الرافضون الشعرو والثورة في الأدب العربي

–

١٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

الرافضونعن الشعر والثورات

أمحد رساج

الطاغيةعدمالشعبوجود

احلاكمخباياوكشفدرويش

الفراغوحتطيمدنقلأمل

–

٢٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

تلك قصة حياة اإلنسان عرب - هنام ال جيتمعان أوك- عىل املرء أن خيتار بني األمن وبني احلرية

العصور، راعيا للغنم كان أم رائدا للفضاء، منذ سبعة آالف عام أو بعد مثلها، وإن تتبعنا أي

إما طمعا فيام –لها يف األغلب ك–أو باستالهبا منه -كرب أو صغر–طواعية عن جزء منها يملك أو فيه هو، الستخدامه أو لالحتامء به، باسم األرض أو باسم السامء، باسم القوة أو

.باسم الشهوة، إهنا بامتياز قصة اإلنسان عىل األرضا :ملاذا؟ فللتايل: لكنني سأختار مسار األدب العريب وحتديدا الشعر أم

األول عن العرب؛ فهو ديواهنم وآي فخرهم وواسطة عقدهم، كام أنه ظل الشعر العريب املعربمن انسحاق –يف أحايني كثرية –قبول األمن وما يستتبعه : املعرب بوضوح عن كال األمرين

لذاتية الفرد واهنيار صوته اخلاص لصالح صوت اجلامعة بل وحتوله إىل صوت للجامعة، بل لح ذلك الصوت الذي ال هو صوت الفرد وال هو صوت وختيل اجلامعة ذاهتا عن صوهتا لصا

هو صوت احلقيقة وال هو صوت الواقع؛ مع هذا الصوت يفقد الزمن آنيته وخيرس اجلامعة، الاألمة، وهذا غري /القبيلة/ املكان خصوصيته لصالح يشء هالمي يسمى صوت اجلامعة

:ي ومنهااحلقيقة، دليلك إىل هذا مثال معلقة عمرو بن كلثوم التغلبونحن البحر نمأله سفينامألنا الرب حتى ضاق عنا

ختر له اجلبابر ساجديناإذا بلغ الفطام لنا وليد إن راجعت موقف من يتحدث عنهم الشاعر عىل مدار الروايات التارخيية التي لدينا سنجد

، وأن عددهم مل يكن ذلك العدد الذي توحي به األبيات أهنم مل يقطنوا اجلزيرة العربية بكاملهاوال ربعه وال بنسبة واحد إىل مليار، وهنا حني التحم صوت الشاعر بام فوق حلم اجلامعة

فمهام بلغ عددهم وفعلهم، فلن حيققوا ما حققه الشاعر –غابت أفعال اجلامعة ) بني تغلب(

–

٣٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

ن إنجاز الواقع لصالح ضجيج الوهم، وهذا ما ببيتني من الشعر، مما دفعهم إىل التخيل ع:رصده أحد الضامئر يف يوم من األيام صارخا

قصيدة قاهلا عمرو بن كلثوم أهلى بني تغلب عن كل مكرمة ، وانسحبت اجلامعة عن واقعها انسحابا ال رجعة فيه، عىل أن ) فرضا(غاب الفرد يف اجلامعة

ا ملدى سوء غياب ذاتية الفرد عىل اجلامعة، وإنام للبحث عن صوت ذلك الذي يبحث عن نفسه، عن أثر خطاه عىل الرمل، - األمر الثاين –الشاعر الفرد املتمرد

عن أكله عن رشبه، عن وقته كيف يقضيه، عن تأسيسه لعامله اخلاص، حتى لو نفته قبيلته متمرد أو للثائر أو حتديدا للقلة املندسة؛ لذلك لنعرض يف وصار صعلوكا وهو املرادف اآلين لل

نفرى، ومن عجب أن هذا الشاعر وهو يصور عامله يشء من التفصيل نموذجنا األول وهو الشكام يراه هو، وضع املكان والنبات واحليوان واإلنسان بعاداته والقبائل بأعرافها وتقاليدها،

