الشورى فريضة إسلامية

312
- 1 -

Upload: -

Post on 28-Jul-2015

311 views

Category:

Documents


40 download

TRANSCRIPT

Page 1: الشورى فريضة إسلامية

-1-

Page 2: الشورى فريضة إسلامية

الرحيم الرحمن الله بسم

المقـــدمة

بالله ونعوذ ونستغفره، ونستعينه، نحمده، لله، الحمد إن فال الله يهده من أعمالنا، سيئات ومن أنفسنا، شرور من

إال إله ال أن وأشهد له، هادي فال يضلل ومن له، مضل4 أن وأشهد له، شريك ال وحده الله ورسوله. عبده محمدا

: تعالى �ا "قال �ه�ا ي ي� ذ�ين� أ � ال �وا � آم�ن ق�وا �ه� ات �ه� ح�ق الل �ق�ات � ت �ن و�ال �م�وت ت �ال إ

�م �نت �م�ون� و�أ ل (.102: آية ، عمران " )آلم�س��اتعالى: " وقال �ه�ا ي ي

� اس� أ � الن ق�وا �م� ات ك ب ذ�ي ر� �ق�ك�م ال ل م;ن خ�

ف�س> �ق� و�اح�د�ة> ن ل �ه�ا و�خ� ه�ا م�ن و�ج� �ث ز� �ه�م�ا و�ب D م�ن ا ر�ج�اال Dير� �ث اء ك �س� و�ن� ق�وا �ه� و�ات ذ�ي الل �ون� ال اءل �س� �ه� ت ح�ام� ب ر�

� �ن و�األ �ه� إ �ان� الل �م� ك �ك �ي ع�لDا ق�يب آية) : "ر� ، (.1النساء

: تعالى "وقال �ا �ه�ا ي ي� ذ�ين� أ �وا ال ق�وا آم�ن ه� ات �وا الل ق�و�الD و�ق�ول

د�يدDا �ح�* س� ل �Oص� �م� ي �ك �م� ل �ك ال �Oع�م� ر� أ �Oغ�ف� �م� و�ي �ك �م� ل �ك وب �Oع� و�م�ن ذ�ن �Oط� ي ه� �ه� الل ول س� ا ف�از� ف�ق�د� و�ر� Dا ف�و�زDيم�زابع�ظOOة ، " )األحOO70: اآليOOO 71.) وعظيم وجهك، لجالل ينبغي كما الحمد لك رب، يا

رضيت، إذغ الحمد ولك ترضى، حتى الحمد لك سلطانك،الرضا. بعد الحمد ولك

بعد: أما

القذافي معمر اإلسالم سيف الدكتور األخ مني طلب عن تحدثت التي الكريمة القرآنية لآليات دراسة تقديم

شملت حتى البحث فكرة تطورت الحوار ومع الشورى، األمة، تاريخ في الشورى لقيمة التاريخية الممارسة

الكتاب. هذا فكان الفكرية، وأبعادها

-2-

Page 3: الشورى فريضة إسلامية

والقبائل الجماعات مارستها إنسانية قيمة الشورى إن بطريقته كل الطويل، تاريخها مر على واألمم والشعوب

سهول في سواء وتقاليده، وأعرافه وعقيدته وثقافته أو العربية، الجزيرة صحراء أو أفريقيا، أدغال أو سيبيريا،

الله بالد من غيرها أو أوربا، مروج أو آسيا، هضاب4 لها أضاف اإلسالم إن إال الواسعة، 4 بعدا من وجعلها تعبديا

لهذا الكبرى المقاصد ومن الرفيعة، اإلنسانية القيمعقابا4. تركها وعلى ثوابا4، بها العمل على ورتب الدين،

�ذ� "تعالى: قال اإلنسان، خلق بداية مع كانت والشورى و�إ�ك� ق�ال� ب �ة� ر� �ك �ئ �م�ال �ل ;ي ل �ن ض� ف�ي ج�اع�ل_ إ ر�

� �يف�ةD األ ل � خ� �وا �ج�ع�ل� ق�ال �ت م�ن ف�يه�ا أد� �ف�س� ف�ك� ف�يه�ا ي �س� �ح�ن� الد;م�اء و�ي ;ح� و�ن ب �س� �ح�م�د�ك� ن �ق�د;س� ب �ك� و�ن ;ي ق�ال� ل �ن إ�م� �ع�ل � م�ا أ �م�ون� ال �ع�ل م�* ت م�اء آد�م� و�ع�ل �س� ه�ا األ �ل �م ك ض�ه�م� ث ع�ل�ى ع�ر�

�ة� �ك �ئ �م�ال �ي ف�ق�ال� ال �ون �ئ نب� م�اء أ س�

� �أ �ن ه�Oؤ�الء ب �م� إ �نت �* ص�اد�ق�ين� ك �وا ق�ال�ك� ان �ح� ب � س� �م� ال ل �ا ع� �ن ل �ال �ا م�ا إ �ن م�ت ك� ع�ل �ن �نت� إ �يم� أ �ع�ل �ح�ك�يم� ال " )البقرة،ال

(.30O 32: اآلية

بها اريد المشاورة، من نوع على تنطوي المحاورة وهذه4 لتكون الخليقة بدء في تكون أن 4 هديا منذ آدم لبني مالزما

4 للمالئكة كاالستشارة وليكون األول، الخلق لهم وتكريما4 فيكون في اإلستشارة وليسن تكريم قالب في تعليما الله سنها اجتماعية سنة أول هي فالشورى ،1األموربdهداها. ويهتدوا بها ليقتدوا ولعباده لخلقه

موضوعية دراسة الكريم القارئ يجد الكتاب هذا في عليه إبراهيم عند كالشورى بالشورى المتعلقة لآليات

عالقة لها التي والشورى العائلية والشورى السالم، بينهم" شورى تعالى:"وأمرهم كقوله العامة بالحياة

سورة في وردت الكريمة فاآلية (،36: آية ، )الشورى إحدى وتسمية الشورى سورة وهي الشورى اسم تحمل ذاته حد في هو الشورى باسم الكريم القرآن سور

وجاءت ومنزلتها بأهميتها وتنويه الشورى ألمر تشريف4 اآلية هذه في الشورى صفات ضمن تقريريا4، وصفا إيمانهم بعد فهم المسلمين المؤمنين لجماعة أساسية

.15صO البناء معركة في الشورى 1

-3-

Page 4: الشورى فريضة إسلامية

والفواحش، اآلثام لكبائر مجتنبون ربهم، على متوكلون وأمرهم لصالتهم، مقيمون ربهم، ألمر مستجيبون

سبيل في منها وينفقون أموالهم ويزكون بينهم شورىالله.

اإلسالم في الشورى أن على يدل مما مكية آية وهي ـالسلطانية. االحكام من تكون أن قبل اجتماعية ممارسة

فهي ومكان زمان كل في المسلمين حال تصف وهي ـ احترام سبحانه الله جعل ولقد مرحلية، وال طارئة ليست

.1وصفاتهم المؤمنين خصال أثمن من الشورى

�م ف�م�ا "تعالى: قال �يت �وت ء> م;ن أ ي� �اع� ش� �اة� ف�م�ت ي �ح� �ا ال �ي ند� و�م�ا الد�ن ه� ع� الل�ر_ ي �ق�ى خ� �ب ذ�ين� و�أ �ل �وا ل ;ه�م� و�ع�ل�ى آم�ن ب �ون� ر� ل �و�ك �ت ذ�ين�* ي �ون� و�ال �ب �ن ت �ج� �ر� ي �ائ �ب ك

� �م �ث �ف�و�اح�ش� اإل� �ذ�ا و�ال �وا م�ا و�إ ون� ه�م� غ�ض�ب �غ�ف�ر� ذ�ين�* ي �وا و�ال اب �ج� ت اس�;ه�م� ب �ر� �ق�ام�وا ل ة� و�أ ه�� الص ال� م�ر�

� ور�ى و�أ �ه�م� ش� �ن �ي �اه�م� و�م�م ا ب ق�ن ز� �نف�ق�ون� ر� "ي(.36O 38: آية ، ) الشورى

المبحث ففي مباحث، إلى الكتاب تقسيم pتم وقد هذاوالخلفاء النبوة عهد في الشورى عن الحديث كان األول

زنكي محمود الدين ونور العزيز عبد بن وعمر الراشدينالشورى فوائد إلى أشرت الثاني، المبحث وفي

إصابة من فوائدها؛ أهم ولخصت ومجاالتها وأحكامهاوتبادل لألفكار وتالقح وقربة، الله طاعة وكونها الحق،

قوة وإعطاء اآلخرين، عند ما على واالطالع للخبرةالمشاركين وإشعار إنساني، مجال من أكثر في للمجتمع

ومن والمحكوم، الحاكم بين الثقة وتولد بالمسؤولية،بالكفاءات الدولة وتزويد االستبداد من الوقاية فوائدها،

بالقرار التفرد عيوب تنحصر وبها المتميزة، والقدراتوالشورى ورعيته، الراعي بين الخالف هوة يضيق وبها

ذوي وتشجع الشعب أفراد في الكامنة الطاقات تفجرالنظر وتسدد والعنف، التطرف نزعات وتكافح الخبرات،

الخطوب تتجاوز وبها متباينة، زوايا من المشكلة إلى. الفردي التفكير تشل التي

.15صO اإلمام أحمد الشورى، 1

-4-

Page 5: الشورى فريضة إسلامية

إلى بالنظر واجبة بأنها بينت فقد الشورى حكم وأماالشرعية السياسة قواعد وأن اإلسالم، في الحكم طبيعة

أمور في سيما ال بالرأي، االنفراد عدم تستلزم. العامة المسلمين

ملـزمة؟، أم معلمة الشـورى هــل مهمة، مسألة وبحثـتبأقوال ذلـك على واستدليت ملــزمة، لكونها وانتصرت

الشورى بالزامية فالقــول األمــة، علمـاء مــن كوكبةوجــدواه، ضـــرورته ونرى به، الله ندين ما هـــو

المستوى على الشــورى تفعيــل يمكـن ال وبدونــهتؤمن مدنية، دولة اإلسالمية فالدولة للشعب، الدستورى

تكون وأن السلطات، فصل وتــرى بالمؤسسات،ثيوقراطية أســرار دولة ليست فهي اإلسالم، مرجعيتها

لشــعب دولة وإنمــا الديــن، رجــال يديرها مغلقةأن بــد ال ولــذا مواطنيه، مــن أدنـــاه بذمتــه يســـعى

وأن والشورى، النصح أمــر فــي يسهم أن للكل يتاحفهذا، ملزمة، كشورى األغلبية، بحكم األمور والة يلتزم

قبل تماما4 يستبين أن من بد وال بمكان، األهمية من األمرفــي الشورى لتطبيق جــدية محاولة أي في الشروع

الشورى مجــاالت وأمــا اإلسالمي، السياسي النظــاموفــي الدنيوي، السياسي فالمجــال متعددة، فهياألحكام وفــي القطعية، األحكام تنزيل وفــي القضاءوتحدثت الشــورى، تنظيم وفـــي والخالفية اإلجتهاديةالعـــام، الشــأن فــي المــرأة مشاركة جــواز عـــن

المرأة حالة مـــن الكريم، القرآن علينا قصــه مـا وبينتتشير وهــي المرأة وحـــالة غيرها، تستشير وهـــي

واالقـــرار التنويه سياق فـــي ذلك وكــل غيرها، على . عـــن تعـــالى قـــوله األولى الحــالة فــأما والرضى،

: ســـبأ �ا ق�ال�ت�"ملكة �ه�ا ي ي� � أ ;ي الم�أل� �ن �ق�ي� إ �ل �ي أ �ل �اب_ إ �ت �ر�يم_ ك ك

ه�* �ن �م�ان� م�ن إ �ي ل ه� س� �ن � و�إ م �س� ه� ب ح�م�ن� الل � الر ح�يم �ال * الر وا أ �OOع�ل� ت �ي �ي ع�ل �ون �ت �م�ين� و�أ ل �ا ق�ال�ت�* م�س� �ه�ا ي ي

� � أ �ي الم�أل� �ون �ف�ت ر�ي ف�ي أ �OOم� أ�نت� م�ا ا ق�اط�ع�ةD ك Dم�ر

� ه�د�ون� ح�ت ى أ �OOش� �وا* ت ال �OOح�ن� ق� وا ن �OOو�ل� و ة> أ �OOق

�وا �ول س> و�أ� �أ د�يد> ب �م�ر� ش� �ك� و�األ� �ي �ل م�ر�ين� م�اذ�ا ف�انظ�ر�ي إ

� أ �OOال�ت�* ت �OOق �ن �وك� إ �م�ل �ذ�ا ال �وا إ ل �ةD د�خ� ي د�وه�ا ق�ر� �ف�س� �وا أ ة� و�ج�ع�ل �ع�ز �ه�ا أ ه�ل

� ةD أ OOل�ذ� أ

-5-

Page 6: الشورى فريضة إسلامية

�ك� �ذ�ل �ون� و�ك �ف�ع�ل ;ي* ي �ن �ة_ و�إ ل س� �ه�م م�ر� �ي �ل ة> إ �ه�د�ي ة_ ب اظ�ر� �OOم� ف�ن� ع� ب �OOج �ر� ي�ون� ل س� �م�ر� آية ) : "ال ، (.35ـ 29النمل

ألبيها األختين المرأتين إحدى فقول الثانية الحالة وأما : السالم عليه موسى �ت�"عن ق�ال �ح�د�اه�م�ا �ا إ �ت� ي �ب ه� أ ج�ر�

� �أ ت اس� �ن �ر� إ ي ت� م�ن� خ� ج�ر�

� �أ ت �ق�و�ي� اس� �م�ين� ال آية) " األ� ، (.26القصصوأمن استقرار المباركة المشورة هذه عن نتج وقد

. السالم عليه لموسى كبيرة وراحةفي المواطنين لسائر تتسع الشورى قيمة أن ووضحت

المواطنون يتدخل فال العامة، المصلحة يمس شأن كلمن المسلمين غير المواطنون يجريه فيما المسلمون

غير المواطنون وال عقيدتهم شئون في شورىفي شورى من المسلمون يمارسه فيما المسلمين

المشتركة القواعد في أدخل كان ما إال عقيدتهم شؤونفنية وشؤون أخالقية وقواعد إنسانية، قيم من بينهما

وإدارية.اختيارهم وطريقة وصفاتهم الشورى أهل عن وتحدثت

ولخصت والخبرة، األمانة، كالعلم، صفاتهم أهم وذكرتعن وتكلمت ووظائفه الشورى مجلس صالحيات أهم

المؤسسة تطوير تؤيد التي الشرعية والقواعد األصولالمرسلة والمصالح الذرائع، سد| كقاعدة الشورية،

وخير . مصلحة فيه لما واالقتباسهي وما الديمقراطية؟ من االستفادة يمكننا هل وسألت

وأوجه الشورى وبين بينها الفروق هي وما آفاتها. معها؟ االتفاق

فمشاريع والشورى، اإلصالح بين العالقة على وركزتوالمنظمات والدول األحزاب حولها تدندن التي اإلصالح

العربي عالمنا في اإلصالح ودعاة والمؤسسات. بالشورى جذريا4 مرتبطة الكبير واإلسالمي

عقيدتها من ذاتها األمة من النابع هو الداخلي، فاإلصالحواستعداداتها الحضارية شخصيتها ومن وثقافتها،

به مؤمنة األمة تكون التي اإلصالح وهو النهضوية،ال األقل على أو فيه، داخلة له، متشجعة معه، متفاعلة

. 4 نسبيا ولو معه تتجاوب بل ترفضه،وال تنجح ال وكونها للشورى الحرية أهمية إلى وأشرت

وحرية الحرية، وأجواء الحرية، ظل في إال تستمر

-6-

Page 7: الشورى فريضة إسلامية

بدون فالشورى التعبير، وحرية التفكير، وحرية الضمير،وإذا تستمر، فلن تمت وإذا تتم، أن يمكن ال حقيقية حرية

وأشكال أسماء هي وإنما هي، هي فليست استمرت.1ورسوم

الشعوب في الشوى حقيقة تفعيل ألهمية تعرضتعودة على تساعد التي والرؤى الوسائل وأهم اإلسالمية

المدني المجتمع كتفعيل حياتهم، إلى الشورىعن والقداسة الهاالت ورفض الشعبية، والمؤسسات

اإلسالمي الحكم أن على واإلصرار والحكام، الرؤساءالحضارية، التحديات ومواجهات عسكري، ال مدني

وإستقالليته العلمي البحث حرية على والحرصتحدث التي والتغيرات الشعوب لمتطلبات واإلستجابةثقافة وإشاعة الشريعة، مقاصد وفق المجتمعات في

والجامعات، والنوادي والمدارس، األdسر في الشورىله، والتصدي اإلستبداد ومحاربة والنقابات، والروابط

نقيض أنه بل البتة، اإلسالم إلى ينتمي ال فاإلستبداديعكس ما واألوصاف الصفات من وفيه حتما4 الشورىتوصيف حد وعلى وكبيرة صغيرة كل في الشورى خالف : يحتسب أن اإلستبداد أراد إذا يقول حيث له، الكواكبي : اإلساءة، وأمي الظلم وأبي الشر، أنا لقال وينتسب،

وخالي الضرر، وعمي المسكنة، وأختي الغدر، وأخيالخراب، ووطني البطالة، وبنتي الفقر، وابني الذل،

الجهالة .2وعشيرتي : الخير، أنا لقالت وانتسبت الشورى احتسبت ولو قلتالعزة، وأختي الوفاء، وأخي اإلحسان، وأمي العدل، وأبيالعمل، وبنتي الغنى، وابني الرفعة، وخالي النفع، وعمي

. العلم وعشيرتي العمار، ووطنيالتحديات مواجهة على وقدرتها الشعوب تقدم إن

الحقوق وإعطاء العدل نشر على يعتمد الحضاريةولقد أنواعها، بكافة وجماعاتها، ألفرادها السياسيةعندما وتقدمها، حضارتها أوج في اإلسالمية أمتنا عاشت

حقه حق ذي كل وتعطي الحقوق هذه على تحافظ كانت. الحقوق تلك تجاوزت لما وسقطت وهوت

.175صO للريسوني الشورى 1.71صO االستعباد ومصارع االستبداد طبائع 2

-7-

Page 8: الشورى فريضة إسلامية

التي الحديثة المدنية الدولة في الحكم فلسفة إنفي ذكرت التي الشورى، على ترتكز اإلسالم مرجعيتها

وسلم عليه الله صلى الرسول ومارسها الكريم القرآنالحياة إلى طريقها عرفت فقد الراشدين، والخلفاء

صدر عصر في الدولة ركائز من وأصبحت السياسيةاإلسالم.

