رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

107
ون ل ج ن ب د ي ج م ل د ا ب ع ولة ف لط ا ي ف1 ي وم الد ي ل ل ا ه ة رف مع ي ف* لك ذ ي عن ف ن ما ل ب ك وا ك ل ع ا ل وا ط و راج ب= أك* والأ ل ف= الأ ن ع اC = ب يE ش رف ع= ا ت ن ك يK ن ن= و ا ل ي وم الد ي ل ل ا ه ج= ا R ي ن كي ل , و ت س ج ف اء بE ش= ه الأ ل هد ه ج= لأ ا يK ن ن= لك* ا س, ذ ج ن وم ي و= عد ا س وم ي ة كان ي ف ولدت ا.C ض ة ا ي ف ولدت ى, ل الأ= و ي م ا ي= ر ا كK د ي= ا ن= ا ب ل ما جاو كل ةُ ّ س ح= ا ي الد وض م غ ل ع ا م ت ش ا بu ي ي ة جد, لأ= ن= ي ا عل* لك ذ ي ف اC ق ن جا ت س ل و وف س ي لن ا ون ي س ل ا ت م ذا, ما ها ي ف ولد ي لن ا ة ي س ل ر وا هE ش لم وا و ي ل وا ساعة ل ا رف ع ن ن= ا سان ن د الأ ب ف ن ا وماذ ألةدل ال ي ف صدق= و ا ه , و ة وخ خ يE س ل وا ولة ه لك وا ات بE س ل وا ولة ف طل ل اس ب ف م* اك ب ه ذام , وما ولة ه ج م اه ب ج ل ا ي ف ها ي ض ق ن ها.ِ ّ عد ن سة ف ن ل عE ش ن ام ي= ا ن م ره م ع ي عل ر هE ش ل ا ي ف ل ي و لع ا ي ى ت و ص ع ف ر= ا ت ن ك يK ن ن= ا ي ف* كE لأ ش ن لك , و اه ب ج ل ا ي ف ت ع رE ش ف ي ك ع ي لط ا ر ي كK د ي= ا ن= ع ا ي ط ت ش= لأ ا ا هد ة هان لي ا ي ف ه د خ ت شي ي الد ل كE ش ل ل ا ب ج ن ن م ها لي ر ا ظ ا ب ل ا ن مك ت لي وه خ ر ب ن كا ي ح م لأ م ن= ك* اE , ولأ شأ= ول ال ن= ع, وا ا رص ل و ا ه ها كان علي ب ل ب ف= ا ي لن ا ده دي خ ل ا ا ب ن الد ن م ة ي ي ب ح= ا ول ما= ا ن= ا ي ف* كE د. ولأ ش دي خ ل ا وق ل خ م ل ا طام. ق ل و ا ه ي ن ن صا= روه ا مك ول= ا م جل ن م اق ق ي ش ا ي الد لE ب م, ض م ا م ع ل ى عا ل ا ة هان لي ا ي فE واذت خ ل ا ى ت ت ض ف= ا ي ض ما ل ع ا م خدرت ن ا ما كل يK ن ن ا ن= ع ا ي ط تس ن و ه ف اءه, ب` ة ا ي عل ره ط ت س م ب ن كا ي لن ا ة ف عاط ل ر ا كK د ي ن م ان ب س لن ا ا عة هد ي م ي , لأ ق ي ف يس ن ن= ل ا ب ف ة ي س ن ب ن ها كا ن= ا ر ي عE س= ذ ا كا= ا ي لن ا ة ف عاط ل ا ما= . ا اC = ب يE ش ة ي م ر كK د ب ن ة لأ ن= ا ن م م غ ر ل ا ا, يC = ب ي ب ه و= ا اC خ ع ر م م كان خل ل ا ن ول ا ف ن

Upload: api-3747785

Post on 27-Jul-2015

18.391 views

Category:

Documents


8 download

TRANSCRIPT

Page 1: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

جلون بن المجيد عبد

الطفولة في

1

نفعني لما الكواكب وطوالع واألبراج األفالك عن شيًئ#ا أعرف كنت أنني لو , ذلك نحس يوم أو سعد يوم كان فيه ولدت الذي اليوم هل معرفة في ذلك

, فيه ولدت الذي اليوم أجهل ولكنني فحسب األشياء هذه أجهل ال أننيا. أيًض#

, كلما ه أحس= الذي الغموض مع يتناسب ألنه أحد على ذلك في ا حانًق# ولست , الساعة يعرف أن اإلنسان يفيد وماذا األولى أيامي أتذكر أن حاولت

, التيسوف السنون دامت ما فيها ولد التي والسنة والشهر واليوم , والشباب مًقياسللطفولة هناك دام وما مجهولة الحياة في يًقًضيها

, يشغل أيام من عمره على الداللة في أصدق وهو والشيخوخة والكهولة . بعدOها نفسه

, أنني في شك ال ولكن الحياة في كيفشرعت بالطبع أتذكر أن أستطيع ال , كانت مالمحي أن شك وال األول الشهر في بالعويل صوتي أرفع كنت

هذا النهاية في سيتخذه الذي الشكل تخيل من إليها الناظر ليتمكن رخوة . التي الجديدة الدنيا من أحببته ما أول أن في شك وال الجديد المخلوق

. , الفطام هو أصابني مكروه أول وأن الرضاع هو كان عليها أقبلت

عالم إلى النهاية في الحوادث بي أفًضت الماضي مع انحدرت كلما إنني , هذا, يمنعه ال يستفيق أن قبل نسيه حلم من استفاق الذي مثل غامض

, يستطيع فهو أثناءه عليه مسيطرة كانت التي العاطفة تذكر من النسيان. , شيًئ#ا منه يتذكر ال أنه من بالرغم هنيًئ#ا أو ا مزعج# كان الحلم إن يًقول أن

ذلك في نفسي على مسيطرة كانت بأنها أشعر أكاد التي العاطفة أما . كالذي, كنت والتطلع والخوف االستغراب من مبهم مزيج فهي الحين

, , يكون قد مما وأخاف للفجأة أستغرب فجأة قديمة مدينة اكتشفحدود . , إليها خطواتي يدفع بالفًضول الممزوج تطلعي ولكن المدينة داخل في

يعود األمن بدأ فيه ولدت الذي بالمحيط واستأنست قليال# كبرت إذا حتى . . قيل الذكريات دائرة في تدخل ال ا أيًض# المرحلة هذه ولكن نفسي إلى

, أشهر بًضعة المدينة تلك في قًضيت ثم البيًضاء الدار مدينة في ولدت إنني . الحرب بعد ذلك كان وقد إنكلترا إلى أمي ذراعي بين البحر ركبت ثم

, , ال ذلك ومع بالحرب العهد حديثة بالد في مررت أنني أي األولى العالمية . التمييز أو بالنظر أنتفع كنت أنني على يدل شيًئ#ا منها أذكر

, ليس وقت#ا أن بد وال منشستر مدينة في مرة ألول الحياة عرفت وقد . األولى والصور الصور اختزان في ذاكرتي تبتدئ أن قبل مر قد بالًقصير

. اليد أصابع على تعد قليلة نفسي في بها أحتفظ التي الًقديمة

, كانت الغموضواإلبهام به يحيط قديم منزل في أنا فإذا عيني فتحت , أمامه وتًقع النافذة من عليها أشرفت ما كثيرا خلفه تًقع كبيرة حديًقة

Page 2: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

والشارع المنزل بين يًقوم طويل حديدي حاجز يحدها صغيرة حديًقة . يتألف البيت كان حديد من عالية بوابة إلى يفًضي قصير ممشى ويخترقها

. , وكانت الزجاج ملون النوافذ والغرفضخم األبهاء كبير أدوار ثالثة من . الخلفية للحديًقة يكن ولم أبدا إليه أطمًئن ال تجعلني األوصاف هذه

, , تبعث ضخمة بأشجار تنتهي النباتات وحشية كانت ولذلك بستاني الكبيرة . خالل يجري كلبا أو ا jهر آلخر آن من أرى وكنت النفس في مبهما رعبا#

عن, . نفسي ساءلت ما وكثيرا ويختفي الحاجز فوق يًقفز ثم األعشاب , أزال وما اإلنسان شكل في ليست فهي ذلك ومع تتحرك التي األشياء هذه

. , jعلي يغمى كاد حتى فصرخت يوم ذات داهمني الهامة عظيم ا oهر أن أذكرالمنزل أهل أن شريرة مخلوقات المخلوقات هذه بأن يًقيني في زاد ومما

. في تثير الملون الزجاج ذات الًضخمة النوافذ وكانت يطاردونها كانوا, منها تنفذ كانت التي الحزينة الملونة ولألضواء لًضخامتها الًقلق نفسي

, إثارة على كله ذلك تعاون فًقد البرد وشدة والثلوج الًضباب هذا إلى أضف . , نفسي في الرعب تأصل حتى العاجز خيالي

. عالقتي وكانت والمربية وأمي أبي فهم حولي كانوا الذين األشخاص أمافال النهار طول المنزل عن يغيب كان الذي بأبي عالقتي من أمتن بالمربية

; , تمكنها ال ضعيفة شابة كانت فًقد بأمي عالقتي من وأمتن ليال# إال أراه . بي االهتمام من الواهية صحتها

, في وال الليل في ال أفارقها أكن ولم مراكش من مثلنا المربية وكانت , بعيدة, بالد عن تحدثني تنفك ال فهي تعرف ما لكثرة أستغرب وكنت النهار , , وكانت واألساطير الخرافات أحداث أحداثها تشبه بالد منها جًئنا إننا تًقول . تأثير jعلي األساطير هذه لمثل كان وقد الصغار أقاصيص كذلك لي تروي

, يعج عالما نفسي في أثارت وقد إليها ميل ذلك بعد عندي نشأ حتى شديد . الخيالية والمخلوقات والحيوانات باألشباح

, كنت كما المنزل هذا أشخاصنعيشفي أربعة أننا من متأكدا كنت وقد , أي عندي يكن لم بحيث ومخارجه ومداخله غرفه كل أعرف أنني من متأكدا

, أننا إال يوم ذات راعني فما أره لم أحد هناك يكون أن يمكن ال أنه في شك !? ! طفلة هو الخامس الشخص هذا أتى أين فمن أشخاص خمسة أصبحنا

. الذين أن أعرف كنت وقد وصراخها بعويلها وأزعجتنا بيننا اندست صغيرة , , الطفلة هذه ولكن وجودهم من لالستغراب داعي فال منا ليسوا يزوروننا

. أختي إنها عنها يًقولون وهم منا

. التي الغبطة أنسى أن أستطيع ولست أخت لي تكون أن جدjا راقني!? . يدري ومن مهدها في نائمة وهي إليها ألنظر رفعوني عندما بها شعرت

, ضاعت ولكنها يومذاك مني قريبة كانت ذكريات ذهني إلى أعادت لعلها . والسنون األيام عليها تراكمت أن بعد اآلن مني

, عائلة مع تعارفنا أننا ذلك صوابي يuطير كاد آخر حادث الحادث بهذا واقترن , ) وكثرت ) وشابين فتيات وثالث ا jأم تشمل وهي باترنوس آل تدعى إنكليزية

, يحبونني األفراد هؤالء وكان بيننا الود وشائج توثًقت حتى الزيارات بيننا . , وكان الثالثة أو اليومين منزلهم في قًضيت وربما ومحبتهم برعايتهم

, منزلنا في الوحشة من أحسبه ما نفسي عن يذهب الصغير منزلهم , بأنهم أشعر بدأت ثم كثيرا إليه أصحبهم أن أحرصعلى كنت ولذلك

, , يوم ذات قيل ثم مريًضة األم أن أسمع وبدأت معهم مصاحبتي يتحاشون . بأن شعرت حتى المربية مع البيت من أقترب كدت وما سنزورهم إننا

, . وإذا أرجاءه يمأل مكتًئب غريب بجو فإذا ودخلناه تظلله الحزن من سحابة , , وقًضينا الوجوه على مرتسم والذهول العيون من تنحدر الصامتة بالدموع

Page 3: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

الدور في غرفة محورها عادية غير حركة خالله الوقتالحظت بعض , المربية. سألت انصرفنا إذا حتى أستطع لم ولكنني أفهم أن حاولت الثاني

: الطريق في ونحن

? ماما- يا يبكون لماذا

. باترنوس- مسز

? لها- ما

. مريًضة- كانت

? مريًضة- كانت ألنها يبكون هل

ال- .

? يبكون- لماذا وإذن

. , تجدها- ولم زرتهم أنت إذا تستغرب فال أبدا ترجع ال وسوف سافرت ألنها . , إليها يسافر من منها يرجع ال بعيدة بالد إلى سافرت

. : jبني يا ماتت منها أفلتت قد الكلمة وكأن قالت ثم

, . فًقد! مدلوله أعرف لم أنني من وبالرغم مرة ألول أسمعه فعل إنه ماتت : , فسألت الصغير جسمي في تسري بًقشعريرة أحسست

? ماتت- يعني ماذا

. الله- عند ذهبت

? الله- هو ومن

. : اسكت الدينية بنزعتها همست

: أردفت هنيهة بعد ثم

. عنه- سأحدثك المدفأة إلى المساء نجلسفي حينما

منذ الحوار هذا نفسي على استولى وقد المساء في المدفأة إلى وجلسنا . والموت الله غير فيشيء أفكر فلم سمعته

, الموحشة الحديًقة ورائها من تظهر عالية نوافذ ذات كبيرة الغرفة وكانت . الفحة بألسنة الموقد في تلتهب النار وكانت عتيق ضخم أثاث وذات

لي, - - تروي أدعوها كنت وهكذا ماما كانت هل أدري ولست حمراء . ,jعلي استولى وقد النار إلى أرنو كنت أنني ذلك فيصمت كنا أو قصصها

. الصباح في سمعته ما

, الكبيرة الغرفة إلى تتسرب السوداء ذراته وأخذت أستاره يسدل الليل وبدأ, , # وجالال رهبة األحمر اللهب ضوء ويزيدها الغموض من مسحة فيها فتشيع

في قائمة شوهاء أشباح وكأنها تبدو كانت التي الموحشة األشجار وكذلك

Page 4: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. تفعل. فلم والموت الله عن تحدثني أن مربيتي من وانتظرت الحديًقة : مًقدمة دون سألتها وأخيرا

? الله- إلى يسافر من يرجع ال لماذا

. الرجوع- يستطيع ال ألنه

? يسافر- ولماذا

, وجهها تًقاطيع وبدت األحمر اللهب ضوء محياها انعكسعلى وقد قالت , مجردة نفسي إلى تتسرب معانيها وكانت الًقدر صرامة تمثل كأنها الحادة

: مكان كل من يأخذني صوتها أن jإلي فيخيل

, العالم- هذا في نًقًضي ونحن األنظار عن خفي بني يا آخر عالم هناكذلك, إلى أرواحنا وتنتًقل األرض في أجسامنا فتدفن نموت ثم عمرنا

. نًقوم التي األعمال على حاسبنا متنا إذا حتى الله ويخلًقنا اآلخر العالم , كنا. وإذا سعادة في نعيشدائما حيث الجنة إلى أرسلنا أخيارا كنا فإذا بها , وأال نفسك تحاسب أن من بد فال ولذلك فيها نحترق نار إلى أرسلنا أشرارا

, حينما باالحتراق عليك يحكم ال حتى الله يحبها ال التي باألعمال تًقومتموت.

, من كلمة كل كانت فًقد الحديث هذا مثل نفسي أثار حديثا أن أذكر لست , الموعودة السعادة في وال الجنة في أفكر ولم عنيفا ا jهز تهزني كلماته

, لو كما متوسلتين ضارعتين بعينين إليها أنظر وكنت النار في فكرت وإنما. ينتظرني الذي المروع المصير هذا من تنًقذني أن استطاعتها في كان

: تًقول مما أتأكد لكي لها فًقلت

? ماما- يا أيًضا أنا سأموت وهل

. الدنيا- في من وكل وأنا أنت

? النار- إلى أنا يبعثني لن الله ولكن

. الخير- فعلت إذا

إلى- يرسلني تدعونه فال وأنت أمي وتأتي أبي فسيأتي الشر فعلت وإذا ? . ماما يا أليسكذلك النار هذه

. باللغة- تًقول سمعتها ثم بني يا هناك اآلخر شؤون في أحد يتدخل ال , , " . وعليها نموت عليها الله رسول محمد الله إال إله ال أفهم أن دون العربية

نحيا."

المًضطرم , اللهب في مثبتتين عيناي وكانت يتملكني بيأسرهيب شعرت , , تفكيري وكان لتلتهمني تتطاول ألسنته أن jإلي وخيل أمامي الراقص

. ألسنتها بين تصرخ أحسبروحي كنت إنني حتى النار في مركزا

, ! في جسمي فيلًقى األيام من يوم في أموت أن من مفر ال لليأس يا , النار في روحي وتلًقى ويبكي يصرخ األبد إلى هناك ويظل المظلم التراب

, أمي وال أبي بمساعدة أظفر فال أيًضا األبد إلى وتبكي تصرخ هناك وتظل . , أحد إلنًقاذي يأتي وال الدنيا في بها أظفر كما

Page 5: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, في أحالمي وعجjت بالًقليل ليس جزءا نومي من أقتطع اليوم ذلك منذ . أجد أن قلبي صميم من أتمنى كنت مبرقة مرعدة بصور واليًقظة النوم , , نفس يروي واحد كل وكان أجده فلم صحيح غير هذا إن لي يًقول شخصا

. , أستطيع فكيف ضايًقني الذي األمر الخير عمل إلى بدعوتي ويختمه الخبر !? والثبور الويل هذا بكل مهدد وأنا الخير في أفكر أن

أشد أخرى بحادثة تصيبني أن إال مباشرة الحادث هذا بعد الحياة وأبتوأقسى.

2

, طريحة أراها كنت ما فكثيرا ضعيفة شابة قبل من قلت كما أمي كانت . كنت, وقد أراها أن دون تمر كانت كاملة أياما أن أذكر أزال وما الفراش

, نحو الميل كل أميل كنت أنني من بالرغم بعطفخفي نحوها أشعر , ضاعت, صورتها ولكن قلت كما ونهاري بليلي مستأثرة كانت ألنها المربية

. , بها تًقترن واحدة حادثة إال أذكر ولست تماما ذاكرتي من

, . اللعب إلى uانصرفت وإذا الغرفة في وحيدا اللعب ببعض ألعب كنت . لعبة عندي وكانت األعمال من عمال# أزاول كنت لو كما تماما إليه انصرفت

, من قًضبان على يجري قطار عن عبارة وهي كبيرا جهدا مني تتطلبكلها, الغرفة أرض تشغل ومتشعبة طويلة الًقًضبان هذه وكانت حديد

, . تركيبها, في طويال وقتا وقًضيت كبيرا وقتا مني تركيبها يستغرق تًقريبا . , تم وأخيرا الًقاطرة إلى العربات شد في ثم فوقها العربات إنزال في ثم . , ويسر سهولة في قًضبانه فوق يجري الًقطار وبدأ إليه أرمي كنت ما

, ترى كادت وما تحبو وهي بالذات اللحظة هذه في الغرفة إلى أختي دخلت , وإنما بذلك تكتف لم ولكنها به مغتبطة إليه حبت حتى يجري الًقطار

الًقطار أجزاء فتفككت ورفعتها الًقًضبان على الصغيرة يدها وضعت , , أطق فلم ساعات في جمعت ما لحظة في وتبعثر األرض على وانًقلب

, من خرجت وإنما وأستغيث أصرخ أن يكفني ولم االعتداء هذا على صبرا , فبكت بها أضربها أخذت كبيرة عصا أحمل وأنا رجعت ثم أجري الغرفة , بكاءها المجاورة الغرفة في العائلة أفراد وسمع مؤلما بكاء المسكينة

, المربية إلى ناولتها ثم األرض من ورفعتها أمي وأقبلت مسرعين فأقبلوا . , وما حماني الذي أبي إلى ولجأت فتبعتني فهربت تًضربني أن وأرادت

, , يهدئها وهو تًضربني أن عبثا تحاول وهي أمامي اآلن إلى صورتها تزال , االعتداء أتعلم ال حتى تربيتي من بد ال وإنه يشجعني بحمايته إنه له فتًقول

. . ألمي بها أحتفظ التي الوحيدة الصورة هي هذه أخرى مرة غيري على

, ما أنساها أن يمكن ال التي الصورة وهي األخيرة بالصورة لها أحتفظ ثميزورنا. حًقيبة يديه في يحمل غريبا شخصا أرى وبدأت أمي اختفت حييت

, , ثم الشخص بهذا تتعلق بالعيون شعرت ثم غرفتها إلى ويصعد صباح كل , ذكرني والحزن الكآبة من جو البيت وساد همس إلى تنًقلب األحاديث بدأت

, الحًقيًقة من أفهم لم ولكنني باترنوس آل فيه زرت الذي السالف باليوم . عنها أحد يحدثني ولم شيًئا

- , غير على كله اليوم يًقًضي أصبح فًقد واضح بشكل أبي على الًقلق بدأ , المنزل - ساد الذي الشذوذ هذا طال كم أدري ولست المنزل في عادته

تفعل أن اعتادت كما ثيابي لي تغير بدأت مربيتي أن يوم ذات أذكر ولكني( . , ميللي جاءت ثم عينيها في الدموع وكانت الخروج أهبة على نكون حينما

Page 6: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, يعانًقونني( باإلخوة فإذا المنزل ودخلت منزلها إلى وأخذتني باترنوس. . الغريب الجو هذا في اليوم بًقية معهم وقًضيت عمري عن ويتحدثون

: إلخوتها تًقول ميللي سمعت المساء في وأخيرا

. , كيف- األخيرة للمرة أمه المسكين يرى أن من بد ال يجمل ال هذا إن . !? تطاق ال قسوة عنه األمر إخفاء في إن هذا من يمنعونه

: , ما بكل تثق ال قالت ثم وعانًقتني المائدة إلى ورفعتني jإلي التفتت ثم , , , لرؤيتها اآلن وسآخذك المسكينة أمك ماتت لًقد يًضللونك إنهم لك يًقال

. , تخاف وال تبكي jبأال عدني ولكن الموت فراش على

إلى , بي ورجعت يدي من أخذتني ولكنها ال أم وعدتها هل أدري لست : , أن, من بد ال إنه قائلة إليهم وتًقدمت كثيرين أناسا فيه فوجدنا المنزل

. أمه يرى

, , المظلم السل|م إلى طريًقنا أخذنا حينما الرهيب الموقف هذا أذكر أزال ما, , بيدي آخذة النبيلة اإلنكليزية الفتاة وهذه مًضطربة بخطوات أصعده وبدأت

, يطالعني الموت شبح كان لو كما السلم أعلى في مركزتين عيناي وكانت , يخيل. مغموما حزينا كنت ولكنني الموقف جالل تماما أدرك أكن لم منه

, , وقفنا ثم الغرفة باب إلى قليال# ودلفنا jعلي يطبق يكاد المنزل أن jإلي , , الباب تحة uف خالل من أرى بي فإذا ميللي فتحتها ثم مًقفلة وهي أمامها

, جالسة أمي أر ولم أيًضا مات قد فيها شيء كل كان لو كما ساكنة غرفة , وإنما المستبشر البشوش بوجهها عادتها على تستًقبلني السرير في , أغطيته جانبه إلى وتدلت رهيبة سحابة ظللته وقد سريرها أمامي رأيت , , الصدر حتى منه تبدو حركة تكن ولم تلمساألرض كادت حتى الساكنة

. السرير من قطعة كان لو كما هادئا كان

. , الغرفة داخل إلى بي تسعى وبدأت يدي من وأخذتني ميللي تًقدمت ثم , أن jإلي خيل حتى الوقت مرور مع ويغرق الصمت في يغرق شيء كل كان

. ر~ك{ز وال بها حراك ال صامتة أطالال# وأصبحت انهارت قد الحياة

, , نظراتي به تعلًقت وقد جانبه إلى وقفنا ثم السرير من رويدا واقتربنا , ميللي ورفعتني سواه بشيء الغرفة أحسفي وال أرى أعد لم حتى

, , بعيد بعيد عنOي وكأنه الباهتة أمي وجه مالمح شفاف ثوب وراء من فرأيت . وكشفت مًضطربة بيد الوجه هذا إلى تًقدمت ثم الموت ضباب وراء يبدو

, صفرة علته قد بعينه أمي وجه هو واضح بوجه وإذا الشفاف الثوب عنه , الكث الكستنائي شعرها خصالت رأسها جانبي على وتدلت هامدة ذهبية

, محلهما, وحل وبشر حيوية من به يحفل كان ما فيه غار وقد الطويل , . فلمست ألقبلها إليها ميللي وقربتني والرحمة واالطمًئنان الهدوء

في تسري الموت ببرودة أفعل وأنا وأحسست خدها المرتجفتين بشفتي . , بالدموع عيناي واغرورقت المًضطرمة أوصالي

, , اختفى وهكذا أمي وجه أرى أعد فلم وضعيتي إلى ميللي أعادتني وأخيرا . الذي الوجه ذلك إلى األخيرة النظرة هي النظرة تلك وكانت األبد إلى عني

. غريب بحنين اليوم أحسنحوه

, بها صعدنا التي الوئيدة بنفسالخطى السلم ونزلنا الغرفة من خرجنا ثم , أن أبت ميللي ولكن تائهة ونظرات مكتًئبة وجوه أسفله في واستًقبلتنا

, , وإنما نفسي على سيئ تأثير للمنظر يكون أن مخافة ألحد تسلمني

Page 7: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

لكي خشبي مًقعد على معي جلست حيث الخلفية الحديًقة إلى أخذتني . عني تسلjي

, يتألأل الكبير والًقمر صافية الليلة وكانت السنة الصيفمن فصل في كنا , , وتمتد الحشائش وتًضيء األغصان خالل أضواؤه فتتسلل السماء كبد في

, بجالله المنظر فامتلكني الباسًقة األشجار األرضظالل على تحتها : , تًقول, سمعتها إذ بحديثها عنه صرفتني ميللي ولكن ورهبته

. , ألنها- تغيب ولن تغب لم أمك إن الحياة هي فهذه صغيري يا تحزن ال , , الله يجازيها وسوف بروحها معنا تظل فسوف ولذلك خيرة امرأة كانت

. , . تحزن jأال وحاول عليها تخف فال النعيم جنات فتعيشفي طيبتها على , , .. أن أردت فإذا النجوم ووراء الًقمر وراء هناك الجنة إن السماء إلى انظر

, , مبتسمة عليك تطل هناك فستراها إليه انظر ثم الًقمر بزوغ فانتظر تراها ? , , تراها! ألست انظر انظر مستبشرة

, خالل من أرى أنني jإلي خيل إيحائها تأثير وتحت الًقمر إلى عيني ورفعت . وكان الكبيرة البدر صفحة داخل السماء من jعلي يطل أمي وجه دموعي

رفعت كلما أراه أنني اآلن إلى jإلي يخيل يزال ما إنه حتى قويjا إيحاؤها . , أمي وجه إنه فأقول الًقمر إلى عيني

, المساء ذلك الحديًقة في ميللي لي قالته ما نفسي كآبة خففمن , وأنها العالم في معي أمي بأن نفسي من|يت أنني ذلك قليال# وعزاني

الليل سواد تنير التي المًضيًئة الصفحة تلك بواسطة آلخر آن من تزورناالبهيم.

, له كان الحادث هذا أن أذكر ولكنني الليلة تلك انتهت كيف أدري ولست . هذا فارقنا حتى طويل وقت يمر فلم حياتنا وعلى المنزل على كبير تأثير

في تشيع اآلن إلى ذكراه تزال ما الذي المستوحش الًضخم المنزل . واالضطراب الرهبة من نوعا إحساسي

أن وحاولت العامة الحديًقة إلى التالي اليوم في المربية أخذتني وقد , وعطفها لي حبها عن تحدثني وأخذت الحادث ذلك عن نفسي تصرف

. , بعد, استمرت وقد أقتنع كدت حتى أمي أنها jإلي توحي أن وتحاول jعلي كانت ماتت التي المرأة وبأن أمي بأنها اقتنعت حتى إقناعي في تلح ذلك

أختها.

, وأنا - - طفولتي من التالية األيام الصغيرة أختي ومعي قًضيت وهكذا, . علينا وحدبها لنا رعايتها االعتًقاد هذا عندي خ رس| ومما أمي أنها أعتًقد

الجرح ذلك من نفسينا شفى سحريا بلسما لنا العميق حبها من جعلت فًقد " " . هي تكون بأن فخور فإني أمي هذا بعد قلت فإذا أصابنا الذي الممض

. أعني التي المرأة

3

الغرفحديث صغير الًقديم عكس على إليه انتًقلنا الذي الجديد المنزل كان , في يثير شيء فيه يكن ولم منسًقة صغيرة حديًقة واجهته أمام األثاث

, من خالصا فيه ورأيت به استأنست فًقد ولذلك والخوف النفسالرهبة . الًقديم الغامض المنزل ذلك

Page 8: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, في أعد لم ولذلك باترنوس آل منزل أمام تماما يًقع الجديد المنزل كان" " , فيلد بارك شارع نسكن معا فنحن أزورهم أن أردت أنا إذا أحد إلى حاجة

, رقمه أن أذكر أزال وما منزلهم إلى ألصل الشارع أقطع أن إال jوليسعلي الجديد( )47كان ) منزلنا رقم كان (. 40بينما

, بًضع في محدودة تعد فلم أمامي تتفتح الحياة وبدأت ترعرعت ما سرعان , , اتسعت وقد الواسع العالم إلى أتعرف وبدأت اتسعت وإنما وحديًقة غرف

, آل وشجع منها أعرفه ال ما واكتشاف متابعتها أتعطشإلى جعلني بشكل . , أفًقا أوسع كانت معهم الحياة ألن عندي الميل باترنوسهذا

, إلى أذهب أن jفعلي سنخرج بأننا وتخبرني jعلي تًقبل ميللي كانت ما كثيرا , , بورقة jإلي دفع فإذا ذلك منه وأطلب إليه فأذهب بالنًقود ليزودني أبي

,) أن ) أعتًقد كنت أنني ذلك بنسات يعطيني أن إال وآبي إليه أرجعتها مالية . , ولكن أريد ما ويعطيني أبي فيًضحك الثمينة النًقود هي وحدها البنسات

, لي وتًقول التصرف هذا مثل من وتحذرني نخرج ما أول بي تصيح ميللي . يتكرر نفسالشيء وكان تشاء ما البنسات من jعلي ولك الورقة منه خذ

. مًقنعا يكن لم ميللي قول ألن التالية المرة في

, , من فكان وجودي أفق واتسع الحياة إلى أتعرف بدأت الفتاة هذه بواسطة , وحديًقة العامة والحديًقة والمسرح السينما عرفتها التي األماكن أول

حب, غريزة عندي تشبع كانت ألنها خاصة منزلة لها وكانت الحيواناالستطالع.

, حول تدور العليا المثل هذه وكانت عليا مثال# أمامي تخلق السينما كانت, حوله ما على السيطرة على الًقدرة للشخص تهب التي العًضلية الًقوة

, ما وكل والسباحة والًقفز األفراسوالمالكمة بركوب إعجابا أغتبط وكنت , أنسى شديدا انفعاال# رؤيته عند أنفعل وكنت العًضلية الًقوة تلك عن يعبر

. بهذا حافلة الوقت ذلك في السينمائية األفالم كانت وقد حولي ما كل معه. التمثيل من اللون

. يذوب التي الملونة األنوار كانت آخر بشيء فيه أشعر فكنت المسرح أما , للشرود االستعداد من نوعا عندي وتخلق إحساساتي تفتOر بعض في بعًضها

نور, من فتيات ترقصفيها شفافة سحابة إلى المسرح فينًقلب والهيام, األلباب تخلب رشاقة في األلحان يتابعن قوالبسحرية في أفرغن قد

, ناضجات تجسيم أروع مجسمة موسيًقى أنهن إليهن الناظر إلى فيخيل , , , تتحرك الثغور مستبشرات الخطى خفيفات األجياد ناعمات الصدور

. يجتمعن ثم ويتناثرن الناعمة الراقصة األلحان مع واحدة حركة صفوفهن , . نًقابل ال كيف وأعجب بريًئا حبjا أحبهن كنت األحالم كأنهن زمرا يتتالين ثم , , , وحب الًضمير ونًقاء النفس لصفاء أمثلة أنهن وأعتًقد الحياة في مثلهن

. المجردة, الرحمة من خلًقهن الله وأن الخير

. كنت أنني ذلك للمسرح االطمًئنان تمام أطمًئن كنت أنني هذا يعني وال , , علىعكس ومعاملتهم لمسهم يمكن وأنه مثلي أحياء الممثلين أن أعرف

مجرد يكونوا أن يع{دون ال أنهم أعرف كنت فًقد السينما في الممثلين . ذات, أمامي ظهر المسرح في المثيرة المناظر أخشى كنت لذلك خياالت

, دب حتى أراه كدت فما هائل أنه jإلي خيل فهد المسرح على فجأة يوم, , خطر في أنني أحس بدأت يشاء كما يتحرك رأيته ولما قلبي في الخوف

يًقفز أن إال فليسعليه يلتهمني أن وأراد رآني إذا بأنه وشعرت, أعصابي, تتحمله لم اإلرهاب بفيضمن أحسست ولذلك ويتخطفني

. معي الخروج إلى ميللي اضطرت أن إلى أصرخ وظللت فصرخت

Page 9: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, وأختاها وميللي وأمي أنا مساء إليه ذهبنا أننا المسرح عن أذكر ومما , , كانت فًقد الًضحك على يبعثني لم منها شيًئ#ا ولكن هزلية الرواية وكانت

, أحًقد بدأت ثم ومللتهم فاستثًقلتهم سخيفة لي تبدو الممثلين حركات . إلى, عبوسي إلى حولي النظارة وفطن عبوس في إليهم وأنظر عليهم

, يبتسر أن الممثلين أحد استطاع وأخيرا به يتهامسون بدأوا أنهم درجة . حولي علت حتى بالًضحك تنفرجان شفتاي كادت وما ابتسارا الًضحك مني, . بي متعلًقة كلها بالعيون فإذا وانتبهت المماثل الًضحك من عاصفة

, أن شديدا كرها أكره كنت فًقد مكاني في أتًضاءل أن على ذلك فبعثني . الناس من جماعة بين لحديث محورا أكون أن أو األنظار بي تتعلق

, الحياة تفتح لي يتمثل كان حيث العامة الحدائق إحدى إلى ذهبنا وربما , نكاد. فال الربيع أو الصيف فصل في غالبا إليها نذهب وكنا وازدهارها

. ألتفت عًقال من تنطلق وكأنها تنشرح أحسبنفسي حتى عليها نًقبلتخلق التي البهيجة األلوان ذات المتفتحة الزهور عيني فتأخذ ويسارا يميناالتي المنعشة األريج رائحة التفت حيث وتستًقبلني الخيال من جوoا jوالي ح�

, , األرضواألغصان خًضرة الزهور بهذه وتحيط الصغيرة روحي تثمل كانت . , الدافًئة الشمس أشعة فيها تسطع الصافية السماء زرقة وفوقها

, ومن تباينهم على جميعا وجوههم البشر يعلو الناس من ا أصناف# نًقابل كنا , . جديدا كان شيء كل ألن شيء لكل أنتبه وكنت األطفال من أمثالي بينهم

, من أكثر انتباهي يسترعون كانوا األطفال هؤالء ولكن jإلي بالنسبةأن, إلى بنظراتي أتابعه حتى منهم واحد على تًقع عيني تكاد فال اآلخرين

, المخلوقات. بأن أشعر وكنت وتصرفاتهم ولعبهم للباسهم أنتبه كنت يغيب , وكأنها فيها أفكر أن يمكن فال عني بعيدة عليها عيني تًقع التي األخرى

, . بأنني أشعر كنت آخر شأن فشأنهم األطفال هؤالء أما بي يتعلق ال شيء , حتى فيه يعيشون الذي الجو ومعرفة متابعتهم من بد فال ولذلك لهم jند

, . األغراض عن مجردا استمتاعا أرى ما بكل أستمتع كنت ذلك من أستفيد , نحوهم jأحس أكن ولم المصلحة تلك من بدافع أتابعهم فكنت األطفال أما . عالم في المخترعات من استحدث ما عندهم أتتبع كنت مجردة بعاطفة , جديدا, يكون ما كل عندهم وأتتبع أقتنيها حتى قرار لي يًقر فال األلعاب

. حياتي في به فأنتفع لي بالنسبة

. ال فأنت العالم الناسفي من يوجد ما كثرة يأخذني ما طليعة في وكانمن كثيرين وأناسا أناسا فيه تًقابل أن دون مكان ألي تذهب أن تستطيع

: , واختالفهم لكثرتهم فأعجب يشغلونني فكانوا صنف كل ومن لون كل . , , أنني ذلك إلى أضف والًقبيح الجميل والسمين النحيف والًقصير الطويل

, ال جديدا# منها رأيت فإذا يرتدونها التي الثياب اختالف بتتبع مغرما كنت jإلي ينتبه حتى استغراب في النظر إليه وأطلت وقفت قبل من به لي عهد

ال, معيب التصرف هذا مثل أن إلى معي يكون قد من ينبهني وحتى صاحبه . المهذب بالطفل يليق

, فتاة منظر هو المبكرة السن تلك في إعجابي يثير كان منظر وأمتع . , ولست ويًضاحكه يحادثه اآلخر إلى منصرف منهما وكل فتى ذراع تأبطت

طلعتهما في يبدو ما يكن لم إن بهما اإلعجاب على يبعثني كان ماذا أدري . وجمال وشباب عافية من

, منها أجهله ما وأن ومحدود ضيق الحياة من أعرف ما بأن أوقن كنت لًقد . كالمعرض لي بالنسبة العامة الحدائق هذه كانت فًقد ولذلك وبعيد واسع

. كنا التي األمكنة ومن أعرفها ال التي الجديدة األشياء هذه يحوي الذي , حديًقة إن أقول أن إلى حاجة في لست ولعلي الحيوان حديًقة نزورها

Page 10: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. شيء كل فإن اإلنسان حديًقة أختها النفسمن في أوقع كانت الحيوان . , أيًضا غريبا كان ولكنه فحسب jإلي بالنسبة جديدا يكن لم فيها

أمان في المخيفة المخلوقات هذه إلى مرة ألول تنظر أن أليسغريبا# , الوقوف, أمامها تطيل وأن األقفاص في الحديد قًضبان وراء وهي منها

!? هذه من نماذج رؤية إلى حاجتي ذلك إلى أضف سوء منها ك ي�مس| أن دون , يستطيع أن دون الًقصص في كثيرا عنها أسمع كنت التي المخلوقات

. تصورها الصغير خيالي

, , يuستأن�سبرؤيته الذي الجميل منها مختلفة والطيور الحيوانات كانت . أقف كنت فًقد األخيرة هذه أما نان الج� رؤيته تهز الذي المخيف ومنها

, هذه تتمرد أن أبدا المستحيل من عندي يكن فلم الحذر تمام في أمامها , , كأنها فتتساقط الحديد قًضبان في وتندفع أقفاصها في الجبارة األجسام . لو الكوارث من يحدث ما مدى بخيالي أتصور أن أحاول وكنت زجاج من , رأسي الهواجسمن هذه مثل تنتًقل أن المرعب من وكان ذلك فعلت أنها

... إنه عنه الناسيًقولون فأسمع األسد أمام أقف وكنت رؤوسها إلى , , الًضخمة بهامته فإذا حذر في ألتأمله بصري إليه فأرفع جميعا أقواها

, البطيًئتين عينيه يحرك وأبصره الرعب تثير الًقوية جسمه وتفاصيل , الثابتة النظرات تلك فتكاد jعلي نظره يستًقر حتى بهما ينزل ثم البراقتين

. النظرات تلك أن jإال اإلرهاب هذا يخففمن يكن ولم تصعًقني المغمومة , وهو عليه ي�بد لم فإنه ولذلك عليه تًقع شيء عند تًقف ال شاردة كانت

. وزن أي لي يًقيم أنه بنظراته يخترقني

, كنت أنني ولوال األطفال من جماعة مع الفيل ركوب إلى أدفع وقد , عن عاجزا أكن لم ألنني تردد دون فوقه من الرتميت أستأنسبهم

مباشرة يوجدون كانوا التي العظيمة البطن تلك داخل جميعا تصورهمفوقها.

