تأثير العولمة على المعرفة و االبتكار

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي جامعة فرحات عباس سطيف

كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسييرقسم التسيير

فرع إدارة الموارد البشرية

خطة البحث

خطة البحث:

مقدمة

المبحث األول: العولمة

المطلب األول :نشأة العولمة

المطلب الثاني: تعريف العولمة

المطلب الثالث: أنواع العولمة

المطلب الرابع: إيجابيات و سلبيات العولمة

المبحث الثاني :االعتماد على االبتكار و المعرفة في مواجهة تحديات العولمة

المطلب األول: االعتماد على المعرفة عن طريق االستثمار في الرأسمال الفكري

المطلب الثاني: االعتماد على استراتيجيات

ابتكارية للتعامل مع تحديات

العولمة

خاتمة

مقدنحن األن نعيش في زمن أين أص::بح الع::الم كأن::ه قري::ة مة

ص:غيرة حيث ال توج:د ح:دود جغرافي:ة بين البل:دان الك:ل يعلم م:ا يح:دث في أي دول:ة من الع:الم و في نفس ال:وقت الك:ل ي:ؤثر و يت:أثر في أي نقط:ة من نق:اط األرض و ذل:ك نتيج:ة للتط:ور الهائ:ل خاص:ة في مج:ال التكنولوجي:ا و االتص:االت فنج:د أن العولم:ة ق:د فرض:ت وجوده:ا علين:ا أي:ا ك:ان رأين:ا في تجاوزاته::ا وس::واء رفض::ناها أم قبلناه::ا فهي تكس::ر جمي::ع الح:واجز بين ال:دول و يص:بح ك:ل ش:يء مكش:وف و م:ألوف ل:دى ك:ل الن:اس, أم:ام ك:ل ه:ذه التط:ورات تج:د المؤسس:ات نفس:ها في منافس:ة شرس:ة فال تص:بح وحي:دة في المنطق:ة ال:تي تنش:ط به:ا ب:ل تص:بح في مج:ال منافس:ة ع:المي ه:ذا و أن النج:اح في ه:ذا العص:ر أص:بح يتطلب ق:درات أك:بر على المنافس::ة واص::بح على المؤسس::ات ال::تي تطلب النج::اح والبق:اء في عص:ر العولم:ة أن تك:ون دائم:ا ق:ادرة على االبتك:ار واإلب::داع والتجدي::د و ت::راكم المعرف::ة بعب::ارة أخ::رى اص::بح اإلب:داع في مج:االت العلم و المعرف:ة والعم:ل والتص:نيع في

وتحقيق ذل:ك يتطلب النظ:ر .ه:ذا العص:ر ض:رورة وليس خي:ارافي األس::اليب اإلداري::ة ال::تي تجع::ل أهم أه::دافها التش::جيع

على اإلبداع و االبتكار باالعتماد على معرفة األفراد.

 

المبحث األول:

العولمة

المطلب األول :نشأة العولمة

تع6ود ب6دايات اس6تخدام مص6طلح العولم6ة إلى عق6د الس6بعينات عن66دما أص66در 1970من الق66رن العش66رين، وتحدي66دا في ع66ام

ح66رب في القري66ة مارش66ال م66ال ل66و ه66ان كتاب66ه المعن66ون ""، تبع6ه كت6اب زن6بينو بريزنس6كي، مستش6ار مجلس األمن الكوني6ة

الق66ومي في عه66د ال66رئيس األم66ريكي رونال66د ريج66ان، بعن66وان "أمريك6ا والعص6ر اإللك6تروني". فق6د بين الكاتب6ان االتج6اه ال6ذي ب6دأ يف6رض نفس6ه على ص6عيد العالق6ات الدولي6ة فيم6ا يتعل6ق بالت6أثير

وس666ائل المتب666ادل بين مختل666ف دول الع666الم بفض666ل تق666دم .التكنولوجيا والمواصالت

و ما لبثت مفاهيم العولمة و مالمحها األولية تغزو المحافل من خالل الحديث الذي قاده منتصف السبعينات الدولية في

معسكر دول العالم الثالث عن النظام االقتصادي العالمي الجديد، و على مدى عقد كامل افتتحت الدول النامية الدورة االستثنائية السادسة للجمعية العامة لألمم المتحدة في ماي

