مسألة الدولة

22

Click here to load reader

Upload: -

Post on 19-Jun-2015

766 views

Category:

Documents


3 download

TRANSCRIPT

Page 1: مسألة الدولة

: والمواطنة السيادة الدولة مسألة

الدولة: فيضرورة تمهيد

الوجود تجاوز يفرض كوني، نحو على اإلنسان في اإلنساني تحقق إنالتي الضرورية، الحاجات بضمان المرتبط الوجود مستوى اإلنساني

. االرتقاء نحو الطبيعي الوجود مستوى فتجاوز البقاء حفظ شروط تضمنللقيم يكون إنساني مجتمع قيام يستلزم اإلنساني الوجود مستوى إلى

. االجتماع ضرورة إلى نظرنا سواء أننا غير ومعنى داللة إطاره فيفي أو للعمل، االجتماعي والتقسيم التعاون بمبدأ عالقة في اإلنسانيأن نالحظ والمعنى، بالقيم يرتبط ثقافي لوجود التأسيس مستوى

اختالف بسبب ممكنا، غير يضل وثباته وتماسكه االجتماع هذا استمرار. وقيمهم وطباعهم األفراد مصالح  وتعارض

مفهوم ويحيلنا العام، الشأن تنظيم االجتماعي الوجود تثبيت يشترطفي المتمثلة األساسية اإلنساني الوجود أبعاد احد إلى العام الشأن

. الشأن تنظيم بمقتضى السياسي الوجود هذا يتحدد السياسي وجوده . فبقدر وتناقضا تكامال األفراد مصالح فيه تتقاطع الذي المجال أي العام،

مصلحتنا ارتباط باعتبار متآلفين، متعاونين االجتماعي وجودنا يجعلنا مامقيدة كذلك دائما تكون الخاصة مصلحتنا فان باآلخرين، الخاصة

. اآلخرين  بمصلحةبما االجتماع ثبات دون تحول التي العوائق هذه مجمل تجاوز يستلزم

العام، الشأن تنظيم على قادرة تكون سلطة توفر منه، الغاية يحققالمجتمع استقرار يضمن بما األفراد بين المتقابلة المصالح بين والتوفيق

( " " بول. للسياسي األساسية البنية هي بما السلطة تتحدد وتماسكهتنظيم(. يضمن الذي المقتضى هي السياسية السلطة أن إذ ريكور

. وجودها اقتران أساس على السياسية السلطة تقوم العام الشأنوالتأثير الفعل إمكانات للسلطة يوفر الذي هو االقتران فهذا بالقوة،

. التي السلطة هذه مثل توفر دون والعقاب المراقبة أدوات على القائمةعلى يتعدى من كل ومعاقبة العنف مظاهر جميع كبح على قادرة تكون . على مطلقة فوضى إلى الوجود هذا يتحول االجتماعي الوجود مقتضيات : ثالثة على توفرها جهة من جهتين من الدولة تعريف يمكن األساس هذا

( الدولة مؤسسات السياسية والسلطة والشعب، اإلقليم، هي أركان )... تمتعها جهة ومن وجيش وقضاء وشرطة حكومة من وأجهزتها

Page 2: مسألة الدولة

وال القسمة تقبل ال مطلقة وقدرة سلطة على توفرها بمعنى بالسيادة. ممكنا للسلطة ممارستها من يجعل بما التجزئة وال المشاركة

والسيادة/ 1 الدولة

وهي سياسية، سلطة لكل المميزة الخاصية باعتبارها إذا تتحدد السيادةهي الدولة سلطة تكون بحيث السلطة هذه على المشروعية يضفي ما

. ما هو السيادة ومفهوم الدولة سلطة بين الربط هذا لسياستها تجسيد . بالسيادة الدولة تتمتع أن ومطلقة عليا سلطة الدولة سلطة من يجعل

هذا على األخرى، السلطات منبع هي السيادة هذه أن يعني ذلك فإندون وإنفاذها القوانين تشريع في المطلق الحق للدولة يكون األساسإلى وال ذاتها، غير مبدأ إلى للرجوع محتاجة ذلك، في تكون، أن

. الخاصة مشروعيتها غير بذلك  مشروعية السيادة مفهوم يحيلوجود بها يتقوم التي والتحكم والسلطة الهيمنة معاني على

. والقانوني الواقعي سلطتها مجال و حدود إطار في  الدولةوالعليا، المطلقة السلطة الدولة حدود داخل تعني السيادة كانت إذاوالسهر بينهم، فيما األفراد لعالقة المنظمة القوانين سن لحق المحتكرة

