مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

313
ة ي م ي ت ن بوى ا ا ت ف وع م ج م29 رون ش ع ل ع وا س ا ت ل لد ا ج م ل ا) ة ق ف لا( ي ن را ح ل ا ة ي م ي ت ن ب م ي جل ل د ا ت ع ن ب مد ح< ا ن ب الد ي ق ت لام سF لا ا خ ي ش اب ت ك عْ يَ Q لب اo ود ف لع ا ع ي ص ي ف ماء عل ل وال ا ق< ا ة غ ي ص ل ا لا بF خ ا ص ت لا ها ن< ول ا< لا ول ا ف ل ا عال ف< لا ا خ ب ص ت ها ن< ا ي ن ا ت ل ول ا ف ل ا ودها ص ق م ي عل ما دل ل ك ب د ق ع يs ت ها ن< ا ث ل ا ت ل ول ا ف ل ا كاح ن ل د ا ق عx اظ ق ل< ا ودها ص ق م ي عل ما دل ل ك ب خ ص ت ود ف لع ا ن< ي ا عل دلة< لا اo ها م را ح ها و ل لا ح ود ف لع ا ي ف ل ص ف ا رب ل ا رر لغ ع ا يQ ت ها م حك ا و رب ل ي ا عل ل ت ح ل ا رض< لا ا ي ف اب ت ي ع م ل وا ي ن ا ق م ل ع ا يQ ت ل ه ها عض ت لاح ص دا ا ب دF ا ة ق جد ت ل ع ا ي م ح ع يQ ت ور ج ي ما دعة ت مب ل ل ا ت ح ل ا ي ف اس ت ل ع ا ف و ي ن ك سا م و< ر ا ح ش ها ي ف ي لت ا رض< لار ا ا ج ئ سب ا ي ف ل ص ف ع يQ لب ود ا ف ع ي ف ل ت ح ل ا ض ع ت وار ج ة ن دF ر ا ي غ ت ره ي ع مال ب ر ح ي ا ن م خ ي ر ¢ مالك ل ا ن م ر د ت ل ا ون ك ب ن< راظ ا ي ش وا ارعة ز م ل ا ي ف ل ص فo ها ي ف روظ ش لد وا و ف لع ا ي ف ل ص ف

Upload: um-hazm-alqoswa

Post on 21-Jan-2016

78 views

Category:

Documents


19 download

TRANSCRIPT

Page 1: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

تيمية ابن فتاوى التاسع – 29 – مجموع المجلدوالعشرون

) الفقه)شيخ اإلسالم تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

ــــــــــع كتاب الَبْيـ�o  أقوال العلماء في صيغ العقود

  القول األول أنها ال تصح إال بالصيغة   القول الثاني أنها تصح باألفعال   القول الثالث أنها تنعقد بكل ما دل على مقصودها   ألفاظ عقد النكاح   األدلة على أن العقود تصح بكل ما دل على مقصودها

o  فصل في العقود حاللها وحرامها   الربا   بيع الغرر   الحيل على الربا وحكمها   بيع المقاثي والمغيبات في األرض   يجوز بيع جميع الحديقة إذا بدا صالح بعضها هل   يوقع الناس في الحيل المبتدعة ما   فصل في استئجار األرض التي فيها شجر أو مساكن   جواز بعض الحيل في عقود البيع   ربح من اتجر بمال غيره بغير إذنه   فصــل في المزارعة واشتراط أن يكون البذر من المالك

o  فصل في العقود والشروط فيها   األصل في العقود الجواز أم المنع؟

  القول األول أن األصل في العقود الحظر والمنع   القول الثاني األصل في العقود الجواز والصحة

  األصل في األحكام العادية واألعيان   األصل في العقود رضى المتعاقدين   العقد له حاالن حال إطالق وحال تقييد   إذا تعاقد المسلمون بينهم عقود]ا ولم يكونوا يعلمون ال تحريمها وال تحليلها

  تابع إذا تعاقد المسلمون بينهم   حكم العموم الذي لم يعلم تخصيصه   فصل في العقود التي فيها نوع معاوضة   قاعدة فيما يجب من المعاوضات ونحو ذلك   فصل في أقوال المكره بغير حق

  سئل عن جماعة أجبروا على بيع أعيان ليست لهم   ا وأكره والده على بيعها سئل عن رجل ورث من أمه دار]  سئل عن وقف على جماعة أكرهوا على بيعه   فصل في مكة فتحت عنوة ال صلحا وأحكام ذلك   سئل عن رجل سير على يد رجل قماشا ليسلمه فباعه وتصرف فيه   سئل عن امرأة ملكت لولدها ملكا وباعه   سئل عن رجل له زوجة لها ملك فسرق الزوج كتب الملك   فصل في كراهة شراء األرض الخراجية   ة أو صلحاfوg فصل في مكة وهل فتحت عfن

  سئل عن مقطع له ماء داخل إقطاعه ويقصد بيعه   سئل عن رجل له عين ماء جارية   سئل عن رجلين لهما إقطاع في بلدفاختصما في بيع النبات   سئل عن قوم ينقلون النحل من بلد إلى بلد   سئل عن امرأة لها ملك غائب عنها

Page 2: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

  سئل عن رجل اشترى فوال لم يره   سئل عن رجل يريد أن يبيع روحه   سئل عن مملوك لشخص مسلم هرب من عند أستاذه   سئل عن كافر كان عليه دين فباع نفسه لشخص مسلم   سئل عن رجل اشترى عبد]ا فادعى أنه حر   سئل عن بيع الجوز واللوز والمغيبات في األرض   سئل عن رجل اشترى من رجل ستة وعشرين فدان قلقاس فجاء من زاد

عليه فباعه  ا فاشترى من التتر ما يركب[ سئل عمن هاجر من بلد التتر ولم يجد مركوب  سئل عن تاجر له مرسوم بأال يؤخذ منه شئ على تجارته   سئل عن رجل باع سلعة ثم تلفت   سئل عن رجل أخذ سنة الغالء غلة   وسئل هل يجوز بيع المشاع   سئل عن رجل له شريك في خيل وباع الشريك الخيل   سئل عن شركة في ملك ثم إن بعض الشركة باع الملك جميعه   ا سئل هل يجوز بيع الكرم لمن يعصره خمر]  فان لعصير الزيت أو للوقيد أو لهماqسئل عن شراء الج   سئل عن رجل له دكان مستأجرة   سئل عمن ضمن من والة األمور أال يباع صنف من األصناف إال من عنده   سئل عن األعيان المضمنة من الحوانيت   سئل عن المطعومات التي يؤخذ عليها المكس   سئل عن مدينة ال يذبح فيها شاة إال ويأخذ المكاس سقطها ورأسها...ويبيعه   سئل عن األغنام التي تباع فيؤخذ مكسها من القصابين   سئل عن معاملة الذين غالب أموالهم حرام   سئل عما يأكله رؤساء القري وشيوخ الحارات   سئل عن رجل يأخذ منه رؤساء القري شيئا يضيفون به المنقطعين   سئل عن معاملة التتار هل هي مباحة لمن يعاملونه   فصل المحرمات في الشريعة ترجع إلى الظلم

  النهي يدل على أن المنهي عنه فساده راجح على صالحه   سئل عن الرجل يشتري سلعة بمال حالل ولم يعلم أصل السلعة   انهاf فصل في شق ظروف الخمر وكسر دqن  سئل عن رجل يتجر في األقباع   ا بثمن مؤجل سئل عن رجل باع قمح]  سئل عن رجل اشترى غلة بدرهم معين إلى أجل   سئل عن رجل له في ذمة رجل دين   سئل عن الرجل عليه دين   سئل عمن طلب من إنسان سلعة تساوي خمسة عشر   سئل عن تاجرين عرضت عليهما سلعة للبيع فرغب في شرائها كل واحد

منهما  سئل عن سماسرة في فندق   ا بأضعاف قيمته سئل عن معسر تداين من رجل قمح]  ف ماال] وولد]ا وهو يعلم بحالهwسئل عن رجل مراب خل   سئل عن رجل يختلط ماله الحالل بالحرام   ا سئل عن امرأة كانت مغنية واكتسبت في جهلها ماال] كثير]  سئل عن الجهات بالزكاة والضمان باألسواق   طرونy سئل عن رجل له إقطاع باأل  سئل عن رجل نقل عن بعض السلف أنه قال أكل الحالل متعذر   فائدة في الورع وأصوله

  أحدها أنه ليس كل ما اعتقد فقيه معين أنه حرام كان حراما   األصل الثاني أن المسلم إذا عامل معاملة يعتقد هو جوازها وقبض

المال

Page 3: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

  األصل الثالث أن الحرام نوعان   األصل الرابع المال إذا تعذر معرفة مالكه صرف في مصالح

المسلمين  األصل الخامس المجهول في الشريعة كالمعدوم

o  عg fي باب الشروط في الب  وسئل عن رجل مسلم اشتري جارية كتابية وشرط عليها أن تصنع الخمر   سئل عن رجل اشترى من رجل دارا بألف وهي تساوي ألفين   ( فصل في قول النبي لعائشة )ابتاعيها واشترطي لهم الوالء   فصل في أصل الدين: أنه ال واجب إال ما أوجبه الل|ه ورسوله   سئل عن رجل ابتاع عبد]ا بشرط اإلبراء من سائر العيوب

o  باب الخيار   ا[ سئل عن رجلين تبايعا عين  سئل عن رجل أعطى نطع]ا لدالل يبيعه   سئل عمن يسوم السلعة بثمن كثير   سئل عن بيع المسترسل   فصل في بيع المغشوش الذي يعرف قدر غشه   ا يدخلون فيه صوف]ا ال ينتفع به[ سئل عن قوم يعملون عبي  سئل عن دار لرجل باع ثلثها   سئل عن دار بين شخصين باعها أحدهما عن نفسه   سئل عن أناس يتعانون خروج المياه مثل ماء الورد وغيره   سئل شيخ اإلسالم عن عمل الكيمياء   ا ثم خرج مستحق]ا ]ا وعقار] سئل عن رجل باع ملك  واألولياء وسئل عمن يقول ]السيميا[ و ]الكيمياء[ علمان من علوم األنبياء   سئل عن رجل اشترى عبد]ا سليم]ا من العيب ثم باعه   سئل عن رجل اشترى جارية فبانت عاشقة في سيدها الذي باعها   سئل عن رجل اشترى جارية صحيحة سالمة فهربت   ا[ سئل عن دابة لم يعلم أحد المتبايعين بها عيب  ا فبذره فتلف سئل عن رجل باع قمح]  ا بيع أمانة سئل عن رجل باع زوجته دار]  سئل عن رجل طلب من إنسان أن يقرضه دراهم وللرجل كرم   سئل عن امرأة اشترت خرقة تخيطها ثم بعد ذلك وجدتها خامية وفيها فزور   ا البنة تحت حجره[ سئل عن رجل باع ملك  سئل عن المشتري األول إذا لم يجز له التصرف قبل القبض فتلفت   ة مجازفة ثم تلفت fرg سئل عن رجل اشتري صyب  فصل في المقبوض بعقد فاسد

  فصل قاعدة في المقبوض بعقد فاسد   فصل في إيجاب المسمي أو مثله

  سئل عن رجل عاقد رجال على غلة غائبة   سئل عمن باع بيع]ا وجحد البيع   سئل عن رجل اشتري ملكا بثمن معين

o  باب الربــا   سئل عن تحريم الربا   فصل فيمن أوقع العقود المحرمة ثم تاب   سئل عما إذا أبدل قمحا بقمح   سئل عـن امرأة باعت أسورة ذهب بثمـن معـين إلى أجل معـين   سئل هل يجوز بيع الحياصة بنسيئة بزائد عن ثمنها   ( سئل عن حديث: )رخص في العرايا أن تباع بخرصها   سئل عن رجل اشترى قمحا بثمن معلوم إلى وقت معلوم   سئل عن رجل اضطر إلى قرضة دراهم فلم يجد من يقرضه إال رجل يأخذ

الفائدة

Page 4: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

  سئل عن رجل طلب من إنسان ألف درهم إلى سنة بألف ومائتي درهم فباعه

  سئل عن رجل تداين دينا فاشترى شيئا بحضرة الرجل ثم باعه عليه بفائدة   سئل عن رجل يداين الناس كل مائة بمائة وأربعين ويجعل سلفا على حرير   سئل عن رجل أراد االستدانة من رجل فقال: أعطيك كل مائة بكسب كذا   سئل عن رجل له مع رجل معاملة فتأخر له معه دراهم فطالبه وهو معسر   ]سئل عن ]العينة   سئل عن الرجل يبيع سلعة بثمن مؤجل ثم يشتريها من ذلك الرجل   سئل عن رجل دين رجال شعيرا   سئل عن رجل اشترى أربع أرادب قمح   سئل عمن يبيع فضة خالصة بفضة مغشوشة   [سئل عن بيع الفضة بالفضة المغشوشة متفاضال   سئل عن بيع األكاديس األفرنجية بالدراهم اإلسالمية   ا بدرهم سئل عمن اشترى الفلوس: أربعة عشر قرطاس]  سئل عن الفلوس وبيع بعضها ببعض متفاضال وصرفها بالدراهم   فصل في بيع الفضة بالفلوس النافقة   سئل عن رجل قال إلنسان: أعطني بهذه الدراهم أنصاف]ا   سئل عن الذهب المخيش   فصل في بيع الدراهم النقرة   سئل عن جماعة تبيع بدراهم وتوفي عن بعضها فلوسا محاباة   سئل عن الفلوس تشتري نقدا بشيء معلوم   سئل شيخ اإلسالم عمن يبخس المكيال والميزان

o  ارfول والثمyع األصg fي باب ب  سئل عن رجل اشترى دارا ولم يكن لها بروز   ا عالية وسافلة سئل عن رجل بني دار]  سئل عن رجل باع زرعا أخضر قبل أن يدرك   سئل عن بستان يختلف بدو شجره   فصل في بيع المقاثي   سئل عن رجل له سواقي يزرع فيها اللفت والجزر ونحوه   سئل عن بيـع ما في بطـن األرض من اللـفت والجـزر والقلقاس ونحوه   سئل عن بيع قصب السكر والقلقاس ونحو ذلك وهو قائم في األرض   فصل في بيع القلقاس والجزر واللفت ونحو ذلك   ا على قصب ونحوه وهو تحت األرض[ سئل عن إنسان عاقد إنسان

o  مfل wاب السf ب  عن السلم في الزيتون fلq ئ yس   سئل عن رجل عنده قمح قيمته وزن ثمانية عشر درهما   سئل عن امرأة تشتري قماشا بثمن حال وتبيعه بزائد الثلث إلى أجل معلوم   سئل هل يجوز بيع شاة بشاة إلى أجل   سئلعن رجل يشتري عش الحمامات ويقدم الفضة على عش السنة كلها   سئل عن رجل محتاج إلى تاجر عنده قماش   سئل عن رجل يخرج على القمح والشعير والفول والحمص ونحو ذلك   سئل عن رجل عنده فرس شراه بمائة وثمانين درهما   سئل عن شخص عنده صنف دفع له فيه رجل ألفين ومائة بالوزن   سئل عن االعتياض عن دين السلم إلى غيره   .سئل عن الرجل يسلم في شيء فهل له أن يأخذ من المسلم اليه غيره

  فصل في تعريف عوض المثل   سئل عن رجل له عند رجل مائة وثمانون   ن سلم حل فلم يكن عند المستسلف وفاءg سئل عن دfي  سئل عن الرجل يتدين ثم يعسر ويموت هل يطالب به

  باب القرض o  عن رجل أقرض لرجل ألف درهم fلq ئ yس

Page 5: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

o  سئل عن إنسان يريد أن يأخذ من إنسان دراهم قرض]ا o  سئل عمن أقرض رجال قرض]ا وامتنع أن يوفيه إياه o  سئل عما إذا أقرض رجل رجال دراهم ليستوفيها منه في بلد آخر o  سئل هل يجوز قرض الدراهم المغشوشة ويأخذها عدد]ا o  سئل عن جندي له إقطاع ويجيء إلى عند فالحيه فيطعموه هل يأكل o  سئل عن معلم له دين عند صانع يستعمله ألجله يأكل من أجرته o  سئل عن رجل له إقطاع أرض يعمل له أربعمائة إردب

  باب الرهن o  سئل عن رجل أرهن داره عند رجل على مال إلى أجل o  سئل عن رجل له نصف بستان والباقي لرجل آخر o  سئل عن رجل عنده رهن على مبلغ إلى مدة معلومة o  سئل عن رجل أرهن داره ثم أشهد على نفسه o  ا[ سئل عمن له على شخص دين وأرهن عليه رهنo  سئل عن رجل أمر أجيره أن يرهن شيئا عند شخص o  سئل عن رهن عند رجل على مبلغ إلى مدة وقد انقضت المدة o  سئل عن امرأة أسرت ولها ملك وزوج وأخ o  سئل عن رجل أقرض عمه خمسة آالف درهم o  ا على فرس فأخذ الفرس[ سئل عن رجل له دين على إنسان فوجد ولده راكبo  سئل عن رجل تحت يده رهن على دين ثم باعه مالكه o  ة فاستعملها المرتهنfياصqسئل عن رجل أرهن ح

  انَم باب الّض�o  ئل عن رجل ضامن معينا وقد طلبه غريمه بالمال yس o  سئل عن رجل ضمن آخر بدين في الذمة بغير إذنه o  سئل عن رجل تحت حجر والده وضمن بغير رضا والده o  سئل عن رجل ضمن أمالكا في ذمته وقد استحقت ولم يكن معه دراهم o  سئل عن ضامن على أن دواب قوم تنزل في خان البراة o  سئل عمن يكتب ضمان األسواق وغيرها من الكتابة التي ال تجوز في الشرع o  سئل عمن ضمن رجال ضمان السوق بإذنه o  سئل عن رجل ضمن رجال في الذمة على مبلغ وعند استحقاق المبلغ o  سئل عمن طلب بمال على ولده فتغيب الولد فطلب من جهة والده o  سئل عن كاتب عند أمير واقترض األمير من إنسان o  سئل عن ضامن يطلب منه السلطان على األفراح التي يحصل فيها بعض المنكرات o  سئل عن رجل ضمن في الذمة وهو من المضمون والضامن متزوج ابنة المضمون o  سئل عن جماعة ضمنوا شخص]ا لرجل وكان الضامن ضامنا وجه المضمون في

الحبسo  اله في الربيع ثم سرق من الجمال جملfمqال ربط جwسئل عن جم o  ا وكفله أبوه[ سئل عن صبي مميز استدان دينo  سئل عمن سلم غريمه إلى السجان ففرط فيه حتي هرب

  الة باب الحَوo  سئل عمن أحال بدين على صداق حال

Page 6: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

كتاب الفقــه

الجزء التاسع

ــــــــــع gـ fي الب

قال شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية ـ قدس الله روحه:/

بسم الله الرحمن الرحيم

قواعد جامعة عظيمة وأما العقود من المعامالت المالية، والنكاحية، وغيرها، فنذكر فيها المنفعة؛ فإن القول فيها كالقول في العبادات.

:على ثالثة أقوال فمن ذلك: ]صفة العقود[ ، فالفقهاء فيها

ال تصح إال بالصيغة، وهي العبارات التي قد يخصها أن األصل في العقود أنها أحدها: سواء في ذلك البيع، واإلجارة، والهبة، والنكاح، بعض الفقهاء باسم اإليجاب والقبول،

ظاهر قول الشافعي، وهو قول في مذهب أحمد، يكون والعتق، والوقف، وغير ذلك. وهذا كالبيع، والوقف، ويكون تارة رواية مخرجة؛ تارة رواية منصوصة في بعض المسائل؛

كالهبة، واإلجارة.

األخرس، ويقيمون ثم هؤالء يقيمون اإلشارة مقام العبارة عند العجز عنها، كما في إشارةا ـ الكتابة في مقام العبارة عند الحاجة،/وقد يستثنون مواضع دلت النصوص على ـ أيض]

فإنه ينحر، ثم يضمخ جوازها إذا مست الحاجة إليها، كما في الهدي إذا عfطfب دون محله، الهدية، ونحو ذلك. نعله المعلق في عنقه بدمه عالمة للناس. ومن أخذه ملكه، وكذلك

w }في قوله: لكن األصل عندهم هو اللفظ؛ ألن األصل في العقود هو التراضي المذكور qال إ

gمy اض� م�نك fرf ة] عfن ت fار fجq yونf ت fك fن ت yمg } [ ،29 ]النساء: { أ fك gنf ل qن طqب ا فfإ fفgس] gهy ن يgء� م�ن fن شfالنساء: { ع[ النفس ال تنضبط إال باأللفاظ التي قد جعلت إلبانة ما في القلب؛ [ ، والمعاني التي في4

المعاطاة ونحوها تحتمل وجوه]ا كثيرة؛ وألن العقود من جنس األقوال، فهي إذ األفعال من كالذكر والدعاء في العبادات. في المعامالت

باألفعال فيما كثر عقده باألفعال؛ كالمبيعات بالمعاطاة، : أنها تصحالقول الثانيfلf أرض]ا للدفن فيها وكالوقف في مثل من بني ب fمسجد]ا، وأذن للناس في الصالة فيه، أو س

للناس، وكبعض أنواع اإلجارة؛ كمن دفع ثوبه إلى غسال، أو خياط أو بني مطهرة وسبلها سفينة مالح، وكالهدية ونحو ذلك، فإن هذه العقود لو لم تنعقد يعمل باألجرة، أو ركب

لفسدت أمور الناس؛ وألن الناس من لدن النبي صلى الله عليه باألفعال الدالة عليها زالوا يتعاقدون في مثل هذه األشياء بال لفظ، بل بالفعل الدال على وسلم، وإلى يومنا، ما

الغالب على أصول / أبي حنيفة، وهو قول في مذهب أحمد، ووجه في المقصود، وهذا هو المعاطاة في األموال الجليلة فإنه ال حاجة إليه، ولم يجر به مذهب الشافعي، بخالف

العرف.

ما دل على مقصودها من قول أو فعل. فكل ما عده : أنها تنعقد بكلالقول الثالث وإن اختلف اصطالح الناس في األلفاظ واألفعال، الناس بيع]ا وإجارة فهو بيع وإجارة؛

بينهم، من الصيغ واألفعال، وليس لذلك حد مستمر، انعقد العقد عند كل قوم بما يفهمونه بتنوع اصطالح الناس، كما تتنوع لغاتهم. ال في شرع، وال في لغة، بل يتنوع

Page 7: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الفرس، أو الروم، فإن لفظ البيع واإلجارة في لغة العرب، ليس هو اللفظ الذي في لغة الواحدة، وال يجب على الناس أو الترك، أو البربر، أو الحبشة، بل قد تختلف أنواع اللغة

عليهم التعاقد بغير ما يتعاقد التزام نوع معين من االصطالحات في المعامالت، وال يحرم وإن كان قد يستحب بعض الصفات، به غيرهم، إذا كان ما تعاقدوا به داال] على مقصودهم،

وهذا هو الغالب على أصول مالك. وظاهر مذهب أحمد.

اللفظ من أحدهما، ولهذا يصح في ظاهر مذهبه بيع المعاطاة مطلق]ا، وإن كان قد /وجدا بدرهم فيعطيه. والفعل من اآلخر؛ بأن يقول: خذ هذا لله، فيأخذه. أو يقول: أعطني خبز] البقل، أو الحلواء، أو غير أو لم يوجد لفظ من أحدهما؛ بأن يضع الثمن، ويقبض جرزة

له بدله، فإذا وضع البدل الذي ذلك، كما يتعامل به غالب الناس. أو يضع المتاع ليوضع المشرق. يرضي به أخذه، كما يجلبه التجار على عادة بعض أهل

ومثل تجهيز الزوجة بمال فكل ما عده الناس بيع]ا فهو بيع. وكذلك في الهبة مثل الهدية. ال عارية. وكذلك اإلجارات؛ يحمل معها إلى بيت زوجها، إذا كانت العادة جارية بأنه عطية

أو الحم|ار، أو البغ|ال المكاري مثل ركوب سفينة المالح المكاري، وركوب دابة الجم|ال، الحم|امي؛ يدخلها الناس باألجرة، على الوجه المعتاد أنه إجارة، ومثل الدخول إلى حمام

|اط، يعمل باألجر، ال، أو خي أو دفع الطعام إلى طباخ، أو شو|اي ومثل دفع الثوب إلى غس|ا أو غير مشروح. لآلخر، سواء شوي اللحم مشروح]

بهذه األلف، أو بهذا حتى اختلف أصحابه، هل يقع الخلع بالمعاطاة، مثل أن تقول: اخلعني بالمعاوضة، فذهب العكبريون؛ الثوب، فيقبض العqوfض على الوجه المعتاد أنه رضي منه

وذكروا من كالم أحمد، ومن كأبي حفص، وأبي على بن شهاب، إلى أن ذلك خلع صحيح، قولهم. ولعله هو الغالب على كالم غيره / من السلف من الصحابة والتابعين ما يوافق واحتج على أنه يقع بالكتاب نصوصه، بل قد نص على أن الطالق يقع بالفعل والقول.

ألمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: )إن الله تجاوز عمل. وذهب البغداديون الذين كانوا في ذلك الوقت، به أو تعمل به(. قال: وإذا كتب فقد

اتبعهم؛ كالقاضي أبي يعلي ومن سلك سبيله: أنه ال تقع كأبي عبد الله بن حامد، ومن من كالم أحمد ما اعتمدوه في ذلك؛ بناء على أن الفرقة فسخ الفرقة إال بالكالم، وذكروا لفظ. فكذلك فسخه. النكاح، والنكاح يفتقر إلى

حامد والقاضي وأصحابه، مثل أبي الخطاب وعامة : فقال هؤالء؛ كابنوأما النكاح اإلنكاح والتزويج، كما قاله الشافعي،بناء على أنه ال ينعقد المتأخرين: إنه ال ينعقد إال بلفظ

تفتقر إلى نية، والشهادة شرط في صحة النكاح، والشهادة على النية بالكناية؛ ألن الكناية ومنعوا من انعقاد النكاح بلفظ الهبة أو العطية أو غيرهما من ألفاظ التمليك. غير ممكنة.

بلفظ العربية لمن وقال أكثر هؤالء؛ كابن حامد والقاضي والمتأخرين: إنه ال ينعقد إال وإن قدر على تعلمها يحسنها. فإن لم يقدر على تعلمها انعقد بمعناها الخاص بكل لسان،وgب fالتعبد. ففيه وجهان؛ / بناء على أنه مختص بهذين اللفظين، وأن فيه ش

أحمد على ذلك، وهذا ـ مع أنه ليس منصوص]ا عن أحمد ـ فهو مخالف ألصوله، ولم ينص إذا وهبت نفسها وال نقلوا عنه نص]ا في ذلك، وإنما نقلوا قوله في رواية أبي الحارث:

الqصfة] لwكf مqن دyونq }لرجل فليس بنكاح؛ فإن الله تعالى قال: fخ fينq gمyؤgمqن [ ،50 ]األحزاب: { ال كان من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وهو النكاح وهذا إنما هو نص على منع ما

المشهور عنه على أن النكاح ينعقد بقوله ألمته: أعتقتك بغير مهر، بل قد نص أحمد في وبقوله: جعلتy عتقك صداقك، أو صداقك عتقك. ذكر ذلك في غير وجعلتy عتقك صداقك.

موضع من جواباته.

Page 8: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

البد مع ذلك من أن فاختلف أصحابه، فأما أبو عبد الله بن حامد: فطرد قياسه وقال: إال بهاتين الصيغتين. وأما يقول: تزوجتها، أو نكحتها؛ ألن النكاح ال ينعقد قط بالعربية

من القياس الذي وافقوا عليه ابن القاضي أبو يعلي وغيره: فجعلوا هذه الصورة مستثناة قوال] في المذهب: أنه ينعقد بغير حامد، وأن ذلك من صور االستحسان. وذكر ابن عقيل

أشبه بنصوص أحمد وأصوله. ومذهب مالك لفظ اإلنكاح والتزويج؛ لنص أحمد بهذا. وهذا اختلفوا: هل ينعقد بغير لفظ اإلنكاح والتزويج؟ في ذلك شبيه بمذهبه؛ فإن أصحاب مالك

هو منع ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم من علي/ قولين. والمنصوص عنه إنما القاسم: وإن وهب ابنته وهو يريد إنكاحها فال أحفظه عن هبة البضع بغير مهر. قال ابن

مالك. فهو عندي جائز.

ـ بعيد عن وما ذكره بعض أصحاب مالك وأحمد ـ من أنه ال ينعقد إال بهذين اللفظين أصولهما؛ فإن الحكم مبني على مقدمتين:

ومذهبهما المشهور: أن إحداهما: أن ما سوي ذلك كناية، وأن الكناية تفتقر إلى النية. النية؛ ولهذا جعال الكنايات في داللة الحال في الكنايات تجعلها صريحة، وتقوم مقام إظهار

الطالق والقذف ونحوهما مع داللة الحال كالصريح.

لذلك، والتحدث بما ومعلوم أن دالالت األحوال في النكاح معروفة: من اجتماع الناس الحاضرون باالضطرار أن اجتمعوا له. فإذا قال بعد ذلك: ملكتكها لك بألف درهم، علم]ا؛ المراد به اإلنكاح. وقد شاع هذا اللفظ في عرف الناس حتى ]ا ومالك سموا عقده: إمالك الواهبة ـ الذي التمس فلم ولهذا روي الناس قول النبي صلى الله عليه وسلم لخاطب

من القرآن(، وتارة: )ملكتكها(، وإن يجد خاتم]ا من حديد ـ رووه تارة: )أنكحتكها بما معك عنه أنه اقتصر على )ملكتكها(، بل إما أنه قالهما كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت

لما كان اللفظان عندهم في مثل هذا الموضع سواء / رووا جميع]ا، أو قال أحدهما، لكن هكذا. الحديث تارة هكذا، وتارة

ونصوصه، وعن ثم تعيين اللفظ العربي في مثل هذا في غاية البعد عن أصول أحمد قربة فإنما هو أصول األدلة الشرعية؛ إذ النكاح يصح من الكافر والمسلم، وهو وإن كان

عجمي. وكذلك الصدقة كالعتق والصدقة. ومعلوم أن العتق ال يتعين له لفظ؛ ال عربي وال تعلم العربية في الحال، والوقف والهبة ال يتعين لها لفظ عربي باإلجماع، ثم العجمي إذا

اعتادها. قد ال يفهم المقصود من ذلك اللفظ كما يفهمه من اللغة التي

أنواع الخطاب بغير نعم، لو قيل: تكره العقود بغير العربية لغير حاجة كما يكره سائر والشافعي ما يدل على العربية لغير حاجة؛ لكان متوجه]ا، كما قد روي عن مالك وأحمد

هذه المسألة في غير هذا كراهة اعتياد المخاطبة بغير العربية لغير حاجة. وقد ذكرنا الموضع.

وقد ذكر أصحاب مالك والشافعي وأصحاب أحمد؛ كالقاضي أبي يعلي، وابن بينهم جاز عقيل،والمتأخرين: أنه يرجع في نكاح الكفار إلى عادتهم. فما اعتقدوه نكاح]ا

مانع، وإن كانوا إقرارهم عليه إذا أسلموا وتحاكموا إلينا، إذا لم يكن حينئذ مشتمال] على حربي حربية فوطئها،/ أو يعتقدون أنه ليس بنكاح لم يجز اإلقرار عليه، حتى قالوا: لو قهر

ا أقرا عليه، وإال فال. طاوعته واعتقداه نكاح]

المسلم دون الكافر، ومعلوم أن كون القول أو الفعل يدل على مقصود العقد ال يختص به كما قال تعالى: وإنما اختص المسلم بأن الله أمر في النكاح بأن يميز عن السفاح،

wخqذqي } f مyت افqحqينf وfال fسyم fرg qينf غfي fخgدfان� مyحgصqن gرf }[ ، وقال: 5 ]المائدة: { أ fات� غfي f مyحgصfن افqحfات� وfال fسyم fخgدfان wخqذfاتq أ بالولي والشهود ونحو ذلك، مبالغة في تمييزه عن [ ، فأمر25 ]النساء: { مyت

Page 9: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بالبغايا، حتى شرع فيه الضرب بالدف والوليمة السفاح، وصيانة للنساء عن التشبه )المرأة ال تزوج نفسها(؛ فإن البغي هي التي تزوج الموجبة لشهرته؛ ولهذا جاء في األثر:

أو باإلعالن، أو بهما جميع]ا: ثالثة أقوال، هي ثالث روايات في نفسها. وأمر فيه باإلشهاد، اقتصر على اإلشهاد علله بأن به يحصل اإلعالن المميز له عن السفاح، مذهب أحمد. ومن

عند التجاحد. وبأنه يحفظ النسب

بينة. فأما التزام لفظ فهذه األمور التي اعتبرها الشارع في الكتاب والسنة واآلثار حكمتها مخصوص فليس فيه أثر وال نظر.

ذكرناها من أن العقود تصح بكل ما دل على مقصودها التي وهذه القاعدة الجامعة أصول الشريعة. وهي التي تعرفها القلوب؛ وذلك أن من قول أو فعل، هي التي تدل عليها

g مfا } / الله ـ سبحانه وتعالى ـ قال: اء فfانكqحyوا fس� yم م�نf الن fك [ ، وقال:3 ]النساء: { طfابf لfامfى } fي gوا األyحqنكf yمg وfأ |هy }[ ، وقال: 32 ]النور: { مqنك fحfلw الل gعf وfأ fي gب qن }[ ، وقال: 275 ]البقرة: { ال فfإ

yمg عfن fك gنf ل ]ا طqب ]ا مwرqيئ qيئ yوهy هfن yل ا فfك fفgس] gهy ن يgء� م�ن fن }[ ، وقال: 4 ]النساء: { شfة] ع fار fجq yونf ت fك fن ت w أ qال إ

اض� fرf yمg ت yمg }[ ، وقال: 29 ]النساء: { م�نك fك ضfعgنf ل gرf qنg أ هyنw فfإ fورyجy yوهyنw أ [ ، وقال:6 ]الطالق: { فfآت

yم } fنت fدfاي qذfا ت yوهy إ yب gت fجfل� م�سfم�ى فfاك qلfى أ gن� إ qدfي fن } إلى قوله: { ب w أ qال yمg إ fك gن fي fهfا ب ون yيرqدy ة] ت fرqاضfة] ح fار fجq yونf ت fك تfاح� ن yج gمy gك fي gسf عfل fي qب� فfل fات yضfآرw ك f ي yمg وfال fعgت fاي fب qذfا ت g إ هqدyوgا gشf yوهfا وfأ yب gت fك w ت fال wهy فyسyوق� أ qن g فfإ yوا fفgعfل qن ت هqيد� وfإ fش f وfال

fه| g الل wقyوا yمg وfات qك yمg عfلfى ب yنت qن ك qيم� وfإ يgء� عfل fل� شy qك |هy ب |هy وfالل yمy الل �مyك yعfل ]ا فfرqهfان� وfي qب fات g ك fجqدyوا fمg ت فfر� وfل fس yوضfة� wذqي }[ ، وقال: 283، 282]البقرة: { مwقgب ]ا مwن ذfا ال ن fسfض]ا ح gرfق fه| yقgرqضy الل [245 ]البقرة: { ي

fلy }، وقال: fتg مwث fت fنب wة� أ ب fح qلf fمfث |هq ك qيلq الل ب fي سqف gمyهf مgوfالf yنفqقyونf أ wذqينf ي qلf ال fاب ن fس fعg ب f[261 ]البقرة: { س

|هy }، وقال: fمgحfقy الل qي الصwدfقfاتq ي ب gرy fا وfي ب gر� qنw } [ ، وقال:276 ]البقرة: { ال gمyصwد�قfاتq إ gمyصwد�قqينf وfال ال]ا ن fسfض]ا ح gرfق fهw ضyوا الل fرgقf fهyمg وfأ yضfاعfفy ل fحgرqيرy }[ ، وقال: 18 ]الحديد: { ي fة� فfت قfب f[ ،3 ]المجادلة: { ر

�قyوهyنw }وقال: qهqنw فfطfل qعqدwت yوهyنw }[ ، وقال: 1 ]الطالق: { ل ك qسgمf وف� فfأ yرgعfمq حyوهyنw ب ر� fس gو

f وف� أ yرgعfمq { با، وإما إباحة، [ ،231]البقرة: إلى غير ذلك من اآليات المشروع فيها هذه العقود: إما أمر] فيها عن بعضها؛ كالربا؛ فإن الداللة فيها من وجوه: والمنهي

yونf }أحـدها: أنـه اكتفي بالتراضي في البيـع في قولـه: fك fن ت w أ qال yمg إ اض� م�نك fرf ة] عfن ت fار fجq { تا }في التبرع في قوله: [ ، وبطيب النفس29]النساء: fفgس] gهy ن يgء� م�ن fن شfع gمy fك gنf ل qن طqب فfإ

yوهy yل ]ا فfك ]ا مwرqيئ qيئ جنس التبرعات، ولم ، فتلك اآلية في جنس المعاوضات.وهذه اآلية في { هfن]ا يدل على التراضي،وعلي طيب ]ا،وال فعال معين النفس،ونحن نعلم يشترط لفظ]ا معين

وطيب النفس باالضطرار من عادات الناس في أقوالهم وأفعالهم أنهم يعلمون التراضي بطرق متعددة.

وإذا وجد تعلق والعلم به ضروري في غالب ما يعتاد من العقود، وهو ظاهر في بعضها، معين على أن الحكم بهما بداللة القرآن. وبعض الناس قد يحمله اللدد في نصره لقول

فإن جحد يجحد ما يعلمه الناس من التراضي وطيب النفس. فال عبرة بجحد مثل هذا؛ بالفطرة الضروريات قد يقع كثيرا عن مواطأة، وتلقين في األخبار والمذاهب. فالعبرة

يحصل بها العلم حيث السليمة التي لم يعارضها ما يغيرها؛ ولهذا قلنا: إن األخبار المتواترة فأما مع التواطؤ واالتفاق ال تواطؤ على الكذب؛ ألن الفطر السليمة ال تتفق على الكذب.

فقد يتفق جماعات على الكذب.

معلق]ا بها أحكام شرعية، الوجه الثاني: أن هذه األسماء جاءت في كتاب الله وسنة رسوله كالشمس، والقمر، والبر، والبحر، وكل اسم فال بد له من حد. فمنه ما يعلم حده باللغة؛

والكافر والمنافق، وكالصالة، والزكاة، والسماء، واألرض. ومنه ما يعلم بالشرع؛ كالمؤمن اللغة وال في الشرع، فالمرجع فيه إلى عرف والصيام،/ والحج. وما لم يكن له حد في

عليه وسلم: )من ابتاع طعام]ا فال يبعه حتى الناس كالقبض المذكور في قوله صلى الله يقبضه(.

Page 10: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

في كتاب الله وال سنة ومعلوم أن البيع واإلجارة والهبة ونحوها لم يحد الشارع لها حد]ا؛ ال صفة معينة من األلفاظ أو رسوله، وال نقل عن أحد من الصحابة والتابعين أنه عين للعقود

الخاصة، بل قد قيل: إن هذا غيرها، أو قال ما يدل على ذلك من أنها ال تنعقد إال بالصيغ وليس لذلك حد في لغة العرب، بحيث القول مما يخالف اإلجماع القديم، وأنه من البدع. هذا بيع]ا، حتى يدخل أحدهما في خطاب يقال: إن أهل اللغة يسمون هذا بيع]ا وال يسمون العرب هذه المعاقدات بيع]ا دليل على أنها الله وال يدخل اآلخر، بل تسمية أهل العرف من

وتقريرها؛ ال نقلها وتغييرها. فإذا لم يكن له حد في لغتهم تسمي بيع]ا. واألصل بقاء اللغة المرجع فيه إلى عرف الناس وعاداتهم. فما سموه بيع]ا فهو في الشرع وال في اللغة كان

هبة. بيع وما سموه هبة فهو

عبادات يصلح بها دينهم، الوجه الثالث: أن تصرفات العباد من األقوال واألفعال نوعان: نعلم أن العبادات التي وعادات يحتاجون إليها في دنياهم. فباستقراء أصول الشريعة

العادات فهي ما اعتاده الناس في أوجبها الله أو أحبها ال يثبت األمر بها إال بالشرع. وأما فال يحظر منه إال ما حظره الله ـ دنياهم مما / يحتاجون إليه، واألصل فيه عدم الحظر،

ا بها. سبحانه وتعالى. وذلك ألن األمر والنهي هما شرع الله، والعبادة البد أن تكون مأمور] عليه بأنه عبادة؟! وما لم يثبت من العبادات أنه فما لم يثبت أنه مأمور به كيف يحكم

محظور؟! ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث منهي عنه كيف يحكم على أنه العبادات التوقيف، فال يشرع منها إال ما شرعه الله تعالى، وإال يقولون: إن األصل في

fمg }قوله: دخلنا في معني qهq أ gذfن ب fأ fمg ي fهyم م�نf الد�ينq مfا ل عyوا ل fر fاء شf ك fر yش gمyهf wهy ل ]الشوري: { الل21]

قyلg }في معني قوله: والعادات األصل فيها العفو، فال يحظر منها إال ما حرمه، وإال دخلنا

ق� gز yم م�ن ر� fك |هy ل لf الل fنزf yم مwا أ gت fي أ fرf fال] أ ام]ا وfحfال fرfح yهg yم م�ن gت عfل fجfذم الله [ ؛ ولهذا59 ]يونس: { ف

سورة المشركين الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله، وحرموا ما لم يحرمه فيq }األنعام من قوله تعالى: gعfام fن ثq وfاأل gرfحg f مqنf ال أ fرfم�ا ذqم qه| qل g ل yوا عgمqهqمg وfجfعfل fزq |هq ب qل ذfا ل fهـ g yوا ]ا فfقfال fصqيب ن

fا فfمfا qن fآئ ك fر yشqا لfذ fهـfو yلqصf |هq فfهyوf ي qل fانf ل |هq وfمfا ك qلfى الل fصqلy إ f ي qهqمg فfال fآئ ك fر yشqل fانf اء مfا ك fس gمqهq fآئ ك fر yى شfلq إfير� م�نq fث qك wنf ل ي fز fكq fذfل yمyونf وfك fحgك g ي وا yسq gب fل qي دyوهyمg وfل gرy qي fآؤyهyمg ل ك fر yش gمqهqدf وgال

f gلf أ qينf قfت رqك gشyمg fوg ال fهyمg وfل gهqمg دqين fي عfلهyمg وfمfا gرfذfف yوهy |هy مfا فfعfل اء الل fش w qال fطgعfمyهfا إ w ي ث� حqجgر� ال gرfحfام� وfعg fن ذqهq أ fهـ g yوا ونf وfقfال yرf fفgت عgمqهqمg ي fزq اء ب fش| مfن ن

w gعfام� ال fن هfا وfأ yورyهyظ gتfم gعfام� حyر� fن qمfا وfأ fجgزqيهqم ب ي fس qهg fي اء عfل fرq gهfا افgت fي |هq عfل مf الل gاس fون yرy fذgك ونf ي yرf fفgت g ي yوا fان { ك من العبادات، ومن التحريمات. وفي صحيح مسلم [ ، فذكر ما ابتدعوه138ـ 136]األنعام:

النبي صلى الله عليه وسلم قال: )قال الله عن عياض بن حمار ـ رضي الله عنه ـ عنfفاء، ن yلهم، تعالى: إني خلقت عبادي ح yعليهم ما أحللت gتfم wفاجتالتهم الشياطين، وحر

gهم أن يشركوا بي ما لم ت fرfل به سلطانا(. وأمqأنز

وهذه ]قاعدة عظيمة نافعة[ . وإذا كان كذلك، فنقول:

في معاشهم؛ كاألكل البيع والهبة واإلجارة وغيرها هي من العادات التي يحتاج الناس إليها الحسنة، فحرمت والشرب واللباس؛ فإن الشريعة قد جاءت في هذه العادات باآلداب

هت ما ال ينبغي، واستحبت wما فيه مصلحة منها ما فيه فساد، وأوجبت ما البد منه، وكر راجحة في أنواع هذه العادات ومقاديرها وصفاتها.

الشريعة. كما وإذا كان كذلك، فالناس يتبايعون ويستأجرون كيف شاؤوا، ما لم تحرم يستحب، أو يأكلون ويشربون كيف شاؤوا ما لم تحرم الشريعة. وإن كان بعض ذلك قد األصلى. يكون مكروه]ا، وما لم تحد الشريعة في ذلك حد]ا، فيبقون فيه على اإلطالق

وسلم والصحابة وأما السنة واإلجماع: فمن تتبع ما ورد عن النبي صلى الله عليه لم يكونوا والتابعين من أنواع المبايعات والمؤاجرات والتبرعات،/ علم ضرورة أنهم

Page 11: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الغرض التنبيه يلتزمون الصيغة من الطرفين. واآلثار في ذلك كثيرة ليس هذا موضعها؛ إذ على القواعد، وإال فالكالم في أعيان المسائل له موضع غير هذا.

بنوا المساجد فمن ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بني مسجده، والمسلمون ما يشبه هذا على عهده وبعد موته، ولم يأمر أحد]ا أن يقول: وقفت هذا المسجد، وال]ا في الجنة(، اللفظ، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم: )من بنى مسجد]ا بني الله له بيت

الجمل من عبد الله بن عمر بن فعلق الحكم بنفس بنائه. وفي الصحيحين: أنه لما اشتري يصدر من ابن عمر لفظ قبول. وكان الخطاب قال: )هو لك يا عبد الله ابن عمر(، ولم

ولما نحر البدنات قال: )من شاء اقتطع( مع يهدي ويهدي له. فيكون قبض الهدية قبولها.]ا yسأل فيعطي، أو يعطي إمكان قسمتها. فكان هذا إيجاب وكان االقتطاع هو القبول. وكان ي ويكون اإلعطاء هو اإليجاب، واألخذ هو القبول، في قضايا من غير سؤال فيقبض المعطي.

اآلخذين بلفظ، وال يلتزم أن يتلفظ لهم بصيغة، كما في إعطائه كثيرة جد]ا؛ ولم يكن يأمر وللعباس، وغيرهم. للمؤلفة قلوبهم،

ونحوها من وجعل إظهار الصفات في المبيع بمنزلة اشتراطها باللفظ في مثل المصراة المدلسات.

صلى الله عليه وسلم وأيض]ا، فإن التصرفات جنسان: عقود، وقبوض. كما جمعهما النبي/ا إذا اشتري، ا إذا باع، سمح] ا إذا في قوله: )رحم الله عبد]ا سمح] ا إذا قضي، سمح] سمح]

والعطاء. اقتضي( ويقول الناس: البيع والشراء، واألخذ

تفيد وجوب القبض أو والمقصود من العقود: إنما هو القبض واالستيفاء؛ فإن المعاقدات بمنزلة فعل المأمور به جوازه؛ بمنزلة إيجاب الشارع. ثم التقابض ونحوه وفاء بالعقود،

في الشرعيات.

تتعلق بالقبض. والقبض ينقسم إلى صحيح وفاسد، كالعقد. وتتعلق به أحكام شرعية، كما فيه جميع فإذا كان المرجع في القبض إلى عرف الناس وعاداتهم من غير حد يستوي

قلت: أحد نوعي الناس في جميع األحوال واألوقات، فكذلك العقود. وإن حررت عبارته. التصرفات. فكان المرجع فيه إلى عادة الناس كالنوع اآلخر.

التصرف بطريق الوكالة؛ ومما يلتحق بهذا: أن اإلذن العرفي في اإلباحة أو التمليك أو يدل عليها من قول وفعل، كاإلذن اللفظي. فكل واحد من الوكالة واإلباحة ينعقد بما

يخرج مبايعة النبي / صلى والعلم برضا المستحق يقوم مقام إظهاره للرضا. وعلي هذا]ا، وإدخاله أهل الخندق إلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان بيعة الرضوان، وكان غائب

أنهما راضيان بذلك. ولما دعاه صلى منزل أبي طلحة ومنزل جابر بدون استئذانهما؛ لعلمه فلم يدخله حتى استأذن اللحام الداعي. الله عليه وسلم الل|حام سادس ستة، اتبعهم رجل،

لما دخلوا منزله وأكلوا طعامه، قال: وكذلك ما يؤثر عن الحسن البصري: أن أصحابهyدخqل ذكرتموني أخالق قوم قد مضوا. وكذلك معني قول أبي جعفر: إن اإلخوان مfنg ي

شاء. أحدهم يده في جيب صاحبه، فيأخذ منه ما

كان لي ولبني عبد ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمن استوهبه كبة شعر: )أما ما يقول: إنه أعطاهم من المطلب، فقد وهبته لك(. وكذلك إعطاؤه المؤلفة قلوبهم عند من

ج اإلمام أحمد بيع حكيم بن حزام وعروة بن الجعد، لما أربعة األخماس. وعلي هذا خر| فاشتري شاتين وباع إحداهما وكله النبي صلى الله عليه وسلم في شراء شاة بدينار،

وتارة بالتبرع، وتارة باالنتفاع، بدينار؛ فإن التصرف بغير استئذان خاص: تارة بالمعاوضة،.مأخذه: إما إذن عرفي عام، أو خاص

Page 12: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فصل

القاعدة الثانية في العقود حاللها وحرامها

بالباطل. وذم األحبار والرهبان واألصل في ذلك: أن الله حرم في كتابه أكل أموالنا بيننا أخذهم الربا وقد نهوا عنه، وأكلهم الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، وذم إليهود على

بالباطل في المعاوضات والتبرعات، وما أموال الناس بالباطل. وهذا يعم كل ما يؤكل المال بالباطل في المعاوضة نوعان، ذكرهما يؤخذ بغير رضا المستحق واالستحقاق. وأكل

فذكر تحريم الربا الذي هو ضد الصدقة في آخر الله في كتابه هما: الربا، والميسر. و]الروم[ و]المدثر[ . وذم إليهود عليه في ]سورة ]سورة البقرة[ و]سورة آل عمران[

الميسر في ]سورة المائدة[ . النساء[ وذكر تحريم

كتابه.)فنهى صلى الله ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما جمعه الله فير(، كما رواه مسلم وغيره عن أبي fرfهريرة ـ رضي الله عنه. عليه وسلم عن بيع الغ

هو القمار. وذلك: أن العبد إذا والغرر: هو المجهول العاقبة. فإن بيعه من الميسر الذي إذا باعه فإنما يبيعه مخاطرة، فيشتريه أبق،/ أو الفرس أو البعير إذا شرد، فإن صاحبه البائع: قمرتني، وأخذت مالي بثمن المشتري بدون ثمنه بكثير. فإن حصل له قال

الثمن مني بال عوض، فيفضي إلى قليل،وإن لم يحصل قال المشتري:قمرتني وأخذت فيه من أكل المال بالباطل، الذي مفسدة الميسر،التي هي إيقاع العداوة والبغضاء،مع ما

وبغضاء. هو نوع من الظلم. ففي بيع الغرر ظلم، وعداوة،

fل ب fة، والمالقيح، ومن نوع الغرر ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من بيع حfلf ب fالح المالمسة والمنابذة ونحو والمضامين، ومن بيع السنين، وبيع الثمر قبل بدو صالحه، وبيع

ذلك: كله من نوع الغرر.

|هf }أشد؛ ولهذا قال تعالى: : فتحريمه في القرآنوأما الربا g الل wقyوا g ات yوا wذqينf آمfن �هfا ال يf fا أ ي

g مfا وا yرfذfو g yوا gذfن g فfأ yوا fفgعfل wمg ت qن ل qينf فfإ yم م�ؤgمqن yنت qن ك fا إ ب fقqيf مqنf الر� qهq ب ول yس fرfو qه| ب� م�نf الل gرfحq ]البقرة: { ب النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر، كما خرجاه في الصحيحين [ ، وذكره278،279

عنه. وذكر الله أنه حرم على الذين هادوا طيبات أحلت لهم عن أبي هريرة رضي الله الله، وأخذهم الربا، وأكلهم أموال الناس بالباطل. بظلمهم، وصدهم عن سبيل

عند الناس. وأخبر سبحانه أنه يمحق الربا، كما يربي الصدقات. وكالهما أمر مجرب

يأخذ ألف]ا حالة بألف وذلك: أن الربا أصله إنما يتعامل به المحتاج، وإال فالموسر ال/ المال بمثله وزيادة إلى أجل ومائتين مؤجلة إذا لم يكن له حاجة لتلك األلف. وإنما يأخذ

بخالف الميسر، فإن المظلوم فيه من هو محتاج إليه، فتقع تلك الزيادة ظلم]ا للمحتاج، صوره عن الظلم إذا وجد في غير مفتقر، وال هو محتاج إلى العقد. وقد تخلو بعض

محقق للمحتاج؛ ولهذا كان ضد المستقبل المبيع على الصفة التي ظناها، والربا فيه ظلم الفقراء؛ فإن مصلحة الغني الصدقة، فإن الله لم يدع األغنياء حتى أوجب عليهم إعطاء

معه، فهو بمنزلة من له على رجل والفقير في الدين والدنيا ال تتم إال بذلك. فإذا أربي دينه. فهذا من أشد أنواع الظلم دين فمنعه دينه وظلمه زيادة أخري، والغريم محتاج إلى

اآلخذ، ومؤكله:وهو المحتاج المعطي ولعظمته،لعن صلى الله عليه وسلم آكله: وهو للزيادة، وشاهديه وكاتبه؛ إلعانتهم عليه.

إلفضائها إلى الفساد ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم حرم أشياء مما يخفي فيها الفساد الفضل؛ فإن الحكمة فيه المحقق، كما حرم قليل الخمر؛ ألنه يدعو إلى كثيرها؛ مثل ربا

الصفات؛ مثل: كون الدرهم قد تخفي؛ إذ العاقل ال يبيع درهم]ا بدرهمين؛ إال الختالف

Page 13: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ا، والدرهمين مكسورين، أو كون الدرهم مصوغ]ا، أو من نقد نافqق� ونحو ذلك؛ ولذلك صحيح]ا، حتى أخبرهم خفيت حكمة تحريمه على ابن عباس ومعاوية / وغيرهما، فلم يروا به بأس]

بتحريم النبي صلى الله عليه الصحابة األكابر؛ كعبادة بن الصامت، وأبي سعيد، وغيرهما، وسلم لربا الفضل.

إما المعدوم؛ كحبل الحبلة، وبيع السنين. وإما المعجوز ، فإنه ثالثة أنواع:وأما الغرر وإما المجهول المطلق، أو المعين المجهول جنسه أو قدره، عن تسليمه؛ كالعبد اآلبق.

yكf عبد]ا، أو qعgت بعتك ما في بيتي، أو بعتك عبيدي. كقوله: ب

بعتك الثوب الذي في فأما المعين المعلوم جنسه وقدره، المجهول نوعه أو صفته، كقوله:yم|ي، أو العبد الذي أملكه ونحو ذلك، ففيه خالف مشهور، وتغلب مسألة بيع األعيان ك كقول الشافعي في الغائبة، وعن أحمد فيه ثالث روايات، إحداهن: ال يصح بيعه بحال؛ كقول أبي حنيفة. وقد الجديد. والثانية: يصح وإن لم يوصف، وللمشتري الخيار إذا رآه؛

أنه يصح بالصفة، وال يصح بدون روي عن أحمد: ال خيار له. والثالثة ـ وهي المشهورة ـ: الصفة، كالمطلق الذي في الذمة. وهو قول مالك.

فإن تحريمه ومفسدة الغرر أقل من الربا؛ فلذلك رخص فيما تدعو إليه / الحاجة منه؛ا مثل بيع العقار جملة، وإن لم يعلم دواخل ا من ضرر كونه غرر] الحيطان أشد ضرر]

اللبن، وإن واألساس. ومثل بيع الحيوان الحامل أو المرضع، وإن لم يعلم مقدار الحمل أو بيع الثمرة بعد بدو كان قد نهى عن بيع الحمل مفرد]ا. وكذلك اللبن عند األكثرين. وكذلك

إليه الجمهور؛ كمالك صالحها؛ فإنه يصح، مستحق اإلبقاء، كما دلت عليه السنة، وذهب تخلق بعد. والشافعي وأحمد. وإن كانت األجزاء التي يكمل الصالح بها لم

: أن gت fر� بy يشترط المبتاع ثمرتها. فيكون وجوز النبي صلى الله عليه وسلم إذا باع نخال] قد أ

لألصل. قد اشتري ثمرة قبل بدو صالحها، لكن على وجه البيع

]ا وتبع]ا ما ال يجوز من غيره. فظهر أنه يجوز من الغرر اليسير ضمن

المفاضلة المتيقنة، بل ولما احتاج الناس إلى العرايا أرخص في بيعها بالخfرgص، ولم يجوز قدر النصاب خمسة سوغ المساواة بالخرص في القليل الذي تدعو إليه الحاجة، وهو

كان المشهور عن أوسق، أو ما دون النصاب. على اختالف القولين للشافعي، وأحمد، وإن أحمد ما دون النصاب.

ذلك عن سعيد إذا تبين ذلك، فأصول مالك في البيوع أجود من أصول غيره؛ / فإنه أخذ يقال: عطاء أفقه الناس ابن المسيب الذي كان يقال: هو أفقه الناس في البيوع. كما كان

لذلك كله؛ ولهذا وافق أحمد في المناسك، وإبراهيم أفقههم في الصالة، والحسن أجمعهم من أجوبته. واإلمام أحمد كل واحد من التابعين في أغلب ما فضل فيه لمن استقرأ ذلك

ويشددان فيه حق التشديد؛ لما موافق لمالك في ذلك في األغلب، فانهما يحرمان الربا عليه بكل طريق، حتى يمنعا تقدم من شدة تحريمه وعظم مفسدته، ويمنعان االحتيال يبالغ في سد الذرائع ما ال يختلف الذريعة المفضية إليه، وإن لم تكن حيلة، وإن كان مالك

عنه على منع الحيل كلها. قول أحمد فيه، أو ال يقوله، لكنه يوافقه بال خالف

يضموا إلى أحد العوضين ما ليس بمقصود، أو يضموا إلى : إما أنوجماع الحيل نوعان العقد عقد]ا ليس بمقصود.

]ا بجنسه، ومعهما أو مع أحدهما ما ليس فاألول: مسألة ]مد عجوة[ وضابطها: أن يبيع ربوي ونحو ذلك، فيضم إلى الفضة من جنسه، مثل أن يكون غرضهما بيع فضة بفضة متفاضال]

Page 14: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

دينار. فمتي كان المقصود بيع القليلة عوض]ا آخر، حتى يبيع ألف دينار في منديل بألفي بال خالف عند مالك وأحمد وغيرهما، الربوي بجنسه متفاضال] حرمت مسألة ]مد عجوة[ ، وإن كان / قدماء الكوفيين يحرمون وإنما يسوغ مثل هذا من جوز الحيل من الكوفيين،

هذا.

أو درهمين، وأما إن كان كالهما مقصود]ا كمد عجوة ودرهم بمد عجوة ودرهم، أو مدين أبي حنيفة. وهي ففيه روايتان عن أحمد. والمنع قول مالك والشافعي. والجواز: قول

مسألة اجتهاد.

صوف أو لبن، وأما إن كان المقصود من أحد الطرفين غير الجنس الربوي، كبيع شاة ذات بصوف أو لبن، فأشهر الروايتين عن أحمد الجواز.

مقصود، مثل أن يتواطآ والنوع الثاني من الحيل: أن يضما إلى العقد المحرم عقد]ا غير]ا على أن يبيعه الذهب بخرزه، ثم يبتاع الخرز منه بأكثر من ذلك الذهب، أو يواطئا ثالث

المرابي، ثم يبيعه المرابي لصاحبه. على أن يبيع أحدهما عرض]ا، ثم يبيعه المبتاع لمعاملة في بيع، أو إجارة،أو مساقاة، ونحو ذلك؛ وهي الحيلة المثلثة، أو يقرن بالقرض محاباة:

ا تساوي ثالثين مثل أن يقرضه ألف]ا ويبيعه سلعة تساوي عشرة بمائتين، أو يكريه دار] بخمسة ونحو ذلك.

الربا. وقد ثبت عن فهذا ونحوه من الحيل ال تزول به المفسدة التي حرم الله من أجلها )ال يحل سلف وبيع، وال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو أنه قال:

عندك( قال الترمذي: حديث شرطان في بيع، وال / ربح ما لم يضمن، وال بيع ما ليس استحلوا الربا بالحيل، ويسمونه حسن صحيح. وهو من جنس حيل إليهود؛ فإنهم إنما

المشكند وقد لعنهم الله على ذلك.

قال رسول الله وقد روى ابن بطة بإسناد حسن عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: محارم الله بأدني الحيل(. صلى الله عليه وسلم: )ال ترتكبوا ما ارتكبت إليهود، فتستحلوا

حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها وفي الصحيحين عنه أنه قال: )لعن الله إليهود،ا بين وأكلوا ثمنها( وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من أدخل فرس]

ا، ا بين فرسين ـ وقد أمن فرسين ـ وهـو ال يأمن أن يسبق ـ فليس قمار] ومـن أدخل فرس] وسلم فيما رواه أهل السنن من حديث عمرو أن يسبق ـ فهو قمار(. وقال صلى الله عليه

بالخيار ما لم يتفرقا وال يحل له أن يفارقه خشية أن بن شعيب عن أبيه عن جده: )البيعان يستقيله(.

ذكرنا منها نحو]ا من ودالئل تحريم الحيل من الكتاب والسنة واإلجماع واالعتبار كثيرة، يجوزها، كيمين أيوب، وحديث تمر ثالثين دليال] فيما كتبناه في ذلك، وذكرنا ما يحتج به من

خيبر، ومعاريض / السلف. وذكرنا جواب ذلك.

يبتاعها منه بأقل من ومن ذرائع ذلك: ]مسألة العينة[ وهو أن يبيعه سلعة إلى أجل، ثم أحمد وأبو داود بإسنادين جيدين ذلك. فهذا مع التواطؤ يبطل البيعين؛ ألنها حيلة. وقد روي

وسلم: )إذا تبايعتم بالعينة، واتبعتم عـن ابن عمر قـال: قـال رسـول الله صلى الله عليه الله: أرسل الله عليكم ذال ال يرفعه عنكم حتى أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل

فإنهما يبطالن البيع الثاني سد]ا للذريعة. ولو كانت عكس تراجعوا دينكم(. وإن لم يتواطآ، ثم يبتاع منه مسألة العينة من غير تواطؤ، ففيه روايتان عن أحمد، وهو أن يبيعه حاال]

. ]ا محتال عليه. بأكثر مؤجال] وأما مع التواطؤ فرب

Page 15: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ثمنها. فهذا ولو كان مقصود المشتري الدرهم وابتاع السلعة إلى أجل ليبيعها ويأخذق[ . ففي كراهته عن أحمد روايتان. fوfر� والكراهة قول عمر بن عبد العزيز يسمي: ]الت

fة، فهذا ومالك، فيما أظن، بخالف المشتري الذي غرضه التجارة، gي أو غرضه االنتفاع أو القqن يجوز شراؤه إلى أجل باالتفاق.

محكم]ا؛ مراعين ففي الجملة، أهل المدينة وفقهاء الحديث مانعون من أنواع الربا منع]ا الصحابة، وتدل عليه لمقصود الشريعة وأصولها. وقولهم في ذلك هو/ الذي يؤثر مثله عن

: أبو حنيفة والشافعي ـ رضي الله معاني الكتاب والسنة.وأما الغرر، فأشد الناس فيه قوال] األنواع ما ال يدخله غيره من الفقهاء؛ عنهما. أما الشافعي، فإنه يدخل في هذا االسم من

yصوfان؛ كالباقالء، والجوز، واللوز في قشره مثل الحب والثمر في قشره الذي ليس ب عنده: أن ذلك ال يجوز، مع أنه قد اشتري األخضر، وكالحب في سنبله، فإن القول الجديد

قوال، واختاره طائفة من أصحابه، كأبي سعيد في مرض موته باقالء أخضر، فخرج ذلك له النبي صلى الله عليه وسلم )نهى عن بيع الحب اإلصطخري. وروي عنه أنه ذكر له: أن

اشتداده، وإن كان في سنبله. فقال: إن صح هذا حتى يشتد( فدل على جواز بيعه بعد]ا من هذا. وكذلك ذكر أنه رجع عن القول بالمنع. أخرجته من العام، أو كالم]ا قريب

بن الحسن وأهل قال ابن المنذر: جواز ذلك هو قول مالك وأهل المدينة، وعبيد الله ثم بلغه حـديث البصرة وأصحاب الحديث وأصحاب الرأي. وقال الشافعي مرة: ال يجوز،

عن القول به. ابن عمر، فرجع عنه وقال به. قال ابن المنذر: وال أعلم أحد]ا يعدل

األعيان الغائبة وذكر بعض أصحابه له قولين، وإن الجواز هو القديم، حتى منع/من بيع في الذمة ـ بصفة وغير صفة، متأوال أن بيع الغائب غرر وإن وصف، حتى اشترط فيما

على كدين السلم ـ من الصفات وضبطها ما لم يشترطه غيره؛ ولهذا يتعذر أو يتعسر العقود؛ الناس المعاملة في العين والدين بمثل هذا القول. وقاس على بيع الغرر جميع

أهل من التبرعات والمعاوضات، فاشترط في أجرة األجير وفدية الخلع والكتابة، وصلح]ا، ولم يجوز في ذلك ]ا ودين ا الهدنة، وجزية أهل الذمة، ما اشترطه في البيع عين ا وقدر] جنس]

أعواضها، أو وصفة إال ما يجوز مثله في البيع، وإن كانت هذه العقود ال تبطل بفساد يشترط لها شروط أخر.

إجارة األجير بطعامه وأما أبو حنيفة، فإنه يجوز بيع الباقالء ونحوه في القشرين، ويجوز بيع األعيان الغائبة بال وكسوته، ويجوز أن تكون جهالة المهر كجهالة مهر المثل، ويجوز

والمزارعة ونحوهما من صفة، مع الخيار؛ ألنه يري وقف العقود، لكنه يحرم المساقاةا من الشروط في المعامالت مطلق]ا. والشافعي يجوز بيع بعض ذلك، ويحرم أيض]ا كثير]

البيع واإلجارة والنكاح وغير ذلك مما يخالف مطلق العقد.

الشافعي، حتى وأبو حنيفة يجوز بعض ذلك، ويجوز من الوكاالت والشركات ما ال يجوزه جوز شركة المفاوضة والوكالة بالمجهول المطلق.

]ا/ . وقال الشافعي: إن لم تكن شركة المفاوضة باطلة فما أعلم شيئ باطال]

أصول أبي فبينهما في هذا الباب عموم وخصوص، لكن أصول الشافعي المحرمة أكثر من حنيفة في ذلك.

وجميع ما تدعو إليه وأما مالك، فمذهبه أحسن المذاهب في هذا. فيجوز بيع هذه األشياء المقاثي جملة، وبيع الحاجة، أو يقل غرره، بحيث يحتمل في العقود، حتى يجوز بيع

المغيبات في األرض؛ كالجزر والفجل ونحو ذلك.

Page 16: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

عنه ـ أن وأحمد قريب منه في ذلك، فإنه يجوز هذه األشياء، ويجوز ـ على المنصوص على مهر يكون المهر عبد]ا مطلق]ا، أو عبد]ا من عبيده، ونحو ذلك مما ال تزيد جهالته

ومنهم من المثل. وإن كان من أصحابه من يجوز المبهم دون المطلق؛ كأبي الخطاب. المبيع؛ كأبي يوافق الشافعي، فال يجوز في المهر وفدية الخلع ونحوهما إال ما يجوز في

ذلك، حتى ما بكر عبد العزيز، ويجوز ـ على المنصوص عنه ـ في فدية الخلع أكثر من ليس هذا يجوز في الوصية وإن لم يجز في المهر، كقول مالك، مع اختالف في مذهبه،

إال إذا موضعه، لكن المنصوص عنه: أنه ال يجوز بيع المغيب في األرض، كالجزر ونحوه أنه ال يجوز بيع والمنصوص عنه: قلع. وقال: /هذا الغرر، شيء ليس يراه، كيف يشتريه؟

المقاثي والمباطخ إال ما ظهر القثاء والخيار والباذنجان ونحوه إال لقطة لقطة، وال يباع من حنيفة والشافعي؛ ألن ذلك غرر. دون ما بطن، وال تباع الرطبة إال جزة جزة، كقول أبي

وهو بيع الثمرة قبل بدو صالحها.

والبصل وما أشبه ثم اختلف أصحابه فأكثرهم أطلقوا ذلك في كل مغيب؛ كالجزر والفجل، ذلك، كقول الشافعي وأبي حنيفة.

المبيع أخضر، والكراث وقال الشيخ أبو محمد: إذا كان مما يقصد فروعه وأصوله؛ كالبصل المقصود منه ظاهر. فأشبه والفجل، أو كان المقصود فروعه ـ فاألولي جواز بيعه؛ ألن كان معظم المقصود منه الشجر والحيطان ويدخل ما لم يظهر في المبيع تبع]ا. وإن

يجز أيض]ا؛ ألن األصل أصوله لم يجز بيعه في األرض؛ ألن الحكم لألغلب، وإن تساويا لم اعتبار الشرط، وإنما سقط في األقل التابع.

الجزر في األرض؟ قال: ال وكالم أحمد يحتمل وجهين، فإن أبا داود قال: قلت ألحمد: بيع يراه. كيف يشتريه؟ فعلل بعدم الرؤية. يجوز بيعه إال ما قلع منه. هذا الغرر، شيء ليس

yرf كل�ه لم fع. وقد يقال: رؤية بعض المبيع تكفي إذا دلت على الباقي،/ فقد يقال: إن لم ي yب ي العبد. كرؤية وجه

]ا. فقال قوم من إذا وكذلك اختلفوا في المقاثي بيعت بأصولها، كما هو العادة غالب أصول الخضروات كبيع الشجر، وإذا باع الشجرة وعليها المتأخرين: يجوز ذلك؛ ألن بيع

هذا. وذكر أن هذا مذهب أبي حنيفة والشافعي. الثمر لم يبد صالحه جاز. فكذلك

نهى عما يعتاده وقال المتقدمون: ال يجوز بحال، وهو معني كالمه ومنصوصه وهو إنما دون عروقه. واألصل الناس، وليست العادة جارية في البطيخ والقثاء والخيار: أن يباع

وإبراهيم بن الحارث الذي قاسوا عليه ممنوع عنده؛ فإن المنصوص عنه في رواية األثرم، مقصوده األعظم جاز. في الشجر الذي عليه ثمر لم يبد صالحه: أنه إن كان األصل هو

يجز. وكذلك إذا اشتري أرض]ا وأما إن كان مقصوده الثمرة، فاشتري األصل معها حيلة: لم هي المقصود، جاز دخول الثمر وفيها زرع أو شجر مثمر لم يبد صالحه، فإن كانت األرض

فاشتري األرض لذلك، لم يجز. وإذا والزرع معها تبع]ا. وإن كان المقصود هو الثمر والزرع، من المقاثي والمباطخ إنما هو كان هذا قوله في ثمرة الشجر، فمعلوم أن المقصود

بالنسبة إلى الخضر. الخضروات، دون األصول التي ليس لها إال قيمة يسيرة

وقد خرج ابن عقيل وغيره فيها وجهين:

في بيع ما لم يره. وال أحدهما: كما في جواز بيع المغيبات، بناء على إحدى الروايتين عنه/ ما لم يره، فإذا صححنا بيع شك أنه ظاهر فإن المنع إنما يكون على قولنا: ال يصح بيع

الغائب، فهذا من الغائب.

Page 17: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الجوز. وهذا القول هو قياس والثاني: أنه يجوز بيعها مطلق]ا، كمذهب مالك؛ إلحاق]ا لها بلب أصول أحمد وغيره لوجهين:

حقيقتها ويعلمون ذلك أحدهما: أن أهل الخبرة يستدلون برؤية ورق هذه المدفونات على الصالحين من أهل أجود مما يعلمون العبد برؤية وجهه. والمرجع في كل شيء إلى

اتفق المسلمون الخبرة به، وهم يقرون بأنهم يعرفون هذه األشياء كما يعرف غيرها مما على جواز بيعه وأولي.

يقلع، حصل على الثاني: أن هذا مما تمس حاجة الناس إلى بيعه؛ فإنه إذا لم يبع حتى وإن قلعوه جملة أصحابه ضرر عظيم؛ فإنه قد يتعذر عليهم مباشرة القلع واالستنابة فيه، األخضر. فسد بالقلع. فبقاؤه في األرض كبقاء الجوز واللوز ونحوهما في قشره

لحاجة المشتري وأحمد وغيره من فقهاء الحديث يجوزون العرايا مع ما فيها من المزابنة بكثير. وسنقرر ذلك إن إلى أكل الرطب، أو البائع إلى أكل التمر. فحاجة البائع هنا أوكد

شاء الله تعالى.

باطنها وظاهرها، وكذلك قياس أصول أحمد وغيره من فقهاء الحديث: جواز بيع المقاثي/ إذا بدا صالح بعض وإن اشتمل ذلك على بيع معدوم، إذا بدا صالحها، كما يجوز باالتفاق

بعد. نخلة أو شجرة: أن يباع جميع ثمرها. وإن كان فيها ما لم يصلح

إفراد البيع لذلك من وغاية ما اعتذروا به عن خروج هذا من القياس أن قالوا: إنه ال يمكن واحد؛ ألن البسرة تصفر نخلة واحدة؛ ألنه لو أفرد البسرة بالعقد اختلطت بغيرها في يوم

في يومها. وهذا بعينه موجود في المقثاة.

يحدث من الزيادة وقد اعتذر بعض أصحاب الشافعي وأحمد عن بيع المعدوم تبع]ا بأن ما ألنه موجود في في الثمرة بعد العقد ليس بتابع للموجود؛ وإنما يكون ذلك للمشتري؛

ملكه.

سقي الثمرة، والجمهور من الطائفتين يعلمون فساد هذا العذر؛ ألنه يجب على البائع لما وجب على ويستحق إبقاءها على الشجر بمطلق العقد، ولو لم يستحق الزيادة بالعقد

الذي أوجبه العقد، ال ما البائع ما به يوجد؛ فإن الواجب على البائع بحكم البيع توفية المبيع كان من موجبات الملك.

الصالح في/ حديقة من الحدائق هل وأيض]ا، فإن الرواية اختلفت عن أحمد إذا بدا ؟ على روايتين:منها يجوز بيع جميعها، أم ال يباع إال ما صلح

أصحابه؛ كأبي بكر وابن أشهرهما عنه: أنه ال يباع إال ما بدا صالحه. وهي اختيار قدماء شاقالء.

ا للجميع، وهي اختيار أكثر أصحابه؛ والرواية الثانية: يكون بدو الصالح في البعض صالح] كابن حامد والقاضي ومن تبعهما.

بالغ، وبعضه غير ثم المنصوص عنه في هذه الرواية أنه قال: إذا كان في بستان بعضه القليل والكثير، كالقاضي بالغ، بيع إذا كان األغلب عليه البلوغ. فمنهم من فرق بين صالحا، وأبي حكيم النهرواني، وأبي البركات وغيرهم ممن قصر الحكم بما إذا غلب أخير]

وجماعات. وهو قول الصالح. ومنهم من سوي بين الصالح القليل والكثير؛ كأبي الخطاب

Page 18: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ا لما جاوره من األقرحة. وحكوا مالك والشافعي والليث. وزاد مالك فقال: يكون صالح] ذلك رواية عن أحمد.

لسائر أنواع الرطب؟ واختلف هؤالء: هل يكون صالح النوع؛ كالبرني من الرطب، صالح]ا القاضي وابن عقيل على وجهين في مذهب الشافعي وأحمد: أحدهما: المنع، وهو قول

الليث على هؤالء فقال:/ صالح وأبي محمد. والثاني: الجواز، وهو قول أبي الخطاب. وزادا لسائر أجناس الثمار. الجنس؛ كالتفاح واللوز، يكون صالح]

]ا من ذلك:أن الحاجة تدعو إلى ذلك؛ فإن بيع بعض ذلك دون بعض ومأخذ من جوز شيئ الواحد يفضي إلى سوء المشاركة، واختالف األيدي.وهذه علة من فرق بين البستان

بشروع الثمر والبساتين.ومن سوي بينهما، قال:المقصود األمن من العاهة.وذلك يحصل في الصالح.

صالحها( يقتضي بدو ومأخذ من منع ذلك: أن قول النبي صلى الله عليه وسلم:)حتى يبدو صالح الجميع.

لبدو الصالح في والغرض من هذه المذاهب: أن من جوز بيع البستان من الجنس الواحد والمعدوم هنا فيها كالمعدوم بعضه، فقياس قوله: جواز بيع المقثاة إذا بدا صالح بعضها.

تفريق األشجار في البيع أيسر من من أجزاء الثمرة؛ فإن الحاجة تدعو إلى ذلك أكثر؛ إذ عن اللقطة لو لم يشق، فإنه أمر تفريق البطيخات والقثاءات والخيارات، وتمييز اللقطة

ال ينضبط؛ فإن اجتهاد الناس في ذلك متفاوت.

كما قد روي والغرض من هذا: أن أصول أحمد تقتضي موافقة مالك في هذه المسائل، عنه في بعض الجوابات، أو قد خرجه أصحابه على أصوله.

ا ما يكون له في/ المسألة الواحدة وكما أن العالم من الصحابة والتابعين واألئمة كثير] قوالن. فيجيب في بعض قوالن في وقتين، فكذلك يكون له في النوع الواحد من المسائل

وقت آخر. وإذا كانت أفرادها بجواب في وقت، ويجيب في بعض األفراد بجواب آخر في يذهب اليه مجتهد فقوله فيها األفراد مستوية وكان له فيها قوالن، فإن لم يكن بينهما فرق

طائفة، منهم أبو الخطاب: ال واحد بال خالف، وإن كان مما قد يذهب اليه مجتهد، فقالت الجواب، إذا لم يكن هو ممن يذهب إلى يخرج. وقال الجمهور؛ كالقاضي أبي يعلى: يخرج الجواب إذا رآهما مستويين، وإن لم يعلم الفرق، كما اقتضته أصوله. ومن هؤالء من يخرج

ا لهما. فإن كان هل هو ممن يفرق أم ال. وإن فرق بين بعض األفراد وبعض مستحضر] له. وإن كان سبب الفرق مأخذ]ا عاديا أو سبب الفرق مأخذ]ا شرعيا، كان الفرق قوال]

أعلم من الفقهاء الذين لم يباشروا ذلك، حسيا ونحو ذلك مما قد يكون أهل الخبرة به وإنما هو أمر من أمر الدنيا لم يعلمه العالم؛ فإن فهذا في الحقيقة ال يفرق بينهما شرع]ا،

النبي صلى الله عليه وسلم: )أنتم أعلم بأمر دنياكم. فأما العلماء ورثة األنبياء، وقد قال فإلي(. ما كان من أمر دينكم

أيض]ا؛ ألن التناقض / وهذا االختالف في عين المسألة أو نوعها من العلم قد يسمي تناقض]ا إن هذا حرام. وقال في اختالف مقالتين بالنفي واإلثبات. فإذا كان في وقت قد قال:

أنه ليس بحرام، فقد وقت آخر فيه أو في مثله: إنه ليس بحرام، أو قال ما يستلزم مصيب، وأنه ليس لله تناقض قواله، وهو مصيب في كليهما عند من يقول: إن كل مجتهد

في الباطن حكم على المجتهد غير ما اعتقده.

في إحدى المقالتين وأما الجمهور الذين يقولون: إن لله حكم]ا في الباطن، علمه العالم مغفور له، مع ما يثاب ولم يعلمه في المقالة التي تناقضها، وعدم علمه به مع اجتهاده

Page 19: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

االجتهادات من عليه من قصده للحق واجتهاده في طلبه؛ ولهذا يشبه بعضهم تعارض واحد من الناسخ العلماء بالناسخ والمنسوخ في شرائع األنبياء، مع الفرق بينهما بأن كل

ا، بخالف أحد قولي ]ا، وظاهر] العالم المتناقضين. والمنسوخ ثابت بخطاب حكم الله؛ باطن

الراشد. هذا فيمن يتقي الله فيما يقوله، مع علمه بتقواه، وسلوكه الطريق

يتكلمون بغير علم، وأما أهل األهواء والخصومات، فهم مذمومون في مناقضاتهم؛ ألنهم وال حسن قصد لما يجب قصده.

وعلى هذا، فالزم قول اإلنسان نوعان:

الزم الحق حق، ويجوز أن أحدهما: الزم قوله الحق. فهذا مما يجب عليه أن يلتزمه؛ فإن/ ظهوره. وكثير مما يضيفه الناس يضاف اليه إذا علم من حاله أنه ال يمتنع من التزامه بعد

إلى مذهب األئمة من هذا الباب.

ما فيه أنه قد تناقض. والثاني: الزم قوله الذي ليس بحق. فهذا ال يجب التزامه؛ إذ أكثر عرف من حاله أنه يلتزمه بعد وقد ثبت أن التناقض واقع من كل عالم غير النبيين. ثم إن

قول لو ظهر له فساده لم ظهوره له، فقد يضاف اليه، وإال فال يجوز أن يضاف اليه القول وال يلزمه. يلتزمه؛ لكونه قد قال ما يلزمه، وهو ال يشعر بفساد ذلك

بمذهب؟ هو وهذا التفصيل في اختالف الناس في الزم المذهب: هل هو مذهب أو ليس فهو قوله، وما أجود من إطالق أحدهما، فما كان من اللوازم يرضاه القائل بعد وضوحه له

يجب التزامه مع ال يرضاه فليس قوله، وإن كان متناقض]ا. وهو الفرق بين الالزم الذي الفرق بين الواجب ملزوم الالزم الذي يجب ترك الملزوم للزومه. فإذا عرف هذا عرف هو بعدم لزومها. من المقاالت والواقع منها. وهذا متوجه في اللوازم التي لم يصرح

ألضيف إلى كل عالم ما /فأما إذا نفي هو اللزوم لم يجز أن يضاف اليه الالزم بحال،وإال لرسالته، فلما لم يضف اليه ما اعتقدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله؛لكونه ملتزم]ا

الالزم الذي لم ينفه والالزم الذي نفاه عن الرسول، وإن كان الزم]ا له، ظهر الفرق بين للزوم ما يلزمه؛ ألنه قد يكون عن اجتهادين نفاه. وال يلزم من كونه نص على الحكم نفيه

في وقتين.

كل منهما ـ: أن وسبب الفرق بين أهل العلم وأهل األهواء ـ مع وجود االختالف في قول الظاهر باعتقاد ما العالم قد فعل ما أمر به من حسن القصد واالجتهاد، وهو مأمور في

كما يؤمر الحاكم بتصديق قام عنده دليله، وإن لم يكن مطابق]ا، لكن اعتقاد]ا ليس بيقيني، وكما يؤمر المفتي بتصديق الشاهدين ذوي العدل، وإن كانا في الباطن قد أخطآ أو كذبا، ذلك، وإن لم يكن ذلك المخبر العدل الضابط، أو باتباع الظاهر، فيعتقد ما دل عليه

مما يؤمر به العباد، وإن االعتقاد مطابق]ا. فاالعتقاد المطلوب هو الذي يغلب على الظن باعتقاد غير مطابق قط. كان قد يكون غير مطابق، وإن لم يكونوا مأمورين في الباطن

للحق، واتباعه لما فإذا اعتقد العالم اعتقادين متناقضين في قضية أو قضيتين، مع قصده المرفوع عنا، بخالف أمر باتباعه من الكتاب والحكمة. عذر بما لم يعلمه وهو الخطأ

qالw }أصحاب األهواء؛ فإنهم qعyونf إ wب fت qن ي fنفyسy إ gى األfوgهf [ ، ويجزمون بما23 ]النجم: { الظwنw وfمfا تا ال يقبل النقيض، مع عدم العلم بجزمه. فيعتقدون ما لم يقولونه بالظن والهوي / جزم]

ا. ويقصدون ما لم يؤمروا بقصده، ويجتهدون ]ا وال ظاهر] اجتهاد]ا لم يؤمروا باعتقاده؛ ال باطن يعلموه، فكانوا يؤمروا به. فلم يصدر عنهم من االجتهاد والقصد ما يقتضي مغفرة ما لم

ظالمين، شبيه]ا بالمغضوب عليهم، أو جاهلين، شبيه]ا بالضالين.

Page 20: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

طريقه. وأما فالمجتهد االجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوي الحق، وقد سلك متبع الهوي المحض، فهو من يعلم الحق ويعاند عنه.

فتجتمع الشهوة وثم قسم آخر ـ وهو غالب الناس ـ وهو أن يكون له هوي فيه شبهة، قال: )إن الله والشبهة؛ ولهذا جاء في حديث مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه

الشهوات(. يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول

للعذاب. وأما فالمجتهد المحض مغفور له، ومأجور. وصاحب الهوي المحض مستوجب درجات المجتهد االجتهاد المركب من شبهة وهوي، فهو مسيء. وهم في ذلك على

بحسب ما يغلب،وبحسب الحسنات الماحية.

وأكثر المتأخرين ـ من المنتسبين إلى فقه أو تصوف ـ مبتلون بذلك./

هو أصح وهذا القول الذي دلت عليه أصول مالك، وأصول أحمد، وبعض أصول غيرهما، إال به األقوال. وعليه يدل غالب معامالت السلف. وال يستقيم أمر الناس في معاشهم

ا، فإنه البد أن يضطر إلى إجازة ما حرمه الله. وكل من توسع في تحريم ما يعتقده غرر] رأينا الناس فإما أن يخرج عن مذهبه الذي يقلده في هذه المسألة، وإما أن يحتال. وقد

وال يمكنه ذلك. وبلغتنا أخبارهم، فما رأينا أحد]ا التزم مذهبه في تحريم هذه المسائل، يذكرونها. فمن المحال أن ونحن نعلم قطع]ا أن مفسدة التحريم ال تزول بالحيلة التي

ا نحن محتاجون اليه، ثم ال يبيحه إال بحيلة ال فائدة فيها. وإنما هي يحرم الشارع علينا أمر] من جنس اللعب.

، فوجدته أحد شيئين: إما ذنوب جوزواالحيل ولقد تأملت أغلب ما أوقع الناس في فلم يستطيعوا دفع هذا الضيق إال بالحيل، فلم تزدهم الحيل إال عليها بتضييق في أمورهم،

� م�نf }السبت من اليهود، كما قال تعالى: بالء، كما جري ألصحاب gم qظyل fا فfب مgن wرfح g wذqينf هfادyوا ال

gتwلqحy fات� أ �ب gهqمg طfي fي fهyمg عfل التشديد [ ، وهذا الذنب ذنب عملي. وإما مبالغة في160 ]النساء: { ل بالحيل. وهذا من لما اعتقدوه من تحريم الشارع، فاضطرهم هذا االعتقاد إلى االستحالل

عليه، فإن الله ال خطأ االجتهاد، وإال فمن اتقي الله وأخذ ما أحل / له، وأدي ما وجب الدين من حرج، وإنما يحوجه إلى الحيل المبتدعة أبد]ا. فإنه سبحانه لم يجعل علينا في

األول: هو الظلم. والسبب بعث نبينا صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة. فالسببfهfا }لإلنسان المذكور في قوله: الثاني: هو عدم العلم. والظلم والجهل هما وصف وfحfمfل

yوم]ا fانf ظfل wهy ك qن انy إ fنسq gوال] اإلyهf[72 ]األحزاب: { ج

األعيان؛ كالدم، والميتة، وأصل هذا: أن الله ـ سبحانه ـ إنما حرم علينا المحرمات من فيهما من بيوع الغرر وغيره؛ ولحم الخنزير، أو من التصرفات؛ كالميسر، والربا، وما يدخل

g }بقوله ـ سبحانه ـ: لما في ذلك من المفاسد التي نبه الله عليها ورسوله yوا wذqينf آمfن �هfا ال يf fا أ ي

yر qسg gمfي gخfمgرy وfال wمfا ال qن yوهy إ qب fن ت gاجfف qانfطg ي wالش qلfمfع gس� م�نgجqر yمf ال gزf fنصfابy وfاأل qحyونf وfاأل yفgل yمg ت wك fعfل { لا [ ، فأخبر ـ سبحانه ـ أن91]المائدة: الميسر يوقع العداوة والبغضاء، سواء كان ميسر]

فائدة وأخذ المال بال حق يوقع في النفوس ذلك. بالمال أو باللعب، فإن المغالبة بال زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كان الناس على وكذلك روي فقيه المدينة من الصحابة يتبايعون الثمار. فإذا جد الناس وحضر تقاضيهم عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

دمان: أصابه مراض، أصابه قشام: عاهات يحتجون بها. فقال قال المبتاع: إنه أصاب الثمر عليه وسلم ـ لما كثرت عنده الخصومة في ذلك ـ: )فأما ال، فال رسول الله صلى الله

صالح الثمر(، كالمشورة لهم يشير بها؛ لكثرة خصومتهم واختالفهم / تبايعوا حتي يبدو زيد: )أن زيد]ا لم يكن يبيع ثمار أرضه حتي تطلع الثريا، فيتبين األحمر من وذكر خارجة بن

في المسند األصفر( رواه البخاري تعليق]ا، وأبو داود إلى قوله: )خصومتهم(. وروي أحمد الثمار قبل أن يبدو عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ونحن نتبايع

Page 21: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فقال:)ما هذا؟( فقيل له: إن صالحها، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم خصومة. الدمان، والقشام. فقال رسول الله صلى الله عليه هؤالء ابتاعوا الثمار، يقولون:أصابنا

صالحها(. وسلم: )فال تبايعوها حتي يبدو

اليه من فقد أخبر أن سبب نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك : ما أفضت في الصحيحين، الخصام.وهكذا بيوع الغرر. وقد ثبت نهيه عن بيع الثمار حتي يبدو صالحها

هريرة، وفي من حديث ابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس. وفي مسلم من حديث أبي وسلم نهى حديث أنس تعليله، ففي الصحيحين عن أنس: )أن رسول الله صلى الله عليه

فقال رسول الله عن بيع الثمار حتي تزهي، قيل: وما تزهي؟ قال: حتي تحمر أو تصفر، مال أخيه؟( وفي رواية: صلى الله عليه وسلم: أرأيت إذا منع الله الثمرة، بم يأخذ أحدكم

يزهو، فقلنا ألنس: ما زهوها؟ )أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمر حتي بم تستحل مال أخيك؟(. قال أبو مسعود قال: تحمر/ أو تصفر، أرأيت إن منع الله الثمرة،

أنس:)أرأيت إن منع الله الثمرة( من حديث النبي الدمشقي:جعل مالك والدراوردي قول فيه،ويرون أنه غلط. صلى الله عليه وسلم،أدرجاه

أنس ـ فيه بيان أن فهذا التعليل ـ سواء كان من كالم النبي صلى الله عليه وسلم، أو كالم مضمون. في ذلك أكال] للمال بالباطل، حيث أخذه في عقد معاوضة بال عوض

ر هي كونه مظنة العداوة والبغضاء وأكل fرfاألموال بالباطل، وإذا كانت مفسدة بيع الغ كما أن السباق فمعلوم أن هذه المفسدة إذا عارضتها المصلحة الراجحة قدمت عليها، لم يجز غيره بالخيل والسهام واإلبل. لما كان فيه مصلحة شرعية جاز بالعوض، وإن باطل، وإن كان فيه بعوض. وكما أن اللهو الذي يلهو به الرجل إذا لم يكن فيه منفعة، فهو

لهو يلهو به الرجل فهو منفعة ـ وهو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: )كل من الحق( ـ صار هذا اللهو باطل، إال رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، ومالعبته امرأته، فإنهن

حق]ا.

يتخوف فيها من ومعلوم أن الضرر على الناس بتحريم هذه المعامالت أشد عليهم مما قد اليها ماسة، تباغض، وأكل مال بالباطل؛ ألن الغرر فيها / يسير كما تقدم، والحاجة

المفسدة والحاجة الشديدة يندفع بها يسير الغرر. والشريعة جميعها مبنية على أن المفسدة المقتضية للتحريم إذا عارضتها حاجة راجحة أبيح المحرم، فكيف إذا كانت

الشجر إلى كمال منتفية؟! ولهذا لما كانت الحاجة داعية إلى بقاء الثمر بعد البيع على إن شاء الله تعالى. الصالح، أباح الشرع ذلك، وقاله جمهور العلماء. كما سنقرر قاعدته

البيع بجائحة كانت من ولهذا كان مذهب أهل المدينة وفقهاء الحديث: أنها إذا تلفت بعد قال: قال رسول الله ضمان البائع، كما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله

ا فأصابته جائحة. فال يحل لك أن تأخذ منه صلى الله عليه وسلم: )لو بعت من أخيك ثمر]]ا. بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟(. وفي رواية لمسلم عنه: )أمر رسول الله صلى الله شيئ

عليه وسلم بوضع الجوائح(.

حديث لسفيان بن والشافعي ـ رضي الله عنه ـ لما لم يبلغه هذا الحديث ـ وإنما بلغه المشتري؛ ألنه عيينة فيه اضطراب ـ أخذ في ذلك بقول الكوفيين: إنها تكون من ضمان

على أصل الكوفيين مبيع قد تلف بعد القبض؛ ألن التخلية بين المشتري وبينه قبض. وهذا عندهم: القبض أمشي؛ ألن المشتري ال يملك إبقاءه على الشجر، وإنما موجب العقد

بني آدم ال تقوم الناجز بكل حال. وهو طرد لقياس سنذكر أصله وضعفه، مع /أن مصلحة بأن المبيع التالف على ذلك، مع أني ال أعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم سنة صريحة

حديث الجوائح هذا. قبل التمكن من القبض يكون من مال البائع، وينفسخ العقد بتلفه إال عليه النبي صلى الله عليه ولو لم يكن فيه سنة لكان االعتبار الصحيح يوافقه. وهو ما نبه

Page 22: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فإن المشتري للثمرة إنما يتمكن من وسلم بقوله: )بم يأخذ أحدكم مال أخيه بغير حق؟( المستأجر إنما يتمكن من استيفاء جذاذها عند كمالها ونضجها، ال عند العقد، كما أن

]ا. فتلف الثمرة قبل التمكن من ]ا فشيئ الجذاذ كتلف العين المؤجرة قبل المنفعة شيئ ضمان المؤجر باالتفاق. فكذلك في التمكن من استيفاء المنفعة، وفي اإلجارة يتلف من

البيع.

لم يملك اإلبقاء. وأبو حنيفة يفرق بينهما بأن المستأجر لم يملك المنفعة، وأن المشتري وهذا الفرق ال يقول به الشافعي، وسنذكر أصله.

صالحها. وفي لفظ فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن بيعها حتي يبدو )ال تبايعوا الثمر حتي لمسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

)نهى عن بيع النخل حتي تزهو، يبدو صالحه وتذهب عنه اآلفة( وفي لفظ لمسلم عنه: والمشتري وفي سنن أبي داود عن أبي وعن السنبل حتي يبيض ويأمن العاهة: نهى البائع

الله عليه وسلم عن بيع النخل حتي هريرة رضي الله عنه قال: )نهى رسول الله صلى يحرز من كل عارض(.

العاهة يزيد أجزاء فمعلوم أن العلة ليست كونه كان معدوم]ا، فإنه بعد بدو صالحه وأمنه/ فإن هذا ال سبيل لم تكن موجودة وقت العقد وليس المقصود األمن من العاهات النادرة،

مyوا }اليه؛ إذ قد يصيبها ما ذكره الله عن أهل الجنة الذين fسgقf qحqينf وfالf أ wهfا مyصgب fصgرqمyن fي لyون gن fث ت gسf fخfذfتq }[ ، وما ذكره في ]سورة يونس[ في قوله: 18 ،17 ]القلم: { ي qذfا أ wىf إ رgضy حfت

f األfون yرqادfق gمyهw ن

f yهfا أ هgلf fتg وfظfنw أ wن ي wازfا وfهfف yرgخ yن زf fأ fاهfا حfصqيد]ا ك gن عfل fجfا ف fهfار] وg ن

f gال] أ fي fا ل ن yرgمf fاهfا أ fت gهfآ أ fي fغgنf عfل wمg ت ل

qسgمf qاأل العاهة التي يتكرر وجودها، وهذه إنما تصيب [ ، وإنما المقصود ذهاب24 ]يونس: { ب في الثمر؛ إذ العاهة بعد ذلك نادرة بالنسبة الزرع قبل اشتداد الحب، وقبل ظهور النضج

الغاية لم يكن له وقت يجوز بيعه إلى حين كمال إلى ما قبله، وألنه لو منع بيعه بعد هذه كمال صالحه متعذر؛ ألنه ال يكمل جملة واحدة. الصالح. وبيع الثمر على الشجر بعد

على ضرر الغرر. وإيجاب قطعه على مالكه فيه ضرر مرب

يحتاج اليه على فتبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مصلحة جواز البيع الذي عليه وسلم مفسدة الغرر اليسير، كما تقتضيه أصول الحكمة التي بعث بها صلى الله

وعلمها أمته.

المانع ومن طرد القياس الذي انعقد في نفسه، غير ناظر إلى ما يعارض علته منا من أمر الدين، وضاق عليه عقله ودينه. الراجح، أفسد كثير]

وسلم استسلف وأيض]ا، ففي صحيح مسلم عن أبي رافع: أن رسول الله صلى الله عليه/ا، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل من رجل بكر]

ا رباعيا، فقال النبي صلى الله عليه بكره،فرجع اليه أبو رافع،فقال:لم أجد فيها إال خيار] على جواز االستسالف وسلم:)أعطه إياه، فإن خيار الناس أحسنهم قضاء(.ففي هذا دليل

الحجاز والحديث،خالف]ا فيما سوي المكيل والموزون من الحيوان ونحوه،كما عليه فقهاء المثل،والحيوان ليس لمن قال من الكوفيين ال يجوز ذلك؛ألن القرض موجبه رد

عوض]ا عن مال. وفيه بمثلي،وبناء على أن ما سوي المكيل والموزون ال يثبت في الذمة]ا في الذمة،كما هو المشهور من مذاهبهم؛خالف]ا دليل على أنه يثبت مثل الحيوان تقريب

للكوفيين ووجه في مذهب أحمد أنه يثبت بالقيمة.

فيعز وجود حيوان وهذا دليل على أن المعتبر في معرفة المعقود عليه هو التقريب، وإال مضمون في مثل ذلك الحيوان؛ ال سيما عند القائلين بأن الحيوان ليس بمثلي،وأنه

الغصب واإلتالف بالقيمة.

Page 23: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ا، فقد اختلف الفقهاء في تأجيل الديون إلى الحصاد والجذاذ، وفيه روايتان عن أحمد. وأيض] يدل عليه. إحداهما: يجوز كقول مالك. وحديث جابر الذي في الصحيح

yمg }وأيض]ا، فقد دل الكتاب في قوله تعالى: / gك fي fاحf عfل ن yج w وg الf وهyن� أ fمfس� fمg ت اء مfا ل fس� yمy الن wقgت qن طfل إ

wنyهf g ل fفgرqضyوا وإجماع العلماء: [ ، والسنة في حديث بروع بنت واشق،236 ]البقرة: { فfرqيضfة] ت بها بإجماعهم، على جواز عقد النكاح بدون فرض الصداق، وتستحق مهر المثل إذا دخل

واشق، وهو أحد وإذا مات عند فقهاء الحديث، وأهل الكوفة المتبعين لحديث بروع بنتا في قولي الشافعي. ومعلوم أن مهر المثل متقارب ال محدود، فلو كان التحديد معتبر]

سعيد الخدري رضي الله المهر ما جاز النكاح بدونه، وكما رواه أحمد في المسند عن أبي حتي يبين له أجره، وعن بيع عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استئجار األجير

النكاح قبل فرض المهر، وأن اللمس، والنجش، وإلقاء الحجر(، فمضت الشريعة بجواز بينهما. اإلجارة ال تجوز إال مع تبيين األجر، فدل على الفرق

محدودة، بل المرجع فيها وسببه: أن المعقود عليه في النكاح ـ وهو منافع البضع ـ غير وإنما هو نحلة تابعة، إلى العرف، فكذلك عوضه اآلخر؛ ألن المهر ليس هو المقصود،

لما قدم وفد هوازن على فأشبه الثمر التابع للشجر في البيع قبل بدو صالحه. وكذلك فاختاروا السبي، وقال لهم: النبي صلى الله عليه وسلم، وخيرهم بين السبي وبين المال،

الله/ صلى الله عليه وسلم على )إني قائم فخاطب الناس، فقولوا: إنا نستشفع برسول وقام فخطب الناس، فقال: )إني قد المسلمين، ونستشفع بالمسلمين على رسول الله(. شاء فإنا نعطيه عن كل رأس عشر رددت على هؤالء سبيهم، فمن شاء طيب ذلك، ومن

اإلعتاق، كعوض الكتابة بابل مطلقة قالئص من أول ما يفيء الله علينا( فهذا معاوضة عن في الذمة، إلى أجل متفاوت غير محدود.

عليه وسلم قاتلهم وقد روى البخاري عن ابن عمر في حديث خيبر : أن النبي صلى الله على أن يجلوا حتي ألجأهم إلى قصرهم، وغلبهم على األرض والزرع والنخل، فصالحوه

والبيضاء منها، ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء]ا، فإن والحلقة وهي السالح، ويخرجون منها. واشترط عليهم أال يكتموا، وال يغيبوا شيئ

فعلوا فال ذمة لهم وال عهد. فهذا مصالحة على مال متميز غير معلوم.

على ألفي حلة: وعن ابن عباس قال: صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل نجران ثالثين درع]ا، وثالثين النصف في صفر، والبقية في رجب، يؤدونها إلى المسلمين، وعارية

ا، وثالثين من كل صنف من أصناف السالح ا، وثالثين بعير] يغزون بها، والمسلمون فرس] رواه أبو داود . فهذا ضامنون لها حتي يردوها عليهم، إن كان باليمن كيد أو غارة .