أصيل إسالمي كمبدأ الشورى تالزم شرعية أصول وهناك: أهمها من

عن فضال4 إنساني، حياة منهج الشورى اعتبر اإلسالم إن ـ. الحكم نظام في ضرورية كونها

النبوي العهد مدار على اإلسالمي الحكم طبيعة إن ـمن الرغم على شوريا4 حكما4 كان القرون بخير ومرورا4

أصحابه، بين وسلم عليه الله صلى الرسول شخصيةالله رضي الصحابة عموم بين الراشدين الخلفاء ومكانة

عنهم.ودرء المصلحة على قائم بذاته الشورى تشريع إن ـ

فالتشريعات الشورى، في ينحصر ال وهذا المفسدة،ودرء مصلحة جلب من ذلك على قائمة كلها اإلسالمية : كلها الشريعة السالم عبد بن العز يقول كما مفسدة،

مصالح بجلب أو مفاسد بدرء إما .1نصائح،الشريعة مقاصد بفكرة وتنصبغ تتالحم الشورى إن ـ

الخمس بالضروريات الصلة وثيقة عالقة ولها الكلية،إذ والبيان، والدراسة بالتحليل األصوليون تناولها التي

الضروريات تتحقق أن شوري، نظام أي في الطبيعي من 4 خاصا ليس وهذا بعمومها، تحفظ وأن الخمس،وعلى غيرهم يشمل بل التحديد، على بالمسلمين

. السالم عبد ابن توصيفواالبضاع الدماء تحريم على الشرائع اتفقت وكذلكفاألفضل االفضل، تحصيل وعلى واألعراض، واألموال

واألعمال األقوال .2منإستبدادي أو تسلطي أو ديكتاتوري نظام أي أن شك والإجراءاته ظل في وتضيع الضروريات، هذه على يقضي

. هذا يصدق والتاريخ المستبدة،

.1صO األنام إصالح في األحكام قواعد 1(.8 / 1) األنام إصالح في األحكام قواعد 2

-8-

Page 9: الشورى فريضة إسلامية

حالة وجود ظل في الضروريات تحفظ أن المؤكد ومنالحاكم ومحاكمة السلطات، وفصل والعدالة، النزاهة من

أفعال لتطال الحريات فتنوع الشعب، رأي عند وخضوعهفال الجميع، بين المساواة وتحصيل وتصرفاته، الحاكم

ونشر الجميع، على النافذ وقانونها للشريعة إال سلطة. الدولة انحاء في العدل

يسمح وال الشورى، تغيب الديكتاتوري الحكم ظل فيفي مستبدا4 الحاكم ويكون الرأي، حرية عن بالتعبيرفي رأيه أبدى لمن والسجن بالقتل ويعاقب تصرفاته

الحرية وتضيع حاشيته، أو ابنائه أخطاء أو أعمالهدماء سفكت ولقد الشعب، عامة بين والعدالة والمساواة

وسجن علماء وقتل أموال، ودرت dوص اعراض، وهتكتفال الظالمة، الدول هذه ظل في ومثقفون مفكرون

أن يمكن نسل، وال عقل، وال مال، وال نفس وال دين،االستبدادية األنظمة ظل في يحفظ أو يستقيم

والقمعية. ) ( يوم اإلسالم في الشورى الكتاب هذا من إنتهيت وقد

4 صباحا ربع إال عشر الحادية الساعة شوال24الثالثاءم.2009/ 10/ 13هـ 1430

وتعالى سبحانه وأسأله بعد، ومن قبل من لله والفضلبه لالنتفاع العباد صدور ويشرح العمل هذا يتقبل أن

: تعالى قال وجوده، وكرمه بمنه فيه �ح� م�ا"ويبارك �ف�ت ه� ي الل

اس� �لن ح�م�ة> م�ن ل ك� ف�ال� ر �ه� م�م�س� ك� و�م�ا ال �م�س� ل� ف�ال� ي س� �ه� م�ر� ل�ع�د�ه� م�ن �ع�ز�يز� و�ه�و� ب �ح�ك�يم� ال آية) : " ال ، (.2فاطر

خاشع بقلب اقف أن إال الكتاب هذا نهاية في يسعني والبفضله معترفا4 الكريم وإلهي العظيم خالقي أمام منيب

في إليه ملتجئا4 وقوتي حولي من متبرئا4 وجوده وكرمههو خالقي فالله ومماتي، وحياتي وسكناتي حركاتي كل

هو العظيم وإلهي المعين، هو الكريم وربي المتفضل،لتبلد ونفسي، عقلي إلى ووكلني تخلى فلو الموفق،ولجفت األصابع، وليبست الذاكرة، ولغابت العقل، مني

البيان، عن القلم ولعجز المشاعر، ولتحجرت العواطف،اللهم وجنبني صدري له واشرح يرضيك بما بصرني اللهم

وأسألك وتفكيري، قلبي عن وأصرفه يرضيك ال مالوجهك عملي تجعل أن العال وصفاتك الحسنى بأسمائك

-9-

Page 10: الشورى فريضة إسلامية

كتبته حرف كل على تثيبني وأن نافعا4 ولعبادك خالصا4الذين إخواني تثيب وأن حسناتي، ميزان في وتجعله

له كان ما لوالك الذي الجهد هذا اتمام على أعانونييطلع مسلم كل من ونرجو الناس بين انتشار وال وجودربه، عفو إلى الفقير، العبد ينسى أال الكتاب هذا على: تعالى قال دعائه، من ورضوانه ورحمته ب;"ومغفرته ر�

�ي و�ز�ع�ن� �ن� أ �ر� أ ك �ش� �ك� أ �ع�م�ت ت�ي ن �ع�م�ت� ال �ن �ي أ �د�ي و�ع�ل�ى ع�ل و�ال

�ن� �ع�م�ل� و�أ ا أ Dح� ض�اه� ص�ال �ر� �ن�ي ت ل �د�خ� �ك� و�أ ح�م�ت �ر� �اد�ك� ف�ي ب ب ع�

�ح�ين� آية ) : "الص ال ، (.19النمل: تعالى الله بقول الكتاب هذا �ا"وأختم ن ب �ا اغ�ف�ر� ر� �ن �ا ل �ن �خ�و�ان و�إل�

ذ�ين� �ا ال �ق�ون ب �يم�ان� س� �اإل� �ج�ع�ل� و�ال� ب �ا ف�ي ت �ن �وب ذ�ين� غ�ال� ق�ل ;ل �وا ل آم�ن�ا ن ب ك� ر� �ن ؤ�وف_ إ ح�يم_ ر� آية) : " ر ، (.10الحشر

أنت" إال إله ال أن أشهد وبحمدك اللهم سبحانك." إليك وأتوب استغفرك

. ورضوانه ورحمته ومغفرته ربه عفو إلى الفقير

بي� pال pالص محمد محمد علي

المسلمين ولجميع ولوالديه له الله غفر

-10-

Page 11: الشورى فريضة إسلامية

: األول ال المبحث في والتاريخ الشورى الكريم قرآناإلسالمي:

والقبائل الشعوب مارستها إنسانية قيمة الشورى إنكل الطويل تاريخها مر على البشرية والجماعات واألمم

أدغال أو سيبريا، سهول في سواء الخاصة بطريقتهأو آسيا، هضاب أو العربية الجزيرة صحراء أو إفريقيا،

4 بعدا لها أضاف اإلسالم أن إال غيرها أو أوروبا مروجالرفيعة اإلسالمية اإلنسانية القيم من وجعلها تعبديا4

. 4 عقابا تركها وعلى ثوابا4 بها العمل على ورتب

: الكريم: القرآن في الشورى أوال41 : الشورى- كانت البدء في

وأدلتها الشورى عن يتحدثون حين والكتاب العلماء اعتادسورتي من الكريمتين اآليتين على يركزوا أن الشرعية

في مركـزيتان آيتـان فعال4 وهما عمران وآل الشورىذكرهما – – على تعالى الله بعون سـآتي الموضـوع

المبتدى وليسس المنتهى أجعلهما أنني إال .(1)وبيانهما

سبحانه : " قوله من �ذ�وأبدا �ك� ق�ال� و�إ ب �ة� ر� �ك �ئ �م�ال �ل ;ي ل �ن ف�ي ج�اع�ل_ إ

ر�ض�� �يف�ةD األ ل � خ� �وا �ج�ع�ل� ق�ال �ت د� م�ن ف�يه�ا أ �ف�س� ف�ك� ف�يه�ا ي �س� �ح�ن� الد;م�اء و�ي و�ن

;ح� ب �س� �ح�م�د�ك� ن �ق�د;س� ب �ك� و�ن ;ي ق�ال� ل �ن �م� إ �ع�ل � م�ا أ �م�ون� ال �ع�ل م�* ت آد�م� و�ع�لم�اء �س� ه�ا األ �ل �م ك ض�ه�م� ث �ة� ع�ل�ى ع�ر� �ك �ئ �م�ال �ي ف�ق�ال� ال �ون �ئ نب

� م�اء أ س�� �أ ه�Oؤ�الء ب

�ن �م� إ �نت �* ص�اد�ق�ين� ك �وا �ك� ق�ال ان �ح� ب � س� �م� ال ل �ا ع� �ن ل �ال �ا م�ا إ �ن م�ت ك� ع�ل �ن �نت� إ أ�يم� �ع�ل �ح�ك�يم� ال .(٣٢ – ٣٠: آية, البقرة) "ال

مشاورة المشاورة، من نوع على تنطوي المحاورة وهذهلبني مالزما4 هديا لتكون الخليقة بدء في تكون أن لها أريد

األول، ) الخلق منذ للمالئكة( 2آدم كاالستشارة وليكون ، وليسن تكريم قالب في تعليما4 فيكون لهم وتكريما4

وما مادق على المالئكة ولتنبيه األمور في االستشارةالمفسرون ) ذكر كذا ادم خلق حكمة من (3خفي

لخلقه الله سنها اجتماعيه سنه أول هي فالشورىهذا من يستفاد كما بهداها ويهتدوا بها ليقتدوا ولعباده

.15 ص الريسوني د. أحمد البناء معركة في الشورى(?)1.15 ص نفسه المصدر(?)2.16 ص عاشور بن الطاهر لمحمد والتنوير التحرير(?)3

-11-

Page 12: الشورى فريضة إسلامية

المحسوسة القضايا في حتى مسنونة الشورى أن النازلةالشورى أنواع من النوع هذا أن أساس على والمعروفة،

بعضها، المذكور أو المذكورة وفوائده مقاصده لهوالتأدب التأسي على الحث ثم والتكريم .(1) كالتعليم

2 : السالم- عليه إبراهيم عند الشورىتعالى �م ا":قال �غ� ف�ل �ل ع�ي� م�ع�ه� ب �ا ق�ال� الس �ي ي �ن ;ي ب �ن ر�ى إ

� أ� ف�ي �ام �م�ن ;ي ال �ن �ح�ك� أ �ذ�ب �ر�ى م�اذ�ا ف�انظ�ر� أ ق�ال� ت

�ا �ت� ي �ب �ؤ�م�ر� م�ا اف�ع�ل� أ �ي ت �ج�د�ن ت �ن س� اء إ ه� ش� �ر�ين� م�ن� الل ")الص اب(.١٠٢الصافات:

إبراهيم يقول ذلك ومع معزومة محسومة فالمسألة�م ا":لولده �غ� ف�ل �ل ع�ي� م�ع�ه� ب �ا ق�ال� الس �ي ي �ن ;ي ب �ن ر�ى إ

� �يف أ

� �ام �م�ن ;ي ال �ن �ح�ك� أ �ذ�ب �ر�ى م�اذ�ا ف�انظ�ر� أ �ا ق�ال� ت �ت� ي �ب م�ا اف�ع�ل� أ

�ؤ�م�ر� �ي ت �ج�د�ن ت �ن س� اء إ �ر�ين�ا م�ن �الل ه ش� الولد " لص اب فيجيب ،" �ا �ت� ي �ب �ؤ�م�ر� م�ا اف�ع�ل� أ �ي ت �ج�د�ن ت �ن س� اء إ ه� ش� م�ن� الل

�ر�ين� .(١٠٢الصافات: {"الص ابالرأي إنفاذ عن العزم يمنع ال بأنه لنا تبين اآليات وهذه

عليه إبراهيم أن ترى أال االستشارة، عن جوابه وظهورحسن فحمله فيها مشورة ال عزمة ابنه بذبح أمر السالم

فيه االستشارة على النفوس في بموقعه وعلمه األدب: قال البنه �ا"فقال �ي ي �ن ;ي ب �ن ر�ى إ

� � ف�ي أ �ام �م�ن ;ي ال �ن �ح�ك� أ �ذ�ب ف�انظ�ر� أ�ر�ى م�اذ�ا .(2)..." ت

يمكن ال جلي واضح هو فيما حتى المشاورة يعتاد من إنالشورى فكون وخفي، غامض هو فيما يتنكبها أن

ومحسوسة، قطعية قضايا في ومفيدة ومحمودة مسنونةفيما وأولويتها ولزومها ضرورتها بمدى إيذان هو إنما

األنظار فيه وتتضارب واإلشكاالت الوجوده فيه تتعدد(.3واالحتماالت)

3 : العائلية- الشورى : تعالى �ذ�ا"قال �م� و�إ ق�ت اء ط�ل ;س� �غ�ن� الن �ل �ه�ن ف�ب ل ج�

� � أ �وه�ن ف�ال �ع�ض�ل �ن ت أ�نك�ح�ن� و�اج�ه�ن ي �ز� �ذ�ا أ � إ اض�و�ا �ر� �ه�م ت �ن �ي وف� ب �م�ع�ر� �ال �ك� ب �وع�ظ� ذ�ل �ه� ي �ان� م�ن ب ك�م� �ؤ�م�ن� م�نك �ه� ي �الل � ب �و�م �ي ر� و�ال �م� اآلخ� �ك ك�ى ذ�ل �ز� �م� أ �ك ط�ه�ر� ل

� �ه� و�أ �م� و�الل �ع�ل ي�م� �نت � و�أ �م�ون� ال �ع�ل �د�ات�* ت �و�ال ض�ع�ن� و�ال �ر� �د�ه�ن ي و�ال

� �ن� أ �ي �ن� ح�و�ل �ي �ام�ل �م�ن� ك ل

.16 ص الريسوني د. أحمد البناء معركة في الشورى(?)1.132 ص للطرطوشي الملوك سراج(?)2.17 ص البناء معركة في الشورى(?)3

-12-

Page 13: الشورى فريضة إسلامية

اد� ر�� �ن أ �م أ �ت ض�اع�ة� ي �ود� و�عل�ى الر �م�و�ل �ه� ال ق�ه�ن ل �ه�ن ر�ز� و�ت وف� و�ك�س� �م�ع�ر� �ال ب

� �ل ف� ال �ك �ف�س_ ت ن �ال ع�ه�ا إ � و�س� �ض�آر ال �د�ة_ ت �د�ه�ا و�ال �و�ل � ب �ود_ و�ال ه� م�و�ل �د�ه� ل �و�ل ب�و�ار�ث� و�ع�ل�ى �ل� ال �ك� م�ث �ن� ذ�ل اد�ا ف�إ ر�

� D أ اض> ع�ن ف�ص�اال �ر� �ه�م�ا ت او�ر> م;ن �ش� و�ت� �اح� ف�ال ن �ه�م�ا ج� �ي آية : )"ع�ل .(223-232البقرة،

بين والتراضي التفاهم وقع إذا األولى، اآلية فيوالمراجعة، التراجع أجل من المطلقين الزوجين

يمنع أن للولي يجوز فال الزوجية، عالقتهما واستئنافذلك.

