الرواية العراقية الجديدة

40
ة رواي ل ا ة ي ق را لع ا دة دي ج ل ا ى، ف ن م ل ا- ، ة وي ه ل ا ا" ي% ب و ت و ي ل ا- لة دال ي ع د. م ي هرا ب7 ا1 ل. خ . مد ل< ي م ي دب? ا ىَ ف ن م ل ا رة ه اB ظ ة ز مي م راح ى م ا يK ت ي ورها ض ح ى ف دابR ا م م? الأ ى لت ا ت ع ض ح ة ري جK ت ل ل، ة ماري ع ن س الأ و? ا بّ ز م روفB ظ باد د ي ست الأ ى س ا ي س ل ا و? ا. ى ت ب الد لّ ك< ش ت و ة اي ي ك ل ا ة زدي س ل ا هاّ لب ري ه و ج ل ا. ح ف ط ب و دب? ا ى ف ن م ل ا اب ي عر ب، اق ي ت< س الأ،u ن ي ن ح ل وا، ق ل ق ل وا و و هu ون ك س م رة ك ق ب عادة7 ا ف< ش ك ع ق و مرد لف ا ى ف ة ي ط و، ى ف و اة ق ن م، ى علٍ ّ خد واء؛ سu لأ? ن ىَ ف ن م ل ا سّ ر ك ي ا ر ج عu ن ع ماء ت ب الأ ى ل7 ا ي? اu ن مu ن مي ل عا ل ا،u ن ي ور ك مد ل ا رّ عد ب و ماء، ت ب الأ ود ق ب ى ل7 ا وع تu ن م عّ ق ز لي ا، ري ك ق ل ا ة ي هت ر ل وا، ة ي ح رو ل ا، ة ي ل ق ع ل وا لك¡ ود د ق ى ض ف ب ى ل7 ا ة ي م عد ل ا ا، اي ي ا< ت ي ح ى< س لأ يK ب ة ي م ه? ا اء، ي< س? الأ هار ب ت« ق ورة ص م ل عا ل ا ى ف ماق ع? ا ف من ل اِ ىّ ، u ن ك ل و د ق ي ز هB ظ خالة ة ض ق ا ي م، u ون ي ف ن م ل ا ق ار، ي ك ل ا ز عي، ح ي ار ي ل ا م هu ن ي الد دوا وق? ا زارة< ش ل م? الأ ى ف وس ق ب م، ه ب و ع< س وها م ه ل? وا رة ك« ق، ة ري ج ل ا ادوها وق ى ل7 ا? ى ط وا< س،u لأ? مان اُ ّ ى ف ن م ل ا ق ماu ن7 ا ىّ ط خ ت ب ة ي ب ا الد ة ق ل ع م ل ا لأ7 ا ح ب ص ب و ا ي˙ ب كا ا ي م ل عا ع ل ط ت ب ى ل7 ا زاب ي¸ ي ع بu ون ي ف ن م ل ..وا لة ام< سu رونB ظ ت ب ى ل7 ا ز ي عu ن¸ ي ي ف ن م ل ا رةB ظ ب اء ي ست ا م ه ف ط. خ س وu ون م ت« ت ي ى ل7 ا م، ه ط ت ح م ما? اّ ىِ ف ن م ل ا ب ي ر ع ق ى عل ى ض ف ب الدوام. مB ظ ع م ة اي ي ح ى ف ض" ب و ع ن ل اu ن ع سارة ح كة زي م ق ل ج ي م ل عا د دي خ سط% ¸ب ي ة طاي سل( ة ي ل ع1 ) . ف ض ت ب دب? ا ى ف ن م ل ا ة ي? ا يu ح ي ز مu ن م زاب ي ع الأ ور ق ن ل وا ؛ بّ ك ر م ل ا ة وي ك ا اخ ي« ب ل م ه و ماء ت ب الأu دوح ر م ل ا ى ل7 ا،u ن ي ي ب و ه و? ا ز،< ? كي ا م،< ث ى ف ت ق و ل ا سة، ف ب عدم ماء ت ب الأ لأ? ي مu ن لك¡ د، و ه ف د، يK ست ت ى ف ة ي ب? رو1

Upload: abdullah-ibrahem

Post on 27-Jul-2015

453 views

Category:

Documents


6 download

TRANSCRIPT

Page 1: الرواية العراقية الجديدة

الجديدة العراقية الرواية- اليوتوبيا الهوية، - المنفى،

إبراهيم د.عبدالله

. مدخل.1 األمم آداب في حضورها يتنامى راح مميزة ظاهرة المنَفى أدب يمثل

أو السياسي االستبداد بظروف مر.ت أو االستعمارية، للتجربة خضعت التي.لالديني. .ها السردية الّكتابة وتشّك برغبات المنَفى أدب ويطَفح .الجوهري لب

الَفرد موقع كشف إعادة بَفّكرة مسّكون هوو والقلق، والحنين، االشتياق، االنتماء عن عجزا يّكر.س المنَفى ألن سواء؛ حدM على ،منَفاه وفي ،وطنه في الترف.ع من نوع إلى يقود االنتماء، وتعذ.ر المذكورين، العالمين من أي إلى

أحيانا، العدمية إلى يَفضي قد وذلك والعقلية، الروحية، والرهبنة الَفّكري، ولّكن ،.يِالمنَف أعماق في العالم صورة فتنهار األشياء، أهمية تتالشى حيث

أوقدوا الذين هم التاريخ، عبر الّكبار، فالمنَفيون ،مناقضة حالة ظهرت قد إلى وقادوها الحرية، فّكرة وألهموها شعوبهم، نَفوس في األمل شرارة

كائنا ويصبح إال المغلقة الذاتية يتخط.ى إن ما فالمنَفي\ األمان، شواطئ المنَفيين غير إلى ينظرون شاملة..والمنَفيون تغييرات إلى يتطلع عالميا على فغريب المنَفِي. أما محيطهم، إلى ينتمون وسخط. فهم استياء نظرة

عالم بخلق مربّكة خسارة عن التعويض في حياته معظم الدوام. يقضي .(1عليه) سلطانه يبسط جديد

.ب؛ والنَفور االغتراب من مزيج بأنه المنَفى أدب يتصف نتاجا كونه المرك عدم نَفسه، الوقت في ثم، أكثر، أو هويتين، إلى المزدوج االنتماء وهمل

الهوية تخريب فّكرة إلى الّكلية، رؤيته في يستند، فهو ،ذلك نم ألي االنتماء والجغرافية، الثقافية، للحدود عابر أدب فهو تلك بصَفتهو والمطلقة، الواحدة

نافذة، رؤية عبر يتشّك.ل ألنه خالفية، إشّكالية طياته في ويخَفي والتاريخية، التشريح من عالية قسوة ويتضمن التسطيح، على يتعالى حاد ومنظورpلع التي الجماعة من ِّولّكل ،.يِالمنَف ألوضاع المباشر والجماعة منها، اقت ويتخط.ى ب،.والتعص الّكراهية، عن بنَفسه ينأى أدب لّكنه له، الحاضنة

مع قطيعة في منهمّكة شخصيات عرضفي والنمطية، الجاهزة، الموضوعات متواصلة ارتدادات ذات برؤية ينبض نَفسه، الوقت وفي التقليدية، الجماعة

حالمة يوتوبيات أحيانا ويقترح ،اإلنسانية النَفس داخل مجهولة مناطق نحوالواقعي. للعالم موازية

البؤرة واليوتوبيات، األولى، واألمّكنة األوطان، تخيل قضية وتشّكل التخيالت في والمنافي األوطان بين تزاحم فثمة المنَفى، ألدب المركزية لهذه نَفسه ينتدب الذي المنَفِي. هو منw المنَفيون. ولّكن يّكتبها التي السرديةpجبر أو المهمة، اإلنسان بأنه المنَفي\ pعرفيغمارها؟. فيخوض عليها، ي

القدرة وعدم األول، المّكان إلى الهوسي الحنين من حال بين منشطرال ال شقاءالب امَفرط احساسإ الوضع هذا ينتجو إليه، بالعودة القرار اتخاذ على

،عنه مبعدين طويال ومّكثوا أوطانهم، فارقوا الذين المنَفيون إال يدركه .ةالبديل ةمّكنأال في همجذور .مد في وأخَفقوا األصلية، جذورهم عن لعواpفاقت لمصائرهم التراجيدي بالحس المريع والشعور االغتراب، وجوم عليهم م.فخي

تw إذ الشخصية، اء همpأعماق عطِب ق، ذلك جر. الحنين دفع قدو والتصد.ع، التمز.

1

Page 2: الرواية العراقية الجديدة

،بالتخيالت الممزوجة الذكريات الستدعاء عارمة رغبة األول المّكان إلى االفتراض سبيل على مّكانا يستعيد ،الموجِّهة بوصلته افتقد وقد .،فالمنَفي

عن بحثا الحالم بالوهم فيلوذ لوجوده، ومحورا لذاته، مركزا منه ليجعل من سيل عبر المَفقود المّكان على سيطرته يحّكم فهو.غائب توازن

المنَفى فيتوارى ،لحياته معنى على للعثور سعي في المتدافعة الذكريات اللغة وفيقبل. من فيه كان زمانا الوطن ويحضر اآلن، فيه يعيش مّكانا

األطراف، مترابطة واحدة داللة "نَفى" على الَفعل مشتقات تحيل العربية واالنتَفاء، والذهاب، والتغريب، واإلخراج، والطرد، والتنحية، هي: اإلبعاد،

المpّكنة وعدم واالجتثاث، واالنقطاع، االنبتات، حال تؤكد واالنعدام. وجميعهاعنه. والعجز التواصل، على

ممارسة فيه يتعذ.ر مّكان هو إنما فحسب، غريبا، مّكانا المنَفى ليس قر ب،خر.pمو طارئ، ألنه االنتماء، قوة ضمري وهو الحميم، العمق إلى ومpَفت األسى، برود عليه ويخيم ،للمنَفِي. بالنسبة فيه القائمة العالقات في طاردة

والمّكان المنَفِي. بين انَفصام، بل تعارض، وقع ولطالما.المشاركة وضحالةح.ل/ارتحل الذي pأن وندر إليه، ر wلت. إعادة في بالنجاح المنَفيين محاوالت تّكل

يوصف أن الحق وشروطه. ومن المنَفى مقتضيات حسب ذواتهم تشّكيلpلع منw هو فالمنَفِي\ دائم، أخالقي" "شقاء بأنه ذلك ولد الذي المّكان من اقت فيه، أصبح الذي المّكان مع االندماج جسور مد. في وأخَفق ما، لسبب فيه،

ينطَفئ. أن يلبث وال باستمرار، يتآكل وهو ملتبس، ومصيره رة،.متوت فحياته كينونة في تشّكيلها إعادة إلى سبيل ال ممزقة، ذات على ينطوي فالمنَفِي. تمثيال المنَفى أدب م.يقد أن المتوق.ع ومن العالم، مع أو نَفسها مع منسجمة

والهويات، ،المصائرو الرؤى، من المتضاربة الحاالت لهذه عميقا سرديا الّكتابة إلى يلجأ حينما وبخاصة المنَفِي.، يخوضها التي والتجارب واألقنعة،

واللغات، والثقافات، واألزمنة، األمّكنة، بين الرتحاالته ض.تتعر التي رديةالس ثم منها، موقَفه كشفو بينها، له موقع عن والبحث ،والمجتمعات والتقاليد،

على يقف منَفيا بوصَفه رؤيته ضمن حياته مسار بناء فيها يعيد التي الّكيَفية. فيها ينخرط وال الحاالت، كل حافة

أناآلخر"" و "األنا" بين الصلة عن بحثه سياق في "ڤروو"تود حاول هذه "تشبه اآلتية بالصورة المنَفِي.، شخصية مالمح يحدد

ب. اآلخر بعضها وفي المpهاجر، جوانبها بعض الشخصية)=المنَفِي.(في � المpغر.ل، يتجن.ب الثاني، مثل لّكنه بلده، ليس بلد في ،األول مثل المنَفِي\، يقيم التمثب، وخالفا أنه غير � الغربة، حد.ة وزيادة تجربته تجديد عن يبحث ال للمpغر

هذا بعدوأفراده". بين يعيش الذي بالشعب خصوصا يهتم ال للخبير، وخالفا.ن أن فيه تقص.د الذي التحديد من التي للشخصيات متزحزحة أوضاعا يبي الشخص هو المنَفِي� نبأ قائال مضى المنَفي.، شخصية تنبثق أن يمّكن خاللها والتي لوسطه، الال-انتماء تجربة أنها على الغربة في حياته يَفس.ر "الذي.ها الخاص، وبشعبه بل الخاصة، بحياته يهتم نَفسه. المنَفِي\ السبب لهذا يحب هذا لتشجيع أفضل "ننتمي" ال حيث هناك الخارج، في اإلقامة أن أدرك ولّكنه

