التأمين المعاصر

131
1 %8\ /h ~f} h% א{" א ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻔﺼل: ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﻭﺃﺭﻜﺎﻨﻪ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻔﺼل: ﻭﺃﻨﻭﺍﻋﻪ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻗﺴﺎﻡ. ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻔﺼل: ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻔﺼل: ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭﺠﻬﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺨﻼ ﺼﺔ.

Upload: islam-siam

Post on 18-Nov-2014

76 views

Category:

Documents


8 download

TRANSCRIPT

Page 1: التأمين المعاصر

1

א א

تعريف التأمين وأركانه والتطور التاريخي : الفصل األول

.أقسام التأمين وأنواعه : الفصل الثاني

الدوافع األساسية للتأمين وحماية االقتصاد : الفصل الثالث

عقد التأمين من وجهة النظر االسالمية : الفصل الرابع

.صة الخال

Page 2: التأمين المعاصر

2

א א

א א א

:ويتكون هذا الفصل من

. تعريف التأمين وأركانه : المبحث األول

.التطور التاريخي للتأمين : المبحث الثاني

Page 3: التأمين المعاصر

3

א :א:אألمن معروف أنه زوال الخوف وطمأنينة النفس ، وفـي مصدر أمن أي من األمن وا : التأمين لغة

زمننا الحاضر يقال أمن فالن على الشيء ، أي دفع فالن مبلغاً محدداً من المال لينال هو أو مـن

.يوكله قدراً من المال سبق االتفاق عليه أو تعويضاً عما فقد

المخاطر المرتقبة ، وهناك أكثـر وكلمة تأمين كلمة محدثة ، وسمي تأميناً ألنه يؤمن اإلنسان من

من تعريف للتأمين إخترنا منها التعريف اآلتي نسبة ألنه يجمع بين الجانب الفني والجانب القانوني

ان التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلـى (أي العالمة بين طرفي العقد والتعريف هو

مبلغاً من المال أو إيراداً مرتباً ، أو -مين لصالحه الذي اشترط التأ -المؤمن له أو إلى المستفيد

)١) . (أي عوض مالي آخر وذلك نظير قسط أو أية دفعة مالية يؤديها المؤمن له للمؤمن

:ويمكن استخالص أركان التأمين من هذا التعريف وهي أربعة أركان

م بالتأمين ودفع التعويض عنـد المجموعة أو الشركة التي تقو : المؤمن وهو -طرفي العقد -١

وقوع الحادث أو الخطر المبين بالعقد والمؤمن أو المستأمن وهو الطرف اآلخر الذي يقـوم

.بدفع القسط مقابل التعويض

المبلغ الذي يدفعه المؤمن إلى المؤمن له أو المستأمن وذلك عوضـاً : العوض المالي وهو -٢

مبلـغ (لذي تعرض له وذلك حسب شروط العقد ويـسمى عن الخسارة الناتجة عن الحادث ا

) .التأمين

.وهو الحادث المحتمل الحدوث في المستقبل ، ويتحقق دون ادارة المؤمن له : الخطر -٣

وهو حصة من المال يدفعها المؤمن له أو المستأمن شهرياً أو سنوياً طبقـاً لنظـام : القسط -٤

ويعد هذا القسط بمثابة الثمن فـي البيـع أو ) ط التأمينقس(عقد التأمين وهذه الحصة تسمى

.األجرة في االيجار

ومن هذه األركان نستطيع أن نقول بأن عقد التأمين عقد ملزم للطرفين حيث يلزم المؤمن لـه أو

حالة وقـوع الخطـر ) مبلغ التأمين (المستأمن بدفع قسط التأمين ويلزم المؤمن بدفع العوض أو

ولكن الِعوض هنا أصـل غيـر ملمـوس وهـو -كما عقد التأمين عقد معاوضة . ه المؤمن ضد

ونرى اليوم في التجارة العديد من األصول الغير ملموسة والتي لها ثمـن مثـال ذلـك -األمان

. الخ ، ونضيف بأن عقد التأمين عقد زمن مستمر …الشهرة واالستشارة

يم لجمال الحك١٣١ انظر العقود الشرعية ص-١

Page 4: التأمين المعاصر

4

א א:א א

يعتبر عقد التأمين من العقود المستحدثة ، والتي لم يرد فيها أي نص من القرآن أو

السنة ، ولم تعرفها البلدان االسالمية إال في القرن الثالث عشر الهجري حين قـوى

األوربيـة وحـين االتصال التجاري بين الشرق والغرب بعد عصر النهضة الصناعية

نشطت حركة االستيراد بواسطة الوكالء التجاريين األوربيين الذين كانوا يقيمون في

البالد االسالمية ، فأدخلوا عقود التأمين وأول مابدأوا به كان التأمين البحري علـى

الصفقات المستوردة ، ولم يتعرض أي من فقهاء الشريعة االسالمية القدامى للتأمين

.مين ، وإنما تعرض له المتأخرون والمعاصرون من الفقهاء وعقود التأ

Page 5: التأمين المعاصر

5

א א

א א מ

:ويتكون هذا الفصل من

تقسيم التأمين من حيث موضوعه: المبحث األول

تقسيم التأمين من حيث شكل التأمين: المبحث الثاني

Page 6: التأمين المعاصر

6

א א:א א מ

فمن حيث ) شكل التأمين (يمكن تقسيم التأمين اما حسب موضوع التأمين أو حسب طريقة التأمين

:موضوعة ينقسم التأمين الى نوعين أساسيين هما

:א−١وهو أن يؤمن االنسان من األخطار التي تهدد حياته أو صحته أو سالمة أعضائه أو قدرتـه

:ى نوعين على العمل ، وينقسم ال

א− :אوهو تأمين تتعهد فيه الجهة المؤمنه بتقديم مبلغ متفق عليه الى ورثة الشخص المـستأمن

إذا توفى خالل مدة محددة لقاء قسط محدد يدفعه في تلك المدة شهريا أو سـنويا للجهـة

.المؤمنة

الواسعة االنتشار ، ويـزداد لجـوء ويعتبر التأمين على الحياة من أنواع التأمين الشائعة و

دافع الرغبة فـي : الناس إليه في جميع البيئات ، ويلجأ اليه الكثير من الناس بدافعين هما

االدخار حيث اليخسر المستأمن في هذه العملية شيئا ، والالقسط المدفوع اذا بقى على قيد

ألن تتـركهم ( زوج وأوالد الحياة ، أما الدافع الثاني فهو الحرص على مستقبل اسرته من

وتتخذ شركات التأمين فيه أساليب ترغيبيـة خاصـة ، ) أغنياء خير من أن تتركهم فقراء

فاألقساط التي يدفعها المستأمن سنويا في معظم عقود التأمين على الحياة تعاد اليه اذا لـم

ة في هذه الحالـة تقع الوفاة في المدة المحددة بالعقد وتعتبر ادخار له ، وتكون فائدة الشرك

.استثمار هذه األقساط

א− :אوفيه يحصل المستأمن على تعويض اذا حدثت له اصابة أو مرض تسبب له عجزا يعوقـه

.عن العمل

Page 7: التأمين المعاصر

7

א−٢ א :אيكـون يقصد بهذا التأمين التصدى ألي ضرر يتعرض له المستأمن في أمواله أو ممتلكاته كما قد

التأمين ضد أي ضرر قد يصيب الفرد ، ومن جهة قد تقوم الـشركات غالبـا وكـذلك الجمعيـات

والهيئات بالتأمين ضد تعرض أموالها أو ممتلكاتها للتلف أو الفقدان ، بـل أن شـركات التـأمين

لك وذ.نفسها تقوم هي أيضاً بالتأمين لدى شركات أخرى للتأمين يطلق عليها شركات إعادة التأمين

لتأمين نفسها اذا ماتعرضت لدفع تعويضات ضخمة التستطيع أن تتحملها بمفردها ، وعلـى ذلـك

:فالتأمين على األضرار يأخذ أحد األشكال التالية

א− :אكالتأمين على منزل من الحريق او زراعه من التلف أو سيارة من الحوادث أو أي شـىء

.الكلي أو الجزئي أو أي ضرر يصيبه آخر ضد خطر الهالك

א− :אوفيه يؤمن االنسان على أمواله من الضرر الذي يصيبه اذا مادفع تعويض لمسئوليته عـن

حادث ، كأن يؤمن الشخص من الحوادث التي تصيب الغير مـن سـيارته ، أو أي ضـرر

.تسببه السيارة للغير بطريقة الخطأ

لتأمين من المسئولية نوعا هاما وشائعا وواسع النطاق ويمكن قانونا أن يرد علـى كلتـا ويعتبر ا

العقديه والتقصيريه ، ولكنه اليصح وروده على المسئولية الجنائية عـن : المسئوليتين المدنيتين

الفعل الصادر من المؤمن له ، وال على المسئولية المدنية الناشئة من خطئه العمد وغـشه حتـى

كون التأمين في هذه الحاالت مشجعا على إرتكاب الجريمة أو الغش أو تعمد الخطـأ الموجـب الي

الحدى المسئوليتين العقدية أو التقصيرية ، فبالتامين من المسئولية في حـدوده القانونيـة هـذه

كمـسئولية ) أي الماليـة (يضمن المؤمن األضرار التي تلحق المؤمن له من مـسئوليته المدنيـة

لسيارة مثال تجاه المتضررين بحوادثها دون المسئولية ، ومن هنـا فـإن التـأمين مـن صاحب ا

المسئولية ينفع المتضررين من الحـوادث بما يحققه لهم من تعويض ولو كـان المـسئول عـن

وهذا أمر معتبر شرعا فالديه وارث الجناية محترم شرعا وفي ايجاد طريقة . الحادث فقيراً معسراً

.ن المتضرر تحقيقا لمقاصد الشريعة وهذه فقط يجب أخذها في االعتبار لرفع الضرر ع

Page 8: التأمين المعاصر

8

א א:א :מ

:فمن حيث شكل التأمين هناك ثالثة أنواع من التأمين وهي

א−١ :א ، والتـأمين وهو يقوم عادة بين مجموعة محدودة من الناس لمواجهة مخاطر يتعرضـون لهـا

التعاوني يعتبر من عقود التبرع التي يقصد بها اصالة التعاون على تفتيت األخطار واالشتراك في

تحمل المسئولية عند نزول الكوارث وذلك عن طريق اسهام أشـخاص بمبـالغ نقديـة تخـصص

ال لتعويض من يصيبه الضرر ، فجماعة التأمين التعاوني اليستهدفون تجارة وال ربحا مـن أمـو

.غيرهم ، وانما يقصدون توزيع األخطار بينهم والتعاون على تحمل الضرر

א−٢ :אيختلف هذا النوع عن سابقة بأنه يتجاوز الفئة المحدودة من األعضاء الى شكل المؤسـسة التـي

لتأمين يغلب عليها طابع الشركة ولكن بخالف اساسي هو أن المساهمين وهم الطرف الذي يتاجر با

.غير موجودين ، بمعنى أن المؤمنين هم أنفسهم المستأمنون

فالتأمين التبادلي يقوم به أشخاص يتعرضون لنوع من المخاطر عن طريقة اكتتابهم بمبالغ نقديـة

يقدم كل منهم حصته منها ، ليؤدي منها التعويض ألي مكتتب منهم عنـدما يقـع عليـه الخطـر

قساط المجبيه فانه غالبا مايتم زيادتها وان زاد منها شىء بعـد أداء المؤمن منه ، فان لم تف األ

.التعويضات أعيد الى المكتتبين أو يتم تجنيبه للمستقبل

ومن هنا يتضح لنا أن أعضاء الجماعة التأمينية التبادلية متضامنون في تغطية المخـاطر التـي

توقفان على ماذا كان اختالف قيمة تصيب احدهم أو بعضهم على أن مدى هذا التضامن وخطورته ي

االشتراك مطلقا ، أي غير محدد بمبلغ ، أو نسبيا أي محددا بحد أقصى اليطالب المشترك بـأعلى

.منه

:والواقع أن جمعيات التأمين التبادلي ترتكز على قواعد معينة أهمها

א− :אالعدد يكون لكل شخص حق االكتتاب فيهـا بمعنى تكوين رأس مال الجمعية من أسهم غير محددة

.والتنازل عنها ألي شخص آخر وفق نظام الجمعية

Page 9: التأمين المعاصر

9

א− א :אوتعني تقرير حق كل عضو في الجمعية العمومية في صوت واحد أيا كان عدد األسهم التي يملكها

.

א− :א

ز توزيعه على األعضاء بتخصيص جزء منه ألسهم رأس المال، حيث يوزع صافي الربح الذي يجو

.والجزء اآلخر لألعضاء بنسبة تعامله مع الجمعية

א(א−٣ :א (وهو عقد بين المستأمن والجهة المؤمنة ، حيث يدفع المستأمن بصفة دورية مبلغا معينا يـسمى

الجهة بتعويض المستأمن عن الضرر الذي يصيبه اذا وقـع الخطـر قسطا وذلك مقابل تعهد هذه

المؤمن منه ، ومايزيد من األقساط المحصلة عن تعويض األضرار الواقعة يكـون ربحـا للجهـة

.المؤمنة لقاء قيامها بهذه المهمة

والتأمين بهذه الصورة يوجد فيه معنى المعاوضه ، والتعاون فيه يتحقق بصورة غيـر مباشـرة

عنـد تحقـق ) الجهة المؤمنة (لك من خالل عملية مقاصه بين التعويضات التي تدفعها الشركة وذ

األخطاء المؤمن منها وبين األقساط التي تحصلها من المستأمنين أي أن التعويض فـي الحقيقـة

كانما يدفعه مجموع المستأمنين الى المتضرر منهم عن طريق رصيد األقساط لدى الشركة ، ولكن

من رصيد األقساط عما يدفع من تعويضات األضرار يكون ربحـا للـشركة واليعـاد الـى مايزيد

المستأمنين كما يعاد في طريقة التأمين التبادلي ، وهذا األساس التضامني التعـاوني فـي نظـام

.التأمين هو أهم مايميزه عن القمار

صبح هو الهـدف الرئيـسي ولكن مايؤخذ على هذ النوع من التأمين أن دخول عنصر الربح فيه أ

لدى شركات التأمين وتجاوز بذلك الفكرة التعاونية النبيله التي يرتكـز عليهـا ، حيـث أصـبحت

شركات التأمين تتحكم في الحاجة الملحه اليه والسيما حين تفرضة القوانين بصورة الزامية علـى

Page 10: التأمين المعاصر

10

ياة العمال ، أو مايفرضـه الناس ، كالتأمين عل السيارة من المسئولية ، وتأمين رب العمل على ح

التعامل التجاري كالتأمين على البضائع المستوردة عند فتح االعتماد المستندي ، وهكذا أصـبحت

شركات التأمين تفرض أقساط عالية وتجني أرباح باهظة استغالال لحاجة الناس واضطرارهم طمعا

دها والتنافس بينهـا عـادت ولكن مع ازديا(في زيادة الربح الذي أصبح هو هدف شركات التأمين

) .األسعار الى وضعها الطبيعي

א א

א א א א א

:ويتكون هذا الفصل من

تعريف المخاطر وأنواعها : المبحث األول

طرق معالجة المخاطر: المبحث الثاني

Page 11: التأمين المعاصر

11

א אא:אازدادت أهمية التأمين بعد أن أصبحت الحياة المعاصرة مليئة باألخطار من جراء تقدم الحـضارة

وماصاحب ذلك من تطور اآلالت والمعدات ووسائل النقل ، األمر الذي انعكس في الحاجـة الـى

مـن التأمين كوسيلة للتخفيف من األخطار التي يتعرض لها الفرد ، فظهـرت صـور متنوعـة

التأمينات االجتماعية التي تتوالها الدولة كتأمين العمال من اصابات العمل ، وتأمينهم فـي حالـة

المرض والعجز والشيخوخة والوفاه ، وظهر الى جانب ذلك أنواع مختلفة من التأمين االجبـاري

.كالتأمين االجباري من اصابات العمل ومن حوادث السيارات

هو في جوهره أسلوب متعـدد -هومه وأشكاله المختلفة التي تعرضنا لها بمف -وإذا كان التأمين

الطرق لتحصين االنسان ضد المخاطر المختلفة والمتوقعة في حياته وفي مزاولته لمختلف األنشطة

االقتصادية فانما المراد بالتحصين هو تالفي آثار تلك المخاطر ، وهو األمر الذي يقودنا للتعـرف

:على هذه المخاطر

א :אعـدم المعرفـة األكيـده بنتـائج : "يعرف الخطر وفقا لما وضعته جمعية التأمين األمريكية بأنه

فالشك في النتائج قوام مفهوم الخطر ، والمخاطرة تأتي دائما من عدم معرفـة النتيجـة " األحداث

يز األساسي بين الخطر والخـسارة ، التي ستقع بين عدة نتائج مختلفة وهذا هو المرتكز في التمي

ومن المعروف أن االنسان مفطور على السعي لدرء الخطر عن نفسه وماله وسـائر مـصالحه ،

.وهذا هو رد الفعل الطبيعي تجاه االحساس بالخطر

א :א :يمكن تقسيم المخاطر الى ثالثة أنواع

لممتلكات ، واخطار المسئولية تجاه الغير ، مخاطر حسب نوع نتائجها وتشمل المخاطر على ا -١

.واخطار وظيفية أي متعلقة بالموظفين وتعطلهم

مخاطر حسب مصدر الضرر أو سببه وتشمل أخطاء ماديـة بأسـباب طبيعيـة أو سـماوية -٢

كاألضرار الناتجة عن العواصف والحرائق والفيضانات ، واخطار اجتماعية وهي التي تحدث

فراد المنحرفين وأعمالهم الخاطئة المتوقعة في كل وقت كالسرقة واالهمال، نتيجة تصرفات األ

Page 12: التأمين المعاصر

12

أو من تصرفات غير متوقعة كأعمال الشغب أو الحروب ، واخطار السوق التجارية كهبـوط

.السعر بعد شراء البضاعة وقبل بيعها

كون هنـاك مخاطر حسب طبيعتها وماهيتها وتشمل نوعين هما الخطر المحض وذلك عندما ي -٣

احتمال ضرر أو خسائر فقط دون احتمال ربح أو منفعه كخطر حادث سيارة أو سرقة متجر ،

وخطر مضاربة أو مغامرة تجارية تحدث عندما يكون هناك احتمال ربح من حادث اذا تحقـق

.واحتمال خسارة ان لم يتحقق كارتفاع وانخفاض األسعار

تشمل أخطار سـاكنه أي ذات سـكون وثبـات فـي تقسيم األخطار بحسب ثباتها وتحركها و -٤

عواملها وأسبابها وليست ناشئة من تطور الحياة والصناعة والتنظيم ، وهذه األخطار يمكـن

أن توجد دائما حتى في أوضاع اقتصادية ثابتة كالسرقة وحوادث السير ، وأخطـار حركيـة

ـ ورة أو تحـسينات متحركة وهي التي تحصل من التحوالت خاصة في حاجات الناس المتط

.االالت أو تغير طرق التنظيم الذي قد يضر بالمنشآت السابقة

Page 13: التأمين المعاصر

13

א א:אوفي ضوء هذه المخاطر كان على األفراد والمجتمع ككل أن يتخـذوا التـدابير الالزمـة للوقايـة

اللزامية ، وهذه الطرق التي فكـر والعالج من أضرارها بشتى األساليب والترتيبات االختيارية أو ا

:بها االنسان لمعاجلة المخاطر تنحصر في النقاط اآلتية

:א−١وذلك بزيادة عدد الوحدات المعرضة للخطر وبالتالي يزداد احتمال اصابة بعـضها بـالخطر

ويصبح وقوع المتوقع فيصبح مؤكدا واليبقى احتماليا ، وعندئذ يزول عنصر المفاجأة تقريبا

.االصابة من قبيل الخسارة المؤكدة المن قبيل الخطر

الجدير باالشارة أن هذه الطريقة في توقى المخاطر ترتكز على قانون علمي ثابت هو قـانون

االعداد الكبيرة في نظرية االحتماالت من علم الرياضيات وتتلخص في أن نسبة الحوادث من

أكثر ثباتا منها في األفراد الى درجة يمكن اعتبارها فـي نوع واحد هي في المجموع الكبير

.المجموع الكبير شبه ثابتة أو قريبة من الثبات بحيث يمكن احتساب توقع حدوثها

:א−٢وهذه العبارة يرددها أغلب األفراد وهي تعني جعل الخطر حياديا بمعنى تعديل والتخلص مـن

ك كبيع البضاعة بشرط أن يتسلمها المشتري من المصنع مباشـرة لتجنـب آثار الخطر وذل

خطر التلف أثناء النقل ، ومن هذا القبيل بيع المنتجات بسعر حـالي بـشرط التـسليم فـي

.المستقبل تجنبا لخطر هبوط السعر مابين تاريخ البيع ووقت االنتاج في المستقبل

א−٣ :אمصاعب المخاطرة وتقليل فرص وقوع الخطر مثل البحث عن طرق أكثر أمانـا وذلك لتقليل

لتوصيل بضاعة معينة أو اقامة حراسة قوية على المتجر أو المنزل أو المزرعة وان كلفـت

.صاحبها الكثير من النفقات

א−٤ א :א

Page 14: التأمين المعاصر

14

ن بعيد يشوبه الخطر فيكتفـي بالـشراء كأن يعدل التاجر عن استيراد بضاعة معينة من مكا

.محليا

א−٥ א :אكأن يلجأ التاجر الى اسلوب االيجار لمحله أو مسكنه بدال من التمليك وذلـك تفاديـا لخطـر

.الحريق وماشابهه

א−٦ א א :א معروفة عالميا وهي ترتكز على طريقة تجميع المخـاطر وقد اصبحت هذه الطريقة الشائعة

القائمة على أساس قانون األعداد الكبيرة في الرياضيات وهناك عدة شروط يجب أن تتـوافر

في الخطر المراد التأمين منه أهمها أن يكون هذا الخطر من نوع الخطر المحض الذي سبق

بطريقة حسابية تـسمح بتطبيـق قـانون االشارة اليه ، وان يكون هذا الخطر قابال للقياس

األعداد الكبيرة ونظرية االحتماالت ، كما يجب أن يكون هذا الخطر حقيقيا ويتعرض له عـدد

.كبير من الناس

من العرض السابق يتضح لنا أنواع المخاطر التي يتعرض لها االنسان وأنشطته المختلفة وطرق

على االقتصاد الوطني والتي توجب الحاجة للتأمين وهي معالجته لها واآلثار السلبية التي تنعكس

:تتمثل في

تجنب صغار المستثمرين لألنشطة االقتصادية المعرضة للمخاطر والتي قد تكون ذات فائـدة -١

.لالقتصاد الوطني

.ضعف قدرة المؤسسات االقتصادية الصغيرة عن منافسة المشروعات الكبيرة -٢

.ماعية التي تؤدي الى ضعف الروابط بين أفراد المجتمع عند الكوارثاآلثار النفسية واالجت -٣

Page 15: التأمين المعاصر

15

وإذا كانت هذه هي المخاطر التي يتعرض لها االقتصاد الوطني فالشك أن تفادي هذه المخاطــر

له آثاره االيجابية على أفراد المجتمع ، مما يحفز أصحاب رؤوس األموال الصغيرة علـى سيكون

.افسة المشروعات الكبيرة دون الخوف من حدوث أية مخاطرالدخول في المشروعات ومن

Page 16: التأمين المعاصر

16

א א א

א א א

:ويتكون هذا الفصل من

:الغرر والجهالة في عقد التأمين : المبحث األول

الضرر -أ

الجهالة-ب

الربا وعالقته بعقد التأمين : المبحث الثاني

المغامرة والمراهنة في عقد التأمين : ث الثالث المبح

:الغبن في عقد التأمين : المبحث الرابع

. عقد المواالة -أ

. قاعدة االلتزامات والوعد الملزم -ب

. نظام العوامل في جنايات الخطأ -ج

نصوص المذهب الحنفي في صحة ضمان خطر الطريقة -د

.الخالصــة

Page 17: التأمين المعاصر

17

א א:א א א

وفي ضوء ماتعرضنا له من نظام التأمين وعقده واألنواع المختلفة له فاننا سنحاول مناقشة مدى

ففـي الواقـع . جـوازه من الناحية الشرعية ، ومايوجه له من انتقادات وردود الفقهاء عليهـا

:ي النقاط التالية تنحصر حجج المعارضين للتأمين ف

.ان عقد التأمين فيه غررا وجهالة -١

.أن فيه معنى القمار والرهان -٢

.أن فيه غبنا وذلك باعتباره عقدا احتماليا من عقود الغرر -٣

أن فيه ربا من جهة أن المستأمن قد يبذل قسطا ضئيال ويأخذ اذا وقع الخطر تعويضا كبيـرا -٤

الفائدة في بعض أنواعه فضال عن أن شركات التأمين قد تستغل بال مقابل ، ومن جهة اعطاء

.ماتحصله من أقساط في معامالت ربوية محرمه

:وسوف نناقش هذه الحجج والرد عليها

א :א−:

ن تيميـة أن الغـرر هـو جهـل الغرر في اللغة هو ماله ظاهر محبوب وباطن مكروه ، ويقول اب

العاقبة، فكل عقد جهلت عاقبته فيه غرر ، حيث يبنى التصرف على أمر احتمالي مشكوك فيه كبيع

نهى عن الغرر في المعامالت ، وان كـان ضربة القانص أو الغائص، ومن المسلم به أن النبي

كثير من صور االجارة فيها كثيرا من المعامالت التخلو من غرر ، فالشركة والمزارعة والقراض و

حينما نهى عن بيع الثمار على أشـجارها قبـل أن غرر من بعض النواحي ، بل نجد أن النبي

يبدو صالحها وتأمن اآلفات من األنواء وجوز بيعها بعد ذلك فانه يبقى في بيعها نوع من الغـرر

.والجهالة وان كان بدرجة أقل

Page 18: التأمين المعاصر

18

رر اليضر ألنه الغرر الطبيعي الموجود في كثير من تـصرفات وهذا يدل على أن هذا القدر من الغ

.الناس ومعامالتهم

وقـد جـوز الفقهاء تطبيقا لذلك بيع الثمار المتالحقة على أشجارها والمتالحقة هي التي التنعقـد

دفعه واحده بل تزهر وتنعقد بصورة متجددة ، كما أنهم جوزوا استئجار الظئر المرضع بطعامهـا

ابها وكسوتها للحاجة رغم مافي هذه االجارة من غرر وجهاله واضـحين مـن حيـث عـدد وشر

.الرضعات ومقدار اللبن ومقدار الطعام والكسوة ونوعهما

ومما يجدر االشارة اليه أن ابن تيميه قال أن مفسده الغرر أقل من مفسدة الربا ، ولذا رخص فيما

يعلم مابداخل جداره ويقول في فتاويه انـه اليـصح ان تدعو إليه الحاجة مثل بيع العقار وان لم

يقاس كل عقد فيه غرر على بيع الغرر في عدم الجواز ، اذ أن كثيرا من العقود اليكون المال فيها

.مقصوداً ، فاذا كان فيه غرر لم يؤد ذلك الى مفسده

مين حيث نفى الغرر لموضوع التأ " الوسيط"الجدير بالذكر أن الدكتور السنهورى تعرض في كتابه

من التأمين اذ ساق عدة أدله انتهت به الى أن عقد التأمين ليس عقد غرر بالنسبة للمؤمن ألنـه

اذا أحسن المؤمن تقدير االحتماالت والتزم األسس الفنية الصحيحة للتأمين لم يعرض : "كما يقول

أي شخص آخر يعمل فـي نفسه الحتمال الخسارة أو الحتمال الكسب بأكثر مما يعرض نفسه لذلك