كاملين حولين في المحدد الرضاع أن الثانية، اآلية وفيبتشاور الفطام يتم أن على لكن مدته، تخفيض يمكن

. تدبير أن يعني وهذا األبوين أحد به يستبد أن ال وتراضيوأنه الوالدين، بين مشترك وواجب حق هو األوالد أمر

يصلح ما أفضل الختيار والتشاور، بالتراضي يتم أن يجب. ممكن هو مما وينفعه للولد

التفرد يخولها ال اإلرضاع، تمارس التي هي المرأة فكونصاحب باعتباره الزوج، وكذلك تمديده، أو توقيفه بقرار

فاألم أوالده، بأمر االستبداد له يحق ال والنفقة، القوامةكله ذلك يكون أن فالبد شؤونهم، تدبير في له شريكة

وتشاور " ) منهما تراض عن (".1ناشئا4الصغار، األبناء بتعليم المتعلقة فالقرارات هذا، وعلى

أو وانقطاعه واستمراره ومدته، ونوعه مكانه حيث منوسائر وسفرهم، وبإقامتهم بصحتهم المتعلقة

منهما يشجع وما يقبل، وماال منها يقبل ما انشطتهم،أو المهني بتوجيهم المتعلقة وكذلك يشجع وماال

والمساعدة التوجيه على متوقفين كانوا إذا بتزويجهمتدبير .. إلى يحتاج وغيره هذا كل ، وأمهاتهم آبائهم من

نفسه الولد وبين بينهما أو الوالدين، بين مشترك شورىالصغار مشاورة وتستحسن ونظر تميز له أصبح إذابأدب وتأديبهم وتدريبهم تعليمهم ألجل أنفسهم

(.2المشاورة )البنات استئمار على حاثة النبوية األحاديث جاءت وقد

عن منها كثيرة، ذلك في واألحاديث زواجهن شأن في : صلى الله رسول سألت قالت عنها الله رضي عائشة

.18 ،17 ص البناء معركة في الشورى(?)1.19 ص البناء معركة في الشورى(?)2

-13-

Page 14: الشورى فريضة إسلامية

أم أتستأمر أهلها، ينكحها الجارية عن وسلم عليه اللهتستأمر : ) نعم قال ؟ (.1ال

4 : والخصام- التنازع حالتعالى : �ا"قال �ن �ا و�ق�ل �ن� آد�م� ي ك �نت� اس� و�ج�ك� أ ة� و�ز� ن �ج� � ال �ال �ه�ا و�ك D م�ن غ�دا ر�

�ث� �م�ا ح�ي �ت ئ � ش� �ا و�ال ب �ق�ر� ة� ه�Oذ�ه� ت ج�ر� �ا الش �ون �ك �م�ين� م�ن� ف�ت �ظ ال ، النساء)" ال.(٣٥ آية :

فال حكمان هناك دام فما بالشورى، ضمني أمر هنا فهاإال الممكن الحل واعتماد الحالة تقدير يكون أن يمكن

الحل على وتراضيا اتفاقا4 ثم بينهما، وائتمارا4 شورى(.2والمخرج )

آبائهن- 5 مشاورة على زوجاته يحث الله رسولكان وأمهاتهن ما لكثرة جفوة وبينهن بينه وقعت حين ،

قوله ذلك في الله فأنزل النفقة طلبات من به يحرجنه�ا"تعالى: �ه�ا ي ي

� �ي� أ ب و�اج�ك� ق�ل الن �ز� �ن أل; �ر�د�ن إ ت �ن �نت �اة� ك ي �ح� �ا ال �ي الد�ن�ه�ا �ت �ن� و�ز�ين �ي �ع�ال �ن ف�ت ;ع�ك م�ت

� � أ ك ح� ر; �س� احDا ن�و�أ ر� �ن* ج�م�يالD س� �ن و�إ �نت ك�ر�د�ن� ه� ت �ه� الل ول س� ة� و�الد ار� و�ر� خ�ر� �ن اآل� ه� ف�إ �ع�د الل �ات� أ ن �م�ح�س� �ل ل

�ن ا م�نك Dج�ر� (.٢9 – ٢٨: آية , األحزاب)" ع�ظ�يمDا أعلى األمر وسلم عليه الله صلى الله رسول عرض فقد

رضي بعائشة وبدأ اآليتان عليه نصت بما وخيرهن نسائه، . حتى تستعجلي أن عليك فال لها وقال عنهما الله

حتى( 3تستأمري ) تعجلي ال أن أحب رواية وفياستشير ... : الله رسول يا أفيك فقالت أبويك تستشيري

اآلخرة ) والدار ورسوله الله أختار بل (.4أبوي،

: الكريم: القرآن في العام المجال في الشورى ثانيا4الخاصة والحياة الخاصة القضايا ولزمت الشورى ثبتت إذا

وثبتت األفراد من مثله مع وللفرد نفسه، مع للفردتكون فكيف أبنائه، مع واألب زوجه مع للزوج ولزمت

والقضايا العامة الشؤون في وأولويتها ضرورتهاالكبرى؟

وعمدته ) الباب آيتي في وبيانه ذلك (.5جواب

.19 ص البناء معركة في الشورى(?)1.19 ص البناء معركة في الشورى(?)2األحزاب. سورة التفسير، كتاب البخاري،(?)3الطالق. كتاب مسلم، صحيح(?)4.20 ص البناء معركة في الشورى(?)5

-14-

Page 15: الشورى فريضة إسلامية

1" بينهم- " شورى وأمرهم األولى :اآلية : تعالى قوله سياق في �م ف�م�ا"وهي �يت �وت ء> م;ن أ ي� ش�

�اة� ي �ح� �اع�ال �ا ف�م�ت �ي ند� و�م�ا الد�ن ه� ع� �ر_ الل ي �ق�ى خ� �ب ذ�ين� و�أ �ل �وا ل و�ع�ل�ى آم�ن;ه�م� ب �ون� ر� ل �و�ك ذ�ين�* �ت �ون� و�ال �ب �ن ت �ج� �ر� ي �ائ �ب � ك �م �ث �ف�و�اح�ش� اإل� �ذ�ا و�ال م�ا و�إ

�وا ون� ه�م� غ�ض�ب �غ�ف�ر� ذ�ين� * ي �وا و�ال اب �ج� ت ;ه�م� اس� ب �ر� �ق�ام�وا ل ة� و�أ الص ال�ه�� م�ر�

� ور�ى و�أ �ه�م� ش� �ن �ي �اه�م� و�م�م ا ب ق�ن ز� �نف�ق�ون� ر� :آية, الشورى)" ي٣٨ – ٣٦).

في اإلسالم، في الشورى لقيمه لطيفه دالالت وهناك: يلي ما منها اآلية هذه تفسير ضوء

وهي- الشورى اسم تحمل سورة في وردت فاآليةباسم الكريم القرآن سور إحدى وتسمية الشورى سورة

وتنويه الشورى ألمر تشريف ذاته حد في هو الشورى. ومنزلتها بأهميتها

ضمن- تقريريا4، وصفا4 اآلية هذه في الشورى جاءتبعد فهم المسلمين، المؤمنين لجماعة أساسية صفات

اآلثام لكبائر مجتنبون ربهم، على متوكلون إيمانهملصالتهم، مقيمون ربهم، ألمر مستجيبون والفواحش،

منها وينفقون أموالهم ويزكون بينهم شورى وأمرهمالله سبيل .(1)في

اإلسالم- في الشورى أن على يدل مما مكية آية وهي. السلطانية األحكام من تكون أن قبل اجتماعية ممارسة

فهي- ومكان، زمان كل في المسلمين حال نصف وهياحترام سبحانه الله جعل ولقد مرحلية، وال طارئة ليست

. وصفاتهم المؤمنين خصال أثمن من الشورىفيه- ينزل لم فيما المسلمين، أمر جميع تجعل وهي

من كان ما إال جميعا4، لهم حق فهي بينهم، شورى وحي،يحملهم المؤمنين فإن والتخصص العلم أهل شأن

كيف يعلم من إلى عليهم أشكل ما يردوا أن إيمانهمالنصوص من األحكام .(2)يستنبط

الكريمة- اآلية هذه وقوع إلى العلماء من عدد انتبه وقد " من" تعد� صفات ضمن من كصفة ، بينهم شورى وأمرهم

يعني ما وهو الدين في األساسية واألركان المقوماتتعالى وقال واألركان الفرائض تلك من واحدة أنها

.21 ص نفسه المصدر(?)1.15 ص اإلمام د. أحمد والسياسية الفقه في مراجعات الشورى(?)2

-15-

Page 16: الشورى فريضة إسلامية

شورى" وأمرهم الص|الة وأقاموا لربهم استجابوا والذين " موقع جاللة على يدل ينفقون رزقناهم ا pومم بينهمويدل الصالة وإقامة اإليمان مع لها لذكره، المشورة

بها مأمورون أنهم .(1)علىالثانية- : 2 ":"اآلية األمر في وشاورهم

في وسلم عليه الله صلى الله لرسول خطابا4 وقعت وقد: تعالى قوله �م�ا" سياق ح�م�ة> ف�ب �ه� م;ن� ر� �نت� الل �ه�م� ل �و� ل �نت� و�ل ك

�يظ� ف�ظ�ا �ب� غ�ل �ق�ل � ال �نف�ض�وا �ك� م�ن� ال �ه�م� ف�اع�ف� ح�و�ل �غ�ف�ر� ع�ن ت و�اس��ه�م� ه�م� ل او�ر� �م�ر� ف�ي و�ش� �ذ�ا األ م�ت� ف�إ ل� ع�ز� �و�ك �ه� ع�ل�ى ف�ت �ن الل إ�ه� �ح�ب� الل �ين� ي ;ل �و�ك �م�ت عمران )" ال آية آل ، :١٥٩).

عليه الله صلى الله لرسول خطابا4 جاءت اآلية وهذه ،4 قائدا وأميرا4 مربيا4 ومرشدا4 وهاديا4، داعيا4 بصفته وسلممعهم متلطفا4 بالناس رفيقا4 يكون أن يقتضيه ما وهذا

4 مستغفرا بل معهم، متسامحا4 عنهم عفوا4، لهم رحيما 4 مراعيا لهم ومستشيرا4 وذنوبهم أخطائهم في لهم

وسلم. عليه الله صلى الله لرسول األمر وهذا آلرائهممن مقامة يقوم من لكل أمر هو أصحابه بمشاورة الله

والمفسرين العلماء إن بل واألمراء، والقادة الدعاةفهم وأحرى، أولى باب من مأمورون هؤالء أن يعتبرون

. الله رسول عن جدا4 كبير وبفارق األمر هذا إلى األحوجواإلمارة الحكم في كبرى قاعدة اآلية هذه عdدpت هنا ومن

قواعد من فالشورى بالمحكومين، الحاكم وعالقةالعلم أهل يستثير ال ومن األحكام وعزائم الشريعة

واجب – – فعزله العلوم فنون في التخصص وأهل والدينفيه خالف ال ما .(2)وهذا

: النبوة: عهد في الشورى ثالثا4فقد الشورى، بأمر مستفيضة النبوية والسيرة السنة إن

أمور في أصحابه وسلم عليه الله صلى النبي شاورببعض يتعلق ما ومنها الدولة بشأن يتعلق ما منها كثيرة 4 عليا فيها شاور التي األفك كحادثة االجتماعية؛ األمور

عام بشكل األمة استثار ثم خاصة مشاورة .(3)وأسامة

.21 ص للجصاص القرآن أحكام(?)1(.3/397) عطية البن العزيز الكتاب تفسير في الوجيز المحرر(?)2.121 ص للغامدي الشورى فقه(?)3

-16-

Page 17: الشورى فريضة إسلامية

4 نظاما للشورى وسلم عليه الله صلى النبي أسس وقدومن أصحابه عنه ذلك وعرف تdتبع عملية وسنة يحتذى،

ذلك: : من- ألصحابه مشورة أكثر أحدا4 رأيت ما هريرة أبو قال

وسلم عليه الله صلى الله .(1)رسول: وعمر- بكر أبو له قال وسلم عليه الله صلى النبي وعن

زيpا عليك يروا أن اإلسالم على حرصا4 ليزيدهم الناس إن : على تتفقان أنكما لو الله وأيم فقال الدنيا من حسنا4

4 أبدا مشورة في عصيتكما ما واحد، .(2)أمرحتى يستشير وسلم عليه الله صلى الله رسول وكان

به ) فيأخذ بالشيء عليه فتشير (.3المرأةفي pألصحابه وسلم عليه الله صلى مشاورته ثبتت وقد

: منها متباينة، أمور عدة1 : بدر- يوم في الشورى

: للقتال- الخروج في مشاورته أوإصرار القافلة، نجاة وسلم عليه الله صلى النبي بلغ لما

وسلم، عليه الله صلى النبpي قتال على مكة زعماءفي أصحابه وسلم عليه الله صلى الله رسول استشار

لمسألة( 4األمر ) ارتياحهم عدم الصحابة بعض وأبدى ، يتوقعوا لم إنهم حيث قريش، مع الحربية المواجهةالرسول إقناع وحاولوا لها، يستعد�وا ولم المواجهة،

القرآن ور pص وقد نظرهم، بوجهة وسلم عليه الله صلىقوله في عموما4، المؤمنة الفئة وأحوال موقفهم الكريم

�م�ا"تعالى: ج�ك� ك �خ�ر� �ك� أ ب �ك� م�ن ر� �ت �ي �ح�ق; ب �ال �ن ب D و�إ م;ن� ف�ر�يقا�ين� �م�ؤ�م�ن �ار�ه�ون� ال �ك �ك�* ل �ون اد�ل �ح�ق; ف�ي �ج� �ع�د�م�ا ال ن� ب �ي �ب م�ا ت ن

� �أ كاق�ون� �س� �ل�ى ي �و�ه�م� إ �م�و�ت ون� ال �نظ�ر� �ذ�* ي �م� و�إ �ع�د�ك �ه� ي �ح�د�ى الل إ

�ن� �ي �ف�ت ه�ا الط ائ ن� �م� أ �ك �و�د�ون� ل �ن و�ت �ر� أ �ة� ذ�ات� غ�ي و�ك �ون� الش �ك �م� ت �ك ل

�ر�يد� �ه� و�ي �ن الل �ح�ق أ �ه� الح�ق ي �م�ات �ل �ك �ق�ط�ع� ب �ر� و�ي �اف�ر�ين� د�اب �ك * ال �ح�ق �ي �ح�ق ل �ط�ل� ال �ب �اط�ل� و�ي �ب �و� ال �ر�ه� و�ل �م�ج�ر�م�ون� ك ، األنفال )"ال.(٨ – ٥: آية

.1636 رقم الترمذي سنن21 ص اإلمام د. أحمد الشورى(?)1(.13/341) البخاري صحيح شرح الباري فتح(?)2.201 ص اإلمام د. أحمد الشورى(?)3.3952 رقم المغازي ك البخاري،(?)4

-17-

Page 18: الشورى فريضة إسلامية

التقدم فكرة تأييد على المهاجرين قادة أجمع وقدالعدو ) وأحسن،( 1لمالقاة فقال الصديق، أبوبكر فقام ،

المقداد قام ثم وأحسن، فقال الخطاب، بن عمر قام ثم : الله أراك لما امضي الله، رسول يا فقال عمرو بن

إسرائيل بنو قالت كما لك نقول ال والله معك، فنحن : " " آية " المائدة، فقاتال وربك أنت أذهب ".24لموسىوخلفك، يديك وبين شمالك وعن يمينك، عن نقاتل ولكنره pوس وجهه أشرق وسلم عليه الله صلى النبي فرأيت

قوله : ) : 2يعني الله،( : رسول يا المقداد قال رواية وفيلموسى إسرائيل بنو قالت كما لك نقول ال �": إنا �وا �ا ق�ال ي

ا م�وس�ى �ن �ه�ا ل�ن إ ل د�خ� �دDا ن �ب � م ا أ �نت� ف�اذ�ه�ب� ف�يه�ا د�ام�وا �ك� أ ب و�ر��ال ا ف�ق�ات �ن �ا إ آية المائدة )" ق�اع�د�ون� ه�اه�ن ، :٢٤) : أمض ولكن

عليه الله صلى الله رسول عن ـ|ري dس فكأنه معك، ونحن.(3)وسلم

فقال : وسلم عليه الله صلى الله رسول عاد ذلك وبعدألنهم األنصار، يقصد إنpما وكان الناس أيها pعلي أشيروا