السلم. وكذلك كل مصالحة على ثياب مطلقة معلومة/ الجنس، غير موصوفة بصفات يكون وقد ال عارية خيل وإبل وأنواع من السالح مطلقة غير موصوفة عند شرط، قد

يكون.

في الخلع فظهر بهذه النصوص أن العوض عما ليس بمال؛ كالصداق والكتابة والفدية والصلح عن القصاص والجزية والصلح مع أهل الحرب، ليس بواجب أن يعلم الثمن

هذه واألجرة. وال يقاس على بيع الغرر كل عقد على غرر؛ ألن األموال إما أنها ال تجب في لم العقود، أو ليست هي المقصود األعظم منها، وما ليس هو المقصود إذا وقع فيه غرر

يفض إلى المفسدة المذكورة في البيع، بل يكون إيجاب التحديد في ذلك فيه من العسر.والحرج المنفي شرع]ا ما يزيد على ضرر ترك تحديده

فصل

Page 24: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

fدgوq صالحه: ما ومما تمس الحاجة اليه من فروع هذه القاعدة، ومن مسائل بيع الثمر قبل ب دمشق؛ وذلك أن األرض قد عfمwت به البلوي في كثير من بالد اإلسالم أو أكثرها، السيما

على مساكن، تكون مشتملة على غراس، وأرض تصلح للزرع، وربما اشتملت مع ذلك ـ إذا كان فيها /فيريد صاحبها أن يؤاجرها لمن يسقيها ويزرعها، أو يسكنها مع ذلك. فهذا

أرض وغراس ـ مما اختلف الفقهاء فيه على ثالثة أقوال:

المشهور من مذهب أحدها: أن ذلك ال يجوز بحال، وهو قول الكوفيين والشافعي، وهو أحمد عند أكثر أصحابه.

أكثر، وكذلك إذا استكري والقول الثاني: يجوز إذا كان الشجر قليال] وكان البياض الثلثين أوا فيها نخالت قليلة، أو شجرات عنب، ونحو ذلك. وهذا قول مالك، وعن أحمد دار]

فيها نخالت؟ قال: أخاف أن كالقولين. قال الكرماني: قيل ألحمد: الرجل يستأجر األرضا لم يثمر، وكأنه لم يعجبه، أظنه: إذا أراد الشجر، فلم أفهم عن أحمد يكون استأجر شجر]

أكثر من هذا.

المقصود األكبر هو وقد تقدم عنه فيما إذا باع ربويا بجنسه معه من غير جنسه إذا كان أصوله على الجواز، غير الجنس، كشاة ذات صوف أو لبن بصوف أو لبن، روايتان. وأكثر

العبد: جاز، وإن كان المال كقول مالك، فإنه يقول: إذا ابتاع عبد]ا وله مال، وكان مقصوده، أو من جنس الثمن؛ وألنه يقول: إذا ابتاع ا فيها ثمر، أو زرع لم مجهوال] أرض]ا أو شجر] يدرك: يجوز إذا كان مقصوده / األرض والشجر.

اشترائها. واشتراء وهذا في البيع نظير مسألتنا في اإلجارة، فإن ابتياع األرض بمنزلة لألصل، بمنزلة دخول ثمر النخل، ودخول الثمرة التي لم تأمن العاهة في البيع تبع]ا

النخالت والعنب في اإلجارة تبع]ا.

نهيه عن بيع وحجة الفريقين في المنع: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من عمر: أن رسول السنين. وبيع الثمر حتي يبدو صالحه. كما أخرجاه في الصحيحين عن ابن

البائع والمبتاع. الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتي يبدو صالحها، نهى النبي صلى الله عليه وسلم وفيهما عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: نهى

قfح. قيل: وما تشقح؟ قال: gشf تحمار� أو تصفار، ويؤكل منها. وفي أن تباع الثمرة حتي ت بن المثني المحدث عن جابر. رواية لمسلم: أن هذا التفسير من كالم سعيد

fة وفي الصحيحين عن جابر قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن fن المحاقfلfة والمزاب بدل ]المعاومة[ . وفيهما ـ أيض]ا ـ والمعاوfمfة والمخابرة. وفي رواية لهما: وعن بيع السنين

جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيد ابن أبي أنيسة، عن عطاء، عن وأن يشتري النخل حتي يشقه، واإلشقاه :/ أن يحمر عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة،

والمحاقلة: أن يباع الحقل بكيل من الطعام معلوم. أو يصفر أو يؤكل منه شيء. بأوساق من التمر. والمخابرة: الثلث أو الربع، وأشباه ذلك. قال والمزابنة: أن يباع النخل

ا يذكر هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. زيد: قلت لعطاء: أسمعت جابر] الله وفيهما عن أبي البختري. قال: سألت ابن عباس عن بيع النخل. فقال: نهى رسول ما صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتي يأكل منه، أو يؤكل، وحتى يوزن. فقلت:

عنه ـ يوزن؟ فقال رجل عنده: حتي يحرز. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله صالحها، وال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )وال تتبايعوا الثمار حتي يبدو

تبتاعوا التمر بالتمر(.

يجوز. قالوا: فإذا أكراه وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن بيع ثمر النخل سنين ال أو سنتين. وهذا هو الذي نهى األرض والشجر فقد باعه الثمر قبل أن يخلق. وباعه سنة

Page 25: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

طرد العموم والقياس. ومن عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم من منع منه مطلق]ا العقود، كما لو ابتاع النخل وعليها ثمر جوزه إذا كان قليال] قال: الغرر اليسير يحتمل في

gدy صالحه، فإنه ، أو أبر ولم يب gرf يجوز، وإن لم يجز إفراده بالعقد. لم يؤgب

ولكن ال يتوجه وهذا متوجه جدا على أصل الشافعي وأحمد وغيرهما من فقهاء / الحديث،fدgو على أصل أبي حنيفة؛ ألنه ال يجوز ابتياع الثمر بشرط البقاء، ويجوز ابتياعه قبل ب

فإنما استحق إبقاءه؛ ألن صالحه. وموجب العقد: القطع في الحال، فإذا ابتاعه مع األصل، األصل ملكه. وسنتكلم ـ إن شاء الله ـ على هذا األصل.

إجماع. وذكر أبو عبيد: أن المنع من إجارة األرض التي فيها شجر كثير:

الشجر في اإلجارة والقول الثالث: أنه يجوز استئجار األرض التي فيها شجر، ودخول القول كاإلجماع من مطلق]ا. وهذا قول ابن عقيل، واليه مال حرب الكرماني. وهذا

سعيد بن منصور ـ السلف، وإن كان المشهور عن األئمة المتبوعين خالفه. فقد روي هشام بن عروة، ورواه عنه حرب الكرماني في مسائله ـ قال: حدثنا عباد بن عباد، عن

غرماءه، فقبلهم عن أبيه: أن أسيد بن حضير توفي وعليه ستة آالف درهم فدعا عمر أرضه سنين، وفيها النخل والشجر.

اج على أرض السواد وغيرها. fرfفأقر األرض التي وأيض]ا، فإن عمر بن الخطاب ضرب الخ fجgرqبة األرض فيها النخل والعنب في أيدي أهل األرض، وجعل على كل جfرqيب من أا. والمشهور: أنه جعل على جريب ا / مقدر] العنب: عشرة دراهم، السوداء والبيضاء خراج]

دراهم، وعلى جريب الزرع: وعلى جريب النخل: ثمانية دراهم، وعلى جريب الرطبة: ستةا من طعام. درهم]ا وقfفqيز]

المؤاجرة. وإنما والمشهور عند مالك والشافعي وأحمد: أن هذه المخارجة تجري مجري إجارة األرض السوداء لم يؤقته لعموم المصلحة. وأن الخراج أجرة األرض. فهذا بعينه

وبعده؛ ولهذا تعجب أبو التي فيها شجر، وهو مما أجمع عليه عمر والمسلمون في زمانه تخالف ما علمه من مذاهب عبيد في ]كتاب األموال[ من هذا، فرأي أن هذه المعاملة

الفقهاء.

يمكن إجارتها إذا كان وحجة ابن عقيل: أن إجارة األرض جائزة. والحاجة اليها داعية، وال جائز؛ ألن المستأجر ال يتبرع فيها شجر إال بإجارة الشجر، وما ال يتم الجائز إال به فهو

قgي الشجر، وقد ال يساقي عليها. fبس

]ا والشافعي كان القياس عندهما أنه ال تجوز المزارعة. فإذا ساقي وهذا كما أن مالك تبع]ا للمساقاة، فيجوزه العامل على شجر فيها بياض جfوwزا المزارعة في ذلك البياض، وكذلك الشافعي يجوزه إذا مالك إذا كان دون الثلث، كما قال في بيع الشجر تبع]ا لألرض،

ا والنخل قليال] ففيه كان البياض قليال] /ال يمكن سقي النخل إال بسقيه، وإن كان كثير] ألصحابه وجهان.

كالثلث أو الربع، هذا إذا جمع بينهما في عقد واحد، وسوي بينهما في الجزء المشروط، بينهما في عقدين فأما إن فاضل بين الجزئين، ففيه وجهان ألصحابه. وكذلك إن فرق

المزارعة وجه]ا واحد]ا. وقfدwم المساقاة، ففيه وجهان. فأما إن قدم المزارعة لم تصح

إجارة الشجر تبع]ا فقد جوز المزارعة التي ال تجوز عندهما تبع]ا للمساقاة. فكذلك يجوز إلجارة األرض.

Page 26: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

المانعين من هذا وقول ابن عقيل هو قياس أحد وجهي أصحاب الشافعي بال شك؛ وألن ومتضرر. فإن الكوفيين هم بين محتال� على جوازه، أو مرتكب لما يظن أنه حرام، أو ضار

الشجر، كما يقولون في بيع احتالوا على الجواز: تارة بأن يؤجر األرض فقط ويبيحه ثمر القطع بجميع األجرة ويبيحه إبقاءها. الثمرة قبل بدو صالحها، يبيعه إياها مطلق]ا، أو بشرط

وغيرهما. وتارة بأن يكريه األرض بجميع وهذه الحيلة منقولة عن أبي حنيفة، والثوري، مثل: أن يساقيه على جزء من ألف جزء من األجرة ويساقيه على الشجر بالمحاباة،

الثمرة للمالك.

المساقاة، كأبي يوسف، ومحمد،/ والشافعي في إنما يجوزها من يجوز وهذه الحيلة بحال، وكذلك الشافعي إنما يجوزها في الجديد في القديم. فأما أبو حنيفة فال يجوزها

المعاملة إلى أن تسمي األجرة في مقابلة منفعة النخل والعنب. فقد اضطروا في هذه وإما بالمحاباة في مساقاتها. األرض، ويتبرع له إما بإعراء الشجر،

أصحاب ولفرط الحاجة إلى هذه المعاملة ذكر بعض من صنف في إبطال الحيل من ـ اإلمام أحمد هذه الحيلة فيما يجوز من الحيل ـ أعني حيلة المحاباة في المساقاة

وغيره. والمنصوص عن أحمد، وأكثر أصحابه: إبطال هذه الحيلة بعينها، كمذهب مالك،

النبي صلى الله والمنع من هذه الحيل هو الصحيح قطع]ا؛ لما روي عبد الله بن عمر أن لم يضمن، وال بيع ما عليه وسلم قال: )ال يحل سلف وبيع، وال شرطان في بيع، وال ربح ما

والنسائي، والترمذي، وابن ماجه. ليس عندك(. رواه األئمة الخمسة: أحمد، وأبو داود، عليه وسلم عن أن يجمع بين سلف وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. فنهى صلى الله وبيع، أو مثله. وكل تبرع يجمعه إلى وبيع. فإذا جمع بين سلف وإجارة فهو جمع بين سلف

والعرية، والمحاباة في المساقاة، والمزارعة، وغير البيع واإلجارة، مثل: الهبة، والعارية، ذلك: هي مثل القرض.

إنما كان ألجل فجماع معنى الحديث: أال يجمع بين معاوضة وتبرع؛ ألن ذلك / التبرع أنه ليس بعوض جمعا المعاوضة، ال تبرع]ا مطلق]ا. فيصير جزء]ا من العوض، فإذا اتفقا على

تساوي خمسمائة بين أمرين متنافيين، فإن من أقرض رجال] ألف درهم، وباعه سلعةfضgببذل ذلك الثمن بألف، لم يرض باإلقراض إال بالثمن الزائد للسلعة، والمشتري لم ير

هذا أقرض قرض]ا محض]ا، بل الزائد إال ألجل األلف التي اقترضها. فال هذا باع بيع]ا بألف، وال ]مد عجوة[ فإذا كان المقصود الحقيقة: أنه أعطاه األلف والسلعة بألفين، فهي مسألة

الخالف المعروف. وهكذا من اكتري أخذ ألف بأكثر من ألف، حرم بال تردد، وإال خرج على من ثمرها بجزء من ألف جزء. األرض التي تساوي مائة بألف وأعراه الشجر، أو رضي

التي أخذها، وأن المستأجر إنما بذل فمعلوم باالضطرار أنه إنما تبرع بالثمرة ألجل األلف المعقود عليه أو بعضه فليست الحيلة إال األلف ألجل الثمرة،فالثمرة هي جل المقصود

]ا من اللعب واإلفساد، وإال فالمقصود المعقود عليه ظاهر. ضرب

أمرين: إما أن والذين ال يحتالون، أو يحتالون وقد ظهر لهم فساد هذه الحيلة، هم بين أكثر الناس. وإما أن يفعلوا ذلك للحاجة، ويعتقدوا أنهم فاعلون للمحرم، كما رأينا عليه

فيدخل عليهم من الضرر يتركوا ذلك ويتركوا تناول الثمار الداخلة في هذه المعاملة، واحد أو اثنان، فما يمكن /واالضطرار ما ال يعلمه إال الله. وإن أمكن أن يلتزم ذلك شريعة قط، فضال] عن شريعة قال المسلمين التزام ذلك إال بفساد األموال التي ال تأتي به

yمg }الله فيها: gك fي ج� وfمfا جfعfلf عfل fرfح gنqم qي الد�ينq[ ، وقال تعالى: 78 ]الحج: { ف{ yه| yرqيدy الل yمy ي qك ب

fر gسyعg yمy ال qك yرqيدy ب f ي رf وfال gسy gي yمg }[ ، وقال تعالى: 185 ]البقرة: { ال yخfف�فf عfنك fن ي |هy أ yرqيدy الل ]النساء: { ي تعسروا(، )ليعلم اليهود أن في [ ، وفي الصحيحين )إنما بعثتم ميسرين(، )يسروا وال28

فتحريمه حرج. وهو منتف� شرع]ا. ديننا سعة( فكل ما ال يتم المعاش إال به

Page 27: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

لما فيه من الفساد والغرض من هذا: أن تحريم مثل هذا مما ال يمكن األمة التزامه قط؛ واآلصار التي كانت على بني الذي ال يطاق. فعلم أنه ليس بحرام، بل هو أشد من األغالل وسلم. ومن استقرأ الشريعة إسرائيل ووضعها الله عنا على لسان محمد صلى الله عليه

gمf فfمfنq اضgطyرw }في مواردها ومصادرها وجدها مبنية على قوله تعالى: qث f عfاد� فfال إ fاغ� وfال gرf ب غfيqهg fي |هf غfفyور� فfمfنq }، وقوله: [173 ]البقرة: { عfل qنw الل � فfإ gم qث qف� إل� ان fجf gرf مyت حqيم� اضgطyرw فqي مfخgمfصfة� غfي wر }

ولم يكن سببه معصية ـ هي ترك [ ، فكل ما احتاج الناس اليه في معاشهم،3]المائدة: المضطر الذي ليس بباغ� وال عاد�، واجب، أو فعل محرم ـ لم يحرم عليهم؛ ألنهم في معني

إلى الميتة، والمنفق للمال / وإن كان سببه معصية ـ كالمسافر سفر معصية اضطر فيه ويباح له ما يزيل ضرورته. فتباح له في المعاصي حتي لزمته الديون ـ فإنه يؤمر بالتوبة،

فهو الظالم لنفسه المحتال، وحاله كحال الميتة ويقضي عنه دينه من الزكاة، وإن لم يتبqيهqمg }الذين قال الل|ه فيهم: ت

g fأ qذg ت qيهqمg إ تg fأ f ت yونf ال qت ب gسf f ي fوgمf ال ع]ا وfي wر yش gمqهq gت ب fس fمgوf yهyمg ي fان يت qم حyوهyلg fب qكf ن fذfل ك

fونyق yسgفf yوا ي fان qمfا ك gهqمg }، وقوله: [163 ]األعراف: { ب fي fا عfل مgن wرfح g wذqينf هfادyوا � م�نf ال gم qظyل لwتg فfب qحy fات� أ �ب طfي

gمqد�هfصq fهyمg وfب . وهذه قاعدة عظيمة ربما ننبه ـ إن شاء الل|ه ـ عليها . [160 اآلية ]النساء: { ل

الدنيا إجماع من غير أن ينكر ذلك منكر، لم يكن إجماع أعظم من هذا، بل إن كان في الله صلى الله فهو هذا. ال سيما وأهل بيعة الرضوان جميعهم زارعوا على عهد رسول

عليه وسلم وبعده إلى أن أجلي عمر اليهود إلى تيماء.

قال: كان اليهود وقد تأول من أبطل المزارعة والمساقاة ذلك بتأويالت مردودة. مثل أن المخارجة بين العبد عبيد]ا للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين. فجعلوا ذلك مثل

وسيده.

يسترqقwهم حتي ومعلوم بالنقل المتواتر: أن النبي صلى الله عليه وسلم صالحهم ولمwن أحد]ا من المسلمين من استرقاق أحد منهم. أجالهم عمر، ولم يبعهم، وال مfك

المسلمين.وهذا مردود؛ فإن ومثل أن قال:هذه معاملة مع الكفار. فال يلزم أن تجوز مع في دار اإلسالم بين خيبر قد صارت دار إسالم،وقد أجمع المسلمون على أنه يحرم الفاسدة. ثم إنا قد ذكرنا أن المسلمين وأهل العهد ما يحرم بين المسلمين من المعامالت

واألنصار، وأن معاذ بن جبل عامل / النبي صلى الله عليه وسلم عامل بين المهاجرين الصحابة كانوا يعاملون بذلك. والقياس على عهده أهل اليمن بعد إسالمهم على ذلك،وأن

والسنة المبيحة، أو النافية للحرج،ومع الصحيح يقتضي جواز ذلك مع عمومات الكتاب االستصحاب، وذلك من وجوه.

النماء الحادث أحدها: أن هذه المعاملة مشاركة، ليست مثل المؤاجرة المطلقة؛ فإن ومنفعة العين التي لهذا؛ يحصل من منفعة أصلين: منفعة العين التي لهذا؛ كبدنه وبقره.

وخيلهم، وكما يحصل مال كأرضه وشجره، كما تحصل المغانم بمنفعة أبدان الغانمين اإلجارة؛ فإن المقصود فيها هو الفيء بمنفعة أبدان المسلمين من قوتهم ونصرهم، بخالف

أو شق األرض، أو بذرها، أو حصاد، العمل، أو المنفعة. فمن استؤجر لبناء، أو لخياطة، مقصوده بالعقد، واستحق األجير أجره؛ فإذا وfفwاه ذلك العمل فقد استوفي المستأجر يشترط مثل ذلك في العمل مضبوط]ا، كما ولذلك يشترط في اإلجارة الالزمة: أن يكون

وحديده: هو مثل منفعة أرض المالك وشجره. المبيع. وهنا منفعة بدن العامل وبدن بقره اآلخر، وإنما مقصودهما جميع]ا ما يتولد من ليس مقصود واحد منهما استيفاء منفعة

فيه. وإن لم يحصل نماء ذهب على كل منهما اجتماع المنفعتين. فإن حصل نماء اشتركا كسائر / المشتركين فيما يحدث من نماء منفعته، فيشتركان في المغنم وفي المغرم، يخالف في حقيقته ومقصوده وحكمه اإلجارة األصول التي لهم. وهذا جنس من التصرفات

وgب المعاوضة من جنس fما في الشركة من شوب المعاوضة. المحضة، وما فيه من ش

Page 28: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فالمعاوضات: كالبيع فإن التصرفات العدلية في األرض جنسان: معاوضات، ومشاركات. في ذلك اشتراك المسلمين واإلجارة. والمشاركات: شركة األمالك وشركة العقد. ويدخل

المساجد واألسواق المباحة، في مال بيت المال، واشتراك الناس في المباحات؛ كمنافع واشتراك الورثة في الميراث، والطرقات، وما يحيي من الموات، أو يوجد من المباحات،

واشتراك التجار والصناع واشتراك الموصي لهم والموقوف عليهم في الوصية والوقف، الظلم. كما قال تعالى ـ عن شركة عنان أو أبدان، ونحو ذلك. وهـذان الجنسان هما منشأ

ا م�نg }داود عليه السالم ـ: qير] fث qنw ك yوا وfإ wذqينf آمfن qالw ال fعgض� إ fعgضyهyمg عfلfى ب gغqي ب fب fي لfطfاء ل yخg yوا ال وfعfمqل

gمyا هwيل� مq qحfاتq وfقfل [.24 ]ص: { الصwال

وإذا كانت التصرفات والتصرفات األخر هي الفضيلة؛ كالقرض، والعارية، والهبة، والوصية. المساقاة والمزارعة، المبنية على المعادلة هي معاوضة، أو مشاركة، فمعلوم قطع]ا أن

إنما حرم بيعه ونحوهما من جنس المشاركة، ليسا من جنس المعاوضة المحضة، والغرر اآلخر؛ ألنه إن لم / ينبت في المعاوضة؛ ألنه أكل مال بالباطل. وهنا ال يأكل أحدهما مال

يستوفها، وال ملكها بالعقد، وال هي الزرع فإن رب األرض لم يأخذ منفعة اآلخر؛ إذ هو لم هذا، ورب األرض لم يحصل له مقصودة، بل ذهبت منفعة بدنه، كما ذهبت منفعة أرض

]ا، بخالف بيوع الغرر، وإجارة الغرر؛ فإن أحد شيء حتي يكون قد أخذه واآلخر لم يأخذ شيئ]ا، واآلخر يبقي تحت الخطر، فيفضي إلى ندم أحدهما وخصومتهما. المتعاوضين يأخذ شيئ المعادلة المحضة التي ليس فيها وهذا المعني منتف� في هذه المشاركات التي مبناها على

ظلم البتة، ال في غرر، وال في غير غرر.

الشريعة، ومن تأمل هذا تبين له مأخذ هذه األصول، وعلم أن جواز هذه أشبه بأصول كثير من وأعرف في العقول، وأبعد عن كل محذور من جواز إجارة األرض، بل ومن جواز وقع البيوع واإلجارات المجمع عليها، حيث هي مصلحة محضة للخلق بال فساد. وإنما

أنهم اللبس فيها على من حرمها من إخواننا الفقهاء بعد ما فهموه من اآلثار، من جهة اعتقدوا هذا إجارة على عمل مجهول؛ لما فيها من عمل بعوض. وليس كل من عمل

ا، كعمل الشريكين في المال المشترك، وعمل الشريكين في لينتفع بعمله يكون أجير] األبدان، وكاشتراك الغانمين في المغانم، ونحو ذلك مما ال يعد وال يحصي، نعم، لو شركة

أحدهما يعمل بمال يضمنه له اآلخر ال يتولد من عمله، كان هذا إجارة. كان

عليها، فجاز العمل الوجه الثاني: أن هذه من جنس المضاربة. فإنها عين تنمو بالعمل/ الفقهاء كلهم، اتباع]ا لما جاء عليها ببعض نمائها، كالدراهم والدنانير، والمضاربة، جوزها

فيها بعينها سنة عن النبي صلى الله فيها عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ مع أنه ال يحفظ المضاربة على المساقاة والمزارعة، لثبوتها عليه وسلم . ولقد كان أحمد يري أن يقيس] يقاس عليه، وإن خالف فيهما من خالف. وقياس كل منهما على بالنص، فتجعل أصال

أمكنه أن يستعمل فيه حكم اآلخر اآلخر صحيح. فإن من ثبت عنده جواز أحدهما لتساويهما.

ويجيء بدله. فالمال فإن قيل: الربح في المضاربة ليس من عين األصل، بل األصل يذهب األصل. المقسم حصل بنفس العمل، بخالف الثمر والزرع، فإنه من نفس

باالضطرار أن المال قيل: هذا الفرق فرق في الصورة، وليس له تأثير شرعي. فإنا نعلم ولهذا يرد إلى رب المستفاد إنما حصل بمجموع منفعة بدن العامل، ومنفعة رأس المال؛

التي هي نظير المال مثل رأس ماله ويقتسمان الربح، كما أن العامل يبقي بنفسه منفعة مال هذا. الدراهم. وليست إضافة الربح إلى عمل بدن هذا بأولي من إضافته إلى

أقرض أبو موسي / ولهذا فالمضاربة التي تروونها عن عمر، إنما حصلت بغير عقد لما جميع الربح؛ ألنه األشعري البني عمر من مال بيت المال، فحماله إلى أبيهما. فطلب عمر

Page 29: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

والمال مشترك. رأي ذلك كالغfص|ب؛ حيث أقرضهما ولم يقرض غيرهما من المسلمين، كالغاصب في نصيب وأحد الشركاء إذا اتجر في المال المشترك بدون إذن اآلخر فهو لنا. فأشار عليه بعض الشريك، وقال له ابنه عبد الل|ه: الضمان كان علينا، فيكون الربح

الصحابة بأن يجعله مضاربة.

المسألة موجودة بين الفقهاء ـ وهي ثالثة أقوال في مثل هذه وهذه األقوال الثالثة اتجر بمال غيره بغير إذنه لرب المال أو في مذهب أحمد وغيره ـ هل يكون ربح من

وأحسنها وأقيسها أن يكون مشتركا بينهما، كما قضي للعامل، أو لهما ؟ على ثالثة أقوال. األصلين. به عمر؛ ألن النماء متولد عن

من الشركة، فأخذ وإذا كان أصل المضاربة الذي قد اعتمدوا عليه، راعوا فيه ما ذكرناه والمسلمون مثل الدراهم يجري مجري عينها؛ ولهذا سمي النبي صلى الله عليه وسلم

ني fعqر| qيحة، يقال: منيحة وfرqق. ويقول الناس: أ دراهمك. يجعلون رد مثل بعده القرض مfن وسموا المضاربة قراضا؛ ألنها الدراهم مثل رد عين العارية، والمقترض انتفع بها وردها.

في المقابالت نظير القرض في التبرعات.

] لكان اقتضاؤه لتجويز المزارعة دون / ويقال ـ أيضا ـ: لو كان ما ذكروه من الفرق مؤثرا كان أولي بالصحة من المضاربة أولي من العكس؛ ألن النماء إذا حصل مع بقاء األصلين

البدن. فقد يقال: والربح نماء حصوله مع ذهاب أحدهما. وإن قيل: الزرع نماء األرض دون بل الزرع يحصل بمنفعة األرض العامل، دون الدراهم أو بالعكس. وكل هذا باطل،

والبقر والحديد. المشتملة على التراب والماء والهواء ومنفعة بدن العامل

ل�م أن بينها وبين المضاربة فرقا، فال ريب أنها بالمضاربة yأشبه منها بالمؤاجرة؛ ثم لو س ،[ واألجرة مضمونة في ألن المؤاجرة المقصود فيها هو العمل، ويشترط أن يكون معلوما

معرفة العمل، واألجرة الذمة أو عين معينة. وهنا ليس المقصود إال النماء، وال يشترط] في الذمة، وإنما هي بعض ما يحصل من ] وال شيئا النماء؛ ولهذا متى عين فيها ليست عينا

ألحدهما ربحا معينا، أو أجرة شيء معين فسد العقد، كما تفسد المضاربة إذا شرطا�ن� في الغاية. فإذا fي ]، معلومة في الذمة. وهذا ب كانت بالمضاربة أشبه منها بالمؤاجرة جدا والذي بينهما وبين المؤاجرة فروق غير مؤثرة والفرق الذي بينهما وبين المضاربة ضعيف، بأحد األصلين، فإلحاقها بما هي به أشبه أولي. في الشرع والعقل، وكان البد من إلحاقها

إطناب. وهذا أجلي من أن يحتاج فيه إلى

على ثالث مراتب. الوجه الثالث: أن نقول: لفظ اإلجارة فيه عموم وخصوص./ فإنها

كما في قوله تعالى: أحدها: أن يقال: لكل من بذل نفعا بعوض. فيدخل في ذلك المهر.{ wنyوهy gهyنw فfآت qهq مqن yم ب fعgت fمgت ت gا اسfمfف wنyه fورyجy ] أو24 ]النساء: { أ [. وسواء كان العمل هنا معلوما

]، الزم]ا أو غير الزم. ] أو مجهوال ]، وكان اآلخر معلوما مجهوال

معلوم، لكن العوض المرتبة الثانية: اإلجارة التي هي جعالة، وهو أن يكون النفع غير] غير الزم، مثل أن يقول: من رد على ] جائزا ]، فيكون عقدا عبدي فله كذا. فقد مضمونا

يرده من بعيد أو قريب.

عمل في الذمة، بحيث الثالثة: اإلجارة الخاصة. وهي أن يستأجر عينا، أو يستأجره على] واإلجارة الزمة. وهذه اإلجارة التي تشبه البيع تكون المنفعة معلومة، فيكون األجر معلوما

اإلجارة، أو قالوا: ]باب اإلجارة[ أرادوا في عامة أحكامه. والفقهاء المتأخرون إذا أطلقوا هذا المعني.

Page 30: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

نماء يحصل، من فيقال: المساقاة والمزارعة والمضاربة ونحوهن من المشاركات على إجارة بالمعني الخاص قال: هي إجارة بالمعني األعم أو العام، فقد صدق. ومن قال: هي

الجعالة. فهنالك إن كان العوض فقد أخطأ. وإذا كانت إجارة / بالمعني العام التي هي] من عين أو دين، فالبد أن يكون معلوما، وأما إن كان العوض مما يحصل من شيئا مضمونا

] شائعا فيه.كما لو قال األمير في الغزو: من دلنا على حصن كذا العمل جاز أن يكون جزءا المال، مع أنه جعالة محضة ال شركة فله منه كذا، فحصول الجعل هناك مشروط بحصول

فيه. فالشركة أولي وأحري.

اإلجارة الخاصة ويسلك في هذا طريقة أخري. فيقال: الذي دل عليه قياس األصول أن] على الثمن. فأما اإلجارة ]، قياسا العامة التي ال يشترط يشترط فيها أال يكون العوض غررا

يجوز إلحاقها بها، فتبقي على فيها العلم بالمنفعة، فال تشبه هذه اإلجارة؛ لما تقدم، فال األصل المبيح.

باإلجارة. فإن أراد الخاصة، فتحرير المسألة: أن المعتقد لكونها إجارة يستفسر عن مراده] بين لم يصح. وإن أراد العامة، فأين الدليل على تحريمها إال بعوض معلوم؟ فإن ذكر قياسا

الفقيه، ولن يجد إلى أمر يشمل مثل فضال عن له الفرق الذي ال يخفي على غير فقيه، ثبت الحل. هذه اإلجارة سبيال. فإذا انتفت أدلة التحريم

الفرع نقيض حكم ويسلك في هـذا طريقة أخري. وهو قياس العكس. وهو أن / يثبت في لكون األجرة يجب أن األصل؛ النتفاء العلة المقتضية لحكم األصل.فيقال:المعني الموجب أن المجهول غرر. تكون معلومة:منتف� في باب المزارعة ونحوها؛ ألن المقتضي لذلك

من هذا الجنس. فيكون في معني بيع الغرر المقتضي أكل المال بالباطل، أو ما يذكر ـ وهو منتف� ـ فال وهذه المعاني منتفية في الفرع. فإذا لم يكن للتحريم موجب إال كذا

تحريم.

لنهي النبي صلى وأما األحاديث ـ حديث رافع بن خديج وغيره ـ فقد جاءت مفسرة مبينة بل الذي رخص الله عليه وسلم أنه لم يكن نهيا عما فعل هو والصحابة في عهده وبعده،

مزدرعا، كنا نكري فيه غير الذي نهى عنه. فعن رافع بن خديج قال: كنا أكثر أهل المدينة وتسلم األرض، ومما األرض بالناحية منها تسمي لسيد األرض. قـال: مما يصاب ذلك يومئذ. رواه البخاري. تصاب األرض ويسلم ذلك؟ فنهينا. فأما الذهب والوfرqق فلم يكن

وكان أحدنا يكري أرضه. فيقول: هذه وفي رواية له. قال: كنا أكثر أهل المدينة حقال.fخgرجتg ذه، ولم تخرج ذه. فنهاهم النبي صلى الله عليه القطعة لي. وهذه لك، فربما أgهf عن وسلم. وفي رواية له:فربما أخرجت هذه yن كذا، ولم تخرج ذه، فنهينا عن ذلك. ولم ن

رافع قال: كنا أكثر أهل / األنصار حقال. وكنا نكري األرض الوfرqق. وفي صحيح مسلم عن هذه. فربما أخرجت هذه ولم تخرج هذه،فنهانا عن ذلك. وأما الوfرqق على أن لنا هذه ولهم

ينهنا.وفي مسلم ـ أيضا ـ عن حنظلة بن قيس قال: سألت رافع بن خديج عن كراء فلم بالذهب والورق؛ قال: ال بأس به، إنما كان الناس يؤاجرون على عهد رسول الل|ه األرض الله عليه وسلم بما على الماذيانات وأقبال الجداول، وأشياء من الزرع، فيهلك هذا صلى

عنه. ويسلم هذا، ويهلك هذا،ويسلم هذا. فلم يكن للناس كراء إال هذا؛ فلذلك زجر الناس فأما شيء معلوم مضمون فال بأس به.

على عهد رسول الل|ه فهذا رافع بن خديج ـ الذي عليه مدار الحديث ـ يذكر أنه لم يكن لهم النوع حرام بال ريب عند صلى الله عليه وسلم كراء إال بزرع مكان معين من الحقل. وهذا

ثوب بعينه لم يجز. وهذا الفقهاء قاطبة، وحرموا نظيره في المضاربة. فلو اشترط ربح الغرر في المشاركات نظير الغرر في المعاوضات.

Page 31: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الجانبين. فإن اشتمل وذلك أن األصل في هذه المعاوضات والمقابالت هو التعادل من الظلم على نفسه، وجعله أحدهما على غرر أو ربا دخلها الظلم، فحرمها الل|ه الذي حرم

وبقي اآلخر تحت الخطر، لم محرم]ا على عباده. فإذا كان أحد المتبايعين إذا ملك الثمن بدو صالحه./ فكذلك هذا إذا يجز؛ ولذلك حرم النبي صلى الله عليه وسلم بيع الثمر قبل

]ا خرجا عن موجب ]ا معين الشركة؛ فإن الشركة تقتضي اشترطا ألحد الشريكين مكان لآلخر فيه نصيب، ودخله الخطر االشتراك في النماء. فإذا انفرد أحدهما بالمعين لم يبق هذه ولم تخرج هذه، فيفوز ومعني القمار، كما ذكره رافع في قوله: فربما أخرجت

أنه لم يكن لهم كراء على عهد أحدهما ويخيب اآلخر. وهذا معني القمار. وأخبر رافع: عنه ألجل ما فيه من المخاطرة ومعني النبي صلى الله عليه وسلم إال هذا. وأنه إنما زجر

المعهود، ال إلى ما تكون فيه األجرة القمار، وأن النهي إنما انصرف إلى ذلك الكراء إلى مثل ذلك في نهيه عن بيع الثمار حتي مضمونة في الذمة. وسأشير ـ إن شاء الل|ه ـ

الله عليه وسلم : عن أي شيء وقع؟ وهذا ـ يبدو صالحها، ورافع أعلم بنهى النبي صلى الل|ه بن عمر، فإنه قال لما حدثه رافع: قد علمت أنا والل|ه أعلم ـ هو الذي انتهي عنه عبد

األربعاء وبشيء من التبن. فبين أنهم كانوا يكرون بزرع مكان كنا نكري مزارعنا بما على يفعله؛ ألنهم كانوا يفعلونه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم معين، وكان ابن عمر

حتي بلغه النهي.

] ويفتي به، ويفتي يدل على ذلك: أن ابن عمر كان يروي حديث معاملة خيبر دائما حرب الكرماني بالمزارعة على األرض البيضاء، وأهل بيته ـ أيضا ـ بعد حديث رافع. فروي

سمعت كليب بن قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم / بن راهويه، حدثنا معتمر بن سليمان، بذر وال بقر، فأخذتها وائل قال: أتيت ابن عمر، فقلت: أتاني رجل له أرض وماء، وليس له

حسن. وقال: حدثنا ابن بالنصف، فبذرت فيها بذري، وعملت فيها ببقري فناصفته؟ قال: سالم بن عبد الله ـ وأتاه أخي حزم،حدثنا يحيي بن سعيد، حدثنا سعيد بن عبــيد، سمعت

ببذري وبقري وأعمل أرضك،فما رجل ـ فقال:الرجل منا ينطلق إلى الرجل فيقول:أجيء بأس به،ونحن نصنعه. أخرج الل|ه منه فلك منه كذا،ولي منه كذا؟ قال:ال

أنهم كانوا يكرون وهكذا أخبر أقارب رافع. ففي البخاري عن رافع قال: حدثني عمومتي األربعاء أو بشيء األرض على عهد رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم بما ينبت على

فقيل لرافع: فكيف يستثنيه صاحب األرض. فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وكان الذي نهى عنه من ذلك ما بالدينار والدرهم؟ فقال: ليس به بأس بالدينار والدرهم. من المخاطرة. وعن أسيد بن لو نظر فيه ذو الفهم بالحالل والحرام لم يجزه، لما فيه

بالثلث والربع والنصف. ويشترط ظهير قال: كان أحدنا إذا استغني عن أرضه أعطاهاة وما سقي الربيع. وكان fارfصyوكان يعمل فيها ثالث جداول والق ،[ العيش إذ ذاك شديدا

فأتانا رافع بن خديج فقال: إن رسول الل|ه بالحديد وما شاء الل|ه، ويصيب منها منفعة. ويقول: )من استغني عن أرضه فليمنحها أخاه صلى الله عليه وسلم / ينهاكم عن الحقل،

وروي أبو داود قول النبي صلى الله عليه وسلم ، زاد أو ليدع( رواه أحمد وابن ماجه. والمزابنة: أن يكون الرجل له المال العظيم من النخل، أحمد )وينهاكم عن المزابنة.ة: ما سقط من السنبل(. فيأتيه الرجل فيقول: أخذته fارfصyمن تمر. والق [ قا fسfبكذا وكذا و

المزارع في زمان رسول وهكذا أخبر سعد بن أبي وقاص، وجابر. فأخبر سعد: أن أصحاب السواقي من الزرع، وما الل|ه صلى الله عليه وسلم كانوا يكرون مزارعهم بما يكون على

عليه وسلم فاختصموا في ذلك، سعد بالماء مما حول البئر. فجاؤوا رسول الل|ه صلى الله وقال: )اكروا بالذهب والفضة( فنهاهم رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم أن يكروا بذلك،

اإلذن بالكراء بالذهب والفضة، وأن رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي. فهذا صريح في جابر ـ رضي الل|ه عنه ـ قال: كنا نخابر النهي إنما كان عن اشتراط زرع مكان معين. وعن

بنصيب من القqصgرqي ومن كذا. فقال رسول على عهد رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم

Page 32: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

له أرض فليزرعها، أو ليمنحها أخاه، أو فليدعها( الل|ه صلى الله عليه وسلم : )من كانت رواه مسلم.

أخبروا بالصورة التي فهؤالء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين رووا عنه النهي قد بعض طرق الحديث: أنه نهى نهى عنها، والعلة التي نهى من أجلها. وإذا / كان قد جاء في

بينهم. وإذا قال لهم النبي صلى الله عن كراء المزارع مطلقا، فالتعريف للكراء المعهود أراد الكراء الذي يعـرفونه، كما فهموه من كالمه، عليه وسلم : )ال تكروا المزارع( فإنما

] عنه: أنه رخص في غير ذلك الكراء. ومما يشبه وهم أعلم بمقصوده. وكما جاء مفسرا] ـ فإنه إذا ذلك ما قرن به النهي من المزابنة ونحوها. واللفظ ـ وإن كان في نفسه مطلقا

] كان خطابا لمعين في مثل الجواب عن سؤال، أو عقب حكاية حال ونحو ذلك، فإنه كثيرا] بمثل حال المخاطب. كما لو قال المريض للطبيب: إن به حرارة. قال له: ما يكون مقيدا

الدسم. فإنه يعلم أن النهي مقيد بتلك الحال. ال تأكل

اليه. وإن كان وذلك أن اللفظ المطلق إذا كان له مسمي معهود، أو حال يقتضيه، انصرف مطلقة في اللفظ، ثم ال نكرة، كالمتبايعين إذا قال أحدهما: بعتك بعشرة دراهم، فإنها يتعارفون بينهم لفظ ينصرف إال إلى المعهود من الدراهم. فإذا كان المخاطبون ال

ينصرف إال إلى ما يعرفونه. وكان ]الكراء[ إال لذلك الذي كانوا يفعلونه، ثم خوطبوا به، لم إذا كان معروفا بينهم أنه الفرس، أو ذلك من باب التخصيص العرفي، كلفظ ]الدابة[

ينصرف هذا المطلق إال إلى ذلك. ونهى النبي صلى ذوات الحافر. فقال: ال تأتني بدابة، لم[ بالعرف والسؤال وقد تقدم ما في الصحيحين عن رافع /الله عليه وسلم لهم كان مقيدا قال: دعاني رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم فقال: )ما بن خديج، وعن ظهير بن رافع؛

اقqلqكم؟( قلت: نؤاجرها بما على الربيع، وعلى األوسق من التمر والشعير. تصنعون fبمح رqعوها، أو أمسكوها(. gزf عوها أو أ fر gقال: )ال تفعلوا. از

فلم يتناولها النهي، فقد صرح بأن النهي وقع عما كانوا يفعلونه، وأما المزارعة المحضة، أعلم ـ عندهم جنس آخر غير وال ذكرها رافع وغيره فيما يجوز من الكراء؛ ألنها ـ والل|ه

gن. فإن كان الكراء المعتاد؛ فإن الكراء اسم لما وجب فيه أجرة معلومة، gن، وإما دfي إما عfي] فهو جائز. وكذلك إن كان عينا من غير الزرع، وأما إن كان عينا من دينا في الذمة مضمونا

الزرع لم يجز.

شركة محضة؛ فأما المزارعة بجزء شائع من جميع الزرع فليس هو الكراء المطلق،بل هو مكتريا للعامل إذ ليس جعل العامل مكتريا لألرض بجزء من الزرع بأولي من جعل المالك

كراء بالمعني العام بالجزء اآلخر،وإن كان من الناس من يسمي هذا كراء أيضا.فإنما هو فال، ولهذا السبب بين رافع الذي تقدم بيانه. فأما الكراء الخاص الذي تكلم به رافع وغيره

ولم يتعرض للشركة؛ ألنها جنس أحد نوعي الكراء الجائز،وبين النوع اآلخر الذي نهوا عنه، آخر.

أرض فليزرعها، أو بقي أن يقال: فقول النبي صلى الله عليه وسلم: )من كانت له/] من الزرع والمنيحة ـ أن يمسكها. ليمنحها أخاه، وإال فليمسكها( أمر ـ إذا لم يفعل واحدا

تقدم. وذلك يقتضي المنع من المؤاجرة ومن المزارعة كما

إيجاب في االبتداء فيقال: األمر بهذا أمر ندب واستحباب، ال أمر إيجاب، أو كان أمر عليه وسلم لما نهاهم لينزجروا عما اعتادوه من الكراء الفاسد. وهذا كما أنه صلى الله

فيها: )أهريقوا ما فيها،/ عن لحوم الحمر األهلية، قال في اآلنية التي كانوا يطبخونها الكتاب ـ حين سأله عنها أبو ثعلبة واكسروها(. وقال صلى الله عليه وسلم في آنية أهل

حfضyوها بالماء(؛ وذلك الخشني ـ: )إن وجدتم غيرها فال تأكلوا فيها، gوإن لم تجدوا غيرها فار ال تنفطم عنها انفطاما جيد]ا إال بترك ما يقاربها من ألن النفوس إذا اعتادت المعصية فقد

Page 33: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ا من المباح. كما قيل: )ال يبلغ العبد حقيقة التقوي حتي يجعل بينه وبين الحرام حاجز]] ال تترك المعصية إال بتدريج، ال تتركها جملة. الحالل( كما أنها أحيانا

عليه وسلم لمن خشي فهذا يقع تارة، وهذا يقع تارة؛ ولهذا يوجد في سنة النبي صلى الله ولمن وثق بإيمانه منه النفرة عن الطاعة، الرخصة له في أشياء يستغني بها عن المحرم،

ولهذا يستحب لمن وصبره، النهي عن بعض ما يستحب له تركه مبالغة في فعل األفضل؛ عن جميع ماله، وثق بإيمانه / وصبره ـ من فعل المستحبات البدنية والمالية، كالخروج

جاءه ببيضة مثل أبي بكر الصديق ـ ماال يستحب لمن لم يكن حاله كذلك، كالرجل الذي فيخرج ماله، ثم يجلس من ذهب، فحذفه بها، فلو أصابته ألوجعته. ثم قال: )يذهب أحدكم

� على الناس(. fال ك

الضحاك: أن النبي يدل على ذلك: ما قدمناه من رواية مسلم الصحيحة، عن ثابت بن وقال: )ال بأس بها(، وما صلى الله عليه وسلم نهى عن المزارعة. وأمر بالمؤاجرة.

يكروا بزرع موضع معين، وقال: ذكرناه من رواية سعد ابن أبي وقاص: أنه نهاهم أن فإن رافع بن خديج قد روي ذلك وأخبر )اكروا بالذهب والفضة( وكذلك فهمته الصحابة.

أنه: ال بأس بكرائها بالذهب والفضة.

عمرو بن دينار. وكذلك فقهاء الصحابة؛ كزيد بن ثابت، وابن عباس. ففي الصحيحين عن صلى الله عليه وسلم قال: قلت لطاوس: لو تركت المخابرة؟ فإنهم يزعمون أن النبي

أخبرني ـ يعني ابن عباس ـ نهى عنها. قال: أي عمرو، إني أعطيهم وأعينهم، وإن أعلمهمgهf عنه؛ ولكن قال: fن )إن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ي

ا معلوما(. وعن ابن عباس ـ أيضا ـ: أن رسول الل|ه صلى الله عليه أن يأخذ عليه خرج]] وسلم لم يحرم المزارعة،/ولكن أمر أن يرفق بعضهم ببعض. رواه مسلم مجمال

طاوس عن ابن عباس: أن النبي صلى والترمذي. وقال: حديث حسن صحيح. وقد أخبر التبرع، قال: وأنا أعينهم وأعطيهم. وأمر الله عليه وسلم إنما دعاهم إلى األفضل، وهو

منه واجب، وهو ترك الربا والغرر. ومنه النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق الذي مستحب، كالعارية والقرض.

أحق به، فقال: )ألن ولهذا لما كان التبرع باألرض بال أجرة من باب اإلحسان كان المسلم معلوما( وقال: )من كانت له أرض يمنح أحدكم أخاه أرضه خير له من أن يأخذ عليه خرجا

فكان األخ هو الممنوح. ولما كان أهل الكتاب فليزرعها، أو ليمنحها أخاه، أو ليمسكها( الله عليه وسلم ولم يمنحهم، ال سيما والتبرع إنما ليسوا من اإلخوان عاملهم النبي صلى

محتاجا إلى منفعة أرضه لم يستحب له المنيحة، كما كان يكون عن فضل غني. فمن كان أرض خيبر، وكما كان األنصار محتاجين في أول اإلسالم المسلمون محتاجين إلى منفعة المهاجرين. وقد توجب الشريعة التبرع عند الحاجة، كما إلى أرضهم، حيث عاملوا عليها

وسلم عن ادخار لحوم األضاحي ألجل الدافة التي دفwت؛ نهاهم النبي صلى الله عليه واجب. فلما كان المسلمون محتاجين إلى منفعة األرض ليطعموا الجياع؛ ألن إطعامهم

المعاوضة / ليجودوا بالتبرع، ولم يأمرهم بالتبرع عينا، كما وأصحابها أغنياء عنها نهاهم عن من نهى عن االنتفاع بماله جاد ببذله؛ إذ ال يترك بطاال، وقد ينهى نهاهم عن االدخار. فإن

عليه وسلم ، بل األئمة عن بعض أنواع المباح في بعض األحوال؛ لما في النبي صلى الله المنهي، كما نهاهم في بعض المغازي... وأما ما رواه جابر من نهيه صلى ذلك من منفعة

عليه وسلم عن المخابرة، فهذه هي المخابرة التي نهى عنها. والالم لتعريف العهد. الله ولم تكن المخابرة عندهم إال ذلك.

[ حتي كان عام أول. يبين ذلك ما في الصحيح عن ابن عمر قال: كنا ال نري بالخبر بأسا أجله. فأخبر ابن عمر أن فزعم رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه، فتركناه من

Page 34: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

] روي النهي عن الخبر. وقد تقدم معني حديث رافع. قال أبو عبيد: الخqبر ـ بكسر رافعا بالنصف والثلث والربع، وأقل وأكثر. وكان الخاء ـ بمعني المخابرة. والمخابرة: المزارعة

yارw fرة. أبو عبيد يقول: لهذا سمي األك ]؛ ألنه يخابر على األرض، والمخابرة: هي المؤfاك خبيرا

وسلم أقرها في وقد قال بعضهم: أصل هذا من خيبر؛ ألن رسول الل|ه صلى الله عليه بشيء؛ فإن معاملته أيديهم على النصف، فقيل: خابرهم، أي عاملهم في خيبر. وليس هذا

وإنما روي حديث المخابرة بخيبر لم ينه عنها قط، بل فعلها الصحابة في حياته وبعد موته. والخبير: هو الفالح، سمي بذلك؛ ألنه رافع بن خديج، /وجابر. وقد فسرا ما كانوا يفعلونه.

يخبر األرض.

فقالوا: ]المخابرة[ هي وقد ذهب طائفة من الفقهاء إلى الفرق بين المخابرة والمزارعة. و]المزارعة[ على أن يكون البذر من المالك. المعاملة على أن يكون البذر من العامل،

وسلم نهى عن المخابرة، ال المزارعة. قالوا: والنبي صلى الله عليه

في الصحيح من وهذا ـ أيضا ـ ضعيف فإنا قد ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما األرض. وهذه األلفاظ أنه: نهى عن المزارعة كما نهى عن المخابر، وكما نهى عن كراء بما يفعلونه ألجل في أصل اللغة عامة لموضع نهيه وغير موضع نهيه؛ وإنما اختصت] وفعال، وألجل القرينة اللفظية، وهي الم العهد وسؤال السائل، التخصيص العرفي لفظا يدل على ذلك. وإال فقد نقل أهل اللغة أن المخابرة: هي المزارعة، واالشتقاق

فصــل

المالك. وقالوا: هذه هي والذين جfوwزوا المزارعة، منهم من اشترط أن يكون البذر من وهذا إحدي الروايتين عن أحمد، اختارها المزارعة. فأما إن كان البذر من العامل لم/ يجز.

يجوزون المزارعة. طائفة من أصحابه وأصحاب مالك والشافعي، حيث

الكرماني: قيل ألبي عبد وحجة هؤالء: قياسها على المضاربة، وبذلك احتج أحمد أيضا. قالwار على الثلث أو الربع ؟ قال: ال الل|ه أحمد بن محمد بن حنبل: رجل دفع أرضه إلى األك

والحديد والعمل من األكار، يذهب فيه بأس بذلك، إذا كان البذر من رب األرض والبقر مذهب المضاربة.

فال بد أن يكون البذر ووجه ذلك: أن البذر هو أصل الزرع، كما أن المال هو أصل الربح. ممن له األصل، ليكون من أحدهما العمل، ومن اآلخر األصل.

العامل، وقد نقل عنه والرواية الثانية عنه: ال يشترط ذلك، بل يجوز أن يكون البذر من بالثلث أو الربع، كما جماهير أصحابه ـ أكثر من عشرين نفسا ـ أنه يجوز أن يكري أرضه

عامل النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر.

عليها ببذره فقالت طائفة من أصحابه ـ كالقاضي أبي يعلى ـ إذا دفع أرضه لمن يعمل المزارعة لم بجزء من الزرع للمالك، فإن كان على وجه اإلجارة جاز، وإن كان على وجه

] / لنصوصه؛ ألنهم رأوا في عامة نصوصه صرائح كثيرة يجز، وجعلوا هذا التفريق تقريرا مذهبه عندهم، جدا في جواز كراء األرض بجزء من الخارج منها، ورأوا أن هذا هو ظاهر

ففرقوا بين باب من أنه ال يجوز في المزارعة أن يكون البذر من المالك كالمضاربة. المزارعة والمضاربة، وباب اإلجارة.

كراء األرض وقال آخرون ـ منهم أبو الخطاب ـ معني قوله في رواية الجماعة: يجوزwار. قال أبو الخطاب ومتبعوه: فعلى ببعض الخارج منها، أراد به: المزارعة والعمل من األك

Page 35: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ببعض الخارج منها، وإن كان هذه الرواية: إذا كان البذر من العامل فهو مستأجر لألرض فعلى هذا ما يأخذه صاحب من صاحب األرض، فهو مستأجر للعامل بما شرط له. قال: البذر يستحقه ببذره، وما يأخذه من األجرة يأخذه بالشرط.

أن يبذر وما قاله هؤالء من أن نصه على المكاري ببعض الخارج هو المزارعة،على المؤاجرة المذكورة األكار:هو الصحيح،وال يحتمل الفقه إال هذا،أو أن يكون نصه على جواز الصواب الذي ال يقتضي جواز المزارعة بطريق األولي.وجواز هذه المعاملة مطلقا هو

ا.وهو ظاهر نصوص أحمد المتواترة ا ونظر] عنه،واختيار طائفة من أصحابه. يتوجه غيره أثر]

يكون إجارة والقول األول ـ قول من اشترط أن يبذر رب األرض،وقول / من فرق بين أن أضعف. أو مزارعة ـ هو في الضعف نظير من سوي بين اإلجارة الخاصة والمزارعة،أو

استدالال بقصة معاملة النبي أما بيان نص أحمد: فهو أنه إنما جfوwز المؤاجرة ببعض الزرع، مزارعة، لم تكن بلفظ اإلجارة. صلى الله عليه وسلم ألهل خيبر، ومعاملته لهم إنما كانت

بلفظ إجارة، ويمنع الله عليه وسلم إال فمن الممتنع أن أحمد ال يجوز ما فعله النبي صلى فعله باللفظ المشهور.

خيبر على أن وأيضا، فقد ثبت في الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم شارط أهل بذرا، فإذا يعملوها من أموالهم كما تقدم، ولم يدفع اليهم النبي صلى الله عليه وسلم

فيها من أموالهم، كانت المعالمة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانوا يبذرون اإلجارة، ثم يمنع فكيف يحتج� بها أحمد على المزارعة، ثم يقيس عليها إذا كانت بلفظ

والنبي صلى الله عليه وسلم األصل الذي احتج به من المزارعة التي بذر فيها العامل ؟!كم فيها ما أقركم الل|ه( yقqر¢ لم يشترط مدة معلومة، حتي يقال: كانت قد قال لليهود: )ن

الروايتين ـ: إنه يشترط كون البذر من إجارة الزمة، لكن أحمد حيث قال ـ في إحدي[ على المضاربة، وإذا أفتي العالم بقول لحجة المالك، فإنما قاله متابعة لمن أوجبه قياسا المعارض / الراجح، ثم لما أفتي بجواز ولها معارض راجح لم يستحضر حينئذ ذلك

] بمزارعة خيبر، فالبد أن يكون في خيبر كان البذر عنده من المؤاجرة بثلث الزرع استدالال فرضنا أن أحمد فرق بين المؤاجرة بجزء من الخارج العامل، وإال لم يصح االستدالل. فإن

بينهما طائفة من أصحابه، فمستند هذا الفرق ليس وبين المزارعة ببذر العامل، كما فرق] شرعيا؛ فإن أحمد ال يري اختالف أحكام العقود باختالف العبارات، كما يراه طائفة مأخذا المعاملة بلفظ اإلجارة، ويمنعونها بلفظ المزارعة، وكذلك من أصحابه الذين يجوزون هذه

] يجوزون بيع ما في الذمة ] بلفظ البيع، ويمنعونه بلفظ السلم؛ ألنه يصير سلما بيع]ا حاال وأصوله تأبي هذا، كما قدمناه عنه في مسألة صqيغ العقود؛ فإن حاال، ونصوص أحمد

التصرفات القولية بالمعاني ال بما يحمل على األلفاظ، كما تشهد به االعتبار في جميعgمان والنذور والوصايا وغير ذلك من التصرفات، وإن كان هو قد فرق أجوبته في fي األ فرق طائفة من أصحابه، فيكون هذا التفريق رواية عنه مرجوحة، كالرواية بينهما، كما األمرين. المانعة من

وأما الدليل على جواز ذلك: فالسنة، واإلجماع، والقياس.

fعgتملوها أما السنة: فما تقدم من معاملة النبي صلى الله عليه وسلم ألهل خيبر على أن ي المهاجرين على أن البذر من من أموالهم، ولم يدفع اليهم بذرا، وكما عامل األنصار

حسان بن إبراهيم، عن حماد عندهم. قال حرب الكرماني:/ حدثنا محمد بن نصر، حدثناfجgلي أهل نجران وأهل بن سلمة، عن يحيي بن إسماعيل بن حكيم؛ أن عمر بن الخطاب أ على أن لعمر الثلثين فدك وأهل خيبر، واستعمل يعلى بن منية، فأعطي العنب والنخل البذر والبقر والحديد من ولهم الثلث، وأعطي البياض ـ يعني بياض األرض ـ على أن كان

الشطر، ولهم الشطر. فهذا عند عمر، فلعمر الثلثان ولهم الثلث، وإن كان منهم فلعمر

Page 36: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الل|ه صلى الله عليه وسلم ، عمر ـ رضي الل|ه عنه ـ ويعلى بن منية عامله، صاحب رسول من رب األرض، وأن يكون من قد عمل في خالفته بتجويز كال األمرين: أن يكون البذر

حدثنا سفيان، عن الحارث بن حصيرة العامل. وقـال حرب: حدثنـا أبـو معن، حدثنا مؤمل، محارب، قال: جاء رجل إلى علي بن األزدي، عن صخر بن الوليد، عن عمرو بن صليع بن

وفعل. فدعاه فقال: ما هذه األرض التي أبي طالب، فقال: إن فالنا أخذ أرضا فعمل فيها، وأعمرها وأزرعها. فما أخرج الل|ه من شيء فلي أخذت؟ فقال: أرض أخذتها أكري أنهارها

بهذا. فظاهره: أن البذر من عنده، ولم ينهه على عن النصف وله النصف، فقال: ال بأس وإطالق على الجواب. ذلك، ويكفي إطالق سؤاله،

اإلجارة الخاصة. وأما القياس: فقد قدمنا أن هذه المعاملة نوع من الشركة، ليست / من والسبق والرمي. وإن جعلت إجارة فهي من اإلجارة العامة التي تدخل فيها الجعالة، المزارعة ليس من وعلى التقديرين: فيجوز أن يكون البذر منهما؛ وذلك أن البذر في

تتلف المنافع، وإنما األصول التي ترجع إلى ربها؛ كالثمن في المضاربة، بل البذر يتلف كما المال، لكان الواجب أن ترجع األرض، أو بدن البقرة والعامل. فلو كان البذر مثل رأس

بل يشتركان في جميع يرجع مثله إلى مخرجه. ثم يقتسمان الفضل، وليس األمر كذلك، الزرع.

العامل والبقر فظهر أن األصول فيها من أحد الجانبين هي األرض بمائها وهوائها، وبدن والهواء وأكثر الحرث والبذر يذهب كما تذهب المنافع،وكما تذهب أجزاء من الماء

]. والل|ه ـ سبحانه ـ يخلق الزرع من نفس الحب والتراب والماء والتراب، فيستحيل زرعا أجزاء األرض والهواء كما يخلق الحيوان من ماء األبوين، بل ما يستحيل في الزرع من

ويحيله كما يحيل أكثر مما يستحيل من الحب، والحب يستحيل فال يبقي، بل يفلقه الل|ه والمعدن والنبات. أجزاء الماء والهواء، وكما يحيل المني وسائر مخلوقاته من الحيوان،

في الزرع والشجر: ولما وقع ما وقع من رأي كثير من الفهاء، اعتقدوا أن الحfبw والنوي والشجر لرب النوي هو األصل، والباقي تبع، حتي قضوا في مواضع بأن يكون الزرع

عليه وسلم إنما قضي والحب مع قلة قيمته، ولرب / األرض أجرة أرضه، والنبي صلى الله� بغير إذنهم فليس له من الزرع شيء، وله بضد هذا، حيث قال: )من زرع في أرضq قوم من أخذ به يري أنه نفقته( فأخذ أحمد وغيره من فقهاء الحديث بهذا الحديث. وبعض

القياس المتقدم، خالف القياس، وأنه من صور االستحسان، وهذا لما انعقد في نفسه من القياس الصحيح الذي وهو أن الزرع تبع للبذر، والشجر تبع للنوي. وما جاءت به السنة هو

في الرحم سواء؛ ولهذا تدل عليه الفطرة؛ فإن إلقاء الحب في األرض بمنزلة إلقاء المنيثا في قوله تعالى: ث� }سمي الل|ه النساء حfر| gرfح gمy آؤyك fسq yمg ن wك [، كما سمي223 ]البقرة: { ل

qع الولد األرض المزروعة حرثا، والمغلب fب في ملك الحيوان إنما هو جانب األم. ولهذا ت دون أبيه، ويكون جنين البهيمة لمالك األم، دون مالك اآلدمي أمه في الحرية والرقqه؛ ب gسfوذلك ألن األجزاء التي استمدها من األم أضعاف األجزاء الفحل الذي نهى عن ع

]. التي استمدها من األب. وإنما لألب حق االبتداء فقط، وال ريب أنه مخلوق منهما جميعا فإن األجزاء التي خلق منها الشجر والزرع أكثرها من التراب والماء وكذلك الحب والنوي؛

ذلك في األرض فتضعف بالزرع فيها. لكن لما كانت هذه األجزاء والهواء، وقد يؤثر الل|ه ـ سبحانه ـ ال يزال يمد األرض بالماء والهواء وبالتراب؛ إما تستخلف دائما، فإن]، إما مستحيال من غيره، وإما بالموجود، وال يؤثر في األرض نقص األجزاء الترابية شيئا

باالستحالة، وإما للكثرة؛ /ولهذا صار يظهر أن أجزاء األرض في معني المنافع، للخلف الحب والنوي الملقي فيها؛ فإنه عين ذاهبة غير مستخلفة وال يعوض عنها. لكن هذا بخالف

القدر ال يوجب أن يكون البذر هو األصل فقط؛ فإن العامل هو وبقره البد له مدة العمل]، ورب األرض ال يحتاج إلى مثل ذلك؛ ولذلك اتفقوا على أن من قوت وعلف يذهب أيضا

البذر ال يرجع إلى ربه كما يرجع في القراض، ولو جري عندهم مجري األصول لرجع.

Page 37: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

وهي األرض وبدن فقد تبين أن هذه المعاملة اشتملت على ثالثة أشياء: أصول باقية، البذر وبعض أجزاء األرض العامل والبقر والحديد. ومنافع فانية. وأجزاء فانية أيضا، وهي

الفانية سواء، فتكون الخيرة وبعض أجزاء العامل وبقره. فهذه األجزاء الفانية كالمنافع شاءا، ما لم يفض إلى بعض ما اليهما فيمن يبذل هذه األجزاء، ويشتركان على أي وجه الربا، وأكل المال بالباطل؛ ولهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع الغرر، أو

المساقاة والمزارعة، مثل أن يدفع دابته، أو جوز أحمد سائر أنواع المشاركات التي تشبه واألجرة بينهما. سفينته، أو غيرهما إلى من يعمل عليها

فصل

اليسر في هذه وهذا الذي ذكرناه من اإلشارة إلى حكمة بيع الغرر وما يشبه /ذلك يجمع] ممن تكلم في هذه األمور إما أن يتمسك بما بلغه من ألفاظ األبواب. فإنك تجد كثيراب من القياس المعنوي أو الشبهي. gرfفرضي الل|ه عن أحمد يحسبها عامة أو مطلقة، أو بض

المجمل، والقياس. وقال ـ حيث يقول: ينبغي للمتكلم في الفقه أن يجتنب هذين األصلين:: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس. ـ] ثم هذا التمسك يفضي إلى ما ال أيضا

يمكن اتباعه البتة.

والوكالة وغير ذلك. ومن هذا الباب: بيع الديون، دين السلم وغيره، وأنواع من الصلح.هذا ولوال أن الغرض ذكر قواعد كلية تجمع أبوابا لذكرنا أنواعا من

فصل

.وما يصح منها ويفسد القاعدة الثالثة: في العقود والشروط فيها، فيما يحل منها ويحرم،.[ ومسائل هذه القاعدة كثيرة جدا

والذي يمكن ضبطه فيها قوالن.

العقود والشروط فيها ونحو ذلك: الحظر، إال ما ورد : أن يقال: األصل فيأحدهما الظاهر، وكثير من أصول أبي حنيفة تنبني على هذا. وكثير الشرع بإجازته. فهذا قول أهل

] / من أصول الشافعي وأصول طائفة من أصحاب مالك وأحمد. فإن أحمد قد يعلل ـ أحياناfرqدg فيه أثر وال قياس. كما قاله في إحدي الروايتين في وقف ـ بطالن العقد بكونه لم ي

وكذلك طائفة من أصحابه قد يعللون فساد الشروط بأنها تخالف اإلنسان على نفسه. ما خالف مقتضي العقد فهو باطل، أما أهل الظاهر فلم يصححوا مقتضي العقد، ويقولون:

] إال ] وال شرطا ما ثبت جوازه بنص أو إجماع. وإذا لم يثبت جوازه أبطلوه، ال عقدا]، لكن خرجوا في كثير منه إلى واستصحبوا الحكم الذي ] جاريا قبله، وطردوا ذلك طردا

غيرهم. أقوال ينكرها عليهم

مقتضاها في وأما أبو حنيفة، فأصوله تقتضي أنه ال يصحح في العقود شروطا يخالف ولهذا المطلق، وإنما يصحح الشرط في المعقود عليه إذا كان العقد مما يمكن فسخه؛ منع بيع أبطل أن يشترط في البيع خيار، وال يجوز عنده تأخير تسليم المبيع بحال؛ ولهذا

وإنما جfوwز اإلجارة العين المؤجرة. وإذا ابتاع شجرة عليها ثمر للبائع فله مطالبته بإزالته. المنفعة، أو عتق العبد المبيع، أو المؤخرة؛ ألن اإلجارة عنده ال توجب الملك إال عند وجود

الشجر، وسائر الشروط التي يبطلها االنتفاع به، أو أن يشترط المشتري بقاء الثمر على عنده ال يقبل الفسخ؛ ولهذا ال ينفسخ غيره. ولم يصحح في النكاح شرطا أصال؛ ألن النكاح

ار، أو نحوهما. وال يبطل fسgوإنما صحح أبو عنده بعيب، أو إع .[ بالشروط / الفاسدة مطلقا عنده موضع استحسان. حنيفة خيار الثالثة األيام لألثر، وهو

Page 38: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يستثني والشافعي يوافقه على أن كل شرط خالف مقتضي العقد فهو باطل، لكنه المبيع، مواضع للدليل الخاص. فال يجوز شرط الخيار أكثر من ثالث، وال استثناء منفعة ـ وهو ونحو ذلك مما فيه تأخير تسليم المبيع، حتي منع اإلجارة المؤخرة؛ ألن موجبها

المطلق إال القبض ـ ال يلي العقد، وال يجوز ـ أيضا ـ ما فيه منع المشتري من التصرف كبيع العين العتق؛ لما فيه من السنة والمعني، لكنه يجوز استثناء المنفعة بالشرع،

البقاء، ونحو المؤجرة على الصحيح في مذهبه، وكبيع الشجر مع استيفاء الثمرة مستحقة أو بلدها، وال ذلك. ويجوز في النكاح بعض الشروط دون بعض، وال يجوز اشتراطها دارها

سائر الصفات أن يتزوج عليها وال يتسري، ويجوز اشتراط حريتها وإسالمها. وكذلك النكاح بالعيب المقصودة على الصحيح من مذهبه، كالجمال ونحوه. وهو ممن يري فسخ

غfار. واإلعسار، وانفساخه بالشروط التي تنافيه، كاشتراط األجل، والطالق، ونكاح الش� بخالف فساد المهر ونحوه.

يستثنون وطائفة من أصحاب أحمد يوافقون الشافعي على معاني هذه األصول، لكنهم المبيع، أكثر مما يستثنيه الشافعي؛ كالخيار أكثر من ثالث، وكاستثناء البائع منفعة المصالح. واشتراط المرأة على زوجها أال ينقلها وال / يزاحمها بغيرها، ونحو ذلك من

للمتعاقدين. فيقولون: كل شرط ينافي مقتضي العقد فهو باطل، إال إذا كان فيه مصلحة

الشافعي. وذلك أن نصوص أحمد تقتضي أنه جوز من الشروط في العقود أكثر مما جوزه هو أبا فقد يوافقونه في األصل، ويستثنون للمعارض أكثر مما استثني، كما قد يوافق

حنيفة في األصل، ويستثني أكثر مما يستثني للمعارض.

منهم؛ لقولهم وهؤالء الفرق الثالث يخالفون أهل الظاهر،ويتوسعون في الشروط أكثر ينفردون بها عن بالقياس والمعاني وآثار الصحابة، ولما يفهمونه من معاني النصوص التي

أهل الظاهر.

عائشة ـ رضي وعمدة هؤالء: قصة بريرة المشهورة. وهو ما خرجاه في الصحيحين عن في كل عام أوقية، الله عنها ـ قالت: جاءتني بريرة فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق،

فعلت. فذهبت بريرة فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم، ويكون والؤك لي الله صلى اله عليه وسلم إلى أهلها فقالت لهم، فأبوا عليها. فجاءت من عندهم، ورسول

لهم الوالء، فأخبرت عائشة جالس. فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إال أن يكون الوالء، فإنما الوالء لمن أعتق( / النبي صلى اله عليه وسلم فقال: )خذيها واشترطي لهم

وسلم في الناس. فحمد الله وأثني ففعلت عائشة، ثم قام رسول الله صلى اله عليه شروطا ليست في كتاب الله؟! ما كان عليه، ثم قال: )أما بعد، ما بال رجال يشترطون

مائة شرط. قضاء الله أحق، وشرط من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل،وإن كان للبخاري: )اشتريها فأعتقيها، وليشترطوا ما الله أوثق، وإنما الوالء لمن أعتق(، وفي رواية

واشترط أهلها والءها فقال النبي صلى اله عليه وسلم: )الوالء شاؤوا(. فاشترتها فأعتقتها اشترطوا مائة شرط(. وفي لفظ: )شرط الله أحق وأوثق(. وفي لمن أعتق، وإن عبد الله بن عمر: أن عائشة أم المؤمنين أرادت أن تشتري جارية لتعتقها. الصحيحين عن

أهلها: نبيعكها على أن والءها لنا؟ فذكرت ذلك لرسول الله صلى اله عليه وسلم. فقال الله فقال: )ال يمنعك ذلك، فإنما الوالء لمن أعتق(. وفي مسلم عن أبي هريرة ـ رضي

لهم الوالء. عنه ـ قال: أرادت عائشة أن تشتري جارية فتعتقها. فأبي أهلها إال أن يكون فإنما الوالء لمن فذكرت ذلك لرسول الله صلى اله عليه وسلم، فقال: )ال يمنعك ذلك.

أعتق(.

ولهم من هذا الحديث حجتان:

Page 39: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

باطل(. فكل شرط ليس في إحداهما: قوله: )ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو الله، بخالف ما كان في القرآن، وال في الحديث، وال في / اإلجماع، فليس في كتاب

على اتباع السنة واإلجماع. السنة، أو في اإلجماع. فإنه في كتاب الله بواسطة داللته

المدلول عليه ومن قال بالقياس ـ وهو الجمهور ـ قالوا: إذا دل على صحته القياس بالسنة، أو باإلجماع المدلول عليه بكتاب الله، فهو في كتاب الله.

على اشتراط والحجة الثانية: أنهم يقيسون جميع الشروط التي تنافي موجب العقد مقتضياتها الوالء؛ ألن العلة فيه كونه مخالف]ا لمقتضي العقد؛ وذلك ألن العقود توجب

العبادات. وهذا نكتة بالشرع. فيعتبر تغييرها تغييرا لما أوجبه الشرع، بمنزلة تغيير مقتضاها تغيير القاعدة. وهي أن العقود مشروعة على وجه، فاشتراط ما يخالف

يجوزون أن للمشروع؛ ولهذا كان أبو حنيفة ومالك والشافعي ـ في أحد القولين ـ ال اإلحالل يشترط في العبادات شرطا يخالف مقتضاها. فال يجوزون للمحرم أن يشترط

ويقول: اليس بالعذر، متابعة لعبد الله ابن عمر، حيث كان ينكر االشتراط في الحج.gمfلgتy }حسبكم سنة نبيكم؟ وقد استدلوا على هذا األصل بقوله تعالى: ك

f fوgمf أ gي yمg ال fك yمg دqين fك { لfعfدw حyدyودf }[، وقوله: 3]المائدة: fت qمyونf وfمfن ي qكf هyمy الظwال ئ fـ وgل

y |هq فfأ [.229 ]البقرة: { الل

الدين. قالوا: فالشروط والعقود التي لم تشرع تعد لحدود الله، وزيادة / في

بالخصوص وما أبطله هؤالء من الشروط التي دلت النصوص على جوازها بالعموم أو قالوا: ذلك منسوخ. كما قاله بعضهم في شروط النبي صلى اله عليه وسلم مع

المشركين عام الحديبية، أو قالوا: هذا عام أو مطلق، فيخص بالشرط الذي في كتاب الله.

وشريك: أن واحتجوا ـ أيضا ـ بحديث يروي في حكاية عن أبي حنيفة، وابن أبي ليلي، في النبي صلى اله عليه وسلم نهى عن بيع وشرط وقد ذكره جماعة من المصنفين

الفقه، وال يوجد في شيء من دواوين الحديث. وقد أنكره أحمد وغيره من العلماء. وذكروا أنه ال يعرف، وأن األحاديث الصحيحة تعارضه، وأجمع الفقهاء المعروفـون ـ من

غير خالف أعلمـه من غيرهم ـ أن اشتراط صفة في المبيع ونحوه، كاشتراط كون العبد]ا أو صانع]ا، أو اشتراط طول الثوب أو قدر األرض ونحو ذلك ـ شرط صحيح. كاتب

العقود والشروط: الجواز والصحة، وال يحرم منها ويبطل : أن األصل فيالقول الثانيا ـ عند من يقول به. وأصول أحمد إال ما دل الشرع على تحريمه وإبطاله ـ نص]ا أو قياس]

يجري على هذا القول. ومالك قريب منه، لكن أحمد أكثر المنصوصة عنه، أكثرها الفقهاء األربعة أكثر تصحيحا للشروط منه. تصحيحا / للشروط. فليس في

أو قياس، وعامة ما يصححه أحمد من العقود والشروط فيها يثبته بدليل خاص من أثر مقتضي لكنه ال يجعل حجة األولين مانعا من الصحة، وال يعارض ذلك بكونه شرطا يخالف

النبي صلى اله العقد، أو لم يرد به نص. وكان قد بلغه في العقود والشروط من اآلثار عن في معناه قياسا عليه وسلم والصحابة ماال تجده عند غيره من األئمة. فقال بذلك، وبما

داللته. عليه، وما اعتمده غيره في إبطال الشروط من نص، فقد يضعفه، أو يضعف الكتاب وكذلك قد يضعف ما اعتمدوه من قياس. وقد يعتمد طائفة من أصحابه عمومات

فمالك والسنة والتي سنذكرها في تصحيح الشروط؛ كمسألة الخيار أكثر من ثالث مطلق]ا، النكاح يجوزه بقدر الحاجة. وأحمد ـ في إحدي الروايتين عنه ـ يجوز شرط الخيار في منفعة أيضا، ويجوزه ابن حامد وغيره في الضمان ونحوه. ويجوز أحمد استثناء بعض

فإذا الخارج من ملكه في جميع العقود، واشتراط قدر زائد على مقتضاها عند اإلطالق.

Page 40: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

كان لها مقتضي عند اإلطالق جوز الزيادة عليه بالشرط، والنقص منه بالشرط، مالم يتضمن مخالفة الشرع. كما سأذكره ـ إن شاء الله.

ونحو ذلك، إذا فيجوز للبائع أن يستثني بعض منفعة المبيع، كخدمة العبد وسكني الدار، جابر لما باع النبي كانت تلك المنفعة مما يجوز استبقاؤها في ملك / الغير، اتباع]ا لحديث

صلى اله عليه وسلم جمله، واستثنى ظهره إلى المدينة.

السيد أو غيرهما، اتباعا ويجوز ـ أيضا ـ للمعتق أن يستثني خدمة العبد مدة حياته أو حياة صلى اله عليه وسلم ما لحديث سفينة لما أعتقته أم سلمة واشترطت عليه خدمة النبي

عاش.

حديث صفية، ويجوز ـ على عامة أقواله ـ أن يعتق أمته ويجعل عتقها صداقها؛ كما في منفعة البضع، وكما فعله أنس بن مالك وغيره، وإن لم ترض المرأة؛ كأنه أعتقها واستثني

الخدمة. لكنه استثناها بالنكاح؛ إذ استثناؤها بال نكاح غير جائز، بخالف منفعة

لنفسه لمدة حياته؛ ويجوز ـ أيضا ـ للواقف إذا وقف شيئا أن يستثني منفعته وغلته جميعا صلى اله عليه كما روي عن الصحابة أنهم فعلوا ذلك، وروي فيه حديث مرسل عن النبي

وسلم. وهل يجوز وقف اإلنسان على نفسه؟ فيه عنه روايتان.

الموهوبة، والصداق ويجوز ـ أيضا ـ على قياس قوله ـ استثناء بعض المنفعة في العين سواء كان وفدية الخلع، والصلح على القصاص، ونحو ذلك من أنواع إخراج الملك،

بإسقاط كالعتق، أو بتمليك بعوض كالبيع. أو بغير عوض كالهبة.

صحيح؛ لما ويجوز أحمد ـ أيضا ـ في النكاح عامة الشروط التي للمشترط فيها غرض/ توفوا به ما في الصحيحين عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال: )إن أحق الشروط أن

في النكاح أوكد استحللتم به الفروج( ومن قال بهذا الحديث قال: إنه يقتضي أن الشروط دون النكاح. منها في البيع واإلجارة.وهذا مخالف لقول من يصحح الشروط في البيع

تسافر معه وال فيجوز أحمد أن تستثني المرأة ما يملكه الزوج باإلطالق، فتشترط أال به،فال يتزوج تنتقل من دارها. وتزيد على ما يملكه باإلطالق،فتشترط أن تكون مخلية

ي. wر fسf fت عليها وال ي

يشترط كل ويجوز ـ على الرواية المنصوصة عنه المصححة عند طائفة من أصحابه ـ أن الفسخ واحد من الزوجين في اآلخر صفة مقصودة، كاليسار والجمال، ونحو ذلك، ويملك] بفسخ النكاح وانفساخه، فيجوز فسخه بالعيب، كما لو بفواته. وهو من أشد الناس قوال

فظهرت أمة، تزوج عليها، وقد شرطت عليه أال يتزوج عليها، وبالتدليس كما لو ظنها حرة ما ذكر. وبالخلف في الصفة على الصحيح، كما لو شرط الزوج أن له ماال فظهر بخالف

الطالق. وهل وينفسخ عنده بالشروط الفاسدة المنافية لمقصوده كالتوقيت، واشتراط إحداهما: نعم؛ كنكاح يبطل بفساد المهر كالخمر والميتة، ونحو ذلك؟ فيه عنه روايتان.

غار. /وهو رواية عن مالك. والثانية: ال ينفسخ؛ ألنه تابع وهو عقد مفرد؛ كقول أبي الش� حنيفة والشافعي.

]ا في ] أو ترك المبيع مما هو وعلى أكثر نصوصه يجوز أن يشترط على المشتري فعال يجوزون من ذلك إال مقصود للبائع، أو للمبيع نفسه. وإن كان أكثر متأخري أصحابه ال

الخالل عن أبي طالب: العتق. وقد يروي ذلك عنه، لكن األول أكثر في كالمه. ففي جامع جارية نفيسة يحب سألت أحمد عن رجل اشتري جارية فشرط أن يتسري بها: تكون

مهنا: سألت أبا عبد الله أهلها أن يتسري بها، وال تكون للخدمة؟ قال: ال بأس به. وقال فأنا أحق بها بالثمن الذي عن رجل اشتري من رجل جارية، فقال له: إذا أردت بيعها

Page 41: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يقربها وله فيها شرط؛ ألن ابن تأخذها به مني؟ قال: ال بأس به، ولكن ال يطؤها وال حنبل: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن مسعود قال لرجل: ال تقربنها وألحد فيها شرط. وقال الله بن عبد الله بن عتبة؛ أن ابن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد

باعها فهي لها بالثمن الذي اشتراها به. مسعود اشتري جارية من امرأته، وشرط لها: إن فقال: ال تنكحها وفيها شرط. وقال حنبل: فسأل ابن مسعود عن ذلك عمر بن الخطاب.

هذا. والشرط الواحد في البيع جائز، إال أن عمر قال عfم�ي: كل شرط في فرج فهو على شرط المرأته الذي شرط. فكره عمر أن يطأها وفيها كره البن مسعود / أن يطأها؛ ألنه

أحمد عن رجل اشتري جارية وشرط ألهلها أال يبيعها وال شرط. وقال الكرماني: سألت ولكنهم إن اشترطوا له إن باعها فهو أحق بها بالثمن، فال يقربها. يهبها؟ فكأنه رخص فيه.

عمر بن الخطاب، حين قال لعبد الله بن مسعود. يذهب إلى حديث

إلى البائع بالثمن فقد نص في غير موضع على أنه إذا أراد البائع بيعها لم يملك إال ردها لهذا الشرط، وربما األول، كالمقايلة. وأكثر المتأخرين من أصحابه على القول المبطل

مراده ]الشرط[ أيضا. واتبع تأولوا قوله: ]جائز[ أي العقد جائز، وبقية نصوصه تصرح بأن امرأة عبد الله ثالثة من الصحابة. في ذلك القصة المأثورة عن عمر وابن مسعود وزينب

يتسراها ونحو ذلك، مما فيه تعيين لمصرف وكذلك اشتراط المبيع فال يبيعه، وال يهبه، أوا، وشرط أن واحد؛ كما روي عمر بن شبة في أخبار عثمان: أنه اشتري من صهيب دار]

يقفها على صهيب وذريته من بعده.

باإلجماع استثناء بعض وجماع ذلك: أن الملك يستفاد به تصرفات متنوعة. فكما جاز استثناء بعض التصرفات. المبيع، وجوز أحمد وغيره استثناء بعض منافعه، جوز ـ أيضا ـ

أينافي مقتضي العقد/ وعلى هذا فمن قال: هذا الشرط ينافي مقتضي العقد. قيل له: كذلك. وإن أراد الثاني، لم المطلق، أو مقتضي العقد مطلقا؟ فإن أراد األول، فكل شرط

كاشتراط الطالق في النكاح، أو اشتراط يسلم له. وإنما المحذور أن ينافي مقصود العقد؛ بالعقد لم ينافq مقصوده. هذا القول هو الفسخ في العقد. فأما إذا شرط ما يقصد

واإلجماع، واالعتبار، مع االستصحاب، وعدم الدليل الصحيح: بداللة الكتاب، والسنة، المنافي.

wذqينf }أما الكتاب: فقال الله تعالى: �هfا ال يf fا أ gعyقyودq ي qال g ب وgفyوا

f g أ yوا [، والعقود هي1 ]المائدة: { آمfنfى }العهود. وقال تعالى: ب gرyا قfذ fانf fوg ك g وfل yوا yمg فfاعgدqل gت qذfا قyل g وfإ وgفyوا

f |هq أ qعfهgدq الل [،152 ]األنعام: { وfبg } وقال تعالى: وgفyوا

f ] وfأ ؤyوال gسfم fانf gعfهgدf ك qنw ال gعfهgدq إ qال yوا }وقال تعالى: [،34 ]اإلسراء: { ب fان fقfدg ك وfلfون� yوfل gلy الf ي wهf مqن قfب ؤyوال] عfاهfدyوا الل gسfم qهw fانf عfهgدy الل fارf وfك fدgب g[، فقد أمر سبحانه15 ]األحزاب: { األ

وبالعهد. وقد دخل في ذلك ما بالوفاء بالعقود، وهذا عام، وكذلك أمر بالوفاء بعهد اللهyوا عfاهfدyوا }عقده المرء على نفسه، بدليل قوله: fان fقfدg ك gلy وfل wهf مqن قfب ، فدل على أن عهد { الل

نفسه، وإن لم يكن الله قد أمر بنفس ذلك المعهود الله يدخل فيه ما عقده المرء علىqذfا }إنما أمر بالوفاء به؛ ولهذا قرنه بالصدق في قوله: عليه قبل العهد؛ كالنذر والبيع، وfإ

gمy gت g قyل وgفyواf |هq أ qعfهgدq الل fى وfب ب gرyا قfذ fانf fوg ك g وfل yوا ألن العدل في القول خبر يتعلق بالماضي ؛ { فfاعgدqل

gهyم }المتعلق بالمستقبل، كما/ قال تعالى: والحاضر، والوفاء بالعهد يكون في القول وfمqنfدfاهfع gنwم fنqم wنf yون fك fن fصwدwقfنw وfل fن qهq ل fا مqن فfضgل fان qنg آت fئ |هf ل qهq الل g ب yوا ل qخf qهq ب fاهyم م�ن فfضgل fمwا آت qحqينf فfل الصwال

g وwهyم wوا fوfل fهy وfت gقfوgن fل q ي fوgم qهqمg إلى ي yوب qفfاق]ا فqي قyل fهyمg ن عgقfبf g م�عgرqضyونf فfأ yوا fان qمfا ك |هf مfا وfعfدyوهy وfب g الل fفyوا ل gخf qمfا أ ب

fونy gذqب fك wذqي }[ ، وقال ـ سبحانه ـ: 77ـ 75 ]التوبة: { ي |هf ال g الل wقyوا حfامf وfات gرf qهq وfاأل yونf ب اءل fسf { ت

كالضحاك وغيره ـ: تساءلون به: تتعاهدون وتتعاقدون. [ ، قال المفسرون ـ1]النساء: المتعاقدين يطلب من اآلخر ما أوجبه العقد من فعل، أو ترك، أو وذلك ألن كل واحد من

ذلك، وجمع ـ سبحانه ـ في هذه اآلية وسائر السورة أحكام األسباب مال، أو نفع، ونحو المخلوقة؛ كالرحم. والمكسوبة؛ كالعقود التي يدخل فيها الصهر،ووالية التي بين بني آدم

g }ونحو ذلك.وقال ـ سبحانه ـ: مال اليتيم، fنقyضyوا f ت �مg وfال qذfا عfاهfدت |هq إ qعfهgدq الل g ب وgفyواf fعgدf وfأ gمfانf ب fي األ

Page 42: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

fفqيال] yمg ك gك fي |هf عfل yمy الل gت عfل fج gدfقfا وfهqيدq fوgك fقfضfتg ت qي ن wت fال g ك yوا yون fك f ت fفgعfلyونf وfال fمy مfا ت fعgل |هf ي qنw الل fعgدq إ fهfا مqن ب ل gزfغ yمg دfخfال] fك gمfان fي wخqذyونf أ fت ]ا ت fاث fنك yمg قyوwة� أ fك gن fي [ ، واأليمان: جمع يمين، وكل عقد92، 91 ]النحل: { ب

فإنه يمين. قيل: سمي بذلك؛ ألنهم كانوا يعقدونه بالمصافحة باليمين، يدل على ذلكw }قوله: qال fمg إ ]ا وfل gئ ي fش gمy fنقyصyوك fمg ي yمw ل qينf ث رqك gشyمg �م م�نf ال wذqينf عfاهfدت gهqمg ال fي qل g إ qم�وا fت fحfد]ا فfأ yمg أ gك fي g عfل وا yرqاهfظy ي

هyرy عfهgدfهyمg إلى gشf fخf األ ل fا انسfذq wقqينf فfإ gمyت yحqب� ال |هf ي qنw الل qهqمg إ gثy مyدwت رqكqينf حfي gشyمg g ال yوا yل مy فfاقgت yرyحg الgمyوهyذyخfو gمyوهyم� g وfجfدت fقfامyوا g وfأ yوا fاب qن ت صfد� فfإ gرfم wلy fهyمg ك g ل وهyمg وfاقgعyدyوا yرyصgاحfو g �وا ل fخfف fاةf ك wالز g fوyا fةf وfآت الصwال

|هf غfفyور� qنw الل fهyمg إ qيل ب fى سw هy حfت gرqجf كf فfأ fار fجf ت gاس fينqكqر gشyمg fحfد� م�نf ال qنg أ حqيم� وfإ wر yهgغq gل fب yمw أ |هq ث fمf الل fال مfعf ك gسf ي

wهyمg قfوgم� نf qأ qكf ب fهy ذfل مfن

g |هq وfعqندf مfأ رqكqينf عfهgد� عqندf الل gشyمg qل yونy ل fك gفf ي fي fمyونf ك fعgل w ي �مg ال wذqينf عfاهfدت w ال qال qهq إ ول yس fر q فfمfا ام fرfحg جqدq ال gسfمg wقqينf عqندf ال gمyت yحqب� ال |هf ي qنw الل fهyمg إ g ل fقqيمyوا ت gاسfف gمy fك g ل fقfامyوا ت gاس gمy gك fي وا عfل yرfهgظf qن ي gفf وfإ fي ك

f qال] وfال yمg إ g فqيك yوا قyب gرf f ي : هو القرابة. والذمة:8ـ 4 ]التوبة: { ذqمwة] ال العهد ـ وهما [ ، واإلل�حfامf }المذكوران في قوله: gر

f qهq وfاأل yونf ب اءل fسf yونf فqي مyؤgمqن� }[ ، إلى قوله: 1 ]النساء: { ت قyب gرf f ي الf qال] وfال qن }الذمة. إلى قوله: [ ، فذمهم الله على قطيعة الرحم، ونقض10 ]التوبة: { ذqمwة] إ وfإ

qدgعf fهyم م�ن ب gمfان يf g أ yوا fث wك النبي [ ، وهذه نزلت في كفار مكة لما صالحهم12 ]التوبة: { عfهgدqهqمg ن

وأما قوله صلى اله عليه وسلم عام الحديبية، ثم نقضوا العهد بإعانة بني بكر على خزاعة.�م }ـ سبحانه: wذqينf عfاهfدت qهq إلى ال ول yس fرfو qه| اءة� م�نf الل fرf qينf ب رqك gشyمg [ ، فتلك عهود1 ]التوبة: { م�نf ال

الزمة فإنها كانت مطلقة، وكان مخيرا بين إمضائها ونقضها؛ كالوكالة، ونحوها. جائزة؛ ال

مؤقتة، فقوله ـ مع أنه ومن قال من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: إن الهدنة ال تصح إال اله عليه وسلم في أكثر مخالف ألصول أحمد ـ يرده القرآن. وترده سنة رسول الله صلى

المعاهدين، فإنه لم / يوقت معهم وقتا.

�م }فأما من كان عهده مؤقتا فلم يبح له نقضه بدليل قوله: wذqينf عfاهfدت w ال qال yمw إ qينf ث رqك gشyمg م�نf الg وا yرqاهfظy fمg ي ]ا وfل gئ ي fش gمy fنقyصyوك fمg ي qنw ل qهqمg إ gهqمg عfهgدfهyمg إلى مyدwت fي qل g إ qم�وا ت

f fحfد]ا فfأ yمg أ gك fي wقqينf عfل gمyت yحqب� ال |هf ي { اللwذqينf }[ ، وقال: 4]التوبة: w ال qال yمg إ fك g ل fقfامyوا ت gا اسfمfف q ام fرfحg جqدq ال gسfمg �مg عqندf ال qنw عfاهfدت fهyمg إ g ل fقqيمyوا ت gاسfف

fينqقw gمyت yحqب� ال |هf ي gهqمg }[ ، وقال: 7]التوبة: { الل fي qل qذg إ fة] فfانب fان ي qخ � افfنw مqن قfوgم fخf qمwا ت وfاء وfإ fى سfلfع } أمارات الخيانة؛ ألن المحذور من جهتهم، وقال [ ، فإنما أباح النبذ عند ظهور58]األنفال:

wذqينf }تعالى: �هfا ال يf fا أ fفgعfلyونf ي yونf مfا الf ت fقyول qمf ت yوا ل fمfن [ . وجاء ـ أيضا ـ في2 اآلية ]الصف: { آ

نسخت تالوته سورة كانت صحيح مسلم عن أبي موسي األشعري: )إن في القرآن الذي شهادة في أعناقكم، فتسألون كبراءة: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ماال تفعلون فتكتب

wذqينf هyمg }عنها يوم القيامة(، وقال تعالى: اعyونf وfال fر gمqهqدgهfعfو gمqهq fات مfانf qفي سورتي { أل ،

المذموم [ . وهذا من صفة المستثنين من الهلع32[ والمعارج ]اآلية: 8]اآلية: المؤمنونر� }بقوله: wالش yه wسfا مfذq yوع]ا إ لqقf هfل yخ fان fنسq gاإل wنq wذqينf هyمg إ �ينf ال gمyصfل qالw ال yوع]ا إ gرy مfن ي fخg هy ال wسfا مfذq وع]ا وfإ yزfج

qهqمg حfق¢ مwعgلyوم� مgوfالf wذqينf فqي أ qمyونf وfال qهqمg دfائ ت fالfى صfلfع qالد�ين q fوgم qي yصfد�قyونf ب wذqينf ي q وfال وم yرgحfمg qلq وfال ائ wلس� ل

gمqه� ب fر fابfذfع wنq فqقyونf إ gم م�شqه� ب fر qابfذfع gم م�نyه fينqذw qالw وfال وجqهqمg حfافqظyونf إ yرyفq wذqينf هyمg ل مyون� وfالg gرy مfأ غfي

yومqينf عfلfى gرy مfل wهyمg غfي qن yهyمg فfإ gمfان fي fتg أ fك وg مfا مfلf وfاجqهqمg أ gزf gعfادyونf أ qكf هyمy ال fئ وgل

y qكf فfأ اء ذfل fرfى وfغf gت فfمfنq اب

gمyه fينqذw اعyونf وfال fر gمqهqدgهfعfو gمqهq fات مfانf qوهذا يقتضي وجوب ذلك؛ ألنه لم [ ،32ـ19 ]المعارج: { أل

يذكر فيها إال ما هو واجب، وكذلك يستثن من المذموم إال من اتصف بجميع ذلك؛ ولهذا لمqكf هyمy }في سورة المؤمنين، قال في أولها: fئ وgل

y دfوgسf هyمg فqيهfا أ gرqفg yونf ال fرqث wذqينf ي yونf ال gوfارqث الfونyدq ال fيكن من الوارثين؛ ألن [ ، فمن لم يتصف بهذه الصفات لم11، 10 ]المؤمنون: { خ

عر بالحصر، ومن لم يكن من ظاهر اآلية الحfصgر؛ فإن إدخال الفصل بين المبتدأ والخبر gشy ي عنه، وإذا كانت رعاية العهد واجبة وارثي الجنة كان معرضا للعقوبة، إال أن يعفو الله

واألمانة جعل النبي صلى اله عليه وسلم فرعايته هي الوفاء به. ولما جمع الله بين العهد كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غfدfر، وإذا ضد ذلك صفة المنافق في قوله: )إذا حدث

لqق yر( وعنه: )على كل خfجfيطبع المؤمن ليس الخيانة والكذب( ومازالوا يوصون خاصم ف wذqينf }وهذا عام. وقال تعالى: بصدق الحديث وأداء األمانة. قqينf ال qاسfفg w ال qال qهq إ yضqل� ب وfمfا ي

fونyضyنقf fن ي qهq أ wهy ب مfرf اللf fقgطfعyونf مfا أ fاقqهq وfي fعgدq مqيث wهq مqن ب yوصfلf عfهgدf الل [ ، فذمهم27، 26 ]البقرة: { ي

أمر الله بصلته؛ ألن الواجب إما بالشرع، وإما بالشرط الذي على نقض عهد الله وقطع ما

Page 43: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

qنقyضyونf }وقال ـ أيضا ـ: عقده المرء باختياره. f ي |هq وfال qعfهgدq الل yوفyونf ب wذqينf ي fصqلyونf ال wذqينf ي fاقf وfال gمqيث الfلfوصy fن ي qهq أ |هy ب مfرf الل

f g مfا أ وا yرf wذqينf صfب ابq وfال fسqالح fوء yس fونyاف fخf wهyمg وfي ب fر fنgو fشgخf �هqمg وfي ب fر qهgجfاء وfغq gت ابg مqمwا fنفfقyوا fةf وfأ g الصwال fقfامyوا fةf وfأ �ئ ي wالس qةf ن fسfحg qال ؤyونf ب fرgدf fة] وfي qي fن ا وfعfال ر� qس gمyاهf قgن fز fر qارwى الدf fهyمg عyقgب qكf ل fئ وgل

y أfحf fهfا وfمfنg صfل yون ل yخgدf wاتy عfدgن� ي ن fج fونyل yخgدf fةy ي qك fئ qهqمg وfالمfال wات ي وfاجqهqمg وfذyر� gزf qهqمg وfأ fائ yل� باب مqنg آب gهqم م�ن ك fي عfل

fى qعgمf عyقgب yمg فfن ت gرf qمfا صfب yم ب gك fي fم� عfل ال fس qهqاقf fعgدq مqيث |هq مqن ب fنقyضyونf عfهgدf الل wذqينf ي مfرf الدwارq وfالf fقgطfعyونf مfآ أ وfي

qضgرf دyونf فqي األ qسgفy yوصfلf وfي fن ي qهq أ |هy ب وءy الدwارq الل yس gمyهf fةy وfل wعgن fهyمy الل qكf ل fئ وgل

y [ ،25ـ20]الرعد: { أgهyم }وقال: fذfهy فfرqيق� م�ن wب g عfهgد]ا ن wمfا عfاهfدyوا yل وfك

f yونf أ yؤgمqن f ي هyمg ال yرf gث كf fلg أ [ ، وقال:100 ]البقرة: { ب

{ wنqك fـ fابq وfل gكqت fةq وfال qك gمfآلئ q اآلخqرq وfال fوgم gي |هq وfال qالل qرw مfنg آمfنf ب gب fى ال ب gرyقg �هq ذfوqي ال ب yى حfلfع fالfمg fى ال �ينf وfآت qي wب وfالنfامfى fت gي fقfامf وfال قfابq وfأ qينf وfفqي الر� qل آئ wالسfو qيلq ب wالس fنg qينf وfاب اك fسfمg gمyوفyونf وfال fاةf وfال ك wى الزf الصwالةf وfآت

g qذfا عfاهfدyوا qعfهgدqهqمg إ qكf ب ئ fـ yول سq أg fأ gب اء وfحqينf ال wرwاء والض fس

g fأ gب qرqينf فqي ال qكf هyمy وfالصwاب ئ fـ yول wذqينf صfدfقyوا وfأ الfونyقw gمyت qقqنطfار� }[ ، وقال تعالى: 177 ]البقرة: { ال gهy ب مfن

g fأ qن ت fابq مfنg إ gكqت fهgلq ال gهyم وfمqنg أ gكf وfمqن fي qل yؤfد�هq إ يqد�هfؤy w ي fار� ال qدqين gهy ب مfن

g fأ qن ت gسf مwنg إ fي g ل yوا wهyمg قfال نf qأ qكf ب qم]ا ذfل gهq قfآئ fي w مfا دyمgتf عfل qال gكf إ fي qل qيل� إ ب fس fين� yم�ي fا فqي األ gن fي عfل

gمyهfو fبqذf gك |هq ال yونf عfلfى الل fقyول yحqب� وfي |هf ي qنw الل wقfى فfإ qعfهgدqهq وfات وgفfى بf fلfى مfنg أ fمyونf ب fعgل wقqينf ي gمyت ]آل { ال

wذqينf }[ ، وقال: 76، 75عمران: qنw ال f إ qكf ال ئ fـ وgلy qيال] أ ]ا قfل fمfن qهqمg ث gمfان fي |هq وfأ qعfهgدq الل ونf ب yرf ت gشf fهyمg فqي ي fقf ل خfال

gمqهg fي qل fنظyرy إ f ي |هy وfال �مyهyمy الل fل yك f ي ةq وfال fرqيم� اآلخq fل fهyمg عfذfاب� أ �يهqمg وfل ك fزy f ي fامfةq وfال gقqي fوgمf ال ]آل عمران: { يةy }[ ، وقال / تعالى: 77 fارwفf qكf ك �نy ذfل fي yب qكf ي fذfل yمg ك fك gمfان fي g أ yمg وfاحgفfظyوا fفgت ل fا حfذq yمg إ qك gمfان fي qهq أ fات yمg آي fك |هy ل الل

fون yرy ك gشf yمg ت wك fعfل واألحاديث في هذا كثيرة، مثل ما في الصحيحين عن عبد [89 ]المائدة: { ل الله صلى اله عليه وسلم: )أربع� من كن فيه كان منافق]ا الله بن عمر، قال: قال رسول

خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق، حتي يدعها: إذا حدث خالص]ا، ومن كانت فيه وإذا عاهد غدر. وإذا خاصم فجر(. وفي الصحيحين عن عبد الله كذب، وإذا وعــد أخلــف،

قال رســول الله صلى اله عليه وسلم: )ينصب لكل غادر لواء يوم بن عمر قـــال: صحيح مسلم عـن أبي سعيـد، عن النبي صلى اله عليه وسلم قال: )لكل القيامة(. وفيqه يوم القيامة(. وفي رواية: )لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به غادر لواء عند ــت gبقدر اس

بن غدرته، أال وال غــادر أعظم غدرة من أمير عامة(. وفي صحيح مسلم عن بريدةا على جيش أو مwرf أمير]

f سرية الحصيب قال: كان رسول الله صلى اله عليه وسلم إذا أا، ثم قــال: )اغزوا باسم أوصاه في خاصته بتقوي الله، وفيمن معه من المسلمين خير]

تغدروا وال تمثلوا، وال تقتلوا الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله. اغزوا وال تغلوا، وال ثالث خصال، أو خالل. فأيتهن ما وليد]ا. وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى

فنهاهم عن الغدر كما نهاهم عن الغلول. / أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم( الحديث.