, أستطيع وبدأت فيها ما آمن بدأت الحيوان حديًقة زيارة تكررت إذا حتى . كلما وكنت االفتراسوأتأملها الشديدة الحيوانات أمام خوف دون الوقوف

, الحرة حياته أقارن ثم الغابات في طليًقا تصورته منها حيوان أمام وقفت , في فًقدوه الذين أقربائه ولحال لحاله فأرثي هذه السجينة بحياته تلك

الغاب.

, فإذا الجديد المنزل إلى انتًقالنا بعد فتها عر� التي الجديدة األشياء هي هذه . الًقريب باترنوس آل منزل في فأنا األمكنة هذه أحد لزيارة أذهب لم

4

, أبعد ذلك فإن باترنوس آل مع فيه تعارفنا الذي اليوم أتذكر أن أستطيع ال , . نزحت يوناني أصل من إنكليزية باترنوسعائلة وآل ذاكرتي متناول من

, أحدهما اسم أخوين تتألفمن وهي الزمان من غبر فيما إنكلترا إلى . , ثانيهما, واسم البيت في يوجد أن jقل اجتماعي أنيق شاب وهو جورجي

, وميله, وشروده صمته بكثرة أخيه يختلفعن ولكنه شاب أيًضا وهو أندريه , . فيه ويًقًضي البيت إلى يهرع حتى عمله من ينتهي يكاد ال فهو العزلة إلى

, يًقرأ المدفأة أمام وإما غرفته في وحده جالسا إما الطوال الساعاتالصحف.

Page 11: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, . ذات الًقامة قصيرة وهي ميللي وكبراهن الثالث األخوات ذلك بعد تأتي ثم . , , ولها عميًقتان عينان تحتهما أسودين كثيفين وحاجبين كث فاحم شعر

, , . جسما وأدق قامة منها أطول وهي ألليني ثم بريًئة عابثة مرحة شخصية , , الميل كل تميل العينين زرقاء المالمح دقيًقة الحمرة إلى شعرها يميل

, , . وأحفلهن أجملهن وهي أنجي واسمها صغراهن ذلك بعد ثم الجد إلى , , , وتًقاسيم, ناعم طويل وجيد صافية بشرة لها رشيق قوام ذات بالحياة

, الترف, إلى ميل ولها رأيتها ما إذا بعينيك تعبرها أن تستطيع ال واضحة . وجماله بنفسه المعتز بمظهر والظهور

, الراحلة أمهم عن ورثوه الذي المنزل هذا في جميعا يًقيمون وكانوا , فمتفرغة ميللي وهي الخامسة أما كتابية وظائف منهم أربعة ويشغل

, , أندريه وكذلك jإلي أقربهم كانت فًقد ولذلك المنزل شؤون على لإلشراف . المائدة وكانت المنزل في النهار من طويلة ساعات يًقًضي كان الذي

, ثم الغداء طعام فيتناولون مساء# السادسة الساعة في تجمعهمالمنزل, في غالبا وأندريه ميللي وتظل معظمهم يخرج ثم يستريحون

. النوم, وقت يحين أن إلى يتسامرون هم حيث يظلون وقد وحدهما

, ذات االستًقبال غرفة األول الدور في وتوجد دورين من المنزل يتألف . , وهناك هنا العين فيها وتًقع بالصور جدرانها زينت وقد الوثيرة المًقاعد

. األنظار تسترعي صغيرة تحفة أو الزهور من باقة أو صغير تمثال على , تليها ثم األسطوانات من كبيرة ومجموعة حاكي ذلك جانب إلى بها ويوجد

, , تراكمت قد ومنًضدة والكراسي المًقاعد بعض وبها العادية الجلوس غرفة . , وفيها المائدة غرفة ثم كتب عليها رفوف الزاوية وفي الصحف عليها

, رفوفطويلة الحيطان أحد وعلى الكراسي بها تحيط مربعة كبيرة مائدة . , الدور ويتألف ببغاء به قفصكبير الزاوية وفي المائدة بمستلزمات مألى

, أكبرها وهي والثالثة غرفة الشابين من لكل غرف ثالث من الثاني . الثالث لألخوات مخصصة

, الشارع أقطع وكنت الطفولة أوقات من الكثير قًضيت المنزل هذا في , وربما فأؤنسوحدتها عملها في منهمكة ميللي فأجد الصباح في إليه , المطبخ في جانبها إلى جلست وربما قليال# لتالعبني عملها عن انصرفت

. تعيد الثاني الدور في وجدتها فإذا قصة لي تحكي أو شيء عن لتحدثنيوهي ظهري فوق أحدها على بي وتلًقي ترفعني فًقد األسرة ترتيب

تداعبني.

ألستًقبلهم ميللي إلى أسرع المساء في الجميع عودة وقت يحين وعندما , , إنهم الصباح في ميللي قالت ذلك من يمنعني ما حدث فإذا بي فيغتبطون . إلى معها فأذهب األحد يوم إحداهن مع أخرج وقد وافتًقدوني عني سألوا

. العامة الحديًقة أو السينما أو المسرح

, أقًضي كنت فًقد المتصوOف أندريه هو jإلي بالنسبة جميعا أروعهم كان , دون المائدة إلى يجلس كان يًقرأ وهو إليه أنظر جانبه إلى الساعات

, , الكتاب, أو الصحيفة يفتح ثم قميصه عuرى وفك عنًقه ربطة نزع وقد سترة , . أراه حينما رائعا منظره وكان يًقرأ فيما يفنى كان يلتهمه عليه jوينك�ب

, دون يداعبها وأخذ الفاحمة الكثة الطويلة شعوره بين أصابعه غابت وقد . فأراه, إليه أرنو جانبه إلى أجلسصامتا كنت صدغه فوق تدلت حتى شعور

, , , الغرفة إلى نهض وربما يعبس أخرى ومرة يًضحك ومرة يبتسم مرة , يعيده, ثم قليال# فيه وينظر فيفتحه ضخما كتابا حامال# منها ورجع المجاورة, , . فيها يحيا كان وأنه حياته من جزء الًقراءة أن أشعر كنت مكانه إلى , لماذا أعرف أن وأرجو يعبس أو يًضحك أو يبتسم لماذا أعرف أن وأتمنى

Page 12: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

: . , يًقرأ وهو نفسي أسائل وكنت فيه ينظر كان ولماذا اآلخر بالكتاب يأتي ? ? ? ? وكنت يًضعها ولماذا يًضعها الذي ومن تتحدث عم الكتب هذه في ماذا

, قصة على يحتوي بكتاب يوم ذات جاءني وأخيرا السؤال في عليه ألح , , فاغتبطت, لي فشرحها الًقصة مراحل من مرحلة صورة كل تمثل مصورة

. الكتب هذه من المراد فهمت أنني jإلي وخيل بها

, , أعصابه األولى العظمى الحرب مدافع حطمت االنفعال سريع أندريه كان . , إلى ويرنو يدخن وهو إليه أنظر وكنت بسرعة ويًضحك بسرعة يغًضب فهو

, , ينتفضوينهضفي به وإذا انتفخت قد أوداجه أرى فجأة ثم الموقد نار , , يديه ويغرسأصابع فجأة يًقف ثم وذuهuوبا جيًئة الغرفة ليذرع اضطراب, , مثير عصبي بشكل رأسه على بيديه ويًضغط شعره في المنفرجة , , لحظات وكانت jإلي يلتفت يكن لم ولكنه منه خوفا الكرسي في فأتًضاءل

. الحوادث أن بعد فيما عرفت وقد الحالة هذه على وهو عليه تمر طويلة , , وهيمنت كيانه وأتلفت بأشباحها سك|نته جندي وهو شاهدها التي المرعبة

, , وتغمره أعصابه تتوتر أن دون يتذكرها أن يستطيع ال فهو شعوره على, . به وأعجب أحبه كنت ذلك من بالرغم ولكنني الشديد االنفعال من موجة

. الكبير بًقلبه jإلي يتحدث وهو أشعر كنت ألنني

. يًضل فتاة فهي معها وأنا البرود من بشيء أشعر فكنت ألليني أما , , تنطلق وقلما للتًقاليد كبيرا وزنا تًقيم وهي ثغرها إلى طريًقه االبتسام

. . محترما حبا تحبني كانت لًقد لتداعبني قيودها من

, محاط دائما فهو لالستطالع وحبي فًضولي يشبع كان جورجي واألخ , , معجبا كنت ألنني وعاداته حركاته منه ألتًقط كنت وقد الجديدة باألشياء

, , أحب, يكن ولم يلبس يلبسوكيف لما وأنتبه تصرفاته أتتبع فكنت بأناقته, , يتأنق وهو إليه ألنظر للخروج يستعد وهو غرفته إلى أتسلل أن من إلى

أكون أن أستطيع حتى أكبر أن قلبي صميم من أتمنى ذلك خالل في وكنتيمينا. نفسه يتأمل المرآة إلى وسعى لبسالًقبعة ثم تأنًقه أتم فإذا مثله

, في, عنها يغيب حتى إعجاب كلها بنظرات وشيعته الباب إلى خرج وشماال# . جورجي يرتدي صباحا األحد يوم وفي فيه ينطلق الذي الطويل الشارع

, ) في ) تكون سيارة يركب ثم اللعب أدوات حامال# ويخرج الجولف بذلة . المنزل باب عند انتظاره

, أحبها كنت فًقد أنجي أما ميللي وبين بيني ودي تجاوب هناك كان, , واستكانة. ضعف جمال يكن لم جمالها ولكن ا jحًق جميلة كانت وأستظرفها

, . والجمال والرشاقة للعافية مثال# كانت وسيطرة قوة جمال كان وإنمامن على بها تسيطر سحرية قوة تمتلك بأنها جانبها إلى وأنا أشعر وكنت

, . مرحة والتًقاليد الًقيود عن تكون ما وأبعد إخوتها أصغر وهي معها يكون, , األشياء من ثمن وما الروائع إلى طبيعي ميل ذات الًقلب النفسطيبة , إلى بها يدفع يكن لم فيها الميل هذا ولكن لها ملك المنزل في ثمين فكل

الكبرياء.

, االستًقبال غرفة في وحدها جالسة وهي بعضاألحيان في تناديني كانت. وخفة دعابة في تحدثني ذراعيها بين أخذتني إليها أسرعت ما إذا حتى

تأمل على يرغمني غريب بدافع فأشعر وجهها يحاذي وجهي وكان , الطويل: الناعم جيدها الًضاحكتان الواسعتان الدعجاوان عيناها محاسنها

, , الساحرة وجهها صفحة المورد األسيل خدها وجهي فيه دفنت طالما الذي . , الصبوح, المشرق ووجهها المتموج الكستنائي وشعرها الملساء

Page 13: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

عند أنيق شاب فيًقابلنا المسرح إلى بعضاألحيان في معها أذهب كنتوأستنكر, الشاب بهذا أضيق كنت أنني أنكر أن أستطيع ولست مدخله

, ذات, لها فًقلت الحديث في إليه منصرفة أجدها حينما خصوصا وجوده : فارقناه أن بعد مساء

? , الرجل- هذا من أنجي

? , ? صديق- لي يكون أن يروقك أال صديًقي إنه عنه تسأل لماذا

. , يعجبني- ال الرجل هذا ولكن يروقني نعم

? يعجبك- ال ولماذا

. لماذا- أدري لست

? الناسجميعا- يحب المستًقيم الطفل إن أقل ألم

! , بها- يكلمك التي الطريًقة ولكن بلى

. صديًقي- ولكنه

, التي- الطريًقة إلى تنتبهي ألم به تثًقي فال بك يهرب أن أخاف إنني . ? ماكر إنه بها يكلمك

, الشاب هذا نحو شعوري عن تعبر كانت التي الكلمات بهذه أنطق كدت ما , , إلى ضمتني ولذلك فيها أثرت قد وكانت الشرود عليها الحظت حتى

: قائلة جانبها

. مشاكس- طفل من لك يا

, , وختمت الحوار هذا عن أختيها تحدث سمعتها المنزل إلى رجعنا ولما . : الصغير الطفل لسان على إنذارا ذلك يكون أن تخشى إنها قائلة حديثها

, ليس وقتا فيه قًضيت الذي منزلهم هو وذلك باترنوس آل هم هؤالء . , منزلنا في فأنا عندهم أوجد لم فإذا الطفولة من بالًقصير

5

, غرفة منه األرضي الدور في تًقع دورين من يتكون أيًضا منزلنا كان , غرفة الثاني الدور في وتًقع الجلوس وغرفة المائدة وغرفة االستًقبال

. وأختي أنا فيها أنام ثالثة غرفة ثم نومه غرفة ثم له مكتبا أبي منها جعل

وأمي أبي طريق عن الحياة صور من كثيرا المنزل هذا في عرفت وقد . الحياة, أسلوب كان وقد يزوروننا كانوا الذين هؤالء طريق وعن وأختي

. باترنوس آل منزل في الحياة أسلوب عن قليال# أو كثيرا عندنا يختلف

, الزوار هؤالء وكان زوار من يخلو كان قلما منزلنا أن االختالف هذا وأولاختالف عن قليال# jإال يعرف ال الذي أنا jإلي بالنسبة الغرابة تمام غرباء

. من يزوروننا الذين يكن لم الشعوب باختالف الناسوألوانهم طبائع

Page 14: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, حركاتهم أتتبع كنت وقد مراكشيين كانوا وإنما ألفتهم الذين اإلنكليز . وهم كلماتهم إلى أصغي وكنت جديدا شيًئا دائما فيها فأجد وسكناتهم

سهولة في يلفظونها التي الًضخمة الحروف لهذه فأستغرب يتخاطبون !! غرفة. في يجتمعون منهم أربعة أو ثالثة يكاد ال إنه أناسهؤالء أي ويسر

. عندهم وكانت الصاخبة وضحكاتهم العالية بأصواتهم ها jجو يمألوا حتىيتكلمون كانوا أنهم درجة إلى المختلفة األصوات التًقاط على غريبة قدرة

! , واحد وقت في وسامعا متكلما منهم الواحد فيكون واحدة مرة جميعا

حتى يتكلمن وهن ضجيجهن فيعلو النهار أثناء في أمي يزرن النساء كانت ! أنهن jإلي يخيل بحيث أصواتهن يرفعن كن الشارع من لتسمعهن إنك

, فأبًقى, حديثهن يتخلل الذي الًضحك مع يتالءم يكن لم ذلك ولكن يتنازعن , . أعجب وكنت يًقلن مما واحدا حرفا أعرف أكن ولم أمرهن من حيرة في

, , في ولكنني الزي هذا صنع من وأعجب المنازل في يرتدينه كن الذي للزي , ألمسطهارة كنت ألنني غريبا اطمًئنانا إليهن أطمًئن كنت نفسالوقت

. , تصرفاتهن في شخصيتهن ألمسقوة كنت كما يداعبنني حينما نفوسهن , , كنت السود الخادمات وهن بعًضهن إلى النظر أطيق ال كنت ولكنني

, أقاصيص في يرد لما حية أمثلة أنهن وأزعم قلبي أعماق من أخشاهن , السوداء أجسامهن حشوا قد وإنهن قاسية مشوهة مخلوقات من أمي . , إحداهن تكاد فال ولذلك وبغًضاء وحنق قسوة كلها كذلك سوداء نفوسا#

الشارع باترنوسعبر آل منزل إلى وأهرع منه أتسلل حتى المنزل تدخل . أمي كانت وعبثا منهن خال قد منزلنا أن من أتأكد أن بعد jإال أعود فال , بأقاصيصها أرعبتني أن بعد ذلك تستطيع وكيف إليهن تطمًئنني أن تحاول

? أمثالهن عن

, عن ابتعادهن هو ذلك تفسيرا له أجد أن دون حيرني بالذات شيء هناك , ذلك ولكن الدماء تمحيها ال عداوة الجنسين بين أن jإلي خيل حتى الرجال

. في السبب فما وإذن زوجها مع منهن الواحدة تكون حينما يًضيع كان ? بعض في أالحظ كنت النساء عن والرجال الرجال عن النساء ابتعاد

, على عينها وقعت إذا حتى خالية تحسبها غرفة تدخل إحداهن أن األحيان , , تكتفي تكن ولم صرخت وربما وجهها jاحمر وقد مسرعة خرجت رجل

. الباب خلفها وتًقفل أخرى غرفة إلى تسرع كانت وإنما بذلك

هذان يلعبها واالختفاء الظهور لعبة كان أراه كنت ما أن ببالي يخطر لماألوروبيين األدباء أحد بال على خطر الذي النحو على ملل دون الجنسان

أن - - من أصغر كان عًقلي ألن بعد فيما علمت كما مراكش زار حينما? . السر فما وإذن لها نهاية ال خالدة لعبة تلعب بأسرها ة jأم أن يتصور

, تفسيرهما أفهم أن حاولت وعبثا أمي وعند أبي عند أجده أن حاولت , وتخيلت تًقاليدنا من ذلك إن قيل حينما الفهم عن عاجزا انصرفت وأخيرا

. يuفهم أن الًضروري ليسمن مبهم شيء التًقاليد أن

. , لحالهن أرثي كنت ولكنني الغض وجمالهن النًضرة بوجوههن معجبا كنت , الغبطة حولها تشيع ساحرة أنجي تكون فلماذا الجمال في أنجي مثل فهن

? جميل? - - رائع فيها شيء وكل أنيًقة رشيًقة دونهن تكون ولماذا والبهجة , أعرف وكنت أنيًقات يكن لم ولكنهن جميالت أنهن الواضح من أرى كنت

. , أناقة وال ذوق فيه يكن لم إذ يرتدينه كن الذي الزي إلى يرجع ذلك أنمن كومة أرى كنت المتموجة الشعور ذي العاري أنجي رأس من فبدال#

, , المتكسر اللدن أنجي جسم من وبدال# رؤوسهن تعلو والمجوهرات الحرائر , كنت الرشيق أنجي قوام من وبدال# الستائر كأنها المدالة الثياب أرى كنت , أرى كنت العاطل المتفتح أنجي وجه من وبدال# اإلطالق على شيًئا أرى ال

, فأشعر عاطالت أراهن وقد لحالهن فأرثي باألصباغ ملطخة وجوها

Page 15: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. ولكن ضاع أين وأستغرب ذلك بعد والجمال السحر هذا أتفًقد ثم بسحرهنتعبث وهي ارتدت وقد إحداهن يوم ذات أبصرت حينما عجبي عن تسل ال

, , أناقة وال رشاقة عنها تًقل ال مثلها ساحرة رائعة فبدت أنجي زي مثل زيoا , الحجب عني أخفته جمال سر إلى أنفذ أن استطعت وبذلك جاذبية وال

. , الًقديم زيها في فأراها أعود أن جدا# ذلك بعد وساءني واألصباغ واألستار

, من jبد فال اجتمعوا فإذا المساء في يجتمعون الغالب في فكانوا الرجال أما . , كانوا ذلك في لذة أجد كنت ألنني مستطاع وقت أكبر معهم أقًضي أن

, أكثر وكانوا واحد وقت في واالستماع األصوات رفع في النساء من أبرع , , من يكثرون وكانوا وقهًقهات صيحات حديثهم كان حرارة وأشد صخبا

, يخيل حتى الجد من ويكثرون الجد يعرفون ال أنهم إليك يخيل حتى العبث . العبث يعرفون ال أنهم إليك

, , , غريبا لعبهم وكان اثنين ضد اثنان الورق للعب منهم أربعة اجتمع وربما , ثم مرات الفًضاء في بها يلوح ثم يده أصابع بين ورقة يتناول الالعب فأرى

, يحولها ثم أخرى مرات بًضع سبابته ضد ويًضربها ووسطاه بإبهامه يتناولها , , ثم االنتباه كل اإلشارات هذه إلى منتبه وصاحبه ذلك كل يسارا أو يمينامن يتأكد أن محاوال# صاحبه إلى ويرنو قوة األرضفي إلى بالورقة يلًقي

. , بالصياح الغرفة ضجت بسيطة غلطة حصلت فإذا يريد ما عنه فهم أنه , كانت الورق من بلبسقلنسوة عليه يحكم كان فإنه للمغلوب وويل

. , الغلب نفسه عن محا إذا إال ينزعها أن له يجوز وال جدا تروقني

الناس بهؤالء يحيط ما كل أن مثلي صغير طفل عن حتى ليغيب يكن لم , وفي أكلهم وفي ضحكهم وفي صياحهم في يبالغون فهم فيه مبالغ

. بالد في ذلك كل بهم يتصل ما كل وفي عبثهم وفي غًضبهم وفي لباسهم . ويًقهًقهون يهمسون قوم بين يصيحون كانوا سبيال# إليها المبالغة تعرف ال

. , يتحركون يكادون ال قوم بين أطرافهم ويحركون يبتسمون قوم بين : الصياح تشويه في يزيد والسكون الهمسواالبتسام كان هل أدري ولست

!? , مبالغين حًقا# الناسكانوا هؤالء أن أم والحركة والًقهًقهة

, بالعويل صوته فرفع والدته بوفاة رسالة� دهم أح� بلغت أن مرة ذات حدث, , جميعا الحي أهل بحيثسمعه الشارع يسود السكون وكان منزله في

ما عند يفعلون كما حدث عما يستفسرون بالمنزل وأحاطوا كلهم فأقبلوا !! نفسه الرجل هذا داهم أن أخرى مرة وحدث نازلة تنزل أو حريق يشب

, وأسرع ينبح الكلب ورائه ومن يصيح فانطلق الشارع وسط في كلبضخممن األول كان ربما عجيبا منظرا يرون بهم فإذا نوافذهم إلى الحي سكان

! كله الًقطر تاريخ في نوعه

, حب بالدهم في تعلموا قوم فهم يخرجون عندما أيًضا حالهم هذا كان , عشاياه في يتًقابلون كانوا فًقد ذلك وعلى النًضرة وأيامه الربيع

, وطالما الجميلة الطبيعة مفاتن ليتملوا العامة الحدائق إلى ويخرجون . وإنما األرصفة على يسيرون يكونوا لم النزهات هذه مثل في صاحبتuهم

طريق في أفراد عشرة من أكثر يًضم فيصفطويل يسيرون كانوا , لوجودهم يكون أن دون عالية بأصوات يتحدثون وهم والعربات السيارات

, الحي سكان ولكن وحركاتهم وقهًقهاتهم صياحهم على تأثير الشارع في . بين يuعرفون كانوا لتصرفاتهم يستغربون يعودوا فلم ألفوهم قد كانوا

" ذوي " كانتسمعة ذلك من وبالرغم الحمر الًقبعات بذوي األطفالعزة من فيهم لمسوه لما حسنة سمعة السكان بين هؤالء الحمر الًقبعات

, من عرفهم من جميع أحبهم ولذلك السيرة وحسن الخير النفسوحباإلنكليز.

Page 16: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

لبعضالصعوبات يتعرض أن من بد فال مرة شخصألول منهم قدم وإذا , تأثير أي المؤقت هذا لجهله يكن لم ولكن وشوارعها البالد بلغة لجهله

. , كيف أما الناس مع ويتفاهم يريد ما ويبتاع وحيدا يخرج فهو تصرفاته على ! , عليم به فالله لغة وبأي يتم ذلك كان

, أبي وكان عندنا وأقام البيًضاء الدار مدينة من جديد زائر أقبل أن حدث . ألول خرج ولما وحده يخرج أن عليه كان ولذلك الخروج يستطيع ال مريًضا

, عليه كتب ظرفا أبي وأعطاه التعبير بمهمة لتتكفل أختي معه خرجت مرةفيهديه الًضرورة عند الشرطي إلى به يدلي أن ليستطيع المنزل عنوان

, اآلخر. تلو الواحد الشوارع في وانطلق أختي مع صاحبنا خرج الطريق , يريد كان ما قًضى فلما المنزل عن تماما فابتعد العامة السيارة وركب

. ما تعرف فلم الطريق تعرف هل أختي سأل السبيل ضل الرجوع وأراد , فتًضايق, شيًئا يبتاع أن يريد أنه ظانة الدكاكين أحد إلى أخذته ثم يًقول

. أحد إلى تًقدم وأخيرا وحده يتصرف أن على رأيه واستًقر فهمها بعدم , , صاحبنا أدخل ثم بمثلها االبتسامة هذا عليه فرد محييا له وابتسم المارة

, , غريب أنه هيًئته من أدرك الذي الرجل فناوله الظرف وأخرج جيبه في يدهمنه واشتري الدكاكين أحد إلى أخذه ثم العنوان وقرأ الظرف منه فأخذ

, , كانت ما ولشد يتبعه بأن له أشار ثم الظرف على لصًقه للبريد طابعا! بالظرف فيه ويلًقي بريد صندوق أقرب إلى يدنو الرجل رأي حينما دهشته

من قفاه على يستلًقي يكاد صاحبنا رأى حينما مدهوشا الرجل ووقف . استغراب, في ينصرف أن إال يسعه ولم الًضحك

, غريب ميل أيًضا عندهم كان وإنما فًقط التجارة الناس هؤالء مهمة تكن لم , إنكلترا مدن إليهم تًقدمها التي الًضاحكة الحياة تلك بالحياة االستمتاع إلى

ومصايفها.

6

, في الحنين يبعث الطول هذا وكان منشستر في يطول الشتاء كان , وتبدو وجمالها نًضارتها إلى الطبيعة فيها تعود التي األيام إلى النفوس

. # عنيفا ذلك جانب إلى الشتاء وكان السماوات في سافرة الدافًئة الشمس , الرعد, وينتًقل السوداء الكثيفة السحب أطراف البرق فيتجاذب مزمجرا , تسبح تكاد بالمدينة فإذا السماء وتمطر مخيفا غاضبا األجواء في وصداه , , فيها شيء وكل أقصاها إلى أقصاها من مبللة هي وإذا طام سيل في , موسيًقى فيحدث الشوارع أرصفة على المطر ويتراقص الماء منه يتًقاطر

, في لها يuسمع نائحة معولة الرياح وتنطلق مستمر واحد لحن ذات رتيبةالشجر وأغصان الخشبية الحواجز فتًقصف مزعج صفير بعضاألحيان

, المدينة الحالكة السماوات ترجم أو الباسق الصفصاف مهبjها في ويتوجع , من أسراب#ا كأن سريعة متتالية نًقرات النوافذ زجاج ينًقر د البر� من بوابل , تهف~ت الثلج بنفايات الجو يمتلئ أو بمناقيرها تخترقه أن عبثا تحاول الطير

, المدينة ترتدي حتى لحظات إال هي فما الفًضاء بها ازدحم وقد بطء في , شيء وكل واألشجار والبيوت بالشوارع فإذا ناصعا أبيض إزارا السوداء . من وأطل الصباح أنهضفي وقد سحرية عصا لمسته كأنما يبدو فيها

قد ضباب في ضبابا إال أرى فال اختفى قد فيها وما بالشوارع فإذا النافذة , المصابيح إضاءة إلى الناس فيًضطر النهار طول المدينة صدر على يجثم

, باهتة خابية الشوارع مصابيح وتبدو مستمرة تزال ما الماضية الليلة كأن , يحاصر الكثيف الًضباب من سوداء هالة وحولها تغور تكاد بعيدة نجوم كأنها

. شيء منه يتسرب ال لكي النور

Page 17: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

ما أنساها لن الجبروت من صورا نفسي في يثير العنيف الشتاء هذا كانأن, أفهم فبدأت خيالي تثير التي الظواهر هذه أبرز من الرعد وكان حييت

, األرض إلى بالنسبة السماء وأن األرض تًضج كما بالمخلوقات تًضج السماء , فهذا المنزل في األول الدور إلى بالنسبة الثاني الدور مثل العالم في , يكونوا أن بد فال ضجيجهم الرعد كان وإذا الثاني الدور أهل ضجيج الرعد

يجرون وهم الًضوضاء هذه كل السًقف على أقدامهم تuحدث جبابرة عمالًقة . , بدأ ثم يعبثون أو يجرون الذين هم فًقط أبناؤهم كان وربما يعبثون أو

ة ج| الم�ح� في مارة وهي العربة تحدثه الذي بالصوت يًقترن الرعد صوت , أن هزيم السماء عبر كلما jإلي يخيل فبات جموح مطهم جواد يجرها

في يتسابًقون وانطلًقوا جبارة عربات ركبوا قد العمالًقة هؤالء من جماعة . تحتهم من العالم أنحاء فترتجف سرعة من يستطيعون ما وبأقصى جنون

. إلى أصغي كنت الخيال هذا إثارة في الثانية الظاهرة هي الريح كانت : , ما نفسي ساءلت وطالما الفراش في مدثر وأنا الليل ظلمات في عويلها

, , ? jإلي فيخيل االفتراض إلى ألجأ وعندئذ بجواب أظفر أن دون الريح معنى , العالم وبين بينه رفعت كلما منه jتهب وأنها سحيق مكان من مًقبلة أنها

, بها, فإذا والتطير التشاؤم من نوعا نفسي في يحدث صوتها وكان السدود , سببا هناك أن jإلي يخيل كان كما مهبها في صغيرة شجرة وكأنها ترتجف

, العالم مجاهل من ما مكان في حدثت قد خفية كارثة وأن العويل لهذا . أن أخرى أحيانا jإلي يخيل وكان والخرائب األطالل تندب الريح فانطلًقتبها ب�رح خفية كائنات هناك وأن مبهمة وأحزان بآالم يًضج الرحب الفًضاء

. والعويل باألنين األجواء فامتألت العذاب

في تترك معناها أعرف أكن لم التي العنيفة الطبيعية الظواهر هذه كانت - , من سمعت ما لطول أصبحت إنها حتى للعالم مخيفة صورة نفسي

بني - من وأقدر أناسأضخم يعيشفيها خفية أخرى لحياة رموزا أساطير. وجبار عنيف الرموز بهذه يتصل ما كل ألن البشر

, آخر جانب له كان فًقد الطويل الشتاء هذا في شيء كل يكن لم هذا ولكن . وكان مخيلتي تداعب كانت التي المخيفة الصور هذه وينسيني jإلي يحببه

والوثب العدو إلى فيدفعني نشاطا الصغير جسمي الًقارسيمأل البرد . بالحياة الطفل اغتباط مظاهر من مظهر ا jحًق واللعب اللعب في واالنغمار

وبرقت بشرا# وجهه تألأل وقد المجهدة بأنفاسه وينزل يعلو صدره فيرى , في والرضا البشر يشيع به فإذا ا بهيج# ا احمرار# خداه jواحمر رضا عيناه

. يراه من نفسكل

إلى أستمع المدفأة إلى أجلس أن الشتاء في jإلي األشياء أحب من وكان , باترنوس آل مدفأة وإلى لي ترويها أمي كانت التي الغريبة األقاصيص

الذي والتغير الحًضارة تًقدم عن يتحدثون وهم أفرادها أحاديث إلى أستمعإلى تمت ال باهتة صور إال ذلك من ذهني في تستًقر فال الحياة غمر

. , األحاديث بتلك أستمتع ذلك مع كنت ولكنني بسبب الحًقيًقة

أعمالهم إلى الناس يصرف كان العنيف الًقارس الطويل الشتاء هذا مثلولكن. كليjا انهماك#ا أعمالهم في ينهمكون المراكشيون كان وقد الجدية

من بشيء هذا جدهم ليحيطوا منازلهم في يسمروا أن من يمنعهم لم ذلك . الغرفة من ضحكاتهم سمعت منزلنا في يسمرون كانوا فإذا والمرح اللهو

لم التي تلك أحاديثهم ووصلتني وأختي أنا فيها أنام كنت التي المجاورة . شيًئا منها أفهم أكن

Page 18: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

إليها ينصرفون النازحون المراكشيون هؤالء كان التي األعمال هذه أما , أكن لم تجارية أعماال# كانت فًقد الشتاء فصل أثناء في تاما انصرافا

. أن اآلن وأستطيع المبكرة السن تلك في وزن كبير لها أقيم وال أفهمهامظاهر من مظهر أنهما شك ال ومرح ترف جميعا عليهم يبدو كان إنه أقولدراية. - - إلى تستند تكن لم بعد فيما علمت كما التجارة هذه ولكن النجاحالزوابع أثناء في الدفة لتسيير بها اإللمام من بد ال التي بالشؤون إلمام أو

. ذلك, بعد صادفوها زوبعة أول جميعا بهم عصفت ولذلك االقتصادية

, الحياة من مللت فإذا مكتب في أعماله يزاول الًقوم كبًقية أبي كان , ما إذا حتى معه يصحبني بأن عليه اإللحاح في التغيير بعض طلبت الرتيبة

. الصبر بفارغ التالي اليوم صباح انتظرت قبل

اإلفطار وجبة تناول بعد صباحا الثامنة الساعة حوالي في المنزل نغادر كناالذين واألطفال الرجال جيراننا من جمهورا الشارع في فنًقابل مباشرة

, فكانوا مدارسهم إلى أو أعمالهم إلى ذاهبين مثلنا منازلهم يغادرونفي أصابوها التي الراحة بعد والنشاط الحيوية من بجو الشوارع يغمرون

. الليل أثناء

التي المدينة أتأمل نافذته إلى أنا انصرفت الترام قطار ركبنا ما إذا حتى , يخيل وكان والعمل األسواق شوارع في توغلنا كلما ونشاطا حركة تزداد

, تًقع العين تكن فلم سكانها باستيًقاظ استيًقظت قد أيًضا هي أنها للمرءأكن لم ولكنني وأعمل أتحرك بأن تغريني متزايدة دائبة حركة على إال

. أزاول أن يمكن ماذا أعرف

لنخترق متوثبا جانبه إلى وأسير الترام نغادر ونحن نشاط في والدي وأتبع , فيه ليدير األبواب أحد عند نًقف ثم ساللمها ونصعد البنايات إحدى باب

, على نظرة ألًقي أن يفوتني يكن ولم المكتب ندخل أن قبل مفتاحا والدي , حروف أنها أعرف وكنت الباب زجاج على المنًقوشة السوداء الحروف

) . أكن ) لم أنني من بالرغم أميزه كنت الذي جلون بن ت مستر والدي اسميستعملها التي الظروف على مطبوعا رأيته ما لكثرة بعد الًقراءة أفهم

. بالمنزل مراسالته في والدي

تحية ويحيينا معطفه يخلع وهو الباب اإلنكليزي السكرتير يفتح ما وسرعان . فأجلسعلى, العمل ويبدأ والدي لمكتب مًقابل يجلسلمكتب ثم الصباح

العمل ماهية لفهم فاشلة جديدة محاولة في وأشرع جانبه إلى كرسي , . أعثر علني الغرفة في ما بتأمل المحاولة هذه أبدأ وكنت به يًقومان الذي

: وورق والمطبوعات والملفات الدفاتر الفهم إلى يهديني علىشيء, الناسخة الًضغط وآلة والرسائل والمحابر واألقالم والظروف الكتابة

, , المهمالت وسلة والمفاتيح الحديدية والخزانة والصور البريد وطوابع . ... إلخ األقمشة ونماذج

واضحة بفكرة ألخرج المختلفة األشياء هذه بين أربط أن أحاول كنت عبثا , والدي يستعملها التي األلفاظ أفهم أن أحاول كنت وعبثا والدي عمل عن

. الفهم على بها ألستعين وسكرتيره

والحالقة النجارة كأدوات كثيرة أدوات وجود الغرضمن أفهم كنت . أغراض بي تحيط التي األشياء لهذه يكون أن يعًقل فهل مثال# والخياطة

? في? الفهم أيأسمن ثم األغراض هذه فما كذلك األمر كان وإذا مماثلةوالمسا تارة لها متأمال# األشياء هذه بين والتنًقل الحركة إلى وأنصرف ملل

. أخرى تارة بيدي لها

Page 19: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. : يرجع ذلك كان فهل والورق الًقلم بينهما الصلة أدرك كنت فًقط شيًئان , االبتالء هذا بهما سأبتلى بأنني إيذانا كان أو العبث في صبيانية رغبة إلى

? أيامي من يستًقبل فيما العظيم

, هذه تأمل من فمللت السكرتير مع عمله في منهمكا مرة ذات والدي كان , على موضوعة كانت عربية جريدة تناولت ولذلك فهمها ومحاولة األشياء

, أقلد أن أحاول وبدأت الًقلم تناولت ثم حروفها أتأمل وأخذت المكتب . جدوى دون بيًضاء ورقة على الكتابة

, وضعت فًقد براقة أنها jإلي خيل حياتي في فكرة أول ببالي خطرت وهناحروفها أن اكتشفت بي فإذا المكتوبة الصحيفة على البيًضاء الورقة

, الدوائر على أعيد وأخذت الًقلم فتناولت الشفافة الورقة تحت واضحة , . عظيما سروري وكان مكتوبة بها فإذا الورقة رفعت ثم والنًقط والخطوط

, " بذلك " يًقيني وازداد األولى العمل أسرار على يدي وضعت أنني لي بدا إذالغبطة ببريق عيناه فبرقت والدي إلى كتبتها التي الورقة قدمت حينما

واإلعجاب.

