بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

49
ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻓﻘﺪﺕ ﺯﺭﺍ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺗﺎﻣﺮ ﻓﺘﺤﻲ ﺇﻟﻲ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ ﺇﻟﻲ ﻗﻤﻴﺺ ﻣﻠﻮﻥ ﺭﺍﺋﻊ ﺃﺿﺎء ﻋﺘﻤﺔ ﺩﻭﻻﺑﻲ

Upload: nour-pharma

Post on 27-Jul-2015

553 views

Category:

Documents


59 download

DESCRIPTION

ديوان للشاعر تامر فتحى: صاحب الاتجاه الجديد و المتفرد فى الشعر الحر

TRANSCRIPT

Page 1: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

 باألمس فقدت زرا

 قصة المالبس تامر فتحي

 ٢٠٠٤ و ٢٠٠٣ كتبت القصائد بين عامي

 إلي ياسمين إلي قميص ملون رائعأضاء عتمة دوالبي

Page 2: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲ 

 " تحت طيات ثيابك قصة ال تنتهي "شاكريا

Page 3: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳ 

 يمكن أن تغسل يدويًا٬ أو بالتنظيف الجاف تحت درجة حرارة متوسطة

 سل وحدها ويُفضل أن تغ أو مع نفس األلوان

. مع مقدار بسيط من مسحوق التنظيف

Page 4: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤ 

 عندما تكون المالبس فيالمتجر

Page 5: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٥ 

فاترينة

Page 6: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٦ 

 . رائعون هؤالء الذين يحررون المالبس ( ) هؤالء الذين يذهبون إلي المتجر للشراء

 من يدرك حزن المالبس حين تكون وحدها مصلوبة بالدبابيس الكي وهي تدخل مرحلة

 والطي والمصابيح الملونة

 المالبس ال تعشق المانيكانات الشماعات

 هي تعشق الخروج وتكره الزجاج

 وتحسد المالبس الطليقة ­ فمنذ كانت في المصنع ­

وهي تشتهي الهروب

Page 7: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۷ 

و ــــ ديف

Page 8: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۸ 

 ٬ المالبس التي فقدت زرًا أو تشوهت أقمشتها لها حزنها الخاص مدة تعبيرات الوجه الجا

 عزلتها رغبتها المعاقة بأن توضع داخل األكياس البالستيكية

 استسالمها الكامل بأن تتحول إلى المخزن. أو إلى األسواق الخلفية

Page 9: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۹ 

رغبة في الخروج

Page 10: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱۰ 

 الشماعات هي االنتظار الطويل٬. اإلحساس المزيف باالرتداء

Page 11: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱۱ 

 األكياس البالستيكية هي الخروج االنعتاق األخير٬

 الشباك الذي يطل على المساحات. الشاسعة

Page 12: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱۲ 

 تشتهي المالبس رائحة العرق لم تكن المانيكانات تتصبب عرقًا٬ (

 ) ولم تمتلك قط رائحة

 تشتهي سخونة الجسد عند االنحناء وعند الجلوس

 وأن تالمس المالبس الداخلية

 أيتها المانيكانات التي ال تمتلك مالبس داخلية أو الجلوس وال تستطيع النوم

عليِك لعنة اهللا

Page 13: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱۳ 

 لو تسكت خشخشة األكياس البالستيكية ... آه أو تهدأ قليًال٬

 فهي التي تترك نافذة األحالم مفتوحة........ وترحل

Page 14: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱٤

داخل الربوفة،عادةً ما يكون الصراع بني املالبس القدمية واجلديدة علي امتالك ( ) اجلسد ورائحة العرق