صفة وفي الصحيحين عن ابن عباس، عن أبي سفيان بن حرب ـ لما سأله هرقل عن ندري ما هو النبي صلى اله عليه وسلم: هل يغدر؟ ـ فقال: ال يغدر، ونحن معه في مدة ال

الكلمة.وقال هرقل في جوابه: صانع فيها: قال: ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا إال هذه ال تغدر.فجعل هذا صفة الزمة سألتــك هل يغدر؟ فذكرت أنه ال يغدر،وكذلك الرسل

للمرسلين.

قال: )إن أحق وفي الصحيحين عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى اله عليه وسلم الشروط بالوفاء، وأن الشروط أن توفوا به: ما استحللتم به الفروج( فدل على استحقاق

شروط النكاح أحق بالوفاء من غيرها.

وسلم قال: وروى البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى اله عليها، )قال الله تعالى: ثالثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطي بي، ثم غدر. ورجل باع حر]

yعgطه ا فاستوفي منه ولم ي أجره( فذم الغادر. وكل من ثم أكل ثمنه. ورجل استأجر أجير] شرط شرط]ا ثم نقضه فقد غدر.

والعقود،وبأداء األمانة/ فقد جاء الكتاب والسنة باألمر بالوفاء بالعهود والشروط والمواثيق على من يفعل ذلك. ورعاية ذلك، والنهي عن الغدر ونقض العهود والخيانة والتشديد

Page 44: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يؤمر بها مطلقا ولما كان األصل فيها الحظر والفساد، إال ما أباحه الشرع، لم يجز أن الحظر إال ما أباحه ويذم من نقضها وغدر مطلقا، كما أن قتل النفس لما كان األصل فيه

المباح، بخالف ما كان الشرع أو أوجبه، لم يجز أن يؤمر بقتل النفوس ويحمل على القدر]ا؛ كالصالة والزكاة، فإنه يؤمر به مطلقا. وإن كان لذلك شروط وموانع، فينهى جنسه واجب ذلك. وكذلك الصدق في عن الصالة بغير طهارة، وعن الصدقة بما يضر النفس، ونحو

السكوت أو التعريض. الحديث مأمور به، وإن كان قد يحرم الصدق أحيانا لعارض، ويجب

ا به، علم أن األصل صحة العقود والشروط؛ إذ وإذا كان جنس الوفاء ورعاية العهد مأمور] ومقصود العقد: هو الوفاء ال معني للتصحيح إال ما ترتب عليه أثره، وحصل به مقصوده.

األصل فيها الصحة واإلباحة. به. فإذا كان الشارع قد أمر بمقصود العهود، دل على أن

بن زيد، عن الوليد وقد روى أبو داود، والدارقطني من حديث سليمان بن بالل، حدثنا كثير وسلم: )الصلح جائز بين بن رباح، عن أبي هريرة، قال: / قال رسول الله صلى اله عليه

على شروطهم( وكثير بن زيد المسلمين، إال صلحا أحل حراما أو حرم حـالال، والمسلمون أخري. قال يحيي بن معين في رواية: هو ثقة. وضعفه في رواية

المزني، عن وقد روى الترمذي، والبزار من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المسلمين إال أبيه، عن جده؛ أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: )الصلح جائز بين

، أو أحل حرام]ا، والمسلمون على شروطهم، إال شرط]ا حرم حالال] أو أحل صلحا حرم حالال] اللفظ األول، لكن كثير حرام]ا(. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وروي ابن ماجه منه

يحدث به. فلعل بن عمرو ضعفه الجماعة. وضرب أحمد على حديثه في المسند، فلم أيضا ـ عن محمد بن عبد تصحيح الترمذي له لروايته من وجوه. وقد روي أبو بكر البزار ـ

الله صلى الله عليه الرحمن ابن السلماني، عـن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسول ـ وإن كان الواحد منها وسلم: )الناس على شروطهم ما وافقت الحق(. وهذه األسانيد

ضعيفا ـ فاجتماعها من طرق يشد بعضها بعضا.

المشترط ليس وهذا المعنى هو الذي يشهد له الكتاب والسنة، وهو حقيقة المذهب؛ فإن يكون مبطال لحكم له أن يبيح ما حرمه الله، وال يحرم ما / أباحه الله، فإن شرطه حينئذ يوجب بالشرط مالم الله. وكذلك ليس له أن يسقط ما أوجبه الله،وإنما المشترط له أن

]ا وال ]ا بدونه. فمقصود الشروط وجوب مالم يكن واجب حرام]ا، وعدم اإليجاب ليس يكن واجب]ا لإليجاب،حتي يكون المشترط مناقض]ا للشرع، وكل شرط صحيح فالبد أن يفيد وجوب نفي

]ا؛ فإن المتبايعين يجب لكل منهما على اآلخر من اإلقباض مالم يكن واجبا؛ مالم يكن واجبا، ويحرم على كل منهما مالم يكن حرام]ا. وكذلك ويباح ـ أيضا ـ لكل منهما مالم يكن مباح]

هgنا،أو اشترطت كل من المتآجرين والمتناكحين. وكذلك إذا اشترط fصفة في المبيع، أو ر ويباح بهذا الشرط مالم يكن كذلك. المرأة زيادة على مهر مثلها؛فإنه يجب،ويحرم

وgهم من اعتقد أن األصل فساد الشروط، قال:f ألنها إما أن تبيح وهذا المعنى هو الذي أ

]ا، وذلك ، أو توجب ساقط]ا، أو تسقط واجب ال يجوز إال بإذن الشارع. حرام]ا، أو تحرم حالال] متناقض، وليس كذلك، بل وقد وردت شبهة عند بعض الناس حتي توهم أن هذا الحديث

وكالوطء في ملك الغير، كل ما كان حرام]ا بدون الشرط، فالشرط ال يبيحه؛ كالربا، نكاح، أو ملك يمين. فلو أراد وكثبوت الوالء لغير المعتق، فإن الله حرم الوطء إال بملك

إعارتها للخدمة، فإنه جائز. وكذلك رجل أن يعير أمته آلخر للوطء لم يجز له ذلك، بخالف بيع الوالء وعن هبته. وجعل الله الوالء الوالء،/ فقد نهى النبي صلى اله عليه وسلم عن

للوالد. وقال صلى اله عليه وسلم: )من ادعي كالنسب، يثبت للمعتق كما يثبت النسب فعليه لعنة الله والمالئكة والناس أجمعين، ال يقبل الله إلى غير أبيه، أو تولي غير مواليه،

الله ما كانوا عليه في الجاهلية من تبني الرجل ابن غيره، أو منه صرفا وال عدال( وأبطل

Page 45: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

مواله. فهذا أمر ال يجوز فعله بغير شرط، فال يبيح الشرط منه ما انتساب المعتق إلى غير كان حراما.

ا بدون الشرط، فالشرط يوجبه؛ كالزيادة في المهر والثمن والمثمن وأما ما كان مباح] يتبرع بالرهن والرهن، وتأخير االستيفاء؛ فإن الرجل له أن يعطي المرأة، وله أن

]ا، وإذا وجب فقد حرمت المطالبة التي كانت وباإلنظار، ونحو ذلك، فإذا شرطه صار واجب الشارع لم يبح مطالبة حالال بدونه؛ ألن المطالبة لم تكن حالال مع عدم الشرط، فإن

يغيره. المدين مطلقا فما كان حالال] وحرام]ا مطلق]ا فالشرط ال

الشرط عن تلك الحال وأما ما أباحه الله في حال مخصوصة ولم يبحgهy مطلق]ا، فإذا حوله مخصوصة، ولم لم يكن الشرط قد حرم ما أحله الله. وكذلك ما حرمه الله في حال

يستصحب يحرمه مطلق]ا، لم يكن الشرط قد أباح ما حرمه الله، وإن كان بدون الشرط ثبوته حكم اإلباحة / والتحريم، لكن فرق بين ثبوت اإلباحة والتحريم بالخطاب. وبين

بمجرد االستصحاب.

الشارع. وآثار فالعقد والشرط يرفع موجب االستصحاب، لكن ال يرفع ما أوجبه كالم عند الشروط. الصحابة توافق ذلك، كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: مقاطع الحقوق

وأما االعتبار فمن وجوه:

باب األفعال العادية. واألصل فيها عدم التحريم، : أن العقود والشروط منأحدها دليل على التحريم. كما أن األعيان األصل فيها فيستصحب عدم التحريم فيها حتي يدل

yم }عدم التحريم. وقوله تعالى: fك yمg وfقfدg فصل ل gك fي مf عfل wرfا حw[ ، عام¢ في119 ]األنعام: { م واألفعال، وإذا لم تكن حرام]ا لم تكن فاسدة؛ ألن الفساد إنما ينشأ من التحريم، األعيان

لم تكن فاسدة كانت صحيحة. وإذا

ثبت حله وأيضا، فليس في الشرع ما يدل على تحريم جنس العقود والشروط، إال ما دليل على بعينه، وسنبين ـ إن شاء الله ـ معني حديث عائشة، وأن انتفاء دليل التحريم

التحريم، فيكون عدم التحريم. فثبت باالستصحاب العقلي وانتفاء الدليل الشرعي عدم، وإما عفو]ا؛ كاألعيان التي لم تحرم. فعلها إما حالال]

من النصــوص وغالب ما يســتدل به على أن األصــل في األعيــان عــدم التحريم/ دليله، فإنه العامة واألقيســة الصحيحة، واالستصحاب العقلي، وانتفاء الحكم النتفاء

حالال، أو يستدل ـ أيضا ـ به على عدم تحريم العقود والشــروط فيها؛ سواء سمي ذلك تعالى في عفوا على االختالف المعروف بين أصحابنــا وغيرهم؛ فإن ما ذكــره الله

ومنه ما القرآن من ذم الكفار على التحريم بغير شرع؛ منه ما ســببه تحريم األعيان، والطواف فيها إذا لم سببه تحريم األفعال. كما كانوا يحرمــون على المحــرم لــبس ثيابه

|ا، ويأمرونه بالتعري، إال أن يعيره أحمسي ثوبه، ي qسfمgحf ويحرمون عليه الدخول تحت يكن أwة ويحرمون سقف، كما كان األنصار يحرمون إتيان الرجل امرأته في فرجها qي ب gجfإذا كانت م

العهود التي عقدوها بال شرع. الطواف بالصفا والمروة، وكانوا مع ذلك قد ينقضون بالوفاء بها إال ما اشتمل على محرم. فأمرهم الله ـ سبحانه ـ في سورة النحل وغيرها

�ها بشرع خاص، فعلم أن العهود يجب الوفاء بها إذا لم تكن محرمة، وإن لم يثبت ل qح نبهنا على هذه القاعدة فيما كالعهود التي عقدوها في الجاهلية وأمروا بالوفاء بها. وقد

إال ما حرمه الله؛ ألن الله ذم تقدم، وذكرنا أنه ال يشرع إال ما شرعه الله، وال يحرم وحرموا مالم يحرمه الله، فإذا المشركين الذين شرعوا من الدين مالم يأذن به الله،

معامالتهم العادية بغير دليل / شرعي، حرمنا العقود والشروط التي تجري بين الناس في

Page 46: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

التي تتضمن شرع دين لم يأذن به الله؛ فإن كنا محرمين مالم يحرمه الله، بخالف العقود به. فال يشرع عبادة إال بشرع الله، وال يحرم الله قد حرم أن يشرع من الدين مالم يأذن

المعامالت هي من العادات يفعلها المسلم والكافر، وإن عادة إال بتحريم الله، والعقود في فليست من العبادات التي يفتقر فيها إلى شرع؛ كالعتق كان فيها قربة من وجه آخر.

والصدقة.

كان ثابتا على حال، فإن قيل: العقود تغير ما كان مشروعا؛ ألن ملك البضع أو المال إذا األعيان التي لم تحرم، فعقد عقد]ا أزاله عن تلك الحال، فقد غير ما كان مشروعا، بخالف

فإنه ال تغير في إباحتها.

]ا لشخص، أو ال تكون. فإن كانت فيقال: ال فرق بينهما؛ وذلك أن األعيان إما أن تكون ملك]ا فانتقالها بالبيع أو غيره ال يغيرها، وهو من باب ]ا فملكها ملك العقود. وإن لم تكن ملك

لحكمها، بمنزلة العقود. باالستيالء ونحوه، هو فعل من األفعال مغير

العقد الوارد على المال. وأيضا، فإنها قبل الذكاة محرمة.فالذكاة الواردة عليها بمنزلة الحل،وإن غير حكم العين. فكما أن أفعالنا في األعيان من األخذ والذكاة،األصل فيها

الحل.وإن غيرت حكم الملك له. فكذلك أفعالنا في األمالك بالعقود /ونحوها،األصل فيها

البضع الثابت بالنكاح، وسبب ذلك: أن األحكام الثابتة بأفعالنا كالملك الثابت بالبيع وملك سببه منا، لم يثبته ابتداء. نحن أحدثنا أسباب تلك األحكام، والشارع أثبت الحكم لثبوت

فإذا كنا نحن المثبتين لذلك الحكم، كما أثبت إيجاب الواجبات وتحريم المحرمات المبتدأة. رفعه. فمن اشتري عينا فالشارع أحلها له ولم يحرم الشارع علينا رفعه، لم يحرم علينا

الملك الثابت بالبيع. ومالم يحرم الشارع عليه وحرمها على غيره؛ إلثباته سبب ذلك، وهو أي وجه أحب، مالم يحرمه الشارع عليه. كمن أعطي رفع ذلك، فله أن يرفع ما أثبته على

، فاألصل أال يحرم عليه التصرف فيه. وإن كان مزيال] للملك الذي أثبته المعطي رجال ماال] مالم يمنع منه مانع.

من حل هذا المال وهذه نكتة المسألة التي يتبين بها مأخذها، وهو أن األحكام الجزئية ـ]ا، وإنما ]ا، مثل لزيد وحرمته على عمرو ـ لم يشرعها الشارع شرع]ا جزئي شرعها شرع]ا كلي

fا }قوله: ب مf الر� wرfحfو fعg fي gب |هy ال fحfلw الل g }[ ، وقوله: 275]البقرة: { وfأ fغyوا gت fب fن ت yمg أ qك اء ذfل fرfا وwم مy fك yحqلw ل وfأyم qك مgوfال

f qأ yم }[ ، وقوله: 24 ]النساء: { ب fك g مfا طfابf ل fاعf فfانكqحyوا ب yرfو fثf yال fى وfث gن اء مfث fس� { م�نf الن وهذا الحكم الكلي ثابت، سواء وجد هذا البيع المعين أو لم يوجد. فإذا وجد [ .3]النساء: ]ا معينا. فهذا المعين سببه / فعل العبد، فإذا رفعه العبد فإنما رفع ما بيع معين أثبت ملك

الجزئي، إنما هو أثبته هو بفعله، الما أثبته الله من الحكم الكلي؛ إذ ما أثبته الله من الحكم تابع لفعل العبد سببه فقط، ال أن الشارع أثبته ابتداء.

fوfهwم بعض الناس أن رفع الحقوق بالعقود والفسوخ مثل نسخ األحكام، وليس وإنما ت هذا المعين فإنما كذلك؛ فإن الحكم المطلق ال يزيله إال الذي أثبته، وهو الشارع. وأما

إخراجه؛ إذ الشارع ثبت؛ ألن العبد أدخله في المطلق، فإدخاله في المطلق اليه، فكذلكgه أو ال لم يحكم عليه في المعين بحكم أبد]ا، مثل أن يقول: هذا الثوب qعgهy أو ال تبعه، أو هqب ب

gه، وإنما حكم على المطلق الذي إذا أدخل فيه المعين حكم على المعين. تهب

ق بين تغيير الحكم المعين الخاص الذي أثبته العبد بإدخاله في المطلق، فتدبر هذا، وفfر� العبد. وإذا ظهر أن العقود وبين تغيير الحكم العام الذي أثبته الشارع عند وجود سببه من

بها إليجاب الشارع الوفاء بها مطلقا، ال يحرم منها إال ما حرمه الشارع، فإنما وجب الوفاء الواجبات التي اتفقت عليها الملل، بل والعقالء إال ما خصه الدليل، على أن الوفاء بها من

Page 47: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

العقلية من قال بالوجوب العقلي، ففعلها ابتداء ال جميعهم. وقد أدخلها في الواجبات بها وجب إليجاب الشارع إذ]ا، وإليجاب العقل أيضا. يحرم إال بتحريم الشارع، والوفاء

المتعاقدين. وموجبها هو ما أوجباه على ، فإن األصل في العقود رضىوأيضا/ اض� }العزيز: أنفسهما بالتعاقد؛ ألن الله قال في كتابه fرf ة] عfن ت fار fجq yونf ت fك fن ت w أ qال yمg إ { م�نك

yمg عfن }[ ، وقال: 29]النساء: fك gنf ل qن طqب ]ا فfإ ]ا مwرqيئ qيئ yوهy هfن yل ا فfك fفgس] gهy ن يgء� م�ن f[ ،4 ]النساء: { ش حكم فعلق جواز األكل بطيب النفس تعليق الجزاء بشرطه. فدل على أنه سبب له، وهو

معلق على وصف مشتق مناسب. فدل على أن ذلك الوصف سبب لذلك الحكم. وإذا كانا عليه بالعلة طيب النفس هو المبيح ألكل الصداق، فكذلك سائر التبرعات، قياس]

yونf }المنصوصة التي دل عليها القرآن. وكذلك قوله: fك fن ت w أ qال yمg إ اض� م�نك fرf ة] عfن ت fار fجq { ت التجارة إال التراضي، وذلك يقتضي أن التراضي هو المبيح [ ، لم يشترط في29]النساء:

فإذا تراضي المتعاقدان بتجارة، أو طابت نفس المتبرع بتبرع، للتجارة. وإذا كان كذلك إال أن يتضمن ما حرمه الله ورسوله؛ كالتجارة في الخمر، ونحو ثبت حله بداللة القرآن؛

ذلك.

إطالق، وحال تقييد. ففرق بين العقد المطلق وبين ، فإن العقد له حاالن: حالوأيضا/ قيل: هذا شرط ينافي مقتضي العقد فإن أريد به، ينافي المعني المطلق من العقود. فإذا زائد. وهذا ال يضره، وإن أريد ينافي مقتضي العقد العقد المطلق. فكذلك كل شرط على ذلك، وإنما يصح هذا إذا نافي مقصود العقد. المطلق والمقيد، احتاج إلى دليل

ذلك المقصود. فإن العقد إذا كان له مقصود يراد في جميع صوره، وشرط فيه ما ينافي ومثل هذا الشرط فقد جمع بين المتناقضين بين إثبات المقصود ونفيه، فال يحصل شيء.

باطل باالتفاق، بل هو مبطل للعقد عندنا.

الوالء لغير والشروط الفاسدة قد تبطل لكونها قد تنافي مقصود الشارع، مثل اشتراط والعتق قد المعتق؛ فإن هذا ال ينافي مقتضي العقد وال مقصوده، فإن مقصوده الملك،

ا. فثبوت qراء العبد لعتقه يقصد كثير] ت gالوالء ال ينافي مقصود يكون مقصود]ا للعقد. فإن اش عليه وسلم بقوله: )كتاب العقد، وإنما ينافي كتاب الله وشرطه؛ كما بينه النبي صلى اله

لمقصود العقد كان العقد لغو]ا. وإذا الله أحق، وشرط الله أوثق( فإذا كان الشرط منافيا]ا لمقصود الشارع كان مخالف]ا لله ورسوله. فأما إذا لم يشتمل على واحد منهما، كان منافي

الله ورسوله، فال وجه لتحريمه، بل الواجب حله؛ فلم يكن لغو]ا، وال اشتمل على ما حرمه اليه؛ إذ لوال حاجتهم اليه لما فعلوه؛ فإن اإلقدام على ألنه عfمfل� مقصود للناس يحتاجون

ولم يثبت تحريمه، فيباح؛ لما في الكتاب والسنة مما يرفع الفعل مظنة الحاجة اليه. الحرج.

إن لم يدل على حلها وأيضا، فإن العقود والشروط ال تخلو، إما أن يقال: ال تحل وال تصح، ذكرناه من القول دليل شرعي خاص؛ من نص، أو إجماع، أو / قياس عند الجمهور. كما كان عام]ا، أو يقال: األول، أو يقال: ال تحل وتصح حتي يدل على حلها دليل سمعي، وإن

تصح وال تحرم، إال أن يحرمها الشارع بدليل خاص أو عام.

التي وقعت في والقول األول باطل؛ ألن الكتاب والسنة دال على صحة العقود والقبوض محرم. فقال ـ سبحانه حال الكفر، وأمر الله بالوفاء بها إذا لم يكن فيها بعد اإلسالم شيء

wذqينf }ـ في آية الربا: �هfا ال يf fا أ yم ي yنت qن ك fا إ ب fقqيf مqنf الر� g مfا ب وا yرfذfو fه| g الل wقyوا g ات yوا qينf آمfن ]البقرة: { م�ؤgمqن

الربا في الذمم، ولم يأمرهم برد ما قبضوه بعقد [ ، فأمرهم بترك ما بقي لهم من278 العمل عليه ـ يوجب أنه غير منهي عنه، وكذلك النبي الربا، بل مفهوم اآلية ـ الذي اتفق

الوداع الربا الذي في الذمم، ولم يأمرهم برد صلى اله عليه وسلم أسقط عام حجة )أيما قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم، المقبوض. وقال صلى اله عليه وسلم:

Page 48: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

اإلسالم( وأقر الناس على أنكحتهم التي عقدوها وأيما قسم أدركه اإلسالم فهو على قسم هل عقد به في عدة أو غير عدة؟ بولي أو بغير ولي؟ في الجاهلية، ولم يستفصل أحد]ا:

يأمر أحد]ا بتجديد نكاح وال بفراق امرأته، إال أن يكون السبب بشهود أو بغير شهود؟ ولم اإلسالم، كما أمر غيالن بن سلمة الثقفي الذي أسلم وتحته عشر المحرم موجود]ا حين

وز الديلمي / الذي أسلم وتحته نسوة، أن يمسك أربع]ا yرg ويفارق سائرهن. وكما أمر فfي إحداهما ويفارق األخرى. وكما أمر الصحابة من أسلم من المجوس، أن أختان أن يختار المحارم.ولهذا اتفق المسلمون على أن العقود التي عقدها الكفار يحكم يفارقوا ذوات

اإلسالم إذا لم تكن محرمة على المسلمين، وإن كان الكفار لم يعقدوها بإذن بصحتها بعد بفساد الشارع.ولو كانت العقود عندهم كالعبادات، ال تصح إال بشرع، لحكموا بفسادها. أو

ما لم يكن أهله مستمسكين فيه بشرع.

على وجه محرم فإن قيل: فقد اتفق فقهاء الحديث ـ أهل الحجاز ـ على أنها إذا عقدتfجyب� ما في اإلسالم، ثم أسلموا بعد زواله، مضت، ولم يؤمروا باستئنافها؛ ألن اإلسالم ي وكالهما عندكم قبله، فليس ما عقدوه بغير شرع بدون ما عقدوه مع تحريم الشرع،

سواء.

به القبض، وأما إذا قلنا: ليس كذلك، بل ما عقدوه مع التحريم إنما يحكم بصحته إذا اتصل يفسخ، ال قبل أسلموا قبل التقابض فإنه يفسخ، بخالف ما عقدوه بغير شرع فإنه ال

رf الفقهاء من أصحابنا وغيرهم اشترطوا فيf النكاح القبض، بل القبض وال بعده، ولم أ

وwوgا بين اإلسالم قبل الدخول وبعده؛ ألن نفس عقد النكاح يوجب fأحكاما بنفسه، وإن لم س أحكاما، وإن كان بغير يحصل به القبض من المصاهرة ونحوها. كما أن نفس الوطء يوجب

وإن لم يقترن باآلخرـ نكاح. فلما كان كل واحد من العقد والوطء مقصود]ا في نفسه ـ هو التقابض فإذا لم أقرهم / الشارع على ذلك، بخالف األموال؛ فإن المقصود بعقودها

المقصود. يحصل التقابض لم يحصل مقصودها، فأبطلها الشارع؛ لعدم حصول

مع التحريم؛ ألنه ال فتبين بذلك أن مقصـود العباد مــن المعامــالت ال يبطلـه الشارع إال يصححه إال بتحليل.

بينهم عقود]ا ولم يكونوا يعلمون ال تحريمها وال ، فإن المسلمين إذا تعاقدواوأيضا أعلمه ـ يصححونها إذا لم يعتقدوا تحريمها، وإن كان تحليلها، فإن الفقهاء جميعهم ـ فيما

تحليلها ال باجتهاد وال بتقليد، وال يقول أحد: ال يصح العقد إال العاقد لم يكن حينئذ يعلم الشارع أحله. فلو كان إذن الشارع الخاص شرط]ا في صحة العقود، لم الذي يعتقد أن

ثبوت إذنه، كما لو حكم الحاكم بغير اجتهاد، فإنه آثم، وإن كان قد صادف يصح عقد إال بعد.الحق

خاص]ا، فعنه جوابان: :البد من دليل شرعي يدل على حلها،سواء كان عام]ا أووأما إن قيل

أحدهما: المنع، كما تقدم.

والشروط جملة، إال ما والثاني: أن نقول: قد دلت األدلة الشرعية العامة على حل العقود الله. فلم يبق إال / القول الثالث استثناه الشارع. وما عارضوا به سنتكلم عليه ـ إن شاء

وهو المقصود.

فهو باطل، وإن وأما قوله صلى اله عليه وسلم: )من اشترط شرط]ا ليس في كتاب الله المصدر تارة، كان مائة شرط. كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق( فالشرط يراد به

األمير، والمراد به هنا ـ والمفعول أخري. وكذلك الوعد والخلف. ومنه قولهم: درهم ضرب )وإن كـان مائة شرط( أي: وإن كان والله أعلم ـ المشروط، ال نفس المتكلم؛ ولهذا قال:

Page 49: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بالشرط، وإنمـا المـراد تعديـد المشروط. مائة مشروط، وليس المراد تعديد التكلم أحق، وشرط الله أوثق( أي: كتاب الله أحق من هذا والدليـل على ذلك قولـه: )كتاب الله

وهذا إنما يكون إذا خالف ذلك الشرط كتاب الله وشرطه؛ الشرط وشرط الله أوثق منه. الله تعالى. بأن يكون المشروط مما حرمه

وشرطه، حتي يقال: وأما إذا كان المشروط مما لم يحرمه الله، فلم يخالف كتاب اللها ليس في حكم الله )كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق( فيكون المعني: من اشترط أمر]

يكون المشروط مما يباح أو في كتابه، بواسطة أو بغير واسطة، فهو باطل؛ ألنه البد أن في كتاب الله أن فعله بدون الشرط، حتي يصح اشتراطه، ويجب بالشرط، ولما لم يكن

المعتق ـ شرطا ليس الوالء لغير المعتق أبد]ا كان هذا المشروط ـ وهو ثبوت الوالء لغير في كتاب الله.

] أو حكم]ا. فإن كان الل|ه قد/ أباحه، جاز اشتراطه فانظر إلى المشروط إن كان فعالط الرجل أال يسافر ووجب. وإن كان الل|ه تعالى لم يبحه، لم يجز اشتراطه. فإذا fر fش أال يسافر بها. فإذا شرط عدم بزوجته، فهذا المشروط في كتاب الل|ه؛ ألن كتاب الل|ه يبيح

] في كتاب الل|ه . ] مباحا السفر فقد شرط مشروطا

يقال: ليس في كتاب فمضمون الحديث: أن المشروط إذا لم يكن من األفعال المباحة، أوgه، كما قال: )سيكون fفي |ه ن أقوام يحدثونكم بما لم تعرفوا أنتم الل|ه، أي: ليس في كتاب الل

فما ال يعرف كثير. وال آباؤكم( أي: بما تعرفون خالفه. وإال

يبحها الشارع ثم نقول: لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم العقود والشروط التي لم هذا خالف الكتاب تكون باطلة، بمعني: أنه ال يلزم بها شيء، ال إيجاب وال تحريم، فإن قد حرم عقد الظهار والسنة، بل العقود والشروط المحرمة قد يلزم بها أحكام؛ فإن الل|ه

gقfوgلq }في نفس كتابه، وسماه ا م�نf ال fر] ا مyنك ور] yزf[، ثم إنه أوجب به على من2 ]المجادلة: { و ومن لم يعد، جعل في حقه مقصود التحريم من ترك الوطء وترك العقد. عاد الكفارة،

النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن النذر، كما ثبت ذلك عنه من حديث وكذا النذر؛ فإن عمر وقال: )إنه ال يأتي بخير( ثم أوجب الوفاء به، إذا كان طاعة في / أبي هريرة، وابن

الله عليه وسلم: )من نذر أن يطيع الل|ه فليطعه، ومن نذر أن يعصي الل|ه فال قوله صلىfعgصqه(. ي

[ ] إليجاب أو تحريم. نعم اليكون سببا إلباحة، كما أنه لما نهي فالعقد المحرم قد يكون سببا ذلك، لم يستفد المنهي عن بيع الغرر، وعن عقد الربا، وعن نكاح ذوات المحارم، ونحو في المعاصي: أنها ال تكون بفعله لما نهي عنه االستباحة؛ ألن المنهي عنه معصية. واألصل

] لنعمة الل|ه ورحمته. واإلباحة من نعمة الل|ه ]ا لإلمالء، سببا ورحمته، وإن كانت قد تكون سبب] لعقوبة الل|ه تعالى. ولفتح أبواب الدنيا، لكن ذلك قدر ليس بشرع، بل قد يكون سببا

fا عليهمg }كما قال تعالى: واإليجاب والتحريم قد يكون عقوبة، مgن wرfح g wذqينf هfادyوا � م�نf ال gم qظyل فfبfات� �ب fهyمg طfي yحqلwتg ل كما جاءت شريعتنا [، وإن كان قد يكون رحمة أيضا،160 ]النساء: { أ

الحنيفية.

ما لم يؤذن فيه والمخالفون في هذه القاعدة ـ من أهل الظاهر ونحوهم ـ قد يجعلون كل ممنوعة،كما إذن خاص فهو عقد حرام،وكل عقد حرام فوجوده كعدمه،وكال المقدمتين

تقدم.

وسلم أراد أن وقد يجاب عن هذه الحجة بطريقة ثانية ـ إن كان النبي صلى الله عليه الشروط التي لم يبحها الل|ه ، وإن كان ال يحرمها / باطلة ـ فنقول:

Page 50: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الوفاء بالعهود قد ذكرنا مافي الكتاب والسنة واآلثار من األدلة الدالة على وجوب]، وأن المقصود هو وجوب الوفاء بها. وعلى هذا التقدير فوجوب الوفاء والشروط عموما

باطلة، وإذا لم تكن باطلة بها يقتضي أن تكون مباحة؛ فإنه إذا وجب الوفاء بها لم تكن إنما يشمل ماليس في كتاب الل|ه ال كانت مباحة. وذلك ألن قوله: )ليس في كتاب الل|ه(

إباحته بعمومه فإنه في كتاب الل|ه؛ ألن بعمومه وال بخصوصه، فإن ما دل كتاب الل|ه على بالخصوص وبالعموم. وعلى هذا معني قوله قولنا: هذا في كتاب الل|ه، يعم ماهو فيه

fا عليكf }تعالى: gن ل wزf يgء� وfن fل� شy �ك ]ا ل fان gي qب fابf ت gكqت كqن } [، وقوله:89 ]النحل: { ال fـ gنf وfل fي wذqي ب fصgدqيقf ال تيgء� fش wلy fفgصqيلf ك gهq وfت fدfي yلw }[، وقوله: 111]يوسف: { ي fفgصqيلf ك gهq وfت fدfي gنf ي fي wذqي ب fصgدqيقf ال كqن ت fـ وfل

يgء� وfهyد]ى fالقرآن. وأما على قول من [، على قول من جعل الكتاب هو38 ]األنعام: { ش جعله اللوح المحفوظ، فال يجيء ههنا.

باالتفاق، فيجب أن يدل على ذلك: أن الشرط الذي ثبت جوازه بسنة أو إجماع صحيح كتاب الل|ه األمر باتباع يكون في كتاب الل|ه، وقد ال يكون في كتاب الل|ه بخصوصه، لكن في

االعتبار؛ ألن جامع الجامع جامع، السنة واتباع سبيل المؤمنين، فيكون في كتاب الل|ه بهذا ودليل الدليل دليل بهذا االعتبار.

بالشروط عموما، يبقي أن يقال على هذا الجواب: فإذا كان كتاب الل|ه أوجب الوفاء/ فشرط الوالء داخل في العموم.

يفسر العام. وهذا فيقال: العموم إنما يكون داال إذا لم ينفه دليل خاص؛ فإن الخاص وعن هبته، وقوله: )من المشروط قد نفاه النبي صلى الله عليه وسلم بنهيه عن بيع الوالء

والمالئكة والناس أجمعين(. ادعي إلى غير أبيه، أو تولي غير مواليه، فعليه لعنة الل|ه

جyل� }ودل الكتاب على ذلك بقوله تعالى: fرq wهy ل yمy مwا جfعfلf الل وfاجfك gزf gنq فqي جfوgفqهq وfمfا جfعfلf أ fي gب م�ن قfلfون yرqاهfظy qي ت ئ wالال gمy qك yمg ذfل fاءك gن fب yمg أ fاءك ي qعgدf yمg وfمfا جfعfلf أ qك مwهfات

y gهyنw أ gحfقw مqن fقyولy ال wهy ي yمg وfالل fفgوfاهqك qأ yم ب yك قfوgلfيلq ب wي السqدgهf fمyوا وfهyوf ي fعgل wمg ت qن ل wهq فfإ fقgسfطy عqندf الل qهqمg هyوf أ fائ ب qآل gمyوهyعgاد qي الد�ينqف gمy yك qخgوfان fاءهyمg فfإ آب

gمy [ . فأوجب علينا دعاءه ألبيه الذي ولده، دون من تبناه، وحرم5، 4 ]األحزاب: { وfمfوfاليكا في الدين ومولي، كما قال النبي صلى التبني. ثم أمر عند عدم العلم باألب بأن يدعي أخ]

، وقال صلى الله عليه وسلم:0عليه وسلم لزيد بن حارثة: )أنت أخونا وموالنا( الله يأكل، )إخوانكم خfوfلكم ، جعلهم الل|ه تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما

وليلبسه مما يلبس(.

fقyولy } / فجعل ـ سبحانه ـ الوالء نظير النسب، وبين سبب الوالء في قوله: qذg ت gعfمf وfإ fن wذqي أ qل لgعfمgتf عليه fن wهy عليه وfأ [ ، فبين أن سبب الوالء هو اإلنعام باإلعتاق، كما أن37 ]األحزاب: { الل

باإليالد.فإذا كان قد حرم االنتقال عن المنعم باإليالد، فكذلك سبب النسب هو اإلنعام المنعم باإلعتاق؛ ألنه في معناه، فمن اشترط على المشتري أن يعتق يحرم االنتقال عن

لغيره، فهو كمن اشترط على المستنكح أنه إذا أولد كان النسب لغيره. ويكون الوالء

الوالء لمن أعتق(. وإلى هذا المعني أشار النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: )إنما

يدخل في وإذا كان كتاب الل|ه قد دل على تحريم هذا المشروط بخصوصه وعمومه، لم هذا، مع أن الذي العهود التي أمر الل|ه بالوفاء بها؛ ألنه - سبحانه - ال يأمر بما حرمه فهذا

األول، وهو إبطال يغلب على القلب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد إال المعني الل|ه. فيكون الشروط التي تنافي كتاب الل|ه، والتحذير من اشتراط شيء لم يبحه اشتراط ما ينافي المشروط قد حرمه؛ ألن كتاب الل|ه قد أباح عموم]ا لم يحرمه، أو من

أوثق(. فإذا ظهر أن لعدم تحريم كتاب الل|ه، بدليل قوله: )كتاب الل|ه أحق، وشرط الل|ه الشرعية العامة، واألدلة العقلية التي هي العقود والشروط جملة وصحتها أصالن: األدلة

Page 51: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

القول بموجب هذه القاعدة في أنواع / المسائل االستصحاب، وانتفاء المحرم، فال يجوز النوع أو المسألة: هل ورد من األدلة الشرعية وأعيانها إال بعد االجتهاد في خصوص ذلك

ما يقتضي التحريم، أم ال ؟

المسلمون، وعلم أما إذا كان المدرك االستصحاب ونفي الدليل الشرعي، فقد أجمع هذا االستصحاب باالضطرار من دين اإلسالم، أنه ال يجوز ألحد أن يعتقد ويفتي بموجب

ما أوجبه الل|ه والنفي إال بعد البحث عن األدلة الخاصة إذا كان من أهل ذلك؛ فإن جميع بعد النظر في أدلة ورسوله وحرمه الل|ه ورسوله مغير لهذا االستصحاب، فال يوثق به إال

العامة، فالعام الذي الشرع لمن هو من أهل لذلك. وأما إذا كان المدرك هو النصوص البحث عن تلك المسألة: هل كثرت تخصيصاته المنتشرة أيض]ا ال يجوز التمسك به، إال بعد

خالف فيه . هي من المستخرج، أو من المستبقي؟ وهذا - أيض]ا - ال

تخصيصه، أو علم تخصيص صور معينة وإنما اختلف العلماء في العموم الذي لم يعلم ذلك قبل البحث عن المخصص المعارض له ؟ فقد : هل يجوز استعماله فيما عدامنه

وغيرهما. وذكروا عن أحمد فيه روايتين، وأكثر اختلف في ذلك أصحاب الشافعي وأحمد ونحوهم استعمال ظواهر الكتاب قبل البحث عما نصوصه على أنه ال يجوز ألهل زمانه والتابعين وغيرهم. وهذا هو الصحيح الذي اختاره أبو يفسرها من السنة، وأقوال الصحابة

ال يغلب على الظن / انتفاء ما يعارضه ال يغلب على الخطاب وغيره؛ فإن الظاهر الذي انتفاء معارضه غلب على الظن مقتضاه. وهذه الغلبة الظن مقتضاه. فإذا غلب على الظن

العمومات إال بعد البحث عن المعارض، سواء جعل عدم ال تحصل للمتأخرين في أكثر الدليل هو الظاهر المجرد عن القرينة ـ كما يختاره من المعارض جزءا من الدليل، فيكون

العلة من أصحابنا وغيرهم ـ أو جعل المعارض المانع من ال يقول بتخصيص الدليل وال الظاهر، لكن القرينة مانعة لداللته، كما يقوله من يقول الدليل، فيكون الدليل هو

أصحابنا وغيرهم، وإن كان الخالف في ذلك إنما يعود إلى بتخصيص الدليل والعلة من أو اصطالح جدلي، ال يرجع إلى أمر علمي أو فقهي. اعتبار عقلي، أو إطالق لفظي،

لحلها مخصوصة بجميع فإذا كان كذلك، فاألدلة النافية لتحريم العقود والشروط والمثبتة القاعدة في أنواع المسائل إال ما حرمه الل|ه ورسوله من العقود والشروط، فال ينتفع بهذه

الفقه ـ التي هي األدلة العامة ـ مع العلم بالحجج الخاصة في ذلك النوع، فهي بأصول العامة. أشبه منها بقواعد الفقه، التي هي األحكام

حادثة انتفع نعم، من غلب على ظنه من الفقهاء انتفاء المعارض في مسألة خالفية أو بهذه القاعدة. فنذكر من أنواعها قواعد حكمية مطلقة.

بمعاوضة، كالبيع والخلع، فمن ذلك: ما ذكرناه من أنه يجوز لكل من أخرج عينا من ملكه/ مما ال يصلح فيه الغرر ـ أو تبرع كالوقف والعتق ـ أن يستثني بعض منافعها فإن كان وأبو داود والترمذي والنسائي كالبيع ـ فالبد أن يكون المستثني معلوما؛ لما روي البخاري

عليه وسلم، واشترطت حمالنه عن جابر قال: بعته ـ يعني بعيره ـ من النبي صلى الله خدمة العبد ما عاش سيده، إلى أهلي، فإن لم يكن كذلك كالعتق والوقف، فله أن يستثني

أو عاش فالن، ويستثني غلة الوقف ما عاش الواقف.

ظاهر مذهب ومن ذلك: أن البائع إذا شرط على المشتري أن يعتق العبد، صح ذلك فيfرqيرة، وإن كان عنهما قول بخالفه. الشافعي وأحمد وغيرهما؛ لحديث ب

]ا على المشتري، كما يجب العتق بالنذر، بحيث يفعله الحاكم إذا ثم هل يصير العتق واجب الفسخ بفوات الصفة امتنع، أم يملك البائع الفسخ عند امتناعه من العتق، كما يملك

وطائفة من أصحاب أحمد المشروطة في المبيع ؟ على وجهين في مذهبهما. ثم الشافعي

Page 52: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

في ملكه بغير يرون هذا خارجا عن القياس؛ لما فيه من منع المشتري من التصرف التصرف العتق، وذلك مخالف لمقتضي العقد، فإن مقتضاه الملك الذي يملك صاحبه

مطلق]ا.

يوجد في غيره؛ ولذلك قالوا: وإنما جوزته السنة؛ ألن الشارع له إلى العتق تشوف ال/ وإذا كان مبناه على أوجب فيه السراية، مع مافيه من إخراج ملك الشريك بغير اختياره،

يجوز اشتراط غيره. التغليب والسراية والنفوذ في ملك الغير لم يلحق به غيره فال

فيه وأصول أحمد ونصوصه تقتضي جواز شرط كل تصرف فيه مقصود صحيح، وإن كان يعتقها؟ فأجازه. منع من غيره. قال ابن القاسم، قيل ألحمد: الرجل يبيع الجارية على أن

يجوز البيع على هذا الشرط. فقيل له: فإن هؤالء ـ يعني أصحاب أبي حنيفة ـ يقولون: ال وسلم بعير جابر، واشترط ظهره إلى قال: لم ال يجوز؟ قد اشتري النبي صلى الله عليه

fرqيرة على أن تعتقها، فلم ال يجوز هذا؟ قال. وإنما هذا شرط المدينة، واشترت عائشة ب : فإن شرط شرطين أيجوز ؟ قال: ال يجوز. واحد. والنهي إنما هو عن شرطين. قيل له

وسلم ظهر فقد نازع من منع منه، واستدل على جوازه باشتراط النبي صلى الله عليه شرطين في البعير لجابر، وبحديث بريرة، وبأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهي عن

العقد المطلق، بيع، مع أن حديث جابر فيه استثناء بعض منفعة المبيع. وهو نقص لموجب واشتراط العتق فيه تصرف مقصود مستلزم لنقص موجب العقد المطلق.

واستدالله بحديث/ فعلم أنه ال يفرق بين أن يكون النقص في التصرف أو في المملوك، القياس لما قاسه الشرطين دليل على جواز هذا الجنس كله، ولو كان العتق على خالف

على غيره، وال استدل عليه بما يشمله وغيره.

مملوكا وكذلك قال أحمد بن الحسين بن حسان: سألت أبا عبد الل|ه عمن اشتري�ر، فجوز اشتراط التدبير بالعتق. وألصحاب واشترط: هو حر بعد موتي ؟ قال: هذا مyدfب

الشافعي في شرط التدبير خالف. صحح الرافعي أنه ال يصح.

جارية وكذلك جوز اشتراط التسري، فقال أبو طالب: سألت أحمد عن رجل اشتري قال: ال بشرط أن يتسري بها، تكون نفيسة، يحب أهلها أن يتسري بها، وال تكون للخدمة؟

صحيح جوزه. بأس به. فلما كان التسري لبائع الجارية فيه مقصود

لغير البائع،وأن وكذلك جوز أن يشترط بائع الجارية ونحوها على المشتري أنه ال يبيعها عمر وابن مسعود وامرأته البائع يأخذها إذا أراد المشتري بيعها بالثمن األول،كما رووه عن

زينب.

يملكان اشتراط وجماع ذلك : أن المبيع الذي يدخل في مطلق العقد بأجزائه ومنافعه قد أبرت فثمرتها للبائع الزيادة عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: )من باع نخال

على موجب العقد المطلق، وهو إال أن يشترط المبتاع(. / فجوز للمشتري اشتراط زيادة كما نهي النبي صلى الله عليه جائز باإلجماع. ويملكان اشتراط النقص منه باالستثناء،

علمت. وكما استثني جابر ظهر بعيره وسلم عن الثنيا إال أن تعلم. فدل على جوازها إذا إلى المدينة.

أن يبيعه الدار إال وقد أجمع المسلمون فيما أعلمه على جواز استثناء الجزء الشائع، مثل مثل أن يبيعه ثمر ربعها أو ثلثها، واستثناء الجزء المعين إذا أمكن فصله بغير ضرر؛

قد رأياها، إال شيئا منها قد البستان إال نخالت بعينها، أو الثياب أو العبيد، أو الماشية التي عيناه.

Page 53: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ا، أو استخدام ا، أو واختلفوا في استثناء بعض المنفعة، كسكني الدار شهر] العبد شهر] المشهورين وأتباعهم وجمهور ركوب الدابة مدة معينة، أو إلى بلد بعينه، مع اتفاق الفقهاء فإن منفعة بضعها التي يملكها الصحابة على أن ذلك قد ينفع، كما إذا اشتري أمة مزوجة.

fرqيرة وكانت مزوجة. لكن هي اشترتها الزوج لم تدخل في العقد، كما اشترت عائشة ب والعتق ال ينافي نكاحها. فلذلك كان ابن بشرط العتق، فلم تملك التصرف فيها إال بالعتق،

بريرة - يري أن بيع األمة طالقها، مع عباس رضي الل|ه عنهما - وهو ممن روي حديثfاتy مqنf }طائفة من الصحابة، تأويال] لقوله تعالى: gمyحgصfن yمg وfال yك gمfان fي fتg أ fك w مfا مfل qال اء إ fس� { الن

قالوا:/ فإذا ابتاعها أو اتهبها أو ورثها فقد ملكتها يمينه. فتباح له، وال يكون [24]النساء: ذلك إال بزوال ملك الزوج. واحتج بعض الفقهاء على ذلك بحديث بريرة، فلم يرض أحمد

عائشة لم هذه الحجة؛ ألن ابن عباس رواه وخالفه. وذلك - والل|ه أعلم - لما ذكرته من أن تملك بريرة ملكا مطلقا.

الملك فيها ـ ببيع أو ثم الفقهاء قاطبة وجمهور الصحابة على أن األمة المزوجة إذا انتقل عنها ملك الزوج ، وملكها هبة أو إرث أو نحو ذلك، وكان مالكها معصوم الملك ـ لم يزل

المشتري ونحوه، إال منفعة البضع.

ذلك، فالمشتري الذي ومن حجتهم: أن البائع نفسه لو أراد أن يزيل ملك الزوج لم يمكنه أتم من ملك البائع، هو دون البائع ال يكون أقوي منه، وال يكون الملك الثابت للمشتري فيها خالف]ا ليس هذا والزوج معصوم ال يجوز االستيالء على حقه، بخالف المسبية، فإن

من األبضاع. موضعه؛ لكون أهل الحرب تباح دماؤهم وأموالهم، وكذلك ما ملكوه

ا قد بدا ثمره ـ كالنخل وكذلك فقهاء الحديث وأهل الحجاز متفقون على أنه إذا باع شجر] البائع قد استثني منفعة المؤبر ـ فثمره للبائع مستحق اإلبقاء إلى كمال صالحه، فيكون

كالدار والعبد ـ عامتهم يجوزه، الشجر إلى كمال الصالح. /وكذلك بيع العين المؤجرة ـ ويملكه المشتري دون المنفعة التي للمستأجر.

كما في صور وكذلك فقهاء الحديث كأحمد وغيره يجوزون استثناء بعض منفعة العقد، أجزائه معينا، إذا الوفاق. كاستثناء بعض أجزائه معينا ومشاعا، وكذلك يجوز استثناء بعض

من الرأس، والجلد، كانت العادة جارية بفصله، كبيع الشاة واستثناء بعضها: سواقطها االنتفاع في اإلجارات واألكارع. وكذلك اإلجارة؛ فإن العقد المطلق يقتضي نوع]ا من

للتجارة فيه، أو صناعة، أو أجير المقدرة بالزمان، كما لو استأجر أرض]ا للزرع، أو حانوتا العقد المطلق، أو نقص منه، فإنه لخياطة، أو بناء ونحو ذلك؛ فإنه لو زاد على موجب

يقتضي ملك االستمتاع المطلق يجوز بغير خالف أعلمه في النكاح، فإن العقد المطلق شاء إذا لم يكن فيه ضرر إال الذي يقتضيه العرف حيث شاء ومتي شاء، فينقلها إلى حيث

]ا ما استثني من االستمتاع المحرم أو كان فيه ضرر، فإن العرف ال يقتضيه ويقتضي مyلك الجملة، فإنه لو كان مجبوبا أو عنينا ثبت للمهر الذي هو مهر المثل، وملكها لالستمتاع في

ولو إلى منها ثبت لها فراقه إذا لم يفئ لها الفسخ عند السلف والفقهاء المشاهير، يوجب عليه الوطء، وقسم االبتداء، بل بالكتاب واإلجماع، وإن كان من الفقهاء من ال والشافعي ورواية عن أحمد، فإن الصحيح /يكتفي بالباعث الطبيعي، كمذهب أبي حنيفة

عليه الكتاب، والسنة، وآثار الصحابة، من وجوه كثيرة: أنه يجب عليه الوطء، كما دلا باإليالء. واالعتبار. وقيل: يتقدر الوطء الواجب بمرة في كل أربعة أشهر، اعتبار]

مذهب أحمد ويجب أن يطأها بالمعروف، كما ينفق عليها بالمعروف؟ فيه خالف في ما يوجبه العقد وغيره. والصحيح الذي يدل عليه أكثر نصوص أحمد وعليه أكثر السلف: أن

وكاالستمتاع لكل واحد من الزوجين على اآلخر، كالنفقة واالستمتاع والمبيت للمرأة، مثل قوله للزوج ليس بمقدر، بل المرجع في ذلك إلى العرف، كما دل عليه الكتاب في

Page 54: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

وفq }تعالى: yرgعfمg qال wذqي عليهنw ب gلy ال fهyنw مqث [ ، والسنة في مثل قوله صلى الله228]البقرة: { وfل يكفيك وولدك بالمعروف(، وإذا تنازع الزوجان فيه فرض عليه وسلم لهند: )خذي ما فرضت الصحابة مقدار الوطء للزوج بمرات معدودة، ومن قدر الحاكم ذلك باجتهاده، كما المستحق، فهو كتقدير الشافعي النفقة؛ إذ كالهما تحتاجه المرأة من أصحاب أحمد الوطء

وتقدير ذلك ضعيف عند عامة الفقهاء، بعيد عن معاني الكتاب والسنة ويوجبه العقد. والشافعي إنما قدره طرد]ا للقاعدة التي ذكرناها عنه من نفيه للجهالة في جميع واالعتبار.

ر، فجعل النفقة المستحقة بعقد النكاح مقدرة، fرfالعقود، قياسا على المنع من بيع الغ طرد]ا لذلك./ وقد تقدم التنبيه على هذا األصل.

wة عند عامة الفقهاء. وكذلك وكذلك يوجب العقد المطلق سالمة الزوج من الجfب| والعqن الجنون، والجذام، يوجب عند الجمهور سالمتها من موانع الوطء كالرتق، وسالمتها من

النجاسات منه أو منها، والبرص. وكذلك سالمتهما من العيوب التي تمنع كماله، كخروج ونحو ذلك. وموجبه؛ ونحو ذلك، في أحد الوجهين في مذهب أحمد وغيره، دون الجمال

كفاءة الرجل ـ أيضا ـ دون ما زاد على ذلك.

والبكارة ونحو ذلك، ثم لو شرط أحد الزوجين في اآلخر صفة مقصودة، كالمال والجمال أحمد وأصح وجهي صح ذلك، وملك المشترط الفسخ عند فواته، في أصح الروايتين عن

في شرط الحرية الشافعي وظاهر مذهب مالك. والرواية األخرى: ال يملك الفسخ إال المرأة في والدين. وفي شرط النسب على هذه الرواية وجهان، سواء كان المشترط هو

الفقهاء من الرجل، أو الرجل في المرأة، بل اشتراط المرأة في الرجل أوكد باتفاق أصحاب أحمد وغيرهم. وما ذكره بعض أصحاب أحمد بخالف ذلك ال أصل له.

أنه وكذلك لو اشترط نقص الصفة المستحقة بمطلق العقد، مثل أن يشترط الزوج فقد مجبوب أو عنين، أو المرأة أنها رتقاء أو مجنونة،/ صح هذا الشرط باتفاق الفقهاء،

اتفقوا على صحة الشرط الناقص عن موجب العقد، واختلفوا في شرط الزيادة عليه في هذا الموضع، كما ذكرته لك. فإن مذهب أبي حنيفة: أنه ال يثبت للرجل خيار عيب وال

باالتفاق. شرط في النكاح. وأما المهر: فإنه لو زاد على مهر المثل أو نقص عنه جاز

في إحدى الروايتين وكذلك يجوز أكثر السلف ـ أو كثير منهـم ـ وفقهـاء الحديـث ومالك ـ دارها، وأن يزيدها على ـ أن ينقص ملك الزوج، فتشترط عليه أال ينقلها من بلدها أو من

يتسري، وعند طائفة من السلف ما تملكه بالمطلق فيؤخذ عليه نفسه أال يتزوج عليها وال هذا الشرط، لكنه له عند أبي وأبي حنيفة والشافعي ومالك في الرواية األخرى: ال يصح

حنيفة والشافعي أثر في تسمية المهر.

الحديث: أن والقياس المستقيم في هذا الباب الذي عليه أصول أحمد وغيره من فقهاء الشرع. فإذا اشتراط الزيادة على مطلق العقد واشتراط النقص جائز، ما لم يمنع منه ما ذكرت، كانت الزيادة في العين، أو المنفعة المعقود عليها، والنقص من ذلك على المشتري أن فالزيادة في الملك المستحق بالعقد والنقص منه كذلك. فإذا شرط على

]ا عليه / لمعين أو يعتق العبد، أو يقف العين على البائع أو غيره، أو أن يقضي بالعين دين ومثله التبرع غير معين، أو أن يصل به رحمه أو نحو ذلك، فهو اشتراط تصرف مقصود.

المفروض والتطوع.

الشارع، فضعيف. وأما التفريق بين العتق وغيره بما في العتق من الفضل الذي يتشوفه أفضل من العتق، كما فإن بعض أنواع التبرعات أفضل منه. فإن صلة ذي الرحم المحتاج

جارية لها، فقال نص عليه أحمد؛ فإن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أعتقت لك(؛ ولهذا لو كان للميت النبي صلى الله عليه وسلم: )لو تركتيها ألخوالك لكان خيرا

بالعتق. وما أعلم في هذا خالف]ا، وإنما أقارب ال يرثون كانت الوصية لهم أولي من الوصية

Page 55: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فيه عن أحمد روايتين: إحداهما: تجب؛ كقول أعلم االختالف في وجوب الوصية لهم. فإن ال تجب؛ كقول الفقهاء الثالثة وغيرهم. ولو وصى طائفة من السلف والخلف، والثانية:

الوصية على أقاربه دون الموصي له، أو يعطي ثلثها لغيرهم دونهم: فهل ترد تلك تقسم التركة بين الورثة والموصي له؟ على روايتين عن للموصي له وثلثاها ألقاربه، كما

أكثر أصحابه هو القول بنفوذ الوصية. فإذا كان بعض أحمد. وإن كان المشهور عند تعليله باختصاصه بمزيد الفضيلة. التبرعات أفضل من العتق لم يصح

ا، فقد يكون المشروط على المشتري أفضل، كما لو كان عليه دين لل|ه من زكاة، أو وأيض] المبيع،أو اشترط كفارة، أو نذر، أو دين آلدمي، فاشترط عليه /وفاء دينه من ذلك

أوكد من اشتراط المشتري على البائع وفاء الدين الذي عليه من الثمن، ونحو ذلك، فهذا العتق.

األموال، وهو حق وأما السراية فإنما كانت لتكميل الحرية. وقد شرع مثل ذلك في الضرر. ونحن نقول: الشفعة. فإنها شرعت لتكميل الملك للشفيع، لما في الشركة من

أمكن قسمة العين، شرع ذلك في جميع المشاركات فيمكن الشريك من المقاسمة، فإن إذ الشركة تزول وإال قسمنا ثمنها إذا طلب أحدهما ذلك. فتكميل العتق نوع من ذلك؛

بالقسمة تارة، وبالتكميل أخرى.

بمنزلة القدرة وأصل ذلك: أن الملك هو القدرة الشرعية على التصرف في الرقبة، حسا؛ الحسية، فيمكن أن تثبت القدرة على تصرف دون تصرف شرعا، كما يثبت ذلك

يملك فيه ولهذا جاء الملك في الشرع أنواعا ـ كما أن القدرة تتنوع أنواعا ـ فالملك التام باإلعارة التصرف في الرقبة بالبيع والهبة، ويورث عنه، ويملك التصرف في منافعه عليه بالرضاع، واإلجارة واالنتفاع وغير ذلك، ثم قد يملك األمة المجوسية، أو المحرمات

المجوسية المجوسي فال يملك منهن االستمتاع، ويملك المعاوضة عليه بالتزويج، بأن يزوج عند جماهير المسلمين. مثال، وقد يملك أم الولد وال يملك بيعها وال هبتها، وال تورث عنه

على ذلك بالتزويج واإلجارة / ويملك وطأها واستخدامها باتفاقهم. وكذلك يملك المعاوضة عند أكثرهم ، كأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد.

المرتهن ال ويملك المرهون ويجب عليه مؤونته، وال يملك فيه من التصرف ما يزيل حق ببيع وال هبة. وفي العتق خالف مشهور.

ونحو ذلك مما استحق والعبد المنذور عتقه، والهدي، والمال الذي قد نذر الصدقة بعينه، يزول ملكه عنه بذلك صرفه إلى القربة، قد اختلف فيه الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: هل

قال: لم يزل ملكه عنه ـ كما أم ال ؟ وكال القولين خارج عن قياس الملك المطلق. فمن إلى الجهة المعينة باإلعتاق، أو قد يقوله أكثر أصحابنا ـ فهو ملك ال يملك صرفه إال

العتق، أو الصدقة، أو الصلة، أو النسك، أو الصدقة. وهو نظير العبد المشتري بشرط : زال ملكه عنه؛ فإنه يقول: هو الفدية المشتراة بشرط اإلهداء إلى الحرم. ومن قال

خالف قياس زوال الملك في غير هذا الذي يملك عتقه وإهداءه والصدقة به. وهو أيضا الموضع.

]ا لل|ه،أو ينتقل إلى وكذلك اختالف الفقهاء في الوقف على معين:هل يصير الموقوف ملك]ا على ملك الواقف؟ على ثالثة أقوال في مذهب أحمد وغيره. الموقوف عليه،أو يكون باقي

والهبة. وكذلك وعلى كل تقدير، فالملك الموصوف نوع مخالف لغيره من الملك في البيع فقهاء الحديث، ملك الموهوب له، حيث يجوز للواهب الرجوع /كاألب إذا وهب البنه عند

منه وفسخ كالشافعي وأحمد: نوع مخالف لغيره، حيث سلط غير المالك على انتزاعه عقده.

Page 56: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بشرط عند من ونظيره: سائر األمالك في عقد يجوز ألحد المتعاقدين فسخه، كالمبيع إذا أفلس يقول: انتقل إلى المشتري، كالشافعي وأحمد في أحد قوليهما، وكالمبيع

عيب أو فوات المشتري بالثمن عند فقهاء الحديث وأهل الحجاز. وكالمبيع الذي ظهر فيه انتزاعه، وملك األب صفة، عند جميع المسلمين. فههنا في المعاوضة والتبرع يملك العاقد

مذهب أحمد وغيره من ال يملك انتزاعه، وجنس الملك يجمعهما. وكذلك ملك االبن في فقهاء الحديث الذين اتبعوا فيه معني الكتاب وصريح السنة.

لألب كالمباحات وطوائف من السلف يقولون: هو مباح لألب مملوك لالبن، بحيث يكون مطلق]ا. التي تملك باالستيالء، وملك االبن ثابت عليه، بحيث يتصرف فيه تصرف]ا

وما لم أصفه، لم يمتنع فإذا كان الملك يتنوع أنواعا، وفيه من اإلطالق والتقييد ما وصفته مصلحة له، ويمتنع من أن يكون ثبوت ذلك مفوضا إلى اإلنسان، يثبت منه ما رأي فيه ما فيه فساد راجح أو إثبات ما ال مصلحة له فيه. والشارع ال يحظر على اإلنسان إال

ا بالمصلحة لم يحظره أبد]ا محض. فإذا لم يكن فيه فساد، أو كان فساده مغمور]

/yحمه fالل|ه: وقال شيخ اإلسالم ـ ر

فصل

يقومون إال بها ـ العقود التي فيها نوع معاوضة ـ وهي غالب معامالت بني آدم التي ال والجyعfالة، وقد يدخل في سواء كانت ماال بمال؛ كالبيع، أو كانت منفعة بمال؛ كاإلجارة

كانت منفعة بمنفعة كالتعاون، المسألة اإلمارة والتجنيد، ونحو ذلك من الواليات . أو والتناصر، ونحو ذلك. تنقسم أربعة أقسام:

والتعاون على البر والتقوي. وإما فإنها إما أن تكون مباحة من الجانبين. كالبيع ، واإلجارة ، بالخنزير، واالستئجار على الزنا بالخمر، وعلى أن تكون حرام]ا من الجهتين؛ كبيع الخمر

الحكام يقول عن طائفة من الرؤساء : شهادة الزور بشهادة الزور،كما كان بعض القروض.وإما أن يكون مباح]ا من إحدى الجهتين، يتقارضون شهادة الزور ، وشبهه بمبادلة

ينبغي ألهل اإلسالم أن يعلموه ؛ فإن الدين والدنيا ال تقوم حرام]ا من األخرى. وهذا القسم إال به.

وأما القسم األول وحده فال يقوم به إال دين ضعيف./

المشروع والدنيا السالمة وأما الثاني فتقوم به الدنيا الفاجرة، والدين المبتدع، وأما الدين منفعتهم، أو دفع مضرتهم، ورشوة فال تقوم إال بالثالث؛ مثل إعطاء المؤلفة قلوبهم لجلب

وإعطاء من يتقي شر لسانه، أو يده الوالة لدفع الظلم، أو تخليص الحق، ال لمنع الحق، وإعطاء من يستعان به على البر من شاعر، أو ظالم، أو قاطع طريق، أو غير ذلك.

والتقوي من أعوان، وأنصار، ووالة، وغير ذلك.

للمؤلفة قلوبهم حقا وأصله في الكتاب والسنة، وسيرة الخلفاء الراشدين: أن الل|ه جعل هذا تنبيها على في الصدقات التي حصر مصارفها في كتابه، وتولي قسمها بنفسه، وكان

مصرفا من أنهم يعطون من المصالح ـ ومن الفيء على القول الصحيح ـ التي هي أوسع آخذ الزكاة؛ فإن كل من جاز أن يعطي من الصدقة أعطي من المصالح، وال ينعكس؛ ألن

ليست الصدقة إما أن يأخذ لحاجته، أو لمنفعته، وكال األمرين يؤخذ منهما للمصالح، بل المصالح المصالـح إال ذلك، والمؤلفـة قلوبهم هم مـن أهل المنفعة الذين هم أحق بمال

والفيء.

Page 57: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فعله بالذهيبة التي / ولهذا أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم من الفيء والمغانم، كما رؤساء قريش، بعث بها على من اليمن. وكما فعل في مغانم حنين، حيث قسمها بين

أعطي رجاال لما في وأهل نجد، وقال: )إني ألعطي رجاال، وأدع من هو أحب إلى منهم. من الغني والخير( قلوبهم من الهلع، والجزع، وأكل رجاال إلى ما جعل الل|ه في قلوبهم

ا(. قالوا: يارسول الل|ه ؛ فلم وقال: )إني ألعطي أحدهم العطية، فيخرج بها يتأبطها نار]yخgل(. وقال: )والذي نفسي بيده، تعطيهم؟! قال: )يأبون إال أن يسألوني، ويأبي الل|ه لي الب

يسألني المسألة، فتخرج له المسألة مالم نكن نريد أن نعطيه إياه فيبارك له ما من رجل كالم]ا هذا معناه. فيه( أو

افتكاك األسري، وهذا القسم يشتمل على األقسام الثالثة: أما المال باألعيان، فمنه عليه الكفار، وقد واألحرار من أيدي الكفار، والغاصبين؛ فإن المسلم الحر قد يستولي

عتقه. وإما باستعماله بغير يستولي عليه الفجار؛ إما باستعباده ظلم]ا، أو بعتقه، وجحود كالخياطين، والفالحين، بغير حق، وإما اختياره، وال إذن الشارع؛ مثل من يسخر الصناع]ا بغير حق، ومنعه عن التصرف. فالقاهر يشبه بحبسه ظلما وعدوانا، فكل آدمي قهر آدمي

أسير. قال النبي صلى الله عليه وسلم اآلسر، والمقهور يشبه األسير، وكذلك القهر بحق أسيرك؟(. للغريم الذي لزم غريمه: )مافعل

في ذلك الخيانة وإذا كان االستيالء على األموال إذا لم يكن بحق فهو غصب، وإن دخل/ استيالء الظلمة من والسرقة، فكذلك االستيالء على النفوس بغير حق أسر، وإن دخل فيه

أهل القبلة.

الرق المشروع له وكذلك افتكاك األنفس الرقيقة من يد من يتعدي عليها ويظلمها، فإن حد، فالزيادة عليه عدوان.

دل عليه الكتاب ويدخل في ذلك افتكاك الزوجة من يد الزوج الظالم؛ فإن النكاح رق، كما�دfهfا }والسنة، قال الل|ه تعالى: ي fا سf gفfي fل gباب وfأ fدfى ال [ ،وقال النبي صلى الله25 ]يوسف: { ل

النساء: )إنهن عندكم عfوfان(. وقال عمر: النكاح رق، فلينظر أحدكم عند عليه وسلم في يرق كريمته. وكذلك افتكاك الغالم والجارية من يد الظالم، كالذي يمنعه الواجب، من

ويفعل معه المحرم.

؛ كالمال المغصوب والمسروق ومنه افتكاك األموال من أيدي الغاصبين لها ظلم]ا أو تأويال] الدفع في كال وغيرهما، إذا دفع للظالم شيء حتي يرده على صاحبه. وسواء كان

عند الضرورة بمال القسمين دفع]ا للقاهر حتي ال يقهر وال يستولي، كما يهادن أهل الحرب يدفع إليهم، أو استنقاذ]ا من القاهر بعد القهر واالستيالء.

وfقfالf ـ رحfمهy الل|ه:/

قاعدة فيما يجب من المعاوضات ونحو ذلك

فصل

ينقسم إلى واجب بذل المنافع واألموال ـ سواء كان بطريق التعوض، أو بطريق التبرع ـ ومستحب.

مـا يجب مـن وواجبها ينقسـم إلى فرض على العـين، وفــرض على الكفايـة. فـأمـا بال عوض أربعة التبرعات ـ ماال] ومنفعة ـ فله موضع غير هذا. وجماع الواجبات المالية

Page 58: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

البخل: من آتي أقسام، مذكورة في الحديث المأثور: )أربع من فعلهن فقد برئ مني الضيف،ووصل الرحم، وأعطي في النائبة(. fرfالزكاة، وق

ألصحابنا، اختاره أبو بكر ولهذا كان حد البخيل: من ترك أحد هذه األربعة في أصح القولين وغيره.

المفروضة، وأما فالزكاة هي الواجب الراتب التي تجب بسبب المال، بمنزلة / الصالة وصلة األرحام الثالثة فوجوبها عارض، فقري الضيف واجب عندنا، ونص عليه الشافعي،

المحرم. وإنما االختالف واجبة باإلجماع؛ كنفقة األقارب، وحمل العاقلة، وعتق ذي الرحم في النائبة، مثل الجهاد في فيمن تجب صلته، وما مقدار الصلة الواجبة، وكذلك اإلعطاء

على أنه لو صدق السائل، لما سبيل الل|ه، وإشباع الجائع، وكسوة العاري. وقد نص أحمد أفلح من رده.

بالمعروف، والنهي عن وأما الواجبات المنفعية بال عوض؛ فمثل تعليم العلم، واألمر البدن، ويدخل فيها المنكر، ونصر المظلوم وهي كثيرة جد]ا. وعامة الواجب في منافع

كل سالمي من ابن األحاديث الصحيحة من حديث أبي ذر ، وأبي موسي، وغيرهما: )علىfاهyمg وfمqمwا }قوله: آدم صدقة(. وتدخل ـ أيضا ـ في مطلق الزكاة، والنفقة في مثل قgن fز fر

fونyقqنفy السلف الحسن البصري وغيره. وقال النبي [ ، كما نقل مثل ذلك عن3 ]البقرة: { ي ، ويروي: )ما تصدق عبد بصدقة أعظم من صلى الله عليه وسلم: )كل معروف صدقة(]ا له، فيتفرقون وقد نفعهم الل|ه بها( ودالئل هذا كثيرة ليس هذا موعظة يعظ بها أصحاب

موضعه.

يستقي به ماء وأما المنافع المالية، وهو كمن اضطر إلى منفعة مال الغير، كحبل ودلو]ا، يحتاج إليه، وثوب يستدفئ به من البرد ونحو ذلك - فيجب بذله، لكن هل يجب بذله مجان

أو بطريق التعوض،/ كاألعيان؟ فيه وجهان.

fعyونf }وحجة التبرع متعددة، كقوله تعالى: fمgن gمfاعyونf وfي [ ، ففي سنن أبي7 ]الماعون: { ال قال: كنا نعده عارية القدر والدلو، والفأس. وكذلك إيجاب بذل داود عن ابن مسعود

للجار، إذا احتاج إليه، على أصلنا المتبع؛ لسنة رسول الل|ه صلى الله عليه منفعة الحائط وغير ذلك من المواضع. وسلم ،

عوض، له تفصيل ففي الجملة، ما يجب إيتاؤه من المال، أو منفعته، أو منفعة البدن بال ينفون وجوب في موضع آخر. ولو كان كثير من المتفقهة، مقصرين في علمه، بحيث قد

الزكاة( أن ما صرحت الشريعة بوجوبه. ويعتقد الغالط منهم )أن ال حق في المال سوى المال لحق�ا هذا عام؛ ولم يعلم أن الحديث المروي في الترمذي عن فاطمة: )إن في

سوى الزكاة(.

]ا، وإال فنحن نعلم ومن قال باألول: أراد الحق المالي، الذي يجب بسبب المال، فيكون راتب غير الزكاة المفروضة في باالضطرار من دين اإلسالم أن الل|ه قد أوجب إيتاء المال في الزوجة، واألقارب ، مواضع؛ مثل الجهاد بالمال عند الحاجة، والحج بالمال، ونفقة

عتق وصدقة،/ وهدي والمماليك من اآلدميين، والبهائم. ومثل ما يجب من الكفارات من النذور المالية إلى كفارات الحج، وكفارات األيمان، والقتل، وغيرها. وما يجب من وفاء

العارضة، بسبب من العبد، أمثال ذلك، بل المال مستوعب بالحقوق الشرعية الراتبة، أو أو بغير سبب منه. وليس هذا موضع تفصيل هذه الجملة.

يشبه ذلك. ومثل وإنما الغرض هنا ما يجب من المعاوضات؛ مثل المبايعة والمؤاجرة، وماا ما يغلط فيه الغالطون لما المشاركات؛ كالمساقاة، والمزارعة، ونحو ذلك. فإن هذا كثير]

Page 59: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

تجوز إال بالتراضي، إال استقر في الشريعة أن الظلم حرام، وأن األصل أن هذه العقود ال فريقان: في مواضع استثناها الشارع، وهو اإلكراه عليها بحق، صار يغلط

قوم يجعلون اإلكراه على بعضها إكراه]ا بحق، وهو إكراه بباطل.

حق، فيدخل في وقوم يجعلونه إكراها بباطل، وهو بحق. وفيها ما يكون إكراها بتأويل المعاوضات. قسم المجتهدات، إما االجتهادات المحضة، أو المشوبة بهوي، وكذلك

]ا بالشريعة في مواضع ونحن نعلم قطعا أنه إذا كان إيتاء المال أو المنفعة بال عوض واجب الذي هو أخذ حق كثيرة جد]ا؛ ألسباب اقتضت اإليجاب الشرعي، وليس ذلك من الظلم

]ا في مواضع أولي وأحري، الغير بغير حق / ـ فألن يكون إيتاء المال والمنفعة بعوض واجبا وصفة. بل إيجاب المعاوضات أكثر من إيجاب التبرعات، وأكبر. فهو أوسع منه قدر]

إليها بال ضرر يزيد ولعل من استقرأ الشريعة تبين له أن المعاوضة إذا احتاج المسلمون المال المكافية لحاجة على حاجة المسلمين وجبت، فأما عند عدم الحاجة، ومع حاجة رب

أحـق بمالـه مـن ولده المعتاض، فرب المال أولي؛ فإن الضرر ال يزال بالضـرر، والرجلfعyول(. ووالده، والناس أجميعن. )وابدأ بنفسك ثم بمن ت

منها بتيسير الل|ه وهذه قاعدة حسنة مناسبة، ولها شواهد كثيرة في الشريعة، وأنا أذكر تعالى. وجماع المعاوضات أربعة أنواع:

بمال كاإلجارة، وبذل معاوضة مال بمال؛ كالبيع. وبذل مال بنفع كالجyعfالة. وبذل منفعة بدنه، وهذا بذل نفع ماله. نفع بنفع كالمشاركات، من المضاربة ونحوها فإن هذا بذل نفع

وكالتعاون، والتناصر ونحو ذلك.

ينفرد بمصلحة وبالجملة، فوجوب المعاوضات من ضرورة الدنيا والدين؛ إذ اإلنسان ال يبذل هذا لهذا نفسه، بل البد له من االستعانة ببني جنسه، فلو لم يجب على بني آدم أن

دنياهم، ودينهم،فال تتم ما يحتاج إليه، وهذا لهذا ما / يحتاج إليه،لفسد الناس،وفسد أمر الكتب، وبعث به الرسل، فقال مصالحهم إال بالمعاوضة،وصالحها بالعدل الذي أنزل الل|ه له

fا }تعالى: gن ل fس gرf fقfدg أ انf ل fيزqمg fابf وfال gكqت fا مfعfهyمy ال gن ل fنزf fاتq وfأ �ن fي gب qال fا ب fن ل yس yر qطgسqقg qال wاسy ب fقyومf الن qي ]الحديد: { ل

25. ]

إذا بذل ما يحتاج وال ريب أن النفوس مجبولة على بذل المعاوضة لحاجتها إليها، فالشارع المعاوضة، وفي مقدار إليه بال إكراه لم يشرع اإلكراه، ورد األمر إلى التراضي في أصل عوضا مقدرا تارة. وقد العوض. وأما إذا لم يبذل فقد يوجب المعاوضة تارة، وقد يوجب

يوجبهما جميعا، وقد يوجب التعويض لمعين أخرى.

يبيعه ليوفيه الدين؛ مثال األول: من عليه دين فطولب به، وليس له إال عرض، فعليه أن إال به فهو واجب، وللحاكم أن فإن وفاء الدين واجب، وال يتم إال بالبيع، وما ال يتم الواجب

إذا امتنع؛ ألنه حق وجب عليه، يكرهه على بيع العfرfض في وفاء دينه، وله أن يبيع عليه في توفية الدين، وتزويج األيم من فقبل النيابة، فقام ذو السلطان فيهم مقامه، كما يقوم

ماله، وسواء كان الدين الذي عليه كفئها إذا طلبته، وغير ذلك، وكما يقبض الزكاة من كقيم المتلفات، وأروش الجنايات. برضي الغريم؛ كثمن مبيع، وبدل قرض، أو بغير رضاه؛

إذا خان فيها، ومن ذلك ضمان المغصوب إذا تعذر رد عنيه، ومن المغصوب األمانات،/ والزكاة، والصدقات ومن األمانات ما اؤتمن عليه من مال المسلمين كالعمال على الفيء

ونحوهما. ومال الفيء إذا الموقوفة، ومال اليتيم، ومال الموكل كالشريك، والمضارب،

Page 60: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ما يجب عليه من النفقات الواجبة خانوا فيها. وتعذر رد عين المال، وكذلك بيع ماله ألداء لزوجته أو ولده أو نفسه.

صار البيع واجبا يجبر وبالجملة، فكل من وجب عليه أداء مال، إذا لم يمكن أداؤه إال بالبيع، عليه، ويفعل بغير اختياره.

القيمة؛ فإن له أن يأخذه ومثال الثاني: المضطر إلى طعام الغير إذا بذله له بما يزيد على المثل، فإذا امتنع منهما أجبر بقيمة المثل، فإنه يجب عليه أن يبيعه وأن يكون بيعه بقيمة

مذكورة في ]كتاب األطعمة[ حتي إنه لو عليهما، وإن بذل أحدهما أجبر اآلخر. والمسألة ألنه بمنزلة المقاتل عن نفسه. امتنع عن بذل الطعام فله أن يقاتله عليه؛

حتي مات، ولهذا نضمنهم ديته لو مات، كما روي أن رجال] استسقي قوما فلم يسقوه عجزه فضمنهم عمر ديته، وأخذ به أحمد، فإنه إذا وجب إطعام المضطر بال عوض عند

عنه، فألن يجب بالمعاوضة أولي وأحري، وهكذا إذا اضطر الناس ضرورة عامة، وعند أقوام فضول أطعمة / مخزونة، فإنه يجب عليهم بيعها، وعلى السلطان أن يجبرهم على

أو يبيعها عليهم؛ ألنه فعل واجب عليهم، يقبل النيابة، فيجب إلزامهم بما وجب عليهم ذلك، شرعا، وهو حق للمسلمين عندهم،فيجب استنقاذه منهم.وهكذا كل ما اضطر الناس إليه،

لباس وسالح وغير ذلك، مما يستغني عنه صاحبه، فإنه يجب بذله بثمن المثل. من

صلى الله وقد كتبت قبل هذا حديث سمرة بن جندب في صاحب النخلة، لما أمره النبي إليها عليه وسلم ببيعها فلم يفعل، وذكرت ما فيه من وجوب المعاوضة، التي يحتاج

المبتاع من غير ضرر البائع.

وسلم: )ال ولهذا نهي الشارع عن االحتكار الذي يضر الناس في قوله صلى الله عليه لما كان يشتري ما يحتكر إال خاطئ( رواه مسلم، وغير ذلك. والمحتكر مشتر متجر، لكن

جائزان غير واجبين، لكن يضر الناس. وال يحتاج اليه حرم عليه، والبيع والشراء في األصل نفس العقد. لحاجة الناس يجب البيع تارة، ويحرم الشراء أخري. هذا في

لباد، لما فيه من في مقدار الثمن فنهيه صلى الله عليه وسلم عن أن يبيع حاضر وأما الناس اليها، وقد إضرار المشتري، إذا توكل الحاضر للقادم بسلعته في البيع، مع حاجة

وسلم: )دعوا يستدل بذلك على / وجوب بيعها بثمن المثل؛ ولهذا قال صلى الله عليه الناس يرزق الله بعضهم من بعض(.

إلى البيع؛ ليأخذ وهكذا بيع أحد الشريكين من اآلخر في ماال ينقسم؛ فإن الشريك محتاج أعتق الشريك نصيبه؛ نصيبه، وال ضرر على اآلخر فيه. وكذلك تقويمه ملك الشريك إذا

ضرر على البائع فإن العتق يحتاج إلى تكميل لما في تبعيض العتق من الضرر، من غير في بيع نصيبه، أو فيه ضرر دون الحاجة إلى تكميل العتق.

غراس أو بناء، وهكذا فيمن تعلق حق الغير بماله؛ كمن له في ملك الغير عرق محترم من بعيب وكان الثمن أو بئر، كالمشتري إذا أخذ الشقص بالشفعة، والبائع إذا رد عليه المبيعا،وكالمستعير والمستأجر إذا انقضت المدة، فإن لرب األرض أن يبتاع ذلك بقيمته إذا عقار]

العين،أو على منفعة لم يقلعه صاحبه،أو يبقيه بأجرة المثل، وكالهما معاوضة؛إما على أرضه.

هو إجبار على وكذلك إجبارنا ألحد الشريكين على الكري مع اآلخر، أو العمارة معه، على شراء المعاوضة؛ فإن العمارة تتضمن ابتياع أعيان، واستئجار عمال، فهي إجبار

المعاوضة وإجارة؛ ألن الشريك محتاج إلى ذلك وال ضرر على الباذل في ذلك، فتجب عليه

Page 61: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

المسلمون إلى/ معه؛ تارة ألجل القسمة، وتارة لبقاء الشركة. وعلى هذا، فإذا احتاج بقيمتها، كما عليهم بذل الصناعات؛ كالفالحة، والنساجة، والبناية، فعلى أهلها بذلها لهم

األموال، وبذل المنافع، بل بذل األموال التي يحتاج اليها بقيمتها؛ إذ ال فرق بين بذل ويكون بذل هذه فرض]ا على الكفاية. المنافع التي ال يضر بذلها أولي بالوجوب معاوضة،

كالفالحة، والحياكة، وقد ذكر طائفة من العلماء من أصحابنا وغيرهم: أن أصول الصناعات اليها، وأما مع إمكان والبناية فرض على الكفاية. والتحقيق: أنها فرض عند الحاجة

إنما يوجبها بالمعاوضة، ال االستغناء عنها فال تجب، وهذه حكينا بيعها؛ فإن من يوجبها وقولي عند الحاجة. فإن المسلمين تبرعا. فهو إيجاب صناعة بعوض؛ ألجل الحاجة اليها، من طعام ولباس. قد يستغنون عن الصناعة بما يجلبونه أو يجلب اليهم

واجب. واألصل أن إعانة الناس بعضهم لبعض على الطعام واللباس والسكني، أمر للجهاد الذي ولإلمام أن يلزم بذلك، ويجبر عليه، وال يكون ذلك ظلما، بل إيجاب الشارع

كله. فإذا كانت فيه المخاطرة بالنفس والمال ألجل هداية الناس في دينهم أبلغ من هذا اليه واجبا، فكيف الشجاعة التي يحتاج المسلمون اليها، والكرم الذي يحتاج المسلمون

بالمعاوضة التي يحتاج المسلمون اليها.

السلطان،غير مستشعرين /ولكن أكثر الناس يفعلون هذا بحكم العادات، والطباع، وطاعة الله بطاعتهم فيه. ما في ذلك من طاعة الله ورسوله، وطاعة أولي األمر،فيما أمر

وزالت الكراهة، ولهذا يعدون ذلك ظلما وعناء، ولو علموا أنه طاعة لله احتسبوا أجره، ولو علموا الوجوب الشرعي لم يعدوه ظلم]ا.

بيت المال، أو من غيره، وكذلك إذا احتاجوا إلى القتال والجهاد بالنفس، وبذلوا أمواال] من لكنه واجب بالشرع، إذا فإن الجهاد وإن كان فيه مخاطرة بالنفس ويخاف فيه الضرر،

اإلنسان أن يجاهد بمال بذل لإلنسان المال؛ فإن مصلحة الدين ال تتم إال بوجوبه، وعلى صناعات القتال: رميا، نفسه، فإذا بذل له المال كان أولي بالوجوب. فمن كان من أهل

النبي صلى الله عليه وسلم: وضربا، وطعنا، وركوبا، وجب عليه ذلك، وأجبر عليه؛ كما قال )وإذا استنفرتم فانفروا(.

احتاج المجاهدون إلى أهل / ولهذا قال الفقهاء: إنه يجب عينا إذا أمر به اإلمام، وكذلك إذا ومصالح الخيل، وغير ذلك، الصناعات، والتجارات؛ كصناع الطعام، واللباس، والسالح،

عليها. وطلبت منهم تلك الصناعة بعوضها، وجب بذلها، وأجبروا

العسكر إلى خروج وكذلك التجار فيما يحتاج اليه في الجهاد، عليهم بيع ذلك، وإذا احتاج ونحو ذلك، قوم تجار فيه لبيع ما ال يمكن العسكر حمله من طعام ولباس وسالح،

بعض على فالتجارة كالصناعة. والعسكر بمنزلة قوم في بلد، فكما يجب على بعض إعانة حاجاتهم بالمعاوضة التي ال ضرر فيها، فإن ذلك واجب في العسكر.

ألجله، فله أن يأمر وكما لإلمام أن يوجب الجهاد على طائفة، ويأمرهم بالسفر إلى مكان بالواليات. بما يعين على ذلك، ويأمر قوم]ا بتعلم العلم، ويأمر قوما

طاعته فيما علم واإلمام العدل تجب طاعته فيما لم يعلم أنه معصية، وغير العدل تجب.أنه طاعة كالجهاد

وقال ـ قدس الله روحه:

Page 62: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فصل

وشرائه. فإذا أكره البيعان أقوال المكره بغير حق لغو عندنا؛ مثل كفره، وطالقه، وبيعه، إكراه على األفعال ال على األقوال، على العقد فهو باطل، وإذا أكرها على التقابض، فهذا

منهما أن يرد ما قبضه إلى اآلخر، فيكون كل منهما / قد قبض، وأقبض مكرها، فعلى كل مكرها. إذا أمكنه؛ ألنه مقبوض بغير حق، وإن كان القابض

بفعله، أو بتفريطه، فإن تلف المال المقبوض باإلكراه تحت يد القابض، فإن كان قد أتلفه األمانة إذا أتلفت شيئا أو تلف أو بعدوانه فهو ضامن؛ ألن غايته أن تكون يده يد أمانة، ويد

والمودع، والمضارب، والوكيل. بتفريطها، أو عدوانها، ضمنته؛ كيد المستأجر،

بغير إذنه، لدفع وإن تلف بغير تفريط منه، فهل تكون يده يد ضمان؛ ألنه قبض مال الغير تلفه تحت يد المكره، الضرر عنه؟ أو يد أمانة؛ ألنه قبضه قبضا غير محرم؟ فنقول: الوجوه؛ فإن المستعير قبض بمنزلة إتالفه كرها، وفيه خالف. وهو يشبه العارية من بعض وهذا قبضه بإذن المالك، وهذا المال لنفعه، كما أن المكره قبضه لدفع الضرر عن نفسه، وفاء عن دين، فهنا يكون ضامنا قبضه بإذن الشارع، فإن كان المكره القابض قد أخذ منه

فأخذه ليأكله. له؛ ألنه مصروف في منفعته، كمن اضطر إلى طعام الغير

صودروا، وأخذت أموالهم، ثم أكرهوا وأجبروا على ـ رحمه الله ـ عن جماعة وسئل/ فباعوها، واألعيان المذكورة بعضها ملك أوالد بيع أعيان من عقار ومواش وبساتين، الغير، ووضع المشتري يده عليها، وحازها، وخاف البائعين، وبعضها وقف، وبعضها ملك وليس لهم قدرة على انتزاعها من يده، فاشتروها البائعون على إتالف صورة األعيان،

معين إلى أجل معلوم، فلما آن األجل طالبهم صورة ليعرفوا بقاءها، ويحرزوها بثمن اإلكراه؟ وبيع مال الغير أم ال؟ وهل مشتراهم بالثمن، فهل يكون البيع منهم باطال بحكم

الملك؟ منه وإقرارهم بالملك مثبت له بصحة

فأجاب:

المشتري من اإليفاء إذا بذل البائع ـ والحال هذه ـ للمشتري، فما أداه من الثمن، وامتنع ظالم عاص، يستحق بذلك، وطلب ما كتب على البائع من الثمن المؤجل، فإن المشتري على أال تباع منه العقـوبة؛ فـإن هذه المعاملة لو كانت بطيب نفس البائع، وقد اتفقا

معاملة باطلة ربوية عند األعيان، بتقديم بيعه إياها إلى أجل، بأكثر من ذلك / الثمن، كانت والبائع مكره، وبيع سلف األمة من الصحابة والتابعين وأكثر أئمة المسلمين، فكيف

أن المشتري أكره على المكره بغير حق بيع غير الزم، باتفاق المسلمين، فلو قدر مع ذلك عنه،لوجب تسليم المبيع اليه الشراء منه، وأداه الثمن عنه، فأعطاه البائع الثمن الذي أداه

باتفاق المسلمين.

أداه عنه، فليس فكيف والمشتري لم يكره على الشراء، والبائع قد بذل له الثمن الذي مطالبته برد األعيان للمشتري والحالة هذه مطالبته بزيادة على ذلك، باتفاق األئمة، وال

التي كانت ملكه. وهي اآلن بيده على ما ذكر.

ا، ولم يكن لها فيها شريك وأن إنسانا ظلم عن رجل ماتت أمه، وورث منها وسئل دار] أو باعها، فهل يجوز ذلك ؟ أم ترجع الدار إلى والده، وأجبره حتى كاتبه على الدار،

مالكها؟

فأجاب:

Page 63: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الدار إلى مالكها، ويرد الحمد لله، إذا أكره بغير حق على بيع الدار، لم يصح البيع، وترد على المشتري الثمن الذي أخذ منه، والله أعلم.

/

بالعدول، وفي الدار ساكن له يد قوية على عن حبس على جماعة، وهو مثبوت وسئل القوية، فإذا شهدت الشهود بصحة الوقف، ينزع الورثة، وألزموه إلى أن باعوه غصبا باليد

من الغاصب، أم ال؟

فأجاب:

يصح، ومن علم الحمد لله، بيع المكره بغير حق ال يصح، وبيع الوقف الصحيح الالزم ال شيئا شهد به، والله أعلم.

وقال ـ رحمه الله:

فصل

وأكره رجال آخر فإذا أكره السلطان أو اللصوص أو غيرهم رجال] على أداء مال بغير حق، المقترض، والبائع، على إقراضه، أو االبتياع منه، وأدي الثمن عنه، أو اليه، ليأخذوهم من

عنه فقط / فهذه سواء كان اإلكراه على إقباض المكره،ثم األخذ منه، أو على األداءا، وفيها وجهان: كما لو أخذ السلطان من أحد المختلطين في المسألة ونحوها تقع كثير]

الماشية زيادة على الواجب عنهما بال تأويل.

وإن كان أحدهما: أن تلك الزيادة تذهب من مالكها، وليس على اآلخر شيء منها، ليس وليا السلطان أخذها عنها؛ ألن الظالم ظلم هذا بأخذ ماله، ونواه عن اآلخر، وهو

المال في ذمة لآلخر وال وكيال عنه حتى تصح نيته، ومجرد النية المحرمة ال يوجب ثبوت المأخوذ عنه.

السلطان ونوابه والزم هذا القول: أن أحد الشريكين في العقار والمنقول، إذا أخذ الذي معهم الوظائف الظلمية على المال، أو أخذ قطاع الطريق من التجار عن المال

الشريكين لم شيئا من أحد الشريكين؛ ألن المقبوض إذا كان من عين المال فإن أحد كناظر الوقف، ووصي يرجع على اآلخر بنصيبه. وعلى هذا فلو كان المعطي وكيال، أو وليا؛ ضمانه، لكن هذا إنما اليتيم، فيلزم إذا لم يكن ما أخذ منه من عين المال، أن يكون من األداء. فأما إذا لم يمكن يلزم إذا لم يكن الدفع لحفظ المال، بل كان الدفع ألنه أكره على

وهو بمنزلة إعطاء الخفارة حفظ المال إال بما دفعه عنه، فهذا التصرف لحفظ المال، لحفظه، وإعطاء النواطير لدفع اللصوص، والسباع.

يتوكل على أنه وأيضا، فالولي والوكيل مأذون لهما عرفا، في مثل هذا الدفع؛ فإنه/ لم من األجنبي؛ يضرب ويحبس على مال يؤدي عن المال،فيتضرر وال يؤديه، بخالف ما يوجد

شركة العقود. لكن هذا الدليل بعينه وارد في أحد الشريكين، فإن كالهما وكيل اآلخر في

العارضة. وأيضا، فيفرق بين الكلف النوابية السلطانية، وبين المظالم

Page 64: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ليسلمه لولده بالقاهرة، فلم ـ رحمه الله ـ عن رجل سير على يد رجل قماشا وسئل بزاز بغير النقد، وبغير إذن يسلمه، وباعه المسير على يده، وتصرف فيه، وباعه على غير

إذا فرط تلزمه قيمته؟ وهل صاحب القماش له في ذلك، فهل يكون ذلك تفريط]ا؟ وهل على يده؟ أفتونا مأجورين. يكون القول في تلفه قول صاحب القماش؟ أو قول المسير

فأجاب:

فعليه قيمته، وإن إذا تصرف فيه بغير إذن صاحبه كان ظالما، وكان ضامنا له، فإن فات بتسليمه إلى ولدي. فهذا فيه قال المودع أمرتني ببيعه، وقال المودع: لم آمرك ببيعه، بل

ا عن البيع المعروف، مثل أن يبيعه إلى أجل، أو بغير النقد ـ نزاع، لكن إن باعه بيع]ا خارج] ونحو ذلك ـ فهو ضامن لما يتلف من الثمن نقد البلد ـ أو يبيعه لمن هو جاهل، أو مفلس،

بكل حال.

والله أعلم. وكذلك إذا باعه بدون قيمة المثل، وسلم المبيع، فهو ضامن للنقص./

ملكت الثاني، وكتبت على األول عن امرأة ملكت لولدها ملكا، وباعه، ثم بعد البيع وسئل األول رد الملك للثاني، أو األول حجة أن ماله في الملك شيء بعد أن باعه، فهل يلزم

صحيح؟

فأجاب:

ذلك تمليكها، والملك إذا كان قد باعه بيعا صحيحا الزما، فقد خرج عن ملكه، ولم يصح بعد باق على ملك المشتري. والله أعلم.

وباعه، ثم توفيت؟ عن رجل له زوجة لها ملك، فسرق الزوج كتب الملك، وسئل

فأجاب:

أن يرد إلى المشتري ما بيع الملك بغير إذن مالكه، وال والية عليه، بيع / باطل. والواجب أعطاه من الثمن، ويرد إلى المالك ملكه.

وقـال:

فصل

فيرفع الخراج الذي يكره من شراء األرض الخراجية، إنما كان ألن المشتري يشتريها]ا يقطعون بعضها لبعض المحاربين، عنها، وذلك إسقاط لحق المسلمين، كما كانوا أحيان

واإلقطاع يسقط حق إقطاع تمليك، ال إقطاع استغالل؛ كإقطاع الموات. فهذا االنتفاع منفعته دائمة المسلمين من الرقبة والمنفعة، والخلفاء أخذوه من الغزاة لتكون

طريق للمسلمين، فإذا قطعت منفعته عن المسلمين صار ظلما لهم، بمنزلة من غصب التأبيد. المسلمين، أو بني في مني ونحوها من المنافع المشتركة بين المسلمين على

إياها بال حق، وكما لو فأما إذا اشتراها وعليه من الخراج ما على البائع، فهو كما لو واله وذلك ألن إعطاءها لمن ورثها؛ فإن اإلرث مجمع عليه: أن الوارث أحق بها بالخراج؛

Page 65: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

كما يقوله بعض الكوفيين. وقد أعطيته بالخراج، قد قيل:/ إنه بيع بالثمن المقسط الدائم، كما يقوله أصحابنا، والمالكية قيل: إنه إجارة باألجرة المقسطة المؤبدة المدة،

واإلجارات. والشافعية، وكال القائلين خرج في قوله عن قياس البيوع

تشبه في خروجها والتحقيق أنها معاملة قائمة بنفسها، ذات شبه من البيع ومن اإلجارة، وضع الجذع، ونحو ذلك عنهما المصالحة على منافع مكانه لالستطراق، أو إلقاء الزبالة، أو هذه المنفعة مؤبدة. بعوض ناجز، فإنه لم يملك العين مطلقا ولم يستأجرها، وإنما ملك

للمسلمين، وكذلك وضع الخراج لو كان إجارة محضة، وكان عمر وغيره قد تركوا األرض ولكان قد وأكروها، لكان ينبغي إكراء المساكن أيضا؛ ألنها للمسلمين إذا فتحت عنوة،

عندهم، ال ظلم المسلمين؛ فإن كراء األرض يساوي أضعاف الخراج. ولكان على المشهور ذلك، كمن يستحق اآلخذ إال ما في األرض من الشجر القائمة من النخيل، واألعناب، وغير والمهدي استأجر أرضا فيها غراس. ولكان دفعها مساقاة ومزارعة ـ كما فعل المنصور

خيبر؛ في أرض السواد ـ أنفع للمسلمين، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أرض فيجوز فإنه ال فرق إال أن مالك خيبر معينون، ومالك أرض العنوة العمري مطلقون، وإال

كذلك أن يؤاجر، ويجوز له في األرض الموقوفة أن يعامل مساقاة ومزارعة.

مؤبد]ا إلى يوم القيامة، وأما بيعها، فلو كان كذلك لباع المساكن أيضا، وال بيع يكون الثمن/ فإن النبي صلى الله عليه فالمستخرج أصل دلت عليه السنة واإلجماع، فال يقاس بغيره ـ

مدها ودينارها، ومنعت مصر وسلم قال: )منعت العراق قفيزها ودرهمها، ومنعت الشام إردبها ودينارها(. واتفق الصحابة مع عمر على فعله.

wهy عfلfى }يوضح ذلك، أن أصل الخراج في قوله: فfاء اللf ى مwا أ fرyقg fهgلq ال qهq مqنg أ ول yس fالحشر: { ر[

العقار والمنقول، ومع هذا فقد أضاف القري اليهم، فعلم [ ، فإن هذا فرق بين7 اختصاصهم بها.

ذلك عوضا لم وإذا كان كذلك، فلو أخذه ذمي من الذمي األول بالخراج، وعاوضه على يخرجه بهذه يكن في ذلك ضرر أصال، فال وجه لمنعه؛ ألنه إن قيل: إنه وقف، فهذا ال

إنما منع المعاوضة عن أن يكون وقفا، بل مستحق أهل الوقف باق، كما كان، وبيع الوقف بأكثر مما منه إلزالة حق أهل الوقف. وهذا ال يزول؛ بل هو بمنزلة إجارة أرض الوقف

التي تعجلها استأجرها، فكأنه قال: أكريتك هذه األرض بما على من الخراج، وبالزيادة يورث، فإذا جاز إلى؛ ولهذا ينتقل إلى ورثة من هي في يده؛ والوقف ال يباع وال يوهب وال

سواء سميت بيعا، أو انتقاله باإلرث على صفة ما كان ـ والهبة مثله ـ فكذلك المعاوضة، صداقا جاز أن يكون إجارة؛ ولهذا جوز أحمد إصداق األرض الخراجية، وما جاز / أن يكون

]ا، وأجرة. وما كان ثمنا كان مثمنا. فهذا باب ينبغي تأمله. ثمن

االشتغال عن الجهاد يبقي إذا أخذه المسلم: هل يكره لما فيه من الصغار، أو لما فيه من المصالح واألوقات كما أن بالحـراثة. فهـذه مواضع أخر ـ غير كونه وقفا ـ تختلف باختالف

المسلمين، فلما كثر المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم عامل اليهود على خيبر لقلة المسلمون يعمرونها، فكذلك األرض أجالهم عمر بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وصار

بالخراج أنفع لهم من أن يبقوا فقراء الخراجية إذا كثر المسلمون كان استيالؤهم عليها، وأهل محاويج، والكفار يستغلون األرض بالخراج اليسير؛ فإنهم كانوا زمن عمر قليال] الله عليه وسلم عاملهم على خيبر، ثم الذمة كثيرا. وقد يعكس األمر، مع أن النبي صلى ببقاء أهل الذمة، في أرض العرب، فكان عمرها المسلمون لما كثر المسلمون، وتضرروا

المسلمين بالمسلمين. المعني ضرر المسلمين بأهل الذمة، واكتفاء

Page 66: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

أيدي أهل الذمة، فكيف إذا احتاج المسلمون إلى األرض الخراجية؛ وتضرروا ببقائها في فيها. فإن كان فرأي من احتاج من المسلمين أن يعاوض الذمي عنها، ويقوم مقامه

فهو أحق المؤدي أجرة فهو أحق باستئجار أرض المسلمين، وعمارتها،وإن كان ثمنا يبق صغار، باشترائها، /وإن كان عسوضا ثالثا فهو به أحق أيضا. ومتي كثر المسلمون لم

الذي هو وال جزية، وإنما كان فيه صغار وجزية في الزمن المتقدم، كما لو أسلم الذمي يقاس مستول عليها، فإنها تبقى بيده مؤديا لخراجها، وسقط عنه جزية جمجمته، فكيف

هذا بهذا.