, كانت فًقد الوقت من قصيرة فترة مرور بعد كله هذا من jأمل فجأة ثم , الذي االنًقباض ذلك إلى يًضاف ضيًقة العمل وإمكانيات محدودة األشياء

مكان في المرء يوجد حينما الداكن الشتاء فصل النفوسفي به تصاب , , الطلب في ألح ثم المنزل إلى العودة فأطلب بالمرح يغري ما ليسفيه

هي هذه إن يًقول وهو الميعاد قبل المنزل إلى فنعود والدي يًضيق أن إلى . ذات أقول وكنت المكتب إلى معه فيها يصحبني التي األخيرة المرة

, الطويلة الساعات هذه يوم كل يًقًضي كيف وأستغرب نفسي في الشيء . أيام إال هي إن ولكن الغرضمنها أفهم ال بأدوات يعج مكان في المملة . المحاولة لتجديد والدي عمل مكتب زيارة في الرغبة تعاودني حتى

. الناس حنين كان وقد الذاهبة األيام تلك في الشتاء حياة من صورة هذه , يحدث أن إذن الغريب فليسمن طوال# الشتاء ازداد كلما يزداد الصيف إلى . بالربيع احتفاال# الناس أشد من وكان الحياة في تغييرا يًقبل حينما الصيف

تسمح بحيث أعمالهم ينظمون كانوا الذين المراكشيون هؤالء وبالصيف. الجديد الفصل إليهم حملها التي الجديدة الحياة إلى ينصرفوا بأن لهم

? كنت وقد الصيف أقبل وقد منشستر في يظل أن يستطيع الذي ذا ومنهذه سنترك أننا من أكثر لشيء الصيفال إلى الصبر بفارغ أيًضا أنا أتطلع

باترنوسومواطنينا آل مع الشواطئ إلى غم من فيها قاسيناه وما المدينةالمراكشيين.

7

, نبرح الذي اليوم إلى أتطلع بي فإذا وجماله بنًضارته الصيف أقبل ا وأخير# . , عًقبة هناك أن بيد نبرحها أن لنا آن فًقد يطول ال صبري ولكن المدينة فيه

. كنت لًقد الًقطار محطة هي تلك ألفحساب لها أحسب كنت صغيرةتدخل وهي الًقاطرة إلى النظر أطيق أكن لم إذ شديدا كرها أكرهها

األسود, الدخان وترسل وتتنهد تزفر وهي يفزعني منظرها كان المحطة . صوره أبشع في الطغيان كان صوابي يطير الحاد صفيرها ويكاد الكثيف

األشوه الكالح عبوسبشكلها في مًقبلة أراها حينما فيها لي يتمثل , كأنها تدور الًقاسية الغليظة عجالتها أرى وحينما البشع الًضخم وحجمها

, من بألسنة يًضج جوفها وأرى مني بالًقرب تمر وحينما السحق إلى جائعةالحًقد من ألسنة أنها jإلي فيخيل أحمر شرار منه يتطاير األسود اللهب

Page 20: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. إلى لي تمثل الًقاطرة تزال وما البغيض اآللي الحيوان ذلك جوف بها يغلي . مثال إنها صورة أبشع في الحًضارة خلًقته الذي اآللي الحيوان اآلن

, قلوب أن في شك ال وهيصفات والجبروت والعمي والصرامة للًقسوة . إليها تطمًئن ال الصغار

تستجمع كأنها وتزفر تنفخ بطيًئة انطلًقت المحطة من بنا انطلًقت فإذاتلتهم بها فإذا لحظات بعد تنطلق ثم تزداد أن سرعتها تلبث ال ثم قواها

, ال وجهها على تهيم ثم بعجالتها الجوع ح jبر كأنما ا التهام# الحديد قًضبان . نفس تنشط كما تنشط ا نفس# لها أن jإلي يخيل وكان علىشيء تلوي

كان لو كما راقصا رتيبا صوتا تحدث العجالت فإذا العنان له أطلق إذا الجواد , آن من ترسل بالًقاطرة وإذا جهد من فيه هي عما رضاها عن تعبيرا ذلك

, ال صفير وهو العنف هذا بكل اغتباطها عن فيه تعبر طويال# صفيرا آلخرإلى داخله وهي قبل من أرسلته الذي المعتم الصفير ذلك إلى مطلًقا يمت

المحطة.

فًضاء إلى الًقطار يخرج حينما اإلحساسات هذه تتالشى ما سرعان أنه على . يخترق وهو كهذا شيًئا يذكر أن يستطيع الذي ذا ومن الواسع الطبيعة

? أخًضر سندسي بساط واليمين الشمال على الًقطار في إنكلترا حًقول , البهيجة األلوان إال العين ترى وال السماء زرقة روعة خًضرته تنافسروعة

, , واألبًقار األغنام ألوان واألشجار والطيور الزهور ألوان مكان كل فيتنميًقها, على أشرف قد أنه انسجامها لشدة إليك يخيل ألوان واألفراس

. قدير فنان

, اآلن اختلطت ولًقد يصيفون الناسوهم يعيشفيه الذي الجو هو وهذا , إلى صورة كل أرجع أن استطاعتي في يعد ولم الصور من كثير ذهني في

, إلى جملتها في ترجع أنها أذكر ولكنني الجميلة الجزيرة من مكانهاآنز وسنت بول بالك ومدن ناحية من منشستر بين الواقعة المسافات

. أخرى ناحية من وويلز

, الًضخمة عجلتها فهذه الجبارة المالهي مدينة بول بالك أذكر إنني كال , الًضارب برجها وهذا الناس من عالما# تحمل وهي الفًضاء في تدور العتيدة

. جرى ماذا وحذرا خوفا أتراجع حتى أعاليه من أطل أكاد ال السماء في ? صغيرة دودة مثل أصبح لًقد المحطة في أرعبني الذي الًقطار لذلك

ألعب أن اعتدت التي اللعبة بتلك شبيهة وهي بطء تزحففي مستطيلة , تًضطرب سوداء صغيرة بًقع أنهم إليك الناسفيخيل أما المنزل في بها ... تجتمع سوداء بًقع مجهر تحت تراهم كنت لو األرضكما علىصفحة . الحياة هي تلك بها يعبث من هناك كان لو كما نظام غير في وتفترق

. األعالي من عليها نشرف حينما

) أجد ) فبينما بول بالك المتأللًئة المالهي مدينة في نفسي أتصور مازلت , أنزل بي إذا قوس من انطلق قد سهم كأنني السماء إلى صاعدا نفسي , أخرى مرة ارتفعت باألرض أرتطم كدت إذا حتى جنونية سرعة في ثانية

, الصغيرة أعصابي على عبثا أسيطر أن أحاول ذاهل وأنا السماء اتجاه في , يكاد ال ولكن أخرى مرة الجهنمية اللعبة هذه أركب ال أن على العزم وأعًقد

. جديد من إليها الحنين يعاودني حتى يًقبل التالي اليوم

حتى أفعل أكاد فال صغير بساط أجلسعلى أن مني يطلب رجل ذا هو وهامن يًقفز قلبي فيكاد الهاوية نحو بي يدفع وهو مدوية بصيحة صوته يرفع

, . السرداب هذا يكن لم إن الهاوية تكون وماذا الهاوية نحو نعم ضلوعي بين? , ? الصياح يجدي ماذا ولكن أصيح وأكاد األملس الملتوي الًضيق المنحدر

Page 21: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

تتراقصمن الحديد وقطع والحواجز واألخشاب باألعمدة فإذا عيني وأرفع , حينما جديد من أرتفع ال ولكنني جنون أصابني قد كان لو كما فوقي

, , الفًضاء في فأندفع السرداب ينتهي وإنما المرة األرضهذه من أقترب , مني أفلت فأنهضوقد الرمال فوق أتدحرج نفسي أجد حتى أفيق أكاد وال

, , أيًضا وأنا يتراقص العالم إن حولي ما عبثا أتبين أن وأحاول نفسي زمام . , الدوار, أصابني لًقد أخرى مرة أسًقط ثم أتراقص

, والفتيان بالفتيات عج قد البحر شاطئ فهذا الصور تختلط ذلك بعد ثموضحكات األطفال بصياح اختلط قد األمواج هدير األذن تسمع حيث

. وأختي أنا أتسابق إنني بليغة مستحبة موسيًقى كله ذلك فأحدث الشباب . الظمآن المتهالك اندفاع البحر نحو تندفع الصغيرة وخطواتنا الرمال فوق

وهم برعاة فنمر منيعا# جبال# نتسلق بنا فإذا الصورة هذه وتختفيوصلنا إذا حتى والبغام بالثغاء يستمتعون وكأنهم الظالل في مًضطجعون

أن من بد له يكن فلم ذلك عن أبي أصدقاء أحد عجز النزول وأردنا الًقمة . كثيرا وينحدر قليال# jيدب جالسا ينزل

, , وكانت البحر شاطئ على المساء في نسير بنا فإذا أخرى صورة تأتي ثمعصر إلى يرجع قديم بحصن آلخر آن من فيها نمر موحشة خالية الطريق

منه, نرجع منفذا فيه نجد أن نحاول بأسره المساء فيه سرنا ولًقد الرومان, , يركب أن يمكن ما وكل المارة من خالية والطريق جدوى دون المدينة إلى

, من بد لنا يكن لم ولكن السير عن عجزنا أن إلى ونسير نسير ظللنا ولذلك , وأطلت العالمين على بأسدافه الظالم خيم أن إلى السير في نستمر أن

, هدير وبدأ عظيمين بسورين المكتنفة الرومانية الطريق فوق تتألأل النجوم , قًضينا أننا أذكر ومازلت الغامًضة الموحشباألصداء الجو هذا يمأل الموج

بعد بنا مرت سيارة إال تنًقذنا ولم ضالين الليل من قصير غير شطرا . الليل منتصف

, لًقد الجميلة إنكلترا مصايف في قًضيناها التي الرائعة األيام تلك أنسى لن . , البحر هو فهذا الطبيعة جمال وعلى الحياة بهجة على فيها استيًقظت

المائي العالم هذا أثار وقد الصخري الشاطئ على أمواجه تتكسر المتالطم ? . بالغموضيًضيع محفوف الماء من عالم البحر هو ما نفسي في الدهشة

. المياه هذه وراء أن سمعت وقد البصر مداه يدرك أن دون األفق خلف , بالد إلى عائدا المياه هذه فأخترق أخرى مرة سأعود إنني وقيل آخر عالما

. منها جًئت أنني زعموا

, جميعا هنا فهم المدينة الناسفي غير المصايف هذه والناسفي , بشرا فتزيدهم الناصعة البيًضاء الثياب يرتدون ضاحكون مستبشرون

. والعافية بالصحة مترعة محمرة ووجوههم

ونرود الشواطئ ونجوب الجبال فيه نتسلق السنة في شهر يمر وهكذا . في األثر أكبر له كان بهيج راقص ضاحك شهر المالهي ونرتاد الحًقول

الحياة, على بالرضا يدعى ما تصور على قادرا بعده أصبح كنت فًقد نفسي . بالسعادة يدعى ما شًئت إن أو

تغريد وراءنا خلفنا وقد منشستر إلى راجعين فنًقفل هكذا الشهر وينتهي . بسوادها منشستر إلى وعدنا البحر وهدير والورود األزهار وفوح الطيور

العبوسحينما الكالح الشتاء استًقبال في نكون لكي أخرى مرة وكآبتهايعود.

Page 22: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

8

إلينا فيخيل الصغيرة عيوننا فيها دامسندير ظالم في تسبح الغرفة كانت . السابعة الساعة الفراشمنذ إلى نأوي كنا الظالم شدة من اختفت قد أنها . النوم هذا في حيلة لنا تكن لم كثيرة مرات النوم علينا فيستعصي مساء

أن. أمنا إلى نتوسل النهار أثناء في الطويلة الساعات نًقًضي كنا المبكر . , المساء يبتدئ وحينما عبثا كان ذلك ولكن بعضساعة أو ساعة نومنا تؤخر

, فتتعلق والدقائق الثواني نعد ودقاتها الكبيرة بالساعة عيوننا تتعلق . نفسي في عرفوا لًقد المحتومة الساعة نحو تتًقدم وهي بها أنفاسنا

, فيه تصير الذي اليوم أتمنى كنت الحين ذلك منذ المبكر النوم كراهية . أشاء كما أسهر أن هو فيه أتصرف ما أول يكون لكي jإلي أموري

إلى فيه آوي الذي الوقت بين أقًضيها التي الساعة تلك رهيبة كانت , الدامس الظالم في عيني أفتح فيه أنام كنت الذي الفراشوالوقت

. األلوان مختلفة بًقع أمامي تلوح وحينًئذ بصري jيكل أن إلى فيه وأحدق , , بأن إيذانا ذلك وكان خًضراء صفراء حمراء تنطفئ ثم قليال# تسبح ثم تبرق

, , العابر كالظل يمرق أسود عبد أمامي يًقفز ثم الظالم في دبت قد الحياة , بارقة أنيابها عن لي تكشر كالحة وجوه وفوقي وشمالي يميني وعن , الكالحة الوجوه من عشرات العًضالت متًقلصة الشعور منفوشة العيون

ال ولكني بالصراخ فمي وأفتح jعلي تطبق تكاد حتى اتجاه كل من تًقترب , آتي عنيفة حركة إال تنًقذني فال تختنق بأنفاسي وأشعر صوتا لي أسمع

. البًقع, وتبدأ جديد من الظالم في أحدق السرير فوق قائم بي فإذا بها, , نداء لي تجيب كانت قلما ولكن أختي فأنادي أخرى مرة سيرتها الملونة

. الوسائد بين وجهي وأدفن ثانية أستلًقي أن إال ينًقذني فال

. من أكثر كنت أيًضا ولذلك قبلي أختي تنام أن مطلًقا أحتمل أكن لم لذلكبها تهتم التي الموضوعات في أحدثها أن دائما وأحاول النوم قبل الكالم

. , األشباح تلك من حينًئذ لي فويل وإال وتنام أتكلم تتركني لًئال

, الغفلة من مسحة أن ذلك jإلي بالنسبة متعة كان أختي إلى التحدث إن ثم , أكن لم بل حولي ما إلى االنتباه أحسن أكن فلم فكري على jترتد كانت . أعيشألنها بواسطتها كنت إليها أنتبه أن يحسن أشياء هناك بأن أشعر

. تتحدث وهي بي تبرمت طالما ولًقد بي يحيط ما jإلي تنًقل كانت التي هي . أن وبينها بيني فيما به المسلم من كان متابعتها أستطيع أن دون jإلي

. , المجيب دائما وهي السائل دائما فأنا تعترضني مشكلة كل أعرضعليها , jإلي ويخيل شيء تمحيصأي أحاول أن دون لي يًقال ما كل أصدق كنت

بي يجمل يكن لم السذاجة من مسحة تعلوها كانت حينذاك نظراتي أن اآلن . أيًضا هي إليها اإلنتباه عدم

. , هو أخافه ما أخوف إن تماما صاحيا كنت ولكنني الحديث وطال الليل طال . كانت األشباح هذه أن والغريب لألشباح فريسة وتتركني أختي تنام أن

, حينما سريعا# تتبدد كانت أنها كما قط رأتها أن لها يسبق فلم ترهبها . فتجيب أناديها

? ذلك أثير أن ألحاول الغريبة الصور تلك بمواجهة مهدد وأنا إذن العمل ماإلى فيه نصل أن دون وساعات ساعات عنه تحدثنا الذي الًقديم الموضوع

: فسألت. جواب

. الظالم- هذا في يؤنسنا أخ لنا كان لو أتمنى ما لشد

Page 23: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

? , بأخ- لنا أين ومن أخ

, لنا- تًقل ألم الكرمب حًقل من واحدا لنا فتًقطف شلمداين مسز نوصي ? هناك من حًقيبتها في بهم تأتي إنها

. , ذلك- لنا قالت بلى

, , طيبة- امرأة شلمداين مسز إن غدا رجاءنا لنكرر بسيطة فالمسألة إذنالًقلب.

? . تصدق- هل الكرمب داخل الطفل ينبت أن يمكن كيف لًقولها أعجب إنني ? ذلك أنت

? إذن- أين فمن

, أحدا- سألنا كلما ألننا هناك من يأتي ال أنه من متأكدة ولكنني أدري لست : . الطفل إن أندريه قال اآلخرين جواب عن مختلفا جوابا أجابنا ذلك عن

: . في يباعون األطفال إن أنجي وقالت المدفأة مدخنة في وحده يولد : . : تعرف. ال إنها أمي وقالت البريد في يأتون إنهم ألليني وقالت السوق

: . من بهم تأتي إنها شلمداين مسز وقالت بهم شلمداين مسز تأتي أين من ? , . تظن فماذا جديدة إجابة أجابنا أحدا سألنا كلما وهكذا الكرمب حًقل

. أدري- لست

, أن- من بد ال ولدا تريد التي األم أن الحظت ولكنني أدري لست أيًضا وأنا , . ورأيت توءمين معها رأيت ثم منتفخة فلتشر مسز رأيت بطنها يرتفع

, أن أردن كلما هكذا ينتفخن فلماذا أيًضا ولدا معها رأيت ثم منتفخة فاطمة !? ولد لهن يكون

! ? معك- كنت ليتني يا ينتفخن أنت رأيتهن هل

. هنا- كذلك jكن أيًضا أنت ورأيتهن منتفخات رأيتهن وإنما ينتفخن أرهن لم? , ذلك تالحظ ألم المنزل في معنا

. تًقولين- مما شيًئا أر لم أبدا#

ولكنني جدوى دون ولكن ذلك أتذكر أن قوة من أوتيت ما بكل وحاولت . عينان. لها كانت لًقد صدقتها

. ? : أخا أريد إنني األطفال يأتي أين من إذن ذلك بعد وسألتها

, أخ: على بها نحصل طريًقة إلى نهتدي أن من لنا بد ال ولكن أدري ال فًقالت . معه نلعب صغير

, في التفكير إلى معا انصرفنا لًقد أخرى مرة عميق صمت الغرفة ساد , , والذي جوابا# له نجد أن نستطع فلم العويص السؤال هذا عن الجواب

, من كل على طرحناه الذي السؤال ذلك بغفلتي ذكاؤها أمامه تساوىسرها. إخفاء على يحرصون فلماذا بسيطة المسألة أن والغريب نعرف

! ملحة? رغبة أمر كان ولكنه سؤال عن جواب مجرد كان األمر ليت ويا عنا . , لم الحًقيًقة معرفة عن غنى في نكن فلم طويال# زمنا وأختي أنا تملكتني

Page 24: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. أخا نريد إننا تحًقيًقها نريد مصلحة أمر كان وإنما معرفة أمر األمر يكنصغيرا.

, , بها نرضي حًقيًقة إلى نهتدي علjنا نفكر ونحن الغرفة في صمتنا وطال . إال فيه أر لم ولكن وجوهه على األمر أنا وقلبت نفوسنا في الرغبة هذه ......... . بأن تذكرت ثم حاولت ثم وحاولت ظالم من الغرفة في أرى ما مثل

, في بها وحلق أختي أجفان إلى النوم حمل قد يكون بأن حري الصمت هذا . األحالم سماء

? , ... !? أنت- هل ماذا آمنة بأخ نظفر أن نستطيع كيف آمنة يا إذن العمل ما ! , آمنة? يا تفعلي ال ال نائمة

ألحاول ولكن أخرى مرة األشباح jعلي لتطبق وحدي وتركتني نامت لًقدإيًقاظها.

! , , آمنة- آمنة آمنة

. , وانتًقلت مريح هادئ لنوم واستسلمت جفنيها أختي أطبًقت لًقد ويلتاه يا . : العالم في أنا وبًقيت النور عالم عيناها فيه تبصر كانت الذي العالم من

. الظالم : عالم فيه تبصر عيناي كانت الذي

9

! يثير بأن جديرا لًقبا أليسهذا الهند وإمبراطور المتحدة المملكة عاهلاألباطرة ذكر عند مذهب كل الوهم به يذهب طفل خيال النهاية إلى

المجد ألًقاب أسمى على والمستحوذين الصولجان وأرباب واألقطابوضياعه?! ممتلكاته الشمسعن تغيب ال من اسم ذكر إذا فكيف والسعادة

!? العالمين أنحاء سائر في

المتحدة المملكة الخامسعاهل جورج عن يسمع الطفل بدأ لًقد نعم , مثل عنه سمع طالما ولًقد وإكبار إجالل كلها أحاديث الهند وإمبراطوريuرى يuلمسوال شخصال حول تدور أنها إليه يخيل فكان األحاديث هذه

. األحاديث تلك نفسه في تركتها التي الصورة كانت لًقد مكانه وسمو لجاللهالله عن سمعها التي األحاديث نفسه في تركتها التي الصورة من قريبة

. جالله جل

تًقدساسمه الله أن وأخبره ساع إليه سعى لو شعوره عن الًقارئ وأسأليوم مساء من الخامسة الساعة في به يًقيم الذي بالشارع يمر سوف

العظيم. الرجل ذلك أن سمعت حينما تملكني الذي نفسالشعور إنه معلوميمر سوف اسمه ذكر عند مهابة األجفان تسبل الخامسالذي جورج

, بعد مساء الخامسة الساعة في فيه نًقيم الذي الشارع في بشخصهيومين.

تعودت كما فهمه أستطيع ال ما الستبعاد بالمنطق أستنجد أن حاولت وقدليست ...... هذه ولكن جديدة خرافة أمام لوجه وجها وقفت كلما أفعل أن

يستًقبلون, التيسوف الزينة معالم إقامة في ماضون جيراننا فإن خرافةعليائه من وينزل العتيدة التجارية مدينتهم يزور حينما العظيم العاهل بها

. سافلين أسفل في البعيد المتواضع بشارعهم ليمر

Page 25: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

في وانزوى الزينة معالم إقامة في ماضين الشوارع وسكان الجيران وتركيًقبلها صورة المجيد الخرافي الشخص لذلك يعطي أن اندهاشيحاول

. الناصعة األلوان وأخذت وجالل سمو من سمعه ما كل مع وتنسجم العًقل , فهو نفسه في تتالحق والصور األشكال بدأت ثم مخيلته أمام تبرق

يمكن ال ساطع نور جسمه من ينبعث التكوين سامي مخلوقا مرة يتصوره , عربة في يًقبل قديرا هائال# عمالقا يتصوره ثم إليه النظر إطالة من العين , تنزل نور من سحابة ممتطيا سيًقبل بل ال واألرض السماء بين تمر هائلةخالدة نظرة بإلًقاء الناس ليسعد الشارع فًضاء في به تمر ثم عليائه من به

. النوراني وجهه على

. باترنوس آل من أحدا أو المنزل أهل أحد يسأل أن استطاعته في كان

. أحد يجهله أن يصح ال الذي الشخص بهذا جهال# يظهر أن من خجل ولكنهفي اإلمعان حاول كلما بها يًقابل كان التي النظرات تلك يذكر يزال ال وهو

, , يتريث أن آثر ولذلك يتصوره أن يستطيع لكي وصفاته الله عن السؤال . الغد مساء من الخامسة الساعة في كاملة الحًقيًقة يدرك وسوف

وهو منها رآه ما بين يميز ال الناصعة البراقة باألخيلة مفعمة ليلة وقًضى , وكانت المنام يدركه أن قبل السًقف إلى يرنو صاح وهو منها رآه وما نائم

الخامسة الساعة في يراه سوف الذي العظيم الملك شكل حول تدور كلها . التالي اليوم مساء من

, جديد شيء رؤية على أقبلت كلما الغبطة بانفعال دائما أشعر كنت ولًقديذكر - يزال ال منا امرئ كل وإن األطفال جميع مع ذلك في وأستوي

, فما الحياة في مرة ألول ذاك أو الشيء هذا رأى حينما تملكه الذي الشعور , لن وربما له ثاني ال مخلوقا رؤيته على مًقبل أنا الذي هذا كان إذا الرأي

? اليوم صباح استًقبلت وهكذا الحياة مدى أخرى مرة أراه أن لي يتاح , حينما بذلك إيماني وازداد حياتي في يوم أروع صباح أنه على التالي

يرفل وهو قبل من أره لم كما لي فبدا الشارع على النافذة من أشرفت . , واقتناعا قوة إيماني فازداد تتوالى األحداث وبدأت الحلل أزهي في

المديدة بًقاماتهم اإلنكليز الشرطة رجال وهناك هنا الشارع في ظهر , أما الالمعة وأحذيتهم براقة نحاسية بًقطع المرصعة السوداء وبذلهم

. أنهم للمرء ليخيل إنه روعة ازدادت فًقد األمثال بها تًضرب التي رزانتهم . الكريمة المناسبة بهذه فًقط نصفساعة منذ صنعوا جدد رجال

رجال من ضابط يمتطيها بخارية عجلة آلخر آن من الشارع في تمر كانتقطعة وعجلته هو أنه معه jإلي يخيل كان مبلغا# معها انسجامه بلغ البوليس

واحدة.

مثل في مألوف هو كما اآلخر تلو الواحد تبدو الرائعة المظاهر تزل ولم , يكتظان الشارع برصيفي وإذا الزيارة موعد اقترب أن إلى المناسبات هذه

, , السكان وازدحم والعربات السيارات مرور توقف ثم بالناس قليال# قليال# . منظرا كان لًقد ا jحًق الشارع طول على والشرفات النوافذ في وضيوفهم

... مرة ألول يراه لمن بالنسبة رائعا

فرق أخذت حينما الغليان درجة إلى لالرتفاع تستعد نفسي حرارة وبدأتمن مختلفة أنغام على المزركشة مالبسها في بالشارع تمر الشرف

يثير الذي الناعم ومنها المشاعر يلهب الذي الحماسي منها الموسيًقىعلى. اآلن حتى رأيتها التي بالمناظر أبتهج وأنا غرا كنت ما ولشد األخيلة

Page 26: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, كل تشعرك الذي الرائع الحي المنظر هذا من هي فأين المسرح خشبة !? ينبضفيه والحًقيًقة الحياة دم بأن فيه حركة

, في العسكرية الفرق فبدت المثيرة أدواره في يدخل المشهد أخذ ثمالموسيًقى نغمات على وتخطو البهيجة مالبسها ترتدي وهي الشارع

. عنف دون ولكن العسكرية

كبير - عدد بي يحف وكان نافذتنا من الرصيفين على ببصري ألًقيت ولماهم - من بمعرفة أحفل أن دون الدقائق مرور مع عددهم الناسيزداد من

, العتيد العلم المتحدة المملكة علم آالفمن وراء اختفيا أنهما jإلي خيل ... األرض حول دورانها في ملل دون يغازلها الشمسوهو أتعب الذي

الساعة بأن تؤذن المتالطمة الجماهير بين عادية غير بموجة أشعر وبدأت . أن لبثت ما حماسية موجة فيهم فسرت تحل أن لها آن قد المرموقة

. والشرفات النوافذ إلى وانتًقلت جميعا اكتسحتصفوفهم

. وهم بالناسيصيحون وإذا غامر عاطفي هياج إلى تتحول الموجة بدأت ثم . الشرفات الجلوسفي بكل شعرت وفجأة باألعالم يلوحون أو يصفًقون

كلها تعرب وأصوات تعابير أفواههم من وانطلًقت وقفوا قد النوافذ وأمام . اإلعجاب عن

لشدة بدأت وأنني تكتسحني أخذت قد الحماسة موجة بأن هنا وشعرت , أتملى لكي نفسي عن أنفثها أن فًقررت األشياء بين التمييز أفًقد وطأتها

. , بي يحيط ما كل أتتبع فأخذت بالشارع مار وهو اإلله نصف إلى بالنظر

, إنني أقول أن وأستطيع أمامي جرى ما كل تتبعت أنني من متأكدا وكنتحركة وكل به لوح صغير علم وكل هتف فم وكل كفصفًقت كل رأيت . انتباهي وكان بصري يدركه الذي المحيط في وقعت صغيرة كانت مهماكانوا بالذين ألي بعد إال أشعر لم بحيث جدjا دقيًقا يجري ما ترصد في

! ! ! : الملك الملك انظر الشرفة في بي يصيحون

, أتتبع أخذت ثم عًقولهم سالمة من ألتأكد الصائحين إلى واستدرت !" رأيت " أنني من وتأكدت الملك على نظري وقع أن إلى إشاراتهم

." الملك " أنه على إليه يشيرون الذي الشخص

كانت لو كما الشارع من الجماهير خفية يد مسحت البرق سرعة وفي , الموسيًقى واختفت الهتافات واضمحلت سبورة على بالطباشير مرسومة

مرة واضمحلت انفجرت أن إلى وتنتفخ تنتفخ كبيرة أكذوبة أن لي وبداواحدة.

, مناه الذي الطفل كمثل كنت غًضب من تخلو ال كآبة في الشرفة وبارحتلعبة ذلك بعد إليه قدمها ثم مباهجها تصور في خياله حار رائعة بلعبة والده

! الًقديمة لعبه من

: يسأل والدي وجاءني

? الملك- أرأيت

ال-

Page 27: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

? إليه- أشير كنت الذي الشخص تميز أن تستطع ألم

! , شخصوليسالملك- ولكنه نعم

, هو خلدي في يدور كان وما خلدي في يدور ما أدرك ولعله والدي فتًضاحكوإمبراطور" المتحدة المملكة الخامسعاهل جورج الجاللة صاحب حًضرة

. تسخر, إنك وعينان وفم وأنف ورأسووجه وصدر ويدان رجالن له الهند , الخامسعاهل جورج الجاللة صاحب حًضرة جميعا فنحن وإال أبتاه يا مني

!" الهند وإمبراطور المتحدة المملكة

!!! أبتاه يا هذا غير شيًئا قل

10

: , يًقول وقور بصوت وإذا الباب الجرسوفتح دق

, ذلك- ومع المدرسة سن بلغ قد طفل أليسعندكم سيدتي يا الخير صباح ? ? مريض هو فهل بها يلتحق لم يزال ال

. , العافية- تمام في إنه الشرطي سيدي يا ال

? فأكلمه- موجود والده هل

. عمله- إلى خرج لًقد

إحدى- إلى الصباح في غدا أخذه من بد ال أنه سيدتي يا فأخبريه إذن , , البالد هذه في المحظور من ألن ذلك في عليه وأكدي المحلية المدارس

. سنه مثل في بالمدرسة االلتحاق عدم

. بالطبع- سأخبره

. , ا- صباح# عمي سيدتي يا ا شكر#

! إن اآلن إلى مفتوحا يزال ما يكون أن أخشى جديد باب أمامي فتح هكذا , , أمر ولكنه لهان به يتعلق كان ولو بأبي المرة هذه في يتعلق ال األمر

, لنا, يمثل كان والذي يًضحك ال الذي المستًقيم الشخص هذا الشرطي . يذرع وهو النافذة من أراه كنت الرحمة من قالب في مفرغة الصرامة

, في يثير فكان الالمعة وأزراره المديدة وقامته المتزنة بخطاه الشارع . , # جليال كان ولكنه غامًضا معنى نفسي

, , أخبرني ولًقد منه مفر ال مما مفر فال وإذن أمر له يuعصى شخصال هذاإلى ليأخذني التالي اليوم صباح عمله عن يتأخر سوف بأنه المساء في أبي

المدرسة.