ملف بوقايتها من آثار العملقة االقتصادية العالمية التي 1974يقودها العالم الصناعي و ذلك عن طريق تعزيز سيادة الدول

على مصادر ثرواتها الطبيعية و االهتمام أكثر بالدول النامية عبر دعم و مساندة مسيرتها التنموية والعمل على تنظيم التجارة الدولية و إصالح النظام النقدي العالمي بما يحقق

.أكبر قدر من العدالة لصالح دول العالم الثالث

الثمانين6اتو لق6د س6اهم ت6ردي األوض6اع االقتص6ادية خالل عق6د في التش6كيك في ق6درة النظ6ام االقتص6ادي الع6المي على تحقي6ق

وثيرة العولمة.أضعف النمو المستمر األمر الذي ب6دأ الح6ديث من جدي6د عن ب6روز التس6عينات و م6ع بداي6ة عق6د نظ6ام ع6المي جدي6د ال6ذي واكب تغي6يرات جذري6ة على مس6توى مع66ادالت الق66وة العالمي66ة و إخف66اء أك66بر معس66كر سياس66ي

اإلمبراطوري666ة إي666ديولوجي اقتص666ادي في الع666الم متمثال في ، و ظه66ور الوالي66ات المتح66دة كق66وة عظمى منف66ردة الش66يوعية

على ه666رم المنظوم666ة الدولي666ة، إض666افة إلى تالطم أم666واج على العدي6د من ش6واطئ الع6الم الث6الث كم6ا ت6زامن لديمقراطي6ة ا

االتص6ال و م6ع ه6ذه التغي6يرات السياس6ية ث6ورة هائل6ة في نظم و حرك66ة عالمي66ة مندفع66ة بق66وة في مج66ال تحري66ر المعلوم66ات

جمي66ع ه66ذه التغي66يرات لظه66ور مف66اهيم و مس66ميات معاص66رة طبيع66ة و أنم66اط التفاع66ل داخ66ل نظ66ام ع66المي و بين العناص66ر

التقليدية الذي يتألف منها هذا النظام.

و ليس من المس6تغرب أن تك6ون المص6طلحات الجدي6دة مث6ل أو "القري6ة الص6غيرة " الكوكب6ة" أو "األقلم6ة" أو "العولم6ة "

مختزل666ة و مختص666رة في كلم666ة واح666دة كتعب666ير عن حجم االخ6تزال والتق6ارب الكب6ير ال6ذي أخ6ذ يرب6ط ك6ل م6ا على الك6رة األرض6ية دوال ك6انت أم تنظيم6ات إقليمي6ة وعالمي6ة، ش6ركات أم

أفراد و جماعات.

على الرغم من اهتمام الباحثين والمفكرين بموضوع العولمة اال انهم لم يتمكنوا من االتفاق على تعريف دقيق لها فهي أمر غير سهل وذلك لتعقيدها وكذلك بسبب اختالف زوايا

و هناك من يراها إيجابيةالتي ينظرون لها و هناك من يراها نتيجة طبيعية ناجمة عن وفي هذا الصدد تعتبر العولمة سلبية

التطورات الدافعة بقوة نحو قيام نظام جديد تتغير تبعا لها الخصائص و الوظائف التي يقوم عليها هذا النظام

الذي تغيير االتجاه و تبعا لهذا التعريف فإن العولمة تعنى يسير إليه العالم من المحافظة على النظام و األمن عبر التنظيمات و األحالف العسكرية إلى مهمة تحقيق الرفاه العالمي و نقل الثقافة في إطار التكامل الدولي و هيمنة

القيم العالمية النمطية على الشعوب. أما من الناحية الهيكلية فيمكن أن يشار إلى العولمة بأنها النظام الذي

يتراجع في ظله دور الدولة ا و تنكمش فيها سلطة السيادة في مواجهة قدرات األفراد في مقابل تنامي دور القطاعات و الشبكات الفردية الخاصة و المسجلة بقوة المعلومات و تقنية االتصاالت و العاملة في إطار منظمات غير حكومية

