سيكولوجيا السياسة (علم النفس السياسى )ه

11
ن لك خ ل ... إ عدوإن ل ا إ ي ج و ل و ك ي س، ماق ع! ا إلأ ي ج و ل و ك ي س ل، ف لط ا إ ي ج و ل و ك ي س ن ع ر ي+ ث ك ل ا إ ي ع م س و! ا إ ن! رإ ق ا ي عل ل ق ل ط ن ي ل ه ها؟ ت إ د ن ! مة ئ ا وق ورة ل ي مت، اصة ا خ ي ج و ل و ك ي س اسة ي سل ل ل ه ف،M ك+ د ولأ ش دن ر خ إ اسة ي س ل ا إ ي ج و ل و ك ي س ؟ دة حد م ة ي ج و ل و ك ي س ات ف ل ط ن م ن م ة ي س ا ي س ل ة إ مارشات م لة و م ع ي ف ي س ا ي س ل إ، وإن ن لع إ إ ل هد+ ي م ة وإج ن ن ح ن و ن ه ى إلد ل ادر إ يh تh ت ن! إ j ن مك ئ لة! ي س! إ ن مM الك ي ه ر ما خm ى إ ل ل... إ ه ل... ه ي هً عا ي م ج لة! ي س! ة إلأ ي هد عل وإخدة ة ات خ ى إ ل ص إ ل ح ن ل: ة لأق ع اسة ي سل ل ن ما إ ك ل.. ف طل ل ا ي ج و ل و ك ي س و j دإن عد ل ل ا ي ج و ل و ك ي سM الك ي ه ما ل+ ي م اصة ح ل اها إ ي ج و ل و ك ي س اسة ي سل ل م. ع ن ن ي اد ي م ة+ لأت+ نM الك ي ه ن! إ ي! ، إ ة اق ف+ ي ل و: إ ه لأ و! إ ة ي م ه! إلأ غ ل ا ر ن خm إ دإن ي م ة و إت س د ف ي ل م إ عل ن دة ي ط وو رة+ ش ا ي م، اسة ي س ل س، إ ف ي ل م إ عل: ي ه ن ي اد ي م ل ة إ ط. هد رإب لي د إ+ ش! ها إ ن ت ت ما ي ف طة رإب مي ة رت+ ش لب إ ة رق مع ل ل و ري+ ش لب اط إ+ ش لب لً رإ+ ش ا ي مً رإ ي+ ت! ا ر ن+ ث! و ن ة هد ة ي ج و ل و ك ي س ل وإ ماعة ج لرد وإ لف إ ة ي ج و ل و ك ي س د حدن ن ي فً رإ ي ث كً دورإ j ب ع ل ن ة اق ف+ ي ل إ ن! إM لك ، د ة اق ف+ ي ل إ خد! ل إ ك+ ش ت اسة ي س ل إ ن! ما إ ك،M إك و د! إ ف ق و م ل إ إ هد ي ف م ه ل عا وردود إ ن ي ي س ا ي س ل إ ات رق ص ب و اسة ي س ل إ ي ف و! إ ي س ا ي س ل س إ ف ي ل م إ عل رة ك ق ا! ت+ ش ت ا ي ه ن م غ. م ي ح م لرد وإ لف ل ا ي ج و ل و ك ي س ل وإ ة اق ف+ ي ل ر إ ي ث ع ن ي ف هامة ل ل إ م وإ لع إ ادلة ي مت ل ع ا ف ن ة ي مل ع ن م ض ة ر ت+ ث! ا ي ي ر و خm إلأ ي ف ر وإخدها+ ث! و ن ف ة+ لأت+ ي ل إ ن ي اد ي م ل ة إ ع هد ط ا ف يh ي+ ب ي ج، اسة ي س ل ا إ ي ج و ل و ك ي س ا ي كت م ئ ما ك إ، هد ي س ا ي س ل س إ ف ي ل م إ عل و! إ اسة ي س ل ا إ ي ج و ل و ك ي س ل ل ض ف! م إ ه ف ى ل ل إ ص و نل لj ص ن ح م ئ و+ j ب ح ن ل ك ق حh ت س ت وة. ع د ن ن! إروع لف دو إ ي ي ن خي ي ف . و ق! ن رإ لط وإ ج ماد ي ل إ ن م ها ل لأ خدً وإعا ن! إ ن م ض ن ي ة ت! إM لك م، د عل ل إ إ ال هد ح م وع نh مت غ و س وإ ة ي ع رإ خ د ت ف ن ي س ا ي س ل س إ ف ي ل م إ عل ن ا ، ق ة ي ي ع م ل ي ص ا ف ن ي عل ر كي ر لي إ ة ي ع ن رها! و ن ق ن ت ض ب و ح ن هة جh ت م ري خ! إلأ ة ي م ئ إلأ! كاد شاع تإد وإ و م ل إ رة+ كي ى ل ردة إ j ن مك ئ ي ر إلد م! . إلأ دة دن ح ل إ ات ارن ف م ل وإ ضارإت ن شت ا وإلأ ان ض ق ل ا ن ب ي ج ر لي لإر ر م ي س ا نً ردإ ق، شان ت إلأ اة ي ج ن م رة ي ث ك و رة ي غ ص ل ك ي ف ل خ د ، ن طاق ن ل إ غة وإس ة ي س ا ي س ل ا رع، ق لف إ إ درسة هد ن ي إلد طاق ن ل إ1

