كيمياء السعادة - الغزالي

39
رسالة اء ي م ي ك عادة س ل ا ي ل ا ز لغ ل م ي د ق ت" اب ي لك ا و" ب ا حامد ي ل ا ز لغ ا ب( 505 ) ه مة ل ك ي ف روح9 ش( ز ه وا" ج) " وب ل ق ل ا دمة ق م ف ل و م ل ا ل ص ف ل اأ’ ول ال: اء ي م ي ك" ب ه الد ل ص ف ل ا ي ن ا9 ي ل ا: ي ف ة زف مغ س ف ن ل ا ل ص ف ل ا9 ث ل ا9 ي ل ا: وف ق و ل ا ي عل ة ق ن ف ح ل ا ل ص ف ل ا ع" ب را ل ا: ة ق ن ف ح" ث ل ق ل ا ل ص ف ل ا س م ا خ ل ا: ة زف مغ ر سك ع" ث ل ق ل ا ل ص ف ل اادس س ل ا: ة زف مغ ل ا " ها ب ا" ي ’س وا ل ص ف ل ا ع" ب سا ل ا: لأق ح الأ ل ص ف ل اn ن م ا9 ي ل ا: هارمة ق ل ا ل ص ف ل ا ع س ا ي ل ا: اب ق ص م ي " ها لب ا ل ص ف ل ا ر9 ش عا ل ا: " ث ئ خ ع م ل عا" ب ي لغ ا ل ص ف ل ا خادي ل ا ر9 ش ع: ة ن رور" ث ل ق ل ا ل ص ف ل ا ي ن ا9 ي ل ا ر9 ش ع: اء ي{ ب ن الأ م ه ص ئ صا خ و ل ص ف ل ا9 ث ل ا9 ي ل ا ر9 ش ع: ي ف رف9 ش" ث ل ق ل ا ل ص ف ل ا ع" ب را ل ا ر9 ش ع: ة زف مغ درح"اب " وة ب لب ا ل ص ف ل ا س م ا خ ل ا ر9 ش ع: م عل ل ا" " اب خ ح ا هد ل ق ب ز لط ا ل ص ف ل اادس س ل ا ر9 ش ع: عادة س ل ا ي ف ة زف مغ لة ال ل ص ف ل ا ع" ب سا ل ا ر9 ش ع: ي ف ة زف مغ ز ه و" ج" ث ل ق ل ا

Upload: ziazuhdy

Post on 27-Jul-2015

398 views

Category:

Documents


33 download

DESCRIPTION

Bahtsul Kutub UAS

TRANSCRIPT

Page 1: كيمياء السعادة - الغزالي

للغزالي السعادة كيمياء رسالة

الكتاب تقديم هـ(505 )ت الغزالي حامد أبو

القلوب( جواهر )شروح في كلمةالمؤلف مقدمةالذهب كيمياء: األول الفصلالنفس معرفة في: الثاني الفصلالحقيقة على الوقوف: الثالث الفصلالقلب حقيقة: الرابع الفصلالقلب عسكر معرفة: الخامس الفصلوأسبابها المعرفة: السادس الفصلاألخالق: السابع الفصلالقهارمة: الثامن الفصلالبهائم صفات: التاسع الفصلالغيب عالم عجائب: العاشر الفصلالقلب روزنة: عشر الحادي الفصلوخصائصهم األنبياء: عشر الثاني الفصلالقلب شرف في: عشر الثالث الفصلالنبوة درجات معرفة: عشر الرابع الفصلالطريق لهذا حجاب العلم: عشر الخامس الفصل الله معرفة في السعادة: عشر السادس الفصلالقلب جوهر معرفة في: عشر السابع الفصلوعظمته القلب جوهر: عشر الثامن الفصلالنفس صفات من الحق صفات: عشر التاسع الفصل وتنزيهه الحق علم: العشرون الفصل

 الرحيم الرحمن الله بسم

الكتاب تقديم1

هـ(505 )ت الغزالي حامد أبو :حياته – أ

بن محمد بن محمد حامد ابو الدين زين البحر، والحبر العالمة، هو عن لذوده وذلك االسالم حجة لقب عليه غلب الذي الغزالي، محمد ومناظرته وقلمه بفكره عنها ودفاعه السالمية،ا العقيدة حياض

خراسان أعمال من طوس بمدينة ولد المتطرفة الفرق على وردوده منذ أقبل صغير، وهو والده وتوفي م،1058 لـ الموافقة هـ450 سنة

وعزيمة متواصلة، بارادة وتحصيله العلم ودراسة طلب على صغره وقد أبحره، في وغاص فنونه، في فتعمق دائب، وسعي مثابرة،

تلقى كما رأسه، مسقط في األمر أول وأصولها العربية مبادئ تلقى إلى انتقل ثم الراذكاني، محمد بن محمد بن أحمد على فيها الفقه

اإلسماعيلي مسعدة بن القاسم أبي يد على فيها ودرس جرجان، والجدل الفقه ودرس نيسابور إلى ذلك بعد ارتحل ثم الجرجاني، الملك عبد المعالي أبي على واألصول والكالم والفلسفة والمنطق أستاذ على ذلك بعد يدرس ولم الحرمين، بإمام المشهور الجويني

العراق، قصد ثم الجويني، اإلمام وفاة بعد نيسابور ترك ثم غيره، قد شهرته ان ولمس العباسية، الخالفة مركز بغداد، إلى فتوجه الملك نظام بالوزير فاتصل اليها، قدومه قبل اآلفاق تلك إلى سبقته

Page 2: كيمياء السعادة - الغزالي

المسماة بمدرسته التدريس مهمة اليه ففوض السلجوقي، ينشر فأخذ هـ،484 سنة فيها أستاذا وعينه )بالنظامية( ببغداد،

فارق ثم سنوات، أربعة مدة الكتب، ويصنف الطلبة، ويدرس العلم، إلى ذلك بعد ورحل الحرام، الله بيت وحج الحجاز، إلى فرحل العراق، وصنف سنتين، من قريب بالقدس، وأقام مدة، دمشق وسكن الشام،

ونزل المصرية الديار إلى رحل انه ويقال مصنفاته، بعض هناك انقطع حيث طوس، رأسه مسقط إلى ذلك بعد عاد ثم باإلسكندرية

الملك نظام بن الدين فخر الزمه ذلك وبعد والتأليف، والعبادة للخلوة يسيرة مدة فيها التدريس فمارس نيسابور، في بمهمته التدريس

والنظر العلوم مراجعة على وأكب داره ولزم طوس، إلى بعدها عاد هـ505 سنة مات وأخيرا والذكر، العبادة على والدوام االحاديث في

الله. رحمه بطوس ودفن 

العلمية: منزلته – ب نتطرق ان البد ورحالته، وشيوخه الغزالي نشأة على اطلعنا أن بعد المشهورة منزلته للغزالي ان حيث العلمية، منزلته عن التنوية إلى

العصور او فيه، عاش الذي عصره في سواء العلماء، بين والبارزة نحن الذي الحاضر وقتنا حتى الشهرة هذه الزمته تلته. وقد التي

محاطة منزلته إلى المقبلة األجيال نظرة ستبقى فيه. وكذلك نعيش العلوم من شتى فنون في خاض والمتابعة. فقد واإلكبار باالجالل

من وفائقة ممتازة موهبة أوتي وقد المواضيع، المختلفة والمعارف من كثيرا ألف كما االستنتاج، في والتعمق البيان، وقوة األفق، سعة

الكالم وعلم كالفلسفة كذلك، عديدة علوم في والرسائل الكتب.الخوالتربية.. واألخالق والتصوت والفقه

واستنساخها اقتنائها في الطلبة، وكذلك العلماء، أشهر تسابق وقد كلما وكانت جيل، إلى جيل من عليها والتعليق وشرحها ودراستها

وكتب اال األقطار، من قطر في الترجمة مجال في ما حركة نبدأ نرى ولذلك الترجمة، في الموشحة الكتب مقدمة في تأتي الغزالي،

زالت وال العالم، في لغات عدة إلى مترجمة الغزالي كتب أغلب ان وترجمة تأليفا والمعرفة والعلم الفكر رجال انظار تستقطب

.ودراسة 

مؤلفاته – جـ من كثيرا الله رحمه وضع فقد الغزالي، حامد ابو كتب عن أما

ممن المعدودين من الله رحمه كان اذ والتصانيف، والكتب الرسائل أشرنا كما مختلفة مواضيع وفي والتأليف، التصنيف بغزارة اشتهرسابقا.

المتداولة: ورسائله كتبه أهم ومن مشكاة الفالسفة، تهافت الضالل، من المنقذ الدين، علوم احياء

بين التفرقة فيصل العمل، ميزان المنطق، في العلم معيار األنوار، في العقائد قواعد المستقيم، القسطاس والزندقة، االسالم علم عن العوام الجام السعادة، كيمياء العارفين، منهاج التوحيد،غيرها. أخرى ومصنفات وكتب ورسائل السالكين، معراج الكالم،

آنفا، ذكره مر كالذي صحيحة منها كثيرة كتب الغزالي إلى نسبت وقد والتحير والظن الشك يلفها بل اليه، نسبتها في مقطوع غير ومنها

المكتبات، خزانات في محفوظا مخطوطا يزال ال ومنها أمرها، في مسؤول وغير بها، الغزالي حامد أبي لالمام عالقة ال موضوعة، ومنها

الوضاع على تبعتها وتقع ومحتويات، وأفكار آراء من فيها عماأعلم وغيرها.. والله والنساخ،

Page 3: كيمياء السعادة - الغزالي

   

2القلوب( جواهر )شروح في كلمة

وهي للغزالي السعادة كيمياء رسالةالقلب عجائب شرح في

  مواضيعها تنحصر اذ للغزالي، المهمة الرسائل من الرسالة هذه تعتبر

بين والعالقة الروح وحقيقة والقلب النفس أحوال شرح في من المتولدة القلبية، المشاهدة ومنزلة والمعقوالت، المحسوسات

ونبذ النفس شهوات قمع من الحاصلة الروحية والرياضة المجاهدةالروح. سعادة تتحقق ان أجل من وذلك أوضارها، العراقي المتحف مكتبة في المخطوطات خزانة في مودعة الرسالة

التعريف بطاقات من بطاقة ظهر على مدونة هي كما وأوصافها:يلي كما هي والتي التصوف حقل إلى الراجعة /8956 الرقم الغزالي محمد التصوف، السعادة، كيمياء في )رسالة

9 ص 38 س 52 سم(15 × 21

عبد دكتور اليها أشار وقد الفارسية، باللغة أصال الغزالي وضعها وقد نسخها فذكر الغزالي( بالتفصيل )مؤلفات كتابه في دويب الرحمن

قال كما عنها، الدراسات إلى وأشار وأماكنها، بأرقامها المخطوطة طبعة ،155 )ص الضالل من المنقذ كتابه في ذكرها الغزالي بان

بان بدوي الرحمن عبد األستاذ ذكر كما ( ويظهر1934 دمشق العربي النص نصه: )طبع ما قال حيث طبعتين فقط طبعت الرسالة

، هـ1328 سنة القاهرة الكردي، صبري طبعها رسائل مجموعة ضمن لم كما بعد، فيما للرسالة غيرهما أخرى طبعة يصدر هـ(.. ولم1343 يغفل لم وأخيرا بنفسها، مستقل بشكل لوحدها الرسالة تطبع

اللغات إلى الرسالة ترجمة متابعة بدوي الرحمن عبد الدكتور والحديثة، القديمة لها، الترجمات من جملة ذكر حيث األخرى،

واأللمانية. واإلنجليزية، والهندستانية، واألوردية، كالتركية، وهي مرة، الول لوحدها تنشر انها ميزتها يدينا بين التي والنسخة

واألسلوب، الترجمة ركاكة فيها حظنا ال وقد علميا، تحقيقا محققة بمعاودة انه اال العربية، اللغة بقواعد المترجم او الناسخ وجهل

أفكارها، ربط على والحرص النصوص قراءة دقة على الدارس بسهولة المتوخاة الواضحة النتائج إلى الوصول ضوئها على يستطيع

جدا. الغزالي فيها تناوله الذي الموضوعات لكن الحجم، صغيرة الرسالة

من المسلمين والمفكرين الفالسفة من احد في يسبقه لم يكاد باالستعداد اال تتم ال والتي السعادة عن البحث موضوع وهو قبله، الله، معرفة شرف يتم بواسطتها التي النفس حقيقة لمعرفة التام

وان قاصرة، معرفة الحواس معرفة ان إلى الغزالي ويستخلص عن تحصل والموجودات الوجود، بخالق االقرار الصحيحة المعرفة

القلب الجل خلق انما العقل ان يذكر ثم القلبية، المجاهدة طريقالسعادة. بها تتم التي الله عبادة الجل والروح القلب وخلق

 : فائدة

Page 4: كيمياء السعادة - الغزالي

عنه، وتزكيتها الرذائل باجتناب النفس )تهذيب : هيالسعادة كيمياءآلي: ( وتنقسمبها وتحليتها الفضائل واكتساب

بالحطام الباقي األخروي المتاع )استبدال : وهيالعوام كيمياء    -1(.الفاني الدنيوي

باستئثار الكون عن القلب )تخليص الخواص: وهي كيمياء    -2المكون(.