! . فكانت بالمدرسة اآلن قبل كثيرا مررت المدرسة الليل طول أنم لممن بنوع الهامدة وبنايتها المًقفلة وبوابتها الحديدية حواجزها تمألني

, األطفال مع أرتادها ال أنني على الله أحمد فكنت والخوف االرتياب . إنهم, قيل هناك أوقاتهم يًقًضون كيف أستغرب كنت ذلك ومع الصغار

? تتعلم, أن معنى ما ولكن يتعلمون

Page 28: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

: , في يتعلمون األطفال إن لي فًقالت أنام أن قبل كثيرا أختي حادثت . والكتابة الًقراءة المدرسة

: الًقراءة, الناس يتعلم لماذا نفسي في تساءلت ذلك مع ولكني ففهمتوالكتابة?!

, ألننيسوف حوارنا تسود كانت الحزن من مسحة فإن هذا من وبالرغم . نهار كل من طويلة ساعات اآلن منذ عنها أعيشبعيدا

. , لًقد المدرسة إلى أبي مع وأسير ثيابي أرتدي بي فإذا الصباح وجاء , فسيحا بهوا أدخل رأيتني ثم الباب عتبة معه أخطو وأنا الرهبة تملكتني

, أبي هذه فحيت جليلة سيدة خلفه جلست مكتب نحو أبي جانب إلى وأتًقدم " , أنت ها وأخيرا لي تًقول أن تريد كأنها مغزى ذات ابتسامة لي وابتسمت

ذا !"

. أبي تسأل السيدة وبدأت يرفع وقلما يفتح دفترا مندهشتين بعينين ورأيت . , أبي رأيت ثم الجواب بكتابة السؤال وتعًقب ومولدي وسني اسمي عن

. أريد كنت الكبير البهو هذا من زاوية في أمامها لوجه وجها ويتركني يخرج , تستطيع قوة توجد ال وأنه جد األمر أن أدركت ولكنني أتمرد وأن أصرخ أن

, أساير أن وأحاول أعصابي على أسيطر أن بي فاألجدر ولذلك تنًقذني أنالمًقادير.

, أخذتني حتى عتبته أخطو كدت وما الفصول أحد إلى بي السيدة ذهبتهذا نحو الفًضول من فيشيء يتطلعون وهم مكان كل من الصغار عيون

. , األنظار محط أكون أن أكره كنت ألنني أصعق فكدت الجديد الزميلتهدئ أن تحاول وهي الفصل من مكان إلى فأخذتني سة Oالمدر وتسلمتني

. روعي من

, !? الفائدة فما شيًئا أفهم ال إنني رب يا الناس هؤالء يتكلمها التي اللغة ما ? هنا إلى مجيًئي من

, , لم اليوم ذلك فمنذ نفسي في عظيم ألم لًضياعها وكان حريتي ضاعت , أن وال أريد باترنوسكما آل منزل إلى الشارع أعبر أن استطاعتي في يعد

, , جانب أجلسإلى أن وال أقاصيصأمي إلى أستمع أن وال أختي مع ألعب , حينما. أشاء ما ألفعل رب يا حريتي أسترد فمتى ضاع قد هذا كل ميللي

أشاء?!

واألجوبة أختي جانب من مرة ألول األسًئلة تكون أن المساء في راقني . , حريتي ضياع عن يعزني لم ذلك ولكن جانبي من مرة ألول

, بدأ للمدرسة اعتيادي ولكن تلميذا� وأصبحت أخشاه كنت ما تحًقق لًقد , حينما تغيرت الناسقد لهجة بأن أشعر وبدأت األيام تًقدم مع األمر يهون

? , حدث فماذا jإلي الحديث يوجهون

, وتعلمت بسرعة الحروف فتعلمت التعلم بسيطة المًقلدة األشياء أجد كنت , في صعوبة أجد كنت ولكنني كذلك بعضبسرعة إلى بعًضها أشد أن

. أستفيد بأنني يتحدثن وأختيها ميللي أسمع كنت تفهم التي األشياء , بأنني أشعر أكن لم ألنني أصدقهن أكن لم ولكنني المدرسة من بسرعة , وبين بيني ذلك على ا jمصر وكنت هناك به يتحدث مما واحدا شيًئا فهمت

نفسي.

Page 29: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. مع الصالة األحد يوم حًضرت أزعجني جديدا شيًئا عرفت المدرسة وفي, وجهها, اربد ذلك عن أمي وحدثت المنزل إلى رجعت فلما التالميذ

. وصفتهم ثم األطفال هؤالء مع بالصالة لي تسمح ال إنها تًقول وسمعتهاالتالي اليوم في إال أتبينها لم أخرى بصفة أنا ووصفتني المسيحية بصفة

, الصالة من تعفيني أن الناظرة من لترجو المدرسة إلى صحبتني حينما . , ترفض أن أتوقع كنت مسلم إنني لها وقالت بالمسيحية أدين ال ألنني

, مًقدسة إنها عنها يًقولون سمعتهم التي وهي الصالة من حرماني الناظرة . ومعًقول واضح أنه ورأت أمي رجاء قبلت ذلك العكسمن على ولكنها

, , يؤلمني ذلك وكان جنسيتي الناسفي هؤالء أختلفعن أنني أعرف كنت ? في عنهم أختلف أنني عرفت فلما الناس سائر مثل أكون ال لماذا إذ

. في - - أما كثيرا ذلك أزعجني الدين هو ما أعرف أكن لم أنني ولو الدينساحة في المصلين أنتظر اليوم هذا بعد أصبحت فًقد الصالة أثناء

المدرسة.

! البناية من خرجت قلبي يمأل والتحسر اآلن إلى نفسي أرى أزال وما , جلست الباب إلى وصلت إذا حتى الرأس مطأطئ بطيًئة بخطى أسعي

النفسرهبة تمأل صامتة خالية المدرسة ساحة وأمامي الًقصير السلم على ? دمت. ما بالمدرسة التحاقي لزوم ما هكذا الحظ سيئ أنا لماذا ووحشة

? واقفا ووجدوني خرجوا ما إذا أواجههم كيف التالميذ سائر أختلفعن ? طريد شرير كافر أنا هل الصالة معهم أحًضر لم أنني وعرفوا هكذا وحدي

! ? رباه يا آه الله رحمة من

, الموضوع هذا في يفاتحوني أن التالميذ على حظرت المدرسة أن عرفت , نظراتهم تعلو االندهاش من مسحة كانت ولكن فيه أحد يفاتحني لم وفعال#

. أنتظرهم واقفا ووجدوني الصالة من خرجوا كلما jإلي

تلمس أن استطاعت بلغة الدينية األقاصيص لنا تروي سة jالمدر كانت . بعيد حد إلى األقاصيص بهذه شغوفا كنت الدين معنى وتفهمنا قلوبنا . بذهني عالًقة تزال ما منها صورا إن هكذا الدروسكلها كانت لو وأتمنى

, هذه قرأت كلما مخيلتي أمام تًقوم التي نفسالصور وهي اآلن إلى : اليوم الًقصص

, لها تعرض التي والشرور أخوته حسده أن بعد الجب في ملًقى وهو يوسف , أخوته من انتًقامه وعدم الشر على انتصاره ثم كبير شيخ وهو أبيه ومحنة

. إذا حتى طريق عن له فينشق البحر يرهبه موسى والنبي االنتصار ذلك بعد . وهو عيسي والنبي الشرير الملك ذلك وجنوده فرعون على انطبق نجا

. , هذه مثل كانت اآلن مني أقاصيصضاعت في والمساكين الًضعفاء يرحم . ثم ونخشاه الشر نرهب وتجعلنا للخير جليل بمعنى إلينا توحي السير

. : جاهلون كافرون قوم والتماثيل الحجارة يعبدون كانوا أقاصيصقوم : فيبارك العالمين رب الله يعبدون مؤمنون فالناسقسمان ذلك وعلى

, صورتهم, وهذه الًضخمة الحجرية الصور تلك يعبدون وكافرون حياتهم . الرمال, في وجباه قائمة جبال وعنده الهول أبي صورة كانت لًقد أمامنا

? بوساوسي أمي إلى تحدثت لًقد رب يا الكافرين هؤالء من أنا فهل, . اإلسالم معنى ما وأختي أنا يعلمني بدأ اليوم ذلك ومنذ أبي إلى فنًقلتها

, من ولكن الحجارة يعبدون الذين الكافرين أولًئك من لست أنني فعرفتمن خرجوا كلما بالدهشة يستًقبلونني الذين التالميذ إخواني ذلك يبلغ

الصالة?

Page 30: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, , ولكن فحسب المدرسة اعتدت ألنني ال التالية السنة في اطمًئناني زاد, . به مررت الذي الدور بنفس مرت فًقد أيًضا إليها تصحبني بدأت أختي ألن

, . كل يروننا الجيران بدأ الحين ذلك ومنذ نفسالمصير إلى بها فأفًضى, , جنب إلى جنبا فيه فنسير الشارع إلى معا وننحدر المنزل باب نفتح صباح

. , نعود حينما كذلك يروننا وكانوا األنظار عن نغيب أن إلى

, أن يمكن ال واحدا درسا أن jإال األيام تلك في أتعلمه كنت ما اآلن مني ضاع, . , دروسها كل في المدرسة أساير وكنت النحو درس هو ذلك أبدا أنساه

, , . الفعل االسم له حيلة ال بليد تلميذ إلى أنًقلب كنت النحو درس في لكننيملتوية, - - مشوهة صورا الذهن في تترك منها قاسيته وياما كلمات الحرف

. دروس في المدرسة تالحظني أال دائما أحاول كنت لها تحديد ال ألشياء . اآلنسة, تلك اآلن هي أين ترى آه أسايرها ال أنني إلى فطنت ولكنها النحو

!? , , فطنت الجميل والوجه السوداء والشعور الحادة الًقسمات ذات الرصينة , , أن حاولت ثم فعجزت باللين تفهمني أن أياما فحاولت مسايرتي عدم إلى

بمصطلحات غاضبة وجهي في وتصيح التالميذ أمام كرسي على توقفني . وجهي صار اليوم ذلك ومنذ صياحها ازداد كلما غموضا تزداد كانت نحوية

, الخجل وهذا ناجح تلميذ إنني عني يًقول أحدا سمعت كلما خجال# يحمردرس في عنت من أقاسيه ما ألحد أذكر أن من منعني الذي هو نفسه

. من مريرة كؤوسا صامتا أتجرع أن من بد لي يuعد لم ولذلك هذا النحو . أحد, بذلك يعلم أن دون الحسرة

. زمالة فهناك كلها ا jشر كانت سة المدر� إن أقول أن أستطع لم هذا ومع , , , في واللعب الناسعنا ورضا أختي ومصاحبة المهذبين التالميذ هؤالء

, , وخصوصا الصباح في المدرسة افتتاح قبل واللعب االستراحة أثناء . , الشتاء أيام الثلج بكور والتًقاذف الجليد على االنزالق

, , محدودة ضيًقة كانت حياتي فإن الحياة نفسباب هو المدرسة باب كان. الواقع من مستمدة كانت مما أكثر نفسي من مستمدة صورها وكانت . , يكن ولم أخرى صور في الحياة لي الحت المدرسة باب عتبة اجتزت فلما

, فيها أقًضي أصبحت التي البيًئة بفًضل كان ولكنه الدروس بفًضل ذلك . النهار من قصير غير جزءا

11

, كنا ولما عادتها غير على األيام هذه في كثيرا تزورنا شلمداين مسز إنلنا تأتي أن منها نطلب ونحن إليها نتوسل لكي رؤيتها الصبر بفارغ ننتظر

. هذا سوى معها حديث لنا يكن لم فإنه صغير بأخ

, ? يكلفكما ذلك لكن به لإلتيان استعداد على إنني صغيرا أخا تريدان هل , عليكما. إن ثم وترعيانه ستحبانه بأنكما تتعهدان أنكما في شك ال شططا

, توفرا أن اليوم منذ فعليكما الخاص مالكما من تشترياه أن ذلك بعد. أخا لكما يكون جميل طفل لشراء الكافي المال لكما يتجمع حتى نًقودكما

? أريد ما إذن فهمتما هل

وهي النًقود هذه من لدينا تجمع بما ذلك بعد زيارة كل في نخبرها كنا, : الكرمب, حًقل صاحب عند قدمت إنها يوم ذات لنا قالت ثم تستزيدنا

, , ولكنه ينبت حينما طفال# يمنحنا أن فرضي استًقامتنا وعن عنا فحدثته , , الوليد ويبيع وعده منا سيسحب فإنه وإال مستًقيمين نظل أن يشترط

. استًقامة أكثر أطفالها يكون أخرى لعائلة الجديد

Page 31: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

المسز ! رأينا كلما تحياتنا إليك نرسل إننا الكرمب حًقل صاحب يا رحمتكفي, البركة لك يهب أن جهرنا وفي سرنا في الله لندعو وإننا شلمداين , بها, يخفق التي الخلجات هذه فارحم حًقلك في األطفال وكثرة عملك

, . ونفسينا سنين إلى تنًقلب أن موشكة لتمر األيام إن الصغيران قلبانا, . الكرمب حًقل صاحب يا الخصيب حًقلك ثمرات من ثمرة إلى شوقا تذوبان

! هبتك استبطأنا لًقد ننام أن قبل ليلة كل حوارنا تسمع أذنا لك ليت !? يعصف أن أوشك قلبين في أمال# ارحم بإرسالها تتكرم فمتى الموعودة

, . واستًقام حلوى وال ألعابا نشتري نعد ولم نًقودنا جمعنا اليأس بهما , للنفس نسمح ال وإننا اآلخر وعلى نفسه على رقيب منا واحد فكل سلوكنا

, . إليك تًقودنا أن تًقبل شلمداين المسز ليت يرضى ال ما فيها يختلج بأن ! , ولكنها الدموع بهذه لنا ترق ولجعلناك قدميك عند دموعنا لسفكنا وإذن , في ماضية وهي بواسطتها إال المشترين تستًقبل ال إنك عنك تًقول

, حًقل, صاحب يا هديتك تصلنا فمتى وعدها وعدتنا قد كانت وإن تسويفناالكرمب?

, المسز وعد زادنا لًقد صغير أخ إلى الشوق بهما ح jبر نفسين مناجاة . , نفد قد صبرنا ولكن jلحق إنه لنعلم وإنا شوق إلى شوقا شلمداين

تخطو الجليلة السيدة تلك لنرى الغرفة باب نفتح فكنا زياراتها وكثرت , , نحو تثنيها أن األيام تستطيع لم التي المديدة وقامتها الوئيدة بخطواتها

هذه في نراها نكن لم التي أمي توجد حيث الثاني الطابق إلى السلم , المواليد تحمل ال أنها لعلمنا حًقيبتها إلى ننتبه دائما وكنا لمرضها األيام

, من أكبر ممتازة جديدة أخرى في تحملهم وإنما العادية الحًقيبة فياألولى.

, حتى تسمعها أختي كادت وما الخادم لها ففتحت مساء ذات الباب طرقت, , عادية غير مسحة البيت على كانت لًقد منه تطل الغرفة باب إلى أسرعت

. أقفلت ثم االنتباه شدة الحرصعلى إلى أختي دفع الذي هو ذلك أن بد وال , , فيها لألمل غريبة نظرات jإلي تنظر نحوي واستدارت أخرى مرة الباب

. شديد بريق

ثم الغرفة في معنا كانت التي ميللي تغافل وهي مني تًقترب رأيتهاكالمها أترقب وأنا أنفاسي احتبست وقد صامتة جانبي تجلسإلى

. . دعاها صوتا كأن مسرعة ميللي خرجت ثم أساريرها وأستطلع

, إلى أجدها لم ولكنني ألسألها أختي نحو استدرت حتى الباب تًقفل تكد لم : , تًقول, وهي مني دنت ثم مستبشرة ضاحكة الهواء في قفزت لًقد جانبي

! شلمداين- مسز

? مالها-

. االمر- نفسد كيال شيًئا# تًقول أال احرصعلى

. ? شيًئا- أقول ال سوف شلمداين للمسز ما

! , أمي- إلى بها صعدت لًقد الكبيرة الحًقيبة تحمل رأيتها

? ! ذات- المرموقة الحًقيبة تلك تكون أن أيمكن سمعت ما صحيح هل رباه !? من خوفا همسا نتحدث كنا صغير أخ وفيها منزلنا إلى دخلت الالمع الجلد

Page 32: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, من ضجيجا المنزل نمأل أن استطاعتنا في كان لو وبودنا أحد يسمعنا أن , . نسبق jأال يجب أنه هو معا# علينا استولى غريبا شعورا ولكن الفرح شدة

, هبته ويسترد الكرمب حًقل صاحب يغًضب فًقد نفسدها ال حتى الحوادث . ا jحًق بها بعث قد كان إذا

: أخ الوسادة يهمستحت علىصوت لننام ونستيًقظ ننام قلًقة ليلة قًضينا , ! تخبرني! أختي أسمع ولم الحديث لنا شاء ما عنه تحدثنا جديد أخ جديد

, , الوجوه تلك تبددت لًقد الظالم في أشباحا أر ولم تنام أن تريد بأنها , يكون, أن حواسي jعلي ملك فلًقد نفسي يمأل خوف هناك يعد ولم الكريهة

. األحالم عالم إلى النوم حملني أن إلى ساعات هكذا وظللنا جديد أخ ليالوديع.

! : استيًقظا المبكر الصباح في األحالم عالم من ينادينا الذي هذا من ! بالحادث! لتبشرنا توقظنا ميللي إنها جديد أخ لكما أصبح لًقد استيًقظا

السعيد.

, , وطرنا الهواء في الوسائد فطارت الصوت يًقوله ما وتبينا عيوننا فركنا , غرفة نحو سباق في الباب نحو واندفعنا ونغني ونصيح نثب أثرها في نحن

. الجديد أخانا نري لكي أمي

. , , , متعب إنه يومين بعد إال تريانه ال سوف نائم إنه ليساآلن ال

, وكيف الحًقل صاحب وعن عنه تحدثنا وهي شلمداين المسز إلى جلسنا , , وعن عنا رضاه وعن لها قال وماذا له قالت وماذا لنا يبيعه أن رضي

. وجهها. أتأمل كنت تًقول مما إلىشيء أستمع أكن لم ولكنني سلوكنا , يوم في ممتلًئا كان الذي المتغًضن الطويل وجهها والخير بالبشر الطافح

. , عريض أزرق شريط حوله الناصع األبيض الغطاء رأسها وفوق األيام من , وهي ترتعشان شفتاها وكانت أسنانها سًقوط بعد غائرين خداها كان . السيدة هذه إن وخير رحمة بإحساسكله حديثها فيغمرني إلينا تتحدث

عطف كله طويال# تاريخا خلفها تسحب الوئيدة الخطى ذات الجليلة , اآلن. إلى تزال وما اآلخرون ينام لكي الليالي سهرت لطالما وإنسانية

, وتغمرهم الناس إلى الخير تسدي لكي ضعفها على الجبار المجهود تبذل . ال. يافع شاب فيها الخير روح ولكن عمرها من السبعين فوق إنها بعطفها

, . التي الغابرة األيام مجد المجد هالة رأسها وحول سبيال# إليه الكالل يعرف . ذكراها ما شائبة تشوب ال

على متحاملة فراشها تنهضمن التي هي المحطمة الجليلة السيدة هذه , . وتواسي األمهات تسعف إنها البيوت إلى السعادة تسوق لكي نفسها

, , , األطفال إلى الغبطة وتحمل والعجزة الشيوخ وتعزي واليتامي األراملالحياة تشرق لكي استطاعتها في ما بكل قامت إذا إال بال لها يهدأ أن دون

. اآلخرين بيوت في

, , لسعادتنا سعيدة إلينا الكبار عن انصرفت وقد معنا جالسة ذي هي وها . , . تًقوم ذي هي وها إلينا وتحدثت أمال# لنا حًقًقت لًقد الغتباطنا مغتبطة , األطفال: عن ألبحث أقوم أن يجب واآلن الجلوس معكما أطلت لًقد قائلة

, أليس تريدان كنتما كما جديد أخ على الحصول يريدون الذين اآلخرينكذلك?

Page 33: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, يكن لم ولكن نفسها على متحاملة دخلت كما نفسها على متحاملة خرجت , الباب وعند بواجبها الًقيام في لذة تجد كانت ألنها متعبة أنها عليها يبدو

. قريب وقت في تزورنا بأن وعدتنا

, , أمام بي فإذا عليه فأشرفت حملوني أخيرا رأيته فًقد الجديد األخ أما. , , , : أفطس أنف صغيرتان عينان رأسأملس تافهة أعًضاء غريب مخلوق: يًقول أن يريد كأنه صيحة وجهي في أرسل حتى عليه أشرف كدت وما

? "? أال" الصغير أخي يا تتأملني لك فما له أخا أكون أن jعلي كتب الذي أنت , ? أنا استطاعتنا في ما كل نبذل سوف تخف ال أخا لك أكون أن تًقبل . ضحكة إلى تنًقلب كادت ابتسامة يبتسم فرأيته سعيدا تكون لكي وأختي , الصغيرة بيده وشد الشعور هذا بمثل أخيه قلب يختلج أن سره كان لو كما

? : , كأنني له فابتسمت هذا من متأكد أنت هل يًقول كأنه إصبعي على ? أخيك: في تشك وهل أقول

, , أن قبل أحببناه نهاية الغتباطنا يكن ولم أخ لنا يكون أن وفخرا زهوا مألنا , . كانوا, ولكنهم بهذا يداعبوننا الناس وكان جنونا به جنjنا ولد فلما يولد

. له وحبjنا به اهتمامنا لشدة معجبين

! األخ هذا في ممثلة السعادة لنا وهبت لًقد الكرمب حًقل صاحب فيا !? ودفعنا, الجديد األخ وصلنا لًقد به رزقنا ما بعد ننساك فكيف الصغير

, قائلة يومين بعد إلينا رجعت ولكنها جمعناها التي النًقود شلمداين للمسز , منك خالصة هدية الصغير األخ وإن سيرتنا راضعن ألنك إلينا أرجعتها أنك

? قلبك, وطيبة نفسك صفاء على نشكرك فكيف إلينا

, وندعو الكرمب حًقل صاحب يا الصغير األخ بهذا سعدنا ما نذكرك سوف . , وسنوصي تريد ما دائما# ويهبك تجارتك في لك يبارك أن دائما الله

تعامله الذي الحًقل من أخوتهم يشتروا بأن أخوة يريدون الذين األطفال . , للخير وحبه قلبه لطيبوبة نهاية ال صاحبه فإن شلمداين مسز

ظللنا ولو لك به مدينون نحن بما نفي أن نستطيع ال كله هذا مع ولكن . يًقدمه أن يستطيع ما تًقبل أن نرجو ولذلك حياتنا طول الخير لك نسدي

, آناء يشكراك أن وهو نًقودهما إليهما أرجعت أن بعد صغيران طفالن إليك . , الكرمب حًقل صاحب يا النهار وأطراف الليل

12

, # طويال انتظرناها التي المرموقة الليلة تلك الميالد ليلة أقبلت ا وأخير#" " , الميالد شيخ قابلنا لًقد وغبطة وانفعال ابتهاج من فيها ما وانتظرنا

على محافظين دمنا ما هداياه ننال سوف بأننا وبشرنا لطف في وحدثنا. البهيم, الليل هدوء في نيام ونحن إلينا بها يسعى سوف وأنه االستًقامة

خالل من غرفتنا إلى ينزل ثم النجوم بين يتنًقل وهو إلينا ينحدر سوف , . تلك أحالمنا لنا يحًقق سوف السنة خالل نتمناه كنا بما ويتحفنا المدخنة

, . ورأينا قابلناه أجل بها يتعلق ما كل ويعرف جيدا يعرفها التي األحالم , , بما إلينا ساع شك ال وهو فمنjانا وصافحناه البهيجة الطويلة البيًضاء لحيته

, خصصحياته, الذي الرؤوف الرحيم أبوهم جميعا األطفال أبو فهو نريد . األبرياء أبنائه قلوب على السرور إدخال ألجل الطويلة

المفاجأة على الصباح في لنستيًقظ غرفتنا واحتوتنا الميالد ليلة أقبلت , واالطمًئنان والتوقع االبتهاج فرط من النوم نستطع لم ولكننا المحبوبة

Page 34: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. الجديد الصباح ونستعجل األفالك ندفع أن نحاول كنا البراق األمل إلى . أمانينا لنحتًضن

, يمتاز كان الليلة هذه حديثنا ولكن دائما نتحدث كنا كما نتحدث وبدأنا . التيسوف األماني في مختصرا أنا تفكيري كان والسرور بالحرارة

, هذا عن فجأة تحو|ل أختي تفكير أن غير ملموسة حًقائق فأجدها أستيًقظ : تساءلت حينما الموضوع

, والباب- نائمون ونحن غرفتنا علينا يدخل أن الميالد شيخ يستطيع كيف ? غريبا?! أليسهذا مًقفل

? , بالهدايا- يأتي الذي ذا فمن وإال يدخل أنه في شك ال

, , أن- لي تبين ولكن ذلك أظن كنت أيًضا أنا بك يحيط ما تالحظ ال إنك نعم . ا jسر األمر في

? -jسر jأي

!? نظيفة- ثيابه وأن دائما البياض ناصعة الميالد شيخ لحية أن تالحظ ألم , كيف ثم المداخن مع ينحدر ما لكثرة ثيابه وتتسخ لحيته jتسود ال كيف

? تصدق هل الًضيًقة المدخنة من ينحدر أن حجمه مثل في رجل يستطيع ? هذا أنت

? يأتي- فمن وإال بذلك إلينا يتحدثون والناسجميعا أصدقه كيفال ? الميالد بهدايا لألطفال

, , الهدايا- ويدسون نائمون وهم الغرفة عليهم يفتحون وأمهاتهم آباؤهم , فيًضعونها الكبيرة أما ة jاألسر مؤخرة في المثبتة الجوارب في الصغيرة

. يأتي من نري أن إلى صاحيين فلنظل ذلك تصدق ال كنت وإذا األرض علىبها.

لنا- يترك أن دون ويرجع صاحيين وجدنا إذا سيغًضب الميالد شيخ ولكن . مبكرين, يناموا أن يجب المستًقيمين األطفال أن تعلمين فأنت هدايا

: فتح- فلما الباب طرق الصباح هذا رأيته ما فاسمع تصدقني ال كنت إذا , إلى أصعد أن ماما فأمرتني كبيرتان رزمتان يديه وبين يدخل حماال# رأيت

. يحمله ما أرى ال حتى الثاني الدور

? هذا- في شيء وأي

, في- معنا فهي الصباح في هنا تجدها سوف التي الهدايا يحمل كان لًقد !! ! الهدايا هذه إلينا يحمل الذي هو الميالد فليسشيخ وإذن اآلن المنزل

? إذن- هي أين

, , الصباح- منذ مغلًقة الغرفة هذه ظلت فًقد الجلوس غرفة في إنها . ذلك حاولت حينما دخولها من ماما ومنعتني

? صحيح- تًقولينه ما أن من نتأكد أن نستطيع وكيف

Page 35: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, أن- منه أنا وطلبت صغيرة دراجة لك يهدي أن الميالد شيخ من تطلب ألم !? دميتي فيها ألضع صغيرة عربة لي يهدي

. صحيح- هذا

, ذلك- من تتحًقق أن تريد كنت وإذا الجلوس غرفة في والدراجة العربة . إليها ننزل بنا فهيا

. أخاف- إنني

! , . الحًقيًقة- نكتشف أن يجب فإنه معي انزل هيا يخيف ما ليسهناك

, بالنسبة جريًئا رأيا كان فلًقد اقتراحها على أوافق أن قبل كثيرا وترددتمن, دائما نفسي على أشفق كنت التي للحًقيًقة مخيفا تحديا كان لي

. يرعبني, كان إنه أقول أن إلى أحتاج ال الذي للظالم وتحديا مواجهتهافي فتنهار صحيحا قالته ما يكون أن أخشى كنت أنني ذلك إلى أضف

. , ورونًقها بهاءها الميالد هدية وتفًقد لذيذة خرافة نفسي

, على بطء في الباب إلى وسعينا معها قمت أن إلى تًقنعني زالت وما, , دونحس انفتح أن إلى باللين عالجناه ثم وصلناه أن إلى األصابع أطراف

, المدة لنا وبدت حافية بأقدام السلم مع وانحدرنا يديها في يدي وضعت ثمفي كانت مما بكثير أطول المًقصودة الغرفة إلى سبيلنا في قًضيناها التي

. حتى نًضغط ذلك أثناء في كنا خاللها شغلتنا التي الهواجس لكثرة الواقع . أعماق في بفداحته شعرنا عمال# كان الحذر في مبالغة أنفاسنا على

. اختراق في بما مرة ألول ونشعر الًقانون نخترق كنا دقيًقا شعورا نفوسنايدعى أنه بعد فيما عرفنا الذي الموضع هذا في إحساسبوخز من الًقانون

بالًضمير.

, اليوم لنأتي وإننا الظالم في الحركة بفداحة سمع لنا كان منذ نسمع ظللنا , . وهذا نخفيه أن من بد ال عمال# أتينا أتيناه إننا نًقول أن غدا نستطيع ال عمال#

. بريًئتين زالتا ما نفسين على الشعور هذا هيمن مروع تصرف الواقع في , . الرغبة ولكن نتداعى ونكاد ونًقشعر نًضطرب كنا الحياة في مما كثير من

, من تمكنا فلًقد كله هذا من أكبر كانت الواقع ومواجهة الحًقيًقة كشف في, . حذر في بابها فتحنا الحًقيًقة عن الغطاء وكشف السر غرفة إلى الوصول

... مرة ألول شعرنا الذي الواقع الواقع أمام لوجه وجها نحن فإذاضوئه...... على السر فرأينا الغرفة ظالم يًضيء الشارع مصباح كان بمرارته

. أعًقابنا على انًقلبنا وإنما نواجهه أن نستطع لم مرعبا لنا وبدا الباهت . فيصمت غرفتنا إلى ورجعنا

عيد هدية إلينا ليًقدما جاءا وقد وأمي أبي علىصوت الصباح في استيًقظناعرف... التي الهدية إلى منا واحد كل أسرع وقد نعانًقهما فًقفزنا الميالد , , وجدنا كله ذلك من بالرغم ولكن الظالم في عرفها الليل أول في سرها

, . دراجة لي تصبح بأن سعيدا كنت كم الليل حًقيًقة من أروع الصباح حًقيًقة . دميتها فيها تًضع عربة لها تصبح بأن سعيدة أختي كانت وكم

. باترنوسفي آل زرنا فلًقد وسرور غبطة كله بهيجا يوما الميالد يوم كانهذه في الرائعة باألغاني يغرد كان الذي الحاكي إلى واستمعنا الصباح

. عيد يوم كان األنيق واألثاث الجميلة والصور بالزهور ازدانت التي الغرفة , , دائما يحفل ألنه سنة كل في جميل يوم وهو جميال# يوما حًقيًقة الميالد

. واالبتسامات واألغاني والزينات والهدايا باأللعاب

Page 36: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

وألصدقاء ألطفالهم المراكشيين أصدقاء أقامها التي الحفلة هذه وحًضرنالعيد. بديعة بشجرة المشدوهة عيوننا فتعلًقت الحفلة بهو ودخلنا أطفالهم

, اكتشاف في جميعا األطفال واشترك واللعب بالهدايا أثمرت وقد الميالد , , الحافلة بالمائدة ذلك بعد وأحطنا ويتالعبون يتًضاحكون وهم السر لعبة , الحديًقة في العشية لنًقًضي الحفلة صاحب ودعنا ثم والطيبات باللذائذ

. الروايات, إحدى لمشاهدة جماعة ضمن ذهبنا المساء وفي العامة

, بأن رية ح� وكانت السالفة الليلة قصة أنسانا ابتهاجا الميالد بعيد ابتهجنا . وسرورنا بهجتنا تنغصعلينا

, , لنا قالت فًقد نومنا غرفة إلى نصعد أن قبل الليل خالل تذكرناها ولكنا : ) العشاء) مائدة جلوسحول ونحن ماما

, . لم ألنه إليكما يعتذر وهو تحياته يبلغكما الميالد شيخ إن jإلي استمعافسلمكما الماضية الليلة خالل نومكما غرفة في يزوركما أن يستطع

, ... كما إليكما تسليمها في عنه أنوب أن مني راجيا طريًقي عن هديتكما? . فهمتما هل السلوك وحسن باالستًقامة لسانه على أوصيكما أن مني رجا

, , تبادلنا وإنما آنذاك هذا إلى نفطن لم ولكننا غريبة بلهجة تحدثنا كانت .... عيوننا رفعنا ثم االستغراب طائفمن بنا طاف وقد وأختي أنا النظرات

. ) عينيه ) في مريبا بريًقا فرأينا بابا إلى

, في بالفكرة jإلي أوحت التي هي كانت فًقد مني اضطرابا أكثر أختي كانت , , تنبس ولم الكالم عن صرفنا الندم من شعور معا غمرنا ولكن االمر أول

... دون ألومها أن من خوفا ببنتشفة النوم غرفة إلى صعدنا حينما أختيشك.

