنزلة منزل إذا فاألول الثاني مقصوده وإنما العاقد بمقصود

وهذا وسائل هي حيث من شرعا مقصودة والوسائل الوسائلنحن ما فليجز وسائل هي حيث من الوسائل جازت فإن منهالكنها اإلطالق على الوسائل فلتمنع فيه نحن ما منع وإن فيه

إال يمنع ال هنا فكذلك بدليل إال ممنوعة اإلطالق على ليستوصحة مسالتنا في التسول صحة على يدل ما هنا بل بدليل

في إليه الشارع قصد390 بالدراهم ابتع ثم بالدراهم الجمع بع والسالم الصالة عليه قوله

الجنيب حصول إلى التوسل بالدراهم الجمع ببيع فالقصد جنيبا

Page 266: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حصول بين القصد في فرق وال مباح وجه على لكن بالجمعالصالة عليه النبي يفصل لم إذ وعاقدين واحد عاقد مع ذلك

بالذرائع القول قاعدة على مبني هذا إن القائل وقول والسالميسد ما منها أقسام ثالثة على الذرائع فإن هنا مفيد غير

تعالى الله سب إلى مؤد بأنه العلم مع األصنام كسب باتفاقفإنه الساب أبوي سب إلى مؤديا كان إذا الرجل أبوي وكسبفي األبار وحفر نفسه ألبوي الساب من سبا الحديث في عد

في السم وإلقاء فيها بوقوعهم العلم مع المسلمين طرقال ما ومنها لها المسلمين تناول يعلم التي واألشربة األطعمة

أفضل بطعامه يشتري أن اإلنسان أحب إذا كما باتفاق يسدإلى بالثمن ليتوصل متاعه ببيع فيتحيل جنسه من أدنى أو منهله أبيحت الذي مقصودها فإن التجارات كسائر بل مقصوده

أكثر ليأخذ السلعة في دراهم بذل في التحيل إلى يرجع إنمافلم القسم هذا من ومسألتنا فيه مختلف هو ما ومنها منهامما جملة وهذه فيه باقية والمنازعة بعد حكمه عن نخرج

المسألة في التحيل جواز على االستدالل في يقال أن يمكنفي فطالعها شهيرة واضحة مقررة األخرى الجهة وأدلة

عليه االطالع لقلة الغريب التقرير هذا هنا قصد وإنما مواضعهاكتب إذ أهله كتب من

391 كتب وكذلك المغرب بالد في الوجود كالمعدومة الحنفيةاالستدالل اعتياد أن ومع المذاهب أهل من وغيرهم الشافعية

غير لمذهب وإنكارا نفورا الطالب يكسب ربما واحد لمذهبفي حزازة ذلك فيورث مأخذه على إطالع غير من مذهبه

وتقدمهم فضلهم على الناس أجمع الذين األئمة في اإلعتقادوقد أغراضه وفهم الشارع بمقاصد واضطالعهم الدين في

أشهر من فهما المثالين بهذين ولنكتف كثيرا هذا وجدفيما النظر فيهما النظر على ويقاس الحيل باب في المسائل

وقد جدا كثيرة مسائل على يشتمل القسم هذا فصل سواهماكثير المقررة المسائل على تفريعا تقدم فيما منها مر

Page 267: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

خاتمة من بد ال ولكن أيضا تفريعا أخر مسائل منه وسيأتيفيه المقصود بتمام وتعرف بالبيان المقاصد كتاب على تكر

في المسائل من تقدم ما إن يقول أن للقائل فإن الله بحوليعرف فبماذا الشارع بمقصود المعرفة على مبني الكتاب هذا

النظر أن والجواب له بمقصود ليس مما له مقصود هو ماأن أحدها أقسام ثالثة العقلي التقسيم بحسب ينقسم ههنا

به يعرفنا ما يأتينا حتى عنا غائب الشارع مقصد إن يقالالتي المعاني تتبع عن مجردا الكالمي بالتصريح إال ذلك وليس

مع إما اللغوي بوضعها األلفاظ تقتضيها وال االستقراء يقتضيهاوإما حال على العباد مصالح فيها يراع لم التكاليف بأن القول

وقعت وإن المصالح مراعة وجوب بمنع القول مع392 معروف غير أو التمام على لنا معروف غير فوجهها بعض في

جاء ما ويؤكده بالقياس القول يمنع حتى هذا في ويبالغ ألبتةالظاهر على الحمل الوجه هذا وحاصل والقياس الرأي ذم في

العلم مظان يحصرون الذين الظاهريه رأي وهو مطلقافي إليه يشار ولعله والنصوص الظواهر في الشارع بمقاصد

في أخذ بإطالق به القول فإن الله شاء إن القياس كتابوالثاني قالوا كما اطالقه على ليس بأنه الشريعة تشهد طرفأن دعوى األول ضربان أنه إال هذا من اآلخر الطرف في

وإنما منها يفهم ما وال الظواهر هذه في ليس الشارع مقصدحتى الشريعة جميع في هذا ويطرد وراءه آخر أمر المقصود

معرفة منه يلتمس أن يمكن متمسك ظاهرها في يبقى الوهم الشريعة إلبطال قاصد كل رأي وهذا الشارع مقاصد

إال ذلك يمكنهم لم المعصوم باإلمام قالوا لما فإنهم الباطنيةعلى إليه يفتقر لكي الشرعية والظواهر النصوص في بالقدح

ال أن واألولى بالله والعياذ الكفر إلى الرأي هذا ومآل زعمهممن يقرب آخر قسم إلى عنه فلننزل هؤالء قول إلى يلتفت

الشارع مقصود إن يقال بأن الثاني الضرب وهو األول موازنةوالنصوص الظواهر تعتبر ال بحيث األلفاظ معاني إلى االلتفات