وليس عقد التأمين احتماليا بالنسبة : "أما بالنسبة للمؤمن له فيقول الدكتور السنهورى " . التجارة

الى المؤمن له فالعقد االحتمالي هو الذي يتوقف على الحظ والمصادفه ، في حين أن المؤمن لـه

" .بة الحظ والمصادفهإنما يقصد بعقد التأمين عكس ذلك تماما فهو يريد أن يتوقى مغ

ويستخلص الفقهاء والمجيزون للتأمين مما تقدم ، أن الغرر الذي عده الفقهاء مانعا مـن جـواز

المعاملة هو ماأدى الى نزاع ، أي ماال يؤدي الى نزاع فال يمنع ، ويستشهد هؤالء الفقهاء بـأن

يع مـاليس عنـد البـائع نهى عن ب رسول اهللا أجاز بيع السلم فرخص فيه على الرغم من أنه

والمسلم منه وأنه صلى اهللا عليه وسلم انما أجاز ذلك حين رأى الناس يتعاملون به دون نـزاع

.يترتب عليه

Page 19: التأمين المعاصر

19

−:أما الجهالة فهي كون محل العقد أو بعض نواحيه األساسية غير معلوم وال محدد كبيع غنمه مـن

دد ، وقد قرر فقهاء المذهب الحنفي في الجهالة أنها التمنع صـحة قطيع غير معينة بثمن غير مح

العقد اال اذا كانت تفضى الى نزاع مشكل ، ويجب هنا أن نفرق بين جهالة تؤدي الى عدم امكـان

تنفيذ العقد أو الى نزاع فيه ، واخرى تؤدي الى ذلك ، فالنوع األول فيها يمنع صحة العقد ، أمـا

.الى مثل ذلك فال تؤثر في العقد الجهالة التي التؤدي

ويستخلص المجيزون للتأمين أن ليس كل جهالة تمنع العقد ، وان مايوجد في التأمين من غرر أو

جهالة اليؤدي شيء منها الى نزاع بل أنه ليرى أن هذه المعاملة مع ذيوعها وانتشارها وتـدخلها

ها نزاع أساسه الخالف في عنـصر مـن في كثير من المجاالت واألنشطة االقتصادية لم يحدث من

عناصرها الجوهرية التي تقوم عليها وان ماحدث فيها يرجع الى خالف في قيام المؤمن له فيمـا

اشترطه على المؤمن من شروط تضمنتها هذه المعاملة ، وماتباشره شركات التأمين مـن عقـود

وتمنع معه جوازها ولكن بعـد تحوي فيما يرى من الجهالة والغرر مايظن أنه يؤدي الى فسادها

تزايد هذه العقود ينقلب مافسد منها صحيحا ، ومايعقد منها لذلك صحيحا النتهـاء مافيهـا مـن

.الجهالة والغرر

ويستند هؤالء الفقهاء الى عدد من العقود التي يقرر كثير من الفقهاء صحتها كبيـع مـافي هـذا

الحمام نظير أجر معين دون أن يتحـدد مقـدار الصندوق دون أن يعلم المشترى مافيه ، وكدخول

مايستعمل من الماء ومايقضى فيه من الزمن ، وكبيع السلع وكاجارة األجير نظير كسوته وطعامه،

.الى غير ذلك من المعاوضات التي تحوى من الغرر مايفوق مايحويه التأمين منها

ذهب عدد من كبار فقهاء الصحابة مـنهم كما أن من أشبه العقود بعقد التأمين عقد الموااله ، وقد

عمر بن مسعود ، وابن عباس وابن عمر رضي اهللا عنهم ، والى رأيهم هـذا ذهـب الحنفيـه ،

وصورة هذا العقد يتعاقد شخص مجهول النسب مع آخر فيقول له أنت موالى ترثني اذا مت وتعقل

من الغرر ماقد يظن أنـه يمنـع عني اذا جنيت ، فيجيبه صاحبه بقبلت ، وهذا العقد كما يرى فيه

.صحته ومع ذلك فقد ذهب هؤالء جميعا الى أنه صحيح

Page 20: التأمين المعاصر

20

א א:א אيتحقق الربا في معاوضة مال بمال اذا تضمنت فضل مال اليقابله عوض وهذا هو ربا الفضل ، أما

أي تأخير الوفاء ، وبالنسبة للصرف فهو رب النسيئه فقد يكون معه فضل مال في مقابلة األجل ،

هل : مبادلة الذهب بجنسه ، وإذا كان ذلك هو مفهوم كل من الربا والصرف ، فهنا يثور التساؤل

في التأمين ربا أو أنه يحمل معنى الصرف ؟

في الواقع أن عقد التأمين بعيدا تماما عن شبهة الربا ، فاذا كان البعض يرى أن المستأمن يـدفع

تعويضا لضرره قـد يكـون أكثـر أضـعافا - اذا وقع الخطر المؤمن منه -طاً ضئيال ويتلقى قس

مضاعفة من القسط الذي التزم به ، ففي الواقع أن هذه الشبهة في ظاهرها موهمه وفي حقيقتهـا

وأهيه التنهض وذلك متى تذكرنا أن موضوع التأمين التعاقدي قائم من أساسه على فكرة التعاون

ر المصائب واألضرار الناشئة من مفاجآت األخطار ، ولو كان صحة شبهة الربـا لوجـب على جب

تحريم نظام التقاعد والمعاشات لموظفي الدولة ، ألن هذا النظام يرتكـز علـى فكـرة أن يقتطـع

الموظف من راتبه الشهري نسبة صغيرة ويتلقى عند تقاعده أو تتلقى أسرته عند وفاتـه راتبـا

.ا في مجموعة في النهاية أقل أو أكثر مما اقتطع منه من مرتبه أثناء الوظيفة شهريا يكون حتم

ومن جهة أخرى فان عقد التأمين ان كان مع جمعية تعاونية فهو خالى من المعاوضة واليتحقـق

فيه صرف والربا وان كان مع شركة تأمين ذات أقساط محددة فهو أيضا خالي من الربا والصرف

فيه معاوضة بين نقود تدفع أقساط للمؤمن مقابل تحمله تبعة الكارثة وضـمان ذلك ألن المعاوضة

.رفع أضرارها وتخفيف ويالتها ، وعلى ذلك فأحد البديلين منفعة

الواقع أن قول غير المؤيدين للتأمين والذين أشاروا بأن عقد التأمين ربا باطالق ، إنما قولهم هذا

وبـين وسـائل اسـتثمار حـصيلة - كعقد له قواعده -مين مرجعه ماأختلط في أذهانهم بين التأ

األقساط بمعرفة شركات التأمين ذات األقساط المحددة ، ومن المعلوم أن أقساط التأمين المحـددة

تتكون من عنصرين أساسين ، العنـصر ) في حالة التأمين على األشخاص (بمعرفة هذه الشركات

ي الذي يقع خالل مدة التأمين ، سواء أكـان وقوعـه األول يراعى في تقديره تغطية الضرر الماد

بالمؤمن له نفسه أو بورثته عند وفاته ، أما العنصر الثاني من عنصري قسط التأمين انما يرفـع

ليدخر طيلة مدة العقد لكي يسلم الى المؤمن له في آخرها اذا كان على قيد الحيـاة ، ويالحـظ أن

وديعه لديها اليمس طيلة المدة لتقوم بتسليمها الى صاحبها شركة التأمين اما أن تجعل هذا القسط

في نهايتها دون نقص أو زيادة فيها ، وعند ذلك اليكون على هذا التصرف اعتراض من الناحيـة

الشرعية وان كان محل اعتراض من الناحية االقتصادية النه اكتناز دون استثمار ، واما أن يعمل

ون ربح هذا االستثمار بين المؤمن لقاء عمله والمؤمن له ثمره فيه فيستثمره وعندئذ يجب أن يك

.لماله على حسب مايقض به االتفاق

Page 21: التأمين المعاصر

21

ومن كل ذلك يتضح أن التأمين أصل أهدافه ليس عملية ادخارية ، كما يتضح استقالل وانفـصال

.عملية االستثمار عن عملية التأمين ذاتها

א א:א א אא

بدايـة نقول أن هناك فروق أساسية بين القمار أو الرهان والتأمين ، فالخطر الذي يتحمله المقامر

له المستأمن إنما ينـشأ مـن النـشاط أو المراهن يصنعه بنفسه ، بينما أن الخطر الذي يتعرض

هي قسط التأمين ، االقتصادي وطوارئه ، والمستأمن يحاول أن يتقيه ويتحمل كلفة في سبيل ذلك

.ومن هنا يتضح االختالف الجذري بين التأمين وبين القمار

ومن جهة أخرى فان المقامرة أو المراهنة تتوقف على الحظ ومن ثم فيه مخالفة لآلداب والنظـام

العام ، فمخالفة اآلداب العامة تأتي من حيث كون المقامر أو المراهن يقوي في نفسه االثـراء ال

لعمل والكد بل عن طريق المصادفه ، كما أن عقد المقامرة أو المراهنة مخالف للنظام عن طريق ا

العام من حيث أن الثروات التي يتداولها المقامرون والتي ينجم عنها خراب البيوت العامرة ليست

يبذل بالثروات التي يقوم تداولها على العمل واالنتاج ، فالمقامر اليعمل والينتج بل يختطف ماال لم

جهدا مشروعا في كسبه ، وعقد التأمين ليس من هذا القبيل ، واليجب الوقوف عند أحد جـانبي

عقد التأمين وهو جانب العالقة بين المؤمن والمؤمن له ، بل يجب أن ينظر الـى الجانـب الـذي

منظما يؤصل عقد التأمين ويحدد طبيعته ويبرز التأمين في ثوبه الحقيقي ويبين أنه ليس اال تعاونا

تنظيما دقيقا بين عدد كبير من الناس معرضين جميعا لخطر واحد حتى اذا تحقـق بهـا أضـرارا

جسيمة تحيق بمن نزل به منهم لوال هذا التعاون ، وشركة التأمين ليست فـي واقـع األمـر إال

الوسيط الذي ينظم هذا التعاون على أسس فنية صحيحة وهي أسس معقدة في أشد الحاجـة الـى

. شركات ضخمة جهود

واذا كان التأمين يختلف عن المقامرة أو المراهنة ، من حيث المفهوم فهو يختلف أيضا من حيث

األثر االقتصادي فالمقامرة تشوش نظام الحياة الطبيعي المبني على العمل والمكافأة عليـه ، كمـا

ش مـن طريـق الحيـاة يسىء الى التوزيع العادل للدخل والثروة بينما أن التأمين يزيل التـشوي

.االقتصادية ذلك التشويش الناشىء عن الحياة والكوارث التي ال يـــد لالنسان فيها

Page 22: التأمين المعاصر

22

يتضح لنا مما سبق أن تشبيه التأمين بالمقامرة أو المراهنة الوجه له ، اذ أنه يختلف تماما ويثبت

املة وليست عالقـة هذا من النظرة الى عالقة المؤمن بمجموع المؤمن له نظرة عالقة جماعية ش

.فردية

א א א:א א

تحـد للقـدر - وخاصة التأمين على الحيـاة -إذا كان المانعون للتأمين يقولون بأن في التأمين

االلهي فهذا في رأينا الموضع له في التأمين إال اذا كان الغرض منه أال يقع ماقدر اهللا وقوعـه ،

أمين أبدا ضمانا لعدم وقوع الخطر المؤمن منه حتى يكون تحديا لالقدار وانمـا يقـدم وماكان الت

الناس على التأمين لتفتيت آثار االخطار أو لترميمها اذا وقعت وذلك بتحويلها عن ساحة المـؤمن

الى ساحة جماعية تخف فيها وطأتها بسبب تجزئتها وتوزيعها -له وحده ، وقد يعجز عن تحملها

.راد إلى درجة ضئيلة اليكاد يستشعرها واحد منهم بين أف

والواقع أن هذه الشبهة ناشئة عن عدم الرجوع الى المصادر والمنابع األصلية لمعرفـة األسـاس

الذي تقوم عليه فكرة التأمين ونظامه ، فالتأمين ليس ضمانا لعدم وقوع الحادث الخطـر المـؤمن

قدرة االنسان ، إنما التأمين ضمان لترميم ألنه هذا فوقمنه كما يتوهم من يرى أنه تحد لألقدار

آثار األخطار اذا تحققت ووقعت وهو تحويل لهذه الضرر عن ساحة الفرد المستأمن الذي قد يكون

.عاجزا عن احتمالها إلى ساحة جماعية تخف فيها وطأتها على الجماعة

لتأمين يكفى ألن يكون وحده منطلقا يتضح مما سبق أن عدم صحة الشبهات التي ثارت حول عقد ا

بجوازه ، إذ أن عند زوال الشبهات يكون األصل هو االباحة ، بل نجـد فـي نـصوص الـشريعة

وفقهها أدلة إيجابية تشهد بجواز التأمين التعاقدي بطريقة القياس الشرعي ، وفي مقدمتها عقـد

م عند المالكية ، ونظام العواقـل فـي الموااله في نظام الميراث ، وقاعدة االلتزامات والوعد الملز

جنايات الخطأ ، ونصوص المذهب الحنفي في صحة ضمان خطر الطريق الى غيرها من األدلـة ،

:وسوف نتعرض بـإيجاز لهذه المفاهيم

Page 23: التأمين المعاصر

23

א− :א، " أنت وليى تعقل عني اذا جنيت وترثني اذا أنا مت : "وهو أن يقول شخص مجهول النسب آلخر

.لعقل هو دفع التعويض المالي في جناية الخطأ وا

:ونستنتج من تعريف هذا العقد عدة نقاط

أن عقد الموالة ، وان كان مختلفا في اعتباره سببا كافيا الستحقاق االرث فقد قـال بـصحة -١

عقده وسببيته هذه عدد من كبار الصحابة الكرام أمثال عمر وابن مسعود وابن عباس وابـن

.هللا عنهم ، واخذ به أبو حنيفه وأصحابه في حدود وشرائط بينوها عمر رضي ا

ان عقد الموااله يقيم رابطة حقوقية بين عاقديه شرعا ، قوامها التزام شخص بـأن يحتمـل -٢

الموجب المالي عن جناية الخطأ الصادر من اآلخر في مقابل أن هذا الملتزم يرث اآلخـر اذا

.مات دون وارث

هو صورة حيـه مـن " والء الموااله "االه الذي ينشأ عنه رابطة شرعية سميت أن عقد المو -٣

.صور عقد التأمين من المسئولية

א− א א א :אأي (وخالصة هذه القاعدة هي أن الشخص اذا وعد غيره عدة بقرض أو بتحمـل وضـيعه عنـه

ليس بواجب عليه في األصل ، فهـل يـصبح بالوعـد ملزمـا أو إعارة أو نحو ذلك مما ) خسارة

وتقضي عليه بموجبه أن لم يف له ، أو اليكون ملزما ؟

) أي الوعـد (يقضى بالعدة : لقد اختلف فقهاء المالكية في ذلك على أربعة آراء ، فمنهم من يقول

غير ملزمه ، والرأي اليقضى بها مطلقا ، أي أنها : ومنهم من يقول . مطلقا ، أي أنها ملزمة له

أن العدة تلزم الواعد فيقضى بها اذا ذكر لها سبب ، وان لم يباشر الموعـود ذلـك : الثالث يقول

السبب ، كما لو قال آلخر انما اعدك بأن أعيرك بقري ومحراثي لحراثة أرضك أو أريد أن أقرضك

فاسلفني مبلغ كـذا ، فوعـده كذا لتتزوج ، أو قال الطالب لغيره أريد أن أسافر أو أن أقضى ديني

بذلك ثم بدا له فرجع عن وعده قبل أن يباشر الموعود السبب الذي ذكر مـن سـفر أو زواج أو

أمـا . الخ فان الواعد ملزم ويقضى عليه بالتنفيذ جبرا ان امتنـع ... وفاء دين أو حراثه أرض

ره في الوعد ، أي اذا باشـر اليلزم بوعده اال اذا دخل الموعود في سبب ذك : الرأي الرابع فيقول

السبب ، كما اذا وعده بأن يسلفه ثمن شىء يريد شراءه فأشتراه فعال ، أو أن يقرضه مبلغ المهر

في الزواج اعتمادا على هذا الوعد ، وهذا هو الراجح في المذهب من بـين هـذا اآلراء األربعـة

في حاالت ضيقه اذا صدرت بطريق السابق ذكرها أما عند الحنفية فان المواعيد التكون ملزمة إال

.التعليق

Page 24: التأمين المعاصر

24

فاذا نظرنا الى مذهب المالكية األوسع فاننا نجد في قاعدة االلتزامات هذه متـسعا لتخـريج عقـد

التأمين على أساس أنه التزام من المؤمن للمستأمن ، ولو بال تعامل على سبيل الوعد بأن يتحمل

ي أن يعوض عليه الخسائر ، فقد نص المالكيـة عنه أضرار الحادث الخطر الذي هو معرض له أ

بع كرمك اآلن ، : لو قال شخص آلخر : " على أنه - وهو الرأي األضيق -أصحاب الرأي الرابع

فأنا أرضيك ، فباعه بالوضيعه كان على القائـل أن ) أي خسارة (وان لحقتك من هذا البيع وضيعه

) .أي أن يتحمل عنه الخسارة(فيه يرضيه بما يشبه ثمن ذلك الشىء المبيع والوضيعه

واليخفى أن أقل مايمكن أن يقال في عقد التأمين أنه التزام بتحمل الخسائر عن الوعود في حادث

معين محتمل الوقوع بطريق الوعد الملزم ، نظير االلتزام بتحمل خسارة المبيع عن البائع ، ممـا

.حصر نص عليه المالكية على سبيل المثال ال على سبيل ال

א− א :אوهو نظام وردت به السنة النبوية الصحيحة الثبوت ، واخذ به أئمة المذاهب ، ومعناه أنه اذا جنى

أحد جناية قتل غير عمد ، بحيث يكون موجبها األصلى الديه ال القصاص ، فان ديه النفس تـوزع

م التناصر عادة وهم الرجال البالغون من أهله وعشيرته على أفراد عاقلته الذين يحصل بينه وبينه

وكل من يتناصر هو لهم ، فتقسط الديه عليهم في ثالث سنين بحيث اليصيب أحد منهم أكثر مـن

فاذا لم يف عدد أفـراد العـشيرة ) وهي تعادل أربعة أعشار الدينار الذهب (أربعة دراهم في السنة

أقرب القبائل أو األقارب نسبا على ترتيب ميراث العصبات ، بمبلغ الديه في ثالث سنين يضم اليهم

كانـت - كما لو كان لقيطا مثال -فاذا لم يكن للقاتل عشيرة من األقارب واألنسباء وأهل التناصر

الديه في ماله تقسط على ثالث سنين ، فان لم يكن له مال كاف فعاقلته بيت المال العام أي خزانة

.حمل دية القتيل الدولة ، فهي التي تت

:والواقع أن نظام العواقل يهدف الى تحقيق غايتين

هما تخفيف أثر المصيبه عن الجاني المخطيء ، وصيانة دماء ضحايا الخطأ عن أن تذهب هدرا ،

.الن الجاني المخطي قد يكون فقير اليستطيع التأدية ، فتضيع الديه

م أصله عادة حسنه تعاونيه كانت قائمة قبل االسـالم ومن هنا تبين لنا أن نظام العواقل في االسال

في توزيع المصيبه المالية الناشئة من القتل أو الحرق أو السرقة بهدف تخفيف ضررها عن كاهل

.من لحقته جبرا لمصابه من جهة واحياء لحقوق الضحايا في جناية القتل

Page 25: التأمين المعاصر

25

א− א :א" أسلك هذا الطريق فانه آمن وان اصابك فيه شىء فأنا ضـامن : "ي اذا قال شخص آلخر وهي تعن

فسلكه فأخذ ماله ، حيث يضمن القائل ، وهو مانص عليه الحنفيه في الكفالة ، وانتبه اليـه ابـن

أني أجد فيه فكره فقهيه يصلح بها أن يكون نصا استئناسيا قويا فـي : "عابدين وناقشه حيث ذكر

" .التأمين على األموال من األخطارتجويز

ونضيف أنه اذا كان بعض المانعين للتأمين قالوا أن من أسباب منعه أنه عقد مـستحدث آل الينـا

من الغرب في نطاق عقائده فكان عقدا لم يرد أثر ولن يصح له قياس ومن ثم كان باطال محظورا

ه مع هذا أمرا مـشروعا ، وهنـا يثـور فهو عقدا غريبا عن واقعنا االسالمي وليس لنا أن نتخذ

التساؤل عما اذا كان األصل في األشياء االباحة أم األصل المنع ؟ ، وهل تقر الشريعة االسـالمية

.مبدأ سلطان االراده التعاقدي أم ال ؟

نقول أن قاعدة األصل في األشياء االباحة انما تنطبق على شروط العقد ال في أصـل العقـود وان

اجاء في كتاب العقود البن تيمية انما يتعلق بالشروط وبأن الشروط بطبيعتها تغير مقتضى العقد، م

فهي تتضمن تغييرا في ماهيته من بعض النواحي ، فالتأمين أصبح عرفا عامـا اقتـصاديا ، وان

المذهب الحنفي يعتبر العرف أصال من األصول لالستنباط الفقهي فهي مصدر مـن المـصادر وان

.مسائل القياسية تأتي متأثرة بالعرف في كثير من االحيان ال

ان عقد التأمين هو عقد جديد لم يأت نص بتحريمه فتنطبق عليه القاعدة العامة في االباحة ، فهو

مباح على أن تستقيم تطبيقاته مع قواعد الشريعة االسالمية ، ومن العبث قياس التأمين علـى أي

ديد تمليه مصالح الناس المرسلة وجميع الفقهـاء أخـذوا بالمـصالح نظام اسالمي ، فهو نظام ج

.المرسلة وان اختلفوا في قسمتها

Page 26: التأمين المعاصر

26

فالشريعة االسالمية حين ظهرت انما نظرت الى المعامالت بين الناس نظـره اصـالح وتهـذيب

ـ ه وتعرف لما تتطلبه الحاجة من أنواعها من حيث انها طريق القامة مجتمع سليم صالح تتوافر في

أساب عباده اهللا سبحانه وتعالى واتباع أوامره واجتناب نواهيه ، فالعقود لم تـشرع اال للحاجـة

والمصلحة العامة ، وفي هذا الصدد يقول فضيلة الشيخ على الخفيف في بحثه عن التأمين المقدم

اليخالف أصال " عقد التأمين "ان هذا العقد : (الى المؤتمر الثاني لمجمع البحوث االسالمية باألزهر

من أصول الدين ، وان هذا العقد اذا لم يكن مندوبا اليه دينا من ناحية مايترتب عليه من مـصالح

ومايندفع به من أضرار ومايؤدي اليه من معونة على البر فال أقل من أن يكون عقدا مباحا لم يرد

لـب وال حظـر ، فيه نص خاص أو عام يقضى بحظره واألصل في األشياء التي لم يرد فيهـا ط

) .والضرر فيها أن تكون مباحة

Page 27: التأمين المعاصر

27

إن الجدل والحوار بين فريقي الفقهاء ، المؤيدين والمعارضين في اطار النظرة الى عقد التـأمين

كعالقة مابين مؤمن ومؤمن له منفردين ومن ثم يبدو الغرر ظاهر فيه ، بينما يقتـضى أن تكـون

جموع المؤمن لهم ، كما أن عقد التأمين في اطار عالقـات أعـضاء النظرة مع مراعاة عالقات م

جماعة تتبادل التأمين تبادال تعاونيا يخلو من معنى المعاوضة تماما وينعدم بذلك وينتفـي معنـى

الغرر والجهالة أو مفسدتهما اذ أنهما اليوجدان اال في معاوضة يقضى ان تقـوم علـى التكـافؤ

.والتعادل بين البدلين

تى نزيل الشبهة في مسألة األرباح وعدم اليقين فيمكننا تطوير أنظمة التأمين بحيث يلـزم كـل وح

مستأمن بشراء سهم أو عدة أسهم في شركات التأمين ، وبهذا الشكل يتحول التأمين التجاري الى

ة عدم تأمين تعاوني تقريبا ، ونكون بذلك قد تجنبنا شبهة الربح هذا من جانب ، أما بالنسبة لمسأل

اليقين فيمكن تجنبها اذا ماأجرى المستأمن كافة عقود التأمين التي تخصه مع شركة تأمين واحدة

وبالتالي يزداد احتمـال تعرضـه ) الخ... تأمين الحياة ، تأمين على السيارة ، تأمين المسئولين (

.لوقوع أي من الحوادث فيتحقق العوض بطريقة أو بأخرى

عام تشهد لجوازه جميع الدالئل الشرعية في الشريعة االسالمية وفقههـا ، إن نظام التأمين بوجه

والينهض في وجهه دليل شرعي على التحريم ، والتثبت أمامه شبهة من الشبهات التي يتوهمهـا

القائلون بتحريمه ، كما أن للتأمين أهمية من الناحية االقتصادية خاصة في مواجهة المخاطر التي

المجتمع والتي تؤثر بالشك على حركة رؤوس األموال داخل االقتصاد الـوطني يتعرض لها أفراد

.وهو ماتوضحه الجداول المرفقة

Page 28: التأمين المعاصر

28

سعادة الدكتور

Page 29: التأمين المعاصر

29

א א

א א א א

:الفصول اآلتية ويتكون هذا الباب من

م الوضعية وفي النظام االسالميفي النظالمالية العامة تعريفات : الفصل األول

.النفقات العامة في النظام الوضعي : الفصل الثاني

.في النظام الوضعي يرادات العامة الا : الثالثالفصل

.اإلسالمية القديمة والمعاصرة السياسة المالية : الرابعالفصل

النفقات العامة في الدولة االسالمية : الخامسالفصل

.االيرادات العامة في الدولة االسالمية : سادسالالفصل

.الخاتمة

Page 30: التأمين المعاصر

30

א א

א אא א מ אא מ א

: المباحث اآلتية ويتكون هذا الفصل من

. المالية العامة تعريف: المبحث األول

في النظام الرأسماليمةلمالية العاا: المبحث الثاني

.المالية العامة في النظام االشتراكي : المبحث الثالث

.المالية العامة في النظام االسالمي : المبحث الرابع

Page 31: التأمين المعاصر

31

א אא א

لمالية وعلم ا. العلم الذي يتناول بالبحث مصروفات الدولة وإيراداتهاعلى أنها المالية العامة تُعرف

حيث أن المالية العامة وثيقة الصلة بعلوم . العامة يحتل مكاناً وسطاً بين علمي االقتصاد والسياسة

أخرى، ومن أهمها العلوم السياسية والقانون واالقتصاد واألخالق وعلم النفس والمحاسبة

. واإلحصاء

ي تلجأ إليها الدول كي تحصل في حين أن المالية العامة هو العلم الذي يبحث في كافة الوسائل الت

وعلم المالية العامة كعلم هو تجربة حديثة النشأة، . إيراداتها الالزمة لتغطية نفقاتها الضرورية

لكننا نرى أن ممارسة هذا العلم كفن أو كتطبيق كانت منذ عصور قديمة حين بدأ تشكيل األفراد في

يبحثون عن مصادر متعددة تمكنهم من شكل جماعات تتألف من قادة واتباع، حيث أصبح القادة

جلب وتحصيل اإليرادات كي يتم صرفها على خدمة أفراد هذه الجماعة وتسهيل أمور حياتها

. ومعيشتها

وأيا كان المنهج الذي تنتهجه الدول وأيا كان أسلوبها في الحكم فهي ليست في غنى عن علم

رأسمالي عنه فيالمجتمع ال يختلف في ذاك وهذا الدورودوره ، وهذا الدور المالية العامة

من دولة متقدمة ، سالمي، وكذلك يتغير تبعاً لحالة الدولة االمجتمع عنه في الشتراكي المجتمع اال