. , شك دون تفكر أختي كانت فلًقد طال أرقنا ولكن حديث أي نتبادل لم , نفس في أفكر أيًضا أنا كنت كما جرم من ارتكبناه وما إليه دفعتني فيما

...... ..... واتهمنا. الظالم في وتسللنا الميالد بعيد النية أسأنا لًقد الحادثنتًضرع ... ونحن الرحيمتين ذراعيه بين النوم احتًضننا فًقد ولذلك والدينا

. الميالد عيد ليلة في خطايانا لنا يغفر أن قلبينا أعماق من الله إلى

13

, الذي الجرح اندمل فًقد الحياة بفواجع االهتمام إلى يدعو ما هناك يكن لم , أصدقائي مع ألعب الحياة في واندفعت نفسي في األم موت أحدثه

. باترنوسوالمدرسة آل ومنزل منزلنا بين وأتردد أختي ومع الصغار

منهم أذكر أزال ال والمنزل الشارع في معنا يلعبون صغار أصدقاء لنا كان , هذه بعد بهما األيام صنعت ترى يا فماذا فليتشر وأرين وارن ريجي

? دون بفكري االسمان هذان علق لماذا أعرف ولست الطويلة السنين . الطويلة المدة هذه خالل غيرهما

, سبيل على أذكر أن أريد وإنما هنا األصدقاء هؤالء عن أتحدث أن أريد ال , . أختي وكانت البنية ضعيف كنت أنني ذلك أختي وفي في رأيهم المثال

. المدرسة من الخروج بعد نلتًقي كنا وعندما جسما وأنًضر مني أقوى تبدودائما يشيرون األصدقاء هؤالء كان المنزل إلى طريًقنا في ونمرح لنعدو

. إلى أضف وشحوبي ضعفي إلى ذلك يًقيسون ثم وعافيتها أختي صحة إلى

Page 37: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, الناس كان ولذلك بشيء هي تصاب أن دون كثيرا أمرض كنت أنني ذلك , الواقع في هي وكانت بالعطف أنا يًقابلونني باالبتهاج يًقابلونها الذين

. ونشاطا وحركة بشاشة أكثر

. , األصدقاء هؤالء بين وحيدا وجدتني ولكنني ذلك كيفحدث أدري لست . مرة ألول اللعب عن غابت لًقد عميق تأثير بيننا من أختي الختفاء وكان

. المنزل تبارح أن استطاعتها في يعد لم ألنه

, , من ويكثرون حوله يتهامسون الناسكانوا ألن المرض هذا أقضمًضجعي , , وقورا. مهيبا كان فًقد أبدا أنساه لن رجل وهو الطبيب وجاء التأسف

يحترمه يراه من كل وكان الالمعة السوداء سيارته في المنزل إلى يًقبل . يفرض كان منظره أن والواقع حًضرته في الصوت رفع على أحد يجرؤ وال

, . أنه أعلن وأخيرا وادل الدكتور زيارات وكثرت يراه من كل على االحترام . جراحية عملية لها لتجري المستشفى إلى تذهب أن من بد ال

, الكًئيبة األيام تلك ذهني إلى ذلك وأعاد جديد من المنزل على الصمت خيم . وطلب العملية هذه مثل على يوافق أن والدي وأبي أمي فيها ماتت التي , بكاء أمي وبكت إجرائها دون إلنًقاذها طريًقة يجد أن وادل الدكتور من

. صورة أبشع في لي يتمثل بالحادث فإذا نفسي إلى أنا وخلوت حارا

, , هو أدري ما وكل أعرف أن أريد وال أصابها الذي المرض نوع ما أدري لست , , أطيل كنت ذلك ومع بشعا انتفاخا وكان عنًقها في بانتفاخ أصيبت أنها

. أولًئك أنسمنظر ولم عليها حسرات تذوب تكاد ونفسي إليها النظر , صامتين يًقبلون وكانوا لعيادتها إلينا يًقبلون كانوا حينما األصدقاء

, التي الغرفة يدخلون ثم وحيرة حزن في المنزل إلى ويدخلون مهمومين , إلى بطء في يخطون وهم األبصار شاردي المريًضة الطفلة فيها توجد

? : , هي فتجيبهم طفلة يا حالك كيف أحدهم يسأل ثم مًقعد أو كرسي أقرب . هذا ويتكرر يزول أن يلبث ال أصابها ما وأن بخير بأنها ويًقظة ثبات في

من غريبة مسحة الوجوه على وتبدو اإلجابة وتتكرر آخر زائر من السؤال , , كلها نظرات األطفال ويتبادل الصمت يسود ثم والخوف والعطف الحيرة

, في يدعون وهم ويخرجون االنصراف في يستأذنون ثم وحسرة ألم . الصغيرة صديًقتهم الله يشفي أن سريرتهم

. وجثم خطير جد األمر أن بنا يحيط بات الذي الجو هذا بسبب وأيًقنت , العجز بفداحة أشعر وكنت هواجسرهيبة وانتابتني صدري على الخطر

هناك بأن أشعر نفسالوقت وفي الموقف هذا مثل في التصرف عن , عن عاجز أنني أعرف ولكنني هو ما أعرف ال عاتًقي على ملًقى واجبا

. به الًقيام

, ليس تأخيرها وأن الجراحية العملية من بد ال أنه وادل الدكتور أعلن وأخيرا . الصارم وقاره في أفهمه لكنه يًقاوم أن أبي وحاول المريًضة مصلحة فييًضحي- - أن هي غيرها يملك ال التي نصيحته أن الًقدر بلسان يتكلم وكأنه

, معه يعد لم تطورا تطور الطب وأن ابنته مصلحة سبيل في بعواطفه األب . , وهواجسه أبي مندهشلتردد وأنه الجراحية العمليات من خوف

, أختي نًقلت واأللم والزفرات بالدموع يطفح جو في رهيب صباح وذات . , أزال وما جزعا العائلة أفراد وأقل الوعي ثابتة وهي المستشفى إلى

, , وهي ثابتة وخطوات مرتفع بجبين الخطر لتواجه المنزل من خارجة أراها . يرام ما على يتم سوف شيء كل أن ألمها تؤكد

Page 38: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

صمت كله جو ليخلفه النشاط ومن الحركة ومن البهجة من المنزل خال , أخبار, لسماع مرهفة وحواسه محبوسة أنفاسه كانت لو كما وتوقع

. سكانه غادره قد كان لو كما المنزل خال المستشفى في الموجودة الطفلة , وأعلن, أبي رجع حينما وخصوصا واألحزان الوحشة فيه وعششت جميعا

, بعد ستجري العملية وأن األسبوع في مرة jإال رؤيتها نستطيع لن أننا لنا . أيام بًضعة

, , في وحدي أنام وأصبحت الزيارة موعد الجمر من أحر على وانتظرنا, . الغرفة, تمأل ذكراها كانت لًقد وحيدا أكن لم الحًقيًقة في ولكنني غرفتنا

, وفيصمت المختلفة أوضاعها في مخيلتي في تتداعى صورتها وكانت . أختنق ألكاد حتى التأثر فرط تحتبسمن أنفاسي كانت وظالمه الليل

. , للمكان يا المستشفى إلى أبي مع وذهبت الزيارة موعد جاء وأخيرا# , البناية! تلك تًقوم المدينة أطراف من الهادئة الزاوية هذه في الرهيب

. , وغموض إبهام كله النفسمعنى في ليثير منظرها وإن الغريبة الًضخمة , . وقد حين كل في بالموت وأناسمهددون خطر في أرواح البناية هذه في

هذه في وحيدين مصيرهم ليلًقوا الناس عنهم وأبعد لمًقاديرهم تركواالتي األرواح رائحة كأنها غريبة برائحة تطفح التي الصامتة الهادئة الغرف

. هناك احترقت

, وقد jباش بوجه تستًقبلنا السرير في جالسة أختي فوجدنا الغرفة دخلنا, . منزعجة تكن لم ولذلك بالرحمة محاطة كانت الفرح شدة من تبكي كادت

. ذلك مثل في إلينا تحدثت وقد عليها كبرت المكان ذلك في وحدتها ولكن , , التي الحسنة والمعاملة به تشعر وما وحدتها عن به فارقتنا الذي الوعي

. للزيارة مخصصا كان الذي الساعة نصف وانًقًضى الممرضات بها تعاملها. , أزف قد الذهاب موعد أن إلى الممرضات إحدى ونبهتنا البصر لمح في

. , للًقيام تحركنا ولما أختي وجه على االنزعاج وبدأ الصمت سادنا وهناك , في تستمر كيال الموقف إنهاء من بد يكن فلم باكية فانفجرت ثباتها خانها

, يفارقها, jأال ترجوه به فتعلًقت وقبلها أبي عليها انحنى ولذلك تأثرها , مجهودا يبذل سوف أنه لها ويؤكد مختنق بصوت يطمًئنها وهو فعانًقها

. في ذراعيها بين من خلصنفسه ثم يوم كل بزيارتها إذن على للحصول , . فسحبني, ذلك أثناء في ا jمر بكاء# أبكي أنا وكنت الباب نحو وأسرع رفق

. , مودعا األخرى بيدي لها أشير وأنا المًقلتين دامع معه وخرجت يدي من

, العودة عن أبي وتأخر العملية موعد جاء أن إلى متثاقلة بطيًئة األيام مرت. , فيصمت بهواجسه واحد كل خال وقد ننتظره وجلسنا الليل منتصف إلى

وهن المراكشيات الصديًقات باترنوسوبعض آل بفتيات المنزل وامتأل , وطال قلنه الذي الكالم وكررن االطمًئنان على ويبعثنها أمي يواسين

, , يد, إلى الجميع وتطلع األنفاس وتعلًقت الجميع يسود الصمت وبدا الوقت . , وطرق أبي لسان على الخبر لتحمل الباب تطرق أن توشك التي الًقدر

, وهو, أبي فدخل النساء وتبعتها إليه تستطيع ما بأسرع أمي فًقفزت الباب . , بخير أختي وأن نجحت قد العملية أن ليعلن الوجه مبتهج

, وعادت شهرين من أكثر المنزل على خيمت التي األزمة تلك انتهت وهكذا, , , البنية ضعيفة آخر عادتشخصا ولكنها أسبوعين نحو بعد إليه أختي

. , واحدا شيًئا أن بيد الًقلوب أقسى في الرأفة منظرها يثير الوجه شاحبة , لم لمعان إلى باإلضافة مالحظتها ودقة وإيمانها ثباتها هو يفارقها لم , فكرها في بًقوة يشع يزال ما وكان أصابها ما كل من بالرغم أبدا يفارقها

وعينيها.

Page 39: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, ظل واحدا شخصا ولكن وحبور بشر في عادت الناسيوم واستًقبلها , عليها نظري وقع أن غموضمنذ في أننيشعرت ذلك أنا هو مًضطربا

, األبد إلى هناك ظلت المستشفى إلى ذهبت التي أختي أن األولى للمرة . شبحها فليسسوى بعودته احتفلنا الذي هذا أما

14

, , قد كان لو كما ويصرخ يزفر وهو الحديد قًضبان ينهب الًقطار بنا وانطلق . أقربائي أحد جانب وإلى والدي جانب إلى جالسا كنت أسرنا ألنه انشرح

. , منشستر في طويلة عاشمدة عمره من العشرين نحو في شاب وهو , تًقدحان عيناه وكانت مغتما فكان الشاب وجه أما منشرحا أبي وجه وكان

, , هذا فيم أعلم أكن لم إذ خائفا فكنت أنا وأما والغًضب الحزن من بمزيج , , ولكن تخبرني jأال على أمي حرصت فًقد نًقصده الذي المكان وال السفر

: إلى وحدي يأخذني سوف أبي إن لي قالت فًقط واحد يوم منذ أختي . البعيدة, البالد تلك مراكش

كنت التي الخرافات من متعددة صورا ذهني في مراكشيثير ذكر كان , تسكنها. التي البالد الزنوج ببالد فكري في اختلطت لًقد أسمعها

. , تأتيها التي واألعمال ولونها حجمها في شيء كل في الشاذة المخلوقات , , ولكنها به مؤمنة أنها على ذلك لي تًقل لم إذ بالطبع أختي أصدق ولم

. أكن لم إذ قلًقت فًقد فحسب فهمته أنها على المروع بالنبأ jإلي ألًقت. , # أيًضا المدرسة في أسمعها كنت ولكنني وحدها أمي من البالد أنباء أتتبع

, , مما يكن لم ولكن يسمعوها أن لألطفال يلذ حًقا مثيرة أخبارها وكانت . إليهم الرحال يشدوا أن يرضيهم

, روت طالما التي البالد هذه مراكش إلى ذاهبون أننا أصدق أن أستطع لم . في صدقت أختي أن على يدل كان شيء كل ولكن أعاجيبها أمي لي

, واحد, يوم بعد فسافرنا واحد يوم بعد سنسافر إننا قالت فًقد حدسها , بدأ وهكذا بالفعل حصل ما وهذا وحده أبي مع أسافر سوف إنني وقالت

. تبينها بصحة اإليمان يداعبني

يًقولون التي اللغة بهذه ويتحدث يًقف فوجدته الشاب قريبي إلى ونظرت , . كان فإنه يًقول ما أفهم أكن لم أنني من وبالرغم العربية اللغة إنها عنها

عليها حمل التي الرحلة هذه على ثائر غاضب أنه أدرك أن استطاعتي فيالثورة, هذه وعلى الغًضب هذا على يرد أبي أرى أن وأدهشني حمال#

. ويجلس يًقوم الشاب فكان والسرور االستهانة عن تعبر طويلة بًضحكات , , أدهشني ولكن عميق حزن في يديه بين رأسه يًضع ثم الًقطار ديوان في

. أفهمه لم عبث من يخلو يكن لم الذي ضحكه في مستمرا أبي أرى أن

. جنون أصابه قد كان لو كما نهم في الطريق يلتهم والًقطار ذلك كل , نفس في كنت وقريبي أبي بين يدور ما أالحظ كنت أنني من وبالرغم

, أن أتصور كنت فًقد السفر هذا من الغاية في التفكير إلى منصرفا الوقت . مؤخرة في المنسي التلميذ ذلك أعد لم المخاطر يكلفنا سوف تحًقيًقهابالد, إفريًقيا قلب ليًقتحم والده نهضمع فتى أصبحت وإنما الفصل

, , وثورته. الشاب غًضب قلًقي في زاد ولًقد صوابي أطار ما وهذا األساطير , أنه أعرف ولكنني جميعا إليها ننتسب التي البالد هذه من أنه عرفت فًقد

التي الحياة في ذلك على يدل ما هناك يكن لم ألنه إليها ينتمي يعد لم , في, أالحظه لم ما وهذا منهم واحد كأنه اإلنكليز يعيشبين فهو يحياها

. اآلخرين المراكشيين

Page 40: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, , إلى الطريق في إننا صواب على الشاب فهذا وإذن صواب على فأنا وإذن . , أما مكروه يصيبه ال فسوف ولذلك وعرفها أبي اعتادها مخيفة مرعبة بالد

بدليل - - الويالت منها نًقاسي فسوف الشاب وهذا أنا عنها األجانب نحن . الثورة وهذه الغًضب هذا

ال ما مواجهة في عبث المًقاومة أن على األمر آخر في استًقررت ولكنني . أن دون تشاء كما تجري وتركتها للمًقادير استسلمت مواجهته من بد

. دموعي أكفكفمن أن أحاول

, وكنت التالي اليوم مساء في أو المساء هذا في ذلك كان هل أدري ولست . من جبل هذا أرى ما تتحمل لم ولكنها المفاجآت لًقبول نفسي هيأت قدمدينة ذكرى ذهني إلى أعاد تأللؤا الليل كبد في يتألأل البحر عرض في نور

. ,) وإذن ) والجبروت بالًضخامة يمتاز التأللؤ هذا ولكن بول بالك المالهي , ونحن نخترقه سوف نور من جبل وهذا األساطير بالد حدود على فنحن

, , أبي وحاول بالعويل صوتي فرفعت صبرا أطق لم وهنا إليها سبيلنا في , هذين في تستطيع ما فوق أعصابي تحملت فًقد روعي من يهدئ أن عبثا

, واخترقنا. - ساللم وصعدنا النور جبل إلى أصرخ وأنا زورقا وركبنا اليومين . , , أصرخ وأنا ذلك كل صغيرة غرفة ودخلنا األضواء هذه

, وأنا الصباح في استيًقظت فًقد الليل في الباخرة سوى النور جبل يكن لم ! , لًقد, ا jحًق رأيت ما لروعة ويا وقريبي أبي مع الغرفة من وخرجت مرعوب

, ال اتجاه كل في تمتد مياه واألوهام األساطير مملكة حدود في دخلنا , . يخيل فكان زرقة في زرقة المترامية الشاسعة السماء زرقة سوى تحدها

الطبيعة تعزفها التي الموسيًقى أنه بعد فيما عرفت شيًئا أسمع أنني jإلي , , التالل بين أو الغابات أعماق وفي البحر عرض في نفسها إلى اختلت كلما - . على, شيء كل فإذا األساطير منطًقة دخلنا روعي من ذلك فهدأ البعيدة

. , محله - غير في تخوفي كان فًقد وإذن رائع مستحب أتوقع كنت عكسما . وجميل ممتع وراءها ما أن على اآلن إلى شيء كل يدل حدودا اخترقنا

, راقتني التي البحارة ثياب في رجال# فرأيت اإلفطار وجبة تناول ميعاد وآن , األطفال فيها يتناول التي الغرفة إلى أتفًضل أن مني ويطلب jإلي يتًقدم

. وجباتهم وحدهم

, , بأس ال أن لي وبدا للمًقادير استسلمت فًقد فتبعته أتبعه أن أبي وأمرني . ضج طويلة مائدة فيها امتدت غرفة البحار خلف ودخلت لها االستسالم من

, ما كل مملكة في أوجد أن وراقني بينهم مكاني فأخذت األطفال حولها . الًقامة مديد رجل jإلي أقبل حينما عظيما زهوي وكان أقراني من فيها

وجبة في أتناولها أن أريد التي الطعام أصناف عن يسألني jعلي وانحنىاإلفطار.

أحبشيء أن إلى بسرعة التفكير بي فانتهى الوراء إلى ببصري ورجعت , واحدة بيًضة من أكثر منه أتناول أن على يحظر كان ما وهو البيض هو لدي

: التعالي, من مسحة صوتي وعلى فًقلت فًقط

"! البيض"

: الواقع في هو مما أطول لي يبدو كان الذي الرجل فًقال

? بيًضة وكم

Page 41: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, أن سوى jليسعلي أنه وإلى أمري طوع أنه إلى استأنست قد كنت ولما, , عشرين أو بيًضات عشر أطلب أن ببالي خطر فًقد يطيع أن وعليه أطلب

, استًقر وأخيرا المبالغة من كثيرا الرقمين هذين في أن jإلي خيل ولكن . أربع#ا أطلب أن على رأيي

كأنها السمن تتراقصفي بيًضات أربع أمامي وضعت البصر لمح وفي . الحياة وعن نفسي راضعن وأنا التهاما فالتهمتها النجوم من أربعة

, , ونظرت فوقفت يًقفون األطفال فرأيت اإلفطار انتهاء جرسعند ودق jأرد أن من jبد لي يكن فلم لي تبتسم صغيرة وجوها فرأيت وشماال# يمينا

! , , الممالك من مملكة غرفة وأي األلعاب غرفة إلى وسرنا االبتسام عليها . صغيرة لحظة سوى تمر ولم وصفها يمكن ال اللعب من بحًضارة ازدهرت

, , والمشدوهون بالصارخين والًضاحكون بالالعبين الًقافزون اختلط حتىهمومي, كل أنساني اختالطا بهم أختلط أن من jبد لي يكن فلم بالمعجبين , المصير يهمني يعد ولم البحار عرض العتيدة الباخرة هذه في أخترق وأنا

. الرحلة إليه تنتهي سوف الذي

الالعب هذا الماء عالم في الكتًئابه واستغربت الًقريب الشاب نسيت وهكذا . , jسر أن بعد فيما عرفت وقد ذلك بعد له أهتم لم ولكنني المفتون الًضاحك , هو وكان ليتزوج مراكش إلى معنا أرسله قد والده أن إلى يرجع كان ه jغم

إليها ينتمي يعد لم التي البالد هذه من فتاة ال إنكليزية فتاة يتزوج أن يريد . األسباب من بسبب

: في أو طارق جبل في انتهت هل الرحلة هذه انتهت أين أدري ولستالتي? الباخرة هذه من البر إلى نزلت أنني أذكر زلت ال ولكنني الجزائر , ما الًقريبة ذكرياتها إلى الحنين دموع من أسبل وأنا خير بكل أذكرها

. إليها أصعد وأنا منها خوفا� أسبلتها التي الدموع يوازي

, كانت الواحد اليوم تتجاوز ال قصيرة لمدة أخرى باخرة ركبنا أننا وأذكر , الحياة عن فرغبت األولى الباخرة في عرفتها التي المتع كل من خالية

, الدار, إلى وصلنا أن بعد خصوصا أخرى مرة jإلي تعود مخاوفي وبدأت فيها , ومن - سنوات بًضع منذ رأسي مسًقط كانت أنها أعرف أكن ولم البيًضاء

, ذلك? من بالرغم ولكنني عني غريبة ليست بأنها شعرت أكون فًقد يدري . األساطير عالم من المهمة الحدود أخترق بدأت بأنني أحسست

, أرى أن راعني ولكن األيام وتًقلبات الشعوب مًقادير يومًئذ أعرف أكن ولم . بهذه الله فعل ما اآلن أعرف لست الوجوه غير ووجوها البشر غير بشرا

أن, يمكن ال حزن عليها ارتسم وجوها فيها رأيت أنني أذكر ولكنني المدينة . أصحابها يعانيه عما التعبير أصدق يعبر مروع حزن األطفال عن حتى يغيب

. , لًقد الذهول من نوع فأصابني بؤسمًقيم من الذاهب الماضي مجد بعد , والثياب الكالحة الوجوه هذه والصرامة الجد طبيعة إلى يعود األمر بدأ

, من, أخرى فصيلة إلى تنتسب أنها بد ال العارية واألجسام الممزقة ... .... لي فما ا jحًق المفاجآت عالم في دخلت وقد أعرفها التي غير البشرية

الحياة نفس يعيشون البؤساء هؤالء من خطوات بعد على آخرين قوما أرى? . األساطير بالد هذه أليست ولكن مًضى فيما أعرفها كنت التي

, # رجال هناك أن بالي على يخطر يكن لم أنه ذلك خيالي استثار آخر وشيء . , اليمين من بصري نًقلت حدث ما هذا ولكن الحد هذا إلى أبي يشبه آخر , هذا شخصواحد الشخصان فإذا اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى

. أخوه هو يشبهه آخر رجل يوجد أحببته طالما الذي الرجل

Page 42: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

" : أو يًضحك وهو ركيكة إنكليزية بلغة لي وقال وقبلني الرجل ورفعني "? بجريمة متلبسا ضبطني قد كان لو كما ذلك لي قال اإلنكليزية تتكلم

. يداعبني, وهو المتواصلة ضحكاته في ضاع خجلي ولكن فخجلت

: jإلي الكالم توجيه من ذلك يمنعه أن دون أبي يًضاحك وهو قال

. إلى, هيا الخربة المدينة هذه في هنا الوقت إلضاعة ضرورة ال تعال تعال , , الحياة إلى تتعرف وحيث وجدتك جدك تجد حيث فاس إلى آلخذك الًقطار , ! . سوف هيا هيا الغربية المدنية هذبته طفل من لك يا تكون أن ينبغي كما

, صورها أبهى في الحياة عن شيًئا يعرفون ال الفرنجة هؤالء أن أعلمك , , أقدمك حيث وأجدادك آبائك فاسأرض إلى هيا الممتعة البراقة صورها . عنها رأيك أفسدوا الفرنجة هؤالء أن في شك ال التي الحياة إلى

15

, , يعد لم بحيث متالحًقة سريعة مفاجآتها كانت فلًقد األيام تلك الله رحم, . فاس إلى البيًضاء الدار من السفر فلنتجاوز متابعتها المستطاع في , أكبر كانت التي الًضيًقة شوارعها لنخترق المدينة إلى سريعا ندخل ودعنا . إنها واحد يوم منذ يًقول عمي كان التي المدينة هي أهذه المفاجآت هذه

? في السير يستطيعون الناسال أن بد ال حًقيًقتها على البالد تمثل , . مصابيح فرأينا الليل أثناء في دخلنا باألكتاف يتصادمون وهم إال شوارعها

بعد مكانها في تركت مصابيح كانت لو كما الحزينة الباهتة الشوارع !? ووصلنا...... الشوارع انتهت إليها وصلنا التي هذه خربة مدينة أي مأتم

, , , وجوه تستًقبلنا عديدة بوجوه فإذا الباب واخترقنا المًقصود المكان إلى, . بالنابل الحابل واختلط أعرفها أنني وهلة ألول jإلي خيل ورجال نساء

, بين ضاع فأجده أبي عن أبحث بي فإذا بالمسافرين المهنًئون واختلط . إلى, يرفعني هذا أيًضا األذرع بين ضاعت فأجدها نفسي عن وأبحث األذرع

. في الموكب صار وهكذا آخر األرضرفعني إلى اطمأننت فإذا الفًضاء : فًقد والجدة الجد إلى ننطلق دعنا يًقولون حولي من وكل طويل ممشي

. الجوى بهما برح

, , أن إلى عمتك وابن عمك ابن هذا لي قيل صغار أطفال رأيت من وبين ; : . : فتح فهل أختك هذه لي قيل ثم أخوك هذا لي فًقيل أحدهم إلى وصلت

? ? أخي أشاء ما منه أقتطف مصراعيه على حًقله الكرمب حًقل صاحب لي , هذا? ولكن ذلك لي يًقول وهو يراضيني أبي أن jإلي يخيل كان لًقد أختي

, تتحركان حًقيًقتين أمامي أجدهما وأختي أخي الصبية وهذه الصبي , ال. التي أختي يد وفي أعرفه ال الذي أخي يد في يدي ووضعت وتسعيان

أنا, نظري في شع أنه jإلي خيل غريب بريق نظرهما في فشع أعرفهاأيًضا.

, هذا إلى وئيدة بخطى أدلف ورأيتني غريب صمت الجميع ساد فجأة ثم , ليشجعني أبي مني واقترب الكبيرة الغرفة زاوية في الًقابع الشيخ

". ! يده: " في يدك فًضع جدjك هذا فتى يا هيا ويًقول

, رفعت حينما الغبطة هذه ازدادت ثم جدoا لي ألن بالغبطة مرة ألول شعرت , , كأنه الذابلتين بعينيه jإلي يتطلع وهو سخرية في يبتسم كان إليه نظري

, ! : ال ولكن صغيري يا إفرنجيا منك جعلوا لًقد األيام لتًقلبات يا يًقول أن يريد . , مراكشيا, تكون كيف أعلمك فسوف اقترب بأس

Page 43: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. , , : جدjك فهذا يده قبل فتى يا يده قبل وهمسأبي

, ولثمت حولي وما حولي من كل نسيت وقد ذعر في منه فاقتربت , إليه يًقربني وهو يدي من الشيخ فأخذني مغًضنة يدا مرتعشتين بشفتين

, , الًضيًقة: الثياب هذه تخلع أن يجب اقترب اقترب ذا أنت ها وأخيرا قائال# . , !? . اقترب اقترب مني خائف أنت هل واسعة فًضفاضة ثيابا بها وتستبدل

, الصارخ الرجل هذا إلى أنظر وأنا الرياح مهب في أرتعشكالريشة كنت . والدي ربى الذي الرجل هو هذا والدي والد أنه أي جدي إنه قيل الذي

, أبي, أن jإلي خيل ولكن وأبي أنا أمامه أتساوى الذي الرجل هو هذا وعلمه . , لهذا فاستغربت أمامه ونحن شخصيته من بشيء يحتفظ

: تأخرت أين أبي هو الذي ابنه وجه في يصيح سوف جدjي أن لي يبدو كان ? ? منذ هنا تكون أن يجب كان لًقد تأخرك كان وفيم الطويل الزمن هذا كل

. , تأخرت ولكنك بعيد زمن

, خائفا أبي يهرب وأن مهددا ينهضجدي أن عندي المستبعد من يكن ولم . يحدث لم هذا من شيًئا ولكن

. أبي وبين بيني العالقة غير آخر وأبيشيء جدي بين العالقة فإن وإذنشق فكري في بسرعة تتداعى الصبيانية األفكار هذه كانت بينما ولكن

: يصيح وهو البيًضاء الدار في استًقبلنا الذي عمي الصفوف

? , تشعر ألست ثيابه ترى ألست اإلنكليز بالد في نشأ الذي الفتى هو هذا , ? نظره نًقل على اقتصر وإنما ببنتشفة الشيخ يجب فلم غريب فتى بأنه

. معا منا يسخر كأنه إليه ومنه jإلي منه

. : باإلنكليزية جدك إلى تحدث هيا عمي قال

, من أن jإلي فخيل منه استغربتها ممطوطة ضحكة ضحك جدي ولكن . أنني هو مرعب شعور jعلي واستولى بالعويل صوتي أرفع أن الواجب

! jإلي الناسينظرون كان منها أتينا التي البالد ففي غريبا ألكون خلًقت , أيًضا jإلي الناس نظر منها إنني يًقال التي البالد وفي غريب أنني على

. ! باالضطهاد الشعور يشبه شعور أصابني فًقد ولذلك غريب أنني على

, ! : هيا الكفرة ثياب إنها الثياب هذه غيjروا الصمت من غمرة في جدي وصاح: . ليًقول يًضحك وهو jعلي أقبل ثم المسلمين ثياب في ألراه شيًئا افعلوا

إلى, تنسب بأن جديرا تصبح حتى الصغير أيها شيء كل سأعلمك سأعلمك , . وكأن أرتديها التي الثياب في له يتمثل الكفر وكأن والمسلمين اإلسالم

ممزوجة صرامة في أرتديها بأن أمر التي الثياب في له يتمثل اإليمانباللين.

. هذه الشيخ حديث من أفهمه لم ما بفهم كثيرا أهتم أكن لم أنني بيد , محببة! ألفة عليها ارتسمت لًقد شيء كل قبل الوجوه هذه الوجوه

, . لحالي يرثي كان الجميع بأن شعرت نظرة ألول غورها أسبر أن استطعتلحال - - أرثي كنت بأنني أشعر غريب وهذا نفسالوقت في ولكنني

. , هو. ما أدري ال فًقدوه إلىشيء الحاجة أشد في أنهم jإلي خيل إذ الجميع

, بيني قامت شديدة صعوبة أن أذكر ولكنني ذلك بعد حصل ماذا أعرف ال . إعجابا بحياتهم أعجبت أنني وأذكر التفاهم حيث الناسمن هؤالء وبين

Page 44: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. الخيال من عالم إلى ساحر من بلمسة انتًقلت قد كنت لو كما شديدااأللوان المختلفة الثمار من البالد هذه في يوجد ما كثرة نظري واسترعى

قصيرة. مدة بعد اإلنكليز إلى أنظر بدأت بأنني الًقول أكتم وال والطعوم , من األلوان هذه مثل ينتجون كيف يعرفون ال ألنهم االستخفاف من بشيء

طريًقة, اإلنكليز يجهل محلية مصنوعات أنها بالًضبط jإلي وخيل الثمارإنتاجها.

. , اإلنكليز هؤالء لتفاهة ويا األرجاء الواسعة المزخرفة الدور الدور وبهرتني , , ! ويا البراق الممتع البذخ البذخ وبهرني يسكنونها التي الدور وتفاهة

. روائع من فيها وما الحياة عن اإلنكليز هؤالء يفهمه ما لتفاهة

بحياة وتزري حًقيًقة jالحس ترضي متعة كلها جديدة حياة بدأت وهكذا ... أن أظن ال أسابيع فاسستة في قًضيت وقد السوداء الفاحمة منشستر

في بها شبيهة حياة لي تًقدم أن العالم في مدينة أي استطاعة فيالروعة.

, وسرور غبطة من األطفال وجوه على يرتسم بما شيء بكل أستمتع كنتالتي, الهائلة الرائعة األشياء هذه من األسواق في أجد كنت وبما وعزيمة

. والدتي أقاصيص إلى استمعت طالما ولًقد االستغراب على تبعثني كانت , أن الحًقائق استطاعة في أن ببالي يخطر ولم مراكش عن تحدثني وهي

. البالد هذه في حللت حينما إال األحالم تتحدى

مسًقط إلى الحنين من مراكشضربا إلى والدتي حنين أحسب كنت , , ولن, اليوم إلى بهذا أشعر زلت وما محله في وجدته ولكنني الرأس

استطاعتهم في كان إذا األبد إلى بها وتمسكوا غزاة بها حل إذا أستغربذلك.

, بسبب وذلك البالد هذه عن مًضحكة صور ذهني في ارتسمت طالما لًقد , , ملذاتها ذقت حينما بها حللت حينما ولكنني فيه عشت الذي الجو

, , مراكش هو الحي العالم أن لي بدا حينًئذ أطايب من فيها بما واستمتعت . في فإن مبالغا تحسبني أن من أحذرك وأنا الحي العالم مراكشهي وأن

, حًقيًقة أشعر كنت أنني ذلك أحسبه كنت ما لروعة إضاعة هذا حسبانك , مع أستطيع ال ولكنني البؤس طائفمن بهم ألم قد البالد هذه سكان بأن

التي نفسالصور هي عنها ذهني في بعثت التي الصور أن أنكر أن ذلك . عنها سمعت ما كل بعد الجنة عن ذهنك في بعثت

, التي العًقول هذه وال تًقابلها التي البائسة بمراكشالوجوه أعني ولست , , مراكش تربة الخالدة مراكش أعني ولكنني الوجوه هذه وراء تكمن

. من, حفنة اآلن أتمنى ما لشد المفكر وعًقلها الواعي وضميرها الخصبة . الفواح الزكي العبير منها أستنشق ترابها

الصور لتحديد ذلك بعد الحياة في بتجاربي أستعين أنني في شك من وما . , مبهما شعورا كله بهذا أشعر كنت ولكنني حددتها الذي الشكل على

. الخالدة البالد هذه في حييت ما أنساها لن أسابيع ستة قًضيت وهكذاللبالد أحمله لم ما والحنين الشوق من لها أحمل بعدها إنكلترا إلى رجعت

, في كان كما توديعنا في عمي كان وقد ولدت منذ فيها عشت التي : , يًقول وهو بيده لي يلوح وكان البيًضاء الدار مدينة في استًقبالنا

Page 45: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

من عليه لالطالع الفرصة لك تتح لم ما على فأطلعك الصغير أيها ستعود , . ترجع وسوف بالدك هي هذه ولكن اإلنكليز بالد إلى راجع إنك هذه بالدك

. إلى تصعد أن قبل أقبلك دعني األبد إلى لتعيشهنا أخرى مرة إلينا , مهما, بالدك هي البالد هذه أن دائما تذكر كله هذا بعد تذكر ولكن الباخرة

. الديار وبينها بينك وفرقت عنها ابتعدت

16

, ومعهما المنزل باب عتبة عند وأختي أمي واستًقبلتنا منشستر إلى رجعنا . أختي ووجه أمي وجه على االنشراح والحظت باترنوسوآخرون آل

الذي, البغيض الشيء هذا هو أختي على آخر شيًئا الحظت ولكنني لعودتنا , أتالفى بت ولذلك المستشفى من عودتها منذ وجهها في يطالعني بات

jفي وتبعث تفزعني كانت علته التي الكريهة المسحة هذه ألن إليه النظر . غريبا إشفاقا

وانصرف االستًقبال غرفة من مكانه أخذ الجميع أن إلى أطمًئن كدت وما, مًقاومتها أستطع لم رغبة تملكتني حتى وأمي أبي مع الحديث إلى

. الصغيرة دراجتي عن أبحث وانطلًقت الغرفة من رويدا رويدا فانسللت

وعالها نحوه األولى عجلتها مالت وقد الحائط جانب إلى قائمة وجدتهاأصابها, ما الحائط أسفل إلى تشكو كأنها حزينة وضعية في وهي الغبار

, أكاد وأنا الغبار أنفضعنها عليها فأقبلت األخيرة األيام هذه في غبن من , عيد في هدية لي قدمت يوم فعلت كما إليها الحنين شدة من أعانًقها

, لحظات, سوى تمر ولم قليال# قليال# يزايلها الحزن أن jإلي فخيل الميالد . الشارع في كالسهم عليها وانطلًقت ركبتها قد كنت حتى

أنني - - ذلك المنزل دخلت منذ تملكني وقد غريب شعور ذلك خالل تملكني : واألبواب النوافذ عهده سابق على فيه شيء كل فإذا الشارع أتأمل كنت

. ولكن كان كما الًقديم مكانه في شيء وكل النور وأعمدة واألرصفة . أزال ال ما وهذا تغير قد مظهرها فإن تامة كانت الجزئيات أن من بالرغم

يشعرون - الناسجميعا ولعل إليه ورجعت مكان عن غبت كلما أالحظهإلى - العام المظهر هذا يعود أن كافألجل وقت مرور من بد وال بذلك

, . تدرك ال العيون أن أم نفوس لإلنسان كما لألمكنة فهل سالفعهده ? للبحث مجال ال سؤال إليها النظر يتكرر أن بعد إال حًقيًقتها على األشياء

. هنا عليه الرد عن

ريجي بالصديق فإذا jفالتفت حادا صفيرا# سمعت لهذا أستغرب كنت وبينما , ثم السرعة من فخففت ويدعوني بيديه لي يلوح منزله باب عند واقف

. عليه عرجت

. ? : أن وبعد طويلة مدة عنا غبت لًقد رجعت متى جانبه إلى أترجل وأنا قال: يًقول jعلي فأقبل مهمة كانت الرحلة أن فهم العبارات بعض تبادلنا

عن نتحدث أن نستطيع حيث الخلفي الشارع في الصباح في غدا لنجتمع . , : وافترقنا فوافًقت فيها رأيت وما رحلتك

الخلفي الشارع في الصفير انطلق حينما اإلفطار مائدة حول جالسين كنا , كانوا فًقد وأمهاتنا آباءنا يعجب ال كان بالصفير تنادينا ألن وجهي فاحمر

بعمل للًقيام ذلك نفعل بأننا الظن إلى يدعو ما التنادي هذا في أن يعلمون , . ثم يسمعا لم أنهما jإلي فخيل أمي إلى ثم أبي إلى ونظرت يحبونه ال

Page 46: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, من لها قلت كنت وقد عينيها في اإلدراك بريق فأبصرت أختي إلى نظرتما الصغار لألصدقاء ألحكي الخلفي الشارع في نجتمع سوف إننا قبل

, انطلق. أفعل كنت بينما ولكن الكرسي من ألنزل أتحرك وبدأت رأيت , الصوت بين العالقة في شك وقد أبي jإلي ونظر أخرى مرة الصفير

. أعدو, - - األرضوانطلًقت إلى للحرج تالفيا فًقفزت وحركاتي

ريجي تطوع األطفال من كبيرة جماعة فوجدت وخرجت الباب فتحتعن أرويها سوف التي الًقصة إلى يستمعوا أن ألجل بالصفير باستدعائهم

. وجلس العالية الباب عتبة على جلست فيها كنت التي البعيدة البالد هذهمن تخلو ال نظرات jإلي وينظرون ويتساءلون يصيحون حولي األطفال

. والتًقدير اإلعجاب

? : فيها كنت التي البالد هذه اسم ما ريجي قال

." مراكش: " قلت

. , , مراكش: عن حدثنا الوقت إلضاعة داعي ال هيا قال

, , حافلة: ولكنها بهيجة ومناظرها ساطعة شمسها جميلة بالد قلتبالغرائب.