ظاهرها تكن لم الثانية، العقبة بيعة وألن جنده، غالبيةخارج وسلم عليه الله صلى الرسول بحماية لهم ملزمةحامل – وهو معاذ بن سعد الصحابي أدرك وقد المدينة،من – وسلم عليه الله صلى النبي| مقصد األنصار لواء

؟ : الله رسول يا تريدنا لكان|ك والله قائال4 فنهض ذلك، : " بك، : " آمن|ا لقد فقال أجل وسلم عليه الله صلى قال

وأعطيناك الحق هو به جئت ما أن وشهدنا وصد|قناك،فامض والطاعة، السمع على ومواثيقنا عهودنا ذلك على

بعثك الذي فو معك، فنحن أردت لما الله؛ رسول يامعك، لخضناه فخضته البحر، هذا بنا استعرضت لو بالحق؛

،4 غدا عدو|نا بنا تلقى أن نكره وما واحد، رجل منا تخل|ف مايريك الله pولعل اللقاء، عند دdق� dص الحرب، في بdر� dلص إنا

الله بركة على ر فس� عينك به تقر� ما .(4)منابن سعد مقالة من وسلم عليه الله صلى النبي ر| dوس وا : dسير وسلم عليه الله صلى فقال ذلك، طه ونش| معاذ،

(.1/288) النعيم نضرة موسوعة(?)1.3952 رقم البخاري(?)2.4609 رقم البخاري(?)3.1179 رقم مسلم(?)4

-18-

Page 19: الشورى فريضة إسلامية

الطائفتين، إحدى وعدني قد تعالى الله فإن وأبشروا،القوم مصارع إلى انظر اآلن لكأني .(1)والله

عليه الله صلى الله لرسول مشجعة سعد كلمات كانتمعنوياتهم رفعت فقد الصحابة، لمشاعر وملهبة وسلم

عليه الله صلى pالنبي حرص إن القتال، على وشجعتهمعلى يدل الغزوات، في أصحابه استشارة على وسلم

ألpن ذلك بالذات الحروب في الشورى أهميpة تأكيدتحت وإمpا العلياء، إلى ا فإم| األمم، مصير رر تق| الحروب

.(2)الغبراء : بدر- في المنذر بن باب dالح مشورة ب

عن دقيقة معلومات وسلم عليه الله صلى جمع أن بعدبدر؛ إلى أصحابه ومعه مسرعا4 سار قريش، وات pق

وبين بينهم وليحولوا بدر، ماء إلى المشركين ليسبقواقام وهنا بدر، مياه من ماء� أدنى عند فنزل عليه االستيالء

: هذا أرأيت الله رسول يا وقال المنذر، بن باب dالح نتأخر وال نتقد|مه، أن لنا ليس الله، لكه أنز أمنزال المنزل، : أي، pالر هو بل قال والمكيدة؟ والحرب أي، الر| هو أم عنه؟

: ليس هذا فإن الله؛ رسول يا قال والمكيدة والحرب،ماء� أدنى تأتي حتى بالناس الله رسول يا فانهض بمنزل،

ونغو|ر – : – – فنزله، المشركين جيش أي القوم منفنملؤه – حوضا4 عليه نبني ثم اآلبار، من وراءه ما ب نخر|

النبي فأخذ يشربون، وال فنشرب القوم، نقاتل pثم ماء،أقرب حتى بالجيش ونهض برأيه، وسلم عليه الله صلى

ما وغو|روا ي�اض، الح� ضعوا pثم عليه، فنزل العدو|، من ماءاآلبار من .(3)عداها

وسلم عليه الله صلى الرسول حياة من مثال4 ور يص| وهذاالمجتمع ذلك أفراد من فرد أي� كان حيث أصحابه مع

شعوره في يكون وال القضايا، أخطر في حتى برأيه يdد�ليثم وسلم، عليه الله صلى األعلى القائد غضب احتمال

سمعة تد|ني من غضب من ذلك على يترتب| ما حصولالرتبة، في وتأخره القائد، رأي بخالف المشير ذلك

رب|ى التي الحرية، هذه إن ماله أو نفسه في وتضررهمكنت أصحابه وسلم عليه الله صلى الله رسول عليها

(.2/267) هشام ابن سيرة(?)1.37 ص فارس ألبي الكبرى، بدر غزوة(?)2(.2/272) هشام ابن سيرة(?)3

-19-

Page 20: الشورى فريضة إسلامية

الرأي أهل جميع عقول من االستفادة من مجتمعهم 4 نجاحا ينجح فيهم فالقائد الرشيد، والمنطق السديد،برأيه يفكر يكن لم ألنه ، ن| الس| حديث كان وإن باهرا4،

لمصالحها تنظر قد عليه، مهيمنة عصبة� آراء أو د، المجر|وإنما العامة|، المسلمين لمصلحة تنظر أن قبل ة، الخاص|السديد الرأي له يحصل وفد جنده أفراد جميع بآراء يفكر|ألنه القائد؛ ذلك من منزلة وأبعدهم سمعة أقله|م منبرأيه والوصول منهم فرد� أي بين يحول ما هناك ليس

جيشه قائد .(1)إلىشخص في سرت التي النبوية التربية عظمة ونلحظ

صلى الله رسول أمام يتأدب فجعلته المنذر بن باب dالح ليعرض رأيه، يdطلب أن دون فتقدم وسلم عليه الله

الذي العظيم، ؤdال الس� بعد ت|م هذا لكن لديه، التي الخطة : رسول يا وسلم عليه الله صلى الرسول يدي بين قد|مه

أن لنا ليس الله، أنزلكه أمنزال4 المنزل، هذا أرأيت اللهوالمكيدة؟ والحرب، أي، pالر هو أم عنه؟ نتأخر وال نتقدمه،

الفذ|، القيادي| الجوهر هذا عظمة يوضح ؤال الس� هذا إنفإن قائده، يدي بين يتكلم| ومتى يتكلم أين يعرف الذي

يقدم، فألن المنزل، هذا اختار الذي هو الوحي كانوإن واحدة بكلمة يلفظ أن من إليه أحب� عنقه فتقطع

بإستراتيجية كاملة جديدة خطة فلديه البشري� الرأي كانجديدة.

المشورة، أصول عرفت فيعة، pالر النفسية هذه إنوالطاعة، السم|ع مفهوم وأدركت أي، pالر إبداء وأصول

لرأي المعارض أي pالر عرض ومفهوم المناقشة، ومفهوم. وسلم عليه الله صلى آدم ولد سي|د

للخطة استماعها من النبوية القيادة عظمة وتبدوجنودها، من جندي من المطروحة الخطة وتبني الجديدة،

وادها pق من قائد .(2)أو: بدر- أسرى في وسلم عليه الله صلى مشاورته ج

: قال األسارى، أسروا ا pفلم عنه الله رضي عباس ابن قالرضي وعمر بكر ألبي وسلم عليه الله صلى الله رسول

: بكر أبو فقال األسارى؟ هؤالء في ترون ما عنهما الله : أرى والعشيرة، الع|م، بنو هم الله؛ نبي| يا عنه الله رضي

(.4/110) للحميدي اإلسالمي التاريخ(?)1(.3/31) الغضبان لمنير القيادية التربية(?)2

-20-

Page 21: الشورى فريضة إسلامية

فعسى الكفار، على قpوة لنا فتكون فدية، منهم تأخذ أنالله صلى الله رسول فقال اإلسالم، إلى يهديهم أن الله

: : يا والله ال قال الخطاب؟ بن يا ترى ما وسلم عليهك�ن|ا تdم� أن أرى ولكني| بكر أبو يراه الذي أرى ما الله رسول

فيضرب عقيل، من علي|ا4 فتمك|ن� أعناقهم، فنضرب منهم، " عنقه، " فأضرب لعمر نسيبا4 فالن من وتمكني� عنقه،

الله رسول فهوى وصناديدها، الكفر، ة pأئم هؤالء pفإن قلت ما و� ي�ه� ولم بكر، أبو قال ما وسلم عليه الله صلى

عليه الله صلى الله رسول فإذا جئت، الغد من كان ا فلم| : الله رسول يا قلت يبكيان، قاعدان بكر وأبو وسلم،

وجدت فإن وصاحبdك، أنت تبكي شيء أي| من أخبرنيفقال لبكائكما؟ تباكيت بكاء، أجد لم وإن بكيت، بكاء4،

: علي| عرض للذي أبكي وسلم عليه الله صلى الله رسولأدنى عذابهم علي| عرض لقد الفداء، أخذهم من أصحابك

. الله صلى الله رسول من قريبة شجرة الشجرة هذه من pوجل عز وأنزل وسلم �ان� م�ا ":عليه �ي� ك �ب �ن �ن ل �ون� أ �ك �ه� ي ل

ى ر� �س� �خ�ن� ح�ت ى أ �ث ض� ف�ي ي ر�� �ر�يد�ون� األ ض� ت �ا ع�ر� �ي �ه� الد�ن �ر�يد� و�الل ي

ة� �ه� اآلخ�ر� آية األنفال") ح�ك�يم_ ع�ز�يز_ و�الل ، :٦٨-٦٧ )(1).تكون حينما الد|ولة بناء في هام|ة قاعدة تضع اآلية وهذه

تظهر أال ينبغي وكيف واإلعداد، التكوين مرحلة فيسـبيل وفي أعـدائها ت�ل� ق� من هب تdر� حتى الل|ين، بمظهر

كانت – ولو حتى بالجزئي|ات االهتمام يdطرح الكليـة هـذهإليها ملحة .(2)الحاجة

الله رسول به أخذ الذي القول أن الرواية أفادت وقدبكر – – أبي رأي وكان الفدية هو وسلم عليه الله صلىكانوا الصحابة أكثر أن الرواية وأوضحت عنه، الله رضي

: من أصحابك علي عرض للذي أبكي قال ولذلك عليههذه من أدنى عذابهم علي عرض لقد الفداء، أخذهم

الشجرة.النازلة هذه في أخذ قد وسلم عليه الله صلى فالرسول

الله من عاما4 اللوم جاء ولذلك أصحابه، من األغلبية برأي�" تعالى: و�ال �اب_ ل �ت �ه� م;ن� ك �ق� الل ب �م� س� ك �م�س �م� ف�يم�ا ل �خ�ذ�ت ع�ذ�اب_ أ

.1763 رقم مسلم صحيح(?)1.209 ص الشامي صالح السيرة، معين من(?)2

-21-

Page 22: الشورى فريضة إسلامية

� * ع�ظ�يم_ �وا �ل �م� م�م ا ف�ك �م�ت D غ�ن �ال Dا ح�ال ;ب � ط�ي ق�وا �ه� و�ات �ن الل �ه� إ الل

ح�يم_ غ�ف�ور_ آية األنفال )" ر ، :٦٩ -٦٧). " الفداء " بأخذ أشاروا الذين للفريق تريدون قوله في

غير وسلم عليه الله صلى الله رسول أن إلى إشارة وفيهالجمهور برأي أخذ ألنه كان ،(1)معاتب، ذلك أن وروي

أكثرهم ) لم( 2رغبة للصحابة تعالى الله وجهه الذي واللومولكن ذاته حد في به أشاروا الذي الرأي بسبب يكن

الذاتي الدنيوي الكسب وهو وراءه الذي الدافع بسبب " من" إال منهم فيه يدخل ال ولذلك الدنيا عرض تريدون

به أشار الذي الرأي في الرغبة هذه .(3)تحكمت2: أحد- غزوة في الشورى

عن الكاملة المعلومات وسلم عليه الله صلى جمع أن بعدعنهم، الله رضي أصحابه جمع قريش، ار pكف جيش

أو فيها، والتحص�ن المدينة في البقاء في وشاورهمالله صلى النبي رأي وكان المشركين لمالقاة الخروج : حصينة، ن|ة dج في إن|ا وقال المدينة، في البقاء وسلم عليهأقاموا، فإن نزلوا حيث وت�د�عوdهم تقيموا، أن رأيتهم فإن

فيها ) قاتلناهم علينا، دخلوا وإن مdقام، ر بش| (.4أقامواالله رسول رأي مع سلول بن أبي| بن عبدالله رأي وكان

وسلم ) عليه الله مم|ن(. 5صلى المسلمين من رجاال4 pأن إالأعدائنا : إلى بنا أخرج الله؛ رسول يا قالوا بدر فاتتهم

يتناهو ولم العدو|، إلى الخروج إال الناس من كثير وأبىولو ورأيه، وسلم، عليه الله صلى الله رسول قول إلى

والقدر، القضاء غلب ولكن ذلك، كان أمرهم بالذي و dرض قد بدرا4، يشهدوا لم رجال بالخروج عليه أشار من وعامpة

الفضيلة من بدر ألهل سبق الذي .(6)علمواالذين وسلم عليه الله صلى الله برسول الناس يزل ولمالله رسول دخل حتى القوم، لقاء حdب� أمرهم من كان

فلبس ) بيته، وسلم عليه الله القوم( 7صلى فتالوم ،dت�ه الم�

(.10/75) عاشور بن للطاهر والتنوير التحرير(?)1.88 ص البناء معركة في الشورى(?)2.900 ص نفسه المصدر(?)3(.2/60) الطبري تاريخ(?)4�حد غزوة(?)5 .82 ص عيظة لمحمد دعوية دراسة أ(.4/14) والنهاية البداية(?)6: عد�تها. الحرب ألمة(?)7

-22-

Page 23: الشورى فريضة إسلامية

بأمر: وسلم عليه الله صلى الله نبي� عرض فقالواالله صلى لنبي فقل حمزة يا فأذهب بغيره، وعرضتهم

يا : : له فقال حمزة، فأتى ، dت�ب�ع ألمرك أمرنا وسلم عليه : فقال : ألمرك أمرنا فقالوا تالوموا القوم إن الله نبي

لبس : إذا لنبي| ليس إن|ه وسلم عليه الله صلى الله رسوليقاتل حتى يصنعها، أن .(1)ألمته

على مبني|ا4 المدينة خارج إلى الخروج يرى من رأي كان: منها أمور

على- الثانية، العقبة بيعة في تعاهدوا قد األنصار أن|يرى : أغلبهم فكان وسلم، عليه الله صلى الرسول نصرة. العهد بهذا الوفاء عن تقاعس المدينة، داخل المكوث أن

من- : أحق أنها ترى كانت المهاجرين، من األقلية أنوصد|ها قريش، ومهاجمة المدينة، عن بالدpفاع األنصار

. األنصار زروع عنمن- شوقا4 رقون يتح| كانوا بدر غزوة فاتتهم الذين pأن

الشهادة على الحصول في طمعا4 األعداء؛ مالقاة أجل. الله سبيل في

قريش- : محاصرة في أن| يرون كانوا األكثرين أن : وقت أن| توقعوا كما به، تحلم أال يجب ظفرا4 للمدينة،

بقطع ددين مه| المسلمون فيصبح أمده، سيطول الحصارعنهم .(2)المؤن

على مبني فهو المدينة في البقاء يرى من رأي أما : اآلتي الحربي| التخطيط

يستحيل- وبذلك العناصر، د� موح| يكن لم مكة جيش pإن ظهور من الب|د إذ طويال4، زمنا4 البقاء الجيش هذا على

. 4 آجال أو عاجال4 إن بينهم، الخالفحياضها،- عن الد|فاع على المصم|مة المدن مهاجمة إن

تشابه إذا وخصوصا4 المنال، يعيد أمر وبيضتها وقالعها،. 4 متشابها أحد يوم كان وقد الجيشين، ك�ال عند الح الس|

يستبسلوا- فإن|هم أهليهم، بين كانوا إذا المدافعين إنوبناتهم، نسائهم، وحماية أبنائهم عن الدفاع في

وأعراضهم.يتضاعف- وبذلك القتال، في واألبناء النساء مشاركة

في أثر لها أسلحة المدافعين استخدام المقاتلين عدد(.365-5/364) عبدالرزاق مصنف(?)1.52 - 51 ص الدين عز ألحمد أحد، غزوة(?)2

-23-

Page 24: الشورى فريضة إسلامية

إصابة وتكون وغيرها، األحجار مثل األعداء، صفوفمتناولهم ) في : 1المهاجمين الرسول( أن الواضح ومن

بآرائهم التصريح على أصحابه عو|د وسلم، عليه الله صلىإنpما فهو رأيه، خالفت ولو حتى| لهم؛ مشاورته عند

في التفكير على لهم تعويدا4 فيه، نص| ال فيما يشاورهممن فائدة فال األمpة، مشكالت ومعالجة العامpة، األمور

أن يحدث ولم أي، pالر إبداء بحرية تقترن لم إذا المشورةفي أخطأ ألنه أحدا4، وسلم عليه الله صلى سول pالر الم

بالشورى األخذ فإن وكذلك رأيه، في يوف|ق ولم اجتهاده،عليه الله صلى الرسول يdطب|ق أن فالب|د لإلمام، ملزم

