الحداد - إتحاف السائل بجواب المسائل

89
لة س ل س ب ت كام م الإاد حد ل ا( 10 ) اب ت ك********** ********* حاف ت ا ل# ئ سا ل ا واب ج ت ل# ئ سا م ل ا************************ ف+ ي ل# ا تام م الإ خ+ ي0 ش لإم س الإ ب ط ق وة ع الد اد0 رس والإ د ت ع لة ل ا< ن ب+ وي ل ع< ن ب مد ح م< ن ب مد ح# ااد حد ل ا+ ي ن+ ي س ح ل ا+ ي م ر حض ل ا+ ي ع ف ا0 س ل ا مة ح ر لة ل ا ى ل عا ت( 1044-1132 ) ه ر0 ش ا ت ل ا دار+ حاوي ل ا اعة ت طل ل رو0 ش لن وا ع+ ي ور ت ل ا عة ي لط ا ى ل و# الإ ة ن ش1414 ه

Upload: muslims-imams

Post on 27-Jul-2015

171 views

Category:

Documents


8 download

DESCRIPTION

سلسلة كتب الإمام الحداد - 10كتاب إتحاف السائل بجواب المسائلتأليف الإمام شيخ الإسلام قطب الدعوة والإرشادعبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد الحدادالحسيني الحضرمي الشافعي رحمه الله تعالى(1044-1132هـ)

TRANSCRIPT

(10) الحداد اإلمام كتب سلسلة********* **********كتاب

المسائل بجواب السائل إتحاف************************

تأليفواإلرشاد الدعوة قطب اإلسالم شيخ اإلمامالحداد أحمد بن محمد بن علوي بن الله عبد

الشافعي الحضرمي الحسينيتعالى الله رحمههـ(1044-1132)

التوزيع والنشرو للطباعة الحاوي دار الناشرهـ1414 سنة األولى الطبعة

الرحيم الرحمن الله بسم المقدمة

العظيم العلي بالله إال قوة وال حول والالحكيم العليم أنت إنك علمتنا ما إال لنا علم ال سبحانك

سأله،وال من يرد وال أمله، من يخيب ال الذي لله الحمد من يسلب وال عامله، من يبخس وال وصله، من يقطع

استأنس من يوحش وال نصره، من يخذل وال شكره، توكل من يكل وال لقهره، يستلم لم من يسلم وال بذكره، بكتابه، تمسك من يضل> وال إليه، التجأ من يهمل وال عليه،

. بجنابه الذ< من يذل> وال وأنعم، أفضل ما على وأشكره وعلBم، ألهم ما على أحمده

وجهه بنور وأعوذ العظيم، بحقEه القيام على وأستعينهالنقم. وهجوم النعم زوال من الكريم، وحبيبه األفخم، ورسوله األكرم نبيه على وأسلم وأصلي معادن وصحبه آله وعلى محمد، وموالنا سيدنا ، األعظم ونصب قلم جرى ما والحكم العلم وينابيع والكرم، الفضل

علم. عبد الذكي الفهم ذو الزكي الشيخ مني طلب بعد: فقد أما

أثبتها مسائل، عدة على جوابا عباد، الله عبد بن الرحمن صدوري عند شبام، بمدينة وذاك إلي بها ودخل ورقة، في عيسى بن سعيد بالله العارف الكبير الشيخ زيارة من

الصالحين، الله عباد من النواحي بتلك ومن العمودي، من عليه رأيت لما بالجواب، فوعدته والميتين، منهم األحياء روائح منه وشممت ، الحق معرفة في الرغبة لوائح

الصدق. وفد وإكرام وقوته، الله بحول الوعد إنجاز حين حان وقد

الرائقة. األجوبة بقرى الالئقة، أسلته يكون المسائل، على الكالم يدي بين مقدمة أورد أن وأرى األلباء من نحوه ينجو ولمن للسائل، وإيناس تبصرة فيها

ومفوضا الله، على ومتوكال ، بالله مستعينا فأقول األكياس، عنده الحق هو لما يهديني أن سبحانه، منه وسائال الله، إلى

الله )) صراط مستقيم، صراط إلى يشاء من يهدي إنه ،

تصير الله إلى أال األرض ومافي السموات في ما له الذي(( األمور

(1/1)

مقدمة اإلشكال مواطن وفي الحاجة، مواضع في السؤال أن أعلم

عادة عليه جرت مما واالستبصار، العلم من المزيد ولطلب واجب السؤال، أعني وهو واألمصار، األعصار في األخيار

فضيلة هو الذي العلم عن وفضل الواجب، العلم عن من والقلوب، الصدور في ما إلى به يتوصل مفتاح والسؤال

الغيوب. وأسرار العلوم معاني والنفائس األمتعة من البيوت في ما إلى يوصل ال أنه فكما

يوصل ال كذلك والخشب، الحديد من المتخذة بالمفاتيح إال إال والمعارف، العلوم من والعارفين، العلماء عند ما إلى

بالصدق مقرونة االستفادة، طلب من المتخذة باألسئلة. األدب وحسن والرغبة

، عليه الحث وورد بالسؤال، باألمر الشرع ورد وقد يقرؤن الذين : )) فاسأل تعالى الله قال فيه، والترغيب

إن الذكر أهل : )) فاسئلوا تعالى ((. وقال قبلك من الكتاب((. والزبر بالبينات تعلمون ال كنتم السؤال وسلم: ""حسن عليه الله صلى الله رسول وقال علمه، سعة عن األئمة من أخبر من "" وكل العلم نصف

منه. وقد عنه. ويطلب فيسأل به يعرف أن بذلك فقصده وابن مسعود إبن وعن وجهه، الله كرم علي عن ذلك روي

والخلف السلف من وغيرهم هريرة، وأبي عمر وابن عباسعنهم. الله رضي

، منهم السؤال على الناس العلماء من جماعة حرض وقد. وقتادة البصري والحسن الزبير بن كعروة ولم دخلها، بلدة كل من بالرحيل يبادر الثوري، سفيان وكان

بلد ويقول: هذا العلم، من شيء عن أهلها من أحد يسأله. العلم فيه يموت

يسأله ولم حلقته في جلس إذا الله، رحمه الشبلي وكان بما عليهم القول : )) ووقع تعالى قوله عليهم يتلوا أحد،

(( ينطقون ال فهم ظلموا

(1/2)

عندهم ما به وليعرف ليفيدهم جلساءه، العالم يسأل وربما الله رسول : أن الصحيح الحديث في ورد كما العلم من

فسألهم أصحابه من جماعة في كان وسلم، عليه الله صلى فلم بالمؤمن، شبيهة وهي ورقها، يسقط ال شجرة عن

أنها والسالم الصالة عليه أخبرهم حتى الحاضرون، يعرفها يتكلم، فلم عرفها قد وكان عمر، ابن فيهم وكان النخلة،

. سكوته على المه بذلك، أباه أخبر فلما إذا وكان ، كثيرا جلساءه يسأل عنه الله رضي عمر وكان له: لم ويقول يغضب أعلم، فقال: الله شيء عن أحدا سأل

: أعلم فقل علمك، عن أسألك وإنما الله، علم عن أسألك. أعلم ال أو

سائرهم، ليفيد يعلمه، عما الجلساء بعض العالم يسأل وقد الله صلى الله لرسول السالم عليه جبريل سؤال ذلك نظير. واإلحسان. الحديث واإليمان اإلسالم عن وسلم عليه لطيف، لسر الفاضل، دون بعلم المفضول يختص وقد

ذلك: سؤال نظير عنه، منه أفضل هو من أعني فيسأله. النفاق وأهل الفتن عن عنهما، الله رضي لحذيفة عمر شيء عن منه، قريب أو مثله هو من العالم، يسأل وقد

عليه الله صلى الله رسول سنة في أو الله، كتاب في فهمه ويعتضد، به ويقوى رأيه، مثل على يوافقه هل لينظر وسلم عن الصحابة، من جماعة عنه الله رضي عمر كسؤال وذلك (( فلم والفتح الله نصر جاء )) إذا سورة في فهمه شيء

الله رضي عباس ابن سوى منهم نفسه في ما على يوافقه المتقدمين من لألكابر يقع كثير هذا ومثل عنهما،

والمتأخرين. قصد على فهو عنهما، الله رضي لعلي عمر سؤال وأما

} أن وذلك منه، االستفادة يشاركه لم بخصوصية، خص عليا هي التي العلم مدينة باب أنه وهي الصحابة، من أحد فيها

وسلم. عليه الله صلى الله رسول عن ألصحابه، وسلم عليه الله صلى الله رسول نهي وأما

مخصوص فإنه ، عاما كان وإن سؤاله. فالنهي من اإلكثار منه شفقة الناس، وأحوال والحدود، األحكام عن بالسؤال

يكلفوا أن على بهم ورحمة أمته، على والسالم الصالة عليهبه. القيام عن يعجزون شيئا،

(1/3)

ال آمنوا الذين أيها تعالى: )) يا قوله ذلك على والدليل حين عنها تسألوا وإن تسؤكم لكم تبد إن أشياء عن تسألوا

قد حليم غفور والله عنها الله عفا لكم تبد القرآن ينزل(( . كافرين بها أصبحوا ثم قبلكم من قوم سألها فرض الله : "" إن وسلم عليه الله صلى الله رسول وقول

أشياء وحرم تعتدوها، فال حدودا وحد تضيعوها، فال فرائض فال نسيان غير لكم رحمة أشياء عن وسكت تنتهكوها، فال

". عنها تبحثوا كثرة قبلكم، من الذين أهلك اآلخر: "" إنما الحديث وفي

"". أنبيائهم على واختالفهم مسائلهم الحج: عن وسلم عليه الله صلى الله رسول رجل سأل وقد قال عليه، أكثر فلما عنه، فسكت ؟ عام كل في واجب أهو

وتحت وعجزتم لوجبت : نعم قلت ولو مرة، العمر : في فأطلبه الكتب، في بذكره يسمح ال شريف، سر النكتة هذه

الله أطاع فقد الرسول يطع : ))من تعالى قوله أستار تحت((. الله يبايعون إنما يبايعونك الذين (( )) إن معلمه سأل إذا وللمتعلم شيخه، سال إذا للمريد وينبغي

أن وليحذر االستفادة، سوى قصد له يكون ال أن شيء عن بالحرمان فيرجع واالختبار، االمتحان قصده يكون

. والخسران شيء عن تلميذه أو مريده سأله إذا والعالم، للشيخ وينبغي

من عرف فإن ينظر، أن بفهمه، يبلغه ال أو علمه، يضره قلبه ينكسر ال أهليته، بعدم أخبره إن أنه السائل حال

به يعرض ، نفرة نفسه تنفر وال ، دينه في يضره انكسارا حد إلى جوابه في له فليتنزل واإل فليخبره مطلوبه، عن

كما يقول وال السؤال، مقتضى عن عدل وإن وفهمه، علمه: الحقيقة أهل بعض قالالبقر تفهم لم إذا عليه وما معادنها من القوافي نحت علي كالوالد والعالم والشيخ يخصه، وموطن حال، المقال فلهذا

المصلحة بحسب ويعامل يتكلم الرفيق، والقيم الشفيق. والمنفعة

(1/4)

أن معها يمكنهم ال واستغراقات، غلبات وللعارفين أجل فإنهم أحوالهم، لهم فلتسلم اليه أشرنا ما يستحضروا

إليهم، والتجاهل الجهل ينسب أو عليه، يعترض أن من كتبهم أودعوه فيما للمحققين العذر بسط محل هذا وليس

الغيبية. والحقائق الربانية األسرار من ورسائلهم: موضعين في االمتحان بقصد السؤال يباح وقد

عليه غلب قد إنسانا الشفيق الناصح العالم يرى أحدهم: أن المزيد وطلب العلم، طلب من منعه حتى بنفسه، اإلعجاب

على يسأله أن فله الفضل أهل بفضل االعتراف وعن منه، وكون له نصحا مقداره ليعرفه واالختبار، االمتحان قصدأولى. خلوة في ذلك

يلبس أن منه يخشى اللسان، عليه منافقا يرى والثاني: أن منه، ليس ما الدين في بإدخاله المؤمنين، ضعفاء على

وجهله عواره لهم ليبين له، ممتحنا منهم بمحضر فيسأله رجوعه ويرجو معائبه، على وتنبيهه نصحه، ذلك مع ويقصد

دعا الذي هو األمر وهذا للحق، واالنقياد اإلنصاف إلى والزيغ االبتداع أهل مناظرة إلى عنهم الله رضي العلماء

والتحريف. له يسغ لم تعليمه، عليه يجب علم عن العالم سئل وإذا

علم عن سئل "" من وسلم عليه الله صلى لقوله السكوت"" نار من بلجام القيامة يوم ألجم فكتمه يأتيهم حتى العلم يكتموا ال أن الزمان، هذا لعلماء وينبغي

التساهل عليهم غلب قد اليوم الناس أكثر فإن يسألهم، من اآلخرة، في …ينفع وبما بالعلم االحتفال وقلة الدين، بأمر فروض يعرف ال وهو اإلنسان، لحية شابت ربما إنها حتى

بالله اإليمان من علمه، عليه يتعين ما وال والصالة، الطهارة تنادي أحوالهم ولسان اآلخر، واليوم ورسله وكتبه ومالئكته