مسلم غيره بعوض أو وإذا جاز أن تبقى بيده بعد إسالمه، فما المانع من أن يدفعها إلىا، لم يجامع اإلسالم، غيره، والمسلم ال صغار عليه بحال، فلو كان المانع كونها صغار]

كجزية الرأس.

الرق قهرناهم عليه بغير وال يقال: هي كالرق تمنعه اإلسالم ابتداء، وال تمنع دوامه؛ ألن المقام باألرض اإلسالمية اختيارهم، لم نعاوضهم عليه، فكذلك جزية الرأس، ال نمكنهم من

وأما الخراج فإنما يثبت برضي إال بها، فهي نوع من الرق، لثبوتها بغير اختيار المسترق. اليه، بمنزلة المساقاة والمزارعة المخارج، واختياره، ولو لم يقبل األرض منا لم ندفعها سواء هناك كان العوض جزءا من التي عامل النبي صلى الله عليه وسلم بها أهل خيبر،

إال إذا زرعوا، وهنا يستحق إذا الزرع، وهنا العوض مسمي معلوم. وهناك ال يستحق شيئا غيره بأقل من الجزء الذي أمكنهم الزرع. فنظيره أن العامل في المزارعة يعامل

على إذن المالك لتعيين استحقه؛ إذ أن المضارب يدفع المال مضاربة لكن هذا يتوقف المستحق.

يتوجه كونها مانعا على وبالجملة، فالموانع من كونها وقفا ينظر فيها. أما جهة الوقف، فال/ الجهاد، فهذا عام في جميع أصول الشريعة أبدا. وأما التعليل باالشتغال بالحراثة عن

األراضين؛ عشريها وخراجيها، وذاك شيء آخر.

فصل

gوfة، ومن قال: إنها فتحت صلحا، فاستقر ملك ونظير ذلك مكة. فإنه ال ريب أنها فتحت عfن البيع وغيره كما يقوله أصحابها عليها؛ ليجوز لهم ما يجوز في سائر أراضي الصلح من

الشافعي، فقوله ضعيف؛ لوجوه كثيرة من المنقوالت.

بغير جزية، وال وأيضا، فإنه ال يجوز مثل ذلك، فإنه لو صالح اإلمام قوما من المشركين الحديبية. خراج، لم يجز إال للحاجة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عام

فإنه ال يجوز إقرارهم أما إذا فتحنا األرض فتح صلح، وأهلها مشركون من غير أهل الجزية، بغير جزية، بإجماع المسلمين.

أبو بكر لمن لم وأيضا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل في العام القابل / لما حج كان قد فتحها يسلم منهم أجل أربعة أشهر، وإال جعله محاربا، يستبيح دمه وماله، ولو

صلحا لم يجز نقض ذلك.

فتحها عنوة وأمن من ترك وأيضا، فإنه استباح قتل جماعة سماهم...]بياض باألصل[ ولكنا استثناهم، وكان قد أرسل بهذا األمان مع القتال منهم فقد أمنه على نفسه وماله، إال نفر]

يقبل فحارب أو هرب. واألمان ال أبي سفيان، فمنهم من قبله، فانعقد له، ومنهم من لم القتال فلم يؤمنه بحال، لكن خص وعم يثبت إال بقبول المؤمن كالهدنة. وأما من لم يترك

)من دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل في ألفاظ األمان. والمقصود واحد، فإن قوله:

Page 67: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

دار أبي سفيان فهو آمن( كلها داره فهو آمن، ومن ألقي السالح فهو آمن، ومن دخل سماهم الطلقاء، كأنه أسرهم ثم ألفاظ معناها: من استسلم فلم يقاتل فهو آمن؛ ولهذا

أطلقهم كلهم... ]بياض باألصل[.

صار هذا أصال في وقالت الحنفية: لما فتحها عنوة ولم يقسمها، بل أقرها في يد أهلها، وغيرهم في أحد أرض العنوة، أنه يجوز إقرارها في يد أهلها. قالوا ـ هم وأصحابنا

تقسم كسائر أرض التعليلين ـ: ولهذا لم يجز بيعها وإجارتها، لكونها فتحت عنوة، ولم المضروب / عليهم، العنوة، وربما يقولون: صار إنزال أهل مكة للناس عندهم هو الخراج بالنقل المتواتر وأما من قال من أصحابنا: إن الخراج يضرب على مزارعها، فقد علم

فساد قوله، مع إجرائه لقياسه. وهذا التعليل ضعيف لوجوه:

فيها أنه ال تجوز أحدها: أن أرض العنوة تجوز إجارتها باإلجماع، وبيوت مكة أحسن ما الكتاب والسنة، واآلثار إجارتها، بل يجب بذلها للمحتاج بغير عوض، فهذا الذي يدل عليه

والقياس.

منع إجارتها. وأما المنع من بيعها ففيه نظر، فلو كان المانع كون فتحها عنوة لما

gوfة إنما يمنع من بيع مزارعها. فأما المساكن فال يمنع ذلك فيها، بل الثاني: أن أرض العfن رباعها التي ال منع منها في أرض العنوة، هي ألصحابها. ومكة إنما منعوا من المعاوضة في

وهذا برهان ظاهر على الفرق.

بيعها، أو إجارتها، وإنما الثالث: أن مزارع مكة ما علمت أحدا من أصحابنا وال غيرهم منعباع، وهي المساكن ال المزارع، فأين هذا من هذا؟ الكالم في الر�

الله عليه وسلم إعادتها الرابع: أن تلك الديار كانت للمهاجرين، وقد طلبوا من النبي صلىgوfة / لكان قد أعادها إلى أصحابها؛ ألن األرض إذا اليهم، فلم يفعل، فلو كانت كسائر العfن

استنقذناها، وعرف صاحبها قبل القسمة كانت للمسلمين واستولي عليها الكفار، ثم أعيدت اليه.

ال منقولها، وال والخامس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعرض لشيء من أموالهم، العنوة لغنم عقارها، وال إلى أحد من ذراريهم، ولو أجري عليها أحكام غيرها من المشاعر، التي يشترك المنقوالت، والذرية، بل الصواب أن المانع من إجارتها كونها أرض

وfاء }تعالى: في استحقاق االنتفاع بها جميع المسلمين. كما قال الله fس qادf gب gعfاكqفy فqيهq وfال { ال بما احتاجوا اليه؛ ألنهم سبقوا إلى المباح. كمن سبق [ ، فالساكنون بها أحق25]الحج:

سوق، وأما الفاضل فعليهم بذله؛ ألنه إنما لهم أن يبنوا إلى مباح من مسجد أو طريق أو مشتركة في األصل. بهذا الشرط، لكن العfرgصة

]ا من رباط، أو مدرسة، أو نحو ذلك، له اختصاص بسكنه، وصار هـذا بمنزلة من بني بيت]ا في جنابات السبيل، أو في دار الرباط، التي وليس له المعاوضة عليه. أو من بني بيت

للحج أو للجهاد، أو تكون بالثغور، ونحو ذلك، مما تكون األرض فيه مشتركة المنفعة. قال: البناء لي، قيل له: للمرور في الطرقات، أو التعلم، أو التعبد، ونحو ذلك، فإذا

التاليف، أو التاليف واألنقاض. فما/ والعرصة ليست لك، وأعيان الحجر ليس لك، بل لك اعتضت عنه ببقائك في االنتفاع بالعرصة. ليس لك ال يجوز أن تعاوض عنه، وما هو لك قد

فيهم، صار يجب أو ألن المكي لما صار الناس يهدون اليهم الهدايا، وتجب عليهم قسمتها الهدي له أن على المكيين إنزال الناس في منازلهم، مقابلة لإلحسان باإلحسان، فصاحب

Page 68: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

المنزل يأكل منه ـ مثال ـ حيث يجوز، ويعطي من شاء، وال يعتاض عنه، وكذلك صاحب يسكنه، ويسكنه، وال يعتاض عنه.

أربابها، من غير خراج وهذا المعنى الذي ذكرناه قد يكون هو السبب الموجب إلبقائها بيد كغيرها من األمصار، مضروب عليهم أصال؛ ألن للمقيمين بمكة حق]ا، وعليهم حق، ليست

ذكرناه ـ ال إلحاق]ا لها بسائر ومن هنا يصير التعليل بفتحها عنوة مناسبا لمنع إجارتها ـ كما أرض العنوة.

وأموالهم كذلك. قيل: فإن قيل: فاألرض إذا فتحت عنوة يجوز أمان أهلها على أنفسهم وماله؛ لما فيه من االنتفاع نعم، يجوز قبل االستيالء أن يؤمن من ترك القتال على نفسه

األسير بعد األسر للمصلحة، كيف بترك قتاله وهو أمان بشرط، بل إذا جوزنا السبي على ال نجوز ذلك قبل األسر.

على حكم حاكم، فإنه وهنا زيادة األمان على ماله؛ ألن ذلك قبل االستيالء، كما لو نزلوا/ فإن دخوله مكة كان قبل من أسلم منهم قبل الحكم عصم دمه وماله؛ ألنه لم يتم القهر.

ا. وبهذا التحرير تظهر الشبهة التي أوجبت كال من القولين. الظهر ودخلها قهر]

مخارجة، فالذين وأما بعد القهر، فيجوز أن يمن على المقهورين، وتدفع اليهم األرض في أنفسهم كالمن؛ حاربوا بمكة، أو هربوا، ثم أمنهم بعد قهرهم والقدرة عليهم، هذا جائز فيها. ولهذا سماهم الطلقاء، وأما في أموالهم فاألرض قد ذكرت سبب ذلك

وأما المنقول والذرية... ]بياض باألصل[.

إقطاعه. ويقصد بيعه لمقطع آخر، وإجراءه في بلده، عن مقطع له ماء داخل وسئل الماء؟ وهل يجوز للبائع أن يبيع الماء الداخل في إقطاعه، فهل يجوز للمشتري أن يشتري

المشتري؟ ويجريه في بلد

فأجاب:

ا عليه في اإلقطاع، مثل أن تكون األرض بمائها محبوسة عليه بألف إذا كان الماء محبوس] يستحقه من الزرع، درهم، وبدون تحبيس عليه بخمسمائة / درهم، وهو يريد تعطيل ما الذي يجري في ملكه وبيعه لغيره، يسقي به في أرضه، فإن هذا يجوز بيعه، بخالف الماء مثل هذا الماء قوالن بال عوض، مثل أن يحيي أرضا وفيها عين جارية. فإن في جواز بيع

للعلماء، هما روايتان عن أحمد:

إحداهما: يجوز بيعه، وهو مذهب الشافعي، ومالك.

والثانية: ال يجوز، وهو مذهب أبي حنيفة، وهو المشهور عن أحمد.

يجوز بيعه باتفاق وأما الماء الذي يكون باألرض المباحة،والكأل الذي يكون بها،فهذا ال العلماء.

عين ماء جارية، إذا باع منها أصبع ماء أو نحوه، هل ـ رحمه الله ـ عن رجل له وسئل شيئا فشيئا؟ يجوز، مع أنه غير مرئي، بل ينبع

فأجاب:

Page 69: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ا محفورة في ملكه ـ ويدخل في لفظ البئر: ما أما من يملك ماء نابع]ا مثل أن يملك بئر] له ـ فهذا يجوز له ينصب عليه الدوالب، وماال ينصب، أو يملك عين ماء في أرض مملوكة

أصبع وأصبعين ـ من أربعة أن يبيع البئر / والعين جميعا، ويجوز أن يبيع بعضها مشاع]ا على أصبع، وأصابع، من قناة كذا، وعشرين ـ كما يباع مع البستان والدار ما له من الماء؛ مثل أصل الماء في ملكه، فهذا وإن كان أصل تلك القناة في األرض المباحة، فكيف إذا كان

مما ال أعلم فيه نزاع]ا.

]ا، فإنه ليس من شرط المبيع أن يري ]ا فشيئ جميع المبيع، بل وإن كانت العين تنبع شيئ البئر، فهذا ال يشترط أحد يرى ما جرت العادة برؤيته. وأما ما يتجدد؛ مثل المنافع، ونقع

رؤيته، ال في بيع وال إجارة.

يملك، أو ال يصح لكونه وإنما تنازع العلماء لو باع الماء بدون القرار: هل يصح بيعه لكونه العلماء على جواز بيعه، ال يملك؟ على قولين مشهورين، هما روايتان عن أحمد، وأكثر

أن الماء مملوك. وهو مذهب أبي حنيفة، ومالك، وهو منصوص للشافعي، بل نص على

وتنازعوا فيما إذا باع األرض، ولم يذكر الماء: هل يدخل أم ال ؟

تنازع]ا، إذا كانت األرض وأما بيع البئر والعين بكمالها، أو بيع جزء منها، فما علمت فيه رومة من مالكها اليهودي، مملوكة. وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى شراء بئر

دلوه منها كدلو واحد فاشترى عثمان بن عفان / نصفها، وحبسه على المسلمين، وكان عثمان وجعل البئر من المسلمين، ثم لما رأي اليهودي ذلك باعه النصف اآلخر فاشتراه

ا على المسلمين. كلها حبس]

وتكلم الفقهاء وهذا الحديث مما احتج به الفقهاء على عدة مسائل؛ مثل وقف المشاع، حنيفة وأحمد في في مثل ذلك. هل فيه شفعة؟ فأكثر الفقهاء على أن فيه الشفعة؛ كأبي

يج من أصحاب إحدى الروايتين عنه، وهو أحد القولين في مذهب مالك، واختاره ابن fر yس األخري عن أحمد، الشافعي، ولكن المشهور عن الشافعي أنه ال شفعة فيه، وهو الرواية

اختارها كثير من أصحابه، واألظهر وجوب الشفعة في ذلك.

جواز بيعه. والمقصود هنا أنهم اتفقوا على جواز بيع ذلك، وجواز هبة ذلك أظهر من

بلد، فاختصما في بيع النبات الذي يطلع من عند عن رجلين لهما إقطاع في وسئل النبات البري، ال يجوز بيعه؛ ألنه ماهو ملكه. فقال له اآلخر: الل|ه. فزعم أحدهما: أنه مثل

السلطان أقطعه لي فهو ملكي، ويجوز لي أن أبيع كل مافي حصتي، وفي بل يجوز؛ ألن مصيبان؟ أم مخطئان؟ وما مذاهب األئمة في ذلك؟ قرعتي، هل / هما

فأجاب:

أنبته الل|ه في ملك الحمد لله، أما النبات الذي ينبت بغير فعل اآلدمي، كالكأل الذي أبي حنيفة، وأحمد في اإلنسان، أو فيما استأجره، ونحو ذلك، فهذا ال يجوز بيعه في مذهب

الله عليه وسلم المشهور عنه وهو قول بعض أصحاب مالك، والشافعي؛ ألن النبي صلى قال: )الناس شركاء في ثالث: في الماء، والكأل، والنار(.

المباحة فقط؛ ألن ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد ما ينبت في األرض من المعادن الناس يشتركون في كل ما ينبت في األرض المباحة من جميع األنواع،

ذلك،فعلم أنه أراد ما الجارية؛ كالقير، والنفط. والجامدة؛ كالذهب والفضة، والملح، وغير ينبت في أرض اإلنسان.

Page 70: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

)ثالثة ال وأيضا، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اليم: رجل على فضل يكلمهم الل|ه، وال ينظر اليهم يوم القيامة، وال يزكيهم، ولهم عذاب

كما منعت فضل مالم تعمله ماء يمنعه ابن السبيل، فيقول الل|ه له: اليوم أمنعك فضلي، وإن منعه سخط، ورجل حلف يداك، ورجل بايع إماما ال يبايعه إال للدنيا إن أعطاه رضي،

]ا لقد أعطي بها أكثر مما أعطي(. فهذا توعده الل|ه بالعذاب؛ / على سلعة بعد العصر كاذب ينبت بغير فعله لم تعمله يداه. لكونه منع فضل مالم تعمل يداه، والكأل الذي

في األرض والمشهور من مذهب الشافعي جواز بيع ذلك، وهو المشهور من مذهب مالك فألصحابه فيها نزاع، التي جرت عادة صاحبها باالنتفاع بها، فأما األرض البور التي ال يحرثها

ترك زرعها لينبت فيها الكأل، جوز ذلك ابن القاسم، ومنعه غيره. وأما إذا كان صاحبها قصد استنباته. فبيع هذا أسهل من بيع غيره؛ ألن هذا بمنزلة

fه أيض]ا: وfقfالf في جfوfاب� ل

والنار(. فهو حديث معروف، رواه أهل وأما قوله: )الناس شركاء في ثالث: الماء، والكأل، النابت في األرض المباحة مشترك بين الناس، السنن، وقد اتفق المسلمون على أن الكأل

األرض المملوكة، فإنه إن كان صاحب األرض فمن سبق اليه فهو أحق به، وأما النابت في]ا ا اليه فهو أحق به، وإن كان مستغني عنه ففيه قوالن مشهوران ألهل العلم. محتاج]

ويجوزون رعيه بغير عوض. وأكثرهم يجوزون أخذه بغير عوض؛ لهذا الحديث،

كان نابع]ا في وكذلك الماء إن كان نابع]ا في أرض مباحة، فهو مشترك بين الناس، وإن/ عوض؛ لهذا ملك رجل فعليه بذل فضله لمن يحتاج اليه للشرب لآلدميين والدواب بال

يكلمهم الله يوم الحديث، ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: )ثالثة ال فضل ماء يمنعه ابن القيامة، وال ينظر اليهم، وال يزكيهم، ولهم عذاب اليم: رجل على

تعمل يداك، ورجل بايع السبيل. يقول الله له: اليوم أمنعك فضلي، كما منعت فضل ما لم منها سخط، ورجل أقام سلعته إمام]ا ال يبايعه إال للدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن منعه

بها كذا وكذا(. الحديث. والله أعلم. بعد العصر فقال: والله الذي ال إله إال هو لقد أعطيت

بلد إلى بلد، فهل يحل ألهل البلد أن يأخذوا منهم عن قوم ينقلون النحل من وسئل أجرة ما جنته النحل عندهم؟

فأجاب:

ال ينقص من الحمد لله، ال حق على أهل النحل ألهل األرض التي يجني منها، فإن ذلك]ا، ولكن العسل من الطلول التي هي من المباحات، وعلى صاحب النحل ملكهم شيئ

في العشر يصرفه إلى / مستحقه عند كثير من العلماء، كأبي حنيفة وغيرهم، لما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

يجمعها إال النحل، وهذه الطلول هي أحق بالبذل من الكأل؛ فإن هذه الطلول ال يمكن أن جني تلك النحل تضر لكن إذا كانت لصاحب األرض فنحله أحق بالجناء في أرضه، فإذا كان

به، فله المنع من ذلك، والله أعلم.

عنها، ولم تره، وعلمته بالصفة، ثم باعته لمن رآه، عن امرأة لها ملك غائب وسئل فهل يصح هذا البيع؟

فأجاب:

Page 71: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

البيع صح البيع أيض]ا، وإن الحمد لله، إذا علمته بالصفة صح بيعها، وكذلك لو رآه وكيلها في لم تره وال وصف لها.

عند شخص فول، فتبايعا عليه، ولم يره عن رجل يحتاج لقرض، وكان وسئلا؟ المشتري، وكتب الحجة، ثم وجده مسوس]

فأجاب:/

قيمته. إذا لم ير المبيع، ولم يوصف له فالبيع باطل، وعليه رده بمثله أو

يريد أن يبيع روحه؟ وله عائلة، هل يجوز ذلك؟ ـ رحمه الله ـ عن رجل وسئل

فأجاب:

انضم إلى بعض الحمد لله، أما البيع الشرعي، فالحر المسلم ال يمكن بيعه، ولكن إذا مماليكه الذين الملوك أو األمراء متسميا باسم مملوكه، وذلك الملك أو األمير يجعله من

يعتقهم، ال يتملكه تملك األرقاء، فهذا شبه ملك السيد األول.

المماليك ملك لبيت وهذا الذي يفعله هؤالء إنما هو بيع عادي، وإطالق عادي؛ إذ أكثر اليه األموال، ونحو المال، ووالؤهم للمسلمين؛ ولكن من غلب أضيفوا اليه، كما تضاف

المسلمين، كما ذلك، وال بأس على اإلنسان أن ينضاف إلى من يعطيه حقه من بيت مال وال يطيعوا أحد]ا أضيف إلى غيره، وعليهم أن يطيعوا من واله الله أمرهم في طاعة الله،

في معصية الله، فالملك يشبه الملك. والله أعلم.

/

لشخص مسلم، مقيم في بالد التتر، ثم إن المملوك ـ رحمه الله ـ عن مملوك وسئل وجاء إلى بالد الشام، وهو في الرق، واآلن المملوك هرب من عند أستاذه من تلك البالد،

يبيعه ليحفظ ثمنه ألستاذه، ويوصل ذلك اليه، أم ال؟ يختار البيع، فهل يجوز ألحد أن

فأجاب:

دنياه؛ فإنه يباع في نعم، يجوز إذا كان في رجوعه إلى تلك البالد ضرر عليه في دينه أو هذه البالد بدون إذن أستاذه. والله اعلم.

الكفار كان عليه دين،باع نفسه لشخص مسلم، عن شخص من الكفار في بالد وسئل أيض]ا، ورضوا بالرق، وخسر عليهم التاجر المسلم وقبض الثمن، وأوفي به دينه، وباع ابنته وصلوا إلى بالد اإلسالم، فهل يجوز بيعهم كلفة الطريق، والنفقة، والكسوة، حتى

وشراؤهم؟

فأجاب:/

بهم إلى دار إذا دخل المسلم إلى دار الحرب بغير أمان، فاشتري منهم أوالدهم، وخرج]ا له باتفاق األئمة، وله أن يبيعهم للمسلمين، ويجوز أن يشتروا منه، اإلسالم، كانوا ملك

ويستحق على المشتري جميع الثمن.

األولي واألحري، وكذلك إذا باع الحربي نفسه للمسلم وخرج به، فإنه يكون ملكه بطريق ذلك. بل لو أعطوه أوالدهم بغير ثمن، وخرج بهم ملكهم، فكيف إذا باعوه

Page 72: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

نفوس الكفار وكذلك لو سرق أنفسهم، أو أوالدهم، أو قهرهم بوجه من الوجوه، فإن ملكوها. المحاربين، وأموالهم مباحة للمسلمين، فإذا استولوا عليها بطريق مشروع

]ا: فهل له أن يشتري منهم أوالدهم؟ على قولين وإنما تنازع العلماء فيما إذا كان مستأمن الشراء منهم، حتى قال في مذهب أبي حنيفة، ومالك. وأحمد في رواية: أنه يجوز

أهل بلد، وسباهم من أبوحنيفة وأحمد في رواية منصوصة عنه: أنه إذا هادن المسلمون في الرواية األخري. باعهم للمسلمين، جاز الشراء منه، وخالفه في ذلك مالك والشافعي

بعضهم بعضا، وكذلك لو قهر أهل الحرب بعضهم بعض]ا أو وهب بعضهم بعض]ا،/ أو اشترى ملكوهم أو سرقهم وباعهم، أو وهبهم للمسلمين، تملكوهم، كما يملكهم المسلمون إذا

بالقهر.

فأقام في خدمته مدة سنين، ثم قصد المولي بيعه، عن رجل اشترى عبد]ا، وسئل بالرق، فهل يجب أخذ ثمنه من الذي باعه؟ وهل فادعى أنه حر، وكان حال البيع اعترف

يعتق على مواله؟

فأجاب:

أقر له بالرق. إذا ثبت أنه كان حرا، فإنه يجب تغريمه للذي باعه، وتغريره؛ لكونه.اآلخذ الذي غره وللمشتري أن يطالب بالثمن من الذي قبضه منه، وله أن يطلبه من هذا

حمه الل|ه ـ عن بيع الجوز واللوز، والبندق والفستق، والفول fذواتوالحمص وسئل ـ ر ، مذهبه البيع والشراء من القشور، هل يصح بيعه على مذهب الشافعي؟ وهل يصح على

بيعه وهو في األرض مغيب، غير تلفظ بالمعاقدة ؟ واللفت والجزر والقلقاس، هـل يصح أم ال ؟

فأجاب:/

البيوع، لكن جمهور الحمد لل|ه، أما مذهب الشافعي المنصوص عنه، فإنه ال يجوز هذه العلماء على خالف ذلك، وهو الصحيح.

وغيرهم ـ وقد حكي أما األولى فمذهب الثالثة أنه يصح ـ مذهب مالك وأبي حنيفة وأحمد الذي عليه العمل ذلك قوال] للشافعي؛ فإنه في مرض موته اشترى الباقال األخضر، وهو

األعصار واألمصار. وقد من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين في جميع بيع العنب حتى يسود. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الحب حتى يشتد، وعن

وعلى قول من يمنع بيع فدل ذلك على جواز بيع الحب بعد اشتداده، وإن كان في سنبله، من بيع الباقال من الباقال في قشره ال يجوز ذلك؛ ولهذا عد الطرسوسي وغيره المنع

البدع المحدثة، فإنه ال يعرف عن أحد من السلف أنه منع ذلك.

أن هذا مجهول، وحجة المانع: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر، فظنوا التي يستدل وليس األمر كذلك، فإن هذه األعيان تعرف كما يعرف غيرها من المبيعات

برؤية بعضها على جميعها.

يصح بيع وكذلك المشهور من مذهب الشافعي، أنه البد في العقود من الصيغ، فال فهو بيع، المعاطاة، لكن الجمهور يخالفون هذا. فمذهب مالك أن كل ما عده الناس بيع]ا

أبي حنيفة فيجوز بيع المعاطاة في القليل/ والكثير، وكذلك ظاهر مذهب أحمد. ومذهب

Page 73: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

تجويز ذلك في المحقرات، وهو قول آخر في مذهب أحمد، وقول طائفة من أصحاب الشافعي.

أو إجارة، أو هبة، كان وأيضا، أن العقود يرجع فيها الى عرف الناس. فما عده الناس بيع]ا والشرع. وكل اسم ليس له بيع]ا، وإجارة، وهبة؛ فإن هذه األسماء ليس لها حد في اللغة

حد في اللغة والشرع فإنه يرجع في حده الى العرف.

أنه يجوز، وهو وأما بيع المغيبات في األرض؛ كالجزر واللفت والقلقاس، فمذهب مالك أنه ال قول في مذهب أحمد. ومذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد في المعروف عنه

من الورق يجوز، واألول أصح وهو أنه يجوز بيعها، فإن أهل الخبرة إذا رأوا ما ظهر منها وغيره دلهم ذلك على سائرها.

الناس اليه من وأيضا، فإن الناس محتاجون الى هذه البيوع، والشارع ال يحرم ما يحتاج بيع الثمار قبل بدو البيع، ألجل نوع من الغرر، بل يبيح ما يحتاج اليه في ذلك، كما أباح

أباح أن يشترط المشتري صالحها مبقاة الى الجذاذ، وإن كان بعض المبيع لم يخلق، وكما للشجرة، وأباح بيع العرايا ثمرة النخل المؤبر، وذلك اشتراء قبل بدو صالحها، لكنه تابع الحاجة، مع أن ذلك يدخل في بخرصها، فأقام التقدير بالخرص مقام التقدير بالكيل / عند

الشريعة[ وهو تحصيل أعظم الربا الذي هو أعظم من بيع الغرر ـ وهذه ]قاعدة أدناهما ـ وبيع ما يكون قشره المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم الفسادين بالتزام الواحد، جائز باتفاق األئمة. صونا له، كالعنب والرمان والموز والجوز واللوز في قشره

بتسعة آالف درهم، ،وسئل عن رجل اشترى من رجل ستة وعشرين فدان قلقاس ذلك جاء رجل وأمضي له البيع في ذلك، فقلع المشتري من القلقاس المذكور، ثم بعد

المشتري األول على آخر زاد عليه ألف درهم، فقبل الزيادة وطرد المشتري األول، ثم زاد]ا وباعها، وأورد له ثمنها ثم بعد ذلك زاد الثاني خمسمائة وتسلم القلقاس، وقلع منه مركب األول ؟ أو الثاني ؟ عليه فطرده، وكتب القلقاس على الذي زاد عليه، فهل يصح شراء

فأجاب:

يستحق العقوبة البليغة، الحمد لل|ه، هذا الذي فعله البائع غير جائز، بإجماع المسلمين، بل واللفت، ونحو ذلك، إما أن فإن بيع القلقاس ونحوه من المغيبات في األرض، كالجزر؛

ا على أحد/ قولي العلماء؛ كمالك، وقول في مذهب أحمد وغيرهما.وإما أال يكون جائز]ا على قول أبي حنيفة، والشافعي، والمشهور عن ا كان يكون جائز] أحمد. فإن كان جائز]

البيع األول لكونه معتقد]ا تحريمه، لكن البيع الثاني حرام]ا مع األول، وهذا البائع لم يترك المسلمين. ألجل بيعه للثاني، ومثل هذا حرام بإجماع

األول. ومن قال: والصحيح أن بيع القلقاس جائز، وال يحل قبول الزيادة، فيكون للمشتري األقل من قيمة المثل. إنه باطل، قال: ليس للبائع إال ثمن المثل، فيما أخذ منه، أو

]ا ، فهلفاشترى من التتر ما يركب به وسئل عمن هاجر من بلد التتر، ولم يجد مركوب اإلسالم ؟ عليه الثمن بعد هجرته الى دار

فأجاب:

]ا. والل|ه أعلم. نعم، إذا اشتري منهم، فعليه أن يعطي الثمن لمن باعه، وإن كان تتري

Page 74: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

/

،متجرة وسئل عن تاجر رسم له بتوقيع سلطاني بالمسامحة بأال يؤخذ منه شيء على الذي فيه، فهل يصح بيع ما فتاجر سفرة، فباع التوقيع الذي بيده لتاجر آخر؛ ألجل اإلطالق

فهل يلزمه أداء الثمن ؟ في التوقيع؟ ثم إن المشتري للتوقيع بطل سفره ولم ينتفع،

فأجاب:

قيمتها يسيرة، بل ال الحمد لل|ه رب العالمين، هذا البيع ليس مقصوده بيع الورقة؛ فإن نواب السلطان تسقط عنه تقصد بالبيع أصال، وإنما مقصوده أن الوظيفة التي كان يأخذها

كانت تسقط عنه. الحقوق، ويأخذ هذا البائع بعضها، أو عوضها منه؛ ألن البائع

السلطان أو وهذا يشبه ما يطلق من بيت المال، بشرط أن يكون إطالقا لمن وفد على يخرج وال عوضه لم خرج بريد]ا أو غير ذلك. وهذا إنما يعطاه إذا عمل ذلك العمل، فإذا لم

التوقيع لم يطلق له شيء، يعطه. وإذا كان كذلك، فإذا كان هذا للعارض، ال هو وال صاحب]ا، وليس ما ذكر / الزم]ا حتى يجب بمجرد العقد، بل وحينئذ فال يستحق على المشتري شيئ

ا، والحالة هذه. غايته أن قيل بالجواز كان جائز]

، ثم بعد طلب منه أكثريبيع الناس وسئل ـ رحمه الل|ه ـ عن رجل باع سلعة مثل ما األمثال، فهل له الرجوع بمثلها مع وجود المثل؟ من ذلك، والسلعة تالفة، وهي من ذوات

فأجاب:

لكن يطلب ليس له مطالبته بزيادة على السعر الواقع وقت القبض، وهو ثمن المثل، سعر الوقت، وهو قيمة المثل، وذلك أن في صحة هذا العقد روايتان:

يطبخ باألجرة، وإذا إحداهما: يصح، كما يصح مثل ذلك في اإلجارة إذا دفع الطعام الى من المسمي. دخل الحمام، أو ركب السفينة، فعلى هذا العقد صحيح، والواجب

إنه يضمن بالمثل، إن والثانية: أن العقد فاسد، فيكون مقبوضًـا بعقد فاسد، وقد يقال:]ا وإال بالقيمة، كما يضمن المغصوب، وهذا قول طائفة من أصحابنا وغيرهم، كان مثلي

في مهر المثل على كالشافعية، لكن هنا قد تراضوا / بالبدل الذي هو القيمة، كما تراضوا شيء مسمي، أقل منه أو أكثر. ونظيره أن يصطلحا حيث يجب المثل أو القيمة على

فيجب ذلك المسمي؛ ألن الحق لهما، ال يعدوهما.

الحل، وعدمه، ال ونظير هذا: قول أصحاب أحمد في المشاركة الفاسدة. يظهر أثره في بالصحيح ضمن في تعيين ما تراضيا عليه، كما ال يظهر أثره في الضمان، بل ما ضمن

الضمان. فكذلك بالفاسد، وما ال يضمن بالصحيح ال يضمن بالفاسد، فإذا استويا في أصل في قدره. وهذه نكتة حسنة لمن تدبرها. والل|ه أعلم.

حمه الل|ه ـ عن رجل أخذ سنة الغالء غلة fوقال له: قاطعني فيها، قال له: حتى ،وسئل ـ ر ا، وحضر فأخذ حظه ]ا، فهل له ثمن أو غلة يستقر السعر، وصبر أشهر] بمائة وخمسين إردب

؟.

فأجاب:

Page 75: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

والخمسون، سواء قيل: الحمد لل|ه، الصحيح في هذه المسألة أن له ما تراضيا، وهو المائة الروايتين عن أحمد، أن إن الواجب كان أوال هو السعر على أحد قولي العلماء، وهو إحدى

، وأن الواجب رد البدل، فإنهما إذا البيع بالسعر صحيح. أو قيل: إن البيع كان باطال] ولزم. كما أن الزوجين إذا اصطلحا عن البدل بقيمته ـ وقت االصطالح ـ جاز الصلح،

سواء كان هناك مسمي اصطلحا / على قدر مهر المثل، أو أقل، أو أكثر، جاز ذلك، القيمة، فالواجب إنما هو صحيح، أو لم يكن. وال يقال: القابض كان يظن أن الواجب عليه

رد المثل. ال يقال: هذا فيه نزاع.

رد الثمن، إما بناء وأكثر العلماء يقولون: إذا قبضت العين، وتصرف فيها لم يكن الواجب بقول أبي حنيفة، على صحة العقد، وإما بناء على أن المقبوض بالعقد الفاسد يملك

كان الصلح في ويملك إذا مات بقول مالك، وإذا كان فيه نزاع، فإذا اصطلحا على ذلك موارد نزاع العلماء، وهو صلح الزم.

حمه الل|ه: هل يجوز بيع المشاع f؟ وسئل ـ ر

فأجاب:

الله عليه يجوز بيع المشاع باتفاق المسلمين، كما مضت بذلك سنة رسول الل|ه صلى ربعة،أو وسلم؛مثل قوله الذي في صحيح مسلم : )أيما رجل كان له شرك في أرض،أو

قبل / حائط،فال يحل له أن يبيعه حتى يؤذن شريكه،فإن شاء أخذ،وإن شاء ترك،فإن باع أن يؤذنه فهو أحق به بالثمن( .

كما في وكذلك يضمن باإلتالف، وما هو في معني اإلتالف، كالسراية في العتق،]ا له في عبد، وكان له الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من أعتق شرك

فأعطى شركاءه من المال ما يبلغ ثمن العبد، قوم عليه قيمة عدل، الوfكgس، وال شطط، حصصهم، وعتق عليه العبد( .

أن حق وإذا باع الشقص المشاع، وقبضه أو لم يقبضه، فقد اتفق المسلمون على الشريك باق في النصف اآلخر، وإن لم يتصرف بأنواع التصرفات الجائزة في المال بعضه، المشترك، فللمشتركين أن يتهايآ فيه بالمكان أو بالزمان. فيسكن هذا بعضه، وهذا

ا، ولهما أن يؤجراه، وألحدهما أن ا، ويبدأ هذا شهر] يؤجره من وبالزمان يبدأ هذا شهر] الشافعي، وفي اآلخر، ومن امتنع منهما من المؤاجرة أجبر عليها، عند جمهور العلماء إال

اإلجبار على المهايأة أقول ثالثة معروفة.

/

على تخليصها وسئل عن رجل له شريك في خيل، وباع الشريك الخيل لمن ال يقدر رفيقه بغير إذن الشريك، فهل يلزمه القبض ؟

فأجاب:

بنصيبه، كان إذا باع نصيبه، وسلم الجميع الى المشتري، وتعذر على الشريك االنتفاع بقيمته. ضامنا لنصيب الشريك، فإما أن يمكنه من نصيبه، وإما أن يضمنه له

، ثم إن بعض الشركة باع الملكبينهم وسئل عن شركة في ملك بشهادة شهود فهل يصح البيع في ملكه ويبطل في الباقي ؟ أو جميعه بشهادة أحد الشهود بالشركة،

يبطل الجميع؟

Page 76: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فأجاب:

لم يجزه المستحق بطل الحمد لل|ه، أما بيع نصيب الغير فال يصح إال بوالية أو وكالة، وإذا العلماء بقسطه من الثمن، باتفاق األئمة، لكن يصح البيع في نصيبه خاصة في أحد قولي

المكان مما يقسم بال ضرر فله وللمشتري / الخيار في فسخ البيع، أو إجازته. وإن كان فله المطالبة ببيع الجميع إلزام الشريك بالقسمة. وإن كان مما ال يقسم إال بضرر

ليقتسما الثمن.

فقد أعان على وإذا كان الشاهد يعلم أن البائع ظالم، وشهد على بيعه معونة على ذلك، قد صح عن النبي اإلثم والعدوان، والمعاونة بالشهادة على العقود المحرمة ال تجوز، بل

وشاهديه، وكاتبه(، وقال: صلى الله عليه وسلم أنه قال: )لعن الل|ه آكل الربا، وموكله،ا عليه قyدqحf فqي عدالته. والل|ه أعلم. )إني ال أشهد على جور(، فمن فعل ذلك مصر]

ا، إذا اضطر حمه الل|ه: هل يجوز بيع الكرم لمن يعصره خمر] fصاحبه الى ذلك ؟ وسئل ـ ر

فأجاب:

ا، بل قد لعن رسول الل|ه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ال يجوز بيع العنب لمن يعصره خمر]ا، فكيف بالبائع له الذي هو أعظم معاونة. وال ضرورة الى يعصر العنب لمن يتخذه خمر]

]ا، وال تزبيبه، فإنه يتخذه ا، ونحو ذلك. ذلك، فإنه إذا لم يمكن بيعه رطب ، أو دبس] خال]

/

حمه الل|ه ـ عن شراء الجqفان، لعصير fالزيت، أو للوقيد، أو لهما ؟ وسئل ـ ر

فأجاب:

القطن والزيتون بيع جفان الزيت جائز. وإن لم يعلم مقدار زيته كما يجوز بيع حب للوقيد، لكن ال ونحوهما من المنعصرات، والمبيعات مجازفة. وسواء اشتراه للعصير، أو

لرب المعصرة، يجوز للعاصر أن يغش صاحبه. وإذا كان قد اشترط أن تكون الجفنة أجرة]ا له، كان هذا غشا حرام]ا، وحرم شراؤه بحيث قد واطأ عليه العاصر على أن يبقي فيها زيت

للزيت.

وله فيها عدة وقماش، ،وسئل عن رجل له دكان مستأجرة بخمسة وعشرين كل شهر وأقعد بالعدة والقماش أبيع فجاء إنسان فقال: أنا أستأجر هذه الدكان بخمسة وأربعين،

فيه وأشتري، فهل يجوز ذلك أم ال ؟

فأجاب:

والل|ه أعلم. هذا قد جمع بين بيع وإجارة مع]ا، وذلك جائز في أظهر قولي العلماء.

/

Page 77: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

حمه الل|ه ـ عمن ضمن من والة fأال يباع صنف من األصناف إال من األمور وسئل ـ ر إال عنده في تلك البقعة، ويوجد في األماكن القريبة من عنده، وذلك الصنف ال يوجد

المسافة ما بين مصر والقاهرة، فهل يجوز االبتياع من هذا نواحي تلك البقعة، بحيث تكون المحتكر، أم ال؟

فأجاب:

الحمد لل|ه، أما هو نفسه فال يحل له أن يفعل من وجهين:

الى الشراء منه، حتى من جهة أنه يمنع غيره من البيع الحالل. ومن جهة أنه يضطر الناس يشتروا ما يريد، فيظلمهم بزيادة الثمن.

منه؛ ألن وأما ما يشتري منه، فإن كان قد اشتراه بمال له حالل، لم يحرم شراؤه فإن مثل المشتري هو المظلوم، ومن اشترى لم يأثم، وال يحرم ما أخذه لظلم البائع له؛

هذا إنما يحرم على الظالم، ال على المظلوم.

]ا محض]ا، كالشراء وأما إن كان اشترى ما اشتراه بما ظلمه من األموال، كان ذلك مغصوب من الغاصب، فحكم هذا ظاهر.

، ولكن ربح فيه بهذه المعيشة، حتى زاد،/ فهذا قد صار شبهة وأما إن كان أصل ماله حالال] يقال: حالل محض، لكن إن كان بقدر ما خالطه من أموال الناس، فال يقال: هو حرام. وال

الغالب عليه الحالل جاز الشراء منه، وتركه ورع.

وجهين. وال ريب أن وأما إن كان الغالب الحرام، فهل الشراء منه حالل أو حرام؟ على الذي قبض منه لو الربح الذي يحصل له بعضه يستحقه، وهو ما يستحقه مثله، فإن ماله سلعته، فله عليهم قبض بعقد فاسد لوجب له مثله، أو قيمة مثله، والمشترون يأخذون

مثلها، أو قيمة مثلها.

عشرين، ثم إن أهل الضمان يأخذون منه بعض ما ظلمه، فإن الحانوت يكون شراؤه منه. وأما فيلزمونه بخمسين؛ ألجل الضمان، فتلك الثالثون حرام عليهم، وهي قد أخذت

غيره بكون ما يبقي له من الزيادة المحرمة، فهاتيك التي ماله، ومع الحاجة، وتعدل الرخصة أقوي. والل|ه أعلم.

/

من األطعمة وغيرها، وهي أن ،وسئل عن األعيان المضمنة من الحوانيت كالشيرج وغيره]ا يضمن بيع شيء من األشياء وحده، بشرط أال يبيع ]ا من ذلك. فيقول: إنسان غيره شيئ

آخر، على أن أشتري وأبيع فيه عندي كذا وكذا كل شهر لمالك حانوت، أو خان، أو موضع]ا ال يبيعه غيري، أو أعمل كذا وكذا ـ يعني شيئا يذكره ـ على أن غيري ال يعمل مثله، شيئ

التي يبيعها، مع التمكن من مشتري فهل يجوز الشراء من هذا اإلنسان من هذه األعيان منها باألعيان باعتبار مشقة عند غيرها من جنسها، أم ال ؟ وهل يجوز استعمال شيء

داعية الى ذلك االستعمال، أم ال ؟ تحصيل غير ذلك الشيء أم ال ؟ سواء كانت الضرورة

فأجاب:

فإنه ظالم بمنع غيره، الحمد لل|ه، أما مع الغني عن االشتراء منه، فينبغي أال يشتري منه؛ اإلمكان. ولو لم يكن في ماله شبهة فمجانبته وهجره أولي، بحسب

Page 78: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يحكم بتحريمه إذا اشتري / وأما الشراء منه ـ ال سيما مع الحاجة ـ فال يحكم بتحريمه. وال منه، فإن هذا له مال مع إمكان الشراء من غيره، ولكن مع الحاجة ال يكره الشراء

باعهم بأغلي من يشتري به ويبيع، لكن إذا منع غيره واحتاج الناس الى الشراء منه من البضائع بأكثر السعر، فظلمهم. وغايته أن يكون بمنزلة ما يضعه الظلمة على الناس

اشتراه، ولكن يحرم من قيمته، فيشترونه مكرهين، فإن هذا ال يحرم على المشتري ما بماله من تلك الزيادات على البائع ما أخذه بغير حق، لكن قد يقال: إن هذا قد اختلط

المحرمة، فصار في ماله شبهة.

الشافعي، فيقال أوال: من غلب على ماله الحالل جازت معاملته، كما ذكره أصحاب وأحمد. وإن غلب الحرام: فهل معاملته محرمة أو مكروهة؟ على وجهين.

جمهور العلماء فيما ثم يقال: تلك الزيادات ليس لها مستحق معين يعرف، والواجب عند الزيادة؛ لئال يظلم ال يعرف مالكه أن يصرف في مصالح المسلمين، وهذا إنما منعناه من

الضرر على الناس إذا احتاجوا الناس، فلو جعلنا ما يشتريه الناس منه حرام]ا لكنا قد زدنا وهم ال يطيقون الشراء من غيره، أن يشتروا منه بأكثر من القيمة، والذي اشتروه حرام، والمشتري منه لم يظلم أحد]ا، فإن وهذا ال يجوز أن يقال، بل يجوز الشراء من مثل هذا،

هو المستحق لما معه من المال، ما اشتراه قد أعطاه عوضه وزيادة، والمستحق للعوض منهم، فهو نفسه قد ظلم فإذا كان المستحق / لذلك جماعة من المسلمين أو معين

الذي أعطاه العوض وزيادة أولئك جميعهم بما أخذه منهم بغير حق. وأما المشتري منه فلم يظلم أحد]ا.

حرام]ا، فإن حق وهذا بين إذا كان ماله مختلطا بعضه ببعض ال يتميز منه ما أخذه المظلومون، المظلومين ثبت في ذمته، وهذه األعيان التي في يده ال يستحقها بعينها

أفتي في مثل فمعاوضته عليها جائزة، وعليه أن يعطي المظلوم ما أخذه بغير حق. وبهذا بمطله للغرماء؛ هذا من شاء الل|ه من العلماء، وهذا كسائر من عليه دين للناس وهو ظالم

fي ظyلgم(. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )مfطgل الغqن

العلماء، ولم يكره ثم مع هذا إذا عاوض على مافي يده بمعاوضة المثل وزيادة جاز باتفاق ففي نفوذ تبرعه قبل الشراء منه، ولكنه لو تبرع تبرع]ا يتعذر معه أداء الدين الواجب،

الزيادة، واشتري بها، فقد تعلق الحجر عليه قوالن للعلماء، لكن يقال: هذا الظالم لما أخذ برضا الغريم، فإن صاحبه ال حق حق المظلوم بما اشتراه بماله؛ بخالف الدين الذي حصل

أصول: له في غير مال المدين. فيقال: هذا ينبني على

فيها، أو للغاصب أن أحدها: أن الدراهم التي أخذها زيادة بغير حق، هل يتعين حق صاحبها يعطيه من حيث شاء؟

حتى في الغصب وللعلماء قوالن في الدراهم، هل تتعين بالتعيين في العقود والقبوض/ الروايتين. وقيل: ال والوديعـة ؟ فقيـل: تتعين مطلقـا، كقـول الشافعـي، وأحمد في إحدى

والوديعة دون العقد، كقـول أبي تتعين مطلقا، كقول ابن قاسم. وقيل: تتعين في الغصب بمثله على وجه ال يتميز، كما حنيفة، وأحمد في الرواية األخري، فإذا خلط المغصوب

الخليط كاإلتالف، حيث يبقي حق تخلط األدهان واأللبان والحبوب وغيرها، فهل يكون حقه باق في العين، فله أن يأخذ المظلوم في الذمة، فيعطيه الظالم من حيث شاء؟ أو

وأحمد. من عين الخلط بالقسمة؟ فيه وجهان في مذهب الشافعي،

في الذمة أو ومعلوم أن تلك الدراهم الزائدة ليست متعينة، سواء اشتري منه دراهم]ا، ولو كان منفعة؛ فإن المظلوم أخذ منه القدر الزائد على عوض المثل، وليس هو متعين

Page 79: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

القولين، فكيف إذا لم متعينا ثم خلطه بما ال يتميز منه سقط حقه من التعيين، في أحد]ا في األصل؟ فعلى قول كثير من العلماء ليس حقه إال في ذمة الظالم. يكن متعين

الوديعة والمضاربة وهذا نظير قول من يقول: إن المضارب والمودع إذا مات ولم يعين]ا في ذمته، ولم يجعلوا لصاحب المال حق]ا في عين التركة؛ فإن تفريط المودع صارت دين

المالك من عين حين لم يميز الوديعة من غيرها موجب لضمانه،لكن هؤالء أسقطوا حق الغرماء، وإن كان مال الميت، فلم / يقدموه بعين ماله على الغرماء، بل جعلوه غريم]ا من

المودع ما يجب عين ماله مختلطا، والظلم يكون بترك الواجب، وفعل المحرم. فترك عليه من التمييز ظلم منه.

المقصود بيان وهذا القول ـ وهو سقوط حق المالك من العين ـ وإن كنا ال ننصره، لكن فرعها من مأخذ هذه المسألة على أصول العلماء؛ ولهذا لما فرع هذه المسألة من

المالكية، بنوا األمر على أن حق المظلوم تعلق بالذمة دون العين.

عين المال، وفي واألصل الثاني: أن الظالم في العادة إنما يشتري في الذمة، ثم ينفذ صحة مثل هذا قوالن معروفان للعلماء.

فاتت العين، لكون األصل الثالث: أن نسلم أن حق المظلوم يتعلق بعين مال الظالم،وإن المطالبة بشطر حقه، هذا بدل ماله. وهذا القول الذي فرعه،وهو أن يخير المظلوم بين

نماء وربح وغيره له وبين أن يكون حقه متعلق]ا بعين المال،ويكون ما يزيد من المال من حقه،وأما الزيادة الثانية التي المطالبة به، لكن يقال على هذا: المظلوم ليس له إال قدر قال:إن العقود ال توقف، حصلت بتصرف الظالم فهي مبنية على وقف العقود. فمن قبضه بعقد فاسد،والثمن الذي يقول: ما قبضه البائع الظالم من المشتري لم يملكه؛ ألنه

الذين ظلمهم، وما في يده ال أداه وقد غصبه هو / في ذمته، فيكون عليه دون الناس مالهم إال بإذنهم.وعلى هذا ففيه يملكه، بل هو ألناس مجهولين ال يعرفهم. وال يتصرف في

قوالن:

الغائبين، يقضي الديون قيل: إن ولي األمر كالحاكم وغيره ممن له والية التصرف على التي وجبت عليهم للبائع باألموال التي في يده لهم.

المال، وال يحتاج الى وقيل: إن البائع له أن يستوفي دينه الذي عليهم مما لهم في يده من مال من هو عليه، وال استئذان حاكم، وهذا أصح؛ فإن المعلوم لصاحبه أن يستوفيه من

المظلوم أن يأخذ يحتاج الى إذن الحاكم، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للضيف وولدها بالمعروف بال حقه من زرع المضيف بغير إذنه، وكما أمر المرأة أن تأخذ ما يكفيها

fخyنg من إذن الزوج، لكن إذا كان الحق مجحود]ا. فقد قال: )أد� األمانة الى من ائتمنك وال ت سلعة بيع]ا فاسد]ا، وقبض منه الثمن، فله أن خانك( فكيف إذا كان اإلنسان قد باع غيره

واألحرى ؟! يستوفي منه من هذه السلعة بطريق األولى،

عند الحاجة، وأما على قول جمهور العلماء القائلين بوقف العقود حتى توفي التبرعات يتصدق به عنه، فيقولون من بيده مال غصب، أو وديعة، أو عارية، وهو ال يعلم عين مالكه،

إذا ظهر أال ينفذ وهذا قول مالك، وأبي / حنيفة، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، ولكن لصاحبه ذلك.

الوالية على وأما المعاوضة على ذلك فليس لصاحبه إذا عرف أن يردها، بل تثبت وال حاكم، المعاوضة شرع]ا للحاجة، كما لو مات رجل في موضع ليس فيه وصى وال وارث

يرون بيعه فإن رفقته في السفر تثبت لهم الوالية على ماله، فيحفظونه، ويبيعون ما الورثة، مصلحة، وينفذ هذا البيع، ولهم أن يقبضوا ما باعوه، وال يقف ذلك على إجازة

Page 80: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

والية وليس هذا من التصرف الفضولي، بل هو يعرف بوالية شرعية للحاجة، كما ثبت لهم غسله، وتكفينه من ماله، ودفنه، وغير ذلك، فإن المؤمنين بعضهم أولياء بعض.

من المشتري، إذا وإذا عرف هذا، فالبائع الذي باع ما اشتراه بتلك الزيادة، وقبض الثمن منه، وعليه رد ما قيل: البيع فاسد ال يقف على اإلجازة، وال على المشتري رد ما قبض

ذلك. وقد يكون قبض من الثمن، فإذا تعذر رد المشتري ما قبض، كان له أن يأخذ نظير أكثر من الثمن وأقل، والغالب أنه مثله.

الزيادة الى وكذلك ما اشتراه، تلك الزيادة عليه ردها الى صاحبه، وعلى صاحبه رد يأخذ من ماله الذي صاحبها، فقابض الزيادة الظلمية إذا لم يردها كان للمظلوم / األول أن

ماله كان له أن يأخذ صار بيد البائع نظير ذلك، وقابضها الذي باع بها ماله، إذا لم يرد فاسد]ا وتقابضاه، إذا قيل: إن بقدره من تلك الزيادة. وهذا احتمال كل من تبايعا بيع]ا

اآلخر ما قبضه اآلخر منه، ولآلخر المقبوض بالعقد الفاسد ال يملك، فكل منهما له عند يأخذ قدر حقه، سواء كان من جنس الحق، عنده ما قبضه منه. فإذا تعذر الرد كان له أن

أو من غير جنسه.

أموال المشترين وعلى هذا فما صار بيد هذا الضامن الظالم من الزيادات الظلمية من ملك الزيـادة، وقبض المختلطة التي ال تتميز، إذا اشتـرى بهـا شيئًـا، وأقبـض المشتريـن،

الزيادة الى مستحقها، فال ما اشتراه، كان ما حصل بيده من أموالهم بإزاء ما قبضوه من بزيادة، بخالف ما يؤخذ منه يكون الشراء منه بثمن المثل حرام]ا، فكيف من اشتري منه

مسعود سئل عن رجل يعامل بالربا، تبرع]ا، فهذا فيه كالم آخر ليس هذا موضعه. فإن ابن لك، وحسابه عليه. وهذا للعلماء فيه إذا أضاف غيره. فقال ابن مسعود: كل، فإن مهناه

متعددة. كالم، وليس هذا موضعه. وينبني على هذا أصول

منها: المقبوض بالعقد الفاسد، هل يملك أو ال يملك ؟

الحق الى ذمته ؟ أو هو ومنها: إذا تصرف في العين تصرف]ا يمنع ردها بعينها، فهل ينتقل ؟ وغير ذلك من المسائل. باق في ماله الذي اختلط به العين والذي عاوض/ به عن العين

مذهب الثالثة ـ فاألمر في وأما إذا قلنا بوقف العقود ـ ال سيما مع تعذر االستئذان، كما هو هذه األموال التي أعدوها للبيع ذلك أظهر. فإن العادة الغالبة أن الناس يرضون ببيع مثل

بالزيادة، بخالف ما أعدوه للقنية.

ظلمها، فبعضه وأيضا، فالمظلوم وإن كان له في هذا المال حق قليل بسبب الزيادة التي الشريكين بيعه لصاحب الحانوت الظالم، وال يتميز هذا عن هذا، ومثل هذا إذا طلب أحد

القسمة ـ كحيوان ـ إذا أجبر الممتنع على البيع ألجل شريكه، فمن كان بينهما مال ال يقبل جمهور العلماء، وهو طلب أحد الشريكين بيعها وقسمة الثمن أجبر اآلخر على ذلك عند

ألن حق الشريك في مذهب مالك، وأبي حنيفة وأحمد، وذكر بعض المالكية أن هذا إجماع؛ عليه وسلم في نصف قيمة الجميع ال في قيمة النصف. بدليل قول النبي صلى الله

يبلغ ثمن العبد، قوم الحديث الصحيح: )من أعتق شركًـا له في عبد، وكان له من المال ماطfط.فأعطى شركاءه حصصهم، fس، وال شgكfوعتق عليه العبد، وإال عليه قيمة عدل، ال و

وأمر بتقويم جميع فقد عتق منه ما عتق(، فجعل حق الشريك في نصف قيمة الجميع، العبد، ال بتقويم حصة الشريك فقط.

يمكن القسمة بينهما فإذا كان كذلك فمعلوم أن الزيادة الظلمية ال تتميز عن المزيد، وال/ قيمة بدلها. فدل على أنه إال بقسمة العين، أو قسمة بدلها، والعين قد تعذر ردها فتعين وعليه أن يعطي الشركاء يجوز أن يعاوض صاحب الحانوت على مافي يده من األموال،

Page 81: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ذمته فقط، أو أنها متعلقة المظلومين حقوقهم. وأنه إما أن يقال: إن حق المظلومين في توفية حقوقهم بالعدل إال مع باألعيان مع جواز المعاوضة لتوفية حقوقهم؛ إذ ال سبيل الىا. ذلك، وعلى هذا فالمشترون تسلموا ما اشتروه شراء حالال] جائز]

اشتروا، وأن شراءهم وعلى هذا أدلة أخرى تبين أن الناس المشترين لم يظلموا أحد]ا إذا الل|ه به، وال رسوله. جائز، وأن منع الناس من الشراء من هؤالء ظلم مضاعف لم يأمر

فضال عن أن يحرم. وعلى هذا فمع الحاجة الى الشراء منه ال يكره الشراء منه،

وعلى التصرف في وأما إذا قدر أن الذي باعه عين المعقود،فهذا ينبني على وقف العقود، بوقفها، ال سيما عند مال المالك المجهول بغير إذنه للمصلحة،وأكثر العلماء على القول

أن يتعذر استئذان الحاجة، وهو مذهب مالك،وأبي حنيفة، وكذلك أحمد عند الحاجة،مثل الخرقي القول بوقفها، المالك لعدم العلم به، وفي ذلك بدون الحاجة روايتان.واختار

الغير موقوف]ا على كمذهب مالك،وأبي حنيفة،وهو قول الشافعي،فيكون/ تصرفه في مال يفتقر ذلك الى استئذانه، بل إجازته إذا أمكن استئذانه. وأما المجهول الى ال يعرف، فال رد المعاوضات، وإنما له رد ينفذ التصرف له بالمصلحة. ولو عرف بعد ذلك لم يكن له

التبرعات، كصاحب اللقطة.

لهم غرض وقد عرف من حيث العادة أن أرباب مثل هذه األموال المسؤول عنها ليس المشتري، في شيء بعينه. وال يكره أحدهم أن تباع سلعته بزيادة، فإنهم يختارون بيع

والقبض، ولكن البائع هو الذي ظلمهم، وهو هنا لما لم يعرف المالك جاز التصرف بالعقد العلماء. بخالف ما إذا عرف المالك.، فإنه البد من استئذانه في القبض باتفاق

وسلم: )فهو مال الل|ه يؤتيه وهذا كاللقطة التي ال يعرف مالكها. قال النبي صلى الله عليه على إجازة المالك إذا عرف عند من يشاء(، فإذا تصدق بها الملتقط كان ذلك موقوف]ا

موقوف، ولكن الملتقط البائع جمهور العلماء، وقبل أن يعرف يكون التصدق نافذ]ا غير والمال ال يمكن إتالفه، وهو بيد ليس بظالم، وهنا البائع ظالم، لكن المشتري ليس بظالم،

للمالك المجهول، فالشارع ينفذ الملك البائع الظالم، فأخذ الشراء له بالزيادة حرام كان البائع ظالم]ا. لمصلحة المشتري، والمالك المجهول المظلوم، إن

ثم تصرفوا مع كما لو قدر أن ناظر الوقف، ووصي اليتيم، والمضارب والشريك / خانوا، فلو أبطل ذلك، فالبد من تصحيح تصرفهم في حق المشتري منهم، وحق رب المال، وإال

الخيانة على ذلك فسد عامة أموال الناس التي يتصرف فيها بحكم الوالية والوكالة؛ لغلبة يمكن إبطاله ـ األولياء والوكالء، السيما ويدخل في ذلك من تصرفات والة األمور ما ال

فال يجوز ألحد والشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها ـ رعاية حق مجهول في عين حصل عنها بدل خير له.

ا ويبني منها: أن يحرم عليه وعلى المشترين أموالهم، فإن هذا بمنزلة من يهدم مصر]ا. وبسط هذه المسألة وتوابعها له مكان آخر، قد ذكر في ذلك من الشواهد، وكالم قصر]

العلماء والصحابة والتابعين ما ال يتسع له هذا الموضع.

/

حمه الل|ه تعالى: fوسئل ـ ر

محتكرة، هل هل هذه األشياء المطعومات التي يؤخذ عليها المكس، وهي مضمنة، أو]ا، ويأكل منها؟ وإن عامل رجل إلنسان كل ماله حرام يحرم على من يشتري منها شيئ مثل ضامن المكس، أو من ليس له مال سوي المكس، فهل يفسق بذلك؟

Page 82: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فأجاب:

وظيفة تؤخذ من الحمد لل|ه، أما إذا كان الرجل يبيع سلعته من طعام أو غيره وعليهما وال على مشتريها، وال البائع أو المشتري. فهذا ال يحرم السلعة، وال الشراء، ال عن بائعها

شبهة في ذلك أصال.

سواقطها، أو وكذلك إذا كان المأخوذ بعض السلعة،مثل أن يأخذوا من الشاة المذبوحة المأخوذ من الحبوب والثمار بعضها،ومن ظن في ذلك شبهة فهو مخطئ،فإن هذا المال

المال، ظلما،سواء أخذ من البائع أو من المشتري، ال يوجب وقوع الشبهة فيما بقي من وكما لو ظلم الرجل وأخـذ بعض ماله، فإن ذلك ال يوجب وقوع الشبهة فيما بقي من

ماله.

البائع مثل وهذه الوظائف الموضوعة بغير أصل شرعي، منها ما يكون موضوع]ا / على ذلك ظلم]ا له، سوق الدواب ونحوه. فإذا باع سلعته بمال فأخذ منه بعض ذلك الثمن كان ألجل الوظيفة، وباقي ماله حالل له، والمشتري اشتري بماله، وربما يزاد عليه في الثمن

الوظيفة تؤخذ من فيكون منه زيادة. فبأي وجه يكون فيما اشتراه شبهة؟ وإن كانت السلطانية، وال شبهة في المشتري فيكون قد أدي الثمن للبائع، والزيادة ألجل تلك الكلفة

إال بما يستحقه، والمشتري قد ذلك ال على البائع، وال على المشتري؛ ألن المنافع لم تؤخذ أدي الواجب وزيادة.

الثمن. قيل: هب أن األمر وإذا قيل: هذا في الحقيقة ظلم للبائع؛ ألنه هو المستحق لجميع كما لو قبض البائع جميع كذلك، ولكن المشتري لم يظلمه، وإنما ظلمه من أخذ ماله،

الثمن، ثم أخذت منه الكلفة السلطانية.

زاد في الثمن، وفي الحقيقة فالكلفة تقع عليهما؛ ألن البائع إذا علم أن عليه كلفة الكلفة، وكل والمشتري إذا علم أنه عليه كلفة نقص من الثمن، فكالهما مظلوم بأخذ

المسلمون إذا منهما لم يظلم أحد]ا، فال يكون في مالهما شبهة من هذا الوجه، فما يبيعه كان ملكا لهم لم يكن في ذلك شبهة بما يؤخذ منهم في الوظائف.

ظالم من وجهين: من وأما إذا ضمن الرجل نوع]ا من السلع على أال يبيعها إال هو،/ فهذا للناس بما يختار من الثمن، جهة أنه منع غيره من بيعها، وهذا ال يجوز، ومن جهة أنه يبيعها

فيغليها، وهؤالء نوعان:

]ا بأكثر من قيمتها، إما لمقطع، وإما لغيره، على أال يبيع في منهم: من يستأجر حانوت استئجار حانوت، وال غير ذلك، المكان إال هو، أو يجعل عليه ماال] يعطيه لمقطع أو غيره بال

ألجل منع الثاني من البيع، هو بمنزلة وكالهما ظالم، فإن الزيادة التي يزيدها في الحانوت الضامن المنفرد.

كالطحانين والخبازين والنوع الثاني: أال يكون عليهم ضمان، لكن يلتزمون بالبيع للناس؛]ا ا، ويمنعون من ونحوهم ممن ليس لهم وظيفة، لكن عليه أن يبيع كل يوم شيئ مقدر]

التسعير في اإلطالق. فإن سواهم من البيع؛ ولهذا جاز التسعير على هؤالء، وإن لم يجز غيرهم، فلو مكنوا أن يبيعوا هؤالء قد أوجبت عليهم المبايعة لهذا الصنف، ومنع من ذلك

كلهم متمكنين من ذلك، فإنه بما أرادوا كان ظلما للمساكين، بخالف ما إذا كان الناس النبي صلى الله عليه وسلم يكون كما في السنن عن أنس قال: غال السعر على عهد

المسعر، القابض، الباسط، الرازق، وإني فقالوا: يارسول الل|ه سعر لنا، فقال: )إن الل|ه هو في مال(. ألرجو أن ألقي الل|ه، وليس أحد يطلبني بمظلمة

Page 83: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بأن يبيعوا بدون ثمن وأما في الصورة، فإذا كانوا قد ألزموا بالمبايعة لم يجز أن يلزموا/ يجز أن يمكنوا أن المثل؛ ألن ذلك ظلم لهم، وإذا كان غيرهم قد منع من المبايعة لم

يبيعوا بما اختاروا؛ فإن ذلك ظلم للناس.

يكونوا هم البائعين يبقي أن يقال: فهل يجوز التزامهم بمثل ذلك على هذا الوجه، على أن يوضع عليهم؟ فهل لهذا الصنف دون غيرهم، وأال يبيعوه إال بقيمة المثل من غير مكس

ذلك ؟ يجوز لإلمام أن يفعل بهم ذلك، أم يجب عليه أال يترك أحد]ا يفعل

المبيعات، وأال يبيعوها إال قيل: أما إذا اختاروا أن يقوموا بما يحتاج الناس اليه من تلك يدخل معهم في ذلك مكن، بقيمة المثل، على أن يمنع غيرهم من البيع،ومن اختار أن

وهذا يشبه ما نقل عن فهذا ال يتبين تحريمه، بل قد يكون في هذا مصلحة عامة للناس، وإال فال تبع. فإن مصلحة عمر في التسعير، وأنه قال: إن كنت تبيع بسعر أهل األسواق،

يباعوا إال بقيمة المثل، وهذان الناس العامة في ذلك أن يباعوا بما يحتاجون اليه، وأال مصلحتان جليلتان.

وغيرهم من الناس لم والباعة إذا اختاروا ذلك لم يكونوا قد أكرهوا عليه، فال ظلم عليهم، يشاركهم فيما يقومون به يمنع من البيع، إال إذا دخل في هذه / المصلحة العامة، بأن

المثل، وأال يبيعها، إال إذا بقيمة المثل، فيكون الغير قد منع أن يبيع سلعة بأكثر من ثمنا عن ذلك. وقد يقال: هذان نوعان من الظلم: التزم أن يبيع لواحد منهم. وقد يكون عاجز]

بثمن المثل، وفي هذا فساد. وحينئذ فإن كان أمر إلزام الشخص أن يبيع، وأن يكون بيعها بدون هذا لم يجز احتمال هذا الفساد بال مصلحة راجحة، وأما إن كان بدون الناس صالح] من الطعام ونحوه، أو ال يلقون ذلك إال بأثمان مرتفعة، هذا ال يحصل للناس ما يكفيهم المثل. فهذه المصلحة العامة يغتفر في جانبها ما ذكر من وبذلك يحصل ما يكفيهم بثمن

المنع.

ما عند اإلنسان وأما إذا ألزم الناس بذلك فهذا فيه تفصيل؛ فإن الناس إذا اضطروا الى يبيع سلعة حتى يبيع من السلعة والمنفعة وجب عليه أن يبذل لهم بقيمة المثل، ومنعه أال

]ا. وتفصيل هذه المسائل ليس هذا موضعه. ا معين مقدار]

هو، ويبيعها بما إذا تبين ذلك، فالذي يضمن كلفة من المكلف على أال يبيع السلعة إال تقدما؛ ولهذا كره يختار، ال ريب أنه من جنس ظلم الكلف السلطانية من الوجهين اللذين

يبيع إال هو بما يختار صار من كره معاملة هذا ألجل الشبهة التي في ماله. فإنه إذا كان ال أكثر مما يجب عليهم،/ وتلك كأنه يكره الناس على الشراء منه بما يختاره، فيأخذ منهم الوجه؛ فلهذا كره من كره الشبهة قد اختلطت بماله، فيصير في ماله شبهة من هذا

معاملتهم.

فإنهم إنما تورعوا وهذا سبيل أهل الورع الذين ال يأكلون من الشواء المضمن، ونحو ذلك، يبيع الشواء إال هو بما عما كان بهذه المثابة، وهو أن يكون بحيث ال يشوي إال هو، وال

كغيرها، فإن الملح في األصل هو يختاره، وال يبيع الملح إال هو بما يختاره، والملح ليست من المباحات، إذا لم يمكن من المباحات التي يشترك فيها المسلمون، كالسمك وغيره

ال يحرم؛ ألن هذا المشتري لم من أخذها إال واحد بضمان عليه، والذي يشتريها منه بماله استأجر هذا أو غيره ليأخذها له يظلم فيه أحد]ا، بل لو أخذها من األصل كان له ذلك، ولو

ا، ولو كانت مشتركة بين المسلمين لكانت تكون من موضعها المشترك كان ذلك جائز] الضامن يظلم المشتري أرخص، وكان المشتري يأخذها بدون ما أعطاه الضامن، فهذا

وغيره.

Page 84: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بماله، فإنما حرم وأما المشترون منه فهم ال يظلمون أحد]ا، ولم يشتروا منه شيئا ملكه في األصل مباحة، عليه من الظلم من ترك ملكه ال يفوته، ولم يظلم فيه أحد]ا؛ ألنها

من أخذها بدون والمسلمون الذين يشترونها هم المظلومون، فإنه لوال الظلم لتمكنوا لما كان / مباحا الثمن، فإذا ظلموا وأخذ منهم أكثر مما عليهم لم يكن ذلك محرم]ا عليهم

لهم؛ إذ الظلم إنما يوجب التحريم على الظالم ال على المظلوم.

ا لم ]ا مدلس] يكن ما يشتريه أال ترى أن المدلس والغاش ونحوهما إذا باعوا غيرهم شيئا عليه؛ ألنه أخذ منه أكثر مما يجب عليه، وإن كانت الزيادة التي أخذها الغاش حرام]ا حرام]

اآلدميين إذا كان من أحد عليه. وأمثال هذا كثير في الشريعة؛ فإن التحريم في حق ملكه المغصوب من الغاصب، الجانبين لم يثبت في الجانب اآلخر، كما لو اشتري الرجل أخذ ملكه، وال بذل ما بذله من فإن البائع يحرم عليه أخذ الثمن، والمشتري ال يحرم عليه

الظلم، ال لمنع الحق، وإرشاؤه حرام الثمن؛ ولهذا قال العلماء: يجوز رشوة العامل لدفع سيده عتقه، له أن يفتدي نفسه بمال يبذله، فيهما. وكذلك األسير والعبد المعتق، إذا أنكر

بغير حق أخذه. يجوز له بذله، وإن لم يجز للمستولي عليه

]ا إذا جحد الزوج طالقها، فافتدت منه بطريق الخلع في الظاهر وكذلك المرأة المطلقة ثالثا عليه ما بذلته ويخلصها من رق استيالئه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه كان حرام]

wة فيخرج بها يتلظwاها ا(، قالوا: يا رسول الله، فلم وسلم: )إني ألعطي أحدهم العطي نار]yخل(. تعطيهم؟ قال: )يأبون إال أن يسألوني، ويأبي الله لي الب

ا، أو غير ومن ذلك قوله: )ما وقي به المرء عرضه فهو صدقة(. فلو أعطي الرجل شاعر] يحرم عليه قوله، كان شاعر؛ لئال يكذب عليه بهجو أو غيره، أو لئال يقول في عرضه ما

ا، وكان ما أخذه ذلك لئال يظلمه حرام]ا عليه؛ ألنه يجب عليه ترك ظلمه. بذله لذلك جائز] مصانعه [ وهو الذي يتعرض للناس، والكذب عليه بالهجو من جنس تسمية العامة: ] قطع

]ا عليهم في اإلثم والعدوان، أو بأن يكذب وإن لم يعطوه اعتدي عليهم، بأن يكون عون على الناس، أو لئال يظلمهم كان ذلك عليهم، وأمثال ذلك. فكل من أخذ المال لئال يكذب

]ا؛ ألن الظلم والكذب حرام عليه، ]ا سحت فعليه أن يتركه بال عوض يأخذه من المظلوم، خبيث]ا. فإذا لم يتركه إال بالعوض كان سحت

والبحرية، المباحات فالمباحات التي يشترك فيها المسلمون في األصل؛ كالصيود البرية كالمعادن وكالملح، النابتة في األرض، والمباحة من الجبال والبراري ونحو ذلك،

وأن تباع للناس، لم وكاألطرون وغيرها إذا حجرها السلطان وأمر أال يأخذها إال نوابه، المظلومون بحجرها عليهم، يحرم عليهم شراؤها؛ ألنهم ال يظلمون فيها أحد]ا، وألنهم هم

نواب السلطان ال فكيف يحرم عليهم أن يشتروا مالهم أن يأخذوه بال عوض؛ فإن الظلم. يستخرجونها إال بأثمانها التي أخذوها ظلم]ا، أو نحو ذلك من

المظلومون، فقد منعوا / قيل: تلك األموال أخذت من المسلمين ظلم]ا، والمسلمون هم المباحات، والباقي يؤخذ، حقوقهم من المباحات، إال بما يؤخذ منهم يستخرج ببعضه تلك

]ا، مثل أن وذلك ال يحرم عليهم ما كان حالال] لهم، وهذا ظاهر فيما كان الظلم فيه مناسب يستخرج به تلك المباحات، وهنا ال يباع كل مقدار بثمن معين، ويؤخذ من تلك األثمان ما

المباحات هو حقهم أيضا. فهو كما لو شبهة على المشتري أصال؛ فإن ما استخرجت به مما في بيته طعام]ا فإن ذلك ال غصب رجل بيت رجل، وأمر غلمان المالك أن يطبخوا

في ذلك إال أن يكون التصرف يحرم على المغصوب؛ ألنه يملك األعيان والمنافع، وليس بل وال بذل ماله باتفاق المسلمين. وقع بغير وكالة منه، وال والية عليه، وهذا ال يحرم ماله،

المعاملة باألموال السلطانية المشتركة. وإن كان ما يستخرج به تلك المباحات بدون

Page 85: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بمنزلة أن وأما إذا استخرج نواب السلطان بغير حق من يستخرج تلك المباحات، فهذا مغصوب، يغصب من يطبخ له طعاما أو ينسج له ثوبا، وبمنزلة أن يطبخ الطعام بحطب

حال. وأمثال ذلك مما تكون العين فيه مباحة، لكن وقع الظلم في تحويلها من حال إلى فهذا فيه شبهة، وطريق التخلص منها أن ينظر النفع الحاصل في تلك العين بعمل

المظلوم، فيعطي المظلوم أجره، وإن تعذر معرفة المظلوم تصدق به عنه؛ فإن هذا غايته غصبها / أن يكون قد اختلط حالل وحرام، ولو اختلطت األعيان التي يملكها باألثمان التيا، مثل أن تختلط دراهمه ودنانيره بما غصبه من الدراهم والدنانير، واختلط وأخذها حرام]

االختالط ال حبه أو ثمره أو دقيقه أو خله أو ذهبه بما غصبه من هذه األنواع، فإن هذا يوجب تحريم ماله عليه؛ ألن المحرمات نوعان:

بالمائع وظهر فيه طعم محرم لوصفه وعينه: كالدم والميتة ولحم الخنزير. فهذا إذا اختلط الخبث أو لونه أو ريحه حرم.

تحرم أعيانها تحريما ومحرم لكسبه: كالنقدين، والحبوب، والثمار، وأمثال ذلك. فهذه ال أخذ الرجل منها شيئا، مطلقا بحال، ولكن تحرم على من أخذها ظلم]ا أو بوجه محرم،فإذا

حالل له. ولو أخرج وخلطه بماله، فالواجب أن يخرج من ذلك القدر المحرم، وقدر ماله مثله من غيره؟ ففيه وجهان في مذهب الشافعي وأحمد.

أحدهما: أن االختالط كالتلف، فإذا أخرج مثله أجزأ.

حق المظلوم من والثاني: أن حق المظلوم يتعلق بالعين مع الخلط، فالبد أن يخرج قدر ذلك المال المختلط.

نسجه ونحو ذلك، إذا تبين هذا، فإذا كان أثر عمل المظلوم قائم]ا بالعين؛ مثل طبخه أو أخذ حقه، فال يبقي فإنما يستحق قيمة ذلك النفع، فإذا أعطي المظلوم / قيمة ذلك النفع

فإنه يتصدق به عنه عند لصاحب العين شريك، فال يحرم عليه. وأما إذا لم يعرف المظلوم ال يعرف أصحابها فإنه جمهور العلماء، كما لو حصل بيده أثمان من غصوب وعوار� وودائع عنه كالمعدوم؛ ولهذا يتصدق بها عنهم؛ ألن المجهول كالمعدوم في الشريعة، والمعجوز

فأدها إليه، وإال فهي مال قال النبي صلى الله عليه وسلم في اللقطة: )فإن جاء صاحبها الله يؤتيه من يشاء(.

صاحبها جعلها فإذا كان في اللقطة التي تحرم، بأنها سقطت من مالك، لما تعذر معرفة صدقته بها، وإنما النبي صلى الله عليه وسلم للملتقط ـ وال نزاع بين المسلمين في جواز

فكيف ما يجهل فيه تنازعوا في جواز تملكه لها مع الغني، والجمهور على جواز ذلك ـ ذلك.

جارية، ثم وفي هذه المسألة آثار معروفة، مثل حديث عبد الله بن مسعود لما اشتري اللهم هذه عن خرج ليوفي البائع الثمن فلم يجده، فجعل يطوف على المساكين، ويقول:

مثلها يوم صاحب الجارية، فإن رضي فقد برئت ذمتي، وإن لم يرض فهو عني، وله على معاوية يرد إليه القيامة. وحديث الرجل الذي غل من الغنيمة، في غزوة قبرص، وجاء إلى

عن الجيش، ورجع المغلول، فلم يأخذه، فاستفتي بعض التابعين فأفتاه بأن يتصدق بذلكwهf مfا }يقول: إلى معاوية فأخبره، فاستحسن ذلك؛ وذلك ألن الله سبحانه وتعالى wقyوا الل فfات

gمy fطfعgت ت g[ ، والمال / الذي ال نعرف مالكه يسقط عنا وجوب رده إليه،16 ]التغابن: { اس المسلمين، والصدقة من أعظم مصالح المسلمين. وهذا أصل عام فيصرف في مصالح

بحيث يتعذر رده إليه؛ كالمغصوب، والعواري والودائع، تصرف في كل مال جهل مالكه، مذهب مالك، وأحمد، وأبي حنيفة، وغيرهم. في مصالح المسلمين على

Page 86: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يعطيها نيابة عن وإذا صرفت على هذا الوجه جاز للفقير أخذها؛ ألن المعطي هنا إنما في الحـديث صاحبها، بخالف من تصدق من غلول، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

الصحيح: )ال يقبل الله صالة بغير طهور، وال صدقة من غلول(.

يتصدق صدقة متقرب، فهذا الذي يحوز المال ويتصدق به. مع إمكان رده إلى صاحبه، أو به صدقة متحرج متأثم، كما يتصدق بماله، فالله ال يقبل ذلك منه، وأما ذاك فإنما يتصدق أصحابها، وبمنزلة إعطاء فكانت صدقته بمنزلة أداء الدين الذي عليه، وأداء األمانات إلى

.)وال صدقة من غلول( المال للوكيل المستحق، ليس هو من الصدقة الداخلة في قوله:

ورأسها وسئل ـ قدس الله روحه ـ عن مدينة ال يذبح فيها شاة إال ويأخذ المكاس سقطها من ال يمتنع من شراء وكوارعها مكسا، ثم يضع ذلك، ويبيعه في األسواق، وفي المدينة

وكوارع وأسقاط إال ذلك وأكله من أهل المدينة، وغيرهم، وليس يباع في المدينة رؤوس والحالة هذه أم ال؟ على هذا الحكم، وال يمكن غير ذلك، فهل يحرم شراء ذلك وأكله

فأجاب:

فإن هذه في هذه حكمها حكم ما يأخذه الملوك من الكلف التي يضربونها على الناس؛ المشتري الحقيقة تؤخذ من أموال أصحاب الغنم الذين يبيعونها للقصابين وغيرهم؛ فإن

من يحسب أنه يؤخذ من السواقط، فيسقط من الثمن بحسب ذلك. وهكذا جميع ما يؤخذ الكلف، فإنها وإن كانت تؤخذ من المشتري، فهي في الحقيقة من مال البائع، وهذه

الكلف دخلها التأويل والشبهة. ومنها ما هو ظلم محض، ولكن تعذر معرفة أصحابه ورده إليهم، فوجب صرفه في مصالح المسلمين، ووالية بيعها وصرفها لهم.

المحض الذي/ فالمشتري لذلك منهم إذا أعطاهم الثمن لم يكن بمنزلة اشتراء المغصوب محرم]ا يفسق ال تأويل فيه وال شبهة، وليس لصاحبه والية بيعه،حتى يقال: إنه فعل

غير منفعة تعود باإلصرار عليه.وفي المنع من شرائها إضرار بالناس،وإفساد لألموال من على المظلوم.

والتورع عن هذا والمظلوم له أن يطالب ظالمه بالثمن الذي قبضه إن شاء، وبنظير ماله، لم يجب اإلنكار من التورع عن الشبهات، وال نحكم بأنها حرام محض، ومن اشتراها وأكلها

عليه، وال يقال: إنه فعل محرم]ا ال تأويل فيه.

الوظائف. كما فعل فإن طائفة من الفقهاء أفتوا طائفة من الملوك بجواز وضع أصل هذه ذلك بعض الحنفية. وما قبض ذلك أبو المعالى الجويني في كتابه ]غياث األمم[ ، وكما ذكر المشتري يعتقد أن ذلك العقد بتأويل فإنه يسوغ للمسلم أن يشتريه ممن قبضه، وإن كان

ا، وأخذ ثمنه، جاز للمسلم أن يعامله في ذلك الثمن، وإن كان محرم، كالذمي إذا باع خمر] الخطاب:ولو�هم بيعها، وخذوا أثمانها. المسلم ال يجوز له بيع الخمر ، كما قال عمر بن

ا في الجزية، وباع الخمر ألهل الذمة، فبلغ ذلك وهذا كان سببه أن بعض عماله أخذ خمر] وخذوا أثمانها. وهذا ثابت عن عمر، وهو مذهب عمر، فأنكر ذلك. وقال: ولوهم بيعها،

األئمة.

لغيره أن يشتري وهكذا من عامل معاملة يعتقد جوازها في مذهبه، وقبض المال،/ جاز ذلك المال منه، وإن كان ال يري جواز تلك المعاملة.

بذلك، أو اعتقد فإذا قدر أن الوظائف قد فعلها من يعتقد جوازها؛ إلفتاء بعض الناس له جاز لغيره أن أن اعتقاد أخذ هذا المال وصرفه في الجهاد وغيره من المصالح جائز،

يشتري ذلك المال منه، وإن كان ال يعتقد جواز أصل القبض.

Page 87: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يشتري ما قبضوه، وعلى هذا فمن اعتقد أن لوالة األمر فيما فعلوه تأويال سائغا، جاز أن قيمتها فيشتري منها، وإن كان هو ال يجوز ما فعلوه، مثل أن يقبض ولي األمر من الزكاة

الجهاد وجب على ومثل أن يصادر بعض العمال مصادرة يعتقد جوازها، أو مثل أن يرى أخذه، وصرفه في الناس بأموالهم، وأن ما أخذوه من الوظائف هو من المال الذي يجوز

فيه االجتهاد. فإذا الجهاد، وغير ذلك من التأويالت التي قد تكون خطأ، ولكنها مما قد ساغ شراؤه من نائبه الذي كان قبض ولي األمر المال على هذا الوجه، جاز شراؤه منه، وجاز يظلم صاحبه، فإنه أمره أن يقبضه، وإن كان المشتري ال يسوغ قبضه، والمشتري لم

اشتراه بماله ممن قبضه قبض]ا يعتقد جوازه.

الشبهات؛ فإنه إذا وإن كان على هذا الوجه فشراؤه حالل في أصح القولين، وليس من كانت محرمة في دين جاز أن يشتري من الكفار ما قبضوا بعقود يعتقدون جوازها ـ وإن

جوازه ـ وإن كنا المسلمين ـ فألن / يجوز أن يشتري من المسلم ما قبضه بعقد يعتقدا ـ بطريق األولى، واألحرى، فإن الكافر تأويله المخالف لدين اإلسالم باطل نراه محرم]

قطع]ا، بخالف تأويل المسلم.

جوازها؛كالربا، وثمن ولهذا إذا أسلموا وتحاكموا إلينا،وقد قبضوا أمواال] بعقود يعتقدونمعاملتهم فيها قبل اإلسالم؛ الخمر،والخنزير،لم تحرم عليهم تلك األموال،كما ال تحرم

|هf }لقوله تعالى: g الل wقyوا fا ات ب fقqيf مqنf الر� g مfا ب وا yرfذfما قبضوه. [ .ولم يحرم278 ]البقرة: { و

ال تجوز، وكانت من وهكذا من كان قد عامل معامالت ربوية يعتقد جوازها، ثم تبين له أنها بتلك المعاملة على المعامالت التي تنازع فيها المسلمون، فإنه ال يحرم عليه ما قبضه

الصحيح.

المال، وتعذر رده الوجه الثاني: أن ما قبضه الملوك ظلم]ا محض]ا، إذا اختلط بمال بيت فما عرف أنه إلى صاحبه، فإنه يصرف في مصالح المسلمين؛ فإن المجهول كالمعدوم،

ا، ولم يعرف صاحبه، صرف في المصالح، وما قبض من بيت المال المختلط قبض ظلم] مجري اإلتالف، حالله بحرامه لم يحكم بأنه حرام؛ فإن االختالط إذا لم يتميز المال يجري

المال المختلط وصاحبه يستحق عوضه من بيت المال. فمن قبض ثمن مبيع من مال بيت جاز له ذلك في أصح األقوال. والله أعلم.

/

التي تباع فيؤخذ مكسها من وسئل شيخ اإلسالم ـ رحمه الله ـ عن هذه األغنام واحد، ويؤخذ منهم أجرة الذبح، ثم بعد ، فيحتجر عليهم في الذبيحة في موضعالقصابين

وتباع، فهل هي حرام على من اشتراها ذلك يؤخذ سواقطها مكسا ثانيا مضمنا، ثم تطبخ ال؟ لألكل أم ال؟ وهل هذا التكسب فيها حرام أم

فأجاب:

الحمد لله، هذه المسألة فيها نزاع:

والية، وال وكالة، فلم فمن الناس من يقول: هذا مال أخذ من صاحبه بغير حق، وبيع بال إذنه، فال يجوز شراؤه. يصح بيعه، بل هو باق على ملك صاحبه، وقد طبخ هذا وبيع بغير

للظلم، وإذا لم يردوه إلى ومنهم من يقول: هذا مال والة األمور؛ إما متأولين، أو متعمدين يأمر به الشارع ، ولو بيع أصحابه كانت المصلحة بيعه ؛ ألن حبسه حتى يفسد ضرر ال عند أكثر العلماء. وما باعه / المال بغير إذن صاحبه كان بيعه موقوفا على إجازة المالك

Page 88: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

التي قبضها نوابهم ما ليس لغيرهم، والة األمر فلهم من الوالية على األموال المجهولة بيعها، وقسمة األثمان بين وقد تعذر بعد القبض معرفة مالك كل رأس، والمصلحة

المشتري إثم، وإنما اإلثم على المستحقين، فإن باعوها ولم يقسموا أثمانها لم يكن على وناظر الوقف، وولي بيت المال، ولم من يمنع أصحابها أثمانها. كما لو باع ولي اليتيم،

الذي اشتري منه. يصرف الثمن إلى المستحقين، فاإلثم عليه، ال على

يستحقون أثمانها التي ثم الذين اشتروها وإن كان الشراء فاسد]ا أخذت منهم أثمانها، فهم اشتري شيئا، فظهر له أدوها، وقد نص غير واحد من العلماء كأحمد وغيره على أن من

يتصدق بالربح. أنه مغصوب، ولم يعرف مالكه، فإن له أن يبيعه ويأخذ ثمنه، ولكن

ويأخذوا نظير أثمانها، والطباخون الذين اشتروا الرؤوس، وقد تعذر ردها، لهم أن يبيعوها،ا، ا، وحينئذ فيكون الشراء صحيح] وقد أجازوا البيع فيجوز على إن لم يكن البيع األول صحيح]

الروايتين عنه. قول أكثر العلماء؛ كمالك، وأبي حنيفة، وأحمد في أظهر

لم ينكر عليه، ومن فهذه عدة مآخذ يحتج بها من يجوز الشراء. فمن اشتراها واتبع هؤالء عليه. وال يمكن القطع قامت عنده شبهة، أو اعتقد التحريم فامتنع من شرائها لم ينكر

ا البد للمسلمين منه، هو من هذا الباب، يحتجر عليه والة بتحريم مثل هذا؛ / فإن كثير] أولئك. ومن هذا ما يكون من األمور، يبيعونه للناس. وال يمكن الناس أخذه إال من

من المملوكات. كالصوف، المباحات؛ كالملح، واألطرون، وغير ذلك. ومنه ما يكون والناس يحتاجون إليه. ومن ذلك والجلود، والشعر، كما يبيعونه من أموال من يصادرونه،

يقبض ظلما محض]ا، لكن جميع ذلك ال يرد ما يقبض بحق. ومنه ما يقبض بتأويل. ومنه ما لجهلهم، وإما لعجزه عن رده إليهم. إلى أصحابه، بل قد يتعذر رده إلى أصحابه؛ إما

إلجبار المسلمين على الظلم. وعلى كل والمجهول والمعجوز عنه سقط التكليف به، وإما يترك فيفسد، وال ينتفع به أحد. التقديرين فبيعه خير لصاحبه وللمسلمين من أن

يشتريه، ويكون حالال] وحينئذ، فإذا كان األصلح على هذا التقدير بيعه، كان للمشتري أن نفس األمر يستحق الثمن له، والمشتري لم يظلم أحدا؛ فإنه أدي الثمن. والمظلوم في رجال مات بمكان ليس فيه إذا كانت المصلحة له بيعه، كما يباع مال الغائب، حتى لو أن

وبيعه. وكذلك من عنده أموال ولي أمر، فقال جمهور العلماء لرفقته والية قبض ذلك، الجمهور ـ مالك، وأبي حنيفة وأحمد ـ مغصوبة، وعوار، وودائع ال يعرف أصحابها، فمذهب

ويجوز شراؤها. أنها يجوز بيعها إذا كانت المصلحة تقتضي ذلك،

بحسب اإلمكان، وأصل هذا أن الله ـ جل وعز ـ بعث الرسل لتحصيل المصالح، وتكميلها/ على عباده، وأوجب وتقديم خير األمرين بتفويت أدناهما. والله ـ سبحانه ـ حرم الظلم

وتحري العدل العدل، فإذا قدر ظلم وفساد ولم يمكن دفعه كان الواجب تخفيفه، المباحات، وفي والمصلحة بحسب اإلمكان. والله حرم الظلم فيما يشترك فيه الناس من

األموال المملوكة لما في ذلك من الضرر على المستحقين.

بملح وال جلود وال رؤوس فلو قيل: إن هذه األموال ال تشتري، وأنه ال يحل ألحد أن ينتفع المنع من ذلك من أعظم وال شعور وال أصواف وغير ذلك مما يباع على هذا الوجه؛ كان

حق المظلوم عند ضرر على المسلمين، وفساد في الدين والدنيا، من أن يقال: بل قيل هذا كان فيه الظالم الذي قبض ثمنها، والمشتري اشتراها بحق، فتحل له، فإنه إذا

من االنتفاع بها جبر حق المظلوم بإحالته على الظالم، وجبر حق عموم الخلق بتمكينهم األمر ال يكرهون باألثمان، ال سيما وقد عرف أن أصحاب تلك الرؤوس ونحوها في نفس

فعله، وما يرضونه، بيعها، إذ ال مصلحة لهم في إفسادها، فإذا بيعت فقد فعل ما يختارون األثمان. وحينئذ فهم لكنهم اليرضون أن تؤخذ أثمانها منهم، بل يرضون أن تدفع إليهم

باعها إال بأن يعطيهم راضون بقبض المشتري لها، وانتفاعهم بها، ولكن ال يرضون عمن

Page 89: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

. والكالم في هذه الثمن، فيكون هو وحده / ظلمهم، لم يظلمهم المشتري، فتكون له حالال] المسألة مبسوط في غير هذا الموضع.

والية. وهذا ممنوع، بل ونكتة المنع أن المحرم لها يقول: بيعت بغير إذن، وال وكالة، وال أن تؤخذ األثمان، كما لو قدر يقال:هم يرضون بيعها، وقد أذنوا في ذلك ؛ولكن لم يرضوا راض بالبيع،دون قبضه الثمن أن شخص]ا أذن لشخص فباع، وأخذ الثمن لنفسه، فالمالك

الشرع تقتضي أن يباع،فهذا خير له. ولو قدر أن المالك لم يأذن في البيع فمصلحته في وأن يباع ويقبض الثمن ـ كائنا من له من أن يفسد،وال يمكن أن يباع إال على هذا الوجه،

البائع بالثمن مع انتفاع الناس بها، وهو كان ـ خير من أن يفسد؛ فإنه حينئذ يمكن مطالبة فسادها.والكالم في مثل هذا يطول.والله أعلم خير من مطالبة الغاصب بالقيمة مع

بالصواب.

، مثل المكاسين، وأكلة الربا،حرام وسئل ـ رحمه الله ـ عن الذين غالب أموالهم المحرمة كمصوري الصور، والمنجمين، ومثل عوان وأشباههم . ومثل أصحاب الحرف

أم ال؟ الوالة، فهل يحل أخذ طعامهم بالمعاملة

فأجاب:/

يحكم بالتحريم إال الحمد لله، إذا كان في أموالهم حالل وحرام، ففي معاملتهم شبهة، ال عرف أنه أعطاه من إذا عرف أنه يعطيه ما يحرم إعطاؤه. وال يحكم بالتحليل إال إذا

كان الحرام هو الحالل، فإن كان الحالل هو األغلب لم يحكم بتحريم المعاملة، وإن بالربا فالغالب على ماله األغلب. قيل بحل المعاملة. وقيل: بل هي محرمة. فأما المعامل

ألفا بألف ومائتين فالزيادة هي الحالل؛ إال أن يعرف الكره من وجه آخر. وذلك أنه إذا باع يحرم الحالل، بل له أن يأخذ المحرمة فقط، وإذا كان في ماله حالل وحرام واختلط لم

أحدهما بمال اآلخر، فإنه يقسم بين قدر الحالل، كما لو كان المال لشريكين فاختلط مال الشريكين.

حالل له. والله أعلم. وكذلك من اختلط بماله الحالل والحرام، أخرج قدر الحرام، والباقي

هو حالل أم ال؟ وسئل عما يأكله رؤساء القري، وشيوخ الحارات، هل

فأجاب:

]ا له أو إذا كان الرئيس يظلم الناس، فما يأخذه ظلم]ا من الناس فهو حرام. وما كان ملك]ا بطريق شرعي، فهو مباح. وشيخ الحارة إذا أخذ أجرته على الحراسة بالمعروف، مكتسب

ولم يتعد على الناس، فأجرته حالل.

/

، وغيرهميضيفون به المنقطعين وسئل عن رجل فامي يأخذ منه رؤساء القري شيئا يكون حالال أم حراما؟ ويجبون من المساكين واألرامل فيعطوه، هل

فأجاب:

من أصحابه إذا اشتروا منهم شيئا، وأعطوهم ثمنه من مال يعلمون أنه مغصوب ـ أخذا ـ لم يكن لهم أن ينتفعوا به، لكن هذا المال إذا اشتري لهم به ما يطلبونه منهم لم ظلم] يظلم وأن يظلم أن يكن عليهم شيء، إذا كانوا المكرهين على ذلك. فينبغي لمن يتقي أن

Page 90: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

هو مظلوم]ا، وهو مكره يشتري للظلمة بأموالهم ما يطلبونه منه، ال ليظلم غيره، وال يكون على هذا العمل.

أعطوه الفامي ومع هذا، فالمال الذي جمعوه من الناس، وقد تعذر رده على صاحبه، إذا والظالم في عوضا عما أخذوه منه بغير اختياره، فهو أحق به، ممن يعطاه بغير معاوضة،

يعلم له مستحق]ا الحقيقة هو الذي أخذ األموال بغير حق، ال من أخذ عوض ماله من مال ال]ا. والله تعالى أعلم. معين

/

يعاملونه؟ وسئل عن معاملة التتار، هل هي مباحة لمن

فأجاب:

يحرم من معاملة أما معاملة التتار، فيجوز فيها ما يجوز في أمثالهم، ويحرم فيها ما يبتاع من مواشي أمثالهم، فيجوز أن يبتاع الرجل من مواشيهم، وخيلهم، ونحو ذلك، كما

والثياب ونحو ذلك، التركمان، واألعراب، واألكراد، وخيلهم، ويجوز أن يبيعهم من الطعام ما يبيعه ألمثالهم.

والسالح، لمن يقاتل فأما إن باعهم، وباع غيرهم، ما يعينهم به على المحرمات؛ كالخيل،gبر� }به قتاال محرم]ا، فهذا ال يجوز. قال الله تعالى: g عfلfى ال yوا fعfاوfن q وfت gم qث g عfلfى اإل yوا fعfاوfن f ت wقgوfى وfال وfالت

qانfوgدyعg [ . وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لعن في الخمر2]المائدة: { وfال ومبتاعها، عشرة: )لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها،

ا، وساقيها، وشاربها، وآكل ثمنها( . فقد لعن العاصر، وهو إنما يعصر ]ا يصير عصير] عنبا، وغير ذلك. والعصير حالل، يمكن أن يتخذ خال، ودبس]

معصـوم، فتلك ال أمـوال يعـرف أنهم غصبوهـا من وإن كـان الذي معهـم أو مع غيرهم/ لتصرف في يجـوز اشتراؤها لمن يتملكهـا، لكن إذا اشتريت على طريق االستنقاذ

المسلمين، جاز مصارفها الشرعية، فتعاد إلى أصحابها إن أمكن، وإال صرفت في مصالح هذا.

معاملتهم، كما إذا علم وإذا علم أن في أموالهم شيئا محرما ال تعلم عينه، فهذا ال يحرم إذا اختلط بالحالل أن في السوق ما هو مغصوب، أو مسروق، ولم يعلم عينه، والحرام

فهذا نوعان:

فهذا إذا اشتبه بما ال أحدهما: أن يكون محرم]ا لعينه؛ كالميتة، واألخت من الرضاعة.]ا له من الرضاعة، وال يعلم عينها، يحصر لم يحرم، مثل أن يعلم أن في البلدة الفالنية أخت

عليه النساء، وال اللحم. وأما إذا اشتبهت أو فيها من يبيع ميتة ال يعلم عينها، فهذا ال يحرم جميع]ا. أخته بأجنبية، أو المذكي بالميت، حرما

]ا، والمقبوض بعقود محرمة كالربا، والميسر، فهذا إذا والثاني: ما حرم لكونه أخذ غصب فيصرف هذا إلى اشتبه واختلط بغيره لم يحرم الجميع، بل يميز قدر هذا من قدر هذا،

أخذ حنطة مستحقه، وهذا إلى مستحقه؛ مثل اللص الذي أخذ أموال الناس فخلطها، أو الناس، أو دقيقهم، فخلطه، فإنه يقسم بينهم على قدر الحقوق.

الشراء من ذلك وإذا علم أن في البلد شيئا من هذا ال يعلم عينه، لم يحرم على الناس/ تكره؟ على وجهين، وإن البلد، لكن إذا كان أكثر مال الرجل حرام]ا هل تحرم معاملته؟ أو

Page 91: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

إنه من المشتبه الذي كان الغالب على ماله الحالل لم تحرم معاملته، لكن قد قيل: يستحب تركه. والله أعلم.