بالرؤوس األعناق ومالت العيون برقت حتى العبارة هذه ألفظ كدت وما . األطفال إلي| وتطلع الصغيرة

! , الغرائب عن حدثنا الغرائب عن حدثنا هيا

, أحدهم أنًقذني وأخيرا للحديث مفتتحا أجد أن عبثا أحاول وأنا قليال# فكرت : تًقول التي البالد هذه في المدرسة إلى األطفال يذهب هل سألني حينما , , - ? هل ولكن المدرسة إلى يذهبون نعم المدرسة آه مراكش اسمها إن

, ? التبن يشبه بما األرض مفروشة مظلمة غرفة المدرسة ما تعرفونعصا يحمل بارز عال مكان المدرسفي وأمامهم األطفال يجلسعليها ? . , إحداث على يحثهم عالم تعرفون هل التالميذ يحث وهو يده في طويلة

, إحداث, في يتوانى الذي للتلميذ وويل والصياح الصوت رفع على الًضجيجالًضجيج!

? الًضجيج- إحداث يتعلمون هل

, , تلًقوا- أنهم على دائما يبرهنون كبارهم فإن الًضجيج أنه بد ال أدري لست , . ولنفرض هذا من دعنا العلم هذا في األثر وبليغة قيمة دروسا صباهم في

, المدرس أن تظنون هل العًقاب عليه يستحق ما ارتكب التالميذ أحد أن . ? تلميذ عادة مدرسة كل في يوجد بل كال ليًضربه يده يمد أن إليه يطلب

, فجأة الًضجيج يخف حتى مغزى ذات نظرة إليه المدرسينظر يكاد ال قوي , واحدة وبحركة البصر لمح في المذنب على الًقوي التلميذ وينًقضذلك

, هذا ينفخ وهنا المدرس إلى رجليه باطن ويرفع أرضا يطرحه رشيًقةأمتنها جانبه إلى يًضعها التي العصي بين من يختار وهو يديه في األخير

, , بها يًضرب ثم األيمن ساعده عن يشمر وهو يأخذها ثم وقعا وأحدjها عودا . وهنا - - جودتها من يتأكد لكي وذلك الحوذي يفعل كما خبرة في الهواء

, المسكين فيتعالىصوت المتواصل الشديد الًضرب الًضرب عملية تبدأ . ثم. ويتوعده يوبخه التلميذ المدرسعلى لينحني الًضرب يهدأ ثم بالصراخ

. قواه وتنهك الصراخ عن المًضروب يعجز أن إلى أخرى مرة العاصفة تبدأ

Page 47: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

ضربتين أو ضربة يًضربه وهو سراحه يطلق بأن المدرس يأمر وهنا . , الدروس انتهت فإذا الدم منه ينبثق وقد رأسه يافوخ على إضافيتين

. يعرجون المًضروبون خرج الصاخبة

! : مروع هذا آه آه شعوره يكتم أن يستطع لم صغير طفل قال وهنا

!? : غريبة بالدا هذه أليست متسائال# آخر وقال

, : , : أطفالها: غريب فيها شيء كل غريبة بالد الكلمة هي تلك فاستأنفت ? ! , , , إن, هناك األكل قصة تعرفون هل شيء كل بيوتها أكلها رجالها نساؤها

, مخدات على وينامون ويجلسون واحدة غرفة في وينامون يأكلون الناس , والغداء. اإلفطار وقت وفي النوم غرفة إلى تنًقلب النوم وقت في كبيرة

األرضثم على يًضعونها األرجل قصيرة بمائدة الخدم يًقبل والعشاء , في صفراء آنية تحمل وهي صغيرة خادم تًقبل ثم المخدات حولها يًضعون

نحن - اليدين الجلوسلغسل على بهما تطوف إبريق األخرى يدها وفي يد - , يجلسالناس ثم إليهم الحنفيات فتسعى هم أما الحنفيات إلى نسعى

وقطع كبير واحد طبق jإال عليها يوضع وال المخدات على المائدة حول . فيه, ما يلتهمون بأيديهم الواحد الطبق ذلك على الجميع ينكب ثم الخبز

, , , : السينما في رأيتها لًقد عرفتها اآلن البالد تلك عرفت األطفال أحد قال . الزنوج بالد إنها

? غرباء: كانوا وإن البالد هذه فأهل كال السود يسكنها التي البالد تعني قلت , , إنهم تماما مثلنا أشكالهم في وهم بيًضاء بشرتهم أن إال شيء كل في

. غريبة بطريًقة ولكن نزاولها التي األعمال جميع يزاولون

. هذه موقع حول يختلفون راحوا فًقد األطفال بين علمي نزاع احتدم وهنا , ألسنتهم, على فترددت السينما من معلوماتهم يستًقون وكانوا البالد

, , , , : رآه ما يروي واحد كل الزنوج اإلسكيمو الحمر الهنود الغجر هي شعوب . إليهم أنظر فوقفت عنها أتحدث التي البالد يعرف أنه ويزعم السينما في

. قرار إلى نزاعهم في يصلوا أن أنتظر وأنا

, وقد فيصمت jإلي تتطلع أختي جانبي إلى وأرى ألتفت أن واستطعت . ذرعا ولعليضًقت أكرهها كنت التي الغريبة المسحة تلك وجهها علت

, أن دون أنصرف أن يخشون وهم بي نظراتهم تعلًقت فًقد األطفال بنزاع . . أخرى مرة جلست حينًئذ رأيتها التي الغرائب عن حديثي لهم أتمم

: ? , : ليسفيها بالد هذه قلت يتًقاتلون كيف الحرب عن حدثنا هيا طفل قال , , إلى ينزعون مسالمون فإنهم يغامرون أهلها أن أظن وال قتال وال حرب

, الغجر من ليسوا أنهم على الداللة في يكفي وهذا ورغدها الحياة نعومة , . ولكنهم الًقتال يعرفون ال إنهم الزنوج وال الهنود وال اإلسكيمو وال

. , , البراقة باألشياء ويولعون الجيد األكل ويعرفون األفراح يعرفون

, حتى فيها شاهدته ما لكم أروي وسوف هناك كنا حينما زواج حفلة حًضرت . أخرى مرة الظن بها تسيًئوا ال

, , وسطه تتراقصفي كبيرة أعمدة ذا مزخرفا ضخما واسعا المنزل كان , , وجلس الكبيرة المخدات بتلك أرضه فرشت الصافي الماء من نافورة

. الدور وفي المدعوون به حف وقد الموسيًقى جوق دائرة شكل في عليهايعزفها كان التي الموسيًقى إلى يستمعن النساء من عشرات يطل الثاني

Page 48: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. بهم اشتد وقد ركبهم على بأيديهم يوقعون الجميع وكان يغني وهو الجوقيًقومون. - فإنهم الحالقون نعم بهم يطوفون الحالقون وكان التأثر

األخًضر الشاي ليوزعوا الرؤوسولكن ليحلًقوا ال األفراح في بالخدمةوكثر - باألنوار كله المنزل سطع وقد فًضة من أدوات في والحلويات

, وجه على بوجهه موسيًقى كل وأقبل الموسيًقى صوت وعال الًضجيج , معا وغنيا بنفسالحركة أيًضا هذا عليه فأقبل جانبه إلى الذي الموسيًقى

, إلى واحد كل وينصرف يفترقان ثم قصيرة مدة الوضعية هذه على وهما. بنفسالحركة اآلخر جانبه على الذي الموسيًقى

لألكل قاعة إلى كله المنزل وينًقلب األرجل الًقصيرة الموائد تصف ثموالدجاج الكبيرة اللحم بًقطع المألي الكبيرة األطباق بتلك الخدم ويًقبل

. األطعمة من غنية وصنوف

. يجتمع المنزل في الحفالت هذه تنتهي وعندما الليل منتصف في ذلك كلينشدون كبير موكب في ويسيروا الشارع عuرض إلى ليخرجوا الناس

, آخر منزل إلى يصلوا أن إلى ويمرحون ويًضحكون عالية بأصوات األناشيدالمنزل هذا ساكني إلى بكالم األصوات ويرفعون بابه حول يجتمعون حيث

, بهن. فيحيط النساء من فوج ويخرج الباب يفتح طويلة مدة وبعد الجديدالمنزل إلى كله الموكب يعود ثم ارتفاعا أصواتهم ازدادت وقد المحتفلون

األول.

. وهم الرجال ينصرف وهنا زوجها منزل إلى بالعروسة يأتون هكذا . , من النساء تنزل وعندئذ بإحكام المنزل باب ويuًقفل ويتعانًقون يتصافحون

, السماء في ويرفعنها بها يحطن ثم العروسة الستًقبال الثاني الدوربالذهب أثًقلت وقد العينين مغمًضة وهي المنزل داخل بها ويطفن

والجواهر.

عن به يعبOرن متواصال# غريبا صراخا النساء ترسل كله ذلك خالل وفي , , ضخمة امرأة فتًقف كله هذا ينتهي ثم والعروسة بالحفلة اغتباطهن

, ولكن معنى له أفهم أكن لم كالما تسرد وهي العروسة جانب إلى األنحاء . عبارة من انتهت كلما النًقود وينفحنها عليها يًقبلن كن النساء

, , في الحفالت لتبدأ النوم إلى الناس فينصرف الصباح إلى كله هذا ويستمر , , عن للتعبير يكفي ال واحدا يوما ولكن جديدة لمناسبة ال التالي اليوم

. , سبعة أو أيام ثالثة من بد ال بل البالد هذه في االنشراح

, ! ! : فهب تناديه والدته إنها ريجي ريجي يصيح ممطوط صوت انطلق وهنا , , : ما أنفذ أن نسيت لًقد تناديني أمي إن أذهب أن يجب يًقول وهو واقفا

... , , بعد هنا نجتمع هل البًقية أسمع أن أريد تستمر ال ولكن مني طلبته . أنصرف? أن ألجل موافًقون إنكم قولوا الظهر

, نوافًقه أن إال يسعنا لم ولذلك عنا يبتعد وهو سرعة في كلماته يلًقي كان , على بناء عًقد قد ذلك فوق االجتماع هذا وكان شديدا حرصه كان فًقد

. األطفال بًقية دون هو دعوته

17

, كل وأخذ الخلفي الشارع من المكان نفس في الظهر بعد آخر اجتماع عًقد , , قد الصباح حديث وكان هكذا مًقامي يرتفع أن فراقني حولي مكانه طفل

Page 49: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

بالد في مشاهداتي عن أخرى مرة أتحدث فانطلًقت لساني عًقدة أزال . اهتمام, في ينصتون واألطفال الغرائب

الصباح - في عنها نتحدث كنا التي البالد إن األصدقاء أيها لكم قلت . يتبادر - أن أحب ولست غريبة بالد مراكش اسمها بأن أخرى مرة وأذكركم

, كما تماما مثلنا هم بل كال أشكالهم في غرباء أهلها أن منكم أحد ذهن إلى , حياتها في ودفعتهم منشستر إلى جميعا نًقلتهم ولو الصباح في لكم قلت , الزنوج تنسوا أن يجب ولهذا وبينهم بيننا نفرق أن استطاعتنا في كان لما

, ... البالد هذه أمر عن إليكم أتحدث وأنا والغجر واإلسكيمو الحمر والهنود . آخر فهيشيء

في الموضوع هذا أثار الذي الدقيق الصوت صاحب الصغير الطفل قال . , الغرائب: نسمع أن نريد الغرائب أسمعنا الصباح

. . , أن: تظنون هل الغرائب هذه من ام الحم| إن أتذكر دعني حسن قلتأن يريدون حينما الحمام إلى انفراد على مراكشيدخلون الناسفي , شاسع? مكان هو وإنما حوض بها ضيًقة غرفة الحما|م فليس كال يغتسلوا

نًضوا قد يكونوا أن بعد زرافات إليها الناس يدخل دامسة أبهاء على يحتوي , كبيرة, جرادل في الماء إليها يًقدم وإنما حوض به يوجد وال ثيابهم

... , يخنق الدفء شديد مكان وهو بينها فيجلسون الخشب من مصنوعةأشباح. كأنهم عرايا وهم الًضباب الناسفي رأيت إليه دخلت فإذا األنفاس

, ينصرفون قد بل الحمام في حتى الكالم عن يًقلعون ال وهم مخيفة هزيلة . بيوتهم في كأنهم الًقصصواألحاديث ورواية العبث إلى

. , غريبة طريًقة على ولكن األصدقاء أيها البالد هذه في موجود شيء كل , على تشتمل هي بل أسواقنا مثل ليست أسواقها ولكن األسواق ففيها

, , وهذه وسطها التاجر جلس وقد البًضائع فيها تكدست كبيرة صناديق , جلسفيها وقد الًضيًقة الطريق جانبي على مصطفة الكبيرة الصناديقبكالم يتمتم وانطلق الحبات كبير بعًقد تعبث وأصابعه استلًقى أو التاجر

, هذه وأبواب عجل على العًقد هذا حبات يحرك وهو مهموسسريع , كأنها بالعرض وإنما بالطول تفتح ال فهي حًقا غريبة الصغيرة الدكاكين

. بًضائع, على تحتوي وهي أسفل من يصعد وآخر أعلى من ينزل باب بابان , . هل السكر هو البًضائع هذه أغرب ولكن الفاكهة دكاكين وخصوصا رائعة

? عندهم السكر قطعة حجم إلى تشير أن تستطيع

: سأقول ما ليسمع مني ويًقترب بحجمها لي يشير وهو األطفال أحد قال ? حجمها هو هذا هل

, في: السكر قطع رأيتم لو آه جدjا صغيرة السكر من قطعة هذه قلتأستطيع! - - ما بأكبر ذراعي أفتح وأنا ذلك قلت الحجم هذا في إنها مراكش

. الحياة في مثيال# لها أن بالي على يخطر يكن لم السكر من كبيرة قطع

: في الًقطع هذه من يًضعون وكم الدقيًقة بالمالحظات مشهور طفل قال ? الشاي من فنجان

; هذه: مثل يسع إبريق وال فنجان يوجد ال فإنه العبث هذا من دعك قلت , . ويكسرونها منازلهم إلى يأخذونها إنهم السكر من الكبيرة الًقطع

, بهذه يًقوم من حول مثلنا األطفال فيجتمع وسكين مطرقة بواسطةوهم, يأكلونه ثم بعيدا يتطاير الذي السكر فتات ويلتًقطون المهمة

Page 50: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, ألجل. الصبر بفارغ السكر تكسير يوم هناك يترقبون واألطفال يتًضاحكون . الفتات ذلك يلتًقطوا أن

: وهو السكر يشترون ال ولماذا الدقيًقة بالمالحظات المشهور الطفل قال . أنفسهم?! يتعبون إنهم مكسور

, شيء: لكل ولكن شيء كل عندهم إن لك قلت لًقد أدري لست قلت , . كما الشعر أناسعندهم فهم عندهم عر الش| قصة مثال# خذ الخاصة طريًقته

. شعر دون الذقن فنحلق نحن أما ذقونهم وفي رؤوسهم فوق عندنا ! في, ذقونهم إن الذقن شعر الرأسدون شعر فيحلًقون هم أما الرأس

? !! أقول, أن أريد ما أدركتم هل ذقونهم في ورؤوسهم رؤوسهم

, : أقوم عمل أول يكون سوف ا jحًق ممتع شيء هذا الكبار األطفال أحد قال ? . تسمى إنها قلت ماذا البالد هذه إلى الذهاب هو أكبر حينما به

. مراكش: قلت

, , , عنها: تحكيه الذي هذا إن زيارتها من بد مراكشال مراكش مراكش فًقال ! ! : للروعة يا ذقونهم في ورؤوسهم رؤوسهم في ذقونهم وممتع غريب

. إعجابا رأسه ويهز يصفر وهو ذلك قال

, إلى: ننصرف أن نريد ألننا تعليق دون رأيت ما عليكم أسرد دعني قلت , ? يهتمون, هناك األطفال أن تظنون هل فاسمعوا إذن أليسكذلك ألعابنا

? وقطع األحجار فيطأون حفاة الشوارع في ينطلًقون إنهم بلبساألحذية - . فإن أخي إصبع رأيت لًقد يع{دون وهم أقدامهم من الدماء وتسيل الزجاج

منه - يسيل محطما# قدمه إصبع رأيت تعلمون ال مراكشكما في أخا لي . شجرة يتسلق وهو الدم

, المنزل في أنفسهن ويهملن الشوارع في يتأنًقن النسوة أن تظنون وهل , ? في يجتهدن فهن الشارع في أما المنزل في يتأنًقن النساء إن عندنا كما , الرأسإلى من بيًضاء أزر في يتلففن فهن غريبا تشويها أنفسهن تشويه

. الثياب يلبسن فهن المنزل في وأما شيء منهن يظهر أن دون الًقدم . , تماما عندنا عكسما على الزينة في ويتفنن الرائعة المزركشة

, , من الرجل يهرب حدة على فريق يعيشكل بل والرجال النساء يجتمع وال . الرجال من المرأة وتهرب النساء

. رأيت- عما أحدثكم ودعوني تًقاطعوني ال

, , الصغار األطفال مثل والكتابة الًقراءة يتًقنون ال الناسهناك أن تصوروا . ونحن أبي رجل استوقف فًقد سبيال# ذلك إلى يعرف ال من بينهم من فإن

, , عنه يسأله وهو المنازل إحدى باب فوق رقم إلى له وأشار الشارع في , . رقم عن يسأل كان إنه قال يريد كان ماذا أبي سألت ولما أبي فأجابه , . كان وإنما صغيرا طفال# يكن ولم والكتابة الًقراءة يعرف ال ألنه المنزل

. كبيرا رجال#

. الناس إن الجنائز حتى األطفال أيها البالد هذه في موجود شيء كل , طريًقة على مًقابرهم إلى يسيرون ولكنهم هنا يموتون كما هناك يموتون

, وهم. فيها فيسيرون هم أما صامتين الجنائز في نسير نحن غريبة

Page 51: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, ! يفرحون, وهم فنصمت للموتي نحزن نحن رائع ع jموق نشيد jوأي ينشدون . فينشدون لهم

الناس فيركب الحصان إلى تشد العربة يدعي ما هناك أن تظنون وهل- - , بعضاألحيان? في والحمير مباشرة الحصان يركبون إنهم كال العربة

. إال الحصان يركب وال هذا إليه تشد عربة إلى حاجة في يكونوا أن دون . العلية من الممتازون

, , ولكنهم أطفالهم عند أعني عندهم توجد عندنا توجد التي األلعاب وكل . نعرفها التي غير غريبة ألصول تبعا يلعبونها

في شيًقة منازلنا تكون أن نحرصعلى فنحن كذلك غريبة ومنازلهم , حيث من لها قيمة ال فمنازلهم هم أما معا والداخلي الخارجي مظهرها

, , تشتمل بما رائعة إنها آخر شيء الداخل في ولكنها الخارجي مظهرها . األسوار هذه خلف أن تصدقوا أن يمكن وال وزخارف بدائع من عليه

, , , والطنافس المزخرفة األعمدة الروعة منتهى في منازل العتيًقة . الروائع, من بال على يخطر أن يمكن ما وكل والحرائر

. هؤالء ترى أن جدا الغريب من إن التطيب إلى النظر ألفت أن وأحب, . أيديهم في يحملونها بمًضخات إليهم تًقبل الخادم فهذه يتطيبون الناس

, آنية في النار تلهب أخرى خادم تكون ذلك أثناء وفي ثيابهم بها يرشون ثم , لهم وقدمت الفًضفاضة ثيابهم الرشنصبوا من انتهوا ما فإذا الفًضة من , زكية رائحة ذو دخان منها ويتصاعد ثيابهم تحت فيًضعونها النار آنية الخادم

, ما, إذا حتى ثيابهم داخل الدخان هذا يبًقى أن على فيحرصون منعشة . , عندهم العطر إن الطيب رائحة منهم فاحت الطويلة العملية هذه انتهت

. سائل ال دخان

, حرفا منها أفهم أكن لم ألنني لغتهم عن أحدثكم أن أستطيع ولست , بصفة, أقول أن أستطيع ولكنني كالمهم jإلي ينًقل أبي كان فًقد واحدا

, غريبة حروفا# ويستعملون يتحدثون وهو أصواتهم يرفعون إنهم عامةيصعب...

, حولي من األطفال تطاير فجأة ولكن الحديث في ا jمستمر أزال ال كنت, , أدركته أن ألبث لم ولكنني السبب أدرك أن دون ويًضحكون يصيحون وهم

, كنا الذي الرجل هذا المداخن منظف أمام لوجه وجها نفسي وجدت حينما . نذوب كنا الخلفي بالشارع يمر وهو صوته نسمع حينما ورعبا فزعا نذوب , فما منه مأمن في ونحن يرسله كان الذي المديد الصوت هذا من خوفامجال معه لي يعد لم بشكل jعلي أطبق وقد وحيدا اآلن أمامه وأنا الرأي

!? باألطفال لاللتحاق

كما خام الس= عاله الذي وجهه ألرى بصري إليه أرفع وأنا مكاني في تًضاءلت . شديدتي األسود السخام خلف من تبدوان عيناه وكانت كلها مالبسه عال

. قلق إنسان منهما كل يتراقصفي البياض

, فمه فرجة من لي الحت إذ بالتكشير أشبه أسنانه لي فبدت يبتسم ورأيتهإلى شوقا أمكنتها تتراقصفي كانت لو كما البراقة البيًضاء أسنانه

. تبين... ولكن الصراخ أو بالعويل صوتي أرفع أن ببالي خطر وقد السحق , قبل صوتي يخنق أن استطاعته في أصبح فًقد فتيال# يجدي لن ذلك أن لي

. الرعب هذا وازداد الرعب أمارات وجهي على وبدت فمي من ينطلق أن : الخلفي الشارع في هنا تفعلون ماذا أسنانه بين ويًقول مني يًقترب وهو

Page 52: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

...!? ..!? هل الخلفية الشوارع في اللعب عن ذووكم ينهكم ألم األشًقياء أيها ? ? ..? هيه تحدثهم كنت jوعم المستًقيمين باألطفال هذا يليق

, به أحاطني الذي اإلرهابي الجو هذا في اإلجابة أستطيع وكيف أجبه فلم : ? ال أنت إذن فًقال عيني إلى تتصاعد الدموع بدأت لذلك المداخن منظف , . إذا المداخن إحدى في وزمالءك ألعلًقنك الحق واي{م حسن تجيبني أن تريد

! ثانية أراك أن واحذر انطلق واآلن أخرى مرة طريًقي في تلعبون وجدتكم , في! أصبحت فلما رأيه يغير أن مخافة أنسحب وأنا ببطء الباب دفعت هنا

, ثم العالية ضحكاته إثري وفي أعدو وانطلًقت قوة في صككته مأمن! ( : المداخن تنظيف الحاد بصوته أخرى مرة يصيح وبدأ الًضحك انًقطع

.)! المداخن تنظيف

. صوته فني أن إلى يبتعد وظل

18

- - , نًقارن أن وأختي أنا لنحاول وإننا األيام هذه في حزين بنا يحيط ما كل . إن محزنا كبيرا الفرق فنجد اعتدناها التي والحالة الجديدة الحالة هذه بين

, الذي الرجل هذا باسم وثغر رحب بصدر الحياة يًقابل كان الذي هذا أبي . الرجل هذا وجل وال هياب غير فخاضها الحياة معركة في الجلد تًقمصه

. األشجان رؤيته تثير حزينا اليوم أصبح

. بما كثيرا تحفل تكن لم التي المرأة فهذه األب من حزنا أقل األم تكن ولم, , الوطن أرض إلى حنينا صدرها يترع كان التي المرأة هذه األيام به تجري

, , هذه إليه العودة يوم تنتظر ألنها مستبشرة تعيشضاحكة كانت والتي . حزينة أصبحت أيًضا المرأة

الذي, - - الخفي السر هذا عن تعرفشيًئا أيًضا وأنا أختي تكن لم وأختي . وقتمًضى أي من أكثر أختي أصبحت لًقد عميق حزن إلى البهجة أحال

. , إنني شرودا تزداد ونظراتها ضعفا تزداد فهي والشفًقة الحزن على تبعثرهيبة سحابة وكأن فشيًئا# شيًئا# عني تبتعد أنها إليها نظرت أحسكلما

. يوم كل بعدا فتزداد تبتلعها

التي األربعة الوجوه هذه وأبصر النافذة وراء شخصمن علينا أطل ولوتحيط أصبحت وقد اليوم ألنكرها مستبشرة ضاحكة قريبة مدة منذ كانت . الحياة يمتص يزال المرضما أن أعرف كنت وقد واجمة حزينة بالمائدة

. , وأمي بأبي يحيط ما سر أدرك أكن لم ولكنني رويدا رويدا أختي من

يدل حديث من أحيانا أسمعه كنت مما واحدا حرفا أصدق أكن لم أنني بيد , العودة أخرى مرة الوطن إلى العودة إلى ترمي فكرة هناك أن على

. ميللي رددتها طالما بكلمة مؤمنا# كنت فًقد بعدها رجوع ال التي النهائية , بن: مستر أما مراكش إلى يعودوا أن يمكن المراكشيين جميع إن وهي

, إلى يميل ال أنه هو واحد لسبب الحياة مدى معنا يظل فسوف جلون . يتركها, أن يستطيع ولن هنا الحياة اعتاد فًقد التغيير

, يكن لم ولذلك يًقول مما الواثق بلهجة العبارات هذه تلفظ ميللي وكانتأنها الحين ذلك في لي بدا التي النظرية بهذه وأومن أصدقها أن من بد

. الحكمة من كبير جانب على

Page 53: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

ترجوه مسهبا حديثا أبي إلى تتحدث أمي سمعت قد ذلك إلى باإلضافة كنت , التي السوداء البالد هذه إلى الشتائم تكيل وكانت بالدنا إلى تعود أن فيه . في كالمها إلى يستمع أبي فكان البشر بني من والكفرة باألشرار تعج

. الحديث مجري يحول وهو يبتسم ثم التأمل من كثير

, أبدا البالد هذه يفارق لن جلون بن مستر أن روحي في استًقر ولذلك . تشم الجديدة الظروف هذه ولكن يصيبنا لن مكروها أن إلى فاطمأننت . عامل يكون أن يمكن فهل فاصل بعمل الًقيام على التصميم رائحة منها

? من إلينا واحدة نظرة إن الًقديم االتجاه فغير الموضوع على دخل قد جديدعلى الداللة لكافية الموقد حول أو المائدة إلى جلوس ونحن النافذة خالل

? . له أدرك لم ما هذا قرار أي ينفذ أن يوشك حاسم قرار على مًقبلون أنناكنها.

. ومستر عياد أبو مستر فهؤالء قبلنا بالدهم إلى المراكشيين من كثير رجععائالتهم مع بالدهم إلى رجعوا قد برادة ومستر وحود ابن ومستر قرطبي

, . أرثي كنت وكم أبي مع توديعهم في اشتركت من ومنهم بعيد زمن منذ , تطحن. التي الجبارة الرحى الرحى أن بالي على يخطر يكن ولم لحالهم

. كل, مراكشوعرفت عرفت لًقد أيًضا نحن عزائمنا تطحن سوف العزائم , مما بكثير وأعجبت فيها قًضيتها التي الستة األسابيع خالل بها يتعلق ما

كثير, من حرمت األرضية الكرة أن بعضاألحيان في jإلي يخيل كان بل فيها , أن أتمنى أكن لم ذلك من بالرغم ولكنني فيها توجد التي المباهج من . أن الممكن من أن jإلي يخيل وكان الحياة مدى ألعيشفيها إليها أرجع

. , ألقيم إليها أرجع سوف أنني ببالي يخطر يكن لم ولكن كسائح إليها أرجع

: , هذه? في حسك اآلن أتبينه ولكنني ذاك يوم السبب أتبين أكن لم لماذا , أن يمكن كان كيف ولكن مًقيد روحك ولكن ومستمتع ومرهف طليق البالد

, ? للتفصيل داعي ال ولذلك الذاهبة طفولتي من األيام تلك في هذا أعرفال بأنه مؤمنا كنت كما إليها نرجع لن بأننا مؤمنا كنت إنني أقول أن ويكفي

. الرجوع هذا في خير

بأيام ذكرني فإنه العائلة على يخيم الذي الحزن هذا مصدر يكن ومهما , . في عمله من أبي أقبل يوم مًضى واحدا يوما ذكرت لًقد الذهبي الماضي

, , ولذلك أحدثها التي الجلبة فنبهتني ألعابي إلى منصرفا وكنت كبيرة جلبة , موجود أبي إن أمي فًقالت الغرف جميع في أجده فلم عنه أبحث أقبلت

. .... وبينما جدوي دون ولكن وبحثت جائزة فلي عليه عثرت فإذا المنزل فيفي ورفعني مسرورا جذال# خلفها من أبي قفز األبواب أحد من ا jمار كنت , في بي صاح ثم مخبًئه إلى االهتداء أستطع لم ألنني يوبخني وهو الهواء

غبطة:

, , بالك- على يخطر ما اطلب تطلب أن تستطيع ما أرنا خيالك نمتحن دعنا . وتسعى تتحرك حًقيًقة يديك بين يكن

أمامي فأجدها بأمنيتي فمي أفتح أن jإال jفليسعلي الفكرة وراقتني . بمخيلة يمر أن يمكن ما كل ـ يستحثني وأبي بسرعة فتخيلت ماثلة حًقيًقة , أتصور بدأت ثم سخيفة كلها لي فبدت واأللعاب الحلويات من مثلي طفل ... . تذكرت تذكرت فجأة ثم فيها مبالغا أيًضا لي بدت ولكنها الكبيرة األشياءسيارة رأيت المدرسة من العودة طريق باألمسفي مارا كنت حينما أنني

, وأنا جانبها إلى الوقوف أطلت أنني وتذكرت للبيع معروضة لألطفال . , ذلك بعد ألنساها عنها انصرفت ثم شوق في أغازلها

Page 54: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

: , , صحت وهكذا وأطلبها أجرب ال لماذا ولكن مطلبضخم إنها

. باألمس! رأيتها التي السيارة لي تشتري أن أريد سيارة

? سيارة- ? وأي رأيتها أين

. المدرسة- من قريب دكان في للبيع معروضة سيارة

, يعرضفي- الذي الدكان صاحب إلى ننطلق أن بعد jإال غداء ال إليها بنا هيا , الدكان صاحب فيها طلب ولو سنشتريها تريدها التي السيارة واجهته

. الدراهم من بدال# النجوم

, البصر لمح في واشتريناها الصغيرة السيارة صاحب إلى انطلًقنا وهكذا , بالرغم أنا أظهرته ما أضعاف بها واالغتباط الفرح من يظهر وأبي ورجعنا

. # راجال جانبي إلى هو وعاد راكبا المنزل إلى عدت أنني من

هذه وبين بينها أقابل وأنا شجوني فزادت المرحة الصورة تلك jإلي عادت, : تبتسم ال كالحة وجوه مساء صباح أراها أصبحت التي الًقاتمة الصور

? . جرى ماذا تطرف ال مسهدة وعيون

تلك المنزل يسود البائسالذي الجو هذا بسبب تذكرت لماذا أدري ولست , بعد يوما مرحه يفًقد فيها أبي بدا فًقد مراكش في قًضيناها التي األيام

, وأمامهما, لها نهاية ال طويلة مناقشات في عمي مع يشتبك ورأيته يوم . ذلك منذ يمر يوم كل كان لًقد الحسابية والعمليات باألرقام أترعت دفاتر

, أتبين أن أستطع لم ذلك من بالرغم ولكنني أبي اكتًئاب في يزيد الحين . االيام مرور مع وطأتها وتزيد تكتنفنا التي الظروف هذه حًقيًقة

: الكري عتبة في ونحن ليلة ذات ألختي قلت

. أصابنا- ماذا أدري لست

: الظالم في jإلي ينتهي كان الذي الًضعيف بصوتها فًقالت

, , عالقة- كل نًقطع وسوف مراكش إلى بالدنا إلى جميعا نعود سوف إننا ? . ذلك في شيء وأي منشستر وبين بيننا

, كل جد واألمر إليها نرجع أن يجب رائعة مراكشبالد إن تًقول أمي إن . يطلب, ال ولكنه أمي رأي يطلب أبي إن منه بد ال مما بد فال ولذلك الجد

البالد, بهذه ذرعا ألننيضًقت الذهاب على لوافًقت رأيي طلب ولو رأيناإنها, أمي عنها تًقول التي المدن تلك أعيشفي أن أريد وإنني السوداء

. بيًضاء مدن

, البيًضاء األسوار ذات المدن تًقصد كانت أختي إن أقول أن إلى أحتاج وال , أدرك لم الذي السواد وهو باألعناق يعلق الذي السواد تدرك تكن لم وإنها

. أخيرا إال كنهه نفسي أنا

? بذلك: أنبأك الذي ذا من و قلت

Page 55: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, النفس: توطن أن يجب ولكن أنبأني من تعرف أن المهم ليسمن قالت , عنها حدثت التي الحياة تلك وتًقبل البالد هذه في شيء كل نسيان على

. الخلفي الشارع في قليل منذ األطفال

!? , تًقولين- ماذا آمنة

. لها- الخًضوع من بد ال التي الحًقيًقة هي هذه

, الوراء إلى بفكري ورجعت قالت مما واحدا حرفا أصدق jأال بودي كان, قلب ظهر عن حفظتها التي ميللي كلمة إلى مطمًئن وأنا الماضي أتصور

. , البالد هذه من قطعة أصبح لًقد أبدا يسافر لن جلون بن مستر أن وهي

. وهذا الحس مرهفتى وأذنين نفاذتين عينين ألختي أن أعرف كنت أنني بيد , الرهيبة الحًقيًقة هذه مواجهة أخشى بت ولذلك فيه أشك أن أستطيع ال ما

. أدني أو قوسين قاب أصبحت التي

التيسوف النائية البعيدة البالد في الليلة تلك طويلة مدة أفكر ظللت , سيكلفني ماذا التحديد على أعلم أن دون أبنائها أحد أكون أن jعلي يكتب

والثياب. الحافية والًقدم الحليق الرأس في اليوم بعد أفكر أن jعلي إن ذلكأن, دون الًقاسي االمتحان هذا مثل لي يكتب أن يمكن وكيف الفًضفاضة

. صوابي يطير

, أعرف كنت فًقد وأستفهمه إليه أنطلق أن من أبي بحزن إلماما أكثر وكنت . يجيب أن دون باأللم حافلتين عينين jإلي يرفع سوف أنه

, إلى مطمًئنة نفسالوقت في كانت ولكنها أبي لحزن حزينة أمي وكانتالذي الظالم لهذا حدا تًضع سوف بأنها مؤمنة كانت التي الحوادث هذه . أرض إلى بنا ينتهي أن للطواف آن لًقد سنوات ثماني نحو فيه قًضينا . , السوداء الكريهة منشستر من ويخلصنا الحبيب األبيض الوطن