Upload: mohamed-yasser

Post on 18-Dec-2014

1.819 views

Category:

Documents


1 download

DESCRIPTION

 

TRANSCRIPT

Page 1: سيكولوجيا السياسة  (علم النفس السياسى )ه

لعلنا قرأنا أو سمعنا الكثير عن سيكولوجيا الطفل، سيكولوجيا األعماق، سيكولوجيا العدوان... إلخ لكن سيكولوجيا السياسة أمر جديد وال شك، فهل للسياسة سيكولوجيا خاصة، متبلورة وقائمة بذاتها؟ هل ينطلق السياسي في عمله وممارساته السياسية من منطلقات سيكولوجية

 محددة؟

هل... هل... إلى آخر ما هنالك من أسئلة يمكن أن تتبادر إلى الذهن ونحن نواجه مثل هذا العنوان، لنخلص إلى إجابة واحدة على هذه األسئلة

 :جميعاE هي

نعم. للسياسة سيكولوجياها الخاصة مثلما هنالك سيكولوجيا للعددان وسيكولوجيا للطفل.. كما إن للسياسة عالقة مباشرة ووطيدة بعلم

النفس ذاته وميدان آخر بالغ األهمية أال وهو: الثقافة، أي أن هنالك ثالثة ميادين للنشاط البشري وللمعرفة البشرية مترابطة فيما بينها أشد الترابط. هذه الميادين هي: علم النفس، السياسة، الثقافة، ذلك أن

الثقافة تلعب دوراE كبيراE في تحديد سيكولوجية الفرد والجماعة والسيكولوجية هذه تؤثر تأثيراE مباشراE في السياسة وتصرفات

السياسيين وردود أفعالهم في هذا الموقف أو ذاك، كما أن السياسة تشكل أحد العوامل الهامة في تغيير الثقافة والسيكولوجيا للفرد

والمجتمع. من هنا نشأت فكرة علم النفس السياسي أو سيكولوجيا السياسة، حيث تتقاطع هذه الميادين الثالثة فيؤثر واحدها في اآلخر

ويتأثر به ضمن عملية تفاعل متبادلة تستحق كل بحث وتمحيص للتوصل إلى فهم أفضل لسيكولوجيا السياسة أو علم النفس السياسي هذا، كما

 يمكننا أن ندعوه. واسع ومتنوع مجال هذا العلم، ذلك أنه يتضمن أنواعاE ال حد لها من

النماذج والطرائق. وفي حين تبدو الفروع األكاديمية األخرى متجهة نحو تضييق بؤرها بغية التركيز على تفاصيل معينة، فإن علم النفس

السياسي يفتح ذراعيه باستمرار للترحيب بالقضايا واالستبصارات والمقاربات الجديدة. األمر الذي يمكن رده إلى كثرة المواد واتساع

النطاق الذي يدرسه هذا الفرع، فالسياسية واسعة النطاق، تدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياة اإلنسان، فرداE ومجتمعاE. ونظراE ألن السياسة ترتكز أساساE، على الطبيعة البشرية، يتعين علينا لكي نفهم السياسة أن نفهم علم النفس من جهة، ونفهم ثقافة ذلك المجتمع من جهة ثانية، باعتباره وحدة سياسية واحدة سواء أكانت ثقافته أحادية أم تعددية،