ولكنه في جميع الحاالت واألنظمة يتطلب حصول الدولة على جزء من . إلى دولة نامية أو متخلفة

فقيام أي دولة بواجبها يتطلب . هذه الحاجاتموارد المجتمع وعناصر اإلنتاج المختلفة إلشباع

، وال يمكن ألي دولة من أن تنفق إذا لم يكن لها مواردها الخاصة منها إنفاقاً على عناصر شتى

نستعرض علم ولكي . التي تجمعها معاً بقصد استخدامها في اإلنفاق على إشباع حاجاتها تلك

متعلقة به مثل التعريف المواضيع بعض ال أن نستعرضيجب المالية العامة وما به من عناصر

:بالحاجات العامة والتعريف باألدوات المالية والنظام المالي

. الحاجات العامة-

. األدوات المالية-

. النظام المالي-

Page 32: التأمين المعاصر

32

:احلاجات العامة) ١(

يهدف بشكل أساسي إلى ، ة رقيه وتقدمه ـان نوعه أو درجـا كـإن أي مجتمع إنساني أي

وحاجات المجتمع تنقسم . كينونته وتضمن استمرار بقاءهكفل له اع الحاجات األساسية التي تـإشب

:إلى نوعين أساسين هما

وهي التي يشبعها النشاط الخاص، والتي يمكن أن : حاجات خاصة –أ

فالحاجة الخاصة هي الحاجة . يحس بها األفراد

. الفردية عها النشاط العام، والتي يمكن وهي التي يقوم بإشبا : حاجات عامة- ب

فالحاجة العامة هي . أن تحس بها الجماعة ككل

والحاجات العامة هي تلك التي . الحاجة الجماعية

يدخل إشباعها في نطاق دور الدولة التقليدي، أي في

نطاق فكرة المرافق العامة، وهي بصفة أساسية

الدفاع واألمن والعدالة والتعليم والصحة والمواصالت

وانشاء البنية التحتية ، واالستغالل واالتصاالت

األمثل للموارد الطبيعية والبشرية ، وتحقيق التوازن

.الخ . . االقتصادي واالجتماعي

ويعرف معظم الباحثين الحاجات العامة في هذا المجال بأنها تلك الحاجات التي يمكن أن تستوفيها

.المالية العامة :األدوات املالية) ٢ (

هي مجموعة األدوات التي تستخدمها الدولة بهدف الحصول على اإليرادات العامة الالزمة لتغطية

.إنفاقها على إشباع الحاجات العامة

ويتطلب القيام بهذه النفقات العامة أن تقتطع الدولة جزءاً من الناتج القومي النقدي وجزءاً من

. والخارجيةعوامل اإلنتاج العينية أو من القروض الداخلية

Page 33: التأمين المعاصر

33

وإيرادات الدولة تتخذ أشكاالً عدة فمنها ما يعرف بدخل أمالك الدولة الدومين والضرائب، والرسوم

التي تتقاضاها الدولة مقابل استخدام بعض المرافق العامة، واإلصدار النقدي الجديد والقروض

.واإلعانات الداخلية والخارجية والتعويضات والغرامات

عامة واإليرادات العامة للدولة تتكون الميزانية العامة التي تعتبر تنظيم مالي يقابل ومن النفقات ال

.بين الكميات المالية لكالً من النفقات واإليرادات العامة ويوجههما معاً لتحقيق السياسة المالية

Page 34: التأمين المعاصر

34

:النظام املايل) ٣(

ادي واالجتماعي والسياسي، إن النظام المالي ألي دولة هو عبارة عن جزء مهم من النظام االقتص

وعلى ذلك فإن النظام المالي يختلف من بلد إلى آخر تبعاً الختالف طبيعة النظام االقتصادي

.واالجتماعي والسياسي القائم في هذا البلد أو ذاك

كذلك فإن النظام المالي للبلد الواحدة قد يختلف من زمن آلخر مع تغير األوضاع االقتصادية

.السياسية لهذا البلد وهي تسير معاً في اتجاه واحدواالجتماعية و

ويعتمد النظام المالي في تحقيقه ألغراضه على عدة أدوات مالية هي النفقات العامة واإليرادات

.العامة

وكمثال . ومن خالل النظام المالي تستطيع الدولة من أن تحقق التوازن االقتصادي واالجتماعي

الم الرأسمالي من أزمات اقتصادية في العقد الرابع من القرن على ذلك ما مرت به دول الع

العشرين جعلها تلجأ إلى مصادر إيرادية إضافية كااللتجاء للقروض وإلى اإلصدار النقدي الجديد

لتغطية نفقاتها العامة المتزايدة التي كانت تهدف إلى إقامة التوازن االقتصادي واالجتماعي من

امل وإيجاد العمل لكل من يرغب بعد أن كانت اإليرادات العامة للدولة في خالل تحقيق التشغيل الك

.فترات سابقة مقتصرة على دخل أمالك الدولة وعلى الضرائب

فدور الدولة ينعكس على النظام المالي وعلى اختيار األدوات المالية، وينعكس أيضاً في حجم

.ادات العامةالكميات المالية، أي في حجم النفقات العامة واإلير

ويالحظ على جميع تلك التعاريف السابقة أنها أهملت جوانب هامة في حياة األمة مثل تحقيق

.العدالة االجتماعية بين أفراد المجتمع وعدم التركيز على الموارد والتي تحقق مصلحة األمة ككل

رجي يعتبر مصدراً مهماً وهذا كله قد تنبه له االسالم منذ آالف السنين ، فاالقتراض الداخلي والخا

من مصادر ايرادات الدولة لتغطية نفقاتها في النظم الوضعية ، لكن االسالم قنن عمليات اللجوء

لالقتراض وحددها في أضيق الحدود واشترط لها أن تكون مباحة بدون فائدة واليتحتم عليها

.إرهاق مستقبلي للدولة أو استغالل لنفوذها ومواردها

باحث يعرف المالية العامة بأنها ذلك العلم الذي يضمن االستغالل األمثل المباح للموارد لذلك فإن ال

الطبيعية ويؤدي إلى تجميع موارد الدولة وإيراداتها المختلفة بهدف استغالل تلك الموارد االستغالل

مبادئ األمثل لتغطية كافة النفقات العامة الضرورية وتحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي و

العدالة االجتماعية واستثمار الفائض النقدي المتبقي أفضل استثمار بما يحقق مصالح األمة ويعود

.بالنفع عليها

Page 35: التأمين المعاصر

35

:ومن التعريف السابق نستطيع أن نستنتج األهداف التالية للمالية العامة

فراد ضمان االستغالل األمثل لموارد الدولة ومنها الموارد الطبيعية وتحويل موارد األ-١

أو العكس عن طريق إعادة توزيع الموارد بين ) الدولة(إلى القطاع العام ) القطاع الخاص(

.االستيفاء بالحاجات الخاصة والعامة

ضمان التوزيع األمثل للدخل القومي بين طبقات المجتمع المختلفة في سبيل تحقيق العدالة -٢

. الطبقاتاالجتماعية بغرض تقليل الفوارق االجتماعية بين هذه

تغطية النفقات العامة التقليدية بما يضمن ترشيد اإلنفاق العام ويحقق أعلى مستويات -٣

.الكفاءة واإلنتاجية

. تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي-٤

استلهام الطرق المباحة في جمع اإليرادات وسداد النفقات وعدم تعريض الدولة ألية -٥

.أزمات أو آفات مستقبلية

حتى نعطي موضوع المالية حقه في الدراسة والبحث كان لزاماً علينا أن نتعرض للمالية العامة و

. في النظام الرأسمالي واالشتراكي ومن ثم نتحول إلى وضع المالية العامة في النظام اإلسالمي)١(

Page 36: التأمين المعاصر

36

مؤسسة شباب الجامعة، عبد الكريم صادق بركات، عوف الكفراوي، االقتصاد اإلسالمي،) ١(

. وما بعدها١٣م، ص ١٩٨٤األسكندرية، مصر،

Page 37: التأمين المعاصر

37

املبحث الثاين املالية العامة يف النظام الرأمسايل

مرت المالية العامة في النظام الرأسمالي بثالثة مراحل أساسية هي مرحلة االقتصاد الحر، ومرحلة

. تدخل الدولة، وأخيراً مرحلة االقتصاد الموجه

رحلة االقتصاد الحر الذي نتج عن الثورتين اإلنجليزية الصناعية والفرنسية، نجد أن الحياة ففي م

ينفذه األفراد في سعيهم إلشباع حاجاتهم االقتصادية بموجب هذه المرحلة تخضع لنظام طبيعي

لذلك أصبحت الدولة في . الخاصة وتحقيق منافعهم، واألهداف الخاصة بدورها تحقق الصالح العام

هذه المرحلة تقف على الحياد فال تقحم نفسها في مضمار الحياة االقتصادية، بل يتعين عليها

حماية حرية األفراد وملكيتهم وتركهم أحراراً والقيام بالخدمات األساسية الالزمة إلزدهار هذا

.االقتصاد كاألمن الداخلي والدفاع الخارجي وبناء البنية األساسية

هذا النظام نطاق علم المالية العامة الذي يمثل نفقات عامة يتعين تغطيتها ذلك فقد تحدد بموجبل

ولتغطية هذه النفقات تلجأ الدولة إلى الضرائب )٢(.بتوزيع عبئها بين المواطنين بطريقة عادلة

\.والقروض وإيرادات الدومين وتضع هذه النفقات واإليرادات في ميزان محدد هو ميزانية الدولة

لة التدخل فهو عندما بلغت الرأسمالية الصناعية ذروتها في القرن التاسع عشر ما في مرحأ

.وساهمت في التقدم الصناعي ورفع مستوى المعيشة

فقد أدى النظام الحر إلى سيطرة الدافع الخاص وسعى األفراد إلى تحقيق الربح إلى تركهم حاجات

بل وساهمت . الً ال يحقق النفع العامأساسية للمجتمع غير مشبعة، واستغاللهم الموارد استغال

الحرية االقتصادية في سوء توزيع الثروات والدخول بين الطبقات االجتماعية، فتدخلت الدولة

بقصد الحد من اآلثار السيئة للنظام الحر والتخفيض من مساوئه دون المساس به، وأدى هذا

المالية فظهرت نفقات أخرى اجتماعية التدخل من جانب الدولة إلى زيادة حجم نفقاتها وأعبائها

واقتصادية مما أدى إلى زيادة الضرائب وتعددها فتم عرضها على أنواع مختلفة من النشاط

.االقتصادي كالضرائب على المهن الحرة وعلى األرباح التجارية

ات وبذلك أصبحت الميزانية تؤثر في االقتصاد القومي وتتأثر بتقلباته نظراً لضخامة اإليراد

.والنفقات

Page 38: التأمين المعاصر

38

(2) Jeze Cours: elementaire de Since des Finances et de Ligislation Francaise Duverger (M) Finances Publiques, P, U, P. 1963.

Page 39: التأمين المعاصر

39

أما المرحلة األخيرة من مراحل النظام الرأسمالي فهي مرحلة االقتصاد الموجه فقد نتج عن تطور

ذ الطبقة العاملة التي أخذت تشعر بقوتها وتطالب بحقوقها االقتصادية الرأسمالية ازدياد في نفو

. واالجتماعية وأدى ذلك إلى تجارب الدولة معها

وقد ساعد قيام الحرب العالمية الثانية وما تطلبته من نفقات وموارد ضخمة على نضوج فكرة

.توجيه االقتصاد

اتسع نطاق علم المالية العامة وأصبح أداة في وقد نتج عن ازدياد نشاط الدولة وتعدد أوجهه أن

يد الدولة لتحقيق أهدافها ولم يعد دوره قاصراً على تغطية نفقات الدولة وتوزيع العبء بين

. المواطنين بل أصبحت مهمته إلى جانب ذلك هي التدخل والمساهمة في تحقيق األهداف الجديدة

لتحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية مثل الحد فأصبحت الضريبة ال تستخدم لغرض مالي فحسب بل

. من االستهالك وتشجيع المدخرات وتوجيه االستثمارات

وأصبح القرض ليس وسيلة استثنائية للحصول على األموال بل وسيلة للتأثير في السوق المالي

.وتوجيه رؤوس األموال وامتصاص القوة الشرائية الزائدة

Page 40: التأمين المعاصر

40

املبحث الثالث يامة يف النظام االشتراكاملالية الع

ويعتمد علم المالية العامة . يقوم النظام االقتصادي االشتراكي على الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج

في النظام االشتراكي على الخطط التي تضعها الدولة وتسعى إلى تحقيقها، حيث يتم ترجمة تكل

لى عاتقها عبء كبير إذ أنها تملك وسائل والدولة في النظام االشتراكي يقع ع .الخطط إلى أرقام

.اإلنتاج ويتوجب عليها سداد العديد من النفقات لضمان التوازن بين طبقات المجتمع

وتعتبر الميزانية العامة للدولة في المجتمع االشتراكي هي الخطة المالية الرئيسية وذلك نتيجة

قتصادي، واعتناقها التخطيط أسلوباً إلدارة لتملك الدولة لوسائل اإلنتاج وقيامها بدور المنظم اال

ففي جانب اإليرادات نرى عدم . وهذا بدوره يؤثر في الميزانية وفي نفقاتها وإيراداتها. الموارد

االعتماد الكلي على الضرائب في هذا الجانب بل يستعاض عنه بإيرادات القطاع العام والتعاوني

أما القروض في النظام االشتراكي فنالحظ . وازنةمن إيرادات الم% ٩٠وهذا يشكل ما يزيد عن

.أنها محدودة وال تلجأ إليها الدولة إال نادراً، وغالباً ما تتم ألسباب سياسية

أما جانب النفقات في الميزانية فهي تشمل نفقات الدولة االستثمارية الموجهة لخلق أصول ثابتة

قات على الخدمات العامة كاإلنفاق على التعليم جديدة والتوسع في األصول القائمة إضافة إلى النف

لذلك يعرف علم المالية العامة وفقاً . والصحة ونفقات الضمان االجتماعي والتأمين والدفاع واألمن

العلم الذي يدرس نظام العالقات االقتصادية النقدية التي تنظمها الدولة "للنظام االشتراكي بأنه

)١(". زمة لالستثمارات وإشباع المتطلبات األخرى للمجتمعوتخططها بهدف توفير الموارد الال

Page 41: التأمين المعاصر

41

٥٠عبد الكريم صادق بركات، االقتصاد المالي اإلسالمي، مرجع سابق، ص ) ١(

Page 42: التأمين المعاصر

42

املبحث الثالث املالية العامة يف النظام اإلسالمي

أبطل التعارض إن النظام االقتصادي اإلسالمي ألغى الصراع العنيف بين مصالح الفرد والمجتمع و

والفرد حر تماماً في كل . فالمذاهب الرأسمالية تقرر أن تكون الغلبة للفرد. بين مصلحة كل منهما

لذلك نرى انه طبقاً لهذا المذهب . ما يعمل إذا امتنع عن الجرائم التي حددها القانون الوضعي

ابط سوى مصلحته تتغلب المصلحة الفردية على مصلحة المجتمع ويكون نشاط الفرد هنا بال ض

.الذاتية وال يوجد التزام عليه نحو المجتمع

فطبقاً لهذا . كذلك فإن المذهب االشتراكي مذهب جماعي ال يعترف بالفرد إال وانه عضو في جماعة

هذا . المذهب تلغي ذاتية الفرد، حيث ال يملك حرية التصرف إال من خالل الجماعة ولمصلحتها

لفرد كما في النظام الرأسمالي ومصالح المجتمع كما في النظام الصراع والتعارض بين مصالح ا

بل اإلسالم وفق فيما بينهما وحقق . االشتراكي ال وجود له في النظام االقتصادي اإلسالمي

فاإلسالم يحث الفرد . التوازن التام بين مصالح الفرد كفرد وكعضو في الجماعة وبين الجماعة ككل

لجماعة وشبهه مع الجماعة بأنه كالبنيان يشد بعضه بعضاً فقد قال على العمل لما فيه مصلحة ا

)١(". المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"صلى اهللا عليه وسلم

وهدف الدولة اإلسالمية ليس فقط حماية األفراد وملكيتهم والقيام بأعمال البنية التحتية والخدمات

هذه األهداف . سع أال وهو بناء مجتمع مستقر متكاملاألساسية، بل تعدى ذلك إلى هدف أسمى وأو

التي اضطلعت بها الدولة اإلسالمية التي انتشرت واتسعت تطلب منها زيادة اإلنفاق العام تحقيقاً

لتلك الغايات، وهذا استتبع كذلك إلى ضرورة الحصول على اإليرادات الالزمة لتمويل هذا اإلنفاق

. أكمل وجهحتى تقوم الدولة بوظائفها على

ولقد انتهجت الدولة اإلسالمية في تحصيلها إليراداتها نظام فريد في قواعده العادلة ويفي

بمتطلبات الدولة من األموال، حيث قسمت موارد الدولة اإلسالمية إلى موارد دورية تحصل كل عام

الخراج والجزية هي دعامة النظام المالي وهي الشريان المغذي لبيت مال المسلمين مثل الزكاة و

والعشور، و موارد غير دورية مثل الغنائم والفيئ وتركة من ال وارث له وكل مال ال يعرف

. صاحبه والقروض والتبرعات

Page 43: التأمين المعاصر

43

.رواه الشيخان) ١(

Page 44: التأمين المعاصر

44

أما نفقات الدولة اإلسالمية فقسم منها لها موارده الخاصة مثل إنفاق أموال الزكاة المفروضة في

وهناك قسم آخر من النفقات ليس لها موارد خاصة ومثاله . من الغنائممصارفها وإنفاق الخمس

إضافة إلى قسم آخر من النفقات على . رواتب الخليفة والوالة والحكام والقضاة وموظفي الدولة

، وسنأتي في جزء مستقل من هذا الفصل )١(. المصالح العامة للمسلمين وللقيام بالمشروعات

.قات الدولة اإلسالميةببيان مفصل إليرادات ونف

Page 45: التأمين المعاصر

45

.١١٩عبد الكريم صادق بركات، االقتصاد المالي اإلسالمي، مرجع سابق، ص ) ١(

Page 46: التأمين المعاصر

46

الفصل الثاني النفقات العامة يف النظام الوضعي

:ويتكون هذا الفصل من اآلتي

.ماهية النفقة العامة : المبحث األونل

اآلثار االقتصادية للنفقات العامة: لثاني المبحث ا

.آثار االنفاق على االنتاج -١

.أثر االنفاق العام على توزيع الدخل -٢

.أثر اإلنفاق العام على مستوى االثمان العام -٣

Page 47: التأمين المعاصر

47

المبحث األول ماهية النفقة العامة

لحياة االقتصادية واالجتماعيـة، لقد تطور دور الدولة في المجتمعات الحديثة وأصبحت تتدخل في ا

لذلك فقد اتسع نطاق الحاجات العامة وزاد حجم النفقات العامة بالتالي لتصبح أداة في يد الدولـة

لتحقيق أهدافها وأغراضها االجتماعية واالقتصادية حتى ولم تم ذلك عن طريق إحداث عجز منتظم

.يرادات النفقات العامة أما توازن الميزانية فيعني أن تغطي اال. في الميزانية

:)٢(وقد أدى ذلك إلى تطور النفقات العامة من ثالث نواحي هي

. أن النفقات العامة أصبحت تشكل نسبة هامة من الدخل القومي-١

تعددت أغراض النفقات العامة وتنوعت وأصبحت تغطي إضافة لوظائف الدولة التقليديـة -٢

.لتنمية االقتصاديةهدف تحقيق التشغيل الشامل وتحقيق ا

اهتم الكتاب والباحثين في المدرسة الحديثة بدراسة وتحليل النفقـات العامـة وقواعـدها -٣

.وضوابطها وحجمها وتقسيماتها وحدودها وآثارها

هـذه الـشروط هـي . يشترط في النفقة عدة شروط حتى يتم تصنيفها على أنها نفقة عامـة

-:كالتالي : أن تصدر عن جهة عامة–أ

وهذا يعني أن النفقة تعتبر نفقة عامة إذا قام بها الشخص المعنوي العام أو أي واحد من

أما إذا قام بالنفقـة . أشخاص القانون العام، أي الدولة أو أحد مؤسساتها وهيئاتها العامة

.أحد األفراد أو الشركات والمؤسسات الخاصة فإنها عندئذ تكون نفقة خاصة :يت تصدر عنها النفقة وظيفة عامة أن تكون الوظيفة ال-ب

هذا إذا كان الغرض منها تحقيق منفعة ومصلحة عامة ، وعلى ن النفقة تعتبر نفقة عامة إ

فإن إنفاق األموال العامة لتحقيق منافع أو أغراض خاصة اليكون إنفاقاً عامـاً ، األساس

م النقدي يـأمر بإنفاقـه أنها كم قابل للتقوي "ولقد عرفت النفقة العامة بعدة تعريفات منها

)١ (" .شخص من أشخاص القانون العام إشباعاً لحاجة عامة

وبناء على ماسبق فإن الباحث يرى أن النفقة العامة ماهي إال مبلغ نقدي يقوم بها شـخص عـام

" عامةاتإشباع حاجوعام ويقص بها تحقيق نفع

Page 48: التأمين المعاصر

48

٣٩٨،ص١٩٨١ر الجامعية، بيروت حامد عبد المجيد دراز، مبادئ المالية العامة، الدا) ١(

)٢(" مبلغ من المال يخرج من خزانة الدولة سداداً لحاجة عامة"النفقة العامة بأنها كذلك ُعرفت

وبناء على ما سبق فإن الباحث يرى أن النفقة العامة ما هي إال مبلغ نقدي يقوم بها شخص عـام

.ويقصد بها تحقيق نفع عام وإشباع حاجات عامة

Page 49: التأمين المعاصر

49

م ١٩٧٢عبدالمنعم فوزي ، المالية العامة والسايسة المالية ، دار النهضة العربية ، بيـروت ) ٢(

.٤١ص

Page 50: التأمين المعاصر

50

الثالثاملبحث اآلثار االقتصادية للنفقات العامة

لدولة سبق وأن ذكرنا فيما مضى أن تطور دور النفقة العامة قد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور دور ا

ولقد كانت النظرة القديمة للنفقة العامة على أنها نفقة محايدة ال تؤثر وال . في النشاط االقتصادي

تتأثر بالنشاط االقتصادي الخاص، ولكن سرعان ما انتقلت الفكرة بها إلى النظرة الحديثة للنفقـة

ثار اجتماعية واقتـصادية العامة وهي التي يطلق عليها بالنفقة اإليجابية، أي إنها تتدخل إلحداث آ

وعلى ذلك فإن السياسة االنفاقية المثلى هي التي تـساعد . وسياسية تتحقق بها أهداف المجتمع

على تحقيق أهداف المجتمع عن طريق اختيار عناصر السياسة اإلنفاقيـة التـي تتفـق آثارهـا

. المجتمعاالقتصادية واالجتماعية والسياسية مع تلك اآلثار المرغوبة لتحقيق أهداف

وقيام الدولة بالنفقات العامة يؤدي إلى آثار متعددة في مختلف الميادين، إال إننـا سـوف نقـصر

.دراستنا هذه باستعراض اآلثار االقتصادية للنفقات العامة

وتعتمد آثار اإلنفاق العام على حجم وطبيعة هذا اإلنفاق والضرائب االقتصادية السائدة، كما يتوقف

.ي للنفقات العامة على طبيعة اإليرادات العامة التي تستخدم في تمويلهااألثر النهائ

.وسنتناول فيما يلي أثر اإلنفاق العام على اإلنتاج وعلى توزيع الدخل القومي

:آثار اإلنفاق العام على اإلنتاج) ١(

جمـوع مـا يحقق اإلنفاق العام آثاره على اإلنتاج عن طريق التأثير على اإلنفاق القومي، وهو م

ويكـون . ينفقه األفراد والهيئات الخاصة والعامة على السلع والخدمات االستهالكية واالستثمارية

التأثير على حجم وهيكل اإلنفاق القومي عن طريق التغيير في اإلنفاق العام علـى االسـتهالك أو

فأما على مـستوى .وقد يكون تأثيره في المدى القصير أو الطويل . على االستثمار أو عليهما معاً

المدى القصير، ففي فترات الكساد حيث يقل الطلب على المستوى الذي يحقق التـشغيل الكامـل

للموارد اإلنتاجية يتعين تكييف نفقات الدولة وإيراداتها بما يكفل زيادة الطلب الكلي عـن طريـق

مار حتى يزيد التـشغيل زيادة تيار اإلنفاق العام مما يشجع اإلنفاق الخاص على االستهالك واالستث

.واإلنتاج وتخف حدة الركود أو يقضى عليه

أما في فترات التضخم حيث يزيد الطلب زيادة تفوق قدرة االقتصاد على إنتاج الـسلع والخـدمات

عند مستوى التشغيل الكامل فإنه يتعين تكييف نفقات الدولة وإيراداتها بما يكفل تقيد الطلب الكلي

وزيادة الضرائب حتى يمكن وقف الضغط التضخمي وإعـادة التـوازن عن طريق خفض اإلنفاق

.واالستقرار إلى االقتصاد

Page 51: التأمين المعاصر

51

أما فيما يتعلق بالمدى الطويل تختلف آثار اإلنفاق العام على اإلنتاج والدخل تبعـاً لطبيعـة هـذا

مباشـرة له صـلة فاإلنفاق على المرافق التقليدية كاألمن والدفاع والعدالة وإن لم تكن . اإلنفاق

باإلنتاج فإنه يهيئ الظروف التي ال غنى عنها لقيامه حيث يؤدي اختالل األمن، وحالة الال سـلم

. والال حرب إلى عدم اطمئنان المنتجين على أعمالهم مما يعوق سير اإلنتاج في مختلف الميادين

والـشيخوخة كما يؤثر اإلنفاق على التعليم والصحة والتأمينات االجتماعية ضد المرض والعجـز

.والبطالة تأثيراً مهماً على اإلنتاج من خالل تأثيره على قدرة األفراد ورغبتهم في العمل واالدخار

:أثر اإلنفاق العام على توزيع الدخل القومي) ٢(

يعتمد نمط توزيع الدخل القومي في أي مجتمع على العمل واإلنتاجية، وعلى ما يملكه الفرد من

وعلى نفوذ بعض األفراد في . من االستئثار بجانب من الناتج الصافي للجماعةوسائل إنتاج تمكنه

.الحصول على نصيب أكبر من الدخل مما يتناسب مع عملهم

وأثر اإلنفاق العام على نمط توزيع الدخل القومي قد يكون مباشراً عن طريق زيادة القوة الشرائية

وقد يكون غير مباشر عن طريق . عدات النقديةلبعض الفئات والطبقات بواسطة اإلعانات والمسا

تزويد طبقات أو فئات معينة ببعض السلع والخدمات مجاناً أو بثمن يقل عن تكاليف إنتاجها، أو

وأثر اإلنفاق العام على نمط توزيع الدخل القومي يعتمد على كيفية . من خالل رفع مستوى األسعار

عامة تنقل جزءاً من القوة الشرائية في صورة نقدية أو فإذا كانت النفقات ال. تمويل هذا اإلنفاق

غير نقدية من الطبقات ذات الدخول المرتفعة إلى الطبقات ذات الدخول المنخفضة كان لها أثر في

أما إذا كان العكس هو الذي يحدث فإنها تجعل توزيع . تخفيف حدة التفاوت في توزيع الدخول

.الدخل بعيداً عن المساواة والعدالة

وعلى ذلك فإن نقل جزء من دخول األغنياء إلى الفقراء يؤدي إلى تعظيم المنفعة الجماعية التي

كذلك فإن النفقات الحقيقية التي تهدف إلى تحقيق . تحصل عليها الجماعة من الدخل القومي