, كانت فًقد بالسؤال أختي على ألحف أن استطاعتي في يكن ولمال امتصاصا الحياة يمتصمنها مًضى الذي الجبار المرض لعمالق مستسلمة . ... بنا يحيط لما كبيرا وزنا تًقيم أن من نظرا أبعد هي وكانت نهم من يخلو

, صور هناك تكن ولم المصير في أفكر البهيم الليل في وحدي بًقيت وهكذا . واحدة صورة إال أرى فال صاح وأنا الظالم في أحدق كنت لًقد أشباح وال

. أعيشفي وأنا رهيب شعور وانتابني الشديد والرعب الرعب على تبعث , , الشعور وهو نفسها عائلتي عن غريبا أصبحت أنني وهو الخانق الجو هذا

. مراكشمعا وفي منشستر في أحسبه كنت حينما يًضايًقني كان الذي

, كل عن أنًقطع سوف بأنني أؤمن أصبحت فًقد أيًضا الحزن تملكني وأخيراأنها - الظن أكبر جديدة حياة إلى األظفار ناعم فتى كنت منذ ألفته شيء

. الصغار - قلوب إليها تطمًئن ال مرعبة

19

. , أصبحت ولًقد راحلون أننا في شك أي هناك يعد ولم شيء كل انتهى لًقدال الذي المفاجئ الرحيل هذا خبر الجميع jإلي أعلن أن بعد تتعاقب الحوادث

Page 56: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, . أتتبع فكنت الحين ذلك منذ الذهول من نوع على استولى وقد بعده عودة . واجف وقلب قلًقة بعين الدائمة االستعداد حركات

من يًقرب ما فيها عشت التي البيًئة عن غريب أنني مرة ألول أشعر بدأت. , عشتها التي الفترة خالل غيرها أعرف لم التي البيًئة وهي أعوام ثمانية

, ما ألتأمل عنهم انصرفت فًقد الصغير وأخي وأختي ووالدتي والدي نسيت . أراه بأنني موقنا أصبحت فًقد إليه بالنظر روحي أشبع أن محاوال# حولي

. , إلى النظر أطيل كنت األبد إلى ذلك بعد أراه لن وأنني األخيرة للمرة , أشرفمن وكنت الًقديمة الذكريات أسترجع باترنوسوأنا آل عائلة أفراد

, والوجوه والحدائق والنوافذ المنازل وأتأمل فيلد بارك شارع على النافذةإلى فيها سرت طالما التي الطويلة الطريق ألتأمل يمينا ببصري أتجه ثم

فيها, سرت طالما التي الطويلة الطريق ألتأمل شماال# به أتجه ثم المدرسة , في الًقائمة الفرعاء الشجرة هذه إلى ببصري وأنحدر العامة الحديًقة إلى

, مثل كلها أصبحت وقد مزدهرة لي فتتراءى األمامية منزلنا حديًقة زاوية , قد الفروع عارية أخرى مرة لي وتتراءى الربيع أيام في بيًضاء كبيرة زهرة

. مكان كل من تنبعث الشارع وأمامي الخريف رياح الذابلة بأوراقها عصفت . الحسرات من حسرة قلبي في منها لكل فتنبعث ذكريات منه

! ليغير الزر على الًقدر أصبع يًضغط سوف قصيرة أيام فبعد الحياة أغرب ما . حياتي سرت ولًقد عاجال# شامال# كامال# تغييرا الحياة رواية من فصل منظر

, jعلي وجب النهاية إلى معها أسير أن من وبدال# ضاحكة راقصة قافلة في . اليسير النزر غير عنها أعرف ال أخرى قافلة في ألسير عنها أنحرف أن

, , الماضي من تصبح أن أوشكت التي األيام الذاهبة الذهبية األيام أما ...... ...... النار أثر ولكن رماد إلى وتحيلها النار فيها تًضرم أن للحياة فيطيب

. األبد إلى بًقلبي عالًقا يظل سوف

: . المراكشيين سائر نسينا كما تنسانا سوف أنك أعرف إنني ميللي تًقول ? , الصغير أيها أيًضا أنت تنسانا فهل قبل من بالدهم إلى عادوا الذين

, أحسبلفح وأنا األلم من أصرخ أن بودي كان ولكن ا منكر# لها فأبتسم . المالحظة لهذه الوقت ذات في واستغربت نفسي بمجامع يأخذ الحسرة

. كنت إنني أقول أن إلى أحتاج وال اإللحاد إلى قريبة رأيي في كانت التيمن فصل كل عًقب ينسدل النسيان ستار أن يعرف ال صغيرا طفال# مازلت

...... ينصرفوا أن النظارة يلبث ال منها آخر فصل عن ليرتفع المهزلة فصول . ضاحكين الهين إليه

والغًضب الحزن من غريبة مسحة فأري المرآة في وجهي إلى أتطلع وكنت, أثرا, المسحة لتلك أرى فال العائلة أفراد وجوه إلى أتطلع وكنت والحسرة

. , ذلك فًضايًقني لها ومستسلما بالعودة فرحا الجميع كان

, , أصدقاؤنا وأقبل للسفر االستعداد إلى وانصرف العمل عن أبي انًقطع , . ومر المدرسة في لي يوم آخر حان وأخيرا منزلنا بهم وحفل يودعوننا

, األخير درسي أستمع الفصل في جالسا نفسي أجد بي فإذا مسرعا النهار , . وجوه إلى انصرفت فًقد واحدا حرفا منه أسمع أكن ولم البالد هذه في

, , إلى األخيرة بالنظرة منه أتزود الفصل في شيء كل وإلى أتأملها زمالئيالتاريخ عن تحدثنا كانت التي الوسيمة اآلنسة هذه على نظري يستًقر أن

. . مشفًقين آلخر آن من jإلي ينظرون الزمالء وكان العصور من مًضى وما

Page 57: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, بأن وتوصيني كتفي على تربت األستاذة مني فتًقدمت الدرس انتهى ثم , , تًقدمت وإنما جوابا أحر فلم االستًقامة بأسباب متشبثا حللت حيثما أظل

, ثم الصغار زمالئي أودع وأنا الباب صوب ذاهال# وانطلًقت وصافحتها إليها , اللعب ساحة واخترقت الباب إلى الكبير البهو الرأسخالل مطرق سرت

, المدرسة. بباب واقفين التالميذ من جماعة رأيت استدرت وعندما الخالية , , , ثم jعلي جميعا فردوا مودعا يدي لهم فرفعت بنظراتهم يشيعونني

. المدرسة من عائد وأنا األخيرة للمرة فيه ألسير العام الطريق إلى اتجهت , والحاضر بالهموم مثًقل ورأسي أسير كنت شيًئا حولي مما أعي أكن لم

. والشاطئ يبلغني التيار إن الذكريات تتراقص كما بصري أمام يتراقص كله . # قليال قليال# بصري عن يبتعد

, في األخيرة ليلتنا فهذه بالمودعين غاص به فإذا المنزل إلى وصلت , تأخذني. ميللي أرى بي فإذا أدري ال قصير أو طويل زمن ومر منشستر

, مائدة حول وجلسنا األخيرة ليلتي أقًضي أن على أصرت حيث منزلها إلى , وما, مراكش عن يتحدثون وهم حاضرين كلهم العائلة أفراد وكان العشاء

تلك كل منشستر في قًضيت أن بعد المتاعب من فيها يصادفني سوف , تتطلع. روحي كانت فًقد بالمستًقبل كثيرا أهتم أكن لم ولكنني السنين

أي للمستًقبل تًقيم أن دون حسرات عليه وتذوب الذاهب الماضي إلىوزن.

: التي لألسباب الكامل تًقديرها مع إنها تًقول ميللي سمعت أنني وأذكر . أنها تروي وسمعتها تعوض ال خسارة عودتي في ترى العودة إلى تدعونا

, , باترنوس آل مع أي معهم يتركني أن منه وطلبت والدي إلى ذهبت . , , أن والواقع يًقبل لم ولكنه ذلك في عليه ألحت وأنها دراستي في ألستمر

, عدم حمدت ولكنني مخاوفي باترنوسزادت آل أبداها التي التأسفات. , منشستر فراق من أفدح فراقه لي بدا فًقد الفكرة على أبي موافًقة

. باترنوس آل منزل في األخيرة الليلة قًضيت فإنني شيء من يكن ومهما

ينًقلون والعمال منزلنا باب أمام واقفة النًقل عربة رأيت الصباح وفي . خطواتها بسرعة تًقطع منشستر في حياتنا بدأت وهكذا إليها األمتعة

. النهاية إلى طريًقها في وهي األخيرة

, فإذا لحظات بعد منزلنا يظل لن الذي المنزل ذلك إلى ميللي بي وأسرعت , ثياب العائلة أفراد جميع ارتدي وقد للرحيل استعداد على شيء كل

, يرجعوا ثم حاجاتهم ليًقًضوا وال العامة المنتزهات إلى ليذهبوا ال الخروج . , أبدا المنزل هذا إلى يعودوا فال بعيدا يذهبوا أن ألجل بل المنزل إلى

, وهم الجميع فتأملت بسرعة تتتالى وهي الحوادث أتتبع ساهما كنت . , ولما مرة آلخر المنزل باب يًقفل أبي ورأيت الشارع عرض إلى يخرجون , صفات من فبالرغم يودعه كأنه بصره إليه يرفع رأيته الممشى مع انحدرناكثير في jإلي يخيل كان حتى بها يتحلى أن دائما له يطيب كان التي الجد

, تدرك أن المستطاع من كان ذلك من بالرغم بشيء يتأثر ال أنه األحيان من . التأثر من مسحة نظراته في

, يدير السائق كان وبينما بالباب تنتظرنا كانت التي الكبيرة السيارة وركبناذلك في يفعلون السائًقون كان كما لالنطالق استعدادا األمامي مفتاحها

لحظة, منذ كان الذي النوافذ المغلق الخالي المنزل أتأمل كنت الزمان , دخلوه قد خياليين أناسا أن البصر لمح في jإلي وخيل منزلنا فًقط واحدة

, , خرجوا قد آخرين أطفاال# وأن يفتح الباب وأن علينا وأطلوا النوافذ وفتحوا , . وسوف أيام بعد آخرين منزل سيصبح منزلنا إن الشارع في ليلعبوا منه

Page 58: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

أنا غيري أطفال ومعهما وأمي أبي غير أخرى وأم آخر أب اآلن بعد به يًقيم . الصغير وأخي وأختي

, على فألًقيت نبتعد ونحن سريعة دقات قلبي فدق السيارة وتحركت . واخترقنا لفراقنا حزين كأنه ساكن هادئ وهو أخيرة نظرة المنزل

, وصلنا أن إلى الذاهبة الذكريات من ذكري مكان كل في أذكر وأنا الشوارع . الًقطار محطة

, , إليها الدخول أرعبني طالما التي الًضخمة البناية هذه الًقطار محطة نعم . عشرات رأيت آخر نوع من كان المرة هذه في تملكني الذي الرعب ولكن

, , , بوجود لها أشعر لم بل بها أتأثر فلم وتصرخ وتصفر تزفر الًقطر منمن نوع على فاستولى بيدي ميللي أمسكت وقد أسير كنت وإنما

, ال فلماذا األبد إلى باترنوس آل مع لحظات بعد سنفترق أننا االستغراب !? صلدة قلوب ذوو الكبار هؤالء إن مًقلة أي في واحدة دمعة أبصر

. من, jإلي يخيل إنه يتأثر وال يشكو وال يبكي أحدا منهم ترى ال كالحجارة. , عصرا نفسي تعصر جبارة يدا وأن بروحي علق قد اللهب أن تأثري فرط

إلى وأنصرف بعيد ركن في أنزوي أن في شديدة برغبة أشعر وكنت? , كانوا كما يزالون ما الكبار هؤالء بال ما ولكن ساعات تلو ساعات النحيب

, , بترت أو مشاعرهم على السيطرة في أقدر وجعلتهم األيام حنكتهم فهل . األيام ? تلك في فيه أفصل أن أستطع لم ما هذا بترا مشاعرهم

, تًقبلني ميللي jعلي فأقبلت الًقطار عربة ديوان في أماكننا وأخذنا, , والتأثر الشكر عبارات تبادل إلى الجميع وانصرف النسيان من وتحذرني

. , هدوء في يتكلمون وكانوا أخرى مرة اللًقاء وتمني السالفة األيام وذكر . وقد ميللي وجه إلى بصري رفعت حينما ولكنني خلجاتي أثار عجيب

, في كبيرتين دمعتين رأيت الًقطار انطالق بًقرب المؤذن الصفير سمعنا , أحسبني وال حياتي في رأيت أنني أذكر وال العميًقتين السوداوين عينيها

وإنسانية رقة من عنه يعبران كانا فيما منهما أعمق دمعتين أرى سوفونبل.

, , الكتابة ضرورة في علينا يؤكدن ووقفن العربة من الثالث األخوات نزل , . , , وسارت بأكفنا فلوحنا رويدا رويدا سار ثم تحرك ثم الًقطار اهتز وهنا

, : إلينا رسائلكم أنتظر إنني تنسونا أن إياكم تًقول النافذة جانب إلى ميللي . أرمي أن أريد كنت لو كما تدمعان وعيناي النافذة إلى فًقفزت الصغير أيها , أن لبثت ما الًقطار سرعة ولكن الماضي إلى األرضوأرجع إلى بنفسي

بيدي لها ألوح وظللت فتوقفت متابعته عن ميللي عجزت أن إلى ازدادت , عن عجزت أن إلى واقفة وهي إليها أنظر وظللت المحطة بارحنا أن إلى

. نفساالتجاه, في أرنو ظللت ذلك ومع رؤيتها

, ثابتة النظرات وكانت الجميع يسود الصمت كان مكاني إلى رجعت ولما, معا - - والمستًقبل الماضي في التفكير إلى شك وال أصحابها انصرف وقد

. العناء هذا من واحدا شخصا الًقدر أعفى وقد وجود له يكن فلم الحاضر أما , يرفع كان فًقد بًقليل إال األولى سنته تجاوز يكن لم الذي الصغير األخ هو , حتى يراها التي الجديدة األشياء لهذه يستغرب وهو شيء كل في عينيه

. والدته صدر على رأسه فألًقى عاد إليها النظر من تعب إذا

, , مع يعد ولم األمام إلى الشاحب بوجهها تنظر أيًضا ساهمة أختي وكانت ... لها أجريت منذ عليها بدا وقد وجهها على التأثر لظهور مجال شحوبها

, أصبحت أنها jإلي يخيل فكان ساعة كل تتًقدم سنها أن الجراحية العملية . من نوع كان بشيء يحفلون ال الذين الكبار هؤالء من وضحاها عشية بين

Page 59: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

حكمة وأكسبها ابتسامتها فأخمد كيانها على سيطر قد الًقاتم اليأس , السفر تًقرر منذ انزعاج أي عليها يبد لم ولذلك المباالة عدم من مبهمة

!? , بتلك فلعلها يدري ومن شيًئا عنها تعرف تكن لم التي البالد هذه إلىيًضمره ما تستشف أن استطاعت قد بها تتمتع كانت التي الغريبة الحاسة

... الغيب لها

... السهل من كان ولذلك الميعاد أرض لها بالنسبة مراكش فكانت أمي أما , من أمل تحًقيق باب على كانت ألنها الغبطة من نوعا وجهها في تالحظ أن

. , البالد بهذه حلت منذ يداعبها ظل الذي وهو الحياة في الكبرى آمالها

, كان التي المسحة تلك الجد مسحة سوى وجهه على تظهر فلم أبي أما ..... ولم عويصة حسابية عملية معالجة إلى منصرف أنه دائما معها لي يخيل

أو بالماضي تتعلق اآلن يعالجها التي العملية هل تعرف أن السهل من يكنالمستًقبل.

. طالما الذي اآللي الحيوان هذا إن التهاما الًقًضبان يلتهم والًقطار ذلك كلالبالد هذه حدود خارج بي ليًقذف يأسرني أن من أخيرا# تمكن قد أرعبني

. األبد إلى

, سادها وقد الجميلة إنكلترا حًقول فرأيت الًقطار نافذة من وتطلعتيعصف أن أوشك الذي العنيف الشتاء ذلك الستًقبال تستعد كأنها الخريف

. الشاردة, بنظراتي أودعها وأنا حسرات يذوب قلبي فكاد بها

! ال امتزاجا نفسي بها امتزجت التي البالد أيتها الرائعة الجميلة البالد أيتها , عليها تًقادم مهما تبلى ال ذكريات زواياك من كثير في لي أبدا له انفكاك

! . أيتها, الًضاحكة الراقصة المصايف أيتها األيام عنها بي وباعدت العهد ! ذات السوداء المدينة أيتها باأللوان الحافلة المزدهرة الخًضراء الحًقول

- ! البهيجة المنسًقة الحدائق أيتها الصاخبة والشوارع العالية المداخن ! - الوداع صباي مرتع يا إنكلترا

عربة نافذة من أطل وأنا واحدة مرة مخيلتي أمام كله الماضي انبعث لًقد , ما, كل وتافهة جليلة أشياء من الثمانية األعوام به تحفل ما وكل الًقطار

, أحداث من فيها بي مر ما كل خاللها أحزان ومن أفراح من قلبي خالج, , , , الحدائق في التنزه الليل أخيلة األطفال مع اللعب وصغيرة كبيرة

, , فيه نًقيم كنا الذي المنزل الشواطئ رمال على أقمتها التي الحصون , , التي الكأس إليها أجلس كنت التي المائدة فيها أنام كنت التي الغرفة

, , أمامي انبعث شيء كل أصعدها كنت التي الساللم أدراج منها أشرب كنتالًقريب الماضي مست قد السحر من عصا كانت لو كما واحدة مرة

. فيه ما كل فأيًقظت

نافذة من عليها أطل وأنا الجرداء الحًقول وبين بيني يدور صامتا حديثا إنالًقطار.

أن دون أخرى مرة الربيع فيها يزدهر سوف التي الجميلة الحًقول أيتها , أسراب, يا الحًقول في بها أمر التي واألغنام األفراسواألبًقار أيتها أراه , الملًقاة األحجار أيتها وانسجام وهدوء بطء في السماء تعبر التي الطيور

, - , , الوداع الوداع الميتة الحشائش أيتها الذابلة األوراق أيتها وهناك هنا . بعده لًقاء ال الذي

Page 60: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, كلها, انفتحت قد أحسبمشاعري إنني الجميلة البالد أيتها إنكلترا . مكان كل في نظراتي أنًقل وأنا استيعابه يمكن ما أكبر لتستوعب

بأيام ويذكرونني فرح في يطلون آخرون أطفال األخرى النوافذ في . , أشجاني في ذلك فيزيد المصايف إلى السفر

. ; يصرخ أو يعبث وهو الصغير أخي jإال أسمع فال الصامتة العائلة وخلفي

, الصامت الحديث معها ألستأنف الحًقول إلى أخرى مرة ببصري أتجه ثم . حييت ما للذكري الوفاء على تعاهدها نفسي أن لي فيخيل

سوى - - الوفاء هذا عن به أعبر أن يمكن ما أزال وال أملك أكن ولم . إمعان#ا, فيه أمعنت فًقد ولذلك الحديث

كما أنحائها في تتردد واحدة كلمة نفسيسمعتصدى إلى رجعت فإذا ." " : الوداع هي المترامية الًقباب تحت الصوت صدى يتردد

, أن jإلي يخيل بات ذلك ومع لحظات منذ انًقًضى الذي الماضي أيها الوداعانًقًضائه منذ قلبي به ضج ما لكثرة وبينه بيني تفصل أصبحت طويلة سنين

. خلجات من

20

, المبكرة السن تلك في المصيب التفكير لنفسي أزعم أن أستطيع لست . أن أستطيع ولست البالد هذه في هو ما أدري ال شيًئا أنكر عًقلي ولكن

, ال شيًئا أحببت ولكنني السن تلك في أيًضا المصيب اإلحساس لًقلبي أزعم, . التعصب بداء أصاب أن من أصغر كنت لًقد مراكش بالدي في هو ما أدري. , اإلحساس ساذج الشعور سليم ولكنه التفكير بسيط حيا كائنا كنت وإنما . أعدائها من عدو عن صادرا كان ولو حق إنه أقول ألن استعداد على كنت

: إن البالد هذه في بالًقصيرة ليست مدة قًضاء بعد لنفسي أقول أن اعتدت . يتًقن إنه فيشيء اإلنكليزي زميله عن يًقل ال المراكشي الطفل هذا

. شيء, يوجد ذلك ومع طفل أي يدركه أن يمكن ما أدق ويدرك األلعاب ? , هو فما التكوين تام يكون أن عن يعوقه

. إنهم اإلنكليز أطفال في عهدته الذي الحذق بنفس يلعبون األطفال إن. األطفال أولًئك ويبكي لها يًضحك التي لنفساألسباب ويبكون يًضحكون

. , , أتدخل أن لي كان وإذا واع وإدراكهم مكتملة وأجسامهم ناضرة وجوههمبين أثرا له أجد لم الذي بالنفسهو اإليمان إن فألقل نموه بعد بعًقلي

. المراكشيين األطفال من الجدد أصدقائي

, معا والمعنوية المادية الناحية من التكوين تام كائنا اإلنكليزي الطفل كان , الناحية أما فحسب المادية الناحية من تاما المراكشي الطفل وكان

. j إال والصواب الخطأ بين يميز ال إنه عفنة منهارة خربة فكانت المعنوية . الحافية لًقدمه أن اآلن أزعم أن وأستطيع الكبار من يسمعه ما ضوء على

. الموضوع في دخال# الفًضفاضة وثيابه الحليق ورأسه

على الحذاء حديد وقع األرضفيسمع برجله يطأ اإلنكليزي الطفل إن , أرضا فيطأ المراكشي الطفل أما عاليا يرتفع برأسه فإذا الصلبة الطريق

Page 61: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

فيظل الرمال في يسير كأنه لخطواته صدى يسمع فال حافية بًقدم رخوة . التحدي لمواجهة دائم استعداد على اإلنكليزي الطفل وكأن مطأطأ رأسه

. الفرص وتحي=ن المراوغة إلى يميل المراكشي الطفل كأن بينما

نفوساألطفال يكتسح كان مروعا معنويا وباء إن أقول أن اآلن وأستطيع , أن اعتادت التي األخرى األوبًئة عن خطورة يًقل ال وهو الزمان ذلك في

. البالد هذه تكتسح

, أنني األطفال بين انتشر ولكن العًضالت مفتول وال البنية قوي أكن ولم- - األجنبية البالد يتصورون كانوا كيف وحده الله ويعلم إنكلترا في كنت

, يتنحوا أن السالمة من فإن ولذلك خطيرا إتًقانا المالكمة فن أتًقن وأنني . مرة جميعا أصرعهم أن استطاعتي في أن إليهم يخيل كان طريًقي عن

ما, بًقدر الًقوة إلى يحتاج ال الذي الغريب الفن هذا أتًقن ألنني واحدة . التدريب إلى يحتاج

, يشبه شيء وأخذ قبل من به لي عهد ال غرورا في أيًقظ ذلك أن والواقع . نفسي إلى يتلمسالطريق الخيالء

أكشفعن أن إلى يتوسلون وهم حولي األطفال تجمع يوم أنسى ولنفن- استفزاز من مخافة واضح بتواضع ذلك يفعلون وكانوا رأسي

, برفع- المحادثة أنهي أن آثرت ولذلك ركيكة تزال ما لغتي وكانت المالكمة - على- ترتسم بالدهشة فإذا الفًضفاضة الحلة أرتدي بدأت فًقد الطربوش

. إن, اآلخر تلو الواحد وينصرفون النظرات يتبادلون باألطفال وإذا الوجوه, , الكافرين من أنني الشعر هذا إليهم أوحي وقد شعرا رأسي علىمن قطع إلى يتحول سوف الشعر هذا ان ذلك بعد يًقولون وسمعتهم

. , األبد إلى األثًقال تلك بحمل يعاقبني سوف الله وإن أموت حينما الحديد

? ! في األلم حز لًقد كفري على وهناك هنا الجميع اتفق هل رب يا آه : , إن لي فًقال لوالدي أشكو المنزل إلى أسرعت فًقد الحادث لهذا نفسي

? , إذن المراكشية الثياب تلبس ألم الشعر هذا تحلق أن هو الوحيد الحل . األطفال سائر مثل وكن شعرك فاحلق

, من عشرة لكساء تكفي التي الواسعة الثياب الفًضفاضة الثياب لبست نعم , وتغريني الحركة عن بي تًقعد التي الثياب حجمي مثل في األطفال

, , أصفاد, كأنها للروح أغالل كأنها قتال# النشاط جسمي في وتًقتل بالكسل ... بعد, أزال ما وأنا العمر أرذل إلى مخيفا إسراعا بي تسرع كأنها للطفولة

. طفولتي زهرة في

, الشاسع الميدان بهذا ذرعا ضًقت فًقد الثياب مثل فًضفاضة أيًضا والبيوت . يستيًقظفي وبدأ واألعمدة الزخارف ألفت العراء في كأننا نسكنه الذي

... هو وإنما ليسمنزال# فيه نًقيم الذي فهذا منزل إلى غريب حنين نفسي . عام ميدان

, واألطفال والشبان والكهول الشيوخ من كثير خلق به يًقيم عام ميدان . أعشاشهادئة أنها على المنازل أفهم كنت لًقد لها نهاية ال رحلة في كأننا

, االستكانة نزعة وترضي النفوس في والشاعرية الفًضيلة بهدوئها توقظ, , . أصح بعبارة أو عام ميدان فهو اآلن أسكنه الذي البيت هذا أما التعب بعد

. فيه راحة ال عسكرية بثكنة أشبه إنه

Page 62: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, الغداء مائدة حول ونتتالى الغداء ساعة إلى اإلفطار مائدة حول نتتالى إننا. , الليل من متأخر وقت إلى العشاء مائدة حول وتتعالى العشاء ساعة إلى

, , الظروف بحسب غرفة كل للكل ملك الكل بأحد خاصة غرفة توجد وال . جلس من مشاع المكان إن واللعب والسهر والطعام للنوم تكون ألن قابلة

. , قبل من ملك ما أضاع فًقد قام ومن له فهو موضع في

, فشيًئا شيًئا تستدرجني بدأت كله هذا من بالرغم الجديدة الحياة ولكن , تكن لم ولكنها التخاطب لغة تعلم في استغرقتها التي المدة أذكر ولست

, , التيار مع ألنساب تًضمحل دهشتي أخذت ما وسرعان حال كل على طويلةمن فيه يشتركون كانوا فيما وأشترك وأالعبهم األطفال أصاحب بي فإذا

. قد كنت حتى انصرمت واحدة سنة أن أحسب وال والتخاصم التآلف أسباب , عن أيًضا غريبا ابتعادا وابتعدت الجديدة حياتي في غريبا إندماجا اندمجت

. الًقديمة حياتي

, الزمن ولكن الماضي إلى أحن باترنوسوظللت وآل منشستر أذكر كنت , تًضل نفسها اإلنكليزية اللغة وبدأت بالنسيان قلبي يعالج أخيرا بدأ الًقاهر

, إذا أفهمها أن المتعذر من أصبح حتى األيام مرور مع لساني إلى الطريق . يتكلمها أحدا سمعت

, خالصا مراكشيا فتى وضحاها عشية بين الًقديم الطفل ذلك أصبح وهكذا , وأصبح األعماق في رسبت التي الذكريات إال الماضية حياته من يحفظ ال . سوف بأننا ميللي قول أذكر آلخر آن من وكنت تطفو أن المستحيل من

, إلى يدعو ما ذلك في فأرى قبلنا من المراكشيون نسيهم كما ننساهمأحس. فال مخيلتي أمام أستحًضرها أن استطاعتي في وبات االستغراب

. , رماد إلى اللهيب استحال لًقد تحتبس بأنفاسي

, المنزل زوايا من زاوية انتبذت حتى البالد بهذه تحل كادت فما أختي أما , الحركات تتبع ظلت لذلك الجديدة الحياة مع تنسجم أن تستطع ولم

. العليلة نظراتها وكانت شاحب وجه في منطفًئتين بعينين والسكنات... , المباالة بعدم معتصمة ظلت ذلك ومع بالسخرية ممزوج بًضجر تطفح

, في ماضية العلة وكانت الزمن مرور مع شحوبا يزداد وجهها وكان . الحزين الباهت وجهها من البشر ارتشاف

, ظل ذلك مع أبي ولكن األول اليوم منذ المراكشية الحياة في والدي اندمج , كان التي الوهمية الحسابية العملية ألغاز حل في مستغرقا الفكر شارد

في األخيرة أيامنا منذ رموزها حل في منهمكا يزال ما أنه jإلي يخيل . حل. أي إلى فيها يصل لم أنه يبدو كان ولكن منشستر

, , على عينه فتح ولكنه األولى خطواته يخطو وبدأ عينه الصغير األخ وفتح , , حينما كمثلي مثله فكان أرضها على األولى خطواته وخطا مراكشوحدها

. فيها ولدت التي األرض غير في األولى خطواتي وخطوت عيني فتحت

هذه - - في كرها أو طوعا جميعا واندمجنا استًقامت أن األمور لبثت وما . المحتم من وبات فيها االندماج من بد لنا يكن لم التي الجديدة الحياة

لم يزال ال وهو العاشرة سن من اقترب الذي الطفل هذا في التفكير . البالد هذه في والكتابة الًقراءة يتعلم

إلى إرسالي المتعذر من كان ألنه النطاق واسعة بحرية أتمتع كنت , , األطفال وكان جدا ذلك راقني وقد التخاطب لغة أتًقن أن قبل المدرسة

. الغبطة بعين االمتياز هذا إلى ينظرون

Page 63: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, وأصبح المدرسة إلى إرسالي في يفكر أبي بدأ فًقد يطل لم األمر ولكن ... كل عن صفحا أضرب أن jعلي كان وهكذا جهالتي ينتًقدون الناسجميعا

المرحلة من جديد تعلم في أشرع وأن يمنشستر المدرسة في تعلمته مااألولى.

, يحببون كلهم أقربائي وبدأ الجد كل جدjا كان األمر ولكن أقاوم أن وحاولت , األطفال أحاديث أسمع كنت ألنني يزداد منها نفوري فكان المدرسة jإلي

فيها, بهم تنزل كانت التي العًقوبات لهذه يطير صوابي فكان عنها ) تحت ) يخفي يعلمه الذي الفًقيه إن يًقول طفال# سمعت حينما وخصوصا

, كل في المتوقع ومن مخيفا مسدسا يجلسعليها التي الصغيرة الخشبةمشاكسويطلق تلميذ وجه في يشهره أن الغًضب به استبد ما إذا وقت

.... النار عليه

يحدثه الذي الًضجيج هذا إلى أستمع وأنا الكتاتيب أمام وقفت طالما وقد , مني ويطلب إحداها في بي يزج أن من وأتوجسخيفة التالميذ فيها

. تصور مجرد وكان النهار طول صوتي بأعلى الصخب هذا في المشاركة . شديدا رعبا قلبي في يثير بينهم نفسي

إلى - للذهاب أستعد أن مني يطلب وهو يساورني عما ألبي أعربت ولماالكتاتيب - بين كبيرا فرقا هناك أن إلى يطمًئنني وهو ضحك غدا المدرسة

كثيرا, تفترق لن إليها أرسل سوف التي المدرسة أن لي وأكد والمدرسة , أن هو الوحيد الفرق إن وقال منشستر في عرفتها التي المدرسة عن

المدرسة في أما اإلنكليزية باللغة مدرستك في تلًقي الدروسكانت . الفرنسية واللغة العربية باللغة تلًقي فهي الجديدة

ألول المدرسة إلى ذهابي حادث يتكرر أن jالمفروضعلي من بات وبذلك . مع الطريق في أسير وجدتني الصباح في استيًقظت فحينما جديد من مرة

, , الثانية للمرة مرحلة أول من التعلم وأبدأ بالمدرسة أللتحق والدي. إنكلترا في بالمدرسة التحًقت حينما الًقديم نفسالشعور jعلي فاستولى . المدرستين بين الكبير الفارق أدركت أن األول اليوم منذ لبثت ما ولكنني

21

واللغة العربية باللغة دروسي أتلًقى الجديدة المدرسة في نفسي وجدتتشبع, أن يمكن مدرسة توجد أنه بال على لي يخطر يكن ولم الفرنسية

. هذه مدرستي مثل البهجة نفسي في

, الدروس وكانت االنشراح مصادر من مصدرا العربية الدروس وكانت , إلى يرجع ذلك يكن ولم أيًضا االنشراح هذا مصادر من مصدرا الفرنسية

يدعى ما المدرسة هذه في يوجد ال فإنه التالميذ بين متفوقا كنت أننيإلى. إرساله من أهله إليه قصد ما يعرف واحد تلميذ بها يوجد وال بالتفوق

المدرسة.

. , آخر وكان السينما عن كثيرا تفترق ال أجدها بي فإذا المدرسة أخشى كنتفي االسترسال على التالميذ الدروس تبعث أن ببالي يخطر أن يمكن ما

. التصفيق, على وربما الًضحك

, , عربيان مدرسان لنا وكان الجزائريين اإلخوان من الفرنسية مدرس كان ) على ) يدربنا وثانيهما العلم تدعى التي المادة هذه علينا يلًقي أحدهما

Page 64: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, . ولكن جميعا الًضحك فينا يثيرون الثالثة كان الكريم الله كتاب حفظإثارة في خاصا طابعا منهم واحد لكل يجعل كان اختالفشخصياتهم

. التالميذ بين والمرح الًضحك

, يميل مما أكثر العرض إلى وجهه يميل نحيل رجل الفرنسية اللغة مدرس , , لنا يبدو فكان الًقصر شديد العريضطربوشا رأسه يلبسعلى الطول إلى

, .... دون برنسا يرتدي الًقامة قصير مشوهة مرآة في مجلوا نراه كنا لو كما , يديه, عليهما ويعًقد الوراء إلى معا بجناحيه يرمي أن دائما له يحلو جلباب

, يصل فيكاد يتطاول كثيفا الحليق ذقنه شعر وكان المشعرتين النحيلتين, . , الحاجبين شعر سواد شديد عنًقه مع بعيدة مسافة إلى وينحدر عينه إلى

, . , كان وبذلك حادا قويا صوته وكان أفطس وأنف قلًقتان حادتان عينان ولهالًضحك - - في أسترسل بأن يغريني الفصل يذرع وهو إليه النظر مجرد

. , إليه أنظر أال على شديدا أحرصحرصا كنت ولهذا لماذا أعرف أن دون

الًضيًقتين بعينيه يمر وهو بابه عند ويًقف الصباح في الفصل يدخل كان , بين كلمات ببًضع يتمتم ثم التالميذ من تخلف من يحصي الكراسي بين

, , إذا حتى يجلسعليها كان التي المنصة إلى يتجه ثم حنق شبه في أسنانهالحروف هذه يلًقي وشرع باألخرى كفيه إحدى ضرب مكانه في استًقر ما

. يعبر وجهه وكان حاد وصوت ممطوطتين بشفتين المعدودة الفرنسية . نفسه في معان الحروفمن بهذه الصياح يثيره عما غريبا تعبيرا

, تعرفون هل الدروس يلًقي وهو الفصل دخل متأخرا تلميذا أن ولنفرض , ? وجهه ويشرق العلة بحروف الصياح يتوقفعن كان يصنع كان ماذا

, , ثم خلفظهره يديه يشد وهو ذلك كل ضالة على عثر كمن غريبا إشراقا , , ما فإذا المتأخر التلميذ نحو غافل كأنه ويسير السًقف زاوية إلى ينظر

. ما إلى يتطلعون والتالميذ ذلك كل السًقف إلى ينظر وهو حوله دار قاربه: . الفصل حيطان لها ترتج صيحة صوته بأعلى يصيح وفجأة يحدث سوف

.)? الخنزير) أيها تأخرت أين

: في تأخرت لعلك ويًقول يبتسم وهو التلميذ على وينحني يخفضصوته ثم ? ?) عزيزي ) يا أليسكذلك والفلوس الكفتة أكل

! : والفلوس الكفتة تأكل كنت نعم أخرى مرة بالصياح صوته ويرتفع

مبرحا ضربا التلميذ ضرب والتمثيل الهمسوالصياح هذا انتهى ما إذا حتى , , فوق يده ويًضرب منصته ويعتلي يعود ثم الفصل في مجلسه إلى وأرسله

, كأنه جاحظتين بعينين وشماال# يمينا التالميذ إلى وينظر المنتفخ صدره . بونابارت نابليون يًقلد

أخرى مرة عنها ينصرف حتى الفرنسية بالحروف الصياح إلى يعود يكاد والأطراف على الفصل مؤخرة إلى ويتجه المنصة من ويًقفز عيناه وتبرق

, من فيمسكه الدروس عن االنصراف بجريمة متلبسا تلميذا ليًضبط أصابعه . على يسير وهو ذلك كل التالميذ أمام بارز مكان إلى هكذا ويسحبه أذنه

, لكي ضحكاتهم يكتمون واألطفال بالصمت ويشير أصابعه أطراف . به يشير ما على يحافظوا

: ! : كنت لماذا يهمسمبتسما ثم ذا أنت ها يصيح وهو التالميذ أمام ويوقفه. ? ? تصنع كنت ماذا اآلن عرفت لًقد تصنع كنت وماذا الدرس عن منصرفا

, أو الدواة من الحبر الدرسإلىشرب عن العطشفانصرفت أصابك ? الًقذر أيها الحبر تشرب

Page 65: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, تلميذه إلى الفرنسية اللغة مدرس ينصرف بينما بالًضحك التالميذ ويًضجالغافل.