عابرة للقارات

المطلب الثاني: تعريف العولمة

العولمة بمثابة SIMON RIECH- و يعتبر سيمون رايش ملتقى لسلسة من الظواهر االقتصادية المتصلة في

جوهرها. و تشمل هذه الظواهر تحرير األسواق و رفع القيود عنها، و انتشار التقنية، و توزيع اإلنتاج التصنيعي عبر

الحدود )من خالل االستثمار األجنبي المباشر(، و تكامل أسواق رأس المال

تعريفا أكثر RICHARD HIGGOTيضع ريتشلرد هيجوت - و شمولية لظاهرة العولمة التي يعتبرها حقبة زمنية مؤقتة

تصف سياقا تاريخيا تقع في إطاره جملة من األحداث FRANCIS FUKUYAMAو يضيف فرانسيسكو فوكوياما -

بعدا ثقافيا و إيديولوجيا لمفهوم العولمة معتبرا إياها وسيلة لهيمنة القيم األمريكية على العالم، و في هذا الصدد، يعتبر

فوكوياما العولمة نتاجا للمعركة اإليديولوجية التي سادت العالم، سيما خالل القرن العشرين، و التي تمخضت عن

انتصار الحداثة و الديمقراطية. و بالتالي، فإن النظام العالمي الجديد هو اإلطار الهيكلي الذي يكفل انتشار الفكر

الغربي الليبرالي و التقنية الغربية.

من خالل التعريفات السابقة يمكن القول بأن العناصر المطرد االزدياداألساسية لظاهرة العولمة تتمحور حول

تبادل السلع و سواء في العالقات المتبادلة بين األمم في الخدمات أو فيما يتعلق بانتقال رؤوس األموال أو في

، و ما تحمله كل انتشار المعلومات و األفكار و الثقافاتهذه التفاعالت من إمكانية التأثير المتبادل بين األمم و

الشعوب بقيم و عادات و سلوكيات بعضها البعض.

اي ان العولمة هي بمعنى القولبة بحيث تضع الناس في قالب واحد وتختصرهم على منهج واحد من دون اعتبار

للفروق الفردية أو العادات والتقاليد أو األفكار المختلفة والثقافات المتباينة

المطلب الثالث: أنواع العولمةيمكن ان تقسم العولمة الى عدة انواع نذكر منها

- العولمة االقتصادية : العولمة بالمفهوم االقتصادي هي عولمة اقتصاد على نطاق كل اطراف اقتصاد الدولي وبالتالي تحول العالم الى كيان موحد الى حد بعيد فيتم ازالة العوائق االقتصادية و تنشر

التكنولوجيا وتحرر االسواق وتلغى القيود عليها تهئ فرص للنمو على المستوى المحلي و العالمي ,,,,فيصبح العالم

قرية صغيرة فالنظام االقتصادي العالمي في مرحلة العولمة يتسم

بأنماط جديدة لتقسيم العمل الدولي، و بالمزيد من االعتماد المتبادل، و تزايد التكتالت االقتصادية و تعاظم

أدوار الشركات المتعددة الجنسيات، و ظهور دور االتصاالت و التكنولوجيا في تعميق عولمة االقتصاد.

العولمة السياسية :- وجود طرف ثاني اضافة الى الدولة فهي ال تكون العنصر

الوحيد على المسرح السياسي العالمي وانما وجود هيئات فاعلة كالمنظمات المتعددة الجنسيات و منظمات العالمية وغيرها التي تسعى الى تحقيق الترابط والتعاون واالندماج

الدولي تحت تأثير الحاجة للتعاون فيما بينها في مختلف المجاالت االقتصادية والتكنولوجية وألتكون للسيادة االهمية نفسها من الناحية الفعلية فالعملية تضطر الى التفاوض مع

جميع الفعاليات الدولية مما ينتج منه أن حريتها في التصرف بحسب مشيئتها تصبح مقيدة

العولمة الثقافية لتحديد مفهوم العولمة الثقافية نقول: هي محاولة مجتمع

ما تعميم نموذجه الثقافي على المجتمعات األخرى من خالل التأثير على المفاهيم الحضارية، والقيم الثقافية،