للدرجة التي جتعل من نص هذا الشوإنام هو رأي كارلو –وليس هذا حكم قيمة مني –ذاتيته وتفرده، ذلك ألنه صوت صادق

وهو رأي عبد احلليم ]) ١[هي قصيدة غاية يف اجلامل، تنطق بلسان حال الشاعر: ( نالينو])٢[درة من أثمن ما حيوي األدب العريب قاطبة: (حفني

شاعر جاهيل، يامين، من فحول الطبقة الثانية . ، من قحطان]٣[هو عمرو بن مالك األزدي

قتله بنو . من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد اخللعاء الذين تربأت منهم عشائرهموكانسالمان، وقيست قفزاته ليلة مقتله فكان الواحدة منها قريبا من عرشين خطوة، ويف األمثال

:وهو صاحب المية العرب التي مطلعها]) ٤[أعدى من الشنفري(.إين إىل قوم سواكم ألميل ف أقيموا بني أمي صدور مطيكم

بعد قتل أيب : لكن عالم ثار هذا الشاعر؟ لنرجع إىل القصة حماولني التوفيق بني الرواياتبعد أن عاش –صغريا ال يدرك شيئا ) بني عمومة أبيه وقاتليه(الشاعر، يلحق ببني سالمان

–

٤٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

شاعر أنه ابنه، لكنه اكتشف احلقيقة ويقوم أحدهم برتبيته حتى يظن ال-مدة يف بني فهم

ومتيض -نعم مئة -نرى هنا أن الشاعر يقرر يف غري هوادة أن يقتل مئة من بني سالمان الروايات حتى تصل إىل قدرته عىل قتل تسعة وتسعني ر

قطع ذراعه، ثم قتله وصلبه وتركه عربة ومثلة، حتى يعرب عليه بعد مدة أحد بني سالمان، ويقوم برتكيل مججمته ساخرا من قسم الشنفري، ويدخل جزء من اجلمجمة يف قدم الرجل

تنتهي الرواية ]. ٥[ا وميتاما يعنينا هنا، لكنني أوردها لالستئناس وإلضاءة جوانب -األسطورية –وليست تفاصيلها

...النص الذي سيبئر عىل قضايا أظن أهنا عابرة للزمن.فإين إىل قوم سواكم ألميل أقيموا بني أمي صدور مطيكم

وإنه خلارس وإن عرف موقف الشاعر –هذا بيت القصيد من البداية فمن شاء، فليكتف وكفى ومن شاء فليكمل؛ إذ إن البيت األول يقرر خروج الشاعر عىل قومه، وليس هروبه منهم، –

بعض الروابات تذهب إىل أن بني سالمان هم خؤولة الشاعر، –إنه هنا ال يعلن لبني أمه أنه سريحل وإنام يطلب منهم –ني أبيه إما قتلوا أو ختاذلوا عن الثأر وكلها تثبت أن ب

االستعداد للرحيل؛ فقد آذهنم بالعداء، ثم انظر إىل الشطر الثاين وتعليل األمر يف صدر الشطر ( وأما : (األول، إنه إىل قوم غريهم يميل وحيب، ولعلنا هنا بحاجة إىل رأي أحد عتاة النحو

لكن من القوم الذين ]) ٦[وليس املعنى أنى أكثر ميال منكم... ل بمعنى فاعلفهو أفع) أميل يميل إليهم الشاعر؟ وملاذا ال يستحق بنو أمه أن يبقوا معه أو أن يبقى معه؟

ت لطيات مطايا وأرحل فقد محت احلاجات والليل مقمر وشدلقد هتيأت املطالب، زمانا؛ والليل : من قومه/ يستكمل النص تعليله لظاهرة اخلروح عىل

: ملن املطايا واألرحل؟ ومل استخدم النص مجع القلة. واستعدادا؛ شدت مطايا وأرحل. مقمر

–

٥٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

: طيات، والطية هي: رحال؟ ثم ال حظ معي أن النص استخدم: أرحل، عادال عن مجع الكثرة...إذن، ليس هذا املكان هو الوطن]). ٧[ية أو الوطناجلهة أو الن