, واألرقام بالحروف قليال# يصيح النهار من طويلة ساعات يًقًضي كان وهكذافي بارعة كانت التي األدوار هذه من عشرات تمثيل إلى ا كثير# وينصرف

. , الصياح إلى االستماع مشًقة من تنًقذهم كانت ألنها التالميذ نظر

. أما الظهر وبعد الصباح الدروسفي بمعظم المدرسيستأثر هذا كانتتعدى ال يوم كل قصيرة أوقات تخصصلهما فكانت اآلخران المدرسان

الساعة.

, . اصطلح متشعبة األلغاز كثيرة مادة وهي العلم مدرسمادة وأولهما . وانصرفوا منها يًئسوا ولذلك الفهم مستحيلة أنها على اتفاق دون التالميذ

, وصياحه بًضربه يحفلوا أن دون مدرسها أمام العلني العبث إلى عنها , لم ألنه االنصراف هذا عن ينجم بما حافلين غير له متحدOين عنه انصرفوا , . وقد فًضفاضة ثيابا يرتدي الًقامة قصير بدينا رجال# كان حيلة عنه لهم تكن , بها كبيرة لحية بوجهه وحفت األرجاء واسعة عمامة رأسه على استًقرت

.... . يًضرب كان صياحه لكثرة البلل دائم فكان ذقنه أما بيًضاء شعرات بًضع , التالميذ وجوه على بها ويًضرب بألغازه يرطن وهو المنًضدة على براحته

. شديدة بًقوة الهون وهم

, ووجهه يلتهب بصره وكان قوة من فيه ما بكل ويرفسويصيح يًضرب كان , واضح جدا عال بصوت الشتائم ويرسل يصيح وهو أوداجه وتنتفخ يحمر

عشرين, إلى انًقلب أنه جلبته كثرة من إليك ليخيل إنه حتى جدا مزعج جدا . المدرسين من

- - , جدوى دون التالميذ ينبه أن ألجل الحيلة وتعييه والًضرب الصياح ويعييه , يخيل حتى المنًضدة فوق وجهه على فيتهالك الفصل في موجود أنه إلى

, , فيطير ويواسونه كتفه على يربتون التالميذ عليه فيًقبل يبكي أنه إليكاستبدادا الصياح به ويستبد يديه ويرفع الهواء في بالعمامة ويًقذف صوابه

. مدوية متوالية نداءات المدرسة مدير لينادي الباب إلى فينطلق مخيفا

, انصرفوا قد مشدوهون والتالميذ تًقصر أو تطول مدة صياحه في ويستمر , . جزائري شيخ وهو المدير يًقبل وأخيرا الموقف لهول والعبث الًضحك عن

. , , الذابلتين شفتيه االبتسامة تفارق ال األعصاب هادئ الخطى وئيد

بأعلى المدرس به يصيح حتى الفصل باب من يًقترب الشيخ المدير يكاد وال , , إن, الجنون إلى بي يدفعون إنهم تالميذك من أنًقذني تعال أن صوته

, . المدير أيها البشر أبناء من والمردة للشياطين مباءة هذه مدرستك ! أنًقذني, أنًقذني

, " البشوش " المدير وجه في الصيحات هذه يرسل العلم مدرس كان وبينما : . يسأله وأخيرا عجيب هدوء في إليه ينظر هذا كان

? الفصل- في األستاذ أنت ألست

, , , : أقبل المردة هؤالء مع أعيتني الحيلة ولكن االستاذ أنا نعم ثائرا# فيجيب ! منهم وأنًقذني أقبل

Page 66: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

? ? : بك أستغيث هل منهم لتنًقذني دروسي في أناديك هل المدير فيًقول , دروسي شؤون أنا أدبر كما بنفسك دروسك شؤون المدرسفدبر أنت

بنفسي.

. وهنا بها أقبل التي الوئيدة بنفسالخطى بهدوء ينصرف وهو ذلك قال " ويصيح " ويمينا شماال# بها يًضرب عصاه فيرفع العلم مدرسمادة يصيح

من. يتعثر وهو الفصل ويغادر برنسه في عصبيjا لفا نفسه يلف ثم ويلعن . االهتياج شدة

حفظ على التالميذ يمرن الذي وهو الثالث المدرس دور يأتي ذلك بعد , . جميل والحيوية الًقوة عنفوان في الًقامة ربع رجل الًقرآنية اآليات

. , يحيط, هادئا ذلك جانب إلى وكان نفاذتين عينين ذو اللحية كث المحيا . جم فيبدو الشارع عرض في تًقابله والهيبة الوقار من بهالة نفسه

, أنه إليك خيل المدرسة في فرأيته عدت إذا حتى الطرف حيي التواضع , . الهواء في الًقوية بيده يلوح والتهديد الوعيد دائم فيها كان شخصآخر . دون يخشونه جميعا وكانوا التالميذ قلوب في الشديد الرعب فيشيع

الحال, في إلرجاعه كافية تلميذ أي إلى منه واحدة نظرة وكانت استثناء . السبيل سواء إلى

موعد قبل األطفال إليه يختلف كتjابا منها يجعل حجرة الرجل لهذا خصصت, , , يخشونه التالميذ وكان المساء في موعدها وبعد الصباح الدروسفي

, . إذ عناء كبير يًقتًضي الهروب هذا يكن ولم منه الهروب إلى فينزعون , المساء وفي الدروس موعد إلى يتأخروا أن الصباح في يستطيعون

. , بل ذلك على أحد يحاسبهم أن دون الخلفي الباب من الخروج يستطيعونيتمتع الكتاب إلى االختالف من اإلعفاء بطلب والده من يأتي تلميذ كل كان

, وينصرف ويحييه به يمر أن ذلك بعد استطاعته وفي رسميا االمتياز بهذا , على االنكباب من يحميه كان المدرسة قانون ألن شيًئا يخشى أن دون

. بينات آيات من عبده على الله أنزل ما حفظ

والة بتوقيع ممهورا طلبا للمدرسة يًقدموا أن دون يهربون للذين وويل , يأتيهم. وإنما مديرها أو المدرسة قبل من الويل هذا يأتيهم وال أمورهم

. هذه مستًقبل أن يعلم كان فًقد العنيف الًقوي هذا صاحبنا قبل من , تتبع في تسامح فإذا عليها باإلقبال رهين له التيخصصت الحجرة

, عنها, االستغناء المدرسة فيه تًقرر الذي اليوم يأتي فسوف الهاربين, , , ويتربصبهم التالميذ يترصد وبدأ مخيفا تجريدا عزيمته جرد فًقد ولذلك

. انصرافا الهرب في حيلهم دراسة إلى انصرف وقد ويعترضطريًقهم . , جميعا, يحبطها أن استطاعته في وبات جميعا أتًقنها حتى دقيًقا

, صورتها في والكتابة الًقراءة علمني من أول ألنه الرجل لهذا مدين وأنا . منه يمسني لم أنه من بالرغم أخشاه كنت أنني وأذكر الساذجة البسيطة

نتيجة. كان أنه بعد فيما عرفت االحترام من نوع وبينه بيني نشأ فًقد سوء . شيًئا عنها أعلم أن دون والدي وبين بينه تمت لمًقابلة

, يتعلم الذي الصغير فمنهم التالميذ من عجيبا مزيجا تًضم حجرته كانت , بدأوا الذين المتوسطون ومنهم األولى المرحلة في والكتابة الًقراءة

, الذين الكبار ومنهم واآليات السور حفظ في بأسبها ال أشواطا يًقطعون . هذه تكن فلم وعكسا طردا به مروا ما لكثرة الكريم الله كتاب حفظ أتًقنوا

. , كلها الفصول لتالميذ مخصصة كانت بل أخرى دون لسنة مخصصة الحجرة

Page 67: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, يسرد أن اعتاد عمره من العشرين ناهز فتى الصغار هؤالء بين من كان , قويا فتى وكان إليه والمدرسيستمع المبين الله كتاب من حزبا يوم كل

, المكاره لخوض استعداد على أنه لمعرفة إليه واحدة نظرة تكفي خشنا , , يعطيه وكان يستحثه وال به يصيح وال شديدا احتراما يحترمه صاحبنا وكان

, وينصرففي يأتي أن استطاعته في كان بحيث النطاق واسعة حرية , , وهذا باالنصراف هم وكلما أقبل كلما يحييه وكان يختارها التي المواعيد

. غيره تلميذ به يتمتع يكن لم ما

, الفتى يكد فلم والتلميذ األستاذ بين العالقات عكر ما حصل يوم وذات , فكانوا جميعا الصغار نظر لفت إعراضا األستاذ أعرضعنه حتى يًقبل

, بين النظر ينًقل كما واندهاش حيرة في الشخصين بين نظراتهم ينًقلون . بنظرات يرميه آلخر آن من األستاذ وكان مفاجئ غًضب بينهما نشأ ندين

, إلى النظرات هذه من األمر تطور ثم واالزدراء باالستخفاف تًضج صاعًقةأمرا, أتى الفتى أن منها عرف كلمات بًضع األستاذ إليه وجه إذ الكالم

. ساد, عندئذ األستاذ باهتمام يعبأ ال أنه منه فهم بكالم هذا عليه فرد مشينا , بعصا يًضرب وهو صاحبنا عيني من الشرر تطاير فًقد رهيب صمت الحجرة

, هذه يدخل أن العمر من العشرين ناهز الذي التلميذ من ويطلب الهواء في , اعترض األستاذ ولكن يهرب أن التلميذ وحاول الخالية المجاورة الحجرة

. , األستاذ, ودخل استحيا ولكنه يًقاوم أن فحاول الحجرة داخل ودفعه سبيله , , مًقاومة يلق فلم جنون في انًقضعليه ثم الغيظ من يتميز وهو أثره في

. األمر أول في تذكر

لنا يخطر لم الذي الرائع الحادث هذا إلى مشدوهين ننظر ونحن ذلك كل . في الهمة استيًقظت فًقد بمشاهدته لنا يسمح سوف الدهر أن بال على

, الرجل مع فاشتبك إليه وجهت التي المتوالية اإلهانات عًقب التلميذ صدر . هذه نتتبع ونحن حناجرنا إلى الصغيرة قلوبنا فًقفزت مخيف صراع في

, . وزاد األرض إلى معا سًقطا ثم يتبادالنها كانا التي المتتالية الًضربات. ,# سبيال المغالبة إلى استطاع ما أستاذه الًقوي الفتى وغالب اشتباكهما . , ذلك كل قاتلة ضربات له ويكيل صدره على يجثم أن من هذا تمكن وأخيرا

. يتنازالن ثورين كانا لو كما تهتز واألبواب والجدران

, يخيل وبدأ قلًقي أثارت التي المروعة الحادثة هذه بعد مخاوفي ازدادت , jإلي خيل ثم التغيير بعض اعتراه قد jإلي الطاغية هذا صاحبنا نظر أن jإلي

, اليًقين من لي بدا وأخيرا التوتر إلى تسعى أخذت وبينه بيني العالقات أن , أمر متأخر وقت في التالميذ من جماعة مع أقبلت إذا حتى يتربصبي أنه

, . السادس التلميذ رجال فعت uر فلما سبعة وكنا للًضرب أرجلنا ترفع بأن , . واتجهت واحدة مرة أمري فأجمعت فيه ريب ال آت دوري أن أيًقنت

, باب إلى الطريق في أعدو كنت البصر لمح وفي الباب إلى ببصري , من ثالثة أو اثنان وتبعني هوجاء عاصفة أسابق كأنني الخارجي المدرسة

! , الشيء العدو كان فًقد هيهات ولكن العتًقالي األستاذ من بأمر التالميذ . هاتين ألغيت اليوم ذلك ومنذ الصغار أقراني بين به أمتاز كنت الذي الوحيد . أن حاول وقد الًقرآن أستاذ وقتي من يًقتطعهما كان اللتين الساعتين

. وقد أبدا jالًقبصعلي من يتمكن لم ولكنه ويطاردني يعترضطريًقي , تًقديم إلى أحتاج أن دون الحين ذلك منذ وبينه بيني العالقة انًقطعت

, أن غير من أتخلصمنه أن عاتًقي على أخذت فًقد ذلك على والدي موافًقة , مساعدتي هو يًقبله أن يمكن كان ما آخر أن أعرف كنت ألنني والدي يعلم

. العليم العزيز تنزيل حفظ من الهرب على

22

Page 68: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, تزال ما الذي النحو على هادئا ناعما انسيابا ذلك بعد الحياة بنا انسابت , , لتتبع داعي فال بالجوهر له عالقة ال بسيط خالف مع اليوم إلى به تنساب

الناعمة. الحياة هذه مع ينساب يكن لم واحدا شخصا أن بيد التفاصيلوطأتها, وازدادت العلة بها تشبثت التي أختي الشخصهو وهذا الهادئة , طريحة, وهي هزالها واشتد آلخر وقت من وعيها تفًقد وأصبحت شدة

, انسجمت. التي الجديدة الحياة ألن عادي غير شيًئا هذا في أر لم الفراش , , الفينة بين آسف كنت وإذا بها االستمتاع إلى انصرفت أسرتني فيها

تستمتع سوف بأنها إيماني فإن هذا في تشاركني لم أختي ألن واألخرى , ظلت أنها من بالرغم األسف حدة يخففمن كان األيام من يوم في بها

. الجديد وسطها في تعيشغريبة

, ولما أتذكرها أن دون النهار طول ألعب ظللت عاشوراء أيام من يوم وفي , بها يحف نائمة وكانت بها توجد كانت التي الغرفة دخلت المنزل إلى عدت

, كانت لو كما عينيها فتحت حتى أمامها أمثل كدت فما العائلة بعضأفراد , . لي بدا شاحب أصفر وجه في منطفًئتان خابيتان عينان ميعاد على معي

وهي - تتعلق أن من االبتسامة تمكن أن ألجل كبيرا مجهودا تبذل أنها , لوم - في واهية هزيلة عليلة بألفاظ همست ثم الذاويتين بشفتيها خائرة

! : اللعب هذه من بعًضا ألختك تًقدم أال عاق أخ من لك يا ميتة بدعابة ممزوج . , الشفاء بعد بها ألعب بواحدة لي احتفظ تحملها التي الكثيرة

. , تريد إنها عاديا نفسالوقت في لي بدا طلبها ولكن أجبتها بماذا أعرف ال , , , دائما كانت بل بلعبنا تهادينا طالما فًقد بها لها أحتفظ سوف لعبي إحدى

, . فليس حياتي في مرة ألول النهار طول غبت قد كنت وإذا بيننا مشاعة . التي الجديدة األلعاب عليها عرضت االهتمام إلى يدعو ما ذلك في

على, اقتصرت بها وتلعب لتفحصها عليها تًقبل أن من بدال# ولكن اشتريتها , , : ال ليساآلن ال تًقول وهي عابرة رؤية رؤيتها من لتتمكن رأسها تحريك

. , , أبرأ أن إلى منها بواحدة لي احتفظ آخر وقت إلى دعها اآلن jإلي تًقدمها

, : في إياها غدا أعلمك وسوف رائعة جديدة ألعابا اليوم تعلمت مغتبطا قلت ! جديدا, مجهودا تبذل وعادت الجديدة األلعاب هذه رائعة هي كم أوه الصباح

, , , : الساعة إن آخر وقت في ليساآلن ال تًقول وهي اغتباطي لتبادلني , , بها, لي احتفظ بإحداها لي تحتفظ تنسأن ال تتذكر أن يجب أنه بيد تتأخر ! , . أنام دعني مشاكس أخ من لك يا أنام دعني واآلن بها ألعب أن إلى جديدة

. , الصباح في سنلعب الصباح إلى

. , أنني ذلك ومعنى المدرسة إلى أذهب أكن لم ولذلك الصيف فصل في كنا . وكان أقاربي من لداتي مع متواصل لعب في كلها أيامي أقًضي كنت

. , اللعب وبين بيني ويحول األطفال وبين بيني يفصل ألنه يًضايًقني الليلجدتي كانت الذي الكبير المنزل هذا إلى ألذهب أحيانا أبي أستأذن وكنت

, األطفال, هؤالء وكان منزلنا من أكثر بأطفال يًضج كان فًقد تًقطنهالليلىة األلعاب على يطلعوني أن ألجل معهم الليل أقًضي أن مني يطلبون

, هذا, عن فانصرفت أيأستني ممانعة ذلك في يمانع كان أبي ولكن الرائعة . حسرات كله انصرافا االستًئذان

: منزل إلى يرسلني سوف إنه قائال# ناداني أبي أن إال يوم ذات راعني فما ! ! . إذن أسبوعين أو أسبوعا للبهجة يا أسبوعين أو أسبوعا به ألقيم الجدة

. , الحركة عن أعجز أن إلى عتيد وال رقيب دون اللعب كل أستوعب فسوفهذه إرسالي خلف يكمن الذي السر في التفكير مشًقة نفسي أكلف ولم

, أقًضي أن من يمانع أبي كان الذي وهو جدتي منزل إلى الطويلة المدة . , الرهيب السر على طفا االبتهاج أن ذلك عنه بعيدا واحدة ليلة فيه

Page 69: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

أسرار على اطلعت األطفال من بلداتي يعج كان الذي جدتي منزل وفيوالنهار الليل دقائق من دقيًقة كل في ولكن فحسب الليل في ال اللعبالوقت. معظم نًقًضي كنا حيث للسباحة صالح حوضكبير به وكان أيًضا

. تبالي تكن لم جدتي ولكن ذرعا المنزل بنا ضاق أن إلى ونسبح نًقفز عراة . بًضحكاتنا, الجو نمأل دمنا ما بشيء تحفل ال بنا مغتبطة كانت فًقد بًضجيجنا

اللوح تنًقشفي كانت التي الًقاسية الحروف عن غافل وأنا األيام ومرتوتعبس. تجد األقدار كانت بينما وألعب وأضحك ألهو كنت المحفوظالوقت. في الرهيب السر مفتاح على يدي وضعت وفجأة وتتربص

, زلت, وما ألعب وأنا بذهني علًقت واحدة كلمة سمعت فًقد المناسب . أرسلت لماذا أفهمتني عابرة قصيرة كانت كلمة فهمتها حتى أتأملها

, . فًقد فهمته بما قوي أن إيماني لبث وما جدتي منزل إلى شاذة بصفةدون المخيف بالسر تصرح أفواه بمثابة بي تحيط التي الظروف كل كانت

, . التيسوف الخالدة الكلمة هذه العابرة الكلمة هذه ولكن شيًئا أسمع أن , من إبلغ كانت الكلمة هذه الحياة قيد على دمت ما نفسي في تتردد تظل , . نحو انسللت ثم مرعبتان زائغتان وعيناي وشماال# يمينا# وتلفت شيء كل , أخرج وأنا jإلي خيل ثم المروعة الكلمة أسرار يستكنه شارد وفكري الباب

. وأخذني أعماقي في فجأة دمدم قد هائال# انهيارا أن الشارع عرض إلىأذني بهما أسد المرتعشتين يدي فرفعت أقطاري جميع من مرعب صوت . وأبكي وأعدو أصرخ انطلًقت ثم المدوي البشع الصوت وبين بينهما ألحول

. في jإلي ينظرون المارة وكان غامر بجنون أصبت قد كنت لو كما , البعضيحاول, وكان وجودا منهم ألحد أدرك أكن لم ولكنني استغراب

, الباب أضرب يدي ورفعت جنون في وأعدو فأتملصمنه اعتراضسبيلي . رأيت, صخر إلى تحولت قد كنت لو كما مكاني في وقفت فتح ولما بشدة

, شعور خلفها يكمن قلًقة فزعة عيون فيها تبرق صفراء وجوه بًضع , , هكذا فظللنا ببنتشفة ينبسأحد ولم كارثة من قريبون بأنهم أصحابها

, جبارا تدفًقا جسمي في لتتدفق تعود بالحياة أحسست ثم دقائق عدة , ولكن. المرير الواقع لمواجهة استعدادا مكاني في وتحركت ساحًقا

منعي على مصممون أصحابها أن أفهمني ما العيون تلك في أثارت حركتي. المنزل دخول من

أستمد كنت لو كما أتحفز وأنا جديد من جسمي في تتدفق الحياة وعادت , , وبدا جدارا أقتحم أن استطاعتي في بات بأنه وشعرت السماء من قوى

األرض فوق قوة توجد فال أندفع أن بي مستنجدة تصرخ دمائي أن لي , كتل وسط فاندمجت الفاصلة الساعات هذه مثل في تعوقك أن تستطيع

, , , منتفخا ووجهي ممزقة ثيابي وكانت المياه يخترق سهم كأنني البشر منأن أختي اعتادت التي المًقفلة الغرفة باب أمام وقفت حينما أبح وصوتي

. وأنا بشدة فتحته فجأة ثم الباب أقتحم أن قبل قليال# وترددت فيها تنامعلى, نفسي وطدت وقد بها توجد كانت التي الزاوية نحو واندفعت أصرخ

, . فتوقفت خالية الزاوية أجد أن أتوقع لم ولكنني الكوارث أفظع مواجهة . , , انهمرت وهنا تلفت ثم بسرعة يتًقلب فكري وكان أنفاسي احتبست وقد . , خطوات بًضع األرض إلى ناظرا وئيدة بخطى واقتربت أتشنج وأنا دموعي . , التي العجيبة الًقوة كانت األرض إلى أرنو وقفت ثم مًضطربة قصيرة

, , وتملكني أتداعى أنني jإلي خيل حتى سرعة في مني تنسحب تتًقمصني , , إلى إليه أرنو الذي المكان إلى األرض إلى أسًقط أن إلى غريب حنين

, العارية األرض على أبصرت أنني ذلك أختي أنه بد ال الذي الشيء هذا جوار, , أختي آثار كل من خالية والغرفة أبيض كفن لففي قد مستطيال# شيًئا

ودون العارية األرض على هكذا ملًقاة الرحيمة الوديعة أختي فإن نعموسادة...

Page 70: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

. إلى بيدي ومددت أرى ما أصدق أكاد ال وأنا األرض إلى بنفسي ألًقيت ! . إن للكارثة يا الرأس ناحية من رباطه األرضأفك على الملًقى الشيء

... الوهاجة الشعلة من يبق ولم بها حراك ال هامدة جثة ذراعي بين أختي .... . رماد إلى الوقدة استحالت ذبالة سوى

, قشعريرة جسمي في وسرت رخام أنها jإلي فخيل صدري إلى وضممتها , أللًقيت اليم أعماق في كانت ولو بدموعي وإبلله وألثمه الموت أعانق وأنا

... شواظ عليها القتحمت الجحيم في كانت ولو األعماق إلى بنفسيالمنظر. هذا إلى وجوم في يرنو باهت حولي وما حولي من وكل النيران

. أدفن, وأنا ليأخذوني الحًضور إلي| وتًقدم وتخاذلت قواي فخارت المروع, . الًقدرة فخانتني أقاوم أن وحاولت البارد الميت أختي وجه في وجهي

. أفًقت وعندما بالنشيج صوتي ارتفع مستسلم محالة ال بأنني شعرت ولما . لًقد مكان كل تنكران بهما فإذا مكان كل في بعيني جلت الصدمة من

. في واستيًقظت أختي ممات بعد الحياة في شيء كل التغيير يد مست, : الليل أثناء وحديثنا ألعابنا منشستر في الًقديمة الذكريات نفسي

, , ذهابنا الكرمب حًقل صاحب إلى توسالتنا الميالد عيد ليالى في خواطرنا . . الًقبر نحو األولى خطوتها بمثابة كان لًقد أجل المستشفى إلى

أن jالمفروضعلي من بأنه نفسي أقنع أن أحاول وأنا يطير صوابي وكاد , يكن لم كأن غريبة موحشة الطريق لي فبدت وحدي الطريق بًقية أسير

. . اهتمام أي تثير ال مخيفة مملة صارت قبل من عهد بها لي

. , عهدين بين فاصال# وفاتها كانت لذلك أختي وفاة بعد شيء كل تغير لًقد . إن اليوم ذلك في أيًضا أنا انتهيت فًقد توفيت يوم انتهت قد هي كانت وإذا

. ما إنه أبدا يًقم لم الميت أخته صدر فوق بنفسه ألًقى الذي الطفل ذلك . فطفل قام الذي هذا أما ويناديها أخته يعانق اليوم إلى عليه منكبا يزال

. صلة بأي إليه يمت ال آخر

, ما كنت وإذا السنون ال حياتنا فترات تنهي التي هي الفاصلة الحوادث إن , الحادث هذا تسبق التي الفترة إلى أنظر فإنني الحين ذلك في طفال# أزال

. بعدها عما االستًقالل تمام مستًقلة فترة أنها على المروع

في السير ألستأنف أتعثر وحيدا فيها التيسرت فهي الثانية الفترة أما . العينين أن jإلي فيخيل السطور هذه أكتب وإنني وحدي الحياة طريق

, البريق بذلك تشعان وهما كلمة كل خلف من تطالن البريًئتين الدعجاوين , . العبوسحينما فيهما أجد ضميري في تسكنان عينيها إن المتألق الغريب

, طريق, في الهداية منهما أستلهم زلت وما أصيب حينما واالغتباط أهفو . طفولتي في شيء كل كان والًضالل الزلل بمواطن المحفوفة الحياة

, أشعر أعد ولم بموتها طفولتي من مرحلة انتهت فًقد ولذلك بها ممتزجافي كوكب أسطع كانت الذي الذاهب الماضي ذلك وبين بيني برباط

لن. أنني الصدمة هول فرط من الحين ذلك في jإلي يخيل وكان سمائه, الحياة, بًقافلة أنهضوألحق لكي كتفي على ربتت الزمن يد ولكن أفيق

, ) أن ) وهالني منها فارغا فأجده المكان إلى رنوت كلما يطير صوابي كان , , كما قسوة في بمكانه يًقيم كان أنكرته أنني من بالرغم حولي ما كل أنكر

. الحادثة مكان عن الحياة طريق في ابتعدت قد كنت وإذا يحدثشيء لم لووالدموع, الكلوم الرقيًقة بيده مسح قد الزمن كان وإذا الًقاسية

, هو, واحدا شيًئا تمحو أن تستطيع لن الًقديرة اليد تلك فإن والحسرات . وهي أذني في صوتها زال ما نعم الذكرى لهذه والوفاء قلبي في ذكراها

, بعد ) بها ألعب لكي بها لي احتفظ بواحدة لي احتفظ العليلة بنبراتها تًقول , سوف(. قلبي بالحياة نبض ما أزال ولن زلت وما بها احتفظت وقد الشفاء

Page 71: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

, كانت ولعلها لعبة من وأجل أسمى بشيء الحياة مدى لها محتفظا# أظل : في وتطالع األذن تهمسفي التي الذكرى منها وأجل أسمى شيًئا تًقصد

. من jعلي يطل الكريم الوجه ذلك أرى أزال ال األعماق في وتكمن العين , إلى اليوم أرى أصبحت ولكنني السماوات في اكتمل كلما البدر صفحة

, على األم كتف خلف يطل الوديعة الطفلة وجه صغيرا آخر وجها جانبه . الحزين الساهم الليل

الًقبر أمام إجالل في ألنحني الماضي من المكان هذا إلى أنتهي إذ وإنني , في كانت التي الخابية الطفلة على حارة دمعة ألذرف المجهول الصغير

. حياة من شعلة األيام من يوم

أستمد كنت لو كما أتحفز وأنا جديد من جسمي في تتدفق الحياة وعادت , , وبدا جدارا أقتحم أن استطاعتي في بات بأنه وشعرت السماء من قوى

األرض فوق قوة توجد فال أندفع أن بي مستنجدة تصرخ دمائي أن لي , كتل وسط فاندمجت الفاصلة الساعات هذه مثل في تعوقك أن تستطيع

, , , منتفخا ووجهي ممزقة ثيابي وكانت المياه يخترق سهم كأنني البشر منأن أختي اعتادت التي المًقفلة الغرفة باب أمام وقفت حينما أبح وصوتي

. وأنا بشدة فتحته فجأة ثم الباب أقتحم أن قبل قليال# وترددت فيها تنامعلى, نفسي وطدت وقد بها توجد كانت التي الزاوية نحو واندفعت أصرخ

, . فتوقفت خالية الزاوية أجد أن أتوقع لم ولكنني الكوارث أفظع مواجهة . , , انهمرت وهنا تلفت ثم بسرعة يتًقلب فكري وكان أنفاسي احتبست وقد . , خطوات بًضع األرض إلى ناظرا وئيدة بخطى واقتربت أتشنج وأنا دموعي . , التي العجيبة الًقوة كانت األرض إلى أرنو وقفت ثم مًضطربة قصيرة

, , وتملكني أتداعى أنني jإلي خيل حتى سرعة في مني تنسحب تتًقمصني , , إلى إليه أرنو الذي المكان إلى األرض إلى أسًقط أن إلى غريب حنين

, العارية األرض على أبصرت أنني ذلك أختي أنه بد ال الذي الشيء هذا جوار, , أختي آثار كل من خالية والغرفة أبيض كفن لففي قد مستطيال# شيًئا

ودون العارية األرض على هكذا ملًقاة الرحيمة الوديعة أختي فإن نعموسادة...

. إلى بيدي ومددت أرى ما أصدق أكاد ال وأنا األرض إلى بنفسي ألًقيت ! . إن للكارثة يا الرأس ناحية من رباطه األرضأفك على الملًقى الشيء

... الوهاجة الشعلة من يبق ولم بها حراك ال هامدة جثة ذراعي بين أختي .... . رماد إلى الوقدة استحالت ذبالة سوى

, قشعريرة جسمي في وسرت رخام أنها jإلي فخيل صدري إلى وضممتها , أللًقيت اليم أعماق في كانت ولو بدموعي وإبلله وألثمه الموت أعانق وأنا

... شواظ عليها القتحمت الجحيم في كانت ولو األعماق إلى بنفسيالمنظر. هذا إلى وجوم في يرنو باهت حولي وما حولي من وكل النيران

. أدفن, وأنا ليأخذوني الحًضور إلي| وتًقدم وتخاذلت قواي فخارت المروع, . الًقدرة فخانتني أقاوم أن وحاولت البارد الميت أختي وجه في وجهي

. أفًقت وعندما بالنشيج صوتي ارتفع مستسلم محالة ال بأنني شعرت ولما . لًقد مكان كل تنكران بهما فإذا مكان كل في بعيني جلت الصدمة من

. في واستيًقظت أختي ممات بعد الحياة في شيء كل التغيير يد مست, : الليل أثناء وحديثنا ألعابنا منشستر في الًقديمة الذكريات نفسي

, , ذهابنا الكرمب حًقل صاحب إلى توسالتنا الميالد عيد ليالى في خواطرنا . . الًقبر نحو األولى خطوتها بمثابة كان لًقد أجل المستشفى إلى

Page 72: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

أن jالمفروضعلي من بأنه نفسي أقنع أن أحاول وأنا يطير صوابي وكاد , يكن لم كأن غريبة موحشة الطريق لي فبدت وحدي الطريق بًقية أسير

. . اهتمام أي تثير ال مخيفة مملة صارت قبل من عهد بها لي

. , عهدين بين فاصال# وفاتها كانت لذلك أختي وفاة بعد شيء كل تغير لًقد . إن اليوم ذلك في أيًضا أنا انتهيت فًقد توفيت يوم انتهت قد هي كانت وإذا

. ما إنه أبدا يًقم لم الميت أخته صدر فوق بنفسه ألًقى الذي الطفل ذلك . فطفل قام الذي هذا أما ويناديها أخته يعانق اليوم إلى عليه منكبا يزال

. صلة بأي إليه يمت ال آخر

, ما كنت وإذا السنون ال حياتنا فترات تنهي التي هي الفاصلة الحوادث إن , الحادث هذا تسبق التي الفترة إلى أنظر فإنني الحين ذلك في طفال# أزال

. بعدها عما االستًقالل تمام مستًقلة فترة أنها على المروع

في السير ألستأنف أتعثر وحيدا فيها التيسرت فهي الثانية الفترة أما . العينين أن jإلي فيخيل السطور هذه أكتب وإنني وحدي الحياة طريق

, البريق بذلك تشعان وهما كلمة كل خلف من تطالن البريًئتين الدعجاوين , . العبوسحينما فيهما أجد ضميري في تسكنان عينيها إن المتألق الغريب

, طريق, في الهداية منهما أستلهم زلت وما أصيب حينما واالغتباط أهفو . طفولتي في شيء كل كان والًضالل الزلل بمواطن المحفوفة الحياة

, أشعر أعد ولم بموتها طفولتي من مرحلة انتهت فًقد ولذلك بها ممتزجافي كوكب أسطع كانت الذي الذاهب الماضي ذلك وبين بيني برباط

لن. أنني الصدمة هول فرط من الحين ذلك في jإلي يخيل وكان سمائه, الحياة, بًقافلة أنهضوألحق لكي كتفي على ربتت الزمن يد ولكن أفيق

, ) أن ) وهالني منها فارغا فأجده المكان إلى رنوت كلما يطير صوابي كان , , كما قسوة في بمكانه يًقيم كان أنكرته أنني من بالرغم حولي ما كل أنكر

. الحادثة مكان عن الحياة طريق في ابتعدت قد كنت وإذا يحدثشيء لم لووالدموع, الكلوم الرقيًقة بيده مسح قد الزمن كان وإذا الًقاسية

, هو, واحدا شيًئا تمحو أن تستطيع لن الًقديرة اليد تلك فإن والحسرات . وهي أذني في صوتها زال ما نعم الذكرى لهذه والوفاء قلبي في ذكراها

, بعد ) بها ألعب لكي بها لي احتفظ بواحدة لي احتفظ العليلة بنبراتها تًقول , سوف(. قلبي بالحياة نبض ما أزال ولن زلت وما بها احتفظت وقد الشفاء

, كانت ولعلها لعبة من وأجل أسمى بشيء الحياة مدى لها محتفظا# أظل : في وتطالع األذن تهمسفي التي الذكرى منها وأجل أسمى شيًئا تًقصد

. من jعلي يطل الكريم الوجه ذلك أرى أزال ال األعماق في وتكمن العين , إلى اليوم أرى أصبحت ولكنني السماوات في اكتمل كلما البدر صفحة

, على األم كتف خلف يطل الوديعة الطفلة وجه صغيرا آخر وجها جانبه . الحزين الساهم الليل

الًقبر أمام إجالل في ألنحني الماضي من المكان هذا إلى أنتهي إذ وإنني , في كانت التي الخابية الطفلة على حارة دمعة ألذرف المجهول الصغير

. حياة من شعلة األيام من يوم

Page 73: رواية في الطفولة لعبد المجيد بن جلون

المطابع حديث منتدىالساخر موقع

www.alsakher.com