Page 268: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

اطرح النظري المعنى النص خالف فإن االطالق على بها إالبناء إما وهو النظري المعنى وقدم

393 الوجوب عدم أو االطالق على المصالح مراعاة وجوب علىتابعة الشرعية األلفاظ تكون حتى جدا المعنى تحكيم مع لكن

المقدمين القياس في المتعمقين رأي وهو النظرية للمعانياألول القسم من آخر طرف في وهذا النصوص على له

فيه يخل ال وجه على جميعا األمرين باعتبار يقال أن والثالثال واحد نظام على الشريعة لتجري بالعكس وال بالنص المعنى

الراسخين العلماء أكثر أمه الذي وهو تناقض وال فيه اختالفالشارع مقصد يعرف به الذي الضابط في اإلعتماد فعليه

األمر مجرد إحداها جهات من يعرف إنه التوفيق وبالله فنقولأمرا كان إنما أنه معلوم األمر فإن التصريحي اإلبتدائي والنهي

مقصود به األمر وجود عند الفعل فوقوع الفعل القتضائهالكف أو الفعل لنفي مقتض أنه معلوم النهي وكذلك للشارعكما لمقصوده مخالف وإيقاعه له مقصود وقوعه فعدم عنه

ظاهر وجه فهذا لمقصوده مخالف به المأمور إيقاع عدم أنعلة إلى نظر غير من والنهي األمر مجرد اعتبر لمن عام

قيد وإنما الشرعي األصل وهو والمصالح العلل اعتبر ولمنكقوله غيره به قصد الذي النهي أو األمر من تحرزا باإلبتدائيالبيع عن النهي فإن البيع وذروا الله ذكر إلى فاسعوا تعالى

النهي من فهو بالسعي لألمر تأكيد هو بل مبتدأ نهيا ليساألول بالقصد عنه منهيا ليس فالبيع الثاني بالقصد المقصود

عند السعي تعطيل ألجل بل مثال والزنى الربى عن نهى كمامجرده من الشارع قصد فهم ففي هذا شأنه وما به اإلشتغال

بالصالة المترجمة المسألة أصل من منشؤه واختالف نظرأو األمر من تحرزا بالتصريحي قيد وإنما المغصوبة الدار في

بمصرح ليس الذي الضمنى النهي394 واألمر األمر تضمنه الذي به المأمور أضداد عن كالنهي به

قيل إن ههنا واألمر النهي فإن الشيء عن النهي تضمنه الذي

Page 269: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

عند مجراهما إذ األول بالقصد ال الثاني بالقصد فهما بهماإن فأما به المصرح النهي أو لألمر التأكيد مجرى بهما القائل

ال بما األمر وكذلك القصد عدم في أوضح فألمر بالنفي قيلبه إال الواجب يتم ال ما مسألة في المذكور به إال المأمور يتم

فيه متنازع الشارع مقصود على هذا في والنهي األمر فداللةوالنهي األمر قيد ولذلك فيه نحن فيما داخال فليس

بهذا أمر ولماذا والنهي األمر علل اعتبار والثانية بالتصريحيمعلومة تكون ان إما والعلة اآلخر هذا عن نهي ولماذا الفعل

مقتضى وجد وجدت فحيث اتبعت معلومة كانت فإن أوالالتناسل لمصلحة كالنكاح عدمه أو القصد من والنهي األمر

لمصلحة والحدود عليه بالمعقود اإلنتفاع لمصلحة والبيعأصول في المعلومة بمسالكها هنا العلة وتعرف اإلزدجار

تلك اقتضته ما الشارع مقصود أن علم تعينت فإذا الفقهكانت وإن عدمه أو التسبب ومن عدمه أو الفعل من العلل

أنه الشارع على القطع عن التوقف من بد فال معلومة غيرأحدهما النظر من وجهان له هنا التوقف أن إال وكذا كذا قصد

السبب أو المعين الحكم ذلك في عليه المنصوص نتعدى ال أندليل غير من تحكم بالعلة الجهل مع التعدي ألن المعين

وضع بما زيد على الحكم يصح وال سبيل غير على وضاللبه الحكم قصد الشارع أن نعلم ال ونحن عمرو على حكما

عليه حكما يكون ال أن أمكن ذلك نعلم لم إذا ألنا أوال زيد علىلعدم هنا فالتوقف الشارع مخالفة على أقدمنا قد فنكون

الدليل395 يتعدى ال أن شرعا الموضوعة األحكام في األصل أن والثاني

عدم ألن التعدي لذلك الشارع قصد يعرف حتى محالها بهاعند كان لو إذ التعدي عدم على دليل التعدي على دليال نصبه

ومسالك مسلكا له ووضع دليال عليه لنصب متعديا الشارععلة له توجد فلم الحكم محل بها خبر وقد معروفة العلة

لغير التعدي أن فصح المسالك من مسلك لها يشهد

Page 270: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

كالهما مسلكان فهذان للشارع مقصود غير عليه المنصوصجزم غير من التوقف يقتضي األول أن إال الموضع في متجهمراد أنه إمكان هذا ويقتضي مراد غير المفروض التعدي بأن

يكون أن يمكن إذ مخلصا يجد حتى باحثا الناظر فيبقىيقتضي والثاني له مقصودا يكون ال أن ويمكن الشارع مقصود

غير من التعدي نفي عليه فينبني مراد غير بأنه القضية جزمكان لو إذ له مقصود غير بأنه ظنا أو علما به ويحكم توقف

غير أنه على دل ذلك نجد لم ولما دليال عليه لنصب مقصوداكالمجتهد إليه رجع المعتقد خالف يوضح ما أتى فإن مقصود