المؤلف مقدمة

ثقتي، وبه الرحيم الرحمن الله بسم المطر، وقطر السماء، نجوم بعدد والمنة والشكر كثيرا، الله الحمدوالسماء. األرض ودواب القفار ورمل الشجر، وورق

والعال، ، والعظمة والكبرياء والجالل، الوحدة صفته الذي لله والحمد ألحد وليس جالله، بكمال علم لمخلقو ليس خاصيته ، والبهاء والمجد،

معرفته عن بالعجز اإلقرار بل هو، اال حقيقته، معرفة الى طريق مجده في بالتقصير االقرار آلي والوصول الصديقين، معرفة منتهى مبادئ في العقالء عقل وغاية واألنبياء، المالئكة ثناء نهاية ، وثنائه

القرب طلب في والمريدين السالكين ومنتهى ، حائرة جالله اشراق دعوى تعطيل ادراكه أصل في الطمع قطع دهشه، جالله حضرة من

من األعين جميع نصيب وتمثيل، تشبيه الجمال من معرفته كمال لعجائب النظر من العقول جميع وثمرة تحيير، ذاته جمال مالحظة

يهجس ان ألحد يكون أن لله .. حاشاضرورية معرفة تقصير، صنعه ان سبحانه لله وحاشا هي وما ذاته، وجالل عظمته، كنه ضميره في

ال بل وجوده، فيعلم معرفته، صفة عجائب من واحدة لحظة ما لقلب البدائع وجميع عظمته، أنواع وحد قدرته، آثار جميع يعلم حتى يعلم،

والكل منه، والكل حضرته، جمال عليه ما وكل حكمته، من والغرائب هو، اال الحقيقة على وجود له شيء فليس هو، الكل ولكن به،

..وجوده على موقوفة األشياء وجميع ، األنبياء سيد وسلم عليه الله صلى المصطفى على والصالة.اإللهية الحضرة ومختار الربوبية أسرار وأمين الطريق وممهد..أصحابه وعلى..بيته وأهل

. الشريعة طريق ومظهر األمة، قدوة منهم، واحد كل فان :بعد أما

فانه كبير، وخطر عظيم، أمره بل والهزل، للعب خلق ما اآلدمي فان فحقيقة سفليا، ترابيا قالبه كان وان أبدي، فهو أزليا، يكن لم وان

ومتعلقا ممتزجا االبتداء في كان وان وجوهره علوي، رباني روحه المجاهدة، بوطقة في وضع فاذا وشيطانية، وسبعية بهيمة بصيغة

الربوبية، بحضرة لجواز صالحا واللوث، االخالط من طاهرا، صار وهبوط، صعود كله عليين، أعلى آلي سافلين أسف من ومرتقيا نازال، يكون ان به المختص السافلين وأسفل وديدنه، شغله وكذلك

وأعلى والغضب، الشهوة أسير صار والسباع، البهائم مقام في يد من والخالص ، المالئكة درجات آلي الوصول في المختص عليين

وصل فاذا له، ملكا ويصيران جميعا، فيتأسرهما والغضب، الشهوة المالئكة حق الصلوح وهذا ، اإللهية حضرة لعبادة صلح الملك هذا آلي

فال اإللهية حضرة جمال من اليسير حصل واذا اآلدمي، درجة وكما جنته، يصير الجمال ذلك من ونصيبه واحدة، ساعة عنه يصبر ان يقدر

]من[ التي الجنة وتلك الحس، جنة وظاهرها المعرفة، جنة باطنها جوهر كان وان منحصرة، جنة نظيره والفرج والبطن العين نصيب

Page 5: كيمياء السعادة - الغزالي

من يرتقي ان سبيل فال وخسيسا، ناقصا خلقته أول في اآلدمي. والمعالجة بالمجاهدة اال الكال درجة آلي النقصان درجة والنظافة الصفاء في والنحاس الصفر توصل التي الكيمياء ان وكما يعرفه!! فكذلك ال أحد وكل عسير، امر الخالص، الذهب قوم آلي

الصفاء آلي البهيمة الخسة من األمي جوهر هو الذي الكيمياء جوهر اال األبدية السعادة آلي يوصل حتى اليها، يوصل ال ، المالئكة ونفاسة

شرح الكتاب هذا وضع في والمقصود أحد، كل يعرفه وال أيضا، عسير.األبدية السعادة كيمياء بالحقيقة هي التي الكيمياء هذه أخالط الكيمياء واسم السعادة، كيمياء المعنى بهذا سميناه الكتاب وهذا ، الرزانة على يزيد ال والذهب النحاس بين التفاوت فان ، به أولى

آلي ومدتها تعلم وأنت الدنيا، نعيم على تزيد ال الكيمياء هذه وثمره.ونعيمها يكون، متى من وذلك ، المالئكة وصفات البهايم، صفات بين التفاوت فأما

ليس األبدية، السعادة وثمرة عليين، أعلى آلي سافلين أسفل فال ، صفائها أي للكدورة، طريق وال نهاية، لنعيمها وال آخر، لمدتها

عارية. هذه بغير الكيمياء، اسم كان جرماألول الفصلالذهب كيمياء

  في يكون وانما عجول، كل اليها يصل ال الذهب كيمياء أن اعلم

السماء في سبحانه الله وخزائن موجودة، والرؤساء الملوك خزائن من وكل السالم، عليهم األنبياء قلوب األرض وفي المالئكة جواهر أمره وأخر الطريق، غلط النبوة، حضرة غير من الكيمياء هذه طلب ويظهر والتمني، والتخمين الظن حالة موسم وحاصل التدليس، آلي ويقال: ظنونه في ويفتضح تدليسه، ويبين إفالسه، القيامة في

ن�ا ف� ك�ش� ك� غ�ط�اء�ك� ع�ن�ك� )ف� ر� ب�ص� م� ف� د�يد�( ]ق: ال�ي�و� الله رحمة [ ومن22ح� نبي، ألف مائة الخلق آلي أرسل انه السابغة، الواسعة سبحانه حتى الكيمياء، هذه نسخة الناس ليعلموا ألف، وعشرين وأربعة يتعدون المجاهدة!! وكيف بوطقة في القلب يجعل كيف يعلموا

يكتسبون والكدورة!! وكيف الخبث، هي التي الذميمة، األخالق المنة ووضع األنبياء، ارسال كان األنموذج الحميدة!! ولهذا األوصاف

ب�ح� من عز فقال الخلق، على ا لله� قائل: )ي�س� م�وات� ف�ي م� � الس� في و�ما

ض� د�وس� ا�لمل�ك� األر� كيم� ال�ع�زيز� ال�ق� و� الح� األمي�ين� في ب�ع�ث� ال�ذي ه�وال� س� ن�ه�م ر� ا م� م� ي�ت�لو� ( ]الجمعة: آيات�ه� ع�لي�ه� م� ك�يه� ي�ز� : أي [،2 ،1و�

م� البهايم، صفة هي التي المذمومة األخالق من ينظفهم ه� ي�ع�ل�م� )و�ة�( ]الجمعة: ال�ك�تاب� ك�م� الصفات ويلبسهم عليهم يخلع [: أي2و�الح�

.الربانية المالئكة منها، والتنظيف النقص، صفات من البعد الكيمياء، هذه ومقصود.الكمال صفات وتحصيل

تبارك الله وتواجه الدنيا، هذه عن وجهك تحول ان الكيمياء هذه وسراذ�ك�ر� فقيل )ص(، الله رسول كما وتعالى م� له: )و� ب�ك� اس� ت�ب�ت�ل� ر� إل�ي�ه� و�

له. كليتك واعط شيء كل من أي: انقطع [،8ت�ب�ت�يال�( ]المزمل: وأركانه أشياء، أربعة فمعرفة عنوانه، أما فيطول، هذه تفصيل وأمااصول. عشرة ركن كل وفي معامالت، أربعنفسك.. حقيقة تعرف األول: فأن العنوان أما

. تعالى الله تعرف ان: الثانيالدنيا. حقيقة تعرف ان: الثالثاآلخرة. حقيقة تعرف ان: الرابع

اإلسالم. األربعة: حقيقة هذه ومعرفة

Page 6: كيمياء السعادة - الغزالي

واثنان بالظاهر، متعلقان فاثنان اإلسالم، معامالت أركان وأما حق منهما: قضاء األول بالظاهر، فالمتعلقانبالباطن. متعلقان

عبادات. هذا ويسمى األمر وهو والمعاش والسكنات الحركات في األدب : حفظالثاني والركن

.بالمعامالت يسمى الذيبالباطن: المتعلقان االثنان وأما

والبخل الغضب مثل المذمومة األخالق من القلب تنظيف: فأحدهما المهلكات تسمى األخالق هذه فان ، والكبرياء والعجب والحسدالدين. طريق عقاب وتسمى والشكر كالصبر المرضية باألخالق القلب : تهذيبالثاني والركن.المنجيات تسمى وهذه والتوكل، والرضا والمجد واألربعين عنواين األربعة هذه نشرح الكتاب هذا جملة في ونحن :والثانيالسنة.. أهل اعتقاد : فياألول األصل العبادات، في أصال علوم إحياء )كتاب ترجمة في ذكرنا ما آخر العلم.. آلي طلب في

حديثا.. األربعون وهو الدين( السعادة، كيمياء لكتاب واألصول األركان فهرست : فهذهقال ثم

، العجمية يعرف لمن الكتاب هذا في المعاني هذه شرحناه وانما ليدركها الدقيقة، والمعاني الغالية، العبارات من الكتاب وحفظنا

من فليطلب ، وزوائد وتدقيق تحقيق ]فيه[ كان فان العوام، فهم القرآن(، )جواهر الدين( و علوم )إحياء كتاب مثل الغريبة الكتب

هذا في المقصود فان ، المعنى هذا في المؤلفة األخر والتصانيف بلفظ لهم أوردها ان من التمسوا فانهم الخلق، عوام الكتاب،

تعالى والله فهمهم، حد الكالم في نتعدى ان يمكن وال العجمية، الرياء، شوائب من اإلجابة في ويثبنا ذلك، التماس في بيتهم يطهر

وييسره، الصواب، طريق ويفتح المنى، وتحصيل التكليف، وكدورات الوفا يقع ما بالقلب، اللسان يجري حتى والتيسير التوفيق ويهب يقبل ال سبب بال واالمر ، ضائع عمل، بال القول وأما معاملة، ]ء[ به

سبحانه. الله بعون اآلخر، لقول اال: الكتاب أولأربعة: وهو اإلسالم، عنون بيان

النفس. معرفة: األول ولهذا النفس، معرفة وتعالى سبحانه الله معرفة مفتاح ان اعلم

.ربه عرف نفسه، عرف قيل: منم�تعالى وقال ن�ر�يه� اق� في آي�ات�ن�ا : )س� ( ]فصلت: و�في األ�ف� م� ه� س� أ�ن�ف�

53.] كيف نفسك تعرف لم فإذا منك، اليك أقرب شيء ال الجملة وعلى من يصلح ال إذ عرفها، قد انه ظن من غلط ولقد سواك؟ تعرف ظاهرك من يعرف وانما تعالى، بالحق عارف غير يكون ان عرفها

وإذا انتقمت، غضبت وإذا أكلت، جعت اذا انك وذلك فقط، أعضاءك]ء[.. سوا حد في والبهائم ذلك في وأنت نكحت، انعظت

مصيرها!! اين منشأها!! والى أين ومن كنهها، تعرف ان ينبغي فاذا سعادتها!! وفيم !! وبمخلقت القالب!! ولماذا هذا من معنى وألي

من مجتمعة بصفات متسمة وانها!! تشقى ماذا شقاوتها!! وفي وما السالم، عليهم والمالئكة والشياطين والسباع البهائم صفات

طلب أمكنك ذلك علمت فيك!! فاذا وانها الجملة، هذه من أنت فللبائهم عليه، اآلخر ما غير ، وغذاؤه أحد، كل سعادة اذ سعادتك،

لتقسيم ذلك، على فاحرص منهم كنت فان والكسب، والنوم األكل والقتل، الضرب وسعادتها، ]ء[ السباع وغذا وخرجك، بطنك أحوال

Page 7: كيمياء السعادة - الغزالي

والمكر، والحيل بالشر التضريب وللشياطين الغضب عند واالنتقامسعادتهم. فيه بما فأشتغل منهم كنت فاي وليس اإللهية، الحضرة مشاهدة وغذاؤهم فسعادتهم المالئكة وأما

في جوهرك كان فان السبيل، اليهم والسبعية الشيطانية للصفات الطريق لنفسك وتمهد الربانية الحضرة لتعلم فاجتهد ملكيا االصل

من نفسك وتخلص الجمال، ذلك مشاهدة الى لتصل لتسلكه فيك خلقت معنى ألي وتعلم والغضب، الشهوة ميدان في التوريط

� وتستخدمك تستأسرك ألنها والسباع، البهائم صفات أم ونهارا�، ليال أحدهما تركب يديك، بين الذي سفرك في وتسخرها تستأسرها كيف

طلبك في مقامك مدة بذلك لتستعين سالحك اآلخر على وتجعل وتصل المنى غاية تبلغ فحينئذ بمعاونتهم، سعادتك بذر تقتني حتى اإللهية، الحضرة ، الخواص عبادة في الغاية وتلك السعادة، نهاية الى

الجنة. العوام، عبارة وفي تعرف ال وأنت المعاني، هذه على الوقوف لك يتصور ال انه واعلم ليس الدين حقائق عن فهو ذلك، يعرف ال من وكل نفسك، من شيئا

القشور. اال حقيقته من نصيب له 

الثاني الفصلالنفس معرفة في

  شيئين: أحدهما: من مخلوق انك فاعلم نفسك، تعرف ان أردت فاذا

تسميته باطن .. واآلخر: معنىبالبصر رؤيته الممكن الظاهر البدن وما ذلك فحقيقته بالبصر، ال بالبصيرة يدرك والقلب، والروح النفس

القلب ذكرنا فمتى القلب، نسميه ونحن وخدمه، تبعه عداه� مرة نفسا يسمى الذي هو فالمقصود الموضوع اللحم ال مرة، وروحا

موجود هو اذ له، قدر ال فانه منه، األيسر الجانب في الصدر في ادراكه يمكن ما وكل بالبصر، يدرك ان ويمكن ، والموتى للبهائم القلب وحقيقة الشهادة، عالم ، المسمى العالم هذا من فهو بالبصر

سبيل، عابر ووصوله غريب، بل شيء، في العالم هذا من ليس الله ومعرفة عسكره، البدن وجميع وآلته، مركبه الظاهر واللحم

والشقاوة، والسعادة، التكليف، عليه صفته، حضرته ومشاهدة له، تابع الجميع في والبدن األصل، وهو اليه، راجع فيهم واألمر

ان سبحانه. فاجتهد الله معرفة مفتاح وصفاته حقيقة ومعرفة أصل ومعدن ، المالئكة جور جنس من عزيز جوهر فانه نفسك، تعرف

تغرب وانما ، ماثم آلي ومعاده هناك، من مجيئه االلهية الحضرة الله شاء ان والتجارة الحراثة معنى فاعلم والحراثة، للتجارة هاهنا

تعالى. 