وقـال:

فصل

في حق الله قد ذكرت في غير موضع: أن المحرمات في الشريعة ترجع إلى الظلم، إما حق العباد، فهو تعالى، وإما في حق العبد، وإما في حقوق العباد. وكل ما كان ظلم]ا في

نفسه. ظلم العبد لنفسه، وال ينعكس، فجميع الذنوب تدخل في ظلم العبد

fا } وأول من اعترف بهذا أبو البشر، لما تلقي من ربه الكلمات، فقال: wن ب fن رq fا وfإ ن fسyنفf fا أ fمgن ظfل

fنqم wنf yون fك fن fا ل حfمgن gرf fا وfت fن fغgفqرg ل wمg ت رqينf ل qاسfخg [ ، فكان في هذه الكلمات اعترافه23 ]األعراف: { ال بذنبه، وطلبه ربه على وجه االفتقار والمغفرة والرحمة. فالمغفرة إزالة السيئات،

والرحمة إنزال / الخيرات. فهذا ظلم لنفسه، ليس فيه ظلم لغيره. وقال موسي عليهgهq قfالf }السالم لما ذكر الذي هو من عدوه: fي wهy عfدyو¢ م�ضqل¢ فfقfضfى عfل qن gطfانq إ ي wالش qلfمfع gنqا مfذfه

ب� fر fالfين� قq fهy م�ب fفgسqي فfاغgفqرg لqي فfغfفfرf ل fمgتy ن �ي ظfل qن [ ، فاعترف بظلمه16، 15 ]القصص: { إfهf }يونس ـ عليه السالم ـ: نفسه فيما كان من جناية على غيره لم يؤمر بها. وقال qل fن الw إ أ

fنqم yنتy �ي ك qن fكf إ ان fحg ب yس fنتf qالw أ qمqينf إ [ ، وفي الصحيح الدعاء الذي علمه78 ]األنبياء: { الظwال ظلم]ا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يدعو به في صالته: )اللهم إني ظلمت نفسي

ا، وال يغفر الذنوب إال أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور كثير] المغفرة الرحيم(، فهذا الدعاء مطابق لدعاء آدم في االعتراف بظلم النفس، ومسألة

وسبح وكبر، والرحمة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استوي على الدابة: فحمد وهو محفوظ من قال: )ال إله إال أنت، سبحانك ظلمت نفسي، فاغفر لي( ثم يضحك.

حديث على بن أبي طالب.

قررت ذلك في وإذا كان كذلك، فالظلم نوعان: تفريط في الحق، وتعدي للحد، كما قد الله عليه غير موضع؛ فإن ترك الواجب ظلم، كما أن فعل المحرم ظلم. قال النبي صلى

الوفاء ـ ظلم، فكيف وسلم: )مfطgل الغني ظلم( متفق عليه. فأخبر أن المطل ـ وهو تأخير بتركه؟!

وأن الطاعات وقد قررت في غير هذا الموضع أن أداء الواجب أعظم من ترك المحرم،/ الواجبة أعظم الوجودية أعظم من الطاعات العدمية، فيكون جنس الظلم بترك الحقوق

من جنس الظلم بتعدي الحدود.

هو ترك وقررت ـ أيضا ـ أن الورع المشروع هو أداء الواجب، وترك المحرم، ليس الله حدها المحرم فقط، وكذلك التقوي اسم ألداء الواجبات، وترك المحرمات. كما بين

رqقq }في قوله: gشfمg fلf ال yمg قqب g وyجyوهfك �وا yوfل ن تf qرw أ gب gسf ال wي gمfغgرqبq ل wذqينf } إلى قوله: { وfال qكf ال ئ fـ yول صfدfقyوا أ

fونyقw gمyت qكf هyمy ال ئ fـ yول [ .177 ]البقرة: { وfأ

توجب تركه، ومن هنا يغلط كثير من الناس فينظرون ما في الفعل، أو المال من كراهة عن رجل ترك وال ينظرون ما فيه من جهة أمر يوجب فعله. مثال ذلك ما سئل عنه أحمد:

المشتبه؟ فقال له ماال] فيه شبهة، وعليه دين، فسأله الوارث هل يتورع عن ذلك المال حامد. وهذا عين الفقه؛ فإن قضاء أحمد: أتترك ذمة أبيك مرتهنة؟! ذكرها أبو طالب وابن

يوف الوارث الدين، وإال فله استيفاؤه الدين واجب، والغريم حقه متعلق بالتركة، فإن لم إلى تعلق بها حق الغريم، وال يجوز ـ أيضا ـ من التركة، فال يجوز إضاعة التركة المشتبهة

اإلعراض عن التركة إضرار الميت، وإضرار إضرار الميت بترك ذمته مرتهنة. ففي

Page 92: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

وأخذ المال المشتبه / يجوز أن يكون المستحق، وهذان ظلمان محققان بترك واجبين. ذمة أبيك. فهذا المال المشتبه خير من فيه ضرر المظلوم. فقال أحمد للوارث: أبرئ

على الوارث وجوب عين، إن لم يقم غيره فيه تركها مرتهنة باإلعراض. وهذا الفعل واجب مقامه، أو وجوب كفاية، أو مستحب استح

المصلحة الراجحة. بابا مؤكد]ا، أكثر من االستحباب في ترك الشبهة؛ لما في ذلك من

ديونهم، وغير وهكذا جميع الخلق عليهم واجبات؛ من نفقات أنفسهم، وأقاربهم، وقضاء لم يتحقق ظلمهم. فكيف ذلك. فإذا تركوها كانوا ظالمين ظلم]ا محقق]ا. وإذا فعلوها بشبهة

قال سعيد بن المسيب: ال يتورع المسلم عن ظلم محتمل بارتكاب ظلم محقق؟! ولهذا ويصون به نفسه، ويستغني به عن خير فيمن ال يحب المال: يعبد به ربه، ويؤدي به أمانته،

قال: )ثالثة حق على الله عونهم: الخلق. وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم والغارم يريد الوفاء( فذكر في هذا الحديث ما الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد األداء،

وتخليص رقبته، وبراءة ذمته. فأخبر أن هذه الواجبات من يحتاج إليه المؤمن: عفة فرجه، وصيانة النفس، واالستغناء عن الناس، ال تتمم إال بالمال. وماال عبادة الله، وقضاء الديون،

فهو واجب. ومن ال يحب أداء مثل هذا الواجب العظيم الذي ال يقوم يتم الواجب إال به خير فيه. فهذه جملة، ولها تفاصيل كثيرة. والله أعلم. الدين إال به فال

:سبق وقال ـ رحمه الله ـ بعد كالم/

صالحه، وال يشرع وأصل المسألة: أن النهي يدل على أن المنهي عنه فساده راجح على وحرمه في بعض التزام الفساد ممن يشرع له دفعه. وأصل هذا أن كل ما نهي الله عنه

ا نافذ]ا كالحالل، يترتب عليه األحوال، وأباحه في حال أخري، فإن الحرام ال يكون صحيح] وهذا معني قولهم: الحكم، كما يترتب على الحالل، ويحصل به المقصود كما يحصل به. وأئمة المسلمين، النهي يقتضي الفساد، وهذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان،

وجمهورهم.

بعض ما نهي وكثير من المتكلمين من المعتزلة، واألشعرية يخالف في هذا، لما ظن أن قال: لو كان عنه ليس بفاسد، كالطالق المحرم، والصالة في الدار المغصوبة، ونحو ذلك.

]ا للفساد لزم انتقاض هذه العلة، فدل على أن الفساد حصل بسبب آخر غير النهي موجب الشرع. فقيل لهم: مطلق النهي. وهؤالء لم يكونوا من أئمة الفقه العارفين بتفصيل أدلة

يقول الشارع: هذا صحيح، بأي شي يعرف أن العبادة فاسدة، والعقد فاسد؟ قالوا: بأن قدروا أشياء قد ال تقع، وأشياء وهذا فاسد. وهؤالء لم يعرفوا أدلة / الشرع الواقعة، بل

الباب. فإن الشارع لم يدل الناس ظنوا أنها من جنس كالم الشارع، وهذا ليس من هذا شروط البيع والنكاح؛ كذا، وكذا. وال قط بهذه األلفاظ التي ذكروها، وال يوجد في كالمه

ونحو ذلك مما جعلوه دليال على الصحة هذه العبادة، والعقد صحيح، أو ليس بصحيح، من أهل الرأي والكالم. والفساد، بل هذه كلها عبارات أحدثها من أحدثها

عقود: ]هذا ال وإنما الشارع دل الناس باألمر والنهي، والتحليل والتحريم، وبقوله فيا: ] ال يصلح [ والصحابة والتابعون يصلح[ علم أنه فساد، كما قال في بيع مدين بمد تمر]

بمجرد النهي، كما احتجوا على وسائر أئمة المسلمين كانوا يحتجون على فساد العقود وكذلك فساد عقد الجمع بين فساد نكاح ذوات المحارم بالنهي المذكور في القرآن،

األختين.

بعضهم أباح ومنهم من توهم أن التحريم فيها تعارض فيه نصان، فتوقف. وقيل: إن الجمع.

Page 93: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

wقfهfا }وكذلك نكاح المطلقة ثالثا استدلوا على فساده بقوله تعالى: qن طfل fعgدy فfإ fهy مqن ب fحqل� ل f ت فfال

yه fرg وgج]ا غfي fز fحqنكf wىf ت [ .230]البقرة: { حfت

الفساد ليس من وكذلك الصحابة استدلوا على فساد نكاح الشغار بالنهي عنه، فهو من يحبه. وإنما ينهي عما ال الصالح. فإن الله ال يحب الفساد، ويحب الصالح./ وال ينهي عما

كانت فيه مصلحة فمصلحته يحبه. فعلموا أن المنهي عنه فاسد، ليس بصالح. وإن ومنعه، ال إيقاعه، واإللزام مرجوحة بمفسدته، وقد علموا أن مقصود الشرع رفع الفساد،

غير مصلحين، والل|ه ال يصلح عمل به. فلو ألزموا موجب العقود المحرمة، لكانوا مفسدين المفسدين.

رgضq }وقوله: f g فqي األ دyوا qسgفy f ت fهyمg ال qذfا قqيلf ل [ أي: ال تعملوا بمعصية الله تعالى،11]البقرة: { وfإ

فهو مفسد، والمحرمات معصية لل|ه، فالشارع ينهي عنه ليمنع فكل من عمل بمعصية الل|ه قط في شيء من صور النهي صورة ثبتت فيها الصحة بنص، الفساد، ويدفعه، وال يوجد

والصالة في الدار المغصوبة، فيهما نزاع، وليس على الصحة وال إجماع. فالطالق المحرم، المحتج بهما حجة. نص يجب اتباعه، فلم يبق مع

المصراة، والمعيب لكن من البيوع ما نهي عنه لما فيها من ظلم أحدهما لآلخر، كبيع الزمة؛ كالبيوع وتلقي السلع، والنجش، ونحو ذلك، ولكن هذه البيوع لم يجعلها الشارع

أبطلها وإن شاء أجازها، الحالل، بل جعلها غير الزمة، والخيرة فيها إلى المظلوم، إن شاء كما نهي عن الفواحش، فإن الحق في ذلك له، والشارع لم ينه عنها لحق مختص بالل|ه، بالعيب، والتدليس بل هذه إذا علم المظلوم بالحال في ابتداء العقد، مثل أن يعلم

المتلقي، جاز ذلك، والتصرية، ويعلم السعر إذا كان قادم]ا بالسلعة، ويرضى بأن / يغبنه فكذلك إذا علم بعد العقد إن رضي جاز، وإن لم يرض كان له الفسخ.

أجازه صاحب وهذا يدل على أن العقد يقع غير الزم، بل موقوفا على اإلجازة، إن شاء بشرط الحق، وإن شاء رده. وهذا متفق عليه في مثل بيع المعيب، مما فيه الرضا

على السالمة من العيب، فإذا فقد الشرط بقي موقوف]ا على اإلجازة، فهو الزم إن كان صفة وغير الزم إن كان على صفة.

نزاع. وأكثر وأما إذا كان غير الزم مطلقا، بل هو موقوف على رضا المجيز، فهذا فيه وعليه أكثر نصوص العلماء يقولون بوقف العقود، وهو مذهب مالك، وأبي حنيفة،وغيرهما،

مبسوط في موضعه. أحمد، وهو اختيار القدماء من أصحابه. كالخرقي،وغيره، كما هو

نهى عنه. ثم إذ]ا المقصود هنا أن هذا النوع يحسب طائفة من الناس أنه من جملة ما ويقول طائفة أخرى: تقول طائفة أخرى: وليس بفاسد. فالنهي يجب أن يقتضي الفساد.

واطأ. ومنهم من أفسد نكاح بل هذا فساد. فمنهم من أفسد بيع النجش إذا نجش البائع أو من أفسد بيع المعيب الخاطب إذا خطب على خطبة أخيه، وبيعه على بيعه. ومنهم

الخاطب على خطبة أخيه المدلس. فلما عورض بالمصراة توقف. ومنهم من صحح / نكاح مطلق]ا، وبيع النجش بال خيار.

]ا، والتحقيق: أن هذا النوع لم يكن النهي فيه لحق الل|ه؛ كنكاح المحرمات، والمطلقة ثالث صاحب السلعة ينجش. ورضي وبيع الربا، بل لحق اإلنسان، بحيث لو علم المشتري أن

المخطوبة متى أذن الخاطب األول بذلك جاز. وكذلك إذا علم أن غيره ينجش. وكذلكا الزما كالحالل ، بل فيها جاز. ولما كان النهي هنا لحق اآلدمي، لم يجعله الشارع صحيح] شاء أمضي، وإن شاء فسخ. أثبت حق المظلوم وسلطه على الخيار. فإن

Page 94: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

رضي به إذا علم فالمشتري مع النجش إن شاء رد المبيع فحصل بهذا مقصوده. وإن شاء وكذلك في الرد بالعيب، بالنجش. فأما كونه فاسد]ا مردود]ا، وإن رضي به، فهذا ال وجه له.

والمدلس، والمصراة. وغير ذلك.

ويتزوجها وكذلك المخطوبة إن شاء هذا الخاطب أن يفسخ نكاح هذا المعتدي عليه نكاحها عاد األمر برضاه، فله ذلك. وإن شاء أن يمضي نكاحها فله ذلك.وهو إذا اختار فسخ

بفسخ نكاح إلى ما كان. إن شاءت نكحته،وإن شاءت لم تنكحه؛ إذ مقصوده حصلwر قلب المرأة على. قيل: إن شئت عاقبناه على هذا، بأن نمنعه الخاطب. وإذا قيل:هو غfي

عفوت / عنه فأنفذنا من نكاح تلك المرأة. فيكون هذا قصاص]ا لظلمه إياك.وإن شئت نكاحه.

بحطب مغصوب. وكذلك الصالة في الدار المغصوبة، والذبح بآلة مغصوبة. وطبخ الطعام اإلنسان. وذلك يزول وتسخين الماء بوقود مغصوب، كل هذا إنما حرم لما فيه من ظلم

من أعيان ماله، فأعطاه بإعطاء المظلوم حقه. فإذا أعطاه ما أخذه من منفعة ماله، أو نهاه عنه، فقد برئ من كرى الدار وثمن الحطب، وتاب هو إلى الل|ه تعالى من فعل ما

والطعام كالطعام بوقود حق الله وحق العبد، وصارت صالته كالصالة في مكان مباح. السكين أجرة ذبحه. وال تحرم مباح، والذبح بسكين مباحة. وإن لم يفعل ذلك كان لصاحب

الشاة كلها ألجل هذه الشبهة.

لغيره فيه شركة، وهذا إذا كان أكل الطعام، ولم يوفه ثمنه، كان بمنزلة من أخذ طعام]ا فيه شركة. ليس فعله حرام]ا وال هو حالال] محض]ا، فإن نضج الطعام لصاحب الوقود

ذمته، كبراءة من وكذلك الصالة يبقى عليه إثم الظلم ينقص من صالته بقدره، وال تبرأ ذنبه، وكذلك آكل صلى صالة تامة، وال يعاقب كعقوبة من لم يصل، بل يعاقب على قدر

gقfالf }الطعام يعاقب على قدر ذنبه. والل|ه تعالى يقول: fعgمfلg مqث fعgمfلg فfمfن ي هy وfمfن ي fرf ا ي gر] ي fة� خ wرfذ ا ر� fة� ش wرfذ fالfقg هy مqث fرf [.7،8 ]الزلزلة: { ي

ألنه هناك ال سبيل وإنما قيل في الصالة في الثوب النجس وبالمكان: يعيد ، بخالف هذا؛/ المظلوم، لكن الصالة في له إلى براءة ذمته إال باإلعادة، وهنا يمكنه ذاك، بأن يرد أرض

ذلك في الصالة، وفي الثوب الحرير هي من ذلك القسم، الحق فيها لل|ه، لكن نهي عن مثل هذا. غير الصالة، لم ينه عنه في الصالة فقط. وقد تنازع الفقهاء في

في الصالة في فمنهم من يقول: النهي هنا لمعني في غير المنهي عنه، وكذلك يقولون النداء، ونحو ذلك. الدار المغصوبة، والثوب المغصوب، والطالق في الحيض، والبيع وقت

اشتمل على تعطيل وهذا الذي قالوه ال حقيقة له، فإنه إن عني بذلك أن نفس البيع مما نهى عنه، الصالة، ونفس الصالة اشتملت على الظلم، والفخر، والخيالء، ونحو ذلك

صحيح. كما اشتملت الصالة في الثوب النجس على مالبسة الرجس الخبيث، فهذا غير وغيرها، وإن أرادوا بذلك أن ذلك المعنى ال يختص بالصالة، بل هو مشترك بين الصالة

وهذا موجود فهذا صحيح؛ فإن البيع وقت النداء لم ينه عنه إال لكونه شاغال] عن الصالة، في غير البيع، ال يختص بالبيع.

وهم يقولون: لكن هذا الفرق ال يجيء في طالق الحائض؛ فإنه ليس هناك معنى مشترك، ذلك من المحرمات إنما نهى عنه إلطالة العدة، وذلك خارج عن الطالق. فيقال: وغير

األختين نهى عنه كذلك، إنما نهى عنها إلفضائها / إلى فساد خارج عنها. فالجمع بين والميسر حرما، وجعال إلفضائه إلى قطيعة الرحم، والقطيعة أمر خارج عن النكاح. والخمر

ا من عمل الشيطان؛ ألن ذلك يفضى إلى الصد عن الصالة، وإيقاع العداوة رجس] يفضى إلى أكل والبغضاء، وهو أمر خارج عن الخمر والميسر. والربا حرام؛ ألن ذلك

Page 95: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الل|ه عنه البد أن المال بالباطل، وذلك أمر خارج عن عقد الميسر والربا. فكل ما نهى لمعنى فيه أصال، بل يشتمل على معني فيه يوجب النهي، وال يجوز أن ينهى عن شيء ال

والشرع منزه عنه، لكن لمعنى أجنبي عنه؛ فإن هذا من جنس عقوبة اإلنسان بذنب غيره، يكن فيه مفسدة؛ كالنهي في األشياء ما ينهي عنه لسد الذريعة، فهو مجرد عن الذريعة لم

وذلك ألن هذا الفعل عن الصالة في أوقات النهي قبل طلوع الشمس وغروبها ونحو ذلك، فيه. اشتمل على مفسدة؛ إلفضائه إلى التشبه بالمشركين. وهذا معنى

عنه، وقد يكون لمعنى ثم من هؤالء ـ الذين قالوا: إن النهي قد يكون لمعنى في المنهي أصله. فيدل على صحته، في غيره ـ من قال: إنه قد يكون لوصف في الفعل ، ال في

العيدين؛ ال لجنس الصوم؛ كالنهي عن صوم يومي العيدين، قالوا: هو منهي عنه لوصف فإذا صام صح؛ ألنه سماه صوم]ا.

وإلى غير القبلة فيقال لهم: وكذلك الصوم في أيام الحيض، وكذلك الصالة بال طهارة،/ القبلة. وال جنس مشروع؛ وإنما النهي لوصف خاص وهو الحيض، والحدث، واستقبال غير

الحيض والحدث صفة يعرف بين هذا وهذا فرق معقول له تأثير في الشرع؛ فإنه إذا قيل: الفعل ـ زمانه في الحائض والمحدث، وذلك صفة في الزمان. قيل: والصفة في محل عرفة لم يصح، ومكانه ـ كالصفة في فاعله؛ فإنه لو وقف بعرفة في غير وقتها، أو غير

أو المرمي، وهو صفة في الزمان، والمكان. وكذلك لو رمي الجمار في غير أيام منى، فيه، وال يجوز، وهو صفة في الزمان والمكان. واستقبال غير القبلة هو لصفة في الجهة ال

]ا. ولو صام بالليل لم يصح، وإن كان هذا زمان

بمحل للصوم شرعا، كما فإذا قيل: الليل ليس بمحل للصوم شرعا. قيل: ويوم العيد ليس شرعيا، فيكون أن زمان الحيض ليس بمحل للصوم شرعا، فالفرق البد أن يكون فرقا

ا في الحكم، بحيث علق به الحل أو الحرمة، الذي معقوال، ويكون الشارع قد جعله مؤثر] يختص بأحد الفعلين.

أو يمنع تأثيره في وكثير من الناس يتكلم بفروق ال حقيقة لها، وال تأثير له في الشرع، يكون ذلك الوصف األصل. وذلك أنه قد يذكر وصف]ا يجمع به بين األصل والفرع، وال

]ا عنهما، أو عن أحدهما. مشتركا بينهما، بل /قد يكون منفي

مختص]ا بها، وكذلك المفرق قد يفرق بوصف يدعي انتقاضه بإحدي الصورتين، وليس هو عنه،وذلك لمعنى في بل هو مشترك بينها،وبين األخري، كقولهم:النهي لمعنى في المنهي

لمعنى يختص بالعبادة غيره، أو ذاك لمعنى في وصفه دون أصله. ولكن قد يكون النهي المحرم عما يختص باإلحرام؛ والعقد، وقد يكون لمعنى مشترك بينها وبين غيرها،كما ينهي

عنها،وينهي عن نكاح مثل حلق الرأس،ولبس العمامة،وغير ذلك من الثياب المنهي للناس فيما ملكوه من امرأته، وينهي عن صيد البر، وينهي مع ذلك عن الزنا، والظلم

الصيد.

]ا، وجب عليه وحينئذ، فالنهي لمعنى مشترك أعظم؛ ولهذا لو قتل المحرم صيد]ا مملوك إحرامه، كما يفسد بنكاح الجزاء لحق الل|ه، ووجب عليه البدل لحق المالك. ولو زنا ألفسد

الصالة ما يحرم فيها، وفي امرأته، ويستحق حد الزنا مع ذلك. وعلى هذا، فمن لبس في كان أحق ببطالن الصالة من غيرها، كالثياب التي فيها خيالء وفخر؛ كالمسبلة، والحرير،qل(. والثوب الثوب النجس، وفي الحديث الذي في السنن: )إن الل|ه ال ب gسyيقبل صالة م

الحرير للرجال من غير حاجة النجس فيه نزاع، وفي قدر النجاسة نزاع، والصالة في حرام بالنص واإلجماع.

Page 96: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

كان ذلك أوكد في وكذلك البيع بعد النداء، إذا كان قد نهي عنه وغيره يشغل عن/ الجمعة، النهي، وكل ما شغل عنها فهو شر وفساد ال خير فيه.

ومخالفته، كالذي والملك الحاصل بذلك كالملك الذي لم يحصل إال بمعصية الل|ه، وغضبه، والفاحشة، وقد قال ال يحصل إال بغير ذلك من المعاصي؛ مثل الكفر والسحر والكهانة

لgوان الكاهن خبيث، ومfهgر yي خبيث(، فإذا كانت السلعة النبي صلى الله عليه وسلم: )حqالبغ الملك بسبب ترك الصالة، كما أن ال تملك إن لم تترك الصالة المفروضة، كان حصول

له: إن تركت الصالة اليوم أعطيناك حصول الحلوان والمهر بالكهانة والبغاء؛ وكما لو قيل خبيث، كذلك ما يملك بالمعاوضة على ترك عشرة دراهم. فإن ما يأخذه على ترك الصالة

ا بشرط أال يصلي، كان هذا الشرط باطال، وكان ما يأخذه الصالة خبيث. ولو استأجر أجير]]ا، مع أن جنس العمل باألجرة جائز، كذلك جنس عن العمل الذي يعمله بمقدار الصالة خبيث عن فرائض الل|ه. المعاوضة جائز، لكن بشرط أال يتعدي

ويتصدق بالربح، وإذا حصل البيع في هذا الوقت وتعذر الرد، فله نظير ثمنه الذي أداه، بذلك بعد الصالة لم والبائع له نظير سلعته، ويتصدق بالربح، إن كان قد ربح، ولو تراضيا

البغي، وهناك يتصدق به ينفع؛ فإن النهي هنا لحق الل|ه تعالى، فهو كما لو تراضيا بمهر ذلك مما أخد صاحبه على / أصح القولين، ال يعطي للزاني. وكذلك في الخمر، ونحو

بيعه. منفعة محرمة، فال يجمع له العوض والمعوض؛ فإن ذلك أعظم إثم]ا من

الثمن؟! وإذا كان وإذا كان ال يحل أن يباع الخمر بالثمن، فكيف إذا أعطي الخمر وأعطي جميعا؟! بل يجب ال يحل للزاني أن يزني وإن أعطي، فكيف إذا أعطي المال والزنا كان قد باع السلعة إخراج هذا المال كسائر أموال المصالح المشتركة، فكذلك هنا إذا

للمشتري، فيكون وقت النداء بربح، وأخذ سلعته، فإن فاتت تصدق بالربح، ولم يعطه بربح تصدق به، ولم أعانه على الشراء. والمشتري يأخذ ثمنه، ويعيد السلعة، فإن باعها

يعطه للبائع فيكون قد جمع له بين ربحين.

يملك؟ أو يفرق بين أن وقد تنازع الفقهاء في المقبوض بالعقد الفاسد، هل يملك؟ أو ال.أعلم يفوت أو ال يفوت، كما هو مبسوط في غير هذا الموضع. والل|ه

وسئل عن الرجل يشتري سلعة بمال حالل، ولم يعلم أصل السلعة، هل هو حرام أو ثم كانت حرام]ا في الباطن، هل يأثم أم ال ؟ حالل؟

فأجاب:

لم يكن عليه إثم متى اعتقد المشتري أن الذي مع البائع ملكه، فاشتراه منه على الظاهر، إثم، وال عقوبة، ال في ذلك. وإن كان في الباطن قد سرقه البائع، لم يكن على المشتري

وباعه. وإذا ظهر صاحب في الدنيا، وال في االخرة. والضمان والدرك على الذي غره وعوقب البائع الظالم، فمن السلعة فيما بعد ردت إليه سلعته، ورد على المشتري ثمنه، والل|ه أعلم. فرق بين من يعلم ومن ال يعلم فقد أصاب، ومن ال، أخطأ.

وfقfال ـ رحqمهy الل|ه:/

فصل

fانها( دليل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لما )أمرهم بشق ظروف الخمر، وكسر دqن الظرف يتبع المظروف. ومثله على إحدى الروايتين في جواز إتالف ذلك عند اإلنكار، وأن أمرا بتحريق المكان الذي يباع ما ثبت عن عمر بن الخطاب، وعلى بن أبي طالب: أنهما

Page 97: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

التي يقوم بها صورة التاليف فيه الخمر، وقد نص أحمد على ذلك. ومثله إتالف اآللة ثابتة بالسنة وسيرة الخلفاء. ومن المحرم، وهي آالت اللهو؛ فإن هذه العقوبات المالية

قال: إنها منسوخة فما معه دليل على ذلك.

لحوم الحمر. قال وقد احتج بعضهم: بأنه صلى الله عليه وسلم لما بلغه أنهم قد طبخوا ونغسل القدور؟ قال: )افعلوا( قالوا: لهم: )أريقوها، واكسروا القدور(. قالوا: أفال نريقها،

لقال ذلك. فأجيب بجوابين: فلعلهم لو استأذنوه في أوعية الخمر،

سوغنا فيما أمر به أو أحدهما: أن دفع الشريعة بمثل هذه التقديرات ال تجوز، فإنا إذا/ بمثل هذه الخياالت. مثل أن نهي عنه أنه لو روجع لنسخ ذلك: لجاز رفع كثير من الشريعة

ولو، ولو.. ويقال: هذا باطل من يقال: لو روجع الرب في نقص الصالة عن خمس لنقصها، وجهين:

ثباته في سائر أحدهما: أنا ال نعلم أنه لو روجع لفعل، وثبوت ذلك في صورة ال يوجب معلوم. الصور، إال بتقدير المساواة من كل وجه، وانتفاء الموانع، وهذا غير

معلق]ا بسؤالهم، ولم الثاني: أنه لو فرض أنه لو كان لكان، لكن لم يكن، وإذا كان النسخ يكون معلق]ا بسؤالهم، كما قال يسألوا لم يقع النسخ. كما أن ابتداء اإليجاب والتحريم قد

wذqينf }تعالى: �هfا ال يf fا أ yمg ي fك gدf ل yب qن ت fاء إ ي gش

f g عfنg أ yوا fل أ gسf f ت g ال yوا yمg آمfن ؤgك yسf [ .101 ]المائدة: { ت

واختالفهم على وقال صلى الله عليه وسلم: )إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم عن شيء لم يحرم، أنبيائهم(، وقال: )إن أعظم المسلمين في المسلمين جرم]ا، من سأل

فقال: )لو قلت نعم فحرم من أجل مسألته(. وقال في الحج لما سألوه: أفي كل عام؟ )إنما منعني أن أخرج إليكم لوجبت، ولو وجبت لما قمتم به(، وقال في قيام رمضان:

النبي صلى الله عليه وسلم أن السؤال / خشية أن يفترض عليكم، فال تقوموا(. فقد بين]ا البتداء الحكم من وجوب أو تحريم. ثم إذا لم يكن السبب فلم يكن والعمل قد يكون سبب

]ا لرفع الوجوب والتحريم، لم يثبت بعد موته صلى الله عليه وسلم، وكذلك قد يكون سبب لم يرتفع الحكم بعد موته. حكم من وجوب أو تحريم، ثم إذا لم يوجد السبب

صنع النساء بعده وليس من هذا قول عائشة: لو رأي رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم ما لل|ه من أن تسوغ لمنعهن المسجد، كما منعت نساء بني إسرائيل. فإن عائشة كانت أتقي رأي مافي خروج رفع الشريعة بعد موته، وإنما أرادت أن النبي صلى الله عليه وسلم لو

تمنعوا إماء الل|ه مساجد بعض النساء من الفساد لمنعهن الخروج، تريد بذلك أن قوله: )ال الذي فيه فساد، كما قال أكثر الل|ه( وإن كان مخرجه على العموم، فهو مخصوص بالخروج

فقصد بذلك تخصيص اللفظ الذي الفقهاء: إن الشواب التي في خروجهن فساد يمنعهن. ال يأذن في مثل هذا الخروج، ظاهره أنها علمت من حال النبي صلى الله عليه وسلم، أنه

أحدثن، وإنما قصدت منع ال أنها قصدت منع النساء مطلق]ا، فإنه ليس كل النساء المحدثات.

أيض]ا ـ في المسألة، الجواب الثاني: أن هذا الحديث الوارد في أوعية لحوم الحمر، حجة ـ فيه، فعلم بذلك أن الكسر فإنه أمر أوال] بتكسير األوعية، ثم لما استأذنوه/ في الغسل أذن

الكسر والغسل. ال يجب، وليس فيه أنه ال يجوز، بل يقال: يجوز األمران،

فإذا كان األصلح اإلتالف وكذلك يقال في أوعية الخمر: إنه يجوز إتالفها، ويجوز تطهيرها، وغسل اآلالت لجاز باالتفاق، أتلفت، ولو أن صاحب أوعية الخمرة والمالهي طهر األوعية،

باإلتالف. لكن إذا أظهر المنكر حتى أنكر عليه فإنه يستحق العقوبة

Page 98: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

اإلتالف لذلك. والل|ه والصحابة ـ رضي الل|ه عنهم ـ لم يكونوا علموا التحريم فأسقط عنهم أعلم.

هل يجوز له بيع القبع المرعزي، وشراؤه، :وسئل عن رجل يتجر في األقباع الصامت؟ أو يحرم عليه لكون القبع لبس واالكتساب منه، وما يجري مجراه من الحرير

والصبيان إذا كانوا دون البلوغ، أو إليهود والنصاري، الرجال دون النساء؟ وهل يجوز للجند جميع ذلك؟ وهل يجوز لمن يتجر في هذا الصنف وغيره أن ومن يجري مجراهم؟ أو يحرم

والصبيان، ممن يجهل القيمة ما ثمنه درهم بدرهمين، أو قريب يبيع ألهل البادية، والنساء احتاج إلى ثمنه في بقية يومه لم يصل إلى الدرهم / يشتريه لو منها، مع علمه أن الذي أقل منه، أو يحرم عليه ذلك؟ وما القدر الذي يجوز من الكسب الذي هو أصل ثمنه، بل

هو الثلث، أو أقل منه، أو أكثر ؟ فيما يباع مساومة، وهل

فأجاب:

والنساء، أما على الحمد لل|ه رب العالمين، أما أقباع الحرير، فيحرم لبسها على الرجال صلى الله عليه الرجال فألنها حرير، ولبس الحرير حرام على الرجال بسنة رسول الل|ه

وسلم، وإجماع العلماء، وإن كان مبطنا بقطن أو كتان.

الله عليه وسلم وأما على النساء؛ فألن األقباع من لباس الرجال، وقد لعن النبي صلى المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء.

للعلماء، لكن أظهرهما وأما لباس الحرير للصبيان الذين لم يبلغوا، ففيه قوالن مشهوران منه الصغير، بل عليه أن أنه ال يجوز؛ فإن ما حرم على الرجال فعله حرم عليه أن يمكن

ا، فكيف يحل له أن يلبسه يأمره بالصالة، إذا بلغ سبع سنين، ويضربه عليها إذا بلغ عشر]]ا من حرير فمزقه، وقال: ال المحرمات. وقد رأي عمر بن الخطاب على صبي للزبير ثوب على ابنه، وما حرم لبسه لم تحل تلبسوهم الحرير. وكذلك ابن عمر مزق ثوب حرير كان

فرق في ذلك بين الجند وغيرهم. صناعته، وال بيعه لمن يلبسه من أهل / التحريم. وال

ذلك إعانة على فال يحل للرجل أن يكتسب بأن يخيط الحرير لمن يحرم عليه لبسه، فإن يباع الحرير لرجل اإلثم والعدوان، وهذه مثل اإلعانة على الفواحش، ونحوها. وكذلك ال

وكذلك إذا بيع لكافر؛ فإن عمر يلبسه من أهل التحريم.وأما إذا بيع الحرير للنساء فيجوز. وسلم إلى رجل مشرك. بن الخطاب أرسل بحرير أعطاه إياه النبي صلى الله عليه

ال يجوز ألحد وأما البيع فال يجوز أن يباع لمسترسل إال بالسعر الذي يباع به غيره،]ا يخرج عن العادة. وقدر ذلك بعض العلماء بالثلث، استرساله أن يغبن من الربح غبن

جرت به عادتهم وآخرون بالسدس، وبعضهم قالوا: يرجع في ذلك إلى عادة الناس مما بأنه الذي من الربح على المماكسين ما يربحونه على المسترسل. والمسترسل قد فسر

ا، ال ال يماكس، بل يقول: خذ وأعطني. وبأنه الجاهل بقيمة المبيع، فال يغبن ]ا فاحش] غبن]ا(. ومن علم أنه يغبنهم استحق العقوبة؛ هذا، وال هذا. وفي الحديث )غبن المسترسل رqب

ورسوله، وللمغبون أن بل يمنع من الجلوس في سوق المسلمين، حتى يلزم طاعة الل|ه هذا الغابن / الظالم، ولم يفسخ البيع، فيرد عليه السلعة، ويأخذ منه الثمن. وإذا تاب

ظلمهم عنهم؛ لتبرأ ذمته من يمكنه أن يرد إلى المظلومين حقوقهم، فليتصدق بمقدار ما ذلك.

السلع في غالب وبيع المساومة إذا كان مع أهل الخبرة باألسعار التي يشترون بها من غيره. األوقات، فإنهم يباع غيرهم كما يباعون، فال يربح على المسترسل أكثر

Page 99: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يربح عليه مثل ما وكذلك المضطر الذي ال يجد حاجته إال عند هذا الشخص، ينبغي له أن وسلم نهي عن بيع يربح على غير المضطر؛ فإن في السنن: أن النبي صلى الله عليه

إلى ما عنده من المضطر. ولو كانت الضرورة إلى ماال بد منه؛ مثل أن يضطر الناس بغير اختياره، وال يعطوه الطعام واللباس؛ فإنه يجب عليه أال يبيعهم إال بالقيمة المعروفة

زيادة على ذلك. والل|ه أعلم.

، فلما حل األجل لم يكن عندمؤجل وسئل ـ رحمه الل|ه ـ عن رجل باع قمح]ا بثمنا، فهل له أن يأخذ منه قمح]ا ؟ المدين إال قمح]

فأجاب:

]ا عند / جمهور ا، وليس ذلك رب العلماء، كأبي حنيفة، نعم، يجوز له أن يأخذ منه قمح] بالمدين من أن يكلفه والشافعي، وطائفة من أصحاب أحمد. وإذا كان أخذ القمح أرفق

أعلم. بيعه وإعطاء الدراهم، فاألفضل للغريم أخذ القمح. والل|ه

، وعند نهاية األجلمعين إلى أجل وسئل ـ رحمه الل|ه ـ عن رجل اشتري غلة بدرهم]ا إال غلة قيمتها بالسعر في ذلك الوقت، قصد صاحب الدين أخذ ماله، فلم يجد شيئ

يجوز لصاحب الدين أن يأخذ الغلة بالسعر الواقع؟ وتعينت بالدراهم عن براءة الذمة، فهل

فأجاب:

الثمن حنطة، فعند هذه المسألة فيها قوالن، مثل أن يبيع حنطة إلى أجل، ثم يأخذ عن قول بعض أصحاب مالك وأحمد ال يصح هذا؛ وعند أبي حنيفة والشافعي ال بأس به، وهو

أحمد.

وللمديون ولد، فقال ولد المديون لرب الدين: ،وسئل عن رجل له في ذمة رجل دين بالدراهم الحاضرة، / ويوفي ما على والده؟ بعني سلعة إلى أجل، وأنا أبيعها

فأجاب:

إلى أجل الحمد لل|ه، إذا كان مقصود المشتري الدراهم، وغرضه أن يشتري السلعة السلعة.وقد اختلف ليبيعها، ويأخذ ثمنها، فهذه تسمي ]مسألة التورق[ ألن غرضه الورق ال

أهـل المدينـة،مـن العلماء في كراهته،فكـرهـه عمر بن عبد العـزيز،وطـائفـة مـن واألقوي كراهته. المالكيـة، وغيرهم، وهو إحدى الروايتين عن أحمد،ورخص فيه آخرون،

، ويحتاج إلى بضاعة أو حيوان؛ لينتفع به، أودين وسئل ـ رحمه الل|ه ـ عن الرجل عليه إنسان دينا فلم يكن عنده، هل للمطلوب منه أن يشتريه، ثم يدينه يتجر فيه، فيطلبه من له أن يوكله في شرائه ثم يبيعه بعد ذلك بربح اتفقا عليه قبل الشراء منه إلى أجل ؟ وهل

؟

فأجاب:

ا وجب عليه أن يوفيه، وإن كان معسرا وجب إنظاره، من كان عليه دين، فإن كان موسر] وال يجوز قلبه عيه بمعاملة وال غيرها.

والتجارة فيها جاز، / وأما البيع إلى أجل ابتداء، فإن كان قصد المشتري االنتفاع بالسلعة، فيشتري بمائة مؤجلة، ويبيعها إذا كان على الوجه المباح. وأما إن كان مقصوده الدراهم

Page 100: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

قولي العلماء. وهذا يسمي في السوق بسبعين حالة، فهذا مذموم منهي عنه في أظهر عنه ـ: التورق أخية الربا. ]التورق[ قال عمر بن عبد العزيز ـ رضي الل|ه تعالى

، قال: إنه ما يعطي إالعشر وسئل عمن طلب من إنسان سلعة تساوي خمسة مع علمه بالزيادة ؟ بثمانية وعشرين، فهل يجوز لآلخذ أن يأخذ

فأجاب:

ا إلى الدراهم، فاشتراها ليبيعها، ويأخذ ثمنها، فهذا يسمي إن كان المشتري محتاج] قولي العلماء، كما ]التورق[ وإن كان المشتري غرضه أخذ الورق، فهذا مكروه في أظهر

إذا قومت بنقد، ثم بعت قال عمر بن عبد العزيز: التورق أخية الربا. وقال ابن عباس: أحمد. بنسيئة: فتلك دراهم بدراهم، وهذا إحدى الروايتين عن

/

،شرائها كل واحد منهما وسئل عن تاجرين عرضت عليهما سلعة للبيع، فرغب في وبينك، وكانت نيته أال يزيد عليه في ثمنها، وينفرد فقال أحدهما لآلخر: أشتريها شركة بيني

فاشتراها أحدهما، ودفع ثمنها من مالهما على فيها، فرغب في الشركة ألجل ذلك، هذه؟ أو يكون في ذلك دلسة على بائعها، والحالة السوية، فهل يصح هذا البيع والحالة

هذه؟

فأجاب:

مزايدة صاحبه خاصة الحمد لل|ه، أما إذا كان في السوق من يزايدهما، ولكن أحدهما ترك ترك أحدهما مزايدة ألجل مشاركته له، فهذا ال يحرم؛ فإن باب المزايدة مفتوح، وإنما

محتاجون لها ليبيعها اآلخر، بخالف ما إذا اتفق أهل السوق على أال يزايدوا في سلع هم أكثر مما يضر تلقي صاحبها بدون قيمتها ويتقاسمونها بينهم، فإن هذا قد يضر صاحبها

يخفى. والل|ه أعلم. السلع إذا باعها مساومة؛ فإن ذلك فيه من بخس الناس، ما ال

/

جملتهم ثالثة يشترون من يد وسئل ـ رحمه الل|ه ـ عن سماسرة في فندق، من ويقسمون الفائدة، فهل يجوز ذلك ؟ ، ثم إنهم يزيدون في الشراء،بعضهم لبعض

فأجاب:

]ا لمن يزيد الحمد لل|ه، ال يجوز للدالل ـ الذي هو وكيل البائع في المناداة ـ أن يكون شريك المعنى. وهذا خيانة للبائع، بغير علم البائع؛ فإن هذا يكون هو الذي يزيد، ويشتري في البائع في طلب الزيادة، وإنهاء ومن عمل مثل هذا لم يحب أن يزيد أحد عليه، ولم ينصح

المناداة.

يردعهم، وأمثالهم عن وإذا تواطأ جماعة على ذلك، فإنهم يستحقون التعزير البليغ الذي تظهر توبتهم. والل|ه أعلم. مثل هذه الخيانة، ومن تعزيرهم أن يمنعوا من المناداة. حتى

/

Page 101: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ا بأضعاف قيمته وسئل ـ رحمه الل|ه ـ عن معسر تداين من رجل ، ولم يتغيرقمح] استحقاقه عليه أدانه إياه، ووصفه له بصفة. وذكر سعره من مدة ما استدانه، وإلى أجل

وكتب حجة، ووقع االتفاق بينهما على أن كل إردب إردب، له أنه يساوي ستة عشر كل ببينة وإشهاد باثني عشر درهم اإلردب، بخالف ما وصفه باثنين وثالثين. باعه المديون

وعسر المديون في طلب ما عليه، فهل يطالب المديون المستدين، وقد استحق األجل. ؟ أو بقمح مثل قمحه ؟ بقيمة المثل؟ أو بما كتب عليه

فأجاب:

]ا وجب إنظاره به. وإن أما المعسر فال يجوز مطالبته بما أعسر عنه، وإن كان حقًـا واجب العين الغائبة بغير صفة بيع كان معاملة ربوية لم يجز أن يطالب إال برأس ماله. وبيع

الثمن المسمي. فكيف إذا قال: باطل، يجب فيه رد المبيع، أو رد بدله. وال يستحق فيه أكثر منه إلى أجل؟ فهذا ربا. كما قال ابن هذا يساوي الساعة كذا وكذا، وأنا أبيعكه بكذا.

نقد]ا وبعت نقد]ا فال بأس، وإذا قومت نقد]ا وبعت إلى عباس ـ رضي الل|ه عنه ـ: إذا قومت وهذا قوم نقد]ا وباع إلى أجل. وإذا كان المشتري قد فسخ أجل، / فتلك دراهم بدراهم.

يمكنه رد المبيع إلى البائع بعينه، وال حفظه بعينه عند أحد، فباعه البيع لفوات الصفة، ولم يجب عليه غير ذلك الثمن. إذا كان قد باعه بثمن مثله. والل|ه أعلم. وحفظ له ثمنه، لم

، فهل يكون المال حالال] للولديعلم بحاله وسئل عن رجل مراب خلwف ماال] وولد]ا، وهو بالميراث أم ال ؟

فأجاب:

إن أمكن، وإال تصدق أما القدر الذي يعلم الولد أنه ربا فيخرجه؛ إما أن يرده إلى أصحابه تركه. إذا لم يجب صرفه في به. والباقي ال يحرم عليه، لكن القدر المشتبه يستحب له الربوية التي يرخص فيها بعض قضاء دين أو نفقة عيال. وإن كان األب قبضه بالمعامالت

بالحرام وجهل قدر كل منهما، جعل الفقهاء، جاز للوارث االنتفاع به، وإن اختلط الحالل ذلك نصفين.

/

؟ وسئل عن رجل يختلط ماله الحالل بالحرام

فأجاب:

لم يعرفه وتعذرت يخرج قدر الحرام بالميزان، فيدفعه إلى صاحبه، وقدر الحالل له. وإن معرفته، تصدق به عنه.

حمه الل|ه ـ عن امرأة كانت مغنية، fا وسئل ـ ر ، وقد تابتواكتسبت في جهلها ماال] كثير] وهي محافظة على طاعة الل|ه، فهل المال الذي اكتسبته من وحجت إلى بيت الل|ه تعالى،

منه، تؤجر عليه ؟ حل وغيره؛ إذا أكلت، وتصدقت

فأجاب:

بالقصد. مثل من المال المكسوب إن كانت عين أو منفعة مباحة في نفسها، وإنما حرمتا، أو من يستأجر لعصر الخمر، أو حملها. فهذا يفعله بالعوض، يبيع عنبا لمن يتخذه خمر]

لكن ال يطيب له أكله.

Page 102: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فهنا ال يقضي له به وأما إن كانت العين، أو المنفعة محرمة؛ كمهر البغي، وثمن الخمر،/ على المعاصي، إذا جمع قبل القبض. ولو أعطاه إياه لم يحكم برده؛ فإن هذا معونة لهم

ونحوهما، لكن يصرف في لهم بين العوض والمعوض. وال يحل هذا المال للبغي والخمار مصالح المسلمين.

إليهم من هذا المال فـإن تابت هـذه البغي، وهـذا الخمار، وكانـوا فقـراء، جاز أن يصرف أعطي ما يكون له مقدار حاجتهم، فإن كان يقدر يتجر، أو يعمل صنعة؛ كالنسج والغزل،

]ا ليكتسبوا به، ولم يردوا عوض القرض كان أحسن. رأس مال، وإن اقترضوا منه شيئ

ذلك، وأما إن وأما إذا تصدق به العتقاده أن يحل، عليه أن يتصدق به،فهذا يثاب على يقبل إال الطيب ـ فهذا تصدق به كما يتصدق المالك بملكه، فهذا ال يقبله الل|ه ـ إن الل|ه ال

خبيث(. خبيث، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: )مfهر البغي

، وغيرها، إذا أجراهم / السلطان فيباألسواق وسئل عن الجهات بالزكاة، والضمان حرام ؟ أقطاع الجند: حالل أم

فأجاب:

ا والجهة فيها حالل وحرام،أو فيها شبهة،فينبغي لصاحبها إذا أما إذا كان الرجل محتاج] دابته،والكلف السلطانية، ونحو ذلك. أخذها والبد أن يصرفها في األمور البرانية،مثل علف

]ا. والل|ه وإذا تصدق بها على الفقراء، أو نوي الصدقة بها عمن يستحقها، كان ذلك حسن أعلم.

yطرون، وسئل عن رجل له إقطاع وكان عادة المسلمين أن يشتري األطرون باأل كل رطل بثالثة فلوس، ولما كان زمان بيبرس جاء شخص ضمن الصعاليك، ويبيعوه

يشتري إال من تحت يد الضامن بثالثة وعشرين درهما القنطار، األطرون أال يبيع أحد وال فهل هو حالل أم حرام ؟

فأجاب:

منه، وال يمنعه أن من كان األطرون قد أخذه بحق لم يجز ألحد أن يكره أحد]ا على الشراء بذلك جاز. يشتري من غيره، بل إذا أخذه بحق وباعه كما تباع سلع المسلمين

/

، ومن عمتاإلسالم، وقطب األئمة األعالم وسئل الشيخ اإلمام العfالم العfامqل شيخ تقي الدين أبوالعباس، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بركاته أهل العراقين والشام،

الدمشقي، متع الل|ه المسلمين ببركاته، وكان بالديار المصرية ـ عن بن تيمية الحراني، ثم السلف من الفقهاء أنه قال: أكل الحالل متعذر، ال يمكن وجوده في رجل نقل عن بعض

فقيل له: لم ذلك ؟ فذكر أن وقعة المنصورة لم تقسم الغنائم فيها، هذا الزمان. األموال بالمعامالت بها. فقيل له: إن الرجل يؤجر نفسه لعمل من األعمال واختلطت ويأخذ أجرته حالل. فذكر أن الدرهم في نفسه حرام. فقيل له: كيف قبل الدرهم المباحة،

ا بالسبب الممنوع، ولم يقبل التغير فيكون حالال] بالسبب . فصار حرام] المشروع، التغير أوال] فما الحكم في ذلك؟

فأجاب ـ رضي الل|ه عنه:

Page 103: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

وجوده في هذا الزمان، الحمد لل|ه، هذا القائل الذي قال: أكل الحالل متعذر، ال يمكن المقالة كان يقولها بعض أهل غالط، مخطئ في قوله، باتفاق أئمة اإلسالم؛ فإن مثل هذه

الفاسد، فأنكر األئمة ذلك، حتى / البدع، وبعض أهل الفقه الفاسد، وبعض أهل النسك المقالة. وجاء رجل من النساك اإلمام أحمد، في ورعه المشهور، كان ينكر مثل هذه يحرم أموال المسلمين. فذكر له شيئا من هذا، فقال: انظر إلى هذا الخبيث،

ليس بمعصوم، وقال: بلغني أن بعض هؤالء يقول: من سرق لم تقطع يده؛ ألن المال هذه الشبهة ومثل هذا كان يقوله بعض المنتسبين إلى العلم من أهل العصر، بناء على الفاسدة، ولم الفاسدة، وهو أن الحرام قد غلب على األموال، لكثرة الغصوب، والعقود

يتميز الحالل من الحرام.

ال يتناول إال ووقعت هذه الشبهة عند طائفة من مصنفي الفقهاء، فأفتوا بأن اإلنسان فصاروا نوعين: مقدار الضرورة، وطائفة لما رأت مثل هذا الحرج سدت باب الورع.

والحرام ما حرموه؛ المباحية ال يميزون بين الحالل والحرام، بل الحالل ما حل بأيديهم ورأوا أنه البد لإلنسان ألنهم ظنوا مثل هذا الظن الفاسد، وهو أن الحرام قد طبق األرض،

فلينظر العاقل عاقبة ذلك من الطعام والكسوة، فصاروا يتناولون ذلك من حيث أمكن. الورع الفاسد، كيف أورث االنحالل عن دين اإلسالم ؟!

وبعضها غلط. كما وهؤالء يحكون في الورع الفاسد حكايات، بعضها كذب ممن نقل عنه،/ا لما تولي القضاء لم يكن يخبز في داره، وأن أهله يحكون عن اإلمام أحمد: أن ابنه صالح]

يأكل من صيد دجلة. وهذا خبزوا في تنوره فلم يأكل الخبز، فألقوه في دجلة، فلم يكن هذا إال من هو من أجهل من أعظم الكذب والفرية على مثل هذا اإلمام، وال يفعل مثلا بالناس، واحتياال على أموالهم، وقد نزهه الل|ه عن هذا، وهذا. الناس، أو أعظمهم مكر]

تواله بعد موته، ولكن كان وكل عالم يعلم أن ابنه لم يتول القضاء في حياته، وإنما المال، فأمرهم أبو عبد الل|ه أال الخليفة المتوكل قد أجاز أوالده، وأهل بيته جوائز من بيت

فقبلها من قبلها منهم، فترك األكل من يقبلوا جوائز السلطان، فاعتذروا إليه بالحاجة، لكونهم قبلوا جوائز السلطان. وسألوه عن هذا أموالهم، واالنتفاع بنيرانهم في خبز أو ماء؛

فقالوا: أنحج منه؟ فقال: نعم، وبين لهم أنه إنما امتنع منه؛ المال: أحرام هو ؟ فقال: ال.]ا إلى أن يداخل الخليفة فيما يريد، كما قال النبي صلى الله عليه لئال يصير ذلك سبب

العطاء ما كان عطاء، فإذا كان عوضا عن دين أحدكم فال يأخذه(، ولو ألقي وسلم: )خذ الدم والميتة ولحم الخنزير، وكل حرام في الوجود، لم يحرم صيدها، ولم تحرم. في دجلة

على حسن قصده، ومن الناس من آل به اإلفراط في الورع إلى أمر اجتهد فيه، / فيثاب ولم يأكل إال ما وإن كان المشروع خالف ما فعله، مثل من امتنع من أكل مافي األسواق، أهل الحرث، ينبت في البراري، ولم يأكل من أموال المسلمين، وإنما يأكل من أموال

المشروع وأمثال ذلك مما يكون فاعله حسن القصد، وله فيما فعل تأويل، لكن الصواب في صحيح لعبادته، وأمرهم بذلك، وقد ثبت خالف ذلك؛ فإن الل|ه ـ سبحانه ـ خلق الخلق

المؤمنين بما مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:)إن الل|ه أمرسyلy }أمر به المرسلين، فقال: �هfا الر� ي

f fا أ ا ي qح] yوا صfال fاتq وfاعgمfل �ب yوا مqنf الطwي yل [ ،51 ]المؤمنون: { كfاتq مfا }وقال: �ب g مqن طfي yوا yل g ك yوا wذqينf آمfن �هfا ال ي

f fا أ yمg ي fاك قgن fز fيل172 ]البقرة: { رqطy [ ، ثم ذكر الرجل يفfر wر، يمد يده إلى السماء: يارب، يارب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، السf عfث أغgب gأش wي يستجاب لذلك( ، فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الل|ه أمر وغذي بالحرام، فأن

المؤمنين بما أمر به المرسلين، من أكل الطيبات،كما أمرهم بالعمل الصالح، والعمل الصالح ال يمكن إال بأكل وشرب ولباس وما يحتاج إليه العبد من مسكن ومركب وسالح

Page 104: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

به إال يقاتل به،وكراع يقاتل عليه، وكتب يتعلم منها،وأمثال ذلك مما ال يقوم ما أمر الل|ه به، وما ال يتم الواجب إال به، فهو واجب.

بهذه األموال، فكيف فإذا كان القيام بالواجبات فرض]ا على جميع العباد، وهي ال تتم إال الناس. ولو كان الحرام هو يقال: إنه قليل، بل هو كثير غالب، بل هو / الغالب على أموال

أمرين: إما ترك الواجبات من أكثر األغلب، والدين ال يقوم في الجمهور إال به، للزم أحد باطل. الخلق، وإما إباحة الحرام ألكثر الخلق، وكالهما

ففي الصحيح عن عثمان بن بشير، عن النبي صلى الله ،و ]الورع[ من قواعد الدين�ن، والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبهات ال يعلمهن كثير عليه وسلم أنه قال: )الحالل fي ب

ضه ودينه، ومن وقع في الشبهات وقع في من الناس، فمن ترك الشبهات استبرأ لعqر| الحqمfي يوشك أن يواقعه، أال وإن لكل ملك حمي، أال وإن الحرام، كالراعي يرعي حول

في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت حمي الل|ه محارمه، أال وإن القلب(. فسد لها سائر الجسد، أال وهي

yك إال ما ال يريبك( ورأي fرqيب تمرة ساقطة فقال: )لوال أني وفي الحديث اآلخر: )دع ما ي في غير هذا الموضع. أخاف أن تكون من الصدقة ألكلتها(. وهذا مبسوط

وهذا يتبين بذكر أصول:

، إنما الحرام ما ثبتحرام كان حراما أحدها: أنه ليس كل ما اعتقد فقيه معين أنه اإلجماع، أو قياس مرجح لذلك. وما تنازع فيه العلماء رد تحريمه بالكتاب، أو السنة، أو

]ا إلى هذه األصول. ومن الناس / من يكون نشأ على مذهب إمام معين، أو استفتي فقهي]ا، أو سمع حكاية عن بعض الشيوخ، فيريد أن يحمل المسلمين كلهم على ذلك، وهذا معين

غلط، ولهذا نظائر.

الغانمين بالعدل. وهل منها: ]مسألة المغانم[ ، فإن السنة أن تجمع وتخمس، وتقسم بين فمذهب فقهاء الثغور، وأبي حنيفة يجوز لإلمام أن ينفل من أربعة أخماسها؟ فيه قوالن. أن النبي صلى الله عليه وسلم نفل وأحمد، وأهل الحديث، أن ذلك يجوز، لما في السنن: بعد الخمس. وقال سعيد بن في بدأته الربع بعد الخمس، ونفل في رجعته الثلث

مالك التنفيل من الخمس، وال المسيب، ومالك، والشافعي: ال يجوز ذلك، بل يجوز عند من سعيد بن المسيب، يجوز عند الشافعي إال من خمس الخمس. وكان أحمد يعجب

ومالك، كيف لم تبلغهما هذه السنة مع وفور علمهما ؟!.

الله عليه وسلم في وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أنه قال: بعثنا رسول الل|ه صلى]را ا، ونفلنا بعي ]را. ومعلوم أن السهم إذا سرية قبل نجد، فبلغت سهامنا اثنا عشر بعير] بعي

ا لم يحتمل خمس الخمس أن يخرج منه لكل واحد بعير؛ فإن ذلك ال كان اثني عشر بعير]ا. وكذلك إذا فضل اإلمام بعض الغانمين على يكون إال إذا كان السهم أربعة وعشرين بعير]

وسلم / سلمة بن األكوع في بعض لمصلحة راجحة، كما أعطي النبي صلى الله عليه العلماء، ومنهم من ال غزوة ذي قرد سهم راجل وفارس، فإن ذلك يجوز في أصح قولي

يجيزه، كما تقدم.

فهذا جائز في أحد قولي وكذلك إذا قال اإلمام: من أخذ شيئا فهو له، ولم تقسم الغنائم. المشهور من مذهب العلماء، وهو ظاهر مذهب أحمد، وال يجوز في القول اآلخر، وهو

الشافعي، وفي كل من المذهبين خالف.

Page 105: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

التي كان يغنمها وعلى مثل هذا األصل تنبني الغنائم في األزمان المتأخرة؛ مثل الغنائم ثغور الشام ومصر، السالجقة األتراك، والغنائم التي غنمها المسلمون من النصارى من يحل لمسلم أن فإن هذه أفتي بعض الفقهاء ـ كأبي محمد الجويني والنواوي ـ أنه ال، ولزم من ا، وال يملك منها ماال] هذا القول من الفساد يشتري منها شيئا، وال يطأ منها فرج]

فأفتي: أن اإلمام ال يجب عليه ما الل|ه به عليم. فعارضهم أبو محمد بن سباع الشافعي، الراجل، وأن يحرم بعض الغانمين، قسمة المغانم بحال، وال تخميسها، وأن له أن يفضل

تقتضي ذلك. وهذا القول ويخص بعضهم، وزعم أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم انحراف. خالف اإلجماع، والذي قبله باطل ومنكر أيضا، فكالهما

قيل بجواز ذلك، والصواب في مثل هذه أن اإلمام إذا قال: من أخذ شيئا فهو له، /فإن يهبهم المغانم، بل فمن أخذ شيئا ملكه، وعليه تخميسه، وإن كان اإلمام لم يقل ذلك، ولم

يقسم بالعدل، وال يجوز له اإلذن أراد منها ما ال يسوغ باالتفاق. أو قيل: أنه يجب عليه أن ليس لغيرهم فيها حق. فمن أخذ منها باالنتهاب. فهنا المغانم مال مشترك بين الغانمين،

أن يحتاط ويأخذ بالورع المستحب، أو مقدار حقه جاز له ذلك وإذا شك في ذلك: فإما وسعها. يبني على غالب ظنه، وال يكلف الل|ه نفسا إال

الناس المخابرة. وكذلك ]المزارعة[ على أن يكون البذر من العامل التي يسميها بعض وسلم الصحيحة وقد تنازع فيها الفقهاء، لكن ثبت بسنة رسول الل|ه صلى الله عليه

يعمروها من جوازها؛ فإنه عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر وزرع، على أنا في الصحيح؛ فإن المراد به أن يشترط أموالهم. وأما نهيه عن المخابرة فقد جاء مفسر]

فجوزه أبو حنيفة، للمالك زرع بقعة بعينها. وكذلك كراء األرض بجزء من الخارج منها. رواية. ونظائر ذلك والشافعي، وأحمد في المشهور عنه. ونهي عنه مالك وأحمد في

كثيرة. فهذا بين.

، جاز لغيرهيعتقد هو جوازها وقبض المال األصل الثاني: أن المسلم إذا عامل معاملة مثل ذلك المال. وإن لم يعتقد جواز تلك المعاملة. فإنه قد من المسلمين أن يعامله في

ا من أهل / ثبت أن عمر بن الخطاب ـ رضي الل|ه عنه ـ رفع إليه أن بعض عماله يأخذ خمر] فقال: قاتل الل|ه فالنا، أما علم أن رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم الذمة عن الجزية.

قال )قاتل الل|ه إليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها، وأكلوا أثمانها(. ثم قال: الدراهم التي عمر: ول�وهم بيعها، وخذوا منهم أثمانها. فأمر عمر أن يأخذوا من أهل الذمة

باعوا بها الخمر؛ ألنهم يعتقدون جواز ذلك في دينهم.

جوازها، وتقابضوا ولهذا قال العلماء: إن الكفار إذا تعاملوا بينهم بمعامالت يعتقدون، وإن تحاكموا إلينا أقررناها في أيديهم، األموال ثم أسلموا كانت تلك األموال لهم حالال]

�هfا } سواء تحاكموا قبل اإلسالم، أو بعده. وقد قال تعالى: يf fا أ g مfا ي وا yرfذfو fه| g الل wقyوا g ات yوا wذqينf آمfن ال

qن fا إ ب fقqيf مqنf الر� qينf ب yم م�ؤgمqن yنت الذمم من الربا، [ ، فأمرهم بترك ما بقي في278 ]البقرة: { ك ولم يأمرهم برد ما قبضوه؛ ألنهم كانوا يستحلون ذلك.

بها من يفتي من والمسلم إذا عامل معامالت يعتقد جوازها كالحيل الربوية التي يفتي أكري األرض بجزء أصحاب أبي حنيفة، وأخذ ثمنه، أو زارع على أن البذر من العامل، أو

يعامله في ذلك من الخارج منها، ونحو ذلك، وقبض المال جاز لغيره من المسلمين أن أنه تبين له فيما بعد المال، وإن لم يعتقد جواز تلك المعاملة بطريق األولي واألحري، ولو

سائغ؛ فإن هذا أولي بالعفو رجحان التحريم لم يكن عليه إخراج المال الذي كسبه/ بتأويل بعض أهل الورع ألجأه إلى والعذر من الكافر المتأول، ولما ضيق بعض الفقهاء هذا على

الل|ه ورسوله ال يأمر المسلم أن أن يعامل الكفار، ويترك معاملة المسلمين. ومعلوم أن

Page 106: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

المسلمون أولي بكل خير، والكفار يأكل من أموال الكفار، ويدع أموال المسلمين، بل أولي بكل شر.

نوعان: األصل الثالث: أن الحرام

والمائع وغيره من حرام لوصفه؛ كالميتة والدم ولحم الخنزير. فهذا إذا اختلط بالماء نزاع، ليس هذا موضعه. األطعمة، وغير طعمه أو لونه أو ريحه حرمه. وإن لم يغيره ففيه

]ا، أو بعقد فاسد، فهذا إذا اختلط بالحالل لم يحرمه، والثاني: الحرام لكسبه؛ كالمأخوذ غصبا، وخلط ذلك بماله لم يحرم فلو غصب الرجل دراهم أو دنانير، أو دقيق]ا، أو حنطة، أو خبز]

متماثلين أمكن أن يقسموه، ويأخذ هذا قدر الجميع، ال على هذا، وال على هذا، بل إن كانا منهما عين مال اآلخر، الذي أخذ اآلخر حقه، وهذا قدر حقه، وإن كان قد وصل إلى كل

وجهان في مذهب الشافعي، وأحمد، وغيرهما. نظيره. وهل يكون الخلط كاإلتالف؟ فيه

أحدهما: أنه كاإلتالف، فيعطيه مثل حقه من أين أحب.

فهذا أصل نافع؛ فإن والثاني: أن حقه باق فيه. فللمالك أن يطلب حقه من المختلط،/ا من الناس يتوهم أن الدراهم المحرمة إذا اختلطت بالدراهم الحالل حرم الجميع كثير] الكثرة فما أعلم فيه فهذا خطأ؛ وإنما تورع بعض العلماء فيما إذا كانت قليلة، وأما مع

نزاع]ا.

، عند جماهيرصرف في مصالح المسلمين األصل الرابع: المال إذا تعذر معرفة مالكه فإذا كان بيد اإلنسان غصوب أو عوار� أو ودائع أو رهون، العلماء؛ كمالك وأحمد وغيرهما،

فإنه يتصدق بها عنهم، أو يصرفها في مصالح المسلمين، أو قد يئس من معرفة أصحابها، في مصالح المسلمين، المصالح الشرعية. يسلمها الى قاسم عادل يصرفها

األول. فإن حبس المال ومن الفقهاء من يقول: توقف أبد]ا، حتى يتبين أصحابها، والصواب واستيالء الظلمة عليه. وكان دائم]ا لمن ال يرجي ال فائدة فيه، بل هو تعرض لهالك المال،

بالثمن، فخرج فلم يجد البائع، عبد الله بن مسعود قد اشترى جارية فدخل بيته ليأتي ويقول: اللهم عن رب الجارية، فإن فجعل يطوف على المساكين، ويتصدق عليهم بالثمن،

القيامة. وكذلك أفتي بعض التابعين قبل فذاك، وإن لم يقبل فهو لي، وعلى له مثله يوم بذلك عنهم، ورضي بهذه الفتيا الصحابة من غل من الغنيمة، وتاب بعد تفرقهم، أن يتصدق

الشام، وهذا يبين: والتابعون الذين بلغتهم؛ كمعاوية وغيره من أهل

وهو أن المجهول في الشريعة األصل الخامس: وهو الذي يكشف سر المسألة،/عfهfا }سبحانه وتعالى ـ قال: والمعجوز عنه؛ فإن الله ـ كالمعدوم gسyو w qال ا إ fفgس] |هy ن fل�فy الل yك f ي { الyمg }[ ، وقال: 286]البقرة: fطfعgت ت gا اسfم fهw wقyوا الل ، وقال النبي صلى الله[16 ]التغابن: { فfات

استطعتم(، فالله إذا أمرنا بأمر كان ذلك عليه وسلم: )إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما به. فما عجزنا عن معرفته، أو عن العمل به، مشروط]ا بالقدرة عليه، والتمكن من العمل في اللقطة: )فإن جاء صاحبها فأد�ها اليه وإال سقط عنا؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم

]ا لمالك، ووقعت منه، فلما تعذر فهي مال الله يؤتيه من يشاء(، فهذه اللقطة كانت ملك الله عليه وسلم: )هي مال الله يؤتيه من يشاء(، فدل ذلك معرفة مالكها، قال النبي صلى

يزيل عنها ملك ذلك المالك، ويعطيها لهذا الملتقط الذي عرفها سنة. على أن الله شاء أن األئمة أنه بعد تعريف السنة يجوز للملتقط أن يتصدق بها. وكذلك له أن وال نزاع بينا. وهل له التملك مع الغني؟ فيه قوالن مشهوران. ومذهب الشافعي يتملكها إن كان فقير]

أنه يجوز ذلك. وأبو حنيفة ال يجوزه. وأحمد

Page 107: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

في نفس ولو مات رجل ولم يعرف له وارث صرف ماله في مصالح المسلمين، وإن كان تبينه األمر له وارث غير معروف، حتى لو تبين الوارث يسلم اليه ماله، وإن كان قبل

ا،/ وأخذه له غير حرام، مع كثرة من يموت وله عصبة يكون صرفه إلى من يصرفه جائز] بعد لم تعرف.

بعقود ال تباح وإذا تبين هذا فيقال: ما في الوجود من األموال المغصوبة والمقبوضة أمانته، أو غصبه، بالقبض، إن عرفه المسلم اجتنبه. فمن علمت أنه سرق ماال] أو خانه فيا بغير حق لم يجز لي أن آخذه منه، ال بطريق الهبة، وال بطريق فأخذه من المغصوب قهر]

هذا عين مال ذلك المعاوضة، وال وفاء عن أجرة، وال ثمن مبيع، وال وفاء عن قرض، فإن المظلوم.

أن أستوفيه وأما إن كان ذلك المال قبضه بتأويل سائغ في مذهب بعض األئمة جاز لي الحال، من ثمن المبيع، واألجرة، والقرض، وغير ذلك من الديون. وإن كان مجهول

ملكه، أو فالمجهول كالمعدوم، واألصل فيما بيد المسلم أن يكون ملكا له إن ادعي أنه]ا عليه؛ كناظر الوقف، وولي اليتيم، وولي بيت المال، أو يكون وكيال فيه. وما يكون ولي

تصرف فيه المسلم أو الذمي بطريق الملك أو الوالية جاز تصرفه.

كان ذلك الدرهم فإذا لم أعلم حال ذلك المال الذي بيده بنيت األمر على األصل، ثم إن كالمعدوم، فليس في نفس األمر قد غصبه هو ولم أعلم أنا كنت جاهال بذلك، والمجهول

اللقطة أخذتها أخذي لثمن المبيع، وأجرة العمل، وبدل القرض بدون أخذي اللقطة؛ فإن هذا، وقد أخذته عوض]ا بغير / عوض، ثم لم أعلم مالكها، وهذا المال ال أعلم له مالكا غير

ـ بأن في ماله حرام]ا عن حقي، فكيف يحرم هذا على؟! لكن إن كان ذلك الرجل معروفا بين العلماء. ـ ترك معاملته ورعا. وإن كان أكثر ماله حرام]ا ففيه نزاع

ورعا كان قد ابتدع وأما المسلم المستور فال شبهة في معاملته أصال، ومن ترك معاملته في الدين بدعة ما أنزل الل|ه بها من سلطان.

األلحام واأللبان التي وبهذا يتبين الحكم في سائر األموال؛ فإن هذا الغالط يقول: إن هذه كالمعدوم، فإذا لم نعلم تؤكل قد تكون في األصل قد نهبت، أو غصبت. فيقال: المجهول

المعامالت الفاسدة لما فيها من كان ذلك في حقنا كأنه لم يكن، وهذا ألن الل|ه إنما حرمfا }الظلم؛ فإن الل|ه تعالى يقول في كتابه العزيز: gن ل fس gر

f fقfدg أ fابf ل gكqت fا مfعfهyمy ال gن ل fنزf fاتq وfأ �ن fي gب qال fا ب fن ل yس yر fان fيزqمg دqيد� وfال fس� ش

g fأ gحfدqيدf فqيهq ب fا ال gن ل fنزf gقqسgطq وfأ qال wاسy ب fقyومf الن qي هy ل yرyنصf wهy مfن ي fمf الل fعgل qي wاسq وfل qلن fافqعy ل وfمfن

qبg gغfي qال fهy ب ل yس yرfيز� وqزfي¢ عqوfق fهw qنw الل والسرقة والخيانة داخل [ ، والغصب وأنواعه،25 ]الحديد: { إ في الظلم.

وأخذ منه، وإذا كان كذلك فهذا المظلوم الذي أخذ ماله بغير حق، ببيع أو أجرة، ويعلم أن أولئك والمشتري ال يعلم بذلك، ثم ينقل من المشتري / إلى غيره، ثم إلى غيره،

مطالبتهم، بما لم لم يظلموه، وإنما ظالمه من اعتدي عليه، ولكن لو علم بهم فهل له يتلزموا ضمانه؟ على قولين للعلماء. أصحهما أنه ليس له ذلك.

فتلفت الوديعة، فهل مثال ذلك: أن الظالم إذا أودع ماله عند من ال يعلم أنه غاصب، ولو أطعم المال لضيف للمالك أن يطالب المودع؟ على قولين: أصحهما أنه ليس له ذلك،

قولين: أحدهما: ليس له لم يعلم بالظلم، ثم علم المالك فهل له مطالبة الضيف؟ على أكله حرام، بل يقول: ال إثم عليه في مطالبته. ومن قال: إن له مطالبته، ال يقول: إن

اشتراه. وصاحب القول الصحيح يقول: ال إثم عليه أكله، وإنما عليه أداء ثمنه، بمنزلة ما بحال، وإنما الغرم على الغاصب الظالم الذي أخذه منه في أكله، وال غرم عليه لصاحبه معين بيد إنسان ال نعلم أنه مغصوب، وال مقبوض قبضا ال بغير حق. فإذا نظرنا إلى مال

Page 108: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

أو اتهبناه منه، أو استوفيناه عن أجرة، أو بدل قرض، ال إثم يفيد المالك، واستوفيناه منه، باالتفاق. علينا في ذلك

مسروق، فعلى وإن كان في نفس األمر قد سرقه أو غصبه، ثم إذا علمنا فيما بعد أنه إال ضمان ما التزمناه أصح القولين ال يجب علينا إال ما التزمناه بالعقد، أي ال يستقر علينا

من الثمن، وكذلك بالعقد، فال يستقر علينا ضمان ما أهدي أو وهب، وال ضمان أكثر بدله. األجرة، /وبدل القرض إذا كنا قد تصرفنا فيها لم يستقر علينا ضمان

هذا المغرور الذي تلف لكن تنازع الفقهاء هنا في ]مسألة[ وهي أنه: هل للمالك تضمين له مطالبة المغرور إال بما المال تحت يده، ثم يرجع إلى الغار بما غرمه بغروره؟ أم ليس

أحمد. ومثل هذا لو غصب رجل جارية يستقر عليه ضمانه؟ على قولين: هما روايتان عن فقد اتفق الصحابة واألئمة على أن أوالدها فاشتراها منه إنسان، واستولدها أو وهبه إياها،

ا؛ ألن الواطئ ال يعلم أنها مملوكة لغيره، بل اعتقد أنها من المغرور، يكونون أحرار] في الحرية والرق، ويتبع أباه في النسب والوالء، مملوكته، مع اتفاقهم أن الولد يتبع أمه

ا لكون الوالد لم يعلم، والمجهول كالمعدوم. وأوجبوا لسيد ومع هذا فجعلوا ابنه حر] يستحقه لوال الغرور، فإذا خرجوا عن ملكه بغير حق كان له الجارية بدل الولد؛ ألنه كان

أمة. بدلهم، وأوجبوا له مهر

الجارية وباعها، ال يلزم وقالوا في أصح القولين: إن هذا يلزم الغار الظالم الذي غصب ثم هل لصاحبها أن يطالب المغرور المشتري إال ما التزمه بالعقد، وهو الثمن فقط.

الظالم؟ أم ليس له إال المغرور بفداء الولد، والمهر، ثم يرجع به المغرور على الغار أحمد. وال نزاع بين األمة أن وطأه مطالبة الغار الظالم؟ على قولين: هما روايتان عن

فهو ولد حالل ال ولد / زنا، وكذلك في سائر ليس بحرام، وأن ولده ولد رشدة ال ولد عنه. اآلكل وال على الالبس، وال على الواطئ الذي لم هذه الصور لم يتنازعوا أنه ال إثم على

يعلم.

اآلدميين، وهو وإنما تنازعوا في الضمان؛ ألن الضمان من باب العدل الواجب في حقوقfن }يجب في العمد والخطأ: qمyؤgمqن� أ fانf ل fحgرqيرy وfمfا ك ]ا فfت ]ا خfطfئ fلf مyؤgمqن ]ا وfمfن قfت w خfطfئ qال ]ا إ yلf مyؤgمqن fقgت ي

fن w أ qال qهq إ هgلf wمfة� إلى أ ل fة� م�سf fة� وfدqي fة� م�ؤgمqن قfب fر g fصwدwقyوا [ ، فقاتل النفس خطأ ال يأثم،92 ]النساء: { ي

يفسق بذلك؛ ولكن عليه الدية، وكذلك من أتلف ماال] مغصوبا خطأ فعليه بدله، وال إثم وال عليه، فقد تبين أن اإلثم منتف مع عدم العلم.

ال يعلم بداللة وال وحينئذ، فجميع األموال التي بأيدي المسلمين واليهود والنصاري التي فإنه يجوز معاملتهم أمارة أنها مغصوبة أو مقبوضة قبض]ا ال يجوز معه معاملة القابض،

فيها بال ريب، وال تنازع في ذلك بين األئمة أعلمه.

الظلم المحض، فأما ومعلوم أن غالب أموال الناس كذلك، والقبض الذي ال يفيد الملك هو ثالثة أقوال للفقهاء: المقبوض بعقد فاسد كالربا والميسر؛ونحوهما،فهل يفيد الملك؟على

أحدها: أنه يفيد الملك، وهو مذهب أبي حنيفة.

مذهبه. والثاني: ال يفيده، وهو مذهب الشافعي، وأحمد في المعروف / من

يتغير في وصف وال سعر والثالث: أنه إن فات أفاد الملك، وإن أمكن رده إلى مالكه ولم لم يفد الملك، وهو المحكي عن مذهب مالك.

Page 109: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

قواعد شريفة وهذه األمور والقواعد قد بسطناها في غير هذا الجواب، ولكن نبهنا على تفتح

اإلمام أحمد وغيره: إن باب االشتباه في هذا األصل، الذي هو أحد أصول اإلسالم، كما قال بين والحرام بين(، وقوله: )إنما أصول اإلسالم تدور على ثالثة أحاديث: قوله: )الحالل

ليس عليه أمرنا فهو رد(. فإن األعمال إما األعمال بالنيات(، وقوله: )من عمل عمال ذكر المحظورات والمأمورات، إما قصد القلب، مأمورات، وإما محظورات، واألول فيه

المشروع الموافق للسنة، كما قال الفضيل ابن عياض وهو النية، وإما العمل الظاهر، وهوyمg }في قوله تعالى: �ك fي yمg أ yوfك gل fب qي fحgسfنy عfمfال] ل يا أبا [ ، قال: أخلصه وأصوبه، قالوا:2 ]الملك: { أ

]ا لم يقبل، وإن على، ما أخلصه، وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصا، ولم يكن صواب]ا. والخالص ]ا، ولم يكن خالصا، لم يقبل، حتى يكون خالص]ا صواب أن يكون لل|ه، كان صواب

والصواب أن يكون على السنة.

يمكن وجدوه في هذا فتبين أن ما ذكره هذا القائل الذي قال: أكل الحالل متعذر، وال أموال الناس، وهو أكثر الزمان، قوله خطأ مخالف لإلجماع، بل / الحالل هو الغالب على

وأعرف من قاله من من الحرام، وهذا القول قد يقوله طائفة من المتفقهة المتصوفة، ثم الذي قال ذلك لم كبار المشايخ بالعراق، ولعله من أولئك انتقل إلى بعض شيوخ مصر.

ثم ذكر ما يأتي فيما يفعل يرد أن يسد باب األكل، بل قال: الورع حينئذ ال سبيل اليه. ويترك. لم يحضرني اآلن.

المحمدي الذي دل عليه فليتدبر العاقل، وليعلم أنه من خرج عن القانون النبوي الشرعي]ا آخر متناقضا الكتاب والسنة، وأجمع عليه سلف األمة وأئمتها، احتاج إلى أن يضع قانون

|ه يثيبه على يرده العقل والدين، لكن من كان مجتهد]ا امتحن بطاعة الل|ه ورسوله، فإن اللfا }اجتهاده، ويغفر له خطأه: fن fا اغgفqرg ل wن ب fي رqف gلfعgجf qيمfانq وfالf ت gاإلq fا ب fقyون ب fس fينqذw fا ال qن qخgوfان qإلfال� وqا غf qن yوب قyل

ؤyوف� fر fكw qن fا إ wن ب fوا رy wذqينf آمfن �ل حqيم� ل w[ .10 ]الحشر: { ر

فيها المغانم، وما ذكره من أن وقعة المنصورة لما لم تقسم فيها المغانم، واختلطت دخلت الشبهة.

الجواب عنه من كالمين:

كالغصب الذي يغصبه أحدهما: أن يقال: الذي اختلط بأموال الناس من الحرام المحض الخيانة في المعامالت القادرون من الوالة والقطاع، أو أهل الفتن، وما يدخل في ذلك من

أكثر من الشام والمغرب أكثر من ذلك بكثير، / ال سيما في هذه البالد المصرية؛ فإنها الحق، ولكثرة ما فيها ظلم]ا، كظلم بعضهم بعضا في المعامالت بالخيانة، والغش، وجحد الظلم الموضوع من من ظلم قطاع الطريق والفالحين واألعراب، ولكثرة ما فيها من

على المغانم. المتولين بغير حق. فإحالة التحريم على هذا األمر أولي من إحالته

الصحيح أن اإلمام إذا أذن الثاني: أن تلك المغانم قد ذكرنا مذهب الفقهاء فيها، وبينا أن حقه جاز، وأن من أخذ أكثر في األخذ من غير قسم جاز، وأنه إذا لم يجز فمن أخذ مقدار

به عنهم، وأنه لو لم من حقه، وتعذر رده على أصحابه لعدم العلم بهم، فإنه يتصدق لم يكن محرم]ا يتصدق به عنهم وتصرف فيه، فمتي وصل اليه منه شيء لم يعلم بحاله

المذكورة. عليه، وال عليه فيه إثم. وهذا الحكم جار في سائر الغصوب

وأخذ الثمن واألجرة لم وتبين بما ذكرناه أن من آجر نفسه أو دوابه أو عقاره أو ما يتعلقه،ا، يحرم عليه. سواء علم ذلك الثمن واألجرة حالال للمالك، أو لم يعلم حاله بأن كان مستور]

Page 110: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بوجه ال يبيح أخذها به لم يجز أخذها وإن علم أنه غصب تلك الدراهم، أو سرقها، أو قبضها الفقهاء تضيق هذه الورقة عن بسطه. عن ثمنه وأجرته، مع أن هذا فيه نزاع بين

الممنوع، ولم يقبل وأما قول القائل: الدرهم كيف قبل التغير، وصار حرام]ا بالسبب/ التغير فيصير حالال بالسبب المشروع.

فاألول مثل الخمر، فإنها فيقال له: بل قبل التغير فيما حرم لوصفه، ال بما حرم لكسبه.ا، فلما تخمرت كانت ا لم تصر حالال] طاهر] ا، فإذا تخللت بفعل لما كانت عصير] حراما نجس]

باتفاق العلماء؛ وإنما تنازعوا فيما الل|ه من غير قصد لتخليلها كانت خل خمر حالال طاهرا إذا قصد تخليلها.

ا، والنجاسة إذا صارت رماد]ا. فقيل: ال وتنازعوا في سائر النجاسات كالخنزير إذا صار ملح] والثاني: مثل المال يطهر كقول الشافعي، وأحد القولين في مذهب مالك، وأحمد.

يأذن فيه المالك المغصوب هو حرام؛ ألنه قبض بالظلم، فإذا قبض بحق أبيح، مثل أن وكيله. ثم الغاصب إذا للغاصب، أو يهبه إياه، أو يبيعه منه، أو يقبضه المالك، أو وليه، أو

يكلفه ماال يعلم، وكذلك بين أعطاه لمن ال يعلم أنه مغصوب، كان قبضه بحق؛ ألن الل|ه لم.والل|ه أعلم قبضه من القابض بحق. وقد تقدم الكالم في الضمان.

gع fي باب الشروط في الب

حمه الل|ه ـ عن رجل مسلم اشتري جارية fوشرط له البائع أنها طباخة كتابية وسئل ـ ر فهل يصح ؟ جيدة، وأنها تصنع الخمر والنبيذ،

فأجاب:

مع ذلك فاسد. اشتراط كونها تصنع الخمر والنبيذ،شرط باطل، باتفاق المسلمين،والعقد

من مذهب أبي أما على قول من يقول: إن الشرط الفاسد يفسد العقد، كما هو المشهور حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد في إحدى الروايتين فظاهر.

الجارية؛ ألجل كونها وأما على القول اآلخر، فإنه لو باعها بدون شرط لم يجز أن يشتريا ليعمله تصنع الخمر، كما ال يجوز أن يشتري عينا ليعصي الل|ه بها، مثل أن يشتري عصير]

ا، ويشتري سالحا ليقاتل المسلمين في أصح قولي العلماء، كما هو مذهب مالك، خمر]gبر� }وأحمد،/ وغيرهما، كما قال تعالى: g عfلfى ال yوا fعfاوfن gعyدgوfانq وfت q وfال gم qث g عfلfى اإل yوا fعfاوfن f ت wقgوfى وfال { وfالت

[ .2]المائدة:

، ثم إنتساوي ألفي درهم وسئل عن رجل اشترى من رجل دارا بألف درهم، وهي بدراهم معلومة في تاريخه على الفور، وهو المشتري أجر البائع الدار مدة من الشهور العقد على هذا الحكم؟ وهل يلزم البائع األصلي بينهما بيع أمانة في الباطن: هل يصح هذا

وقد ورد في الحديث أنه روي عن أبي بن كعب، وابن مسعود مبلغ مدة اإلجارة؟ أم ال ؟. عن النبي صلى الله عليه وسلم: )أنه نهي عن قرض جر وابن عباس ـ رضي الل|ه عنهم ـ

ذلك أم ال ؟ وهل جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه منفعة(. وهل ذلك من نوعا، فجاءته إبل الصدقة، فأمرني أن أقضي الرجل بكرا، وسلم أنه استسلف من رجل بكر]

جمال] خيارا رباعيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: )أعطه، فقلت:لم أجد في اإلبل إال قضاء(، وهل ذلك من األحاديث الصحاح أم ال؟. فإن خياركم أحسنكم

فأجاب:

Page 111: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بعقار اآلخر مدة إذا كان المقصود أن يأخذ أحدهما من اآلخر دراهم،/ وينتفع المعطي فهذا حرام بال ريب، وهذا مقام الدراهم في ذمته، فإذا أعاد الدراهم اليه أعاد اليه العقار،

اتفق العلماء على أن المقرض دراهم بدراهم مثلها، ومنفعة الدار، وهو الربا البين. وقد تواطآ على ذلك في أصح متي اشترط زيادة على قرضه، كان ذلك حراما، وكذلك إذا

)ال يحل سلف وبيع، وال قولي العلماء، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عندك(. حرم النبي صلى الله عليه شرطان في بيع، وال ربح ما لم يضمن. وال بيع ما ليس

وباعه حاباه في البيع ألجل القرض، وسلم الجمع بين السلف والبيع؛ ألنه إذا أقرضه، األمانة الذي يتفقون فيه على أنه إذا جاءه وكذلك إذا آجره وباعه. وما يظهرونه من بيع

األئمة، سواء شرطه في العقد، أو تواطآ عليه بالثمن أعاد اليه المبيع، هو باطل باتفاق والواجب في مثل هذا أن يعاد العقار إلى ربه، قبل العقد، على أصح قولي العلماء.

إن كانا علما بالتحريم. والقرض الذي يجر والمال إلى ربه، ويعزر كل من الشخصين الصحابة الذين ذكرهم السائل وغيرهم، كعبد منفعة قد ثبت النهي عنه عن غير واحد من مرفوع]ا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الل|ه بن سالم، وأنس بن مالك، وروي ذلك

ابن ماجه وغيره.

فاش، فإذا أقرضت رجال وفي صحيح البخاري عن عبد الل|ه بن سالم: إنك بأرض، الربا فيها وقال رجل البن عباس: قرضا فأهدي لك حمل تبن، أو حمل /قت، فاحسبه له من قرضه.

]ا عشرين درهما، فأهدي لي سمكة، فقومتها ثالثة عشر درهما، فقال: إني أقرضت سماك ال تأخذ منه إال سبعة دراهم. وحديث البكر حديث صحيح.

ا من قرضه بال مواطأة جاز ذلك، وإن وفاه أكثر من قرضه ففيه فإذا وفاه المقرض خير] اليه قبل الوفاء، قوالن للعلماء؛ وذلك ألن هذا زيادة بعد وفاء القرض، بخالف ما إذا أهدي

يأخذه مع الهدية، فإنه إذا لم يحسبه من القرض كان القرض باقيا في ذمته، على أن وسلم:)ما بال الرجل والهدية إنما كانت بسبب القرض. وقد قال النبي صلى الله عليه

أهدي إلى، أفال قعد في بيت نستعمله على العمل مما والنا الل|ه، فيقول: هذا لكم وهذا أبيه، أو أمه، فينظر أيهدي اليه؟ أم ال؟(.

الصحابة وجمهور األئمة: فبين أن الهدية إذا كانت بسبب ألحقت به؛ فلهذا كان المأثور عن الوفاء. أن الهدية قبل الوفاء تحسب لصاحبها، بخالف زيادة الصفة في

إياه إلى مدة، وإذا وأما صورة: وهو أن يتواطآ على أن يبتاع منه العقار بثمن، ثم يؤجره أدي األجرة مدة بقاء المال جاءه بالثمن أعاد اليه العقار، فهنا المقصود أن المعطي شيئا،

الجميع حرام. في ذمته، وال فرق بين أخذ المنفعة، وبين عوض المنفعة،

يشترط في العقد، وهذا وإن كان قد رخص فيه طائفة من الفقهاء، بناء على أن ذلك لم/ والسنة،واتفق عليه وأن المواطأة والنية ال تؤثر في العقود.فالصواب الذي عليه الكتاب

معتبرة في العقود،كما قال الصحابة،وهو قول أكثر األئمة: تحريم مثل ذلك.وأن النيات بالنيات،وإنما لكل امرئ ما نوي(،والشرط النبي صلى الله عليه وسلم:)إنما األعمال

المتقدم كالمقارن له.

والمخادعات، كما ذكر وقد عاتب الل|ه من أسقط الواجبات، واستحل المحرمات بالحيل، صلى الله عليه وسلم ذلك في سورة ]ن[ وفي قصة أهل السبت، وفي الحديث عن النبي

الل|ه بأدني الحيل(. وقال أيوب أنه قال: )ال ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الصبيان، لو أتوا األمر على وجهه لكان أهون السختياني: يخادعون الل|ه كما يخادعون

كبير. على. ودالئل هذا مبسوطة في كتاب

حمqهy اللwه/ fسالم تقي الد|ين ـ رq تعالى: وقال شيخ اإل

Page 112: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فصل

لهم الوالء، فإنما الوالء في قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: )ابتاعيها، واشترطي لمن أعتق(.

هشام دون فإن هذا أشكل على كثير من الناس، حتى إن منهم من قال: انفرد به الزهري، وظن ذلك علة فيه. والحديث في الصحيحين ال علة فيه.

fةy }قوله تعالى: ومنهم من قال:)اشترطي لهم(:بمعني عليهم.قالوا:ومثله wعgن fهyمy الل ]غافر: { وfل اللعنة.ونقل هذا حرملة عن الشافعي.ونقل عن المزني وهو ضعيف. [ أي:عليهم52

fهyمy }لالختصاص، وأما قوله: أما أوال: فإن قوله: )اشترطي لهم( صريح في معناه، والالم وfلyةf wعgن fهyمy } فمثل قوله: { الل gعfذfابy ل ي� }[ ، و20 ]هود: { ال gزqخ gمyهf [ ، وهو معني33]المائدة: { ل

fهyمy }قيل: صحيح؛ ليس المراد أنهم يملكون اللعنة،/ بل هنا إذا fةy وfل wعgن فالمراد أنهم { الل الدعاء عليهم باللعنة، فالمعنيان مفترقان. وقد يراد يجزون بها، وإذا قيل: عليهم، فالمراد

أي: وقعت عليهم، فحرف االستعالء غير ما أفاده حرف االختصاص، بقوله: ]عليهم[ الخبر أن أولئك ملعونون. وقوله: )اشترطي لهم( مباين لمعني اشترطي وإن كانا يشتركان في

يفسر معني اللفظ بمعني ضده ؟! عليهم، فكيف

لهم عدة واحدة، وأيضا، فعائشة قد كانت اشترطت ذلك عليهم، وقالت: إن شاؤوا عددتها ويكون والؤك لي فامتنعوا.

أعتق كان الوالء له، وأيضا، فإن ثبوت الوالء للمعتق، ال يحتاج إلى اشتراطه، بل هو إذا سواء شرط ذلك على البائع، أو لم يشرط.

شرطته، وهذا باطل. يبقي حمل الحديث على أن هذا يشعر بأن الوالء إنما يصير لهم إذا ومن تدبر الحديث تبين له قطعا أن الرسول لم يرد هذا.

كيف يأمر وأما ما دل عليه الحديث، فأشكل عليهم من جهتين: من جهة أن الرسول بالشرط الباطل. والثاني من جهة أن الشرط الباطل، كيف ال يفسد العقد.

قد علموا أن هذا وقد أجاب طائفة بجواب ثالث، ذكره أحمد وغيره؛ وهو أن / القوم كانوا وسلم، فكان وجود الشرط منهي عنه، فأقدموا على ذلك بعد نهي النبي صلى الله عليه

ا اشتراطهم كعدمه، وبين لعائشة أن اشتراطك لهم الوالء ال يضرك، فليس هو أمر]]ا للمشتري في اشتراطه، إذا أبي البائع أن يبيع إال به، ا للمشتري بالشرط، لكن إذن وإخبار]

الشراء مع اشتراط أن هذا ال يضره، ويجوز لإلنسان أن يدخل في مثل ذلك. فهو إذن في ونفس الحديث البائع ذلك، وإذن في الدخول معهم في اشتراطه لعدم الضرر في ذلك،

وهو قول ابن صريح في أن مثل هذا الشرط الفاسد، ال يفسد العقد. وهذا هو الصواب. أبي ليلي وغيره، وهو مذهب أحمد في أظهر الروايتين عنه.

لكن إن وإنما استشكل الحديث من ظن أن الشرط الفاسد يفسد العقد، وليس كذلك، هؤالء كان المشترط يعلم أنه شرط محرم ال يحل اشتراطه فوجود اشتراطه كعدمه؛ مثل

البائع القوم. فيصح اشتراء المشتري، ويملك المشتري، ويلغو هذا الشرط الذي قد علم أنه محرم ال يجوز الوفاء به.

شبهة. لكن ليس وأما أولئك القوم، فإن كانوا قد علموا بالنهي قبل استفتاء عائشة فال عشية فقال: )ما في الحديث ما يدل عليه، بل فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام

Page 113: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

شرط]ا ليس في كتاب بال أقوام يشترطون شروط]ا ليست في كتاب الل|ه ؟! من اشترط عائشة، وقد علم أولئك / الل|ه فهو باطل، وإن كان مائة شرط(، وهذا كان عقب استفتاء

الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بهذا بال ريب، وكان عقد عائشة معهم بعد هذا اإلعالم من العلم بالتحريم. وحنيئذ فال يضر فإما أن يكونوا تابوا عن هذا الشرط، أو أقدموا عليه مع

وسياقه. وال إشكال فيه ولل|ه الحمد والمنة. اشتراطه. هذا هو الذي يدل عليه الحديث

أنه شرط الزم، وأما إن كان المشترط لمثل هذا الشرط الباطل جاهال بالتحريم، ظانا مذهب أحمد، بل له فهذا ال يكون البيع في حقه الزما، وال يكون أيضا باطال. وهذا ظاهر

بزوال ملكه بهذا الفسخ إذا لم يعلم أن هذا الشرط ال يجب الوفاء به؛ فإنه إنما رضي أنفذه، كما لو ظهر الشرط، فإذا لم يحصل له فملكه له إن شاء، وإن شاء أن ينفذ البيع رهن أو ضمين فلم بالمبيع عيب، وكالشروط الصحيحة إذا لم يوف له بها، إذا باع بشرط

يأت به، فله الفسخ وله اإلمضاء.

الزم يتسلط فيه والقول بأن البيع باطل في مثل هذا ضعيف، مخالف لألصول، بل هو غير مخير بتمكينه المشتري على الفسخ، كالمشتري للمعيب وللمصراة، ونحوهما؛ فإن حقه

بإلغاء هذا الشرط، من الفسخ. وقد قيل في مذهب أحمد: إن له أرش ما نقص من الثمن األخري ال يستحق إال كما قيل مثل ذلك في المعيب، وهو أشهر الروايتين عنه. والرواية الفقهاء. وهذا أصح؛ الفسخ؛ وإنما له األرش بالتراضي، أو عند تعذر الرد، كقول جمهور

بدونه، بل له الخيار، فكذلك فإنه كما أن المشترط لم يرض إال / بالشرط، فال يلزم البيع الشرط، فإذا ألغي الشرط اآلخر لم يرض إال بالثمن المسمي، وإن كان رضي به مع

بل إن شاء فسخ البيع، وصار الوالء له، فهو لم يرض بأكثر من الثمن في هذه الصورة، وأمضي، وإن شاء فسخ البيع، فال يلزم بالزيادة، بل إذا أعطي الثمن فإن شاء اآلخر قبل

برضاه، فإنه معاوضة عن الجزء وإن تراضيا باألرش جاز، لكن ال يلزم به واحد منهما إال الفائت.

البيع في الحالل بقسطه وهكذا يقال في نظائر هذا؛ مثل الصفقة إذا تفرقت. وقيل: يصح الفسخ إذا كان لم يرض من الثمن، كما هو ظاهر مذهب أحمد؛ فإن الذي تفرقت عليه له

ببيع هذا بقسطه إال مع ذلك.

الشارع له. فما التزمه فهو وأصل العقود: أن العبد ال يلزمه شيء إال بالتزامه، أو بإلزام الشارع به فهو مما أوجب الل|ه عليه أن ما عاهد عليه، فال ينقض العهد، وال يغدر.وما أمره

ما أمر الل|ه به أن يوصل من اإليمان يلتزمه وإن لم يلتزمه، كما أوجب عليه أن يصلwذqينf }الل|ه في كتابه هذا وهذا، كقوله: بالكتب والرسل، ومن صلة األرحام؛ ولهذا يذكر ال

fونyوفy fاقf ي gمqيث qنقyضyونf ال f ي |هq وfال qعfهgدq الل ب

fن qهq أ |هy ب مfرf اللf fصqلyونf مfا أ wذqينf ي yوصfلf وfال [ .21، 20 ]الرعد: { ي

اإلنسان فقد التزمه، فما أمر الل|ه به أن يوصل فهو إلزام من الل|ه به، وما عاهد عليه/ مخالف]ا لكتاب الل|ه. فمن فعليه أن يوفي بعهد الل|ه، وال ينقض الميثاق إذا لم يكن ذلك

يستحل ما حرم الل|ه، كالذي يبيع اشترط شرطا مخالف]ا لكتاب الل|ه؛ مثل أن يريد به أن أو يبيع غيره مملوكا ويشرط أن األمة أو يعتقها ويشرط وطأها بعد خروجها من ملكه،

ويشرط أن يكون النسب لغير األب، أو يكون والؤه له ال للمعتق، أو يزوج أمته أو قرابته ألبيه، والوالء لحمة كلحمة النسب. فمن يكون النسب له، فالل|ه قد أمر أن يدعي الولد

فعليه لعنة الل|ه والمالئكة والناس أجمعين. وثبت ادعي إلى غير أبيه، أو تولي غير مواليه عليه وسلم: أنه نهي عن بيع الوالء وعن هبته. ولهذا كان في الصحيح عن النبي صلى الله

يورث أيضا، ولكن يورث به كالنسب، ويكون الوالء للكبر، فقد تبين عند جمهور العلماء ال جاء، والل|ه أعلم. أن الحديث حق كما

Page 114: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

أحق الشروط أن وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )إن النكاح أولي منها في توفوا به ما استحللتم به الفروج(، وهذا يبين أن الوفاء بالشروط في

مخالف]ا لكتاب الل|ه، مثل البيع؛ ولهذا قال كثير من السلف والخلف: إنه إذا اشترط شرط]اغار وغيره. أن يشترط أن يتزوجها بال مهر، أو بمهر محرم، فهذا نكاح باطل، كنكاح الش�

وهذا مذهب مالك وأحمد في إحدى الروايتين.

الصحابة؛ فإنهم أشغروا وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الشغار، وأبطله/ وهو قول مالك وغيره. النكاح عن مهر. هذا هو العلة في نصوص أحمد المشهورة عنه، في البضع. واألول أصح. وعند طائفة من أصحابه: العلة ما قاله الشافعي، وهو التشريك

من الزوجين ملك بضع امرأة وهذا ال معني له؛ فإن البضع لم يحصل فيه اشتراك، بل كل الحرة لم تملك بضع المرأة، بال شركة، وإن كان قد جعل صداقها بضع األخري، فالمرأة

لوليها ما تستحقه من المهر، فوليها وال يمكن هذا؛ فإن امرأة ال تتزوج امرأة، ولكن جعلت البضع، وهي لم تملك شيئا؛ فلهذا كان هو الذي ملك البضع، وجعل صداقها ملك وليهاا. والمكان الشاغر الخالي. وشغرت هذه الجهة، أي خلت. ومن أصدقت شيئا ولم شغار]

وأعطيت بدله، كما في البيع وأولي: )فإن أحق يحصل لها ما أصدقته لم يكن النكاح الزما، الفروج(. الشروط أن توفوا به ما استحللتم به

الذي لم ترض به، ومن التزمت بالنكاح من غير أن تحصل ما رضيته، فقد التزمت بالنكاح فإنه ال يجوز في النكاح وهذا خالف الكتاب والسنة. وإذا كان مثل هذا ال يجوز في البيع،

التزمته، وإنما يجب على اإلنسان أولي. والشارع لم يلزمها النكاح على هذا الوجه، وال هي فال معني / اللتزامها بنكاح لم ترض ما يجب بإلزام الشارع، أو بالتزامه، وكالهما منتف،

به.