يعقلون. كانوا إن للعلماء سائال بها وكفى بالجهل، عليه

(1/5)

ابتغاء على همه المقصور الله، إلى الذاهب للمريد وينبغي عن يشغله ما كل عن التخلص في الراغب الله، معرفة إال العلم، من شيء عن أحدا يسأل ال أن الله، في الذهاب

هذا على المريد ولكن وقته، أو حاله ضرورة من كان ان مغرب، عنقاء من أغرب المبارك، الزمان هذا في الوجه. األحمر الكبريت من وأعز

االستفادة لطلب العلم، عن السؤال من اإلنسان فليستكثر :"" الحديث وفي خير، من يشبع ال المؤمن فإن والزيادة،"". المال ومنهوم ، العلم منهوم يشبعان ال منهومان داود عن بلغنا ما المريد، شأن في ذكرنا لما والدليل بدأ الله، إلى االنقطاع على عزم لما أنه الله، رحمه الطائي

الله رحمه حنيفة أبا اإلمام فجالس العلم، أهل بمجالسة إلى أشوق وهو المسألة، له تقع قال: وقد سنة، من قريبا عنها، يسأل فال البارد الماء إلى العطشان من بها العلم عما إال يسأل أن للمريد ينبغي ال أنه من ذكرناه لما وذلك

حقه. في ضرورة هو المقدمة هذه في المسائل من أوردناه ما لجملة إن ثم

من مقصودنا عن لخرجنا بسطناها لو كثيرة، أدلة الوجيزة، اإلعانة ومنه التوفيق وبالله كفاية إليه أشرنا وفيما اإليجاز،

الوكيل. ونعم حسبنا وهو التكالن، وعليه الثقة وبه والتثبيت،

وهو الحق يقول والله المقصود، في الشروع أوان وهذاالسبيل. يهدي

والفتح النوراني بالفهم الله أكرمك – سألت…(1)؟ الله إال إله معنىال الرباني،عن

شرح إلى ترجع ووسائلها، الدينية العلوم جميع أن – فاعلم األمر هو الذي حقها وشرح الشريفة، الكلمة هذه معنى

لحقها، شرحا وماكان ذلك، يتبع وما والوعيد، والوعد والنهي سبيل ال بأنه التعريف والقصد التبعية، بحكم لها شرحا كانسيأتي. كما إيراده، عن فضال علومها، بشرح اإلحاطة إلى

(1/6)

عليه يطلق الذي العلم فهو نفسها، في معناها شرح وأما وال ساحل، له يبلغ ال الذي الزاخر البحر وهو ، التوحيد علم

باحته، في المتكلمين من النظار سبح وقد قعر، له يدرك من فأدركوا لجته في العارفين من المحققون وغاص ويتعذر قدره يجل ما وغرائبه، وعجائبه ونفائسه لطائفه. حصره

الطاقة وفناء واإلمعان، البحث طول بعد أجمعوا ثم على والوقوف الغاية، عن بالعجز االعتراف على واإلمكان

على موقوفة التوحيد، بعلوم اإلحاطة ألن وذلك النهاية،كبيرا. علوا ذلك عن تعالى وصفاته، الموحد بذات اإلحاطة

تعالى الله بذات اإلحاطة أن على المحققون أجمع وقد. اآلخرة في وال الدنيا في ال ممكنة، غير وصفاته

يوهم بما الطائفة، إلى المنتمين من قال من شذ وقد ما فساد علم قد إذا القائل، بتسمية حاجة وال حصولها،

إلستلزامها محالة، سبحانه به األحاطة كانت وإنما قاله، طريق من بالشي، المحيط فإن واالستيالء القهر من معنى أو الوجوده كل من وقاهرله عليه مستولي غيره، أو العلم

. ذلك فاعلم يقهر، ال الذي القاهر هو تعالى والحق بعضها، يعلم الذي وهو ظاهر، قسمين: أحدهما على التوحيد وعلم

ويعتقد يعلم أن مؤمن، كل على والبرهان. ويجب بالدليل

. بدونه إيمانه يصح ماال منه عنه، والذب العلم، هذا بتحرير يعتني الذي هو والمتكلم بذلك، المؤمنين عامة فيفضل وبراهينه، أدلته عن والفحص

. فقط صورة كان وإال وعلما، إيمانا كان إن وفضله الكشف بدون يدرك ال ما وهو : باطن القسمين من والثاني

هي التي الهداية ومعنى التقوى، ميراث وذلك والعيان، يتفاوض وقد ربه، وبين العبد بين سر وهو المجاهدة، ثمرة الغيرة عنهم الله رضي ولهم بينهم، فيما منه أشياء في أهله

أهله، من ليس من منه شيء على يقف أن على التامة أصحابه مع فيه يتكلم أن أراد إذا الله رحمه الجنيد كان حتى منهم رحمة وذلك وركه تحت المفاتيح ويجعل الباب يغلق

. بالمؤمنين

(1/7)

ينكره، أن أهله: إما غير من العلم هذا على الواقف فإن وإما علما، به يحيطوا لم بما المكذبين من الله عند فيكون

فيتعثر منه، المراد الوجه غير على ويفهمه به، يصدق أن. الخطأ أذيال في

كتب في تلويحات، العلم هذا من توجد ق أنها واعلم تشويقا بها سمحوا وإنما والقوت، كاإلحياء المحققين،

الفائدة، حصول لتوقف المواضع، بعض في الصادق للمريد فهم ذلك. وإال على بيانه بصدد هم الذي المعاملة علم من

. بإيراده شيء أشح بحاره على يشرف حين الله، رحمة الغزالي اإلمام ترى أما

يقول: المتالطمة ، فلنتجاوزه سر يقول: هاهنا وتارة القلم، عنان ولنمسك

ذكره غرضنا من وليس ، المكاشفة علم من : هذا وأخرىذلك. غير إلى ، المعاملة علم في ، العلم هذا من أطرافا كتبه في الصوفية من أورد من وأما

منهم ذلك فليحمل نحوهما، نحا ومن والكيالني كالحاتمي له والمأذون اإلذن على أو معذور، والمغلوب الغلبة، على

يجوز ال ذلك في اإلذن وسر االمتثال، عليه يجب مأمور. مشافهة إال ذكرهفصل أسلفنا وقد الله، إال إله ال معني ظاهر من طرفا فيه نذكر: فنقول معناها، باطن عن للسكوت المقتضي العذر

(1/8)

الواحد الفرد لذاته الوجود واجب الله إال إله ال أنه أعلم األبدي، الدائم األزلي، القديم القيوم الحي القادر، الملك ما يفعل قدير، شيء كل وعلى عليم، شيء بكل هو الذي البصي، السميع وهو شيء كمثله ليس يريد ما ويحكم يشاء

والوزير، الشريك وعن والنظير، الشبيه عن وتعالى تقدس به تحيط ال شأن، عن شأن يشغله وال األزمان تحده ال

كل عن المطلق الغنى له الحادثات، تعتريه وال الجهات إليه مفتقر سواه ما وجه. وكل كل ومن معنى بكل شيء،

وخلق أجمعين، الخلق خلق عنه، انفكاكه يتصور ال فقرأ يهدي الخالقين، أحسن الله فتبارك وشرها، خيرها أعمالهم

يشاء من ويمنع يشاء من ويعطي يشاء من ويضل يشاء من يفعل عما يسئل ال يشاء، من ويعذب يشاء، لمن ويغفر ،

الرسل وبعث الكتب وأنزل ورزقهم، خلقهم يسألون وهم وطاعته توحيده يجب عليهم، وتفضال بهم لطفا لهدايتهم،

ألحد عليه يجب وال رسله، ألسنة على بإيجابه عباده، على شيء، كل على المستولي شيء لكل المالك ألنه شيء، المحسنين وعد حق، عنده ألحد وال ملك معه ألحد فليسعدال. بعقابه المسيئين وتوعد فضال، بثوابه إله ال الذي الله وهو الصفات، هذه لجميع الجامع هو فاإلله

على لغيره يصح وال تعالى، له ثابتة األوصاف هذه ألن هو إالجملتها. عن فضال منها، بشيء االتصاف اإلطالق

فيها معه أشرك أو لغيره، أثبتها أو عنه اإللهية نفى فمن الذين أولئك الخسران، به وأحاط البهتان أعظم فقد سواه

من كثيرا لجهنم ذرأنا : )) ولقد قائل من عز فيهم قال

ال أعين ولهم بها يفقهون ال قلوب لهم واإلنس الجن هم بل كاألنعام أولئك بها يسمعون ال آذان ولهم بها يبصرون

((. الغافلون هم أولئك أضلفصل

(1/9)

وهو نفي، : أحدهما شطران الشريفة الكلمة هذن أن اعلم صدر فإذا ، الله إال قولك وهو إثبات واآلخر إله، ال قولك آخر، إلها الله مع يشرك ال ممن باإلثبات، معقبا النفي

<و<ه>م نفي فمعناه <و<هBم من ت من آخر إلها الله مع أن ت القلب في الحاصل المعني وتقرير عليهم، والرد المشركين

الله رسول قال الكلمة، هذه بتكرار يتأكد فإنه التوحيد، من إال إله ال بقول إيمانكم :"" جددوا وسلم عليه الله صلى

الله"". العارفون إال منها ينجو ال دقيقة، خفية معان للشرك وأيضا

العيان، طريق من الحق بصريح والمكاشفون المحققون، أن يعتقد أن مثل يشعر وال منها شيء في المؤمن يقع وقد االستقالل، بطريق ضرا يدفع أو نفعا يجلب الله، غير أحدا على واالستعالء االستيالء على الحرص شدة ذلك ومن

واشتهاء باألمور واالستيثار االستقالل ومحبة الخلق،ألسنتهم. وعلى الخلق قلوب في والمدح والتعظيم المنزلة

النمل دبيب من أخفى أمتي في : "" الشرك الحديث وفياألصغر. الشرك الرياء وسلم عليه الله صلى سمى "". وقد

الحيثية، هذه من غيره أو نفسه الله مع اإلنسان يشرك وقد الشرك خفايا من يحترز أن المؤمن فعلى ، يدري ال وهوجهده. ظاهره من يحترز كما الذي اإليمان أصل في يؤثر ال االعتبار، بهذه الشرك أن ثم

كماله. في يقدح ولكنه النجاة، أمر عليه يدور بنفيه يقصد أن للموحد الفصل: ينبغى صدر في قلنا وإنما

من ذلك يتوهم من على الرد الله، سوى عما اإللهية ألنه توهما، الفاسد اعتقادهم وسمينا ونحوهم، المشركين

المزاج بتغير يؤذن ضعيف، ورأي فاسد تصور عن ينشأ إنما فضال وسمع، بصر ذي على يخفى فكيف وإال العقل، وفقد

وانفراده األشياء به ظهرت من وجود وقلب، بصيرة ذي عن فما الله يهد ومن هاد من له فما الله يضلل من ولكن بها، وأبصارهم بسمعهم الله ذهب الذين أولئك مضل، من له

ال فهم عمي بكم صم يبصرون، ال ظلمات في وتركهم. يرجعون

: يقول حيث القائل در ولله�عصي كيف عجبا أيا الجاحد يجحده كيف اإلله……أو ي

(1/10)

واحد أنه على آية……تدل له شيء كل وفيشاهد أبدا تحريكة……وتسكينه كل في ولله على دليال طلب : من بهم الله نفع العارفين بعض قال

على الحرص ولوال منه، بالله أعرف فالحمار الله، وحدانية يبهر إطنابا الفن، هذا في ألطنبنا الله، يعلمها ألمور اإليجاز. رقيب أقول ما على والله اللبيب، العاقلفصل المعبود هو : اإلله عنهم الله رضي المحققون العلماء قال

شيء لكل والخالق الرازق الخالق هو بحق والمعبود بحق، ال وحده المعبود وهو اإلله فهو تعالى، الله هو له والرازق

له. شريك إله، من أكثر للعالم يكون أن وشرعا عقال المستحيل ومن كون إلى اإلشارة وفي الحكيم، العزيز الله إال إله من فما : تعالى الله قال الهان، للعالم يكون أن أعني محاال ذلك

ولد من الله اتخذ ما لفسدتا، الله إال آلهة فيهما كان )) لو بعضهم ولعال خلق بما إله كل لذهب إذا إله من معه كان وما

(( يصفون عما الله سبحان بعض، على الله لعنة وفرعون، كالنمرود أحد الله مع اإللهية اد�عى وما

النقص وأثر إال واألحجار، كالكواكب ألحد ادعيت وال عليهما والعبودية، للحدوث المقتضية واالنقهار، والعجز واالفتقار

له ادعيت من وعلى األدميين، من لها المدعي على ظاهر. غيرهم من

له الحامل كان الله، مع لإللهية المدعي يظهر: أن والذي مشاهدة من تولد باطال، وتخيال فاسدا توهما ذلك على

قوله ذلك إلى يشير األمور، بعض على نفسه، من االقتدار حاجه حين السالم عليه الخليل عن حكى فيما تعالى،

قال ويميت يحي الذي ربي إبراهيم )) قال ربه في النمرود((. وأميت أحي أنا

الداحض، احتجاجه على البرهان أقام : أنه التفسير وفي حكى وفيما اآلخر، وترك أحدهما فقتل رجلين بإحضار ملك لي ))أليس لقومه قال حيث فرعون، عن سبحانه