الثالث الفصلالحقيقة على الوقوف

  وجوده، تعلم حتى ، ]ما[ حقيقة، على الوقوف يمكن ال انه أعلم

تعرف هو!! ثم من عسكره ماذا!! وتعرف وانه حقيقته، وتعرف الله معرفة له تحصل وكيف صفته، تعرف ثمهي!! ما عالقته

واحد كل آلي أشرنا وقد السعادة، هذه الى يصل سبحانه!! وكيف يشك ال اآلدمي اذ فظاهر، وجوده أما منه، طرقا وذكرنا ذكرنا، مما بهذا: ومرادنا له، روح وال للميت، ذلك اذ البدن، هو وليس نفسه، في

أن فلو جيفة، القلب هذا يكون بفقده الذي الروح حقيقته القلب يمكن ما وكل واألرض، والسماء، قالبه، ونسي عينه يغمض رجال

Page 8: كيمياء السعادة - الغزالي

ولن خبر، منها له ويكون بالضرورة، نفسه وجود فيعرف اليه، النظرذلك. وغير واالرض السماء، وال بدنه، من خبر له يكن لم

الرابع الفصلالقلب حقيقة

  الشرع يرخص صفته!! فلم شيء واي وماهيته، القلب، حقيقة أماأيضا.. ذكره )ص( في الله رسول يرخص ولم ذكره، في

ئ�لون�ك� الله قال وقد ي�س� وح� ع�ن� سبحانه: )و� ل� الر� وح� ق� ن� الر� ر� م� م� أ�

ب�ي( ]اإلسراء: يقول ان وهو هذا، من اكثر في له يؤذن فلم [،85ر� واألمر، الخلق ولله األمر، عالم من فانه اإللهية، األمور من الروح ان

الخلق، عالم من هو فيقال طريق، اليه والكمية للمقدار ما وكل مقدار، له ليس اآلدمي وقلب التقدير، بمعنى اللغة أصل في والخلق

ينقسم، او ، يتجزأ ان جاز لو اذ االنقسام، يقبل ال ولهذا كمية، وال عالما يكون أن ومحال به، عالما واآلخر بشيء، جاهال بعضه، لكان

واحد. حال في واحد بشيء جاهال أيضا، اإلبداع إذ، مخلوق، فهو ، للقسم قابل غير كان وان انه واعلم بهذا بالخلق.. فاذا التقدير على يطلق لما الخلق اسم عليه يطلق

عالم من اآلخر، ، وبالمعنى الخلق، عالم جملة من هو ، المعنىللمقدار.. اليها للمسامحة طريق ال أشياء عن عبارة هو إذ ، ]التقدير[

فقد قديم الروح ان ظن ومن قديم، الروح ان آلي قوم ذهب وقدغلط.. يقوم ال العرض فان ايضا، غلطوا وقد عرض، انه آلي آخرون وذهب

يكون فكيف تبع، عداه وما اآلدمي أصل والروح تبع، هو بل بنفسه،عرضا!!

والروح القسمة، يقبل جسم أنه آلي ذهب من أيضا، غلط وقد القسمة قابل وهو الروح، انه يقال آخر شيء هاهنا ولعمري بخالفه،

تحل الذي فهو قلبا، سميناه الذي الروح وأما ، البهائم أرواح لكنه هو بل عرض، وال بجسم فليس للبهائم وليس تعالى، الله معرفة فيه

حقيقته، على الوقوف يعسر المالئكة جوهر جنس من جوهر معرفته آلي وليست شرحه، في الشرع يرخص ولم كنهه، ومعرفة

فمن ، المجاهدة الدين طريق أول اذ، الدين، سلوك ابتداء في حاجة من سمعه قد يكن لم وان له، تحصل هذا فمعرفة بالشرط، جاهد تعالى: الحق قال التي الهداية جملة من المعرفة وهذه غيره،

ال�ذين� � )و� ا اه�دو� ين�ا ج� م� ف� د�ي�ن�ه� ب�ل�نا ل�ن�ه� ان يجوز [ ال69( ]العنكبوت: س� عسكر معرفة، من بد فال المجاهدة، قبل الروح حقيقة معه نذكر

.المجاهدة على يقدر ال عسكره، يعرف لم من فان القلب، مختلفة، عساكر المملكة هذه وفي القلب، مملكة البدن أن واعلم

ا ن�ود� ي�ع�ل�م� )و�م� ب�ك� ج� ( ]المدثر إال ر� ألجل القلب خلق وانما [،31: هو� ومعرفة تعالى، الله معرفة وسعادته السعادة، طلب وشغله اآلخرة،

بطريق تحصل وهذه العالم عجائب بمعرفة تحصل تعالى الله شبكته، والحواس صيده، فالمعرفة بالقلب، الحواس وقوام الحواس الجسد، الى الحاجة دعت السبب فلهذا وجماله، مركبه والجسد هذا وألجل والرطوبة، والحرارة والتراب الماء من مركب والجسد الجوع بسبب باطنه، من الهالك خطر وفي ضعيف، هو السبب

األعداء قصد وبسبب والنار، الماء بسبب ظاهره، ومن والعطش،ذلك. وغير والسباع

آلي احتاج وبسببه الشراب، الى احتاج والعطش الجوع هذا فألجل والمعدة، واألسنان والفم والرجل كاليد ظاهر احدهما عسكرين،

آلي ايضا واحتاج والشراب، للطعام الشهوة مثل باطن واآلخر

Page 9: كيمياء السعادة - الغزالي

والرجل كاليد ظاهر أحدهما ، الخارجة األعداء لدفع عسكرين.والرضا الغضب، مثل باطن واآلخر والسالح،

بإدراكات اال األعداء، ودفع الغذاء، تحصيل آلي التوصل يكن لم ولما الحواس وهي ظاهر فبعضها اليها، للحاجة بها تعالى الله أنعم

وهي باطن وبعضها واللمس، والذوق واألذن العين مثل الخمس، وقوة الفكر وقوة الخيال قوة مثل الدماغ ومنزلها خمس أيضا

شغل القوى هذه من واحد ولكل ، التوهم وقوة الذكر وقوة الحفظ الدين أمر في به المنوط الشغل اختل أحدهما، اختل فاذا به، يختص

والدنيا. فانه القلب، بأمر ، كلهم والباطن، الظاهر، العسكرين، هذا وجملة

اليد أمر نطق. واذا بالكالم اللسان أمر فإذا وملكهم، الكل أمير بالنظر العين أمر مشت.. واذا بالمشي الرجل أمر وإذا اخذت ، باألخذ

ويطيع يطيعه، وكل تفكرت، ]بالتفكير[ الفكر قوة أمر نظرت.. واذا ويحصل زاده، يأخذ حتى الجسد، ليحفظوا، رسمه ويمتثل أمره،

سعادته.. حب ويزرع أخرته، تجارة وتتم صيده، ، وتعالى تبارك لله المالئكة طاعة تشبه للقلب العسكر هذا وطاعة يمتثلون والطوع بالطبع بل أمر، في مخالفته على يقدرون ال فانهم

األوامر. 

الخامس الفصلالقلب عسكر معرفة

  مقصودك وتعلم طويلة، القلب عسكر تفاصيل معرفة ان اعلم

]ء[ مثال واألعضا والرجل واليد بلد، مثل البدن مثل ان بمثال: اعلم صاحب وهو الشحنة، مثل والغضب الخراج، كعامل والشهوة أهله،

هؤالء آلي حاجة وللملك وزيره، والعقل ملكها، والقلب المظالم، الخراج عامل مثل هي التي الشهوة لكن الملك، أحوال بسبب كلهم بقوله، ما بكل العقل هو الذي للوزير مخالف مخلط فضولي كذاب

الذي الغضب وهو الخراج، بحجة المملكة أموال تنقص ان أبدا وتمنيه ملك يشاور وقلما والشر، القتل محب أبدا وهو شرير، الشحنة، هو

مخالفة يقوله ما لكل يمكن وال يعزل، الكذاب والعامل ووزيره، البلد الفضول، من ليمنعه الشحنة عليه يسلط بل منه، يسمع وال الوزير،

فعل فاذا حده، من يخرج لئال مقصورا، مقهورا، يكون أبدا والشحنة فعل اذا القلب، هو الذي الملك وكذلك المملكة، أمور انتظمت هذا

وطريق المملكة أمور استمرت العقل، هو الذي الوزير باشارة واذا اإللهية، الحضرة آلي الوصول طريق عليه ينقطع وال السعادة،

الملك ويصير المملكة، خربت والشهوة، الغضب أسير العقل جعلالبحث. ردي هالكا�

  

السادس الفصلوأسبابها المعرفة

  انما والغضب، الشهوة امام أسلفناها التي الجملة هذه بينة علمت قد

االثنان، هاذان، فإذا، البدن، وحفظ والشراب، الطعام ألجل خلقنا البدن وخلق علفه، هما اللذين والشرب الطعام في للبدن خادمان له، شبكة ليكونوا للعقل، خدما الحواس وخلقت الحواس، ليحملبها. وجل عز الله صنع عجائب ليعلم

Page 10: كيمياء السعادة - الغزالي

والقلب القلب، ألجل خلق انما والعقل العقل، خدم الحواس فاذا بهذا، مشغوال كان فاذا الربوبية، حضرة جمال الى النظر ألجل خلق عزوجل: قوله معنى وهذا اإللهية، للحضرة والخادم العبد اذا، فهوا ت� )و�م� ل�ق� ن� خ� ( ]الذاريات: إال� و�اإلنس� ال�ج� خلقت وانما [،56ل�ي�ع�ب�د�ون�

من ليسافر البدن مركب اليه سلم و والمملكة، العسكر هذا أعضاء ويأتي النعمة، هذه حق يقضي ان أراد فاذا ، أعلى آلي التراب عالم

صدر في الملك يجلس ان ينبغي موضعها، في العبودية بشرط وطنا اآلخرة ومن ومقصدا، قبلة اإللهية حضرة من ويتخذ المملكة والرجل اليد ومن منزال، الدنيا ومن مركبا، البدن ومن وقرارا�، له ليجمعوا وآخر بعد بعالم منهم واحد كل ويوكل ]ء[ خدما واألعضا

الدماغ أول في التي الخيال قوة من ويتخذ العمل، ذلك أخبار جميع في التي الحفظ قوة من كلهم الجواسيس عنده ليجمع بريد صاحب

البطاقة وهي األخبار، جريدة فيها يجعل خريطة ويتخذ الدماغ آخر في األمر ليدبر الوزير على يعرض البريد، صاحب يد من أحدها التي

واحدا رأى فاذا الملك، سفر ويدبر األخبار من بلغه ما بوفق المملكة الملك على بغي قد وغيرهما والغضب الشهوة مثل العسكر، من

جهاده. في دبر عليه الطريق قطع وأراد الطاعة، من يده وأخرج ان فينبغي به، اال تستقيم ال المملكة فان قتله، يقصد وال به واشتغل

بين الذي السفر حد على ليعينوه الطاعة حد الى له ليذعنوا يدبر يستحق ما ويجد النعمة، حق وقضي سعيدا كان ذلك فعل فاذا يديه،

الطريق قطاع وافق ذلك بخالف عجل وان وقتها، في الخلعة من النكال فاستحق شقيا، وكان النعمة، وكفر ]ء[ البغاة، واألعدا

والعقوبة. 