فليس كل مجتمع مجتمعاE خالصاE، صافياE، عرقياE، أي يتكون من عرق واحد له تاريخه وتراثه وثقافته الواحدة بل قد يكون في المجتمع عرقيات مختلفة، وبالتالي ثقافات مختلفة، لهذا يمكن القول إن علم النفس

السياسي يقع في نقطة االتصال بين علم النفس وعلم االجتماع، من حيث أن النظريات السياسية كلها تقوم على افتراضات تتعلق بطبيعة الفرد من جهة وديناميكية المجتمع من جهة ثانية، القائد والجماعة،

 المواطن والدولة... إلخ.. إذاE، لكي نفهم سيكولوجيا السياسة ال بد لنا قبل كل شيء، من أن

 نحللها إلى مكوناتها الثالثة ونفهم كالE منها على حدة: علم السياسة: مذ نشأت المجتمعات البشرية نشأت السياسة، ذلك أن 1

السياسة هي فن إدارة المجتمع الذي يتخذ شكالE أو وحدة سياسية ندعوها الدولة. لقد عني المفكرون والباحثون منذ القدم بمسألة الدولة

1

Page 2: سيكولوجيا السياسة  (علم النفس السياسى )ه

والسياسة والسياسي، نظراE ألهمية هذه العناصر الثالثة في حياة اإلنسان والمجتمع وشدة تأثيرها على تلك الحياة، فقد يكلف خطأ

سياسي واحد المجتمع خسائر باهظة مادية ومعنوية، قد تودي به إلى الهالك.... السياسة بالنسبة إلى المجتمع مسألة حياة أو موت، خراب أو

عمران، تخلف أو تقدم، انحسار أو ازدهار، لهذا كتب أفالطون في السياسة بل تصور جمهورية مثلى للدولة، يكون فيها الفالسفة ورجال األدب والفكر هم رأسها المحرك، كما كتب في علم السياسة أرسطو وراح ضحية السياسة سقراط نفسه، كذلك كتب المفكرون العرب: ابن

رشد، الفارابي، ابن خلدون... إلخ، فيما خصص اإليطالي ميكافيللي كتابهEفي مواصفات السياسي الناجح، محددا Eاألمير« لهذا العلم، باحثا«

السياسة ومقومات السياسة التي تفضي بها إلى الفالح أو اإلخفاق. ولقد أفاد المنظرون السياسيون الكالسيكيون، حين كتبوا في علم السياسة هذا، من علم النفس المتاح لهم بأكثر أشكاله تقدماE، لكن المدى الكبير الذي بلغه علماء السياسة في استخدام علم النفس والمعارف السيكولوجية لم يتم التوصل إليه إال في عهد حديث.

أي بعد أن تطور علم النفس وانصقل وتبلور على شكل علم قائم بذاته. ونظراE ألن من المستحيل على عالم سياسي أن يتجنب استخدام

االفتراضات المتعلقة بالشخصية البشرية فقد انشغل بعضهم في هذا االستخدام وغرقوا فيه إلى درجة اتهمهم بعض النقاد »بالسكلجة«، أي بتجاوزهم الحدود المسموح بها للسيكولوجيا، مما سبب القلق للنقاد الذين شعروا بطغيان السيكولوجيا على السياسة لدى علماء السياسة

 أولئك. عبر التاريخ ظل الشغل الشاغل لعلماء السياسة هو تحديد مواصفات

السياسة الناجحة التي توفر للمجتمع الرخاء واالزدهار، األمن والسالم، الحرية واالستقالل وبالتالي السيادة والكرامة، وقد انصبت انتقاداتهم كلها على الممارسات السياسية التي تنعكس على المجتمع انعكاسات سلبية تودي به إلى أضداد ما سبق وذكرت.. خاصة وهم يعلمون أن كل سلوك أو قرار يتخذه السياسي سينعكس سلباE أو إيجاباE على المجتمع. كذلك كان الهم الدائم لعلماء السياسة أن يحللوا الدوافع واألسباب

الكامنة وراء هذه السياسة أو تلك هذا السلوك السياسي أو ذاك، مثال على ذلك خروشوف: لماذا خلع حذاءه وضرب به المنضدة التي يجلس عليها؟ أزمة خليج الخنازير التي كادت تفجر حرباE عالمية ثالثة، اغتيال ولي عهد النمسا في سراييفو، وهو الحدث الذي أشعل مباشرة فتيل

 الحرب العالمية األولى.. إلخ. إنهم ينطلقون في أبحاثهم وتحليالتهم هذه من نقطة أساسية هي

التالية: إذا ما تمت معرفة األسباب والدوافع وراء هذه السياسة أو ذلك التصرف، أصبح باإلمكان فهمه وبالتالي تفادي وقوع مثيل له في

 المستقبل.