ل ويف األرض منأى للكريم عن األذى وفيها ملن خاف القىل متعزرسى راغبا أو راهبا وهو يعقل لعمرك ما يف األرض ضيق عىل امرئ

أن يصل إىل هذا املعنى -وإجيابية بام يف الكلمة من إحياءات سلبية- كيف هلذا الصعلوك تلك احلقيقة التي وضعها اهللا يف اإلنسان وحاسبه عىل عدم العمل . إن األرض واسعة: الرائع

تكن أرض اهللا واسعة فتهاجروا فيها(: هبا لعمرك، وما تاله من : ثم تأمل هذا القسم])٨[أمل) أي سار ليال (رسى : وما استتبعه من وصف. امرئما يف األرض ضيق عىل: نفي مطلق

: بام له من عموم وشمول-الذين ال ثالث هلام يف حالة اخلروج- وانظر إىل احلالني املتناقضني مات أهل األب وجترب أهل األم، إىل . يعقل: املهم هو أن) هاربا خائفا.(أو راهبا) طالبا(راغبا

:من يلجأ الشاعروأرقط زهلول وعرفاء جيأل م أهلون سيد عملس ويل دونك لدهيم وال اجلاين بام جر خيذل ال مستودع الرس ذائع ] ٩[هم األهل

عىل أن -رشار احليوانات–هكذا ويف براءة ثورية يفضل الشاعر أن يكون أهله حيوانات والنمر األملس، والضبع قوي شديد الفتك رسيع الفتك،يكونوا برشا؛ فهو خيتار الذئب ال

مل؟ لقد : املفرتسة، هذا النزق الثوري واالبتعاد املفرط عن كل البرش أال يدفعنا إىل السؤالوذلك الستخدامه -إن هؤالء هم األهل دون من عداهم : أجاب النص عن ذلك فقال

ومل يكتف -)األهل: (، واخلرب)هم(املبتدأ: بتعريف طريف اجلملة: أسلوب القرص واحلرص سبب كوهنم كذلك؛ فهم حيفظون الرس، وال يسلمون اجلاين إىل طالبيه وال بذلك بل بني

.يتوقفون عن نرصتهإذا عرضت أوىل الطرائد أبسل وكل أيب باسل غري أنني

ت األيدي إىل الزاد مل بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل أكنوإن مد

–

٦٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

ل ل وما ذاك إال بسطة عن تفض عليهم وكان األفضل املتفضوإذا التبست كفي به يتأكل ويل صاحب من دوهنم ال خيونني

علل بحسنى وال يف قربه مت وإين كفاين فقد من ليس جازيا وأبيض إصليت وصفراء عيطل ثالثة أصحاب فؤاد مشيع

عزيز شجاع، لكن الشاعر أكثر شجاعة يف اجلامع املشرتك بني الشاعر وقومه اجلدد أن كلهماالصطياد، وأكثر عزة عند اقتسام الغنائم، وذلك ألنه واسع الفضل شديد اإلعطاء، عىل أن

يعدم نفسه صفة اكتفائه عن العامل بصحب ال خيونون يلجأ إليهم الشاعر حينام يعدم الشاعر ال : من يقابل احلسنة بمثلها أو من جيد يف قربه خمففا من األحزان، أولئك الصحب هم: يف الدنيا

.قلب شجاع، وسيف قاطع، وقوس جيدة:الذي خيتار هؤالءسبقت كلمة الشاعر يف قومه وصحبه وسبب اختياره هلم، لكن من هذا

عة سقباهنا وهي هبل ولست بمهياف يعيش سوامه جمديطالعها يف شأنه كيف يفعل وال جبأ أكهى مرب بعرسه اء يعلو ويسفل وال خرق هيق كأن فؤاده يظل به املك

فتعود إبله ) املنة األسمى للعرب( لست بتافه ال جييد الرعي : بالنفييعرف الشاعر نفسه وهو ليس جبانا مالزما لزوجته . جائعة من سوء املرعى الذي اختذه هلا راعيها، ومن إمهاله هلا