السابع الفصلاألخالق

  باطنه في التي العساكر من واحد كل مع اآلدمي لقلب ان اعلم

الردية األخالق وبعض وصفة، خلف واحد كل من له يظهر عالقة.السعادة آلي توصله ، أحسن وبعضها له، المهلكة الردية أربعة آلي يصير كمالها كثيرة جملة كانت وان األخالق تلك وجملةاألخالق: من أقسام. البهائم أخالق

.السباع وأخالق.الشياطين وأخالق. المالئكة وأخالق األكل، عند البشرة كإظهار البهائم أفعال يفعل الشهوة وضع فسبب مثل واألسد، والذئب الكلب أفعال يفعل فيه الغضب وضع وبسبب فيه ما وبسبب واللسان، باليد الخلق في والوقوع والقتل الضرب

يفعل الخلق بين الفتن وإرادة والتخليط والتلبيس والحيلة المكر من :مثل ، المالئكة أفعال يفعل العل من فيه ما وبسبب الشياطين، فعل ويفرح الخسيسة، األفعال من والحمية والصالح، العلم، محبة

المعرفة، وعدم والجهل العيب ويرى الجميلة،]ء[ األشيا بمعرفة وخنزير، كلب، ]ء[، أشيا أربعة اآلدمي جلسة في ان الحقيقة وعلى

الصفة ألجل بل صورته أجل من يذم ال الكلب وملك.. فان وجني، ، القذرة القبيحة]ء[ األشيا في والخوض الشره يقع وبها فيه، التي

والملك.. الشيطان حقيقة وكذلك الكلبية، وحقيقة تلبيس بكشف فمأمور األمي ،فأما المعنى هذا من قلناه ما وهذا

حتى المالئكة أنوار آثار من هي التي العقل بأنواع ومكره الشيطان

Page 11: كيمياء السعادة - الغزالي

)ص( الله رسول كما وعيوبه، الفتنة آثار فيه تظهر وال عواره، يظهر عليه نصرني الله ولكن شيطان أيضا ولي شيطان آدمي قال: )لكل

الشرور( فقد من بشيء يأمرني ان يقدر ال قهري تحت صار حتى العقل يد تحت يجعلهما حتى غضبه وكلب وشهوته، خنزيره بأدب أمر أخالق هذا من حصل ذلك فعل فاذا بإذنه، اال يقعدا وال يقوما كيال

وشد ذلك بخالف فعل فان سعادته، لب هي جميلة وصفات حسنة شقاوته، لب هي أخالق فيه تظهر حتى خدمتها منطقة وسطه على مشدود نفسه يرى النوم في او اليقظة في حالته له كشف فان

ان فيعلم اسير، جني او كلب او خنزير يدي بين الخدمة في الوسط رأوا أنفسهم وحاسبوا الخلق اكثر أنصف ولو وأقبح، أفحش حاله

أنفسهم ولهوا، لمرادهم، مشدودة أوساطهم في الخدمة منطقة في كانوا وان ذكرناه الذي هذا الحقيقة، على وحالهم ونهارا ليال

المعاني، تظهر انما ، القيامة في فغدا اآلدميين، يشبهون الصور عليه غالبة الشهوة كانت فالذي المعاني، قدر على الصور وتكون

يوم يرى عليه غالبا الغضب كان والذي خنزيرا، القيامة يوم يرى فتعبيره: سبعا، النون في رأى اذا هذا ألجل سبع، صورة في القيامة

النوم الن قذر، رجل انه فتعبيره خنزيرا، رأى ظالم. وان رجل انه كانت اذا العالم هذا من له يعبر النوم من القدر وهذا الموت، أنموذج باطنه. وهذا قدر على أحد كل صورة ان حتى للمعنى تبعا الصورة

الكتاب. شرح يحتمله ال عظيم سر 

الثامن الفصلالقهارمة

  موافقا فكن ، األربعة: القهارمة هؤالء باطن في ان علمت فاذا

منهم. أنت من طاعة في تتبين حتى وسكناتك، بحركاتك معك تبقى حرفة كل من صفة لقلبك تحصل انه بالحقيقة واعلم األخالق، لها يقال الصفات وتلك العالم، ذلك الى صحبتك في وتأتي الشهوة أطلعت ]إن[ فانك القهارمة، هؤالء من أنواره تنفتح وانما

والحسد والحرص والوقاحة القذارة صفة فيك ظهرت الخنزيرية ظهرت يدك، تحت وجعلته وأدبته قهرته وان ذلك، وغير والشماتة

والزهادة، والظرف، والحياء، النفس، وحفظ القناعة، صفة فيك قلة ظهرت الكلبي الغضب اطعت وان اليد، وقصر الطمع، وقلة

واالفتخار، والكبرياء وبغضهم للخلق والتنقيص والهم المباالة في والوقيعة الدنيا، من النهاية بلوغ من فات ما على والتحسر

الكلب هذا أدبت وان اليهم، وااللتفات بهم، االكتراث وقلة الخلق، والشهامة والسكون والثبات والشجاعة والعفو الصبر فيك ظهرذلك. وغير على والخنزير الكلب هذا تحريض عمله الذي الشيطان أطعت وان

فيك ظهرت والحيلة المكر وتعليمهم وتشجيعهم القبيحة، األفعال ولم قهرته وان والتلبيس، والنفاق الطوية، وسوء والتخليط الخيانة

والمعرفة الذكاء فيك ظهر القلب عسكر وصرفت بتلبيسه تغتر. والرئاسة والعصمة، للخلق، الصالح وطلب والحكمة، والعلم بدء ويكون الباقيات، هي التي معك، الباقية الحسنة االخالق وهذه

وحركات الطاعة، لها يقال األخالق، هذه من تظهر التي سعادتك، المضيئة مثل والقلب الوصفين، هذين من تخرج ال وسكناته اآلدمي اليها، وصلت اذا والظلمة، الدخان مثل القبيحة واألخالق النيرة،حجابا�. وتكون اإللهية الحضرة يرى فال ، ظلمة صيريها

Page 12: كيمياء السعادة - الغزالي

ظلمة رفعت القلب آلي وصلت اذا النور، مثل الحسنة األخالق وهذه(.تمحها الحسنة السيئة )ص(: )اتبع الله رسول قال ولهذا المعصية،

الله أتى من اال ينجو وال ومظلما، القلب يأتي انما القيامة وفي منه تتأتى الحديد، مثل خلقته، ابتداء في آدم ابن وقلب سليم، بقلب هذه على أريدت فاذا العالم، في ما كل فيها يظهر منيرة، مرآة

ال بصفة تصير حتى الزنجار، وأكلها الصدأ غشيها واال حفظت، الصفة� الله قال ما على مرآة منها تأتي ان� ب�ل� تعالى: )ك�ال ل�وب�ه�م ع�ل�ى ر� ا ق� م�( ]المطففين: ك�ان�وا� ب�ون� [.14ي�ك�س�

 التاسع الفصلالبهائم صفات

  والشياطين والسباع البهائم صفات كانت اذا تقول انك شك وال

انما انه يعلم شيء وباي ؟ المالئكة صفة علمتم اين فمن. والمالئكة.الصفات باقي دون الملكية األخالق لتحصيل خلق

البهائم من وأجمل أشرف اآلدمي ان علمت اذا ذلك تعلم انما فاعلم درجته، نهاية فذلك كماال، أعطي شيء وكل ذلك، وغير والسباع

فان الحمار، من أشرف الفرس ان هذا، مثال خلق، خلق وألجله والجهاد الجري ألجل خلق والفرس خلق، األحمال نقل ألجل الحمار

قوة ايضا وأعطي أراد ما حيث الفارس تحت يمر حتى والقتال، الحمار، يعطي لم ما من والزيادة الكمال وأعطي الحمار، مثل الحمل

وهذا الحمار، درجة الى ورد حمولة، منه اتخذ كماله عن عجز فان والنوم لألكل خلق انما اآلدمي ان قوم ظن ولذلك ونقصانه، هالكه

خلق انما قوم وظن ذلك، في زمانهم فأنفذوا والتمتع، والجماع واألكراد، الترك مثل الغير وقهر واالستيالء والغلبة الغضب ألجل

وهي بالشهوة، يكونان والجماع األكل فان خطأ الرأيان وهذان وسفاد اآلدمي، أكل من أكثر الحمار وأكل ، البهائم في مركبة

واالستيالء للغلبة وما ، منهم أشرف اآلدمي يكون مما أكثر العصفور فقد …القوة القوة هذه السباع أعطيت وقد بالغضب، فيكونان

وهو كمال الزيادة ولتلك وزيادة، والبهائم للسباع ما اآلدمي أعطي يد من نفسه وتخليص صنعه، وجميل تعالى الله به يعرف الذي العقل

على استولى الصفة وبهذه المالئكة صفة وهذه والشهوة، الغضب وجه على جاء ما كل وكذلك له، مسخرون وكلهم والسباع، البهائمر� الله قال ما على االرض، خ� ا ل�ك�م تعالى: )و�س� م�وات� ف�ي م� ا الس� و�م�

ض� ف�ي ر�� األ� يعا م� ن�ه�( ]الجاثية: اآلية ج� [.13 م�

فيه غريبة فانها الصفات وباقي وشرفه، كمال منه، ما حقيقته، فاذا معه يبق لم مات اذا ولهذا وعدته، عدده اليه أرسلت وانما وعارية، وهو الحق، صفة انه الصافي الجوهر فانما الشهوة، وال الغضب ، األعلى للمأل رفيق وهذا لهم، رفيقا يكون جرم ال المالئكة صورةع�د� اإللهية: )ف�ي حضرة في أبدا وهم ق� د�ق� م� ند� ص� ل�يك� ع� ت�د�ر( م� ق� م�

ظلمة من الصدأ به تعلق فانما المنكوس، المظلم وأما [،55]القمر: الشهوانية األخالق ن به اعتداه بما منكوسا وكان المعصية،

القدس، عالم العالم، هذا في له شهوة كل ترك وقد والغضبية، العالم وهذا ومراده، شوته، محل فانها الدنيا، وجه الى قلبه فوجه : تعالى قوله معنى هذا منكوسا، رأسه يكون فاذا اآلخرة، عالم تحتل�و� ى )و� ر�م�ون� إذ� ت�ر� � ال�م�ج� وا م� ن�اك�س� ه� ء�وس� ند� ر� ( ]السجدة: ع� م� ب�ه� [12ر�

]اآلية[.

Page 13: كيمياء السعادة - الغزالي

أحد يعلم وال سجين، في الشياطين، من فهو صفته، هذه كانت ومنا الله قال هذا وألجل سجين، معنى ما ا أ�د�راك� تعالى: )و�م� ( م� ين� ج� س�

[ ]اآلية[.8]المطففين:  

العاشر الفصلالغيب عالم عجائب

  جملة ذلك من وأعجب نهاية، له ليست الغيب عالم عجائب ان اعلم

ذلك. عن غافلون الخلق وأكثر وشرفه، القلب عجائبوجهين: من وشرفه وجه من شرفه أما القدرة، وجه واآلخر: من العلم، وجه من: أحدهما

واآلخر: خفي، الخلق، جميع يعلمه : أحدهما: ماطبقتين فعلى العلم جملة معرفة قوة الظاهر: ]فهو[ اماعزيز. وهو أحد، كل يعرفه وال

ويتعلمها، الكتب، في ما ويقرأ جملتها، بها يعمل حتى الصناعات واحد انه مع الشريعة، وعلم والنجوم والطب والحساب الهندسة مثل العالم كل بل العلوم، جميع فيه يسع اذ القسمة، يقبل ال نفسه في وحركتها نفسه فكره في يذهب واحدة لحظة في بحر، في ذره فيه مساحة علمه مع المغرب آلي المشرق ومن العال، آلي الثرى من

، ذراع من ذلك كم مساحة يعلم انه حتى النجوم ومقدار السماوات ]ء[ آلي الهوا من الطير ويحيط بالحيلة، البحر من المسك ويخرج واألسد الفيل مثل بنفسه القوية الحيوانات ويسخر األرض،

عنده.. العلوم عجائب من العالم في ما وكل والفرس، الخمس، الحواس هذه طريق من تحصل انما عنده العلوم هذه وجملة وأعجب الطريق، طاعة لها خلق ولهذا ظاهرة، كانت السبب وبهذا

السماوات ملكوت تحت مفتوحة روزنة القلب باطن في ان هذا من عالم آلي مفتوحة دروب خمسة القلب خارج في ان كما

الملكوت عالم اما الجسماني، بالعالم المسمى المحسوسات الجسماني العالم يلقبون الخلق وأكثر الروحاني العالم فيسمى

الحواس جهة من الحاصل والعلم ، باألصل مختصر وهذا بالمحسوس آلي روزنة القلب ابطان في ان على والدليل أيضا، مختصرة علوم

عليه انسدت اذا النائم فان أحدهما: الرؤيا شيئان، األخرى العلوم الملكوت، عالم من الغيب له فيظهر الباطن، الباب له انفتح الحواس

اما ويراه المستقبل، في يكون ما يعلم حتى المحفوظ اللوح ومن التفسير، آلي فيه يحتاج بمثال واما يكون، ان يريد ما مثل ظاهرا