القرآن التوجيه �م�ا"ي وسلم ح�م�ة> ف�ب �ه� م;ن� ر� �نت� الل �ه�م� ل �و� ل و�ل�نت� �يظ� ف�ظ�ا ك �ب� غ�ل �ق�ل � ال �نف�ض�وا �ك� م�ن� ال �ه�م� ف�اع�ف� ح�و�ل ع�ن

�غ�ف�ر� ت �ه�م� و�اس� ه�م� ل او�ر� �م�ر� ف�ي و�ش� �ذ�ا األ م�ت� ف�إ ل� ع�ز� �و�ك ع�ل�ى ف�ت�ه� �ن الل �ه� إ �ح�ب� الل �ين� ي ;ل �و�ك �م�ت عمران )" ال آية آل لتعتاد (١٥٩: ،

الوعي يظهر وهنا الشورى، ممارسة على األمةلهم أن فزعم عنهم الله رضي الصحابة عند السياسي

فحسبهم القائد على فرضه لهم ليس أن إال أي، pالر إبداءلديه ح يترج| ما اختيار حرية للقائد ويتركوا رأيهم يبينوا أن

الرسول وأن الخروج في ألحوا أنهم رأوا ا pفلم اآلراء، منإلحاحهم، بسبب الخروج على عزم وسلم عليه الله صلى

عليه الله صلى الكريم الرسول لكن إليه، فاعتذروا عادواالناجحة، القيادة صفات من هو آخر درسا4 علمpهم وسلم

فإن التنفيذ، في والشروع العزيمة بعد الترد عدم وهواألتباع بين الفوضى ويغرس بها الثقة يزعزع .(2)ذلك

الخروج، على عزم قد وسلم عليه الله صلى النبي كانللقتال، الجميع وتجهز| العامpة، الطوارئ حالة أعلن وقد

يفارقه وال سالحه، يصحب كل� حذر، في ليلتهم وأمضوابحراسة وسلم عليه الله صلى وأمر نومه، عند حتى

ومحاربيهم المسلمين داء pأش من خمسين واختار المدينة،الصحابة واهتم عنه الله رضي مسلمة بن محمد بقيادة

بن سعد فبات وسلم، عليه الله صلى الله رسول بحراسةمن عدة في عبادة، بن وسعد حضير، بن وأسيد معاذ،

الح بالس| جين pد�ج dم الجمعة، ليلة عنهم الله رضي الصحابة

.374 ص للرشيد العسكرية القيادة(?)1.(2/380) العمري د. أكرم الصحيحة النبوية السيرة(?)2

-24-

Page 25: الشورى فريضة إسلامية

عليه الله صلى الله رسول يحرسون المسجد باب على.(1)وسلم

نصر – إلى أدى قد الخروج قرار إن نقول أن ونستطيعثم والحديث السيرة كتب في مفصل وهذا وسريع مبين

وقعت الذي الجسيم الخطأ بسبب ذلك بعد الدائرة دارتاألهمية من كبير موقع على كانوا الذين الرماة فرقة فيه

أخلوه فلما في والخطورة، مفصل ذلك وكل األمور، انقلبتأحد غزوة عن . (2) كتابي بسرده أطيل فال

3: األحزاب- غزوة في الشورى: الخندق- حفر في أ

كيفية في أصحابه مع وسلم عليه الله صلى الرسول تشاوربأن عنه الله رضي الفارسي سلمان رأي وكان لألحزاب المواجهةالله صلى النبي فأخذ األحزاب، لمواجهة المدينة حول D خندقا يحفر

وهي لذلك D مناسبا D مكانا واختار بحفره وأمر برأيه وسلم عليهالوحيدة الجهة هي كانت إذ المدينة، شمال الواقعة السهول

فقد جم�ة، بصعوبات الخندق حفر واقترن األعداء، أمام المكشوفةباإلضافة صعبة المعيشية والحالة شديدة، والريح D باردا الجو كان

ويضاف لحظة كل في يتوقعونه الذي العدو قدوم من الخوف إلىبأيديهم يحفرون الصحابة كان حيث المضني العمل ذلك إلى

الظرف – هذا أن هذا في والشك ظهورهم، على التراب وينقلونالنبي� – ولكن والجد الحزم من كبير قدر إلى يحتاج الحال بطبيعة

: هم إنما الجند هؤالء أن يعلم الظرف هذا في وسلم عليه الله صلىكما العمل، عناء من احة الر� إلى بحاجة نفوس_ لهم كغيرهم، بشر

التي اآلآلم تلك تنسى حتى عليها الس�رور يدخل من إلى بحاجة أنهاالله : صلى النبي أن نجد ولهذا الرئيسي العمل معاناة فوق تعانيها

: التراب ينقل وهو رواحة ابن بكلمات يرتجز كان وسلم عليهاهتدينا ما أنت لوال اللهم

ينا وص�ل تصدقنا وال

علينا سكينة فأنزل

القينا إن األقدام وثبت

بي النبوية السيرة(?)1 .(2/79) للص ال.92 ص البناء معركة في ( الشورى2/279) نفسه المصدر(?)2

-25-

Page 26: الشورى فريضة إسلامية

علينا بغوا قد �لى األ إن

�بينا أ فتنة أرادوا وإن

بآخرها صوته يمد .(1)ثم : وسلم عليه الله صلى محمد أصحاب أن عنه الله رضي أنس وعن

: الخندق يوم يقولون كانوا

D محمدا بايعوا الذين نحن

D أبدا بقينا ما اإلسالم على

التخفيف في أثره الوقت ذلك في والمرح التبسط، لهذا كان لقديعيشونها، التي الصعبة للظروف نتيجة يعانونه مم�ا الصحابة عن

�لف وا ك الذي العمل بإنجاز والنشاط الهم�ة بعث في أثره له كان وكماعدو هم وصول قبل الخندق (2)بإتمامه، فكرة صحاب نال ولقد

حواجز عنا يفصلها لم الدهور م�ر على خالد بقي D عظيما D وساماسلمان الخندق يوم المهاجرون قال فقد القرون، أسوار وال الزمن : عليه الله صلى الله رسول فقال ا من سلمان األنصار وقالت �ا، من

البيت : أهل منا سلمان الخالد . (3)وسلم النبوي الوسام وهذامن البيت أهل ألن المهاجرين؛ من سلمان بأن يشعر لسلمان

.(4)المهاجرين

: غطفان- مع الصلح محاولة في الشورى باألحزاب حصار حد�ة تخفيف وسلم عليه الله صلى النبي حاول

مع صلح بعقد يدفعه غطفان للمدينة مال على لمصالحتها بالذاتالله صلى يعلم فهو بالدها إلى وترجع محاربته، تترك أن على إليها

: أن وسلم من غعليه االشتراك وراء من لهم ليس وقادتها طفانعقائدي باعث أو تحقيقه يريدون سياسي هدف أي الغزو هذا

.2834 رقم البخاري(?)1.48 ص الرسول عهد في العسكرية القيادة(?)2(.3/598) الحاكم مستدرك(?)3(.6/108) للحميدي اإلسالمي التاريخ(?)4

-26-

Page 27: الشورى فريضة إسلامية

االشتراك من واألخير األو�ل هدفهم كان وإنما رايته، تحت يقاتلونمن عليه باالستيالء المال على الحصول هو الكبير الغزو هذا فيالله صلى الر�سول يحاول لم ولهذا احتاللها، عند المدينة خيرات

أخطب بن كحيي اليهود، من األحزاب بقيادة االتصال وسلم عليههدف ألن حرب، بن سفيان كأبي قريش قادة أو الربيع بن وكنانه

،D �ا سياسي D هدفا هدفهم كان وإنما المال، يكن لم ئيسي الر� أولئكاإلسالمي الكيان هدم على إليه والوصول تحقيقه يتوقف وعقائديا

" " " " D فعال الذين عطفان بقادة فقط اتصاله كان فقد لذا األساس، منالله صلى النبي عليهم عرضه الذي العرض قبول في يترد دوا لم

وسلم حصن، " . (1)عليه بن عيينه الغطفانيان القائدان استجاب فقد " مع وحضرا وسلم، عليه الله صلى النبي لطلب عوف بن والحارث

واجتمعا وسلم، عليه الله صلى النبي قيادة مقر إلى أعوانهما بعضرسول وشرع أحد، بهما يعلم أن دون مستخفين الخندق وراء به

عرض حول تدور وكانت مفاوضتهم في وسلم عليه الله صلى اللهصلح عقد إلى فيه يدعو وسلم عليه الله صلى الله رسول به تقدم

االتفاقية هذه في جاءت التي البنود وأهم� غطفان، وبين بينه، منفردالمقترحة.

ضمن- الموجودين وغطفان المسلمين بين منفرد صلح عقد. األحزاب جيوش

- حربي عمل بأي القيام عن وتتوقف المسلمين، غطفان توادعضدهم.

" من- " ها كل المدينة ثمار ثلث ذلك مقابل لغطفان المسلمون يدفع. األنواع مختلف

عليه الله صلى الله رسول شاور غطفان مع الصلح عقد وقبل D شيئا غطفان إعطاء عدم رأيهم فكان األمر، هذا في الصحابة وسلم

: يا عبادة؛ بن وسعد معاذ، بن سعد الس عدان وقال المدينة، ثمار منمن لنا البد به الله أمرك D شيئا أم فتضعه تحبه، D أمرا الله؛ رسول

ما : والله لكم، أصنعه شيء_ بل فقال لنا؟ تصنعه D شيئا أم به، العملوكالبوكم واحدة، قوس عن رمتكم العرب رأيت ي ألن إال ذلك أصنع

– : من– عنكم أكسر أن فأردت جانب، كل من عليكم اشتدوا أي : . ا كن قد الله، رسول يا معاذ بن سعد له فقال ما أمر إلى شوكتهم

نعرفه، وال الله، نعبد ال األوثان، وعبادة بالله، الشرك على وهؤالءالط عام – : أي Dقرى إال واحدة ثمرة منها يأكلوا أن يطمعون ال وهم

له، – وهدانا باإلسالم، الله أكرمنا أفحين ،D بيعا أو للضيف �ضع ي الذي

بي النبوية السيرة(?)1 .(2/185) للص ال

-27-

Page 28: الشورى فريضة إسلامية

ال والله حاجة، من بهذا مالنا أموالنا؟ نعطيهم وبه، بك، نا وأعز�صلى النبي فقال وبينهم، بيننا الله يحكم حتى الس يف، إال نعطيهم

. : وذاك أنت وسلم عليه اللهقال : ثم الكتاب، من فيها ما فمحا الصحيفة، معاذ بن سعد فتناول

�ج�هدوا ) : 1لي بن( وسعد معاذ بن سعد األنصار زعيمي رد كان عليناالله صلى النبي مع واألدب تعالى، لله االستسالم غاية في عبادة

ثالثة غطفان مع المفاوضة أمر جعلوا فقد وطاعته، وسلم عليهأقسام.إلبداء األول: مجال فال تعالى، الله عند من األمر هذا يكون أن

. ضا والر التسليم، من البد بل، أي الر�وسلم، الثاني: عليه الله صلى الله رسول �ه يحب D شيئا يكون أن

. ذلك في الطاعة وله مقد م� فرأيه الخاص، رأيه باعتبارهوسلم الثالث: عليه الله صلى الر�سول عمله D شيئا يكون أن

D مجاال يكون الذي هو فهذا بهم، اإلرفاق باب من المسلمين لمصلحةأي. للر�

أنه : وسلم عليه الله صلى الرسول جواب من للسعدين تبين ولماأراد

: زعيمي به كبت ، قوي بجواب معاذ بن سعد أجاب الثالث القسمفي المعتدين ألولئك �وا يذل لم األنصار أن ن بي حيث غطفان،

النبي� أع�جب وقد باإلسالم؟ تعالى الله هم أعز وقد فكيف الجاهلية،�ة معنوي إرتفاع منه، له ين وتب سعد، بجواب وسلم عليه الله صلى

من بدأ ما بذلك فألغى العالية �ة المعنوي وح بالر� واحتفاظهم األنصار،غطفان مع .(2)الص�لح

: : قد العرب أن� علمت قد إني وسلم عليه الله صلى قوله وفيواحدة قوس عن .(3)رمتكم

من يستهدف كان وسلم عليه الله صلى الله رسول أن على دليلإلى المسلمين يرشد وهذا ،D واحدا D صفا عليه األعداء يجتمع أال عمله

: منها أمور عد�ة. المعادية- القوى ثغرات عن التفتيش المسلمون يحاول أنتستطيع- من تحييد المسلمة للقيادة االستراتيجي الهدف يكون أن

اآلنية والمصلحة والشورى الفتوى، القيادة تنسى وال تحييده،لإلسالم .(4) والمستقبلية

(.3/234) هشام ابن سيرة(?)1(.6/125) للحميدي اإلسالمي التاريخ(?)2(.3/234) هشام ابن سيرة(?)3(.2/687) حوى سعيد السنة، في األساس(?)4

-28-

Page 29: الشورى فريضة إسلامية

لنا يتبين للص حابة وسلم عليه الله صلى الله رسول استشارة وفيأمر كل في الشورى فرض على وحرصه القيادة، في أسلوبه

ولو حتى� فرد به ينفرد وال شورى، فاألمر بالجماعة، يتصل عسكريفي األمر دام ما وسلم عليه الله صلى الله رسول الفرد هذا كان

وحي به ينزل ولم االجتهاد، الله (1)دائرة صلى الرسول قبول إنالقائد أن على يدل الصلح هذا رفض في الصحابة رأي وسلم عليه

يعرف حيث الثقة، رباط جنده وبين بينه يربط الذي هو الناجحومصالحة رأيه، ويحترمون رأيهم ويحترم قدره، ويدركون قدرهمباب من تعد غطفان قائدي مع وسلم عليه الله صلى النبي

ما حسب والمفاسد المصالح فيها تراعي التي الشرعية السياسةالرشيدة القيادة للشعوب. (2) تراه

ودبر، فكر قد وسلم عليه الله صلى النبي نجد النازلة هذه ففيأولي اتفاق إلى وانتهى وفاوض المسلمين، محنة به يخفف D حال وهيأ

للشورى، عرضه وتنفيذه، إمضائه قبل لكنه، غطفان زعماء معبرأي واألخذ وتدبيره، رأيه عن التخلي إلى األمر به وانتهى

المدينة أهل من المسلمين جمهور يمثلون الذين .(3)مستشاريه4 : الحديبية- صلح في الشورى

البيت إلى الخروج في أصحابه وسلم عليه الله صلى النبي استشاروفرحوا بالخروج فأشاروا قاتلوهم قريش صدتهم فإن معتمرين،

فجرت لهم خير هو ما أراد تعالى الله ولكن البيت، على بمقدمهمعليه الله صلى الله رسول بين الصلح كتب حتى طويلة مفاوضات

صالح في ذلك وكان عمرو بن سهيل يمثلهم قريش وبين وسلمالصحابة ولعل ،D قريبا D فتحا دونه من لهم الله وجعل المسلمين

أن على معهم الصلح ثم لهم قريش بصد تأثروا عليهم الله رضوانفرغ ولما القضاء عمرة في القادم العام ويأتوا العام هذا يرجعوا

قال الص لح كتابة قضية من وسلم عليه الله صلى الله رسول .. ات، : مر� ثالث ذلك قال حتى احلقوا ثم� فانحروا قوموا، ألصحابه

من لقي ما لها فذكر سلمة، أم على دخل أحد؛ منهم يقم لم فلم ا : ذلك؟ أتحب� الله، نبي يا سلمة أم فقالت الناس،

حالقك وتدعو بد�نك، تنحر حتى كلمة، منهم D أحدا تكل م ال ثم أخرج، : ودعا �دنه، ب نحر ذلك فعل حتى منهم D أحدا يكل م فلم فخرج، فيحلقك

،D بعضا يحلق بعضهم وجعل فنحروا قاموا ذلك؛ رأوا فلم ا حالقه،الحديبية، يوم رجال حلق وقد غما D بعضا يقتل بعضهم كاد حتى

بي النبوية السيرة(?)1 (.2/271) للص ال(.2/271) نفسه المصدر(?)2.93 ص البناء معركة في الشورى(?)3

-29-

Page 30: الشورى فريضة إسلامية

الله : يرحم وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال آخرون، وقص ر : الله. : يرحم قال ؟ الله رسول يا والمقص رين قالوا المحلقين

: : الله يرحم قال الله؟ رسول يا والمقص رين قالوا المحلقينوالمقصرين. : قال ؟ الله رسول يا والمقصرين قالوا .(1) المحلقين

الله رضي فهمت حيث D؛ ومباركا ،D سديدا سلمة أم� رأي كان فقد : الله صلى النبي يكون أن أنفسهم في وقع أنه الصحابة عن عنها

يستم�ر وأنه حقهم، في بالر�خصة D أخذا حلل بالت أمرهم وسلم عليهالنبي على فأشارت نفسه، حق في بالعزيمة D أخذا اإلحرام على