يّكن وإن نَفسه، الشعور هذا نهائيا. يدفع بل مؤقتا ليس غريب، االهتمام. إنه يحول حيث الّكبيرة المدن في اإلقامة إلى بالبعض ،اتطور أقل نحو على

في الخطر "يّكمن ويضيف. الجماعة" في كامل اندماج أي دون اإلغَفال تربطه التي القوية العالقات عن واحدة دفعة يتخل.ى أنه المنَفِي...في وضع

2

Page 3: الرواية العراقية الجديدة

المنَفى يشّك.ل "قد بقوله ذلك كل ويختم. بينهم" يعيش الذي اآلخرين بهؤالء (.2لآلخرين") اكتشافا ليس بالتأكيد لّكنه سعيدة، تجربة

وآثاره النَفي، بواعث إلى فتطر.ق " بالموضوعسعيد "إدوارد وشغل الشعاب في المرء فيها يضرب سنوات قضاء على معناه يقتصر ال النَفي"

ما حدM إلى يعني بل ألَفها، التي الديار وعن أسرته عن بعيدا وجهه، على هائما وطنه، في بأنه اإلحساس من الدوام على محروما األبد، إلى منبوذا يصبح أن

يه ال غريبة، بيئة في يعيش فهو ما يقل وال الماضي، فقدان عن شيء يعز. افتراض "يشيع يوض.ح والمستقبل". ثم الحاضر إزاء مرارة من به يشعر بموطنه كلية، صلته انقطعت قد المنَفي� بأن تماما، الصحة عن وعار غريب

أن ليت به. أال األبد إلى الروابط منبت منَفصل عنه، معزول فهو األصلي، على عندها الستطعت إذن صحيحا، كان "الجراحي" الّكامل االنَفصال هذا

.َفته ما أن من التيقن في السلوى تجد أن األقل يشغل يعد لم ظهرك وراء خل ذلك، بغير يقول الواقع قط. ولّكن تستعيده أن عليك المحال من وأنه بالك،

pرغم قد كونه على المنَفي\ يواجهها التي الصعوبة تقتصر ال إذ العيش على أ كل مع يعيش اآلن- أن عليه العالم أصبح لما تعني- نظرا إنها بل وطنه، خارج

.ره ما pذك عنه، البعد بالغ ليس الوطن بأن اإلحساس جانب إلى منَفي�، بأنه ي أن تعني المعاصرة اليومية للحياة المعتادة "الطبيعية" أو المسيرة أن كما

المنَفي� فإن بموطنه. وهّكذا أبدا، تتحق.ق وال موعودة دائمة، صلة على يظلpمثل هو فال وسطى، منطقة في يقع هو وال الجديد، المّكان مع كامال تواؤما ي

انَفصال، وأنصاف مpشاركة، بأنصاف محاط فهو القديم، من تماما تحرر..ل pمث مشاعر، من به يرتبط وما الوطن إلى الحنين ذلك معين مستوى على وي اآلن، معهم يعيش من محاكاة على الَفائقة المنَفي. قدرة آخر مستوى وعلى

مهارات إحّكام الرئيسي واجبه يصبح ثم ومن منبوذ، بأنه الدفين إحساسه أو حقق بأنه اإلحساس خطر تجنب على الدائم الحرص مع هنا، والتعايش البقاء (.3")"األمان "الراحة" و من ينبغي مما أكبر درجة

الشعرية الّكتابة من ضخمة مدونة للمنَفيين المزعزعة الحال هذه أفرزت من كبير عدد فيه أسهم متنوع سجل المنَفى". وهو بـ"أدب تعرف والسردية

.اب لعوالم خلَفيات منها وجعلوا تجاربهم، استلهموا الذي المنَفيين الّكت إلحساسهم المّكافئ تّكون أن في ورغبوا إليها، بحنينهم أفضوا افتراضية العقدين خالل الظاهرة هذه العراقية الرواية عرفت والغياب. وقد بالَفقدان.اب إليه اجتذب موضوعا أصبحت أن لبثت وما األخيرين، وجدوا الذين الّكت

الهوية، مشّكالت فطرحوا العراقي، المجتمع لحالة سرديا معادال فيهاواالحتالل. واالستبداد، والهجرة،

أقنعة! أم التبغ: هويات . حارس2 الحديث به نبدأ مثاال تّكون بدر" أن التبغ" لـ" علي "حارس رواية تصلح

حيث المنَفي لشخصية المتحولة السردية الهويات موضوع طرح كيَفية عنpخر.ب زمان كل في الشخصية فتتجدد هي، كما الذات مع المطابقة ركائز ت بوصَفه للجذب مّكانا واحد، وقت في الوطن، فيهما. يصبح تّكون ومّكان

نَفسية قوة للشخصية تتوفر للحياة. ال مّكانا بوصَفه والطرد للرأس، مسقطا.ر، إال فيه العيش يمّكن وال نسيانه، على وال هجرته، على والتخَف.ي. لم بالتنّك

العراق، خارج تعيش أن يهودية، وهي الرواية، في الرئيسة الشخصية تتمّكن أن بعد إال العراق في العيش عليها وتعذ.ر إيران، في وال إسرائيل، في ال

3

Page 4: الرواية العراقية الجديدة

من جديد ضرب وعقيدتها. هذا باسمها لها صلة ال ومذهبا ودينا اسما انتحلت فالعالقة المنَفى؛ لمَفهوم الجغرافية الداللة يتخط.ى الذي الداخلي المنَفى.بة وضعتها لها، الوطن ونبذ للوطن، باالنتماء الشخصية إحساس بين المرك

أن تتمّكن وال معلنة، بصورة هي تّكون أن فيها تستطيع ال متوترة منطقة فيالمتعددة. األقنعة فّكرة فتبتّكر بإرادتها، غيرها تّكون

إلى تلجأ إنما المتخيلة، الحّكاية عنصر التبغ" على "حارس رواية تعتمد ال تحل. بدأت الروائي السرد في حديثة تقنية وهي والتقص.ي، البحث، تقنية

فال ولهذا مغلقة، حّكاية إنشاء بضرورة القائل القديم المبدأ محل. بالتدريج خلَفيات توضح وفّكرية نظرية بشروح يردفه إنما بموضوعه الراوي يّكتَفي

موضوع ويستأثر مختلَفة، تَفسيرات لها وتضع واألحداث، الوقائع من كثير وجد حيثما نظره وجهة يعرض أن يلبث فال الراوي- المؤلف، باهتمام الهويةلذلك. فرصة

خبرا2006 عام شباط/ فبراير من الخامس في العراقية الصحافة تنشر مدحت" مرمية "كمال العراقي الّكمان عازف جثة على العثور حول قصيرا

الطائَفية الحرب حقبة كانت بغداد. تلك وسط الشرقي دجلة شاطئ على لّكن مقصود، تأويل أي عن مجردا الخبر ضَفافها. نشر العراق المس التيا خلَفية بالتَفصيل األميركية الصحف إحدى كشَفت حينما عpرف كبيرا سر.

"يوسف اليهودي الموسيقار الحقيقة في كان مدحت فّكمال للخبر، مثيرة في إسرائيل إلى هاجر وقد عائلة" قوجمان" الموسوية، صالح" من سامي

اء العراقية، الجنسية عنه أسقطت أن بعد1950 عام السياسي النزاع جر. روبين" وله "فريدة السيدة زوج وهو فلسطين، في إسرائيل بنشوء المتصل

"مئير". اسمه منها ولد بالعراق متعلقا كان ألنه أبيب، تل في العيش سامي يوسف يطق لم

وانتحل1953 عام في موسّكو طريق عن إيران إلى فهرب موطنه، من طهران في تزوج سلمان" ثم بـ"حيدر وتسم.ى شيعية، شخصية

سماه" ولدا منها وأنجب الطباطبائي، إسماعيل التاجر "طاهرة" ابنة.را عاد اليهودية أصوله أخَفت التي التسمية حسين". وبهذه بغداد إلى متنّك

العراق من تهجيره تم. حتى عاما، عشرين من أكثر فيها ومّكث عائلته، مع التابعية من باعتباره العراقية-اإليرانية الحرب عشية1980 عام في

اإليرانية. بجواز دمشق إلى فهرب سنة، مدة الجئا طهران في سليمان حيدر بقي

.ة عراقية شخصية مدحت" وتقم.ص "كمال باسم مزور سَفر بالد في سني إلى أصلها يعود العمري نادية اسمها ثرية عراقية سيدة من وتزوج الشام، إلى عاد الثالثة الشخصية "عمر". وبهذه ابنه منها وأنجب الموصل، مدينة

في2006 عام في قتل أن إلى الزمان من عقدين نحو فيه وبقي العراق،بته الطويلة الَفترة تلك الطائَفي. وخالل العنف أحداث الحاكمة السلطة قر.

أهم أحد وأصبح الشخصية، الملذات في وغرق بالحماية، فتمتع بغداد، في السردي اإلطار هو األوسط. هذا الشرق وفي العراق، في الموسيقيين

التبغ". "حارس لرواية الموسيقار هذا حقيقة يتقص.ى أن الراوي من األميركية الصحيَفة طلبت

.ر محررها" باسم ينشر كلمة بألف تقريرا عنه يّكتب كثيرة. وأن بأقنعة المتنّك كامل كتاب الصحَفي" بوضع التعاون "وكالة كلَفته باسمه. ثم بار" ال جون

4

Page 5: الرواية العراقية الجديدة

بغداد، إلى رحلته تّكاليف وتغطية مهمته، بتسهيل باسمه. وتّكَف.لت ينشر عنه هذه بين متنقال حياته معظم الموسيقار أمضى حيث ودمشق، وطهران، وتوجه يقيم، "عم.ان" حيث الراوي غادر أن بذلك شرع ما فأول العواصم،

االحتالل سلطات له وفرت حيث بغداد الخضراء" في "المنطقة إلى " فريدة من الغامض. حصل الرجل هذا سيرة في البحث إمّكانية األميركي

في األولى زوجته إلى إرسالها على حرص التي برسائله ملف روبين" على ،هوارتحاالت الموسيقار حياة تعق.ب في الراوي كان. وشرع أينما إسرائيل

هذا سيرة كتابة كيَفية التبغ" تصف رواية" حارس أحداث ومجمل وتحوالته،وطائَفية. دينية هوية من وألكثر اسم، من ألكثر وحمله الموسيقار،

بالراوي، خاصة األولى متداخلتين، خلَفيتين على الهوية قضية طرحت الراوي بين التماثل درجة االنتباه يلَفت ما فأول بالشخصية؛ خاصة والثانية

حامل والموسيقار. الراوي الراوي بدر" بين "علي يطابق والشخصية. إذ ( يعملBLACK WRITERمأجور) كاتب بدور ويقوم وخبراته، المؤلف لرؤية المقصود شرح جرى وقد العراق، احتالل إبان األميركية الصحافة لصالح

تقرير لّكتابة الخطرة المناطق إلى يذهب "كاتب المأجور" بأنه بـ"الّكاتب الّكبار الصحَفيين أحد باسم ينشر التقرير لّكن ساخنة موضوعة عن صحَفي

(.4أتعابه") ثمن سوى يتقاضى فال المحل.ي الصحَفي أما الصحيَفة، في أما المطابقة، من أول وجه المال. هذا وخبرته بحياته المأجور الّكاتب يقايض وشخصيات المتعددة الموسيقار ذلك شخصيات بين يطابق فإنه الثاني

المطابقة بيسوا". هذه "فرناندو البرتغالي التبغ" للشاعر ديوان" دكان الرواية نهاية إلى األحداث مسار توجيه في تتدخل كونها جدا، مهمة بركنيها

pطرح خاللها ومن الهوية. مَفهوم ي شخصيات عن المأجور" واختالفه "الّكاتب بخصوص األول التعليق يأتي

الملتبسة، والهويات المستعارة األسماء لعبة إلى أخرى مرة بيسوا" عدنا.ر التي فالشخصية قصيدة في هي كما التبغ حارس شخصية هي أسماءها تغي

هنالك آخر. إذن وجود إلى وجوده يرهن الذي رايتر" فهو "البالك أما بيسوا، في هو كما التبغ فحارس التبغ، وحارس رايتر البالك بين نوعي اختالف البالك بينما أكثر، أو شخصيات، بثالث الواحد الشخص يحتَفظ بيسوا قصيدة

وجهة من هنا ومن غربي، اسم الغالب وفي آخر، اسم إلى وجوده يعير رايتر أنواع من نوع وهي االستعمارية، بالنصية عليه يطلق ما يبرز نظري

كليا الّكائن وجود محو على تقوم والتي الشَفط أنواع من نوع أو االمتصاص، المأجور" الّكاتب شخصية على الحّكم إلى الراوي (. ويعود5خاليا") وتركه

في وظاهرة كليا الوجود الغائبة وهي الدوام، على المسحوقة الشخصية هي(.6بصلة") لها يمت. ال آخر وجود

بنحو ويستأثر للنص، التخيلي العالم في دور عن المأجور الّكاتب يبحث الرواية، موضوع تؤلف التي الشخصية فيزاحم للرواية، السردي المتن ثلث

يبدأ أن قبل لديه االستعراض طاقة يستنَفد أن إلى الحضور عن يبعدها ويظل ال التي االستعراضية الرغبة شركي بين الشخصية سيرتها. تسقط في بحثه متعددة. أسماء خلف تتوارى التي بيسوا كتاب وشخصيات الراوي، عند تشبع

ومعارفه، خبراته عارضا بذلك ويستمتع الشخصية، بتجاربه الراوي فينشغل يشغل الموسيقار، سيرة في البحث عليه يتحتم وحينما وتجاربه، وأسَفاره،

5

Page 6: الرواية العراقية الجديدة

ديوان" دكان شخصيات مع فيها ظهر التي الثالثة الشخصيات تناظر بمدىالتبغ".