(( إشارة تبصرون أفال تحتي من تجري األنهار وهذه مصر. أيضا ذلك إلى

(1/11)

ما يعرفانبطالن كانا اللعينين، هذين مثل يكون أن يبعد وال وعلى الجحود، على واألشر البطر حملهما ولكن ادعياه،

سخافة من موضعا، لذلك ووجدا بحق، لهما ليس ما ادعاء في تعالى الله لطاعتهما. قال والمذعنين لهما المنقادين

قوما كانوا إنهم فأطاعوه قومه : )) فاستخف فرعون شأن((. فاسقين

حين النيل، لهم يجري أن قومه منه طلب حين أنه وبلغنا في خده يمرغ وجعل عنهم خال ثم بهم خرج عنهم، حبس

الله أجرى ذلك فعند الله، ويدعو ويتضرع ويسأل التراب، ذلك عند فرعون فقال لعدوه، استدراجا بقدرته، النيل

ذكرناه، ما صحة بذلك فبان ، لكم أجريته الذي : أنا لقومه. الكتب أيداعها يجوز ال أسرار الكلمات هذه وتحت

في بعضه دخل قد الفصول، هذه في الكالم أن واعلموا يتعلق ما جملته في نذكر ولم متقاربة، ومعانيه بعض

من وليس بالقصد وفضلها وحكمها الكلمة، هذه بإعراب. لإلعراب التعرض غرضنا

الكلمة، بهذه الكافر أن والفضيلة الحكم شرح من وحسبك وأن األباد أبد جهنم نار في مخلد والمال، الدم حالل

قالها فإذا مثال، سنة سبعين بالله كافرا يعيش اإلنسان كيوم ذنوبه من وخرج وماله، دمه عصم لمعناها، معتقدا األولين بذنوب عبد تعالى الله لقي لو وأنه أمه، ولدته

شاء إن يغفرله لكان شيئا، به يشرك ال ذلك ومع واآلخرين، النار في يخلد ال ألنه منقضية عقوبة كانت بذنوبه عاقبه وإن هذه لمعنى المعتقد هو والموحد التوحيد، أهل من أحد

. الشريفة الكلمة

(1/12)

ال أن يشهدوا حتى الناس أقاتل أن : "" أمرت الحديث وفي الزكاة، ويؤتوا الصالة ويقيموا الله، رسول وأني الله إال إله

بحق إال وأموالهم، دماءهم مني عصموا فقد ذلك فعلوا فإذا آخر كان : "" من "". وفيه الله على وحسابهم اإلسالم

على : "" وليس "". وفيه الجنة دخل الله إال :الإله كالمه نشورهم، في وال قبورهم، في وحشة الله إال إله ال أهل

من التراب ينفضون قبورهم من خرجوا وقد بهم وكأني إن الحزن عنا أذهب الذي لله : )) الحمد يقولون رؤسهم،

((. شكور لغفور ربنا من سجال وتسعون تسعة له فتمد برجل يصاح : "" أنه وفيه

السيئات، كفة في فتطرح البصر مد سجل كل الخطايا، مكتوب بطاقة له فتخرج حسنة، عندنا لك : إن الحق فيقول

فترجح األخرى، الكفة في فتطرح الله إال إله : ال فيها. بمعناه "" الحديث كلها بالسجالت

"" الفالح "" مفتاح في الله، عطاء ابن الشيخ ذكر وقدبه. يلحق وما الكلمة هذه فضل من طرفا

في الكلمة، هذه على المرتبة والفوائد المنافع جميع إن ثم بين فرق من منها بشيء يظفر ال واآلخرة، الدنيا

واحد. حكمهما ألن الشهادتين، فليس للرسول، الشهادة وأنكر التوحيد بشهادة أقر ومن

ويؤمن بالرسول يكفر فيمن والكالم ، التوحيد أهل من. تعالى الله بوحدانية

قال إذا بأس عليه فليس والرسالة، بالوحدانية المؤمن وأما بسبب يفوته وال الرسول، بشهادة يتبعها ولم الله إال إله : ال

فاعلم الكلمة، هذه على المرتبة الخيرات من شيء ذلك عنها لضاق استقصيناها لو ودقائق، فروع الباب ذلك. وفي

كلمة معاني من شيء إلى اإلشارة ضخم. والمقصود مجلد. التوحيد

تتمة إلى وأقربها وأنفعها، األذكار أجمع الكلمة هذه أن اعلم وذلك أحد، بكل وأوالها الله، بنور القلب واستنارة الفتح

والتسبيح التحميد من األذكار، جميع معاني لتضمنها وذكره الالزم، ورده يجعلها أن مؤمن لكل فينبغي وغيرهما،

بل األذكار، بقية يهجر أن له يبنغي فال ذلك ومع ، الدائموردا. منها كل من له يجعل

(1/13)

غير أو واصال أو سالكا يكون أن من يخلوا ال العبد إن ثم لهذه المالزمة بهم األولى وكلهم أقسام، ثالثة فهم ، سالك. الكلمة

األشياء إلى ينظرون فالنهم سالكا، ليس ومن السالك أما شيء ذلك، بسبب عليهم دخل وربما هي حيث من ويثبتونها

وال عنهم، نفيه إلى فيتحتاجون الخفي، الشرك دقائق من. الكلمة هذه بمالزمة إال يكون على ويكون بالله، األشياء إلى ينظر فألنه الواصل وأما

بعض في يخلوا وال تعالى، الله إلى بدعوتها مشغوال الدوام تليق ال له تخطر خطرات ومن نفسه، مطالعة من األحيانبه. األذكار أولى لذلك الكلمة هذه فتكون بمقامه،

في يدخلها كان عنه، الله رضي الصديق بكر أبا أن بلغنا وقد يرجع . ثم الله إال إله : ال يقول بكلمات تكلم وكلما ، كالمه

فليس الفناء، بعد وهو البقاء مقام في وهذا كالمه، إلى

كما غيرها األذكار من يالزمه أن باإلنسان، أولى شيءتقدم.

عن وانمحى الفناء، أوائل على السالك أشرف إذا نعم هكذا الله، الله مالزمة حينئذ به فاألولى األكوان جميع شهود. العارفون ذكره األذكار فجميع وإال واألولى، األفضل حيث من كله وهذاموصلة. الله إلى طرق

بهذه النطق كيفية في طرق عنهم، الله رضي وللمشايخ الشرائط وفي واإلسرار، بها الجهر وفي الشريفة الكلمة

اإللهي للفيض المتعرضين من بها الذاكر إليها يحتاج التي من فليطلبها رسائلهم، في مشروحة وهي الرباني، والفتح

سبيلهم. على يسير أن يريد فاألولى المحققين، المشايخ من أحدا زمانه في وجد ومن

من فكم وإال الفاقد، حيلة الكتب فإن منه، ذلك يأخذ أن به إلى به يسلك محقق عارف عن طريقه يأخذ من بين فرق إلى الهادي والله كتاب، من طريقه يأخذ من وبين الله،

وبيده. منه والتوفيق واإلياب المرجع وإليه الصوابفصل

؟ معناه ما المتكلف، الحضور عن وسألت……(2)

(1/14)

خلو على مفطور خلقته أصل في اإلنسان أن أوال فاعلم سببا يكون مما إليه، يلقى ما كل لقبول واستعداده القلب،

فأول وإظالمه، فساده في سببا أو واستنارته صالحه في في يحتاج انتقاشا، به وانتقش فيه، رسخ إليه يلقى شيءومجاهدة. تكلف إلى محوه

منهم، الله شاء من إال آدم، بني قلوب إلى والسابق فيها، والتذاذهم قوامهم به يقع وما دنياهم، بأحوال المعرفة

. جنسهم أبناء من ويرونه يسمعونه، شيء أول وذلك معرفة منها األشياء هذه تمكن بعد قلوبهم على وردت فإذا ينبغي كما بها القيام وطلب ربوبيته، حقوق ومعرفة الله

وال مستقرا القلوب في تجد لم المقدسة، بالحضرة ويليق محالة ال فيحتاج ثابتة، وغير متزلزلة فتبقى مستوطنا،

الحضور يصير وأن قلبه، في الله معرفة رسوخ في الراغب إلى أحواله، وسائر عباداته جميع في وشعاره، دأبه الله مع

الدنيا بأحوال المعرفة من القلب، إلى سبق ما محو وجه على به والظفر األمر، لهذا التجرد عن المشغلة إلى فيه ويحتاج مشقة ذلك في يناله وأن بد وال الكمال، باختالف ويختلف يثقل، وقد ذلك يخف قد ومجاهدة، رياضة قوة والهمم التوجهات وباختالف ونقصا، كماال الفطر

تتمكن قد فإنها المشوشة، األمور رسوخ وباختالف وضعفا،ذلك. دون يكون وقد بالغا، تمكنا القلب من

عام هو بل فقط، بالحضور خاصا ذكرناه الذي هذا وليس مصادر هي التي المحمودة األخالق جميع استجالب في

إلى بدايته في يحتاج بها المتخلق فإن الصالحة، األعمال يفضي ثم والمشقة، التعب مع بها ويأتي والمجاهدة، الصبر

والراحة. باللذة مقرونة عنه تصدر أن إلى األمر به وهو العبادات، روح الله مع الحضور أن فاعلم ذلك علم إذا

العارفون. يعول وعليه المحققون، يعني وبه منها المقصود إلى يرونها الغفلة، مع العبد من تصدر التي واألعمال

والثواب. المكاشفة إلى منها أقرب والحجاب، العقوبة

(1/15)

أن العبادات، في الله مع الحضور إلى الوصول وطريق وهي فيدفعها، له المشوشة األمور في األنسان ينظر

ودفعه والبصر كالسمع الحواس جهة من يرد قسمان: ما على وتشويشها النفس، حديث قبيل من يكون وما بالخلوة،

باإلعراض ودفعها عليه، توردها وخواطر بوساوس القلبعنها.

الذي اللفظ صورة فيه تجري بأن إما القلب، واشتغالذكر. أو قرآن من اللسان، على يجري

القائم هو ما إلى ومستمعا مصغيا القلب يجعل بأن وإما

ضبط الحالة هذه في عليه والمعول ذلك، من باللسان النفس جهة من عليه، يرد ما كل عن وحفظه القلب

والحواس. فلينتقل الحضور، تكلف من المرتبة، هذه العبد أحكم فإذا معنى فيه ويقيم القلب، يشعر أن وذلك فوقها ما إلى منها

التهليل عند كالتوحيد وذلك اللسان، على جاريا يكون ماوالتكبير. التسبيح عند والتعظيم وكالتزيه

القلب على فليكن قرآنا، اللسان على يجري الذي كان وإن شريفة، الحضور في مرتبة المذكور وهذا يقرؤه ما معاني حين ويحضره، القلب يشعر أن وهي منها أشرف وبعدهاوالمذكور. والمتكلم المعبود حضرة والذكر والعبادة التالوة : "" وسلم عليه الله صلى بقوله اإلشارة ذلك وإلى

يريد من "". ويحتاج تراه كأنك الله تعبد : أن اإلحسان قبلها ما أحكام إلى العظيمة، المشاهدة هذه إلى الوصول

عن الحق لإلله التنزيه غاية في يكون أن وإلى ذكرناه كما ذلك يتصور ربما له بصيرة ال من فإن الحوادث، مشابهةمثلها. عن الحق يتقدس التي التخيالت، من بشيء مقرونا

كالمه، في المتكلم مشاهدة هي التي المرتبة هذه وفي والسكر واالستغراق الغيبة تكون ذكره، في والمذكور

الله. أهل أحوال من شاكلها وما والفناء، الصبر ويعانق السبيل فليسلك الوصول، في رغب فمن

وإمكانه، جهده بكل الطلب ساق عن ويشمر والجد، له: قيل وقد الله، رحمه الجنيد الطائفة سيد قول ويسمع

أشياخك؟ من أحد عند توجد ال التي العلوم، هذه لك أين من سنة، ثالثين الدرجة هذه تحت الله مع جلوسي : من فقال

. بيته في درجة إلى وأشار

(1/16)

في بنفسه يخلوا بدايته في تعالى الله رحمه الشبلي وكان داخلته وكلما قضبان، حزمة معه ويأخذ األرض، تحت سرب تلك تفني حتى المساء يمضي فما نفسه بها ضرب غفلة

صاروا ما أول كان ما فإن بها، يضرب ما كثرة من الحزمة ومكابدات. مجاهدات والمشاهدات المكاشفات من إليه،. جد نادر وهو ذكرناه ما بدون ذلك يحصل وقد يصير به، واألنس الله مع الحضور رتبة إلى الواصل إن ثم

أمور من شيء في والخوض الخلق، مع الحضور يتكلف في أوال يتكلفه ما نظير الحاجة، إليه تدعوه عندما الدنيا. تعالى الله مع الحضور طلب : أن الله مع الحضور حصول على به يستعان ما أقوى ومن

قلبه إلى ينظر إنما وإنه يراه الله بأن قلبه العبد يشعر عليه يجري ما وصورة جسمه إلى ال وتوجهه، قصده وباطن

عمله. من اإلنسان يكون العارفين: أن عند للحضور المشوشات ومن أمور من ولو فيه هو ما بغير قلبه فيشغل ذكر أو صالة في