، أغراض اجتماعية مثل النفقات التعليمية والثقافية والصحية تؤدي إلى زيادة في الدخل القومي

.وتؤدي كذلك إلى إعادة توزيع الدخل القومي

:أثر اإلنفاق العام على مستوى األمثان العام) ٣(

يؤثر اإلنفاق العامة على مستوى االئتمان العام حسب توجيه االنفاق العام نحو زيادة النشاط

ئتمان العام االستثماري أو نحو زيادة االستهالك ، كما يتفاوت أثر االنفاق العام على مستوى اال

.بتفاوت مستويات النشاط االقتصادي الكلي

Page 52: التأمين المعاصر

52

Page 53: التأمين المعاصر

53

الثالثالفصل العامة يف النظام الوضعيااليرادات

:ويتكون هذا الفصل من اآلتي

. مدخل -

االيرادات الضريبية : المبحث األول

الضرائب -١

الرسوم -٢

األتاوة -٣

االيرادات شبه الضريبية -٤

.القروض : لثاني المبحث ا

ايرادات القطاع العام: المبحث الثالث

.مصادر إيرادية أخرى : المبحث الرابع

Page 54: التأمين المعاصر

54

:مدخل

إن زيادة نفقات الدولة وتعدد أنواعها ثم التطور الذي حصل على دور الدولة بحيث أصبحت

تبعت زيادة أهمية مسئولة عن مهام إضافية مثل التوازن والتنمية االقتصادية واالجتماعية است

وقد ذهب الباحثون في تقسيمهم . اإليرادات العامة التي تغطي تلك النفقات وتعددت أنواعها كذلك

لإليرادات العامة مذاهب شتى، فقد قسمها البعض حسب أسلوب التحصيل إلى موارد إجبارية

ه اإليرادات كما قسمها البعض اآلخر حسب طبيعة هذ. كالضرائب والرسوم، وإختيارية كالقروض

وكذلك فقد قسمها . وما تولده من إلتزامات لموارد دائمة كالضرائب واإليرادات المؤقتة كالقروض

ثم أن هناك تقسيمات أخرى متعددة . آخرون حسب تكرارها وآثارها على التوازن االقتصادي

.ومتنوعة أتى على ذكرها الباحثون

Page 55: التأمين المعاصر

55

املبحث األول الضريبية اإليرادات : أوالً

.هي تشمل الضرائب والرسوم واإلتاوة واإليرادات شبه الضريبيةو : الضرائب-١

الضرائب أداة مالية تقتطع جزءاً من ثروة اآلخرين وتحوله إلى الدولة لتستخدمه في تحقيق

أغراضها، فهي إقتطاع مالي تقوم به الدولة عن طريق الجبر من ثروة األشخاص اآلخرين، ودون

كذلك هناك من عرف الضرائب على أنها . )١(ذلك بغرض تحقيق نفع عام مقابل خاص لدافعها و

اقتطاع نقدي جبري نهائي بال مقابل من الممول وفقاً لمقدرته على الدفع لتغطية النفقات العامة "

)٢(." وتحقيق أهداف المجتمع

ادي، وهي مورد والضريبة هي وسيلة لتوزيع األعباء المالية العامة وأداة للتوجيه المالي واالقتص

وقد ظلت لفترة من الزمن وما زالت كذلك تمثل . سيادي ومظهر من مظاهر التضامن االجتماعي

.الجانب األكبر من اإليرادات العامة في كثير من الدول

والضريبة مورد يراعي العدالة والمساواة بين األفراد، فيخضع استخدامها لقواعد معينة بحيث

.وهي وسيلة لتحقيق أهداف المجتمع. وياتهمتراعي دخول األفراد ومست

ومن التعاريف السابقة للضريبة يمكننا أن نستخلص العناصر التالية والتي يطلق عليها عناصر

:الضريبة

هي اقتطاع مالي لصالح الدولة من ثروة اآلخرين وهي تنتقل بصفة نهائية من المكلف بها –أ

.إلى الدولة وقد تكون عينية أو نقدية

تفرض وتدفع جبراً وتنفرد الدولة دون اإلتفاق مع اآلخرين بوضع النظام القانوني لها - ب

.ووعائها وسعرها ومن هو المكلف بها وكيفية تحصيلها

حيث يدفعها الممول بصفته عضواً في الجماعة . عدم وجود نفع خاص لدافع الضريبة-ج

. السياسية فهو يستفيد منها بصفته واحداً من الجماعة

غرض الضريبة تحقيق المنفعة العامة، فالبد وان تؤثر الضريبة في البنيان االقتصادي -د

وهي أداة . وهي أداة مهمة للتأثير في اإلنتاج وفي االستهالك وفي اإلدخار. واالجتماعي

وهي بالتالي أداة من أدوات السياسة االقتصادية . من أدوات توزيع الدخل القومي

.يةواالجتماعية والسياس

.١٨٨رفعت المحجوب، المالية العامة، مرجع سابق، ص ) ١(

Page 56: التأمين المعاصر

56

عوف الكفراوي وعبد الكريم بركات، االقتصاد المالي اإلسالمي، مؤسسة شباب الجامعة، ) ٢(

١٢٨، ص ١٩٨٤االسكندرية

Page 57: التأمين المعاصر

57

الرسوم-٢

ارية، يدفعه يعرف الرسم بأنه اقتطاع نقدي بواسطة الدولة أو الهيئات المحلية أو أحد تنظيماتها اإلد

.الفرد جبراً مقابل نفع خاص يحصل عليه من جراء تأدية الدولة لخدماتها وتحقيقها للنفع العام

والفرق بين الرسم والضريبة واضح، فالضريبة تفرض على أساس المقدرة على الدفع تغض النظر

.على المنافع التي تعود على الفرد، بينما الرسم يرتبط بالنفع والمقابل

به الضريبة مع الرسم في كون كل منهما فريضة نقدية تدفع بصفة نهائية للدولة وتخضع وتتشا

.لنظام قانوني يحدد إنشائها والمطالبة بها والمنازعات التي تقوم بشأنها

والرسم أداة تستخدمها الدولة كي . واألصل في الرسم أن يكون مقابالً لنفع يحصل عليه دافع الرسم

ها، ويالحظ على الرسم تدهور مركزه من ضمن مراكز موارد الدولة نتيجة تحقق من خالله أهداف

عدة عوامل منها إنتشار فكرة مجانية الخدمات وتحول بعض الرسوم إلى ضرائب حتى صار الرسم

.مورداً ثانوياً وتكميلياً للضريبة

اإلتاوة-٣

لنفع الذي يعود عليهم من جراء اإلتاوة هي مبلغ من المال يسهم به المالك العقاريين جبراً نظير ا

وتتفق اإلتاوة مع الرسم والضريبة في كونها إيراد تحصل عليها الدولة . قيام الدولة بعمل عام

.لكنها تختلف عن الضريبة في كونها تعود بمقابل على دافعها. جبراً

ها تدفع دون أما خالفها عن الرسم فهي ألنها مقابل لنفع عاد من عمل عام ال خدمة مقدمة، كما أن

. الحاجة لطلب من المستفيد أو استشارته في القيام بالعمل الذي اضطلعت به الدولة

واإلتاوة يقتصر دفعها على نوع من المستفيدين وهم المالك العقاريين ال على كل من يطلب الخدمة

رة تطلب فيه كذلك فإن اإلتاوة ال يتكرر دفعها خالفاً للرسم الذي يدفع كل م. كما في حالة الرسم

.الخدمة

اإليرادات شبه الضريبية-٤

وعلى العموم يقصد باإليرادات . ليس هناك اتفاق على مفهوم واضح لإليرادات شبه الضريبيةن

شبه الضريبية تلك اإلقتطاعات الجبرية التي تقع على منتفعي بعض المؤسسات العامة أو شبه

أجل استخدامات محددة اقتصادية ومهنية العامة االقتصادية واالجتماعية والتي تخصص من

.ومثال واضح عليها هو التأمينات اإلجتماعية. واجتماعية

وهذه اإليرادات تقترب من الضريبة من حيث صيغتها اإلجبارية، ومن حيث اختفاء التناسب بين

.نفعمقدار ما يدفعه المستفيد وما يعود عليه من نفع، بل قد يدفع دون أن يحصل بالضرورة على

Page 58: التأمين المعاصر

58

املبحث الثاين روضــقـال

تلجأ الدولة إلى القروض كمصدر من مصادر التمويل عندما تصل الضريبة إلى حدها األقـصى أي

عندما يبلغ المعدل الضريبي حجمه األمثل وال يكون بعد ذلك الحد للدخل القومي القدرة على تحمل

ر النـشاط االقتـصادي وتـدهور المزيد من الضرائب، بحيث تؤدي أي ضرائب إضافية إلى تدهو

.مستوى المعيشة

كذلك فإنه في الحاالت التي يكون فيها للضرائب ردود فعل عنيفة لدى المـواطنين يـتم االلتجـاء

.للقروض العامة

فالقرض العام يشكل وسيلة فعالة في يد الدولة لتجميع المـدخرات التـي ال تـستطيع الـضريبة

.الحصول عليها

مبلغ من المال تحصل عليه الدولة عن طريق االلتجاء إلى أشخاص طبيعيـين " والقرض العام هو

أو معنويين داخل اإلقليم أو خارجه مع التعهد برد المبلغ المقترض ودفع الفوائد وفقـاً للـشروط

المبالغ النقديـة التـي "رفعت المحجوب يعرف القرض العام بأنه . كذلك فإن د . )١(" الموضوعية

أو أي شخص معنوي عام آخر، من الغير، أي من األفراد، أو البنوك أو الهيئـات تستدينها الدولة

الخاصة أو العامة أو الدولية أو من الدول األخرى مع التعهد بردها وبـدفع فائـدة عنهـا، وفقـاً

.) ٢(لشروط معينة

االختيار، ولقد أبرز الفكر التقليدي عدة نقاط لالختالف بين القرض والضرائب، فالقرض يقوم على

ويبنى على أساس التعاقد حيث يقدم المكتتب المال ويحصل على سند في مقابله، وهو يولد أعباء

على الدولة بإلتزامها بالسداد ودفع الفوائد، في حين أن الضريبة فريضة جبريـة تـصدر بـإرادة

إلتزام برد مـا منفردة وتستقطع جزءاً من موارد الممول، ولكنها ال تحمل الدولة أي أعباء أو أي

.اقتطعته

والقرض العام يعتبر مورداً مكمالً للضريبة فهو يسهم مع الضريبة في تمويل النفقات العامـة، وال

يقتصر دوره على هذا الفرض المالي وحده، بل إنه يعتبر باإلضافة إلى ذلك أداة مهمة مـن أدوات

لكنها أداة يجب أن تـستخدم بحـذر السياسة المالية، أي أنه أداة من أدوات التوجيه االقتصادي،

.شديد نظراً ألعبائها المالية

.١٣٧عوف الكفراوي وعبد الكريم بركات، االقتصاد المالي اإلسالمي، مرجع سابق ص) ١(

.٤٨٤رفعت المحجوب، المالية العامة، مرجع سابق، ص ) ٢(

Page 59: التأمين المعاصر

59

ض اختياريـة قـروض تقسم القروض العامة لعدة أقسام، فتقسم من حيث إرادة المقرض إلى قرو

أما من حيث مصدر القـرض . ومن حيث أجل القرض إلى قروض مؤبدة وقروض مؤقتة . إجبارية

.إلى قروض داخلية وقروض خارجية

Page 60: التأمين المعاصر

60

א אמ א א א א

تمثل إيرادات الدومين العام مورداً هاماً من موارد تمويل النفقات العامة، كانـت فـي فتـرة مـن

هم من مورد الضرائب، للدومين أقساماً متعددة تتفاوت في اإليـرادات المتولـدة عنهـا، الفترات أ

وعلى العموم يقصد بالدومين أمالك الدولة وأموالها العقارية والمنقولة التي تملكها سواء ملكيـة

.عامة أو ملكية خاصة

.والدومين يشكل مورداً مستمراً ومتجدداً له أهمية في سداد نفقات الدولة

حيث يقصد بالدومين العام كافة األموال التـي تملكهـا الدولـة . ويقسم الدومين إلى عام وخاص

والتي تخضع ألحكام القانون العام، وتخصص للنفع العام مثل الطرق والشوارع والحدائق العامـة

.حيث تفرض الدولة في حاالت معينة رسوماً لالنتفاع بها

لتي تملكها الدولة ملكية خاصة والتي تخضع ألحكـام القـانون أما الدومين الخاص فهو األموال ا

.الخاص، ويدر الدومين الخاص إيراداً يشكل مورداً لإليرادات العامة

ويقسم الدومين الخاص تبعاً لنوع األموال التي يتكون منها إلى دومين زراعي ودومـين تجـاري

.وصناعي ودومين مالي

الدومين التقليدي فهو عبارة عن األراضي الزراعية والغابـات أما الدومين الزراعي أو ما يعرف ب

وتأتي إيرادات هذا الدومين أما من بيع محاصـيل هـذه األراضـي، أو مـن . التي تمتلكها الدولة

.تأجيرها للغير

. في حين أن الدومين التجاري الصناعي هو ما تملكه الدولة من مشروعات صـناعية وتجاريـة

ة إلى تملك المشروعات الصناعية والتجارية الكبيرة التي ال يقدر األفراد على فكثيراً ما تلجأ الدول

. القيام بها لضمان استمرار الخدمة العامة ولضمان توزيعها بأثمان مخفضة

وقد تفرض الدولة على بعض مشروعاتها الشكل االحتكاري حينما تمنع رؤوس األموال الخاصـة

وغالباً ما يكون هدف الدولـة . المشروعات المملوكة لها من دخول بعض الميادين لتقصرها على

من إقامة هذه االحتكارات تحقيق دخول كبيرة، وتحقيقاً لهذا الهدف تلجأ الدولة إلـى رفـع ثمـن

.منتجاتها المحتكرة

أما الدومين المالي فهو محفظة الدولة من األوراق المالية من األسهم والسندات التـي تـصدرها

.تدر أرباحاً وفوائد تدخل ضمن دخل أمالك الدولةالشركات والتي

Page 61: التأمين المعاصر

61

א א א א

ويشمل هذا النوع من اإليرادات عدد من المصادر اإليرادية ال يجمعها معيار واحد، فمنها ما ينتج

حيث عن ممارسة الدولة لسلطانها كحصيلة الغرامات التي يدفعها مرتكبي المخالفات القانونية،

. تتميز هذه الحصيلة بالتغير وعدم الثبات وإرتباطها بالمخالفات وبالوعي القانوني

كما ويندرج تحت هذا التصنيف كافة الهدايا والمنح التي تحصل عليها الدولة من المواطنين

.لمساعدة الدولة في مهامها أو التبرعات الخاصة والمساهمات من األفراد لدولتهم

در اإليرادي قليل نسبياً وضئيل الحجم إذا ما قورن بأمثاله من إيرادات الدولة ويعد هذا المص

.كالضرائب والرسوم والقروض

Page 62: التأمين المعاصر

62

אא א

אא א אא מ א

:ويتكون هذا الفصل من

.مدخل

السياسة المالية في صدر اإلسالم : المبحث األول

الصياغة المعاصرة للسياسة المالية في اإلسالم : المبحث الثاني

Page 63: التأمين المعاصر

63

: مدخل

، فهو يتناول طبيعة العالقة بين الخالق ينظم جميع نواحي الحياة اإلنسانيةدين إن الدين اإلسالمي

.عالقته بالمجتمع الذي يعيش فيهوبين اإلنسان وأخيه ووخلقه، وبين اإلنسان ونفسه،

القواعد واألسس التي تنظم هذه العالقات جميعها، وقد خلف اإلسالم تراثاً عظيماً واإلسالم وضع

وجاءت أحكامه في . يتضمن أحكاماً عامة تتصل بكافة الشئون السياسية واالقتصادية واالجتماعية

ذلك كلية مجملة حتى ال تقف جامدة عند جماعة خاصة، أو في فترة زمنية معينة، بل أن مرونتها

لمسلمين في كل العصور إمكانيات التكيف تبعاً لظروفهم وأحوالهم وهذا يفسر سر عظمة تهيئ ل

.اإلسالم وخلوده

ولقد اجتهد السلف الصالح في الكشف واالستنباط الفقهي بما يتفق وظروف عصرهم، وخلفوا لنا

مختلف شئون ميراثاً ضخماً يعكس عقليات األزمان المتعاقبة التي عاصرت اإلسالم وارتبطت به في

غير أن الكثير من بني جلدتنا لم يستفيدوا مما خلف لهم، فأستهوتهم النظم الغربية، حياتها

وأصبحوا بعيدين عن هدي اإلسالم وقواعده، مع أنه ال مانع لدينا من أن نقتبس من تلك األنظمة ما

ه اإلسالمي بالجمود وأتجه بعض الناس إلى إتهام الفق ، ينفعنا ونرد ما يتعارض مع تعاليم ديننا

بسبب ابتعاد العلماء عن االجتهاد منذ عصور مضت، إال أن الفقه اإلسالمي بقواعده األساسية

ومبادئه الكلية ال جمود فيه، فهو النظام الصالح لكل زمان ومكان، ويؤيد ذلك ظهور بعض األئمة

.رهموالمجتهدين في عصور مختلفة يستنبطون أحكاماً مالئمة لعص

الم دين يتميز بأنه ينسق جميع العالقات في المجتمع ويعالج مشاكل الحياة اليومية للفرد واإلس

والجماعة وفق منهج اهللا وشرعه، وبصفته دين الفطرة فالبد وأن يحكمه نظام اقتصادي متميز يبنى

على قواعد مالية معينة يكون من شأنها رعاية الفرد والوفاء بحاجات الجماعة في أي زمن وتحت

.أي ظرف من الظروف

والدين اإلسالمي يشتمل على أحكام تنظم العالقات االقتصادية والمالية يجدها الباحث في آيات

.القرآن الكريم وفي أحاديث رسوله العظيم، كما يجدها في كتب الفقه وفي اجتهادات علماء األمة

الفرد ، كذلك فإن ور تجاه عة دما للجما، ك تجاه الجماعةدور اإلسالمي للفرد االقتصاد نظام ففي

تنمية االقتصادية والقيام بالمتلكاتهم رعاياها تتمثل في حماية األفراد ومللدولة االسالمية أدواه تجاه

.واالجتماعية الشاملة والمتوازنة

Page 64: التأمين المعاصر

64

ودور الدولة اإلسالمية يتميز باالتساع والشمول وتتعدد وظائفها لتغطي الكثير من جوانب النـشاط

صادي واالجتماعي والسياسي، وأن أهدافها ووظائفها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنـشاطها المـالي االقت

ووظائف الدولة في اإلسالم ليست واجبات سياسية فقط ، ولكنها أيـضاً ، إلشباع الحاجات العامة

وقـد سـاهم . )١(واجبات اجتماعية واقتصادية وثقافية فضالً عما هناك من واجبات دينية روحية

تطور األحداث واتساع الدولة اإلسالمية في زيادة اإلنفاق العام وضرورة حـصول الدولـة علـى

اإليرادات الالزمة لتمويل هذا اإلنفاق حتى تحقق الدولة أهدافها وتقوم بوظائفها وواجباتها وتشبع

.الحاجات العامة

اإلسالمية الحديثـة، فإنـه ولكي نستطيع أن نستعرض المالية العامة والسياسة المالية في الدولة

يتوجب علينا استعراض السياسة المالية في صدور اإلسالم األولى فـي عهـد الرسـول الكـريم

وخلفائه الراشدين، لذلك فإننا في الجزء التالي من هذا الباب سنتعرض إلـى الـسياسة الماليـة

المية، وأخيراً نتناول موضوع اإلسالمية القديمة والمعاصرة، ثم إلى النفقات العامة في الدولة اإلس

.اإليرادات العامة في الدولة اإلسالمية بالعرض والشرح

Page 65: التأمين المعاصر

65

ص – ١٩٦٩ضياء الدين الريس، النظريات السياسية اإلسـالمية، الطبعـة الخامـسة، ) ١(

٢٧٩

Page 66: التأمين المعاصر

66

א אא א א א א

سول الكريم وبعد هجرته صلى اهللا عليه وسلم أسس دولته اإلسالمية، فكانـت أحكـام في عهد الر

.الشريعة اإلسالمية تنظم القواعد واألسس لشئون هذه الدولة في مختلف نواحيها

فبالنسبة للنظام المالي بينت الشريعة اإلسالمية موارد الدولـة ونظمـت االسـتخدامات وحـددت

. وجه لم يسبقها إليه تشريعمصارف بعض هذه الموارد على

إيـرادات الدولـة الـسيادية، : وأنقسمت موارد الدولة اإلسالمية حينذاك إلى قسمين رئيسيين هما

. وإيرادات ممتلكات الدولة

الزكـاة والغنـائم : فأما بالنسبة إليرادات الدولة السيادية فأشتملت على أربعة موارد رئيسية وهي

.فصيل لهذه الموارد الحقاًوسنأتي على ت. والفئ والجزية

فقد امتلكت الدولة اإلسالمية بعض المـوارد ) الدومين العام (أما بالنسبة إليرادات ممتلكات الدولة

االقتصادية، وقد تمثلت هذه الموارد في األرض التي حماها رسول اهللا لتكون في خدمة الجماعـة

ذلك أن الرسول الكريم حمـى أرض اإلسالمية ككل خارج نطاق الملكية الخاصة، ومما يروى في

.البقيع لرعي خيل المسلمين

وقد تنوعت مصادر تمويل االنفاق العام في الدولة اإلسالمية، وكانت األموال التي تجمع تنفق فـي

الحال على مستحقيها وذلك لحاجة الدولة الناشئة إلى تقديم الخدمات ونشر دعوتها، فكانت النفقات

ذهب معظمها لتغطية النواحي االجتماعية وتغطية متطلبـات الـدفاع عـن العامة في ذلك الوقت ي

.)١(الدولة الجديدة

وكان الرسول الكريم يوزع ما يرد إليه من موارد في الحال على المستحقين وفي أوجهـه وقلمـا

.كان يتبقى منها شئ يزيد عن الحاجة العامة

انت ثروة الدولة في ذلك العهد عبـارة عـن وكانت أكثر الصدقات من الماشية واإلبل والخيل، وك

الـصحابة وقد لجأ الرسول الكريم إلى تمويل نفقات الغزوات والحروب من تبرعـات . بقايا الزكاة

وصدقاتهم، حتى صار بعض الصحابة يأتي بكل ماله وبعضهم بنصف ماله، وبعضهم بثلث مالـه،

.وبعضهم بما تيسر له

ة في ذلك العهد ال تفي بنفقاتها، حيث أن النبي صلى اهللا عليـه وقد كانت إيرادات الدولة اإلسالمي

، أي طلب من العباس أن يدفع صدقات سنتين مقـدماً )١(وسلم قد تعجل من العباس صدقة سنتين

. لإلنفاق مقدماً على أمور الدولة اإلسالمية، حيث لم يكن رصيدها من اإليرادات حينذاك يكفي لذلك

Page 67: التأمين المعاصر

67

، تحليل النظام المالي في اإلسالم، المجلس األعلـى للـشئون اإلسـالمية، محمود محمد نور ) ١(

٢٣، ص ١٩٧٥، ١٧٧القاهرة، العدد

Page 68: التأمين المعاصر

68

א א فقد سار أبو بكر الصديق على ج رسول اهللا ومل يستجد يف فترة خالفته : אقد كان أبو بكر الصديق ينفق موارد الدولة ما يدعوه إىل االجتهاد وسار يف اإلنفاق العام مسرية رسول اهللا، ف

وكان أبو بكر يعطي املسلمني عطاًء متساوياً دون أن ينظر للنسب . كلها أوالً بأول فال يبقى من اإليرادات شيئاًويذكر أن أول من أسس بيت مال املسلمني كان . أو السبق يف اإلسالم، وكان يعطي بعض الناس تأليفاً لقلوم

هذا وقد . يق، وكان قد وىل عليه أبو عبيدة بن اجلراح، مث تبعه بعد ذلك بقية اخللفاء الراشدينأبو بكر الصد .كانت موارد الدولة يف زمن أيب بكر الصديق مماثلة ملا كانت عليه يف زمن الرسول الكرمي

الد الشام، أما يف عهد عمر بن اخلطاب فقد انتشرت الفتوحات اإلسالمية ومشلت بالد فارس ومصر وأكثر ب

.وزادت تبعاً لذلك مالية الدولة اإلسالمية، وتنوعت بذات الوقت مصارف إنفاقهاوكان نتيجة للفتوحات اإلسالمية يف عهد عمر وازدياد موارد الدولة اإلسالمية أن أنشأ عمر الديوان حلفظ

عمر يف املدينة فروع يف األموال وإحصاء املستحقني وتوزيع األموال عليهم، وقد كان للديوان الذي أنشأهالشام ومصر والعراق، وقد وضع عمر أسس بيت املال وخاصة بعد أن وظف القضاة والوالة ونظم عمل اجلند،

.فزادت مسئولية الدولة اإلسالمية عما كانت عليه خذون وأصبح للمسلمني جيش ثابت مل يكن من قبل، وأصبح للدولة اإلسالمية موظفون يقومون بأعمال ثابتة يأ

عليها أجوراً ورواتب، وأصبح هناك اخلراج وهو مورد ثابت يرد إىل بيت مال املسلمني، ودخلت حتت سلطان فتطورت النظم . كل ذلك استتبع زيادة نفقات الدولة املسلمة وترتيب نظمها املالية. املسلمني دول وممالك كبرية

ة اإلسالمية وفرية كثرية، لكن كانت مسئولياا املالية يف عهد عمر عما كانت عليه، وكانت إيرادات الدولفقد كان عمر ينفق على اجلنود ااهدين يف أرجاء األرض وعلى أسرهم وعوائلهم، وأتبع . عظيمة ونفقاا كبرية

واهللا الذي ال إله إال هو ما من أحد إال وله "عمر مبدأ عدالة التوزيع، حدد قواعد هذه العدالة بوضوح حني قال ولكنا على . وما أنا فيه إال كأحدكم. وما أحد أحق به من أحد إال عبد مملوك. ا املال حق أعطيه أو أمنعهيف هذ

منازلنا من كتاب اهللا عز وجل وقسمنا من رسول اهللا، فالرجل وغناؤه يف اإلسالم والرجل وحاجته يف اإلسالم، .)١(" هو مكانه قبل أن حيمر وجههواهللا لئن بقيت ليئتني الراعي جببل صنعاء حظه يف هذا املال و

٧٧٧أبو عبيد، األموال، ص ) ١(

وكان نظام عمر يف االنفاق العام هو حتقيق الضمان االجتماعي كما وضعت أحكامه الشريعة اإلسالمية، فلكل د وأهل الذمة حمتاج من املسلمني نصيبه من أموال املسلمني، حىت مشل اللقطاء واألركاء واملوايل واألطفال املوالي

.من يهود ونصارى

Page 69: التأمين المعاصر

69

وحرص عمر على أن تبقى األرض ، وقد فرض عمر اخلراج على األرضي املفتوحة وكان إيراداها ضخماً املفتوحة ماالً للدولة مينح فيه االعطيات والرواتب ويصلح ا املرافق ويقيم املشروعات، وأن تظل هذه األرض

بنفس الوقت على مراعاة القصد والنظام واملراقبة يف رواتب الوالة مصدراً لتمويل بيت مال املسلمني، وحرص فحافظ بذلك على املال العام وضبط . والعمال واجلند، فقد كانت تعطى هلم على قدر حاجتهم الضرورية

.وقد كان عمر أول من وضع امليزانية العامة للدولة يف اإلسالم. املصروفات والنفقاتعثمان وعلي كما كان عليه الوضع يف عهد عمر بل أن النظم املالية اليت وضعها عمر قد اخللفاء يوقد كان عهد