حال في بالمعرفة أولى المرء ان الناس يظن الظاهر حيث ومن في ويؤدونه اليقظة، حال في النظر يدركون انهم ويرون اليقظة،

يمكننا ال النوم حقيقة شرح ]وإن[ الحواس طريق من ال المنام حالالكتاب. هذا في شرحه

واللوح المرآة مثل القلب ان تعلم ان ينبغي الذي القدر وأما ان وكما الموجودات، جميع صورة فيها أخرى مرآة مثل المحفوظ

لها، المقابلة في األخرى في تقع المرآتين احدى في التي الصورة من وفرغ صفي اذا القلب في يظهر المحفوظ اللوح في ما فكذلك

بالمحسوسات مشغوال دام ما و مناسبات، منه واخذ المحسوسات من يفرغ النوم حالة وفي الملكوت، عالم مناسبات عن محجوبا كان

مطالعة من جوهره، في ما فيه يظهر جرم فال المحسوسات في باق فالخيال النوم لسبب الحواس وقعت اذا ولكن الملكوت، يكون فال خيال، مثل كسوة في يراه ما يكون هذا فألجل موضعه، عند اال األغلب من الخيال غطاء من يخرج وال مكشوفا تصريحا

Page 14: كيمياء السعادة - الغزالي

ويرى األغطية فتكشف حواس، وال خيال يبقى ال فحينئذ الموت،ن�ا ويقال خيال، بال األمور ف� ك�ش� ك� غ�طاء�ك� ع�ن�ك� له) ف� ر� ب�ص� م� ف� ال�ي�و�د�يد� ب�ن�ا22( ]ق: ح� ن�ا [ ويقولون: )ر� ر� ع�ن�ا أ�ب�ص� م� ع�ن�ا و�س� ج� ار� ل� ف� � ن�ع�م� ال�حا ص�

( ]السجدة: إن�ا ن�ون� وخاطر فراسة األولية أخذ من آخر [ دليل12م�وق� طريق غير من القلب آلي واصل اإللهام سبيل على مستقيم يعلم القدر وبهذا ، جاءه أين من يعلم ال وهو منه، ظهر بل الحواس،

ان بهذا فتعلم المحسوسات، طريق من تكون ال كلها العلوم ان له الحواس وجعلت الملكوت، عالم من بل العالم هذا من ليس القلب

ذلك مطالعة من حجابه كانت لذلك جرم فال العالم، هذه أجل منالعالم. ذلك الى الطريق يجد ال العالم هذا من يفرغ لم فما العالم

 عشر الحادي الفصلالقلب روزنة

  راضى رجال كان لو بل للملكوت تفتح ال القلب روزنة ان تظن ال

ويخرج الردية، واألخالق والشهوة الغضب يد من قلبه، وخلص نفسه عينيه ويغمض خال، موضع في ويجلس ، العالم لهذا مرارة قلبه من

على يقول الملكوت، بعالم المناسبة لقلبه ويعطي حواسه، ويعطل بال نفسه من يصير ان الى باللسان ال : الله.. الله.. بالقلبالدوام

فاذا تعالى، الله من اال شيء من خبر بال لفظا العالم جميع ومن خبر، الخلق يراه وما الروزنة، تلك انفتحت مستيقظا كان وان كذلك، صار صورة في له تظهر المالئكة وأرواح اليقظة، في يراه النوم في

منها له ويجعل الفوائد منهم وياخذ كلهم األنبياء ويرى حسنة، يرى الباب هذا له يفتح ومن واألرض، السماوات ملكوت ويرى المدد، الذي وهو والخيال الحس تحت تدخل ال التي الهائلة العظيمة األمور

ومغاربها، مشارقها فرأيت األرض لي )ص(: )زويت الله رسول قالاهيم� ن�ر�ي سبحانه: و�ك�ذلك� الحق قال الذي وهو ل�ك�وت� إب�ر� ماو�ات� م� الس�

( ]األنعام: ض� ر� علوم جميع بل الحال، هذه من كان [ كله75و�األ�

والتعليم، الحواس طريق من ال الطريقة، هذه من ]ء[ كانت األنبيا. المجاهدة( كلها هذه وبداية

أذ�ك�ر� قال كما م� سبحانه: )و� ب�ك� أس� ت�ب�ت�ل� ر� [8ت�ب�ت�يال�( ]المزمل: إل�ي�ه� و� له كليتك واعط شيء، كل عن وانقطع شيء، كل من تنظف يعني

المشرق رب مؤنتها، يكفيك سبحانه الله فان الدنيا بتدبير تشغل وال تختلط وال اليه فافرغ وكيال�. أي فاتخذه هو، اال إله ال والمغرب،

ب�ر� بهم تشغلن وال بالخلق ا ع�ل�ى )و�اص� ول�ون� م� م� ي�ق� ه� ر� � و�اه�ج� را ه�ج�يال�( ]المزمل: م� يصير كيما والرياضة المجاهدة تعليم كله وهذا [،10ج�

المحسوسات، وشغل والشهوة الخلق رذيلة من صافيا القلب به بطريق لهم يحصل ما أما النبوة، طريق وهو الصوفية، طريق وهذا

الى باإلضافة مختصر ولكن أيضا، أكثر وهذا العلماء، بذات التعليم الحق حضرة من لهم الحاصل واألولياء األنبياء وعلم النبوة، طريق

الطريق هذا وتصحيح قلوبهم، عن اآلدميين تعليم واسطة بال سبحانه لم وان أيضا، العقلي، وبالبرهان كثير، لخلق بالتجربة، كله معلوم

بالبرهان وال بالعلم وال بالذوق الحالة هذه لك حصلت قد تكن هذه أحدى تحرم لئال مصدقا مؤمنا تكون أن من أقل فال العقلي،

علم وبه الغيب عالم عجائب من وهذا كافرا�، تصير وال درجات، الثالثشرحه.

  

Page 15: كيمياء السعادة - الغزالي

عشر الثاني الفصلوخصائصهم األنبياء

  جواهر وان مخصوصين، غير السالم عليهم األنبياء هؤالء ان واعلم

كل من يتخذ ان يصلح ان كما الفطرة، اصل في كلها لحتص اآلدميين في غاض اذا لكن العالم صورة تحكي مرآة فطرته أصل من حديد

عليه غلب اذا القلب كذلك وأهلكه، فسده والزنجار الصدأ جوهرها الخاصية لتلك يصلح ال فيه وتمكن والمعاصي والشهوات الدنيا حرص

وأبواه الفطرة على يولد مولود )وكل الفطرة، تلك منه وتبطل والصالحية والخاصية العموم ولهذا ويمجسانه(، وينصرانه يهودانه

ت� اذ عنها تعالى الحق قائل أخبر ب�ك�م قال: )ألس� الوا ب�ر� ب�لى( ق� من أكثر االنسان له قيل عاقال رجال ان لو [ هكذا172: ]األعراف

ولم بإذنه يسمع لم عاقال أن ولو صحيح، الكالم هذا بلى لقال الواحد فطرة فكذلك ذلك يصدق باطنه لكان بلسانه يقل ولم سمع قد يكن

: قائل من غز قال وكما تعالى، الله فطرة على مصوغة اآلدميينل�ئ�ن أ�ل�ت�ه�م )و� ن� س� ل�ق� م� اوات� خ� م� ول�ن� و�األ�رض� الس� الله�( ]لقمان: ل�ي�ق�

ا( ]الروم: الن�اس� ف�ط�ر� ال�تي الله� � تعالى: )ف�طر�ت وقال[ 25 ع�ل�ي�ه� غير كلهم األنبياء ان والتجربة العقلي البرهان ]بـ[ عرف وقد [،30

مثلكم( بشر أنا )ص(: )إنما قال ما على آدميون وأنهم مخصوصين آلي ودعاهم الخلق، صالح له ظهر لواحد، الطريق هذا فتح اذا لكن ظهرت من يجبر وال كرامة، وحاله، وليا، يسمى له ظهر والذي ذلك،

ان الله قدرة في بل ودعوتهم بالخلق يشتغل ان على الحالة هذه له يحتاج فال جديدة طريقة الشريعة ان أجل من اما بدعوتهم يشغله ال

تكون ال أخرى شروط لها الدعوة ان أجل ومن أخرى دعوة آلي بأوليائه صحيحا ايمانك يكون ان فيجب الولي هذا في موجودة. األولياء وكرامة طريق، اليه ولالختبار بالمجاهدة، تعلق له األمر هذا أول ان وتعلم وصل من كل وال وصل، سلك من كل وال سلك، عزم من ليس ولكن

أبر ووجوده شرائطه كانت وأعز، عزيز هو شغل كل وجد.. لكن ومن المعرفة، مقام في اآلدميين، درجات أشرق هو وهذا وأعز، يوصل، وال يتم ال الطريق سلك قد ممن شيخ وال مجاهدة، بال طلبه فال السعادة، بهذه األول في له يحكن ولم التوفيق، يساعده لم ومن وفي الظاهر، العالم في اإلمامة درجات ووجود المقصود، يصلكذلك. حكمها االختيارية األشغال جميع

 عشر الثالث الفصل

القلب شرف في 

وهو بالقلب، المسمى اآلدميين جوهر شرف من أنموذجا علمت قد وذلك شرفا، القدرة جهة من ايضا له ان االن واعلم العلم، طريق

ان كما اآلخر، الحيوان في ذلك يوجد وال المالئكة، خاصية من المعنى صوابا يرونه ما على تعالى الله باذن للمالئكة مسخر االجسام عالم

ويصورون الربيع، زمن في الهوا فيثيرون اليه الخلق حاجة مع هذه من جنس ولكن األرض، في والنبات األرحام، في الحيوانات

اآلدمي قلب ومملكة.. كذلك مسخرة، المالئكة من طائفة األمور بعض بها يسخر قدرة ايضا اعطي وقد المالئكة، جوهر جنس من فانه

وبدنه يداه بالشخص المتعلق المشخص والعالم العالم، اجسام واالرادة والعلم باالصبع، ليس القلب ان معلوم وانه للقلب، مسخرة

العسكر، على بل االصبع بامر يتحرك ال فالقلب ايضا، باالصبع ليس

Page 16: كيمياء السعادة - الغزالي

من بالعروق البدن مسام انفتح القلب في الغضب صورة ظهرت فاذا صورة القلب في ظهرت واذا المطر، مثل وهذا األعضاء السبعة الطعام في تفكر واذا الشهوة، جانب الى وتحرك الريح ظهر الشهوة

الماء وأراقت الخدمة الى اللسان تحت التي القوة ماتت وأكله تصرف فان بمغطي، ليس وهذا اكله، يمكن كما الطعام لترطب انه تعلم ان يجب ولكن مسخر له والبدن ظاهر البدن في القلب بجانب وأشبه وأقوى اشرف القلوب بعض يكون ان ويمكن يجوز،

على هيبته فتفع بدنه عن خارجه اخرى اجسام فتعطيه المالئكة فيشفي بمريض الهمة ويعلق وخاضعا مطيعا فيصير مثال األسد

ليصل شخص حق في الفكر ويدير فيمرض صحيح على الوهم ويطرح نزول على الهمة وتعلق الشخص ذلك باطن من حركته فتظهر اليه

بالتجربة، ومعلوم العقلي بالبرهان منكر غير كله هذا فينزل المطر من فانه الباب هذا والسحر. فمن العين اصابة من يسمى ما وايضا بهيمة نظر اذا الشخص فان أخر، اجسام في اآلدمي نفس تأثير جملة مع البهيمة تلك في همته فعلو الحسد جهة على اليها ونظر حسنة كما الوقت، في تهلك البهيمة فان كذلك النظر الى الداعي الحسد

واعلم القدر(، والجمل القبر الرجل لتدخل )العين ان الخبر في روى ظهرت اذا الخاصية وهذه القلب، قدرة عجائب من كله ذلك ان

سميت داعيا يكن لم وان ، معجزة كانت للخلق داعيا كان فان لشخص وان نبيا، او وليا الرجل ذلك سمي خير شغل في كان وان كرامة،

من كلها والمعجزات والكرامات والسحر ساحرا، سمي شرا كان يحمل ال كثيرة فروق بينهم كان وان اآلدمي، القلب قدرة خواصالكتاب. هذا بيانها

 عشر الرابع الفصلالنبوة درجات معرفة

من له يكن لم انه اسلفناها التي الجمل هذه من يعرف فالعاقل شريفة درجات والوالية النبوة وان وسماع، صورة اال الخبر حقيقة

: ثالث خواصه ان فتعلم اآلدمي، قلب شرف من في له ينكشف الخلق لعامة النوم في ينكشف ما ان: احدهما

اليقظة. النبي ونفس ابدانهم في اال انفسهم تؤثر ال الخلق عامة ان: الثاني

صالح يكون طريق على بدنه عن الخارجة االجسام في تؤثر والوليفسادهم. يكون وال فيه الخلق تلك له يحصل بالتعلم العلم من الخلق للعامة يحصل ما ان: الثالث ذلك ويسمى وأقوى اصفى وتكون تعلم، غير من اكثرها ام العلوم