ضمن هذا المجال ينضوي اهتمام علماء السياسة بدراسة ظاهرة بدت غاية في األهمية لتأثيرها البالغ في مجرى التاريخ وأحداث العالم كله

في القرن العشرين، أال وهي ظاهرة االستبداد والدولة االستبدادية. لقد انكب علماء السياسة في مرحلة من المراحل على تحليل تلك الظاهرة طبقاE ألنواع بعينها من الحكم غير الديموقراطي، فحددوا لب المسألة االستبدادية بأنه يكمن في طبيعة النظام االستبدادي ذاته. نتيجة ذلك جرت دراسة االستبداد بطرق متعددة بغية تحديد جوهره من حيث أنه

سياسات وممارسات منظمة للدولة، ولقد اتفقت معظم تلك الدراسات على عناصر أساسية عدة تتكون منها استبدادية الدولة وهي:

2

Page 3: سيكولوجيا السياسة  (علم النفس السياسى )ه

وجود مجموعة من األفكار المتطرفة ذات الطبيعة اإليديولوجية 1 - )السياسية العقائدية وأحياناE الدينية( التي تخدم كخطوط إرشاد مطلقة.

هنا، تعد األنظمة االستبدادية والدكتاتوريات العسكرية في القرن العشرين جديدة تماماE، نظراE ألن اإليديولوجيا هي التي لعبت، في

األغلب، الدور األساسي في قيامها. تتضح هذه الحالة بأجلى أشكالها في الفاشية والنازية، إذ شكلت مجموعة أفكار سياسية »متماسكة« أو ما يمكن أن نسميها باإليديولوجيا، خطوط إرشاد مطلقة للحزب، الدولة، والناس بغية التقدم نحو أهداف النظام »المجيدة«. تلك األفكارالتي تنتقل عادة عبر منظومة وحيدة االتجاه للدعاية. بحيث يتعين على

 المجتمع أن يؤمنوا بها كحقائق مطلقة دون سواها. بهذه الطريقة استطاعت تلك األنظمة االدعاء بأنها هي الشعب ذاته دون أن تكون قد تسلمت المسؤولية من ذلك الشعب باالنتخاب ودون أن يكون

 هذا الشعب قد فوضها بأن تنوب عنه أو تمثله البتة. تتحول اإليديولوجيا، ما إن تتم صياغتها على شكل »ماين كامبفز« أي كراسات صغيرة صفراء أو خضراء أو حمراء، إلى ثقافة سياسية ذات

عقابيل نفسية تظهر على شكل »نزعة تقليدية استبدادية« في حال دعم األنظمة االستبدادية اليمينية أو »نزعة استبدادية دوغمائية« في حال

 التطرف اليساري أو اليميني على السواء.

إنها االستعداد التام لالمتثال الكامل لإليديولوجيا أو خط الحزب، فاإليديولوجيا المهيمنة تكون نتاج كل ما هو تقليدي موروث وراسخ، لذلك ال تتحمل أية أفكار منافسة وال تتساهل مع أية مواقف مغايرة.

وجود تنظيم مكرس لتلك األفكار: فاألفكار االستبدادية تحتاج إلى 2 - تنظيم لكسب القوة السياسية. مثل هذه األفكار قد تبقى هاجعة فترة طويلة من الزمن، تتغذى خاللها وتبقى حية من خالل خاليا أو روابط

أخوية صغيرة أو جمعيات سرية أو أحزاب هامشية... بعدئذ، وفي ظروفEمالئمة، تثب إلى السلطة شريطة أن تكون قد أقامت أو طورت تنظيما

:Eبارزا Eذلك أن التنظيمات االستبدادية تطور مع الزمن مبدأ تنظيميا .Eفعاال التراتبية االستبدادية، أي ما دعي في الفاشستية بمبدأ: الفوهرر، )أي

القائد(، حيث تمضي األوامر من القمة إلى القاعدة لتنفذ بحذافيرها دون تردد أو تذمر:

بهذه الطريقة تتنامى ثقافة الطاعة السياسية العمياء للقائد وبالتالي للحزب والدولة.