بين العالقة إطار في تفيد فهي القوانين، هذه واحترام هيبة فرض علىدولة أي سلطة عن أي خارجية، سلطة كل عن الدولة استقاللية الدولتامة. سيادة عن توفرها دون دولة عن الحديث يمكن ال فانه وبذلك أخرى

السلطة هذه وممارسة سلطتها بسط على قادرة يجعلها بما ومطلقة . مفهوم يحيل أخرى دولة أي مراقبة أو تأثير عن تامة استقاللية في

في إرادتها واستقالل األمة سيادة مبدأ على السياق هذا في السيادة. األخرى الدول بقية سيادة مقابل

السلطة باحتكار ربطه خالل من السيادة لمفهوم األولي التحديد هذا إنالقوانين تشريع بمشروعية انفرادها أساس على الدولة، حدود داخل

جهة من خارجي تدخل أو تأثير كل عن واستقاللها ، جهة من وإنفاذهاوالسياسية االقتصادية العولمة مظاهر ضل وفي اليوم، أصبح ثانية،

بالقانون يعرف أصبح ما وتنامي تشكل مع حقيقية تحديات يواجه خاصة . مبدأ من انطالقا محدودة ال بدت وان الدولة سلطة إن خاصة الدولي

الدولي القانون عنها نشأ التي الدولية االتفاقات أن إال السيادةالوطنية السيادة مفهوم من جعلت الحقوقية الدولية والمؤسسات

. التأسيس وإعادة للمساءلة موضوع

Page 3: مسألة الدولة

العنف/ 2 ومأزق السيادة

للعنف* والحاجة السيادة

ال إذ تحديدا، بالدولة المعاصرة، حضارتنا في السيادة، مفهوم يرتبطالحديث غير السيادة، بمبدأ سياسيي اجتماعي وجود أي نربط أن يمكن

. النظر وبغض ، الجهة هي المعنى بهذا الدولة تكون الدولة سيادة عنمجموعة في أو مؤسسة، في أو شخص، في تتحدد كانت ما إذا عما

في متكاملة، الوقت نفس في ولكنها ومستقلة، منفصلة مؤسساتمن العام للشأن المنظمة القوانين تشريع رئيستين؛ فعاليتين احتكارجهة من ، والعقاب المراقبة آليات خالل من ، القوانين هذه وإنفاذ جهة،

ثانية.الدولة تمارسه الذي العنف ولكن العنف بممارسة إذن الدولة، ترتبطالشأن لتنظيم ضرورته في المتمثلة غاياته جهة من ال شرعيا عنفا يضل

. هو الدولة عنف إن القانوني بالمعنى شرعيا اعتباره جهة من وإنما العام . الحق تحتكر التي الجهة هي فالدولة ويفرضه القانون يبرره الذي العنف

. بين الربط هذا فيبر ماكس عبارة حسب الشرعي العنف ممارسة فيالسائدة الهيمنة عالقات عن تعبير غير ليست يجعلها والعنف الدولة

. المجتمع داخلالتي للسيادة اآلخر الوجه ومشروعة، مبررة كممارسة العنف، يمثل

. واقعيا أمرا للسلطة ممارستها من يجعل وما الدولة، لوجود تؤسسباعتبار الدولة، بشكل تتعلق ال المسالة فان بالعنف الدولة نربط حينبإطالق بالدولة وإنما ديمقراطيا، أو مستبدا كان ما إذا السياسي نظامها

. ضمن يتجلى أن يمكن ذاته والعنف الفروقات هذه عن النظر وبغضاألذى إلحاق على يقوم مباشرا ماديا عنفا كان سواء متعددة وسائط

على العام الرأي توجيه على يقوم رمزيا عنفا كان أم والمعنوي، المادي . العنف لممارسة البارزة السمة ولعل والوهم والتزييف المغالطة أساس

من التضليل على القائمة الرمزي العنف آليات شيوع في تتمثل اليومبأصنافها اإلعالم وسائل اليوم تلعبه أصبحت الذي المؤثر الدور خاللالتضليل على القائم العنف أشكال من الشكل هذا صار حتى المتعددة