ند�نا من� رحمة� تعالى: )ات�يناه� قال كما العلم: اللدني، من وع�ل�مناه� ع� الخواص الثالث هذه فيه اجتمعت من [ فكل65ع�لما�( ]الكهف: ل�د�نا من واحدة حصل ومن االخيار، االولياء من او الكبار األنبياء من كان الثالث هذه من واحدة كل وفي الدرجة، هذه ينال فقلما الثالث، هذه

قليل، شيء منها واحدة، كل من ما، لشخص يكون فانه عظيم تفاوت اجتماع كان لما )ص(، نبينا ان وكما منها، كثير شيء آلخر يكون وقد يظهر ان أراد لما سبحانه والله فيه، باعيانها الخواص الثالث هذه

طريق منه ويتعلموا يعاينوه حتى نبوته بظهور للخلق الطريق انموذجا: الخواص الثالث هذه من شخص لكل اعطي السعادة،

خاصيته.. ومن النوم في ينكشف االول: ما فاألنموذجالصحيحة. الفراسة: الثانية

المستقيم. : الخاطرالثالث ومن

Page 17: كيمياء السعادة - الغزالي

فان شيء، جنسه من له يكون ال بشيء اآلدمي يؤمن ان يمكن وال ال هذا وألجل بحال، صورته يفهم فال أنموذج منه عنده يكن لم ما كل

وقد طويل، التحقيق هذا الله.. وشرح اال كماله بحقيقة الله يعرف المضي، بالبرهان تعالى الله اسماء كتاب: شرح في وكشفناه بيناه

غير من خواص واألولياء لالنبياء يكون ان نجوز ان االن والمقصود قلت كما انموذج، منه لنا يكن لم اذ خبر، منه لنا ليس ما الثالث، هذه اال يعرفه ال والرسول فتقول الله، اال بكماله الله يعرف ال انه

تعرفه اآلدميين من االنبياء فقرب بدرجة، فوقه كان من او الرسول، نوم لنا يكن لم لو وانه المقدار هذا غير نعرف فلم نحن اما االنبياء، وال يبصر، وال حركه، له وليست وقع قد رجال ان شخص لنا ويحكي يري فال ويسمع يبصر كان واذا غدا، يكون ما ويري يتكلم، وال يسمع،

قال ولهذا به، يصدق ال يراه ما كل واآلدمي قط، نصدقه ال فكنا ذلكا ب�ع�لمه� ي�حيط�وا ل�م بما ك�ذ�بوا : )بل�سبحانه الحق م� ولم� تأويل�ه�( يأتيه�

تد�وا ل�م� إذ [ وقال: )و�39]يونس: ول�ون� به� ي�ه� يق� ( إفك� هذا ف�س� قديم� الصفات من واألولياء لألنبياء يكون ما نتعجب ولذلك [،11]االحقاف:

اللذات، األحوال تلك من يجدون وهم خبر، منها لغيرهم يكون ال التي لذلك يجد ال الشعر ذوق له ليس شخصا ترى فانك الشريفة، واألحوال

ذلك معنى يعلمه ان شخص أراد ولو قدر، عنده للسماع يكون وال ، لذة ال األكمة وكذلك خبر، ذلك جنس من عنده فليس فانه عليه يقدر لم

يخلق ان الله قدرة من صح فاذا النظر، لذة وال االلوان معنى يفهم منكريها عند يكون وال النبوة من الدرجة تلك لرؤية االدراكات بعضذلك. من خبر

 عشر الخامس الفصل

الطريق لهذا حجاب العلم 

الصوفية، طريق من اآلدمي جوهر شرف الجملة هذه من علمت قد لهذا حجاب يقولون: العلم انهم الصوفية من سمعت انك والشك فان حق، فانه القول هذا تنكر ان فاحذر القول، هذا فانكرت الطريق

به، اشتغلت اذا المحسوسات، طريق من علم وكل المحسوسات، ذلك في القلوب ومثل الوجه، هذا من حجابا كان فيه، واستغرقت

الحوض في تصب انهار خمسة مثل الحواس ومثل الماء، حوض مثل حتى الحوض قعر من الصافي الماء تخرج ان اردت فاذا خارج، من

بالماء مشغوال الحوض دام فما الحوض، باطن من صافي ماء يظهر كذلك الماء، باطنه من يظهر ان يمكن ال خارج، من فيه حصل الذي ما جميع من يخال حتى يظهر وال القلب باطن من يحصل ال العلم هذا

ولم المتعلم العلم من قلبه خال اذا العالم اما خارج، من فيه حصل له يظهر ان ويمكن حجاب، الماضي العلم يكون فال بذلك، قلبه يشغل

والمحسوسات الخياالت من نفسه أخلي اذا انه كما الفتح، هذا اعتقاد تعلم رجل مثل الحجاب سبب وانما حجابه، تكون ال الماضية

واعطي والمناظرة الجدل في مدروك هو كما بداللتها، السنة اهل آخر شيء بباله خطر وان هذا، وراء علم ال انه واعتقد لذلك كليته

باطل، فهو خالفه، كان ما وكل سمعته، الذي ذلك خالف هذا فيقول االمور حقائق من شيئا الرجل هذا يعرف ان بحال يمكن فال

وتمام الحقيقة، عين ال الحقيقة، قالب العوام يتعلمه الذي واالعتقاد اللب يخرج كما القوالب، هذه من الحقائق له تنكشف ان المعرفة،

نصره في الجدل طريق تعلم من وكل القشر، من وغيره اللوز من فهذا وتعلمه، معه ذلك كل ان ظن اذا الحقيقة له تنكشف ال االعتقاد

فال شيئا تعلم شخص على غالبا الظن هذا كان ولما حجابه، الظن

Page 18: كيمياء السعادة - الغزالي

له حصل واذا الدرجة هذه عن محجوبين القوم هؤالء أكثر كان جرم آمن وطريقة الكمال، غاية في كان المنزلة هذه وظهرت الفتح هذا

هذه، عليه تمضي بما قدر العلم في قدمه ترسخ رجل، من وأصح، من والعالم هنالك، حجابا يكون شبهه باطل خيال رباط من ويبقى

آمن. هذا هو رجل من سمعته اذا تنكر وال تعلم، ان في حجاب العلم معنى فاذااليها.. واصل المكاشفة حضرة في الزمان هذا في الموجودين المخلصين غير المطوفون هؤالء اما

حفظوا ولكن قط، الحال هذا لهم يكن لم فيه، ظهروا قد الذي ان النهار طول وشغلهم الصوفية طامات من معدودة عبارات ذلك وغير وسجادة، ومرقعة، أثوابهم، وينظفوا ايديهم، يغسلوا الخلق، شياطين األخساء الغسل اهل أولئك والعلم، العلماء يذمون والعلماء، العلم يعادي رسوله و الله عدو فان ورسوله، الله وأعداء يكن لم اذا المدبر فهذا العلم، الى دعا من ورسوله الله وحبيب ومثله هذا، له يجوز فمتى العلم، من شيء حصل وال حالة صاحب

الذهب من له حصل وقد الذهب من اجود الكيمياء ان يسمع رجل مثل ويقول فيها، يده يضع وال يديه بين الكنوز له فتوضع له، نهاية ال ما

هو فان الكيمياء معرفة تحصيل بل قدره، وما الذهب إلى حاجة مالي ال جائعا مفلسا مدبرا حقيرا فيبقى الذهب من شيئا يأخذ وال ، األصل بهمته زهاء الذهب علم في وهو الكيمياء، علم علم، ومن معه، شيء ومثال الكيمياء، مثل واألولياء، لألنبياء المكاشفة فمثل الخلق، على الذهب صاحب على الكيمياء ولصاحب الذهب، علم مثال العلماء، علم

دينار الف معه رجل ان لو وهو اخرى دقيقة هاهنا بقي ولكن فضيلة، في تحصل ال وحقيقتها كثير وحديثها طالبها الكيمياء ان كما فضل،

ويرجع طلبها، في يذهبون أقوام واكثر طويل زمان في اال اليد مثل يكون ايضا فكذلك والزغل، والقلب التدليس الى عملهم حاصل

ان ونادر، أيضا، قليل لهم يكون وما قليلون أعزا الصوفية ذلك من شيء له حصل من كل ان بهذا تعلم ان فينبغي الكمال، يحصل

فان عالم، كل على فضل له يكون فال ذلك له وظهر الصوفية حال ذلك عن يتراجعون وحينئذ الشيء األمر أوائل من له تظهر اكثرهم

ال وخيال ، السوداء عليه يغلب وبعضهم تمامه، الى يصلون وال ، كذلك تسعة عشرة كل ومن ، شغل ذلك ان يظنون وهم له، حقيقة

بل الخيال، في فكذلك احالم، واضغاث حقيقة النوم في ان وكما كامال، الحالة هذه في كان اذا العلماء، على الفضل له يكون انما

بال له وحصل ، بالتعليم لهم حصل بالدين، تعلق له علم كل فيكونعظيم. نادر وهذا تعلم،

تفسد وال وبفضلهم، التصوف، طريق باصل مؤمنا تكون ان فينبغي في يطعن منهم ترى من كل و الزمان، هذا مطوف اجل من اعتقادك..ذلك يفعل خاصيته قلة من انه فاعلم العلماء،

 عشر السادس الفصل

الله معرفة في السعادة 

تعالى.. الله معرفة في اآلدمي سعادة ان اعلم بماذا تقول لعلك وراحته لذته فيه ما في شيء كل السعادة ان تعلم : بانذلك فاعلم

طبعه، يقتضي ما في شيء، كل ولذة ذلك، هي انما القلب، وراحلة الى نيلها الشهوة لذة ان كما ألجله، خلق لما شيء كل ومقتضى في العين ولذة االعداء، من االنتقام في الغضب ولذة مقصودها

وااللحان الحسنة االصوات في السمع ولذة الجميلة، الصورة

Page 19: كيمياء السعادة - الغزالي

وذلك خلق، ألجلها التي خاصيته في القلب لذة كذلك المتناسبة، الشهوة اما هذه، اآلدمي قلب خاصية فان االمور حقائق معرفة

، للبهائم فموجود الخمس بالحواس المحسوسات وادراك والغضب الى يتقاضاه ما طبعه في الشيء يعلم لم اذا اآلدمي ان هذا والجل

في كان وان ويفخر به وينجح يعلمه ما بكل ويفرح ليعلمه التجنيس علم يعلم الرجال ان قيل ان مثال، الشطرنج مثل خسيس، شيء

فرحه ومن عليه، يقدر بل ذلك، عن خبره عشر يعلم ال الشطرنج ذلك، من اكثر تلذ واالشرف األكبر يفتخر ان يريد العربية اللغة بعلم ونيته الملك اسرار علم فاذا الوزير، باسرار بعلمه يفرح الرجل فان

السماء، بشكل عالما كان ومن فرحا، اشد ذلك كان للمملكة وتدبيره الشطرنج، علم عالم ن فرحا اشد كان الهندسة، وعلم ومقدارها،

لذة أشد كان وضعها، حتى الشطرنج بحث كيف علم الذي فالرجل كان كلما وهكذا، بها يلعب ان يحب كيف يعلم الذي الشخص من

أشرف موجود وال اكثر، ولذته أشرف به العلم كان اشرف المعلوم آثار العالم عجائب وجميع العالم كل بل ]ء[ األشياء جميع عالم من

منها، ألذ وال المعرفة، هذه من أشد معرفة تكون ال جرم فال صنعته، اذ ذلك، القلب طبع ومقتضى الربوبية، حضرة نظارة من أطيب وال

قلب ثم كان فان خلق، ألجلها التي خاصيته شيء كل طبع مقتضى بدن مثل وكان اليها، شوق بطل وقد المعرفة، هذه تقاضى فيه ليس

من اليه احب الطين كان ربما اذ الغذاء، تتقاضى فيه بطل قد مريض هذه منه تذهب ولم طبعه، الى يرجع حتى يعالجه لم وان الخبز،

الشهوات وجميع اآلخرة، في البخت ردي كان الفاسدة، الشهوة فان بالموت، تتضاعف اآلدمي ببدن المتعلقة المحسوسات واللذات

صافيا يصير بل موضعها، في تبقى والمعرفة بالموت، يهلك ال القلب بتمامه هذا وشرح الشهوات، باقي زحمة فترتفع اللذات، فتتضاعف

. الكتاب هذا آخر في المحبة أصل في نذكره 

عشر السابع الفصلالقلب جوهر معرفة في مثل في كفاية اآلدمي جواهر أحوال من أوردناه الذي القدر هذا في عجائب كتاب في ]ه[ قلنا فقد زيادة رجل أراد فان الكتاب، هذا

بل التمام على ايضا نفسه اآلدمي يعرف الكتابين وبهذين ، القلباألركان. أحد وهذا القلب، عجائب شرح بعض كله هذا

كثيرة، عجائب أيضا البدن خلق وفي بدنه آدمي،ال عند الثاني الركن واحد كل وفي عجيبة، معاني وباطنه، ظاهره من عضو، كل في

وعروق عصب من ألفا كذا اآلدمي بدن وفي غريبة، حكم منها، وأنت أخر، غرض ألجل واحد وكل اخرى، صفة على واحد كل وعظم،

األخذ، ألجل اليد المقدار: ان هذا تعرف ما ومن الجميع من خبر بال عشر فمن العين وأما القول الجل واللسان المشي، ألجل والرجل البصر، اختل العشرة هذه من واحدة نقص لو حتى مختلفات، طبقات