حزمه ينسخ دليل على بعد يطلع ثم الحكم في القضية يجزمأحدهما ألن متعارضان مسلكان فهما قيل فإن خالفه إلى

فإذا سواء النظر في وهما يقتضيه ال واآلخر التوقف يقتضيفكيف وحده التوقف إال يبقى فال أحكامهما تدافعا اجتمعا

في المجتهد عند يتعارضان قد أنهما فالجواب معا يتجهانيترجح لم كدليلين ألنهما التوقف فيجب المسائل بعض

مسألة على المجتهد عند الحكم فيتفرع اآلخر على أحدهمامجتهد أو مجتهدين بحسب يتعارضان ال وقد الدليلين تعارض

في التوقف مسلك عنده فيقوى مسألتين أو وقتين في واحدفي النفي ومسلك مسألة

396 من علمنا فقد وأيضا اإلطالق على تعارض فال أخرى مسألةفي غلب وأنه والعادات العبادات بين التفرقة الشارع مقصدإلى االلتفات جهة العادات باب وفي التعبد جهة العبادات بابفي مالك يلتفت لم ولذلك قليل البابين في والعكس المعاني

اشترط حتى النظافة مجرد إلى األحداث ورفع األنجاس إزالةالنظافة حصلت وإن النية األحداث رفع وفي المطلق الماء

مقامهما والتسليم التكبير غير إقامة من وامتنع ذلك دونالعدد مجرد على واقتصر الزكاة في القيم إخراج من ومنع

تقتضي التي المسائل من ذلك غير إلى الكفارات فيباب في وغلب ماثله ما أو عليه المنصوص عين على االقتصار

Page 271: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

المرسلة المصالح بقاعدة فيها فقال المعنى العاداتيتبع ما إلى العلم أعشار تسعة إنه فيه قال الذي واالستحسان

هذا ثبت وإذا عليه والدليل هذا في الكالم مر وقد ذلكمتمكن التوقف ومسلك العبادات في متمكن النفي فمسلك

العبادات باب في المعاني تراعى أن يمكن وقد العادات فيالحنفية طريقة وهي عليه الباقي فيجري ظهرشيء ظهر وقد

فيجري شيء منه ظهر وقد العادات باب في والتعبداتتقدم ما العمدة ولكن الظاهرية طريقة وهي عليه الباقي

القاعدة هذه إلى راجعة واالستصحاب األصلي النفي وقاعدةوالعبادية العادية األحكام شرع في للشارع أن الثالثة والجهةمشروع فإنه النكاح ذلك مثال تابعة ومقاصد أصلية مقاصد

واإلزدواج السكن طلب ويليه األول القصد على للتناسلاالستمتاع من واألخروية الدنيوية المصالح على والتعاون

النساء في المحاسن من الله خلق ما إلى والنظر بالحاللأو المرأة بمال والتجمل

397 والتحفظ إخوته أو غيرها من أو منها أوالده وعلى عليه قيامهاالعين ونظر الفرج شهوة من المحظور في الوقوع من

أشبه وما العبد على الله من النعم بمزيد الشكر من واالزديادفمنه النكاح شرع من للشارع مقصود هذا فجميع ذلك

ومسلك آخر بدليل علم ما ومنه إليه مشار أو عليه منصوصهذه من عليه نص ما أن وذلك المنصوص ذلك من استقرىء

لحكمته ومقو األصلي للمقصد مثبت هو التوابع المقاصدوالتواصل التراحم لتوالي ومستجلب وإدامته لطلبه ومستدع

التناسل من األصلي الشارع مقصد به يحصل الذي والتعاطفذلك شأنه مما عليه ينص لم ما كل أن على بذلك فاستدللنا

في الخطاب بن عمر فعل من روى كما أيضا للشارع مقصودالنسب لشرف طلبا طالب أبي بن علي بنت كلثوم أم نكاح

النكاح أن شك فال ذلك أشبه وما البيوتات أرفع ومواصلةوعند حسن له التسبب قصد وأن سائغ المقاصد هذه لمثل

Page 272: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

الشارع لمقاصد مضادة األمور هذه نواقض أن يتبين ذلكوالسكن المواصلة ضد إلى مآلها كان حيث من بإطالق

عند فإنه ثالثا طلقها لمن ليحلها نكحها إذا كما والموافقةالشارع جعلها التي المواصلة لقصد مضاد بمنعه القائل

المقصود كان إذ شرط غير من الحياة انقطاع إلى مستدامةعلى نكاح وكل المتعة نكاح وكذلك بالطالق المقاطعة منه

دوام على الشارع محافظة ظهور في أشد وهو السبيل هذاذلك فيه يكن لم عما نهى حيث المواصلة

398 الواحد إلى التوجه فيها األصلي المقصد فإن العبادات وهكذاقصد ذلك ويتبع حال كل على إليه بالقصد وإفراده المعبودالله أولياء من ليكون أو اآلخرة في الدرجات لنيل التعبد

األول للمقصود مؤكدة التوابع هذه فإن ذلك أشبه وما تعالىإذا ما بخالف وجهرا سرا فيه للدوام ومقتضية عليه وباعثة

تأكيده وال المتبوع دوام يقتضي ال التابع إلى القصد كانأو الناس أوساخ من لينال أو والدم المال حفظ بقصد كالتعبد

هذه إلى القصد فإن والمرائين المنافقين كفعل تعظيمهم منللترك مقو هو بل الدوام على باعث وال بمؤكد ليس األمور

ريثما إال صاحبه عليه يدوم ال ولذلك الفعل عن ومكسلومن تعالى الله قال تركه عليه بعد فإن مطلوبه به يترصد

مضاد المقصد هذا فمثل اآلية حرف على الله يعبد من الناسحاصال مقتضاه كان وإن ألجله العمل قصد إذا الشارع لقصدلبقاء المؤكد المقصد على الناكح فإن قصد غير من بالتبعية