السردي متنها بين األبعاد ثالثي التناظر وجود على أدلة الرواية عرضت شخصية ظهرت أولى ناحية التبغ". فمن "دكان لّكتاب الشعري والمتن

البرتو شخصية تناظر وهي والمستنيرة، المرتابة، سامي، يوسف اليهودي الشيعي شخصية تبرز حينما حضورها يتالشى ثم بيسوا، ديوان في كايرو ومتعلقة التعبير، وأشّكال بالعالمات، االحتَفاء كثيرة وهي سليمان، حيدر

وأخيرا ريس، ريّكاردو لشخصية مناظرة فتّكون الموروثة، الرمزية باألنظمة ورغباتها، بمتعها المغرقة الحسية، مدحت كمال السن.ي شخصية تنبثق

في تتحول كامبوس. شخصيات دو الَفارو وهي الثالثة، الشخصية لتناظر سبقتها، التي تلك الالحقة الشخصية تلتهم الزمن وبتقد.م وأدوارها، هوياتها،

األخيرة. ليلتهم القتل ويأتي wتبتp كثير تّكرار وجرى الَفّكرة، هذه عن للتعبير معلنة بقصدية الرواية ك

األميركية الوكاالت إحدى عرض الراوي قبل فحينما تضاعيَفها؛ في لذلك في عثر عنه، كتاب وإصدار المقتول العراقي الموسيقار حياة في البحث

الحواشي من كثير لديوان" بيسوا" وعليه انجليزية نسخة على بيته الّكتاب هذا في فورا" أن أدرك إذ وجد، ما فهاله والشروح، والتعليقات

حد إلى فيه ألن وفهمه، دراسته إلى تحولتp حينها حياته، أسرار من الّكثير(. 7وألغازه") حياته أسرار لحل. األساسية المَفاتيح بعض كبير

ثالثة إلى الموسيقار سيرة تقسيم على الراوي المذكور الديوان حَف.ز التماثل" يشرح بدأ التبغ. ثم وحارس المحروس، القطيع، أقسام: حارس

وهم)=وهي(عبارة مختلَفة، شخصيات ثالث التبغ دكان ديون في بيسوا يقد.م هي المخترعة الشخصيات هذه من شخصية وكل تقم.ص، حاالت ثالث عن محددا، وعمرا بها خاصا اسما منها واحدة لّكل مقد.ما بيسوا، وجوه من وجه

األخرى، الشخصية عن مختلَفة ومالمح وقناعات، وأفّكارا مختلَفة، وحياة إلى بعد فيما نصل ولّكننا اتساعا، وأكثر أعمق للهوية شّكال يطو.ر مرة وكل

البرتو واسمه القطيع لحارس األولى الشخصية للهوية، حقيقي التباس دي الَفاردو وهو للتبغجي والثالثة ريس، ريّكاردو للمحروس والثانية كايرو،

لوجه ثالثي تّكعيبي رسم أو األطراف، ثالثية لعبة أمام أنَفسنا فنجد كامبوس،(. 8واحد")

الراوي، يقدمه لشخصياته بيسوا تقمص لحاالت موفق نقدي عرض هذا العراقي؟ الّكمان بعازف ذلك عالقة الشخصيات. فما تناسل يبحث وهو

ثالث له فّكانت مدحت، كمال فعل "وهّكذا المماثلة كاشَفا الراوي يمضي ومذهب وقناعات، ومالمح، وعمر، اسم، لها شخصية وكل شخصيات،

اليهودي، الموسيقار هو صالح فسامي األخرى، الشخصيات عن مختلف سلمان، حيدر شخصية لنَفسه اتخذ طهران دخل والمتنو.ر...وحين الليبرالي

إلى دمشق من دخل متوسطة.. وحين شيعية عائلة في ولد موسيقار وهو من عائلة في ولد مدحت، كمال شخصية وهي الثالثة بشخصيته دخل بغداد بعالقة أرتبط وقد السنية، العائالت كبار من الموصل..وهي في تقطن التجار المقربين من وأصبح الثمانينيات، في بغداد في السياسية السلطة مع خاصة

(.9حسين") صدام الرئيس من

6

Page 7: الرواية العراقية الجديدة

البرتغالي الشاعر بيسوا بين التماثل مظاهر أقل إال التناظر هذا يّكشف ال لها عالقة ال منطقة إلى السرد انزلق فقد العراقي، الّكمان عازف وكمال

التبغ" هي "دكان في الثالث الشخصيات بأن الراوي وافقنا إذا االثنين، بين هي المخترعة الشخصيات هذه من شخصية وكل تقمص، حاالت "ثالث فعال وعلي بيسوا فرناندو بين مماثلة إلى يقودنا بيسوا" فذلك وجوه من وجه ألنداده متعددة مواقف بيسوا الّكمان. ابتّكر وعازف بيسوا بين وليس بدر،

بال ،أعماقي في جديد من يبنىالذي" للعالم متباينة رؤى خاللهم من يعرض شخصية تركيب بإعادة المؤلف قام ذلك غرار وعلىأمل" وبال أعلى، مثل

سردية. هويات ثالث عن للتعبير رغبته يطابق بما الموسيقار محلها وحل.ت والموسيقار، بيسوا بين الصلة انَفصمت فقد هذه، والحال

والروائي الشاعر هما تقمص، حاالت عن التعبير يريدان مؤلَفين بين مماثلة قيمة للتناظر يعطي الذي هو ربما المأجور. وذلك الّكاتب أهاب في المختبئ

في كثيرا إليه اإلشارة تّكررت الذي الزائف التناظر وليس السياق، هذا في ضمن يقعان وبدر بيسوا أن ذلك والموسيقار؛ بيسوا بين الرواية تضاعيف

سردية رتبة في تقع شخصياتهما فيما التأليف، رتبة هي واحدة، سردية رتبة هاتين بين الخلط السردية الدراسات في ويحظر التخييل، رتبة هي أخرى

الرتبتين. عدم هو األكبر الخطأ ولّكن أول، خاطئ منزلق هو إنما هذا أن على

المقترحة الوجوه تضخيم جرى فقد خطورة، أشد فارق إلى االنتباه والشيعية، اليهودية، الهويات نزاع لتبرير شعري، ديوان في للشخصيات

جرى إذ بيسوا، بشخصيات لها صلة ال أخرى قضية تعرض وهنا والسنية، عن بيسوا إطارها. تحدث في الموسيقار إدراج ثابتة هويات عن الحديث فهل تقمصاته، من أكثر أنداده على تحيل كانت وتعبيرية تأملية نزعات

تلك لها فيها االنخراط على العراقي الموسيقار أجبر التي الهوياتالسمات؟.

يحتاج أمر وشيعية سنية راسخة هويات بوجود القول بأن اإلفصاح من البد المنازعة نتاج من فذلك داخله، في وال النص خارج ال متوفر، غير إثبات إلى

لم وهو والعالم، الذات إلى الرؤية بسبب وليس السياسية، األدوار على ما بأقرب ذلك ذكر فجاء األركان، الصلبة المغلقة الهوية مستوى إلى يرتق تلك بين الّكامل التعارض حول رائجة لمَفاهيم سريع اختزال إلى يّكون

وعلى الهوية، مستوى دون أنها غير الخصوصية من درجة فيها التي الرؤى يركب جسامته، لنا ظهرت معه تقدمنا كلما الذي الثقافي الخطأ هذا خلَفية والهوية وتنويرية، تأملية ليبرالية اليهودية فالهوية خطيرا، حّكما السرد

.ة الشيعية والهوية والمثالية، والحنين، والطقوس، بالرموز متعلقة تقويالسلطة. بممارسة ومشغولة الحسية، في مغرقة دنيوية، السنية

أوال كثيرة. يظهر أسئلة الثقافي، التأويل مستوى على إذن، الرواية، تثير .ر، الّكائن اليهودي زوجته" عبر النهاية إلى بيهوديته متعلقا يبقى ولّكنه المَفّك

جامعة في العربية اللغة قسم في أستاذة أصبحت روبين" التي فريدة ترسله الذي الّكبير الملف خالل من شخصيته تركيب تعيد التي وهي القدس،

خالل ووثائقه ويومياته، رسائله، وفيه سيرته، إلصدار الممو.لة الوكالة إلى حياته، جوانب كافة إضاءة في كبير دور ولها حياته، من الثالث المراحل

رسالتها في تقوله ما حياته. وذلك في الغامضة الثغرات سدت فمالحظاتها

7

Page 8: الرواية العراقية الجديدة

أسرته من جاءت التي الوثائق تلك الّكتاب. وعلى مشروع الراعية للوكالة الممتثل الشيعي كتابه. ويخلَفه تأليف في الراوي اعتمد اإلسرائيلية فاسمه الشيعية، الهوية حول الرمزي الموروث بأشّكال والمؤمن للطقوس،

مبدأ والتزام والتظل.م، االستبعاد من مسار وتاريخه حسين، وابن حيدر.ة. ولم وانتهت حياته، من الَفترة هذه خالل الحياة مباهج عليه تظهر التقي

هاتين أنقاض ضحية. وعلى بأنه غامض لقدر ممتثل فهو بالده، من بترحيله ومتعها، الحياة لنوازع والمنقاد الدنيوي، السنى، كمال يظهر الشخصيتين

مّكوناته من عنصر أي استحضار عن سم.اه" عمر". فعزف ابنا خل.ف وقد على ذلك كان إذا إال المتعة مبدأ تبن.ي قرر لشخص يمّكن ال إذ السابقة،

دة شخصيات أنقاض جاورها ما تلتهم التي الهوية مظلومة. وهي أو مشر. شخصية على خلعه تم الذي السردي الغطاء هو هويات. هذا من وسبقها

الموسيقار. في تغيير أي يقع لم لشخصية ألبستها ناجزة هويات الرواية افترضت

والنظرة نَفسها، واأليدلوجيا ذاتها، للرؤية حاملة ظلت فقد الحقيقية، هويتها على بإسقاطها مَفترضة هويات على تبرهن أن تريد عينها. فلماذا الحياة إلى

قد يّكون أن إما احتماالن، هويتها؟. ثمة في لتغيير فعال تتعرض لم شخصية أن أو الشخصية، على بتعس.ف وأسقطت الهويات مَفهوم في تزييف جرى القاتل. هوية بإزاء الضحية هوية وهي، لإلثبات قابلة غير فّكرة طرحت تّكون

الشيعية والهوية اإلسالمية، الهوية ضحية اليهودية الهوية بأن قيل ولطالما على األقنعة إسقاط جرى األفّكار هذه خلَفية وعلى السنية، الهوية ضحية

قاتلة. لهوية حاملة تّكون بأن لتنتهي الشخصية إال سبيل ال والضحايا؟ القتلة من الطويلة السلسلة هذه تنتهي إذن كيف

أبيهما إلى ومئير حسين جاء القتل. ولهذا مبدأ إباحة أي األخيرة، الهوية بقتل ارتباطهما في والشيعي اليهودي بين مصالحة تحّكمه بوضع العراق في

كون" إغَفال ثأرا. جرى يحمل من بنقمة عمر عاد فيما مشترك، أبوي بأصل وأغَفل احتالل، حملة ضمن جاء وإنه المارينز، في الرتبة رفيع مئير" ضابطا

من موقَفه نقمة" عمر" واختزل على التركيز وجرى حضور" حسين"، سياق وطمس العراق، في السنة سلطة انحالل من غضبه إلى لبالده جرى ما كل

بلد" مائير" أو هو العراق أن إلى إشارة تقع بالده. لم احتالل موضوع وكأنه فظهر ناقما، أن" عمر" عاد وبما الموسيقار، ولدي "حسين" كونهما