. بذاته القائم العلم بمثابة

Page 4: مسألة الدولة

ولكنهما متمايزين وجهين الدولة تمارسه الذي المنظم العنف هذا يتخذالسلطة. هذه وتثبيت لسلطتها ممارستها في الحديثة فالدولة متكاملين " " منظومة ألتوسير ذلك بين كما األجهزة من منظومتين على تستندالقانونية الدولة مؤسسات جملة من تتشكل وهي القمعي الجهاز

كلها وهي والقضاء الشرطة وجهاز واإلدارة الحكومة في والمتمثلةالعنف ممارسة تحتكر كسلطة ذاتها لتكريس الدولة تعتمدها أدوات

عدم أو الخاصية، هذه في التفرد في مشاركتها يحاول من كل وتقمع. السيادة هذه عن الخروج محاولة وحتى بسيادتها االعتراف

المؤسسات من ثانية منظومة تعتمد خاصة الحديثة الدولة أن غير . إن الرمزي العنف هو العنف من مغايرا نوعا تمارس التي واألجهزة

استمرار تضمن أن لها يمكن ال المباشرة المراقبة وحتى العقاب آلياتتشكيل إعادة أو تشكيل إلى تعمد لم ما سيادتها واحترام الدولة سلطةأساس على الدولة بسلطة يقبلون يجعلهم الذي النحو على األفراد وعي

. بمفهوم المستوى هذا في األمر يتعلق السيادة على تتوفر كونها ." " في االيدولوجيا تتمثل الماركسية الفلسفة صاغته كما االيدولوجيا

( باعتبارها الدولة تسعى التي والمفاهيم والمعتقدات األفكار مجموع ) بمثابة األذهان في تبدو لجعلها محددة اجتماعية طبقة لمصالح ممثلة

. في الدولة تعتمد عنها الخروج أو فيها التشكيك يمكن ال مقبولة حقائقتبدو ال قد التي األجهزة من مجموعة على الزائف الوعي لهذا تشكيلها

ووسائل والمدرسة الدينية كالمؤسسة ذاتها بالدولة ضرورة مرتبطة .... االيدولوجيا تتحدد األساس هذا على واألحزاب والمنظمات اإلعالم

حين المغالطة على الفائقة لقدرتها نظرا العنف أشكال أقسى باعتبارها. ذاتية مراقبة إلى المراقبة تتحول

الدولة خاللها من تؤمن التي الوحيدة األداة أو بالوسيلة العنف ليسيبقى ذلك مع العنف أن غير سلطتها ممارسة إمكان لها وتتيح سيادتها

. الخاصة وسيلتهاالتي الرئيسية الشروط أحد باعتباره مبررا العنف اعتماد يضل ما بقدر

العيش مستلزمات من يمكن ما أقصى ضمان يمكن بمقتضاهامواجهة في يضعنا بالعنف السياسية الممارسة ارتباط فإن المشترك، . وتكريس تثبيت مطلب ضل في العنف فممارسة االحراجات من جملة

قطعا يمثل السياسية السلطة بممارسة باالنفراد وأحقيتها الدولة سيادةعنف هو العنف أن ذلك لها، الخاضعين األفراد لمصير وتهديدا خطرا

. القبول حالة في وحتى مبرراته عن النظر وبغض ضدهم، بداية موجه

Page 5: مسألة الدولة

فان شرعيا عنف باعتباره العنف باستعمال بأحقيتها الدولة سيادة بربط. جدي نحو على قائما يضل به المسموح العنف ومدى حجم عن السؤال

المشترك، العيش يهدد بما األفراد عن بصدر أن يمكن عنف كل إن حتما،العنف حجم عن السؤال أن غير لردعه، مضاد بعنف مجابهته الواجب من

. من مجموعة إن وجيها سؤاال يضل األول العنف هذا مقابل في المناسبعدم عن كتعبير للعنف يبادرون حين قدم كورة لفريق المشجعين

العيش بجد يهدد ال كان وان فعل هو مباراة حكم قرارات على رضاهمهذه في انه إال مواجهته، يجب مقبول غير فعال يضل فانه المشتركبعنف العنف هذا نواجه إن يجب هل نتساءل أن األمر يستوجب الحالة

اقل؟ أو أكثر بكمية أم الدرجة؟ في مماثلوضرورته، العنف بشرعية ال يتعلق حقيقي إحراج إلى التساؤل هذا يحيلنا

. ومداه حدوده عن التساؤل إلى وإنما يفترضه، ذاته السيادة مبدأ أن إذإطار في كان وان حتى والعنف القوة استعمال في تعسف كل أن ذلك