للمتعة الناكح من فيستوي الفراق له يحصل قد النكاححفظ له يحصل المؤكد القصد على لله والمتعبد والتحليل

المتعبد مع فيستوي والتعظيم المراتب ونيل والمال الدمقاصد أن جهة من ظاهر بينهما الفرق ولكن والسمعة للرياء

حر المؤكد غير التابع وقاصد بالدوام حر المؤكد التابعتقتضي حيث من تعتبر هل المضادة هذه قيل فإن باالنقطاع

أن ذلك وبيان الموافقة تقتضي ال بكونها فيها يكتفي أم عينا

Page 273: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

مخالفته ألن يصح فال عينا المقاطعة يقتضي المتعة نكاحألخذ أو الزوجة لمضارة القاصد ونكاح عينية الشارع لقصدولكنه مواصلة يقتضي ال ما ذلك أشبه وما بها ليوقع أو مالها

في الشارع لقصد مخالف المقاطعة عين يقتضي ال ذلك معيقتضي ال ولكنه النكاح شرع

399 وال وقوعها الزوجة مضارة قصد من يلزم ال إذ عينا المخالفةأو الصلح لجواز الزب ضربة الطالق وقوع المضارة وقوع من

كان وإن السببي الخاطر ذلك زوال أو الزوج على الحكماقتضاء أن فالجواب عينيا اقتضاؤه فليس مقتضيا األول القصدمطلقا مقتضاها وبطالن امتناعها في شك ال العينية المخالفة

أنه يظهر بما الله يتعبد أن يصح فال معا والعادات العبادات فينفس في مشروعا كونه أمكن وإن المقاصد في مشروع غيرال ما وأما القصد بذلك يتزوج أن له اليصح وكذلك األمرالتحليل وكنكاح المضارة بقصد كالنكاح عينا المخالفة يقتضي

وإن القصد فإن النظر من وجهين هنا فإن يصححه من عندعنده ترجح فمن المخالفة عين فيه يظهر لم موافق غير كان

تعين عدم جانب عنده ترجح ومن منع الموافقة عدم جانبمن فإنه المضارة نكاح مثال في هذا ويظهر يمنع لم المخالفة

والممنوع اإلثم على نفسه في الجائز بالنكاح التعاون بابالفرقة أو البقاء في وهر نفسه في بالحكم منفرد فالنكاح

المقدار هذا اعتبر فمن للتفرق مظنة المضارة أن إال ممكنأن على مبني البحث وهذا فصل أجاز يعتبره لم ومن منع

في أما معا والعادات العبادات في تابعة مقاصد للشارعفقد العبادات في وأما أمثلة منه مر وقد ظاهر فهو العادات

سبحانه لله الخضوع مشروعيتها أصل مثال فالصالة فيها ثبتبين والصغار الذلة قدم على واالنتصاب إليه التوجه بإخالص

لذكرى الصالة وأقم تعالى قال له بالذكر النفس وتذكير يديهأكبر الله ولذكر والمنكر الفحشاء عن تنهى الصالة إن وقال

ربه يناجي المصلي إن الحديث وفي

Page 274: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

400 والمنكر الفحشاء عن كالنهي تابعة مقاصد لها إن ثمبالل يا بها أرحنا الخبر في الدنيا أنكاد من إليها واالستراحة

بها الرزق وطلب الصالة في عيني قرة وجعلت الصحيح وفينسألك ال عليها واصطبر بالصالة أهلك وأمر تعالى الله قالوانجاح المعنى هذا تفسير الحديث وفي نرزقك نحن رزقا

بالجنة الفوز وطلب الحاجة وصالة اإلستخارة كصالة الحاجاتالمصلى وكون الخاصة العامة الفائدة وهي النار من والنجاة

ذمة في يزل لم الصبح صلى من الحديث في الله خفارة فيبه فتهجد الليل ومن تعالى قال المنازل أشرف ونيل اللهبقيام فأعطى محمودا مقاما ربك يبعثك أن عسى لك نافلة

الشيطان مسالك سد الصيام وفي المحمود المقام الليلالعزبة في التحصن على واالستعانة الريان باب من والدخول

لم ومن قال ثم فليتزوج الباءة منكم استطاع من الحديث فيوقال جنة الصيام وقال وجاء له فإنه بالصوم فعليه يستطع

سائر وكذلك الريان باب من دعي الصيام أهل من كان ومنوهي دنيوية وفوائد العامة وهي أخروية فوائد فيها العباداتكما لله والخضوع االنقياد وهي األصلية للفائدة تابعة كلهافوائدها من ذكر ما جميع األصلي القصد يتبع هذا وبعد تقدم

بحسب فيها فينظر تابعة وهي وسواها401 أو العام األجر كطلب المؤكد وهو فاألول المتقدم التقسيم

به يتأكد ال القسم هذا فإن والجاه المال كطلب وضده الخاصقطع كطلب والثالث ذلك خالف على هو بل األصلي المقصد

في التابعة المقاصد من تقدم ما وسائر بالصيام الشهوةالثاني وفي فيها النظر تحقيق وينبغي الحظوظ مسألة

وما عينا التأكد ضد ذلك من يقتضي وما التأكد لعدم المقتضىحيث من بالعبادات يتعلق آخر نظر فهنا وأيضا عينا يقتضيه ال

تعالى الله من موهوبة نتائج هي التي المواهب بها يطلباآلخرة في الثواب ذلك وأول بها يحليه وحلي المطيع للعبد