اإلنسان يجتمع أن هو عندهم، عليه المعول إذا اآلخرة ال فإنه تعالى، لله فيه يدخل ما كل على وباطنه بظاهرةكذلك. يكون حتى وجهه على به يأتي وال يحكمه

معناه عن فضال العمل، صورة تفسد قد القلب غفلة ومع ال الحضور تكلف وعدم الغفلة مع مشاهد. والعمل هو كما

بتكلفه، مصحوبا كان إذا إليه يؤدي وإنما الحضور، إلى يؤديبركة. من يخلوا ال ولكنه

فقال حضورا، أجد وال الله أذكر إني حفص ألبي رجل قالبذكره. جوارحك من جارحة زين الذي الله له: أحمد

فصل عن به يعبر ما وعن والثناء التنزيه معني عن وسألت…(3)

ذلك وهل واالستغفار، الندم معني وعن والقوة، الحول مقام من الترقي في حتى عام أم الذنوب بأهل خاص

؟ منه أعلى إلى شريف

(1/17)

ومعناه: أيضا، التسبيح وهو التقديس هو التنزيه أن فأعلم عن وأفعاال وصفاتا ذاتا وعال جل الحق تنزيه القلب يعتقد أن

عن المنزه سبحانه المتقدس فإنه المخلوقين، مشابهة األعراض وعن والزوال، الحدوث وعن واألمثال الشركاء

أن عن المنزه هو بل والمحل، بالزمان التقيد وعن والعلل يدرك أو فكر به يظفر أو خيال، يتخيله أو وهم يتصورهعلم. به يحيط أو عقل ماهيته بتنزيه متصال الكريم، القرآن في التسبيح وقع ما وكثيرا بعز يليق ال مما الملحدون، إليه أضافه عما نفسه، الحق

دينكم في تغلوا ال الكتاب أهل تعالى: )) يا قوله مثل كماله، إله الله )) إنما قوله (( إلى الحق إال الله على تقولوا وال

))اتخذوا تعالى قوله (( ومثل ولد له يكون أن سبحانه واحد عما )) سبحانه قوله أربابا(( إلى ورهبانهم أحبارهم إفكهم من إنهم )) أال تعالى قوله (( ومثل يشركون قوله: إلى (( اآليات لكاذبون وإنهم الله ولد ليقولون

ذلك. غير يصفون(( إلى عما الله )) سبحان يستحقه ما ومعناه: ذكر والمدح الحمد فهو الثناء وأما

معاني من به متصف هو وما الكمال صفات من الممدوح، وغيره، المثني على منه يفيض وما والجالل، والشرف العز من سواه، وعن المادح عن يدفع وما والنوال، العطاء من

أجمع واإلجالل. ومن باإلعظام مقرونا واألنكال البالء ضرور. لله قول: الحمد الثناء لمعاني وأشملها العبارات

والمستحق اإلطالق على المنزه هو تعالى الله أن واعلم بذلك المنفرد وهو معنى، وبكل وجه، كل على للثناء

كمال، بكل المتصف نقص كل عن المنزه ألنه به والمتوحد ولغيره حقيقة له والثناء ونوال. فالتنزيه خير لكل المفيض

ومجازا. حقيقة سواه محمود وال منزه ال بل مجازا إلى وصل أو النزاهة، من شيئا الخلق من أتى من فكل

وقوته، بحوله ذلك إلى وصل فما الثناء، عليه يقع مما شيء الله من وذلك ورحمته، وفضله ومشيئته الله بقدرة بل

ولله.

(1/18)

ومباعدته وثناءه فتنزيه عنه، منزه هو عما مخلوقا نزه ومن به متصف هو بكمال عليه أثنى أو جنسه، أبناء يعتور نقص

علمه من ذلك علم الله، على وثناء لله تنزيه وثناءه فتنزيهجهله. من وجهله ثناء وعن المنزهين، تنزيه عن غني تعالى الله أن واعلم

نقصا، عنه بتنزيهه يدفع لم سبحانه له المنزه فإن المثنين،وجوده. يتصور وال نقص ال إذ

لله الكمال فإن كماال، بثنائه له يثبت لم تعالى عليه والمثني إلى يجره نفع عليه وثناؤه لربه العبد تنزيه وإنما وأبدا، أزال

قال بفضله، ذلك الله وعده وقد إليها، يوصله وخير نفسه، وسبحان الميزان تمأل لله "" الحمد وسلم عليه الله صلى "". واألرض السماء بين ما تمأل او تمآلن لله والحمد الله

. الحديث العبد عن ليرضى الله : "" إن والسالم الصالة عليه وقال عليها فيحمده الشربة ويشرب ، عليها فيحمده األكلة يأكل."" يحصر، أن من أكثر ، والتحميد التسبيح فضل في ورد وما

الله إن لنفسه يجاهد فإنما جاهد ومن يذكر، أن من اشهر. العالمين عن لغنيفصل فاعلم ، والقوة الحول عن التبري معني عن به يعبر ما وأما قوة وال حول : ال قول ، وأشملها ذلك عن العبارات أجمع أن. العظيم العلي بالله إال

(1/19)

الحركة هو : الحول عنه الله رضي االسالم حجة قال الخلق من ألحد قدرة وال حركة وال ، القدرة هي والقوة

جعل وكلما القادر القوي بالله إال األشياء من شيء على كالقيام ، سبيال تركه إلى أو فعله إلى للمخلوقين الله

بأنواع المعاش لطلب وكالسعي وكفا، فعال بالتكاليف ذلك معني في وما ، والصناعات الحرف من الحركات

هو ، تعالى الله أن يعتقد أن ، المؤمن على فالواجب لما وإنما ، وحركاتهم وقدرتهم إلراداتهم المخترع الخالق ، إليهم إضافة نسبة ، اإلختيارية األفعال من عنهم يصدر

، والعقاب الثواب يترتب عليها ، والعمل الكسب تسمى فعل على يقدرون وال الله يشاء أن إال يشاؤن ما ولكنهم يملكون )) ال و الله أقدرهم إن إال ، تركه على وال شيء من فيهما . ومالهم األرض في وال السموات في ذرة مثقالظهير. (( من منهم له وما ، شرك األمر يترتب لعباده الله جعل الذي واالختيار القدرة وعلى

نسبة ، االختيار مع بالقصد عنهم الصادرة فلألمور والنهي،. ويعاقبون يثابون ذلك وبحسب إليهم وإضافة ، االستقالل نفي ، بالله إال قوة وال حول ال فمعنى

القدرة بوجود االعتراف مع والحول بالقوة واالستبداد للعبد ليس أنه زعم من فإن ، للعبد جعلهما اللذين واالختيار

االختيارية أفعاله وأن ، شيء على اقتدار وال اختيار جبري مبتدع فهو ، حال كل في مجبور وأنه ، كاالضطرارية

وأنزال ، الرسل إرسال فائدة الفاسد بزعمه أبطل وقد ،. الكتب

أفعاله على وقدرته بمشيئته يستقل اإلنسان أن زعم ومنمعتزلي. مبتدع فهو االختيارية،

بهما يقدر ، واختيارا قدرة المكلف لإلنسان أن اعتقد ومن وأنه ، عنه نهاء ما اجتناب وعلى به الله أمره ما امتثال على في ودخل السنة أصاب فقد له خالقا وال بذلك مستقال ليس

سبيل وهو طويل شرح ولهذا ، البدعة من وسلم الجماعة القدر سر وتحته ، كثير خلق عنه وضل فيه تخبط قد وعر فيه الخوض عن باإلمساك وأمر ، األلباب فيه حارت الذي. المرسلين سيد

(1/20)

كل أن يؤمن أن ذلك من وليكفه ، باإلشارة العاقل فليقنع وقدرته مشيئته بدون كائن يكون ال وأنه الله، خلقه شيء

وليقم المحارم واجتناب األوامر بامتثال نفسه ليطالب ،ثم. حال كل على عليها لربها الحجة كنوز من كنز بالله إال قوة وال حول : "" ال الحديث وفي من معناه أن تعلم كنزا كونه في اإلشارة "". فافهم الجنة

كما العمل جنس من الجزاء فإن ، الغامضة الخفية األشياء كنز الليل جوف في " ركعتان وسلم عليه الله صلى قال بهذه وقت في لوقوعها مخفيا كنزا ثوابهما "" فجعل البر

. الليل وهو المثابة تسعة من دواء بالله إال قوة وال حول : ""ال أيضا وورد

ألنها ، للهموم دواء كانت الهم"". وإنما أدناها ، داء وتسعين مكروه حصول أو محبوب فوات عند غالبا ترد إنما

عجزه يكره ما وحصول الفوات عند اإلنسان فيستشعر كرر فإذا ، لذلك فيهتم يشتهي ما إلى الوصول عن ، وضعفه

له أنتج ، والقوة الحول من التبري معني ولسانه قلبه على الله قواه أن إال ، وضعيف عاجز أنه به يعلم ، يقينا ذلك

. بربه معرفته وتتسع همه ذاك إذ فيذهب ، وأقدره :"" من والسالم الصالة عليه قوله من المعنى هذا ويتضح

إلى والقوة الحول إضافة "". وفي همه ذهب بالقدر آمن وإتباعه ، ورئيسها األسماء قطب هو " الذي " الله اسمه صفات من صفتين على الدالين ، الكريمين باالسمين غالبا

التنزيه نهاية إلى إشارة ، والعظمة العلو المقدسة الذات وعمي السبيل ضل من توهمها أوهام عن التقديس وغاية

بدون العباد حركات وفي ، القدر سر في وخاض الدليل عن. لذلك فتنبهوا بصيرةفصل عن ، والتأسف التحسر مع القلب رجوع فهو الندم وأما

فعله تعالى الله يسخط مما ، به العبد هم كان قد شيء في االنهماك على يقع وقد كالفرائض تركه أو كالمعاصي. القربات نوافل عن التأخر وعلى ، المباحات

(1/21)

ومالزمة التقصير مجانبة على حمل ما الصادق والندم التوبة شرائط جميع يتضمن يكاد صحته وعند التشمير "". والذي توبة : "" الندم والسالم الصالة عليه قال ،ولذلك

عنه يغني ال متالعب لها المالبسة مع القبائح إتيان على يندم. شيئا ندمه على الستر وهو الله من المغفرة طلب فهو االستغفار وأما

صاحبه به يفضح لم ذنب بغفران الله تفضل وإذا ، الذنوب. اآلخرة في وال الدنيا في ال عليه يعاقه ولم

من سترا العبد بين الله يجعل أن المغفرة أنواع وأشرف ، منها شيء في يقع ال حتى وبينها بينه حاجزا الذنوب : الوالية وبلسان : عصمة النبوة بلسان الستر هذا ويسمى

المعصومين لسيد تعالى قوله معنى يرجع وإليه ، حفظا وللمؤمنين لذنبك : )) واستغفر والسالم الصالة افضل عليه

من تقدم ما الله لك تعالى: ))ليغفر (( وقوله والمؤمنات((. تأخر وما ذنبك عليه نعمته ذكره ولكن منه يصدر ال الذنب أن المعلوم ومن

الدعاء فإن ، بذلك يدعو أن وأمره ، منه يبعده مما بعصمته )) المزيد سبب والشكر الشكر، إلى يرجع الموطن هذا في. أعلم (( والله ألزيدنكم شكرتم لئن

دقيقة والوسيلة ، الله إلى الطريق هي كانت وإن الطاعة أن اعلم بها العاملين يداخل قد ، المقدسة حضرته من القرب إلى وذلك الذنوب كبائر من معدودة أمور الغفلة أهل من

على بها واإلدالل ، العباد على بها والتكبر ، والعجب كالرياء. المجري هذا يجري وما ، لها التوفيق في منته ونسيان الله

، الثواب أصل أحباط إلى بالمطيع تنتهي قد األشياء وهذه. العقاب أليم ذلك مع استوجب وربما

حصول على الحريص الحزم طريق على المعول والمؤمن فهو بها الظن وسوء لنفسه االتهام يفارقه ال ، النجاة

، المخالفات صور له تكن لم وإن ، الطاعات بإزاء يستغفر الدواهي هذه من بشيء دهته قد نفسه تكون أن مخافة

. الطاعات من االستغفار موقع بهذا عرفت فقد ، المهلكات

(1/22)

، الحاالت بعض في المعرفة ألهل يقع هذا من أدق وأمر من الصالحات إلى ركونا نفوسهم من آنسوا إذا أنهم وهو

الله إلى يرجعون عليها اعتمادا أو بها أنسا أو أعمالهم. واالستغفار بالتوبة المقامات منازالت عند تطرقهم قد بعينها األشياء وهذه

منها ويستغفرون عنها فيتوبون الواردة واألحوال ، الشريفة.