من اضطرابه وهو ليس ضعيف القلب دائم اخلوف كأن قلبه. ليس له رأي دون الرجوع إليها:ض به بل عىل العكس من ذلك متامامعلق بطائر يرتفع وينخف

تطاير منه قادح ومفلل إذا األمعز الصوان القى مناسمي

يف بيت واحد فقط يضع لك الرجل نفسه أمامك، كأن كامريا شديدة احلساسية والدقة لبة التقطت له صورة واحدة، لكنها تكفي، إهنا صورة بطن قدمه حني تصطدم باحلجارة الص

–

٧٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

أعدى من الشنفرى، هذا الرجل : فإذا بالرشر يتطاير و بقطع مفتتة تالزمه، أمل يرضب به املثل:-بل جيرب عليها –عىل قوته وشجاعته وسداد رأيه وثبات قلبه خيتار حياة

وأرضب عنه الذكر صفحا فأذهل أديم مطال اجلوع حتى أميته ل رض كيال يرى له وأستف ترب األ عيل من الطول امرؤ متطو

ة ال تقيم يب ل ولكن نفسا مر عىل الذأم إال ريثام أحتوخيوطة ماري تغار وتفتل واطوي عىل اخلمص احلوايا كام انطوت

عليه شخص يذله بذلك؛ لذا يديم ن جيود بهمعاناة اجلوع التي اختارها الشاعر بدال من أحتى يموت اجلوع، –وبئس الدائن واالبتالء –مماطلة اجلوع الدائن –ونعم الفتى –الفتى

ويتناساه الفتى حتى ينساه، بل ويأكل الرتاب لكيال يذله أحد، ما الذي يدفعك هلذا؟ ألن ل : هذا التعبرينفسه أبية صعبة شديدة النفور من كل عيب وذم، ثم دقق يف و . إال ريثام أحت

من كثرة حتمل ) احلوايا(إن أمعاء الشاعر . ذلك أنه قد يفعل ما يذم عليه لكنه ال يثبت عليهشديدة القوة ) ماري(التف بعضها حول بعض كأهنا أحبال الصانع املاهر ) اخلمص( اجلوع

والصالبة، لكن أيبقى الشاعر عىل مماطلة جوعه وكفى؟أزل هتاداه التنائف أطحل وأغدو عىل القوت الزهيد كام غدا

خيوت بأذناب الشعاب ويعسل غدا طاويا يعارض الريح هافيا ه ل فلام لواه القوت من حيث أم دعا فأجابته نظائر نح

قداح بكفي يارس تتقلقل امهلهة شيب الوجوه كأهن ل أو اخلرشم املبعوث حثحث دبره حمابيض أرداهن سام معس

رب إن مل ينفع الشكو أمجل شكا وشكت ثم ارعوى بعد وارعوت وللص

تتقاذفه ) أزل (ليل اللحم عىل القوت القليل للغاية يتحرك الشاعر مثلام يتحرك الذئب قالصحارى، هذا الذئب الذي خرج جائعا يف بداية النهار جيري بني أطراف الشعاب والدروب،

–

٨٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

أشباه ناحلة من شدة ما حلقها من جوع وما ) نظائر(فلام أن لواه اجلوع استنجد فردت عليه ..عضها من عطش

رتاب، والعزلة واالنفراد مل يضع يف رأسه أنه يفعل إن هذا الشاعر الذي اختار الغربة واالغذلك ليشء إال ليفعل ما يؤمن به، ليقيم حياته كام شاء هو، متمردا عىل حياة جمتمع كامل، ولو تتبعنا مسار الشعر العريب حتى وقت هذه املحارضة لوجدنا من اختاروا هذا املرتقى الصعب؛