واألنماط السلوكية ألفراد هذه المجتمعات بوسائل سياسية مختلفة وتقنيات متعد�دة" اي محاولة جهة ما

على تعميم تطبيق أمر ما كثقافة والقيم والسلوكياتالعالم كله

: العولمة سلبيات و إيجابيات الرابع المطلب

العولمة- :إيجابياتإيجابيات اجتماعية نذكر منها:

– أن العولمة هي حتمية التعامل اليقظ مع الواقع العالمي بكل مفرداته

-زيادة اإلبداع و االبتكار من خالل انتشار المعرفة.– أن العولمة تقتضى السعي إلى التميز و اإلتقان و

االرتفاع بمستوى الطموحللفرد و الجماعات

- أن العولمة تهدف إلى الكمال و قبول التغير- أن العولمة تنمى الصدق و الجراءة في الحق و

الوضوح في التعامل مع النفس و األخرين- أن العولمة تسعى إلى تبنى و ترويج الفكر المستقبلي ألبناء الوطن بصياغة عقولهم بعيدا عن الفكر التقليدي و

التمسك بالماضي

إيجابيات اقتصادية نذكر منها : -إن العولمة هي البديل المقبول للدول النامية في حاللها من مأزق التخصصي في تجارة منتجات أولية متدنية القيمة وذلك عن طريق :

أ-تطعيم المؤسسات القائمة بشركات متعددة الجنسيات مع ضرورة االهتمام بالمهارات التفاوضية وتعتني األطر الحاكمة لتشغيلها في

الدول المعنية .ب-التعرف علي الميزات النسبية والتنافسية للسلع في كل دولة مما يتيح لها نواحي االندماج أو التكامل ومن ثم االحتفاظ بصيغتها الكثيفة

في المعاملة وتحسن مستويات الدخولويرى المفكرون أن للعولمة تأثيراتها اإليجابية والتي من أهمها :

-أن هناك مشاكل إنسانية مشتركة ال يمكن حلها من منظور السيادة الوطنية المطلقة للدولة التي يقوم عليها النظام الدولي القائم في

اليوم كانتشار أسلحة الدمار الشامل والتهديدات الثورية والتلوث البيئي وغيرها من المشكالت وبالتالي فالبد من اشتراك جميع دول

العالم في استراتيجية موحدة للسيطرة والقضاء علي تلك المشاكل .

-كما أنها تؤدي إلي اإلسراع في عملية التطور الديمقراطي في العالم وإضعاف النظم المستبدة وأدى ارتباط العولمة بالثورة

العلمية والمعلوماتية إلي فتح آفاق معرفية ال متناهية أمام البشرية

كما أبرزت العولمة مكانا للمنافسة بين الكفاءات وساعدتهم علي -النجاح في الحياة العملية نتيجة تميزهم بمهاراتهم التي لم تتيح

لغيرهم .-أنها تقضي السعي بين التميز واإلنفاق واالرتفاع بمستوى الطموح

للفرد وللجماعة.-أنها تنمي الصدق والجرأة في الحق والوضوح في التعامل مع

النفس واآلخرين بعد أن أزاح العلم القناع عن طبيعتها لينكشف المختفي منها.

-أن العولمة تسعى إلي تبني وترويج الفكر المستقبلي ألبناء الوطن بصياغة عقولهم بعيد عن الفكر التقليدي والتمسك بالماضي .

- أنها محك حقيقي الختيار مادة صناعية من أفكار وجهاز قياسي لما نطبقه من ممارسات عملية في شتى قطاعات االقتصاد القومي.

-أنها الناتج الشرعي لتحرير التجارة العالمية ومحصلة القوى للعديد من المنظمات الدولية التي تقاسمها فكر االعتماد المتبادل بين

.الدول

سلبيات العولمة:– سحق الهوية و الشخصية الوطنية و إعادة صهرها و

تشكيلها في إطار هوية شخصية عالمية–سحق الثقافة و الحضارة المحلية الوطنية و إيجاد حالة

اغتراب ما بين اإلنسان و الفرد و تاريخه الوطني و الموروثات الثقافية و الحضارية التي أنتجتها حضارة اآلباء و