عالئق عن المتجردين الله أهل عند الذنوب كانت ولذلك ، كان ما الغير ذلك كائن الله غير إلى االلتفات ، األكوان وردت لو أحوال من إليه ويفرون الله إلى يفزعون فتراهم

كخواطر وذلك القربات أعظم من يعدها كان غيرهم على ، الزهد وخواطر الخوف وخواطر ، الطاعة بإزاء الرجاء. المقربين سيئات األبرار : حسنات قولهم هاهنا وأفهم

من نأتي لكنا التحقيق أنوار وأفول الطريق إندراس ال ولو. األلباب أولى يا فتذكروا ، العجاب بالعجب ذلك : الله رحمه السهروردي الدين شهاب الشيخ قال

العارف بها يكاشف ال ، دواخل تدخلها قد قوادح وللمقامات إلى مقام من ارتقى إذا يتبينها . وإنما بها اإلقامة حال في له حصل وقد األوال إلى ينظر ذلك . فعند منه أعلى هو ما

فيصلحه فارقه الذي إلى فيرجع تبصرة زيادة الثاني من ، واالستغفار بالتوبة إال ذلك يكون وال ، فيه تقصيره ويجبر. وإيضاح شرح مزيد مع كالمهم معنى وهذا�غان "" إنه والسالم الصالة عليه قوله بعضهم تأول وقد <ي ل "" ، مرة سبعين اليوم في الله أستغفر حتى قلبي على للمنصب المناسبة بعيد وهو السهروردي، ذكره ما بنحو

الحقيقة الكماالت جميع فيه تندرج الذي المحمدي، مشافهة إال بذكره أسمح ال تأويل له والخلقية. وعندي

. أعلم والله ألهله،فصل

يأخذ لمن الطريق: ينبغي أهل بعض قول عن وسألت…(4) ال وذوقا كشفا الله من أخذه يكون أن ن الخلق أيدي من

؟ به العلم حيث من ذلك، كيفية . فما وعلما إيمانا

(1/23)

شهوده عن وعبر حاله، عن أخبر عارف كالم هذا أن فأعلم جالل بمشاهدة المستغرق ، الله سوى عما الفاني حال وهو من وال خبر، الخلق من عنده يبق لم الذي وجماله، الله

واالختيار، التدبير سلب قد أثر، وال حس وأهله الوجود بحر لجة في سره وغرق اآلثار، مشاهدة عن وغاب

نهار بإشراق الوجود، ليل ظلمة عنه األسرار،وانمحت إال يتحرك ال غاسله مع كالميت ربه مع فتراه الشهود، األسباب، مسبب برؤية األسباب عن غاب وقد بتحريكه،

كما المختار. فهو الفاعل فعل بمشاهدة األغيار عن وفنياألخيار: العارفين بعض قالوأسماه مواله مسماه وله……أفنى ذا حيران فتى در الله

العذري رائق من بعدته……يستف يدري وال الزمان يمضىحمياه

ال عليه ومحكوم بمشاهدته، مغلوب الحال هذا فصاحب ذلك حاله في منه وقع فما الوارد، حكم عن خروجا يستطيع

هذه في الصادق إن حتى حافظه وهو فيه، وليه فالله وإن العبودية، وصف يناقض مما شيئا يالبس ال المواطن،

الذي التمييز لفقد التكاليف، عهدة عن خارجا ذاك إذ كان. به منوطة هي

هذا ورود على بالغ حرص عنهم الله رضي وللمتحققين أوصاف ومحو الرسوم مفارقة من فيه لما ودوامه، الوارد

اإللهية. األسرار مشاهدة عن الحجاب هي التي البشرية على ظهرت دام وإن يدوم، ال ورد إذا الحال هذا أن واعلم االضمحالل إلى األمر به ينتهي وقد عجيبة أمور العبد

ال يشاء، من به الله يختص الهي اختصاص وهو واالنمحاق،. النفس وتسويالت باألماني يدرك

وصدق الرياضة بحسن لذلك التعرض إلى سبيل ولإلنسان. والسنة الكتاب موافقة على المجاهدة، أربابه بأوصاف المتصف الحال، بهذا للتحلي والمتكلف

الله بحقوق اإلخالل إلى ذلك بسبب يقع ألنه مأزور، مغرور حب منه يتصور ال الفناء صاحب ألن وذلك العباد، وحقوق

يكافيء وال يشكر وال الخلق من ألحد خوف وال رجاء، وال ، اله إال يرى ما ألنه منه إليه يصل معروف على منهم أحدابالله. الفاني أوصاف من ذلك غير إلى

. الخلق يرى وال الله، يرى الفاني أن واعلم

(1/24)

األشياء يرى بالفناء، التحقق بعد إال بقاء وال البقاء وصاحب موضعه، في شيء كل ويضع حقه، حق ذي كل فيوفي بالله

وال الخلقية، والحقوق الحقيقة بالحقوق القيام أتم ويقوم. مقامه عن يحجبه وال ربه عن ذلك يشغله

البقاء ولصاحب البقاء، من بوارق الفناء لصاحب يقع وقد رجاال فترى عليه، الغالب هو ما وحاله الفناء، من طوارق

تشهد أشياء عنهم تحكي البقاء حال إلى الواصلين من الحسن أبي الشيخ عن بلغنا ما مثل والفناء، لالستغراق

ال مجلس: نحن في مرة قال أنه عنه، الله رضي الشاذلي. الله إال نحب "" يقول والسالم الصالة عليه جدك : إن قائل له فقال."" إليها أحسن من حب على القلوب جبلت بد وال كان فإن الله إال محسنا نرى ال : نحن الشيخ فقال

أن يريد شيئا، تجد لم فتشته فإذا شيئا، تحسبه فكالهباء. المثابة بهذه للخلق رؤيته

والمنع العطاء في الله إال يرى ال من ذوق عن والتعبير صاحب على يستدل ولكن عليه، تقع العبارة تكاد وال عسير،

. الظاهرة بالعالمات المقام هذا الخلق، أيدي من األخذ في منه بد ال والذي عليه، والمعول فهو الظاهر العلم وباطنا. أما ظاهرا واألدب العلم استعمال

أن فهو الباطن وأما شرعا، أخذه لك يسوغ ما إال تأخد ال أن شيئا وال ، اخراجه بنية إال غناء في عنه وانت شيئا تأخذ ال

. النفس إليه استشرفت موضع من فيه وتطمع ترجوه : أن االستشراف ومعنى . والواجب فضل والتزامها الباطنة األداب من وهذا معين،

المعطي هو تعالى الله أن يقينا تؤمن أن العلم باطن من باإلعطاء له واآلمر المعطي، لذلك الرزاق هو فإنه حقيقة،

الذي وهو عطائه، من وأفضل أجل هو بما له والمجازي لها يستطيع ال التي القاهرة، البواعث قلبه على سلط والقى باله، على واخطرك البذل له زين الذي وهو خالفا،

فما إليك، االصطناع في والمنفعة الخير أن نفسه في. نفسه إلى إال أحسن

(1/25)

بالله، العلم من األمر هذا استشعار مع يبقى : هل لي فقل تغفل فال كله، هذا ومع ؟ معهم وقوف أو الخلق إلى نظر إنه حيث من لهم، والدعاء وموادتهم المحسنين شكر عن

وموضعا للمعروف، محال جعلهم وما بذلك، أمر سبحانه ذلك لهم يحب وهو إال عباده، وبين بينه وواسطة للخير

. التحقيق عند لله شكر إياهم وشكرك به معاملتهم ،ويحب بالنسبة الخلق أيدي من اآلخذ حكم قررناه، بما علمت فقد به فتمسك السلوك، وأهل البقاء وأهل الفناء أهل إلى

. عليه واعملدقيقة

صادفت به: إذا ونفع الله رحمه القلوب قوت صاحب قال الله إال يرون ال الذين اليقين، أهل من أحدا لمعروفك

ال أن يقتضي حاله كان إليه. وإن المعروف اصطناع فاغتنم لك أنفع يقينه فإن يراك، ال لكونه لك يدعو ال أو يشكر. بمعناه وشكره. انتهى غيره دعاء من ميزانك في وأرجح

؟ عنه سألت وقد ، الواقعة سورة ترتيب وأما…(5) ،وهي الفاقة من أمان ليلة كل قرائتها : أن ورد أنه فاعلم

دنياه في اإلنسان تشين حاجة أعنى الخلق، إلى الحاجة. ومروءته

موته: تركت عند عنه الله رضي مسعود البن قيل وقدل وهو كنزا، أعطيته وقد إال أحد منهم فقال: ما فقراء أوالدكالواقعة. سورة

النبوية واألدعية واألذكار القرآنية واآليات السور وخواص. به طافحة السنن وكتب مجهول غير أمر االبريز سماه: الذهب كتابا ذلك في الغزالي اإلمام ألف وقد. العزيز الكتاب خواص في

ودفع المنافع لجلب ن ونحوها الواقعة ترتيب في وليس أن ينبغي ال نعم نية، وال عمل في يقدح ما الدنيوية المضار

. الدينية المقاصد من مجردا قراءتها على الباعث يكون – عقل إذا – الناس إلى الحاجة من التحرز في وللعبد عن باالستغناء يقصد ال الفطن المؤمن فإن نية، أفضل مما ذلك شاكل وما واألهل، النفس في وبالسالمة الناس الخالص به يقصد بل الصورية، واللذة الراحة من به يقترن

المبتلين من كثيرين على تظهر وقد الدين، تضر آفات من. البليات هذه من بشيء

(1/26)

الله من العافية سؤال على األكابر، حرص الشتد ثم ومن مجبولة هي لما انفسهم، من خوفا وذلك والحسية المعنوية

. لها المنافرة األشياء ورود عند والتزلزل الضعف من عليه من االستعاذة وسلم عيه الله صلى الرسول من تكرر وقد

لما ""، كفرا يكون أن الفقر وقال:"" كاد واألمراض الفقر للمقدور والسخط بالقضاء التبرم من به، المبتلى له يتهدف. والجزع

ألنه البالء من أجزع الله: ما رحمه الثوري سفيان قال. فأكفر أبتلي أن أخشى ولكن ، يؤلمني

بعلمه، واكتفائه له ربه باختيار رضاه في العبد كمال إن ثم. واختيارها نفسه تدبير عن وتدبيره باختياره واعتنائه

دقيقة يرجع سر الواقعة سورة ترتيب العرافين: في بعض قال وتصحبه القلب سكون يقارنه الذي اليقين، تنمية إلى

افتتحها الله ألن وذلك والعدم، الوجد حال في الطمأنينةيومئذ. الناس وتفاوت المعاد، بذكر واختتمها

أمور من له يخطر ما كل عن أذهله األمر ذلك تدبر ومن من ابتدأه وأنه الخلق، أصل فيها ذكر الله فإن وأيضا الدنيا، يكون بهما اللذين والماء الحرث وأصل تمنى، إذا نطفة

بعجزهم الكافة وعرف ذلك، في التفكر على فحث القوام الماء، إنزال وعن وحفظه الحرث تنمية وعن الخلق، عن

والعلم والمشيئة اإللهية القدرة بشأن تعريف أبلغ ذلك وفياألزليين.

لعبده وتكفله الله بضمان العلم إلى بذلك العلم انضم فإذا ربه. والله عبادة على وأقبل قلبه سكن يقوت… وما برزقه. أعلم

<بص�رة ت السور، من شيء قراءة على اإلنسان داوم ربما…(6)

عليها الموعود واألدعية، األذكار من شيء على وواظب لمن ينبغي فال أثرا، لذلك ير فلم الحالية المنافع من شيء

. الصادق الوعد به وقع ما صحة في يتشكك أن ذلك له وقع إلى وينسبها بالالئمة نفسه على يرجع أن له ينبغي والذي

يسمى ال والذاكر، القاريء فإن وتوجهها، يقينها في التقصير فيه شروط باجتماع إال الشرعي، اإلطالق على وذاكرا قارئا

الناس. أكثر بها القيام عن يقصر ،

(1/27)

تيقن بها، الجدوى وحصول األشياء هذه تأثير في والعمدة تجربة، قصد وال تشكك غير من ذكر، كما ذكر ما بأن القلب في الدخول على والباطن الظاهر واجتماع التوجه وصدق

بالله الظن حسن بخالص القلب وامتالء الشيء، ذلك. معه الحضور وكمال

Bاآليات من بشيء متوجه في األشياء هذه تجتمع أن فق<ل ويكون إال كان، شيء أي شيء، حصول في واألذكار يلومن فال وتصرفه، حكمه وتحت يده طوع كأنه مطلوبه

الله وما نفسه، إال وتشميره جده وأخBره همته به قعدت عبد. للعبيد بظالمفصل

بروحه يحس السماع، حضر إذا شخص عن وسألت…(7) فما التعب، من شيء ذلك بسبب ويناله تضطرب كأنها

؟ عدمه أو ، السماع : حضور له األنسب قال حتى خطر، السماع أمر أن – الله علمك – فاعلم بكر أبي بن الله عبد العيدروس الرباني القطب سيدي واحدا به الله يهدي السماع هذا به: إن ونفع عنه الله رضي. قال كما أو ألفا، به ويضل حكم السماع، من الحاصل لألثر أن بيانه من بد ال فالذي

من سالما الحق، من الباعث يكون أن فينبغي عليه، الباعث االستماع يجوز ما إال يسمع ال وأن والهوى، الشهوة مزج شيء السماع من تحصل أثر وأحمد العلم، حكم في إليه

. الحسنة والمواعظ والسنة القرآن استماع من يحصل الحسنة واألصوات األشعار استماع من الحاصل واألثر

وإال الدين، بأمر تعلق إن أيضا، محمود الموزونة والنغمات ال أن بشرط الوجه هذا على باستماعها بأس وال مباح فهو