 ذن إ فليكن النزال

 ين الفرح والحياة اليومية ب

 عندما تشم المالبس رائحة العرق٬تشعل ضوئها وتمزق الثوب القديم من الدبر٬

 تخرج ألوانها وخطوطها وتطريزها . ِهئت لك : وتهمس

 هي التي تختار أجسادها٬ تصبح شيقة أو واسعة

 . أو مناسبة تمامًا لها قدرتها على االقتناص . وعلى أن تصبح الفريسة

 ا بكثير٬ ليسو هؤالء الذين يحفظون أغنيات الخروج

 والفرح هؤالء الذين يدركون نشوة المالبس

 عندما تغادر المتجر. ثم يرتديها الجسد

Page 15: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱٥ 

 هؤالء الذين يشاهدون دهشتها عندما تمشي في الشارع ألول مرة

 تتهجى األسماء٬ وتشم الروائح تحفظ الوجوه

 وتسمع األغنيات . وتلمس مالبس اآلخرين

 هؤالء الذين يسمعون شهقتها عندما تفاجئها بقعة الطعام

 أو القهوة أو الحبر . ألول مرة

هؤالء ليسوا بكثير

Page 16: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱٦ 

 عندما كانت المالبسصغيرة

Page 17: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱۷ 

 لم يكن بداخل الخيوط رغبٌة في التزاوج لكنها ُأرغمت

 هكذاولدت األقمشة من زواٍج تقليدي

Page 18: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱۸ 

 كانت لشفرة المقص برودتها . وهي تمنحني جسدي

 ) غالبًا ما ُنمنح األجساد كي ندرك الوجع (

 فليكن لك هذا الوجه وهذا االسم

 وتلك األطراف وهذه العالمة أعلى الظهر

 عليها مقاسكوتعليمات الغسيل

Page 19: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۱۹ 

 كان الظالم يشعل عود ثقابه ويقترب من وجهي كي يتأكد أي األلوان

 تالئمني لكنه اختار.. ....... لوَن العزلة

Page 20: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲۰ 

 لإلبر وخزها وهي تودعني الحياة والتفاصيل الصغيرة

 ومخيلًة من الشخصيات الكرتونية ماركيز؛ لوركـــا ؛ ­ هذه المخيلة ­ فيما بعد ستقرأ (