األجداد-سحق المصالح و المنافع الوطنية خاصة عندما تتعارض مع

مصالح العولمة أو مع تياراتها المتدفقة في كافة المجاالت و نزوع العولمة إلى االنفتاح الواسع

-استباحة الخاص الوطني و تحويله إلى كيان رخو ضعيف غير متماسك و بصفة خاصة عندما يكون هذا الخاص ال يملك

القدرة على التحرر أو التطور أو إعادة تشكيل ذاته بشكل جديد قابل للتكيف مع تيار العولمة

– السيطرة على األسواق المحلية من خالل قوى فوقية تمارس سطوتها و تأثيرها ذى النفوذ على الكيانات المحلية

الضعيفة و تسحقها و تحولها إلى مؤسسات تابعة لها– فرض الوصاية األجنبية باعتبار أن العولمة و أن هذا األجنبي أكثر تقدما و قوة و نفوذا و من ثم إذالل كل ما هو محلى، و

التنصل من إفرازاته و ثماره بل ممارسة القهر عليه في شكل موجات متتالية و متصاعدة و مت6الحقة حتى يتوقف

عن ممارس6ة أي مقاومة و االستسالم لتيار العولمة و الرضوخ لمطالبه، و االستجابة لمتطلباته التي يقدمها.

المبحث الثاني:

االعتماد على االبتكار و

المعرفة في مواجهة تحديات العولمة

االعتماد على المعرفة عن طريق االستثمار في الرأسمال الفكريالمطلب الثاني :

وه6ذا يع6ني أن منظم6ات الي6وم به6ا حاج6ة إلى أف6راد يمتلك6ون أوس6ع ويمتلك6ون الق6درة على المع6ارف والمه6ارات مخ6زون من

، األم6ر ال6ذي يض6من لهم النج6اح في المس6تقبل ب6داع إاالبتك6ار وال. إن ه66ذا األم66ر يتطلب من المنظم66ة بن66اء موجوداته66ا المجه66ول

من المعرف666ة النظري666ة الفكري666ة و ذل666ك عن طري666ق تحوي666ل معلوم66ات ومع66ارف ال66تي اكتس66بوها خالل مس66ارهم العلمي

ع6بر معرف6ة مكتس6بة و مكتس6بة,إلى معرف6ة تطبيقي6ة وتحويله6ا التجرب6ة فالرأس6مال البش6ري المتط6ور على نح6و كه6ذا ينتج س6لعا � األم6ر ال6ذي ي6ؤدي إلى نج6اح المنظم6ة وخ6دمات متم6يزة نوعي6ا

واستمرارها .

تعد من اهم مصادر تطور المنظمة عنصر المعرفة المكتسبةقوة وقدرتها في تحقيق مزايا تنافسية ومرجع ذلك أن امتالك

النوع األول سهل ومتاح للجميع أما المعرفة المكتسبة فهي تلكم الخبرات والمهارات التي يكتسبها الفرد عبر تراكم

تجريبي مختبر ومعدل ومطور، إن هذا النوع من المعرفة الخاصة والتي من الممكن أن يطلق عليها المعرفة المحتكرة ، وذلك بسبب كونها يصعب تقليدها البل قد يستحيل ، األمر الذي

يعزز مكانة المنظمة ويمنحها قوة إضافية.

والبد من التنبيه إلى أن امتالك المعرفة ليس هو العنصر المهم إلى فعل تطبيقي المعرفة تحويل هذهوالحيوي وإنما هو

واستخدامه االستفادة منها في العمليات اإلنتاجية وفي السلع والخدمات وتجديد المنظمة ذاتها ، كما أن التزود بالمعرفة

التقنية والمعلومات ال يكفي فاالهم من ذلك هو التزود بالقابلية والتحليل ونقل المعرفة والمعلومات االبتكار والتجديد على

والتفاعل مع األخرين وتوجيه المعارف التي تمتلكها المنظمة نحو أنشطة كبيرة القيمة ، األمر الذي يقتضي بأن يكون هناك

� مباشرا بين الذين يمتلكون .المعرفة والخبرةتفاعال

وتب66دو أهمي66ة الرأس66مال البش66ري في ك66ون عملي66ة االبتك66ار هي نت6اج تف6اعالت الرأس6مال البش6ري وال6تي ت6ؤدي إلى ,واإلب6داع