إطالقي طابع ذات السيادة من يجعل شرعية، عليه يضفي بما قانونيكل بها المرتبطة السلطة ممارسة عن فينفي باالستبداد، يربطها

. الحق لمعيار بافتقادها مشروعية : بما المشترك العيش ضمان إن أولى مفارقة إلى السابق التحليل يحيلنا

ذاته السيادة مبدأ مبرر هو وبما ، سياسية ممارسة كل مطلب هوشرط يكون إن إذن المفارقة من فليس أ وأداة، وسيلة العنف يفترض

للوجود تؤسس عليا أخالقية قيمة هو بما المشترك العيش ضمانأ واإلرغام؟ العنف باستعمال مشروطا كونيا بعدا عليه وتضفي اإلنساني

حسب مفارقة، إلى األمر نهاية في لإلنسان السياسي الوجود يحيلنا الالمبدئي اإلنسان موقف بين التقابل في تتمثل ريكور، بول صياغة

مقترنا السياسي وجوده أن حين في جهة من أخالقيا للعنف الرافض بالعنف؟

استهجان على القائم اإلنساني االجتماع ألفق تحديد بين المأزق هذا إنمواجهة في يضعنا العنف بممارسة الدولة سيادة وربط جهة من العنف

ربط مشروعية عن بالتساؤل يتعلق واحد آن في عملي نظري مأزق. بالعنف السيادة مبدأ

اعتماد على والقائمة مقيدة، والغير المطلقة السيادة تمثل معنى فبأي. اإلنساني الوجود وكونية الحق، ومعيار يتنافى استبدادا  العنف

واالستبداد* السيادة

Page 6: مسألة الدولة

نتناول حين العنف، بمسالة عالقة في الدولة سيادة مفهوم داللة تحيلناوغير مطلقة باعتبارها السيادة مبدأ إلى داخلية، سيادة هي بما السيادةبإرادة األمر تعلق سواء أخرى إرادة كل فوق إرادتها تكون بحيث مقيدة

. لسلطة مصدرا السيادة تكون بذلك مادي شخص بإرادة أو معنوية جهةصعيد على يفيد ما وهو لذاتها، إال السلطة هذه تخضع ال بحيث مطلقةيقبل ال كامل نحو على تحتكر السيادة هذه أن العملية الممارسةهذه إنفاذ كما العام للشأن المنظمة للقوانين التشريع المشاركة

. هذه عن تنبثق التي السلطة أن يعني ما وهو احترامها وفرض القوانين. المشاركة أو القسمة تقبل ال مطلقة سلطة هي  السيادة

أو القسمة تقبل ال التي المطلقة والسلطة السيادة بين الربط هذا إنالسلطة شكل باعتباره االستبداد مفهوم إلى بنا ينتهي المشاركة

. هو بما هنا االستبداد يتعين هذه السيادة سمات عن المنبثق السياسيةمشاركة يقبل وال مطلق بشكل بالسلطة التفرد على يقوم الذي الحكم

. قطعي نحو على العام الشأن إدارة في آخر طرف أي  منفقد فيها، الحكم نظام ولشكل للدولة محدد بشكل االستبداد يرتبط ال

يتعين أن ويمكن زعيما، أو أميرا أو ملكا يكون شخص صورة في يتعينالزعيم لشخصية يستند أن ويمكن جمهوري، أو ملكي حكم نظام في

وصور أشكال أمام الحاالت كل في ولكننا الواحد، الحزب أو الملهم . نفسه المستبد يقدم ال ما غالبا االستبداد وجه هو واحد لوجه متعددة

من المطلقة لسلطته بالتشريع يقوم وإنما مستبدا كونه أساس علىالمصلحة وخدمة األمن بتحقيق تتعلق أخالقية ودعاوي مبررات خالل

تنظيم أولويات وتحديد استثنائية خصال على المستبد وتوفر العامةواألمن التنمية مطالب إطارها في تتقابل باختيارات ترتبط العام الشأن

. الحرية مطالب مع الخارجي أو الداخليسمته فان مبرراته، وتنوع االستبداد، أشكال تطور عن النظر بغضوإقصاء منع وتحديدا المواطنة فكرة بغياب تتعلق إذ ذاتها تضل الجوهريةبتحديد األمر تعلق سواء العام الشأن إدارة في المشاركة عن األفراد

المنظمة للقوانين التشريع أو العام للشأن المنظمة العامة االختيارات. المشترك  للعيش