فالوالء المطلق والطاعة العمياء هما المتوقعان من الطبقات الدنيا في التنظيم. هذا الموقف التراتبي يغدو كلي الوجود، أي هو موجود بين

الحزب والقائد، الحزب والدولة، الحزب والمواطنين، إنها تراتبية شاقولية للسلطة )أي من أعلى إلى أسفل( وهي أساسية للغاية بالنسبة إلى مفهوم االستبدادية. كما أنها تختلف عن التراتبية الديمقراطية وحتى

العسكرية في أنها ترفض أي نقد يأتي من تحت وتعادي أية جهة تتذمر أو تشكو حتى لو كان ذلك في صالح التنظيم. يدعى هذا التوجه التراتبي

 بالخضوع االستبدادي.

ظهور أعمال متطرفة يدعى إليها أو يتم القيام بها لنشر تلك 3 - األفكار: أي استخدام الرعب والعدوان االستبدادي للبقاء في السلطة فهناك اتفاق بين معظم علماء السياسة على أن أبرز سمة لألنظمة

3

Page 4: سيكولوجيا السياسة  (علم النفس السياسى )ه

االستبدادية هي: حكم الخوف، وذلك من خالل القيام بأعمال قاسية ال إنسانية تصل أحياناE إلى حد الوحشية بهدف واحد هو: إخافة الناس وزرع الرعب في قلوبهم، بدءاE من حمالت التطهير إلى االغتياالت والقتل، إلى

السجن والنفي، وانتهاء بمعسكرات التجميع في دول القرن العشرين كليانية السيطرة. فكلها تهدف إلى تخويف الناس وإرهاب كل من يحتمل

أن يعارض القائد أو الحزب أو الدولة أو يتخذ موقعاE معادياE لها. إنه السالح األساسي للقمع وكم األفواه وبالتالي لسحق المعارضة بغية

 البقاء في السلطة.،Eما يكون مبهما Eأما تعريف »العدو« ، بالنسبة إلى هذه األنظمة، فغالبا إلى درجة يمكن معها ألي مواطن أن يكون ذلك »العدو«، وبالتالي أن

 يخاف من االعتقال، العقاب، التعذيب، وحتى الموت. لعل ثقافة الخوف السياسي هي األكثر تميزاE لألنظمة والدكتاتوريات االستبدادية. إنها، وعلى نحو ال مناص منه، تتغلغل في المجتمع بكامله

والمؤسسات برمتها. هذا الميل إلنزال العقاب القاسي بكل من يفترض أنه منتهك، يدعى العدوان االستبدادي. لقد درس علماء السياسة ظاهرة االستبداد هذه بكثير من التفصيل ال مجال لذكره هنا، كما درسوا ظواهر أخرى في السياسة كالتعصب العرقي مثالE، النزعة االنفصالية، وغيرها

من الظواهر السياسية مستفيدين من علم النفس وتطوراته في القرن العشرين، فما دور علم النفس يا ترى؟

  علم النفس هو المكو�ن الثاني لعلم النفس السياسي: - ب

كما نعلم، يهتم علم النفس أساساE بدراسة النفس البشرية وما يكو�نها من عناصر، في محاولة جادة لفهم تلك النفس بكل ما فيها من غرائز

وطباع، نزعات وميول، بواعث ودوافع، وعي وال وعي، نظراE ألن السلوكEاإلنساني يتوقف، في معظمه، على التركيبة السيكولوجية لإلنسان، فردا

.Eومجتمعا  لقد ركز علماء النفس كثيراE على علم نفس الفرد مثل: سلوك قادة

بعينهم، سلوك مواطنين أفراد كمنتجين ومشاركين مثالE، كما ركزوا على السلوك الجمعي سواء أكان ذلك على مستوى الجماعة أم األمة. لقد امتدت الدراسات السيكولوجية لألفراد إلى ما وراء دراسات السيرة

الذاتية لقائد بعينه أو استبيان آراء المواطنين ومواقفهم كي تتضمن محاوالت تنظيرية أكثر بحيث تقيم صلة وصل بين سمات الشخصية

والتوجهات اإليديولوجية، كما هي الحال بالنسبة إلى الشخصية االستبدادية الفردية، فيما تضمن علم نفس السلوك الجمعي مسائل تمتد من األشكال العرقية وغير العرقية لهويات الجماعة وصوالE إلى احتكاك

الثقافات المتعددة بعضها بالبعض اآلخر والمسائل المتعلقة بقضايا الحروب والتطلع إلى السالم.