إذا المعنى هذا كان ولما العلى والدرجات بالجنة الفوز من

Page 275: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

لله الخضوع به القصد أصل الذي العمل على باعثا قصدفيه دخل ال صحيحا جهته من لله التعبد كان لعظمته والتواضعله واإلخالص ذلك بيده من إلى الرجوع القصد ألن شوب وال

عبد وصاحبه لإلجارة طلبا بعضهم عده مما ذلك في جاء وماالعامل اآلخر الطرف ذلك ومن عليه الكالم مر فقد سوء

وال الرياء على عامل فهذا يعطى أو يعظم أو يحمد أن ألجلال إذ أصالة غير على عمله فإن وأيضا تقدم كما فيه يثبت

به قصد لكن لله خالصا فرض وإن عبث فهو فيه إخالصبل لله لإلخالص بمقو القصد هذا فليس النتيجة هذه حصول

العطاء إلى مضطرا يكون أن إال اللهم اإلخالص لترك مقو هوالضراء من أصابه ما ألجل له ويسأل العطاء الله من فيسال

محض بمقتضى عمله ويكون األسباب وفقد المنع بسببعمل فإنه هذا صحة في إشكال فال الناس ليراه ال اإلخالص

تعالى الله قول وأصله له ومقو التعبد له شرع لما مقتضالله صلى النبي عن وروى عليها واصطبر بالصالة أهلك وأمر

إلى أهله اضطر إذا كان أنه وسلم علية402 صالة فهذه اآلية هذه ألجل بالصالة أمرهم ورزقه الله فضل

العربي ابن جرى المهيع هذا وعلى الله عند ما بها يستمنح للهوليقتدى إمامته وتصح عدالته لتثبت عمله أظهر فيمن وشيخه

من وعدم فيه شروطه لتوفر بذلك شرعا مأمورا كان إذا بهبه أمر بما قائم ألنه عندهما به بأس فال المقام ذلك يقوم

العبادة مشروعية أصل في تقدح ال الظاهرة العبادة وتلكنحو أو اإلمامة أو الناس عند العدالة ثبوت يقصد من بخالف

ما فيه ألن المداومة العمل ذلك يقتضي وال مخوف فإنه ذلكفيه ينظر ومما بالعبادة الخلق من والتعظيم الجاه طلب في

نحو أو العلم أو الوالية درجة لنيل العمل إلى االنقطاع هناواجعلنا تعالى قوله الجواز ودليل األمران فيه فيجري ذلك

ألن الله عبد البنه عمر قال حين النخلة وحديث إماما للمتقينالعتبية مسألة في وانظر وكذا كذا من إلي أحب قلتها تكون

Page 276: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

هذين على يتنزل إنما فيها وشيخه مالك اختالف أن فأرىتجريد بقصد التعبد النمط هذا من يشكل ومما األمرين

المالئكة ورؤية األرواح عالم على واالطالع بالعمل النفسالعلوم غرائب على واالطالع الكرامات ونيل العادات وخوارققصد إن يقول أن فلقائل ذلك أشبه وما الروحانية والعوالم

نيل طلب إلى راجع حاصله ألن وسائغ جائز بالتعبد هذا مثلمن المصطفين ومن الله خواص من يكون وأن الوالية درجة

إليه الترقي الشرع في مقصود الطلب في صحيح وهذا الناسيقال وقد فرق وال هذا قبل األمثلة في تقدم ما الجواز ودليل

403 الغيب علم على تخرص فإنه تقدم ما نمط عن خارج إنهإلى أقرب وهو ذلك إلى وسيلة الله عبادة جعل بإنه ويزيد

ما بوجه داخل القصد هذا صاحب ألن العبادة عن االنقطاعاآلية حرف على الله يعبد من الناس ومن تعالى قوله تحت

من قصده هو وصار به فرح طلب ما إلى وصل إن هذا كذلكلم وإن العبادة وضعفت مقصوده نفسه في فقوي التعبد

الله يهبها التي األعمال بنتائج كذب وربما بالعبادة رمى يصلسمع الناس بعض أن روى وقد المخلصين لعباده تعالى

من الحكمة ينابيع ظهرت صباحا أربعين لله أخلص من بحديثبابها له يفتح فلم الحكمة لينال لذلك فتعرض لسانه على قلبه

ولم للحكمة أخلص هذا فقال الفضالء بعض القصة فبلغتالمذكورة المعان سائر في الحكم يجري وهكذا لله يخلص

ثم بل األمور األمور هذه طلب على يدل دليال أعلم وال ونحوهايتعلق ال مما اإلنسان عن غيب ما فإن ذلك خالف على يدل ما

وفي إليه الوصول على حض وال بدركه يطلب لم بالتكليفيبدو الهالل بال ما فقال النبي سأل رجال أن التفسير كتبحالته إلى يصير ثم بدرا يصير أن إلى ينمو ثم كالخيط رقيقا

للناس مواقيت هى قل األهلة عن يسألونك فنزلت األولىفجعل اآلية ظهورها من البيوت تأتوا بأن البر وليس والحجالسؤال هذا لمقتضى شامال مثاال ظهورها من البيوت إتيان

Page 277: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

بتطلبه يؤمر لم لما تطلب ألنه404 مقدار على وأفعاله وبصفاته بالله المعرفة إن يقال وال

وخوارق الروحانية العوالم جملتها ومن بمصنوعاته المعرفةتعالى بالله العلم درجة في واتساع للنفس تقوية فيها العادات

تقدم حسبما العمل ألجل شرعا العلم يطلب إنما نقول ألناالكفاية وفوق كاف الشهادة عالم في وما المقدمات في

على مطلوبا ذلك كان إن وأيضا فضل ذلك على فالزيادةتحيى كيف أرنى رب السالم عليه إبراهيم قال كما الجملة