تق6ديم س6لع جدي6دة و تط6وير س6لع قائم6ة بم6ا ي6ؤدي إلى خل6ق م6يزة وه6ذا م6ا يحق6ق للمنظم6ة ف6رص جدي6دة وأس6واق جدي6دة

على الس6وق وبم6ا ي6ؤدي إلى الري6ادة والهيمن6ة من خالل تنافس6ية تحس6ين أداء المنظم6ة ونجاحه6ا وتطوره6ا واس6تمرارها وتجدي6د

و المعرف6ة الرأس6مال الفك6ري دورة حياته6ا .ومن هن6ا تب6دو أهمي6ة واض6حة ل6دوره األساس6ي في تش6كيل اس6تراتيجية المنظم6ة كون6ه

� عن ان6ه العنص6ر الرئيس6عنص6ر ق6وة للمنظم6يوص6ف بان6ه ية فض6الفي تنفيذها .

تتم66يز الف66ترة ال66تي ص66حبت تط66ور مفه66وم العولم66ة وتبنيه66ا كاس6تراتيجية عالمي6ة من6ذ التس6عينات وح6تى اآلن تط6ورا رئيس6ا في

:جانبين، هما

ال6ذي جع6ل الع6الم أك6ثر ان6دماج�ا، التق6دم العلمي والتكنول6وجي - دون تض6حية بالمنافس6ة االقتص6ادية لتيس6ير حرك6ة األم6وال والس6لع

والخدمات وإلى حد ما حركة األفراد.

كق66وة ك66برى وراء الش66ركات متع66ددة الجنس66ياتتع66اظم دور - التحوالت في النشاط االقتصادي العالمي.

وق6د ادركت المؤسس6ات الض6خمة في أمريك6ا والياب6ان وأوروب6ا ذل66ك مبك66را فغ66يرت من اس66تراتيجياتها اإلداري66ة لالس66تفادة من ال66دروس العلمي66ة في دراس66ة اإلب66داع و االبتك66ار. فمثال نج66د أن الجامع6ات العمالق6ة والمؤسس6ات الض6خمة تعلن جميعه6ا وبوض6وح أن اس6تراتيجياتها في النم6و والتط6ور تعتم6د على اإلب6داع واالبتك6ار والتجدي6د، وأنه6ا تق6دم ال6دعم للنش6اطات اإلبداعي6ة واالبتكاري6ة ل6دى الع6املين ل6ديها. و هن6ا م6ا تحقق6ه المؤسس6ات الص6ناعية والتقني6ة

وما تستخدمه من استراتيجيات إبداعية ، فمثال:

المطلب الثاني: االعتماد على استراتيجيات ابتكارية للتعامل

مع تحديات العولمة

تتب6ني مؤسس6ة مايكروس6وفت سياس6ة توظي6ف تعتم6د على انتق6اء الش66باب الص66غار باس66تخدام المق66ابالت الشخص66ية والمق66اييس النفس66ية لتق66دير مس66تويات اإلب66داع واالبتك66ار بغض النظ66ر عن

. ومن6ذ إنش6اء ه6ذا القس6م عكفت أعم6ارهم وخ6براتهم األكاديمي6ةه6ذه المجموع6ة على مش6روع ض6خم أس6مته مش6روع "جي6ل النت"

Net Generation س6يغير كمي6ا وكيفي6ا أس6اليب التواص6ل وأنم6اط "األن6ترنت". وت6ذكر مجل6ة "النيوزوي6ك" العالق6ات االجتماعي6ة على

األمريكي6ة أن مش6روع "جي6ل النت" ق6د نجح في تص6ميم نظ6ام ث6ري ديجري6ز threedegreesجدي6د لتط6وير أس6اليب التواص6ل باس6م

س6يتفوق على نظ6ام انس6تانت ميس6ينجر - المعم6ول ب6ه حالي6ا في التواص66ل الص66وتي ع66بر البري66د اإللك66تروني- ألن66ه س66يتيح ط66رق تواص666ل مباش666رة بين المس666تخدمين س666تمكنهم من إرس666ال معلوم66ات لبعض66هم البعض مباش66رة من دون اللج66وء لوس66ائل التواص66ل والخ66دمات المثقل66ة الكاه66ل للغاي66ة، فض66ال عن أن66ه س6يكون تجرب6ة س6احرة في كيفي6ة مش6اركة األص6وات والص6ور على نح6و غ6ير مس6بوق. وتتوق6ع النيوزوي6ك أن "مايكروس6وفت" س6تجني باليين ال6دوالرات عن6دما س6يتاح ه6ذا النظ6ام للجمه6ور في

الفترة القادمة.