لقد كان اللب الحقيقي لعلم النفس، منذ أن نشأ، هو تحليل نفسية الفرد واالهتمام بالنفس البشرية ككينونة قائمة بذاتها. لكن مع اتساع دائرة علم السياسة وتطور علم نفس السياسة، بات ال بد من االنتقال إلى االهتمام بالجماعة ودراسة علم النفس الجمعي، هنا بدت إشكالية

مزعجة. فاالنتقال من علم نفس الفرد الغني بالمعلومات والمعارف إلى علم النفس الجمعي الوليد، وضئيل المعلومات والمعارف، واجه صعوبة

كبيرة قوامها أن علم النفس الجمعي ليس مجرد تراكم لعلم نفس الفرد، نظراE ألن الجماعة ليست مجرد تراكم أفراد، بل هي تراكم كمي

يحدث تغييراE نوعياE تماماE، األمر الذي ترك انعكاسه على علم النفس السياسي وشوهه فترة من الزمن، ذلك أنه برز سؤال هام: إذا كانت

4

Page 5: سيكولوجيا السياسة  (علم النفس السياسى )ه

الشخصية البشرية كينونة قائمة بذاتها وبالغة التعقيد بذاتها، فكيف بالشخصية الجماعية؟ وإذا كان من العسير فهم سيكولوجيا الفرد فكيف

يمكن يا ترى فهم سيكولوجيا الجماعة والمجتمع، الميدان األساسي لسيكولوجيا السياسة ومجال اهتمامها؟

الجواب جاء مع تقدم المعرفة في ميدان علم النفس وتطور التقنيات المستخدمة الستكشاف بعض العالقات التفصيلية القائمة بين المواقف السياسية من جهة واألحاسيس والعواطف من جهة ثانية، وكذلك لتحديد هوية عدد من أوهام الوعي والالوعي، البواعث والدوافع التي تحدد فهم الناس لطبيعة السياسة وقدراتها. لكن هذا أفضى إلى تناقض آخر هو أن نسبة صغيرة من مجموعة المواقف والمشاعر الكثيرة التي يقفها الناس

ويشعرون بها تجاه السياسة، تظهر فقط في سلوكهم السياسي العملي، مما يعني أن العمليات الظاهرة لنظام سياسي ما، ال تتضمن إال

جزءاE يسيراE من جملة المواقف والتصورات السياسية لدى أفراده المشاركين.

ولفهم هذا التناقض، يمكننا، لحسن الحظ، أن نعود إلى مفهوم الثقافة نستخدمه ونربطه بنظرية الشخصية والسلوك، فما أهمية الثقافة

 بالنسبة إلى علم النفس السياسي؟

 ج الثقافة هي المكو�ن الثالث لعلم النفس السياسي:

يمكننا تعريف الثقافة بأنها النطاق المشترك لمفاهيم الوعي والالوعي المكتسبة وللمشاعر المرتبطة بها، تلك التي تتوضع في نفسية األفراد

الداخلية، المؤسسات المجتمعية )مؤسسات اجتماعية اقتصادية، سياسية...( للفئة الثقافية وممارساتها العامة ونتاجاتها. وبتحديدها

كذلك، تبدو صلتها بعلم النفس السياسي واضحة بذاتها. ترتكز العلوم االجتماعية كافة على حقيقة أساسية هي: أن المجتمع البشري ممكن

الوجود فقط بفضل الثقافة. فالسلوك االجتماعي منم�ط من حيث الجوهر، وكذلك التعامالت ذات المعنى التي تجري بين البشر الذين

يتشاركون في العناصر الذاتية والرمزية لما يشكل الثقافات، إذ يكتب عالم االجتماع والمؤرخ المعروف غرينفيلد.. "أن الحقيقة االجتماعية هي