تطورت مع املمارسة خالل العهود املتتالية، وزادت نفقات الدولة وإيراداا عما كانت عليه نظراً التساع رقعة .الدولة اإلسالمية

Page 70: التأمين المعاصر

70

א אא א א מא

ساهم تطور واتساع الدولة اإلسالمية في زيادة اإلنفاق العـام وتعـدده وتنوعـه، وأصـبح مـن

اإليـرادات زيـادة الضرورة بمكان أن تبحث الدولة اإلسالمية لها عن موارد تستطيع من خاللها

.وقيامها بواجباتها الالزمة لتمويل نفقاتها سعياً لتحقيق أهداف الدولة اإلسالمية

:)١(باآلتي وظائف الدولة اإلسالمية لخص بعض الباحثين المسلمين قد و

.وظائف تحددها الشريعة على أساس ثابت -١

وظائف تستمد من الشريعة على أساس االجتهاد مع مراعاة الوصـول الـى الظـروف -٢

.االقتصادية واالجتماعية في أي وقت زمني

طريق الجمهور من خالل عملية الشورىوظائف تحددها الدولة في أي زمان ومكان عن -٣

كذلك فقد صنف بعض المفكرين اآلخرين الوظائف الرئيسية التي تمارسها الدولة اإلسالمية علـى

:أساس دائم بالوظائف التالية

الدفاع-١

. القوانين والنظم-٢

. العدالة-٣

. تلبية احتياجات المجتمع المسلم-٤

. الدعوة-٥

.النهي عن المنكر األمر بالمعروف و-٦

اإلدارة المدنية-٧

. الوفاء بالواجبات االجتماعية في حالة فشل القطاع الخاص في القيام بها-٨

. فالدولة في العصر الحديث تطورت وظائفها ومسئولياتها عما كانت عليه في العـصور الـسابقة

فرغم التباين في حجمها عن والدول اإلسالمية الحالية جزء من هذا العالم المتطور تؤثر وتتأثر به

بعضها واختالف أعداد سكانها، وتوفر أو ندرة مواردها الطبيعية البد وأن يكون لكل منها وظائف

.محددة عصرية تتناسب ودورها العالمي وموقعها الجغرافي وبنائها االجتماعي واالقتصادي

Page 71: التأمين المعاصر

71

.يةمحمد نجاة اهللا صديقي، النفقات المالية في الدولة اإلسالم) ١(

Page 72: التأمين المعاصر

72

وقد سبق لنا وأن تعرفنا فيما سبق في هذا الباب من بحثنا هذا على نفقات وإيرادات الدولـة فـي

النظم الوضعية، ونرى أنه من الواجب علينا كمسلمين أن نستعرض النفقات العامـة واإليـرادات

العالمين العامة للدولة اإلسالمية حتى نثبت أن النظام االقتصادي اإلسالمي نظام عريق أوجده رب

.سبق النظم الوضعية األخرى بآالف السنين، وتفوق عليها وعالج قصورها

فالدولة اإلسالمية تمول نفقاتها من مصادر متعددة طبقاً لقواعد عادلة أوجبت على ولي األمـر أن

) .١(يأخذ المال من حله، ويضعه في حقه وال يمنعه من مستحقيه

وتحقق أهدافها وتشبع الحاجات العامة البد لها من الحـصول ولكي تقوم الدولة اإلسالمية بدورها

.على اإليرادات الالزمة لتمويل هذه األنشطة

ويمكن تقسيم موارد الدولة اإلسالمية من حيث الدورية إلى موارد دورية تحصل كل عام وأخـرى

المـسلمين، غير دورية، فالموارد الدورية هي دعامة النظام المالي والمورد الرئيسي لبيت مـال

أما الموارد غير الدورية فهي ليست سـنوية . وهي تتكون من الزكاة والخراج والجزية والعشور

والضرائب . الغنائم والفيئ والتركة التي ال وارث لها وكل مال لم يعرف له مستحق : وأهمها خمس

لى ذكرها القروض والرسوم موارد مشروعة في الدولة اإلسالمية بحدود وضوابط معينة سنأتي ع

.في الفصول القادمة عند الحديث عن إيرادات الدولة اإلسالمية بالتفصيل

فمنها النفقات التـي لهـا مـوارد . أما نفقات الدولة اإلسالمية فيمكن أن تقسم إلى عدة تقسيمات

خاصة مثل إنفاق أموال الزكاة المفروضة في مصارفها الثمانية، وإنفاق الخمس كما نـص عليـه

وهناك نفقات ليس لها موارد مخصصة مثل اإلنفاق على المصالح العامة للمسلمين . ريمالقرآن الك

.كرواتب الحكام وكبار الموظفين والعمال في الدولة وكذلك القيام بالمشروعات وصيانتها

ويعتمد النظام المالي اإلسالمي في تمويل اإلنفاق العام على مصادر عديدة تستمد من كافة أوجـه

قتصادي في المجتمع، فكل األنشطة االقتصادية التي يقرها التشريع المالي اإلسالمي من النشاط اال

.زراعة وخدمات وصناعة وعاء لإللتزامات المالية

فالسياسة المالية في النظام اإلسالمي مصادرها من القرآن الكريم والـسنة المطهـرة وتجـارب

ة في عصرنا الحالي عندما ترسـم سياسـتها والدولة اإلسالمي . الخلفاء الراشدين والسلف الصالح

المالية فإنها تستنبط من النظم الوضعية ما هو مباح ونـافع ويـصلح ألن يطبـق فـي النظـام

اإلسالمي، إضافة إلى المبادئ األساسية التي جاءت بها الشريعة اإلسالمية والتـي طبقـت فـي

.عصور اإلسالم األولى وتطورت مع مرور األزمان

خالل دراستنا للفصول القادمة أركان الـسياسة الماليـة فـي اإلسـالم وأثرهـا وسوف نرى من

.االقتصادي واالجتماعي وتميزها عن السياسة المالية في النظم الوضعية األخرى

Page 73: التأمين المعاصر

73

.٣٢أبن تيميه، السياسة الشرعية، ص ) ١(

Page 74: التأمين المعاصر

74

א אא א א א

:اآلتي صل من ويتكون هذا الف

.تعريف النفقات العامة في الفكر االسالمي : المبحث األول

.اآلثار االقتصادية للنفقات العامة في االسالم : المبحث الثاني

.أثر النفقات العامة على توزيع الدخل ) ١(

.أثر النفقات العامة على االنتاج ) ٢(

Page 75: التأمين المعاصر

75

א אא אאא

اإلنفاق في اللغة العربية يعني ذهاب المال وصرفه، أما في الشريعة اإلسالمية فإن النفقات تعنـي

. مصارف المال، أي األوجه التي يصرف فيها المال

والنفقات العامة في اإلسالم ما هي إال إخراج وصرف جزء من أموال الدولـة اإلسـالمية بهـدف

.امة أو بقصد إشباع حاجة عامةتحقيق هدف معين يحقق المصلحة الع

إخراج جزء من المال مـن بيـت مـال "فيعرف بعض االقتصاديين النفقة العامة في اإلسالم بأنها

.)١(" المسلمين بقصد إشباع حاجة عامة

والنفقات العامة في اإلسالم ال يشترط أن تكون نقداً فقط، بل أن تكون إضافة لذلك من خالل إعطاء

حيـث أن إيـرادات الدولـة . الطعام والكساء التي ترد إلى بيت مال المـسلمين وتوزيع الغالل و

اإلسالمية ال تتحصل عليها بشكل نقدي فقط بل قد تتحصل عليها في صـورة محاصـيل وماشـية

ولوازم أخرى مما يدخل في بيت مال المسلمين، وهذا أهم ما يميز النفقات العامـة فـي الدولـة

والزكاة من العين وال يعدل عنها ")٢(لوضعية، فقد قال اإلمام الشوكاني اإلسالمية عنها في النظم ا

وعندما بعث رسول اهللا معاذ أبن جبل إلى اليمن كان مما " إلى القيمة إال عند عدمها وعدم الجنس

.)٣(" خذ الحب من الحب، والشاه من الغنم، والبعير من اإلبل، والبقرة من البقر"أوصاه

ت العامة في اإلسالم نجد أن النفقات العامة تتكون من شقيين أساسين هما المال ومن تعريف النفقا

.والحاجات العامة

. والمال قد يكون متقوماً أي له قيمة، ويتم حيازته والتنفع به، كالعقارات أو المنقوالت

البحر، وقد يكون غير متقوم بحيث ال تتوفر فيه شروط الحيازة واالنتفاع به، مثل السمك في ماء

. ال حوزة ألحد عليه، وكالخمر للمسلم ال يمكن االنتفاع به

) ٤(" ما يمكن حيازته وإحـرازه واالنتفـاع بـه انتفاعـاً معتـاداً "والمال عند فقهاء الشريعة هو

فاإلنسان . والمال في اإلسالم هو مال اهللا، مسخر لمنفعة البشر لينتفعوا به ويستثمروه ويعملوا فيه

.) ٥(لف عليه يكتسبه من األوجه التي حددها الشارع الحكيم، وينفقه حيث أمرهمستخ

٤٧٣عوف الكفراوي وعبد الكريم بركات، االقتصاد المالي اإلسالمي، مرجع سابق ص ) ١(

.١٩٨ ص – ٥ ج – نيل األوطار -الشوكاني) ٢(

.رواه أبو داود وأبن ماجة) ٣(

Page 76: التأمين المعاصر

76

عة اإلسالمية، تاريخها وبعـض نظرياتهـا العامـة، المكتـب بدران أبو العينين بدران، الشري ) ٤(

.٢٧٨م، ص ١٩٧٣المصري الحديث، األسكندرية

، ١٩٧٧ المختار اإلسالمي، الطبعة الخامـسة، –عبد القادر عودة، المال والحكم في اإلسالم ) ٥(

. ومابعدها٩ص

.)١(ة منفعة عامة أما الحاجة العامة فهي حاجة جماعية ينتج عن إشباعها بواسطة الدول

حاجات عامة متعلقة بالخدمات العامة وبالوظـائف : والحاجات العامة في الدولة اإلسالمية نوعين

األساسية للدولة مثل األمن الداخلي والخارجي وإقامة العدل والـدفاع عـن الـوطن، وحاجـات

تـاجين مـسلمين اجتماعية خاصة بالتكافل االجتماعي ومنها مساعدة الفقراء والمـساكين والمح

.وذميين إلشباع حاجاتهم الضرورية

Page 77: التأمين المعاصر

77

االسـكندرية، – سياسة اإلنفاق العامة في اإلسالم، مؤسسة شباب الجامعة –عوف الكفراوي ) ١(

.٢٧، ص ١٩٨٢

Page 78: التأمين المعاصر

78

א אא א א א מ

أن النفقات العامة يف بداية الدولة اإلسالمية كانت حمدودة وكانت تعتمد على الزكاة سبق وأن ذكرنا فيما مضى

.كمورد أساسي إضافة إىل تربعات املسلمنيلكن بعد الفتوحات اإلسالمية واتساع رقعة األرض اإلسالمية زادت إيرادات الدولة وأصبحت تؤدي خدمات مل

.تكن تؤديها من قبل فزادت نفقاا

:)١(لنفقات العامة يف الدولة اإلسالمية إىل عدة أقسام هي وتقسم ا

א− :מ:אنفقات هلا موارد خاصة مثل إنفاق أموال الزكاة املفروضة حسب مصارفها الثمانية اليت أقرها القرآن -١

املساكني والعاملني عليها واملؤلفة قلوم ويف الرقاب إمنا الصدقات للفقراء و ")٢(الكرمي يف سورة التوبة وكذلك إنفاق اخلمس من الغنائم ". والغارمني ويف سبيل اهللا وابن السبيل فريضة من اهللا واهللا عليم حكيم

وأعلموا إمنا غنمتم من شئ فإن هللا مخسه وللرسول ولذي القريب واليتامى ")٣(عمالً باآلية الكرمي ".السبيلواملساكني وأبن

نفقات ليس هلا موارد خاصة مثل اإلنفاق يف املصاحل العامة للمسلمني ومثاهلا رواتب والة األمر والقضاة -٢ .واحلكام وكافة املوظفني إضافة للقيام باملشروعات وصيانتها وخدمتها

א− א :מت تتصف بالتكرار وهي مثل مصروفات إدارة الدولة ومصروفات وهذه النفقا: نفقات دورية أو عادية-١

. الضمان االجتماعيوهي النفقات اليت ال تتكرر بصفة منتظمة مثل املصروفات أثناء األزمات : نفقات غري دورية أو عادية-٢

لسداد القدر واحلروب واألوبئة، وإذا مل يوجد املال الكايف هلا يف بيت مال املسلمني يتم اللجوء لألغنياء .الذي ينفق منه على هذه الضروريات

. وما بعدها٥٦٥عوف الكفراوي، سياسة اإلنفاق العام يف اإلسالم، مرجع سابق، ص) ١( .٦٠سورة التوبة، اآلية ) ٢( .٤١سورة األنفال، اآلية ) ٣(

Page 79: التأمين المعاصر

79

א– א :מ النفقات العامة اليت يتم مبقابلها احلصول على خدمات، ويعترب إنفاقها إنقاصاً وهي عبارة عن: نفقات حقيقية-١

.من أموال الدولةوهي . وهي نفقات ال يتوقع احلصول من إنفاقها على مقابل وهي مثل املصروفات االجتماعية: نفقات حتويلية-٢

ألن الدولة هنا وسيط بني األغنياء تؤخذ من األغنياء وتعطى للفقراء، فإنفاقها ال يؤثر يف أموال الدولة .والفقراء

א–א א א :מ .تنقسم النفقة من حيث أغراضها إىل نفقات إدارية ونفقات اقتصادية ونفقات تنمية اتمع ونفقات حربية

Page 80: التأمين المعاصر

80

א אא א א

מ א

وحتقيق العدالة املالية يف اإلسالم تستهدف املسامهة يف إقرار التوازن االقتصادي والتكافل االجتماعيإن السياسة، لذلك سنتناول فيما يلي آثار النفقات العامة يف الدولة اإلسالمية على كل من التوزيع التوزيعية والعدالة االجتماعية

.واإلنتاج

א−١ :אאيعترب اإلنفاق العام يف اإلسالم أسلوباً فعاالً إلعادة التوزيع للدخول بني األفراد، إذ ميكن بواسطته نقل قوة شرائية من طبقة اجتماعية إىل أخرى، حيث أن اإلنفاق على اخلدمات العامة اليت تستفيد منها الفئات الفقرية أكثر من غريها

.ه الفئاتيعترب حتويالً لقوة شرائية لصاحل هذوالنفقات العامة يف الدولة اإلسالمية تمول بشكل أساسي عن طريق الزكاة واملوارد األخرى اليت تفرضها الدولة اإلسالمية على القادرين تعود بالنفع على الفئات الفقرية وهذا يعترب تعديالً لتوزيع الثروة يف اتمع املسلم، فنقل

يق الزكاة إىل الفقراء يسبب كسباً للفقري يف حني أن هذا النقص يف أموال عدد من وحدات دخل األغنياء عن طر .األغنياء ال يعترب ذا تأثري يذكر

واإلسالم يقر لويل األمر أن يتخذ ما يراه مناسباً إلقرار التوازن االقتصادي بني طبقات اتمع وأفراده عند اختالل

وإذا مل تكف الزكاة لسد حاجة الفقراء فإن لويل . ماعة اإلسالميةالتوازن وعند اخلوف من اضطراب احلياة بني اجلإن اهللا فرض على "األمر أن يفرض على األغنياء يف كل بلد أن يقوموا بفقرائهم، لذلك يقول على بن أيب طالب

".األغنياء من أمواهلم بقدر ما يكفي فقرائهم، فإن جاعوا أو عرو فمنع األغنياء

بني أفراد اجلماعة املسلمة ضمان حد الكفاية لكل فرد من اجلماعة اإلسالمية، وهذا حبد ويهدف حتقيق التوازنوسياسة النفقات العامة يف اإلسالم تغطي . ذاته مسئولية الدولة املسلمة باعتبارها ممثلة للجماعة اإلسالمية

واحملترفني للنشاط اإلنتاجي احتياجات كثرية منها كفالة احلياة الكرمية للفقراء واملساكني وإدخال الصناع مبساعدم بأدوات اإلنتاج، كذلك مد يد العون للمدينني املعسرين، ويساعد هذا اإلنفاق على حترير فئة من الناس

.هم الرقيق والعبيد ملشاركتهم يف العملية اإلنتاجية ويف التنميةروضة على رأس املال وعلى الدخل كذلك فإن الزكاة حتصل من فروع متعددة من النشاط االقتصادي، فهي مف

.تمعاوإن إنفاقها يف مصارفها الثمانية يكفل حتقيق العدالة االجتماعية لكل

Page 81: التأمين المعاصر

81

א−٢ א :א :تؤثر النفقات العامة يف الدولة اإلسالمية على اإلنتاج يف اآليت

سالمية لألفراد احملتاجني متكنهم من فتح أبواب املستقبل أمامهم إن اإلعانات واملساعدات اليت تقدمها الدولة اإل –أ .وخلق فرص إنتاجية هلم فهي تضمن هلم حد الكفاية

إن النفقات العامة اإلسالمية تؤثر يف توزيع عناصر اإلنتاج حيث ميكن من خالهلا حتويل بعض العناصر اإلنتاجية -ب

فنجد أن بلداناً إسالمية معينة أولت التجارة جل . ليم آلخرمن فروع معينة إنتاجية إىل فروع أخرى ومن إقاهتمامها وجعلت لإلنفاق على األنشطة التجارية نصيب األسد، ألن تلك الدولة مهيأة لألنشطة التجارية، يف

.حني جند أن دوالً أخرى اهتمت بالزراعة وأعطتها كل اهتمامها ورصدت هلا مبالغ طائلة من نفقاا قات العامة اإلسالمية على خمتلف القطاعات داخل الدولة اإلسالمية يؤدي إىل زيادة طاقة األفراد على إن النف- ج

العمل، ويؤدي بالنهاية إىل زيادة دخول األفراد، وزيادة قدرم على االدخار، وهذا يؤدي إىل دفع عملية .اإلنتاج

اة على السلع واخلدمات اليت تليب احتياجام، وتدعم الزكاة تيار االستهالك من خالل ما ينفقه مستحقي الزكفزيادة امليل احلدي لالستهالك عند هذه الفئة يؤدي إىل زيادة الطلب الفعال، وهذه يؤدي إىل زيادة الطلب .على السلع االستهالكية وإىل رواج السلع اإلنتاجية، وهذا بدوره يدعم عمليات االستثمار يف اتمع املسلم

الت اإلنتاجية للفقراء واحملتاجني من أموال الزكاة يوجد صنعة هلؤالء الفقراء وينقلهم من حمتاجني وإن شراء اآل

.إىل منتجني وهذا يساعد على مزيد من اإلنتاج واالستثمار

Page 82: التأمين المعاصر

82

א אא א א א א א

:اآلتي ويتكون هذا الفصل من

.مدخل

ـزكــاةال: المبحث األول

.وجوب الزكاة ) ١(

.وعاء الزكاة ) ٢(

.الـخــراج : المبحث الثاني

.وعاء الخراج ) ١(

.مقدار الخراج ) ٢(

.الجزية : الثالثالمبحث

.مقدار الجزية -

.العشور : المبحث الرابع

الفيء: المبحث الخامس

.الغنائم : المبحث السادس

.القروض والدين العام : المبحث السابع

.األموال التي التعرف صاحبها : بحث الثامن الم

.ايرادات أمالك الدولة : المبحث التاسع

.الضرائب : المبحث العاشر

Page 83: التأمين المعاصر

83

:مدخل إن اإليرادات العامة في النظام االقتصادي اإلسالمي مسألة مهمة وملحة، فالدولة اإلسالمية ال قدرة

.ر لها روافد غزيرة تغذي مقدرتها على اإلنفاقلها على اإلنفاق على حاجاتها العامة إذا لم يتوف

فالدولة اإلسالمية القديمة ومنذ نشأتها األولى كان لها مصادر إيرادات عامة تـستخدمها لإلنفـاق

ثم تطـورت المـصادر اإليراديـة . حيث أمر اهللا ولتسيير شئون البالد وتجهيز الغزوات والحروب

ة وزيادة اتساعها ورقيها واتصالها بحضارات أخـرى للدولة اإلسالمية مع تطور ونمو هذه الدول

إلى أن وصل بنا األمر إلى العصور الحديثة التي انفتح فيها العالم على نفسه وتداخلت الحضارات

.والشعوب والثقافات

فشاعت ثقافات غريبة عن اإلسالم في معظم الدول اإلسالمية وأصبحت معظم الدول اإلسالمية تتجه

روف واألوضاع االجتماعية والثقافية واالقتصادية التي سادت أوربا وأمريكـا، أدى إلى محاكاة الظ

ذلك بهذه الدول اإلسالمية الحديثة إلى تبني أنظمة مالية واقتصادية مبنية على ثقافات دخيلة على

الشعوب اإلسالمية جربت في الغرب وطبقت هناك، لكنها وفي معظمها ال تتفق مع تعاليم الشريعة

المية، األمر الذي دفع حركة التجديد الفكري المعاصر إلى إعادة اكتـشاف الـنظم اإلسـالمية اإلس

.الصالحة لجوانب الحياة المختلفة والتي تنبع من مصدرين أساسين هما الكتاب والسنة

ومصادر اإليرادات العامة في الدولة اإلسالمية في العصر الحديث تتعدد وتتنوع، منهـا مـا كـان

في الدول اإلسالمية على مختلف الفترات والحقب الزمنية السابقة مثل الزكاة والخـراج مستخدماً

والفيء والجزية والغنيمة والعشور ومنها ما هو مستحدثاً مثل الضرائب والقروض اللتان تعتبران

.دعامتا النظام المالي في الدولة الحديثة والرسوم وفوائض المؤسسات العامة واإلصدار النقدي

والمتأمل في النظام المالي للدولة اإلسالمية األولى يجد أنها كانت تقوم بالخدمات األساسية التـي

وكان . يتطلبها المجتمع اإلسالمي في ذلك الوقت وهي الدفاع والقضاء واألمن والتكافل االجتماعي

ـ ل منهـا المـورد أهم إيرادات هذه الدولة الزكاة التي وضع اإلسالم لها نظاماً حكيماً فريـداً يجع

فكان نظامها يتميز بوفرة في الحصيلة يالزمها عدالـة فـي . الرئيسي الدائم لتمويل النفقات العام

.التوزيع

كذلك ساد في الدولة اإلسالمية األولى موارد أخرى مثل الخراج والعشور وبعض الموارد الماليـة

. لموارد الدولة الحديثةاألخرى التي ما زالت قابلة للتطبيق حتى عصرنا الحالي كمصدر

Page 84: التأمين المعاصر

84

كذلك فقد استجدت قواعد في النظام المالي للعصر الحديث يمكن أن تستخدم في الدولة اإلسـالمية

.الحديثة بقواعد محددة مثل الضرائب والرسوم والدين العام واإلصدار النقدي

ورداً رئيسياً لبيت مما سبق نجد أن إيرادات الدولة اإلسالمية يمكن أن تكون دورية سنوية تشكل م

ويمكن أن تكون غيـر دوريـة أي ليـست . مال المسلمين مثل الزكاة والخراج والجزية والعشور

سنوية مثل خمس الغنائم والفيء والتركة التي ال وارث لها وكل مال لم يعرف صاحبه أو مستحقه

. وقروض بيت المال والتبرعات التي ترد إليه

.ن هذه الموارد بالتفصيلوسنتناول فيما يلي كل مورد م

Page 85: التأمين المعاصر

85

א אא

الزكاة هي الركن الثالث من أركان اإلسالم الخمسة، فهي الركن المـالي االجتمـاعي، وهـي أول

.فريضة مالية دينية تقررت في الدولة اإلسالمية

ألقـاتلن مـن واهللا "والزكاة هي عبادة مالية يكفر جاحدها ويستباح دمه فقد قال أبو بكر الصديق

، والزكاة في اللغة العربية تعني الطهارة والنماء والبركة والمدح، وقـد "يفرق بين الصالة والزكاة

إنمـا ")١(أستخدم لفظ الصدقة للتعبير عن الزكاة في مواضع عديدة في القرآن الكريم كقوله تعالى

لرقاب والغارمين وفي سـبيل الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي ا

والزكاة فريضة لم يترك أمر دفعهـا وجمعهـا ". اهللا وابن السبيل فريضة من اهللا واهللا عليم حكيم

لألفراد بل أن الدولة تقوم بجمعها وتوزيعها فكان الرسول الكريم يبعث عماله على األقاليم ليتولوا

إلى اليمن أمره أن يأخذ مـن أغنيـائهم معاذ بن جبل وعندما بعث . جمعها ثم يتولى هو توزيعها

.الزكاة ويردها على فقرائهم

والزكاة فريضة حددت السنة النبوية فئاتها على مختلف األنصبة، ولم تترك فئاتها وفقاً لتقـديرات

أي مخلوق أو بسبب أي احتياجات مالية آنية، فهي تحقق هدفاً أساسياً هو إزالة الفقر، وضـمان

.لمساكينحد أدنى للفقراء وا

:ـ وجوب الزكاة

ودليل ). ٢(الزكاة واجبة على الحر العاقل البالغ المسلم إذا ملك نصاباً ملكاً تاماً وحال عليه الحول

فـإن تـابوا "وجوبها وفرضها في القرآن الكريم وردت في آيات عديدة في القرآن الكريم منهـا

)٣" ( اآليات لقوم يعلمونوأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل

خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صالتك سكن لهـم واهللا "وقوله تعالى

) .٤" (سميع عليم

وقد أكد النبي فرضية الزكاة ووجوبها وبين أنها أحد أركان اإلسالم األساسية، ورغب في أدائهـا،

م على خمس شهادة أال إلـه إال اهللا وأن محمـد بني اإلسال "ورهب من منعها بأحاديث شتى منها

"رسول اهللا، وإقامة الصالة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيالً

٦٠ اآلية –سورة التوبة ) ١(

- شرح فتح القـدير -اإلمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي المعروف بابن الهمام )٢(

٤٨١ ص – ١ ج –هـ ١٣٥٦ –ارية المكتبة التج

Page 86: التأمين المعاصر

86

١١ اآلية –سورة التوبة ) ٣(

١٠٣ اآلية –سورة التوبة ) ٤(

أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال اهللا وأن محمد رسول "وقوله صلى اهللا عليه وسلم

م وحسابهم اهللا، ويقيموا الصالة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم إال بحق اإلسال

."على اهللا

ويرى فقهاء المسلمين أن من يمتنع عن أداء الزكاة جاهالً بفرضيتها يعرف بها وتؤخذ منه، ومن

يمنعها معتقداً بفرضيتها تؤخذ منه جبراً، أما من أمتنع عن أدائها جاحداً لوجوبهـا صـار كـافراً

وهـي ال . الكافر أو غير المسلم وهي ال تجب على . تجرى عليه أحكام المرتدين من استتابه وقتل

.تجب إلى في المال الفاضل عن الحوائج األصلية لصاحبه

:אيرى بعض الفقهاء المسلمين أنه يمكن رد األموال التي تجـب فيهـا الزكـاة إلـى مجمـوعتين

ينما رئيسيتين، بحيث تعتبر المجموعة األولى من رأس المال كاألنعام والنقود وعروض التجارة، ب

ولكل من هاتين المجموعتين نصابها . تعتبر المجموعة الثانية من الدخل كالزروع والثمار ونحوها

.وفئاتها

وقد كان المعروف من ذلك في صدر اإلسالم النقدين الذهب والفضة واألنعام والـزروع والثمـار