ناس أهنم يعربون عن احلقيقة الكربى، كان قدر أن يعربوا عام يف نفوسهم رصاحة فيجد الالشاعر الثوري إذن أن يواجه بقلمه كل حماوالت القاهرين اجلبارين وأن يقاوم يف ذات الوقت زمر الشعراء املداهنني القائلني إهنم يزرعون قيام ملن يأيت، وأهنم ال يقصدون إال وضع املثل

:العليا ليتعلم منها احلكامبغاة الندى من أين تؤتى املكارم خالل سنها الشعر ما درىولوال

ولنتابع مسرية الشعراء الرافضني لألنساق االجتامعية التي يرون أهنا مقيدة هلم أو أن هناك بديال أفضل، وإن قراءة شعر اخلوارج والشيعة يف العرص األموي، وشعر الشعوبية يف العرص

جالء عىل أن حتت الرماد وميض نار، تقرأ يف شعر الشيعة مثال ولنلحظ العبايس ليدلك يف:ظاهرة جديدة وهي شيوع الشواعر فيه

ر كفعل أبيك يا ابن عامرة يوم الطعان وملتقى األقران شمد علم اهلداة وعصمة اإليامن إن اإلمام أخو النبي حمم

قدما بأبيض صارم وسنان اجليوش ورس أمام لوائه فقد :وقالت بكارة اليمنية ختاطب ابنها

سيفا حساما يف الرتاب دفينايا زيد دونك فاسترت من دارنافاليوم أبرزه الزمان مصوناقد كنت أذخره لكل عظيمة

–

٩٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

نفسه أمام موقفني نقيضني موقف السلطان وشعرائه، إىل أن جيد] ١٠[هذا ما يدفع باحثاوموقف احلسني وشعرائه الثوريني، وعلينا اآلن ان ننظر إىل نموذج شعري يوضح كيف كان

هؤالء الشعراء داعام للثورات بشكل منهجي؛ وليس لدينا كالكميت صاحب املرشوع ) جهاد(اهلاشميات: الشعري

وهل مدبر بعد اإلساءة مقبل أال هل عم يف رأيه متأمل فيكشف عنه النعسة املتزمل وهل أمة مستيقظون لرشدهم

مساوهيم لو أن ذا امليل يعدل فقد طال هذا النوم واستخرج الكرىل وعطلت األحكام حتى كأننا عىل ملة غري التي نتنح

وأفعال أهلش اجلاهلية نفعل م النبيني اهلداة كالمناكالالثنائية : الثورة فنجد حتركا لكشف الواقع عن طريق/ املقاومة/ ثمة حتول يف مرشوع اجلهاد

الضدية، التكرار، اجلدل الكالمي، الصياغة الفنية للنظرية، بام جيعل الشاعر يف وجهة النظر ن زيد هو احلافز احلق للثورة األدبية العباسية والسباق للتحرر والتجديد، الكميت ب: النقدية

وأن الشاعر العريب عندما يعرب عن جتربته احلياتية الكيانية فإنه يأيت باجلدي الذي يمثل عرصه ].١١[أصدق متثيل وألنه يمثل عرصه هبذا الصدق فهو شعر إنساين عظيم

عر العريب، لكنني كنت أود إثبات فرضية أوىل هي وجود ال أود أن أتتبع حركة الثورة يف الشاملقاومة لدى الشعراء العرب ودعمهم ألصحاب الرؤى الثورية وإن اختلفت تسميتها من صعلكة إىل خروج إىل شعوبية إىل مقاومة إىل ثورة، وجدير بالذكر أن اعتبار الشعوبية ثورة

ها وإنام هي حيادية الطرح التي ال يستطيع عىل الواقع ال يعني اقتناع املرء بأهدافها وقيماالختالف الفكري والعقائدي أن حيملها عىل جتاهل ما هو قائم فعال، هذه الثورة يف الشعر العريب مل تنبت عىل الرغم من املحاوالت املستميتة لذلك، ال عرب القمع وال عرب الرشاء، بل

دجال إذ يعد املؤمنني به باجلنة والكافرين به كأنام السلطة يف هذه احلال هي بامتياز املسيخ ال.مقربة/ السلطة هي عىل احلقيقة نار/ بالنار، لكن جنة املسيخ