 وسعدي يوسف ) وصنع اهللا إبراهيم

 وهي تخيط جسدي وتطرز حزني

. وتجعلني أمارس الصراخ

Page 21: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲۱ 

 رائحة الشتاء كانت معرفتي األولى

. نفس أول المتاح من الهواء وأنا أت

Page 22: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲۲ 

 هكذا فّصلنا الخياط الطيب كي نصبح مالبس طيبة . مكوية ومطوية بعناية

 لكن القميص األبيض اختار لثغته

 كلماته المكسرة همهمته التي تمنح لألشياء أسماءها

 ربما يكره هذا القميص طعم الطماطم وطعم الحليب

. الصباح و أن ُيطلب منه أن يبتاع الخبز عند

Page 23: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲۳ 

 للمالبس المدرسية دهشتها وهي تشاهد بياض الطباشير٬

 سذاجة األسئلة٬ بكاؤها وهي تتلقى عصا المدرس٬

 عالقتها الحميمة بالحقيبة الرمادية التي اعتادت أن تخبئ األحالم في جيوبها الصغيرة

. وأن تبتلع الكتب المدرسية

Page 24: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲٤ 

 البنطال الذي كان يعدو وسط الغماية لم يكن يدرك أن وقتًا سوف يجيء

 صغير٬ " شورٍت " سيتحول فيه إلى أو إلى قطعة قماش

 ستربطها األم علي إصبع صغيرها

 لكنه ظل منهمكًا في ركضه . كأن هنالك ثمة أمٍل ينتظر علي الجهة المقابلة

. رائعة هي األشياء في الرؤية الخاطفة

Page 25: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲٥ 

 ) أنت تجري فلتكن دائمًا هكذا (لخياط الطيب هكذا قال ا

Page 26: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲٦ 

 عندما تمارس المالبسحياتها اليومية

Page 27: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲۷ 

 هكذا تعتاد المالبس دوران المغسلة٬

 ورغوة المسحوق٬. ومواد التبييض

Page 28: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲۸ 

 تظل في الماء منقوعة

 فيتلون الماء بلون حسرتها . تتسرب أفكارها على هيئة رغوة بيضاء كثيرة الفقاعات

 تترك نفسها للمسحوق يعمل جاهدًا على إزالة أحالمها كي تبدو بيضاء

. ناصعة

Page 29: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۲۹ 

 تستسلم للعصر٬ وأن تتدلى طائعًة من حبل الغسيل

 تستقبل الهواء والشمس٬. واألتربة

Page 30: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳۰ 

 ُتلقى وسط المالبس المتسخة تعتاد البقع

. ولسعة المكواة

Page 31: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳۱ 

 تشاهد المالبس الجديدة في الفاترينات فتبتسم٬. وترحل

Page 32: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳۲ 

 لداخلية تختار المالبس االلون األبيض _ غالبا _

 ثقوبها البسيطة / عالمها المغاير قدرتها على التخفي والموت البطيء وهي تمتص الدم

. من البثور الموجودة على الظهر

Page 33: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳۳ 

 ربما كان مسمسارًا أو شيئًا آخر ذلك الذي خلف هذا المزق ينزف بعض الخيوط وجعل المالبس تتمدد ثانية أمام الخياط الطيب

 عاود اإلبر عملها لت فتلملم الخيوط داخل األقمشة

 تمرق تحت النسيج تسحب أطرافه وذاكرته لكنها في غمرة انهماكها ُتسقط بعضًا من تفاصيله

. وطقوسه اليومية

Page 34: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳٤ 

 اآلن فقط

 يدرك البنطال الذي كان يعدو وسط الغماية. أنه صا عجوزًا

Page 35: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳٥ 

عندما تموت المالبس

Page 36: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳٦ 

 صرت أخشى الخيوط من النسيج انفالت

. وتلك الثقوب الصغيرة

Page 37: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳۷ 

 لم تعد رائحة العرق مثيرة صارت اعتيادية

!! ومقززة ........ بل

Page 38: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳۸ 

 صارت األلوان تغادر بريقها٬ وربما يشتهي لوُن لونًا آخر

. فيتسلل إليه خلسة

Page 39: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

۳۹ 

 عندما تدخل المالبس عتمة دوالبها٬ يتخلل نسيجها

 شيٌء من الحنين٬ ات لم تسمعها من قبل وصدى أغني

 تنتشل الوجوه من النسيان. وتتذكر صوت ماكينات الخياطة

Page 40: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤۰ 

. باألمِس فقدُت زرًا

Page 41: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤۱ 

...................... 

...................... 

...................... 

...................... 

......................  الصمت ...............

وال شيء غير الصمْت

Page 42: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤۲ 

 ذات صباح استيقظت علي وجود َمْزٍق

. تحت اإلبْط

Page 43: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤۳ 

 تتضائل أطرافي وذاكرتي

 . وأشيائي الحميمة

 ويبدو الموت جليًا كخرقٍة لمسح األرفف

. وبقايا الطعام في المطبخ

Page 44: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤٤ 

 عندما تشتهي المالبس الموت٬ تبدو غير مهندمة

 أو ذات أكمام قصيرة

 ُتغافل سطوة مشبك الغسيل. نفسها من أعلى الشرفة ُتلقي ب

Page 45: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤٥ 

 – وهي تسقط – تتذكر دخولها الكيس البالستيكي

 الجدل حول السعر عند البائع . أول لسعة مكواة

 تتذكر اهتمامنا البالغ في لحظات النشوة األولىوعدم اكتراثنا في اللحظات األخيرة

Page 46: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤٦ 

 عندها يصاحب سقوطها موسيقى النهاية

 نبعثة منها ولرائحة مسحوق التنظيف الم. رائحة النهاية

Page 47: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤۷ 

 كان من المفترض أن أكون ميتًا لكن اهللا كانت لديه

 أخرى خطٌط) من فيلم أجنيب (

Page 48: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤۸

*************

Page 49: بالأمس فقدت زراً... تامر فتحي

٤۹ 

 شكرا إلى عائلتي التي احتملت كائنًا مثلي

 إلى فترة عمل دامت أكثر من عام في محل المالب س منحتن ي خالله ا فك رة العمل مد إبراهيم الذي فتح بداخلي صندوق الشعر وكأنه صندوق البندورا إلى مح

 سامحك اهللا ... وإلى اآلن ما زال مفتوحًا رغ  م إل  ى حج  اج أدول ال  ذي م  ا زال يكت  ب رغ  م الظ  روف ف  صرت أكت  ب

 الظروف بل أحيانًا ال أكتب إال تحت وطأتها ت ى إلى محمد فرج الطويل الطي ب ال ذي أتعبت ه خ الل كتاب ة ه ذا العم ل وح

. خروجه