في فتتعين استبدادي نظام بكل المتعلقة الجوهرية الثانية السمة أماإشكال من شكل ألي المستبد سلطة تخضع ال إذ المراقبة غياب

Page 7: مسألة الدولة

أولى سلطة باعتبارها وإنفاذا تشريعا السلطوية ممارسته على المراقبة. فوقها سلطة ال

المشاركة مجال من األفراد وتغييب المواطنة مفهوم غياب إنالمستبد سلطة عن المراقبة أشكال جميع وغياب جهة، من السياسية

كل السلطة من النمط هذا عن ينزع مقيدة، غير سلطة منها يجعل بماالسلطة هذه عليها تتأسس التي السيادة الفتقاد نظرا مشروعية،

. القوة مشروعية على وتؤسسها الحق لمشروعيةالحزب أو الحاكم شخص في السيادة يختزل استبداديا حكم نظام إن

لرهانات ونقضه بتهديده المشترك العيش إلمكان تهديدا ينتهي الواحد، . وإنما ذاته، حد في غاية المشترك العيش ليس المشترك العيش مطلب

مستوى إلى اإلنساني الوجود ارتقاء شروط يوفر الذي المقتضى هو . مع التعايش ايتيقا احترام في االرتقاء هذا شروط تتمثل الكوني الوجود

مقتضيات وفق والحوار والتعاون المتبادل االعتراف على القائمة اآلخرووسيلة غاية العنف اعتماد إلى ينزع حين استبداديا نظاما أن غير العقل،

صفة وحجب المواطنين واسترقاق االختالف في والحق الحرية وقمعفي المشاركة في أهليتهم بعدم الحكم خالل من عنهم والعقل النضج

مستوى إلى البشري بالوجود انحطاط هو إنما العام الشأن تسيير. غير ال المادية البقاء ضمان شروط توفير على القائم الحيواني الوجود

من نهائي ال بشكل يضخم مستبد نظام كل أن التاريخية التجربة دلت كمابمغامرات ترتبط حقيقية كوارث إلى ينتهي إنما شعبه مقابل سيادته

يعرض متبادل دمار من عنه ينتج وما األخرى الدول ضد والعنف الحرب. والفعلي المادي الفناء مخاطر إلى اإلنساني الوجود

هذا مبررات كل عن النظر وبغض واالستبداد، بالعنف السيادة ربط إنمراجعة جهة من ذاتها السيادة مفهوم في النظر إعادة يستوجب الربط

من تنبع للسيادة ذاتية حدود تعيين خالل من السيادة، هذه حدود . من عدد محاوالت تتنزل اإلطار هذا في ذاتها وأسسها مقتضياتهافي التفكير إعادة محاوالتهم في الحديث العصر بدايات منذ المفكرين

. السيادة والتزامات حدودوالمواطنة/ 3 السيادة

السيادة لداللة محدد فهم في أساسها تجد االستبداد أشكال جميع إنمن فان وبالتالي المشاركة، وال القسمة تقبل ال مطلقة باعتبارها يتقوم

. سواء محدودة وغير مقيدة غير مطلقة، سلطة يمتلك السيادة يمتلك

Page 8: مسألة الدولة

باألنظمة والنزاعات الحروب وارتباط التاريخ، بشواهد األمر تعلقوالخالدة المطلقة اإلنساني العقل قيم على عودة أو االستبدادية،

التفكير إعادة على مجبرين أنفسنا نجد فإننا والخير الحق في المتمثلةالذي الملتبس تعريفها على التضنن جهة من السيادة مفهوم في

. لها حد ال مطلقة يتصورهامن السيادة مفهوم مراجعة أساس على الحديث السياسي الفكر نشأ

االستبداد أشكال جميع تجاوز أن بمعنى ذاتيا وتقييدها تحديدها جهةبشكل أسسها ضبط جهة من داخلها من ذاتها السيادة تقييد يستوجب

. ذاتها السيادة بمقتضيات مقيدة سلطة عنها المنبثقة السلطة من يجعلالحديث الفلسفي التفكير بميالد أذنت التي الحقيقية القطع لحظة إنتسميتها على أصطلح وقانونية فلسفية بمرجعية ارتبط الدولة في

." " االجتماعي العقد بفلسفة " " جون أهمهم الفالسفة من جملة على االجتماعي العقد فلسفة تحيلنا . هؤالء مواقف في االختالفات أهمية رغم وهوبس وسبينوزا وروسو لوكحول تقاطعهم ينفي ال ذلك فان أحيانا، التناقض حد والى الفالسفة،