أموال أخـرى وعروض التجارة، ويمكن أن يلحق بذلك في مجتمعاتنا المعاصرة ما يستحدث من

كأصول المصانع وأرباحها واألوراق المالية من أسهم وحصص وإيرادات العقـارات وإيجاراتهـا

)١(. ووسائل النقل التجارية الحديثة ودخل العمل والمهن الحرة

)٢(: وعلى ذلك نجد أن للزكاة وعاء عريض حيث تخضع له األوعية التالية

.ـ الثروة الحيوانية

.للتجارةـ األموال المعدة

.ـ الذهب والفضة

.ـ اإلنتاج الزراعي

.ـ المنتجات الحيوانية

.ـ المعادن والنفائس المستخرجة من األرض والبحر

.ـ جميع أنواع الدخول الناتجة عن العمل أو اإلنتاج الصناعي والخدمات

Page 87: التأمين المعاصر

87

.٣٧٠ ص ١٩٨٠ - القاهرة- اقتصاديات المالية العامة-عبد الحميد القاضي) ١(

ضمن أبحاث موارد الدولة المالية في المجتمع اإلسالمي من وجهـة النظـر –ابدين سالمة ع) ٢(

.١٨ ص ١٩٨٩ جدة – مطبوعات البنك اإلسالمي للتنمية -اإلسالمية

هذا وتتحصل الشروط التي تلزم توافرها في المال لوجوب الزكاة فيه تمام الملك والنماء وبلـوغ

.صلية، والسالمة من الدين، وحوالن الحلولالنصاب، والفضل عن الحوائج األ

فأما بالنسبة لتمام الملك فهذا يعني تمام حيازة المال والتصرف به، وأما بالنسبة للنماء فيـشترط

في وعاء الزكاة أن يكون ماالً نامياً بالفعل، أو قابالً للنماء بطبيعته أي بمعنى أن يـدر دخـالً أو

روض التجارة مال نام بالفعل، أما الثمار والزروع والكنوز فهـي فالنقود واألنعام وع . ثروة جديدة

.نماء بذاتها

وأما بالنسبة لبلوغ النصاب، فال يكفي أن يكون المال نامياً فقط حتى تجب عليه الزكاة بل البد من

ويـضيف . أن يبلغ النصاب، أي أن يبلغ المال مقداراً محدداً فإن قل عن هذا المقدار فال زكاة عليه

بعض الفقهاء إلى شرط النماء في المال أن يكون النصاب فاضالً عن الحوائج األصـلية لـصاحبه

حتى يتحقق به الغنى ويحصل به األداء عن طيب نفس، في حين يعتبر فقهاء آخـرون أن شـرط

.النماء مغنياً عن هذا الشرط ألن ما يحتاج إليه حاجة أصلية ال يكون عادة نامياً أو معداً للنماء

ويشترط في المال كي تجب فيه الزكاة كذلك أن يكون خالياً من الدين فالزكاة ال تجب علـى مـن

عليه دين يستغرق النصاب أو ينقصه ولو كان من غير جنس المال المزكى ولم يجد ما يقضي به

.سوى النصاب، وإن رأى البعض أن المؤجل ال يمنع الزكاة ألنه غير مطالب به في الحال

الزكاة في النقود واألنعام وعروض التجارة إال إذا حال عليها الحول، أما الزروع والثمار وال تجب

.والتعدين فال يشترط لها حول ألنها بذاتها نماء يتحقق بالجني أو الحصاد أو االستخراج

ويبلغ النصاب الذهب والفضة إذا بلغ عشرين ديناراً، أو مائتي درهم لقوله عليه الصالة والـسالم

خذ من كل مائتي درهم خمسة دراهم، ومن كل عشرين مثقاالً من ذهب "لمعاذ عندما أرسله لليمن

ليس فيما دون خمس اواق صدقة واألوقيـة أربعـون "ولقوله عليه الصالة والسالم " نصف مثقال

)١". (درهماً

ين بقرة، وللغـنم إذا وأما بالنسبة لزكاة النعم فهو لإلبل إذا بلغت اإلبل خمساً وللبقر إذا بلغت ثالث

. بلغت أربعين

Page 88: التأمين المعاصر

88

وبالنسبة للحبوب والثمار فيبلغ نصابها إذا بلغت خمسة أو سق، والوسق سـتون صـاعاً، أي أن

.الذي يمول ثالثمائة صاع من الحبوب والثمار بلغت عليه الزكاة

.٥١٩ مرجع سابق ص - شرح فتح القدير-ابن الهمام) ١(

Page 89: التأمين المعاصر

89

ما ليس بنقد ذهباً أو فضة ووعائها عبارة عن قيمـة العـروض وأما زكاة عروض التجارة وهي

.)١(التي للتاجر مخصوماً منها الديون التي عليه ) الذمم(مضافاً إليها النقود والديون القوية

أما بالنسبة للكنوز والمعادن، فقد وجبت الزكاة على الركاز وهو مال دفن في األرض ووجد بغير

وأم المعادن فـال . هب والفضة أن يخرج منه الخمس لبيت مال المسلمين عمل فعلى واجده في الذ

زكاة فيها عدا الذهب والفضة ففيها عندما تصبح نقية صفية العشر وكذا الحال بالنسبة للحجـارة

. الكريمة مثل الياقوت والفيروز والزئبق والكبريت

ضان واجبة على كل مسلم فـضل ويجدر بنا أن نشير أن زكاة الفطر وهي التي تأتي بعد صيام رم

وهـي زكـاة )٢(عن قوته وقوت من يقوته يوم الفطر وليلته صاع مما يقتات بصاع رسـول اهللا

.لألبدان وليست زكاة لألموال مثل األصناف السابقة الذكر

وزكاة الفطر تلزم الرجل المسلم أن يخرجها عن نفسه وعن من ألزمه الشرع نفقتهم مثل الزوجة

.والخدم وكل من يعولهواألوالد

أما بالنسبة للزكاة في األموال األخرى التي استجدت فـي العـصور الحديثـة فنجـد أن األسـهم

واألوراق المالية تزكى حسب طبيعة الشركة التي تصدرها فيميز في ذلك بـين شـركات تجاريـة

الزكاة من أسهمها يتحصل رأسمالها أساساً من أموال تتاجر فيها وال تبقى على عينها فتؤخذ فيها

. حسب قيمتها السوقية مضافاً إليها صافي أرباحها بعد طرح قيمة األصول الثابتة بواقع ربع العشر

أما الشركات الصناعية التي تضع رأسمالها أساساً في مباني وآالت ومعدات، فتؤخذ الزكاة فيهـا

.لزراعيةمن صافي أرباحها ال من أسهمها بواقع العشر قياساً على األراضي ا

Page 90: التأمين المعاصر

90

مجلـة التـشريع المـالي - الموارد المالية في الدولة اإلسـالمية –إبراهيم فؤاد احمد علي ) ١(

.٥٤ ص - القاهرة -م١٩٥٨ – أكتوبر ٥٧ العدد –والضريبي

.٣٨٣ ص – القاهرة – مكتبة الجندي - كتاب الشعب– إحياء علوم الدين –الغزالي ) ٢(

Page 91: التأمين المعاصر

91

א אאא

، أما في اصطالح الفقهاء فهو ما وضع على رقاب األرض )١(الخراج في اللغة هو الكراء والغلة

.)٢(من حقوق تؤدي عنها

ولم يفـرض الخـراج فـي عهـد . فالخراج إذاً ما هو إال ضريبة تفرض على األراضي الزراعية

أما فـي . اية موارد الدولة اإلسالمية الرسول وال في والية أبو بكر من بعده لعدم الحاجة إليه لكف

عهد عمر وبعد اتساع الفتوحات اإلسالمية فإنه فرض الخراج على األرض الزراعية التـي أقـر

.أهلها عليها

فقد حدثت الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب وثارت مشكلة حينذاك حول التصرف في األراضـي

تقسم بينهم األرض التي أفتتحوها وما فيهـا فقد طلب الجنود أن . الشاسعة التي فتحها المسلمون

كما تقسم الغنيمة وأيدهم بذلك طائفة من الصحابة، لكن كان رأي عمر أن يقسم المال المنقول بين

غانميه، أما األرض فرفض تقسيمها، ورأى أن تحبس في مصالح المسلمين عامة، تـؤدي منهـا

سر من يعيلها، فتـرك األراضـي ألهلهـا اعطيات الجند وأسرهم حتى تجد المدن من يحميها واأل

وفرض عليها الخراج ليكون مصدر إيراد دائم للدولة اإلسالمية تنفق منه فـي كافـة مـصالحها

.وقد أيد عمر في ذلك عثمان وعلي وجمهور الصحابة. العامة

والخراج يختلف عن الزكاة في أن لإلمام الحق في أن يغير فئاته كيف يشاء بما يحقق مصلحة

كما أن فرض الخراج . ألمة اإلسالمية، فهذه المرونة في وظيفة الخراج جعلته أداة مالية هامةا

يعتبر دليالً على أن الدولة اإلسالمية يمكن أن تبتدع موارد جديدة لإليرادات وفي حين كان للزكاة

ألمة مصارفها المحددة كانت حصيلة الخراج تستعمل لمقابلة مرتبات الجند وللعطاء لرعايا ا

.اإلسالمية

ط – القاهرة – مكتبة الكليات األزهرية – تحقيق محمد خليل هرالي – كتاب األموال –أبو عبيد ) ١(

١٠٤ ص – ١٩٦٨، ١

Page 92: التأمين المعاصر

92

١٩٧٤ القـاهرة – مؤسسة شباب الجامعة - النظم الضريبية –عبد الكريم بركات وحامد دراز ) ٢(

.١٠٩ ص – ١ ج –

Page 93: التأمين المعاصر

93

א :א األراضي الزراعية التي يوضع عليها الخراج وهي تقسم إلـى أراضـي فتحـت وعاء الخراج هي

.صلحاً وأراضي فتحت قهراً

أما األراضي التي فتحت صلحاً فهي على خراج معلوم وأهلها ملزمون بما صولحوا عليه يؤدونـه

وهي نوعين أراضي تركها أهلها ورحلوا عنهـا بغيـر قتـال . إلى المسلمين ال يلزمهم أكثر منه

فتصير وقفاً لمصالح المسلمين ويضرب عليها الخراج، وأراضي أقام فيها أهلها وصـالحوا علـى

.اإلقرار بما يفرض عليهم من خراج

وأما بالنسبة لألراضي التي فتحت قهراً بالحرب فقد اختلف الفقهاء في حكمها فقال الـبعض هـي

يعود لإلمام إن رأى أن يجعلها غنيمة غنيمة وتعامل معاملة الغنيمة، وقال البعض اآلخر أن حكمها

فذلك له وإن رأى أن يجعلها فيئاً فال يخمسها وال يقسمها بل يجعلها موقوفة على المسلمين عامة

.كما صنع عمر ووضع عليها الخراج

والخراج يسقط عن صاحب األرض الذمي إذا أسلم فيما إذا كانت فتح األرض صلحاً، أما إذا أخذت

ب فإن الخراج ال يسقط بإسالم صاحبها فمن أسلم منهم فله الخيار في أرضه إن األرض عنوة بحر

.شاء أقام فيها يؤدي عنها ما كانت تؤدي وإن شاء تركها فيأخذها اإلمام

א א :אُيفرض الخراج على مساحة األرض والمحصول الناتج فقد أرسل عمر بن الخطـاب عثمـان بـن

ساحة األرض، وبعث معه حذيفة بن اليمان مشرفاً عليه، وأمرهما حنيف وكان له خبرة واسعة بم

.)١(بمساحة وتقدير الخراج بدقة وفقاً لما تحتمله األرض

:)٢(وما تحتمله األرض من خراج يتوقف على ثالثة أمور

درجة خصوبة األرض فيزيد الخراج على األراضي الجيدة ذات اإلنتـاج الـوفير عنـه فـي –أ

.الخصبة ضعيفة اإلنتاجاألراضي غير

نوع المحاصيل الزراعية الموجودة في األرض فمنها ما يرتفع ثمنه ومنها مـا يقـل ثمنـه -ب

.ويكون الخراج هنا متمشياً مع قيمة المحصول

حسب الطريقة التي تروى بها األرض، فإن األراضي التي تسقى بمـاء األمطـار والـسيول -ج

. بطرق أخرىتختلف عن األراضي التي يلزم سقيها

Page 94: التأمين المعاصر

94

- دار األنصار بالقـاهرة - الخراج والنظم المالية للدولة اإلسالمية -محمد ضياء الدين الريس ) ١(

.١١٨ ص –م ١٩٧٧الطبعة الرابعة

.٣١١ مرجع سابق، ص – االقتصاد المالي واإلسالمي -عوف الكفراوي وعبد الكريم بركات) ٢(

Page 95: التأمين المعاصر

95

.الثالثة سابقة الذكر عند تحديده للخراجفالبد لواضع الخراج من مراعاة األمور

هذا وقد فرض عمر بن الخطاب على بعض نواحي سواء العراق على كل جريب من األرض درهماً

وقفيزاً، والجريب نوع من المساحة كالمتر والقيراط، وقد فرض في بعض نواحي الكوفة مقـاديراً

رض مع اعتبار تكاليف زراعة كل أخرى تختلف من أرض ألخرى حسب المحصول الذي تنتجه األ

وقد ورد عن حنيف بعد مسحه لألرض التي أمره عمر بمسحها أن جعل علـى جريـب )١(صنف

الكرم عشرة دراهم وعلى جريب النخل خمسة دراهم وعلى جريب القصب سـتة دراهـم وعلـى

ج مـن وقد أمر عمر أن يجنـي الخـرا ).٢(جريب البر أربعة دراهم وعلى جريب الشعير درهمين

.المزارعين وقت الحصاد

وقد نصح أبو يوسف هارون الرشيد أن ينفق الخراج على إقامة المتاريس على األنهـار حتـى ال

وكذلك طلب من الخليفة أن يقوم باإلنفاق على استصالح األراضـي إذا كـان . تفيض على األرض

ه في استصالح األراضـي ذلك سوف يؤدي إلى زيادة إيرادات الخراج على نحو يزيد عما تم إنفاق

.وإقامة المتاريس

Page 96: التأمين المعاصر

96

.٣٦٢ ص ٤ ج – مرجع سابق – شرح فتح القدير –ابن الهمام ) ١(

.٨٧ ص – مرجع سابق – كتاب األموال –أبو عبيد ) ٢(

Page 97: التأمين المعاصر

97

א אא

وغيرهم كالمجوس الجزية هي مبلغ من اهللا يقرر على من دخل في ذمة المسلمين من أهل الكتاب

وتسقط عمن أسـلم لقولـه عليـه الـصالة . مقابل حمايتهم والدفاع عنهم وإعانتهم عند حاجتهم

. وتسقط الجزية عمن عجز المسلمون عن حمايتهم من أعدائهم" ليس على مسلم جزية"والسالم

ـ الم، وتؤخذ الجزية من الذميين ويشترط لها أن يكون دخل الذمي من مصدر غير محرم في اإلس

)١(. امرأة أو صبي أو مجنون على وال تجب الجزية إال على الرجال األحرار العقالء فال تجب

א :אوقـد . وقد توضع الجزية بالتراضي والصلح فعندئذ يتم تقديرها على حسب ما يقع عليه االتفـاق

.ها ولي األمرتوضع من قبل ولي األمر على الذميين الذي يتم فتح بالدهم قصراً فيحدد

وقد اختلف في مقدارها، فقد روي عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه وضع الجزية دينـاراً فـي

كما أن عمر بن الخطاب فرضها ثمانية وأربعين درهماً على األغنياء من . )٢(السنة على كل حالم

وعلى فريق بعض الذميين كما وفرضها على البعض اآلخر أربعة وعشرين وهم متوسطي الحال،

.)٣(وقد خففها عن ذلك على من عجز منهم . ثالث أقل من متوسطي الحال أثنى عشر درهماً

.وعلى ذلك يجب مراعاة المقدرة التكليفية للممول ودرجة ثراءه عند فرض الجزية على الذميين

ات كما ويمكن أن تـصرف إيـراد . ويد ولي األمر مطلقة في تحديد مقدار الجزية وعلى من تجب

الجزية على إصالح حال المسلمين بما في ذلك رواتب الوالة والقضاة والموظفين والجنـد وشـق

الطرق وإقامة الجسور والسدود، ويجوز تسليف أهل الثقة من مال الجزية العمار األرض، بل أن

عمر بن الخطاب قد أسقطها عن يهودي شاخ وافتقر وأمر له من بيت مال المسلمين بما يـصلح

.حاله

.١٤٣ ص – مرجع سابق – األحكام السلطانية –الماوردي ) ١(

Page 98: التأمين المعاصر

98

.٥٧ ص - مرجع سابق- كتاب األموال-أبو عبيد) ٢(

.١٤٤ ص – مرجع سابق – األحكام السلطانية –الماوردي ) ٣(

ورأى الباحث أن مفهوم الجزية الحقيقي هو مشاركة غيـر المـسلمين فـي تحمـل نفقاتالدولـة

فالمسلم يدفع الزكاة وألن الزكاة أمر تعبدي ، فال يصح أن يفرض هذا األمر التعبـدي االسالمية ،

على غير معتنقي االسالم ، فبالرغم من أن الزكاة أكبر من الجزية ، والزكاة تزيد بزيادة األمـوال

–بينما الجزية ثانية ، ولقد حدث أن اشتكى نصارى قبيلة تغلب الى سيدنا عمـر بـن الخطـاب

يستنكفون من دفع الجزية وقالوا ندفع كما يدفع المسلمون ، مما يعني أنالمقصود –يفة الثاني الخل

ليس المسمى إنما المقصود هوالمشاركة ، والعبرة بالنتيجة والغرض والهدف وليست بالمسمى ،

إضافة لذلك فالجزية تسقط عن العاجزين من غير المسلمين في حالة الشيخوخة والمرض ، بـل

ع لهم من بيت مال المسلمين ، فالجزية ليست أمر تحكمـي إلذالل غيـر المـسلمين ، وإنمـا ُيدف

.لمشاركتهم في الواجبات االجتماعية وتحملهم نصيبهم من التكاليف

Page 99: التأمين المعاصر

99

א א אא

العشور هي جمع العشر، وهي تشير إلى الرسوم الجمركية والتي فرضت أوالً في التاريخ

في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه، وقد فرضها عمر رضي اهللا اإلسالمي

عنه موازية للضرائب المشابهة التي تفرضها الدول األخرى والتي كانت مجاورة للدولة اإلسالمية

.وتؤثر عليها وعلى التجار المسلمين

اردات، وقد قسم الناس فيها وكان عمر بن الخطاب أول من فرض هذه الضريبة الجمركية على الو

مسلمين يؤخذ منهم ربع العشر، وذميين ويؤخذ منهم نصف العشر، وحربين . على ثالث درجات

.يؤخذ منهم العشر

فقد روي أن أبو موس األشعري كتب إلى عمر بأن تجاراً من المسلمين يأتون أرض الحرب

ذوا من تجارة المسلمين، ومن أهل فيأخذون منهم العشر، فكتب إليه عمر أن يأخذ منهم كما يأخ

وقد كان يخفض عمر الواجب بالنسبة للواردات . الذمة نصف العشر ومن المسلمين ربع العشر

.التي يحتاجها المسلمون

وكان لولي األمر أن يدقق في اختيار عمال العشور ممن يتمتعون باألمانة واألخالق الرفيعة،

ار المارين وأخذ الواجب منهم وإعطائهم صكاً بذلك، ويجعلهم على الطرق والثغور لحصر التج

فعشور التجارة هي ما يطلق عليه حالياً بالضرائب أو . وكان يسمى من يقوم بهذا العمل بالعاشر

.الرسوم الجمركية

Page 100: التأمين المعاصر

100

א אא

الفيء هي الممتلكات التي يحصل عليها المسلمون من غير المسلمين دون الدخول في حرب

وما أفاء اهللا على رسوله منهم فما أوجفتم "ودليلها من القرآن الكريم . دون قتال أو صدام مسلحوب

وما أفاء . عليه من خيل وال ركاب ولكن اهللا يسلط رسله على من يشاء واهللا على كل شيء قدير

ل كي اهللا على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبي

) .١" (ال يكون دولة بين األغنياء منكم

فالفيء مورد من موارد الدولة اإلسالمية وهو حقاً لجميع المسلمين لسد حاجاتهم العامة فينفق

.منه على شق الطرق وبناء الجسور والسدود ومواجهة األزمات الطارئة

ليس مصدر ثابت ومستمر وهذا المصدر اإليرادي يتوفر في حالة الجهاد واالحتكاك باألعداء و

.للدولة اإلسالمية

ومن وجهة نظر الباحث وبعد ماوصلت اليه األمم في الزمن المعاصر من العقالنية وانتهاج السبل

السليمة لحل المنازعات وحقن الدماء وضمان حرية الرأي والفكر وحرية األديان والمعتقدات وكل

ض في االسالم كوسيلة من وسائل تبليغ الدعوة ، إذا هذه المبادىء يدعو لها االسالم ، فالجهاد فر

عجزت الوسائل السلمية األخرى ، فالمهم هو تبليغ الدعوة وليست إكراه الغير باالسالم واليمكن

أن يكون غير ذلك ، فاليوم جميع الدول التمنع إقامة مراكز الدعوة االسالمية ، وال تمنع إقامة

.روب لتبليغ الدعوة المساجد ، فإذن ال حجة في شن الح

ومفهوم الفيء من وجهة نظر الباحث هو كل دخل تحصل عليه الدولة من البترول والمصادر

الطبيعية األخرى ، ورسوم القنوات االستراتيجية مثل قناة السويس ، وغيرها ، وهذه المصادر هي

لكي " . . . . أعاله في الواقع هبة من اهللا ، فاليجوز احتكارها والدليل على ذلك خاتمة اآلية

، فالغرض هنا هو توزيع الثروات ، أما بداية نفس اآلية أعاله " اليكون دولة بين األغنياء منكم

بمعنى محض فضل من . . . " وما أفاد اهللا على سوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل وال ركاب "

حربية والركاب فهو دخل اهللا على رسوله أي لم يستخدموا في تحصيله أي جهد من الوسائل ال

.الدخل للمجهود البشري في تحقيقه ، وهذا هو المفهوم الحديث في رأي لمسألة الفيء

Page 101: التأمين المعاصر

101

٦،٧ اآلية – سورة احلشر )١(

א אמ א

.الغنيمة هي األموال التي تؤول للمسلمين من أعدائهم بالحرب ونتيجة الصدام المسلح

ن من الكفار بعد الحروب يسمى غنيمة وقد حددها القرآن الكريم فالمال الذي يظفر به المسلمو

وأعلموا إنما غنمتم من شيء فإن هللا خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى "باآلية الكريمة

.)١( "والمساكين وابن السبيل

فخمس الغنائم التي يحصل عليها المسلمون من الكفار تعتبر من موارد بيت مال لمسلمين بل

توزع بين المقاتلين من المسلمين بالعدل وهي لمن شهد الوقعة من المقاتلين المسلمين عمالً بقول

".الغنيمة لمن شهد الوقعة"الرسول الكريم

وسواء أعطى الخمس لبيت مال المسلمين وأعطى األخماس األربعة للمقاتلين فأن لذلك آثار

س في زيادة االدخار واالستهالك واالستثمار وعلى اقتصادية عديدة تعود على المجتمع المسلم تنعك

.اإلنتاج والطلب

أما في موضوع الغنائم فإنني أرى أن الغنائم كانت مباحة ألنه لم يكن هناك جيش للمسلمين

المحاربون يحصلون على أجور أو رواتب من الدولة مقابل مجهوداتهم وتحملهم المشاق ، لذا فقد

اليوم فلقد أصبحت الجيوش ، جيوش منظمة تحصل على رواتب من أبيحت لهم الغنائم ، أما

الدولة مقابل قيامهم بالواجبات المنوطة بهم ، إذن الحق لهم في الغنائم ، بل أصبحت الغنائم اليوم

شبه مفقودة ، فلم تعد الدول تسمح لجنودها في الحصول على أي غنائم خصوصاً وأن الحروب

فالحروب –كما أشرنا من قبل فإن الجهاد قد فرض لنشر الدعوة اليوم ليست حروباً دينية ، و

اليوم أصبحت حروباً دفاعية ، تدافع بها الدول على حدودها وممتلكاتها ولها الحق في الحصول

. لذلك فقد أصبح حكم الغنائم شبه موقوف عملياً –على التعويضات من المعتدين والمتجنيين

Page 102: التأمين المعاصر

102

٤١ة اآلي–سورة األنفال ) ١(

Page 103: التأمين المعاصر

103

א אמ א א א

فلو اجتمع على بيت المال حقان وضاق عن كل واحـد "ذكر الماوردي في كتابه األحكام السلطانية

فالقرض مصدر )١(". منهما جاز لولي األمر إذا خاف الفساد أن يقترض على بيت المال ما يصرفه

إليه كوسيلة أو مورد غير عادي وفي حدود معينة مهم من مصادر إيرادات الدولة اإلسالمية تلجأ

إذا لم تكن موارد الدولة اإلسالمية التي سبق ذكرها فيما مضى كافية لتغطية النفقات العامة للدولة

اإلسالمية، وتلجأ الدولة اإلسالمية لالقتراض من رعاياها األفراد، ثم تلجأ إلى المؤسسات العامـة

شترط أال تقترض الدولة اإلسالمية بفائدة سواء كان القرض داخلياً لكن ي . والخاصة ثم من الخارج

فهي تلجأ للقروض الحسنة من رعاياها، وكما يمكن أن تلجأ للبنوك التجاريـة لـديها . أو خارجياً

. فتقترض قروضاً حسنة من ودائع عمالئها كما ويمكن أن تلجأ إلى البنك المركزي طالبة إقراضه

تراضها بقروض حسنة كما ويمكن أن تعمل بمبدأ المشاركة في األربـاح ومن الممكن أن يكون اق

.مع من يقرضها فتدخل معهم المشاريع العامة مقابل نسبة معينة من األرباح

أما على صعيد القروض الخارجية فقد اقترح بعض االقتصاديين المسلمين إنـشاء بنـك إسـالمي

ن مهمته إقراض الحكومات اإلسـالمية بـدون تشترك فيه شعوب وحكومات الدول اإلسالمية وتكو

وقد صار هذا الحلم واقعاً فهذا البنك اإلسالمي للتنمية يقوم بهذا الدور ،)٢(فوائد ألغراض التنمية

وبهذا الواجب، وقد اشترط بعض فقهاء المسلمين في القورض التي تلجأ إليها الدولة اإلسالمية أال

الحدود الضيقة كي ال تشكل عبئاً علـى ميزانيـة الدولـة تكون إال في الحاالت الضرورية وفي

.اإلسالمية

أو /وقد تواجه الدولة اإلسالمية مشكلة حول طرق إصدار الدين العام، وهـل تـصدره بأسـهم، و

لذلك فمن الممكن أن ينقسم إصدار الدين العام حـسب . صكوك مضاربة لمشروعات إنتاجية معينة

الدولة في توفيرها، فإذا كانت هناك خدمات عامـة ذات طبيعـة نوع الخدمات العامة التي ترغب

يمكن أن تسترد قيمتها، فيمكن أن تطرحه على أساس القرض الحسن، وإذا كان القرض موجهـاً

إلى مشروعات إنتاجية تحقق أرباحاً فيمكن إصدارها على أساس صكوك المضاربة أو عن طريـق

. طرح األسهم

Page 104: التأمين المعاصر

104

. مرجع سابق– السلطانية األحكام–الماوردي ) ١(

– مؤسـسة شـباب الجـامع – مبادئ االقتصاد العام –عبد الكريم بركات وحامد دراز ) ٢(

.١٩٦ ص – ١٩٧٣

Page 105: التأمين المعاصر

105

أما إذا كانت الخدمات ذات طبيعة ال تتجزأ أولها آثار خارجية مثل الحاجة للـدفاع ويكـون بـذلك