الكلمات بهذه قصدنا المباح. وقد عن خروج ذلك في يكون بشرع طافحة القوم فكتب وإال الطالب، إيناس المجملة

. منها والعوارف اإلحياء خصوصا السماع، حكم مع يخشى كان فإن ذكر، ما له يحصل الذي الشخص وأما. له أنسب الحضور فترك لهم، تزينا أو للخلق مراءاة ذلك فائدة، بالسماع له يحصل ال ولكن ذلك يخشى ال كان وإن مشاهدة، إلى شوق أو عبادة في نشاط أو همة إنهاض من

يسوغ ال ألنه أيضا، له أحسن الحضور فعدم ذلك، ونحو. مصلحة لغير نفسه يتعب أن لإلنسان

(1/28)

فليزن دينه، في منفعة وتناله فائدة له تحصل كانت وإن. واألصلح األرجح مع ويكون التعب من له يحصل بما ذلك

قدرا وآالمها األجسام لمتاعب يرون ال فالعارفون وبالجملة تنقية طريقهم حاصل ألن وفوائدها، القلوب منافع مع

على قلوبهم يجمع فيما نظرهم، ومطمح وعمارته، القلبالتوفيق. وبالله ذلك، فاعلم وجل عز موالهم

فصل شرف اإلسالم حجة اإلمام قول معنى عن وسألت……(8)

محمد بن محمد المحققين األكابر وأستاذ المهتدين األئمة من علينا وأعاد العزيز سره الله قدس الغزالي، محمد بن

للعلم مغاير بالشيء آمين. قوله: العلم الشاملة، بركاتهالشيء؟ بذلك بالعلم حتى مثال به للتعريف ونضرب واضح، الكالم هذا أن فاعلم كل وخلق خلقك الذي هو الله أن تعلم إنك ذلك مثال يعقل،

الله بخلق تعلم إنك تعلم ثم بالشيء العلم هو شيء. هذا انفكاك يتصور غيره. وقد وهو بالعلم، العلم هو فهذا لكاآلخر. عن العلمين أحد

ويدري يدري أربعة: رجل أحمد: الرجال بن الخليل وقال أنه يدري وال يدري ورجل فاتبعوه، عالم فذلك يدري أنه

ال أنه ويدري يدري ال ورجل فايقظوه، نائم فذلك يدري يدري وال يدري ال ورجل فأرشدوه، مسترشد فذلك يدري

فأرفضوه. جاهل فذلك اليدري أنه الحال يثمر أيضا: العلم الغزالي قول عن وسألت……(9)

كالم من يفهم قد بل مقرر، ذلك المقام. هل يثمر والحالماذكره؟. خالف غيره

هو ذلك في الله، رحمه اإلسالم حجة كالم أن فاعلمبه. يعتد لم مخالف خالفه العمدة. ولو

من مقام بشرح تعرفه تعالى، الله رحمه قاله ما وبيانالمقامات. من غيره عليه تقيس حتى اليقين مقامات

(1/29)

يعلم أن وأصله الشريفة، المقامات من الزهد أن فاعلم في األمة صالحي وكالم والسنة الكتاب في ورد بما اإلنسان

الراغبين فضيلة وذكر فيها، الراغبين حال وتقبيح الدنيا ذم التوفيق أدركه إن قلبه في فيقع اآلخرة على المقبلين عنها العقبى. فاألول في والرغبة الدنيا في الزهد يقتضي أثر

بواسطة الجوارح على الحال. ويظهر هو األثر وهذا العلم، الدنيا عمارة عن اإلعراض من عليه، تدل أعمال األثر هذا

األعمال من اآلخرة في ينفع ما ومالزمة حطامها وجمعذلك. غير إلى الصالحة،

الشيطان وساوس من عوارض له تعرض األثر هذا إن ثم ويتزلزل فيحول الدنيا في الرغبة إلى يدعو فيما والنفس،

ولذلك األحيان بعض في ينمحي وربما ضعف، عليه ويطرأ القلب في قواعده ورست وتأكد رسخ حاال. فإذا يسمى

ذلك فعند البتة، تزلزله ولم الرغبة خواطر فيه تؤثر فلم والحال الحال يثمر العلم أن بهذا عرفت فقد مقاما، يسمى

المقام. يثمر صحتها على تدل وعالمات، أمارات والمقام وللحال

ايضا ينشأ وهو العمل وتسمى الظاهر على تجري وسقمها، الحال وبين بينه فيفرق بالظاهر، يتعلق أنه غير العلم، عن

. بذلك ، المقامات بدايات األحوال أن العوارف صاحب ذكر وقد يكون اليقين، مقامات من شيء في قدمه رسخت من وأن

. ذلك فاعلم منه، أعلى هو الذي المقام من حال له يرد ما واآلخر ذكره تقدم ما قسمان: أحدهما األحوال إن ثم

من والمجاهدة الرياضة بأنوار المشرق القلب على وهذا ، والجمع والسكر والفيبة كاألنس الشريفة الواردات

التوجهات تثمره ولكن العلوم، تثمره ال األحوال من القسم الصادقة، والنيات الخالصة المعامالت قوالب في الخارقة

ذكرها يجري التي واألحوال ذلك بقوله اإلمام يرده ولم والله منها، الثاني القسم بها المراد القوم لسان على كثيرا. أعلم

(1/30)

فعل في يكفي : ال أيضا قوله عن وسألت……(10) من ذلك مع بد ال بل فقط، طاعة بكونها العلم الطاعات

الزمان هو فالوقت والشرط والترتيب الوقت معرفةفيه. بفعلها المأمور المحدد المعين

تقديم من به، المأمور الوجه على بها اإلتيان هو والترتيب والصالة كالطهارة تأخيره يجب وتأخيرما تقديمه يجب ما

التي الطاعات في واجب وهو الترتيب، بدون اليصحان. ظاهر والترتيب الوقت وحكم فيها، وجوده يتصور

فعل يتوقف ما علم به أراد أنه فيقرب الشرط وأما في شرط العقل أن ذلك كمالها. ومثال أو عليه الطاعات

القيام صحة في شرط وهما واإلسالم، اإليمان صحة بنوافل والتقرب المحرمات عن واالنتهاء بالواجبات الرياء شوائب من النية وتصفية لله، واإلخالص الطاعات

. أعلم والله اآلخرة، الدار في بالجميع االنتفاع في شرط من الخواطر، في عنه، الله رضي قوله، وعن……(11)

. واضح أمر وهو بها، المؤاخذة حيث خيرا مترددا دام ما الخاطر أن اإلجمال، سبيل على وبيانه

الجزم يقع حتى عقاب وال ثواب عليه يترتب ال شرا أو كان وأما جنسه، من عليه المجازاة تتوجه ذلك فعند والتصميم

الذي كالمه إلى حكمها هذا التي الخواطر في كالمه نسبة أن هنالك، ذكر أنه وذلك الخوف، كتاب آخر في أورده

والحسد والرياء الكبر من المخلط اإلنسان باطن صفات بها. يعذب منكرة صورة في الموت بعد له تنجلي ونظائرها،

من باطنه يزكي أن قبل من الدنيا من خرج من حكم وهذا. الخبائث هذه هذا به أردت الخوف كتاب من إليه أشرت الذي كان فإن

ثم النفس في يقع شيء الخواطر فإن إشكال، فال المذكورذلك. قبل يضمحل وقد غايته يبلغ أن إلى الصدر، في يتردد الصفات إلى به أشار إنما الخوف، كتاب في الذي وهذا

من وهي عليها ويصر اإلنسان يضمرها التي المهلكات عاجال العظيمة المؤاخذة عليها وتقع الباطنة، الكبائر أقسام تخطر التي الخواطر وبين القلوب صفات بين فشتان وآجالفيها.

(1/31)

فلله البيان، من ذكرناه بما نفسك في ما أصبنا قد كنا فإن كتاب من عليك أشكل الذي الكالم إلينا فانقل وإال الحمد

الله. بعون لك، نوضحه حتى يعينه، الخوف ) كتاب في الغزالي اإلمام قول عن أيضا وسألت……(12)

هو والقلب ترجمان والعقل واعظ اللسان (، التالوة أسرارالمتأثر.

باأللفاظ القيام وظيفته فاللسان واضح قاله الذي وهذا التي المعاني فيأخذ إليها يصغي والعقل للمعاني، المتضمنة

وزيره فإنه المتأثر، القلب إلى فيلقيها التأثير يقع بها مثل في واللسان القلب بين لتوسطه فهو بتدبيره والقائم

ترجمانا. يسمى الموطن هذا عليهم ترد الذين اليمين، ألصحاب يكون ذكره الذي وهذا

وبعدها. التالوة عند المعاني وذلك التالوة، قبل المعاني عليهم ترد الذين المقربون وأما ومازجت قلوبهم في رسخت قد التالوة معاني ألن

كان سواء لديهم، حاضرة الدوام على فهي حقائقهم،. تال غير أو تاليا اللسان

الله بنعم يستعين فيمن أيضا قوله عن وسألت……(13) قبيل من يكون ال عنه النعمة زوال تمني معاصيه: إن على

تعالى. لله الغيرة قبيل من هو بل الحسد، اإلنسان جعل لو ولكن الله رحمه ذكره ما الحق أن فاعلم له الهداية سؤال العاصي، عن النعمة زوال تمني مكان

. أحسن لكان يحب حيث النعمة ووضع ربه، لشكر والتوفيق في نظر أنه الله، رحمه النون ذي عن يحكي ما األول ومن وقصدهم األماكن بعض يريدون جماعة فيه زورق إلى البحر

الله فدعا الحق، ومجانبة بالباطل بريء على يشهدوا أن البحر : شهادة قال ذلك، في له قيل فلما فغرقوا عليهم

. الزور شهادة من لهم خير

(1/32)

أنه الله، رحمه الكرخي معروف عن حكي ما الثاني ومن عصابة إلى فنظروا الدجلة شاطيء على وأصحابه هو مر بالشراب مشتغلون وهم سفينة في راكبين الفساق من

الله ادعو أستاذ : يا له معروف أصحاب فقال اللهو، وأنواع الدنيا في فرحتهم كما وقال: اللهم يديه فرفع عليهم

فقال: إذا ذلك في أصحابه له فقال اآلخرة في ففرحهم الشيخ إلى جاءوا أن يلبثوا فلم عليه تاب اآلخرة في فرحهمتائبين.

أهل من الرحماء وصف وهو أكمل معروف فعله الذي وهذا. الجمال بوصف والمكاشفين وخاصته الله

ويغلب لله، الغيرة في شريف مقام اإلمام ذكره والذيالخاصة. من الجالل مشهده من على

إذا لربه اإلنسان يغار أن قسمان: أحدهما الغيرة أن واعلم أيضا، لله الغضب ويسمى حقوقه وضيعت محارمه هتكت وبغض المنكر عن والنهي بالمعروف األمر يكون وعنه

وموسى لنوح ذلك وقع كما عليهم، والدعاء الظالمين. السالم عليهما به، يختص شيء على اإلنسان القسمين: غيرة من والثاني

الغيرة هذه تفرط وقد ونحوها الزوجة الشركة يقبل ال يشاركه أن ويكره بمتهم ليس من يتهم حتى باإلنسان،

والعبادة كالعلم بالمشاركة، يضيق ال شيء في غيره هذه من له صار من ويحسد يبغض وربما والرفعة والشرف

. شيء في المحمودة الغير من ليس وهذا نصيب، األشياء عبيده على سبحانه يغار أنه فمعناها تعالى، الله غيرة وأما ويغار أمره، ومخالفة معصيته في يقعوا وأن غيره يعبدوا أن

الكبرياء الخاصة صفاته في يشاركوه أن عليه أيضا

ال معناها في وما الصفات هذه فإن والعزة والعلو والعظمة الحكيم العزيز هو إال إله ال الجبار الحق الملك بالله إال تليق

.فصل

السيد كالم من بالرؤيا يتعلق شيء عن وسألت……(14) الله رحمه العيدروس الله عبد بن علي العابدين زين األكمل

؟ وهي يخصها عالم ولها النبوة أجزاء من الرؤيا أن فاعلم. الظاهرة واليقظة الباطن الكشف بين برزخ

(1/33)

الصالة عليه للرسول ذلك وقع كما الولي بها يبدأ ما وأول بهذه رؤياه تقع أحد كل ما ولكن األمر أول في والسالمالتخليط. ألهل رؤيا تصدق أن وقل المثابة التخيالت من والتوهم التخيل وسالمة اللسان وصدق

واستقامتها. الرؤيا صدق في شرط الفاسدة والتوهمات ولكن الصادقة، الرؤيا من شيء للمخلطين يتفق وقد

الفاسدة، األمور من عليها يزيد ما إليها الشيطان يضيف. بفاسدها صحيحها التعبير عند فيشتبه

ذلك مع وهو يقظته في عليه متحكما الشيطان كان ومن أشد إدراكاته به تذهب الذي نومه في فهو ويعقل يسمعفيه. تحكما

كانت إذا اإلنسان جسم نقص شيئا الرؤيا في يؤثر وال مرض اإلنسان على غلب إذا نعم سليمة، الباطنة إدراكاته

البلغم خصوصا الطبيعية األخالط من شيء أو قوي خالف على الشيء رأى وربما الرؤيا تتخلط منها والسوداء