ثقافية بجوهرها وهي بالضرورة حقيقة رمزية أبدعتها المعاني الذاتية للعناصر الفاعلة اجتماعياE وتطوراتها. فالنظام االجتماعي )أي البنية

الكلية الشاملة للمجتمع( يمثل نوعاE من التجسيد المادي أو الموضوعي لصورته التي يشترك في صنعها أولئك الذين يشاركون في تكوينه"

( كما تبين لدارسين آخرين أن الثقافات السياسية18، 1990)غرينفيلد كلها ترتكز على مجموعة خاصة من القيم والمعايير األخالقية... لهذا

تختلف المجتمعات البشرية من مكان إلى آخر، نظراE الختالف ثقافاتها، أي اختالف قيمها ومعاييرها. فهذه الثقافة مثالE تركز على اإلنجاز

واالستقالل الذاتي والفردية، فيما تركز تلك على الغيرية واالهتمام باآلخر والعناية به، بينما تركز ثقافة ثالثة على الكسب المادي والربح

 فقط، فيما تركز رابعة على الشرف والكرامة... إلخ. من هنا يمكننا القول: تتميز الثقافات وتختلف باختالف نتاج اإلنسان

الموضوعي، رموزه ولغته، قيمه واألنماط السلوكية المنظورة التي تحدد هوية هذه الثقافة أو تلك، بيد أن قدرة الثقافة وقوتها تكمنان في ما

تقوم به من عمليات فاعلة في عالم اإلنسان الذاتي، في ال وعيه، حيث تعطي قوى الوعي والالوعي هامشاE واسعاE من حرية الحركة والتخييل.

إن غنى البعد الذاتي للثقافة وتعقيده يرتفع أكثر فأكثر، لما له من جوانب إدراكية وعاطفية على حد سواء. من هنا، يمكن التفكير بالثقافة

5

Page 6: سيكولوجيا السياسة  (علم النفس السياسى )ه

على أنها »خارطة الطريق الذهنية« التي تقدم المعرفة واإلرشاد للسلوك السياسي. لكن، للثقافة أيضاE امتدادات عاطفية قوية تفسر

لماذا يمكن لصدام الثقافات أن يكون بالغ الشدة والخطورة، ونظراE ألن اإلحساس األساسي للناس بهويتهم يتجذر بقوة في مشاعرهم ذات

التميز الثقافي، فإن التفاعالت بين عناصر من ثقافات مختلفة قد تكون.Eمشحونة بسوء الفهم وبالتوتر أيضا 

لهذا السبب قال هنتنغتون في »صراع الحضارات« إن النظرة المطمئنة والقائلة إن التحديث والقيم الغربية المرتبطة به سيكتسحان القيم

األساسية للثقافات األخرى، »إنما هي نظرة زائفة، ال أخالقية وخطرة«. فحسب رأيه »الثقافي والهويات الثقافية، وهي بشكل من األشكال

هويات حضارية، تشكل أنماط التماسك، التفكك، والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة، فاألبنية العالية في نيويورك وبكين قد تبدو متشابهة،

لكن القيم الثقافية الصحيحة ونظرات أولئك الناس الذين يقطنونها ليست، بالضرورة، متشابهة«.

بالنتيجة، الثقافة هي نمط للمعنى يتحول تاريخياE ويتجسد على شكل رموز ومنظومة من المفاهيم المتوارثة، رمزياE، يوصل الناس من خاللها معرفتهم بالحياة ومواقفهم تجاهها، أي هي معان� عامة مشتركة وكذلك سلوكات، مؤسسات )دينية واجتماعية(، قيم ومثل، أعراف وتقاليد، أي بالمحصلة، هي نظرة إلى العالم، تفسر لماذا أو كيف يتصرف الجماعات واألفراد على النحو الذي يتصرفون به. هذه النظرة المختلفة إلى العالم

تفسر ظواهر وسلوكات معينة، مثالE: سلوك قائد سياسي في موقف بعينه، ردود األفعال تجاه أفعال بعينها، الموقف تجاه تهديد خارجي