" وهي من أض6خم س6كاديا "أم6ا المؤسس6ة الس6ويدية العمالق6ةش66ركات الت66أمين في الع66الم فق66د أنش66أت قس66ما مس66تقال للتخطي6ط االس6تراتيجي به6دف ابتك6ار أس6اليب إبداعي6ة ومبتك6رة تتعل666ق بالسياس666ة التس666ويقية للش666ركة وتط666وير منتجاته666ا المس6تقبلية، ومواجه6ة تح6ديات المنافس6ة العالمي6ة. ولكي تحق6ق ذل66ك ألحقت بالقس6م أعض6اء يش6كلون األجي6ال الثالث6ة، ص6غار

والش6باب، والمس6نين. وله6ذا أطلقت على ه6ذ القس6م الش6باب، كإش666ارة إلى وض666ع السياس666ة 3Gاس666م األجي666ال الثالث666ة

االس666تراتيجية للش666ركة باالس666تناد على م666ا يتم بين األعض666اء المختلفين في أعم6ارهم للوص6ول إلي أفض6ل الحل6ول المتعلق6ة بالمش6كالت واألم6راض ال6تي تم6يز ك6ل جي6ل عن آخ6ر بم6ا في ذل6ك الش66يخوخة وأم66راض الس66ن، والم66وت، واألم66راض المعدي66ة،

وغيرها.

سياس66ة واض66حة تش66جع Xerox "زي66راكس" وتتب66ني مؤسس66ةالتجدي6د واالبتك6ار من خالل نظ6ام إداري يعتم6د على التع6اون م6ع المؤسس666ات الص666غيرة، وليس المؤسس666ات الض666خمة. ففي تق6ديرها أن المؤسس6ات الهامش6ية الص6غرى تس6تطيع ع6ادة أن تتب66ني سياس66ة إبداعي66ة، وبه66ا نظ66ام إداري م66رن ق66ادر على

استيعاب وتشجيع الكفاءات اإلبداعية

.

في فن تص666ميم Hall markهولم666ارك" وت666دعو مؤسس666ة "- البطاق66ات الته66اني والمناس66بات- ك66ل ع66ام بمقره66ا الرئيس66ي

شخص66ية من مش66اهير 50 م66ا يق66رب من Arkansasبمدين66ة الخ6براء والمب6دعين به6دف إث6ارة الق6درات االبتكاري6ة في فن6ون التص6ميم بين موظفيه6ا ال6ذين يش6كلون أك6بر تجم6ع للمب6دعين في الع6الم. ومن المع6روف أن ه6ذه المؤسس6ة تض6م بين موظفيه6ا

الكتاب666ة، م666ا بين خ666براء في فن التص666ميم و770ح666والي والمص6ورين والرس6م، والم6راجعين والنق6اد الفن6يين. وتس6اهم في ه66ذه المؤسس66ة بمفرده66ا في تص66ميم وإنت66اج م66ا يق66رب من

بطاقة سنويا.15000

أن من Leonar & Swabوي6رى العالم6ان النفس6يان ل6نر وس6واب الممكن تش6جيع االبتك6ار و اإلب6داع الجم6اعي من خالل تش6كيل ف6رق تتك6ون من أف6راد غ6ير متم6اثلين في اهتمام6اتهم وأفك6ارهم

وأن ن66رحب بالن66اس المختلفين فكري66ا عن66ا في ال66رؤى والعم66ر والجنس . إن التق6اء العق6ول المختلف6ة يس6اعد على تولي6د األفك6ار واإلب6داع, وابتك6ار الحل6ول الخالق6ة للمش6كالت الفني6ة واإلداري6ة

وغيرها.