عليه. هو ما نفسه يحدث الذي أن الله رحمه الغزالي اإلمام وذكر

الكالم من تحته خير ال بما لسانه ويشغل المحالية، باألمور ما خالف على غيره يريها أو ويراها األشياء يعتقد الذي وكذا فإنه حقه وتأمله ذلك فاعلم رؤيا، له تصدق أن قل به هي

أنيب. وإليه توكلت عليه بالله إال توفيقي وما نفيس مع تضمن وقد أسئلتك جواب من إيراده قصدنا ما آخر وهذا

يفهم لمن واإليضاح البيان من عليه مزيد ال ما وجازته،ودل. قل ما الكالم وخير العبارة بسط عن باإلشارة ويكتفي

أبي الشيخ أبيات على وجيز بشرح نسعفك أن لنا عن وقد منا طلبت كنت التي باعلوي العيدروس الله عبد بن بكر

وتبركا تيامنا الكتاب خاتمة ذلك ونجعل عليها، الكالم قديما. الصالحين الله عباد وبسائر به الله نفع الشيخ، بكالمخاتمة

المعاني غزيرة المباني بديعة أبيات شرح تتضمن……(15) وقدوة العارفين أستاذ الرباني القطب سيدنا نظم من

العيدروس الله عبد الشيخ بن بكر أبي الشيخ المحققين وأعاد ضريحه ونور روحه الله قدس ، الحسيني الشريف

: . آمين الدارين في وأسراره بركاته من علينا

(1/34)

انفصال…… وال اتصال المواصة……بال نسيم هبتمجال فيه للعلم وليس خفي…… مطلع بمقتضى

الكمال رتبة ومرتقي اليقين…… ثمرة ألنه ألطف من هو الذي بالنسيم، عنه الله رضي الشيخ عبر

التي الربانية والجذبات اإللهية النفحات عن وأرقها الرياح على العاكفين أصفياءه، بها ويواصل أولياءه بها الله يختص

على الهمم بكنه المقبلين بمحبته المشغوفين حضرته بين المتأدبين خدمته، في الجد ساق عن المشمرين طاعته

عنه يشغل ما كل عن والمعرضين الروحانية باألداب يديهالشيطانية. والصفات البهيمية اللذات من منه، ويبعد صيانة بالنسيم الشريفة المواصلة هذه عن الشيخ عبر وإنما

االتصال عن بالتقديس ونعتها األغيار، إبتذال لألسرارعن وعنها الكثيفة األجسام سمات من هما اللذين واالنفصال

منزه تعالي والحق الشريفة واألسرار األرواح مدارك تتنزه التي المواصالت كانت جرم فال واالنفصال، االتصال عن

فافهم. كذلك، حضرته ورجال خاصته بها يواصل إدراكات عن ودقته وخفاؤه: بعده المرتقى، والمطلع: هو

. الباطنة والعقول واألفكار الظاهرة الحواس بآلة المدرك األجسام، حواس بشبكة المقتنص للعلم وليس

أن منه نصيبها إذ اتساع، يعني مجال فيه واإللهام الحوافظ من وال شأنها من ليس فإنه فقط به وتصدق تؤمن

قال كما السر ونصيب الروح خاصية من ألنه مدركاتها،اليقين. ثمرة ألنه عنه، الله رضي

عليه، واستيالئه القلب من اإليمان تمكن عن عبارة واليقين. بحال والتشكك التزلزل معه يتصور ال وجه على

حال الكشف فإن والعيان، الكشف هي اليقين وثمرة للمؤمن حال اليقين أعني وهو له مقام واليقين للموقن، وللموقن اليقين، من خطرات له. فللمؤمن مقام واإليمان المكاشفة هي الكمال رتبة ومرتقى الكشف، من خطرات

الكمال. هي التي المشاهدة مقامات في قدم أول وهي: به ونفع عنه الله رضي قال ثم

حال فوق حال واالصطفا االهتدا… ثم فاالقتدانال واليقين العمل به……من أمر ما لزم فمن

الوصال ثمرة أنسه……يجتني جنات حلول

(1/35)

أخالقه في وسلم عليه الله صلى للرسول فاالقتداء: االتباع. وباطنا ظاهرا بآدابه والتأدب وأقواله وأفعاله

تعالى لله مخلصا وجهه على به وأتى ذلك أحكم فمن االتباع حسن ميراث هو الذي االهتداء أنوار عليه فاضت فينا جاهدوا )) والذين تعالى الله قال المجاهدة، ونتيجة

((. سبلنا لنهدينهم بأشياء والمبادأة الحق بصريح المكاشفة هي الهداية فهذه

هدايتان: المجاهدة وقبل وقبلها الغيب عالم من. التوفيق هداية واألخرى ، البيان هداية احداهما

إمدادات وفيضان اليقين بحقائق التحقق واالصطفاء: هو

. المتين القوي من القرب. ثمرته ألنه االقتداء حل فوق االهتداء فحال

ومعناه: أن ومقصوده روحه وهو االهتداء فوق واالصطفاء بأسرار والمكاشفة ومحبته لمعرفته عبده الله يصطفي. فاعلم المقدسة، وصفاته ذاته أنوار ولمشاهدة حضرته

هذه بذكر سمع إذا الفطرة، المستقيم الصادق شأن ومن فبشره إليها يشتاق أن الشريفة والمشاهدات المواجيد

ما لزم بقوله: فمن إليها الموصل الطريق وعرفه الشيخ. به أمر

والذي الشيء على والمواظبة المداومة هي والمالزمة ولها بالطاعة العمل أعني واليقين، العمل هو العبد به يؤمر

الصالة كصورة الظاهرة الجوارح على تجري ظواهر ظاهر بها يتصف وبواطن ذلك، معنى في وما والصدقة

والرضا والزهد التواضع مثل المحمودة األخالق وهي القلبوأخواتها.

ومحله تقدم كما الصادق الخالص اإليمان واليقين: هو تحصيل إلى سبيال للعبد رحمته الله جعل وقد القلب، باطن األرض ملكوت في والنظر العبادات بمالزمة اليقين

. المنزالت اآليات وتدبر والسموات العمل بمالزمة وظاهره باطنه وتزين يقينه قوي فمن

به األنس جنات بحبوح ونزل ربه من القرب نال الصالححضرته. كريم إلى الوصول ثمرات واجتنى والمحادثات والمؤانسات المفاتحات الوصول: هي وثمرات

الله أهل مواجيد من ذلك غير إلى الربانية والمسامرات. عباده من يشاء من يؤتيه الله فضل وذلك: عنه الله رضي وقال

(1/36)

رجال من نعم محققة……رجالها علوم هذهضالل به ليس فيه……وهديهم ارتياب ال يقينهم

المحال فانتفى جاهدوا……وشاهدوا ثم اقتدوا قد

من به الحق واصله ما عنه الله رضي الشيخ ذكر لما بيان أتبعه ثم المشاهدات، وحقائق المكاشفات لطائف

ونصيحة تعالى الله إلى منه دعوة ذلك غير إلى الطريق وتلك الفتوح ذلك تقرير في به الله نفع أخذ الله، لعباد

فقال: الطريق الناظرين أهلها، عند محققة إليها أشار التي يعني علوم هذه الكشف، فضاء إلى التقليد مضيق من الخارجين الله بنور

جامدوا به قنع كما العيان عن بالخبر يقنعوا لم الذين أنفسهم من يعرفونه وما أفكارهم مع الواقفون العقول،

علوم أنكر ربما وصفه هذا من فإن والفطنة، الذكاء من عند وهو وتحصيله إدراكه عن لخروجها بها يصدق ولم القوم به يحط لم بما فيكذب العلم من شيء يفوته ال ممن نفسهعلما.

به التحقق عن فضال الصوفية علم بباطن التصديق ولكون الله: التصديق رحمه الجنيد قال وصفه هذا من على شاقا

. والية هذا بعلمنا الله أهل من العلم بهذا المتحققين على الشيخ اثنى ثم

قهر من الرجل رجال. فإن من نعم فقال: رجالها تعالى األخالق خبائث من وزكاها ونقاها عليها واستولى نفسه واستقبل األكوان عالئق قلبه عن وقطع بمكارمها وحالها

في القلب فأقام والظاهر الباطن بوجه اإللهية الحضرة الخدمة مواطن في القالب واقام والتفريد التوحيد مواطن

الصوفي وصف وهذا العبيد شأن هي التي تعالى للهالمحقق.

(1/37)

الذين األوصاف، بهذه الموصوفون الرجال والصوفية: هم هو الذي هديهم يمازج ولم شك وال ريب يقينهم يخالط لم

إلى ركون وال الحق عن ميل وال ضالل وأعمالهم علومهم بدونه. ويقينهم إيمانهم من الصوفية تقنع لم مما الباطل تلك وحملوها الرياضات تلك نفوسهم كلفوا وألجله

غاب ما فأدركت جوهرها ولطف صفت حتى المجاهدات بها، باإليمان الشرع تعبدهم التي الغيبية العلوم من عنها

سالمة الجهالة عن بعيدة وأعمالهم علومهم لذلك فصارت من واقتبسوها موطنها من أخذوها ألنهم الضاللة من

معدنها. وعلموا الشرع بآداب تأدبوا ما بعد إال ذلك إلى وصلوا وما العمل في أخذوا ثم منه بد ال ما واإلسالم اإليمان علوم من النفوس مجاهدة على وأقبلوا ذلك في وشمروا علموا بما

. الرياضات بأنواع أخالقها، وتهذيب اقتدوا بقوله: قد عنه الله رضي الشيخ أشار ذلك وإلى وعملوا علمه من بد ال ما علموا أنهم هنا ها باالقتداء يعني

به. فلما جاهدوا، بقوله: ثم أشار والتهذيب الرياضة وإلى

الرياضة وحسن به والعمل العلم األصلين هذين أحكموا الصادق التوجه مع ومعتادها مألوفها عن بفطمها للنفوس

بصائرهم وانفتحت سرائرهم تنورت تعالى الله إلى فانتفى الالهوت، بحقائق وتحققوا الملكوت عالم فشاهدوا

يزل فلم وجوده وأما شهوده انتفاء أعني حينئذ المحال. منفيا

عند استقالل وال له حقيقة ال هنا: ما ها بالمحال والمراد الله سوى ما لكل الزم وصف هو. وهذا حيث من إليه النظر. تعالى

: عنه الله رضي الشيخ قال ثماحتمال بقي ما حقه عينه……بل ثم اليقين علمالجالل طالع بدا جملة……لما الكون عن فنوا

الجمال مشهد في موتهم……بالجمع بعد وأحياهم المؤيد الصادق اإليمان عن به يعبر اليقين علم أن أعلم

مرتبة اليقين وعين الصريحة، واألدلة الصحيحة بالبراهين الحق لظهور اإلستدالل عن اإلنسان يستغني أن وهي فوقه

. منه قريب أو العيان طريق من له

(1/38)

بالكشف إليها المشار العليا المرتبة فهو اليقين حق وأما وخواص األولياء أكابر به المخصوص ، األسنى المطلق ورثتهم وكمل األنبياء أقدام رسخت وفيها األصفياء العارفين

. الصديقين من للشك بقي ما أي احتمال بقي به: ما الله نفع قوله وأما

. محل لالرتياب وال ، موضع وله الله اهل ينازله شريف حال جملة الكون عن والفناء اإلنسان شهود فناء هاهنا والمراد ودقيقة جليلة معان

. الكائنات من ولغيره لنفسه الجاللية الحق صفات تجلي الفناء هذا عنه يشنأ الذي واألمر

وتضمحل البشرية الرسوم تنمحق تجليها وعند للقهريةالكونية. البقايا

القيوم الحي عليهم تجلى المعنى بهذا الفناء صح فإذا�حيي اللطفية الجمالية باألوصاف وتنتعش أرواحهم ف<ت من عليه هي ما على وعوائدهم رسومهم وتبقى أسرارهم

في سبحانه شاء ما فيبقيهم باإلفناءالجاللي الحاصلة اإلماتة أرواحهم تجد وفيه بالجمع، عنه المعبر الجمالي المشهد هذا وعليه عنه، يعبر ال شيئا بالله األنس وروح القرب نعيم منالمحققون. يشتاق وإليه المحبون يتأسف مفارته بعد

رحمه الفارض ابن أشار العظيم، والروح النعيم ذلك وإلى: قوله في الله كلها كانت األحبة عمري…مع من تعتد التي الليالي تلك

عرسا التذكار أنس منذ بعدهم…والقلب بعد شيء للعين يحل لمأنسا ما مت الخلد بدار التأسي مكرهة…لوال النفس فارقتها جنه يا

السودي الشيخ وكالم به الله نفع الناظم كالم أسا……وفي إشارات والتمكين اإلشارات أرباب العارفين من وغيرهما

. ذكرناه ما إلى كثيرة منهم إليه ينقل أعني إليه الحق ينقلهم الذي المقام وذلك

البقاء مقام وهو واشرف أكمل به العباد ينفع أن أراد من

تعالى الله إلى فيدعوهم ، الخلق إلى العارف يرجع ومنه وبينه بينهم المناسبة لتقع تكلفا بأخالقهم لهم ويتخلق

. له فيستجبون

(1/39)

دقيقة معان وتحته كثيرا بسطا يستدعي ذلك وتحقيق عليها يعثر أن مخافة الكتب إيداعها يجوز ال غامضة وأسرار

سواء عن فيضل لنفسه، حاال فيدعيها أهلها من ليس منالسبيل.