النكاح، وإذا شرط وقول من قال: المهر ليس بمقصود، كالم ال حقيقة له؛ فإنه ركن في به ما استحللتم به فيه كان أوكد من شرط الثمن؛ لقوله: )إن أحق الشروط أن توفوا

بالمهور؛ وإنما ينعقد النكاح بدون الفروج(. واألموال تباح بالبدل، والفروج ال تستباح إال ينصرف إلى مهر المثل، وكذلك البيع على فرضه وتقريره، ال مع نفيه. والنكاح المطلق

بالسعر فال فرق، كما قد بسط في الصحيح ـ وهو إحدى الروايتين عن أحمد ـ ينعقد مواضع.

المهر. أي بدون والذي يثبت بالكتاب والسنة واإلجماع أن النكاح ينعقد بدون فرضfا مfا }تقديره، ال أنه ينعقد مع نفيه، بل قد قال تعالى: qمgن وfاجqهqمg وfمfا قfدg عfل gزf fا عليهمg فqي أ ضgن fرfف

gمyهy gمfان fي fتg أ fك [ ، لما جوز للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بال مهر50]األحزاب: { مfل عليهم أال يتزوجوا بال مهر. وكذلك دل عليه القرآن في غير موضع، فال بد من مهر فرض

مسمي مفروض، أو مسكوت عن فرضه، ثم إن فرض ما تراضيا به، وإال فلها مهر نسائها،وfع بنت واشق. وأين هذا من هذا ؟! كما gرf قضي به النبي صلى الله عليه وسلم في ب

ا يتناكحون مطلقا، وقد تراضوا بالمهر المعتاد في مثل ذلك، وهو مهر المثل، والناس دائم] األوقات، كما كما يتبايعون دائم]ا، وقد تراضوا بالسعر الذي يبيع به البائع في / مثل تلك

والفومي وغير ذلك، يشترون الخبز واألدم والفاكهة واللحم وغير ذلك من الخباز واللحام وهو ما ساغ به مثل وقد رضوا أن يعطيهم ثمن المثل، وهو السعر الذي يبيع به للناس، أحمد، وإن كان في تلك السلعة في ذلك المكان والزمان، وهذا البيع صحيح، نص عليه

مذهبه نزاع فيه.

فصل

ما حرمه الل|ه ورسوله، وأصل الدين: أنه ال واجب إال ما أوجبه الل|ه ورسوله، وال حرام إال الل|ه ورسوله، وال مستحب إال ما وال مكروه إال ما كرهه الل|ه ورسوله، وال حالل إال ما أحله

Page 115: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ورسوله، والحرام ما حرمه الل|ه ورسوله، والدين أحبه الل|ه ورسوله. فالحالل ما حلله الل|ه الل|ه على المشركين وغيرهم ما حللوه أو حرموه أو ما شرعه الل|ه ورسوله؛ ولهذا أنكر

الل|ه. شرعوه من الدين بغير إذن من

والتوحيد على كل أحد. وقد والذي يوجبه الل|ه على العبد قد يوجبه ابتداء؛ كإيجابه اإليمان يوجبه؛ كالوفاء بالنذر يوجبه؛ ألن العبد التزمه وأوجبه على نفسه، ولوال ذلك لم

والطالق، ونحو ذلك، إذا لم للمستحبات. وبما التزمه في العقود المباحة؛ كالبيع والنكاح]ا. وقد يوجبه لألمرين؛ كمبايعة الرسول على السمع والطاعة له، وكذلك مبايعة يكن / واجب

الل|ه به ورسوله. أئمة المسلمين، وكتعاقد الناس على العمل بما أمر

باإليمان، وشهادة أن ال ونفس التزام شرائع اإلسالم من هذا الباب. فإن المؤمن التزمها عليه الوفاء بموجبها، وهو إله إال الل|ه وأن محمد]ا رسول الل|ه؛ فإن هذه الشهادة توجب

وأمر به؛ ألنه قد بلغ عن الل|ه أن تصديق الرسول فيما أتي به عن الل|ه، وطاعته فيما أوجبه مبسوطة في مواضع. طاعته طاعته، ومعصيته معصيته. وهذه األصول

له، أو بالتزامه إياه. والمقصود هنا أنه إذا كان أصل الشرع أنه ال يلزمه إال بإلزام الشارع ومن الفقهاء من يوفي به. فإذا تنازع الفقهاء في فرع من فروع هذا األصل رد اليه.

كان الغالب عليه الوفاء به ومنهم من ال يوفي به، بل ينقضه في كثير من المسائل، وإن فيه[ . في أكثر المسائل، ومن ذلك ]مسائل النكاح والشروط

الدليل على خالفه. فإن القاعدة أيض]ا: أن األصل في الشروط الصحة واللزوم، إال ما دل صحته؛ لحديث عائشة. وقد قيل: بل األصل فيها عدم الصحة، إال ما دل الدليل على

بالعقود والعهود، وذم الغدر واألول هو الصحيح؛ فإن الكتاب والسنة قد دال على الوفاء وشرطه، فإذا كان المشروط /والنكث؛ ولكن إذا لم يكن المشروط مخالف]ا لكتاب الل|ه

قوله صلى الله عليه وسلم: مخالفا لكتاب الل|ه وشرطه كان الشرط باطال. وهذا معني مائة شرط، كتاب الل|ه أحق، )من اشترط شرطا ليس في كتاب الل|ه فهو باطل،وإن كان

وشرط الل|ه أوثق(.

كتاب الل|ه( أي: ليس فإن قوله: )من اشترط شرطا( أي: مشروطا، وقوله: )ليس في الوالء لغير المعتق، والنسب المشروط في كتاب الل|ه، فليس هو مما أباحه الل|ه، كاشتراط

ذلك مما لم يبحه الل|ه بحال. ومن لغير الوالد، وكالوطء بغير ملك يمين، وال نكاح، ونحو الل|ه أحق،وشرط الل|ه أوثق(. وهذا إنما يقال: ذلك تزوج المرأة بال مهر؛ ولهذا قال: )كتاب

الل|ه وشرطه، فيجب تقديم كتاب الل|ه وشرطه، ويقال: إذا كان المشروط يناقض كتاب|ه أوثق(. )كتاب الل|ه أحق، وشرط الل

فليس هو وأما إذا كان نفس الشرط والمشروط لم ينص الل|ه على حله، بل سكت عنه، فقوله: )من مناقضا لكتاب الل|ه وشرطه، حتى يقال: )كتاب الل|ه أحق، وشرطه أوثق(،

وسواء قيل: المراد من اشترط شرطا ليس في كتاب الل|ه( أي: مخالف]ا لكتاب الل|ه. خالفه اآلخر، بخالف ما الشرط المصدر، أو المفعول؛ فإنه متي خالف أحدهما كتاب الل|ه

سكت عنه. فهذا أصل.

به،فقد التزما ما حرمه واألصل الثاني: أن الشرط المخالف لكتاب الل|ه إذا لم يرضيا إال/ أو جاهلين، وإن اشترطه أحدهما الل|ه. فال يلزم، كما لو نذر المعصية. وسواء كانا عالمين

العقد إال أن يكون التزمه لل|ه، فيلزمه على اآلخر يعتقد جوازه فلم يرض إال به، فال يلزمه والوصية، وغير ذلك مما تتفرق فيه الصفقة. ما كان لل|ه؛ دون مالم يكن؛ كالنذر، والوقف،

بريرة،شرطه باطل، وال يبطل العقد. وإن عرف أنه حرام وشرطه فهو كشرط أهل

Page 116: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الفقهاء من أبطل شروطا وال فرق في ذلك بين النكاح والبيع، وغير ذلك من العقود. فمن قالوا: يبطل، ويصح النكاح بدونه، كثيرة في النكاح بال حجة. ثم الشرط الباطل في النكاح

النكاح أوكد منها في البيع؛ لقوله صلى والمشترط للنكاح لم يرض إال به، والشروط في به ما استحللتم به الفروج(. فلزمهم من الله عليه وسلم: )إن أحق الشروط أن توفوا

الخلق بشيء لم يلتزموه، وال ألزمهم الل|ه به. مخالفة النصوص في مواضع كثيرة، وإلزام ورسوله. ثم قد يتوسعون في الطالق الذي يبغضه فأوجبوا على الناس مالم يوجبه الل|ه

يحرمه الل|ه ورسوله، ثم يبيحون ذلك بالعقود الل|ه، فيحرمون على الناس ما لم فيحللون مالم يحلله الل|ه ورسوله. المشروطة فيها الشروط الفاسدة.

إذا شرط أنه يطلقها / مثال ذلك: أن شرط التحليل في العقد شرط حرام باطل باالتفاق. النكاح إذا مضي إذا أحلها، وكذلك شرط الطالق بعد أجل مسمي. فشرط الطالق في فإن الل|ه لم يبح األجل أو بعد التحليل شرط باطل باالتفاق، مع القول بتحريم المتعة،

يصح العقد، ويبطل النكاح إلى أجل، ولم يبح نكاح المحلل. فقال طائفة من الفقهاء: ويكون العقد الزما. الشرط، كما يقوله أبو حنيفة والشافعي، وأحمد في إحدى الروايتين.

فقالوا: إذا قال: تزوجتها إلى شهر، ثم كثير من هؤالء فرق بين التوقيت، وبين االشتراط.فfر، وخرج وجها في مذهب فهو نكاح متعة، وهو باطل. وطرد بعضهم yالقياس. وهو قول ز

كما قالوا: يلغو الشرط. أحمد: أنه يصح العقد، ويلغو التوقيت،

كمـا لـو قال في ولو قال في نكاح التحليل: على أنك إذا أحللتهـا طلقهـا، فهـو شرط، بينكما. فقيل: فيه قوالن المتعـة: على أنه إذا انقضي األجل طلقها. وإن قال: فال نكاح

فيصح النكاح. وقيل: بالتوقيت، فيبطل للشافعي، وغيـره. قيـل: يلحـق بالشـرط الفاسد، النكاح.

أحمد.قيل: يصح العقد ولو شرط الخيار في النكاح، ففيه ثالثة أقوال:هي ثالث روايات عن الشرط.فاألظهر في هذا الشرط أنه والشرط.وقيل:يبطالن.وقيل:يصح العقد دون

بدونه؛فإن األصل في الشرط الوفاء،وشرط يصح.وإذا قيل ببطالنه، لم يكن العقد الزما يبني /على أصل.وهو: أن شرط الخيار في الخيار مقصود صحيح،السيما في النكاح. وهذا

بطالنه،لكن جوز ثالثا على خالف األصل؟فاألول قول أئمة البيع:هل األصل صحته،أو األصل أبي ليلي،وأبي يوسف، ومحمد.والثاني قول أبي حنيفة الفقهاء؛مالك،وأحمد،وابن

أكثر العقود:النكاح وغيره. والشافعي؛ولهذا أبطال الخيار في

أحمد. وأصحاب وكذلك تعليق النكاح على شرط، فيه ثالثة أقوال، هي ثالث روايات عن غيره، مثل الشافعي وأحمد يفرقون في النكاح بين شرط يرفع العقد كالطالق، وبين

اشتراط عدم المهر، أو عدم الوطء أو عدم القسم، وفي مذهب أحمد خالف في شرط عدم المهر، ونحوه.

به، وإذا لم يوف به والصواب أن كل شرط: فإما أن يكون مباح]ا فيكون الزم]ا يجب الوفاء يجعل النكاح الزم]ا مع عدم ثبت الفسخ، كاشـتراط نوع أو نقـد في المهـر. وال يجـوز أن

في البيع، وكالمعيب؛ فإنه الوفاء، بل يخير المشترط بين إمضائه وبين الفسخ، كالشروط الجمهور. قال طائفة من المدنيين، يرد بالعيب في البيع باالتفاق، وكذلك في النكاح عند

يقبل الفسخ، فلم يجوزوا فسخه بعيب وال وغيرهم، ال ترد الحرة بعيب، وقالوا: النكاح ال اإليالء على المولي إما الفيأة، وإما الطالق. شـرط. ثم هم وسائر المسلمين يوجبون في

]ا أو مجبوبا، وهم يقولون: /يقع الطالق عقب �ين ن qانقضاء المدة إذا لم يفئ وإذا كان الزوج ع الفسخ، لكن قالوا: المرأة ال يمكنها الطالق. والجمهور على ثبوت فعامتهم على أن لها

والجذام والبرص، كما قاله عمر بن الخطاب،ثم خص الفسخ كثير منهم بما الخيار بالجنون كما أبطلوا النكاح بالشرط الذي يرفع العقد. وتفصيل هذا له موضع آخر. يمنع النكاح،

Page 117: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

خالف كتاب الل|ه. والمقصود هنا أن مقتضي األصول والنصوص: أن الشرط يلزم، إال إذا]ا وإذا كان الزما لم يلزم العقد بدونه. فالمسلمون كلهم يجوزون أن يشترط في المهر شيئ

يقولون: إذا تعذر تسليم المهر لزم معينا، مثل هذا العبد، وهذه الفرس، وهذه الدار، لكن جهته. وهذا ضعيف، مخالف لألصول، فإن لم بدله، فلم يملك الفسخ، وإن كان المنع من فال أقل من أن تمكن المرأة من الفسخ؛ فإنها يقل بامتناع العقد فقد يتعذر تسليم العقد،

فلها الفسخ. وهم يقولون: المهر ليس هو لم ترض وتبح فرجها إال بهذا، فإذا تعذر مقصود، والمهر أوكد من الثمن، لكن هنا المقصود األصلي. فيقال: كل شرط فهو

البيع فإنهما عاقدان، غير معقود عليهما، الزوجان معقود عليهما، وهما عاقدان، بخالف الفسخ وبين المطالبة بالبدل، كالعيوب في وهذا يقتضي أنه إذا فات فالمرأة مخيرة بين باقيين، فالفائت جزء من المعقود عليه فهو البيع، لكون المعقود عليه ـ وهما الزوجان ـ

القبض يوجب الفسخ، وال يبطل العقد. هذا كالعيب الحادث / في السلعة قبل التمكن من مقتضي األصول والنصوص والقياس.

الزما؛ بل إن رضي وإن كان الشرط باطال، ولم يعلم المشترط ببطالنه، لم يكن العقد يرض به، وال ألزمه بدون الشرط وإال فله الفسخ. هذا هو األصل، وأما إلزامه بعقد لم

أنزل الل|ه به الكتاب، الشارع أن يعقده، فهذا مخالف ألصول الشرع، ومخالف للعدل الذي قالوا: فال يفسخ النكاح وأرسل به الرسل. وهم جعلوا األصل أن الحرة ال ترد بعيب ـ

بال تقدير مهر، فيصح مع نفي بفوات الشرط؛ ألنهما من جنس واحد، وقالوا: يصح النكاح المهر، فيصح مع كل الشروط الفاسدة.

إذا اعتقد عدم وأما صحته بدون فرض المهر، فهذا ثابت بالكتاب والسنة واإلجماع، لكن مذهب أحمد وجوب المهر،فإن المهر المطلق مهر المثل، وأما مع نفيه ففيه قوالن في

الصواب وغيره. والقول بالبطالن قول أكثر السلف، كما في مذهب مالك وغيره. وهو لداللة الكتاب والسنة عليه، وحديث الشغار.

الفسخ بفوات الشرط قالوا: فثبت الفرق بين النكاح والبيع من هاتين الجهتين: عدم بفـوات الشرط الصحيح، الصحيح،والصحة مع الشرط الفاسـد. فيقال:/أمـا عـدم الفسخ الشارع البتة، بل متي وقول من قال: ال ترد الحرة بعيب. فهذا ليس له أصل في كالم

ا وفات، فلمشترطه الفسخ. ثم الشرط المتقدم على العقد هل هو كان الشرط صحيح] أحمد ومالك، ووجه كالمقارن له؟ فيه قوالن. والصحيح أنه كالمقارن، وهو ظاهر مذهب

العالنية، وإن في مذهب الشافعي، يخرج من السر والعالنية، وأحمد يوجب ما سمي فيا، ويأمرهم أن يوفوا بما شرطوا كان دون ما اتفق عليه في السر، لكن يوجب ذلك ظاهر]

له، فعلى هذا لم يحكم بالسر لعدم ثبوته، وإن ثبت حكم به.

والنكاح مبناه على اإلعالن وإن قيل: ال يحكم به مطلق]ا، فألنهم أظهروا خالف ما أبطنوه، النكاح والبيع وغيرهما، فهذا ال على اإلسرار، وهذا بخالف شرط لم يظهروا ما يناقضه في

إذا قال في النكاح: إنه يؤخذ بالسر، يجب الوفاء به عنده، وهو يؤثر في العقد. والشافعي ففي غيره أولى.

شرط]ا فاسد]ا؛ وأما صحته مع الشرط الفاسد، فاألصل فيه عدم تقدير المهر، وليس هذا ولم يفرض بدليل أن الشرط الفاسد ال يحل اشتراطه، وهذا النكاح حالل، فلو تزوجهاا، لكن على عادة الناس أنه البد لها من مهر؛ إما أن يتراضيا، وإما أن يكون لها مهر مهر]

الفاسدين فرقوا / نسائها، فهذا النكاح حالل ليس فيه شرط فاسد. فمن ذينك القياسينا، كما بين النكاح والبيع، وألزموا الناس بنكاح لم يرضوا به وإن شرطوا فيه شرط]ا صحيح]

ألزموا الرجل بنكاح المرأة المعيبة، وهو لم يرض بنكاح معيبة.

Page 118: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الفرج المانعة من فإن قيل: فلم فرق بين عيوب الفرج وغيرها؟ قيل:قد علم أن عيوب اللون والطول والقصر الوطء ال يرضي بها في العادة؛فإن المقصود بالنكاح الوطء،بخالف

األمة،والزوج قد رضي رضا ونحو ذلك مما ترد به األمة؛فإن الحرة ال تقلب، كما تقلب قوالن في مذهب الشافعي مطلق]ا، وهو لم يشرط صفة فبانت بدونها.فإن شرط ففيه

والشرط إنما يثبت لفظ]ا وأحمد.والصواب أنه له الفسخ، وكذا بالعكس،وهو مذهب مالك، العيوب، وكذلك في النكاح أو عرف]ا،وفي البيع دل العرف على أنه لم يرض إال بسليم من

ال أصله ـ فيه قوالن في لم يرض بمن ال يمكن وطؤها، والعيب الذي يمنع كمال الوطء ـ تنضبط فيه أغراض مذهب أحمد،وغيره.وأما ما يمكن معه الوطء وكمال الوطء فال

الناس.

ألقي الله في قلب أحدكم والشارع قد أباح، بل أحب له النظر إلى المخطوبة، وقال: )إذا وقال لمن خطب امرأة من خطبة امرأة، فلينظر إليها، فإنه أحري أن يؤدم بينهما(،

]ا(، وقوله: )أحري أن يؤدم بينهما( يدل على األنصار: انظر إليها، فإن في أعين األنصار شيئ وأن النكاح يصح وإن لم يرها، فإنه لم يعلل الرؤية أنه إذا /عرفها قبل النكاح دام الود،

أن الرؤية ال تجب. وأن النكاح يصح بدونها، وليس من بأنه يصح معه النكاح. فدل على يصفوا المرأة المنكوحة بذلك، بخالف البيع؛ فإنه إما أال عادة المسلمين وال غيرهم أن

الرؤية، وإن كان قد ذكر في مذهب أحمد رواية ضعيفة أنه يصح يصح، وإما أن يملك خيار يثبت خيار. بال رؤية وال صفة، وال

بهن في العادة على وهذا الفرق إنما هو للفرق بين النساء واألموال: أن النساء يرضي المقصود بها التمول، الصفات المختلفة، واألموال ال يرضي بها على الصفات المختلفة؛ إذ

واالستمتاع، وذلك يحصل مع وهو يختلف باختالف الصفات، والمقصود بالنكاح المصاهرة، أما إذا عرف أنه لم يرض اختالف الصفات. فهذا فرق شرعي معقول في عرف الناس.

به مخالف لألصول. ولو الشتراطه صفة فبانت بخالفها، وبالعكس، فإلزامه بما لم يرض ذلك. كان هو المفرط، حيث لم قال: ظننتها أحسن مما هي أو ما ظننت فيها هذا، ونحو

الشرع وال العادة أن توصف له يسأل عن ذلك، ولم يرها، وال أرسل من رآها. وليس من الحرائر عن ذلك، وأحب سترهن؛ في العقد، كما توصف اإلماء في السلم؛ فإن الله صان

ا، فإذا كن ال يباشرن العقد، فكيف يوصفن؟ وأما الرجل ولهذا نهيت المرأة أن تعقد نكاح] الرد، والمرأة إذا فرط الزوج فأمره ظاهر،/ يراه من يشاء فليس فيه عيب يوجب

فالطالق بيده.

، خال اإلباق،اإلبراء من سائر العيوب وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل ابتاع عبد]ا بشرط البائع؟ فلما ابتاعه هرب عنه، فما يلزم

فأجاب:

ا باإلباق قبل البيع، فهذا عيب يستحق الرد. وإذا كان البائع قد كتم هذا العيب إن كان مقر] بجميع الثمن، كما هو حتي أبق عند المشتري، فإن المشتري في أحد القولين يطالبه،.مذهب مالك وأحمد في إحدى الروايتين عنه، بل هو المنصوص

باب الخيار

]ا سئل ـ رحمه الله ـ عن رجلين تبايعا ، وشرطا لكل واحد منهما فسخ البيععين شرع]ا: فهل يعتبر الخيار في اإلمضاء والفسخ؟ أو في الفسخ وإمضاءه في مدة معتبرة

ذكر اإلمضاء لغو]ا أو ال يعتبران مع]ا؟ فإن قيل: إن ذكر اإلمضاء لغو دون اإلمضاء؟ ويكون أحدهما كالم. وإن قيل: إنهما يعتبران، ولكل من اللفظين أثر في الحكم، فإذا اختار فال

Page 119: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

أفتونا اإلمضاء واآلخر الفسخ، فهل القول قول من اختار الفسخ، أو السابق منهما؟ مأجورين.

فأجاب:

البيع فله فسخه الحمد لله رب العالمين، إذا كان األمر كما ذكر، واختار أحدهما فسخ يقصد به ترك بدون رضي اآلخر، ولو سبق اآلخر باإلمضاء. واإلمضاء المقرون بالفسخ انقضاء المدة، ال الفسخ: أي لكل منهما أن يفسخه، وأال يفسخه؛ فإنه إذا لم يفسخاه إلى

لآلخر الفسخ، وهو قد / يقصد به التزام اآلخر بالعقد؛ ألن تفسيره بذلك ينافي أن يكون جعل لكل منهما الفسخ.

كان ذلك صحيح]ا، وإن أراد بإمضائه: إمضاءه هو العقد، بمعني إسقاط حقه من الخيار، مثل هذه ولكن إذا سقط خياره لم يسقط خيار اآلخر، ولكن المعني المعروف في

أمضاه. ونظير هذا العبارة: أن لكل منهما أن يفسخه، وأال يفسخه. وإذا لم يفسخه فقدyمy }قوله تعالى: wقgت qذfا طfل حyوهyنw وfإ ر� fس gو

f وف� أ yرgعfمq yوهyنw ب ك qسgمf fهyنw فfأ ل fج

f fغgنf أ fل اء فfب fسw وف� الن yرgعfمq { ب ال يحبسها. وال يحتاج التسريح إلى [ ، فإن التسريح هو ترك اإلمساك، بحيث231]البقرة:

إحداث إمضاء. والله أعلم. إحداث طالق، كذلك إمضاء العقد ال يحتاج إلى

، فنادي عليه الدالل، فزاد نصف درهم، فراحيبيعه وسئل عن رجل أعطى نطع]ا لدالل الحسبة، فقال له: هذا صاحب النطع زاد فيه نصف درهم، فطلبه، وقيل الدالل إلى نائب

وحلف بالطالق ـ خوف]ا على نفسه وإزالة ما في صدور من سمعه ـ وأنه له ذلك، فأنكر فهل يقع به الطالق؟ حلف أنه ما فعله،

فأجاب:

ا، وهو شر / من التاجر الذي ليس بمالك، وهو المالك إذا زاد في السلعة كان ظالما ناجش] يبطل البيع، وأما البائع الذي يزيد في السلعة وال يقصد شراءها؛ ولهذا لو نجش أجنبي لم أحمد وغيره. ومثل هذا إذا ناجش، أو واطأ من ينجش، ففي بطالن البيع قوالن في مذهب

]ا فاجرة، وليس فعله ينبغي تعزيره على أمرين: على نجشه، وعلى حلفه بالطالق يمينا له في اليمين الفاجرة. المحرم عذر]

، ويبيعها بأزيد من القيمةكثير وسئل ـ رحمه الله تعالى ـ عمن يسوم السلعة بثمن بالقيمة، هل يجوز ذلك أم ال؟ المعتادة، وقد يكون المشتري جاهال]

فأجاب:

]ا أما إذا كان المشتري مسترسال ـ وهو الجاهل بقيمة المبيع ـ لم يجز للبائع أن يغبنه غبنا يخرج عن العادة، بل عليه أن يبيعه بالقيمة المعتادة، أو قريب ]ا فاحش] منها. فإن غبنه غبن

الحديث: )غبن المسترسل ربا(. فللمشتري الخيار في فسخ البيع وإمضائه. فقد روي في وسلم نهى عن تلقي الجلب حتي يهبط به وثبت في الصحاح: أن النبي صلى الله عليه ألن البائع قبل أن يهبط السوق يكون جاهال] السوق. وأثبت الخيار للبائع إذا هبط. وذلك

وسلم عن أن يخرج المشتري إليه، ويبتاع منه؛ بقيمة السلع، فنهى النبي صلى الله عليه له الخيار إذا علم بحقيقة الحال. لما في ذلك من تغريره والتدليس. وأثبت

مثل أن يسام سوم]ا فهكذا كل من كان جاهال] بالقيمة،ال يجوز تغريره والتدليس عليه؛/ ا عن العادة ليبذل ما يقارب ذلك، بل يباع البيع ا خارج] المعروف غير المنكر. والله كثير]

أعلم.

Page 120: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

وسئل عن بيع المسترسل؟

فأجاب:

ال يجوز ألحد أما البيع فال يجوز أن يباع المسترسل إال بالسعر الذي يباع به غيره، العلماء بالثلث. استرسل إليه أن يغبن في الربح غبنا يخرج عن العادة. وقد قدر ذلك بعض

فما جرت به عادتهم وبعضهم بالسدس. وآخرون قالوا: يرجع في ذلك إلى عادة الناس، من الربح على المماكسين يربحونه على المسترسل.

الجاهل بقيمة والمسترسل قد فسر بأنه الذي ال يماكس، بل يقول: خذ أعطني، وبأنها، ال هذا وال هذا، وفي الحديث )غبن ]ا فاحش] ]ا(. المبيع، فال يغبن غبن المسترسل رب

سوق المسلمين، ومن علم منه أنه يغبنهم فإنه يستحق العقوبة، بل يمنع من الجلوس في ويأخذ الثمن، وإذا حتي يلتزم طاعة الله ورسوله، وللمغبون أن يفسخ البيع فيرد السلعة

فليتصدق بمقدار ما تاب هذا الغابن الظالم ولم يمكنه أن يرد إلى المظلومين حقوقهم ظلمهم به وغبنهم؛/ لتبرأ ذمته بذلك من ذلك.

بها السلع في غالب و]بيع المساومة[ إذا كان مع أهل الخبرة باألسعار التي يشترون أكثر من غيره، وكذلك األوقات، فإنه يباع غيرهم كما يباعون، فال يربح على المسترسل عليه مثل ما يربح على المضطر الذي ال يجد حاجته إال عند هذا الشخص، ينبغي أن يربح

)نهى عن بيع المضطر(. غير المضطر؛ فإن في السنن: أن النبي صلى الله عليه وسلم ما عنده من الطعام إلى ولو كانت الضرورة إلى ماال بد منه؛ مثل لو يضطر الناس ولهم أن يأخذوا ذلك منه بالقيمة واللباس، فإنه يجب عليه أال يبيعهم إال بالقيمة المعروفة،

والله أعلم. المعروفة بغير اختياره، وال يعطوه زيادة على ذلك.

وقـال:

فصل

على غيره وبيع المغشوش الذي يعرف قدر غشه، إذا عرف المشتري بذلك، ولم يدلسه الذي يخلط جائز، كالمعاملة بدراهمنا المغشوشة. وأما إذا كان قدره مجهوال] كاللبن

مغشوش. بالماء، وال يقدر قدر الماء، فهذا منهى عنه، وإن علم المشتري أنه

ا لم يحرم عليه من الثمن إال مقدار ثمن الغش، فعليه/ أن يعطيه ومن باع مغشوش]ا بعشرة، ]ا مغشوش] وقيمته لو لصاحبه، أو يتصدق به عنه إن تعذر رده، مثل من يبيع معيب إليه كان سالما عشرة، وبالعيب قيمته ثمانية. فعليه إن عرف المشتري أن يدفع والله أعلم. الدرهمين إن اختار، وإال رد إليه المبيع، وإن لم يعرفه تصدق عنه بالدرهمين.

]ا، يدخلون ، يسمونهفيه صوف]ا ال ينتفع به وسئل ـ رحمه الله ـ عن قوم يعملون عبيا منهم، ويبيعونه على أنه صوف جيد، وربما ]السالقة[ فيخلطونه بمشاق الكتان تدليس] على المشتري، فما يجب على صانعه؟ وهل يتجر فيه عرفه التاجر، لكن التاجر يكتم ذلك

نفس عمله؟ وما يجب على من عمل ذلك من ويكتمه عن مشتريه؟ وما حكمه في إذا كانوا يخلطون المشاق في الصوف المسلمين؟ وما يجب على والة األمور في ذلك

إليه؟ األبيض، وقد نهوا عن ذلك غير مرة، ويعودوا

فأجاب:

Page 121: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

]ا، الحمد لله، ليس للصانع أن يصنع ذلك، وال للبائع أن يبيعه، ولو علم المشتري أن فيه عيب وسلم: أنه نهى أن فإن مقدار الغش غير معلوم. وقد روي عن النبي صلى الله عليه للشرب جاز، وأما للبيع يشاب / اللبن بالماء للبيع بخالف الشرب، فإذا خلط اللبن بالماء مقدار الخلط، فيبقي البيع فال، ولو علم المشتري أنه مخلوط بالماء؛ ألن المشتري ال يعلم

، وهو غرر. وهكذا كل ما كان من المغشوش الذي ال يعلم قدر غشه، فإنه ينهى مجهوال] األبيض، وكل ما كان من عن بيعه، وعن عمله لمن يبيعه، وكذلك خلط المشاق بالصوف

فإنه ينهى عن ذلك. الغش في المطاعم والمالبس وغير ذلك إذا لم يعلم مقدار الغش،

صنع مثل هذا وقد أفتي طائفة من العلماء من أصحاب مالك، وأحمد، وغيرهما: أن من كما شق فإنه يجوز أن يعاقب بتمزيق الثوب الذي غشه، والتصدق بالطعام الذي غشه،

النبي ظروف الخمر وكسر دنانها، وكما أمر عمر وعلى ـ رضي الله عنهما ـ بتحريق المكان الذي يباع فيه الخمر، وقد نص عليه أحمد وغيره، وكما أمر النبي صلى الله عليه

وسلم عبد الله بن عمر أن يحرق الثوبين المعصفرين، رواه مسلم في صحيحه. وكما موسي ـ عليه السالم ـ العجل، ولم يعده إلى أهله، وكما تكسر آالت المالهي. حرق

هذه متعددة. وهي مبنية على أن العقوبات في األموال تتبع حيث جاءت بها ونظائر كالعقوبات باألبدان. الشريعة،

، فكما أن البدن إذا وادعي طائفة من العلماء أن ذلك منسوخ، وال حجة معهم بذلك أصال] األصنام المنحوتة ـ قام به الفجور قد يتلف، فالمال الذي قام / به صنعة الفجور ـ مثل

األصنام، وكذلك من صنع يجوز تكسيرها وتحريقها، كما حرق النبي صلى الله عليه وسلم صنعة محرمة من طعام أو لباس ونحو ذلك. والله أعلم.

ثم باع الباقي لعمرو ـ من ملكه: الثلث، والثلثين لزيد، وسئل عن دار لرجل باع ثلثها ومن حقوقها قناة ظـهرت مستحقة النقل، واإلزالة، بحكم بالوكالة عن زيد، وتوفي زيد ـ

إلحداث زيادة كثيرة من البناء: فهل يجب أرش القناة على تعدي ضررها للغير، وتعذر الرد فهل يطلب بأرش الحصة التي باعها بالوكالة عن المشتري منه؟ البائع لعمرو؟ وإذا وجب،

عن نفسه؟ أم يختص الطلب بما باعه

فأجاب:

ـ سقط من األرش الواجب بسبب العيب في الثمن ـ إن كان الثمن لم يقبضه المشتري باألرش. ثم الوكيل الثمن قدر األرش. وإن كان قبضه للبائع أو وكيله فله أن يطالب البائع فيجوز مطالبته به. إن ضمن عهدة البيع، أو لم يسم موكله في العقد فهو ضامن لألرش،

]ا لذلك؟ على قولين للعلماء في وإن سماه في العقد، ولم يضمن العهدة فهل يكون ضامن مذهب أحمد، وغيره. والله أعلم.

/

شخصين باعها أحدهما عن وسئل ـ قدس الله روحه ونور ضريحه ـ عن دار بينا، ، وعن شريكه بالوكالة لشخص آخر، ثم إننفسه المشتري بني فوق ما اشتراه بناء كبير]

الجدار، وسرت النداوة إلى القبر، فرفع مالك ومن حقوقه قناة مالصقة جدار تربة، فندت التربة المشتري للحسبة، فشهدت البينة أر

على الجدار، وأنه باب الخبرة بتندية الجدار، ووصول ذلك إلى القبر، وأن القناة محدثة المشتري من البناء ضرر يجب إزالتها من مكانها، فألزم المشتري بنقلها، فهل ما أحدثه

ثبت، فهل هو على الفور والهدم يمنع الرد؟ أم ال؟ وإذا منع، فهل يثبت األرش؟ وإذا ألزم بهدمه وهدمه هل يسقط يسقط بتأخيره؟ أم على التراخي فال يسقط بالتأخير؟ وما

Page 122: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بطلب األرش، ثم تصرف بعد أرشه، أم ال؟ وإن قيل: إنه على الفور، فأشهد على نفسه المطالبة للوكيل بما باعه من ذلك اإلشهاد، فهل يسقط أم ال؟ وإذا كان له ذلك. فتكون

ملكه، وملك موكله، أم ملكه فقط؟

فأجاب:

بإزالة ما ال يجوز أما القناة إذا كانت محدثة حيث ال يجوز إحداثها، فإنه يلزم محدثها ال يجوز إزالته، فتبين إحداثه. والمشتري إن لم يعلم بذلك بل / اعتقد أن هذا حق للملك،

]ا. األمر بخالف ذلك كان هذا عيب

األرش دون الرد في فإذا بني في العقار قبل علمه بالعيب، ثم علم أنه عيب، فليس إال وفي األخري ـ وهو قول أحد قولي العلماء. كأبي حنيفة، وأحمد في أصح الروايتين عنه.

]ا للبائع بما أحدثه من ]ا؛ مالك ـ له الرد أيض]ا. ويكون شريك الزيادة فيه وال يلزم بالهدم مجان ألنه بني بحق.

حنيفة وأحمد في ظاهر وخيار الرد بالعيب على التراخي عند جمهور العلماء؛ كمالك، وأبي ظهر ما يدل على الرضا مذهبهما، ولهما قول ـ كمذهب الشافعي ـ أنه على الفور. فإذا

بالعيب سقط خياره. من قول أو فعل سقط خياره باالتفاق. فإذا بني بعد علمه

يسقط األرش وأما إذا أشهد بطلب األرش استحقه، كان له أن يطالب به بعد ذلك، وال إذا باعه من ملك بتصرفه. والبائع يطالب بالدرك من أرش أو رد فيما باعه من ملكه. وأما

سماه. فهل يجوز موكله فإن كان لم يسمه في البيع طولب أيض]ا بدرك المبيع، وإن كان]ا لعهدة المبيع؟ على قولين للعلماء، هما روايتان عن أحمد. مطالبته؟ ويكون ضامن

يجوز إحداثها، فله أن وأما إن كان المشتري ألزم باألرش؛ ألجل القناة المحدثة التي ال/ يطالب البائع الغار له بأرش ما لزمه بغرره.

، ثم إنهمالمياه، مثل ماء الورد وغيره وسئل ـ رحمه الله ـ عن أناس يتعانون خروجا، يأخذون حرقان الورد، وينقعونه، ويستخرجوه عن العادة، وكذلك الينوفر ينقعونه يابس]

يفعلوا ذلك، ويبيعوه؟ فهل يجوز لهم أن

فأجاب:

المشترون، كما روي ال يجوز خلط الماء األول بالماء الثاني لمن يريد بيعه، ولو علم بذلك للبيع، وال بأس به عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى أن يشاب اللبن بالماء

الغش. وعلى ولي للشرب؛ فإن هذه المائعات إذا شيبت لم يعرف مقدار ما يدخلها من األمر عقوبة من يفعل ذلك، وسلوك طريق يمتنعون بها عن الغش.

تصح بالعقل، أو تجوز بالشرع؟ وسئل شيخ اإلسالم عن عمل ]الكيمياء[ ، هل/

فأجاب:

الجواهر والطيب وغير الحمد لله، ما يصنعه بنو آدم من الذهب والفضة وغيرهما من أنواع اللؤلؤ، والياقوت، ذلك، مما يشبهون به ما خلقه الله من ذلك، مثل ما يصنعونه من يخلقه الله من ذلك، بل والمسك، والعنبر، وماء الورد، وغير ذلك، فهذا كله ليس مثل ما

]ا له في الحد والحقيقة. وذلك كله محرم هو مشابه له من بعض الوجوه، ليس هو مساوي حقيقة ذلك. في الشرع بال نزاع بين علماء المسلمين، الذين يعلمون

Page 123: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

والدين. ومن زعم أن الذهب المصنوع مثل المخلوق، فقوله باطل في العقل

والله تعالى ليس كمثله وحقيقة ]الكيمياء[ إنما هي تشبيه المخلوق، وهو باطل في العقل،]ا يقدر شيء، ال في ذاته، وال في صفاته، وال في أفعاله. فهو ـ سبحانه ـ لم يخلق شيئ

يخلق لهم مثله: فإنه ـ سبحانه ـ العباد أن يصنعوا مثل ما خلق، وما / يصنعونه فهو لما ]ا مبنية، وهو لم يخلق لهم أقدرهم على أن يصنعوا طعام]ا مطبوخ]ا، ولباس] منسوج]ا، وبيوت والبيوت المبنية. وما خلقه الله ـ سبحانه ـ مثل ما يصنعونه من المطبوخات والمنسوجات

كاإلنسان والفرس والحمار واألنعام والطير والحيتان والمعدن، من أنواع الحيوان والنبات مثل هذه الدواب. وكذلك الحنطة، والشعير، والباقال، فإن بني آدم ال يقدرون أن يصنعوا

والرطب، وأنواع الحبوب والثمار ال يستطيع اآلدميون أن واللوبيا، والعدس، والعنب، سبحانه وتعالى. وإنما يشبهونه ببعض هذه الثمار، كما قد يصنعوا مثل ما يخلقه الله ـ حتي يصوروا الصورة كأنها صورة حيوان. يصنعون ما يشبه الحيوان،

يستطيع بنو آدم أن وكذلك المعادن؛ كالذهب، والفضة، والحديد، والنحاس والرصاص، ال الوجوه، فيصفرون وينقلون، يصنعوا مثل ما يخلقه الله؛ وإنما غايتهم أن يشبهوا من بعض

ويقولون: نحن صباغون. مع اختالف الحقائق؛ ولهذا يقولون: تعمل تصفيرة؟

ال يكون مصنوع]ا، وهذه ]القاعدة[ التي يدل عليها استقراء الوجود: من أن المخلوق المتفلسفة الذين تكلموا والمصنوع ال يكون مخلوق]ا، هي ثابتة عند المسلمين، وعند أوائل

fمg }كتابه: في الطبائع، وتكلموا في الكيمياء وغيرها؛ فإن الله قال في fاء أ ك fر yش qه| qل g ل yوا جfعfل

gمqهg fي لgقy عfل fخg fهf ال اب fشf gقqهq فfت ل fخf g ك fقyوا ل fء� خgي fل� شy qقy ك ال fخ yه| [ ، وفي الصحيح عن16 ]الرعد: { قyلq الل النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله أنه قال: )ومن أظلم ممن ذهب يخلق

وسلم: أنه كخلقي، فليخلقوا ذرة! فليخلقوا بعوضة!(. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه بنافخ(، وقال: لعن المصورين.وقال: )من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس

]ا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله(. وهذا التصوير ليس فيه )إن أشد الناس عذاب]ا. تلبيس وغش، فإن كل أحد يعلم أن صورة الحيوان المصورة ليست حيوان

صورة الشجر ولهذا يفرق في هذا التصوير بين الحيوان وغير الحيوان. فيجوز تصوير قال:)من صور والمعادن في الثياب والحيطان ونحو ذلك؛ ألن النبي صلى الله عليه وسلم

للمستفتي الذي صورة كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ(؛ ولهذا قال ابن عباس عليه وسلم أن استفتاه: صور الشجر وما ال روح فيه. وفي السنن عن النبي صلى الله

على ذلك، وقالوا: جبريل قال له في الصورة: )مر بالرأس فليقطع(؛ ولهذا نص األئمة التصوير ليس فيه الصورة هي الرأس، ال يبقي فيها روح، فيبقي مثل الجمادات. وهذا

غش وال تلبيس؛ فإن كل أحد يفرق بين المصور وبين المخلوق.

أن تجعل هذا كهذا، / وأما الكيمياء، فإنه يشبه فيها المصنوع بالمخلوق، وقصد أهلها إما الصحيح عن النبي فينفقونه ويعاملون به الناس، وهذا من أعظم الغش. وقد ثبت في

. فقال: )ما صلى الله عليه وسلم: أنه مر برجل يبيع طعام]ا، فأدخل يده فيه، فوجده مبلوال] أصابته السماء ـ يعني المطر ـ فقال: )هال هذا يا صاحب الطعام؟( فقال: يا رسول الله،

منا(، وقوله: )من غشنا فليس منا( كلمة جامعة وضعت هذا على وجهه، من غشنا فليس في كل غاش.

ا؛ ولهذا ال يظهرون للناس إذا عاملوهم أن هذا من وأهل الكيمياء من أعظم الناس غش] غشهم. وقد قال األئمة: إنه الكيمياء، ولو أظهروا للناس ذلك لم يشتروه منهم إال من يريد

بين للمشتري أنه مغشوش. وقد ال يجوز بيع المغشوش الذي ال يعلم مقدار غشه، وإن يشاب اللبن بالماء للبيع، وأرخص روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن أن

Page 124: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

مغشوش حرام باإلجماع، والكيمياء في ذلك للشرب. وبيع المغشوش لمن ال يتبين له أنه بحال. ال يعلم مقدار الغش فيها، فال يجوز عملها وال بيعها

ولو قيل لهم: إنه مع أن الناس إذا علموا أن الذهب والفضة من الكيمياء لم يشتروه. والوالة ينكرون يثبت على الروباص، أو غير ذلك، بل القلوب مفطورة على إنكار ذلك،

فيحتاج أن ينكره على من يجدونه يعمل ذلك، ولو كان أحدهم ممن يعمل ذلك في الباطن]ا بذلك، أو في الظاهر؛/ ألنه منكر في فطر اآلدميين، وال تجد من يعاني ذلك إال مستخفي

]ا بذي جاه، وعلى أصحابه من الذلة والصwغfار وسواد الوجوه، ما على أهل الفرية مستعينwذqينf }والكذب والتدليس كما قال تعالى: qنw ال wة� فqي إ �هqمg وfذqل ب wب� م�ن رfضfغ gمyهy fال fن ي fس fلgجqعg g ال wخfذyوا ات

fينqرf gمyفgت fجgزqي ال qكf ن fذfل fا وfك gي gحfياةq الد�ن fبة: هي لكل مفتر من152]األعراف: { ال [ . قال أبو قqال القيامة، وهؤالء أهل فرية وغش وتدليس في الدين، وكالهما من هذه األمة إلى يوم

المفترين.

أن المصنوع ال يكون وأما القدماء فقد قالوا: إن الصناعة ال تعمل عمل الطبيعة، وأخبروا قالوا: لما كان المقصود بها كالمطبوع؛ ولهذا كان المصنفون منهم في الكيمياء إذا حققوا

فيسلكون الطرق التي يحصل بها إنما هو التشبيه، فالطريق في التشبيه كذا وكذا. واتفاقهم فيها: عسرة على أكثر التشبيه، وهي مع تنوعها وكثرتها ووصول جماعات إليها

الواصلين مع كثرتهم، فجماهير من الخلق، كثيرة اآلفات، والمنقطع عن الوصول أضعاف باطل طبع]ا، محرم شرع]ا، بل هم يطلب الكيمياء ال يصل إلى المصنوع الذي هو مغشوش

الحكايات، ويطالعون فيه المصنفات، يطلبون الباطل الحرام، ويتمنوه ويتحاكون فيه الكيمياء ـ وهو المغشوش ـ بمنزلة أتباع وينشدون فيه األشعار، وال يصلون إلى حقيقة

الذين ال يراهم / أحد من الناس، وأمثال المنتظر الذي في السرداب، وأتباع رجال الغيب وجوده، ويموتون وهم لم يصلوا إليه، وإن هؤالء الذين يطلبون ما ال حقيقة له معتقدين

وصلوا إلى من يدعي لقاءه من الكذابين.

انحنائهم على النفخ في الكير، وكذلك طالب الكيمياء الذين يقال لهم: ]الحدبان[ لكثرة وأما خواصهم فيصلون إلى الكيمياء، أكثرهم ال يصلون إلى الحرام، وال ينالون المغشوش،

وهي محرمة باطلة، لكنها على مراتب:

المصنوع يستحيل منها: ما يستحيل بعد بضع سنين. ومنها: ما يستحيل بعد ذلك؛ لكن يستحيل؛ولهذا ويفسد ولو بعد حين، بخالف الذهب المعدني المخلوق فإنه ال يفسد وال

]ا ذكروا أن محمد بن زكريا الرازي المتطبب ـ وكان من المصححين للكيمياء ـ عمل ذهب األطباء من وباعه للنصاري، فلما وصلوا إلى بالدهم استحال، فردوه عليه، وال أعلم في

الفلسفة منه، مثل كان أبلغ في صناعة الكيمياء منه. وأما الفالسفة الذين هم أحذق في فسادها، وبينوا الحيل يعقوب ابن إسحاق الكندي، وغيره.فإنهم أبطلوا الكيمياء، وبينوا

الكيماوية.

من مشايخ ولم يكن في أهل الكيمياء أحد من األنبياء، وال من علماء الدين، وال رأينا، ويحكي عنه المسلمين، وال من الصحابة، وال من التابعين لهم / بإحسان. وأقدم من

المسلمون في شيء في الكيمياء خالد بن يزيد بن معاوية، وليس هو ممن يقتدي به على غيره. دينهم، وال يرجعون إلى رأيه، فإن ثبت النقل عنه فقد دلس عليه، كما دلس يعرف، وأما جابر ابن حيان صاحب المصنفات المشهورة عند الكيماوية، فمجهول ال

إما أن وليس له ذكر بين أهل العلم، وال بين أهل الدين، وهؤالء ال يعدون أحد أمرين: أن يكون علم يعتقد أن الذهب المصنوع كالمعدني ـ جهال] وضالال] ـ كما ظنه غيرهم. وإما

في النفوس أنه ليس مثله، ولكنه لبس ودلس، فما أكثر من يتحلي بصناعة الكيمياء؛ لما وعامتهم من محبة الذهب والفضة، حتي يقول قائلهم: لو غني بها مغن لرقص الكون.

Page 125: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يعملون يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، ويظهرون للطماع أنهم الكيمياء حتي يأكلوا ماله، ويفسدوا حاله. وحكاياتهم في هذا ال

الكيمياء يعاقبون باب عند الناس أشهر من أن تحتاج إلى نقل مستقر، تدل على أن أهل الله ـ بنقص األموال، بنقيض قصدهم، فتذهب أموالهم ـ حيث طلبوا زيادة المال بما حرمه

fا }كما قال الله تعالى: ب gر� |هy ال fمgحfقy الل qي الصwدfقfاتq ي ب gرy [ .276 ]البقرة: { وfي

المال بالكيمياء أفلس، والكيمياء أشد تحريم]ا من الربا. قال القاضي أبو يوسف: من طلب ويروي هذا الكالم عن ومن طلب الدين بالكالم تزندق، ومن طلب غرائب الحديث كذب.

مالك، والشافعي / ـ رضي الله عنهم أجمعين.

ـ ولما ظهرت وقد قال لي رأس من رؤوسهم لما نهيته عنها، وبينت له فسادها وتحريمها فيما قال ـ: عليه الحجة: أخذ يستعفي عن المناظرة، ويذكر أنه منقطع بالجدال، وقال

مستلزم للكفر، النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف الكيمياء، فقلت له: كذب، بل هوqذfا }فإن الله قال في كتابه: wذqينf إ f عfلfى ال gهq وfال fي yمg عfل yك fحgمqل جqدy مfا أ

f f أ fهyمg قyلgتf ال fحgمqل qت fوgكf ل تf g مfا أ wوا fوfل ت

g مfا fجqدyوا w ي fال ]ا أ ن fزfح qعgمwالد fنqم yيضqفf yهyمg ت yن عgيf yنفqقyونf وwأ [ ، وهذه اآلية نزلت باإلجماع92 ]التوبة: { ي

تبوك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد حض فيها الناس على الصدقة، حتي في غزوة بناقة مخطومة مزمومة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: )لك بها سبعمائة جاء رجل

مخطومة مزمومة(، وجاء أبو عقيل بصاع فطعن فيه بعض المنافقين، وقال فيها: ناقة]ا عن صاع هذا، وجاء آخر بصرة كادت يده تعجز عن حملها، فقالوا: هذا كان مراء�. الله غني

qينf فqي }فأنزل الله تعالى: gمyؤgمqن gمyطwو�عqينf مqنf ال ونf ال yزqمg fل wذqينf ي w ال qال fجqدyونf إ f ي wذqينf ال الصwدfقfاتq وfال

gمyهg ونf مqن yرfخ gسf fهyمg عfذfاب� إليم� جyهgدfهyمg فfي gهyمg وfل |هy مqن وجاء عثمان بن عفان [ ،79 ]التوبة: { سfخqرf الل الله عليه وسلم: بألف ناقة، فأعوزت خمسين، فكملها بخمسين فرس، فقال النبي صلى

المشهورة، فيقال: مجهز )ما ضfرw عثمان ما فعل بعد اليوم(، وصارت هذه من مناقبه جيش العسرة.

ضfى }وقد قال الله: / gرfمg f عfلfى ال gسf عfلfى الض�عfفfاء وfال wي f }إلى قوله: { ل fوgكf وfال تf qذfا مfا أ wذqينf إ عfلfى ال

جqدy مfاf f أ fهyمg قyلgتf ال fحgمqل qت ]ا ل ن fزfح qعgمwالد fنqم yيضqفf yهyمg ت yن عgي

f g وwأ wوا fوfل gهq ت fي yمg عfل yك fحgمqل yنفqقyونf أ g مfا ي fجqدyوا w ي fال { أ إنهم طلبوا أن يحملهم على النعال. وسواء أريد بالبغال النعال [ . وقد قيل:92]التوبة:

yمg }الدواب التي تركب، فقد أخبر الله عن نبيه أنه قال لهم: التي تلبس، أو yك fحgمqل جqدy مfا أf f أ ال

qهg fي الكيمياء حق�ا مباح]ا ، وقد كان هو يحض الناس على اإلنفاق غاية الحض. فلو كانت { عfل فإن ما ال يتم الواجب إال وهو يعلمها، لكان من الواجب أن يعمل منها ما يجهز به الجيش، فقد نسبه إلى ما نزهه به فهو واجب، ومن نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك

الله عنه.

ا وال زكاة، وال غير وأيض]ا، فإن علماء األمة لم يوجب أحد منهم في الكيمياء حق]ا؛ ال خمس] الحديث الصحيح عن النبي ذلك، وقد اتفقوا على أن في الركاز الخمس، كما ثبت ذلك في

الجاهلية. وهي الكنوز المدفونة صلى الله عليه وسلم. والركاز الذي ال ريب فيه؛ هو دفن الركاز، وهو مذهب أحمد وغيره، في األرض؛ كالمعادن. فأهل الحجاز ال يجعلونها من

بين أن يوجد المال جملة، وبين وأهل العراق يجعلونها من الركاز، ومن العلماء من يفرق العلماء يوجبون في المعدن حق]ا؛ إما أال يوجد. وللشافعي فيها أقوال معروفة وجمهور

الزكاة، وإما الخمس.

وأعظم من الزكاة، ولو كانت الكيمياء حق]ا حالال] لكان الواجب فيها أعظم من الخمس/ هي عند علماء فإنها ذهب عظيم بسعي يسير، أيسر من استخراج المعادن، والركاز، لكن

فضال] عن أن يوجبوا الدين من الغش الباطل المحرم الذي ال يحل عمله، وال اتخاذه ماال، فيها ما يجب في المال الحالل.

Page 126: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الكيمياء. قلت له: وقال لي المخاطب فيها: فإن موسي صلى الله عليه وسلم كان يعمل علماء أهل الكتاب، بل هذا كذب، لم ينقل هذا عن موسى أحد من علماء المسلمين، وال يعمل الكيمياء لكان يأكل قد ذكروا عنهم أن موسي كان له عليهم حق يأكل منه، ولو كان

منها.

لم يقله عالم معروف، قال: فإن قارون كان يعمل الكيمياء، قلت: وهذا أيض]ا باطل؛ فإنه الثعلبي الغfث| وإنما يذكره مثل الثعلبي في تفسيره عمن ال يسمي. وفي تفسير

بذلك اختصاص؛ والسمين، فإنه حاطب ليل، ولو كان مال قارون من الكيمياء لم يكن لهfاهy } فإن الذين عملوا الكيمياء خلق كثير ال يحصون، والله ـ سبحانه ـ قال: gن fي yوزq مfا وfآت yن gك مqنf ال

yولqي fةq أ gعyصgب qال yوءy ب fن fت qحfهy ل qنw مfفfات gقyوwةq إ مفاتحه [، فاخبر أنه آتاه من الكنوز ما إن76 ]القصص: { الwذqينf }لتنوء بالعصبة أولي القوة، والكنوز إما أن يكون هو كنزها، كما قال: ونf الذwهfبf وfال yزq gن fك ي

fةwضqفg وإما أن يكون اطلع على كنائز مدفونة وهو الركاز، وهذا ال/ [ ،34 اآلية ]التوبة: { وfال ريب أنه موجود.

]ا بجامع، فلم يشهد جنازته من جيرانه وغيرهم من ثم إنه مات هذا الرجل وكان خطيب]ا كثيرة من المسلمين إال أقل من عشرة، وكان يعاني السحر والسيميا، وكان يشتري كتب

وكانت كثيرة كتب العلم، فشهدت بيع كتبه لذلك، فقام المنادي ينادي على ]كتب الصنعة[ الحكمة، ويعرفونها يعني كتب الكيمياء؛ فإنهم يقولون: هي علم الحجر المكرم، وهي علم

شهود]ا، فقلت لولي بأنواع من العبارات، وكان المتولي لذلك من أهل السيف والديوان فيها، فيقولون: هؤالء األمر: ال يحل بيع هذه الكتب؛ فإن الناس يشترونها فيعملون بما

قد مكنتموهم من ذلك، وأمرت ]زغلية[ فيقطعون أيديهم. وإذا بعتم هذه الكتب تكونون الماء، ولم يبق يعرف ما فيها. المنادي فألقاها ببركة كانت هناك، فألقيت حتي أفسدها

ال عالم متبع، وال ومما يوضح ذلك: أن الكيمياء لم يعملها رجل له في األمة لسان صدق، ضال مبطل، مثل ابن شيخ يقتدي به، وال ملك عادل، وال وزير ناصح، وإنما يفعلها شيخ وإن التبس أمرها على سبعين وأمثاله، أو مثل بني عبيد. أو ملك ظالم، أو رجل فاجر.

يستطيعون عملها / بعض أهل العقل والدين، فغالبهم ينكشف لهم أمرها في اآلخر، وال المسلمين أنفق منها أو صيانة من الله لهم لحسن قصدهم، وما أعلم أن رجال] من خيار

أكل منها.

يقوله أحد أمرين: إما وما يذكره بعض الناس أن أولياء الله يعملون بها. فهذا ال يعدو ما]ا. وإما أن يكون قد ظن من يعملها أنه من أولياء الله، المخصوصين بمثل أن يكون كاذب واليهودي والنصراني والفاجر هذه الكرامة، فهذا جهل؛ فإن الكيمياء يعملها المشرك

ثابت الوالية يعملها، ومن ذكرها ممن والمبتدع، ال يختص بها أولياء الله، بل ال يعرف ولي وأمثال هؤالء فهؤالء في كالمهم في الدين يدعي أنه من األولياء مثل صاحب ]الفصوص[ الكيمياء، فإذا كان كالمهم في التوحيد من الخطأ والضالل أعظم مما في كالمهم في

مخالف لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع والنبوة واليوم اآلخر فيه من الضالل ما هو يكون كالمهم في الكيمياء؟ المسلمين، بل ما لم يقله اليهود والنصاري فكيف

جواهر القرآن[ وأمثالهما ثم من اغتر بما ذكره صاحب ]كتاب السعادة[ فيه، وفي ]كتاب للكتاب والسنة وإجماع سلف من الكتب، ففي هذه الكتب من الكالم المردود والمخالف

المسلمين ما في هذه الكتب من األمة وأئمتها ما ال يخفي على عالم بذلك، وقد رد علماء والسنة. ومن الناس من يطعن أقوال المتفلسفة وأشباهها من الضالل المخالف للكتاب عليه في نسبة هذه الكتب إليه. /في نقل هذه الكتب عمن أضيفت إليه، ويقول: إنه كذب

عنه في غير موضع نقيض ما يقوله ومنهم من يقول: بل قد رجع عن ذلك؛ فإنه قد ثبت في هذه الكتب، ومات على مطالعة البخاري ومسلم.

Page 127: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

]ا. وذلك مما ال يكون طريقه نعم، خرق العادات لألولياء جائز، مثل أن يصير النبات ذهب ما بين عصا موسي، طريق الكيمياء المعمولة بالمعالجات الطبيعية، وبين هذين من الفرق

أنها تسعى. وعصي السحرة، فإن تلك كانت حية تسعي، وتلك يخيل إليه من سحرهم

أن علم الكيمياء حق وبالجملة، فإذا كان طائفة من المنتسبين إلى العلم والعبادة اعتقدوا]ا؛ فإن قول طائفة من العلماء والعباد خالفهم من هو أكبر منهم وحالل، فهذا ال يفيد شيئ

حجة فتقليد األكبر األعلم األعبد وأجل عند األمة ال يحتج به إال أحمق؛ فإنه إن كان التقليد]ا. ويكفيه أولي. وإن لم يكن حجة لم ينفعه ذكره لهؤالء. وعلى التقديرين فال يفيد هذا شيئ

بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أن خيار هذه األمة من القرون الذين إذ لو كانت حالال] لدخلوا فيها، كما دخلوا في الذين يلونهم، لم يدخلوا في شيء من هذا،

األموال بالوجوه، واكتساب المال مع إنفاقه في سائر المباحات؛ فإنهم كانوا يكتسبون الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: طاعة الله عمل صالح. وقد ثبت في

فمن لم يجد، قال: / )يعمل بيده فينفع نفسه، ويتصدق(. )على كل مسلم صدقة(. قالوا: يستطع، قال: )يعين صانع]ا، أو يصنع ألخرق(. قالوا: فإن لم يستطع، قال: قالوا: فإن لم

)يكف نفسه عن الشر، فإنها صدقة يتصدق بها على نفسه(.

ا وأصناف]ا ومما يوضح األمر في ذلك: أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق األشياء أجناس] تشترك في وأنواع]ا، تشترك في شيء، ويمتاز بعضها عن بعض بشيء، كما أن الدواب عليه وسلم: أنها تحس وتتحرك باإلرادة فهذا الزم لها كلها؛ ولهذا قال النبي صلى الله

كسبه وعمله، وال بد )أصدق األسماء حارث وهمام(. إذ كل إنسان البد له من حرث، وهو له من هم، هو مبدأ إرادته، ويمتاز بعض الدواب عن بعض بما ي

المشتركة عامة، فصل بينه وبين غيره. فهذه الخواص الفاصلة مختصة، كما أن الصفات للحمار، وأمثال ذلك. وهذا كالنطق لإلنسان، والصهيل للفرس، والرغاء للبعير، والنهيق

للنبات حس، وال وكذلك النباتات، تشترك مع الدواب في أنها تنمي وتغذي، ولكن ليس األصناف ـ التي إرادة تتحرك بها، والمعدن مشارك في بعض ذلك. وقد علم أن هذه

تقومت بهذه تسمي األنواع التي يفضل بعضها عن بعض بهذه الخواص الفاضلة ـ إذا الفضل الفضول الخواص لم يكن لبشر أن يجعلها من أنواع أخر، وال / أن يجعل ذلكا، وال ا، وال الفرس حمار] ا. ويلبسها فضال] آخر، فال يمكنه أن يجعل الحنطة شعير] الحمار ثور]

]ا وال النحاس فضة، وأمثال ذلك، وإنما غايته يشبه وكذلك ال يمكنه أن يجعل الفضة ذهب وجوده، ويدلس.

لهذا معدن، ومن زعم من الكيماوية أن الفضة ذهب لم يستكمل نضجه، فقد كذب، بل له: أي الناس ولهذا معدن، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قيل

فقال: )يوسف نبي الله، ابن يعقوب أكرم؟ فقال: )أتقاهم(. فقالوا: لسنا نسألك عن هذا؛ خليل الله(. فقالوا: لسنا نسألك عن هذا. نبي الله، ابن إسحاق نبي الله، ابن إبراهيم

تسألوني؟ الناس معادن كمعادن الذهب والفضة(، فكما أن فقال: )أفعن معادن العربا ليس أصلها أصل تميم، وعدنان ليس أصلها أصل قحطان، والعرب ليس أصلها قريش]

الذهب أصل الفضة، وال أصل الفضة أصل الذهب، وإن أصل العجم، فكذلك ليس أصل كما يكون في معدن الفضة نحاس، فكذلك خبث قدر أن معدن الذهب يكون فيه فضة،

المعادن.

يعلمون ماشاء الله ومعلوم أن المستخرج من المعدن البد من تصفيته من خبثه، والناس]ا، لكان من معادن الفضة ال يخرج منها ذهب. ولو كانت الفضة إذا أكمل طبخها صارت ذهب المعدن حرارة طبخها. يخرج من معادن الفضة ذهب، إال أن يقال: ليس من طبيعة ذلك

سبحانه ـ يخلق / الذهب في معادن فيقال: هذا أيض]ا مما يبطل الكيماوية؛ وذلك أن الله ـ

Page 128: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

في بطون األرحام، وكما يخلق في بحرارة ورطوبة، ويخلقها في المعدن كما يخلق األجنة من الحرارة التي أودعها في تلك الحرث من األشجار والزرع بحرارة يخلقها، وما يخلق به

نحن. األجسام ال تقوم مقامه حرارة النار التي نصنعها

والمصنوع ال يكون وبالجملة، فاستقراء هذين األصلين ـ أن المخلوق ال يكون مصنوع]ا، إلى نوع آخر ـ يظهر مخلوق]ا، وأن األنواع المفضلة بخواصها ال يمكن أن ينقل منها نوع

واإلجماع أيض]ا في ذلك، ثم ذلك بالعقل، والداللة الشرعية المستنبطة من الكتاب والسنة، وعقوبة فاعليه في الجملة ظاهر، ما فطر الله عباده ـ وسوي بين بالده ـ من إنكار ذلك

]ا. وإن فعله بعضهم باطن

ذهب، وقيل له: هو ثم إن الذين يصنعون الكيمياء، ويدعون أنها حق حالل لو بيع ألحدهم يصنع بذهبه الذي من عمل الكيمياء لم يشتره، كما يشتري المعدني، وإن صنع به كما

إلى الغش يعلمه من االعتبار، بل قد جبلت قلوب الناس على أن من فعل هذا نسبوه والزغل والتمويه، والناس شهداء الله في األرض.

ا، فإن فضالء أهل ]الكيمياء[ يضمون إليها الذي يسمونه السيميا كما يصنع ابن وأيض] أنه محرم بكتاب الله وسنة سبعين، والسهروردي المقتول، والحالج، / وأمثالهم. وقد علم

كافر، يجب قتله. وقد ثبت قتل رسوله، وإجماع األمة، بل أكثر العلماء على أن الساحر عمر، وعبد الله بن عمر، الساحر عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وحفصة بنت

عليه وسلم. وقد قال وجندب بن عبد الله، وروي ذلك مرفوع]ا عنه عن النبي صلى اللهqحy }الله تعالى: yفgل fى وfالf ي fت gثy أ احqرy حfي w[ . وقال تعالى: 69 ]طه: { الس{ g fعyوا wب fاطqينy وfات ي wالش g yوا gل fت مfا ت

yانfمg fي ل yس fرfفf gمfانf وfمfا ك fي ل yس qكgلyى مfلfع fلqنزy حgرf وfمfا أ wاسf الس� �مyونf الن yعfل g ي وا yرfفf gاطqينf ك ي wالش wنqك fـ عfلfى وfلfحfد� �مfانq مqنg أ yعfل وتf وfمfا ي yارfمfو fوت yارfه fبابلq gنq ب fي fك gمfل wمyونf ال fعfل fت gفyرg فfي fك f ت fة� فfال gن fحgنy فqت wمfا ن qن f إ fقyوال wى ي gهyمfا حfت مqن

وgجqهq وfمfا هyم fزfو qء gرfمg gنf ال fي qهq ب قyونf ب yفfر� wمyونf مfا مfا ي fعfل fت |هq وfي qذgنq الل qإ w ب qال fحfد� إ qهq مqنg أ ينf ب qضfآر� f ب هyمg وfال fضyر� يfهy فqي اهy مfا ل fرf ت gاش qنfمf g ل qمyوا fقfدg عfل fنفfعyهyمg وfل g ي yوا fان fوg ك هyمg ل fسyنفf qهq أ g ب وgا fر fا شfم fسg qئ fب fق� وfل ةq مqنg خfال fرqاآلخ

wه fة� م�نg عqندq الل yوب fمfث wقfوgا ل g وات yوا wهyمg آمfن نf fوg أ fمyونf وfل fعgل fمyونf ي fعgل g ي yوا fان wوg ك gر� ل ي f[.103، 102 ]البقرة: { خ

خالق: أي من فبين ـ سبحانه ـ أن طالب السحر يعلمون أن صاحبه ما له في اآلخرة منwهyمg }نصيب، ولكن يطلبون به الدنيا. من الرئاسة والمال. ن

f fوg أ wقfوgا وfل g وات yوا [103 ]البقرة: { آمfن في الدنيا واآلخرة ما هو خير لهم مما يطلبونه. ، لحصل لهم من ثواب الله

فيخاطبونها، ولهذا تجد الذين يدخلون في السحر، ودعوة الكواكب،/ وتسبيحاتها، ما يتوهمه ويسجدون لها،إنما مطلوب أحدهم المال والرئاسة، فيكفر ويشرك بالله؛ ألجل

استقراء من حصول رئاسة ومال، وال يحصل له إال ما يضره وال ينفعه، كما يدل عليه أحوال العالم.

الكبائر اإلشراك بالله، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه عد من المحصنات الغافالت المؤمنات، والسحر، وقتل النفس، والربا، والفرار من الزحف، وقذف

وغير ذلك من أنواع السحر، وأصنافه متنوعة.

ا ما تقترن بالكيمياء؛ وإنما المقصود هنا أنك تجد ]السيميا[ ـ التي هي من السحر ـ كثير] المحرمات، فإذا كانت الكيمياء ومعلوم باالضطرار من دين اإلسالم أن السحر من أعظم

ا، وال تقترن بأهل العلم واإليمان، علم أنها ليست من أعمال أهل العلم تقرن به كثير] وهذا كله فيمن وصل إلى واإليمان، بل من أعمال أهل الكفر والفسوق والعصيان. وأكثر الطالبين لها لم يوصلوا الكيمياء وعملها، وقدر على أن ينفق منها وال ينكر عليه،

تعذر عليه في غالب األوقات، إلى ذلك، ولم يقدروا عليه، ومن وصل منهم إلى ذلك مرة مع حصول المفسدات.

Page 129: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

من طلب المال/ ومن استقرأ أحوال طالبيها وجد تحقيق ما قاله األئمة، حيث قالوا: كذب. وكم بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكالم تزندق، ومن طلب غرائب الحديث

القيل والقال، أنفقوا فيها من األموال، وكم صحبوا بها من الرجال، وكم أكثروا فيها من يظفروا إال بخسارة وكم علقوا بها األطماع واآلمال، وكم سهروا فيها من الليالي، ولم والحاجة واإلقتار، الدنيا والدين، ونقص العقل والعلم، ونصب العرض والذل والصغار

ينفعهم في المعاش وكثرة الهموم واألحزان، وصحبة شرار األقران، واالشتغال عما والمعاد، واإلعراض عما ينفع في اآلخرة من الزاد.

ا ما تقود أصحابها إلى أنواع المعاصي والفسوق؛ إذ طالبها يبغيها بغية ال سيما وهي كثير] اإليمان والقرآن، العاشق للمعشوق، بل قد تؤول إلى الكفر بالرحمن، واإلعراض عن

والدين، لم يحصل إال والدخول في أضاليل المشركين. وعباد األوثان، وهو خسارة الدنياyهy الظwمgآنy }على طمع كاذب، كالبرق الخالب، والسراب الذي ب fسgحf fجqدgهy ي fمg ي qذfا جfاءهy ل wى إ مfاء حfت

yهfندqع fهw ]ا وfوfجfدf الل gئ ي fش qاب fسqحg رqيعy ال fس yهw fهy وfالل اب fسqح yاهwفfوf[ ، فهم في ذلك بمنزلة39 ]النور: { ف الله أهل اإليمان، أو من من يظن في أهل الكفر من القسيسين والرهبان أنهم من عباد

fال }الذين يظن في أهل البدع والكذب والتلبيس أنهم من أولياء الله f أ f خfوgف� عليهمg وfال qنw ال إg yوا fان g وfك yوا wذqينf آمfن yونf ال ن fزgحf f هyمg ي ةq ال fرqي اآلخqفfا وf gي ياةq الد�ن fحg ى فqي ال fر gشy gب fهyمy ال wقyونf ل fت |هq ي qمfاتq الل fل qك gدqيلf ل fب ت

yيمqظfعg gفfوgزy ال [ .64ـ 62]يونس: { ذfلqكf هyوf ال

أنهم بمنزلة بل كثير منهم يظن في المتنبئ الكذاب؛ كمسيلمة، والعنسي، ونحوهما، أجمعين. األنبياء الصادقين؛ كإبراهيم، وموسى، وعيسي، ومحمد، صلوات الله عليهم

بجهل، والولي واشتباه الحق بالباطل، واشتباه النبي بالمتنبئ، والمتكلم بعلم بالمتكلم وقد فرق الله الصادق بالمرائي الكاذب، هو كاشتباه الذهب المعدني بالذهب المصنوع، محمد صلى الله بين الحق والباطل، وإنما اهتدي للفرق التام أهل العلم واإليمان من أمة

مwة] }عليه وسلم. الذين قال الله فيهم: y wاسy أ fانf الن رqينf وfمyنذqرqينf ك fش� �ينf مyب qي wب |هy الن fعfثf الل وfاحqدfة] فfب

fل fنزf g وfأ fفyوا fل ت gا اخfيمqف qاسw gنf الن fي yمf ب fحgك qي gحfق� ل qال fابf ب gكqت fعgدq مfعfهyمy ال yوهy مqن ب yوت wذqينf أ w ال qال fلfفf فqيهq إ ت gا اخfمfو qيهqف yمyهg qمfا مfا جfاءت g ل yوا wذqينf آمfن |هy ال fهyمg فfهfدfى الل gن fي ]ا ب fغgي fاتy ب �ن fي gب fهgدqي مfن ال |هy ي qهq وfالل qذgن qإ gحfق� ب g فqيهq مqنf ال fفyوا fل ت gاخ اء إلى fشf � ي fقqيم ت gاط� م�س fرq[ .213 ]البقرة: { ص

وهم الذين وهي األمة الوسط، الذين هم شهداء الله في األرض على خلقه في الحق، والمقتدين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، جعلنا الله وسائر إخواننا من أتباعهم،

بهم، وحشرنا في زمرتهم، بمنه وفضله.

فإن الزجاج معمول من الرمل / ومن أعظم حجج ]الكيماوية[ : استداللهم بالزجاج، قالوا: الكيمياء. وهذه حجة فاسدة؛ فإن والحصي، ونحو ذلك، فقاسوا على ذلك ما يعملونه من

ا؛ ال في معدن، وال في غيره؛ وإنما الزجاج من الله ـ سبحانه وتعالى ـ يخلق للناس زجاج] يطبخ في النار. وقد تقدم أن الله ـ قسم المصنوعات، كاآلجر والفخار ونحوهما مما

يعملوا أنواع]ا من المطاعم والمالبس سبحانه وتعالى ـ جعل لبني آدم قدرة على أن من اآلنية من الفخار، والزجاج، ونحو والمساكن، وكذلك جعل لهم قدرة على ما يصنعونه

خلق الله. ذلك، ولم يخلق لهم سبيال] على أن يصنعوا مثل ما

يشتبه المصنوع وإذا تبين أن الزجاج من قسم المصنوعات دون المخلوقات، ليس فيه ما بالمخلوق، بطلت حجة الكيمياء.

وال يمكنهم نقل فإن أصل المخلوقات التي خلقها الله ال يمكن البشر أن يصنعوا مثلها، ال ينقض.والله نوع مخلوق من الحيوان والنبات والمعدن إلى نوع آخر مخلوق، وهذا مطرد

.أعلم

Page 130: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ا، ثم خرج مستحق]ا ]ا وعقار] حمه الله ـ عن رجل باع ملك fيحاسب المشتري ، فهلوسئل ـ ر األجرة على انتفاع / بالثمن من أجرة المبيع، إذا كان له أجرة؟ وهل يتوقف استحقاق عليه في الشرع من المشتري بالبيع؟ أم ال؟ وهل يرجع المشتري على البائع بما يجب

األجرة للمبيع مدة مقامه في يده، أو بالثمن الذي دفعه؟

فأجاب:

بها أو لم ينتفع، إذا كان المشتري عالما بالغصب، فهو ظالم ضامن للمنفعة، سواء انتفع من يد المشتري، فله أن وإن لم يعلم فقرار الضمان على البائع الظالم، وإذا انتزع المبيع بها على البائع الغار. يطالب بالثمن الذي قبضه، وإن أخذ منه األجرة وهو مغرور رجع

والله أعلم.

.]الكيمياء[ علمان من علوم األنبياء واألولياء وسئل عمن يقول: إن ]السيميا[ و الكيمياء ـ وهو الفضة الخدماء أو المخدمة ـ من أسفاها أكل الحالل ويروي بعضهم في

ونحو ذلك؟

فأجاب:

واألولياء فكاذب مفتر، لم يعرف وأما من قال: إن ]السيميا والكيمياء[ من علوم األنبياء وال عن ولي مقبول عند األمة. عن نبي من األنبياء أنه تكلم ال في هذا، وال في هذا،

احqرy }أما ]السيميا[ فإنها من السحر، wالس yحq yفgل fى وfالf ي fت gثy أ [ ./ وال ريب أن69 ]طه: { حfي باألنبياء واألولياء، ويأتون ما يظن أن يضاهي ما تأتي به األنبياء، كما السحرة قد يشتبهون

gقfفy مfا }فرعون بما يضاهون به معجزة موسى، أتي سحرة fل qذfا هqيf ت gقfى مyوسfى عfصfاهy فfإ fل فfأfونy gفqك fأ اجqدqينf إلى قوله: } { ي f[46، 45]الشعراء: {س

والكيمياء ال تختص بهذين، بل وأما ]الكيمياء[ : فهو المشبه بالذهب والفضة المخلوقين. المشمومات: كالمسك والعنبر والورد، تصنع كيمياء الجواهر. كاللؤلؤ والزبرجد. وكيمياء شرع]ا، فإنه قد ثبت في الصحيح عن وكيمياء المطعومات. وهي باطلة طبع]ا، محرمة فليس منا(. النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من غشنا

]ا إال بقدر، والخلق ال يصنعون مثل ما خلق و ]الكيمياء[ من الغش؛ فإن الله لم يخلق شيئ|هq }الله تعالى، قال الله تعالى: qل g ل yوا fمg جfعfل gقqهq أ ل fخf g ك fقyوا ل fاء خf ك fر y[ . وفي الحديث16 ]الرعد: { ش

ليخلقوا الصحيح يقول الله تعالى: )ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو شعيرة(.

المصنوع من الذهب والفالسفة يقولون: إن الصناعة ال تعمل عمل الطبيعة: يعني أن السارية في األجسام؛ والفضة وغيرهما ال يكون مثل المطبوع الذي خلق بالقوة الطبيعية

الخلق لم يخلق لهم مثله، ولهذا ال يوجد من المخلوقات ما صنع الخلق مثله، وما يصنعه يخلق لهم مثل ذلك. فهم يطحنـون / الطعام، وينسجون الثياب، ويبنون البيوت، ولم

احتج به الكيماوية وكذلك الزجاج يصنعونه من الرمل والحصي، ولم يخلق مثله. وهذا مما وصنع زجاج مثله، لكان على صحة الكيمياء، وهي حجة باطلة لما ذكر، فإنه لو خلق زجاج،

في هذا حجة، وليس األمر كذلك.

الباب، يعلمون أن وجماهير العقالء من األولين واآلخرين، الذين تكلموا بعلم في هذا مثله، بل وال يصنع، الكيمياء مشبه، وأن الذهب المخلوق من المعادن ما يمكن أن يصنع

Page 131: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

]ا، أو بعيد]ا، ولكن منه ما هو شديد الشبه، ومنه ما هو أبعد شبه]ا منه. وكل ينكشف قريب وقد بسط الكالم على هذا في غير هذا الموضع.

، ثم باعه كذلك، فسرق العبد منالعيب وسئل عن رجل اشتري عبد]ا سليم]ا من يرجع بالثمن على البائع األول؟ أو الثاني؟ أو باألرش، أم المشتري الثاني مبلغ]ا وأبق، فهل

ال؟

فأجاب:

يقوم العبد وال عيب للمشتري أن يطالب باألرش بال نزاع بين العلماء، ومعني / ذلك: أن بحسابه، فإذا كانت فيه، ويقوم وبه هذان العيبان، فما نقص من القيمة نقص من الثمن

]ا مائتان، حط عنه نصف الثمن. قيمته سليم]ا أربعمائة، وقيمته معيب

مشهور بين العلماء. وهل يرجع بالثمن كله على السيد الذي دلس العيب؟ فهذا فيه نزاع كله. وقد ذهب أبو فمذهب مالك وأحمد في أنص الروايتين عنه أنه يرجع عليه بالثمن

حنيفة والشافعي وأحمد في القول اآلخر يرجع عليه بذلك.

، وباعها الثانيالذي باعها وسئل عن رجل اشترى جارية فبانت عاشقة في سيدها وهل يردها الثاني على األول؟ أم ال؟ لثالث، فهل للثالث أن يردها على الثاني؟

فأجاب:

]ا، فإذا ثبت ولم يعلم به المشتري كان له نعم، هذا عيب ينقص القيمة في العادة نقص]ا بين يعلم العيب فله أن أن يردها على بائعه المشتري الثاني، وإذا كان المشتري الثاني لم

يردها على البائع األول. والله أعلم.

/

من يوم ابتاعها من غير ضرب، فهربت وسئل عن رجل اشتري جارية صحيحة سالمة على البائع بالثمن قبل حضور الجارية، ووجودها، أم وال إجحاف، فهل للمشتري أن يرجع

ال؟

فأجاب:

هذا العيب، وأبقت عند الحمد لله، إن كانت الجارية معروفة باإلباق قبل ذلك، وكتم البائع العلماء، كما هو مذهب المشتري، فللمشتري أن يطالب البائع بالثمن في أصح قولي

يطالب باألرش. مالك وأحمد في المنصوص عنه من القولين. وفي القول اآلخر

شيء على وإن لم تكن أبقت قبل ذلك، ولكن أبقت بسبب ما فعل بها المشتري، فال حنيفة والشافعي البائع. وإذا حدث به عيب إباق أو غيره بعد القبض، فال رد له عند أبي

بعد ذلك إلى سنة وله وأحمد. وأما مالك فيقول: له الرد بذلك إلى تمام ثالثة أيام، وما الرد بالجنون والجذام والبرص. والله أعلم.

/

]ا، فمكثت عنده مقدار شهر، ثم وجد بها وسئل عن دابة لم يعلم أحد المتبايعين بها عيب]ا؟ عيب

Page 132: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فأجاب:

يردها بذلك العيب؛ الحمد لله، إذا ظهر بها عيب قديم قبل البيع، ولم يكن علم به، فله أن ما لم يظهر منه ما يدل على الرضا به.

، فطلب المشتري من البائع خراج األرض، فهلفتلف وسئل عن رجل باع قمح]ا فبذره وهل للمشتري أن يطالبه بذلك؟ وإذا ادعي المشتري أن العيب يجب على البائع ذلك؟

كان من البائع؟

فأجاب:

المشتري فتلف، فال إذا باعه وسلم اليه المبيع، ثم تلف بعد ذلك عند المشتري، أو بذره تدليس، ونحو ذلك. ضمان على البائع، بل يستحق جميع الثمن إال أن يكون به عيب، أو

اشتري منه غير وإن ادعي المشتري أن تلفه بسبب عيب كان فيه، وكان ذلك القمح قد/ يكن للبائع هذا المشتري، وشهدوا أنه سليم من العيب، لم يقبل قول المشتري، وإن لم

بينة، فالقول قوله مع يمينه، إذا لم يقم المشتري بينة.

ا، فإذا قال أهل الخبرة: إن المعيب ال ينبت النبات المعتاد، وهذا قد نبت النبات وأيض] المعتاد، ثم هاف، كان حجة للبائع.

ا بيع بأربعمائة درهم، وقد استوفت الدراهم من أمانة وسئل عن رجل باع زوجته دار] أخذ شيء آخر، وقد أخذت األربعمائة، فهل يحرم عليها؟ األجرة، فهل يجوز لها

فأجاب:

العقار عن منفعة الحمد لله، وحده، المقصود بهذا وأمثاله أن يعطيه المال، ويستغل عليه المال أخذ العقار، المال، فما دام المال في ذمة اآلخذ فإنه يستغل العقار، وإذا رد

ذلك وأظهرا صورة بيع لم يجز وهذا على هذا الوجه ال يجوز باتفاق المسلمين. وإن قصدا على أصح قولي العلماء أيض]ا.

بالثمن أعاد اليه ومن صحح ذلك فالبد أن يكون بيعه شرعيا، فإذا شرط أنه / إذا جاء. والشرط المتقدم على العقد كالمقارن له في أصح قولي العقار، كان هذا بيع]ا باطال]

العلماء.

المال، وما وحينئذ، فما حصل للمرأة من األجرة بعد أن علمت التحريم تحسبه من رأس أحسن. وما قبضته قبل ذلك: فهو على الخالف المذكور، وإن اصطلحا على ذلك فهو

قبضته بعقد مختلف تعتقد صحته لم يجب عليها رده في أصح القولين.

، فامتنع إال أن يبيعهوللرجل كرم وسئل عن رجل طلب من إنسان أن يقرضه دراهم، بالدراهم أعاد اليه الكرم، فباعه الكرم بهذا الشرط، ولم الكرم بمائـة درهم، وأنه إذا جاء

بعد العقد قال المشتري لجماعة شهود: اشهدوا على أنه متي يذكر الشرط في العقد، ثما، أم ال؟ وهل يجب على جاء هذا بدراهمي أعدت اليه كرمه: فهل يكون هذا البيع صحيح]

شرطه على نفسه في إعادة الكرم ؟ وإذا مكر المشتري بالبائع، هل المشتري القيام بما يجوز له ذلك؟

فأجاب:

Page 133: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

وال يحل له أن يمكر ليس هذا بيع]ا الزم]ا، بل عليه أن يرد عليه كرمه إذا أعطاه دراهمه، به.

/

وجدتها خامية وفيها فزور، فهل وسئل عن امرأة اشترت خرقة تخيطها، ثم بعد ذلك تلزم التاجر إن ردتها اليه؟

فأجاب:

من العيب كان لها لها أن تطالبه بأرش العيب القديم، وإذا كان قد نقص بما أحدثته فيه الرد مع أرش العيب الحادث في أصح قولي العلماء. والله أعلم.

]ا البنة تحت بألف وثمانين ـ بيع أمانة ـ وهو يساوي حجره وسئل عن رجل باع ملك الشهود، وذكروا في المكتوب أن ابنة البائع أذنت في البيع، أربعة آالف درهم، وشهدت وال لها جلية عندهم، فهل يصح هذا البيع؟ ولم يكن الشهود حضروها،

فأجاب:

هذا الغبن العظيم ال الحمد لله، بيع األمانة بيع باطل، والواجب رد العوض، وبيع األب مثل مثل ذلك، بل إذا عرف يجوز، والمحجور عليها ال يصح / إذنها واإلشهاد عليها باإلذن في

ذلك فسخ البيع بكل حال.

وسئل ـ رحمه الله:

قبل القبض هل ذكر أحد من العلماء أن المشتري األول إذا لم يجز له التصرف فيها]ا لها؟ أو أن جواز التصرف والضمان متالزمان طرد]ا ا؟ فالنزاع فتلفت يكون ضامن وعكس]

في ذلك مشهور؟

فأجاب:

القوالن في مذهب أحمد، وهو طريقة القاضي وأصحابه.

التصرف والضمان، والمتأخرون من أصحاب أحمد مع أبي حنيفة والشافعية يقولون بتالزم ضمانه لم فعندهم أن ما دخل في ضمان المشتري جاز تصرفه فيه، وما لم يدخل في

بوضع يجز تصرفه فيه؛ ولهذا طرد الشافعي ذلك في بيع الثمار على الشجر، فلم يقل الجوائح؛ بناء على أن المشتري إذا قبضها، وجاز تصرفه فيها، صار ضمانها عليه.

المتقدمين، وعليه تدل والقول الثاني ـ في مذهب أحمد الذي ذكره الخرقي، وغيره من مذهب أحمد: أن الثمار أصول أحمد: أن الضمان والتصرف ال يتالزمان؛ ولهذا كان ظاهر

البائع، مع أن ظاهر مذهبه إذا تلفت قبل تمكن المشتري / من جذاذها. كانت من ضمان فيها مع كون ضمانها على أنه يجوز للمشتري التصرف فيها بالبيع وغيره، فجوز تصرفه صحيح مسلم عن جابر أن البائع. وقد ثبت بالسنة أن الثمار من ضمان البائع، كما في فأصابتها جائحة، فال يحل لك النبي صلى الله عليه وسلم قال: )إذا بعت من أخيك ثمرة

]ا، بم يأخذ أحدكم مال أخيه بغير حق؟!( . أن تأخذ من ثمنها شيئ

األولى. ولكن الرواية األخري عنه في منع التصرف في هذه الثمار يوافق الطريقة

Page 134: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

االستيفاء، بمعني ومن الحجة لهذه الطريقة: أن منافع اإلجارة مضمونة على المؤجر قبل ضمان المؤجر؛ ألنها أنها إن تلفت بآفة سماوية كموت الدابة، وتعطلت المنافع كانت من

فيها حتى بالبيع في تلفت قبل التمكن من استيفائها، مع أنه يجوز للمستأجر التصرف األجرة، إذا لم يحدث فيها ظاهر المذهب، وإن كان عنه رواية أخرى ال يؤجرها بأكثر من

وأبو حنيفة عنده أن المنافع ال زيادة؛ لئال يربح فيما لم يضمن، وهي مذهب أبي حنيفة.]ا. ]ا فشيئ تملك بالعقد، وإنما تملك باالستيفاء شيئ

ويقولون: هذا ليس وأحمد في المشهور عنه هو وغيره يجوزون إجارتها بأكثر من األجرة،ا لم يضمن؛ ألن هذه المنافع مضمونة على/ المشتري، بمعني أنه لو تركها مع القدرة ربح]

على البائع إذا تلفت على استيفائها فلم يستوفها كانت من ضمانه، وإنما تكون مضمونة ]باب الضمان[ ضمان قبل التمكن من استيفائها؛ ولهذا كان ظاهر مذهب أحمد ـ في

الفرق بين المقبوض العقد ـ الفرق بين ما يتمكن من قبضه، وما لم يتمكن، ليس هوة fرg المتعينة المبيعة جزاف]ا تدخل في وغيره. ومن ذلك أن الخرقي وغيره يقولون: إن الص�ب

حتى ينقلها، لحديث ابن عمر، وابن ضمان المشتري بالعقد، وال يجوزون للمشتري بيعها أدركته الصفقة حيا مجموع]ا فهو من عمر روي الحكمين جميع]ا. قال من السنة: أن ما

نبتاع الطعام جزاف]ا، فنهينا أن نبيعه في ملك المبتاع، وقال ما رواه البخاري عنه: )كنا التصرف حيث يكون الضمان على البائع، كما في مكانه حتى ننقله إلى رحالنا(، فقد جاز

على المشتري كالصبرة من الطعام، فثبت عدم الثمار، ومنع التصرف حيث يكون الضمان التالزم بينهما.

فيه، بدليل ومن حجة هذا القول: أنه ليس كل ما دخل في ضمان المشتري يجوز تصرفه المقبوض قبض]ا فاسد]ا، والمقبوض في قبض فاسد.

برة، ونحو ذلك مما yيشترط في أما األول فلو اشتري قفيزا من صبرة، أو رطال من ز فاسد، ال يبيح إقباضه الكيل أو الوزن، فقبض الصبرة كلها، أو الزبرة كلها، فإن هذا قبض

كانت مضمونة. له التصرف إال بتميز ملكه/ عن ملك البائع؛ ومع هذا فلو تلفت تحت يده

في البيع وأيضا، فليس المشتري ممنوعا من جميع التصرفات، بل السنة إنما جاءت في الهبة خاصة، ولو أعتق العبد المبيع قبل القبض فقد صح إجماعا. وقد تنازع الناس هو الذي ثبت وغيرها. وقد تنازع الناس في غلة الطعام المبيع قبل النهي عن قبضه، فإنه

في النصوص، واتفق عليه العلماء. وكذلك اختلفوا في تفريع هذا األصل.

]ا على شخص كان له وأصول الشريعة توافق هذه الطريقة، فليس كل ما كان مضمون على التصرف فيه؛ كالمغصوب، والعارية. وليس كل ما جاز التصرف فيه كان مضمونا

المتصرف؛ كالمالك: له أن يتصرف في المغصوب، والمعار، فيبيع المغصوب من غاصبه،]ا على الغاصب، كما أن الضمان بالخراج، وممن يقدر على تخليصه منه، وإن كان مضمون

الخراج فإنما هو فيما اتفق ملكا ويد]ا. وأما إذا كان الملك لشخص، واليد آلخر؛ فقد يكون للمالك، والضمان على القابض.

وكذلك أبوحنيفة. وأيضا، فبيع الدين ممن هو عليه جائز في ظاهر مذهب أحمد والشافعي، الدين ليس وعند مالك يجوز بيعه ممن ليس هو عليه، وهو رواية عن أحمد؛ مع أن

]ا على المالك. مضمون

المشتري هو وأيضا، فالبائع إذا مكن المشتري من القبض، فقد قضي ما عليه؛ /وإنما بأال يوفيه المفرط بترك القبض، فيكون الضمان عليه، بخالف ما إذا لم يمكنه من القبض

يوفه إياه من الدين. التوفية المستحقة، فال يكيله وال يزنه وال يعده، فإنه هنا بمنزلة ما لم

Page 135: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

المفرط،فكان الضمان عليه، إذ وإذا لم يفعل البائع ما يجب عليه من التوفية، كان هو التفريط يناسب الضمان.

وأما حل التصرف وحرمته فله أسباب أخر:

لم ينقله من مكانه، فقد يكون السبب التمكن من التسليم حتى ال يشابه بيع الغرر. وإذا من التسليم، كما اشترط في فقد ينكر البائع البيع، ويفضي إلى النزاع.وقد ال يمكنه البائع

تعذر استيفاء الحق من الرهن:القبض؛ ألن مقصوده استيفاء الحق من المرهون عند كان بيد الراهن، فإنه يحول الراهن. وهذا إنما يتم بأن يكون قابض]ا للرهن، بخالف ما إذا

بينهما.

العقد، ويحصل وقد يكون سبب ذلك أن المقصود بالعقود هو التقابض، وبالقبض يتم يجوزونها وتقابضوها، لم مقصوده؛ ولهذا إذا أسلم الكفار وتحاكموا الينا وقد تعاقدوا عقودا

التقابض نقضناها؛ لئال نفسخها؛ وإن كانت محرمة في دين المسلمين، وإن كان قبل يتم ملك المشتري يفضي إلى اإلذن بعد اإلسالم في قبض محرم، فالبيع قبل قبضه لم

]ا، فكان بيعها قبل القبض من جنس بيع الغرر؛ عليه،/ بل هو يتعرض لآلفات شرع]ا وكون وسلم عن بيع ما ولهذا نهي عن بيع المغانم قبل القبض؛ ولهذا نهي النبي صلى الله عليه

الناس من يجعل ليس عنده؛ لعدم تمكنه من القبض الواجب عليه بالعقد. وإن كان من يخصه بالعين، الحديث متناوال للدين والعين، ويجعل التسليم مستثني منه. ومنهم من في ملكك. ومنهم ويفسره ببيع عين لم يملكها، ويجعل معني "ما ليس عندك": ما ليس

مملوكا مقبوضا، فال من يحمله على الملك واليد جميعا، أو يشترط في المبيع أن يكون كالعبد اآلبق، والفرس يجوز بيع المملوك الذي ال يتمكن من تسليمه، وهو من بيع الغرر:

الشارد.

بمقبوض. ومن جوزه وهذا حجة من منع بيع الدين ممن ليس عليه. قال: ألنه غرر ليس حكم]ا؛ ولهذا جوزنا بيع قال: بيعه كالحوالة عليه، وكبيع المودع والمعار، فإنه مقبوض

الصالح، وقبض ثمنها، فإنها تكون الثمار. وظاهر مذهب أحمد أنه: إذا اشتري ثمرة بادية والمشتري لم يتمكن من جذاذها، من ضمان البائع؛ ألن عليه القبض إلى كمال الجذاذ،

التصرف، وقبضها التخلية، وجعل في ولكن جاز تمكنه منها إذا خلي بينه وبينها، بجعل بالعقد. ولغموض مأخذ هذه الضمان قبضها التمكن من االنتفاع الذي هو المقصود

فيها قياس كما تراه. المسائل كثر تنازع الفقهاء فيها، ولم يطرد إلى التوهم

منهما قد يتناقض وكثير منهم ال يلحظ فيها معني، بل يتمسك فيها بظاهر النصوص، وكل/ فيها، لكن قد جعل على حمل المذاهب فيها. والله أعلم.

ة fرg على ملك المشتري مجازفة، ثم تلفت وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل اشتري صyب غير أن يعلم تلفها. قبل قبضها، ثم باعها قبل قبضها من

فهل هي من ماله؟ أو فإذا قلنا: إن المشتري األول لم يجز له بيعها قبل قبضها. فتلفت، األول إذا لم يجز له من مال البائع األول؟ وهل ذكر أحد من العلماء: أن المشتري التصرف والضمان التصرف فيها قبل القبض فتلفت، يكون ضامنا لها، أو أن جواز

ا؟. متالزمان طردا وعكس]

فأجاب:

المبيع وقت العقد، سواء الحمد لله، أما في هذه الصورة، فالبيع باطل باالتفاق، إذا تلف العقد، بل في مثل هذه الصورة باعها بالصفة، أو بغير الصفة، أو باعها برؤية سابقة على

Page 136: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

األولي، ال يفسخ البيع. فأما إذا لو تلفت بعد العقد، وقبل وجودها على الصفة، أو الرؤية بال ريب. تبين أنها كانت تالفة حين العقد، فالبيع باطل

لما احتج به وأما ضمانها، فظاهر مذهب مالك وأحمد: أن التلف من ضمان / المشتري؛ ما أدركته من حديث األوزاعي عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: )مضت السنة أن

]ا الصفقة حيا مجموعا، فهو من ضمان المشتري( إذ ظاهر مذهب أحمد أن ما كان متعين من بالعقد ال يحتاج إلى توفية بكيل أو وزن ونحوهما، بحيث يكون المشتري قد تمكن

قبضه، فهو من ضمانه، قبضه أو لم يقبضه.

األخري عن أحمد، وأما مذهب أبي حنيفة والشافعي: فإنها من ضمان البائع، وهي الرواية ال يدخل المبيع كله واختارها أبو محمد، لكن الصواب في ذلك متنوع. فمذهب أبي حنيفة:

العقار وغيره سواء، وهو في ضمان المشتري إال بالقبض، إال العقار. وعند الشافعي: رواية عن أحمد.

بالفرق بين الطعام وعن أحمد رواية بالفرق بين المكيل والموزون وغيرهما. ورواية وهذا في القبض عنه، وغيره. ورواية بالفرق بين المطعوم: المكيل الموزون وغيره.

كالروايات في الربا.

حqمfهy الله:/ fوقال ـ ر

فصل

في المقبوض بعقد فاسد

العقد، مثل ما يوجب أصله: أن العقد الصحيح يوجب على كل من المتعاقدين ما اقتضاه الالزمة، فإن لزومها التقابض، في البيع، واإلجارة، والنكاح، ونحو ذلك من المعاوضات

يقتضي وجوب الوفاء بها وتحريم نقضها.

بأصنافها، فإنها ال توجب الوفاء وأما ]العقود الجائزة[ من الوكاالت بأنواعها، والمشاركات جائز مباح، وصاحبه مخير بين إمضائه مطلقا؛ إذ العقد ليس بالزم يجب الوفاء به، بل هو

العقد موجودا فعليه الوفاء بموجبه من وفسخه، وإذا فسخه كان نقض]ا له، لكن ما دام حفظ المال، فإنه عقد أمانة.

يحرم عليه العدوان وأما تحريم العدوان ـ كالخيانة ـ فذاك واجب بالشرع ال بالعقل، إذ/ توكيد]ا. في مال من ائتمنه، وغيره، لكن العقد أوجب ذلك أيضا وزاده

والمساقاة، إذا وأما وجوب التصرف عليه، بحيث يكون العامل في المضاربة، والمزارعة،ا، فما ترك التصرف الذي اقتضاه العقد مفرطا، فهذا هو الظاهر؛ فإن العقد وإن كان جائز]

اقتضاه العقد. وهذا دام موجود]ا فله موجبان: الحفظ بمنزلة الوديعة، والتصرف الذي والعمارة ما يحتاج اليه قياس مذهبنا؛ ألنا نوجب على أحد الشريكين من المعاوضة بالبيع فكذلك في شركة اآلخر في العرف؛ مثل عمارة ما استهدم هذا في شركة األمالك،

والمزارعة العقود؛ فإن مقصودها هو التصرف. فترك التصرف في المضاربة والمساقاةا من ترك عمارة المكان المستهدم في شركة األمالك. قد يكون أعظم ضرر]

يبيع نصيبه، وهنا ومن ترك بيع العين والمنفعة المشتركة؛ ألنه هناك يمكن الشريك أن مقتضاه من وجوب غره وضيع عليه منفعة ماله، فإذا كان العقد فاسد]ا لم يثبت جميع

القبض فهو قبض التقابض والتصرف، وحل التصرف واالنتفاع ونحو ذلك، فإذا اتصل به

Page 137: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الفقهاء: ما مأذون فيه بعقد، فليس مثل قبض الغاصب الذي هو بغير إذن؛ ولهذا قال والمؤجر. وما ضمن بالقبض في العقد الصحيح ضمن بالقبض في العقد الفاسد؛ كالمبيع كاألمانات من لم يضمن بالقبض في العقد الصحيح ال يضمن بالقبض في العقد الفاسد، الملك بالقبض المضاربة والشركة ونحوها؛ لوجود اإلذن؛ ولهذا تنازع العلماء في حصول

ذلك. وذلك فيه، وفيما يستحقه من / العوض، هل هو المسمي، أو عوض المثل، أو نحو أن الفرق بينهما من وجهين:

أحدهما: أن ذلك قبض بغير إذن المالك، وهذا قبض بإذن المالك.

يقتضه عقد بحال؛ الثاني: أن هذا قبض اقتضاه عقد، وإن كان فيه فساد، وذاك قبض لم الفاسدة، ولهذا نوجب في ظاهر المذهب المسمي في النكاح الفاسد، وفي المضاربة

ونحوها على أحد القولين.

إذا أمكن. فإذا تعذر فإن كان المقبوض به موجودا وأراد الرد رده، وإن كان فائتا رد مثله من ذوات األمثال، بل رد العين أو المثل فالبد من رد عوض، مثل أن يكون المبيع ليس

عمل العامل في من ذوات القيم، ومثل المنافع المستوفاة باإلجارة الفاسدة، ومثل يوجب رد القيمة المشاركة الفاسدة: من المساقاة والمضاربة ونحوها. فمن أصحابنا من

المنفعة، وقد تعذر في هذه الصورة، كقول الشافعي، بناء على أن المستحق رد العين أو عينه ومثله فينقل إلى القيمة، كما لو ضمنت باإلتالف أو الغصب.