لو الّكبرى السردية المَفارقة منطقة إلى النص يمض الحقيقي. ولم االبن هو بين الموقف عليه سيّكون وماذا بأبيهم، لوجه وجها معا الثالثة األبناء التقى المناسب من لوطنهم؟. وهل أم ألبيهم والؤهم سيّكون هل األعداء؟ األخوة

أحدهم كون بهوياتهم سيتحصنون أنهم أم فقط المجردة باسمائهم يّكتَفوا ان بينهم سيحل. وهل موقف؟ بال يّكون يّكاد والثالث مقاوما، واآلخر محتال، جاء

ومن ومنافيهم، وطنهم من ذلك كل احترابها؟. وأين أم األخوة سالموهوياتهم؟. وأدوارهم، ومذاهبهم، عقائدهم،

أعقد هي التي الهويات لنزاع الجاهزة التصورات أسيرة الرواية وقعت الّكبرى األزمات طمس جرى الخارجي الغطاء عرضه. وبهذا جرى مما بّكثير نزاع إلى األمر وتحول واالحتالل، االستبداد حقبتي طوال العراق شهدها التي

من غاية على نهاية له االستبدال وهذا فيه، الَفاعلة الجماعات بين هويات وبها االحتالل، فيها بما الّكبرى، الحقائق عن بوجهه يشيح فهو الخطورة،

8

Page 9: الرواية العراقية الجديدة

ذلك تعوز النص. وحينما بنية في تركيزها يقع لم هويات بين صراعا يستبدل وبه اليهودي، المّكو.ن تخط.ي يتم الداعمة، السردية البراهين االستبدال

الثالثة الهويات فرضية فيها تخر.ب بطريقة الّكردي المّكون يستبدل الجميع مدحت كمال وجد لقد واضحا، االجتماعي االنقسام "كان المذكورة

الجميع وكان الثنائي، االنقسام هذا تعّكس بدأت الَفنانين أوساط وحتى لهذه أن يعتقد كان الذي ساكن. كمال بعون يمد.ه ولّكنه االنقسام يهوون على وقف فجأة واحدة، هوية لها وبالتالي واحدة ورواية واحدة قصة البالد تاريخها تّكتب الجهات من واحدة كل ومتناقضة، متعارضة روايات ثالث

وللسنة رواية، للشيعة وجد فجأة األخرى، الجهة عن بمعزل وجودها وتروي بعضها تناقض ولّكنها بعضها تتمم ال الروايات وهذه رواية، ولألكراد رواية،(. 10أيضا") البعض بعضها بمواجهة وتقف

لها مّكان ال إذ للشخصية، المالزمة األصلية وهي اليهودية، الهوية اخَفيت تلك في إال الّكردية للهوية يشر االحتالل. ولم فتحه الذي الجديد السجل في

المناقلة ولّكن األمر، التسق كردية أصول من الشخصية كانت ولو الَفقرة، يعطي ناظم سردي مبدأ أي غياب في تمت والّكردية اليهودية الهوية بين

الهويات أقصد بأجمعها، القضية هذه المناقلة. وتثار لتلك فنية شرعية ذلك على التأكيد جرى كما ذلك لتمثيل صممت الشخصية ألن المتعارضة،

في الشخصية نمو عليه يبرهن لم استباقي إسقاط هذا مرة. وكل من أكثر جرى إنما عليه، تحيل سردية مستندات ثمة وليس للرواية، المتخيل العالم في به يسمح ما آخر وذلك عليه، لتبرهن جاهز إطار في الشخصية وضع

طريقها الشخصية تشق "الهوية" إذ إنتاج على يحرص الذي السرد عملية إطار في ترمى ثم سلَفا مّكتملة تّكون أن ال وتجارب، صعاب خضم في

.ب للهوية. لمعنى مرت حول الشارحة السردية اإلدعاءات سيخرب نهايته إلى التحليل هذا متابعة

الهوية حول األولى ظاهرتين، على نقف ولّكننا الرواية، كل في الهوية معنى والشيعية، اليهودية األخريين الهويتين التهمت التي السنية، الهوية األخيرة،

األشد وهي والثانية، قاتلة؟ هوية هي فهل عليها، وهو الموسيقار قتل حيث هوياته بّكل الموسيقار شخصية أن وهي االفتراضات، كافة وتخرب ظهورا،

ولم الحقيقية، وعالقاتها وعالمها لنَفسها رؤيتها في ثابتة كانت ذكرت، التي التي المتميزة الهوية مستوى إلى بها ينعطف أهمية ذي تحول أي تعرف وتحل النص، في الهويات أساطير تتبد ولهذا األخرى، هوياتها عن تختلف في وليبق األذى، نَفسه ليجنب الموسيقار ارتداها التي األقنعة قضية محلها

الهوية. غير موطنه. والقناع إلى فتخلص السردية، الهويات بموضوع صلة لها تجد أن الرواية تريد

.نتw "هّكذا الموسيقار شخصيات حول اآلتي النقدي التوضيح ال بشّكل حياته بي تبين حياته ألن ذلك الجوهرية، الهوية عليه يطلقون كانوا ما زيف فيه لبس

السردية، اللعبات من مجموعة عبر هوية إلى هوية من التحول إمّكانية الَفنان هذا يطلق وهنا وتقمصها، فيها الحياة يمّكن قصة إلى الهوية فتتحول المستعارة األسماء من لعبة عبر القاتلة الهويات صراع من ساخرة ضحّكة

قبل بغداد في الطائَفية الحرب غمرة وفي واألقنعة، الملتبسة والشخصيات بصورة الهوياتي اإلسقاط هذا عن فّكشَفوا الثالثة، أبناءه زاره مقتله،

أمريّكا، إلى إسرائيل من هاجر عراقي أصل من يهودي فمئير واضحة،

9

Page 10: الرواية العراقية الجديدة

ثمرة وهو بغداد، إلى األمريّكي الجيش في ضابطا وجاء بالمارينز والتحق شيعية، بهوية ارتبط طهران إلى تهجيره بعد وحسين األولى، شخصيته

وعمر الثانية، األب شخصية ثمرة وهو الشيعية السياسية الحركة في وانتظم في الحّكم عن السنة إزاحة تراجيديا من هويته يدعم أن يحاول سنيا كان

كان منهم واحد وكل الثالثة، شخصيته نتاج وهو2003 العام بعد العراق السردية العناصر من بالّكثير ومزودة ومَفبركة مصنوعة قصة عن يدافع

(.11حقيقة") بوصَفها فيها منهم واحد كل يعيش والتي والوهمية، بّكاملها" القضية أطراف فيجمل الراوي، وراء القابع المؤلف يستيقظ ثم

فهي سردية، بواقعة الدوام على ترتبط الهوية أن مدحت كمال حياة تبين لحظة في االعتباطية، مطلقة هي لحظة في تسرد أو تَفبرك أو تلَفق حّكاية

وأجناب، وأغراب، آخرين، إلى فيها اآلخرون يتحول مموضعة تاريخية من حركة هي الهوية أن الَفنان هذا حّكاية تبين أيضا. وهّكذا ومنبوذين

معينة، تاريخية حركة في موضعا لها تجد إن فما وسياسته، التموضع حركات بسرد تبدأ التخييلية المجاميع هذه فّكل أخرى، تاريخية لحظة في تغيره حتى

هذه عن تّكشف أنها كما الهويات، وتداخل االختالط لتنَفي ومخترع مَفبرك فهي معينة، تاريخية لحظة في والمَفبركة والمصنوعة المتوهمة األطر

تَفقد وهي جماعة فّكلNarration سرد وهي ،fiction روائية مَفتريات لها يمّكن وال المَفقود، أفقها استعادة إلى تعمد فإنها الزمان في جذورها

(. 12والخيال") السرد خالل من إال استعادته الشرق في الهويات صراع غمرة في يوسف "عاش شارحا ويضيف

شعر األهلي، االقتتال أو الحرب شبح عليه يهيمن حاضره أن وشعر األوسط، كانت بالموت، أو وقتها باالختناق شيء. شعر كل بنهاية منذرة الهويات أن

العالم كان مضاعَفة، أضعافا تزداد ومخاوفه فشيئا، شيئا تغرق سَفينة البالد تَفترسه ممزق بلد في المتتالية الهزائم وينهار، يتقهقر المحيط

ووجوده وللقيم، للعقل كلي غياب مريعة، فوضى الّكاسحة، اإليديولوجيات الثابت المركز أنه يوسف يشعر أن من لحظة. بدال كل مهدد الشخصي

العتمة، إلى قذفته هائلة قوة هنالك بأن وشعر بالخوف، يشعر أخذ لألشياء، وراء، إلى والتراجع التقهقر من نوع وهنالك يمضي، الزمن أن يشعر أخذ

تتالشى، أخذت واألفراح كئيبة، األعياد والسقوط. أصبحت باالندحار شعور بحضور يتمتع فيه يعيش الذي المجتمع يعد لم الخَفي، بالخوف شعور وهنالك قليل ضيق شيء ومخيَفة. كل معقدة متاهة أصبح بل وجميل شامل

� يجتاز االتساع، يشم مخيف ولّكنه جديد عالم آخر، بسور رأسه فيرتطم سورا(. 13الهاوية") نحو ولّكنه الدم. تسارع رائحة منهالمرتبكة. والهوية األميركية: المنفى . الحفيدة3 شائقا سرديا جي" تمثيال كجه األميركية"لـ" إنعام "الحَفيدة رواية وتقدم

يهتز. التي والدينية العرقية األقليات وأحوال المرتبّكة، الهوية لموضوع ذلك وكل لها، الحاضنة الّكبرى الجماعات وسط الَفوضى تعم. حينما انتماؤها

فتنهار االحتالل، ثم االستبداد أحداث زعزعته الذي العراق وضع خلَفية علىpستحدث القديمة، االنتماء أساطير ويقع األسماء، وتتغير بديلة، أساطير وتpقترح بالمصائر، التالعب جدا. ال واسعة كونية هويات أو جدا، ضيقة هويات وت

أن يمّكن وال متوهمة، هوية في وال مغلقة، هوية في سو.ي المرئ مّكان موروثة هويات من مزيج هي مَفتوحة هوية إلى المرء هوية. يحتاج بال يّكون

10

Page 11: الرواية العراقية الجديدة

نَفسها تطو.ر واألزمان األحداث بتحو.ل للتحول قابلة هوية ومستحدثة،بنَفسها.

"الحَفيدة رواية عليها ترتّكز التي العامة الثقافية الخلَفية هي هذه المعاصر. تاريخه في العراق شهدها التي المتغيرات على األميركية". وتنَفتح

.صلة شخصيات وبانتقاء من جملة الرواية تطرح وتحو.الته التاريخ بذلك مت أخالقي، وتماسك اجتماعي، انسجام أرض العراق يعد والمواقف. لم الرؤى

بحاجة العراق الّكبرى. صار والرهانات والمصالح، األيدلوجيات، تناهبته إنما وقاسية؛ واضحة، بطريقة الرواية تقترحه ما نَفسه. ذلك تعريف إعادة إلى

مغايرة جديدة رؤى عن لتعبر الشخصيات مواقف تقبع األحداث نسيج فخلفالقديمة. األجيال لرؤى

أزيح عمرها، من الثالثين حوالي في مسيحية، أشورية، عراقية، فتاة زينة الجيش في منصبه عن الساعور يوسف المتقاعد الركن العقيد جدها

pعيد العراقي الموصل. من عريقة عائلة إلى ينتسب وهو1958 عام ثورة ب.وحي رحمة جد.تها وطنه. أما على بالغيرة الجد. مسّكونا كان من فّكردية فت

فيه. جاءت وماتا بوطنهما، الجد.ان العراق. ارتبط شمال "بيخال" أقصى.تها خالَفت "التي الّكلدانية بتول أمها زواج ثمرة الحياة إلى زينة وتزوجت مل

الذي العربية، للغة وعاشق المذيع بهنام، شمعون صباح آشوريا" وأبيهاا أفصح ألنه للتنّكيل تعر.ض األخبار نشرة طول من ملله عن له لصديق سر.