. المعاصر وشكلها صيغتها في الدولة لنشأة أساسا مثلت رئيسية فكرة: أساسيين مبدأين في الفالسفة هؤالء بين التقاطع هذا يتجلى

تكون- بحيث وضعيا، اإلنسانية الطبيعة بدراسة الدولة في التفكير ربط . العودة هذه إن ذاتها اإلنسانية الطبيعة خصوصية عن ناتجة الدولة نشأة

مع مطلقا قطعا مثل الدولة أسس تحديد في اإلنسانية الطبيعة لدراسةمتعالية بحقائق الدولة في التفكير يربط كان الذي الالهوتي التفكير

. أول وجودا االجتماعي العقد فالسفة يفترض اإلنساني للوضع ومتجاوزة" حالة الوضع هذا فيكون السلطة أشكال كل عنه تغيب لإلنسان

األهواء". غلبة عن الناتج والصراع بالعنف الحالة هذه ترتبط الطبيعة . يضل هذا مثل وضعا إن اإلنسانية الحياة يهدد بما األفراد مصالح وتناقض

الحياة من تجعل التي اإلنسان طبيعة كما العقل يقره لما مناقضا وضعاالبحث األفراد هؤالء على يفرض بما بها المغامرة يمكن ال قصوى قيمة . الخطر هذا لتجاوز اتفاقهم يكون العنيف الموت خطر يجنبهم مخرج عن

. المشترك العيش تيسير مهمتها تكون دولة إنشاء هووفعل- بإرادة نشأت قد فهي إنسانيا وإنشاء اصطناعا الدولة اعتبارإرادي عقد هو بما االجتماعي، العقد في تجلت التي اإلرادة هذه اإلنسان،

الطبيعة. لحالة المميزة الحرب حالة استمرار بخطورة فالوعي واختياريالتخلي على عضو كل خالله يلتزم اتفاق إبرام إلى األفراد هؤالء يدفع

Page 9: مسألة الدولة

في وحقه بنفسه مصالحه حماية في حقه وخاصة الطبيعية حقوقه عنهذا عن ستنشأ التي الدولة لصالح مصالحه عن للدفاع العنف استعمال

. محكومة الدولة فسيادة الحقوق نفس عن فرد كل تخلي بشرط العقدالحريات بحماية مثال روسو نسق في تتحدد التي ذاته العقد ببنود بذلك

الدولة طاعة مبرر ليكون العامة، المصلحة على والحفاظ المدنية. اللتزاماتها احترامها هو سيادتها بشرعية واالعتراف

وحماية الحريات احترام أساس على الدولة لسيادة التأسيس هذا إنالدولة داخل اإلنسان منزلة في جوهريا تحوال يحدث العامة المصلحة

بالحاكم عالقته تتحدد الذي الرعية منزلة من الفرد يتحول إذ الحديثةفي المشاركة على القائمة المواطنة منزلة إلى واإللزام بالخضوع

مصدر ذاته المواطن أن أساس على المبنية للقانون والطاعة الحكم. الشعب أفراد كأحد باسمه تشرع التي القوانين

نظام على يحيلنا الشعب مفهوم إلى الرعايا مفهوم من االنتقال هذا . هذه تتحقق الشعب سيادة على أسلفنا كما المبني الديمقراطي الحكميتمتع مواطنا الفرد اعتبار على تقوم اآلليات من جملة خالل من السيادة

الحياة في المشاركة في حقه أهمها األساسية الحقوق من بجملةفي والحق العامة للمناصب الترشح في الحق من انطالقا السياسية

. والنزيه الحر االنتخاب خالل من ممثليه اختيار

المقاومة/ 4 وحق الديمقراطية

خالل من واالستبداد العنف لمأزق حال الديمقراطي النظام يمثل ما بقدرالسيادة مصدر الشعب فيكون الشعب سيادة مبدأ على السيادة تأسيسالتمثيل عبر المشترك للعيش المنظمة للقوانين المشرع كونه جهة مناحترام وفرض تطبيق على تسهر التي الحكومة كون جهة ومن النيابيالنظام فان العامة اإلرادة عن بذلك وتعبر ذاته الشعب يختارها القانونالحرية قيم من يجعل بما عديدة مشاكل من ذاته يخلو ال الديمقراطي