المثل؛ بناء وطرد الشافعي هذا في المسمي الفاسد في النكاح، والمغصوب، فأوجب مهر وهو مهر المثل، فلما لم يمكن رده رد بدله، على أنه كان يجب رد البضع لفساد التسمية،

أوجبوا بدل المهر وخالفه بعض أصحابه، / والجمهور من أصحابنا وغيرهم، وسائر العلماء هنا لم يفسد، فلم المسمي مثله أو قيمته؛ ال بدل البضع، وهو الصواب قطعا؛ ألن النكاح بدله، بل الواجب هو يجب رد المستحق به وهو البضع، وإذا لم يجب رد البضع لم يجب رد

وهو أقرب إلى ما إعطاء المسمي إن أمكن، وإال فبدله، فكان بدل المسمي هو الواجب، أو بدلها. وظاهر تراضوا به من بدل البضع، وفي سائر العقود إذا فسدت نوجب رد العين أيضا؛ كالنكاح كالم أحمد أن الواجب في المشاركة ـ مثل المضاربة ونحوها ـ المسمي

الفاسد، على ظاهر المذهب. وهذا القول أقوى.

وذلك؛ ألن العين لو بل الصواب أنه ال يجب في الفاسد قيمة العين، أو المنفعة مطلقا، وجب إعادة كل حق أمكن ردها أو رد مثلها لكان ذلك هو الواجب؛ ألن العقد لما انتفي

الوطء في النكاح إلى مستحقه،والمثل يقوم مقام العين. أما إذا كان الحق قد فات مثل فالقيمة ليست مثال له. الفاسد، والعمل في المؤاجرات والمضاربات، والغبن في المبيع،

للضرورة؛ إذ ليس وإنما تجب في بعض المواضع؛ كالمتلف والمغصوب الذي تعذر مثله، كما قلنا مثل هناك شيء يوجد أقرب إلى الحق من القيمة، فكان ذلك هو العدل الممكن،

الناس؛ إذ ليس ذلك في القصاص، / ودية الخطأ وأرش الجراح. واعتبرنا القيمة بتقويم بدال عن العين أو هناك متعاقدان تراضيا بشيء. وأما هنا فقد تراضيا بأن يكون المسمي

من اعتبار رضا المنفعة، والناس يرضون لها ببدل آخر، فكان اعتبار تراضيهما أولي الناس.

موجباته، وذلك منتف فإن قيل: هما إنما تراضيا بهذا البدل في ضمن صحة العقد، ووجوب موجباته. فلما تعذر هنا؟ قيل: والناس إنما يجعلون هذا قيمة في ضمن عقد صحيح له

عقدهما الذي عقداه أولي العقد هنا قدرنا وجود عقد يعرف به البدل الواجب فيه، فتقدير غيرهما. فإذا كان البد من التقدير من تقدير ما لم يوجد بحال، وال رضيا به، ولم يعقده

بالتقدير وأقرب إلى الصواب. والتقريب، فما كان أشبه بالواقع كان أولي

Page 138: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بمن يتزوج من فتبين بهذا أن إيجاب مهر المثل في النكاح الفاسد، إنما هو شبيه لها وتقدير نكاح صحيح، أمثالها نكاحا صحيحا الزما، فتحتاج فيه إلى شيئين: إلى تقدير مثلها،

وهذا في غاية البعد، فيه مسمي. فقسناها على أمثالها، وقسنا فاسدها على صحيح أولئك، نفسها أقرب من غيرها وإذا أوجبنا المسمي في الفاسد قسنا فاسدها بصحيحها، وهي إلى

الفاسد إلى عقد غيرهما اليها. ثم عقدهما الفاسد وعقدهما الصحيح أقرب من عقدهما مثلها. الصحيح. وأما إذا كان وطئ بشبهة بال نكاح، فهنا يوجب مهر

وقال شيخ اإلسالم ـ قدس الله روحه:/

فصل

قاعدة في المقبوض بعقد فاسد

يعتقد الفساد. وذلك أنه ال يخلو: إما أن يكون العاقد يعتقد الفساد ويعلمه، أو ال

لشبهة العقد، وكون فاألول يكون بمنزلة الغاصب؛ حيث قبض ما يعلم أنه ال يملكه، لكنه يتصرف فيه أو ال القبض عن التراضي هل يملكه بالقبض أو ال يملكه؟ أو يفرق بين أن

الفاسد؟وأما إن يتصرف؟ هذا فيه خالف مشهور في الملك. هل يحصل بالقبض في العقد من العقود المحرمة كان العاقد يعتقد صحة العقد؛ مثل أهل الذمة فيما يتعاقدون بينهم

العقود إذا اتصل بها القبض في دين اإلسالم؛ مثل بيع الخمر، والربا، والخنزير؛ فإن هذهfا }بها بال نزاع؛ لقوله تعالى: قبل اإلسالم والتحاكم الينا أمضيت لهم، ويملكون ما قبضوه ي

g مfا وا yرfذfو fه| g الل wقyوا g ات yوا wذqينf آمfن �هfا ال يf qينf أ yم م�ؤgمqن yنت qن ك fا إ ب fقqيf مqنf الر� فأمر بترك ما [ ،278 ]البقرة: { ب

بقي.

باقيا، أو بدله إن وإن أسلموا أو تحاكموا قبل القبض فسخ العقد، ووجب رد المال إن كانwذqينf }كان فائتا. واألصل فيه قوله تعالى: �هfا ال ي

f fا أ yم ي yنت qن ك fا إ ب fقqيf مqنf الر� g مfا ب وا yرfذfو fه| g الل wقyوا g ات yوا آمfن

fينq yمg } إلى قوله: { م�ؤgمqن fك yمg فfل gت yب qن ت yمg وfإ qك مgوfالf ؤyوسy أ y[ ، أمر الله تعالى279، 278 ]البقرة: { ر

برد ما بقي من الربا في الذمم، ولم يأمر برد ما قبضوه قبل اإلسالم، وجعل لهم مع ما قبضوه قبل اإلسالم رؤوس األموال. فعلم أن المقبوض بهذا العقد قبل اإلسالم يملكه

صاحبه، أما إذا طرأ اإلسالم وبينهما عقد ربا فينفسخ، وإذا انفسخ من حين اإلسالم استحق صاحبه ما أعطاه من رأس المال، ولم يستحق الزيادة الربوية التي لم تقبض،

يجب عليه من رأس المال ما قبضه قبل اإلسالم؛ ألنه ملكه بالقبض في العقد الذي ولم صحته، وذلك العقد أوجب ذلك القبض، فلو أوجبناه عليه لكنا قد أوجبنا عليه رده، اعتقد

وحاسبناه به من رأس المال الذي استحق المطالبة به، وذلك خالف ما تقدم.

المعامالت الربوية وهكذا كل عقد اعتقد المسلم صحته بتأويل من اجتهاد أو تقليد؛ مثل يعتقد صحته، ومثل بيوع التي يبيحها مجوزو الحيل، ومثل بيع النبيذ المتنازع فيه عند من

حصل فيها التقابض مع الغرر المنهي عنها عند من يجوز بعضها؛ فإن هذه العقود إذا االجتهاد. اعتقاد الصحة / لم تنقض بعد ذلك؛ ال بحكم، وال برجوع عن ذلك

استفتياه إذا تبين لهما وأما إذا تحاكم المتعاقدان إلى من يعلم بطالنها قبل التقابض، أو األول أمضي. وإذا كان قد بقي الخطأ، فرجع عن الرأي األول، فما كان قد قبض باالعتقاد

ورجع إلى رأس المال. ولم يجب في الذمة رأس المال، وزيادة ربوية، أسقطت الزيادة كأهل الذمة وأولي؛ ألن ذلك االعتقاد على القابض رد ما قبضه قبل ذلك باالعتقاد األول،

باطل قطعا.

روحه: وقال شيخ اإلسالم ـ قدس الله

Page 139: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فصل

يتعذر رده، رد إذا كان إيجاب المسمي أو مثله أقرب إلى التسوية في الفاسد الذي المضمون. المقبوض أو مثله من إيجاب، مثل العوض المسمي في العقد على مثال هذا

النوعين مثل فنقول: المثل من فاسد فسد مثله، فليس المؤجل مثل الحال، وال أحد هو سلم. فإن رد اآلخر، فلو أسلم اليه دراهم في شيء سلما، ولم / يتغير سعره، وقلنا:

اليه رأس ماله في الحال، أو مثله، فهذا هو الواجب.

هذا مثال له. فإذا وأما إذا أخره إلى حين حلول السلم، ثم أراد رد مثل رأس ماله، فليس فإنهما تراضيا أن يأخذ أوجبنا المسلم فيه بقيمته وقت اإلسالف كان أقرب إلى العدل، القدر، فردهما إلى القيمة بهذه الدراهم من المسلم فيه، ال من غيره، لكن لم يتفقا على

المثمن. ولو اشتري سلعة لم العادلة هو الواجب بالقياس؛ فإن قبض الثمن قبل قبض ومثلها ردت القيمة بالسعر وقت يقطع فيها، وقلنا هو بيع فاسد، فإذا تعذر رد العين

هناك قيمة المقبوض من القبض، فكما أوجبنا هنا قيمة المقبوض من العوض، نوجب الدراهم.

ثمنه، لكنه مؤجل إلى ونظيرها من كل وجه: أن يكون المبيع مكيال، أو موزونا، لم يقطع المقبوضة؛ الختالف القيمة، حول، فحين يحل األجل إن رد حنطة مثال لم يكن مثال لتلك

الثمن أشبه بالعدل. فإعطاء قيمة المقبوض وقت قبض السلعة مؤجال إلى حين قبض فهذا في الثمن والمثمن سواء.

أولي باالستحقاق واألصل فيه أن كل ما كان أقرب إلى ما تعاقدا عليه، وتراضيا به؛ كان واإلتالف إذا لم يكن مثليا مما لم يتعاقدا عليه ولم يتراضيا به، وأن / المضمون بالغصب

العقد أولي من تقديره بالمضمون فإنه يقدر بالقيمة ال بالعقود، فتقدير المضمون بذلك ـ مبنية على أصل آخر، وهو أن بعقد آخر، لكن هذه المسألة ـ مسألة الحلول والتأجيل

موضعه. والله أعلم. اختالف األسعار يؤثر في التماثل، وهذا مذكور في

بثغر اإلسكندرية على غلة ذكر أنها مودعة رجال وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل عاقد وأعطاه الثمن، وأرسل وكيله ليسلم ذلك للمشتري، فلم يجد الغلة، بل في ناحية ببيروت،

كل ذلك بعد أن أشهد المشتري على نفسه أنه تسلم الغلة وجدها تحت الحوطة، البائع تأخير ما قبضه من الثمن؟ وهل له في ذلك شبهة، المذكورة، فهل يجوز لهذا عمن سلمه بعد المطالبة أم ال؟ ويعطي البائع بتأخير الثمن

فأجاب:

يتمكن من قبضه، فله الحمد لله رب العالمين، إذا لم يجد المبيع الغائب، أو وجده ولم على البائع أن يرد عليه فسخ البيع إن كانت العين مغصوبة. وإن تلفت انفسخ البيع ووجب

بالقبض، إذا كان قد أشهد / قبل الثمن إذا طلبه المشتري، وال ينفعه إشهاد المشتري عليه صحيحا، فله تحليف البائع أن باطن القبض، وإن قامت عليه بينة باإلقرار، وكان اإلقرار

اإلقرار كظاهره في أصح قولي العلماء.

لم يصح هذا اإلقرار وأما إذا علم كذب اإلقرار، بأن يكون قد أقر بالقبض قبل التمكن منه، وأحمد في المشهور. كله ـ إذا صح بيع الغائب، بأن يبيعه بالصفة على مذهب مالك،

Page 140: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

أصله، وأبوحنيفة وأما من أبطل بيعه مطلقا كالشافعي، وأحمد في رواية، فالبيع باطل من وبكل حال فاألئمة يصححه مطلقا، وأحمد في رواية، لكن له الخيار عند الرؤية بكل حال،

هذه. والله أعلم. متفقون على أن على البائع دفع الثمن إذا طلبه المشتري والحالة

، وأشهد المشتري على نفسه بالفسخ،البيع وسئل ـ رحمه الله ـ عمن باع بيع]ا وجحد فما الحكم في ذلك؟

فأجاب:

ثانيا بالقبض. والله إذا جحد البيع وفسخه المشتري كذلك، لم يكن للبائع إلزام المشتري أعلم.

/

، ودفع الثمن بمحضر شهود كتاب التبايع،معين وسئل عن رجل اشتري ملكا بثمن حكام المسلمين األربعة، ثم استحق الملك المشتري مستحق غير وثبت الكتاب، وحكم به بذلك الشرع، ورفع يد المشتري عما اشتراه منه، والرجل يومئذ البائع، وأثبت استحقاقه

وله أمالك حاضرة وأموال، فهل إذا طلب الرجل المذكور من غائب فوق مسافة القصر، الذي حكم له على الغائب بنظير ما قبض الغائب من الرجل الحاكم الذي ببلد المشتري

إلى ذلك، والحالة هذه؟ المشتري من ثمن المبيع يجيبه

فأجاب:

من قبضه منه، الحمد لله، نعم إذا ظهر المبيع مستحقا، فللمشتري أن يرجع بالثمن على إلى المحكوم له أو ببدله. فإذا كان القابض منه غائبا حكم عليه إذا قامت الحجة، وسلم

.حقه من مال الغائب مع بقائه على حجته. والله أعلم

باب الربــا

روحه: وسئل شيخ اإلسالم ـ قدس الله

بها إلى الربا، وإذا عن تحريم الربا، وما يفعل من المعامالت بين الناس اليوم؛ ليتوصلوا بزيادة مال، وما يلزم حل الدين يكون المديون معسرا، فيقلب الدين في معاملة أخرى

زاد في معاملة الربا؟ والة األمور في هذا، وهل يرد على صاحب المال رأس ماله دون ما

فأجاب:

الله عليه وسلم آكل المراباة حرام بالكتاب والسنة، واإلجماع. وقد لعن رسول الله صلى قال الترمذي:حديث صحيح، الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه. ولعن المحلل، والمحلل له.

فاالثنان ملعونان.

المؤجل، فإذا حل وإن كان أصل الربا في الجاهلية: أن الرجل يكون له على الرجل المال األجل وزاد هذا في المال، األجل قال له: أتقضي؟ أم تربي؟ فإن وفاه وإال زاد هذا في

المسلمين. فيتضاعف المال / واألصل واحد. وهذا الربا حرام بإجماع

Page 141: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فيه المتأخرون من وأما إذا كان هذا هو المقصود، ولكن توسلوا بمعاملة أخري، فهذا تنازع األعمال بالنيات، واآلثار المسلمين، وأما الصحابة فلم يكن بينهم نزاع أن هذا محرم، فإنما

عنهم بذلك كثيرة مشهورة.

بالباطل، وهو موجود والله ـ تعالى ـ حرم الربا لما فيه من ضرر المحتاجين، وأكل المال لم يجز بإجماع المسلمين في المعامالت الربوية. وأما إذا حل الدين وكان الغريم معسرا

كان موسرا كان عليه الوفاء، أن يقلب بالقلب ال بمعاملة وال غيرها، بل يجب إنظاره، وإن فال حاجة إلى القلب ال مع يساره، وال مع إعساره.

بأن يأمروا المدين أن والواجب على والة األمور بعد تعزير المتعاملين بالمعاملة الربوية، مغالت يوفي منها وفي يؤدي رأس المال، ويسقطوا الزيادة الربوية، فإن كان معسرا وله

دينه منها بحسب اإلمكان. والله أعلم.

روحه: وقال شيخ اإلسالم ـ قدس الله/

فصل

فيمن أوقع العقود المحرمة ثم تاب

yمg }قال الله تعالى في الربا: fك yمg فfل gت yب qن ت fمyونf وfإ yظgل f ت qمyونf وfال fظgل f ت yمg ال qك مgوfالf ؤyوسy أ yالبقرة: { ر[

[ . وقد بسط الكالم على هذا في موضعه.279

fن }وقد قال تعالى لما ذكر الخلع والطالق، فقال في الخلع: yمg أ fك fحqل� ل f ي g مqمwا وfال gخyذyوا fأ تyقqيمfا w ي fال افfا أ fخf fن ي w أ qال ]ا إ gئ ي fش wنyوهyمy gت fي fاحf آت ن yج f |هq فfال yقqيمfا حyدyودf الل w ي fال yمg أ فgت qخ gنq |هq فfإ عليهمfا فqيمfا حyدyودf الل

fدyوهfا وfمfن fعgت f ت |هq فfال qلgكf حyدyودy الل qهq ت fدfتg ب qمyونf افgت qكf هyمy الظwال ئ fـ وgلy |هq فfأ fعfدw حyدyودf الل fت qذfا }قوله: إلى { ي وfإ

gوf وف� أ yرgعfمq yوهyنw ب ك qسgم

f fهyنw فfأ ل fجf fغgنf أ fل اء فfب fسw yمy الن wقgت g طfل fدyوا fعgت wت ا ل ار] fرqض wنyوهy ك qسgمy f ت وف� وfال yرgعfمq حyوهyنw ب ر� fس

هy وfمfن fسgفf fمf ن qكf فfقfدg ظfل fفgعfلg ذfل اء }وقال تعالى: [ ،231ـ229 ]البقرة: { ي fس� yمy الن wقgت qذfا طfل إwنqهq qعqدwت �قyوهyنw ل yخgرqجyوهyنw مqن فfطfل yمg الf ت wك ب fر fهw wقyوا الل gعqدwةf وfات fحgصyوا ال qينf وfأ gت fأ fن ي qالw أ جgنf إ yرgخf qهqنw وfالf ي yوت yي ب

fة� �ن fي ة� م�ب fشqاحfفq هy ب fسgفf fمf ن wهq فfقfدg ظfل fعfدw حyدyودf الل fت wهq وfمfن ي qلgكf حyدyودy الل qكf وfت fعgدf ذfل yحgدqثy ب wهf ي fعfلw الل fدgرqي ل الf تfنgغf fل qذfا ب ا فfإ مgر]

f وف� أ yرgعfمq وg فfارqقyوهyنw بf وف� أ yرgعfمq yوهyنw ب ك qسgم

f fهyنw فfأ ل fجf fقqيمyوا أ yمg وfأ هqدyوا ذfوfيg عfدgل� م�نك gشf وfأ

gمy qك wهq ذfل qل هfادfةf ل wالش fهw wقq الل fت خqرq وfمfن ي gاليوم اآلfو qهw qالل yؤgمqنy ب fانf ي qهq مfن ك yوعfظy ب قgهy ي yز gرf ج]ا وfي fرgخfم yهw fجgعfل ل يfسqبy وfمfن ت gحf gثy الf ي ي fح gنqم gدfق qهqرgم

f qغy أ fال wهf ب qنw الل yهy إ ب gسfح fوyهfف qهw wلg عfلfى الل fوfك fت يgء� ي fل� شy qك wهy ل جfعfلf اللا [ .3ـ1 ]الطالق: { قfدgر]

بالنص واإلجماع، فالطالق المحرم، كالطالق في الحيض، وفي طهر قد أصابها فيه. حرام لنفسه، كما ذكر الله وكالطالق الثالث عند الجمهور، وهو تعد لحدود الله، وفاعله ظالم

fمf }تعالى: wهq فfقfدg ظfل fعfدw حyدyودf الل fت هy وfمfن ي fسgفf [ . والظالم لنفسه إذا تاب تاب الله1 ]الطالق: { نfغgفqرq }عليه؛ لقـولـه: ت gسf yمw ي هy ث fسgفf qمg ن fظgل وg ي

f وء]ا أ yس gلfمgعf حqيم]ا وfمfن ي wا ر |هf غfفyور] fجqدq الل |هf ي ]النساء: { الل إذا استغفره غفر له ورحمه، وحينئذ يكون من المتقين، فيدخل في قوله: [ ، فهو110

{ fهw wقq الل fت fسqبy وfمfن ي ت gحf gثy الf ي قgهy مqنg حfي yز gرf ج]ا وfي fرgخfم yهw fجgعfل ل [2،3]الطالق: { ي

وقد نهوا عنه فلم والذين ألزمهم عمر ومن وافقه بالطالق المحرم كانوا عالمين بالتحريم، مستحقون للعقوبة. ولذلك الحدود، ينتهوا، فلم يكونوا من المتقين، فهم ظالمون لتعديهم

يجعل له فرجا وال مخرجا، قال ابن عباس لبعض المستفتين: إن عمك لم يتق الله، فلما. ولو اتقي الله / لجعل له فرج]ا ومخرج]

Page 142: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بالتحريم فإنه ال يستحق وهذا إنما يقال لمن علم أن ذلك محرم وفعله. فأما من ال يعلم من عوده إليه، والتزم أال العقوبة، وال يكون متعديا، فإنه إذا عرف أن ذلك محرم، تاب

يفعله.

كانوا يتوبون، والذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل ثالثتهم واحدة في حياته متقين، ومن لم وكذلك من طلق في الحيض، كما طلق ابن عمر، فكانوا يتوبون فيصيرون

gفyسyوقy }يتب فهو الظالم لنفسه، كما قال: مy ال gسq gسf اال qئ qكf هyمy ب fئ وgلy yبg فfأ fت wمg ي qيمfانq وfمfن ل gاإل fدgعf ب

fونyمq [.11 ]الحجرات: { الظwال

الله، بل فحصر الظلم فيمن لم يتب، فمن تاب فليس بظالم، فال يجعل متعديا لحدود وجود قوله كعدمه، ومن لم يتب فهو محل اجتهاد.

النساء يحرمن عليهم ال فعمر عاقبهم باإللزام، ولم يكن هناك تحليل، فكانوا العتقادهم أن فإذا صاروا يوقعون يقعون في الطالق المحرم، فانكفوا بذلك عن تعدي حدود الله.

المحرم مرتين، الطالق المحرم، ثم يردون النساء بالتحليل المحرم، صاروا يفعلون تعديا لحدود الله، ويتعدون حدود الله مرتين، بل ثالثا، بل أربعا؛ ألن طالق األول كان

والزوج األول. فقد تعديا / وكذلك نكاح المحلل لها، ووطؤه لها قد صار بذلك ملعونا هو علموا بذلك وفعلوه كانوا متعدين حد الله، هذا مرة أخري، وذاك مرة. والمرأة ووليها لما

انكفاف عن تعدي حدود الله، بل زاد لحدود الله، فلم يحصل بااللتزام في هذه الحال كانوا ظالمين غير تائبين ـ خير من إلزامهم التعدي لحدود الله، فترك التزامهم بذلك ـ وإن

الله مرة بعد مرة. به. فذلك الزنا يعود إلى تعدي حدود

ولهذا كان ابن عباس وإذا قيل: فالذي استفتي ابن عباس ونحوه لو قيل له: تب. لتاب؛ كان يجعل الخلية والبرية يفتي أحيانا بترك اللزوم، كما نقل عنه عكرمة وغيره. وعمر ما

إال واحدة رجعية ولما قال.

ا }قال عمر: gر] ي fخ fانf fك qهq ل yوعfظyونf ب g مfا ي yوا wهyمg فfعfل نf fوg أ ]ا وfل qيت gب fث دw ت fشf wهyمg وfأ [ . وإذا كان66 ]النساء: { ل

فالمراتب اإللزام عاما ظاهرا كان تخصيص البعض باإلعانة نقضا لذلك، ولم يوثق بتوبته. أربعة.

كان في عهد النبي صلى أما إذا كانوا يتقون الله ويتوبون، فال ريب أن ترك اإللزام ـ كما الله عليه وسلم وأبي بكر ـ خير.

وال يحتاجون إلى / وإن كانوا ال ينتهون إال بإلزام فينتهون حينئذ، وال يوقعون المحرم، تحليل. فهذا هو الدرجة الثانية التي فعلها فيهم عمر.

خير. والثالثة: أن يحتاجوا إلى التحليل المحرم، فهنا ترك اإللزام

تحليل. فهنا ليس في والرابعة: أنهم ال ينتهون، بل يوقعون المحرم، ويلزمون به بال وحفظ حدوده، بل حرمت إلزامهم به فائدة إال آصار وأغالل لم توجب لهم تقوي الله،

حرمة النساء وتخريب عليه نساؤهم، وخربت ديارهم فقط. والشارع لم يشرع ما يوجب مذنبون على التقديرين، الديار، بل ترك إلزامهم بذلك أقل فسادا، وإن كانوا أذنبوا فهم

لكن تخريب الديار أكثر فسادا، والله ال يحب الفساد.

وهذا أقل فسادا من وأما ترك اإللزام فليس فيه إال أنه أذنب ذنبا بقوله، ولم يتب منه، الفساد الذي قصد الشارع دفعه ومنعه بكل طريق.

Page 143: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

وسئل عما إذا أبدل قمحا بقمح؟

فأجاب:

لم يجز. إذا أبدل قمحا بقمح، كيال بكيل، مثال بمثل، جاز. وإن كان بزيادة

/

أجل معـين، هــل يجــوز؟ أم وسئل عـن امرأة باعت أسورة ذهب بثمـن معـين إلى ال؟

فأجاب:

األسورة إن كانت إذا بيعت بذهب أو فضة إلى أجل لم يجز ذلك باتفاق األئمة، بل يجب رد باقية، أو رد بدلها إن كانت فائتة. والله أعلم.

ثمنها؟ وسئل: هل يجوز بيع الحياصة بنسيئة، بزائد عن

فأجاب:

لكن تباع بعرض أما الحياصة التي فيها ذهب أو فضة، فال تباع إلى أجل بفضة أو ذهب، إلى أجل. والله أعلم.

/

بخرصها( فما خرصها؟ و)نهى عن بيع وسئل عن حديث: )رخص في العرايا أن تباع المصراة، والمحفلة(

فأجاب:

والغنم وغيرهما ـ تترك حتى الحمد لله، أما ]المصراة، والمحفلة[ فهي البهيمة ـ من اإلبل تحلب كل يوم مثل ذلك. فهذا يجتمع اللبن في ضرعها أياما، ثم تباع، يظن المشتري أنها

عموما، وخصوصا وجعل من التدليس والغش، وقد حرمه النبي صلى الله عليه وسلم ردها، ورد عوض اللبن للمشتري الخيار ثالثا إذا حلبها، إن رضيها أمسكها، وإن سخطها

من تمر. الذي كان موجودا وقت العقد، وجعل صلى الله عليه وسلم عوضه صاعا

اآلبق، وبعيره أو فرسه وأما بيع الغرر الذي ال يمكن البائع تسليمه، مثل أن يبيع عبده فإن بيع مثل هذه األمور الشارد، أو طيره الذي خرج من قفصه، أو من حبله، ونحو ذلك،

من ]

البائع، حيث أخذ باب المخاطرة والقمار[ فإن المبيع إن قدر عليه كان المشتري قد قمر وفي كل منهما أكل/ ماله بدون قيمته، وإن لم يقدر عليه كان البائع قد قمر المشتري،

وكذلك إذا باعه الثمرة قبل مال اآلخر بالباطل. وشر من ذلك أن يبيعه ما في بطن الدابة، الله عليه وسلم عنها عموما، بدو صالحها، فهذه من أنواع الغرر. وقد نهى النبي صلى

القرآن. وخصوصا. وكل ذلك من الميسر الذي حرمه الله في

Page 144: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

هذه الحصاة، أو وكذلك بيع الحصاة، مثل أن يقول: بعتك من هذه األرض إلى حيث تبلغ عليه هذه الحصاة، فيكون بعتك ـ من هذه الثياب، أو الشياه، أو الغلمان، أو غيره ـ ما تقع

المبيع مجهول القدر، أو العين، أو الوصف.

نهى عنه من المزابنة؛ وذلك وأما ]العرايا[ ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم استثناها مما ] والمزابنة[ أن يشتري الرطب أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة، والمحاقلة.

يشتري الحنطة في سنبلها بخرصها من في الشجر بخرصه من التمر. و]المحاقلة[ أن فيقال: كم في هذه النخلة؟ فقال: خمسة أوسق الحنطة. والخرص هو: الحزر والتقدير.

كم في هذا الحقل من البر فيقال: خمسة أوسق، فيقال: اشتريته بخمسة أوسق. أو فيقال: اشتريته بخمسة أوسق.

عليه وسلم: )ال تبيعوا وهذا الحكم عام في كل ما يباع إال بقدره، كما قال النبي صلى الله إال مثال بمثل، وال تبيعوا / الحنطة الذهب بالذهب إال مثال بمثل، وال تبيعوا الفضة بالفضة،

بالشعير إال مثال بمثل، وال تبيعوا التمر بالتمر إال بالحنطة إال مثال بمثل، وال تبيعوا الشعير بالملح إال مثال بمثل(. ونهى صلى الله عليه وسلم عن بيع مثال بمثل، وال تبيعوا الملح

يعلم كيلها بالطعام المسمي. فإذا بيعت هذه األموال بمثلها جزافا الصبرة من الطعام ال النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعها إال متماثلة، فإذا لم يعلم لم يجز ذلك؛ ألن

البيع؛ ولهذا يقول الفقهاء: الجهل بالتساوي كالعلم بالتفاضل. والتماثل التماثل لم يجز بالكيل والوزن. يعلم

إمكان الكيل وأما الخرص: فهو ظن وحسبان، يقدر به عند الحاجة والضرورة، فأما مع ألنهم يحزرون من والوزن فال. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة، والمزابنة؛

إلى أكل الرطب غير حاجة، وأباح ذلك في العرايا ألجل الحاجة؛ ألن المشتري يحتاج إليه الحاجة، بالتمر خرصا؛ ألجل حاجته إلى ذلك. ورخص في ذلك في القليل الذي تدعو إلى البيع. كما وهو ما دون النصاب، وهو ما دون خمسة أوسق. وكذلك يجوز لحاجة البائع

قد بسط ذلك في موضعه.

لغيره، أي: يعطيه إياها ولفظ ]العرايا[ معناه في اللغة: هي النخالت التي يعيرها الرجل بالكرم: ليأكل ثمرها، ثم يعيدها إليه، كما قال الشاعر يمدح فيه

نين الجوائح/ فليـست بـسنهاء وال رجبــــية ** ولكن عرايا في الس�

الشاة ليشرب لبنها، ثم يعيدها وهذا كما يقال للماشية ]المنيحة[ : مثل أن يعطيه الناقة أو ليسكنها ثم يعيدها إليه. إليه، وهو من جنس العارية. وهو أن يعيره داره

إليه. فهذا أصل هذه ومنه إفقار الظهر؛ وهو أن يعطيه دابته ليركب فقارها، ثم يعيدها للمشتري؟ أو عام في ذلك اللفظة، لكن حكم العرايا، هل هو مخصوص بما كان موهوبا

والثاني قول الشافعي، وفي مذهب وفي غيره؟ فيه قوالن للعلماء. واألول قول مالك. أحمد القوالن. والله أعلم.

معلوم، ثم إنه ما حصل لصاحب وسئل عن رجل اشتري قمحا بثمن معلوم إلى وقت ذلك بيعا وشراء بذلك العقد، فهل القمح شيء، ثم داره عقدا، وارتهن عليه ملكا، وأنه أخذ

البيع جائز؟

فأجاب:

Page 145: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

أجل لم يجز؛ إذا اشتري قمحا بثمن إلى أجل، ثم عوض البائع عن ذلك الثمن سلعة إلى ويزيده ذلك في فإن هذا بيع دين بدين. وكذلك / إن احتال على أن يزيده في الثمن، األول. فإن هذا هو األجل، بصورة يظهر رباها لم يجز ذلك، ولم يكن له عنده إال الدين

محل األجل: تقضي أو الربا الذي أنزل الله فيه القرآن؛ فإن الرجل يقول لغريمه عند فحرم الله ورسوله ذلك، تربي، فإن قضاه وإال زاده هذا في الدين، وزاده هذا في األجل

وأمر بقتال من لم ينته. والله أعلم.

، فلم يجد من يقرضه إال رجلدراهم وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل اضطر إلى قرضة بضاعة بخمسين، ويبيعها له بربح معين إلى مدة يأخذ الفائدة، فيأتي السوق يشتري له

معينة، فهل هي قنطرة الربا؟

فأجاب:

صاحبها الذي اشتراها إذا اشتري له بضاعة، وباعها له فاشتراها منه، أو باعها للثالث المقرض منه، فهذا ربا.

ذلك كثيرة؛ مثل واألحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين في تحريم ابتعت من زيد بن أرقم حديث عائشة ألم ولد زيد بن أرقم، قالت لها: يا أم المؤمنين، إني

بستمائة نقدا. فقالت عائشة: غالما إلى العطاء، بثمانمائة درهم نسيئة ثم ابتعته منه أبطل جهاده مع رسول الله صلى بئس / ما شريت، وبئس ما اشتريت، أخبري زيدا أنه قد

المؤمنين، أرأيت إن لم أجد إال رأس مالي؟ الله عليه وسلم، إال أن يتوب. فقالت: يا أم|هq وfمfنg عfادf فfمfن جfاءهy مfوgعqظfة� }فقالت عائشة: هy إلى الل yرgم

f لfفf وfأ fا سfم yهf fهfىf فfل �هq فfانت ب wم�ن ر fكq ئ fـ وgلy فfأ

fونyدq ال fا خfيهqف gمyه qارw صgحfابy النf [ . وعن أنس بن مالك: أنه سئل عن مثل ذلك.275]البقرة: { أ

حرم الله. فقال: هذا ما

لجاره، فهذا يسمي وأما الذي لم يعد إلى البائع بحال، بل باعها المشتري من مكان آخر واإلمام أحمد بن حنبل ـ ]التورق[ وقد تنوزع في كراهته. فكرهه عمر بن عبد العزيز،

العزيز: التورق أخية الربا، أي: رضي الله عنه ـ في إحدى الروايتين. وقال عمر بن عبد أصل الربا. وهذا القول أقوي.

، فباعهبألف ومائتي درهم وسئل عن رجل طلب من إنسان ألف درهم إلى سنة ومائتي درهم إلى أجل معلوم، فهل يجوز فرسا أو قماشا بألف درهم، واشتراه منه بألف

ذلك؟

فأجاب:

على ذلك سنة ال يحل له ذلك، بل هو ربا باتفاق الصحابة وجمهور /العلماء، كما دلت باع رسول الله صلى الله عليه وسلم. سئل ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن رجل حريرة، ثم ابتاعها ألجل زيادة درهم، فقال:دراهم بدراهم، دخلت بينهما حريرة.

عائشة ألم ولد وسئل عن ذلك أنس بن مالك، فقال:هذا مما حرم الله ورسوله. وقالت أنه قد أبطل زيد بن أرقم في نحو ذلك: بئس ما شريت وبئس ما اشتريت، أخبري زيدا

جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إال أن يتوب.

بالنيات، وإنما لكل فمتى كان مقصود المتعامل دراهم بدراهم إلى أجل ـ فإنما األعمال استعاد السلعة. وفي امرئ ما نوى ـ فسواء باع المعطي األجل، أو باع األجل المعطي، ثم

بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من باع

Page 146: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

أنه قال: )إذا تبايعتم بالعينة؛ واتبعتم الربا(. وفيه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم الله، أرسل الله عليكم ذال ال يرفعه عنكم حتى أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل العينة، وهو بيعتان في بيعة. ترجعوا إلى دينكم( وهذا كله في بيع

وال ربح مالم وقال صلى الله عليه وسلم: )ال يحل سلف وبيع، وال شرطان في بيع، النبي صلى الله عليه يضمن، وال بيع ما ليس عندك(. قال الترمذي: حديث صحيح. فحرم

البيع ألجل القرض، حتى وسلم أن يبيع الرجل / شيئا، ويقرضه مع ذلك؛ فإنه يحابيه في ينفعه، فهو ربا.

دراهم بدراهم أكثر وهذه األحاديث وغيرها تبين أن ما تواطأ عليه الرجالن، بما يقصدان به وما أشبه ذلك. والله منها إلى أجل، فإنه ربا، سواء كان يبيع ثم يبتاع، أو يبيع ويقرض،

أعلم.

به السوق، فاشتري شيئا بحضرة وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل تداين دينا، فدخل ال؟ الرجل، ثم باعه عليه بفائدة، هل يجوز ذلك؟ أم

فأجاب:

الحمد لله، هذا على ثالثة أوجه:

السلعة من رب األول: أن يكون بينهم مواطأة لفظية، أو عرفية، على أن يشتري الحانوت، فهذا ال يجوز.

يجوز، فقد دخلت أم ولد زيد بن والثاني: أن يشتريها منه على أن يعيدها إليه. فهذا أيضا ال من زيد بن أرقم غالما إلى العطاء أرقم على عائشة، فقالت: يا أم المؤمنين، إني ابتعت

نقدا، فقالت لها عائشة: بئسما شريت، بثمانمائة درهم نسيئة، ثم ابتعته منه بستمائة جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبئس /ما اشتريت، أخبري زيدا أنه قد أبطل

وسلم: )من باع بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو إال أن يتوب. وقال النبي صلى الله عليه فقال:دراهم بدراهم دخلت بينهما حريرة. وقال أنس الربا(، وسئل ابن عباس عن ذلك،

ورسوله. بن مالك: هذا مما حرم الله

فيبيعها أحدهما، فهذه والوجه الثالث: أن يشتري السلعة سرا، ثم يبيعها للمستدين بيانا، البيع، ولكن يحتاج إلى تسمي ]التورق[ ؛ ألن المشتري ليس غرضه في التجارة، وال في

تنازع فيه السلف والعلماء. دراهم، فيأخذ مائة، ويبقي عليه مائة وعشرون مثال. فهذا قد ما معناه: أن التورق أصل الربا؛ واألقوي أيضا أنه منهي عنه، كما قال عمر بن عبد العزيز

أجل؛ لما في ذلك من ضرر المحتاج، وأكل فإن الله حرم أخذ دراهم بدراهم أكثر منها إلى الصورة، وإنما األعمال بالنيات وإنما لكل ماله بالباطل، وهذا المعني موجود في هذه

امرئ ما نوي.

يتجر فيها. فأما إذا وإنما الذي أباحه الله البيع والتجارة، وهو أن يكون المشتري غرضه أن والله أعلم. كان قصده مجرد الدراهم بدراهم أكثر منها، فهذا ال خير فيه.

مائة بمائة وأربعين، ويجعل سلفا وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل يداين الناس كل/ المديون عن وفائه قال له: عاملني، فيأخذ رب الحرير ، فإذا جاء األجل، وأعسرعلى حرير

اشتريت مني هذا الحرير بمائة وتســعين، إال أنه يأتيه على من عنده، ويقول للمديون: وأربعين. وإذا قبضه المديون منه قال: أوفني هذا الحرير عن حساب كل مائة بمائة

عندك. وإذا جاءت السنة الثانية طالبه بالدراهم المذكورة، فأعسرت السلف الذي لي

Page 147: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بعضها. قال: عاملني، فيحسب المتبقي واألصل، ويجعل ذلك سلفا على حرير. عليه، أو على هذا الرجل؟ فما يجب

فأجاب:

الرجل الدين، فيأتي هذا هوعين الربا الذي أنزل فيه القرآن؛ فإنه كان يكون للرجل على وفاه وإال زاده المدين في إليه عند محل األجل، فيقول: إما أن تقضي، وإما أن تربي، فإن

g }الله تعالى: الدين، وزاده الغريم في األجل، حتى يتضاعف المال. فأنزل yوا wذqينf آمfن �هfا ال يf fا أ ي

g مfا وا yرfذfو fه| g الل wقyوا g ات yوا gذfن g فfأ yوا fفgعfل wمg ت qن ل qينf فfإ yم م�ؤgمqن yنت qن ك fا إ ب fقqيf مqنf الر� qن ب qهq وfإ ول yس fرfو qه| ب� م�نf الل gرfحq ب

gمy qك مgوfالf ؤyوسy أ yر gمy fك yمg فfل gت yب ة� إلى ت fرqظf ة� فfن fر gسyو عyذ fانf qن ك fمyونf وfإ yظgل f ت qمyونf وfال fظgل f ت ة� ال fر fسg ]البقرة: { مfي

مثل هذا المربي، مقصودها مقصود أولئك [. وهذه المعاملة التي يفعلها280 ـ278 المعاملة، وهذا ال ينفعه باتفاق أصحاب محمد المشركين المربين، لكن هذا أظهر صورة

يبيعه ذلك الحرير إلى أجل؛ ليوفيه إياه عن دينه، صلى الله عليه وسلم؛ فإن هذا المربي ليشتريه بأقل من ذلك، وقد سئل ابن عباس عن مثل فهو بمنزلة أن يبيعه إياه إلى أجل ورسوله. وسألت أم ولد زيد بن أرقم عائشة أم هذا، فقال: هذا حرام، حرمه الله

بعت من زيد غالما إلى العطاء بثمانمائة درهم، ثم المؤمنين عن مثل هذا، فقالت: إني عائشة: بئس ما اشتريت، وبئس ما بعت،أخبري زيدا أنه أبطل ابتعته بستمائة، فقالت لها

الله عليه وسلم، إال أن يتوب. قالت: يا أم المؤمنين، أرأيت جهاده مع رسول الله صلىfهy مfا }مالي.فقالت عائشة: إن لم أجد إال رأس fهfىf فfل �هq فfانت ب wة� م�ن رfظqعgوfم yاءهfن جfمfف fفfل fس }

وسلم أنه قال: )من باع بيعتين في [ . وفي السنن عن النبي صلى الله عليه275]البقرة: وبيع(، النبي صلى الله عليه وسلم: )ال يحل سلف بيعة، فله أوكسهما أو الربا(. وقد قال

البيع؛ ألجل القرض. وثبت عنه في الصحيح أنه قال: فنهى أن يبيع ويقرض ليحابيه في فهذان المتعامالن إن كان قصدهما أخذ / دراهم بدراهم إلى أجل، )إنما األعمال بالنيات(، ذلك كان حراما؛ ألن المقصود حرام ال يحل قصده، بل قد نهى فبأي طريق توصل إلى

للذرائع؛ لئال يفضي إلى هذا المقصود. وهذا المربي ال السلف عن كثير من ذلك سدا أعطاهم أو نظيره. فأما الزيادات فال يستحق شيئا منها، يستحق في ذمم الناس إال ما

بتأويل، فإنه يعفي عنه. وأما ما بقي له في الذمم فهو ساقط؛ لكن ما قبضه قبل ذلكfقqيf }لقوله: g مfا ب وا yرfذfا وf ب [ ، والله أعلم.278 ]البقرة: { مqنf الر�

، فقال: أعطيك كل مائة بكسب كذا، وتبايعارجل وسئل عن رجل أراد االستدانة من التجارة، فلما استحق الدين طلبه بالدين فعجز عنه. فقال: اقلب بينهما شيئا من عروض

كذا وكذا في المائة، وتبايعا بينهما عقارا، وفي آخر كل سنة يفعل معه على الدين بكسب جميع المبايعات غرضهم الحالل، فصار المال عشرة آالف درهم، فهل مثل ذلك، وفي

مطالبة الرجل بما زاد في هذه المدة الطويلة؟ وهل لولي األمر إنكار يحل لصاحب الدين ال؟ ذلك؟ أم

فأجاب:

حل الدين عليه وكان قول القائل لغيره: أدينك كل مائة بكسب كذا وكذا /حرام، وكذا إذا المسلمين. وبكل حال معسرا فإنه يجب إنظاره، وال يجوز إلزامه بالقلب عليه باتفاق

الدراهم بأكثر منها إلى أجل هي فهذه المعاملة وأمثالها من المعامالت التي يقصد بها بيع فيها إن كان باقيا، وإن كان فانيا رد معاملة فاسدة ربوية. والواجب رد المال المقبوض

ولي األمر المنع من هذه المعامالت الربوية، مثله، وال يستحق الدافع أكثر من ذلك. وعلى رؤوس أموالهم؛ دون الزيادات؛ فإن هذا من الربا وعقوبة من يفعلها ورد الناس فيها إلى

yم }تعالى: الذي حرمه الله ورسوله، وقد قال yنت qن ك fا إ ب fقqيf مqنf الر� g مfا ب وا yرfذfو fه| g الل wقyوا qينf ات م�ؤgمqنqه| ب� م�نf الل gرfحq g ب yوا ذfن

g g فfأ yوا fفgعfل wمg ت qن ل f فfإ qمyونf وfال fظgل f ت yمg ال qك مgوfالf ؤyوسy أ yر gمy fك yمg فfل gت yب qن ت qهq وfإ ول yس fرfو fونyمf yظgل ت

Page 148: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

fن ة� وfأ fر fسg ة� إلى مfي fرqظf ة� فfن fر gسyو عyذ fانf qن ك fمyونf وfإ fعgل yمg ت yنت qن ك yمg إ wك gر� ل ي fخ g fصfدwقyوا ـ278]البقرة: { ت280]

فتأخر له معه دراهم، فطالبه وهو معسر، وسئل عن رجل له مع رجل معاملة، بزيادة مائة درهم حتى صبر عليه، فهل فاشتري له بضاعة من صاحب دكان، وباعها له

تصح هذه المعاملة؟

فأجاب:/

ال تجوز هذه المعاملة، بل إن كان الغريم معسرا، فله أن ينتظره.

أدخال بينهما صاحب وأما المعاملة التي يزاد فيها الدين واألجل فهي معاملة ربوية، وإن يطالب بالزيادة التي لم الحانوت. والواجب أن صاحب الدين ال يطالب إال برأس ماله، ال

يقبضه.

: هل هي جائزة في دين اإلسالم؟ أم ال؟ وهل ]العينة[ وسئل ـ قدس الله روحه ـ عن ألحد أن يقلد فيها بعض من رأي جوازها من الفقهاء، أم يجب عليه أن يحتاط لدينه يجوز النصوص الواردة في ذلك، ومن تاب من ]مسألة العينة[ المذكورة، هل يحل له ما ويتبع بطريقها؟ أم يجب عليه إخراج الربح ورده إلى أربابه إن قدر، أو التصدق بذلك؟ فإن ربحه

في عاد إليها مقلدا بعد العلم ببطالنها، هل يجوز له ذلك؟ أم ال؟ وكذلك ما تقولون ]مسألة الثالثية[ ؟ و]مسألة التورق[ ؟

فأجاب:

والمعطي يقصد الحمد لله، أما إذا كان قصد الطالب أخذ دراهم بأكثر منها إلى أجل، كان؛ فإنما إعطاءه ذلك ـ فهذا ربا ال ريب في تحريمه، وإن تحيال على ذلك بأي طريق

الربــا الــذي أنزل الله األعمال بالنيات، / وإنما لكل امرئ ما نوي؛ فإن هـذيــن قد قصـداfا }قوله: في تحريمه القرآن، وهو الربا الـذي أنـــزل الله فيه |هf ي g الل wقyوا g ات yوا wذqينf آمfن �هfا ال ي

f أfا ب fقqيf مqنf الر� g مfا ب وا yرfذfو fب� م�ن gرfحq g ب yوا ذfن

g g فfأ yوا fفgعfل wمg ت qن ل qينf فfإ yم م�ؤgمqن yنت qن ك yمg إ fك yمg فfل gت yب qن ت qهq وfإ ول yس fرfو qه| اللfونyمq fظgل f ت yمg ال qك مgوfال

f ؤyوسy أ yة� إلى ر fرqظf ة� فfن fر gسyو عyذ fانf qن ك fمyونf وfإ yظgل f ت ة� وfال fر fسg ـ278 ]البقرة: { مfي280]

األجل، فيقول له: وكان الرجل في الجاهلية يكون له على الرجل دين، فيأتيــه عند محل المال، وزاده الغريم في إما أن تقضي، وإما أن تربي، فإن قضاه وإال زاده المدين في

الله إذا تابــوا أال يطالبوا إال األجل، فيكون قد باع المال بأكثر منــه إلى أجل، فأمرهم الجاهلية، لكنهم يخادعون الله، ولهم برأس المال، وأهل الحيل يقصدون ما تقصده أهل

طرق:

كما قالت أم ولد زيد ابن أحدها: أن يبيعه السلعة إلى أجل، ثم يبتاعها بأقل من ذلك نقدا، بثمانمائة، وابتعته بستمائة نقدا. فقالت أرقم لعائشة: إني بعت من زيد غالما إلى العطاء

اشتريت، أخبري زيد]ا أنه قد أبطل جهاده مع رسول لها عائشة: بئس ما شريت وبئس ما يتوب. قالت: يا أم المؤمنين، أرأيت إن لم آخذ إال رأس الله صلى الله عليه وسلم، إال أن

هy إلى فfمfن جfاءهy }مالي، فقرأت عائشة: yرgمf لfفf وfأ fا سfم yهf fهfىf فfل �هq فfانت ب wة� م�ن رfظqعgوfم qه| ]البقرة: { الل

275. ]

ذلك؟ فقال: دراهم، وقيل البن عباس: رجل باع حريرة إلى أجل، ثم ابتاعها بأقل من/ بدراهم، دخلت بينهما حريرة.

Page 149: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

وفي السنن عن وسئل أنس بن مالك عن نحو ذلك، فقال: هذا مما حرمه الله ورسوله. أوكسهما أو الربا(. النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من باع بيعتين في بيعة، فله

وهؤالء قد باعوا بيعتين في بيعة.

يطلبان منه متاعا بقدر وكذلك إذا اتفقا على المعاملة الربوية، ثم أتيا إلى صاحب حانوت صاحب الحانوت بأقل من المال، فاشتراه المعطي، ثم باعه اآلخذ إلى أجل، ثم أعاده إلى

الربا الذي ال ريب فيه. ذلك. فيكون صاحب الحانوت واسطة بينهما بجعل، فهذا أيضا من

يقرضه مائة، وكذلك إذا ضما إلى القرض محاباة في بيع أو إجارة أو غير ذلك، مثل أن فهذا أيضا ويبيعه سلعة تساوي خمسمائة، أو يؤجره حانوتا يساوي كراه مائة بخمسين،

عليه من الربا، ومن رواية الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله وال بيع ما وسلم أنه قال: )ال يحل سلف وبيع، وال شرطان في بيع، وال ربح ما لم يضمن،

عليه وسلم السلف ـ ليس عندك(. قال الترمذي: حديث صحيح. فقد حرم النبي صلى الله وهو القرض ـ مع البيع.

واألصل في هذا الباب أن الشراء على ثالثة أنواع:

واللباس والركوب أحدها: أن يشتري السلعة من يقصد االنتفاع بها كاألكل والشرب/ والسكني، ونحو ذلك، فهذا هو البيع الذي أحله الله.

وإما في غيره، فهذه هي والثاني: أن يشتريها من يقصد أن يتجر فيها، إما في ذلك البلد، التجارة التي أباحها الله.

إليها. وقد تعذر عليه والثالث: أال يكون مقصوده ال هذا وال هذا، بل مقصوده دراهم لحاجته فهذا هو ]التورق[ وهو أن يستسلف قرضا، أو سلما فيشتري سلعة ليبيعها، ويأخذ ثمنها،

أحمد، كما قال عمر بن عبد مكروه في أظهر قولي العلماء، وهذا إحدى الروايتين عن استقمت بنقد، ثم بعت بنقد، فال بأس به، العزيز: التورق أخية الربا. وقال ابن عباس: إذا

دراهم بدراهم. وإذا استقمت بنقد، ثم بعت بنسيئة، فتلك

بنقد، وابتعتها إلى أجل، ومعنى كالمه: إذا استقمت: إذا قومت، يعني: إذا قومت السلعة في الحال، ثم يشتريها إلى فإنما مقصودك دراهم بدراهم، هكذا ]التورق[ يقوم السلعة

ألف درهم، فكم تربح؟ فيقول: أجل بأكثر من ذلك. وقد يقول لصاحبه: أريد أن تعطيني يساوي ألف/ درهم، أو يحضران من يقومه مائتين، أو نحو ذلك. أو يقول: عندي هذا المال مما نهى عنه في الصحيح. بألف درهم، ثم يبيعه بأكثر منه إلى أجل، فهذا

كهذه المعامالت وما اكتسبه الرجل من األموال بالمعامالت التي اختلفت فيها األمة، أو تقليد، أو تشبه المسؤول عنها، وغيرها، وكان متأوال في ذلك، ومعتقدا جوازه الجتهاد،

األموال التي كسبوها ببعض أهل العلم، أو ألنه أفتاه بذلك بعضهم، ونحو ذلك. فهذه مخطئين في ذلك، وأن وقبضوها ليس عليهم إخراجها، وإن تبين لهم بعد ذلك أنهم كانوا اكتسبه الكفار بتأويل الذي أفتاهم أخطأ، فإنهم قبضوها بتأويل، فليسوا أسوأ حاال مما

باطل.

ذلك، وتقابضوا من فإن الكفار إذا تبايعوا بينهم خمرا أو خنزيرا، وهم يعتقدون جواز الطرفين، ثم أسلموا، ثم الطرفين، أو تعاملوا بربا صريح، يعتقدون جوازه وتقابضوا من

اإلسالم أن ينتفعوا بذلك، كما قال تحاكموا إلينا، أقررناهم على ما بأيديهم، وجاز لهم بعدwذqينf }تعالى: �هfا ال ي

f fا أ yم ي yنت qن ك fا إ ب fقqيf مqنf الر� g مfا ب وا yرfذfو fه| g الل wقyوا g ات yوا qينf آمfن [ ،278 ]البقرة: { م�ؤgمqن الذمم، ولم يأمرهم بإعادة ما قبضوه. فأمرهم بترك ما بقي لهم في

Page 150: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يبيعها لهم، فكتب وكان بعض نواب عمر بالعراق يأخذ من أهل الذمة الجزية خمرا، ثم وسلم قال: )لعن الله إليه عمر ينهاه عن ذلك. وقال: إن رسول / الله صلى الله عليه

ولكن ولوهم بيعها، وخذوا أثمانها. إليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها، وأكلوا أثمانها(،|وا بيعها الكفار. فإذا باعوها هم ألهل دينهم، وقبضوا فنهاهم عمر عن بيع الخمر، وقال: ول

الثمن منهم؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أثمانها جاز للمسلمين أن يأخذوا ذلك فهو على ما قسم، وأيما قسم أدركه اإلسالم فهو على )أيما قسم قسم في الجاهلية

قسم اإلسالم(.

سنة رسول الله صلى بل أكثر العلماء ـ كمالك وأحمد وأبي حنيفة ـ يقولون بما دلت عليه المحاربين إذا استولوا على الله عليه وسلم، وسنة خلفائه الراشدين، وهو: أن الكفار

عاهدوا، فإنها تقر بأيديهم، كما أقر أموال المسلمين بالمحاربة، ثم أسلموا بعد ذلك، أو كانوا أخذوه من أموال المسلمين حال النبي صلى الله عليه وسلم بيد المشركين ما

واإلسالم يجب ما قبله، فإنما غفر لهم الكفر؛ ألنهم لم يعتقدوا تحريم ذلك وقد أسلموا، مكتسبين لها بما ال يأثمون به. باإلسالم ما تقدم من الكفر، واألعمال صاروا

المبايعات وإذا كان األمر كذلك،فالمسلم المتأول الذي يعتقد جواز ما فعله من وتبين والمؤاجرات والمعامالت التي يفتي فيها بعض العلماء، إذا أقبض بها أموال، بالتأويل،كما ألصحابها فيما بعد أن القول الصحيح تحريم ذلك،لم يحرم عليهم ما قبضوه

بالتأويل،ويجوز لغيرهم من لم يحرم على الكفار بعد اإلسالم / ما اكتسبوه في حال الكفر يجوز للمسلم أن يعامل المسلمين الذين يعتقدون تحريم ذلك أن يعاملوهم فيه،كما

العلم أن يتوبوا من الذمي فيما في يده من ثمن الخمر، وغيره، لكن عليهم إذا سمعوا بالجواز تقليدا لبعض هذه المعامالت الربوية. وال يصلح أن يقلد فيها أحدا ممن يفتي يختلف الصحابة في العلماء؛ فإن تحريم هذه المعامالت ثابت بالنصوص واآلثار، ولم

تحريمها، وأصول الشريعة شاهدة بتحريمها.

زيادة مكر وخداع، والمفاسد التي ألجلها حرم الله الربي موجودة في هذه المعامالت، مع أمور يحتاج إليها وتعب وعذاب. فإنهم يكلفون من الرؤية والصفة والقبض وغير ذلك من

دراهم بدراهم، في البيع المقصود، وهذا البيع ليس مقصودا لهم، وإنما المقصود أخذ الربا المعذبين فيطول عليهم الطريق التي يؤمرون بها، فيحصل لهم الربا، فهم من أهل

وتلبيس؛ ولهذا في الدنيا قبل اآلخرة، وقلوبهم تشهد بأن هذا الذي يفعلونه مكر وخداع األمر على وجهه قال أيوب السختياني: يخادعون الله، كما يخادعون الصبيان، فلو أتوا

لكان أهون على.

ا ]ا كبير] في هذا. والله والكالم على هذا مبسوط في غير هذا الموضع، وقد صنفت كتاب أعلم.

/

يشتريها من ذلك الرجل بأقل من ذلك وسئل عن الرجل يبيع سلعة بثمن مؤجل، ثم الثمن حاال، هل يجوز؟ أم ال؟

فأجاب:

فهذه تسمي أما إذا باع السلعة إلى أجل، واشتراها من المشتري بأقل من ذلك حاال، وأحمد، وغيرهم. ]مسألة العينة[، وهي غير جائزة عند أكثر العلماء؛ كأبي حنيفة ومالك، ابن عباس سئل عن وهو المأثور عن الصحابة؛ كعائشة وابن عباس، وأنس بن مالك. فإن

بينهما حريرة. حريرة بيعت إلى أجل، ثم اشتريت بأقل. فقال: دراهم بدراهم، دخلت

Page 151: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فتلك دراهم بدراهم. وأبلغ من ذلك أن ابن عباس قال: إذا استقمت بنقد، ثم بعت بنسيئة، مقصوده دراهم بدراهم، فبين أنه إذا قوم السلعة بدراهم، ثم باعها إلى أجل، فيكون

واألعمال بالنيات. وهذه تسمي ]التورق[ .

بها، فهذان جائزان فإن المشتري تارة يشتري السلعة لينتفع بها، وتارة يشتريها / ليتجر كم تساوي نقدا، فيشتري باتفاق المسلمين. وتارة ال يكون مقصوده إال أخذ دراهم، فينظر مكروه في أظهر قولي بها إلى أجل، ثم يبيعها في السوق بنقد، فمقصوده الورق، فهذا

عن أحمد. العلماء، كما نقل ذلك عن عمر بن عبد العزيز، وهو إحدى الروايتين

ابتعت من زيد بن أرقم وأما عائشة فإنها قالت ألم ولد زيد بن أرقم ـ لما قالت لها: إني ـ: بئس ما بعت، وبئس ما غالما إلى العطاء بثمانمائة وبعته منه بستمائة. فقالت عائشة

وسلم بطل، إال أن يتوب. اشتريت، أخبري زيدا أن جهاده مع رسول الله صلى الله عليه فfمfن جfاءهy }فقالت لها عائشة: قالت: يا أم المؤمنين، أرأيت إن لم آخذ إال رأس مالي،

fهy مfا fهfىf فfل �هq فfانت ب wة� م�ن رfظqعgوfم qه| هy إلى الل yرgمf لfفf وfأ f[ .275 ]البقرة: { س

في بيعة: )فله وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لمن باع بيعتين فماله إال األوكس، وهو الثمن أوكسهما، أو الربا( وهذا إن تواطآ على أن يبيع، ثم يبتاع،

األقل، أو الربا.

فإن كان قد نوي ما أحله وأصل هذا الباب: أن األعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوي. له ما نوي. والشرط بين الله فال بأس، وإن نوى ما حرم الله، وتوصل إليه بحيلة، فإن

واإلجارة بينهم ما عدوه إجارة، الناس / ما عدوه شرطا، كما أن البيع بينهم ما عدوه بيعا، البيع والنكاح، وغيرهما في كتابه، ولم وكذلك النكاح بينهم ما عدوه نكاحا؛ فإن الله ذكر

يرد لذلك حد في الشرع، وال له حد في الفقه.

وتارة باللغة؛ واألسماء تعرف حدودها تارة بالشرع؛ كالصالة والزكاة والصيام والحج، كالشمس والقمر والبر والبحر، وتارة بالعرف كالقبض والتفريق.

الناس على شرط، وكذلك العقود كالبيع واإلجارة والنكاح والهبة، وغير ذلك، فما تواطأ وتعاقدوا، فهذا شرط عند أهل العرف.

بستين درهم ـ الغرارة ـ إلى وقت شعيرا وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل دين رجال طالبه، فقال المديون: ما أعطيك غير شعير، وكان الشعير معلوم، فلما جاء وقت األجل

الغرارة ـ فهل له أن يأخذ شعيرا؟ أم ال؟ يساوي ثالثين درهما ـ

فأجاب:

وأحمد في هذه المسألة فيها نزاع بين العلماء، فمذهب الفقهاء السبعة / ومالك]ا كالحنطة والشعير وغيرهما إلى المنصوص عنـه: أن ذلك ال يجـوز. فمـن بـاع ماال ربوي

مما ال يباع به نسيئة؛ أجل، لم يجـز أن يعتاض عـن ثمنـه بحنطـة أو شعير، أو غير ذلكا بحنطة أو ، ألن الثمن لم يقبض، فكأنه قد باع حنطة أو شعير] شعير إلى أجل متفاضال]

وهذا ال يجوز باتفاق المسلمين.

من أصحاب أحمد؛ وقال أبو حنيفة والشافعي: هذا يجوز، وهو اختيار أبي محمد المقدسي لو قبضه ثم ألن البائع إنما يستحق الثمن في ذمة المشتري، وبه اشتري، فأشبه ما

حقه من اشتري من غيره، وأما إن باع ما عند المشتري من حنطة أو شعير، واستوفي

Page 152: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

قيمته، فذلك الثمن، فذلك جائز بال ريب، وإذا كان البائع قد أخذ الحنطة أو الشعير بدون.أخف، والله أعلم

معلوم، فعند بمائة درهم إلى أجل وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل اشترى أربع أرادب قمح يأخذ بالمائة استحقاق المائة وجـده يبيع القمح بعشرة دراهم، كل أردب، فهل يجوز أن

عشرة أرادب قمح؟ أو فول؟ أو شعير؟ من الحبوب؟

فأجاب:/

ا أو نحوهما من الربويات إلى هذه المسألة فيها نزاع مشهور؛ إذا باعه حنطة أو شعير]ا أو نحوهما مما ال يباع باألول نسأ. فعند مالك أجل، واعتاض عن ثمن ذلك حنطة أو شعير]

وهو قول بعض وأحمد وغيرهما أن ذلك ال يجوز، وعند أبي حنيفة والشافعي أنه يجوز، أصحاب أحمد.

بدرهم ونصف؟ وسئل عمن يبيع فضة خالصة بفضة مغشوشة: الدرهم

فأجاب:

الفضة ال يقصد بالفضة ال يجوز بيع الفضة بالفضة إال مثال] بمثل. وإذا كان الغش الذي في جاز.

التي في وأما إن كانت الفضة أكثر من الفضة لم يجز، ال سيما إن كانت الفضة كالعلم المغشوش أكثر من الخالصة، فهذا ال يجوز باتفاق المسلمين، والجهل بالتساوي

بالتفاضل.

/

؟ وسئل عن بيع الفضة بالفضة المغشوشة متفاضال]

فأجاب:

وهي المقصودة، إذا كانت الفضة الخالصة في أحدهما، بقدر الفضة الخالصة في األخري، أحد قولي العلماء. والنحاس يذهب. وقد علم قدر ذلك بالتحري، واالجتهاد. فهذا يجوز في

يسير بقدر النحاس، وكذلك إذا كانت الفضة المفردة أكثر من الفضة المغشوشة بشيء فهذا يجوز في أظهر قولي العلماء.

والله أعلم. وأما إذا كانت الفضة المغشوشة أكثر من المفردة، فإنه ال يجوز.

، مع العلماألفرنجية بالدراهم اإلسالمية وسئل ـ رحمه الله تعالى ـ عن بيع األكاديس يقوم بمؤنة الضرب، بل فضة هذه الدراهم أكثر، هل تجوز بأن التفاوت بينهما يسير ال

المقابضة بينهما؟ أم ال؟

فأجاب:/

ثالثة: هذه المقابضة تجوز في أظهر قولي العلماء، والجواز فيه له مأخذان، بل

بالنحاس أقل. أحدها: أن هذه الفضة معها نحاس، وتلك فضة خالصة، والفضة المقرونة التي في المائة فإذا بيع مائة درهم من هذه بسبعين مثال] من الدراهم الخالصة، فالفضة

Page 153: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

قولي العلماء الذين أقل من سبعين. فإذا جعل زيادة الفضة بإزاء النحاس جاز، على أحد في إحدى الروايتين. يجوزون مسألة ]مyد عfجgوfة[ كما هو مذهب أبي حنيفة، وأحمد

لغيره، كما إذا باع وهو أيض]ا مذهب مالك، وأحمد في المشهور عنه، إذا كان الربوي تبع]اا مموهة بالذهب بذهب، والسيف المحلي بفضة بفضة أو ذهب شاة ذات لبن بلبن، ودار]

ونحو ذلك.

إذا كان معهما أو مع والذين منعوا من مسألة ]مyد| عfجgوةf[ ـ وهو بيع الربوي بجنسه، وأحمد ـ بأن الصفقة أحدهما من غير جنسه ـ قد علله طائفة منهم ـ من أصحاب الشافعي

علة ضعيفة؛ فإن إذا اشتملت على عوضين مختلفين انقسم الثمن عليهما بالقيمة، وهذه والثوب ـ إذا كان ال االنقسام إذا باع شقص]ا مشفوع]ا، وما ليس بمشفوع ـ كالعبد والسيف

بالقيمة لغير حاجة فال دليل يحل عاد الشريك إلى األخذ بالشفعة. فأما انقسام الثمن عليه.

كيس بألفي والصحيح عند أكثرهم كون ذلك ذريعة إلى الربا، بأن يبيع ألف درهم في/ أصحاب أبي درهم، ويجعل األلف الزائدة في مقابلة الكيس، كما يجوز ذلك من يجوزه من

حنيفة.

متفاضلة، فمتي كان والصواب في مثل هذا أنه ال يجوز؛ ألن المقصود بيع دراهم بدراهم المقصود ذلك حرم التوسل اليه بكل طريق، فإنما األعمال بالنيات.

بيعت يوم حنين وكذلك إذا لم يعلم مقدار الربوي بل يخرص خرص]ا؛ مثل القالدة التي حتى تفصل(، فإن تلك وفيها خرز معلق بذهب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: )ال تباع

فنهى النبي صلى الله القالدة لما فصلت كان ذهب الخرز أكثر من ذلك الذهب المفرد، يكون أنقص من عليه وسلم عن بيع هذا بهذا حتى تفصل؛ ألن الذهب المفرد يجوز أن]ا بذهب مثله، وزيادة خرز، وهذا ال يجوز. الذهب المقرون، فيكون قد باع ذهب

المفرد أكثر من وإذا علم المأخذ، فإذا كان المقصود بيع دراهم بدراهم مثلها، وكان مقابلة الخلط، المخلوط، كما في الدراهم الخالصة بالمغشوشة، بحيث تكون الزيادة في

أكثر منها وال لم يكن في هذا من مفسدة الربا شيء؛ إذ ليس المقصود بيع دراهم بدراهم هو بما يحتمل أن / يكون فيه ذلك، فيجوز التفاوت.

التحري والخرص عند المأخذ الثاني: مأخذ من يقول: يجوز بيع الربوي بالربوي على سبيل والشافعي وأحمد في بيع الحاجة إلى ذلك، إذا تعذر الكيل أو الوزن، كما يقول ذلك مالك

خرص]ا؛ ألجل الحاجة. العرايا بخرصها، كما مضت به السنة في جواز بيع الرطب بالتمر وغيره. وفي الثاني ال يجوز، ويجوز ذلك في كل الثمار في أحد األقوال في مذهب أحمد، يقوله من أصحاب الشافعي. وفي الثالث يجوز في العنب والرطب خاصة، كما يقوله من سبيل التحري عند الحاجة، كما وكما يقول نظير ذلك مالك وأصحابه في بيع الموزون على

اللحم باللحم على وجه التحري في يجوز بيع الخبز بالخبز على وجه التحري، وجوزوا بيع السفر.

العرايا. وفرقوا بين قالوا: ألن الحاجة تدعو إلى ذلك، وال ميزان عندهم، فيجوز كما جازت ذلك، وبين الكيل؛ فإن الكيل ممكن، ولو بالكف.

أو الوزن عند وإذا كانت السنة قد مضت بإقامة التحري واالجتهاد مقام العلم بالكيل الخالصة، وقد الحاجة، فمعلوم أن الناس يحتاجون إلى بيع هذه الدراهم المغشوشة بهذه

وغيرهم ممن سبك عرفوا مقدار ما فيها من الفضة/ بأخبار أهل الضرب، وأخبار الصيارفة

Page 154: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بل العلم بذلك هذه الدراهم، وعرف قدر ما فيها من الفضة، فلم يبق في ذلك جهل مؤثر، بقدر نصيبهم، أظهر من العلم بالحرص، أو نحو ذلك، وهم إنما مقصودهم دراهم بدراهم

خالصة من ليس مقصودهم أخذ فضة زائدة. ولو وجدوا من يضرب لهم هذه الدراهم فضة ينتفعون بما غير اختيارهم، بحيث تبقي في بالدهم لفعلوا ذلك، وأعطوه أجرته. فهم

إذا أخذوا هذه يأخذونه من الدراهم الخالصة، وال يتضررون بذلك. وكذلك أرباب الخالصة الدراهم، فهم ينتفعون بذلك ال يتضررون.

فيه من أخذ الفضل، وذلك وهذا ]مأخذ ثالث[ يبين الجواز، وهو: أن الربا إنما حرم لما المتقابضين مقابضة أنفع ظلم يضر المعطي، فحرم لما فيه من الضرر. وإذا كان كل من

لهما، هما يحتاجان اليها، له من كسر دراهمه، وهو إلى ما يأخذه محتاج، كان ذلك مصلحة الراجحة، ويوجب المضرة والمنع من ذلك مضرة عليهما. والشارع ال ينهى عن المصالح

المرجوحة، كما قد عرف ذلك من أصول الشرع.

يستوفيها منه في وهذا كما أن من أخذ ]السفتجة[ من المقرض، وهو أن يقرضه دراهم له دراهم في بلد آخر، مثل أن يكون المقرض غرضه حمل دراهم إلى بلد آخر، والمقترض

دراهم المقرض، ذلك البلد، وهو محتاج إلى دراهم في بلد المقرض، فيقترض منه في بلد أصح قولي ويكتب / له سفتجة ـ أي ورقة ـ إلى بلد دراهم المقترض، فهذا يجوز في

العلماء.

والصحيح الجواز؛ وقيل: ينهى عنه؛ ألنه قرض جر منفعة، والقرض إذا جر منفعة كان ربا، دراهم المقترض، ألن المقترض رأي النفع بأمن خطر الطريق، إلى نقل دراهمه إلى بلد

ويصلحهم، ويحتاجون فكالهما منتفع بهذا االقتراض. والشارع ال ينهى عما ينفع الناس، والله أعلم. اليه؛ وإنما ينهى عما يضرهم، ويفسدهم، وقد أغناهم الله عنه.

ا بدرهم، ويصرفها ثالثة عشر وسئل عمن اشترى الفلوس: أربعة عشر قرطاس] بدرهم، هل يجوز؟

فأجاب:

إذا كان يصرفها للناس بالسعر العام جاز ذلك، وإن اشتراها رخيصة.

ا، إال وأما من باع سلعة بدراهم، فإنه ال يجب عليه أن يقتضي عن شيء منها فلوس] تراضيا على التعويض باختياره. وكذلك من اشتراها بدراهم فعليه أن يوفىها دراهم، فإن

عن الثمن، أو بعضه بفلوس بالسعر الواقع جاز. والله أعلم.

/

وصرفها بالدراهم من غير تقابض في وسئل عن الفلوس، وبيع بعضها ببعض متفاضال،ا، وببعضه قطعة من فضة. الحال، ودافع الدرهم يأخذ ببعضه فلوس]

فأجاب:

ا. وكذلك لو قال: أعطني بوزن إذا دفع الدرهم فقال: أعطني بنصفه فضة، وبنصفه فلوس] كانت مغشوشة، أو خالصة. هذه الدراهم الثقيلة أنصافا، أو دراهم خفاف]ا؛ فإنه يجوز، سواء

باع فضة ونحاسا بفضة ومن الفقهاء من يكره ذلك، ويجعله من باب ]مyد| عfجgوةf[ لكونه ونحاس.

Page 155: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ومعهما أو مع أحدهما من غير وأصل مسألة ]مyد| عfجgوfة[ : أن يبيع ماال ربويا بجنسه، جنسهما، فإن للعلماء في ذلك ثالثة أقوال:

أحدها: المنع مطلق]ا؛ كما هو مذهب الشافعي، ورواية عن أحمد.

والثاني: الجواز مطلقا؛ كقول أبي حنيفة، ويذكر رواية عن أحمد.

أو ال يكون، وهذا والثالث: الفرق بين أن يكون المقصود بيع الربوي بجنسه متفاضال،/ا في نواه بنوي، ا منزوع النوي. مذهب مالك وأحمد في المشهور عنه. فإذا باع تمر] أو تمر]

فإنه يجوز عندهما، بخالف ما أو شاة فيها لبن، بشاة ليس فيها لبن، أو بلبن، ونحو ذلك، يجوز. إذا باع ألف درهم بخمسمائة درهم في منديل؛ فإن هذا ال

مقصود جاز. ومالك فمن كان قصده بيع الربوي بجنسه متفاضال لم يجز، وإن كام تبع]ا غير ـ رحمه الله ـ يقدر ذلك بالثلث.

يجوز عند وهكذا إذا باع حنطة فيها شعير يسير بحنطة فيها شعير يسير، فإن ذلك مقصود، الجمهور. وكذلك إذا باع الدراهم التي فيها غش بجنسها؛ فإن الغش غير

والمقصود بيع الفضة بالفضة، وهما متماثالن.

ونحاس، وكذلك صرف الفلوس بالدراهم المغشوشة، يقول من يكرهه: إنه بيع فضة بنحاس. والصحيح الذي عليه الجمهور أن هذا كله جائز.

روحه: وقال شيخ اإلسالم ـ قدس الله/

فصل

كصرف الدراهم وأما بيع الفضة بالفلوس النافقة: هل يشترط فيها الحلول والتقابض، بالدنانير؟ فيه قوالن، هما روايتان عن أحمد:

الفلوس النافقة إحداهما: البد من الحلول والتقابض؛ فإن هذا من جنس الصرف؛ فإن تشبه األثمان، فيكون بيعها بجنس األثمان صرف]ا.

والفضة، سواء والثانية: ال يشترط الحلول والتقابض؛ فإن ذلك معتبر في جنس الذهبا، بخالف الفلوس، وألن الفلوس ]ا أو كان صرف]ا، أو كان مكسور] هي في األصل كان ثمن

من ]باب العروض[ والثمنية عارضة لها.

يجوز؟ على قولين وأيض]ا، هذا مبني على األصل اآلخر، وهو أن بيع النحاس متفاضال هل بالرصاص، والقطن معروفين فيه، وفي سائر الموزونات؛ كالحديد بالحديد، والرصاص

بالقطن، والكتان بالكتان، / والحرير بالحرير:

وأصحابه، وأحمد في أحدهما: ال يجوز بيع الجنس بجنسه متفاضال، وهو مذهب أبي حنيفة أشهر الروايتين عنه.

األخري، اختارها والثاني: أن ذلك جائز، وهو مذهب مالك، والشافعي، وأحمد في الرواية طائفة من أصحابه.

واألسطال، ومن قال بالتحريم اختلفوا في المعمول من ذلك؛ كثياب القطن، والكتان، وقدور النحاس، وغير ذلك. هل يجري فيه الربا؟ على ثالثة أقوال:

Page 156: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

واألسطال، ونحوهما ـ وبين أصحها: الفرق بين ما يقصد وزنه بعد الصنعة؛ كثياب الحرير، ما ال يقصد وزنه؛ كثياب القطن، والكتان، واإلبر وغيرها.

يجري فيه، ومن وعلى هذا، فالفلوس يجري فيها الربا عند من يقول: إن معمول النحاس العادة، وإنما تنفق عدد]ا. اعتبر قصد الوزن لم يجر الربا فيها عنده؛ ألنه ال يقصد وزنها في

وجهين لهم. وكذلك لكن من قال: هي أثمان. فهل يجري فيها الربا من هذه الجهة؟ على ذلك. والوجهان في فيها وجهان في وجوب الزكاة فيها، وفي إخراجها عن الزكاة، وغير

مذهب أحمد، وغيره.

/

أنصاف]ا، قال له: ما يجوز، فهل وسئل عن رجل قال إلنسان: أعطني بهذه الدراهم يجوز ذلك؟

فأجاب:

كأبي حنيفة، ومالك، الحمد لله، هذه فيها نزاع بين العلماء، لكن األكثرون على جواز ذلك؛ وأحمد في ظاهر مذهبه.

أقسام ـ يجمعها أنه بيع فإن المسألة التي نقلتها الفقهاء مسألة ]مد عجوة[ على ثالثة ربوي بجنسه، ومعهما أو مع أحدهما من غير جنسهما ـ:

األقل غير الجنس القسم األول: أن يكون المقصود بيع ربوي بجنسه متفاضال، ويضم إلى بقفيز وغرارة، ونحو حيلة، مثل أن يبيع ألفي دينار بألف دينار في منديل، أو قفيز حنطة

مالك، والشافعي، وأحمد. ذلك. فإن الصواب في مثل هذا القول بالتحريم، كما هو مذهب]ا من هذا. وإال فال يعجز أحد في ربا الفضل أن يضم إلى القليل شيئ

الربوي ضمنا وتبعا؛ القسم الثاني: أن يكون المقصود بيع غير ربوي مع ربوي، وإنما دخل يسيرة بسيف أو كبيع شاة ذات / صوف ولبن بشاة ذات صوف ولبن، أو سيف فيه فضة

وأحمد جواز غيره، أو دار مموهة بذهب بدار، ونحو ذلك. فهنا الصحيح في مذهب مالك ذلك.

ونحوهما بذهب، وكذلك لو كان المقصود بيع الربوي بغير الربوي، مثل بيع الدار والسيف أو بيعه بجنسه، وهما متساويان.

أحد الدرهمين ومسألة الدراهم المغشوشة في زماننا من هذا الباب؛ فإن الفضة التي في ولهذا كان الصحيح كالفضة التي في الدرهم اآلخر. وأما النحاس فهو تابع غير مقصود؛ مثل بيع مد عجوة جواز ذلك، بخالف القسم الثالث، وهو ما إذا كان كالهما مقصود]ا؛

وعشرة دراهم، أو ودرهم بمدعجوة ودرهم، أو مدين، أو درهمين، أو بيع دينار بنصف دينار نزاع بيع عشرة دراهم ورطل نحاس بعشرة دراهم ورطل نحاس، فمثل هذه فيها

تفصيل بين مشهور. فأبو حنيفة يجوز ذلك، والشافعي يحرمه. وعن أحمد روايتان. ولمالك الثلث وغيره.

/

Page 157: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

مقدار ما فيه من الفضة والذهب، وسئل ـ رحمه الله ـ عن الذهب المخيش إذا علم معه غيره؟ فهل يجوز بيعه بأحدهما إذا كان المفرد أكثر من الذي

فأجاب:

الحمد لله، هذا على ثالثة أنواع:

متفاضال، ويضم إلى أحدها: أن يكون المقصود بيع فضة بفضة متفاضال، أو بيع ذهب بذهب األنقص من غير جنسه حيلة، فهذا ال يجوز أصال.

العرض ما ليس والثاني: أن يكون المقصود بيع أحدهما، وبيع عرض بأحدهما، وفي بأحدهما وفي سقفه مقصود]ا: مثل بيع السالح بأحدهما وفيه حيلة يسيرة، أو بيع عقار

يجوز عند أكثر وحيطانه كذلك؛ مثل بيع غنم ذات صوف بصوف، وذات لبن بلبن، فهذا العلماء، وهو الصواب.

الباب؛ فإذا بيعت وبيع الفضة المخيشة بذهب يذهب عند السبك بفضة مثله، هو من هذا بيعت الفضة الفضة المصنوعة المخيشة بذهب، أو بيعت / بذهب مقبوض جاز ذلك، وإذا

المصنوعة بفضة أكثر منها ألجل الصناعة لم يجز.

أو فضة كثير؛ والثالث: أن يكون كال األمرين مقصودا؛ مثل أن يكون على السالح ذهب واألظهر أنه جائز. فهذا إذا كان معلوم المقدار وبيع بأكثر من ذلك؛ ففيه نزاع مشهور.

جاز ذلك، وإذا وإذا بيعت الفضة المصنوعة المخيشة بذهب، أو بيعت بذهب مغشوش، بيعت الفضة المصنوعة بفضة أكثر منها لم يجز. والله أعلم.

وقال ـ رحمه الله:

فصل

السود التي تكون فضتها وأما بيع الدراهم النقرة التي تكون فضتها نحو الثلثين، بالدراهم عfجgوةf[ . نحو الربع، أو أقل، أو أكثر، فهذه مما تتعلق بمسألة ]مyد|

بين طرفي التحريم، وجماعها: أن يبيع ربويا معه غيره بجنس ذلك الربوي، والناس فيها والتحليل، وبين متوسط.

كمن يبيع ألفي فإذا كان المقصود بيع الربوي بجنسه متفاضال، وقد أدخل الغير حيلة،/ في تحريمه. درهم بألف درهم في منديل، أو قفيزي حنطة بقفيز في زنبيل، فهذا ال ريب

كما هو مذهب مالك والشافعي وأحمد.

داخل على وجه وإن كان المقصود هو البيع الجائز، وما فيه من مقابلة ربوي بربوي هو بلبن، وبيع دار التبع؛ كبيع الغنم بالغنم، وفي كل منهما لبن وصوف، أو بيع غنم ذات لبن ونحو ذلك. مموهة بذهب، وبيع الحلية الفضية بذهب، وعليهما ذهب يسير موهت به،

جاز دخول فهذا الصواب فيه أنه جائز، كما هو المشهور من مذهب أحمد، وغيره، كما مسلم الثمرة قبل بدو صالحها، في البيع تبعا، وقد جاء مع ذلك الحديث الذي رواه

عبدا له، وله مرفوعا، كما رواه سالم عن أبيه، ورواه نافع عن ابن عمر مرفوعا: )من باع مال، فماله للبائع، إال أن يشترط المبتاع(.

Page 158: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

منعه؛ إما لكونه وأما إن كان كال الصنفين مقصودا، ففيهما النزاع المشهور. ومنهم من ينقسم الثمن عليهما ذريعة إلى الربا، وإما لكون الصفقة المشتملة على عوضين مختلفين

بالقيمة، وهو مذهب مالك والشافعي، وأحمد في إحدى روايتيه.

أحمد: إذا كان المفرد ومنهم من جوزه كمذهب أبي حنيفة وغيره. والرواية األخري عن/ أكثر من الذي معه غيره.

الصحيح، كبيع الشاة إذا عرف ذلك، فبيع النقرة المغشوشة بالنقرة المغشوشة جائز على النقرة بالسوداء، إذا لم يقصد به اللبون باللبون، إذا تماثال في الصفة، أو النحاس. وأما بيع

مقصود، وهي قرينة بين النقرة فضة بفضة متفاضال، فإن النحاس الذي في السوداء ]مدعجوة[ إذ قد باع فضة ونحاسا والفلوس، فهذه تخرج على النزاع المشهور في مسألة

سائر هذا الباب، إذا لم يشتمل بفضة ونحاس مقصودين، واألشبه الجواز في ذلك، وفي على الربا المحرم.

المعلقة واألصل حمل العقود على الصحة، والحاجة داعية إلى ذلك، وحديث الخرز العوضين بالذهب، لم يعلم كون الذهب المفرد أكثر من الذي مع الخرز، والتقويم في فإن كان ال المختلفين كان للحاجة. هذا إن كان النحاس ينتفع به، إذا تخلص من الفضة؛

خبرة للناس ينتفع به، فذلك كبيع الفضة بالفضة، يعتبر فيه التماثل، ويلغي فيه ما ال بمقدار الفضة. والله أعلم.

/

فلوسا محاباة، ثم تخبر عن الثمن وسئل عن جماعة تبيع بدراهم، وتوفي عن بعضها بالثمن المسمي؟

فأجاب:

ا فليس ا إال برضا البائع، وإذا أوفوا فلوس] لهم أن يوفوها إال ليس لهم أن يوفوا فلوس] لما قال له: إنا نبيع بالسعرالواقع، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر

)ال بأس به، بسعر يومه، بالذهب، ونقتضي الورق، ونبيع بالورق ونقتضي الذهب، فقال: إذا افترقتما، وليس بينكما شيء(.

يضمن. وعلى هذا وحينئذ، فتخيير الثمن على التقدير سواء؛ وذلك ألن هذا ربح فيما لم مجري واحد]ا. التقدير فجميع الديون واالعتياض عنها سواء؛ ألن التقديرين يجريان

باب فاستيفاء أحدهما عن اآلخر كاستيفاء أحدهما عن نفسه، فال يكون ذلك من المعاوضة، فال تجوز فيه الزيادة بالشرط، كما ال يجوز في القرض ونحوه مما يوجب

المماثلة.

أن يوفى عنه أكثر فإذا اتفقا على أن يوفى أحدهما أكثر من قيمته، كان كاالتفاق / على قد يكون فيها من جنسه؛ بخالف الزيادة من غير شرط. وعلى هذا فالفلوس النافقة صاحبه، فيه شوب أقوي من األثمان، فتوفيتها عن أحد النقدين، كتوفية أحدهما عن

األثمان. والله أعلم. العلتان؛ لحديث ابن عمر. يحسبها بنقدين في الحكم، ويقتصر به عن

معلوم، وتباع إلى أجل بزيادة، وسئل ـ رحمه الله ـ عن الفلوس تشتري نقدا بشيء فهل يجوز ذلك؟ أم ال؟

فأجاب:

Page 159: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

النافقة الحمد لله، هذه المسألة فيها نزاع مشهور بين العلماء وهو صرف الفلوس مشهورين، هما بالدراهم، هل يشترط فيها الحلول؟ أم يجوز فيها النسأ؟ على قولين

قوالن في مذهب أبي حنيفة، وأحمد بن حنبل:

حنيفة: أنه ال يجوز. أحدهما: وهو منصوص أحمد، وقول مالك، وإحدي الروايتين عن أبي وقال مالك: وليس بالحرام البين.

عقيل من أصحاب والثاني: وهو قول الشافعي وأبي حنيفة في الرواية األخرى، / وابن يشبه الصرف. واألظهر أحمد:أنه يجوز.ومنهم من يجعل نهى أحمد للكراهة؛فإنه قال:هو

وتجعل معيار أموال الناس. المنع من ذلك؛ فإن الفلوس النافقة يغلب عليها حكم األثمان،

معامالتهم، من غير ولهذا ينبغي للسلطان أن يضرب لهم فلوسا تكون بقيمة العدل في فيضربه فيتجر فيه، ظلم لهم. وال يتجر ذو السلطان في الفلوس أصال، بأن يشتري نحاسا

يضرب ما يضرب وال بأن يحرم عليهم الفلوس التي بأيديهم، ويضرب لهم غيرها، بل المال، فإن بقيمته من غير ربح فيه؛ للمصلحة العامة، ويعطي أجرة الصناع من بيت

إذا حرم التجارة فيها باب عظيم من أبواب ظلم الناس، وأكل أموالهم بالباطل، فإنه األموال المعاملة بها حتى صارت عرضا، وضرب لهم فلوسا أخري، أفسد ما عندهم من

بنقص أسعارها، فيظلمهم فيها، وظلمهم فيها بصرفها بأغلى سعرها.

صغارا وأيضا، فإذا اختلفت مقادير الفلوس، صارت ذريعة إلى أن الظلمة يأخذون السنن فيصرفونها، وينقلونها إلى بلد آخر، ويخرجون صغارها، فتفسد أموال الناس، وفي

إال من عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم، والفلوس بأس. فإذا كانت مستوية المقدار بسعر النحاس، ولم يشتر ولي األمر النحاس،

ا، ويتجر بذلك، حصل بها المقصود / من الثمنية. الكاسدة ليضربها فلوس]

بالدرهمين، والدينار وكذلك الدراهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيـع الدرهم وتحريم النسأ متفق عليه بين بالدينارين؛ ونهى عن صرف الدراهم بالدنانير، إال يد]ا بيد.

صحيحة، وقال به جمهور األمة، ولكن األمة. وتحريم التفاضل يدا بيد قد ثبت فيه أحاديث والنعمة التامة، والرحمة العامة، ما قد لله ولرسوله في الشريعة من الحكمة البالغة،

يخفي على كثير من العلماء.

في تحريم التفاضل في وقد اختلفوا في كثير من ]مسائل الربا[ قديما وحديثا، واختلفوا والملح: هل هو التماثل؟ األصناف الستة: الذهب، والفضة، والحنطة، والشعير، والتمر،

والتماثل مع الطعم والقوت وما وهو الكيل والوزن، أو هو الثمنية والطعم، أو هو الثمنية النص؟ على أقوال مشهورة. يصلحه؟ أو النهي غير معلل، والحكم مقصور على مورد

واألول: مذهب أبي حنيفة، وأحمد في أشهر الروايات عنه.

والثاني: قول الشافعي، وأحمد في رواية.

قريب من هذا، وهذا والثالث: قول أحمد في رواية ثالثة اختارها أبو محمد، وقول مالك القول أرجح من غيره.

القول في مفرداته، والرابع: قول داود وأصحابه، ويروي عن قتادة. ورجح ابن عقيل هذا وهو مخالف للنصوص، وضعف / األقوال المتقدمة. وفيها قول شاذ: أن العلة المالية،

الفضل. وإلجماع السلف. واالتحاد في الجنس شرط على كل قول من ربا

Page 160: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

واألظهر أن العلة في والمقصود هنا الكالم في علة تحريم الربا في الدنانير والدراهم. التفاضل في سائر ذلك هو الثمنية؛ ال الوزن، كما قاله جمهور العلماء، وال يحرم الموزونات؛ كالرصاص، والحديد، والحرير، والقطن، والكتان.

الموزونات، وهذا بيع ومما يدل على ذلك اتفاق العلماء على جواز إسالم النقدين في والمنازع يقول: جواز هذا موزون بموزون إلى أجل، فلو كانت العلة الوزن لم يجز هذا.

للحاجة؛ مع أن القياس تحريمه، فيلزمه استحسان، وهو نقيض للعلة. ويقول: إنه جوز هذا قوله. وتخصيص العلة الذي قد سمي أن يجعل العلة الربا بما ذكره. وذلك خالف

للعلة المذكورة، واختصاص صورة استحسانا إن لم يبين دليل شرعي يوجب تعليق الحكم واألحاديث،وإال كانت العلة فاسدة. التخصيص، بمعني يمنع ثبوت الحكم من جهة الشرع،

تكون معيارا والتعليل بالثمنية تعليل بوصف مناسب، فإن المقصود من األثمان أن بعينها. فمتي بيع لألموال، يتوسل بها إلى معرفة مقادير األموال، وال / يقصد االنتفاع

واشتراط الحلول بعضها ببعض إلى أجل، قصد بها التجارة التي تناقض مقصود الثمنية، فإن ذلك إنما والتقابض فيها هو تكميل لمقصودها من التوسل بها إلى تحصيل المطالب؛ أن يباع ثمن يحصل بقبضها، ال بثبوتها في الذمة؛ مع أنها ثمن من طرفين، فنهي الشارع

]ا صار فيها المعني، فال يباع ثمن بثمن إلى أجل. بثمن إلى أجل. فإذا صارت الفلوس أثمان

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الكالئ بالكالئ.

بدين ثابت في وهو المؤخر بالمؤخر، ولم ينه عن بيع دين ثابت في الذمة يسقط إذا بيع كان هذا جائزا الذمة يسقط؛فإن هذا الثاني يقتضي تفريغ كل واحدة من الذمتين؛ ولهذا

باع دينا يجب في أظهر قولي العلماء؛ كمذهب مالك وأبي حنيفة، وغيرهما، بخالف ما إذا يقبضه رأس في الذمة ويشغلها بدين يجب في الذمة؛ كالمسلم إذا أسلم في سلعة ولم

ولم المال، فإنه يثبت في ذمة المستسلف دين السلم، وفي ذمة المسلف رأس المال، إلى ينتفع واحد منهما بشيء. ففيه شغل ذمة كل واحد منهما بالعقود التي هي وسائل بثمن القبض، وهو المقصود بالعقد. كما أن السلع هي المقصودة باألثمان، فال يباع ثمن

إلى أجل، كما ال يباع كالئ بكالئ؛ لما في ذلك من الفساد والظلم المنافي لمقصود يقدر، الثمنية، ومقصود العقود، بخالف كون المال موزونا ومكيال؛ فإن هذا صفة لما / به

ويعلم قدره؛ وألن في ذلك معني يناسب تحريم التفاضل فيه.

التماثل. قيل: العاقل ال يبيع فإذا قيل: المكيالت والموزونات متماثلة، وعلة التحريم نفي مثله بعد حين. والقرض هو تبرع من شيئا بمثله إلى أجل، ولكن قد يقرض الشيء ليأخذ

وسلم: )منيحة ورق، أو منيحة ذهب( . جنس العارية، كما سماه النبي صلى الله عليه مدة، ثم يعيده إلى صاحبه، كان هذا تبرعا من فالمال إذا دفع إلى من يستوفي منفعته

اسم خاص. فيقال في النخلة: عارية، ويقال صاحبه بنفعه تلك المدة، وإن كان لكل نوع اليه عين المال إن كان مقصود]ا، وإال أعاد مثله، فيما يشرب لبنه: منيحة. ثم قد يعيد

المقترض نظيرها، كما يعيد المضارب نظيرها. وهو رأس والدراهم ال تقصد عينها، فإعادة لم يستحق المقرض إال نظير ماله، وليس له أن يشترط المال؛ ولهذا سمي قرضا؛ ولهذا باتفاق العلماء. والمقرض يستحق مثل قرضه في صفته الزيادة عليه في جميع األموال،

واإلتالف،ومثل هذا ال يبيعه عاقل،وإنما يباع الشيء كما يستحق مثله في الغصب بمثله،فيما إذا اختلفت الصفة.

وزنها، وال ينظر إلى والشارع طلب إلغاء الصفة في األثمان، فأراد أن تباع الدراهم بمثل خفافا، إما ليعطيها اختالف الصفات مع خفة وزن كل درهم، كما يفعله من يطلب دراهم

وهو مثلها وزنا، فيريد للظلمة، وإما ليقضي بها،/ وإما لغير ذلك، فيبدل أقل منها عددا، األثمان عن مقصودها، وهذا مما المربي أال يعطيه ذلك إال بزيادة في الوزن، فهذا إخراج

Page 161: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

تنازع العلماء فيها، ليس هذا حرمه النبي صلى الله عليه وسلم بال ريب، بخالف مواضع موضع تفصيلها. والله أعلم.

المكيال والميزان؟ وسئل شيخ اإلسالم ـ رحمه الله ـ عمن يبخس

فأجاب:

شعيب، وقص علينا أما بخس المكيال والميزان، فهو من األعمال التي أهلك الله بها قوم أعظم الكبائر، قصتهم في غير موضع من القرآن؛ لنعتبر بذلك. واإلصرار على ذلك من

المسلمين وصاحبه مستوجب تغليظ العقوبة، وينبغي أن يؤخذ منه ما بخسه من أموال أصحابه. على طول الزمان، ويصرف في مصالح المسلمين، إذا لم يمكن إعادته إلى

أخسر الناس والكيال والوزان الذي يبخس الغير، هو ضامن محروم، مأثوم. وهو من وزانا يبخس أو صفقة؛ إذ باع آخرته بدنيا غيره. وال يحل أن يجعل بين الناس كياال أو

يقوم لمن يرجوه أو يحابي، كما ال يحل أن يكون بينهم مقوم يحابي، بحيث يكيل أو يزن أو يقوم لغيرهم، أو يخاف من شره، أو يكون له جاه ونحوه، بخالف ما يكيل أو يزن / أو

يظلم من يبغضه، ويزيد من يحبه.

gلf }قال الله تعالى: fي gك g ال وgفyواf عfهfا وfأ gسyو w qال ا إ fفgس] fل�فy ن yك f ن gقqسgطq ال qال انf ب fيزqمg [ .152]األنعام: { وfال

wذqينf }وقال تعالى: �هfا ال يf fا أ fوg عfلfى ي |هq وfل qل هfدfاء ل yش qطgسqقg qال g قfوwامqينf ب yوا yون g ك yوا gنq آمfن qدfي gوfال وq ال

f yمg أ ك qسyنفf أgوf �ا أ qي yنg غfن fك qن ي qينf إ ب fرgقf g وfاأل yوا fعgدqل fن ت gهfوfى أ g ال qعyوا wب fت f ت qهqمfا فfال وgلfى ب

f |هy أ ا فfالل qنw فfقfير] g فfإ yعgرqضyوا وg تf g أ gوyوا fل qن ت وfإ

fونyلfمgعf qمfا ت fانf ب |هf ك ا الل qير] ب f[ . والله أعلم.135 ]النساء: { خ

/

gع األصyول والثمfار fي باب ب

ـ عن رجل اشترى دارا ولم يكن لها عنه وسئل شيخ اإلسالم ـ رحمه الله ورضي وأحدث بروزا وسلما وبابا في زقاق غير نافذ، فخاف من بروز، ثم إنه هدمها وعمرها،]ا. فملكها للغير، وذكر الدعوي عليه، واأليمان بالله تعالى: أنه ما أحدث في هذه الدار شيئ

وعمل هذا البيع أحبولة ومواطأة حتى يضيع الحق، فهل تلزم اليمين أنه باعها بالمهلة،]ا؟ لمن أحدث وباع؟ أم تلزم الذي اشتري، وهو لم يحدث شيئ

فأجاب:

وصاحب الحـق له أن الحمـد لله، بيعـها ال يسقط الدعوي، وال اليمين الواجبة بالدعوي، ولـه أن يـدعي على يــدعي على المشـتري المســتولي على ما أحـدث؛ ليزال اإلحـداث.

ادعى صحت دعـواه. البائـع المحـدث له، الممكن له المشتري من االستيالء، فعلى أيهما

/

ا عالية وسافلة، وأجري العالية على السافلة، وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل بني دار] السفلي أن عليه حق ماء وقد تضرر؟ ثم باعها في صفقتين الثنين، ولم يذكر لمشتري

فأجاب:

سطحه حق]ا أما البيع فيقع على الصورة الواقعة، لكن إذا لم يعلم المشتري أن على لغيره، فله الفسخ، أو األرش.

Page 162: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يجوز ذلك؟ وسئل عن رجل باع زرعا أخضر قبل أن يدرك، هل

فأجاب:

القطع جاز باالتفاق. بيع الزرع بشرط التبقية ال يجوز باتفاق العلماء. وإن اشتراه بشرط الله عليه وسلم نهى عن وإن باعه مطلق]ا لم يجز عند جماهير العلماء؛ فإن النبي صلى

بيع الحب حتى يشتد، والعنب حتى يسود.

/

: منه ما يبدو صالحه؛ كالمشمش.مختلف وسئل ـ رحمه الله ـ عن ملك بستان شجره كالرمان. ومنه ما يبدو صالحه بينهما؛ كالعنب والتين والرطب، ومنه ما يتأخر بدو صالحه؛

البيع إال بعد بدو الصالح فكيف يمكن االحتياط الشرعي مع هذا االختالف وأنتم ال تصححون بتقدمه وتأخره وتوسطه. فإن باع مثال المشمش عند صالحه، ولم تجوزوا في بدو الصالح

حيث هو في ذلك الوقت حصرم ـ على ما لم يكن لهم، أفتونا؟ بيع العنب ـ

فأجاب ـ رضي الله عنه:

الحمد لله رب العالمين، هذه المسألة لها صورتان:

أرضه، ويسقي إحداهما: أن يضمن البستان ضمانا بحيث يكون الضامن هو الذي يزرع بحيث يكون مؤنة شجره، كالذي يستأجر األرض. واألخري إنما يكون اشترى مجرد الثمرة؛

الثمرة، وال مؤنة عليه. السقي واإلصالح على البائع دون المشتري، والمشتري ليس له إال

فأما الصورة األولي، فللعلماء فيها ثالثة أقوال:/

وعلى هذا فمنهم من يحتال أحدها: أنها داخلة في النهي عن بيع الثمرة حتى يبدو صالحها. ذلك طائفة من أصحاب على ذلك بإجارة األرض والمساقاة على الشجر، كما يذهب إلى

في ]كتاب إبطال أبي حنيفة والشافعي، وبعض أصحاب أحمد: منهم القاضي أبو يعلى وكثير من الحيل[ والمنصوص عن أحمد بطالن هذه الحيل، وهو مذهب مالك وغيره،

الصور تكون باطلة باإلجماع.

األرض البيضاء أكثر والقول الثاني: يفرق بين أن تكون األرض كثيرة أو قليلة، فإن كانت بيع الثمر ضمنا وتبعا، من الثلثين والشجر أقل من الثلث، جاز إجارة األرض، ودخل فيها

وهذا قول مالك. وفي وقف الثلث قوالن.