وعرف االحتمال، هذا عنهم لينتفي يتحلل أن وسلم عليه الله صلىرأى فلما ففعله، به، أشارت ما صواب وسلم عليه الله صلى النبي�غاية ذلك بعد يبق فلم به، أمرهم ما فعل إلى بادروا ذلك الصحابة

دليل ذلك وفي مبOاركة ومشورة ،D سديدا رأيا ذلك فكان �نتظر، تفكرة ذات دامت ما الفاضلة المرأة مشاورة استحسان على

سديد ورأي تأتي ،(2) صائبة، أن بين اإلسالم في فرق ال أنه كماعين وهذا صائبة، مشورة دامت ما امرأة أو رجل، من المشورةوتجاهل : حق ها غمطها أنه اإلسالم أعداء يزعم التي للمرأة التكرين

تشير أن من أكثر المرأة لرأي واحترام اعتراف هناك وهل وجودها،بمشورتها وسلم عليه الله صلى النبي ويعمل مرسل، نبي على

وأغضبته بها، اصطدم مشكلة ؟(3) لحل5: تبوك- غزوة في الشورى

الشورى، الغزوة هذه في وسلم عليه الله صلى الله رسول مارسفي حدثت التي وازل الن بعض في والفاروق الصديق، مشورة وقبل

النوازل . هذه ومن الغزوة هذه: الدpعاء- في الصديق بكر أبي مشورة قبول أ

: قيظ في تبوك إلى خرجنا عنه الله رضي الخطاب بن عمر قال : رقابنا أن ا ظنن حتى عطش_، فيه وأصابنا ،D منزال فنزلنا شديد،

ثم فيشربه، ثه فر� فيعتصر بعيره، لينحر جل الر إن� حتى ستنقطع؛ : إن الله، رسول يا الصديق بكر أبو فقال كبده، على بقي ما يجعل : نعم، : قال ذلك؟ أتحب� قال الله، فادع ،D خيرا الدعاء في عو�دك الله

سكبت ثم فأظلت السماء، حالت حتى يرد�هما فلم يديه، فرفعالعسكر جاوزت نجدها فلم ننظر ذهبنا ثم معهم، ما .(4) فملؤ

: اإلبل- نحر ترك في الخطاب بن عمر مشورة قبول ب

.1727 رقم البخاري(?)1.281 ص النحوى عدنان اإلسالمية الدعوة في الشورى مالمح(?)2 بي النبوية السيرة(?)3 (.2/382) للص ال(.2/633) النبوية ( السيرة195 – 6/194) للهيثمي الزوائد مجمع(?)4

-30-

Page 31: الشورى فريضة إسلامية

فاستأذنوا تبوك، إلى سيرهم أثناء مجاعة العسرة جيش أصابتج�و�عتهم، يسد�وا حتى إبلهم نحر في وسلم عليه الله صلى النبي

عمر جاءه ذلك، في وسلم عليه الله صلى النبي لهم أذن فلم ا : إن الجند أن وهي المسألة هذه في مشورته فأبدى عنه، الله رضي

هذا في إليها يكونون ما أحوج وهم رواحلهم نفذت ذلك فعلوا: وهو المعضلة، لهذه D حال عنه الله رضي ذكر ثم الط�ويل الطريقعليه الله صلى فعمل فيها، بالبركة لهم الدعاء ثم القوم، أزواد جمع

الطعام، هذا من �ة بقي عن القوم صدر حتى المشورة بهذه وسلمشبعوا حتى وأكلوا منه، أوعيتهم ملؤوا أن .(1) بعد

اجتياز- ترك في عنه الله رضي عمر مشورة قبول جام الش| حدود

المدينة : إلى والعودة أن وجد تبوك، منطقة إلى وسلم عليه الله صلى النبي وصل عندما

اجتياز في أصحابه فاستشار المسلمين، جيش من D خوفا وا فر� الروميرجع بأن عنه الله رضي الخطاب بن عمر عليه فأشار الشام، حدود

: كثيرة، D جموعا للروم إن بقوله رأيه وعلل المدينة، إلى بالجيش فإن مباركة، مشورة كانت ولقد اإلسالم أهل من أحد بها وليس

D تكتيكا يتطلب ه إن إذ D؛ صعبا D أمرا �عد ي الرومان بالد داخل القتالفي الحرب عن طبيعتها في تختلف الصحراء في الحرب ألن ،D خاص�ا

مئتين من يقرب الشام في ومان الر� عدد أن إلى باإلضافة المدن،تحص�نه في الكبير العدد هذا تجمع أن في والشك ،D ألفا وخمسين

للخطر المسلمين جيش يعر ض المدن ممارسة (2) داخل إنوالعسكرية السياسية شؤونها جميع في األمة حياة في الشورى

صلى المصطفى الحبيب عليه سار كريم، تربوي منهج واالجتماعية،حياته في وسلم عليه .(3) الله

والسالم الصالة أفضل صاحبها على النبوية الشورى قواعد وتتضح : أظهرها جليلة أمور في

عن- النظر بغض بدر في حدث كما الفني، الرأي من الصواب إتباعالرأي هو بل المنذر؛ ابن الحباب رأي على نزل حيث األكثرية

" وأهل واالختصاص الخبرة أهل يمثل والحباب والمكيدة والحرب.(4)الذكر

: المواقف ترجيح عند األكثرية برأي األخذ

بي النبوية السيرة(?)1 (.2/633) للص ال(.2/634) نفسه المصدر(?)2.31 ص اإلمام د. أحمد الشورى(?)3نفسه. المصدر(?)4

-31-

Page 32: الشورى فريضة إسلامية

الشورى كانت إذا وعليه القيادة رأيهم خالف ،وان أحد يوم في كمافي الشورى كانت وإذا الدليل، لقوة فالحجة التشريعية األمور فيالرأي طلب في أما واالختصاص، الخبرة ألهل فالحجة الفنية األمور

رئيس، كانتخاب الكبيرة، األعمال من بعمل القيام إلى يرشد الذيبها يحصل الكثرة ألن األكثرية رأي فيرجح مشروع إقرار أو ، وال> أو

لفقه أساسيه معالم النبوية السيرة لنا تقدم وهكذا الترجيحفي بالغة وحكمه أخالقيه، نبوية،وقيمة ،وسنة رباني كأمر الشورى

ومفتوحة للحاكم ملزمة وهى الدولة أمور وإدارة األمة سياسةفي خاصة مكانة االختصاص وأهل الفنية الخبرة وألهل للمشاركة

اإلنساني النشاط ضروب سائر إلى الشورى قيمه وتمتد الشورى Dوانتهاء Dابتداء الشورى يلزم وسلم عليه الله صلى الله رسول وكان

(1).. كثير من وقليل فيض، من غيض النبوية السيرة من ذكرناه وما

: الصديق: عهد في الشورى رابعا4عظائم تشمل وكانت المرحلة، هذه في مكثفة الشورى كانتوالخالفة والحرب، السلم في األمة قضايا من وصغارها، األمور

وطالقهم زواجهم في األفراد نوازل إلى العامة، والتشريعاتفي شيء وأهم والناقة، والنخلة، البئر حول ومنازعتهم وميراثهم،

ومقصودها جوهرها تحقق كانت أنها هو المكثفة المشاورات هذهأن ويمكن ذلك، سوى لما D كثيرا �فت� �لت ي ال ثم الوجوه، أكمل على

بشكلياتها، : ال بمقاصدها الشورى بعبارة مشاوراتهم طبيعة نلخص�ستشر، ي لم ومن استشير من إلى التفات كبير عندهم يكن فلم

لتلك D أهال استشيروا الذين كان إذا غاب، ومن حضر من وإلىولم تغييبه �قصد ي ولم غيابه، يضر ال عنها غاب من وكان المشورة،

وهل القضية، في المستشارين عدد إلى التفات كبير عندهم يكنمقام يقومون استشيروا من كان إذا مئات، أو عشرات أو آحاد، هم

. ومصالحهم آرائهم عن بصدق ويعبرون غيرهموالذين أيدوا الذين عدد في وتدقيق التفات كبير عندهم يكن ولم

أو المسألة في الغالب العام التوجه بوضوح ظهر إذا عارضوا،أحد خالفهم وإذا والتسامح والتطاوع التراضي من نوع فيها حصل

أن يلبسوا لم ،D ووثوقا قوة حجته وفي D صدقا لهجته في رأوا ثم منهموحسن خبرته من يعرفونه وما وعلمه صدقة في ثقتهم يضعوا

. إجماع شبه أو إجماع إلى المنفرد الواحد رأي فينقلب تقديره،

.33 ص اإلمام د.أحمد الشورى(?)1

-32-

Page 33: الشورى فريضة إسلامية

أحد فال والجرأة؛ واألمن الحرية من جو في تتم المشاورات وكانتأحد وال أحد، من يخاف أحد وال D أحدا يخادع أحد وال D أحدا يحابي

. أحد في يطمعإلى بحاجة شوراهم تكن لم السمات وبهذه األجواء، هذه في

واحتياطات، ضمانات إلى وال مدققة، ضوابط وإلى معضلة قوانينعلى أو ،D وعائقا D عبثا يصبح D ضروريا يكون ال حين التنظيمي فالتعقيد

في الشورى كانت لقد فائدته من أكثر كلفته تكون قد األقل،ولكنها إجرائها، وطرق تنظيمها في خفيفة األولى اإلسالمية التجربة

وأخالقيتها ) بجديتها ثقيلة وسمات( 1كانت مالمح بعض وإليك : عنه الله رضي الصديق بكر أبي عهد في الشورية التجربة

1: الصديق- بيعةالله – – صلى الله رسول بوفاة عنهم الله رضي الص حابة علم لما

نفسه، اليوم في ساعدة بني سقيفة في األنصار اجتمع وسلم عليهالحادية ة السن من األول ربيع شهر من عشر الثاني اإلثنين يوم وهو

من الخالفة يلي من اختيار في بينهم األمر وتداولوا للهجرة، عشررضي – ،(2) بعده عباده بن سعد الخزرج زعيم حول األنصار والتف

إلى – ساعدة بني سقيفة في األنصار اجتماع خبر بلغ ولما عنه اللهعنه – – الله رضي الص د يق بكر أبي مع مجتمعون وهم المهاجرين،

الخالفة يتولى من بنا : ،(3) لترشيح انطلقوا لبعضهم المهاجرون قالعمر قال ،D نصيبا الحق هذا في لهم فإن األنصار، من إخواننا إلى

منهم - : لقينا منهم دنونا فلم�ا نريدهم، فانطلقنا عنه الله رضي : يا تريدون أين فقاال القوم، عليه تماأل ما فذكر صالحان، رجالن

: : ال فقاال األنصار، من هؤالء إخواننا نريد قلنا المهاجرين؟ معشر : . �هم لنأتين والله فقلت أمركم اقضوا تقربوهم، أال ،(4) عليكم

بين مزم ل� رجل فإذا ساعدة، بني سقيفة في أتيناهم ى حت فانطلقنا : : : ماله فقلت عبادة، بن سعد هذا فقالوا ؟ هذا من فقلت ظهرانيهم

. : بما الله على فأثنى خطيبهم تشه د D قليال جلسنا �ما فل �وعك ي قالوا ؟– : وأنتم اإلسالم، وكتيبة الله، أنصار فنحن بعد أم�ا قال ثم� أهله، هو

قومكم – من دافة دف ت وقد رهط، المهاجرين هم ،(5) معشر فإذايحضنونا وأن أصلنا من يختزلونا أن سكت (6)يريدون فلما األمر من

.107 ص البناء معركة في الشورى(?)1(.9/21) اإلسالمي التاريخ(?)2.40 ص للعمري الراشدة الخالفة عصر(?)3عدي. بن ومعن ساعدة بن : عويم هما الر جالن(?)4قليل. أي: عدد(?)5الخالفة. أمر من : يخرجوننا أي(?)6

-33-

Page 34: الشورى فريضة إسلامية

زو رت – قد وكنت لم أتك أن أقد مها (1) أردت أن أريد أعجبتني مقالةأن – أردت فلما الحد ه، بعض منه أداري وكنت بكر أبي يدي بين

بكر، : أبو م فتكل أغضبه، أن فكرهت رسلك على بكر أبو قال أتكلمتزويري في أعجبتني كلمة> ترك ما والله وأوقر، ي من أحلم هو فكان : ما فقال سكت، حتى منها أفضل أو مثلها؛ بديهته في قال إال

لهذا إال األمر هذا �عرف ي ولن أهل له فأنتم خير من فيكم ذكرتكملكم رضيت وقد ،D ودارا ،D نسبا العرب أوسط هم قريش، من الحي

عبيدة أبي ويد بيدي، فأخذ شئتم، هما أي فبايعوا جلين الر� هذين أحدأن والله غيرها، قال مم�ا أكره فلم بيننا، جالس وهو الجراح بن

أتأم ر أن من إلي أحب� إثم من ذلك �قربني ي ال عنقي فتضرب أقد مالموت عند نفسي إلى و ل �س� ت أن إال الله م بكر؛ أبو فيهم قوم على

. اآلن أجده ال D شيئا : المرج ب وع�ذيق�ها المحك ك ج�ذيلها أنا األنصار من قائل منا ،(2)فقال

األصوات، وارتفعت الل غط فكثر قريش، معشر يا أمير ومنكم أمير،فبسط : بكر، أبو يا يدك ابسط فقلت االختالف من فرقت حتى

األنصار بايعته ثم المهاجرين، وبايعه فبايعته، .(3)يده، – – ... D شيئا يترك فلم عنه الله رضي بكر أبو فتكلم رواية وفي

من وسلم عليه الله صلى الله رسول ذكره وال األنصار، في أنزل : : الله صلى الله رسول أن علمتم ولقد وقال وذكره، إال شأنهم

: D واديا األنصار وسلكت ،D واديا الناس سلك لو قال وسلم عليهسعد يا علمت ولقد األنصار، وادي صلى (4) سلكت الله رسول أن

: الناس �ر� ف�ب األمر هذا والة قريش قاعد وأنت قال وسلم عليه الله: : سعد له فقال قال لفاجرهم، تبع_ الناس وفاجرهم هم �ر �ب ل تبع

األمراء وأنتم الوزراء، نحن .(5) صدقت،: منها والعبر والفوائد الدروس من مجموعة ونالحظ

: اإلقناع- على وقدرته النفوس مع وتعامله الصديق أعلى فأثنى األنصار، نفوس إلى يدخل أن الصديق أبوبكر استطاع

على والثناء والسنة الكتاب من فضلهم في جاء ما ببيان األنصاروامتصاص : المخالف إنصاف منه يقصد إسالمي منهج المخالف

لقبول أ مهي ليكون نفسه، في واألنانية� األثرة بواعث وانتزاع غضبه،

نفسي. في أعددت(?)1به. لتحتك الجربي لإلبل ينصب الج�ذيل: عود(?)2D، به يحتك : الذي المحكك(?)3 أي: والعذيق: النخ لة، برابة، يستشفي أنه أراد كثيرا

عليه. يعتمد الذي.6830 رقم الحدود : ك البخاري،(?)4.50 ص البهنساوي والخلفاء ( الخالفة1/5) أحمد مسند(?)5

-34-

Page 35: الشورى فريضة إسلامية

وسلم عليه الله صلى النبي هدي في كان وقد له، ن تبي إذا الحقذلك من أبوبكر توص ل ثم ذلك، على تدل التي األمثلة من الكثيرألن الخالفة؛ في أحقيتهم يعني ال D كبيرا كان وإنه فضلهم أن� إلىقريش من المهاجرين أن على نص قد وسلم عليه الله صلى النبي

األمر هذا في المق�د مون .(1)همالله رسول بوصية قريش في الخالفة أمر أن على أبوبكر واستدل

محسنهم : من يقبلوا وأن ،D خيرا باألنصار وسلم عليه الله صلى : الله إن بقوله األنصار على أبوبكر واحتج مسيئهم، عن ويتجاوزوا

: " تعالى " قوله إلى إشارة المفلحين اء "سم اكم �ف�ق�ر� �ل �م�ه�اج�ر�ين� ل ال ذ�ين� �خ�ر�ج�وا ال �ه�م� د�يار�ه�م� م�ن أ م�و�ال

� �غ�ون� و�أ �ت �ب ه� م;ن� ف�ض�الD ي اللDا ون� و�ر�ض�و�ان �نص�ر� ه� و�ي �ه� الل ول س� �ك� و�ر� �ئ و�ل

� * الص اد�ق�ون� ه�م� أ ذ�ين� �و ؤ�وا و�ال �ب �يم�ان� الد ار� ت �ه�م� م�ن و�اإل� �ل �ون� ق�ب ب �ح� ه�اج�ر� م�ن� ي�ه�م� �ي �ل �ج�د�ون� و�ال� إ ةD ص�د�ور�ه�م� ف�ي ي �وا م;م ا ح�اج� �وت ون� أ �ر� �ؤ�ث ع�ل�ى و�ي