–

١٠٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

وجود الشعب عدم الطاغية

عب يوما أراد احلياة فال بد أن يستجيب القدر إذا الشينكرس وال بد للقيد أن وال بد لليل أن ينجيل

هل كان الشايب يدرك للحظة أن نصه سيصري أيقونة للثورات العربية التي مل ير أبناؤها وهم يستعبدون أبناءها، وإنام عاش عمره حيلم برحيل املستعمرين األوروبيني عامة والفرنسيني

:يتهخاصة، وظل ذلك الفتى يأيت بالنار املقدسة مقدما إياها لشعبه املحتل، الذي يثق بحرخلقت طليقا كطيف النسيم

وحتني ملن كبلوك اجلباه فام لك ترىض بذل القيود إىل النور فالنور ظل اإلله إىل النور فالنور عذب مجيل

هو التوحد عىل إرادة واحدة، ساعتها هنا يقرر الشاعر برؤيته أن كل ما حيتاج إليه الشعب ، وهو وفقا لرؤية الرومانسيني ال يقهر تتحقق كل املعجزات؛ فيتحول القدر إىل طائع ملبيامر فيطاع، خيطط لينفذ البرش، وتتخىل األشياء القاسية عام جيعلها كذلك ومن ال يستطيع فإنه

من سيقاوم إرادة الشعوب فإنه حمطم ال حمالة ، أما )وال بد لليل أن ينجيل(يذهب بال رجعة :إن تلك القاعدة مل يتوصل إليها الشاعر بل أخربته هبا الطبيعة) وال بد للقيد أن ينكرس (

ثني روحها املسترت كذلك قالت يل الكائنات وحدها واندثر ومن مل يعانقه شوق احلياة ر يف جو تبخ

ركبت املنى ونسيت احلذر ما طمحت إىل غاية إذاهر بني احلفر ومن ال حيب صعود اجلبال يعش أبد الد

–

١١٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

درويش وكشف خبايا احلاكم/ أمي ومن مذهبي/ سأختاركم واحدا واحدا من ساللة/ سأختار أفراد شعبي،/ سأختار شعبي

جديرين يب /إذن أوقفوا اآلن تصفيقكم كي تكونوا/ يبسأختاركم كي تكونوا جديرين كام / قفوا أهيا الناس ، يا أهيا املنتقون/ سأختار شعبي سياجا ململكتي ورصيفا لدريب/ وبحبي،

.تنتقى اللؤلؤةيبدو هذا النص املكثف كاشفا آلليات احلاكم املستبد؛ فهو مهدد للحرية وهو ال يريد إال أن

وهو الذي حيدد كل يشء حتى اجلدارة بالوجود، ولندقق يف املفعول به يكون أصل العامل،إن املالحظ هنا هو تضييق ) أنتم واحدا واحدا(ثم ) أفراد شعبي(ثم ) شعبي(للفعل سأختار

النطاق فكانه إشعار للقارئ بالتهديد الذي يقرتب منه وأنه ال مفر ألحد منه، وال يتوقف كي تكونا جديرين يب (تيار بل يتعداها إىل علة هذا االختيار األمر عىل مسألة تدقيق االخ

إن مسألة اجلدارة باحلاكم تضعه يف مرتبة أعىل من البرش، وهذا حييلنا إىل شعور أهل ) وبحبيالسلطة بأهنم أعىل من شعوهبم، فهم اآلهلة أو أبناء اآلهلة عىل أقل تقدير فهم املبرصون

حلاكم ال يكتفي بكونه درجة أعىل بل إنه جيعل من التقرب السامعون القادرون، ولنلحظ أن اتضعنا ) سياجا ململكتي ورصيفا لدريب(، عىل أن علة االختيار اجلديدة )وبحبي(من درجات

حاميا يتعرض للرضبات دون ) سياجا(هنا أمام فاجعة شديدة وهي أن الشعب ال يعدو كونه دام والنعال، حتى عندما يريد احلاكم أن يضع يوطأ باألق) رصيفا(و أن يناله أي مكسب،