هم وأموالهم، فيمكن اللجوء هنا إلى القروض الخيار أمام أفراد الدولة أن يدافعوا عن الوطن بأنفس

الحسنة من األفراد والمؤسسات أو يمكن حتى اللجوء للضرائب لسد تلك النفقات الضرورية، فهذه

فالدولة لقاء ذلك ستحمي أموال وأنفس هؤالء األفـراد . النفقات تعود على الجميع بالنفع والفائدة

).١(وستحمي مصالحهم وأسرهم

:الشريعة اإلسالمية محددات القتراض الدولة اإلسالمية منهاولقد وضعت

ضرورة ترتيب مصادر اإليرادات العامة للدولة، بمعنى أن تعتمد الدولة علـى إيراداتهـا مـن ـ

المشروعات العامة االقتصادية، ثم الموارد السيادية مثل الخراج والضرائب والرسوم المختلفة

.ق على المرافق العامة تلجأ الحكومة لالقتراضفإذا لم تكف هذه الموارد لإلنفا

وجود حاجة حقيقية لالقتراض بحيث ال تقدم الدولة على االقتراض إال بعـد اسـتيفاء جميـع ـ

.مواردها، وأن يكون القرض لتغطية الحاجة الملحة فقط

تها علـى مراعاة القدرة على السداد، فيجب أن تقوم الدولة بالتخطيط الدقيق لمعرفة مدى قدر ـ

سداد األموال المقترضة لكي ال تقع في أزمة مالية يصعب احتمالها، وفي هذا يقول الجـويني

إن قضاء القرض إنما يكون من مال فاضل مستغنى عنه من بيت المال، وربما تمس الحاجـة "

إلى ما يقدره في الحال فاضالً، ثم يقضي الحال استرداد ما وفيناه على القـرض، ويـستدبر

ولسنا منكـري جـواز : "كذلك فإن اإلمام الغزالي يقول . )٢(" بر فال يزال في رد واسترداد التد

اإلستقراض ووجوب االقتصار عليه إذا دعت المصلحة إليه، ولكن إذا كان اإلمـام ال يرتجـي

انصباب بيت المال، فعلى ماذا االتكال في االستقراض مع خلو اليد في الحال، وانقطاع األمـل

.)٣(" في المال

االستقراض في األزمات إنما يكون حيث يرجى لبيت المال دخل، وأما إذا :"وقد قال اإلمام الشاطبي

.)٤(" لم ينتظر شيء، وضعفت وجوه الدخل بحيث ال يغني كبير شيء، فالبد من جريان التوظيف

.ومعنى جريان التوظيف أي فرض بعض األموال على الميسورين كضريبة غير مستردة

Page 106: التأمين المعاصر

106

مرجـع – من مطبوعات البنك اإلسالمي للتنمية –موارد الدولة المالية في المجتمع الحديث ) ١(

٣٥ ص –سابق

.٢٠٣ ص – غياث األمم –الجويني ) ٢(

حمـد . تحقيـق د - شتاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومالك التعليـل -أبو حامد الغزالي ) ٣(

.٢٤١ ص –م ١٩٧١ – بغداد - مطبعة الرشاد-الكبيسي

.١٢٣، مصر ص ٢ ج - المكتبة التجارية الكبرى–االعتصام : الشاطبي) ٤(

Page 107: التأمين المعاصر

107

א אא א א

.إن كل مال ال يعلم له مستحق ولم يتعين مالكه فهو من حقوق بيت مال المسلمين

يس له وارث محدد، فإذا مات المالك واألموال التي ال مالك لها هي كمثل من مات من المسلمين ول

كذلك فإن مال اللقطة أو الودائع التي ال . من غير وارث انتقلت ملكية المال إلى بيت مال المسلمين

وكذلك األوقاف التي ال يتوالهـا أحـد . يعرف أصحابها سواء عقاراً أو منقوالً تعود ملكيتها للدولة

.تعتبر ملكاً لبيت مال المسلمين

Page 108: التأمين المعاصر

108

אאא א א

فلـيس . إن األمالك العامة في الدولة اإلسالمية حق لعامة المسلمين دون تخصيص فرد معين منهم

.ألحد أن يحتجز لنفسه أي جزء من الملك العام كأن يأخذ الطريق لنفسه

الطاقة كاألنهار ويدخل ضمن األمالك العامة للمسلمين كل المعادن الظاهرة والباطنة وكذلك مصادر

.والثروات وغيرها التي تقع في أراضي أمالك الدولة

كذلك تشمل األمالك العامة األصلية ما لم يمتلكه األفراد ملكية خاصة من أراضي ومعادن وأنهـار

أما األمالك المنتقلة إلى الملكية العامة فتشمل الوقـف واللقطـة وارث مـن ال . وأموال وغير ذلك

والفرق بين الملكية العامة األصلية والملكيـة . الزكاة والوجائب المالية األخرى وارث له وحصيلة

العامة المنتقلة هو أن بعض أموال الملكية المنتقلة ال يصح للدولـة اسـتعمالها إال فـي وجـوه

مثل ذلك الوقف فال يصح للدولة إال أن تتصرف به ضمن حدود الشروط التي شـرطها . مخصصة

.هها حين تعذرهاالواقف أو ما يشاب

ويدخل كذلك ضمن أمالك الدولة كافة األراضي التي ال تملك ملكية خاصة سواء كانت هذه األراضي

مخصصة للزراعة أو الستخدامات أخرى، ويمكن للدولة أن تؤجر تلك األراضي أو تبيعها أو تمنح

جرة محددة، هذه الرسوم األفراد والقطاع الخاص حق استثمارها واستغاللها مقابل رسوم معينة أو أ

أو األجرة تدخل ضمن موارد إيرادات الدولة اإلسالمية تغذيها وتساعد في تغطية النفقـات العامـة

.للدولة اإلسالمية

كما ويدخل ضمن أمالك الدولة المشاريع العامة التي تملكها الدولة أو المشاريع التي تـساهم بهـا

.الدولة مع األفراد أو القطاع الخاص

وارد الدولة اإلسالمية كثيرة ومتنوعة وتساهم هذه اإليرادات في تغطية النفقات العامة المتزايدة فم

كما وأن هذه اإليرادات تساهم في التأثير على االقتصاد الوطني من خالل تأثيرها . للدولة اإلسالمية

.على عوامل االستهالك واالدخار واالستثمار وبالتالي اإلنتاج

Page 109: التأمين المعاصر

109

א אא א

يمكن للدولة اإلسالمية من أن تستخدم الضرائب على األرض أو ضـرائب الـدخل الشخـصي أو

الضرائب غير المباشرة، أو الضرائب على أرباح المؤسسات العامة، والضرائب األخرى إذا كانـت

.موارد الدولة سابقة الذكر غير كافية لتغطية نفقاتها ومواجهة متطلباتها

أهم مصادر اإليرادات للدولة حديثها وقديمها بل أن نصيبها من اإليرادات عادة مـا والضرائب من

.يفوق معظم المصادر األخرى سابقة الذكر

والضريبة مساهمة نقدية أو عينية تفرضها الدولة بقانون على مواطن أو منشأة بغـرض تمويـل

لـدخول الجاريـة والثـروة والضريبة في اإلسالم تغطـي ا . نشاطها والخدمات المقدمة للجمهور

المختزنة والموظفة والمعطلة، فالقاعدة الضريبية في الدولة اإلسالمية واسعة، واعتماداً على هـذا

االتساع فإن فئات الضرائب اإلسالمية على المكتسبات الفردية منخفضة، بحيث ال تؤثر على حوافز

. اإلنتاج واالدخار

ة التصاعدية، فقد ذكر أبن رنجويه في كتابه األموال وكان عمر بن الخطاب أول من فرض الضريب

خذ فمن مربك من تجـار "أن عمر بن الخطاب كتب إلى واليه في البصرة أبي موسى األشعري أن

". درهماً، درهما٤٠ً فمن كل ٢٠٠ خمسة، فما زاد على ٢٠٠المسلمين من كل

تالها من خالفات تعتمد على المالحظة وقد كانت التجربة الضريبية في الدولة اإلسالمية األولى وما

والتجربة، فقد باع رجل إلى عبد الرحمن بن يعلى فرساً بمائة ناقة شابة ثم ندم، فأخبر عمـر بـن

الخطاب أن ابن يعلي قد غصبه فرسه، فأرسل عمر إلى ابن يعلى فأخبره الخبر، فأندهش عمر من

وفرض علـى كـل . ال تأخذ من الخيل شيئاً ارتفاع أسعر الخيل، وقال تأخذ من أربعين شاة، شاة و

.رأس خيل ديناراً

وقد فرضت الضرائب في الدولة اإلسالمية في عهد الخالفة العباسية، وقد أقرها العلماء المسلمون

حينذاك حيث قالوا أنه إذا زادت التزامات الدولة لسبب ما وشـحت مواردهـا الماليـة المعروفـة

البحث عن مصادر أخرى فعندئذ يحق لولي األمر أن يعرض مبالغ واضطرت الدولة لتغطية نفقاتها ب

.معينة تؤخذ من األفراد لتغطية تلك النفقات حتى تزول األزمة

دخـل، االستقراض في األزمات إنما يكون حيث يرجى لبيت المال : "وفي ذلك يقول اإلمام الشاطبي

ر شيء، فـال بـد مـن جريـان وأما إذا لم ينتظر شيء، وضعفت وجوه الدخل بحيث ال يغنى كبي

) ١" (التوظيف

Page 110: التأمين المعاصر

110

. ١٢٣، ص ٢ المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، ج- االعتصام-اإلمام الشاطبي) ١(

Page 111: التأمين المعاصر

111

:אإن الدارس والباحث في االقتصاد االسالمي الكلي يجد أن هناك مرونـة كمـا هـو

.معلوم في تعاليم الدين االسالمي

والداللة ، ينبغي االلتزام بها حرفياً ، وهناك أمور يمكن فهناك ثوابت قطعية الورود

االجتهاد فيها ، وهذه تتغير بتغير الظروف واألزمان ، فوجوب الزكـاة وأنـصبتها

ومصارفها على سبيل المثال محدودة وثابتة والتختلف عبر العـصور واألزمنـة ،

االسالمي ، وكـذلك ولكن يمكن أن نستنبط منها البعد االجتماعي في نظام االقتصاد

فالزكاة – وإذا كان االستثمار يحرك المجتمع نحو التوظيف الكامل –البعد التنموي

منها جزء معلوم يصرف للفقراء ، وهم فئة كما هو معروف لها معـدل اسـتهالك

عالي ، ولذلك تجد أن كافة أنصبة الزكاة تصب في زيادة التدفق المـالي وبالتـالي

تثمار ، ويؤدي ذلك الى زيادة فرص العمل فتزداد الـدخول ، يزداد الطلب على االس

.وبالضرورة سيؤدي ذلك الى أن تعود الدائرة مرة أخرى لتغذي نفسها بنفسها

أما البعد التنموي في االقتصاد االسالمي ، فيمكن مالحظته من خالل التفريق بـين

في الصناعة ، ألن أنصبة الزكاة فهي على األموال السائلة مرتفعة ، بينما تنخفض

.الصناعة عملية تتم فيها تحويل األموال الى آالت ومعدات وهذه ال زكاة عليها

فالنصيب المفروض عليها اقل من المال السائل بـل –كذلك الحال بالنسبة للزراعة

يجب أن يكون من نفس الناتج ن أي على هيئة ثمار وحبـوب ، ولـيس أمـوالً ،

الزروع المروية أي المروية باآللة ، ويدخل فيها الجهـد إضافة الى ذلك تقل زكاة

االنساني عن تلك الزروع التي تروى بماء السماء ، ويمكن للـدول االسـالمية أن

.تسترشد بهذا المنهج عند فرض الضرائب التي يجوز فرضها عند الحاجة

دائم نجد كذلك أن هناك نصوص كثيرة من القرآن والسنة قد حثت على االستثمار ال

ابن صالح : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالث ) "ص( ومنها قول الرسول –

، ولو تدبرنا هذه األموال الثالثـة نجـد " يدعو له ، وصدقة جارية أو علم ينتفع به

أنها استثمار طويل األجل ، فاالبن الصالح لن يكون إال من خالل التربيـة والتعلـيم

بعد حياة االنسان ، والصدقة الجارية أكثـر وضـوحاً فهو إذن استثمار طويل يظل

فهي التأتي إال باالستثمار في أصل ثابت ومنتج دائم لكي تستغل ثماره ونتائجـه ،

.وهذا يعني االستثمار الطويل المدى

أما العلم الذي ينتفع به فهو أيضاً حث على االجتهاد العلمي سواء كان مدرسـة أو

. ، وكلها تنطوي تحت هذه العبارة جامعة أو مكتبة أو خالفه

Page 112: التأمين المعاصر

112

ولقد أشرنا لهذه األفكار سابقاً وهناك نقطة أخرى وهي ملكيـة الدولـة للثـروات

الطبيعية كالمناجم ومصادر المواد الخام والغابات ومجاري األنهاء والبحار والتـي

تستطيع الدولة أن تسغلها وتستخدمها وتصرف على حاجتها من انتاجهـا سـواء

بنفسها أو أوكلت إدارتها للقطاع الخاص ، وتظهر هذه التجربة جليـة فـي إدارتها

الثاني عمر وبالذات في أراضي السواد وهي األراضي ) ص(عهد خليفة رسول اهللا

وقد جعل الخليفة عمر العمال الذي يقومـون بادارتهـا مقابـل –التي فتحت عنوة

.أموال تدفع لهم أو بالمزارعة

رة الخصخصة فكرة بزغت أول مابزغت في الفكر االسـالمي ونشير هنا الى أن فك

منذ القدم ، فالدولة تمتلك األصل وتشارك المنتجين بعملهم فـي االنتـاج ، وهـذا

المصدر يعد من أكبر مصادر الدولة االيرادية ، ونستطيع أن نستنبط منه إمكانيـة

التـي اليمكـن أن تملك الدولة لوسائل االنتاج والمواد الخام والمصادر الطبيعيـة

يحوزها أو يمتلكها شخص بذاته وللدولة الحق في استخدام كافة سـبل االسـتثمار

سواء عن طريق المشاركة أو المضاربة أو خالفه ، بما ينمي دخل الدولة ، كما أن

الدولة تمتلك المرافق العامة كالطرق أو ما أستحدث حديثاً من خـدمات كهربائيـة

حقوق الطيران وغيرها ، وتستطيع الدولة أن تجني مـن وتليفونات أو أية حقوق ك

وراء هذه الحقوق والخدمات ايرادات اضافية ، كما أن للدولة الحق في أن تحـصل

.على الرسوم والضرائب المناسبة التي تعزز من دخلها لمواحهة نفقاتها المختلفة

عريضة تتسع نستنتج مما سبق أن مؤشرات المالية العامة واالقتصاد الكلي خطوط

وتضيق وفقا لما تملكه الدولة مع ترك التفاصيل والجزئيات للمسلمين أنفسهم وفقاً

للتوجهات الكبرى التي أشرنا اليها في البعد االجتماعي والتنمـوي والعدالـة فـي

.توزيع الثروات وفي تحميل المكلفين بالضرائب

Page 113: التأمين المعاصر

113

م األولـى كانـت الماليـة في عهد الرسول صلى اهللا عليه وسلم وفي فترات اإلسال

العامة والسياسة المالية تصاغ لفرع موارد الدولة عن طريق الـضرائب وتحريـك

.المدخرات وذلك لمقابلة المصروفات الحكومية

ومن المعروف أن السياسة المالية تُعني بمستوى ايرادات الدولة ومصروفات الدولة

.ريبية المناسبة اضافة إلى نوعية المصروفات واختيار األداة الض

ومن وجهة نظر علم المالية العامة التقليدي ان الضريبة تستخدم كـأداة لتحقيـق

بعض األهداف االجتماعية واالقتصادية فقط ، في الوقت الحـالي أصـبحت الـدول

الحديثة توجه االيرادات الضريبية لتستخدم في تقليل الفوارق االجتماعية بين طبقات

ستخدم كوسيلة لدفع االقتصاد من خالل تشجيع بعـض أوجـه المجمع المختلفة ولت

النشاطات المهمة ، اذن فان ماوصلت اليه هذه الدول وأصبحت تتبعـه اآلن كـان

متبعاً في الدولة االسالمية قبل أربعة عشر قرنا من اآلن ، وقد فرض القرآن الزكاة

ة فـي القـرآن كأداة لتحقيق أهداف اجتماعية سامية ورد ذكرها في مواقع كثيـر

.الكريم

Page 114: التأمين المعاصر

114

א מ:א א א א אفي كثير من النـواحي ، معتمـدة علـى ) مالية األفراد (تختلف المالية العامة عن المالية الخاصة

ودوره ) المـشروع (طبيعة الدولة ودورها ومسؤولياتها وسلطتها التي تختلف عن طبيعة الفـرد

.ؤوليته وسلطته ومس

وخالفاً للمشروع الخاص فإن الدولة أصبحت مسؤولة عن توازن وتنمية االقتصاد الوطني وتقـع

عليها مسؤولية تحصيل االيرادات إذ أن لها حق فرض الضرائب واصدار النقـد ، األمـر الـذي

السـتدانة العامـة اليملكه األفراد ، كما أن االستدانة الفردية تختلف عن االستدانة العامة، ففـي ا

الداخلية للدولة يكون القطاع العام هو الدائن والمستدين في نفس الوقت ، أما في استدانة األفراد

شخص آخـر ، كما أن الفرد يحدد منصرفاته ، يتحمل الفرد تبعـة استدانته من ) القطاع الخاص (

منفعة العامـة للمجتمـع بناءا على منفعته الشخصية ، بينما تحدد الدول مصرفاتها على ضوء ال

والمنفعة ذات طبيعة معقدة ، وهي تعتمد غالبا علـى فكـرة . وليس منفعة السلطة الحاكمة فقط

مسئوالً عن توازنه المالي فقـط ) القطاع الخاص (فاذا كان الفرد . التوازن االقتصادي االجتماعي

ككل باضافة إلى مـسؤولياتها مسؤولة عن التوازن االقتصادي للمجتمع ) القطاع العام (فان الدولة

.نحو التوازن المالي العام

وقد أدى الخلط التقليدي والذي تعامل الدولة بمقتضاه معاملة األفراد إلى ضرورة تقليـل االنفـاق

وخفض الميزانية إلى أدنى مستوياتها والى ضرورة توازن الميزانية، ) وهو انفاق استهالكي (العام

رادات العامة المصروفات العامة، وتجنب االسـتدانة أو االصـدارات بمعنى ضرورة أن تغطي االي

والـى ضـرورة تقيـيم سـالمة ) المصروفات االسـتهالكية (الجديدة لتغطية المصروفات العادية

السياسات المالية عبر الموازنة العامة ، بمعنى أن تكون على ضوء توازن الميزانية العامة وليس

.ع ككل على ضوء توازن اقتصاد المجتم

كل من االقتصاد العام واالقتصاد الخاص يهدف إلى زيادة الدخل ، بيد أن االقتصاد العام اليمكنه أن

ماليـة القطـاع الخـاص أو (يحقق هذا الهدف إذا اقتصر على تطبيق قواعد الماليـة الفرديـة

تعدى في كثيـر ومن المهم بالنسبة لألفراد أن تكون مصروفاتهم أقل من دخلهم بينما ت ). المشروع

من األحايين مصروفات الدولة ايراداتها ويكون ذلك سبباً مباشراً في زيادة الدخل القومي والتحسن

فعلى سبيل المثال إذا قام القطاع العام استثمار في بعض مشاريع البنية . في الوضع المالي للدولة

Page 115: التأمين المعاصر

115

، فان هذا اليمكن أن يقارن التحتية بتمويل من العجز والذي سيفتح مجاالت أرحب للقطاع الخاص

.باستدانة القطاع الخاص من القطاع المصرفي والذي سيضاف فقط إلى الحسابات الدفترية

إن نجاح أو فشل السياسات العامة الينبغي أن يقيم على ضوء التوازن االقتصادي واالجتمـاعي ،

جب أن يقيم علـى أسـاس أثـر بمعنى أنه اليمكن أن يقيم من خالل أوراق الميزانية فقط ولكن ي

) المصروفات العامة ، الضرائب ، القروض، االصدارات النقدية الجديـدة : وهي (الكميات المالية

لذا فان السياسات الماليـة أو التمويليـة . على الدخل القومي وتوزيعه ، وعلى رفاهية المجتمع

التي ترمي إلى تحقيـق التطـور يجب أن ينظر اليها كجزء من السياسات االقتصادية واالجتماعية

.االقتصادي واالجتماعي للمجتمع ككل

.وقد تميزت السياسات المالية في ظل العهود االسالمية دائما بمراعاة مصالح المجتمع ككل

وقد كانت السياسات المالية خالل عهد الرسول صلى اهللا عليه وسلم تهدف من خـالل االيـرادات

مثل تجهيز الجـيش ، مـصاريف (والمصروفات العامة ) الخ..... الفي الزكاة ، الخراج ،(العامة

إلى بناء قوة اقتصادية كافية بجانب القوة العسكرية لضمان حمايـة ) الزكاة ، دعم صغار المنتجين

.سيادة واستقالل الدول المسلمة

ـ ه وسـلم ، فالصدقات والزكاة واالحسان التعطى للشخص القادر خالل عهد الرسول صلى اهللا علي

فالزكاة كانت تعطى للفقراء للحصول على أدوات يدوية يستطيعون من خـالل اسـتعمالها كـسب

عيشهم ويسهمون كذلك عن طريق ماينتجون في رفع مستوى الدخل القـومي ، وبالتـالي تزيـد

. فرص العمل ويتناقص عدد العاطلين عن العمل والطفليين في المجتمع

لى زيادة المساواة في توزيع الدخل والثروة ، وبنفس القدر فـان أنمـاط وفي الواقع تميل الزكاة إ

.االنفاق العام لها تأثير كامن على الرفاهية النسبية للقطاعات المختلفة من المجتمع

صياغة السياسات المالية في الدولة االسالمية ينبغي أن تتفق مع تعاليم القرآن الكريم والـسنة ،

كل مكونات السياسة المالية يجب أن تسهم فـي اتجـاه تحقيـق األهـداف ومن ناحية أخرى فان

.األساسية لقواعد اإلسالم االجتماعية واالقتصادية التي تستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية

Page 116: التأمين المعاصر

116

إن المسؤوليات المتوقع أن تقوم بها الدولة االسالمية تحـدد مـستوى ومكونـات المـصروفات

.الحكومية

Page 117: التأمين المعاصر

117

:لباحثين االسالميين يصنفون وظائف الدولة االسالمية كالتالي بعض ا

.وظائف تحددها الشريعة على أساس ثابت -أ

وظائف تستمد من الشريعة على أساس االجتهاد مع االبقاء فـي االعتبـار الوصـول إلـى -ب

.الظروف االقتصادية واالجتماعية في أي وقت زمني محدد

ي أي زمان ومكان عن طريق الجمهور وذلـك مـن خـالل عمليـة وظائف تحددها الدولة ف -ج

) .االستشارات المتبادلة(الشورى

ولقد صنف بعض المفكرين الوظائف المناط بالدولة ممارستها على أسـاس دائـم طبقـا ألحكـام

:الشريعة االسالمية إلى

الدفاع -أ

. القوانين والنظم -ب

. العدالة -ج

.لمجتمع المسلم تلبية احتياجات ا-د

. الدعوة -هـ

. األمر بالمعروف والنهي عن المنكر -و

. االدارة المدنية -ز

في حالة فشل القطاع الخاص فـي القيـام بهـذه ) فرض كفاية ( الوفاء بالواجبات االجتماعية -ح

.الواجبات

زمن ويقتضى تلبية كما قسموا وظائف الدولة المستمدة من الشريعة لمواجهة التغير الذي يحدثه ال

:العديد من االحتياجات إلى ستة أقسام هي

. حماية البيئة -١

. توفير السلع العامة التي لم تشملها قائمة التصنيف األولى -٢

. األبحاث العلمية -٣

. تكوين رأس المال والتنمية االقتصادية -٤

. توفير اإلعانات للنشاطات الخاصة ذات األولوية -٥

.ات التي تقتضيها ضرورة سياسات االستقرار المصروف-٦

Page 118: التأمين المعاصر

118

انظر إلى النفقات المالية في الدولة االسالمية لمحمد نجاة اهللا صديقي

يجـب أن - الحقوق التي أعطاهـا اهللا لالنـسان -بعض الباحثين االسالميين يرون أن الحريات

ي عمليات صناعة القـرارات التنتهك ، فيجب على الحكومات أن تأخذ في الحسبان هذه القاعدة ف

فيما يختص باألمور االقتصادية واالجتماعية والسياسية ، لذا فإن الضرائب غير الضرورية لمقابلة

المصروفات الحكومية التي تتعدى ماتحدده الشريعة االسالمية يعتبر أمراً قسرياً ضـد الممتلكـات

) .ممتلكات األفراد(الخاصة

ن فإنهم يرون أن المصروفات العامة يجب أن تضم بجانب الدعوة كل أما بعض المفكرين االسالميي

: من

. تحقيق األمن الداخلي والخارجي للدولة -أ

. المصروفات االدارية -ب

. دعم احتياجات الناس الماسة -ج

. تنمية القدرات االنتاجية عندما يكون مجال الصناعات الخاصة غير قوي بما يكفي-د

األحيان نجد أن الدولة المسلمة تلجأ إلى االستدانة من مصادر داخليـة أو خارجيـة وفي كثير من

واالستدانة الداخلية والتي تعتمد على الشريعة االسالمية يجب أن تكون مـن . لتغطية مصروفاتها

، ومن الممكن اعطاء الدائن حـوافز تـشجيعية اقتـصادية أو ) الربا(المصادر الخالية من الفائدة

، فاذا كانت االستدانة من النظام المصرفي يجب أن تكون عن طريـق اسـتخدام بعـض ضريبية

حسابات االدخار ، والتي اليدفع البنك بمقتضاها أية عائدات ، وذلك لتمويل مـصروفات الحكومـة

.والتي يستفيد منها كل المجتمع دون الحصول على أية عوائد مالية مباشرة

يجب أال تلجأ له الدولة إال في حالة وجود ظروف صعبة جـداً تكـره االستدانة من البنك المركزي

.الحكومة على أمر كهذا

Page 119: التأمين المعاصر

119

لذا فان االستدانة الداخلية يجب أن تكون جزءا مهما في تمويـل نفقـات الحكومـة فـي الدولـة

االسالمية ، ويمكن للحكومة أن تشجع وترفع الموارد من أجل المشروعات االنتاجية على اسـاس

.بة والمشاركة عن طريق االستفادة من موارد القطاع الخاص المضار

.انظر إلى السياسة الضريبية في االقتصاد االسالمي لمنذر خان

االستدانة الخارجية لتمويل جزء من نفقات الحكومة يجب أن يكون متماشيا مع

سـعر المبادىء االسالمية ، واالستدانة يجب أن تكون على أساس الخلو مـن

، وفي الواقع فإن معظم الدول االسالمية قد أوقعت فـي شـباك ) الربا(الفائدة

سعر الفائدة بسبب استدانة معظمها من مصادر خارجية ، وعلى الرغم من ذلك

فان أغلبها تجاول اآلن أن تجد مهربا من هذا الشرك ، خاصة بعد توفر كثير من

ثار السلبية لتراكم خدمات الديون ، مصادر التمويل من الدول النامية وظهور اآل

ونعتقد أن الدول االسالمية بكبر حجمها وكبر حجم اسـتدانتها يجـب أن تحيـد

).أو الربا(بالتمويل الخارجي بعيدا عن أسعار الفائدة

Page 120: التأمين المعاصر

120

א א א:א א :א

ت العامة في المجتمع االسالمي ، وعلى الرغم من هي أهم مصادر االيرادا - وكما ذكرنا -الزكاة