وحط.مت بّكالبتين، الجانبين من لسانه قpرض أن جزاؤه فّكان التلَفزيون، في في تذم.ر أي إبداء ينبغي جسده. ال على السجائر أعقاب وأطَفئت أسنانه،

االستبداد. حقبة شمال إلى ويزن زينة وطَفليه الجامعية زوجته مع بغداد، من األب هرب

في وانتظموا األردن، وصلوا ثم مزو.رة، سَفر بجوازات فتزو.دوا العراق،.نوا اإلنساني، اللجوء عن الباحثين طوابير أميركا، إلى الوصول من وتمّك

قرب بائس سّكن.ي حي في عتيقة خشبية شقة على عثروا بالغة وبصعوبة الوالء قسم وترديد الجنسية، على للحصول أعواما وانتظروا ديترويت، األسرة بوصول بالوثائق. ولّكن أميركيين مواطنين أصبحوا وبذلك ألميركا،

pسي تماسّكها يتَفّكك راح األحالم، أرض إلى بغداد، في الجد.ان الموروث: ن التدخين أدمنت التي الزوجة جسد األمراض واجتاحت الزوجان، وانَفصل

لألمل، ملمح أي زينة أضاعت ثم المخدرات، أدمن يزن الرخيص. االبن والمطاعم المالهي على تدور المحبط الشباب من جماعات مع فانخرطت

يناديها" زانيا" . كان سّكير، أمريّكي عشيق على وعثرت هدف، بال عملت إنما توقعت، كما شملها، جمع األسرة به تعيد مالذا أميركا تصبح لم

نوازع أفرداها أعماق في أطلقت الموروث. فقد العائلي النسيج تمزيق على على حافظت لّكنها العراق، في بحياتها مهددة األسرة واألنانية. كانت العبث

ولم الحميمة، روابطها فقدت حتى أمين مالذ على عثرت أن وما تماسّكها،ز أسرة بأنها القول الممّكن من يعد وفّكّكت تماسّكها، االستبداد واحدة. عز.

وعالقاتها. إنها بقيمها مهددة وصارت بحياتها مهددة روابطها. كانت الحرية إلى رمزي ونزوح األعراق، متنو.ع بلد في عريقة أقلية إلى انتساب حّكاية النص يّكشف كونية. لم هوية في وضياع الوطني، القهر بسبب آمن مّكان

فحسب، مالذا الشخصيات. كانت عند ألميركا باالنتماء حقيقي إحساس أيحماية. لوثائق ومانحة

11

Page 12: الرواية العراقية الجديدة

شيئا يعني عاد وما األصلي، ببلدها التَفّكير زينة عن الحياة فوضى حجبت أحداث الوراء. وبوقوع إلى متراجعة ذكرى سوى العراق يعد لها. لم بالنسبة

لمح في هوية ابتّكار وتعمدت سببا، لنَفسها زينة اصطنعت11/9/2001 الجنسية. وببداية منحتها التي ألميركا الجميل رد. كيَفية في البصر. فّكرت

الدفاع، وزارة بها تقدمت التي الترجمة لعروض استجابت العسّكرية الحملة الصَفة بهذه العراق إلى زينة األميركي. عادت بالجيش مترجمة والتحقت

ظل في تستعد. طاغية. شرعت من الرافدين بالد جليل: تخليص بعمل لتقوم "إنني ذلك يوافق هدفا واختلقت االستبداد، من البالد بتحرير تقول حملة وجيشي، وشعبي حّكومتي لمساعدة أتقدم وطنية. جندية مهمة في ذاهبة

المر") ذاق شعب وتحرير صدام إسقاط على سيعمل الذي األميركي جيشناز14 تقول، كما وكان السنوي، أجرها هو دوالر،186000بمبلغ الهدف (. عز.

بارعة براغماتية بطريقة زينة دمي". دمجت ثمن بل النادرة، لغتي هو" ثمن حياة مسار في وتغيير مجز، مالي وأجر فجأة، استثير زائف وطني شعور بين

عابثة. طمس على قادرا األخالقية البالدة من السميك الغطاء هذا يّكن لم

قطعية بصورة تتخل.ص فلم أعماقها، من نائية منطقة في المتوارية المشاعرها كانت ذاكرة من pحدث الوراء، إلى أحيانا تجر. بدء فمع اضطرابا، في وت

أنني أكتشف للحرب حماستي "رغم متضاربة مشاعر لديها نشأت الغزو أم بوجهين؟ أميركية منافقة، أنا تعريَفه. هل يصعب غريب نوع من ألما أتألم

أرض في المزروعين النائمين الجواسيس مثل مؤج.ل سبات في عراقية باألم تأثرت وكأنني الضحايا على باإلشَفاق أشعر لماذا سنوات؟ من العدو

بغداد أشاهد وأنا أنّكمش كنت شَفيعتي؟ القديسة اسم في شريّكتي تيريزا، نَفسي أرى األميركية. كأنني الغارات بعد الدخان أعمدة فيها وترتَفع تقصف

أو أظافري، بمقص. جلدي أخز أو أمي، سجائر بوالعة شعري أحرق وأنا التوازن فاهتز. جديد، مؤثر (. دخل15اليمنى") بّكَفي األيسر خد.ي أصَفع

بين صراع محسوب. وقع غير موقف إلى زينة الحرب دفعت القديم، الهوية مقو.مات من مقو.م والحاضر. هذا الماضي وبين والمصالح، المشاعرالمركبة.

ومستَفيدة، مَفيدة تّكون أن يمّكن أنها زينة اكتشَفت الحرب أعلنت حينما الوطن بغزو الجديد وطنها تخدم أن والعربية. تريد االنجليزية تجيد فهي

رأسها مسقط احتالل في للمشاركة المال. رحلتها عامل يغب القديم. ولم ال ألنها الجديد مالذها في سعيدة وفقدانها. كانت الهوية معنى لها رسمت إلى مشدودا ليس ألنه بالَفرح صاحبها تغذ.ي فالالمباالة االنتماء، معنى تعرف وسط في كَفقاعة الذكريات. يعوم مدار وخارج بمعنى، مثقل وغير هدف،

تعريف الشقاء. جاء بدأ كأميركية-عراقية هويتها تعريف وبإعادة غامض، ظلما قبل األجداد جيل كان واالحتالل. وإذا الغزو قضية خلَفية على الهوية

لينتقم. عاد األحَفاد فجيل منه، هرب اآلباء وجيل عليه، وسّكت العراق، تعريف إلعادة األميركي المشروع تحمل غازية زينة عادت

جد.ها عن تعرف ال فهي عندها، واضحا ذلك يّكن طاغية. لم من وتحريره أنها الّكثير. بيد وأبيها أمها عن تعرف الصبا. لّكنها ذكريات من نبذا أال وجد.تها

أية تبتذل كانت األميركية حياتها ينبغي. وطوال كما نَفسها تعرف تّكن لم الشخصية. تجربتها بناء تعيد بدأت العراق منها. وبوصولها وتسخر معرفة،

12

Page 13: الرواية العراقية الجديدة

الهوية خصوصية على حَفاظا اآلشورية اللغة األبناء تعليم على األب حرص لغة فّكانت االنجليزية أما العراقية، بالعامية تتحدث األم ظل.ت فيما التاريخية،

اللغة على الحَفاظ األب لزينة. يريد بالنسبة البيت خارج اليومية الحياة الّكونية. لّكن اللغة على والبنت الوطنية، اللغة على واألم القومية،

لتأسيس العربية يعرف من ينتقون كانوا الدفاع وزارة في األميركيين االستجوابات، أثناء وفي المعتقالت، في العراقيين، وبين بينهم التواصل

زينة أن إلى إشارة أية ترد العسّكرية. ولم العمليات وخالل والتحقيقات، من داللته يأخذ عميق تضارب ذلك. إنه بغير يتصل لغرض بالترجمة قامت

المتنازعة. الهويات بين الناشب السجال االستبداد بين الواقعة العراقية الحالة في الحيرة أيقونة زينة تمثل

أميركا. إلى والديها ورافقت بغداد، في وجد.ها جدتها تركت واالحتالل. لقد بين قاطعة بصورة وفصال عراقيين، يبقيا أن على ورحمة يوسف الجد.ان أصر.

أخطار من هاربين البالد فتركا وبتول صباح األبوان والوطن. أما االستبداد مسقط إلى الحنين منطقة في سقطا لّكنهما أميركيين، وأصبحا حقيقية،

األم وعانت البيت، األب فترك الزوجية، عالقاتهما المنَفى الرأس. خرب. بالذاكرة. أدمن صلة ال عالما فعاشا ويزن، زينة األحَفاد الحياة. أما صعاب

اسمه" جازين" وانخرطت وأصبح عمره، مقتبل في وهو المخدرات يزن تحتف االنتماء. لم وعدم الشباب عبث "زانيا" في أصبحت وقد زينة،

(.16األجداد") لعظام "حاوية لها بالنسبة العراق بالتاريخ. كان بغداد، في الّكبير بيتها في وحيدة فمّكثت بالدها، مغادرة الجد.ة أبت

وتصل.ي وفاته، بعد العسّكرية بأزيائه وتتمس.ح العقيد، زوجها صورة تستعيد طاووس، تدعى شيعية عجوز خدمتها على بالدها. تقوم القديسون يحمي أن

عاما، ثالثين قرابة المسيحية. وقبل األسرة حياة من قرن نصف عاصرت زينة. أنجبت بإرضاع طاووس قامت حم.ى، لحالة بتول تعر.ضت حينما

"مهيمن" بالرضاعة. أكبرهم لزينة أخوة جميعا أصبحوا أبناء، ستة طاووس وخالل أسيرا، وأخذ إيران، مع الحرب إلى سيق الذي للموسيقى، عاشق.ع المتشد.دة، الدينية باأليدلوجية غذ.ي األسر سراحه أطلق وحينما بها، وتشب احتَفظت التي الموسيقية األشرطة صندوق إحراق به مقام ما فأول وعاد،

الجنة أمور في يجادل فقيها وعاد بالوراثة، شيوعيا أمه" ذهب له به مترجمة زينة المهدي. األخت بجيش التحق العراق (. وباحتالل17والجحيم")

المقاوم. المهدي جيش في مهيمن وأخوها المحتل، األمريّكي الجيش لدىوانَفصال. عداء. اتصال وثمة انتساب ثمة تصبح بالتسمية، يتصل أميركا في الجديدة العراقيين بهوية لحق تغيير أول

تسمية في الَفتاة "يزن" إلى" جازين". حجزت " زانيا" ويتحول "زينة" هناك محببة تسميات وسط ترتع بغداد في طَفولتها أيام كانت فيما أميركية،

.ون، وزيونة، وزوينة، زين، كثيرة: زينة، ن. وعلى وزي pنز pهذه خلَفية وز األسرة تنشطر الهوية، في جذري تحول وقع االسم في الصرفية التحوالت

منها هرب الذي اآلباء وجيل العراقية، بالهوية المتمس.ك األجداد جيل إلى عن الصلة قطع الذي األبناء وجيل والذكريات، والغناء بالشعر إليها يحن. لّكنه على رمي وقد اإلحباط، سوى أمامه يجد ولم العبث، في فانخرط ذلك، كل

األميركية. الحياة هامش

13

Page 14: الرواية العراقية الجديدة

هويتها. تعريف وأعادت ببعض، بعضها األجيال فخلطت الحرب جاءت بأن زينة والهجرة. ترى االستقرار وحول والمنَفى، الوطن حول جدل فانبثق

مسقط بمالزمة يّكون ال واالنتماء العصر، هذا استقرار هي "الهجرة كالهما األسر؛ مثل "الهجرة أن فيرى بالرضاعة، األخ مهيمن، الرأس". أما

يدافع (. كل14تواتيك) العودة وال يريحك البقاء فال زمنين، بين معلقا يتركك من نوع أي يتأسس اآلخرين. لم تجارب عنه فتتوارى يعرفها، تجربة عن

تجارب إلى التعر.ف عن الّكامل لعزوفها الشخصيات بين العميق االتصال.ل ولم جد.تها، طرف من بغداد في زينة-زانيا سواها. نبذت مهيمن يتقب

الخضراء. حاولت المنطقة في مجندة أيامها فأمضت عالمه، في وجودها من مستعارة بطريقة تتصرف كانت فشلت، لّكنها المغلقة الحلقة كسر

الرؤى في ومهيمن زينة بين الواضح التمايز هذا الجديدة. ولّكن هويتها ويشدها زينة، يغزو والخوف بالرغبة غامض شعور دون يحول لن والمواقف

وأخيها. مرغوبها إلى والنعومة، لألنوثة باال تعير ال قيادية، وروح شرس بسلوك زينة تميزت

ما تالشى العسّكرية، المالبس وارتداء األميركي، الجيش في وبانخراطها المجاملة. يعرف ال ومباشر عدواني كائن إلى فتحولت فيها، أنوثة من تبقى إذ العناصر، تلك كل واحدة دفعة تّكسرت حتى بالرضاعة أخاها التقت أن وما

حياتي في رجل "أول هو المستحيل" الذي "الرجل عالمها في انبثق.تون ندا كنت اآلخرين بالخجل. كل يشعرني ويشتمون فأنّك.ت لهم. ينّك

النحيل العصبي الهيبة. هذا يمتلك الذي الوحيد فأبتذل. وهو ويبتذلون فاشتم.َفة، طائَفية حركة لواء تحت ينضوي الذي الملتحي، أحوالي قلب متخل صوتي ابتلع لّكي منه نظرة المعشوق. تّكَفي سطوة علي. ومارس

(. 19المتَفل.ت") وقاموسي تخوم تتخطى جنسية عالقة معه تقيم أن مهمين على زينة عرضت

وهما إغوائه إلى فلجأت صدفة، سنة ثالثين قبل جمعتهما التي الرضاعةأت إنها "عم.ان". بل في وحيدان لو "أتمنى الزواج عليه وعرضت تجر.