ه�م� �نف�س� �و� أ �ان� و�ل �ه�م� ك �وق� و�م�ن خ�ص�اص�ة_ ب ح ي ه� ش� �ف�س� �ك� ن �ئ و�ل� ف�أ

�ح�ون� ه�م� �م�ف�ل معنا )٩ - ٨: آية, الحشر)" ال تكونوا أن أمركم وقدفقال : كنا، �ا "حيثما �ه�ا ي ي

� ذ�ين� أ � ال �وا � آم�ن ق�وا �ه� ات � الل �وا �ون م�ع� و�ك

.(١١٩: آية, التوبة) " الص اد�ق�ين�األنصار فتذكرت القوية، واألدلة المصيبة، األقوال من ذلك غير إلى

إليه وانقادت القوم (2) ذلك، مؤه الت أن� خطابه في الصديق وبينيادة، بالس العرب لهم يدين مم�ن يكونوا أن للخالفة يرشح ون الذين

غيرهم، تول ى إذا فيما الفتن تحدث ال حتى األمور بهم وتستقر�قريش؛: من للمسلمين إال يادة بالس يعترفون ال العرب أن وأبان

أذهان في استقر ولما منهم، وسلم عليه الله صلى النبي لكونهقالها التي رة الني الكلمات وبهذه واحترامهم تعظيمهم في العرب

مخلصين، D وجنودا م�عينين وزراء يكونوا بأن األنصار اقتنع الصديقصف� توح د وبذلك وسلم عليه الله صلى النبي عهد في كانوا كما

.(3)المسلمين : األمة- وحدة على الجميع حرص ب

األنصار حرص يؤكد ساعدة بني سقيفة في دار الذي الحوار إن ضحية للت المستمر واستعدادهم اإلسالمية، الدعوة مستقبل على

أبي لبيعة D سراعا استجابوا حتى ذلك على �وا أطمأن فما سبيلها، فيالصحابة نظرة فإن وإال األسباب، لهذه البيعة قبل الذي بكر،

.(9/24) اإلسالمي التاريخ(?)1.10 ص المالكي العربي ألبن القواصم من العواصم(?)2.(9/24) اإلسالمي التاريخ(?)3

-35-

Page 36: الشورى فريضة إسلامية

العلمي المنهج خالفوا مم ن بعدهم جاء ممن الكثير لرؤية مخالفةذلك روح مع متناقضة دراستهم كانت بل الموضوعية، والدراسةوسلم عليه الله صلى الله رسول أصحاب وتطلعات وآمال العصر،

انشقاق إلى أد�ى السقيفة اجتماع كان وإذا وغيرهم، األنصار، منالبعض زعم كما واألنصار المهاجرين األنصار ،(1)بين قبل فكيف

انقادوا وكيف والعدة؟ العدد وأهل الديار أهل وهم النتيجة، بتلكمجاهدين D وغربا D شرقا الخالفة جيوش في ونفروا بكر، أبي لخالفة

لنصرتها متحمسين يكونوا لم لو أركانها؟ .(2) لتثبيتالخالفة سياسة تنفيذ على األنصار حرص من اتضح فالصواب

عن األنصار من أحد يتخل ف لم ه وأن المرتد ين، لمواجهة واالندفاعالمهاجرين أخ�وة وأن المسلمين، من غيرهم عن D فضال بكر أبي بيعة

رواياتهم في بينهم الخالف سط روا الذين �الت تخي من أكبر واألنصار.(3) المغرضة

الصديق بكر أبا حينه في األنصار سيد عبادة بن سعد بايع ولقدونزل ساعدة بني سقيفة في دار الذي النقاش أعقاب في بالخالفةوكان بالخالفة للصديق وأذعن اإلمارة، دعوى في األو�ل مقامه عن

اجتماع في الصديق بايع من أو�ل األنصاري سعد بن بشير عمه ابن.(4) السقيفة

األفراد بين للمسلمين خليفة اختيار بشأن المشاورة جرت ولقدبين فيما وجرت األنصار بين فيما وجرت الصغيرة، والمجموعات

وجرت ساعدة بني سقيفة في الجميع التأم ثم المهاجرين،في – واألنصار المهاجرين بين العام والنقاش الكبرى المشاروة

أبي – مبايعة عن كله ذلك وأسفر ذلك بعد الكريم الرسول مسجدالصديق .(5) بكر

ونضجهم ألصحابه الله رسول تربية عظمة ليلمس الباحث وإنعليه الله صلى النبي وفاة أن فيه الشك فم�ما الكبير السياسيهذا ومع األمة في D عظيما D فراغا وترك جلل، حدث كان وسلمبوعي الكبرى المحنة تلك يتجاوز أن والعقد الحل أهل استطاع

تاريخ في نظيرها انعدم رشيدة أسس على لألمور وتقدير وفقه،البشرية.

.74 - 71 ص عمارة محمد الحكم وأصول اإلسالم(?)1.109 ص الخليفة د. حامد الراشدي، العصر في األنصار(?)2 بي الصديق أبوبكر(?)3 .128 ص للص ال.128 ص نفسه المصدر(?)4.109 ص البناء معركة في الشورى(?)5

-36-

Page 37: الشورى فريضة إسلامية

نشأ الذي الص عب الموقف تواجه أن اإلسالمية األمة على كان لقدوأن األعلى، الرفيق إلى وسلم عليه الله صلى الر�سول انتقال عن

يتسرب قد النقسام D مجاال تدع وأال وحكمة بسرعة، أمورها تحسمأركان إلى يتسلل� أن للضعف أو أفرادها، نفوس إلى الشك منه

. وسلم عليه الله صلى الله رسول شيد ه الذي البناء: والخليفة- الخالفة منصب ج

طريقة عليه وأجمعت اإلسالمية الخالفة منصب األمة اختارتوقد مصالحها، وترعى أمورها خالله من تنظم للحكم، D وأسلوبا

كان ثم ومن بها، واقتناعها لها األم�ة بحاجة الخالفة نشأة ارتبطتعليه الله صلى الله لرسول خليفة اختيار في المسلمين إسراع

.(1) وسلممن أصولها استم دت فقد المسلمين، حكم نظام الخالفة كانت ولما

الله صلى النبي سنة ومن الكريم، القرآن من المسلمين، دستوروسلم اإلسالمية ،(2) عليه الخالفة أسس عن الفقهاء تحدث وقد

القرآن – – في إليهما أشير قد D أصال وهما والبيعة بالشورى فقالواأو ،(3) الكريم اإلمامة لفظ عليه يطلق D أحيانا الخالفة ومنصب

تعيين وأن الخالفة وجوب على المسلمون أجمع وقد اإلمارةالحدود ويقيم األم�ة، شؤون يرعى المسلمين على فرض الخليفةواألمة الدين، حماية وعلى اإلسالمية، الد�عوة نشر على ويعمل

ورفع الناس، حقوق وحماية الشريعة تطبيق وعلى بالجهاد،. فرد لكل الضرورية الحاجات وتوفير المظالم،

: المؤمنين أمير اإلمام، الخليفة، األلقاب هذه المسلمون أطلق وقدهي وإنما التعبدية، األمور من ليست وهذه السياسي تاريخهم في

وسلم عليه الله صلى الرسول وفاة بعد وجدت مصطلحاتفي األلقاب هذه غير المسلمون أطلق وقد عليها، الناس واصطلحلقب وكذلك األندلس، في الحال كان كما األمير، كلقب الحق، وقتمن D لقبا اإلسالمي، التاريخ في الحكام بذلك تسمى كما السلطان،

المسلمون يكون أن المجال هذا في المهم إذ األلقاب، هذهالنظر بغض وشريعة، عقيدة اإلسالمي للتشريع خاضعين ورئيسهم

لقبه كان سواء الرئيس هذا على تطلق أن يمكن التي األلقاب عنالجمهورية، رئيس أم الدولة رئيس أم المؤمنين أمير أم الخليفة

بي الصديق بكر أبو(?)1 .141 ص للص ال.23 ص النبراوي فتحية الراشدين الخلفاء عصر(?)2.23 ص نفسه المصدر(?)3

-37-

Page 38: الشورى فريضة إسلامية

يتعارف ما إلى يرجع وهذا غيرها أو األلقاب هذه أحد إطالق فيمكنالناس .(1)عليه

بني- سقيفة من السياسية المبادئ من مجموعة سساعدة:

أن : منها المبادئ من مجموعة ساعدة بني سقيفه في دار ما أفرزأصول من أصل هي البيعة وأن باالختيار، إال تقام ال األم�ة قيادة

دينا، األصلب إال يتوالها ال الخالفة وأن القيادة، وشرعية االختياروشخصية، إسالمية مقومات وفق �م ت الخليفة فاختيار إدارة، واألكفأ

أو ة، النسبي الوراثة مبدأ ضمن تدخل ال الخالفة وأن وأخالقية، " " D واقعا باعتباره ساعدة بني سقيفة في قريش إثارة وأن القبلية

يكن مالم مشابه شيء> أي اعتبار ويجب الحسبان، في أخذه يجببني سقيفة في دار الذي الحوار وأن اإلسالم، أصول مع D متعارضا

حيث المسلمين بين السائد النفسي األمن قاعدة على قام ساعدةولكن لالتفاق، نقض وال مؤامرات وال تكذيب، وال مرج، وال هرج ال

إلى الحوار في المرجعية حيث تحكمهم التي �صوص للن تسليمالشرعية الجماعية (2)النصوص بالشورى صدرت التي األمثلة ومن. السقيفة حادثة من

ودستور- الحكم نظام أن هو السقيفة يوم اجتماع قرره ما أو لعليه نص الذي الشورى لمبدأ D تطبيقا ة، الحر� بالشورى يق رر الدولة

اإلجماع هذا وسند إجماع محل المبدأ هذا كان ولذلك القرآن،كشف اإلجماع هذا أن أي الشورى فرضت التي القرآنية النصوص

الشورى وهو اإلسالم، في الحكم لنظام شرعي أصل أو�ل �د وأكرسولنا وفاة بعد باإلجماع ر تقر دستورئ مبدأ أول وهذا الملزمة،

،D تأييدا إال يكن لم اإلجماع هذا إن ثم وسلم، عليه الله صلى الكريم. الشورى أوجبت التي ة ن والس� الكتاب، لنصوص D وتطبيقا

: الحكومة- أو الدولة، رئيس اختيار أن D أيضا السقيفة يوم تقررالح�رة البيعة أي بالشورى يتم أن يجب سلطاته وتحديد اإلسالمية

يتضم نها التي والقيود بالشروط الوالية ليتولى D تفويضا تمنحه التيالمعاصرة – – النظم في الدستور الح�رة االختيارية البيعة عقد D قرارا وكان اإلجماع، أق�رها التي الدستورية المبادئ ثاني هذا وكان

. السابق كالقرار D إجماعيابكر،- أبي اختيار السقيفة اجتماع ر قر� السابقين، للمبدأين D تطبيقا

اإلسOالمية للدولOة األو ل الخليفة .(3) ليكون بي طالب أبي بن علي(?)1 .193 ص للص ال.256 ص الشجاع د. عبدالرحمان الراشدة والخالفة النبوة عهد في دراسات(?)2.140 ص الشاوي د. توفيق واالستشارة الشورى فقه(?)3

-38-

Page 39: الشورى فريضة إسلامية

العامة، البيعة له مت ت أن بعد إال D نهائيا يصح لم الترشيح هذا إن ثمالرسول : بمسجد التالي اليوم في المسلمين جمهور موافقة أي

في ذكرها التي بالشروط لها قبوله ثم وسلم، عليه الله صلىألقاه الذي .(1)خطابه

: العامة- البيعة عفي – – الخاص ة البيعة عنه الله رضي بكر أبي بيعة تم ت أن بعد

التالي – اليوم في عنه الله رضي لعمر كان ساعدة، بني سقيفةاجتمع حينما التالي اليوم في وذلك بكر، أبي تأييد في موقف

وإن : ... بكر أبي حق في عمر قاله ومما العامة، للبيعة المسلمونعليه الله صلى ورسوله الله هدي به الذي كتابه فيكم أبقى قد الله

قد الله وإن له، هداه كان لما الله هداكم به، اعتصمتم فإن وسلم،وسلم، عليه الله صلى الله رسول صاحب خيركم على أمركم جمعأبابكر الناس فبايع فبايعوه، فقوموا الغار، في هما إذ اثنين وثاني

هو بالذي عليه وأثنى الله، فحمد بكر أبو تكلم ثم السقيفة بيعة بعدولست : عليكم وليت قد فإني الناس، �ها أي بعد أما قال ثم أهله،الصدق فقو موني، أسأت وإن فأعينوني، أحسنت؛ فإن بخيركم،

عليه جع أر� حتى عندي قوي� فيكم والضعيف خيانة، والكذب أمانةمنه الحق آخذ حتى عندي ضعيف فيكم والقوي� الله، شاء إن حقهبالذل، الله خذلهم إال الله سبيل في الجهاد قوم يدع ال الله، شاء إن

ما أطيعوني بالبالء، الله عمه م إال قوم في الفاحشة تشيع واللي طاعة فال ورسوله، الله عصيت فإذا ورسوله، الله، أطعت

الله يرحمكم صالتكم إلى قوموا .(2) عليكمعلى اإلسالمية الخطب عيون من الرائعة الخطبة هذه وتعتبر

التعامل في والرحمة العدل قواعد، فيها الصديق ر قر وقد إيجازها،على مترتبة األمر ولي طاعة أن على ز ورك والمحكوم، الحاكم بينفي ألهميته الله سبيل في الجهاد على ونص ورسوله، الله طاعة

المجتمع حماية في ذلك ألهمية الفاحشة اجتناب وعلى األم�ة، إعزازوالفساد االنهيار .(3) من

2: والمرتدين- الزكاة مانعي قتال في الشورى – D خطيبا الناس في عنه الله رضي بكر أبو قام دة؛ الر� كانت لما

فكفى، : هدى الذي الله الحمد قال ثم عليه، وأثنى الله، فحمدوالعلم وسلم عليه الله صلى D محمدا بعث الله إن فأغنى، وأعطى

أهله وضل ثوبه وخ�لق حبله، رث قد طريد، غريب واإلسالم شريد.142 ص نفسه المصدر(?)1.صحيح ( إسناده306 ،6/305) كثير البن والنهاية البداية(?)2.(9/28) اإلسالمي التاريخ(?)3

-39-

Page 40: الشورى فريضة إسلامية

وال عندهم، لخير D خيرا يعطيهم فال الكتاب، أهل الله ومقت منه،ما فيه وألحقوا كتابهم وا غير وقد عندهم، ر لش D شرا عنهم يصرف

ال : الله، من منعة في أنه�م يحسبون اآلمنون والعرب منه، ليسمن ظلف في ،D دينا وأظلهم D عيشا فأجهدهم يدعونه وال يعبدونه،

األمة وجعلهم بمحمد، الله فختمهم الس حاب، من فيه ما مع األرضقبض حتى غيرهم، على ونصرهم بعهم ات بمن ونصرهم الوسطى

وأخذ عليه أنزل الذي مركبه الشيطان منهم فركب ه، نبي اللههلكتهم وبغى م�ح�م د_ و�م�ا" :بأيديهم، �ال ول_ إ س� �ت� ق�د� ر� ل م�ن خ�

�ه� �ل ل� ق�ب س� �ن الر� ف�إ� و� م ات� أ

� �ل� أ ق�ت�م� �ت �ب �م� ع�ل�ى انق�ل �ك �ع�ق�اب �ب� و�م�ن أ �نق�ل �ى� ي �ه� ع�ل �ي �ض�ر ف�ل�ن ع�ق�ب �ه� ي الل

Dا �ئ ي �ج�ز�ي ش� ي �ه� و�س� �ر�ين� الل اك .(١٤٤: آية, عمران ) "الشيكونوا ولم وبعيرهم، شاتهم، منعوا قد العرب من حولكم من إنتكونوا – – ولم هذا، يومهم منهم أزهد إليه رجعوا وإن دينهم في

وقد كم نبي بركة من تقدم ما على هذا يومكم منكم أقوى دينكم فيفأغناه : وعائال فهداه، D ضاال وجده الذي الكافي المولى إلى لكم وك

"� �ص�م�وا �ل� و�اع�ت ب �ح� �ه� ب � ج�م�يعDا الل � و�ال ق�وا �ف�ر � ت وا �ر� �ع�م�ة� و�اذ�ك �ه� ن �م� الل �ك �ي �ذ� ع�ل إ�م� �نت �ع�د�اء ك ف� أ �ل �ن� ف�أ �ي �م� ب �ك �وب �م ق�ل �ح�ت ص�ب

� �ه� ف�أ �ع�م�ت �ن Dا ب �خ�و�ان �م� إ �نت �ى� و�ك ع�لف�ا ة> ش� ار� م;ن� ح�ف�ر� �م الن �نق�ذ�ك �ه�ا ف�أ �ك� م;ن �ذ�ل ;ن� ك �ي �ب �ه� ي �م� الل �ك �ه� ل �ات �م� آي ك �ع�ل ل