شيء خلقت!! والي لماذا الطبقات هذه من واحدة كل ان يعلم فال عليه، هو ما على ظاهر العين ومقدار النظر في اليها الحاجة تمس

تعجب فال ذلك تعلم ال كنت وانت مجلدات، في مذكور علمه وشرح والطحال الكبد مثل البطن أحشاء خلقت لماذا تعلم ال فانك ذلك، من

على المختلفة االطعمة محل ذلك.. والكبد وغير والكلية، والمرارة ليصير الدم بلون وتجعله المعدة من اليه وصلت اذا واحدة صفة

انطبخ فاذا االعضاء، للسبعة غذاء يكون الن صالحا يكون الن صالحا خلق الجله والطحال ، السوء وذلك نقاته فيه منه ترسمت بالكبد الدم بال كان رقيقا خفيفا الكبد من الدم خرج واذا منه السودانية تأخذ كي

Page 20: كيمياء السعادة - الغزالي

قوام، ذا يكون حتى المائية تلك تأخذ انها ألجل خلقت فالكلية قوام، بها، تجد المرارة وخلقت الصفراء، وتلك دعوته قوة تسقط وكذلك

في يذهب القوام، مع سوداء وال مائية وال صفرة بال الدم يبقى حتى الدم، في الصفراء، بقيت آفة المرارة على وقعت فاذا العروق، الطحال على طرأ وان الجسم على والصفرة اليرقان منه فيحدث

الكلية اصابت وان السوداوية، العلل فتظهر الدم، مع السوداء بقيت االجزاء من جزء كل وهكذا االستسقاء، فيحدث المائية، بقيت آفة

كونه مع اآلدمي بدن فان عمل الجل خلقت والباطنة الظاهرة منها فيه العالم في خلق ما كل فان العالم لجميع امثال مختصر األودية مثل والعروق الجبال امثال الغليظة العظام في أنموذج، ايضا هذا وتفصيل النجوم، مثل والحواس السماء، مثل والعرق الكلب مثال مثال، منها فيه المخلوقات اجناس جميع بل يطول

أسلفناه ما على والمالئكة والجن، ، والبهائم والذئب والخنزير في التي فالقوة أنموذج، منها فيه العالم في صنعة وكل وشرحناه،

الطعام تصفي التي والقوة الطعام، يهضم فانه الطباخ مثل المعدة وذلك القصار، مثل األمعاء الى ونقله الجسد، الى صافية وترسله

الدم يحيل الذي وذلك كالصباغ، الدم لون الى الطعام يحيل الذي يجدب جزء كل في الذي وذلك ، مثل منيا ويحيله لبنا، الصدر في أيضا

يجدب الكلية في وذلك الحالب، مثل والكبد العروق، من الصفراء الذي وذلك السقا، مثل المثانة، في ويصبه الكبد من نفسه الى الماء

الصفراء يثير الذي وذلك الكناس، مثل خارج من النقل يرمي يرفع الذي وذلك المفسد، العيار مثل البدن داخل في والسوداء ومقصوده يطول، هذا وشرح العادل، الرئيس مثل والعلل الصفراء

مشغول واجد كل باطنك، في المختلفة العوالم من كم تعلم ان وال تعلم ال وانت خدمتك عن لحظة يغفلون ال وهم غافل وانت بشغل

غالمه ارسل رجال ان ولو خدمتك، في قائمين جعلهم من بشكر تأتي الف لك خلق، والذي عمرك طول بشكره الشتغلت ليخدمك اليك يوما بشكره. تأتي ال واحدة، لحظة خدمتك عن يغفلوا ال ووزير خادم

وهو التشريح، علم يسمى اعضائه، ومعرفة البدن، تركيب ومعرفة يقرونه الذي وكذلك معرضون، وعنه غافلون، عنه الخلق عظيم علم وان مختص، عليه والطب الطب، في استاذين ليصيروا يقرونه انما

نظر له رجل اما به، الدين لطريق تعلق فال ماسة اليه الحاجة كانت كمال ويعرف تعالى، الله صنع عجائب ليرى يقره فانما الدين، في

من الشخص هذا اختراع من العالم في اعجب شيء ال فانه العالم الثاني، الموت بعد اآلخرة النشأة على يقدر الذي وذلك ماء، قطرة

هذا مع العجائب هذه مثل فان األشياء، بجميع علمه محيط عالم انه اللطف الثالث، علم بكمال اال تكون ان يمكن ال الغريب الحكم

ويضطرون اليه يحتاجون ما كل لهم فخلق بعبيده، والعناية والرحمة، والكبد القلب مثل اليه فالمضطر بالضرورة، والذي به، ويتزينون اليه

اليد مثل اليه الضرورة تكن لم وان به الحاجة يتعلق والذي والدماغ، فيه ولكن فيه ضرورة وال اليه حاجة ال وما واللسان، والعين والرجل

الشفة، وحمرة الشعر، سواد مثل الوجه، في ذلك ويكون زينة، زيادةذلك. وغير الحاجب واعوجاج

حتى زنبور لكل بل فقط لآلدمي يكن لم والعناية اللطف وهذا فان اليه، يحتاج ما جميع منهم واحد كل اعطى والذباب الزنبور هذا من اإللهية الصفات معرفة مفتاح اآلدمي بدن تفصيل في النظر اليه للطبيب ان أجل من ال العلم هذا شرف السبب وبهذا الوجه، اكثر علمتها كلما والصنائع والتصانيف الشعر غرائب وكذلك حاجة

هي الله صنع عجائب فكذلك والصانع الشاعر عظمة قلبك في زاد

Page 21: كيمياء السعادة - الغزالي

لكن النفس معرفة من شعبة فهذه تعالى، الله بعظمة العلم مفتاح والقلب للقلب كالمركب البدن فان القلب الى باالضافة مختصرة

المركب، الجل الفارس ال الفارس الجل والمركب الفارس مثل بهذه التمام على نفسك تعلم ان تقدر ال انك نعرف ان بهذا وغرضنا نفسه يعرف ال من وكل منك، اليك أقرب شيء ال انه على السهولة

يدعي الطعام يطعم ان يقدر ال مفلس مثل آخر شيء معرفة ويدعي.ومحال قبيح وهذا البلد لفقراء الطعام يعطي انه

 عشر الثامن الفصلوعظمته القلب جوهر

وجوهريته وعظمته وعزته القلب شرف الجملة هذه من عرفت فاذا تطلبه لم فاذا وبينه بينك وحجب العزيز الجوهر هذا اعطيت فانك

فاجتهد جسيما، وخسرانا عظيما عقابا لك كان عنه وغفلت وضيعته عزه و شرفه كمال الى فتوصل مشغلة من واخرجه قلبك طلب في بال والقدرة فناء بال والبقاء غم بال الفرح فترى اظهر العالم ذلك في

هذا في أما كدرة، بال الحضرة وجمال شبهة، بال والمعرفة عجز، والشرف العز ذلك الى يصل الن صالح وانه شرفه علم فقد العالم

والبرد والحر والعطش الجوع اسير فانه ناقص انه غير الخفي في له ما فكل والشهوة، والغضب واأللم والغم والوجع والمرض

والتعب، بالمرارة مقرون فهو ينفعه ما وكل آخرته ضرر فهو راحة بجمال او واإلرادة، بالقدرة او بالعلم، وعز شرف انما والشخص في ضرب اذا فانه منه، أجهل ترى فال علمه الى نظرت فان الصورة،

يعلم وال نشأ مما يعلم ال الجنون او الهالك فيه وكان عرق جسمه وان يعلمه ال وهو يراه عينيه، بين عالجه يكون ماذا!! وقد في عالجه ولو ذبابة، يقاوم ال اذ منه، اعجز شيء فاي وقدرته قوته الى نظرت بال تركته زنبورة لسعته ولو منها، هالكه يكون فقد شوكة عليه سلط

بسبب صدره ويضيق يتغير تراه همته الى نظرت وان قرار، وال نوم شيء واي مدهوشا، تراه لقمة فألجل اكله وقت جاوز واذا دانق، ألبس قد مذبلة تراه صورته جمال الى نظرت وان هذا؟ من أخس

ما القاذورات من عليه ظهرت وجهه يغسل لم وان بجلد، وجهها اشنع شيء واي شنيعة، وأمور النتن من ويظهر نفسه، من يشمئز

ويغسل له جمل ومماذا وخازن جامع هو مما بطنه في ومما هذا، منمرة!! كذا بيده القدرة

اصحابه من رهط مع يمشي الله رحمه الخرازي سعيد ابو الشيخ كان وكانت الطهارة، موضع فيه يقتضوا كان موضع الى الصوفية من

وسدوا واحد، موضع الى كلهم وهربوا فوقف الطريق على النجاسة ما تعلمون قوم وقال: يا الشيخ فوقف النتن، قبح من افواههم

علي يوزن السوق في كنت النجاسة! تقول: باالمس هذه لي تقول ليلة من اكثر صحبتهم فما ايديهم في احصل حتى األكياس في ما

وتعربوا منكم اهرب ان لي فيجب الصفة، بهذه صرت حتى واحدة غاية في العالم هذا في اآلدمي فان الحقيقة على هو ! وهكذامني

غدا، يكون ان فهو شرفه نور واما االنسانية، وعدم والعجز النقصان البهائم درجة من انتقل قلبه جوهر على السعادة كيمياء وضع اذا

عليه فضل وشهواتها الدنيا الى وجهه صرف وان المالئكة درجة الى ويبقى التعب من ويستريحون ترابا يصيرون فانهم والخنزير الكلب

كان الوجه هذا من نفسه شرف عرف قد انه فكما العذاب، في هو كاف المقدار وهذا وتعالى، سبحانه الله معرفة مفاتيح من مفتاحا

من اكثر يحمل ال الكتاب هذا مثل فان النفس، معرفة شرح فيالقول:

Page 22: كيمياء السعادة - الغزالي

تعالى(: الحق معرفة : )فيالثاني العنوان هذا معروف السالم عليهم المتقدمين األنبياء كتب في ان اعلم

واالخبار اآلثار ربك.. وفي تعرف نفسك أعرف انسان اللفظ: يا ان على دليل الكلمة وهذه ربه، يعرف نفسه يعرف من فان معروف،

من وكثير الحق، ينظر فيها ينظر من كل ، المرأة مثل اآلدمي نفس ذلك معرفة من البد فاذا الحق، يعرف فال نفسه في ينظر الخلقللحق. معرفة المرآة تلك في انظر الذي الوجه اكثر يحتمله وال االخرى من أغمض احداهما درجتين، على وهذا

..بصواب ليس العوام تفهمه ال ما وشرح االفهام، من يعرف اآلدمي ان فذلك احد كل يفهمه ان يمكن الذي الوجد اما

تعرفه ومن الحق، صفات صفاته من ويعرف الحق، ذات وجود ذاته العالم، جملة في الحق تعرف اعضاءه او بدنه، وهو مملكته، في

قبل يكن لم انه وعلم بالوجود، نفسه عرف لما نه هوا هذا وشرح سبحانه قال كما عالمة وال اسم، منه يكن ولم موجود، باعوام ذلك

� يك�ن لم� الد�هر من حين� اإلنسان� ع�لى� أتى وتعالى: )هل� � شيئا مذكورانا إن�ا علناه� نبتليه� أمشاج� ن�طفة� من اإلنسان� خلق� ج� � ف� ب�صيرا�( سميعا

أكثر يكون ال خلقته الى اآلدمي يوصل الذي [ والقدر1،2]اإلنسان: رأس، وال بصر، وال سمع، وال عقل، ال مدره ما فطرة اوال وجوده من لحم، وال عظام، وال عصب، وال عروق، وال رجل، وال يد، وال لسان، وال فال فيه، ظهرت العجائب هذه ثم صفته، تملي أبيض، ماء جلد، وال

وعلم اظهره، آخر شيء او نفسه أظهر الذي هو يكون ان اما يخلو هو االستقالل درجة في انه والنهاية، الكمال، حالة في بالضرورة

أعجز كان ماء قطرة كان لما انه فيعلم شعيرة، خلق عن عاجز فاعل ذات ووجود ذاته، وجود من بالضرورة، ذلك يعلم فاذا وأنقص،

الباطن وجه ومن الظاهر وجه من بدنه في عجائب نظر فاذا خالق، وانه الكمال، على خالقه قدرة ظهور فيعلم شرحه، تقدم ما على ماء قطرة من تصير قدرة اي وانه يريد كما يريد ما يخلق ان يقدر

وبدائع عجائب مع والكمال الجمال مع الشخص هذا مثل مهينة حقيرة حكمة الي واحد، وان اعضائه ومنافع صفاته غرائب في نظر واذا

واللسان والعين والرجل اليد مثل الظاهرة االعضاء خلق!! من وغير والمرارة والطحال الكبد مثل الباطنة األعضاء .. ومنواألسنان

شيء، بكل ومحيط الكمال، نهاية على وانه خالقه علم فيعلم ذلك، عقل فان شيء، عنه يعزب ان يجوز ال العالم هذا مثل ان ويعلم وهم طويلة اعمار وأعطوا ببعض بعضهم ضرب لو العقالء جميع