. سؤال محل والعدلمن مباشرة غير سلطة الشعب، سلطة يفيد الديمقراطي النظام إن

يختارهم الذين والتنفيذية التشريعية السلطتين في ممثليه خالل

Page 10: مسألة الدولة

: وجهين. ذا مأزق في نقع هنا أننا غير المواطنالقيادة- في األغلبية حق الديمقراطي النظام يفترض أولى جهة فمنإقصاء إلى ضرورة تنتهي انتخابية عملية كل إن يعني ما وهو والحكم

وهو الحاكم اختيار في يساهموا لم الذين المواطنين من عدد وتهميشإلرادة الخضوع على قائمة المنتخبة السلطة هذه مع عالقتهم من يجعل

. هذا مثل يصبح السلطة في المشاركة في حقهم ومصادرة األغلبيةاألقلية هذه تكون حين خطيرا المنتخبين 49الوضع مجموع من المائة في

من تقريبا المواطنين نصف لتغييب سببا الديمقراطي النظام فيكون. السلطة في المشاركة

على- حصوله في تكمن الحاكم مشروعية أن فاعتبار ثانية جهة من أماالحق جهة من شرعيا حكما ،ضرورة حكمه من يجعل ال األصوات أغلبية

األغلبية أن جازم بشكل لنا أوضح قد التاريخ إن إذ األخالقية والمعاييرأن المتطرف القومي والشعور والتزييف المغالطات تأثير تحت يمكن

خطرا تمثل إنسانية وال أخالقية ال حكم أنظمة قيان في سببا تكون. وخارجيا داخليا والسلم األمن على حقيقيا

كشكل الديمقراطي بالنظام التمسك وضرورة أهمية على التأكيد إنيعني ال الحق مقتضيات ضمن المشترك العيش غايات يحقق للحكم

النظام داخل السياسية الممارسة لمقتضيات بالخضوع القبول أن مطلقاالتعدي أشكال بجميع المواطن تجعل وسلبية خنوعا يفيد الديمقراطي . األساس العامة المصلحة أو األغلبية حكم باسم األساسية حقوقه على

العقد نظرية في والمتمثل السيادة مفهوم عليه يقوم الذي النظريلجميع الخضوع ورفض مقاومة من يجعل الذي ذاته هو االجتماعي

. على يقوم العقد إن ضروريا ذاته المدنية الحقوق على التعدي إشكالسيادة باحترام ملزما المواطن يكون فكما متبادلة التزامات أساس

فان لذلك اإلنسان حقوق باحترام ملزمة تكون ذاتها الدولة فان الدولةفان القانوني العقاب طائلة تحت وقوعه يلزم كما بالتزاماته الفرد إخالل

ومقاومة الدولة بطاعة االعتراف من حال الفرد من يجعل الدولة إخالل. المتعسفة سلطتها

سلمية مقاومة تكون أن يمكن إذ متعددة أشكال المقاومة هذه تخذلالستعمار غاندي مقاومة في تجسد كما االيجابي بالالعنف ترتبط

. لبالده االنكليزيالمعاصرة السياسية الممارسة يميز والذي المقومة من الثاني الشكل

الشعبي االحتجاج حركات أي الحشود بمقاومة يعرف أصبح ما هو

Page 11: مسألة الدولة

الطرق وقطع العامة المؤسسات محاصرة إلى تعمد التي الضخمةممارسة تمنع كبرى إعالمية تغطية وسط العمل عن واالمتناع الرئيسية

. المتظاهرين ضد السلطة قبل من الشديد العنفكل في للمواطن مطلق حق المقاومة في الحق يبقى الحاالت كل في

. بالشعب السيادة ربط في المتمثلة باستحقاقاتها الدولة فيها تخل حالةالعالمي/ 4 المواطن

الشعب أن واعتبار الشعب وسلطة السيادة بين الربط أهمية تكمنوقداسة أولوية تأكيد في ديمقراطي، حكم نظام داخل السيادة مصدر

خالل من العام الشأن تنظيم في فاعال شريكا باعتباره المواطن حقوق . إن حال بأي مجاوزتها يمكن ال التي األساسية الحقوق من بجملة اإلقرار

الحقوق من جملة لمواطنيها تضمن التي الدولة هي الديمقراطية الدولةفي جميعها تسهم وثقافية واجتماعية سياسية حقوق مابين تتنوع المدنية

التعسف أشكال كل عن بعيدا شخصه احترام الفرد كرامة ضمانوالوصاية.