طلب أن أحدها وجوه من ذلك عن الجواب فإن اآلية الموتىفيه نكير ال به للعلم البصيرة فتح وطلب بالدعاء الخوارقهذه يرى أن بذلك ويقصد الله يعبد أخذ فيمن النظر وإنما

واألخروية الدنيوية األمور في مفتوح بابه فالدعاء األشياءلله التوجه بها القصد إنما والعبادة بمعصية يدع لم ما شرعا

ولوال الشركة تحتمل فال يديه بين والخضوع له العمل وإخالصفي لله العمل إلخالص مؤكد األخروي والثواب األجر طلب أن

أرباب من كثيرا أن مع بالعبادة إليه القصد ساغ لما العبادةأعني مثلين يجعالن فكيف القصد هذا عنهم يعزب األحوال

ما أبعد ما بالعبادة إليها القصد مع بالدعاء الخوارق طلبذلك على به نستدل ما نجد لم لو انه والثاني تأمل لمن بينهماإلى الشهادة عالم عن التخطي في العذر بعض لنا لكان كله

والغرائب العجائب من الشهادة عالم وفي فكيف الغيب عالملم باقية وهي الدهر يفنى ما الملتمس السهلة المأخذ القريبة

منها يبلغ405 أقل في العاقل نظر ولو المعشار عشر والمعرفة االطالع في

الحكم من فيها باريها أودع وما المخلوقات وأذل اآلياتوعلى إدراكه في العجز إلى وانتهى العجب لقضى والعجائبينظروا أولم كقوله فيه تنظر أن كتابه في تعالى الله نبه ذلك

افال شىء من الله خلق وما واألرض السموات ملكوت فيإلى رفعت كيف السماء وإلى خلقت كيف اإلبل إلى ينظرون

Page 278: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

وزيناها بنيناها كيف فوقهم السماء إلى ينظروا أفلم آخرهايأمرهم لم أنه ومعلوم اآليات تمام إلى فروج من لها وما

إال عادة عليه االطالع لهم يكن ولم عنهم حجب فيما بالنظراآليات تأملت وإذا إليه التوصل يندر ما على إحالة فإنه بخارقة

أحيل مما تجدها لم الغيب وعوالم المالئكة فيها ذكر التيذواتها وعلى عليها االطالع بتطلب مأمورا وال فيه النظر علىالنظر مطلوب غير ذلك أن في كافية التفرقة فهذه وحقائقها

أن والثالث يطلب أن ينبغ لم مطلوبا يكن لم وإذا شرعا فيهتجريد بطلب اإلعتناء فإن فلسفي الخاص التطلب هذا أصل

عن نقل إنما الحس وراء التى العوالم على واإلطالع النفسالبحث فنون فى المتعمقين والفالسفة المتقدمين الحكماء

لطلب يقررون تجدهم ولذلك غيرهم ومن منهم المتألهين منمن المحمدية الشريعة بها تأت لم خاصة رياضة المعنى هذا

الحيوان من يخرج ما أو الحيوان دون بالنبات التغذي اشتراطوال الشريعة فى تنقل لم التى شروطهم من ذلك غير إلى

التجريد ذكر أن كما أثر وال عين الصالح السلف فى منها وجدمنهم أحد عن ينقل لم بذلك يتصل وما الروحانية والعوالم

هذا أثر على سيأتي كما مطلوب غير أنه فى حجة بذلك وكفىتعالى الله بحول

406 الروحانيات من عنا غيب ما على اإلطالع طلب أن والرابعمن عنا غيب ما على اإلطالع كطلب المغيبات وعجائب

القاصية والبالد البعيدة كاألمصار النائية المحسوساتمن أصناف الجميع ألن الثرى أطباق تحت والمغيبات

لله التعبد بجواز يقال أن يصح ال فكما تعالى الله مصنوعاتوأقصى وخراسان بغداد قطر على األندلسي يطلع أن قصد

من ليس ما على اإلطالع فى مثله ينبغى ال فكذلك الصين بالدسائغا هذا كون فرض لو أنه والخامس المحسوسات قبيلبين تحول معترضة وقواطع كثيرة بعوارض محفوف فهوعبادة بها الله يبتلي ابتالءات هى وإنما ومقصودة اإلنسان

Page 279: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

حصول مصلحة بين اإلنسان وازن فإذا يعملون كيف لينظرجهة كانت صاحبها يتعرض ما مفسدة وبين األشياء هذه

إلى يخلد لم ولذلك مرجوحا طلبها فيصير أرجح العوارضعبادتهم تكون بأن رضوا وال الصوفية من المحققون طلبها

تقدم ما الثواب طلب فى فقال بعضهم بالغ حتى أمر بداخلهاالصالة من بالعبادة األشياء هذه طلب العوارض وأشد

فال التام اإلخالص وضعها يقتضى مما ونحوها والذكر والصيامأن إما بالروحانيات العلم طالب فإن الحظوظ طلب به يليق

أن أحب ألنه وإما يوجد ال وهذا بها ورسوله الله ألمر يكونكالمسافر فسار جنسه من أحد عليه يطلع لم ما على يطلع

ذلك لغير ال األرض فى المبثوثة والعجائب النائية البالد ليريال هذا مثل أن األمر ومقصود فيه عبادة ال حظ مجرد وهذا

التحقق من األصل فى العبادة له وضعت لما عاضدا يكوندواء عن السلف بعض سئل فقد قيل فإن العبودية بمحضالطاعة أن القواعد مشهور ومن المعاصى ترك فقال الحفظ

فى كما بالخير إال يأتى ال الخير وأن الطاعة على تعينيفعل أن لإلنسان فهل بالشر إال يأتي ال الشر أن كما الحديث

خالف على كان ال قلت فإن ال أم الخير إلى به ليصل الخيرأصلت ما خالفت نعم قلت وإن القاعدة هذه