قدميه". فقابلها تحت أنيسة قطة بغداد في وأبقى هنا، رجل يتزوجني في لّكبح تتعرض التي األنثى خياالت فعاشت الحرمات، مراعيا بارد، بعزوف

منه. يّكَفي هذا عليه. لّكن أقدر ما كل هي المستحيلة خياالتي رغباتها" كأن (". كانا20الموت") بنذر المهددة الجندية يلزم ما كل هي الحياة قشة

المسيحية األميركية تّكون أن الصعب فمن مختلَفين، عالمين إلى ينتميان متطرف شيعي رجل حب في أسيرة سقطت قد االحتالل جيش في المجندة

بإصرار يرفض وهو الحقيقي، المنح على قادرة غير فهي المهدي، جيش في خوف هو إنما العداء، بأجمعها أميركا ناصب فقد سَفاحا، يعد.ه أخويا بذال

في المهدي بجيش تنّك.ل األميركية القوات كانت الضعيف. وفيما من القوي ألحد عم.ان، في تتود.د، مجنداته إحدى كانت بغداد، شرق المعدمة األحياء

بّكاملها. االحتالل رمزية فتنهار الضحية، أمام الجالد أفراده. يتصاغر أشد بينهما العداوة كون يقتلها سوف أخاها بأن تخيالت أسيرة زينة وقعت به، احتماء له، جسدها ابتذال ومحاولتها له، توددها فجاء األخوة، رابطة من.ر النَفسي الخداع من نوع إنه رفاقه. أحد أو مهيمن يّكون قد قاتلي أن "أفّك

مجاهد نحوي الّكبرى. سيتقد.م الهاويات شَفير على تضعني جامحة فّكرة.م يحاذيني وحالما األصولية، المواقع على صورهم أرى الذين أولئك من ملث

14

Page 15: الرواية العراقية الجديدة

واكشف األرض على أتهاوى وأنا به، خاصرتي. وسأتشب.ث في سّكينا يغرز خوذتي هو يده. وسيرفع على زارني الذي للموت مستريحة ابتسم لثامه. ثم

.ينه أسال أنه وجهي. سيدرك يرى حين خرساء صرخة ويطلق أخته. دم بسّك(. 21كَف.اي") وتتيب.س ريقي فينشف العينيين مَفتوحة وأنا أراه حلم

pمسي خوف هو إنما حبا هذا ليس القتيل. وتتناثر من خائَفا القاتل مبهم. ي وصلة للود.، معنى تعرف فال للسرد، االفتراضي العالم في الشخصيات

.ر ولم الرحم، وتتغذى متطرفة، مواقف فتستقطبها بالمصالحة، تَفّك.لتw الَفرصة لها أتيحت رهابية. ولو بأيدلوجيات ببعض. مساراتها بعضها لنّك

على تتَفق ولم عالقاتها، ترتيب لتعيد جامعة نقطة أية في تلتق ولم متوازية، األحاسيس ومقاوم. حتى محتلM بين موزعا بدأ كما النص شيء. ينتهي

pبتتw الدفينة اإلنسانية مجرى تحَفر ولم وفسدت، وطpمرت، األعماق، في ك واأللَفة. للتواصل

هي مقاوما. تحاول أخوها ويّكون غزو، حملة ضمن بالدها إلى زينة تعود لالستمتاع بمقاومته. تستدرجه هو يصر.ح فيما باالحتالل عالقتها إخَفاء

عليه، بشهوة نَفسها لألخوة. تعرض الرمزية القواعد يحترم لّكنه الجنسي، بإيمان تعل.ق فقد ثابتة، وانتسابية دينية لقيم مهيمن بصدوده. يمتثل فتقابل تسهم أن معاكسة بعودة زينة حاولت فيما لبالده، أجنبيا غزوا وقاوم ديني،

صارت جسدية لرغبة امتثاال األخوة مَفهوم وتخط.ى األصلي، بلدها احتالل في فيما ألفعالها، تَفسيرات عن زينة تبحث منه. ال وخوفا بأخيها شغَفا تجتاحها

أن ذلك على والشخصي. وترتب الوطني وجوده لشروط أمينا مهيمن ظل يجهر كان فيما باالحتالل، صلتها وتخَفي تخادع، النهاية إلى زينة بقيت

وطاووس. رحمة كانت الطرفين بين الواصلة بمواقَفهم. الحلقة اآلخرون حبسة تجاوزت إنسانية خلَفية على بطاووس رحمة الجد.ة التقت

الهوية بأوهام فتقاتلوا األحَفاد أما والطائَفية، والعرقية الدينية االنتماءات تلمس األحَفاد. لم عالم الحرب وحّكمت األجداد، بين السالم الجديدة. حل

بالمسلمة رحمة اآلشورية المسيحية عالقة في اإلطالق على حساسية أية أخو.ة. عن ذلك وأثمر قرن، نصف مدة تآلَفتا فقد طاووس، العربية الشيعية

زينة عقد انتهى الهوية. حينما على الصراع افتعل الذي هو األحَفاد جيل بغداد قبل ما نصَفين، "انشطرت أميركا إلى وعادت الجيش، في كمترجمة

التآلف وال السابقة حياتها استرجاع على قادرة ليست بغداد". إنها بعد وما "غبار عنها يتساقط فلم اغتسلت، ديترويت، الحالية. وبوصولها حياتها مع

قريني. سيبقى مثل بي عالقا العراق" ظل من به جاءت الشجن" الذي(. 22تربيتي") يّكمل معي

من كثيرا ترصد وهي للراوية، األخيرة الداللة صوغ في األحالم وتتدخل pقلت قبل األحداث ألمانيا، في عسّكرية قاعدة إلى أميركا من زينة وقوعها. ن

مترجمة. خالل بالجيش لاللتحاق بغداد إلى عسّكرية شحن بطائرة ثم مزاجها تغير العراقية األجواء بدخولها لّكن بالقرف، شعرت الطويلة الرحلة.ل الحدائق، في النارنج أشجار على القداح زهر عبق أشم. أنني لي "خي

تدم لم المسقوف. حالة السمك من المتصاعد للدخان الشهية والرائحة سماء في نحل.ق بدأنا ألننا الّكاشَفة األنوار بعدها أطَفئت دقيقة، من أكثر

دفعوا أنهم الجميع فاكتشف بغداد، مطار في الطائرة (. هبطت23بغداد")

15

Page 16: الرواية العراقية الجديدة

حمراء رملية عاصَفة وثمة المّكان، تعم. الَفوضى مؤكدة. كانت تهلّكة إلىبعينها. الحرب فهي مسبوقة، غير عاما، عشر خمسة منذ غادرتها بالدا لترى عينيها فتح زينة على تعذر

.ها، جيش في لتخدم اآلن وجاءت فّكأنها بالضياع، وشعرت تعثرت، احتل كل في وهنالك" لمحت الزجاج، مهمشة قاعة إلى بصعوبة عمياء. زحَفت

نوم في ويغط.ون خوذاتهم يحتضنون أميركيين جنودا الّكبيرة الصالة زوايا نومة ينام من منظر منظرهم يّكن بها. ولم لي علم ال أحالم في مستغرقين

ينقصف ظهرها يّكاد التي أنا لي، بدوا والّكوابيس، الهواجس تقلقها متقطعة امتصت عنيَفة مضاجعات بعد حبيباتهم أحضان في يرقدون أنهم األلم، من

فيها ينتظرهم بما وال المدينة، هز. الذي بالزلزال مبالين غير يغَفون قواهم، قواميس في غامضة كلمة الغد. والغد في أعينهم سيَفتحون عندما

(.24الحروب") من وحيرة. كل عاصف، رملي وجو كبير، إجهاد خلَفية على التذمر بان

الترقب. ولّكن من حالة في يظل أن البد هذه مثل جديدة تجربة لخوض يتهيأ غازية؟. أميركية اآلن وأصبحت قبل، من عراقية كانت التي زينة فعلت ماذا

بحلم فحلمت الصباح، حتى نامت ثم واستلقت، الجدار، إلى حقيبتها دفعت باب أطرق "رأيتني المخر.ب المطار إال بغداد من تر لم بعدp وهي عجيب،

اللون. لم بنَفسجي عرس فستان مرتدية وأنا الربيع شارع في يوسف جد.ي االختيار. رفاهية لنا تترك ال األحالم لّكن المَفضلة ألواني من البنَفسجي يّكن مات. قد بأنه الحلم، في وأنا علمي، رغم منه أخف ولم الباب جد.ي فتح وقد

وسألته:السَفر؟ من جئت - متى

رد.:سناء. يا عرسك أحضر أن يومين. أردت من - قمت

يناديني، أن اعتاد كما زوينة أو زينة، إنني له أقل ولم اسمي، له أصحح لم وقالت: كتَفه وراء من أطل.ت رحمة جد.تي لّكن

ن، - هذي pنز pإلينا تعود وهاهي غائب وأنت تزوجت المـگرودة تعرفها؟ ألم ز عليها. عيني ترم.لت... يا أن بعد وأقبلها. لّكنه يده على أقع لّكي جد.ي من وتقد.مت الحديقة باب اجتزت

تحول نَفسها اللحظة المشهد. وفي من بالّكامل جسده فانسحب سحبها نظرات نتبادل جدتي، مواجهة في جامدة وبقيت األسود إلى عرسي فستان(.25الحلم") في األسى

عالقة حول الرواية في المتناثرة الداللية اإلشارات سائر الحلم هذا يّكتنز له شيء يحضر متواريا. وال الذاكرة خلَفية في القابع وبالعراق بجد..يها زينة يّكن ولم بنَفسجي، بَفستان الحالمة زينة الجديد. ظهرت مالذها بأميركا صلة عن هي تسأل توفي، أنه تعرف وكانت جدها، المَفضل. فقابلها لونها هذا

يتحدث زينة، هي كانت فيما بسناء القيامة. يناديها عن هو ويتحدث العودة، تتقدم التعارضات هذه الترم.ل. وبإزاء عن الجد.ة وتتحدث الزواج عن هو

وجوده. ويتالشى فيأبى، غازية، جاءت كونها عن تعتذر كأنها يده لتقبيل الحَفيدة وتتبادل األسود، الحزن رداء إلى البنَفسجي الزفاف ثوب يتحول زينة عالقة تخص التي األحداث سائر الحلم األسى. يرصد نظرات والجدة

وانسحب كأرملة، وظهرت عميق، جذر عن قطعت فقد القديم، بموطنها

16

Page 17: الرواية العراقية الجديدة

إلى الزواج فستان وتحول االعتذار، بتقديم شرعت حينما عالمها من الجد.للحزن. رداء

النسوية. والهوية . المحبوبات: المنفى،4 المنَفى قضية ممدوح" عن "المحبوبات" لـ"عالية رواية تنقطع ولم

المنَفيات النساء أخبار من متالزم مجموع على تعوم فهي والهوية،pذن األصلية، أوطانهن ترك على أجبرن وقد وأوضاعهن، بسواها، ول

التي العراقية المسرح أحمد" ممثلة مصير" سهيلة مع مصائرهن فتقاطعت "نادر" إلى ولدها وهاجر بالدها، عن نزحت أن بعد باريس في وحيدة تعيشpركت كندا، غرفة في الوعي فاقدة غيبوبة في وسقطت عزالء، وحيدة، فت

الباريسية. أصبحت المستشَفيات أحد )=المّكثَفة( في المركزة العناية نساء بين الحميمة العالقات تشّكيل إلعادة مالذا لغرفتها المجاورة الصالة بينهن تسري "المحبوبات" اللواتي وهن مختلَفة، وثقافات بالد من قدمن

لبعث مناسبة كانت والحياة الموت بين سهيلة األبدية. حالة األنوثة عواطفالضوء. تحت األنثوية الذات وبوضع والحاضر، بالماضي االهتمام

تتَفتح ألمه، الحرجة الحالة "مونتريال" لمتابعة من االبن بوصول المنَفى إلى ابنها اصطحبت التي العراقية باألم فإذا المتداخلة، الذكريات

الَفنية موهبتها يّكبح ظل وقد اإلسبارطية بالروح مشبع عسّكري زوج ضحية في المَفرط العسّكري النزوع تقبل من تتمّكن فلم بغداد، في حياتهما طوال تعارضا وجدت حينما بالدها فتركت معها، تتّكيف لم حياة على فأجبرت عنَفه،

االستبداد بسبب نَفسه على ينغلق راح بلد وواقعها. فمن أحالمها بين في حياتها مواصلة عليها ينبغي بأنه "سهيلة" معتقدة هربت والحروب،

.عت وقد أفضل، ظروف "كانت األمراض لّكل شاف الرقص أن بَفّكرة تشب الوقت حتى السومريين طقوس من القديم، العراقي الرقص روح تسّكنها

وعن األولى بالدرجة عنها النبذ ولرفع للتحرر طريقة الرقص الحاضر. تعتبر الَفن من يجعل "الذي وهو لغتها، هو الرقص بأن رددت بلدها". ولطالما

القهر تجاه مناعتها "يزيد الذي البشر" وهو جميع الجميع، بين مشتركة نقطة أدمنت ولذلك والَفناء، الحياة بين ما االختيار ويقوي تعانيه، كانت الذي

(.26عليه") إلى الَفائقة العناية غرفة في ومّكوثها للوعي، "سهيلة" فاقدة سقوط أدى

من النظير منقطع دعما فتلقت حولها، النسوية الشخصيات حشد قدمن اللواتي األلماس" وهن "فصوص تسميهن كانت "المحبوبات" اللواتي

غمرن كما ذلك، لّكل إدراكها عدم من الرغم على متّكاملة عاطَفية رعاية لها ال ذلك الرعاية. وخالل ضروب بّكل أمه لعيادة كندا من "نادر" القادم ابنها

الذكريات، واستعادة والَفن، وبالطعام، والتواصل، بالحب، إال اهتمام يظهر الرجال عالم عن المختلَفة التّكوينية العناصر من جملة يقترح النساء فعالم

الّكبرى. والرهانات بالوعود المملوء سيّكسو". وهذا "هيلين النسوية المَفّكرة إلى روايتها ممدوح عالية أهدت

السردية اأطروحته بّكامل فهي ألحداثها، خاص تلقM أفق سيرسم اإلهداء األنثى بهوية تحتَفي كتابة عن الباحث النسوي الَفّكري رهانات ضمن تندرجد، ونبذ الترابط، على تقوم التي الثقافة كرستها ممّكنة أنانية كل وثلم التَفر.