الفرد يكتسبها التي الحقوق هذه جملة أن مالحظته يجب ما أن غيريقر مواطنا باعتبارها يستمدها إنما الديمقراطي الحكم نظام داخل

. اإلنسان حقوق ترتبط الحقوق هذه مجمل إليها ينتمي التي البالد دستور . حقوق بين الربط هذا إن يعينها لدولة قومي كانتماء بالمواطنة إذن

االحراجات من جملة يثير القومية بالهوية عالقتها في والمواطنة اإلنساناألساسية.

الهوية- نفس تحمل ال التي األقليات بوضعية األول اإلحراج يتعلق . إلى ينتهي ما غالبا الوضعية هذا مثل إن المواطنين من لألغلبية الثقافية

يمنعها األغلبية قانون أن باعتبار األقليات لهذه وتهميش إقصاء وضعية. العام الشأن إدارة في الفعلية المشاركة إمكان من

. إن- األصلية دولتهم غير لدول المهاجرين بوضع الثاني اإلحراج يتعلقوتعرضها المهاجرة الجاليات بتهميش مقترنة تكون ما غالبا الوضعية هذه

يحرمها فيها، تقيم التي الدولة لجنسية حملها عدم أن باعتبار للعنصرية. المواطنون فقط بها يتمتع التي الحقوق من الكثير من

يعرفها التي التحوالت ضل وفي والمواطنة الحقوق بين الربط هذامتعددة، ألسباب الهجرة ظاهرة بتنامي المرتبطة المعاصر عالمنا

. هذه تتمثل ضروريا الربط هذا مراجعة من جعل اقتصادية، وخاصةاإلنسان حقوق بين الضروري الربط تجاوز في خصوصا المراجعة

Page 12: مسألة الدولة

. أهمية تكمن اإلنسان بحقوق الحقوق هذه ربط أساس على والمواطنةبين يربط وكلي مطلق وجه على الحقوق هذه تأسيس في الربط هذا

باعتباره ولكن ما دولة في مواطنا باعتباره ليس واإلنسان الحقوق . تعلق سواء فانه بذلك ثقافي أو قومي انتماء كل عن النظر بغض إنساناالزما يكون بالحقوق التمتع فان بمهاجر أو ثقافية بأقلية أو بمواطن األمر

المتحدة األمم مواثيق عليه نصت ما وهو غير ال لإلنسانية االنتساب من. اإلنسان لحقوق العالمي اإلعالن في

العولمة/ 5 ضل في السيادة

بالسيادة المبدأ حيث من تتمتع الدول كل أن الدولي القانون يفترضبما التام، باستقاللها دولة كل وتمتع الكاملة، المساواة أساس علىكل احترام أساس على قائمة الدول بين القائمة العالقة تكون أن يفرض

الخاصة، شؤونها في التدخل عن وامتناعها األخرى الدول لسيادة دولة. للدول الداخلية الشؤون في التدخل عدم بمبدأ عنه يعبر ما وهو

عدم أساس على تقوم أن الدولية العالقات في المفترض من كان ما إذاهذه على يفرض ذاته الدولي القانون فان الداخلية الشؤون في التدخل

. تصبح لها ملزمة وتصبح تمضيها التي الدولية باالتفاقات االلتزام الدول . هذه ان الدول سيادة من تحد التي القيود بمثابة االتفاقات هذه

الدولة لسيادة تضييقا وأكثر حضورا أكثر عصرنا في أصبحت االتفاقاتالمنظمات بعض سلطة من تجعل واتفاقات منظمات بروز جهة من

. التدخل في بالحق األمر تعلق فسواء ذاتها الدولة سلطة من أعلى ... تفتقد الدولة سيادة فان الحرب مجرمي مالحقة أو إنسانية، ألسباب

. الدولي القانون بحدود محدودة وتصبح اإلطالق، لصفةحقوق حماية في ايجابيا عامال الدولة سيادة من الحد هذا يمثل ما بقدر

ضد أو التعذيب بجرائم والقائمين الحرب مجربي ومالحقة اإلنسانبحيث الدول لبعض السياسية والمصالح العوامل تدخل فان اإلنسانية

في تقارن ال وجرائم وقائع في النظر لتهمل الحوادث بعض من تضخماالتجاه هذا عن السؤال من يجعل اإلنسانية القيم لكل وانتهاكها خطورتها

محل للدول الداخلية الشؤون في التدخل لمبدأ التأسيس في المتناميسؤال.