407 الذى أن يعلم قد اإلنسان أن وذلك آخر نمط هذا أن فالجوابإلى ليصل الشر فيترك شر عمل الفالني الخير عن مثال يصده

إلى يوصله الخير فعل يكون أو عليه يثاب الذى الخير ذلكإشكال وال الطاعة على بالطاعة عون فهذا كذلك آخر خيروقال والصالة بالصبر واستعينوا تعالى الله قال وقد فيه

وأما هذا من الحفظ ومسألة اآلية والتقوى البر على وتعاونوابالطاعة يطلبه شهواني حظ طلب فحاصله فيه الكالم وقع ما

لمن فالحاصل مخلص غير فيه العمل يكون أن هذا أقرب وماالعبادة أصل على ومعينا مقويا التوابع من كان ما أن اعتبر

فال ال وما السائغ التبعي المقصود فهو اإلخالص فى قادح وغير

Page 280: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

أحدها أقسام ثالثة على األصلية للمقاصد التابعة المقاصد وأنوحصول بها والوثوق وربطها األصلية المقاصد تأكيد يقتضى ماالتسبب إلى فالقصد للشارع مقصود أنه شك فال فيها الرغبة

ما والثانى فيصح الشارع لقصد موافق المشروع بالسبب إليهمخالف إليها القصد أن فى أيضا إشكال فال عينا زوالها يقتضى

ال ما والثالث بإطالق التسبب يصح فال عينا الشارع لمقصداألصلية المقاصد رفع يقتضى ال ولكنه ربطا وال تأكيدا يقتضىفى صحته عدم أما العبادات دون العادات فى فيصح عينا

حصول فلجواز العادات فى صحته وأما فظاهر العباداتالتسبب بعد والوثوق الربط

408 المقصد تأكيد يقتضى ال كان إذا يقال قد فإنه الخالف ويحتملموافقا التسبب ذلك يكون فال التأكيد الشارع وقصد األصلي

غير أنه عليه صدق وإن هو يقال وقد يصح فال الشارع لمقصدانحتام يقصد لم إذ مخالف غير أنه أيضا عليه يصدق موافق

يمكن أمرا التسبب فى قصد وإنما وضعه الشارع قصد ما رفعأيضا الشارع أن ذلك ويؤكد الشارع مقصود معه يحصل أن

وفى الطالق النكاح فى شرع فلذلك التسبب رفع يقصد مماظهر وإن العزل وأباح العفو القصاص وفى اإلقالة البيع

كان لما الشارع لقصد مضادة األمور هذه أن الرأي لبادىءقضاء بالنكاح قصد إذا ما ومثله عينا له مخالف غير منها كلالتناسل من األصلي الشارع لقصد يتعرض ولم خاصة الوطر

مضى مما غيره فكذلك تقدم كما الشارع لقصد خالفا فليسهو بد بال الشارع لقصد المخالف أن هذا من وليس تمثيله

بالتسبب اإلحتيال409 محصول ال عبثا فيه التسبب يكون وجه على أمر تحصيل على

التسبب انحل حصل فإذا وراءه ما إلى التوصل إال شرعا تحتهفى شرعا منخرم وهو إال كذلك يكون وال أصله من وانخرميكون ال أن أمكن أو ينخرم ال أن أمكن إذا وأما التسب أصل

وجه من الشرعي للمقصد بمخالف فليس أصله من منخرما

Page 281: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

نظر محل نهي صحبه إن التسبب ويبقى اجتهاد محل فهومما الرابعة والجهة أعلم والله فيه الكالم تقدم وقد أيضا

عن أو التسبب شرع عن السكوت الشارع مقصد به يعرفأن ذلك وبيان له المقتضى المعنى قيام مع العمل شرعية

يسكت أن أحدهما ضربين على الحكم عن الشارع سكوتكالتوازل ألجله يقدر موجب وال تقتضيه له داعية ال ألنه عنه

سكت ثم موجودة تكن لم فإنها الله رسول بعد حدثت التىالشريعة أهل فاحتاج ذلك بعد حدثت وإنما وجودها مع عنها

أحدثه وما كلياتها فى تقرر ما على وإجرائها فيها النظر إلىوتدوين المصحف كجمع القسم هذا إلى راجع الصالح السلف

ذلك أشبه وما الصناع وتضمين العلم410 نوازل من تكن ولم الله رسول زمن في ذكر يجر لم مما

جارية القسم فهذا يقتضيها موجب بها للعمل عرض وال زمانهفالقصد إشكال بال شرعا المقررة أصوله على فروعه

أن والثاني قبل المذكورة الجهات من معروف فيها الشرعيعند حكم فيه يقرر فلم قائم له المقتضى وموجبه عنه يسكت

الضرب فهذا الزمان ذلك في كان ما على زائد النازلة نزولوال فيه يزاد ال أن الشارع قصد أن على كالنص فيه السكوت

العملي الحكم لشرع الموجب المعنى هذا كان لما ألنه ينقصفي صريحا ذلك كان عليه داللة الحكم يشرع لم ثم موجودا

قصده لما ومخالفة زائدة بدعة هنالك كان ما على الزائد أنالزيادة ال هنالك حد عندما الوقوف قصده من فهم إذ الشارع

مذهب في الشكر سجود هذا ومثال منه النقصان وال عليهأشهب سماع من العتبية في المعنى هذا قرر الذي وهو مالكيحبه األمر يأتيه الرجل عن مالك وسئل فيها قال نافع وابن

مضى مما هذا ليس يفعل ال فقال شكرا وجل عز لله فيسجدسجد يذكرون فيما الصديق بكر أبا إن له قيل الناس أمر من