به يقوم فردي انجاز حول الذكوري األدب في األحداث الذكورية. تتمركز تشتق الَفّكري عالمه ومن قيمتها، األحداث تلك تّكتسب وبوجوده رجل،

17

Page 18: الرواية العراقية الجديدة

الشخصيات يضيء إشعاع عنه يصدر الذي المركز فهو أهميتها، المعاني يجري وحينما الرئيس، الشخصية مجال في أشباح مثل تتراءى التي األخرى بديلة أخرى واقتراح المبادئ، تلك نقض من فالبد أنثوي أدب عن الحديث

الَفردية، وليس المشاعر، وتدفق والشراكة، والتواصل، االنسجام، تقوموالسيطرة. والصالبة، واألنانية،

مررن أن بعد الرجال، عن يستغنين كدن متضامنات نسوة المحبوبات عبر يتواصلن وهن وجسدية، نَفسية إخَفاقات وحصدن مؤلمة، بتجارب

.رية، والرسائل المتبادلة، واألحزان الجياشة، األحاسيس واليوميات، التذك عن بعيدا ويّكافحن والموسيقى، النبيذ، واحتساء والطبخ، الحزن، وإيماءات

مواقعهن، يتبادلن وحيدات، ويمّكثن واإلخوان، واآلباء، األزواج، هيمنة كبحا تواجه ناعمة أنوثة إلى مشدودات وجميعهن وعواطَفهن، ومواطنهن،

بينهن، فيما متين داخلي تواصل إلى فيلجأن مقصودا، وتهميشا عاما، بّكل االستئثار إلى معهم األمر ينتهي رجال مع مبهم تواصل عن به يستعضن

واقتراح التبعية، عالقات مَفعول إبطال إلى األنثوي األدب شيء. يتطلعالشراكة. عالقات

االختالف قاعدة أنثوية" على "كتابة لظهور "سيّكسو" إمّكانية افترضت سلبيا تمثيال عرضت اللغة أن فبما والرجل؛ المرأة بين اللغة وظيَفة في

تجاربها. بتمثيل تقوم بديلة بلغة األنثى تختص أن فالبد التاريخ، عبر للمرأة التي الحبسة يتخط.ى للّكتابة أنثوي مَفهوم بترسيخ إال للمرأة خيار فال

النسوية بالّكتابة يتصل ما كل الذكورية. وفي األبوية الثقافة عليها فرضتها التي بالّكتابة يمّكن إذ االجتماعي، النسق ضمن األنثى موقع مراعاة ينبغي

دعوة عبرت المرأة. وقد موقع في جوهري تعديل يقع أن باألنوثة تحتَفي بالشهوانية توحي مائعة "تراكيب على تعتمد بّكتابة نَفسها "سيّكسو" عن

من المرأة جسد تحرير بقصد للغياب جديدة ونماذج جديدة وتوريات وصورا تربط النسوية أطروحتها سائر في (. وكانت27للتصوير") السائدة األساليب

(. 28المرأة") جسد وآليات النسائية الّكتابة "طريقة بين باريس، في "سهيلة" المنَفية عالقة خالل من األنثوية الهوية مَفهوم طرح

وقد الجامعية، في واألستاذة النسوية، هايدن" الّكاتبة "تيسا بشخصية مثار أصبحت "تيسا" التي شخصية قناع أفّكار"سيّكسو" تحت ظهرت األنثوية، الّكتابة حول تقترحه ما تتابع فّكانت شغَفها، ومحط سهيلة اهتمام

التي الّكتابة عن فّكرتها وعرضت ذكرياتها، سياق في تيسا أفّكار وضم.نت المذكر مواجهة في والَفلسَفي الَفّكري بالمعنيين طرح" المؤنث على تقوم

معا". والَفلسَفية اللغوية وتراكيبها األبوي التَفّكير بنية في المسيطر الَفّكر عليها يقوم التي المتينة القاعدة هذه على سهيلة تعل.ق جاء

ي، في وأهتف أفّكارها أقرأ "كنت اآلتية بالصورة النسوي استجابت إنها سر. منها محاولة في غوره، وسبر العالم ذلك كشف تواصل وهي أنا، ألسراري

ة األبوية البنية لتَفّكيك دة، حواء لدور المستقر. آدم دور مقابل المتمر. لرغبتها- أو حواء استجابت المَفهوم. فقد غير التحريم ألمر االنصياعي

د هي يخطئ- وغامرت كائن اإلنسان أن باعتبار إلنسانيتها باألحرى بالتمر.مة، الشجرة من واألكل الوضعي والقانون للسلطة آدم استجاب بينما المحر.

ديمومة بنَفسه. وفض.ل يضعهما ولم له، وpضعا أنهما من بالرغم وأعرافهما،د مخاطرة على النظام يستطع لم عندما معه جرفه ما سرعان الذي التمر.

18

Page 19: الرواية العراقية الجديدة

القانون مواجهة في الرغبة مواضيع تطرح األخاذ. ولذلك، سحره مقاومةالبداية. منذ المذكر مواجهة في األنثى النظام، مواجهة في والذات

التي هي لإلنسان، المعرفي الميراث في البدئية القصة هذه أن تجد وهي األول. فجرها منذ اإلنسانية أمام المطروحين األساسيين الطريقين تبلور

منذ للرجل أتاحت التي العمياء الطاعة ثمار وجني المقرر لألمر االنصياع ألعرافها عبدا يّكون بأن عليه وحّكمت السلطة، أسيرا يصبح أن التاريخ فجر

ثمن المرأة دفعت بينما نَفسه، الوقت في لصراعاتها وضحية ومواضعاتها، أن تستطع لم وإن طويل، لزمن واألبوية الدينية اللعنات والحقتها تمردها

.د أو رغبتها تأسر د. وأهم الدفين شغَفها تقي المستوى على كله، هذا من للتمر. اكتشاف إلى المعرفة شجرة من أكلها أدى أن منذ باآلخر، عالقتها الَفلسَفي،

أخرى") ناحية من معا الرغبة/ اللذة مبدأ اكتشاف وإلى ناحية، من مغاير آدم29 .) وتجربتها، ألحاسيسها التعبيري المعادل تيسا أفّكار في سهيلة وجدت

واستثيرت التابع، آدم بمواجهة المتمردة حواء شخصية مع فتماهت األصلية الَفردية النزعة بين أي صد.ها، وكيَفية الرغبة بين القائم بالتعارض األنثى موقعي بين األولي التمايز ذلك وقادها لها، الّكابح الجماعي والسلوك

للحياة: رؤيتين بين أكبر اختالف إلى الَفردوس من الخروج حّكاية في والذكر في اآلخر فّكرة انبثقت واالستئثار األنانية وبسبب التابع، ورؤية المتمرد، رؤية

كل في سهيلة تجد أن الطبيعي الشراكة. ومن مبدأ آدم خر.ب حينما التاريخ نَفسه نذر زوج على تمردت كونها الشخصية لحالتها داعمة حالة ذلك

التي المتمردة لنزعتها استجابت أن إلى األمر بها فانتهى موهبتها، لتخريب فقد السلبي، االنشقاق مستوى إلى يرتق لم ذلك أن حواء. على عن ورثتها لمبدأ واعين غير كونهم بهم، وترأف للرجال، ذرائع عن تبحث سهيلة ظلت

فلم األخطاء، أكبر اقتراف إلى المتشعبة مسالّكه في يقودهم الذي االستئثاروالغَفران. الصَفح فلسَفة تبنت إنما لنَفسها، فيه تنتقم موقعا تنتبذ

لقهر يتعرضن كن وكلما األذى، هضم مبدأ المحبوبات بين سهيلة أشاعت إدراك عن قصورهم ثبت رجال فمصدره عنهم، يصَفحن كن الرجال من

عم.ا بالرجال رأفتهن هو سخطهن. يثير كان للحياة. وما الّكبرى الحقائق سوى تمّكث فال األذى، يتحم.لن فّكن لها، معنى ال أخطاء من يقترفون الزمن. وكانت بمرور النسيان يطمرها حيث األعماق في الجارحة الندوب

بالرجل المرأة عالقة من السرية المنطقة هذه عن اإلفصاح في عنهن تنوب األلم شيء؛ كل عن صَفحنا وكأننا نبدو كنسوة، أننا المذهل، "الشيء بعض في المسدس العسّكرية. كان والهراوات القَفا، في الرفسات الشديد، طاغية بلذة فيشعرون ثوان، خالل علينا ويصو.ب الدرج من يخرج األوقات،

نتضاحك لبعض، بعضنا ذلك أمامهم. نقص. من للَفرار نستعد يشاهدوننا حين في نبتسم ثانية، إليهم عدنا كيف نهرب، لم أكثر. كيف لتبهرنا الصور وتعود

وسخيَفات بلهاوات نّكن لم العالية؟ الجدران وراء استياءنا ونخَفي وجوههم نَفسها. لم الغرفة في ربما أو نَفسه، السرير على النوم نرفض كنا فقط، نتجل.د متأهبات؛ كنا بل يتوهمون، كما الَفرار نحاول ونحن قط. بثيابنا نتعثر األحياء في نعيش كنسوة، جميعا ويّكَف.وا...كنا يسأموا حتى منهم ونهزأ

ذات العربات نركب الشاهقة، والجدران الشائّكة باألسالك المسيجة نَفسها.ر البعض بعضنا مع نتواطأ الحديثة، الموديالت األخرى. لّكن على إحدانا وتتست

19

Page 20: الرواية العراقية الجديدة

أزواجنا بسبب كان لنا يحصل ما أن. واحدة، لمرة ولو أمامنا يذكر لم أحدا(.30القساة")

الماضي من الذكريات تأتي والنسيان، الذكرى بين تناظرا السرد قد.م حيث الحاضر من النسيان ويأتي والحزن، والقهر، التشرد، حيث البعيد،

مألت الزمن تقدم والتضامن. وكلما والرعاية، العواطف، وتبادل الترابط، فواصل تَفصلهن ال المصائر، متشابّكة جماعة فهن السرد، مساحة النساء لهوية كلهن. ينتمين شيء، لّكل عابر نوع جغرافية. إنهن أو عرقية أو ثقافية عن التعبير على قادرات وهن. لبعضهن، المساندة ويعرضن جامعة، أنثوية

أزهار، رباب، سارة، تيسا، وجد، بالنش، كارولين، فياضة: سهيلة، مشاعر بلغات بينهن التواصل نور...الخ. ويتم قدس، ديالى، نرجس، وليال، أسماء، عرض في يتناوبن واالنجليزية. ومعظمهن والَفرنسية كالعربية متعددة

التغليب مبدأ ضد تّكافح متداخلة أصوات من مزيجا الرواية فتبدو التجارب،البطولة. بموقع الرجل شخصية فيه تتبوأ الذي السردي

منفى. بوصفها األحمر: اليوتوبيا . السراب5 اليوتوبيا من الشوك" نوعا األحمر"لـ"علي "السراب رواية وتقترح

اليوتوبيا فّكرة أن له. ومعلوم وبديل لالستبداد، سردي كمّكافئ الصغيرة، فهي والظلم؛ بالخوف اإلحساس حال لتخطي البشري المخيال في انبثقت التّكيف أو حلها، إلى سبيل ال التي بالتناقضات يمور لواقع المتخيل البديل

صغيرة، مستعمرة لبناء الرواية شخصيات االستبداد من الخوف معها. يدفع فاالتصال األنظار، عن بعيدا األفّكار، وتبادل الحياة، وممارسة إليها، وااللتجاء بمجموعة تدفع التي المستبدة األيدلوجيا من الخوف بسبب يأتي بالطبيعة

النائية الطبيعة واختيار بغداد، عن االبتعاد إلى الشيوعية الشخصيات منات الّكاملة الَفرصة تتوفر حيث والجسدية. الَفّكرية للمسر.