طائفة من السلف قول الثالث: جواز ذلك مطلقا، سواء كانت األرض أقل أو أكثر، وهذا عن الصحابة. والخلف منهم ابن عقيل من أصحاب اإلمام أحمد، وغيره، وهذا هو المأثور

عة الدمشقي وغيرهما بإسناد gر yثابت: أن عمر ابن فإنه قد روي حرب الكرماني وأبو ز ثالث سنين، وتسلف الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قبل حديقة أسيد بن حضير ـ لما مات ـ

أن تنتشر، ولم ينكرها القبالة، ووفي بها دينا كان على أسيد. ومثـل / هذه القصة البد أحـد.

في مذهب مالك وأيضا، فإنه وضع الخراج على أرض الخراج ـ واألعيان والخراج أجرة: أصح والشافعي، وأحمد في المشهور ـ واألرض ذات شجر فأجر الجميع، وهذا القول

األقوال، وبه ترك الخراج عن المسلمين في مثل ذلك، وله مأخذان:

Page 163: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فجاز للحاجة لعدم إمكان أحدهما: أنه البد من إجارة األرض، وذلك ال يمكن إال مع الشجر، اتفاقا، بل إذا بدي الصالح في التبعيض، كما أنه إذا بدي بعض ثمر الشجر جاز بيع جميعها

جماهير العلماء، وفي سائر البساتين شجرة كان صالحا لذلك النوع في تلك الحديقة، عند ال يدخل استقالال، كما يدخل أساس نزاع، وذلك أنه يدخل في الفرد، والعقود تبعا ما

الزيادة بعد بدو الصالح، وكما ثبت الحيطان ودواخلها، وعمل الحيوانات، وما يدخل من أبرت، فثمرتها للبائع، إال أن يشترط عنه في الصحيحين أنه قال: )من باع نخال قد

المبتاع(.

يبد صالحه جاز بيعه وإذا اشترط المبتاع الثمر المؤبر جاز بالنص واإلجماع، وهو ثمر لم جاز بيع العرايا بالتمر، وكما تبعا لغيره، وغير ذلك. ويجوز للحاجة ما ال يجوز بدونها، كما

القياس عنده أن ذلك ال يجوز؛ جوز من جوز المضاربة والمساقاة والمزارعة تبعا. ومن والشافعي. ألن ذلك عنده إجارة كما / هو مذهب أبي حنيفة، ومالك،

ا، وليس هو مخالفا ومن جعل ذلك مشاركة وجعلها أصال آخر يجوز ذلك نصا، ال قياس] للقياس، كما هو مذهب جمهور السلف، وطوائف من الخلف من أصحاب أبي حنيفة

كصاحبيه، ومن أصحاب الشافعي كالخطابي وغيره، وهو مذهب أحمد وغيره، فهنا أتم نظرا.

الثمرة قبل بدو صالحها، والمأخـذ الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن بيع يسود، ثم إنه يجوز مع ذلك كما نهى عن بيـع الحب قبـل اشتداده، وعن بيع العنب حتى الزرع، وليس ذلك تبعا للحب عند األئمة األربعة إجارة األرض لمن يعمل عليها، حتى ينبت

تبع]ا للثمرة. أال ترى أن وكذلك تقبيل الشجر لمن يعمل عليها حتى تثمر، ليس هو بجزء من الثمر، وأن المزارعة على األرض بجزء من األرض، كالمساقاة على الشجر كانتفاعهم بثمر إعارة األرض كإعارة الشجر،وأن انتفاع أهل الوقف بزرع األرض

] ـ فإنها تجري مجري الفوائد، والنفع في الوقف، الشجر.فالثمرة ـ وإن كانت أعيانا لما كان مستخلفا والمضاربة، والمساقاة؛ ألنه يستخلف بدلها، كما أن استرضاع الظئر تكون مؤونة كمال بدله جري مجري النفع؛ ولهذا في باب بيع الثمر بعد بدو صالحه، إنما

فيها بسقي الشجر، ومؤونة الصالح على البائع. وأما القبالة التي فعلها عمر، فإنما يقوم النبي صلى الله عليه وسلم حصول الثمر المتقبل، فال / يقاس هذا بهذا. ويعلم أن نهي

ريب. ثم إن قدر أن الشجر لم عن بيع الثمر حتي يبدو صالحه لم يتناول هذه القبالة بال بمنزلة تعطل المنفعة في اإلجارة، يطلع أو تلف بعد إطالعه بدون تفريط المتقبل، كان

االنتفاع. وهو ال يستحق أجرة إال إذا تمكن المستأجر من

على البائع، فهذه الصورة الثانية: أن يكون المشتري مجرد الثمرة فقط، ومؤونة السقي المسألة إذا كان البستان مشتمال على أنواع، ففيها أيضا قوالن:

صلح نوع منه، كما أحدهما ـ وهو قول الليث بن سعد ـ: أنه يجوز بيع جميع البستان، إذا ضرر عظيم، وذلك ألن يجوز بيع النوع جميعه، إذا بدا صالح بعضه؛ وذلك ألن التفريق فيه نوعا دون نوع، وهذا المشتري للنوع قد يتفق في النوع اآلخر، وقد ال يتفق من يشتري

والجواز هنا بمجرد القول أقوي من القول الثاني، وهو المنع مطلقا، كما هو المشهور، فإنه بيع ربوي بجنسه الحاجة، وذلك أن بيع المزابنة أعظم من بيع الثمر قبل بدو صالحه،

يبدو صالحها، قد خص خرصا. والربا أعظم من الغرر السيما ونهيه عن بيع الثمرة، حتي منه مواضع كما خص بيعه مع الشجر.

]، بل قد يقال: إنما ]، كما / فعلم أن النهي لم يتناول بيعه مع غيره مطلقا نهى عنه مفردا]، ويباح مع غيره ما ال يباح ]؛ وألنه بيع رطب بجنسه نهى عن الذهب والحرير مفردا مفردا

Page 164: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

والشافعي وأحمد، وقد جاز الربوي يابسا، وهذا محرم بالنص أيضا، كما هو مذهب مالك المزابنة. من دخول المعدوم في بيع الثمرة ما لم يثبت نظيره في

المزابنة للحاجة، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرخص في العرايا استثناء من] للنوع، مع أن الحاجة إلى ذلك أشد وأولي، وال يلزم من منعه فألن يجوز بيع النوع تبعا

]. أال تري أن الحمل ال يجوز إفراده ] منعه مضموما بالبيع، وبيع الحيوان الحامل جائز مفردا في الشريعة. باإلجماع، وإن اشترط كونه حامال، ونظائره كثيرة

إال إذا عارضها وسر الشريعة في ذلك كلـه: أن الفعل إذا اشتمل على مفسدة منع منه ألنه من نوع الميسر مصلحة راجحة، كما في إباحة الميتة للمضطر. وبيع الغرر نهى عنه؛

ذلك، أباحه دفعا الذي يفضي إلى أكل المال بالباطل، فإذا عارض ذلك ضرر أعظم من.ألعظم الفسادين باحتمال أدناهما. والل|ه أعلم

وfقال الشيخ ـ رحمه الل|ه:

فصــل

من العلماء في مذهب وأما بيع المقاثي كالبطيخ والخيار والقثاء ونحو ذلك، فإنه وإن كان جعال لذلك من باب بيع الثمر أبي حنيفة والشافعي وأحمد من قال: ال يباع إال لقطة لقطة،

كما يقول ذلك من يقوله من قبل بدو صالحه. والصحيح أنه يجوز بيعها بعروقها جملة، القول له مأخذان. أصحاب الشافعي، وأحمد، وهو مذهب مالك وغيره، لكن هذا

صالحها كبيع الشجر أحدهما: أن العروق كأصول الشجر. فبيع الخضروات بعروقها قبل بدو الشافعي وأحمد، وإن كان بثمره قبل بدو صالحه يجوز تبعا. وهذا مأخذ طائفة من أصحاب

هذا على خالف أصوله.

الله عليه وسلم، بل والمأخذ الثاني ـ وهو الصحيح: أن هذه لم تدخل في نهي النبي صلى أن تيبس المقثاة، تصح مع العروق الذي هو اللقطة / الموجودة، واللقطة المعدومة إلى

بيعها إال كذلك، وإن كانت تلك معدومة لم توجد؛ ألن الحاجة داعية إلى ذلك، وال يمكن]، والشريعة وبيعها لقطة لقطة متعذر أو متعسر، لعدم التمييز، وكالهما منتف شرعا كالمنافع، وأجر الثمر استقرت على أن ما يحتاج إلى بيعه يجوز بيعه، وإن كان معدوما؛

الذي لم يبد صالحه مع األصل، والذي بدا صالحه مطلقا.

بالثمار، وتلفها بعد ذلك وأيضا، فإنهم يقولون: هذه معلومة في العرف والعادة، كالعلم بالنص أن الجوائح توضع بال كتلف الثمار بالجائحة، وتلف منافع اإلجارة من جنسه. وثبت

والل|ه ال يحب الفساد. وإن كان محذور في ذلك أصال، بل المنع من بيع ذلك من الفساد، تحريم ذلك أعظم، فيجب دفع أعظم بيع ذلك قد يفضي إلى نوع من الفساد، فالفساد في

الشريعة. الفسادين باحتمال أدناهما؛ إذ ذلك قاعدة مستقرة في

حمه الل|ه ـ عن رجل له سواقي يزرع fفيها: اللفت، والجزر، والفجل، وسئل ـ ر ؟ والقصب، والقلقاس، فهل يجوز بيعه في األرض

فأجاب:

في العادة، وإن أما بيع القصب ونحوه سواء بيع على أن يقلع، أو يقطع من مكان معروف سنبله، وكبيع كان مغطي بورقه، فإن هذا الغطاء /ال يمنع صحة البيع، كبيع الحب في

األولين الجوز واللوز في قشريه؛ فإن بيع جميع هذا جائز عند جماهير المسلمين

Page 165: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

واآلخرين؛ كأبي حنيفة ومالك وأحمد، وقول في مذهب الشافعي، وهو عمل المسلمين من زمن نبيهم، إلى هذا الزمان، في جميع األعصار واألمصار.

يشـتد، وعن بيع وقد دل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الحب حتي نهيه عن بيع الثمرة العنب حتي يسود. فإن هذا يدل على جواز بيعه بعد اشتداده، كما دل

قبل بدو صالحها على جواز البيع بعد بدو الصالح.

ر، فإنه معلوم في العادة. وأما fرfبيع الجزر واللفت وأيضا، فإن هذا ليس من بيع الغ والفجل والقلقاس، ونحو ذلك، ففيه قوالن مشهوران:

كسائر األعيان الغائبة أحدهما: ال يجوز حتي يقلع، بناء على أنه مغيب لم ير ولم يوصف؛ والمشهور من مذهب أحمد. التي لم تر، ولم توصف. وهذا مذهب أبي حنيفة والشافعي

وهذا قول مالك، وقول والثاني: أنه يجوز بيعه إذا رأي ما ظهر منه على الوجه المعروف، وحديثا، وال تتم مصلحة في مذهب أحمد. وهذا أصح القولين، وعليه عمل المسلمين قديما

ويتعسر أخري، ويفضي إلى / الناس إال بهذا؛ فإن تأخير بيعه إلى حين قلعه، يتعذر تارة فساد األموال.

ا، فليس كذلك، بل إذا رؤي من المبيع ]ا فيكون غرر] ما يدل على ما لم وأما كون ذلك مغيب وكذلك ما يحصل الحرج ير جاز البيع باتفاق المسلمين؛ في مثل بيع العقار، والحيوان.

وما مأكوله في جوفه بمعرفة جميعه يكتفي برؤية ما يمكن منه، كما في بيع الحيطان. أعلم. والحيوان الحامل، وغير ذلك، فالصواب جواز بيع مثل هذا. والل|ه

والجـزر والقلقاس ونحوه، هل يجوز وسئل عن بيـع ما في بطـن األرض من اللـفت أم ال؟

فأجاب:

والقلقاس، والفجل أما بيع المغروس في األرض الذي يظهر ورقه؛ كاللفت، والجزر، والثوم، والبصل، وشبه ذلك ففيه قوالن للعلماء:

وغيرهما. قالوا: ألن أحدهما: أنه ال يجوز، كما هو المشهور عن أصحاب الشافعي، وأحمد األعيان الغائبة، وذلك داخل هذه أعيان غائبة لم تر ولم توصف، فال يجوز بيعها كغيرها من

في نهي النبي صلى الله عليه وسلم / عن بيع الغرر .

وغيره، وهو قول في والثاني: أن بيع ذلك جائز. كما يقوله من يقوله من أصحاب مالك، مذهب أحمد وغيره، وهذا القول هو الصواب لوجوه.

الورق على المغيب منها: أن هذا ليس من الغرر، بل أهل الخبرة يستدلون بما يظهر من وكما يستدلون في األرض، كما يستدلون بما يظهر من العقار من ظواهره على بواطنه،

بذلك،والمرجع في ذلك بما يظهر من الحيوان على بواطنه.ومن سأل أهل الخبرة أخبروه اليهم.

بعضه وخفي والثاني: أن العلم في جميع المبيع يشترط في كل شيء بحسبه، فما ظهر يشترط رؤية بعضه، وكان في إظهار باطنه مشقة وحرج، اكتفي بظاهره؛ كالعقار، فإنه ال

أساسه، ودواخل الحيطان، وكذلك الحيوان، وكذلك أمثال ذلك.

Page 166: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فيبيحه الشارع للحاجة الثالث: أنه ما احتيج إلى بيعه فإنه يوسع فيه ما ال يوسع في غيره؛ الخرص مقام الكيل مع قيام السبب الخاص، كما أرخص في بيع العرايا بخرصها، وأقام

المزابنة بيع المال بجنسه عند الحاجة، ولم يجعل ذلك من المزابنة التي نهى عنها؛ فإن قولين، وكذلك رخص النبي مجازفة إذا كان/ ربويا باالتفاق، وإن كان غير ربوي فعلى

التبقية، مع أن إتمام الثمر صلى الله عليه وسلم في ابتياع الثمر بعد بدو صالحه بشرط يعلم تابعا لذلك، والناس لم يخلق بعد، ولم ير. فجعل ما لم يوجد ولم يخلق ولم

محتاجون إلى بيع هذه النباتات في األرض.

ذلك، فمن أصحاب ومما يشبه ذلك بيع المقاثي؛ كمقاثي البطيخ والخيار والقثاء، وغير وكثير من العلماء من الشافعي وأحمد وغيرهما من يقول: ال يجوز بيعها إال لقطة لقطة.

الوجه المعتاد، وهذا هو أصحاب مالك وأحمد وغيرهما قالوا: إنه يجوز بيعها مطلقا على وبيعها لقطة لقطة إما متعذر، الصواب؛ فإن بيعها ال يمكن في العادة إال على هذا الوجه،

ذلك ال يمكن التقاطه، ويمكن وإما متعسر؛ فإنه ال يتميز لقطة عن لقطة؛ إذ كثير من البستان بعد بدو صالحها، وإن كان بعض تأخيره. فبيع المقثاة بعد ظهور صالحها كبيع ثمرة

صالح بعض الشجرة كان صالحا لباقيها باتفاق المبيع لم يخلق بعد ولم ير؛ ولهذا إذا بدا البستان من ذلك النوع في أظهر قولي العلماء، ويكون صالحها صالحا لسائر ما في

ا لجميع ثمرة البستان التي جرت العادة بأن يباع العلماء. وقول جمهورهم: بل يكون صالح] المسائل وغيرها مما ذكرنا في هذا الجواب مبسوطة جملة في أحد قولي العلماء. وهذه

في غير هذا الموضع.

/

والقلقاس، واللفت والجزر ونحو ذلك، وهو وسئل ـ رحمه الل|ه ـ عن بيع قصب السكر، المقاثي؟ قائم في األرض، وفي بيع البطيخ ونحوه من

فأجاب:

يذكر من كونه في الحمد لل|ه رب العالمين، أما بيع قصب السكر فال شبهة فيه، إال ما]ا له، فبيعه كبيع الجوز واللوز والباقال في قشريه، وبيع ذلك جائز قشره الذي يكون صون

من لدن أصحاب عند جماهير علماء المسلمين، وهو قول سلف األمة، وعملها المتصل إال بذلك، وهو رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم إلى هذا الزمان، وال تتم مصلحة الناس

مرض أمر مذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل، وقول في مذهب الشافعي، فإنه لما كتبه. أن يشتري له باقال أخضر، وذلك في مرض موته، فهو متأخر عن نهيه الذي في

وعن بيع وقد دل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع العنب حتي يسود، على جواز الحب حتي يشتد. وذلك يدل على جواز بيع ذلك بعد اسوداده واشتداده، فيدل

بيع ذلك يظنه بيع الحب في سنبله،/ وهو من صور النزاع كالباقال في قشريه. والذي كره كذلك؛ لوجهين: من الغرر الذي نهى عنه رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم، وليس األمر

ا من المبيعات المتفق على جواز أحدهما: أن المشترين يعلمون ذلك كما يعلمون كثير] بيعها، بل علمهم بذلك أقوي من علمهم بكثير منها.

يحتاج إلى بيعه مع والثاني: أنه لو فرض أن في ذلك جهال فالشـريعة استقرت على ما بدو صالحها مبقاة إلى الغرر؛ ولهذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم في بيع الثمار بعد

أصابتها. كمال الصالح. ثم إنه بعد ذلك أمر بوضع الجوائح إذا

Page 167: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

كان له شرك في أرض، وأيضا، فإنه أذن في بيع العقار بقوله صلى الله عليه وسلم: )من أخذ، وإن شاء ترك(. أو ربعة، أو حائط، فال يحل له أن يبيع حتي يؤذن شريكه، فإن شاء وداخلها مغيب. وقد أجمع المسلمون على جواز بيع العقار مع أن أساس الحيطان،

عليه وسلم في وكذلك أذن في بيع الثمار قبل بدو صالحها تبعا لألصل، بقوله صلى اللها، فثمرتها للبائع، إال أن يشترط المبتاع(، وذلك الحديث المتفق عليه: )من باع نخال مؤبر]

ألكل المال بالباطل. فإذا / أن بيع الغرر نهى عنه لما فيه من الميسر، والقمار، المتضمن أصحابها بتحريم البيع كان في بعض الصور من فوات األموال وفسادها ونقصها على

الفساد الكثير، بل الواجب ما أعظم مما فيها مع حله لم يجز دفع الفساد القليل بالتزام أدناهما، ودفع أعظم الفسادين جاءت به الشريعة، وهو تحصيل أعظم الصالحين بتفويت

هذا. بالتزام أدناهما. والفتيا ال تحتمل البسط أكثر من

روحه: وfقfال شيخ اإلسالم ـ قدسf الل|ه

فصــل

أهل العلم، وهو وأما بيع القلقاس والجزر واللفت ونحو ذلك، فهو جائز عند طوائف من أبي حنيفة مذهب مالك، وقول في مذهب اإلمام أحمد، وإن كان المشهور عنه ـ كمذهب

عليه بين العلماء والشافعي ـ أنه ال يجوز. والقول األول هو الصواب؛ فإن األصل المتفق صلى الله عليه وسلم في ذلك كون المبيع معلوم]ا العلم المعتبر في المبيع، فنهي النبي يقولون: إنهم يعلمون عن بيع الغرر يرجع في ذلك إلى أهل الخبرة بذلك. وأهل الخبرة

ا، ويستدلون على ذلك بما ذلك في حال كونه في األرض، بحيث يخرج عن كونه غرر] إذا كان متشابه األجزاء. ثم يقلعونه منه، كما يعلم/المبيع المنفصل عن األرض برؤية بعضه

]ا، وإما تدليسا، بل أهل إن ظهر الخفي دون الظاهر بما لم تجر به العادة، كان ذلك إما غfبنا من المنفصل. الخبرة يقولون: إنهم يعلمون ذلك أكثر مما يعلمون كثير]

يؤخذ عن أهل وكون المبيع معلوما أو غير معلوم ال يؤخذ عن الفقهاء بخصوصهم، بل بأدلتها. وقد الخبرة بذلك الشيء، وإنما المأخوذ عنهم ما انفردوا به من معرفة األحكام

gبq }قال الل|ه تعالى: gغfي qال yونf ب yؤgمqن wذqينf ي [ ، واإليمان بالشيء مشروط بقيام دليل3 ]البقرة: { ال المشاهدة قد تعلم بما يدل عليها، فإذا قال أهل يدل عليه. فعلم أن األمور الغائبة عن

المرجع اليهم في ذلك، دون من لم يشاركهم في ذلك، الخبرة: إنهم يعلمون ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لهم في تأبير النخل: وإن كان أعلم بالدين منهم، كما قال

من أمر دينكم فإلي(. ثم يترتب الحكم الشرعي على ما )أنتم أعلم بدنياكم. فما كان على التقويم والقيامة والخرص، وغير ذلك. تعلمه أهل الخبرة، كما يترتب

/

]ا على قصب، وقلقاس، وهو تحت األرض قبل إدراكه، وسئل عن إنسان عاقد إنسان تسليم، فما يجب في ذلك ؟ فعند إدراكه غرق، وقد طلب منه ثمنه بال مكاتبة وال

فأجاب:

ا أو فاسد]ا، كما ثبت في ما تلف من ذلك فهو من ضمان البائع، سواء كان البيع صحيح] أخيك ثمرة فأصابتها صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )إن بعت من

(. جائحة فال يحل لك من ثمنها شيء، بم يأخذ أحدكم مال أخيه ؟

لfم/ wاب السf ب

Page 168: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

qلf شيخ اإلسالم ـ قدسf الل|ه روحهy ـ عن ئ yالسلم في الزيتون، هل يجوز؟ س

فأجاب:

علمت بين األئمة وأما السلم في الزيتون وأمثاله من المكيالت والموزونات فيجوز، وما كالحيوان ونحوه. في ذلك نزاعا،ولكن النزاع فيما إذا أسلم في غير المكيل والموزون،

والشافعي. والثانية: ال يجوز وفيه عن أحمد روايتان أشهرهما جواز ذلك، وهو قـول مالك كقول أبي حنيفة.

، باعه إلى أجل بخمسةدرهما وسئل عن رجل عنده قمح، قيمته وزن ثمانية عشر أم حرام ؟ وعشرين، هل يجوز؟ والسلم في الغلة حالل

فأجاب:

)من أسف فليسلف أما السلف فإنه جائز باإلجماع، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: السلعة بقيمة حالة، وباعها في كيل معلوم، ووزن معلوم،/ إلى أجل معلوم(. وأما إذا قوم

العلماء، كما قال ابن عباس: إذا إلى أجل بأكثر من ذلك، فهذا منهي عنه في أصح قولي بنقد، ثم بعت بنسيئة، فتلك دراهم استقمت بنقد، ثم بعت بنقد، فال بأس، وإذا استقمت

والل|ه أعلم. بدراهم. ومعني قوله: استقمت: أي قومت،

بزائد الثلث إلى أجل معلوم، فهل وسئل عن امرأة تشتري قماشا بثمن حال، وتبيعه هذا ربا؟

فأجاب:

يتجر بها ـ ال يشتريها الحمد لله رب العالمين، إذا كان المشتري يشتريها لينتفع بها، أو إذا كان المشتري محتاج]ا أن ليبيعها، ويأخذ ثمنها لحاجته اليه ـ فال بأس بذلك، لكن ينبغي

يربح عليه الربح الذي جرت به العادة. والله أعلم.

؟ وسئل: هل يجوز بيع شاة بشاة إلى أجل

فأجاب:

يجوز بيع شاة بشاة إلى أجل.

/

، ونصالفضة على عش السنة كلها وسئل: عن رجل يشتري عش الحمامات، ويقدمfمw كيل أصال، بل يفعل ذلك ليصح السلم، وكان عند الشهود على أرادب معلومة، وليس ث

وعائه، وختم عليه كله، وبيع، فهل هذا صحيح؟ أم ال؟ العادة إذا تحصل منه شيء جعل في

فأجاب:

هذه المسألة مبنية على أصلين:

تفصيل ونزاع. وإن أحدهما: أن هذا المنعقد من الدخان، هل هو طاهر أو نجس؟ في ذلكا؛ كوقود األفران، وكالوقود الطاهر للحمام، فذلك المنعقد طاهر، وإن كان الوقود طاهر]

ا ؟ على قولين للعلماء. وكذلك في كل كان الوقود بنجاسة فهل يكون هذا المنعقد طاهر]

Page 169: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ذلك، وإن كان مستحيال عن نجاسة استحالت؛ كالرمـاد، والقصرمل والجرسيف، ونحو مالك وأحمد، وهو نجاسة فهذا نجس في مذهب الشافعي، وأحد القولين في مذهب

ظاهر في مذهب أبي حنيفة.

داللة الكتاب والقول اآلخر في مذهب مالك وأحمد: أنه طاهر وهذا القول/ أقوي في الل|ه تعالى كانت والسنة، والقياس؛ فإنهم اتفقوا على أن الخمر إذا انقلبت خال بفعل

ا. فمن قال: إنه طاهرة، وهذا لم يتناوله لفظ التحريم، وال معناه، فال يكون محرم]ا نجس] فيه مشهور في ]مسألة طاهر، جوز بيعه، ومنهم من يجوز بيعه مع نجاسته، والخالف

السرجين النجس[ .

المشروع، وال ريب أنه يجوز واألصل الثاني: أنه إذا جاز بيعه، فال يقال: يباع على الوجه]ا حتي يشترط الرؤية ونحوها، لكن إذا أسلف السلف فيه، وليس السؤال عن بيعه معين

رأس المال في فيه، فالبد أن يسلف في قدر معلوم، إلى أجل معلوم، وأن يقبض المجلس، وغير ذلك من شروط السلم.

المقصود في فإذا كانـوا قد أظهروا صورة السلم،وكان المسلم يقبض ما تحصل،وهو ومنع فاعله. الباطن، سواء كان أكثر من المقدار،أو أقل،فهذا عقد باطل، يجب النهي عنه،

حمه الل|ه ـ عن رجل محتاج إلى تاجر fعنده قماش، فقال: أعطني هذه وسئل ـ ر إال بخمسين إلى أجل، فهل يجوز ذلك القطعة، /فقال التاجر: مشتراها بثالثين، وما أبيعها

؟ أم ال ؟

فأجاب:

المشتري على ثالثة أنواع:

والركوب، وغير ذلك. أحدها: أن يكون مقصوده السلعة ينتفـع بها لألكل والشرب واللبس

بالكتاب والسنة واإلجماع، والثاني: أن يكون مقصوده التجارة فيها، فهذان نوعان جائزان|هy }كما قال تعالى: fحfلw الل gعf وfأ fي gب yونf }[ ، وقال تعالى: 275 ]البقرة: { ال fك fن ت w أ qال ة] عfن إ fار fجq ت

gمy اض� م�نك fرf مراعاة الشروط الشرعية، فإذا كان المشتري [ ؛ لكن البد من29 ]النساء: { تا لم يجز أن يباع إال بقيمة المثل، مثل أن يضطر اإلنسان إلى مشتري طعام ال مضطر] بالقيمة، قيمة المثل. وإن لم يبعه إال بأكثر يجده إال عند شخص، فعليه أن يبيعه إياه

بقيمة المثل، وإذا أعطاه إياه لم يجب عليه إال قيمة فللمشتري أن يأخذه بغير اختياره إلى ذلك األجل، فإن األجل يأخذ قسط]ا من الثمن. المثل، وإذا باعه إياه بالقيمة

]ا النوع الثالث: أن يكون المشتري إنما يريد به دراهم مثال ليوفي بها ]ا، واشتري بها شيئ دين فهذا كله منهي عنه، فإن فيتفقان على أن يعطيه مثـال المائة بمائة وعشرين إلى أجل،

وإن أدخال ثالثا يشتري منه السلعة، اتفقا على أن يعيد / السلعة اليه، فهو بيعتان في بيعة. نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تعاد اليه، فكذلك وإن باعه وأقرضه فكذلك، وقد

ويبيعها بسبعين وإن كان المشتري يأخذ السلعة فيبيعها في موضع آخر، يشتريها بمائة، نزاع بين العلماء، واألقوي ألجل الحاجة إلى دراهم. فهذه تسمي: ]مسألة التورق[ ، وفيها

بن عبد العزيز، وغيره. والل|ه أيض]ا أنه منهي عنها، وأنها أصل الربا، كما قال ذلك عمر أعلم.

Page 170: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

، وإذا جاءوالحمص ونحو ذلك وسئل عن رجل يخرج على القمح والشعير والفول يسوي، من قبل أن يقبضه منه. فهل هذا حالل أوان أخذه باعه للذي هو عنده، بسعر ما

؟ وما كان يفعله ؟ أم حرام؟ وما عليه فيما مضي من السنين

فأجاب:

هو دين السلم، قبل هذا يسمي ]السـلم[ و ]السلف[ ، وال يجوز بيع هذا الدين الذي هذا يدخل فيما نهى قبضـه، ال من المستلف وال من غيره، في مذهب األئمة األربعة، بل

يدخل في ربح ما لم عنـه رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم من بيع ما لم يقبض. وقد البائـع السـلف إال دين يضمن/ أيضا، وإذا وقـع هـذا البيـع، فهو فاسـد، وال يستحق هـذا

العوض إن كان قبضه، ويطالب السلم، دون مـا جعلـه عـوضًـا عنـه. وعليه أن يرد هذا يعـرف ذلك ونحو ذلك، بدين السلم، فـإن تعذر ذلك مثـل أن يطـول الزمـان، أو ال

فإنه إذا أخذ مثل دين فليأخـذ بقـدر ديـن السلم مـن تلك األعواض، وليتصدق بالربح، لم يضمن، وهي ال تحل له، السلم فقد أخذ قـدر حقـه مـن ذلك المال. والزيـادة ربـح ما المستلف بسعره، لم يكن فليتصدق بها عن أصحابها، وإن كان لم يربح شيئا، وإنما باعه

عليه إخراج ماله.

درهما، فطلبه منه إنسان بثالثمائة وسئل عن رجل عنده فرس شراه بمائة وثمانين ؟ درهم إلى مدة ثالثة شهور، فهل يحل ذلك

فأجاب:

ببيعه إلى أجل، لكن الحمد لل|ه، إن كان الذي يشتريه لينتفع به، أو يتجر به، فال بأس ضرورته. المحتاج ال يربح عليه إال الربح المعتاد، ال يزيد عليه ألجل

ثمنه، فهذا مكروه في وإما إن كان محتاجا إلى دراهم، فاشتراه ليبيعه في الحال، ويأخذ أظهر قولي العلماء.

/

، ودفع له آخرومائة بالوزن وسئل عن شخص عنده صنف. دفع له فيه رجل ألفين الحول ؟ ألفين وسبعمائة إلى أجل معلوم أثناء

فأجاب:

للبائع أن يبيعها إن إن كان الذي يشتريها إلى أجل يشتريها ليتجر فيها، أو ينتفع بها، جاز الدراهم، وهو يريد أن يبيعها شاء بالنقد، وإن شاء إلى أجل. وإن كان المشتري مقصوده

]التورق[ وهو مكروه في أظهر قولي العلماء. إذا اشتراها، ويأخذ الدراهم، فهذا يسمي:

/

، ثم جاء األجلأجل معلوم وسئل عن رجل أسلف خمسين درهما في رطل حرير إلى الحرير؟ أو يأخذ عوضه أي شيء كان ؟ فتعذر الحرير، فهل يجوز أن يأخذ قيمة

فأجاب:

الحمد لل|ه، هذه المسألة فيها روايتان عن اإلمام أحمد:

Page 171: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

حنيفة؛ لما روي إحداهما: ال يجوز االعتياض عن دين السلم بغيره، كقول الشافعي وأبي غيره(، وهذه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: )من أسلف في شيء فال يصرفه إلى الخرقي وغيره. الرواية هي المعروفة عند متأخري أصحاب اإلمام أحمد، وهي التي ذكرها

من األعيان، وهو والقول الثاني: يجوز ذلك، كما يجوز في غير دين السلم، وفي المبيع كغيره من مذهب مالك. وقد نص أحمد على هذا في غير موضع، وجعل دين السلم االعتياض، ال المبيعات. فإذا أخذ عوضا غير مكيل، وال موزون، بقدر دين السلم حين

شعيرا بقدر / بزيادة على ذلك، أو أخذ من نوعه بقدره؛ مثل أن يسلم في حنطة فيأخذ يجوز. وقد الحنطة، أو يسلم في حرير فيأخذ عنه عوضا من خيل، أو بقر، أو غنم، فإنه

لكن ذكر ذلك طائفة من األصحاب ـ كابن أبي موسي، والسامري صاحب المستوعب ـ في بعض الصور كما قال في ]المستوعب[ : ومن أسلم في شيء لم يجز أن يأخذ من غير جنسه بحال، في إحدى الروايتين، وفي األخري يجوز، وأن يأخذ ما دون الحنطة من

قال في الحبوب؛ كالشعير ونحوه، بمقدار كيل الحنطة، ال أكثر منها وال بقيمتها، نص عليه. وال رواية أبي طالب: إذا أسلفت في كر حنطة، فأخذت شعيرا فال بأس، وهو دون حقك،

تأخذ مكان الشعير حنطة.

االعتياض عن وأما المطلعون على نصوص أحمد، فذكروا ما هو أعم من ذلك، وأنه يجوز مجموعه، دين السلم بغير المكيل والموزون مطلقا، كما ذكر ذلك أبو حفص العكبري في

فأخذ من ونقله عنه القاضي أبو يعلى بخطه، فإن كان ما أسلم فيه مما يكال أو يوزن، يكال وال غير نوعه مثل كيله مما هو دونه في الجودة جاز. وكذلك إن أخذ قيمته مما ال

يجد ما أسلم فيه، يوزن، كيف شاء. نقل ابن القاسم عن أحمد: قلت ألبي عبد الل|ه: إذا لم له. قلت: فإنما أسلم ووجد غيره من جنسه يأخذه؟ قال: نعم، إذا كان دون الشيء الذي

شعير بكيلة واحدة، / ال في قفيز حنطة موصلي، فقال: فيأخذ مكانه سلتي، أو قفيز طاوس عن ابن عباس: إذا يزداد، وإن كان فوقه فال يأخذ، وذكر حديث ابن عباس، رواه

بأنقص منه، وال تربح أسلمت في شيء فجاء األجل فلم تجد الذي أسلمت، فخذ عوضا مرتين.

فإذا جاء ونقل ـ أيضا ـ أحمد بن أصرم، سئل أحمد عن رجل أسلم في طعام إلى أجل، يوزن. وقال حرب وال األجل يشتري منه عقارا، أو دارا. فقال: نعم، يشتري منه ما ال يكال حل األجل لم يكن الكرماني: سألت أحمد، قلت: رجل أسلف رجال دراهم في بر، فلما

يأخذ منه الشعير إال مثل عنده، فقال قوم: الشعير بالدراهم، فخذ من الشعير. قال: ال أيأخذ الشعير عشرة أجربة؟ قال: كيل البر، أو أنقص. قلت: إذا كان البر عشرة أجربة،

نعم.

أشبه بأصوله، وكذلك نقل غير هؤالء عن أحمد،وهذه الرواية أكثر في نصوص أحمد، وهي وأحمد في ظاهر مذهبه فإن علته في منع بيع دين السلم كونه مبيع]ا فال يباع قبل القبض.

معروفة. ولذلك فرق بين ال يمنع من البيع قبل القبض مطلقا، بل له فيه تفصيل، وأقوال فيه، إذا كان عوضا من بائعه البيع من البائع وغيره. وكذلك مذهب مالك يجوز بيع المسلم

الطعام. بمثل ثمنه، وأقل. وال يجوز بأكثر، وال يجوز ذلك في

األجل، فإن وجدت وقال ابن المنذر: ثبت أن ابن عباس قال: إذا أسلفت في شيء/ فحل عن النبي صلى الله ما أسلفت فيه، وإال فخذ عوضا بأنقص منه. وهذا ابن عباس لما روي

كل شيء إال بمنزلة عليه وسلم: أنه نهى عن بيع الطعام قبل قبضه. قال: وال أحسب الطعام.

الخرقي: وبيع المسلم فيه من وأما ما ذكره الشيخ أبو محمد في ]مغنيه[ . لما ذكر قول المسلم قبل قبضه ال يعلم في تحريمه بائعه أو غيره قبل قبضه فاسد. قال أبو محمد: بيع

Page 172: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فمذهب مالك أنه يجوز بيعه من غير خالف. فقال ـ رحمه الل|ه ـ بحسب ما علمه، وإال من هو عليه، وهذا ـ أيضا ـ إحدى المستسلف، كما يجوز عنده بيع سائر الديون من غير

غير من هو عليه، كما نص على الروايتين عن أحمد، نص عليه في مواضع بيع الدين من أجوبة كثيرة من أجوبته، بيع دين السلم ممن هو عليه، وكالهمـا منصوص عن أحمد في

وإن كان ذلك ليس في كتب كثير من متأخري أصحابه.

تنازع العلماء وهذا القول أصح، وهو قياس أصول أحمد؛ وذلك ألن دين السلم مبيع، وقد فالشافعي في جواز بيع المبيع قبل قبضه، وبعد التمكن من قبضه، وفي ضمان ذلك، وأبو حنيفة يمنعه يمنعه مطلقا، ويقول: هو من ضمان البائع، وهو رواية ضعيفة عن أحمد.

المنع /بتوالي الضمانين. إال في العقار، ويقول: هو من ضمان البائع. وهؤالء يعللون

من قبضه، وهو وأما مالك وأحمد في المشهور عنه وغيرهما فيقولون: ما تمكن المشتري على تفصيل لهم، المتعين بالعقد ـ كالعبد والفرس ونحو ذلك ـ فهو من ضمان المشتري.

ابن عمر أنه ونزاع في بعض المتعينات؛ لما رواه أحمد وغيره عن الزهري عن سالم عن]ا مجموعا، فهو من ضمان المشتري. فظاهر قال: مضت السنة أن ما أدركته الصفقة حي

ال نفس القبض، مذهب أحمد: أن الناقل للضمان إلى المشتري هو التمكن من القبض، بل قد يجوز فظاهر مذهبه، أن جواز التصرف فيه ليس مالزما للضمان، وال مبنيا عليه،

اإلجارة، وبالعكس، التصرف فيه حيث يكون من ضمان البائع، كما ذكر في الثمرة، ومنافع كما في الصبرة المعينة.

دون األصل، فتلفت وقد ذكر الخرقي في ]مختصره[ هذا وهذا، فقال: إذا اشتري الثمرة من إباحة التصرف تمام بجائحة من السماء، رجع بها على البائع. وقال األصحاب: ال يلزم

البيع على مكيل، أو موزون القبض، بدليل المنافع في اإلجارة، ثم قال الخرقي: وإذا وقع جمهور األصحاب، ما بيع بالكيل أو معدود، فتلف قبل قبضه، فهو من مال البائع، وهذا عند

قال الخرقي: ومن اشتري ما يحتاج والوزن والعدد سواء كان متعينا، أو غير متعين. ثم ما يحتاج إلى القبض، وما ال يحتاج، فما إلى قبضه، لم يجز بيعه / حتي يقبضه. ففرق بين

قال: ومن اشتري صبرة طعام لم يبعها حتي ال يحتاج يكفي فيه التمكن؛ كالمودع. ثم بالتمكن، والتخلية، فال يبيعها حتي ينقلها، وهذا ينقلها، فالصبرة مضمونة على المشتري

بين األصحاب، وروايات ليس هذا موضعها. كله منصوص أحمد، لكن في ذلك نزاع

البائع، ويجوز والمقصود هنا: أن في ظاهر مذهب أحمد قد يكون المبيع مضمونا على مذهب مالك للمشتري بيعه في ظاهر المذهب؛ كالثمر إذا بيع بعد بدو صالحه، فإنه في

جابر وأحمد من ضمان البائع، وهو قول معلق للشافعي، لما رواه مسلم في صحيحه عن فال يحل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )إذا بعت من أخيك ثمرة، فأصابتها جائحة،

]ا، بم يأخذ أحدكم مال أخيه بغير حق ؟!(. لك أن تأخذ منه شيئ

الثمر، مع أنه مـن ومـع هـذا، فيجوز في أصح الروايتين عن أحمد للمشتري أن يبيع هذا األجرة بال نزاع. وإن ضمان البائع، وهذا كما يجوز للمستأجر أن يؤجر ما استأجره بمثل

من غير إحداث زيادة، ففيه كـانت المنافـع مضمـونة على البائع، ولكن إذا أجرها بزيـادة روايتان:

حنيفة؛ ألنه ربح ما لم إحداهما: يجوز كقول الشافعي. والثانية: ال يجوز، كقول /أبي قال الترمذي: حديث يضمن، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ربح ما لم يضمن.

صحيح.

Page 173: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

لتلفت منافعه من والقول األول أصح؛ ألن المشتري لو عطل المكان الذي اكتراه وقبضه مبسوطة في ضمانه، ولكن لو انهدمت الدار لتلفت من مال المؤجر. وهذه المسائل

موضعها.

قبل انتقال والمقصود هنا: أن أصل أحمد ومالك جواز التصرف، وأنه يوسع في البيع أحمد، فإن الضمان إلى المشتري، بخالف أبي حنيفة والشافعي، والرواية األخري عن

المبيع مضمونا عليه. البيع ال يجوز على أصلهما، إال إذا انتقل الضمان إلى المشتري، وصار القبض على البائع األول؛ فإذا قالوا: لئال يتوالى الضمانات؛ فإن المبيع يكون مضمونا قبل

عليه الضمانان. وعلى قول مالك بيع قبل أن يضمنه المشتري صار مضمونا عليه، فيتوالى فإن المبيع إذا تلف قبل التمكن وأحمد المشهور عنه: هذا مأخذ ضعيف، ال محذور فيه؛ المشتري الثاني. فالواجب بضمان من قبضه. كان على البائع أداء الثمن الذي قبضه من

هذا غير الواجب بضمان هذا.

المسلف، فإنه ال وإذا عرف هذا، فعلى قول هؤالء يمنع من بيع دين السلم؛ ألنه لم يضمنه المشهور عنه: يضمنه إال بالقبض فال يبيع ما لم يضمن. وعلى / قول مالك وأحمد في

إال بالقيمة؛ لئال يجوز ذلك، كما ثبت ذلك عن ابن عباس؛ ولكن ال يجوز بربح، بل ال يباع أنه نهى عن ربح يربح المسلف فيما ال يضمن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم

ما لم يضمن.

الثابتة عن النبي صلى والدليل على ذلك أن الثمن يجوز االعتياض عنه قبل قبضه بالسنة والنقيع بالنون: هو سوق المدينة. الله عليه وسلم، قال ابن عمر: كنا نبيع اإلبل بالنقيع ـ

نبيع بالذهب، ونقضي الورق، ونبيع بالورق، ونقضي والبقيع بالباء هو مقبرتها. قال: ـ كنا وسلم عن ذلك، فقال: )ال بأس إذا كان بسعر يومه، الذهب. فسألت النبي صلى الله عليه

شيء(. فقد جوز النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتاضوا عن إذا تفرقتما وليس بينكما بغيره، مع أن الثمن مضمون على المشتري لم ينتقل إلى ضمان الدين الذي هو الثمن

]ا على البائع لم البائع، فكذلك المبيع الذي هو دين السلم يجوز بيعه، وإن كان مضمون والنبي صلى الله عليه وسلم إنما جوز االعتياض عنه إذا كان ينتقل إلى ضمان المشتري.

فيما لم يضمن. بسعر يومه؛ لئال يربح

عنه بسعر وهكذا قد نص أحمد على ذلك في بدل القرض وغيره من الديون، إنما يعتاض لما أجاب في يومه؛ لئال يكون ربحا فيما ال يضمن، وهكذا ذكر اإلمام أحمد عن ابن عباس

فخذ عوض]ا السلم أن قال: إذا أسلمت/ في شيء فجاء األجل، ولم تجد الذي أسلمت فيه بأنقص منه، وال تربح مرتين.

ونقله عن ابن وكذلك مذهب مالك يجوز االعتياض عنه بسعر يومه، كما أجاب به أحمد، يجوز، وهي عباس. ومالك استثني الطعام؛ ألن من أصله أن بيع الطعام قبل قبضه ال

غير ذلك. رواية عن أحمد، وأحمد فرق بين أن يبيع المكيل والموزون بمكيل وموزون، أو الذي أسلم فإن باعه بغير ذلك، مثل أن يعتاض عن المكيل والموزون كالحنطة والشعير

كان بسعر يومه. فيه بخيل أو بقر، فإنه جوز هذا، كما جوزه مالك، وقبلهما ابن عباس، إذا

كرهه، إال إذا وأما إذا اعتاض عنه بمكيل أو موزون، مثل أن يعتاض عن الحنطة بشعير الحلول والتقابض؛ كان بقدره؛ فإن بيع المكيل بالمكيل، والموزون بالموزون، يشترط فيه

بالفضة إال يد]ا بيد. والمسلم لم ولهذا ال يجوز بيع الحنطة بالشعير إال يد]ا بيد،وال بيع الذهب الروايتين، والشافعي في أحد يقبض دين المسلم، فكره هذا، كما يكره هو في إحدى

ما لم يضمنه، ولم يقبضه. القولين: بيع الدين ممن هو عليه مطلق]ا، على أنه باع

Page 174: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ـ: أنه يجوز بيع والصواب الذي عليه جمهور العلماء ـ وهو ظاهر مذهب الشافعي،/ وأحمد بما ال يباع به نسيئة الدين ممن هو عليه؛ ألن ما في الذمة مقبوض للمدين، لكن إن باعه

بموصوف في الذمة. وإن باعه اشترط فيه الحلول والقبض؛ لئال يكون ربا. وكذلك إذا باعه بغيرهما ففيه وجهان:

أحدهما: ال يشترط كما ال يشترط في غيرهما.

لم يجوز بيع دين والثاني: يشترط؛ ألن تأخير القبض نسيئة، كبيع الدين بالدين، ومالك]ا من السلم إذا كان طعام]ا؛ ألنه بيع. وأحمد جوز بيعه، وإن كان طعام]ا أو مكيال، أو موزون

الطعام قبل قبضه هو في الطعام بائعه، إذا باعه بغير مكيل أو موزون؛ ألن النهي عن بيع االستيفاء. المعين، وأما ما في الذمة فاالعتياض عنه من جنس

فإن البيع وفائدته سقوط ما في ذمته عنه، ال حدوث ملك له، فال يقاس هذا بهذا.]ا، بل سقط الدين من المعروف هو أن يملك المشتري ما اشتراه، وهنا لم يملك شيئ

وفاه حقه، ذمته. وهذا لو وفاه ما في ذمته لم يقل: إنه باعه دراهم بدراهم، بل يقال: األعيان إذا باعها بخالف ما لو باعه دراهم معينة بدراهم معينة؛ فإنه بيع. فلما كان في بل هو إيفاء فيه معني بجنسها لم يكن بيعا، فكذلك إذا أوفاها من غير جنسها لم يكن بيعا،

المعاوضة.

] بر في يمينه في أصح/ الوجهين، ولهذا لو حلف ليقضينه حقه في غد، فأعطاه عوضا وذلك أن من علله فنهيه عن بيع الطعام قبل قبضه يريد به بيعه من غير البائع، فيه نزاع.

وانقطاع علق البائع بتوالى الضمان يطرد النهي، وأما من علل النهي بتمام االستيفاء، قد ربح فيه، فهو يعلل حتي ال يطمع في الفسخ، واالمتناع من اإلقباض، إذا رأي المشتري

منتفية في بيعه من البائع. بذلك في الصبرة قبل نقلها، وإن كانت مقبوضة، وهذه العلة

اإلقالة فيه قبل القبض. وأيضا، فبيعه من البائع يشبه اإلقالة، وفي أحد قولي العلماء تجوز أحمد، فإذا قلنا: هي فسخ لم واإلقالة هل هي فسخ أو بيع؟ على قولين، هما روايتان عن

ودين السلم تجوز اإلقالة فيه بال نزاع. يجز إال بمثل الثمن. وإذا قلنا هي بيع، ففيه وجهان

األكثرون ال يجوزون فعلم أن األمر في دين السلم أخف منه في بيع األعيان، حيث كان السلم. واالعتياض عنه بيع المبيع لبائعه قبل التمكن من قبضه، ويجوزون اإلقالة في دين

ماله أو مثله، وإن كان مع يجوز كما تجوز اإلقالة، لكن إنما يكون إقالة إذا أخذ رأس في معني البيع لما لم يقبض. زيادة، أما إذا باعه بغير ذلك فليس إقالة، بل هو استيفاء

يقول: نهي وأحمد جوز بيع دين السلم من المستسلف؛ اتباعا البن عباس، وابن/ عباس شيء إال رسول الل|ه صلى الله عليه وسلم عن بيع الطعام قبل قبضه. وال أحسب كل ممن هو عليه بمنزلة الطعام. فابن عباس ال يجوز البيع قبل القبض، وجوز بيع دين السلم

والموزون وغيرهما؛ إذا لم يربح. ولم يفرق ابن عباس بين الطعام وغيره، وال بين المكيل لنفسه، بل ليس هنا ألن البيع هنا من البائع الذي هو عليه، وهو الذي يقبضه من نفسه

اليه، وهذا من فقه قبض؛ لكن يسقط عنه ما في ذمته، فال فائدة في أخذه منه ثم إعادته ابن عباس.

المسلف فيه من ومالك جعل هذا بمنزلة بيع المعين من األجنبي، فمنع بيع الطعام مالك، بل جوزه المستلف، وأحمد لم يجعله كبيع الطعام قبل القبض من األجنبي، كما قال

فكرهه؛ لئال يشبه بغير المكيل والموزون، كما أجازه ابن عباس. وأما بالمكيل والموزون، من الطرفين. بيع المكيل بالمكيل من غير تقابض إذا كان لم توجد حقيقة التقابض

Page 175: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

االستيفاء من وأما إذا أخذ عنه من جنسه بقدر مكيله ما هو دونه فجوزه؛ ألن هذا من والشعير قد يجريان الجنس، ال من باب البيع، كما يستوفي عن الجيد بالرديء. والحنطة

روايتان: مجري الجنس الواحد؛ ولهذا في جواز بيع أحدهما باآلخر متفاضال

إحداهما: المنع، كقول مالك.

أحمد في المكيل والثانية: الجواز؛ كقول أبي حنيفة، والشافعي. وهذه الكراهة من/ أخر القبض. والموزون بمكيل أو موزون؛ قد يقال هي على سبيل التنزيه، أو يكون إذا

أنه إذا باع وهذا الثاني أشبه بأصول أحمد ونصوصه، وهو موجب الدليل الشرعي؛ وذلك أحدهما باآلخر المكيل بمكيل أو الموزون بموزون اشترط فيه الحلول والتقابض. فإن باع

التماثل، وهو مكيل فعنه في ذلك روايتان. وهذا بناء على أن العلة في األصناف الستة هي جنس، أو موزون جنس.

بيع البر والتمر. فإن العلماء متفقون على أن بيع الذهب بالفضة نسيئة ال يجوز، وكذلك ـ وهو الكيل والوزن أو والشعير والملح بعضه ببعض نسأ ال يجوز. فمن جعل العلة التماثل

وهذه األقوال هي روايات عن الطعم أو مجموعهما ـ حرم النسأ فيما جمعهما علة واحدة. المشهور عنه، وهو مذهب أبي أحمد. فالتماثل وهو مكيل جنس، أو موزون جنس: هو

ابن المسيب وغيره. وأحد قولي حنيفة. والطعم: وهو مذهب الشافعي. ومجموعهما قول ومذهب مالك قريب من هذا، وهو الشافعي، وهو اختيار الشيخ أبي محمد المقدسي.

القوت، وما يصلحه.

قبضه في وإذا كان كذلك، فدين السلم وغيره من الديون إذا عوض عنه بمكيل وجب مجلس التعويض. وكذلك الموزون إذا عوض/ عنه بموزون؛ مثل أن يعوض عن الحرير

بقطن أو كتان. فإذا بيع المكيل بالمكيل بيعا مطلقا بحيث ال يقبض العوض في المجلس لم يجز؛ بخالف ما إذا بيع بحيوان أو عقار؛ فإن هذا ال يشترط قبضه في المجلس في

الوجهين، وهو المنصوص عنه. فكالم أحمد يخرج على هذا. ونهيه عن البيع يحمل أصح هذا؛ ولهذا قال: إذا حل األجل يشتري منه ما ال يكال وال يوزن. فأطلق اإلذن في على

]، بل يقبض في المجلس، كما إذا بيع ذلك؛ بخالف الميكل والموزون، فإنه ال يشتري مطلقا بعين.

إذا أسلمت في يدل على ذلك أن أحمد اتبع قول ابن عباس في ذلك. وابن عباس قال:] بأنقص، وال تربح مرتين. فإنما شيء فجاء األجل ولم تجد الذي أسلمت فيه، فخذ عوضا

االستيفاء؛ ولهذا أحمد نهاه عن الربح فيه؛ بأن يبيعه دين السلم بأكثر مما يساوي وقت يفرق ابن عباس بين أن منع إذا استوفى عنه مكيال ـ كالشعير ـ أن يكون بزيادة. ولم

يبيعه بمكيل أو موزون، وبين أن يبيعه بغيرهما.

بيع الذهب بالفضة وليس هذا من ربا الفضل، فيقال: إن ابن عباس يجيز ربا الفضل، بل أجل. وهذا قياس إلى أجل حرام بإجماع المسلمين، وكذلك بيع الحنطة بالشعير إلى] أو ]ا وباعه بمكيل أو مذهب أحمد وغيره، فإن ما في الذمة مقبوض، فإذا كان مكيال موزون

] بمكيل ولم يقبضه، وأما إذا قبضه فهذا جائز. موزون ولم يقبضه فقد باع مكيال

وإذا باع بورق جاز أن وقد ثبت في مذهب أحمد أنه إذا باع بذهب جاز أن يأخذ عنه ورقا،/ fخgذ ] في المجلس، كما في حديث ابن عمر، وهذا أ عن الموزون بالموزون. يأخذ عنه ذهبا على قول من يقول: هذا فإذا جاز ذلك في الثمن جاز في المثمن، ليس بينهما فرق، إال السلم. وابن عباس الذي مبيع لم يقبض، فال يجوز بيعه. وقد ظهر فساد هذا المأخذ في

محذور أصال، كما في بيعه من منع هذا جوز هذا، وأن بيع دين السلم من بائعه ليس فيه غير بائعه، ال بتوالى الضمان، وال غير ذلك.

Page 176: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

)من أسلف في شيء وأما احتجاج من منع بيع دين السلم بقوله صلى الله عليه وسلم : فال يصرفه إلى غيره(، فعنه جوابان:

أحدهما: أن الحديث ضعيف.

معناه: النهي عن بيعه والثاني: المراد به أال يجعل السلف سلما في شيء آخر. فيكون قال: )ال يصرفه إلى غيره( بشيء معين إلى أجل، وهو من جنس بيع الدين بالدين؛ ولهذا

] للعوض لم أي: ال يصرف المسلم فيه إلى مسلم فيه آخر. ومن اعتاض عنه بغيره قابضا يحتمله هذا الجواب. يكن قد جعله سلما في غيره. وبسط هذه المسائل ال

وأحمد رخص فيه لكن الرخصة في هذا الباب ثابتة عن ابن عباس، وهي مذهب/ مالك. كما ذكره ابن أبـي أكثر من مالك. وما ذكره الخرقي وغيره، قد قيل: إنه رواية أخري، تحريمه. والل|ه أعلم. موسي وغيره رواية عن أحمد. والصواب أن هذا جائز، ال دليل على

المسلم اليه غيره. كمن وسئل عن الرجل يسلم في شيء، فهل له أن يأخذ منا، سواء تعذر المسلم فيه أم ال ؟ أسلم في حنطة؟ فهل له أن يأخذ بدلها شعير]

فأجاب:

ا ونحو ذلك. فهذه فيها قوالن للعلماء: إذا أسلم في حنطة فاعتاض عنها شعير]

حنيفة والشافعي، أحدهما: أنه ال يجوز االعتياض عن السلم بغيره. كما هو مذهب أبي وأحمد في إحدى الروايتين عنه.

أقل. وهذا هو المروي والثاني: يجوز االعتياض عنه في الجملة، إذا كان بسعر الوقت، أو وال يربح مرتين. وهو عن ابن عباس حيث جوز إذا أسلم في شيء أن يأخذ عوض]ا بقيمته،

لم يكن أغلي من / قيمة الرواية األخري عن أحمد، حيث يجوز أخذ الشعير عن الحنطة إذا االعتياض عن الطعام الحنطة. وقال بقول ابن عباس في ذلك. ومذهب مالك يجوز

الله عليه وسلم أنه والعرض بعرض. واألولون احتجوا بما في السنن. عن النبي صلى يقتضي أال يبيع دين السلم قال: )من أسلف في شيء فال يصرفه إلى غيره(، قالوا: وهذا

ال من صاحبه، وال من غيره.

مخالف؛ وذلك ألن والقول الثاني أصح، وهو قول ابن عباس، وال يعرف له في الصحابة المبيع؛ وألنه أحد دين السلم دين ثابت، فجاز االعتياض عنه كبدل القرض، وكالثمن في

الحديث ففي إسناده نظر، العوضين في البيع فجاز االعتياض عنه، كالعوض اآلخر. وأما ولهذا قال: )فال يصرفه وإن صح فالمراد به أنه ال يجعل دين السلم سلف]ا في شيء آخر؛

يجوز؛ ألنه يتضمن الربح فيما لم يضمن، إلى غيره( أي: ال يصرفه إلى سلف آخر. وهذا ال يعتاض عنه بسعره، كما في السنن عن وكذلك إذا اعتاض عن ثمن المبيع والقرض، فإنما فقالوا: إنا نبيع اإلبل بالنقيع بالذهب ابن عمر أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم

فقال: )ال بأس، إذا كان بسعر يومه إذا ونقبض الورق، ونبيع بالورق ونقبض الذهب. االعتياض بالسعر لئال يربح فيما لم يضمن. فإن قيل: افترقتما وليس بينكما شيء( فيجوز

بيع ما لم يقبض. قيل: النهي إنما كان في األعيان ال في فدين السلم يتبع ذلك فنهى عن.الديون

وfقfالf ـ رحfمهy الل|ه:

فصل

Page 177: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

في العدل الذي به تتم ]عوض المثل[ كثير الدوران في كالم العلماء ـ وهو أمر البد منه قيمة المثل، وأجرة مصلحة الدنيا واآلخرة، فهو ركن من أركان الشريعة مثل قولهم:

وسلم : )من أعتق المثل، ومهر المثل، ونحو ذلك. كما في قول النبي صلى الله عليه قيمة عدل، ال وكس، شركا له في عبد، وكان له من المال ما يبلغ ثمن العبد، قوم عليه

طfط، فأعطي شركاءه حصصهم، وعتق عليه العبد(. وفي حديث fع وال شfو gرf أنه قضي في ب باإلتالف من النفوس، بنت واشق بمهر مثلها، ال وfكgس، وال شطط ـ يحتاج اليه فيما يضمن

والمنافع، وبعض النفوس. واألموال، واألبضاع، والمنافع، وما يضمن بالمثل من األموال النفوس واألموال. وما يضمن بالعقود الفاسدة، والصحيحة أيضا؛ ألجل األرش في

ولليتيم، وللوقف ويحتاج اليه في المعاوضة للغير، مثل معاوضة الولي للمسلمين،/ ومعاوضة من وغيرهم. ومعاوضة الوكيل كالوكيل في المعاوضة، والشريك والمضارب،

تعالى، كماء الطهارة، تعلق بماله حق الغير، كالمريض. ويحتاج اليه فيما يجب شراؤه لل|ه مثل.... وسترة الصالة، وآالت الحج، أو لآلدميين؛ كالمعاوضة الواجبة

العرف الداخل ومـداره على القياس واالعتبار للشيء بمثلـه. وهو نفس العدل، ونفسوفq }في قوله: yرgعfمg qال هyم ب yرyم

g fأ gعyرgفq }وقوله: [ ،157 ]األعراف: { ي qال مyرg بg [199 ]األعراف: { وfأ

متفق عليه بين المسلمين، بل بين أهل األرض؛ فإنه اعتبار في أعيان األحكام ال في وهذا أنواعها.

مقابلة الحسنة وهو من معني القسط الذي أرسل الل|ه له الرسل، وأنزل له الكتب. وهوانq }بمثلها، والسيئة بمثلها،كما قال تعالى: fسgحq gاء اإل fزfج gلfه yان fسgحq gاإل wالq [ ،60 ]الرحمن: { إ

yم }وقال: gت �ي ي yا حfذq د�وهfا وfإ yر gوf gهfا أ حgسfنf مqن

f qأ g ب �وا ي fحfة� فw ي qحf qت fة� }[ ، وقال: 86]النساء: { ب �ئ ي fة� سf �ئ ي fاء س fزfجfو yهfا gل yمy }[ ،وقال:40]الشوري: { م�ث gك fي qبf عfل yت gلfى ك gقfت gقqصfاصy فqي ال فfمfنq }[ ، وقال: 178 ]البقرة: { ال

fدfى yمg اعgت gك fي fدfى عfل gلq مfا اعgت qمqث gهq ب fي g عfل fدyوا yمg فfاعgت gك fي g }[ ، وقال: 194]البقرة: { عfل yوا yمg فfعfاقqب gت qنg عfاقfب وfإyم gت gلq مfا عyوقqب qمqث qهq ب [ .126 ]النحل: { ب

ظلم محرم، لكن مقابلة الحسنة بمثلها عدل واجب، والزيادة إحسان مستحب،/ والنقص فالظلم ومقابلة السيئة بمثلها عدل جائز، والزيادة محرم، والنقص إحسان مستحب،

للظالم، والعدل للمقتصد، واإلحسان المستحب للسابق بالخيرات.

واألمة ثالثة: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات.

ا ما يشتبه على الفقهاء ويتنازعون في حقيقة عوض المثل في جنسه ومقداره، في وكثير] واألعواض كثير من الصور؛ ألن ذلك يختلف الختالف األمكنة واألزمنة، واألحوال

والمعوضات، والمتعاوضين. فنقول:

والعادة، فإن ]عوض المثل[ هو مثل المسمي في العرف، وهو الذي يقال له: السعر المعروف المعتاد. المسمي في العقود نوعان: نوع اعتاده الناس وعرفوه، فهو العوض

المثل، ويقال فيه: المثل؛ ونوع نادر؛ لفرط رغبة، أو مضارة، أو غيرهما. ويقال فيه: ثمن اختيار اآلدميين، وإرادتهم ورغبتهم. ألنه بقدر مثل العين، ثم يقوم بثمن مثلها. فاألصل فيه

ذوي الرغبات. والبد ولهذا قال كثير من العلماء: قيمة المثل ما يساوي الشيء في نفوس ورغبتهم. وقد علم بالعقول أن حكم أن يقال: في األمر المعتاد. فاألصل فيه إرادة الناس

واالعتبار، وضرب المثل الذي فطر الل|ه عباده الشيء حكم مثله، وهذا من العدل والقياس للشيء بمقدار علم أن ذلك ثمن مثله، وهو قيمته عليه،/ فإذا عرف أن إرادتهم المعروفة واإلرادة لغرض محرم؛ كصنعة األصنام، والصلبان. وقيمة مثله، لكن إن كانت تلك الرغبة

في الشرع. ونحو ذلك. كان ذلك العوض محرما

Page 178: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

التسمية شرعية، فعوض المثل في الشريعة يعتبر بالمسمي الشرعي، وهو: أن تكون والخنزير. وإما لمنفعة وهي المباحة. فأما التسمية المحظورة إما لجنسها؛ كالخمر،ا، أو الغالم لمن يفجر به. وإما لكونه تسمية محرمة في العين؛ كالعنب لمن يعصره خمر]

المتعاقدين؛ كالمهور التي ال يقصد أداؤها، مباهاة ورياء ال يقصد أداؤها. أو فيها ضرر بأحد األعراب، والحاضرة، ونحو ذلك؛ فإن هذا ليس وهي تضر الزوج إلى أجل، كما يفعله جفاة

]ا شرعيا يعتبر به المثل، حيث ال مسمي. بتسمية شرعية، فليس هو ميزان

قد نهى الل|ه عنها فتدبر هذا فإنه نافع، خصوص]ا في هذه الصدقات الثقيلة المؤخرة، التي بمهر مثلها، فيري ورسوله؛ فإن من الفقهاء من يعتبرها في مثل كون األيم ال تزوج إال

حتي في مثل تزويج األب ترك ما نهي الل|ه عنه خالف]ا للشريعة؛ بناء على أنه مهر المثل، ونحوه، فهذا أصل...

بكثرة المطلوب وقلته. إذا عرف ذلك فرغبة الناس كثيرة االختالف والتنوع، فإنها / تختلف الطالب وقلتهم؛ فإن ما كثر فعند قلته يرغب فيه ما ال يرغب فيه عند الكثرة. وبكثرة الحاجة وكثرتها وقوتها وضعفها، طالبوه يرتفع ثمنه، بخالف ما قل طالبوه. وبحسب قلة

عند قلتها وضعفها. وبحسب المعاوض. فعند كثرة الحاجة وقوتها ترتفع القيمة ما ال ترتفع بالثمن القليل، الذي ال يبذل بمثله لمن يظن فإن كان مليا، دينا: يرغب في معاوضته

عندنا: هو الملي بماله، وقوله، وبدنه. هكذا نص عجزه أو مطله أو جحده. والملي المطلق أحمد.

أيضا في ثمن المثل، وهذا المعنى، وإن كان الفقهاء قد اعتبروه في مهر المثل، فهو يعتبر وأجرة المثل.

بنقد آخر دونه وبحسب العوض فقد يرخص فيه إذا كان بنقد رائج ما ال يرخص فيه إذا كان بالدراهم هو في الرواج؛ كالدراهم، والدنانير بدمشق في هذه األوقات؛ فإن المعاوضة

المعتاد.

ا على وذلك أن المطلوب من العقود هو التقابض من الطرفين، فإذا كان الباذل قادر] يكن تام القدرة التسليم، موفيا بالعهد، كان حصول المقصود بالعقد معه؛ بخالف ما إذا لم

qنg }في قوله: أو تام الوفاء. ومراتب القدرة والوفاء تختلف، وهو الخير المذكور yوهyمg إ qب fات فfكا gر] ي fخ gمqيهqف gمy qمgت [ ، قالوا: قوة على الكسب، ووفاء للعهد.33]النور: { عfل

والمنكوحة؛ فإن وهذا يكون في البائع وفي المشتري، وفي المؤجر، والمستأجر، والناكح/ ]ا، فسعر الحاضر أقل من سعر ا، وقد يكون غائب الغائب، وكذلك المبيع قد يكون حاضر]ا في الحال على األداء؛ ألن معه ماال، وقد ال يكون معه لكنه يريد المشتري قد يكون قادر]

أن يقترض أو يبيع السلعة، فالثمن مع األول أخف.

ا على تسليم المنفعة المستحقة بالعقد بحيث يستوفيها وكذلك المؤجر قد يكون قادر] بكلفة؛ كالقري التي المستأجر بال كلفة، وقد ال يتمكن المستأجر من استيفاء المنفعة إال قيمتها كقيمة األرض ينتابها الظلمة من ذي سلطان أو لصوص، أو تنتابها السباع، فليست

منفعته إال ذو قدرة يدفع التي ال تحتاج إلى ذلك، بل من العقار ما ال يمكن أن يستوفي منفعة يسيرة، وذو القدرة الضرر من منفعته ألعوانه وأنصاره، أو يستوفي غيره منه

يستوفي كمال منفعته لدفع الضرر عنه.

ذلك. فينتفع به ذو وعلى هذا يختلف االنتفاع بالمستأجر، بل والمشتري، والمنكوح، وغير بها يكثر االنتفاع، وعلى القدرة أضعاف ما ينتفع به غيره؛ لقدرته على جلب األسباب التي

كثرة االنتفاع بما أقامه من دفع الموانع المانعة من االنتفاع، فإذا كان كذلك لم يكن

Page 179: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

]ا ألن يدخل ذلك التقويم، إال إذا فرض مثله، فقد تكون األسباب ودفعه من الموانع موجب السباع، أو الحتياج استيفاء األرض تساوي أجرة قليلة لوجود الموانع من المعتدين، أو

المنفعة إلى قوة ومال.

/

رجل: تبيعها بمائة وخمسين، وسئل عن رجل له عند رجل مائة وثمانون، فقال له فهل يجوز ذلك ؟

فأجاب:

]ا، وإن كانت حالة فأخذ البعض، الحمد لل|ه، إن كانت مؤجلة فباعها بأقل منها حالة، فهذا رب وأبرأه من البعض، فأجره على الل|ه، وقد أحسن.

gن سلم حل، فلم يكن عند المستسلف وفاء، فقال: بعنيه بزيادة على وسئل عن دfي الثمن األول ؟

فأجاب:

من وجهين. ومن وجه ال يجوز بيع دين السلم قبل قبضه، وال بيع الدين بالدين، فهذا حرام]ا نسيئة لم يجز أن يعتاض عن ثالث: أنه إن كان باعه الدراهم بالدراهم؛ مثل من باع رب]ا بنسيئة لم يجز أن يعتاض عنه بما ال يباع ثمنه / بما ال يباع به نسيئة، كذلك من اشتري دين

بثمنه نسيئة. والل|ه أعلم.

حمه الل|ه ـ عن الرجل يتدين، ثم يعسر fويموت، هل يطالب به ؟ وسئل ـ ر

فأجاب:

الصحيح: )أن الشهيد يغفر نعم يستوفيه صاحبه، فإن الدين البد من وفائه؛ ولهذا ثبت فيgن(. له كل شيء إال الدwي

/

باب القرض

qسالم عن رجل أقرض لرجل ألف qلf شيخy اإل ئ yفطالبه، فقال: أنا معسر، أنادرهم س ، تصبر ستة شهور، فهل يجوز ذلك ؟ أشتري منك صنفا بزائد إلى أن

فأجاب:

وبيع(، فإذا باعه وأقرضه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: )ال يحل سلف التعزير، إذا كان قد بلغه النهي، ويجب كان ذلك مما حرمه الل|ه ورسوله. وكالهما يستحق

لم يكن له إال بدل القرض، وإال بدل رد القرض والسلعة إلى صاحبها، فإذا تعذر ذلك ذلك. والل|ه أعلم. السلعة قيمة المثل، وال يستحق الزيادة على

/

Page 180: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

يعمر بها ملكه. يشتري بها قرض]ا وسئل عن إنسان يريد أن يأخذ من إنسان دراهم يعطي أحد ماله، فكيف العمل في مكسبه حتي يكون أرضا إلى مدة سنة، وبال كسب ما

بطريق الحل ؟

فأجاب:

باألجـرة. وإذا كان بعض الحمد لل|ه، له طريق بأن يكري الملك أو بعضه، يتسلفها ويعمر]ا، واشترط على المستأجر عمارة موصوفة جاز ذلك، فهذا طريق شرعي، الملك خراب

يحصل به مقصود هذا، وهذا.

ببعض الطرق، لم وأما إذا تواطآ على أن يعطيه دراهم بدراهم إلى أجل، وتحيال على ذلك على أنه يشتري منه يبارك الل|ه ال لهذا، وال لهذا؛ مثل أن يبيعه بعض الملك بيع أمانة، ورسوله. الملك فيما بعد بأكثر من الثمن، فهذا من الربا الذي حرمه الل|ه

جاز أن يشتري وإن كان عند المعطي سلعة يحتاج اليها اآلخذ كرضاض يعمر به الحمام، يربح على المشتري السلعة إلى أجل، بما يتفقان عليه من الربح، لكن ال ينبغي للبائع أن

إال ما جرت به العادة في مثل ذلك.

/

، إال في بلد آخر يحتاج فيهإياه وسئل عمن أقرض رجال قرض]ا وامتنع أن يوفيه سفره؟ المقرض إلى سفر وحمل، فهل عليه كلفة

فأجاب:

]ا من يجب على المقترض أن يوفي المقرض في البلد الذي اقترض فيه، وال يكلفه شيئ عليه ضمان ما مؤنة السفر والحمل. فإن قال: ما أوفيك إال في بلد آخر غير هذا، كان

ينفقه بالمعروف.

في بلد آخر، فهل يجوز ذلك ؟ وسئل عما إذا أقرض رجل رجال دراهم ليستوفيها منه أم ال ؟

فأجاب:

حمل الدراهم إذا أقرضه دراهم ليستوفيها منه في بلد آخر؛ مثل أن يكون المقرض غرضه بلد المقرض، إلى بلد آخر، والمقترض له دراهم في ذلك البلد، وهو محتاج إلى دراهم في

يصح في /أحد قولي فيقترض منه، ويكتب له ]سفتجة[ أي: ورقة، إلى بلد المقترض، فهذا العلماء.

]ا، والصحيح الجواز؛ وقيل: نهى عنه؛ ألنه قرض جر منفعة، والقرض إذا جر منفعة كان رب البلد، وقد انتفع ألن المقترض رأي النفع بأمن خطر الطريق في نقل دراهمه إلى ذلك

منتفع بهذا االقتراض، المقترض أيض]ا بالوفاء في ذلك البلد،وأمن خطر الطريق، فكالهما والشارع ال ينهي عما ينفعهم ويصلحهم، وإنما ينهي عما يضرهم.

حمه الل|ه: هل يجوز قرض الدراهم fالمغشوشة، ويأخذها عدد]ا ؟ وسئل ـ ر

فأجاب:

Page 181: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

التي يجوز قرض الدراهم المغشوشة، إذا كانت متساوية الغش، مثل دراهم الناسا، فالصحيح أنه يجوز قرضها ]ا يسير] بالدراهم يتعاملون بها. وكذلك إذا كان الغش متفاوت

التي يقال عيارها سبعون، وعيار غيرها تسعة وستون.

بالتراب والصحيح أنه يجوز قرض الحنطة وغيرها من الحبوب، وإن كانت مغشوشة الصحيح قرض والشعير، فإن ]باب القرض[ أسهل من ]باب البيع[ . ولهذا يجوز على

ا مما الخبز عدد]ا وقرض الخمير، / وإن كان ال يجوز عدد]ا. ويجوز في القرض أن يرد خير]ا ورد ا منه. وقال: اقترض بغير شرط، كما استلف النبي صلى الله عليه وسلم بعير] خير]

)خير الناس أحسنهم قضاء(.

النبي صلى وكذلك يجوز قرض البيض ونحوه من المعدودات، في أصح قولي العلماء؛ فإن]ا، والحيوان أكثر اختالف]ا من البيض. الله عليه وسلم اقترض حيوان

فيطعموه، هل يأكل ؟ وسئل عن جندي له إقطاع، ويجيء إلى عند فالحيه

فأجاب:

إذا أكل وأعطاهم عوض ما أكل فال بأس. والل|ه أعلم.

يأكل من أجرته؟ وسئل عن معلم له دين عند صانع يستعمله ألجله،

فأجاب:

القرض، فإن فعل ال يجوز لألستاذ أن ينقص الصانع من أجرة مثله؛ ألجل ما له عنده من]ا مستحق]ا للتعزير، وليس له أن ]ا ظالم]ا عاصي يعسفه في اقتضاء ذلك برضاه كان مرابي

دينه.

/

حمه الل|ه ـ عن رجل له إقطاع أرض fفأعطييعمل له أربعمائة إردب وسئل ـ ر ، فيسجلوه بسبعمائة درهم، فهل ذلك ربا؟ الفالحين قوة تقارب مائتي إردب،

فأجاب:

ويحابيه في المبايعة الحمد لل|ه، كل قرض جر منفعة فهو ربا؛ مثل أن يبايعه أو يؤاجره، يحل سلف وبيع(. والمؤاجرة ألجل قرضه، قال النبي صلى الله عليه وسلم : )ال

تلك الزيادة ربا. فإنه إذا أقرضه مائة درهم وباعه سلعة تساوي مائة بمائة وخمسين كانت تساوي ثالثة. بل ما وكذلك إذا أقرضه مائة درهم، واستأجره بدرهمين كل يوم، أجرته

]ا. يصنع كثير من المعلمين بصنائعهم يقرضونهم ليحابوهم في األجرة، فهو رب

فأكراها بمائة وكذلك إذا كانت األرض أو الدار أو الحانوت تساوي أجرتها مائة درهم، وخمسين؛ ألجل المائة التي أقرضها إياه، فهو ربا.

يبذرها في األرض، وإن / وأما ]القوة[ فليست قرض]ا محض]ا؛ فإنه يشترط عليه فيها أنا، فكأنه أجره أرضا يقويها باألجرة المسماة، فإذا انقضت كان عامال، وإن كان مستأجر]

العلماء. اإلجارة استرجع األرض، ونظيره القوة. وهذا فيه نزاع بين

Page 182: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

المقgرfض له غرض في منهم من يقول: المنفعة هنا مشتركة بين المقرض والمقgرqض؛ فإن آخر، فيربح المقرض عمارة أرضه مثل ]السفتجة[ وهو أن يقرضه ببلد ليستوفي في بلد

خطر الطريق، ومؤونة الحمل، ويربح المقترض منفعة االقتراض.

إلى إجارة أرضه، وكذلك ]القوة[ ليس مقصود المقوي يأخذ زيادة على قوته، بل محتاج لحاجة المستأجر. وفي وذلك محتاج إلى استئجارها، فال تتم مصلحتها إال بقوة من المؤجر

قواه بالبقر. التحقيق ليس المقصود بالقوة القرض بل تقويته بالبذر، كما لو

منفعة األرض، ومنهم من يجعله من باب القرض الذي يجر منفعة، إنما القوة من تماما، فهذا جائز بال ريب، كما لو كان مع األرض بقر ليحرث عليها، فيكون قد أجر أرض]ا وبقر]

المضاربة في نظير ولكن القوة نفسها ال تبقي، ولكن يرجع في نظيرها، ما يرجع في ترجع نفس العين فيها رأس المال. فلهذا منع من منع من العلماء من ذلك؛ ألن اإلجارة في / القرض، فإنه ال إلى المؤجر، والمستأجر قد استوفي المنفعة. ومثل هذا ال يجور

يجب فيه إال رد المثل بال زيادة.

فهذا هو القرض ولو أجره حنطة أو نحوها لينتفع بها، ثم يرد اليه مثلها مع األجرة، وأقرضه القوة المشروط فيه زيادة على المثل. وهذا النزاع إذا أكراه بقيمة المثل،

]ا ليعمل فيه صناعة أو تجارة، وأقرضه ونحوها مما يستعين به المكتري،كما لو أكراه حانوت ما يقيم به صناعته، أو تجارته.

هو القرض الذي فأما إن أكراه بأكثر من قيمة المثل ألجل القرض، فهذا ال خير فيه، بل يجر الربا.

/

باب الرهن

حمه الل|ه ـ عن رجل أرهن داره عند رجل على مال إلى fفحل األجل، وهوأجل سئل ـ ر ، وفيتني أخذتها بالثمن وإن سكنتها لم آخذ عاجز، فقال المرتهن: يعني الدار بشرط إن

المشتري فوقها بناء، فما حكمه ؟ منك أجرة، فهل البيع صحيح ؟ وقد عمر

فأجاب:

ا، بل تعاد الدار إلى صاحبها، ويوفي الدين المستحق، والعمارة التي ليس هذا بيعا صحيح] عمرها المشتري تحسب له. والل|ه أعلم.

حمه الل|ه ـ عن رجل له نصف بستان، والباقي لرجل fواستعار من شريكهآخر وسئل ـ ر ، واألجل فأعاره، ورهن البستان عند نصفه ليرهنه بدين إلى أجل، وعرفه مقدار الدين

بثمن معلوم، وتقاصا، فهل له ذلك؟ صاحب الدين، ثم إنه فك نصيبه وباعه لصاحب الدين]ا على باقي الدين ؟ أم له الرجوع في كل وقت ؟ وهل يبقي نصيب المعير مرهون

فأجاب:

وإذا باعه وكان مما الحمد لل|ه، نعم يجوز للمدين أن يبيع نصيبه لوفاء دينه، كما ذكروا، تجب فيه الشفعة فللشريك أخذه بالشفعة.

Page 183: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

]ا على باقي الدين، كما كان قبل ذلك، وليس للمعير وأما نصيب / المعير فيبقي مرهون الرجوع في مثل هذه العارية؛ لتعلق حق المرتهن بها. والل|ه أعلم.

حمه الل|ه ـ عن رجل عنده رهن على مبلغ إلى مدة fفلما انقضي األجلمعلومة وسئل ـ ر ، القبالة األولي، وكتب بالمائة درهم حجة، ولم دفع إلى رب الدين حقه إال مائة، ثم قطعت

الباقية بالرهن المذكور تعلق ؟ يعاد فيه ذكر الرهن، فهل لهذه المائة

فأجاب:

إال أن يحصل إذا أوفي الغريم بعض الدين، وبقي بعضه، فالرهن باق بما بقي من الحق، ما يوجب فكاكه؛ مثل فك المرتهن له، ونحو ذلك.

امرأته بالدار عن حقها من ، أنه عوضوسئل عن رجل أرهن داره ثم أشهد على نفسه يؤجر الدار ؟ مدة عشر سنين، فهل يبطل الرهن؟ وهل يجوز للمرتهن أن

فأجاب:

قيل: إنه إذا أقر الحمد لل|ه رب العالمين، ال يقبل إقرار الراهن بما يبطل الرهن، وإن أن الرهن كان ملكا بالرهن فللمقر له أن يطلبه بموجب إقراره بال ريب، ألنه إذا أقر

أعلم. لغيره، وأنه رهنه بدون إذنه لم يبطل الرهن بمجرد ذلك. والل|ه

]ا حال، ورب الدين محتاج إلى ، والدينوسئل عمن له على شخص دين، وأرهن عليه رهن دراهمه، فهل يجوز له بيع الرهن ؟ أم ال ؟

فأجاب:

منه. ومن العلماء من إذا كان أذن له في بيعه جاز، وإال باع الحاكم إن أمكن، ووفاه حقه على ذلك، ويستوفي حقه منه. يقول: إذا تعذر ذلك دفعه إلى ثقة يبيعه، ويحتاط باإلشهاد

والل|ه أعلم.

عند غيره، فعدم الرهن، ، فرهنهوسئل عن رجل أمر أجيره أن يرهن شيئا عند شخص يعدم، ثم تبين له عدمه، فحلف صاحب الرهن إن لم يأته به لم يستعمله، معتقد]ا أنه لم

فهل يحنث إذا استعمله ؟

فأجاب:

فحلف ليحضره لم الحمد لل|ه، إذا كان حين حلف معتقد]ا أن الرهن باق بعينه لم يعدم، يحنث والحالة هذه. والل|ه أعلم.

حمه الل|ه ـ عن رهن عند رجل على مبلغ إلى مدة، وقد انقضت fثم إنهالمدة وسئل ـ ر ، الراهن الثاني ما على الرهن، أرهنه بإذن مالكه على المبلغ عند إنسان آخر، وقد طلب أم ال ؟ وحبس ألجله، ولم يكن له ما يستفكه، فهل يجوز بيعه ؟

فأجاب:

Page 184: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

الراهن األول في نعم يجوز بيع الرهن الستيفاء الحق منه والحالة هذه، ال سيما وقد أذن أمكن بيعه واستيفاء الرهن على الدين، فيجوز بيعه/ حينئذ الستيفاء هذا الحق منه، فإذا

الحق منه لم يجز حبس الغريم. والل|ه أعلم.

ملكها على دراهم ألجل فكاكها، ، فأرهنواوسئل عن امرأة أسرت ولها ملك وزوج وأخ فرجعت إلى بلدها، وتخلف وراح أخوها بالدراهم في طلبها، فوجدها حصلت بال ثمن،

]ا على الدراهم، فقالت: يرهن مالي أخوها في حوائجه، فلما وصلت ووجدت ملكها مرهون الدراهم، فهل يلزمها الرهن؟ أم ال ؟ بغير أمري؟ وأنكرت أن أخاها سلم اليها شيئا من

فأجاب:

على ملكها. والل|ه ال شيء عليهم والحالة هذه، بل يعاد اليها ما قبضه أخوها، ويفك الرهن أعلم.

حمه الل|ه ـ عن رجل أقرض عمه fدرهم، ثم إن ابن عمه تدين دراهم خمسة آالف وسئل ـ ر ]ا أن الخمسة الغلمان دون من ناس آخرين، واشتري خمسة غلمان وجارية، وكتب مكتوب

وأوصلهما لمن كانوا رهنا عنده، ثم إن الجارية رهن عند أصحاب الدين، ثم إنه باع الغلمان له عليه، فمسكوه أصحاب الدين الذين صاحب الخمسة آالف اشتري الجارية بالدين الذي لهم ذلك؟ أم ال ؟ وهو لم يكن ضامنا، أخذوا ثمن الغلمان؛ ليأخذوها من دينهم أيضا، فهل

وال كفيال ؟

فأجاب:

يكن ألهل هذا الدين الحمد لل|ه، إذا لم تكن الجارية مرهونة عند أهل الدين الثاني، لم كان قد وفاها من الدين اختصاص بها دون بقية الغرماء باتفاق المسلمين. فكيف يكون إذا المفلس واجب باتفاق الذي لغيرهم؛ فإن العدل في الوفاء بين الغرماء بعد الحجر على

األئمة. وأما قبل الحجر ففيه نزاع.

حمه الل|ه ـ عن رجل له دين على إنسان fا على فرس، فأخذ ، فوجدوسئل ـ ر[ ولده راكب الدين بدينه، فقال له: الفرس منه، فحضر المديون إلى صاحب الفرس، فطالبه صاحب لي عندك فضة، مالي خذ هذه الفرس عندك حتي أوفيك دينك، فقال له صاحب الدين:

فقال له المديون: عندك فرس، وهذا حيوان، والموت والحياة بيد الل|ه سبحانه وتعالى، صاحب الدين أيام]ا أبرأك الل|ه من هذه الفضة فمهما حدث كان في دركي، فقعدfتg عند

الل|ه وقدره، فجاء يعلفها ويسقيها، وال يركبها، فأسقطت الفرس ميتة، لم تستهل بقضاء صاحب الدين: رجل آخر غير المديون ادعي أن الفرس له، وطالب بسقط الفرس. فقال

ركبها أحد عندي، وال أنا ال أعرفك، وال لك معي كالم، وأحلف لك أني ما ركبت الفرس، وال قيمة السقط، أم ال؟ ضربتها، فهل يجب على صاحب الدين؟ أو على الذي أرهن الفرس

وكم يكون قيمة السقط ؟

فأجاب:

بين القيمات، إذا قبضت الفرس من مالكها بغير حق فله ضمان ما نقصت، وهو تفاوت ماا ولم يتلف فإن كان المستولي عليها غاصبا متعديا /فقرار الضمان عليه، وإن كان مغرور]

والل|ه أعلم. بسبب منه فقرار الضمان على األول الذي غره، وضمن له الدرك.

، فأراد المرتهن أن يثبت عقدمالكه وسئل عن رجل تحت يده رهن على دين، ثم باعه ؟ الرهن، ويفسخ البيع، فعلى من يدعي

Page 185: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فأجاب:

من الراهن المدين بيع الرهن الالزم بدون إذن المرتهن ال يجوز، وللمرتهن أن يطلب دينه شاء طالب البائع له. إن كان قد حل، وله أن يطلب عود الرهن، أو استيفاء حقه منه. وإنا فقرار الضمان على البائع، وإن شاء طالب المشتري له، لكن المشتري إن كان مغرور]

ظالم، عليه ضمان يجب عليه ضمان أجرة المبيع. وإن كان عالم]ا بصورة الحال فهو المنفعة.

حمه الل|ه تعالى ـ عن رجل أرهن حqياصfة فاستعملها fفقطع سيرهاالمرتهن وسئل ـ ر ، وعدم طليها ؟

فأجاب:

والل|ه ـ سبحانه ـ إن كانت نقصت باستعمال المرتهن، فعليه ضمان ما نقص باالستعمال،.أعلم

fاب الض|مfان ب

ئل ـ رحمـه الله ـ عن رجل ضامن yوقد طلبه غريمه بالمال، ولم يكـنمعينا س ، غريمه عليه، وادعي اإلعسار، فهل يحتاج إلى بينة؟ أو القول للضامن مقدرة، وقد ادعي

قوله مع يمينه؟

فأجاب:

مع يمينه في إذا كان الضامن لم يعرف له مال قبل ذلك وادعي اإلعسار، فالقول قوله وأحمد، وغيرهما، ذلك، وال يحتاج إلى إقامة بينة. وهذا هو المعروف من مذهب الشافعي، منع ذلك أيضا بل وهو قول طائفة من الحنفية فيما ذكروه عن مذهب أبي حنيفة. وحكي

ذكروا. والله أعلم. هو حقيقة مذهبه، فإنه ال يحوجه إلى بينة إذا تبين أن الحال على ما

فهل يجوز ذلك؟ وسئل عن رجل ضمن آخر بدين في الذمة بغير إذنه،/

فأجاب:

للضامن، لكن نعم، يصح ضمان ما في الذمة بغير إذن المضمون عنه، ويطالب المستحق قوالن للعلماء. قيل: إذا قضاه بغير إذن الغريم، فهل له أن يرجع بذلك على المدين؟ فيه

يرجع، وهو قول أبي حنيفة، يرجع، وهو قول مالك، وأحمد في المشهور عنه. وقيل: ال والشافعي. والله أعلم.

، وضمن بغير رضا والده، ضمن أقوام]اوالده وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل تحت حجر]ا أربع سنين، وتفاصلوا من اإلجارة التي ضمنهم، وقد فضل عليهم شيء مستأجرين بستان

اإلجارة، وقد طلب الضامن لهم، فهل يجوز طلبه بعد فسخ كتب عليهم به حجة بغير اإلجارة؟

فأجاب:

Page 186: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

]ا شرعيا بما عليهم من / الدين، فلصاحب الحق أن الحمد لله، إن كان ضمنهم ضمان وإن كان يطالب الضامن بذلك الحق، أو بما بقي منه، وليس له أن يطالب بغير ما ضمنه.

تحت حجر أبيه لم يصح ضمانه. وللضامن أن يطلب الغرماء إذا طلب.

. وقد استحقت، ولم يكن معهذمته وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل ضمن أمالكا في وزيادة، فهل لصاحب الدين أن يعتقل الضامن قبل دراهم، وله موجود ملك يحرز القيمة

الضامن وسأل خروجه مع ترسيم أو تسليم الملك لمن بيع الموجود؟ أم ال؟ وإذا اعتقل يبيعه حتي يستوفي الغريم؟

فأجاب:

فإن العقوبة إما أن إذا بذل بيع ماله على الوجه المعروف لم يجز عقوبته بحبس وال غيره؛ لم يكن قد ترك تكون على ترك واجب أو فعل محرم، وهو إذا بذل ما عليه من الوفاء

عليه، إما واجبا، لكن إن خاف الغريم أن يغيب، أو ال يفي بما عليه، فله أن يحتاط بمالزمته، وإما بعائن في وجهه. والترسيم عليه مالزمة.

ذلك، إما أن ومتي اعتقله الحاكم ثم بذل بيع ماله، وسأل التمكين من ذلك يمكنه من إال بخروجه. يخرج مع ترسيم، وإما أن يوكل من يبيع / الملك ويسلمه، إذا لم يمكن ذلك

بالمالزمة. ففي الجملة ال تجوز عقوبته بحبس مع عدم تركه الواجب، لكن يحتاط

، وله على الناس وظيفةالبراة وسئل عن ضامن على أن دواب قوم تنزل في خان على نزولهم وعلفهم، فزاد في الوظيفة؟

فأجاب:

تغيير القاعدة ليس للضامن، ال في الشريعة النبوية، وال في السياسة السلطانية، األمور، بل المتقدمة، وال أن يحدث على الناس ما لم يكن عليهم موضوعا بأمر والة

بغير إذن. الواجب منعه من ذلك، وعقوبته عليه، واسترجاع ما قبضه من أموال الناس

مفسدة شرعية، وأما حكم الشريعة. فإنه ينزل صاحب الدابة حيث أحب، ما لم تكن على ذلك فال يجوز ويعلفها هو، وال يجبر على أن يكتري لها، أو يشتري من أحد، ولو أكره

الخنزير الميت حرام من أن يؤخذ منه زيادة على ثمن المثل، بل أخذ الزيادة بمنزلة لحم وجهين. والله أعلم.

/

من الكتابة التي ال تجوز في وغيرها وسئل ـ رحمه الله ـ عمن يكتب ضمان األسواق يكتب ويشهد على من حضر بما يرضي، فإن كان ال الشرع، هل على الكاتب إثم؟ فإنه

يأثمون بذلك؟ أم ال؟ يجوز فإن الكتاب ال يخلون من ذلك، فهل

فأجاب:

يقبضه من ضمان السوق، وهو أن يضمن الضامن ما يجب على التاجر من الديون، وما جائز األعيان المضمونة ضمان صحيح، وهو ضمان ما لم يجب، وضمان المجهول، وذلك

كقوله: عند جمهور العلماء؛ كمالك، وأبي حنيفة، وأحمد بن حنبل. وقد دل عليه الكتابqمfن } عqيم� وfل fز qهq g ب fا ن

f fعqير� وfأ qهq حqمgلy ب . والشافعي يبطله، فيجوز للكاتب [72 ]يوسف: { جfاء ب

Page 187: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

ألنه من مسائل االجتهاد، وولي األمر والشاهد أن يكتبه ويشهد عليه،، ولو لم ير جوازه؛ يحكم بما يراه من القولين.

/

، فطلب منه فهرب حتي عجز عنبإذنه وسئل عمن ضمن رجال ضمان السوق له أن يرجع عليه بما خسره في ذلك؟ إحضاره، وغرم بسبب ذلك أمواال، فهل

فأجاب:

له الرجوع فيما أنفقه بسبب ضمانه، إذا كان ذلك بالمعروف.

على مبلغ وعند استحقاق المبلغ الذمة وسئل ـ رحمه الله ـ عن رجل ضمن رجال في السجن، فطلب الغريم صاحب الدين، فأخذه واعتقله، مسك الغريم الضامن، واعتقله في

يجوز اعتقال الضامن؟ وبقي الضامن والمضمون في الحبس، فهل

فأجاب:

شاء منهما، مذهب أبي حنيفة ومحمد والشافعي واإلمام أحمد أن للغريم أن يطلب من فإذا استوفي لم يكن له مطالبة، وله أن يطالبهما جميع]ا.

/

فطلب من جهة والده؟ وسئل عمن طلب بمال على ولده، فتغيب الولد،

فأجاب:

لكن إن أمكن الوالد إذا لم يكن ضامنا ولده، وال له عنده مال، لم تجز مطالبته بما عليه؛ ذلك، وإال فال شيء معاونة صاحب الحق على إحضار ولده بالتعريف بمكانه ونحوه لزمه

العدوان عنه. عليه. وال تحل مطالبته بشيء من جهته. وعلى ولي األمر كف

، فألزمه األمير بالغصب أنإنسان وسئل عن كاتب عند أمير، واقترض األمير من الحجر من والده، فهل يلزمه ما ضمنه؟ أم ال؟ يضمن في ذمته، وضمنه، والكاتب تحت

فأجاب:

صلى الله عليه وسلم إذا ثبت أنه ضامن بإقرار وبينة، أو خطه، لزمه ما ضمنه؛ فإن النبيا عليه، غير مستقل بالتصرف لنفسه، لم قضي أن الزعيم غارم. فإن ثبت أنه كان محجور]

إن المضمون له يعلم يصح ضمانه،/ ولكن ال يفسد العقد بمجرد دعواه الحجر. وإن قال:ا على، فله تحليفه، وكذلك إذا ادعي اإلكراه، فله تحليف المضمون له. أني كنت محجور]

على األفراح التي يحصل فيها بعض السلطان وسئل ـ رحمه الله ـ عن ضامن يطلب منه الحرائر للرجال األجانب، ونحوه. فإن أمر السلطان بإبطال المنكرات؛ من غناء النساء الضامن بالمال الذي لم يلتزمه إال على ذلك الفعل؛ ألن عقد ذلك الفعل أبطله، وطالب والمضمون عنه يعتقد أن ذلك لم يدخل في الضمان، والضامن الضمان وجب لذلك الفعل

تقدمه من الضمان به، وأن الضمان وقع على الحالة يعتقد دخوله؛ لجريان عادة من والعادة المتقدمة.

Page 188: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

فأجاب:

محرمًـا أبلغ ظلم الضامن بمطالبته بما ال يجب عليه بالعقد الذي دخل فيه، وإن كان الشرعية، وأما هذا تحريم]ا من غناء األجنبية للرجال؛ ألن الظلم من المحرمات العقلية

إلى األجنبية؛ وألن فيه خالف]ا الغناء فإنما نهي عنه؛ ألنه قد يدعو إلى الزنا، كما حرم النظر الصحابة يسمعونه في /العرسات، كما شاذا؛ وألن غناء اإلماء الذي يسمعه الرجل قد كان وسماع أصواتهن، فتحريم هذا أخف من كانوا ينظرون إلى اإلماء لعدم الفتنة في رؤيتهن،

أشدهما. تحريم الظلم، فال يدفع أخف المحرمين بالتزام

غناء النساء للنساء وأما غناء الرجال للرجال فلم يبلغنا أنه كان في عهد الصحابة. يبقي كحديث الناذرة في العرس، وأما غناء الحرائر للرجال بالدف فمشـروع في األفراح؛

وغناها مع ذلك.

صنعتها، وكذلك ولكن نصب مغنية للنساء والرجال، هذا منكر بكل حال، بخالف من ليست أخذ العوض عليه، والله أعلم.

، والضامن متزوج ابنة المضمون،المضمون وسئل عن رجل ضمن في الذمة، وهو من أشهر، وأنفق ثالثمائة درهم، فهل يلزم المضمون فأقام الضامن في السجن خمسة

االعتقال؟ النفقة التي أنفقها في مدة

فأجاب:

ا على الوفاء، فيغيب نعم، ما ألزم الضامن بسبب عدوان المضمون؛ مثل أن يكون قادر] المضمون الذي حتي أمسك الغريم للضامن، وغرمه ما غرمه، كان له أن يرجع بذلك على

ظلمه.

، وكان الضامن ضامنا وجه المضمونلرجل وسئل ـ رحمه الله ـ عن جماعة ضمنوا شخص]ا بإحضاره إلى بيته؟ في حبس الشرع، فهل يلزمهم

فأجاب:

له، لكن إذا سلمه اليه في حبس الشرع برئ بذلك، ولم يلزمه إخراجه من الحبس المضمون له يطلب حقه منه ويستوفيه بحكم الشرع حينئذ، وإن كان في الحبس،

اليه وللحاكم أن يخرجه من الحبس حتي يحاكم غريمه، ثم يعيده اليه. وال يلزمه إحضاره وهو في حبس الشرع عند أحد من أئمة المسلمين.

الشرع، فقد وأجاب أيضا: إذا سلمه ضامن الوجه الذي ضمنوه ضمان إحضار في حبس وإن احتاجوا برئوا من الضمان، وكان ألهل الحق الذي عليه أن يستوفوا حقهم منه حينئذ، مذهب أئمة إلى الدعوي عليه مكنوا من إخراجه إلى مجلس الحكم، والدعوي عليه. هذا

المسلمين؛ كمالك، وأحمد، وغيرهما.

، ولكل مكان خفراء، ثم سرق من الجمال جمل،الربيع وسئل عن جمwال ربط جqمfاله في]ا، فهل يلزمه شيء؟ أم ال؟ ولم يكن أحد من ا بائت الخفراء حاضر]

فأجاب:

Page 189: مجموع فتاوى ابن تيمية - 29

بتفريطهم. والله الحمد لله، إذا كانوا مستأجرين على حفظهم فعليهم الضمان بما تلف أعلم.

]ا وسئل ـ قدس الله روحfه ـ عن صبي مميز استدان ، وكفله أبوه، وثالثة أخر بإذنه، ثمدين من أحد الكفالء المال، وألزمه بوزنه، فهل لهذا الذي وزن غاب أبوه فطلب صاحب الدين

الصبي، أو على مال أبيه الغائب، وعلى رفاقه في الكفالة، المال أن يرجع بما وزنه على أم يروح ما وزنه مجانا؟

فأجاب:

أبيه، فيلزمه الدين، له أن يرجع على من كفله؛ فإن كفالة أبيه له تقتضي/ أنه تصرف بإذن أمره، فاالستدانة لألب، وتصح كفالته. وإن كان في الباطن قد استدان ألبيه، ولكن أبوه

وإال فله تحليف األب أن االستدانة لم تكن له.

ففرط فيه حتي هرب؟ وسئل أبو العباس عمن سلم غريمه إلى السجان،

فأجاب:

عليه إحضار إن السجان ونحوه ممن هو وكيل على بدن الغريم، بمنزلة الكفيل للوجه، وعند الخصم، فإن تعذر إحضاره ـ كما لو لم يحضر المكفول ـ يضمن ما عليه عندنا،

مالك.

fاب الحوfالة/ ب

، ثم إن المحيل قبض الدين منحال وسئل ـ رحمه الله ـ عمن أحال بدين على صداق بذلك؟ وهل يكون هذا القبض صحيحًـا مبريا لذمة المحال المحال عليه، فهل تصح الحوالة

المحيل القابض لما قبضه ويرجع؟ عليه؟ وهل للمحال مطالبة

فأجاب:

بعد الحوالة، الحمد لله، نعم، تصح الحوالة بشروطها، وليس للمحيل له قبض المحال به وال تبرأ ذمة المحال عليه باإلقباض لها، إال أن يكون بأمر المحال.

القابض دينه بغير وللمحتال أن يطلب كل واحد من المحال عليه ليعاد منه في ذمته ومن التعيين بالغصب إذنـه. وإن كـان قبض الغاصب بغير حـق، بمنزلة غصب المشاع، فـإن

كالقسمة، فما له أن يطالب الغاصب بالقسمة.

تحليف المقر وللمحتال عليه أن يرجع على المحيل بما قبضه منه بغير حق، لكن للخصم.له أن باطن هذا اإلقرار كظاهره. والله أعلم