:لدينا حالتان) كام تنتقى اللؤلؤة/ يا أهيا املنتقون(تشبيها يضعه الئقا به وبقدرته ال بشعبه .يا أهيا املنتقون كاللؤلؤة- ١.كام تنتقى اللؤلؤة/ يا أهيا املنتقون- ٢

–

١٢٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

اذا؟ ألن األول يعيل من قيمة شعبه ولقد كان الناص عيل وعي حني اختار االختيار الثاين ملفالرتكيز هنا ) كام تنتقى(مشاهبة باللؤلؤة فالتشبيه هو إحلاق يشء بيشء، لكن االختيار الثاين

.عىل حالة االختيار وجهد القائم به أي احلاكمأمل دنقل وحتطيم الفراغ

: مزج أولمعبود الرياح.. املجد للشيطان

"نعم "قالوا يف وجه من "ال "من قال

من علم اإلنسان متزيق العدم،فلم يمت.. "ال "من قال

!وظل روحا أبدية األملالسادة الرومان عرب القتال سبارتاكوس هو أحد أولئك العبيد الذين كانوا يستخدمون يف إمتاع

حد املوت، لكن سبارتاكوس يتمرد عىل هذا الوضع، ويتزامن ذلك مع خروج هانيبال القرطاجي التونيس ويبدو أمل االنتصار عىل القيرصقريبا، لكن سبارتاكوس يسقط ) حنبعل(

.ويعلق عىل مشنقة، ومن هنا يبدأ النصاملجد : آثرت هذه املقدمة لسبب بسيط أن عددا كبريا من النقاد هيامجون الشاعر يف قوله

إنه ال يستطيع استساغة : ئل يقول. للشيطان:دون أن يعي هذا املرشف أمرين رضورين. قول أمل دنقل هذا التعبري

أن النص عىل لسان سبارتاكوس وهو كام تقول الروايات كان يسخر من اآلهلة التي - ١إن هي إال {: فقال–كام قال اجلرجاين –يعبدها سادته، وأن القرآن حكى عىل لسان الكفار

نيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثني ٣٧املؤمنون}حياتنا الد

–

١٣٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

مقابلة خاصة "أن النص الشعري يصنع عاملا بمواضع غري مواضعات عاملنا، وإن قراءة - ٢"مع ابن نوح

إن من يستحق املجد يف نظر املعلق عىل املشنقة، هو ذلك الرافض لطأطأة الرؤوس وإخصاءال، ليس يف وجه القيرص ألن هذا القيرص ال : العقول، هو ذلك الصوت الصارخ يف الربية

يكون قيرصا إال بوجود من قالوا نعم؛ لذلك يغيب أي لفظ يشري إىل املستبد يف هذا املقطع، وإذ يرصخ الرافض يف وجه من قالوا نعم فإنام ليوقظهم ) وصفا(و ) اسام (بينام يظهر املتمرد

: أنتم صناع الطواغيت بالطاعة، وكأه وضع عينه عىل اآلية الكريمة: احلقيقة الكربىإىل م كانوا قوما فاسقني { ، نعم فأنتم من صنعتم ٥٤الزخرف}فاستخف قومه فأطاعوه إهن

يقول ال االستبداد وأنتم القادرون عىل حتطيمه ألنه ببساطة ال يوجد إال يف عقولكم، إن منيعلم من حوله أن يمزقوا العدم بوقوفهم يف مواجهة الطغيان، وحتى يف حال فشله فإنه يظل نموذجا أبدي األمل واألمل، أبدي األمل يف أن ينجح من جييئون بعده يف تقليل نسبة القائلني

.نعم، وأبدية األمل نظرا لفشلهم يف الوصول إىل تلك الغايةيف امليدان مطرقنييا إخويت الذين يعربونمنحدرين يف هناية املساء

:يف شارع االسكندر األكرب و لرتفعوا عيونكم إيل ..ال ختجلوا

عىل مشانق القيرص.. ألنكم معلقون جانبي فلرتفعوا عيونكم إيل

إذا التقت عيونكم باملوت يف عيني .. لربام !مره .. ألنكم رفعتم رأسكم .. يبتسم الفناء داخيل