 

من خالل هذه األمثلة نستطيع تلخيص أهم متطلبات لمواجهة تحديات العولمة:

الك6برى الش6ركات في والمش6رفون اإلداري6ون يحت6اج : المن6اخالفري6ق روح بن6اء مه6ارات-1 في هم الفردية لمن القرارات على االعتماد وليس العمل فرق مع التعامل مهارات إلي

وتنمية اإلدارية السلطة قمة مراحل كل في النوع مطلوبة هذا من مهارات فحسب.

المطلوبة اإلجراءات ووضع العمليات اإلنتاجية، وتقويم العمل، نظم تحليل فيها بما العملالمنتجات. وتسويق العمل لتنفيذ إلي العالمي المناخ هذا في والمديرون المشرفون : يحتاجالتواصل تطوير أساليب -2مالئمة مهارات تطوير ولهذاوحضاريا مهنيا متنوعة بجماعات التواصل من وأساليب . بخص6ائص يتس6مون ال6ذين والمش6رفين للم6ديرين العولم6ة بيئ6ة في ف6رص النج6اح تتس6ع

والحساسية لغات وإتقان اللغوية، المهارات تنوع مثل اآلخرين، عن تميزهم اجنبيه، األجنبية السفر خالل من المبكر والتدريب اآلخرين، لمشاعر للتنوع والتعرض للبالد

الدراسي.االنتق66ال من الهياك66ل الهرمي66ة إلى الهياك66ل :والقيادي66ة التنظيمي66ة تط66وير المه66ارات-3

المس66طحة واالنتق66ال من القي66ادة البيروقراطي66ة إلى التحولي66ة و الرقاب66ة الذاتي66ة وتتزاي66د في المنظمة العولمة احتياجات وتوصى التطوير من النوع لهذا عصر غالبية اإلداري.

انتقاء البحوث أن أهمها من بخصائص تتصف وإشرافيه العليا إدارية قيادات بضرورة هم وتحمل من عالية درجة على يكونوا وأن واالبتكار، باألبداع أساسا يتصفوا المرونة

المختلفة لآلراء الحادة االنتقادات تجنب و االختالفوالمهارات المعلومات نقل عملية والتقنية: المعرفية والمهارات المعلومات نقل -4

عليها مراعاتها والتدريب اإلدارية األجهزة علي يجب أساسي مطلب والتقنية المعرفية. منافسة من تثيره وما العولمة تحديات لمواجهة

خاتمة 

أم6ام الك6ل ه6ذه التح6ديات ال6تي فرض6تها العولم6ة أص6بحت األن مهم66ة المؤسس66ات ص66عبة في بقائه66ا و اس66تمرارها و أص66بح مخرجه6ا الوحي6د ه6و الم6ورد البش6ري ألن ب6ه تحق6ق المؤسس6ة ميزته6ا التنافس6ية و ق6درتها على الهيمن6ة و الري6ادة ألن الم6ورد البش6ري ه6و الوحي6د الق6ادر على خل6ق الف6رق بين المؤسس6ات و ه6و الوحي6د ال6ذي يب6دع و ينمي المع6ارف من أج6ل البرهن6ة على

.قدرته في مواجهة تحديات العولمة

 

قائمة المراجع 

-حشماوي محمد, االتجاهات الجديدة للتجارة الدولية في ظل 1العولمة االقتصادية, أطروحة لنيل دكتوراه دولة في العلوم

2006االقتصادية,

-طارق عبد الرؤف عامر- العولمة ) مفهومها – أهدافها – 2.2008خصائصها (-مقال

-محمد مصلح الزعبي, العولمة الثقافية وأثرها على الوطن 3العربي, كلية الدراسات الفقهية والقانونية -  جامعة آل

.2005البيت, -صباح حميد علي وأخرون, االبتكار واإلبداع عنصر قوة 4

للمنظمة في مواجهة تحديات العولمة مجلة اإلدارة واالقتصاد 2008/ العدد الثاني والسبعون

-عب6د الس6تار إب6راهيم, إدارة اإلب6داع الن6داء المجه6ول في عص6ر 5.2005العلومة,مجلة شبكة العلوم النفسية العربية, جانفي