 مثالE... إلخ. لقد أكدت جميع الدراسات أن هناك ترابطاE عضوياE بين الثقافة

 والسياسة، وبسبب هذا الترابط، فإن التحصيل الثقافي لمجتمع أو

جماعة سكانية ما يعزز كل التعزيز فهمنا لسياسة هذه الجماعة، وذلك على الصعد التالية:

تحديد األولوية السياسية: فالثقافة تؤطر السياق الذي تحدث فيه 1 السياسة، إذ تنظم الثقافات سلم األولويات السياسية للمجتمع، بمعنى

أنها تحدد الموضوعات المادية والمعنوية التي يراها الناس ذات قيمة أكبر فأصغر، مثال على ذلك: وحدة األلمانيتين في فترة الحرب الباردة، فقد كانت الثقافة األلمانية تعطي األولوية لدى كل ألماني لمسألة الوحدة وإعادة توحيد الدولتين اللتين قسمتهما الحرب والمتحاربون، لهذا كان هم السياسيين األول هو إعادة تلك الوحدة، كذلك األمر بالنسبة إلى الثقافة العربية التي تضع في رأس سلم أولوياتها تحرير فلسطين

ووحدة األقطار العربية، فإذا ما استطاعت هذه الثقافية أن تجعل من هذه األولويات أولويات لدى األنظمة والحكام العرب، فمن المؤكد أن

 فلسطين ستتحرر والوحدة العربية ستتحقق.

تحديد الهوية: فالثقافة تربط ما بين الهوية الفردية والهوية الجماعية، 2 إذ تقدم الثقافة تعليالE للسلوك السياسي من خالل النظرة المشتركة إلى العالم التي تجعل أفعال األفراد وممارساتهم متشابهة. الرابطة الحاسمة هنا هي رابطة التماهي التي تجعل أعماالE معينة مقبولة وأخرى مرفوضة؛ رغم أن الحال قد تكون معكوسة تماماE لدى ثقافة أخرى. فالمقبول يصبح

6

Page 7: سيكولوجيا السياسة  (علم النفس السياسى )ه

مرفوضاE والمرفوض مقبوالE، وجهة النظر هذه تقول إنه يتم تحريض كل من العمل الفردي والجماعي، ولو جزئياE، من خالل اإلحساس بالمصير المشترك للناس ذوي الثقافة الواحدة. هذا اإلحساس يتضمن عنصرين:

أ التعزيز القوي المتبادل بين الهوية الفردية والهوية الجماعية، مما يجعل السلوك المقر ثقافياE موضع مكافأة.

ب شعور المرء بأن األجانب سيعاملونه هو وأفراد جماعته اآلخرين بطريقة متماثلة وهناك الكثير من األمثلة على هذه الحالة، لو كان هنالك

 متسع.

تحديد الحد والمحافظة عليه: فالثقافة تضع الحدود بين الجماعات 3 وتنظم العالقات والتفاعالت فيما بينها. هذا التحديد يتم بأشكال شتى ومن خالل وسائط شتى: القرابة، السن، الجنس، المصالح المشتركة...

 إلخ.

التنظيم والتحريك: فالثقافة توفر الوسائل السياسية للجماعات 4 والقادة ذلك أن هؤالء غالباE ما يحتاجون، من أجل تحريك المجتمع

سياسياE، إلى أدوات ووسائل ال توفرها لهم إال الثقافة، مثال على ذلك: التنظيمات التي تحدد اختالف الجماعة عن سواها وتميزها، التنظيمات التي توفر التواصل الداخلي للجماعة، التنظيمات التي تقدم اآلليات

الخاصة بصنع القرار، السلطة الالزمة لتنفيذ القرارات، التنظيمات التيEتوفر اإليديولوجية السياسية التي تشد اللحمة بين أفراد الجماعة، وأخيرا  االحتفاليات والشعائر التي تربط اإليديولوجية بمشاكل الجماعة الراهنة.

ختاماE، إن االهتمام بهذه الميادين الثالثة

علم السياسة، علم النفس والثقافة ثم المزج بينها هو الذي أفضى إلى: ظهور علم جديد يدعى علم النفس السياسي وهو الذي يبشر إذا ما

تطور تطوراE أكبر بأن نفهم فهماE أدق وأوضح سيكولوجيا السياسة في.Eعالم تتعقد فيه السياسة وتشتد غموضا

تحياتي

منقول

عذرا على االطالة بس الموضوع رائع

7