أن الزكاة والضرائب تتشابه في بعض الوجوه مثل طرق التحصيل إال أنهما يختلفان في كثير مـن

:النواحي األخرى ، ويمكن أن تلخص هذه الفروقات فيما يلي

.بينما الضرائب تفرضها الدولة ) عبادة(تعتبر الزكاة التزام ديني -١

زع الزكاة على مستحقين محددين سلفا بينما تدخل الضرائب في االيرادات العامة مباشرة تو -٢

.وتصرف في عدة أوجه

.معدالت الزكاة ثابتة بينما معدالت الضرائب تخضع للتغيير من فترة ألخرى -٣

الفقـر والتخلص مـن ) العبادة(أداء االلتزام الديني : األهداف المباشرة للزكاة كثيرة أهمها -٤

وإزالة الفوارق الطبقية في المجتمع المسلم بينما الهدف األساسي للضرائب هو رفع مستوى

.االيرادات العامة للدولة

وعلى ضوء هذا التشابه واالختالف بين الزكاة والضريبة فانه يمكن استنتاج الكثير من آثار الزكاة

:على المجتمع المسلم ، ومن أبرز هذه اآلثار

زيع الزكاة بين الفقراء والمحتاجين يرفع من مستوى دخول هذه الطبقات مما يؤدي إلـى تو -أ

رفع القوى الشرائية لديهم ومن ثم رفع الميل الحدي لالستهالك والذي ينتج عنه زيادة الطلب

.على السلع االستهالكية

: تسهم الزكاة في حل مشكلة البطالة من خالل -ب

)جباة واداريين(لين على الزكاة توفير فرص عمل للعام -١متكنهم من االنتاج وكسب العيش وبالتايل يرتفع معدل امجايل ) زراعية وحرفية(امداد الفقراء مبعدات يدوية -٢

.الناتج احمللي

من خالل توزيع الزكاة على المصارف الثمانية المذكورة في القرآن الكريم يقل معدل الجريمة -ج

وبالتالي فان الزكاة ليست فقط أداة إلعادة توزيع الثروة ولكنها وسيلة . في المجتمع المسلم

.لالستثمار االنتاجي وطريق لتحقيق أمن المجتمع ورفاهيته

Page 121: التأمين المعاصر

121

وباالضافة الى ماسبق فان نظام التـأمين يحقـق مقاصـد الـشريعة ومواجهـة

. مرفقة احتياجات وضرورات الناس المعتبرة شرعا وهو ماتوضحه االحصائيات ال

يوضح أن اجمالي األقساط المكتتبة كنسبة من النـاتج المحلـي ) ١(فالجدول رقم

االجمالي يمثل نسبته كبيرة في بعض الدول العربية مثل المغرب حيث بلغ في عام

، بينما بلغت هـذه النـسبة % ١ر٧يليها في البحرين % ٢ر١م مانسبته ١٩٩٢

أما الجـدولين رقـم % . ر٤ية وفي السعود % ر٣أدناها في سوريا حيث سجلت

فيوضحان مدى مايمكن أن تساهم به أقـساط التـأمين فـي النـشاط ) ٣(، ) ٢(

االقتصادي للدول العربية ، حيث بلغت جملة األقساط المكتتبة بالدوالر األمريكـي

. عن العام السابق % ٥م بزيادة بنسبة ١٩٩٢حوالي أربعة مليار دوالر في عام

Page 122: التأمين المعاصر

122

. حقيقته والرأي الشرعي فيه - نظام التأمين -١

م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥ - الطبعة الرابعة - مؤسسة الرسالة -مصطفى أحمد الزرقاء

. االقتصاد في الفكر االسالمي -٢

. القاهرة- مكتب النهضة المصرية -م ١٩٩٣ الطبعة العاشرة -الدكتور أحمد شلبي

. دراسة مقارنة -ه االسالمي الغرر وأثره في العقود في الفق -٣

.م ١٩٩٠ بيروت - دار الجيل -الدكتور الصديق محمد األمين الضرير

. موسوعة االقتصاد االسالمي -٤

.م ١٩٨٦ دار الكتب االسالمية -الدكتور محمد عبدالمنعم الجمال

. التأمين التجاري والبديل االسالمي -٥

.هـ ١٣٩٩ -م دار االعتصا-الدكتور غريب الجمال

. أحكام المعامالت المالية في المذهب الحنبلي -٦

.م ١٩٨٦ الطبعة األولى - قطر - دار الثقافة -الدكتور محمد زكي عبدالبار

. االسالم والتأمين -٧

.م ١٩٨٤ الطبعة الثانية - عكاظ للنشر والتوزيع -الدكتور محمد شوقي الفنجرى

.اض والتأييد عقود التأمين بين االعتر -٨

. دار مكة للطباعة والنشر -أحمد محمد جمال

. التأمين في الشريعة االسالمية والقانون -٩

.م ١٩٧٧ دار الشروق -الدكتور غريب الجمال

.التأمين بين الحل والتحريم -١٠

.م ١٩٧٧ دار االعتصام -الدكتور عيسى عبده

א א

Page 123: التأمين المعاصر

123

א

א :אعرضت الدراسة لالقتصاد الرأسمالي واالقتصاد االشتراكي ، كمـا تناولـت الـرؤى االقتـصادية

.االسالمية في الموضوع تحت الدراسة

وقد بينت الممارسة في الحقب االسالمية األولى ، وأكدت على أهمية تطبيـق الفكـر االقتـصادي

.تجابه الفكر الرأسمالي واالشتراكي االسالمي كطريق لمعالجة المشاكل المتراكمة التي

وتكون . االقتصاد الرأسمالي يهتم بالمنفعة الفردية التي تبنى على المعيار المادي للسلع والخدمات

درجة االشباع القصوى للحاجات لدى الذين يكتسبون أكبر قدر من الثروة والدخل بمعنى أن يكون

االشتراكي مبني على المنفعة الجماعية التي تبنى علـى االقتصاد ) . مادياً(الحكم والبقاء لألصلح

ويكون العائد األكبر والبقاء للذين يخدمون الدولة بصورة . المعيار المادي للسلع والخدمات أيضاً

.أكبر

.والثروة والدخل تكون برهاناً على االستغالل بينما يفترض أن توزع فائض الثروة على الفقراء

يهتم بفالح الفرد والجماعة معاً ، وزيادة الثروة أو نقصانها اليعني شيئاً غيـر االقتصاد اإلسالمي

أنه امتحان من اهللا سبحانه وتعالى ، والمسلم هو عبد اهللا يبتليه كيف يشاء ، وفي اإلسالم تبنـى

المثل والقيم واألخالق على مدى أداء الواجبات نحو اهللا تعالى ، ويعاد توزيع الثروات عبر وسائل

عدة مثل الزكاة والصدقات واالحسان ، وقد نظم القرآن والسنة النبوية هذا األمر تنظيماً دقيقـاً ،

أما االختالالت في االقتصاد الناجمة من الربا واالحتكار واالكتناز فقد حرم اإلسالم هذه المـسببات

ـ ع مبـادىء الـشريعة تماماً ، بل على العكس فإن اإلسالم قد أباح المعامالت المالية التي تتفع م

االسالمية ، واألفراد والجماعات يحثهم الدين اإلسالمي على االنتاج ، واالبتداع ، واالنفاق من أجل

.صالح األمة

واذا وضعنا في االعتبار النقاط التي ذكرناها فإنه يمكن القول أن االقتصاد اإلسالمي يجب أن ينظر

ة ، ولكن أيضاً كفكر جديد يطور مـن منهجيـة النقـد اليه ليس فقط كبديل للرأسمالية واالشتراكي

االقتصادي والذي سيكشف مكامن الضعف في االقتصاد ، ويقترح طرقاً لمعالجتها ، ويمكن أن يتم

ذلك بالقاء الضوء على النواحي التي لم تتم معالجتها بصورة كافية ، فكل من الـسلوك الفـردي

بعناية ، ويجب أن يؤثر فيها أيضاً ، مع الوضع في والجماعي للوحدات االقتصادية يجب أن تدرس

.االعتبار أن المساواة والفعالية والتطور هي أهداف االقتصاد االسالمي

Page 124: التأمين المعاصر

124

:بعض الخالصات التي استنتجت من الدراسة يمكن ايجازها في التالي

.في اإلسالم تبنى التنمية على العدل والذي يدعو إلى تحقيق النمو الشامل المتوازن

البلدان االسالمية بدالً من أن تطبق مبادىء االقتصاد االسالمي ، فـإنهم يتبعـون إمـا اقتـصاداً

رأسمالياً أو اشتراكياً ، أو خليط منهما ؛ ويعتبر هذا سبباً قوياً يقف خلف المـشاكل االقتـصادية

.ديون الحادة التي يعاني منها المجتمع االسالمي مثل العطالة والتضخم والركود وأزمة ال

ينادى اإلسالم بالتعاون بين الناس في كل مناحي الحياة ، ونجد أن القرآن الكريم والسنة النبويـة

.مليئتين بهذه النداءات

مجابهـة ويعتبر التأمين كنوع من عمليات التعاون الحيوي عامالً مهماً في مناحي االقتصاد ، خاصة في

.لتي تؤثر سلباً في استغالل رأس المال في االقتصاد الوطني األخطار التي يتعرض لها أعضاء المجتمع وا

وألن الربا محرم في اإلسالم فان االستثمار الخالي من أسعار الفائدة المحرمة يجب أن يشجع لدفع

وتطوير األدوات المالية التي تتفق مع الشريعة اإلسالمية ، األدوات المتاحة للبنوك والمؤسـسات

ة والمرابحة والمشاركة وغيرها وتلك المتاحة في السوق المالية مثل السندات المالية مثل المضارب

.والصكوك يجب أن تطور وتستغل استغالالً كامالً في اطار الشريعة اإلسالمية

النقود كوسيط للتبادل ومقياس للقيمة ووسيلة للمدفوعات يجب أن يتم التعامل معها بعنايـة ألن عـرض

:لوحيد لتغير قيمة النقود ، هنالك أسباب أخرى تؤدي إلى تغير قيمة القند ، مثل النقود ليس هو السبب ا

. االحتكار الذي يؤدي إلى ارتفاع األسعار وبالتالي يؤثر في قيمة النقود -

. االكتناز يؤثر في حجم عرض النقود ويؤثر في األسعار -

.سعار الربا يؤثر في قيمة االستثمارات النقدية وبالتالي في األ- .واالسالم يحرم االحتكار واالكتناز والربا نسبة للمردود السلبي على قيمة النقود وعلى االقتصاد ككل

السياسة المالية المتعلقة بالنفقات وااليرادات العامة يجب أن تحرك لتزيل الفـروق الطبقيـة فـي قط ، ولكن يجب أن يحددا بوسـائل فالفقراء التدفع لهم الزكاة لالطعام ف . المجتمع االسالمي كهدف أولي

) .GDP (االنتاج لمساعدتهم على كسب تكاليف معيشتهم ، واالسهام في رفع اجمالي الناتج المحلي

ختاماً ، فإن الدول االسالمية يجب أن تتكامل اقتصادياً على األقل لتقف ككتلة اقتصادية قوية فـي

ادق بين الدول االسالمية واالسـتخدام األمثـل العالم ، كما أن الحاجة تدعو فقط إلى التعاون الص

:للموارد الغنية التي تملكها هذه الدول مثل

اآلراضي القابلة للزراعة ، الثروة الحيوانية ، النفط ، الغاز الطبيعي ، الموارد البشرية وغيرهـا،

دة مـن ويمكن تحقيق رفاهية المجتمع االسالمي عندما تكون العوامل المادية والروحيـة المـستم

.الشريعة االسالمية غير منفصلة في تطبيق المبادىء االقتصادية

Page 125: التأمين المعاصر

125

عدم الربط بين نفقات الدولة وإيراداتها، فالدولة تجمع إيراداتها المختلفة ومن مصادرها -٦

المتنوعة وتنفق منها ما يسد إشباع الحاجات العامة، وأما ما يفيض عن ذلك فيتم استثماره في

الصالح العام للمجتمع وترفع الكفاءة اإلنتاجية وتزيد ربحية األمة وتحقق مشاريع تنموية تحقق

فلقد تعرفنا من سيرة أسالفنا في صدر الدولة اإلسالمية أن أموال الزكاة كانت . التشغيل األمثل

تجبى من كافة األمصار وتتجمع في بيت مال المسلمين، وقد كان ينفق من تلك األموال على كافة

امة، وكان يتبقى بعد ذلك من بيت مال المسلمين ما كان يستخدم لتأليف قلوب الناس الحاجات الع

.ومساعدة المرضى والمحتاجين وتسليف العاطلين من أجل إيجاد عمل مناسب لهم

تعريف علم املالية

ية تُعبر المالية العامة عن المصروفات العامة واإليرادات العامة للدولة، وهما أدوات السياسة المال

.التي تستخدمها الدولة لتحقيق أهدافها االقتصادية واالجتماعية والسياسيةوللمالية العامة معنى ضيق يقتصر على دور اإليرادات العامة في تغطية النفقات العامة وهناك معنى آخر

الذي العلم "وبذلك يعرف التقليديين المالية العامة بأنها . موسع يشمل جوانب هامة في حياة أي دولة

)١(" يدرس النفقات العامة واإليرادات العامة التي يلزم الحصول عليها لتغطية هذه النفقات

العلم الذي يهتم بدراسة الوسائل "ويعرف علم المالية العامة طبقاً للفكر الرأسمالي الكالسيكي بأنه

)٢(. التي تحصل بها الدولة على اإليرادات الالزمة لتغطية النفقات العامة

العلم الذي يدرس نظام العالقات االقتصادية النقدية التي "ا تعريفه طبقاً للفكر االشتراكي فهو أم

تنظمها الدولة وتخططها بهدف توفير الموارد الالزمة لالستثمارات وإشباع المتطلبات األخرى

)٣(". للمجتمع

غطية النفقات العامة التقليدية أما المحدثين فإنهم يعرفوا المالية العامة على أنها العلم الذي يؤمن ت

الخاصة بالمرافق العامة التقليدية، ويسعى إلى تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي، ويحقق

.استغالل الموارد القومية

. فهو أوسع وأعم من التعريف التقليدي ألنه يشمل جوانب أخرى هامة لكل دولة

العلم الذي يدرس النفقات العامة واإليرادات "رفعت المحجوب، المالية العامة بأنها./ ويعرف د

.)٤(" العامة وتوجيهها بغرض تحقيق أغراض الدولة االقتصادية واالجتماعية والسياسية

٣٠رفعت المحجوب، المالية العامة، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، بدون تاريخ، ص. د) ١(

صاد المالي اإلسالمي، مؤسسة شباب الجامعة، األسكندرية، عبد الكريم صادق بركات، وعوف الكفراوي، االقت) ٢(

.١٦م، ص١٩٨٤

٥٠المرجع السابق ص ) ٣(

٣١المرجع السابق، ص . رفعت المحجوب، المالية العامة) ٤(

Page 126: التأمين المعاصر

126

ومن خالل هذا التعريف نجد أنه لم يعد الغرض من الحصول على اإليرادات العامة هو تغطية

إليرادات العامة أغراض أخرى مثل إعادة توزيع الثروة والدخل النفقات العامة وحدها، بل أصبح ل

.ومحاربة التضخم ومعالجة مشكالت البطالة واستغالل االستثمارات المعطلة

ويالحظ على جميع تلك التعاريف السابقة أنها أهملت جوانب هامة في حياة األمـة مثـل تحقيـق

يز على الموارد المباحة والتي تحقـق مـصلحة العدالة االجتماعية بين أفراد المجتمع وعدم الترك

األمة ككل، وهذا كله قد تنبه له اإلسالم منذ آالف السنين، فاالقتراض الداخلي والخارجي نرى أنه

مباح في النظم الوضعية بل أنه يعتبر مصدر مهم من مصادر إيرادات الدولة لتغطية نفقاتها، لكـن

ها في أضيق الحدود وأشترط لها أن تكون مباحة بدون اإلسالم قنن عمليات اللجوء للقروض وحدد

.فائدة وال يتحتم عليها إرهاق مستقبلي للدولة أو استغالل لنفوذها ومواردها

Page 127: التأمين المعاصر

127

تقسيمات النفقات العامة

تقسم النفقات العامة إلى عدة أنواع، فيمكن أن نقسمها حسب طبيعتها االقتصادية وهذا ما يعـرف

.بالتقسيمات االقتصادية

.ذلك يمكن تقسيمها إلى أقسام حسب بنود الميزانية وهذا ما يعرف بالتقسيمات الوضعيةك

:أوالً التقسيمات االقتصادية للنفقات العامة

يتم تقسيم النفقات العامة تبعاً لطبيعتها االقتصادية على أساس آثارهـا المباشـرة وحـدها، مـع

مات النفقات العامة حسب هذا التصنيف إلـى وعلى ذلك تكون تقسي . استبعاد اآلثار غير المباشرة

:ثالثة أنواع رئيسية هي . تقسيم النفقات العامة تبعاً ألغراضها-١ . تقسيم النفقات العامة تبعاً آلثارها المباشرة في اإلنتاج القومي-٢ . تقسيم النفقات العامة حسب إمكانية تغطيتها بالقرض أو اإلصدار الجديد-٣

:العامة تبعاً ألغراضها تقسيم النفقات -١

:) ١(تقسم النفقات العامة تبعاً ألغراضها أي تبعاً آلثارها في تنظيم المجتمع إلى اآلتي . نفقات الدفاع واألمن والعدالة–أ . نفقات تنظيمية-ب )الدين العام( نفقات مالية -ج . نفقات اجتماعية-د

.نفقات استثمارية-هـ

:اً آلثارها المباشرة في اإلنتاج القومي تقسيم النفقات العامة تبع-٢

:تقسم النفقات العامة من حيث تأثيرها في اإلنتاج القومي إلى

: نفقات حقيقية–أ

. هي النفقات التي تؤدي مباشرة إلى زيادة الناتج القومي الجاري وهي ما تعرف بالنفقة المنتجـة

ومثالهـا النفقـات المخصـصة . ديةوهي التي تتم مقابل حصول الدولة على خدمات أو أموال ما

.للجيش والتعليم والقضاء والبريد والمواصالت واألمن والعدالة

٩٢رفعت المحجوب، المالية العامة، مرجع سابق، ص ) ١(

Page 128: التأمين المعاصر

128

: نفقات تحويلية-ب

هي النفقات التي ال تؤدي مباشرة إلى زيادة الناتج القـومي، وهـي تـتم بـال مقابـل، أي دون

لـى خـدمات أو أمـوال ماديـة مثالهـا المـدفوعات التبرعيـة وإعانـات أن تحصل الدولة ع

المرضى والبطالة واإلعانات التي تدفع لمنتجي الـسلع والخـدمات بغـرض تخفـيض سـعرها

.للمستهلك

: تقسيم النفقات العامة حسب إمكانية تغطيتها بالقرض أو اإلصدار الجديد-٣

. إلى نفقات عادية ونفقات غير عاديةوتقسم النفقات العامة بناًء على هذا التصنيف

فمع إزدياد النفقات العامة لم تعد الضرائب كافية لتغطيتها، خاصة إذا كانت تلك النفقات مخصصة

ومع هذا الوضع كان البد . لتمويل الحروب أو معالجة البطالة واألزمات ولتحقيق التنمية في البالد

. لجديد لتغطية تلك النفقاتمن اللجوء إلى القروض العامة أو اإلصدار ا

:وبناًء على هذا التصنيف فإن النفقات العامة تقسم كما أسلفنا إلى اآلتي

: نفقات عادية–أ

وهي ما تعرف بالنفقات الجارية وهي التي يقتصر تغطيتها على اإليرادات العادية أي إيراد أمـالك

.ي الميزانيةوهي تتكرر سنوياً وتظهر بصفة منتظمة ف. الدولة والضرائب

: نفقات غير عادية-ب

وهي ما تعرف بالنفقات االستثنائية، وهي التي يتم تغطيتها باإليرادات غير العاديـة، كـالقروض

واإلصدار النقدي الجديد، وهي ال تتكرر بصفة منتظمة كل سنة، وإنما في فترات متباعدة، كنفقات

.الحروب وإعانات مندوبي الكوارث

:ت الوضعية للنفقات العامةثانياً التقسيما

إن هناك اعتبارات عديدة تحكم تكوين ميزانية أي بلد من البلدان، وهذه االعتبـارات قـد تكـون

ويالحظ أن أغلب الميزانيات تجمـع بـين االعتبـارات . تاريخية أو سياسية أو إدارية أو وظيفية

.اإلدارية واالعتبارات الوظيفية

لعامة في الميزانية اإلنجليزية يرجع إلى إعتبارات تاريخيـة بينمـا فمثالً نجد أن تقسيم النفقات ا

يرجع في الميزانية الفرنسية إلى اعتبارات إدارية، وفي الواليات المتحدة تقسم النفقـات العامـة

.بناء على اعتبارات وظيفية

Page 129: التأمين المعاصر

129

لكل وحدة فالتقسيم اإلداري يقصد به تقسيم النفقات العامة تبعاً للوحدات الحكومية بحيث يخصص

من الوحدات الحكومية سواء كانت وزارة أو مصلحة حكومية مبلغ معين في اعتمادات الميزانيـة

.بصرف النظر عن الوظائف التي تقوم بها هذه الوحدات والهيئات الحكومية

أما التقسيم الوظيفي للنفقات العامة فيقصد به تقسيم النفقات العامة تبعاً للوظائف التـي تؤديهـا

لة، أي تبعاً للنشاطات التي تقوم بها الدولة، ثم توزع النفقات المتعلقة بكل وظيفة بين الجهات الدو

ويتميز التقسيم الوظيفي بأنه يسمح بعرض النفقات . اإلدارية التي تقوم باإلنفاق على هذه الوظيفة

تقـوم بهـذا العامة بصورة مجمعة تبعاً ألنشطة الدولة، وبغض النظر عن الجهات اإلدارية التي

.اإلنفاق

:تقسيم النفقات العامة يف ميزانية اململكة العربية السعودية

:تأخذ الميزانية العامة في المملكة العربية السعودية بنوعين من التقسيمات هي

. تقسيم النفقات العامة تبعاً لألبواب-١

. تقسيم النفقات العامة تبعاً للوزارات والمصالح العامة-٢

:سيم النفقات العامة تبعاً لألبوابأوالً تق

:تقسم النفقات العامة في الميزانية العامة بالمملكة إلى أربعة أبواب رئيسية هي

.الرواتب واألجور والمكافآت والبدالت: ـ الباب األول

.األثاث والمعدات والمواد األخرى: ـ الباب الثاني

.اإلعانات والمساعدات: ـ الباب الثالث

.المشاريع: الرابع ـ الباب

:ثانياً تقسيم النفقات العامة تبعاً للوزارات والمصالح العامة

إن األبواب والبنود التي وردت في التقييم السابق توزع في ميزانية المملكة بعد ذلك على مختلفة

وقد بلغ عددها فـي موازنـة . الوزارات والمصالح العامة حيث يخصص لكل جهة حكومية فصل

. خمسة وأربعون فصالً، ويضم كل فصل عدد من الفروعالمملكة

Page 130: التأمين المعاصر

130

اآلثار االقتصادية للنفقات العامة

: القواعد األساسية للضرائب-١/

أوضح آدم سميث في كتابه ثروة األمم أربع قواعد للضرائب يجب اتباعها بغرض التوفيق بين

د هي العدالة واليقين مصلحة الخزانة من جهة ومصلحة الممولين من جهة أخرى، وهذه القواع

.، وأصبحت هذه القواعد تشكل األساس التقليدي للضريبة)١(والمالئمة واالقتصاد

: قاعدة العدالة١/١/١

ويقصد بها أن يسهم كل أعضاء الجماعة في تحمل أعباء الدولة تبعاً لمقدرتهم النسبية، أي

.ل تزداد مع ازدياد الدخلبالتناسب مع دخولهم وذلك ألن الخدمة التي يحصل عليها الممو

: قاعدة اليقين١/١/٢

ومعنى ذلك أنه يجب أن تكون الضريبة محددة بوضوح من ناحية مبلغها وميعاد وطريقة وفائها

.وإجراءات تحصيلها

: قاعدة المالئمة١/١/٣

وهي تعني أن تكون مواعيد تحصيل الضريبة وإجراءات تحصيلها مالئمة للممول حتى ال تشكل

ويكون الوقت الذي يحصل فيه الممول على دخله هو أحسن األوقات مالئمة لدفع . وعبئاً عليهثقالً

.الضرائب

: قاعدة االقتصاد١/١/٤

ويطلق عليها كذلك قاعدة الوفر في نفقات الجباية، وهي تعني أنه يجب أن تنظم كل ضريبة بحيث

.ال بأقل مبلغ ممكنال يزيد ما تأخذه من الممولين عما يدخل الخزانة العامة إ

: التنظيم الفني للضرائب-١/٢/١

يقصد بها تحديد األوضاع واإلجراءات الفنية المتعلقة بفرض الضريبة وتحصيلها والوعاء الذي

.تفرض عليه الضريبة والسعر الذي تفرض به وكيفية الوفاء بها(1) Adam Smith: The Wealth Of Nations, Book V, ch. II, P,350

Page 131: التأمين المعاصر

131

: وعاء الضريبة-١/٢/١

يقصد بوعاء الضريبة المادة أو الموضوع الذي تفرض عليه الضرائب ويثير اختيار المادة التي

:تفرض عليها الضريبة عدة موضوعات أهمها .ـ مشكلة فرض الضريبة على األشخاص أم على األموال

.ـ مشكلة فرض ضريبة واحدة أم ضرائب متعددة .لضرائب المباشرة و الضرائب غير المباشرةـ مشكلة االختيار بين ا

: تقدير وعاء الضريبة-/١/٢/٢

ويتم االعتماد في . يقصد بتقدير وعاء الضريبة قياس وتحديد المبلغ الذي يجب أن يسدده الممول

:تقدير وعاء الضريبة على أكثر من طريقة وهي .ـ التقدير اإلداري المباشر

.لمظاهر الخارجيةـ التقدير على أساس العالمات وا .ـ التقدير الجزافي .ـ اإلقرار المباشر

: سعر الضريبة١/٢/٣

:وهذه تتحدد بعدة طرق منها

: الضريبة التوزيعية والضريبة التحديدية–أ

يقصد بالضريبة التحديدية تلك الضريبة التي يحدد المشرع سعرها مقدماً دون أن يحدد حصيلتها،

.لذي حدده وللظروف االقتصاديةتاركاً أمر الحصيلة للسعر ا

أما الضريبة التوزيعية فهي تلك التي ال يحدد المشرع سعرها مقدماً وإنما يكتفي بتحديد حصيلتها

اإلجمالية ثم يقوم بتوزيع هذه الحصيلة على مراحل بين األقاليم اإلدارية المختلفة، بحيث يقوم كل

.انه تبعاً لما يملكه كل منهمإقليم بتوزيع حصته منها على المكلفين بها من سك

: الضريبة النسبية والضريبة التصاعدية- ب

يقصد بالضريبة النسبية أن تفرض الضريبة بسعر واحد ويصرف النظر عن قيمة المادة المفروضة

.عليها

أما الضريبة التصاعدية فهي أن تفرض الضريبة بأسعار مختلفة تبعاً الختالف قيمة المادة ا الضريبة، بحيث يرتفع السعر الذي تفرض به الضريبة مع ارتفاع قيمة المادة المفروضة عليه .المفروضة عليها