الخلقة في اجود بوجه يأتوا ان على يقدروا لم بالتفكر مشتغلون عليها، االنسان وضع ما غير اخرى صورة يقدر ان مثل عليه، هو مما رؤوس والباقي الطعام لتقطع حادة رؤوسها المقدمة االسنان فان

للرحى التي المجرفة مثل ذلك في واللسان الطعام، لتطحن عريضة اللسان، تحت التي والقوة اليها، الطعام يرم الذي األسنان ومثل ،

فيصب منه يحتاج ما بقدر الحاجة وقت في الماء يطرح العجان مثل عقل فجميع به، يغص لئال الحلق في وينحدر الطعام ليرطب الماء

االخرى الصور من شيء في يتفكروا ان على يقدرون ال العقالء منها اربع أصابع، خمسة ]تحوي[ فانها اليد وكذلك أملح، وال أكمل

ليتمكن ذل، وانما الطول، في وأفضل منها، ابعد واإلبهام صفة، في أنامل، ، ثالث منها، واحد ولكل وشغال، فعال منها واحد لكل يفعل ان

ويتخذها يشاء، ما بها ليقتبض ذلك فاتخذ ظاهرتان، انملتان واإلبهام ويصغرها ويلطفها طبقا منها ويتخذ يفتحها ان اراد واذا مجرفة،. أخرى وأشياء ملعقة فتصير

Page 23: كيمياء السعادة - الغزالي

اليد موضع في آخر هوج في التفكر ارادوا العقالء جميع عقل ان ولو بست الخمس وهذه آخر، جانب في وثالث واحد صف في واألصابع

الله خلقه ما كله ذلك واكمل ناقص، هو يقال فيه، يتفكر وكل وأربع، شيء كل وعلى محيط، الشخص هذا خالق ان بهذا فعلم تعالى

فكل وايضا كثيرة، حكم اآلدمي عالم اجزاء من جزء كل وفي مطلع، نظر واذا أكثر، الله عظمة من تعجبه كان اكثر العلم هذا قرأ من

واللباس، العظام الى ثم األعضاء، اولها نفسه حاجات في اآلدمي والحر والبرد والغيم والريح المطر الى طعامه، وحاجة والسكر،

الى وحاجته ذلك، صالح الى بها االمر يقضي ان الى الصنائع والى هذا ان حينئذ ينظر ثم يتحد، كيف وانه والمعرفة بالهداية اآلالت هذه يتخذ منها واحد كل ومن والمالحة، التمام على ومصنوع مخلوق كله

ببال خطر ولما االنواع تلك كانت لما الشيء كذلك يكن لم لو انواع علم وال طلب غير من يريده ما و اليه يحتاج ما أعطي منها شيء احد ]حاجة[ صفته هاهنا من فتعلم والرحمة، باللطف مهيئات كلها بل

قال كما المخلوقات، بجميع والعناية اللطف هو وذلك األولياء، جميع )ص(: )شفقة الله رسول قال وكما غضبي، رحمتي تعالى: سبقت

قد الصغير(.. فاذا ولدها على الوالدة شفقة من اكثر العبيد على الله اجزاء تفاضل كثرة في تعالى الحق ووجود ذاته وجود الى بنظره علم

ومنافع الحكم عجائب وفي الحق، قدرة كما رأى وأطرافه نفسه اليه الحاجة كانت ما اجتماع في الحق علم جمال رأى نفسه اطراف

فيرى معه مخلوقة كانها فتجدها والمالحة، داعية والضرورة ماسة]الله[ ورحمته. لطف. الحق معرفة مفتاح النفس، معرفة صارت قد الوصف بهذا فاذا

 عشر التاسع الفصلالنفس صفات من الحق صفات

  الحق ذات وعلم نفسه، صفات من الحق صفات عرف قد انه فكما

الحق، في التنزيه ليس ]ء[ البد ومعنى تقديسها ايضا فيعلم ذاته من الى اضافة من ومنزه والخيال، الوهم في يدخل ما كل من مطهر انه

هذا انموذج واآلدمي تصرفه من مجال موضع ليس كان وان مكان، الوهم في يدخل مما منزه الذي روحه حقيقة فان نفسه، من يراه

كان واذا القسمة، يقبل وال كمية، وال له مقدار ال قلنا فاننا والخيال، يدخل فال مقدار وال لون له يكون ال ما وكل لون، له يكون فال كذلك،

من بحال الخيال في يدخل انما فانه االحوال من بحال الخيال في من شيء او البصر رآه قدر شيء الخيال في يدخل انما فانه االحوال

يراه ما وااللوان االشكال غير والخيال البصر والية في وليس جنسه الشيء ذلك ان هو!! فمعناه كيف الشي ذلك اذ الطبع، تقاضي من بهذه ليس صغير!! فشيء او هو!! كبير شكل اي لونه!! وعلى ما

انه تعلم ان أردت باطل!! فان في الكيف فسؤال طريق الصفات حقيقة الى فانظر اليه، للكيفية طريق ال شيء يكون ان يجوز

القسمة، تقبل ال المعرفة محل هي التي الحقيقة تلك فان نفسك، سائل سال فان طريق، اليها للكمية وال للكيفية وال للمقدار وليس

فاذا اليه، للكيفية طريق ال يقال ان هو!! فجوابه كيف الروح ان ، أولى التقديس بهذا تعالى الحق فاعلم الصفة بهذه نفسك عرفت

كذلك، وهم كمية، وال كيفية بال يكون موجود من يتعجبون والخلق بال شيء ألف بدنه في طلب لو اآلدمي بل انفسهم، يعرفون ال وهم ولو واللذة، واآلالم والعشق، الغضب نفسه في يرى فانه لزاد، كيف ال األشياء، هذه فان عليها، يقدر لم لذلك، والكمية الكيفية طلب

Page 24: كيمياء السعادة - الغزالي

رجال ان بل البتة، السؤال هذا الى طريق وال لون، وال لها، شكل كيف، انها المطعم، حقيقة او الشم، حقيقة او الصوت، حقيقة طلب الخيال، يتقاضاهما والكمية الكيفية ان هذا وسبب ذلك، عن يعجز نصيب شيء كل من يطلب فحينئذ البصر، خاصية من الحاصل فانه فيه للبصر فليس مثال، الصوت مثل السمع، والية في والذي اليه،

نصيب عن منزه الصوت، فان محال، والكيفية الكمية كلية بل نصيب خاصية فكذلك السمع نصيب عن منزه واللون الشكل ان كما البصر، جميع نصيب عن منزه فكذلك وبالعقل ويعلم، يدرك والذي القلب،

ولهذا المحسوسات، في يكون انما والكيفية والكمية الحواس، في القدر هذا فيكفينا )المعقوالت( كتاب في شرحناه وغور تحقيق

بال انه نفسه من يعلم ان يمكن اآلدمي ان والمقصود الكتاب، هذا كما موجود، انه ويعلم كمية، وال كيفية ال الحق وان كمية وال كيفية

وال كيفية ماله البدن، في ما وكل البدن، وملك موجود، الروح ان بال تعالى فالحق مملكة، فكله كمية وال كيفية ماله من ]و[ كمية، فكلها المحسوسات مثل كميه وال كيفية ماله وكل كمية، وال كيفية

موضع، الى تضيفه ال أنك التنزيه: وهو في اآلخر مملكته.. النوع ان يمكن ال فانه االعضاء، من شيء الى اضافتها يمكن فال والروح

بل آخر، موضع في وال الرأس في وال الرجل في وال اليد في يقال يقبل ال وما القسمة، يقبل ال وهو القسمة، تقبل البدن، اعضاء جميع

قابال ايضا يصير فانه فيه، يحل ان محال القسمة يقبل ما في شيء فال االعضاء من شيء الى االضافة يقبل ال انه فكما للقسمة،

ان ما الجميع، ملك وهو امره وتحت تصرفه من خال االعضاء من موضع يضاف ان عن منزه وهو العالم، ملك حضرة في العالم جميع الروح خاصية باظهار يظهر انما التقديس من النوع هذا وتمام خاص،

ويظهر يفهمه، ال من عند شرحه في رخصة ذلك في وليس وسرها (صورته على آدم خلق الله )ص(: )ان قوله معنى ذلك تمام في

وعال. جل الرحمن صورة على وقيل 

العشرون الفصلوتنزيهه الحق علم

  مكان، الى اضافته عن تنزيهه أيضا وعلم الحق، ذات علم فاذا

الى يحتاج آخر باب أيضا فهاهنا اآلدمي، نفس كله ذلك ومفتاح وجه اي وعلى هي، كيف معرفته في انفاذ معرفة وذلك معرفته،

وتحريك األمر، في ويقضي يأتمر ومن المالئكة من يأمر ومن يكون، له والحق بالسماوات، األرض أهل أمور وارتباط والنجوم، السماء،

باب وهذا هي، وكيف هذا، وكيفية االرزاق، بمفاتيح السموات على االفعال، المعرفة هذه وتسمى تعالى الحق معرفة في عظيم

في نفسك ملك تعرف انت وكيف النفس، معرفة هذا ومفتاح اعرف أوال العالم؟ ملك تعرف ان تريد فكيف تمضيه، كيف مملكتك،

بسم: الكاغد على تكتب ان أردت فاذا الكتابة، مثال أفعالك، من واحدا في تظهر ثم وارادة رغبة فيك يظهر ما فاول الرحيم، الرحمن الله

في لحم هو الذي الطاهر، القلب هذا اعني واضطراب، حركة قلبك لطيف جسم القلب هذا من ويتحرك الصدر[ ]من األيسر الجانب

فانه روحا، االطباء تسميه اللطيف الجسم وهذا الدماغ، الى يصعد وللموت مثله، للبهائم آخر روح وهذا والحركة، الحسن قيمة كمال

للبهائم يكون ال القلب سميناه الذي اآلخر الروح وانما طريق، اليه الروح هذا وصل فاذا تعالى، الله لمعرفة محل فانه قط، يموت وال

اول خزانة في الرحيم الرحمن الله بسم صورة وحصلت الدماغ الى

Page 25: كيمياء السعادة - الغزالي

باالعصاب ذلك اثر فيتعلق ذلك، وظهر الخيال، قوة موضع الدماغ، رؤوس فيبلغ االعضاء، بجملة فتصل الدماغ، من منشأها التي

البدن، نحيف كان من ساعد على ذلك ويظهر كالخيوط، االصابع رؤوس تتحرك فبحركتها االعصاب، تلك فتتحرك يشاهد، ان ويمكن

يحرك والقلم القلم، يتحرك االصابع رؤوس وبتحريك االصابع، على الرحيم، الرحمن الله بسم صورة ذلك من فتظهر الحرف، خصوصا الحواس بمعاونة الخيال خزانة وفق في ما على الكاغدالكتابة. في اليه يحتاج فان البدن جملة من العين من صفة كلها األمور أول فان فيك، ظهرت رغبة االمور أول ان وكما

االرادة. تسمى تعالى الله صفات ذلك بواسطة ثم قلبك في ظهرت الرغبة تلك االرادة اول ان وكما

على ظهر تعالى الحق ارادة اثر فأول آخر، موضع الى ووصل من البخار مثل لطيفا جسما ان وكما الباقي الى وصل ثم العرش،

له يقال الجسم وهذا الدماغ، الى األثر هذا أوصل القلب عروق الى العرش من االثر ذلك اوصل فالحق لطيف، جوهر وهو الروح

روح ويسمى ملكا، يسمى الجوهر وذلك جوهر، بواسطة الكرسي مع والدماغ الدماغ الى القلب من يصل ذلك آثار ان القدس. وكما

تعالى الله عرش من االول فاالثر والتصرف، الوالية حكم في القلب الذي الرحيم، الرحمن الله بسم صورة ان وكما الكرسي، الى واصل

الدماغ من االول خزانة في تظهر فعلك، من ويكون مرادك، هو ان ينبغي بتمامه العالم في ما فكل ذلك، وفق على الفعل ويظهر

الدماغ في التي القوة ان وكما المحفوظ، اللوح في نقشه يكون فكذلك والقلم، واالصابع اليد اعصاب تحرك االعصاب لجميع المحركة السماوات تحرك والكرسي بالعرش الموكلة اللطيفة الجواهر

تحرك واالعصاب واألوتار، بالروابط الدماغ قوة ان وكما والكواكب، الكواكب بواسطة بالملكية المسماة اللطيفة فالجواهر االصابع، السفلي العالم امهات طبائع تحرك السفلي بعالم ساعاتها وروابط

واليبوسة، والبرودة، والرطوبة الحرارة: طبائع اربع يسمى الذي الرحمن الله بسم صورة ليظهر ويفرقه، المداد يجمع القلم ان وكما

المركبات هذه وأمهات والتراب والماء والبرودة والحرارة الرحيم، فكذلك جمع، او عليه فرق اذا المداد يقبل الكاغد ان وكما محركة، حافظة تصير انها وكما لالشكال، قابلة المركبات هذه رطوبة

ولو األشكال، قبلت لما الرطوبة تكن لم اذ اليبوسة فكذلك لالشكال، وحسن الله بعون الكتاب من األشكال انحفظت لما اليبوسة تكن لم

محمد سيدنا على الله وصلى العالمين رب لله والحمد توفيقه،الدين. يوم الى كثيرا تسليما وسلم وصحبه آله وعلى

تم