مل تعد عىل أكتافه الصخره"سيزيف "حيملها الذين يولدون يف خمادع الرقيق

–

١٤٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

ال يروى العطش.. كالصحراء .. والبحر !ال يرتوي إال من الدموع "ال "ألن من يقول

فلرتفعوا عيونكم للثائر املشنوق.. غدا.. فسوف تنتهون مثله

قعىل قارعة الطري.. هنا .. وقبلوا زوجاتكم غدا.. فسوف تنتهون ها هنا

..فاالنحناء مر والعنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى

إين تركت زوجتي بال وداع.. فقبلوا زوجاتكم وإن رأيتم طفيل الذي تركته عىل ذراعها بال ذراع

!فعلموه االنحناء!علموه االنحناء

احلكم عىل الشعر اآلن بأنه غري قادر عىل جماراة مل ينته عرص الشعر وال عرص الثورة، وإن

الثورات، أو أنه أقل من احلدث يأيت لعدة أسباب منها؛ أن من تسيدوا املشهد الشعري العريب عامة واملرصي خاصة قبل ثورة اخلامس والعرشين من يناير يريدون احلفاظ عىل مكتسباهتم

ا وقد فشلت نصوص بعضهم بالفعل ويرون يف ظهور جيل يواكب الثورة هنايتهم، خصوص وجاءت دون الثورة ودون روحها بل ودون املستوى، فكيف لشاعر ظل حياته مهلال للسلطان

عب يوما أراد : وتابعا خلصيانه أن يعرب عن ثورة كتلك؟ قصاراه ان يأيت بقصيدة الشايب إذا الشفال بد أن يستجيب القدر احلياة

ال بد من : طلعها حماوال أن يلفت النظر إىل أن الشاعر أخطأ يف النحو فيقول هووال يتجاوز م...أن

–

١٥٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

ومن هذه األسباب أيضا أن قسام كبريا من شعرائنا جعلوا مههم البعد عن خطاب اجلامهري .وتنويرهم، واعتبار فهم القراء للنص الشعري عيبا ونقيصة ومغازلة ال تليق

إبعاد ألحد عن ساحة الشعر، ففي النهر للسابحني جمال، أهيا ليس يف يدي وال يف عقيلالشعراء اكتبوا، ومن ال يكتب يقرأ، ويناقش، إن أمامنا فرصة ذهبية يف أن نكتب ونقرأ

.اكتبوا واقرءوا وقولوا ال حني تكون هي احلقيقة: ونناقش كي ال تضيع أصواتنا يف املدى

–

١٦٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

. اهليئة املرصية العامة للكتاب. عبد احلليم حفني. د. الميتهحياته و. الشنفرى الصعلوك] ١[

.١٠٧ص٣ص. مصدر سابق. الشنفرى] ٢[.عن الشنفرى والميته] ٣[.التعريف بالشنفرى. املجمع الثقايف اإلمارايت. "كتاب إلكرتوين"املوسوعة الشعرية ] ٤[١٨٧ص٢١ج. أبو الفرج األصفهاين. األغاين] ٥[- املكتب اإلسالمي. حممد أديب: حتقيق . تأليف العكربي. المية الشنفرىإعراب ] ٦[

٥٧ص. بريوت١٨ص ١٥ج . ابن منظور. لسان العرب] ٧[٩٧آية . سورة النساء] ٨[..يف رواية هم الرهط]٩[.١٠١عبد املجيد زراقليط، ثقافة املقاومة، مركز دراسات الوحدة العربية، ص ] ١٠[١٢٦عبد املجيد زراقليط، ثقافة املقاومة، مركز دراسات الوحدة العربية، ص ] ١١[

–

١٧٠١٠٠٥٧٨٩٤٢٧[email protected]

–

–––––

–

––

–

––

الرافضون الشعرو والثورة في الأدب العربي

Documents