وأنا ذلك سمعت ما قال ذلك أفسمعت لله شكرا اليمامة يوميسمع أن الضالل من وهذا بكر أبي على كذبوا قد أن أرى

Page 282: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

له فقيل خالفا له أسمع لم شيء هذا فيقول الشيء المرءآخر بشيء نأتيك فقال به ذلك فنرد رأيك لنعلم نسئلك إنما

وعلى الله رسول على فتح قد مني تسمعه لم أيضابعده المسلمين

411 مما هذا مثل جاءك إذا هذا مثل فعل منهم أحدا أن أفسمعتشيء في عنهم يسمع ال أيديهم على وجرى لناس كان قد

كان قد الذي الناس أمر من ألنه لذكر كان لو ألنه بذلك فعليكجاءك إذا إجماع فهذا سجد منهم أحدا أن سمعت فهل فيهمفرض على احتوت وقد الرواية تمام هذا فدعه تعرفه ال أمر

فى يقال أن السؤال وتقرير تقدم بما عنه والجواب سؤالأذن ما ترك أو فعله عن الشارع سكت ما فعل إنها مثال البدعترك أو فيه اإلذن عن الشارع سكت ما فعل تقول أو فعله فى

الشكر كسجود فاألول ذلك عن خارج أمر أو فعله فى أذن مابهيئة والدعاء فعله على دليل ثم يكن لم حيث مالك عن

يوم العصر بعد للدعاء واإلجتماع الصلوات أديار فى اإلجتماعالكالم ترك مع كالصيام والثانى عرفات غير فى عرفةكإيجاب والثالث معينة مأكوالت بترك النفس ومجاهدة

مخالف الثالث وهذا الرقبة لواجد الظهار فى متتابعين شهرينوأما بين قبيحة بدعة فكونه بحال يصح فال الشرعي للنص

سكت لما ترك أو فعل الحقيقة فى وهما األوالن الضربانلقصد مخالفتهما يعلم أين فمن تركه أو فعله عن الشارع

وهما المشروع يخالف مما أنهما أو الشارع412 المعنى فى هما بل واحد محل على المشروع مع يتواردا لم

أهلها يدعيها لمصالح أحدثت إنما والبدع المرسلة كالمصالحاألعمال لوضع وال الشارع لقصد مخالفة غير أنها ويزعمونالشارع يشرع فلم الفعل وأما بالفرض فمسلم القصد أما

هذا فعله لشىء تركا وال المحدث العمل بهذا نوقض فعالأمر أنه حيققته بل الخمر وشرب الصالة كترك المحدث

يقتضى ال الشارع من والمسكوت الشارع عند عنه مسكوت

Page 283: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

فإذا وخالفه ضده دون معينا قصدا للشارع يفهم وال مخالفةفيه وجدنا فما المصالح وجوه فى النظر إلى رجعنا كذلك كان

فيه وجدنا وما المرسلة للمصالح إعماال قبلناه مصلحةوال هذا فيه نجد لم وما أيضا للمصالح إعماال تركناه مفسدة

أيضا المرسلة للمصالح إعماال المباحات كسائر فهو هذاالمحدثة تساوي ذمها يفرض محدثة كل أن فالحاصل

نص وال هذه ومدح هذه ذم وجه فما المعنى فى المحمودةالخصوص على ذم وال مدح على يدل

413 الفعل حكم عن السكوت وأن مالك ذكره ما الجواب وتقريرإجماع الترك أو للفعل المقتضى المعنى وجد إذا هنا الترك أو

هذا فى غاية وهو كان ما على زائد ال أن على ساكت كل منفى شرع مما يره لم أنه ذلك فى الوجه رشد ابن قال المعنى

بذلك يأمر لم إذ نفال وال فرضا ال الشكر سجود يعنى الدينوالشرائع فعله اختيار على المسلمون أجمع وال فعله وال النبي

رسول أن على واستدالله قال الوجوه هذه أحد من إال تثبت اللنقل كان لو ذلك بأن بعده المسلمون وال ذلك يفعل لم اللهنقل ترك على المسلمين دواعي تتوفر أن يصح ال إذ صحيح

من أصل وهذا قال بالتبليغ أمروا وقد الدين شرائع من شريعةمع والبقول الخضر من الزكاة إسقاط يأتي وعليه األصول

السماء سقت فيما النبي قول بعموم فيها الزكاة وجوبألنا العشر نصف بالنضح سقى وفيما العشر والبعل والعيون

ال أن فى القائمة كالسنة منها الزكاة النبي أخذ نقل ترك نزلنافى النبي عن السجود نقل ترك ننزل فكذلك فيها زكاة

خالف حكى ثم فيه سجود ال أن فى القائمة كالسنة الشكرلها مالك توجيه المسألة من والمقصود عليه والكالم الشافعي

اإلطالق على بدعة أنها توجيه ال بدعة إنها حيث من414 وأنها المحلل نكاح تحريم في بعضهم جرى النحو هذا وعلى

والسالم الصالة عليه زمانه في وجد حيث من منكرة بدعةباجازة للزوجين والترخيص للتخفيف المقتضى المعنى

Page 284: الموافقات 2

2

صفح ةالكتاب

الموافقات نص

مع ذلك يشرع لم لما وأنه مرة أول كانا كما ليراجعا التحليلالتحليل أن على دل إليه رجوعها على رفاعة امرأة حرص

وضح اعتبر إذا صحيح أصل وهو لغيرها وال لها بمشروع ليسان على ودل منها ليس وما البدع من هو ما بين الفرق به

قصد على دليل التشريع عدم مع المقتضى المعنى وجودزاد فإذا قبل موجودا كان ما على الزيادة عدم إلى الشارعالثاني الجزء تم فبطل الشارع لقصد مخالف أنه ظهر الزائد