: عنه الله رضي الشيخ قال ثممال قط يساويه تبرهم……فال ابريز صفى حتى

االنفعال في يخالف طوعهم……وال صار قد فالكون بين اختالل……قد وال انعزال بال بالمرا… الملك هو هذا

من التصفية الجالل مشاهدة عند الفناء حكم الشيخطباعها. وكثائف النفس رعونات

النفس رياضة في مبلغ كل بلغ وإن السالك ذلك: أن وبيان رعوناته من بقايا عليه تبقى وان بد فال ومجاهداتها،

وال البقايا تلك تنمحق فال األكوان إلى والتفات وعوائده ومن…………الصرف. الفناء بدون الرعونات تلك تنمحق

من السالكين من الله إلى والدعوة للمشيخة يؤهل لم ثم. والبقاء الفناء حال إلى يصل لم

من بقية فيه بقى منه: ما والتبر الخالص الذهب هو واإلبريز عن وصفي العارفين أولئك جوهر تخلص فقد غيره،

معارفهم لذلك فصارت األكوان وعالئق األجسام عوارض مال أي مال، يساويها ال وأعمالهم وأخالقهم وعلومهم

والمراد ينفع ما والمال حالهم مثل إلى يبلغ لم ممن غيرهم. اآلخرة الدار وفي الله عند ينفع ما هاهنا منه ولم واختياراتهم إراداتهم وفنيت حظوظهم اضمحلت ولما أطاعتهم منه يقرب وما الله غير في أرب وال حظ لهم يبق

وطاعتهم انقيادهم نظير منقادة، لهم وأذعنت األكوانلسيدهم.

له الله كان لله كان ومن مكونها مع تكون أبدا واألكوانله. ومنقادة طائعة كلها األكوان كانت تعالى له كان ومن أقول الذي الله أنا آدم المنزلة: ابن الله كتب بعض وفي

فيكون كن للشيء تقول أجعلك أطعني فيكون، كن للشيء.

(1/40)

أراد كما الله بقدرة كان ويريده، العارف يشاؤه شيء فأي يريد فال واختياره وتدبيره ومشيئته إرادته فنيت قد ولكنه

مراده اإلعتبار، بهذا فصار واختاره الله أراد ما إال يختار وال بهمته يؤثر دقيق. والعارف فإنه ذلك فافهم الله مراد عين

إال للشيء يتوجه ال ولكنه إليه، توجه شيء أي في وتوجهه. إلهي إذن عن

ما وكثيرا بالتواتر، معلوم أمر الله، ألولياء األكوان وطاعة للسالكين والتوجهات بالهمم االنفعاالت وتقع تتفق

بعد، إليها يخلصوا لم الذين الكشف مراتب على المشرفين ألهل أيضا وتقع لهم تقوية ذلك من لهم يظهر ما في ويكون شعورهم وعدم الله في لذهابهم به يشعروا أن وقل الفناءالكائنات. من بشيء

تعالى الله إلى الدعوة بوظيفة القائمون البقاء أهل وأما إلى وطمأنينتهم تعالى الله إلى لسكونهم لهم وقوعها فيقل

هممهم تنبعث أن فقل وأقداره أحكامه من يجري ما شيء إظهار في لهم يؤذن وقد ذلك، من لشيء وتوجهاتهم

يكذب معاند رد أو القصد ضعيف طالب لتقوية الخوارق منأوليائه. في الله خصوصية ويدفع الله بآيات

ذلك لكان ليغور بحر أو ليزول جبل إلى العارف توجه ولوالله. بقدرة

الكرامات هذه يشتهي لمن وزنا يقيمون ال العارفين إن ثم وهي االستقامة، بحظه. ويقولون: الكرامة لنفسه ويطلبها وسلم عليه الله صلى للرسول المتابعة بحسن عنها المعبر. وباطنا ظاهرا

نفسه تصير حتى الخوارق هذه من شيء إلى أحد يصل وال بكتمان ويتحقق الرياضة بواسطة اللطافة من غاية في

النفسانية. الحظوظ عن ويتعرى األسرار

(1/41)

فتنة كانت األمور هذه إحكام قبل منها شيء له حصل ومن أولياء إليه وصل الذي وهذا وحفظه الله عصمه إن إال عليه عوارض عن والخروج األكوان رق عن التحرز من الله

يشغل ما بترك عليه واإلقبال الله إلى اإلنقطاع و األجسام الملك هو فهذا ماكان، كائنا حضرته عن ويقطع عنه

وحفظه إقامته في يحتاج وال صاحبه، يغبط الذي الحقيقي عن الصافي واالشغال والتدبيرات واألموال الرجال إلى

عن البعيد األشرار منازعة من السالم اإلغيار مزاحمة واإلنعزال اإلنقطاع عن المنزه واألكدار، والمتاعب األنكاد

الدنيوي للملك تعرض عوارض هذه فإن واإلنحالل، والزوالعنها. منزه فإنه االخروي الملك وأما

وهواه نفسه اإلنسان يملك الملك: أن مراتب وأشرف إرادة الدارين في له يكون وال مواله سوى عما ويستغني

أولياء وصف ورضاه. وهذا قربه سوى شيء في رغبة وال حزب )) أولئك عنه، ورضوا عنهم الله رضي وخاصته الله(( المفلحون هم الله حزب إن أال الله هذه في جمع وقد به ونفع عنه الله رضي الشيخ قال ثم

إليه وأوصله عليه به الله فتح ما ذكر وجازتها مع األبيات الله إلى الطريق وذكر والشهود الكشف من به واتحفه

به خصوا ما جملة وذكر الله، أولياء ونهاية. ووصف بداية قذر عن النزاهة من به أتحفوا وما الله من القرب مزايا من

في التصرف من به أيدوا الفانية. وما األكوان إلى اإللتفاتيزول. وال ينقضي ال الذي الحقيقي والملك الوجود

والفعال القول النبي……مهذب على وصلوا تمتآل كل خير الورى……وآله سادة وصحبه

به أسعف ما بعد فليس األبيات يختم أن للشيخ آن فقد

طريق شرح من الوامق الراغب به وأتحف الصادق الطالب. بيان وبيانها الله

رسول على الصالة على كالمه، على الواقفين بحث فختمها مصحوبة الله من رحمة وهي وسلم عليه الله صلى الله

الكريم. النبوي بالمنصب يليق بتعظيم

(1/42)

عليه الله صلى النبي على الصالة على بالحث ختمها وفي ولغيره للشيخ حصل ما كل بأن وتنويه وإعالم تنبيه وسلم،

اإلتباع لكمال وميرات اإلقتفاء لحسن نتيجة العارفين، من. والفعال القول مهذب وسلم عليه الله صلى للرسول

عن المنزه الفصل الصدق ، وسلم عليه الله صلى فقوله الله . قال وغيره كذب من اآلدميين أقوال يخالط ما كل

(( يوحى وحي إال هو إن الهوى عن ينطق )) وما تعالى نقص كل عن ومهذبة منزهة وسلم، عليه الله صلى وأفعاله بالوحي واختص بالعصمة أيد قد ألنه اإلنسان، ألفعال يعرض. الرباني األمر عن ويفعل يقول إنما فهو اإللهي

والويل بسنته وعمل بهديه واهتدى به اقتدى لمن فطوبى دعوته إجابة عن وتثاقل متابعته عن حاد لمن الويل كل

وسنته. هديه بخالف وعمل إليه وهاجروا به وآمنوا حياته في صحبوه الذين وصحبه: هم

من ورأوه سمعوه ما عنه وبلغوا معه وحاهدوا دينه ونصرواوأفعاله. أقواله

فيها يشاركهم لم التي لهم، والفضائل المزايا هذه فإلجتماعالهدى. وأئمة الورى سادات كانوا غيرهم

والدينية، الطينية النسبة بين الجامعون أقاربه وآله: هم على الله فرض وقد إليه الناس وأحب به الناس أولى فهم

فهم الرجس عن بالتطهير وأكرمهم ومودتهم حبهم األمة صلى وأشرفهم الخلق خير هو من آل ألنهم آل خير لذلكوسلم. وآله عليه الله منهم المتابعة بدون لهم يتم وال الشرف هذا لهم يكمل وال

وأحق بها الناس أولى ألنهم به الله شرفهم الذي لسيدهمبالتزامها. الناس فيها. وطاقته وسعه يبذل ولم منهم عليها يحرص لم ومن

المصطفى متابعة عن بالمعرضين الالحق والشؤم فاللومغيرهم. نصيب من أوفر منه ونصيبهم لهم، ألزم المتابعة، أحسن لمن الحاصل والفضل الشرف أن كما

وأكمله أجله النبوي البيت أهل من فيها للمحسنين يكونوأفضله. وأعاله

(1/43)

وسلم، عليه الله صلى لرسولك المتابعة كمال ارزقنا اللهم إليه واهدنا ذلك على وأعنا وأقواله وأفعاله أخالقه في

حتى عليه وامتنا واحيينا فيه، والصدق اإلخالص وارزقنا خير في عنا راض وأنت كرامتك دار في بنبيك تجمعنا

. الراحمين أرحم يا وعافية، سيدي أبيات على الكالم من ، ايراده تيسر ما آخر وهذا

. الشيخ الشيخ مراد هو ذكرته الذي هذا أن أدعي وال أقوال ولست

الحق. فإن من وهو كالمه من فهمته شيء ولكنه بعينه من شيء فهو وإال الحمد فلله ، الشيخ عناه ما وافق

األحباب من عليه وقف من الله شاء إن به ينتفع الصواب. واألصحاب

بإفالسي وتخمين ظن عن ال ويقين، علم عن اعترف إني ثم وطرائقهم مواجيدهم وعن الله أهل حقائق عن وخلوي

الحميدة. إلى والميل لهم، والمواالة حبهم نفسي من أعرف نعم

والتصديق الظن حسن مع لسوادهم والتكثير بهم التشبه. والمشاهدات المكاشفات من به عليهم الله فتح ما بكل

مما نصيبا بفضله لي ويجعل بهم يلحقني ن الله من وارجو من مع "" المرء ورد، ومحبته. وقد معرفته من به خصهم

سواد كثر "من منهم"" و فهو بقوم تشبه "" من "" و أحب

"". منهم فهو قوم رسومها وعفت الطائفة هذه طريق اندرست فقد ذلك ومع

وجود عز بل فيها، الصادقين وجود وعز معالمها وانطمست من الناس عند معدودا فيها الكالم وصار بصدق يطلبها من

. العظيم العلي بالله إال قوة وال حول فال والفصاحة، البالغة قصيدته في الله رحمه مدين أبي الشيخ قول أحسن وما

. أولها التيالفقراء صحبة إال العيش لذة ما

{ واإلعتراف اإلعتذار شأن في ذكرناه ما جملة إلى مشيرا: يقول حيث الطريق، باندراس واإلخبار

اليوم يدعيها من وحال دراسة… القوم طريق بأن واعلمترا كيفBى أراهم متى عنهم مني األذن تسمع أو برؤيتهم… لي وأنخبراBى لي من بها ألف� لم موارد< على يزاحمهم… أن لمثلي وأن

كدرا>هم } بمهجتي … وأوثرهم وأداريهم أحب نفرا منهم وخصوصا

على المكان يبقى جلسوا… ما حيث السجايا كرام قومعطرا آثارهم}…حسن أخالقهم من التصوف يهدي منهم التآلف طرفا

نظرا راقني العزE ذيول يجر هم�…ممن الذين وأحبابي ودEي أهل هم

مفتخرا�ا الله في بهم شملي الزال }... وذنبن } فيه مجتمعا مغفورا

وم�غتفرا

(1/44)

جعله المسائل بجواب السائل المسمBى: باتحاف الكتاب تم} الله وغفر ورضوانه رحمته إلى ومقربا الكريم لوجهه خالصا أو الباطل إلى يميل أو الحق يخالف مما فيه وقع ما كل لنا

للخلق. وغفر وتصنع رياء من فيه داخلنا أو الهوى يوافق

ومستكتبه وكاتبه ولقارئه تأليفه في السبب كان لمنلله. والحمد المسلمين، وجميع وأحبابنا ولوالدينا وسامعه

ودنيانا، وديننا وظواهرنا بواطننا في نعمة من بنا ما اللهم الحمد فلك لك شريك ال وحدك منك أنها ونوقن نعلم فإنا سلب من الكريم بوجهك عائذين ذلك، على الشكر ولك

بمقتضى تعاملنا أن فضلك من سائلين النقم، وحلول النعمأهله. أنت فأنك لذلك أهال نكن لم وإن والكرم، الجود

على وسالم الراحمين خير وانت وارحم اغفر رب. العالمين رب لله والحمد المرسلين

عشر خامس الجمعة يوم أول إمالئه من الفراغ وكان من وألف وسبعين اثنتين1072 سنة شهور أول المحرم،والسالم. الصالة أفضل صاحبها على النبوية، الهجرة تسليما وسلم ، وصحبه وآله محمد سيدنا على الله وصلى. الدين يوم إلى كثيرا

. العالمين رب لله والحمد

(1/45)