مركزها يّكون ويّكاد بينها، فيما وتتضامن داخليا، منَفى الشخصيات تختار السلطة خاتل وأكاديمي، سياسي، ناشط وهو المقدادي، هشام األساس

متعددة، وظيَفية تمسؤوليا وتولى أميركا، في فتعلم عاما، ثالثين من ألكثر ضغط بإزاء نَفسه وجد لّكنه العراقية، الجامعات إحدى في أستاذا وانتهى إما خيارين، أحد سوى أمامه يّكن ولم السلطة، حزب إلى لينتمي مباشر

خارج إلى الهروب أو السلطة، لقرار امتثاال البعث حزب في االنخراط انزالقا يراها التي الحال مع التّكي.ف عن لعجزه الهرب اختار وقد العراق، ثم قراره، بها اتخذ التي الَفترة إيقافه. وبين يمّكن وال قبوله، يمّكن ال خطيرا

بمنطقة والرجال النساء من أصدقائه من جماعة مع الذ بالمغادرة الشروع وهنالك، صغيرة، بدائية مستعمرة فبنوا بعقوبة، مدينة شرق شمال نائية

بعض معه وتستعيد المقدادي، يستعيد آمنة، وعزلة صامتة، طبيعة وسط الرقابة عن منأى في سرا تتم ثرثرات وكأنها الماضي، تجارب الشخصيات السردي اإلطار هذا أتاح النظام. وقد لمؤسسة الصارمة األيدلوجية والتعليمية، األيدلوجية، وبتجاربه الشخصي، بتاريخه يَفضي ألن للمقدادي

العشرين. القرن سبعينيات نهاية الى الخمسينيات منذ بها مر. التي والعالقات النائية، المستعمرة هو المتناغمة للجماعة الناظم اإلطار يبدو

جميعا، لهم المتماثله شبه السياسية والتجارب والرجال، النساء بين الحرة الصغيرة المستعمرة تلك إنشاء قرروا كونهم وباستثناء والشراب، والطعام

التي السلطة لَفعل المناظر السردي الَفعل فإن اليوتوبيا، لَفّكرة تحقيقا

20

Page 21: الرواية العراقية الجديدة

الماضي، تجارب من نبذ فبرواية غائبا، يبدو االختيار ذلك إلى بهم دفعت بديل موقف تشّكيل في الجماعة تنجح لم جانبية إغوائية بثرثرات واالنشغال

مهم عمل أو بديلة، لَفّكرة إنتاج أي ثمة فليس االستبدادية، السلطة لموقف للعالم نظيرا يّكون الطبيعة وسط بديل عالم بناء الشخصيات به تستعيد

بغداد. العاصمة في تركوه الذي إليها انتهت التي االنغالق حالة من متواصال تذمرا المقدادي هشام يبدي

انغالقا كر.س بذاته هو لّكنه السبعينيات، في العراق في السياسية السلطة النساء وتبدو متوالية، عقود ثالثة خالل تجاربه من بشذرات اكتَفى إذ مناظرا

أو األميركية، كالزوجة طيبات كن سواء تزينية، مّكمالت كأنهن حياته في األحوال جميع وفي داليا، مثل راغبات عشيقات أو العراقية، كالزوجة سيئات

أيدلوجيا جراء وطنه وبين بينه االتصال انقطع فقد مجتثا، المقدادي ظهربت مغلقة فيها. ويرغب ويتصورها، هو، يريدها كما االنتماء فّكرة خر.

يمّكن التي الحلمية نهايتها إلى اليوتوبيا بَفّكرة المقدادي يدفع لم الماركسي الَفّكر وينطوي الترجيح، سبيل على ذلك كان لو حتى تحقيقها،

فالرواية الّكبرى، التناقضات من يخلو عالما يقترح كونه اليوتوبيا، فّكرة على فّكرة من المشتقة المجازية اإلثارة تّكتنَفها ونهايته للتاريخ الشيوعية األرضي للشقاء ترسم التي الدينية المرويات شأن ذلك في شأنها اليوتوبيا،

إيقاع أحمر" تنظم "سراب شخصيات لّكن الجنة، في وخالدة سعيدة نهاية السردية عن منأى في النائية، المستعمرة فّكرة ذلك، في بما اليومية، حياتها

االستبداد، اأيديولوجي وبذم وبالندم، بالماضي، تشغل إذ للتاريخ، الشيوعية بديل، عالم أي اقتراح دون األمام، إلى منها والهرب المتعة، في واالستغراق

إذا إال العدالة شروط فيه تتحقق لم مؤقتا مالذا كانت الجديدة فاليوتوبيا هذه، ذلك. والحال من شيئا الحرة والعالقات والمسامرات األحاديث عدت سواء للمقدادي، الشخصيات تبعية للرواية السردي الَفضاء في ارتسم فقد فنسق األخرى، الشخصيات عن أحّكامه في أو المركزية البؤرة كونه في

العالم في العالقات بنسق صلته يقطع لم الجديدة الجماعة بين العالقاتمنه. الشخصيات هربت الذي

والموسيقى، والشراب بالنساء، ومستمتعا، راغبا، رجال المقدادي يبدو فمقاومته يسّكنه، عميق ذعر على وينطوي ومرتبك، وخائف، مهزوز، لّكنه

بة، الثبات على وقدرته شاحبة، الداخلية خارج سرا الهرب قرر وحينما مخر.د بأنه أحس اللحظة تلك "منذ اآلتية بالصورة حالته السرد قدم البالد، من جر.

ال جزءا فيها ما كل كان التي المدينة هذه عنه نأت فجأة حين شيء: على كل عاد التي سيارته فيه. حتى يتحرك الذي الَفضاء ومن ذكرياته ومن منه يتجزأ جاره، تحية إليه. وحتى يعود شيئا نظره في تبدو تعد لم بيته، إلى فيها

علما أحيط من إحساس إنه اغترابي، آخر، طعم لها بات سلمان، الدكتور قدم موطئ له يعد ولم الحياة، عنه تخلت من بالسرطان: إنسان مصاب بأنه

يهجره") عنه، يبتعد عاما خمسين منذ إليه انتمى الذي العالم هذا فيها. إن31 .) وقد داليا، غرام في المقدادي وقع وجيزة بمدة العراق من نزوحه قبيل

ذوقية شيء كل في فمرجعيته وللَفن، للمرأة رؤيته الحسية العالقة كشَفت وهويتها اإلنسانية، فرادتها المرأة يمنح صلب موقف إلى ترتق لم وذهنية، بالموسيقى عالقته ضوء في بها عالقته صوغ يريد فهو الخاصة، األنثوية

21

Page 22: الرواية العراقية الجديدة

المجردة، واألدبية الَفنية التمثيالت عبر أحبها التي المرأة يقارب واألدب. أنه الَفن لمثاالت مسخ مجرد معها الجسدية عالقته في داليا ظهرت وقد

بينهما اآلتي والحوار التخيلية، مثاالته جسدها عبر يستعيد فّكان واألدب، يجول هشام وأخذ تعريا، وهناك نومه، غرفة إلى "ذهبا تلك تصوراته يّكشف نسيت توكاتا لها: "أنت وقال الحريري، جسدها منحنيات في وأصبعه ببصره

رقمها". وقبل أعرف ال مثلك لّكنني رقمها!". "لمن؟". "لباخ". "أعرفها، القمر؟". ضوء في سوناتا ". "تقصد14 رقم سوناتا وقال: "أنت حلمتيها،

تها، "نعم". وقبل صاحب ". "لمن؟". "له،4 رقم كونشرتو قال: "أنت ثم سر. مثلك!". "أحبك، أسمعها". "مذهلة، القمر". "لم ضوء في سوناتا

أوال!". الحريري، جسدك وملمس منظر من أرتوي أن امتلّكني!". "أريد وقال: "أنت فخذيها، المانع". "سأستعمله". وقبل في...استعمل "أدخل

هشام". "أنت كارمن". "امتلّكني الترافيتا...أنت السحري...أنت الناي أوبرا أنت تيلد، ما في!". "أنت سيتار". "أدخل فايولين...أنت هابسيّكورد...أنت

.ا تريد دزدمونة!". "هل جولييت...أنت أرجوك"."أنت في.، كارانينا". "أدخل آن...ادخل.. ادخل..." ودخل تخنقني! أدخل أن بعد وقال فيها، في.

(. 32السَفلى!") أعماقك في مذهلة لحظات:"أنت يّكن فلم والذوقية، الذهنية الشروط تخطي من أبدا المقدادي يتمّكن لم

مرآة جسدها صَفحة من جعل إنما فيه، وترغب فيها، يرغب أنثى يقارب أقصاها، تبلغ المَفارقة واألدب. لّكن الموسيقى فنون في الّكبرى لمثاالته

السمعية الَفنون من مستعارة داليا لجسد أوصافه أن نعرف حينما لمعلومات متخيلة إيقاع ذاكرة كان فجسدها البصرية، وليست والسردية،

إال الحقيقي األنثوي بجسدها االحتَفاء يجر لم إذ معناها، يتحقق لم به، خاصةويريد. المقدادي، هشام يعرف ما على يحيل كونه في من وجملة امرأة بين المبس.طة المقارنات منطقة إلى المقدادي بانزالق

على القدرة يمنحه الذي اإلنساني الشرط فقد الشائعة، الَفنية المثاالت أعاق وذلك عشقها، التي المرأة هوية أو الشخصية لهويته مَفهوم بلورة رغبة في وعلق عنها، تخل.ى حينما لالستبداد، كبديل اليوتوبيا فّكرة نمو بدوره

تنّك.ب موقف إلى المقدادي انتهاء المقارنة. ثم بمبدأ مpسخت عارضة جسدية الذهنية، األيدلوجيات بين فالخلط عنه، السرد طرحها التي للمقدمات فيه

بين التماهي من حاالت عن البحث إلى إال يَفضي ال للَفنون، الَفردي والنزوع وأهملت ، االستبداد أثر شحب ولذلك الحياة، ووقائع الثقافية التجارب

ع تعقب وجرى األخرى، الشخصيات على قدرته في المقدادي لمصير متسر. وطنه في األخيرة لحظاته في له عرضت وامرأة العليا، مثاالته بين المقارنة

منه. يهرب أن قبل

الهوامش اآلداب، دار ،بيروت ديب، ثائر ترجمة المنفى، حول تأمالت سعيد، إدوارد.1

127-126 ص ،2004 دار دمشق، حمود، ربى ترجمة واآلخرون، نحن تودوروف، تزفتيان .2

385-384ص1998 المدى، رؤية القاهرة، عناني، محمد ترجمة، والسلطة، المثقف سعيد، إدوارد .3

92ص ،2006 والتوزيع، للنشر

22

Page 23: الرواية العراقية الجديدة

والنشر، للدراسات العربية المؤسسة بيروت، التبغ، حارس بدر، . علي410 ص ،2008

24 . م.ن.ص587 .م.ن.ص614. م.ن. ص712.م.ن.ص813-12 .م.ن.ص9

329 .م.ن.ص1014-13.م.ن.ص1114 .م.ن.ص12155-154 ص .م.ن.ص1318ص ،2008 الجديد، دار بيروت، األميركية، الحفيدة جي، كجه . إنعام1423 .م.ن.ص1549.م.ن.ص16138 .م.ن.ص17144.م.ن.ص18130 .م.ن.ص19136 .م.ن.ص20139 .م.ن.ص21195 .م.ن.ص2240-39 .م.ن.ص2343 .م.ن.ص2444.م.ن.ص2578و77 ص ،2007 الساقي، دار بيروت، المحبوبات، ممدوح، عالية. 26 الشامي، أحمد ترجمة النسوية، بعد وما النسوية جامبل، . سارة27

296-295ص ،2002 للثقافة، األعلى المجلس القاهرة،296 . م.ن.ص28220-219ص . المحبوبات،299 .م.ن.ص30 دمشق، المقدادي، هشام حياة األحمر: سيرة السراب الشوك، . علي319ص ،2007 المدى، دار334-333ص . م.ن.ص32

23