�د�ون� �ه�ت عمران ) " ت (.١٠٣: آية, آللنا ويوفي وعده، الله ينجز حتى الله أمر على أقاتل أن أدع ال واللهمنا بقي من ويبقى الجنة، أهل من D شهيدا منا قتل من �قتل وي عهده

: له خلف ال الذي وقوله الحق الله قضاء أرضه، في وذريته خليفته، ه� و�ع�د�" ذ�ين� الل �وا ال �م� آم�ن �وا م�نك �ح�ات� و�ع�م�ل ه�م الص ال �ف�ن ل �خ� ت �س� �ي ل

ض� ف�ي ر�� �م�ا األ� �خ�ل�ف� ك ت اس�

ذ�ين� �ه�م� م�ن ال �ل �ن ق�ب ;ن �م�ك �ي �ه�م� و�ل �ه�م� ل ذ�ي د�ين �ض�ى ال ت �ه�م� ار� ل ه�م �ن �د;ل �ب �ي �ع�د� م;ن و�ل Dا خ�و�ف�ه�م� ب م�ن

� �ن�ي أ �د�ون �ع�ب �ون� ال� ي ر�ك �ش� �ي ي Dا ب �ئ ي ش��ف�ر� و�م�ن �ع�د� ك �ك� ب �ك� ذ�ل �ئ و�ل

� ق�ون� ه�م� ف�أ �ف�اس� (1) (.٥٥: آية, النور) " ال

مانعي يترك بأن الصديق على عمر ومنهم الصحابة، بعض أشار وقدذلك بعد هم ثم قلوبهم، من اإليمان يتمكن حتى ويتألفهم الزكاة

وأباه ذلك عن ق الص دي فامتنع �ون، .(2)يزكالله – – : رسول توفي لما قال عنه الله رضي هريرة أبي فعن

من – – وكفر الخالفة تولى قد بكر أبو وكان وسلم عليه الله صلىوقد – الناس تقاتل كيف عنه الله رضي عمر فقال العرب، من كفر

.(6/316) والنهاية البداية(?)1(.6/315) والنهاية البداية(?)2

-40-

Page 41: الشورى فريضة إسلامية

حتى : الناس أقاتل أن أمرت وسلم عليه الله صلى الله رسول قالإال ونفسه ماله مني عصم فقد قالها، فمن الله، إال إله إال يقولوا

: الص الة بين ق فر من ألقاتلن والله؛ فقال الله، على وحسابه بحق ه، D ع�ناقا منعني لو والله المال، حق� كاة إلى (1) والز يؤد�ونها كانوا

: . منعوني لو والله رواية وفي منعها على لقاتلتهم الله؛ رسولوسلم، ،(2)ع�قاال عليه الله صلى الله رسول إلى يؤد�ونه كانوا

: الله شرح قد أن إال هو ما فوالله عمر قال منعه، على لقاتلتهمالحق : أنه فعرفت بكر، أبي : ،(3)صدر والله ذلك بعد عمر قال ثم

الرد ة أهل قتال في D جميعا األم ة هذه بإيمان بكر أبي إيمان رجح لقدناحية – – ،(4) عن يناقشه وهو لعمر كشف قد أبوبكر يكون وبذلك

جاءت جم�لة أن وهي عنه، غابت قد وكانت له، أجالها مهمة فقهيةعلى الد�ليل هي عمر به احتج الذي الشريف النبوي الحديث فيوهي بالشهادتين، نطق وإن حتى الزكاة منع من محاربة وجوبدماءهم، مني عصموا قالوها؛ فإذا وسلم عليه الله صلى النبي قول

بحق ها إال المرتدين . (5)وأموالهم حرب في بكر أبي رأي كان D وفعالاإلسالم لمصلحة الموقف طبيعة تمليه الذي الرأي وهو ،D مسددا D رايا

اع والضي الفشل، فيه سيكون غيره موقف وأي والمسلمين،الحاسم القرار هذا ثم الله، ولوال الجاهلية، إلى والرجوع والهزيمةعقارب ورجعت مسيرته، وتح�ولت التاريخ، وجه لتغير بكر أبي من

D فسادا األرض في تعيث ة الجاهلي ولعادت الوراء، إلى .(6)الساعةالدين، هذا على غيرته وشد�ة لإلسالم الدقيق فهمه تجلى لقد

بها فاض التي الكلمة في ه نبي عهد في عليه كان ما على وبقاؤهبليغة خطبة تساوي التي الكلمة وهي جنانه، بها ونطق لسانه

العرب قبائل من كثير امتنع عندما قوله وهي ،D حافال D وكتابا طويلة، ها فرضيت وأنكروا ،D مطلقا منعوها أو المال بيت إلى الزكاة يدفعوا أن

حي�؟: وأنا أينقص الدين وتم الوحي، انقطع .(7)قد : : الناس : تأل ف الله رسول خليفة يا فقلت عمر قال رواية وفي

: . قد اإلسالم في خ�وار الجاهلية في أجبار لي فقال بهم فأرفقوأنا أينقص الد ين م وت الوحي، بكر ( 8)انقطع أبو سمع لقد ؟ حي�

1(?)D الماعر. ولد من : األنثى عناقاD: هو(?)2 .البعير به يعقل الذي الحبل ع�قاال.20 رقم مسلم1400 رقم البخاري(?)3.24 ص باشميل أحمد محمد الردة، حروب(?)4.21 رقم مسلم(?)5.86 ص للتميمي والمعاصرة األصالة بين الشورى(?)6 دوي الحسن ألبي المرتضى(?)7 .70 ص الن بي. الصديق بكر أبو(?)8 للص ال

-41-

Page 42: الشورى فريضة إسلامية

خوض على عزم وما المرتد ين، حرب في الص حابة نظر وجهاتسريع كان ه أن إال بوضوح النظر وجهات سمع أن بعد إال الحرب

وعدم له، الص واب ظهور بعد لحظة يترد د فلم الرأي، حاسم القرار،العظيم – الخليفة هذا بكر أبي سمات من بارزة سمة كان الترد�د

إلى ورجعوا رأيه، بصح ة المسلمون اقتنع ولقد ها، كل حياته فيالصحابة – – أبعد عنه الله رضي بكر أبو كان لقد واستصوبوه قوله،

العظيمة الطامة هذه في D جنانا وأربطهم ،D فهما وأحقهم ،D ،(1) نظرا. المذهلة والمفاجأة

3: القرآن- جمع في الشورىحفظه من كثير اليمامة حرب في المسلمين شهداء ضمن من كان

بمشورة – عنه الله رضي أبوبكر قام أن ذلك عن نتج وقد القرآن،قاع، – الر من جمع حيث القرآن بجمع الله رضي الخطاب بن عمر

جال ) الر صدور ومن والس عف، هذا( 2والعظام، الصديق وأسند ، رضي – األنصاري ثابت بن زيد الجليل الص حابي إلى العظيم العمل

– : لمقتل – بكر أبو إلي بعث فيقول ثابت بن زيد يروي عنه اللهاليمامة ) رضي( 3أهل بكر أبو قال عنده، الخطاب بن عمر فإذا ،

قد - : : ) القتل إن فقال أتاني عمر إن عنه يوم( 4الله استح رفي اء بالقر القتل يستح ر أن أخشى وإني القرآن اء بقر القيامة

بجمع( 5المواطن ) تأمر أن أرى وإني القرآن من كثير فيذهب كله ا ، : صلى الله رسول يفعله لم D شيئا أفعل كيف لعمر فقال القرآن،

وسلم ) عليه : 6الله عمر( يزل فلم خير، والله هذا عمر فقالورأيت عمر، صدر له شرح للذي صدري الله شرح ى حت يراجعني : : . شاب رجل وإنك أبوبكر قال زيد قال عمر رأى الذي ذلك في

عليه الله صلى الله لرسول الوحي تكتب كنت وقد نته مك، ال عاقل . جبل نقل كلفوني لو فوالله زيد قال فاجمعه القرآن، ع فتتب وسلم

القرآن؛ جمع من به كلفني مم ا علي بأثقل كان ما الجبال منالع�س�ب ) من القرآن جال،( 8والل خاف( )7فتتبعت الر وصدور

واألكتاف ) قاع، أبي( 9والر مع التوبة سورة آخر وجدت حتى قال

.165 ص الغنوم د. علي الردة حركة(?)1.145 ص سعيد أحمد اإلسالمية، الدولة وبناء الردة حروب(?)2وأعوانه. الكذ�اب مسيلمة ضد اليمامة يوم واقعة يعني(?)34(?)

.واشتد : كثر استحر.الكفار مع القتال فيها يقع التي األماكن في أي(?)5 بي الصديق أبوبكر(?)6 .للص الالنخل. جريد العسب(?)7الحجارة. صفائح وهي لخفة : جمع الل�خاف(?)8.للبعير الذي العظم وهو كتف : جمع األكتاف(?)9

-42-

Page 43: الشورى فريضة إسلامية

تعالى : " قال غيره أحد مع أجده لم األنصاري �ق�د�خزيمة �م� ل ج�اءكس�ول_ �م� م;ن� ر� ك �نف�س� �ه� ع�ز�يز_ أ �ي �م� م�ا ع�ل �ت �ك�م ح�ر�يص_ ع�ن �ي ع�ل

�ين� �م�ؤ�م�ن �ال ؤ�وف_ ب ح�يم_ ر� : ر آية" براءة" 128التوبة، خاتمة حتىتوف اه حتى حياته، في بكر أبي عند الصحف عند وكانت ثم لله،

الله رضي عمر بنت حفصة عند ثم الله، توف اه حتى حياته، في عمر(.1عنهم )

الشورى ممارسة على عملي دليل فيه الكريم القرآن فجمع وهكذاوالمراجعة الرأي، وتبادل الشورى، نطاق اتسع فقد الجماعية،

الرأي وإجتماع اإلقناع في D سببا كان مما وذلك إنجاز (2)العلمية على. العظيم الحضاري المشروع هذا

4: القضاء- في الشورىكتاب – في نظر حكم، عليه ورد إذا عنه، الله رضي بكر أبو كان

كتاب في يجد لم فإن قضى به؛ يقضي ما فيه وجد فإن تعالى، اللهفيها وجد فإن وسلم، عليه الله صلى الله رسول سنة في نظر الله،

: : أن علمتم هل الناس سأل ذلك، أعياه فإن به، قضى به، يقضي ماإليه قام ما فرب بقضاء، فيه قضى وسلم عليه الله صلى الله رسولالله : رسول بقضاء فيأخذ بكذا، أو بكذا فيه قضى فيقولون القوم

: من فينا جعل الذي لله الحمد عندئذ ويقول وسلم عليه الله صلىوعلماءهم، المسلمين، رؤوس دعا ذلك، أعياه وإن نا، نبي عن يحفظ

به قضى األمر على رأيهم اجتمع فإذا .(3)استشارهمأهل : رأي اجتمع إذا ملزمة الشورى يرى الصديق أن ويظهر

مخالفتهم لإلمام يجوز ال إذ أمر، على .(4) الشورى5: الجهاد- في الشورى

عوف، بن وعبدالرحمن والزبير، وطلحة، وعليا وعثمان، عمر، دعاالمهاجرين ووجوه اح الجر بن عبيدة وأبا وقاص، أبي بن وسعد

: تبارك الله إن� فقال عليه فدخلوا وغيرهم، بدر، أهل من واألنصار D كثيرا الحمد فله جزاءها، األعمال تبلغ وال نعمه تحصى ال وتعالى

بينكم، ذات وأصلح كلمتكم، جمع من عندكم اصطنع ما علىأن يطمع فليس الشيطان، عنكم ونفى اإلسالم إلى وهداكم

أب بنو واحدة، أمة فالعرب غيرها، D إلها تتخ ذ أن وال بالله، تشركواهلك هلك؛ فمن ام، بالش وم الر إلى ستفزكم أن أردت وقد وأمعن D مدافعا عاش عاش، ومن لألبرار، خير الله عند وما شهيد،

.4986 رقم البخاري(?)1.40 ص اإلمام د. أحمد الشوري(?)2.155 ص قلعجي الصديق بكر أبي فقه موسوعة(?)3 بي الصديق أبوبكر(?)4 .173 ص للص ال

-43-

Page 44: الشورى فريضة إسلامية

رأيي هذا المجاهدين، ثواب وجل عز الله على D مستوجبا الدين،رأيه بمبلغ امرىء� كل� علي فليشر رأيت، الصحابة (1) الذي أجمع وقد

نظر وجهات تنوعت وإنما الروم غزو في الصديق موافقة علىتلو الجيوش إرسال عمر رأي فكان الغزو، هذا كيفية في بعضهم

تعمد أن تستطيع كبيرة ق�وة فتكون ام الش في تتجمع حتى الجيوشبق�وات الغزو يبدأ أن عوف بن عبدالرحمن رأي وكان لألعداء

�م ت إذا حتى المدينة، إلى تعود ثم الشام أطراف على تغير صغيرة،برأي أبوبكر أخذ وقد الكبيرة الجيوش تبعث وإضعافه؛ العدو إرهاب

فيما عوف بن عبدالرحمن رأي من واستفاد األمر، هذا في عمراليمن أهل وخاص ة العرب قبائل من بالجيوش المدد بطلب يتعلق

(2).بالد إلى أرسل جيش أول قائد سفيان أبي بن ليزيد وصيته وفي

الجهاد، في مهمة أمور إلى الصديق أشار دمشق، لفتح الشاماألعداء على النصر وأسباب

وقد – – الشام إلى الجنود يجه ز أن عنه الله رضي أبوبكر أراد لما : الحديث، فاصدق استشرت وإذا له فقال الشورى بأهمية أوصاه

قبل من �و�تي فت خبرك، المشير؛ عن تحزن وال المشورة، �صدق ت.(3)نفسك

من أهم� المشورة إتقان بأن سفيان، أبي بن ليزيد الصديق فبينثاقب الرأي، حصيف كان وإن المستشار فإن نتائجها، في النظر

أمره له ينكشف حتى استشاره من يفيد أن يستطيع ال ه فإن الفكر، ه فإن ة، القضي تفاصيل بعض المستشير أخفى فإذا الوضوح، بغاية

المشورة بهذه يتضرر قد حيث نفسه، على جنى قد .(4)يكونرأس على أرسله لما له وصيته في العاص بن لعمرو الصديق وقال

.. : مشورة�، صالح عنهم تدخر وال الشام ببالد فلسطين لفتح جيشاألمور عواقب في مبارك الحرب، في محمود رأي .(5) فرب

: الفاروق: عهد في الشورى خامسا4: الخطاب- بن عمر بيعة أ

: ما بي نزل قد إنه فقال إليه الناس جمع بكر بأبي المرض اشتد لمامن إيمانكم الله أطلق وقد بي، لما D ميتا إال أظنني وال ترون قد

بي370 ص الصديق بكر أبو(?)1 . للص ال.(9/188) للحميدي اإلسالمي التاريخ372 ص نفسه المصدر(?)2(.65 ،2/64) األثير البن التاريخ في الكامل(?)3.(197 – 9/192) اإلسالمي التاريخ(?)4 بي الصديق أبوبكر(?)5 .382 ص للص ال

-44-

Page 45: الشورى فريضة إسلامية

من عليكم فأمروا أمركم عليكم ورد عقدتي، عنكم وحل بيعتي،بعدي تختلفوا أال أجدر كان حياتي في أمرتم إن فإنكم ،(1)أحببتم؛عن األمر يدفع أن يحاول وكل عنهم، الله رضي الصحابة وتشاور

إليه رجعوا لذا واألهلية؛ الصالح فيه يرى إذ ألخيه ويطلبه نفسهأنظر: حتى فأمهلوني قال رأيك، الله رسول خليفة يا رأينا فقالوا

: له فقال عوف بن عبدالرحمن أبوبكر فدعا ولعباده، ولدينه لله : وأنت إال أمر عن تسألني ما له فقال الخطاب بن عمر عن أخبرني : : أفضل والله هو عبدالرحمن فقال وإن أبوبكر فقال مني، به أعلم

: اللهم عثمان فقال عبدالله، أبا يا ذلك على ثم، فيه، رأيك من . فقال مثله فينا ليس وأنه عالنيته، من خير سريرته أن به علمي

بن : أسيد دعا ثم �ك ع�د�و�ت ما تركته لو والله الله، يرحمك أبوبكر : بعدك الخيرة أعلمه اللهم أسيد فقال ذلك، مثل له فقال حضير

يعلن، الذي من خير يسر والذي للسخط، ويسخط للرضا، يرضىبن سعيد استشار وكذلك منه، عليه أقوى أحد األمر هذا يلي ولن

واحد برأي كانوا D تقريبا وكلهم والمهاجرين، األنصار من D وعددا زيد : ما بكر ألبي فقال شدته، من خاف الله عبيد بن طلحة إال عمر في

ترى وقد علينا عمر استخالفك عن سألك إذا لربك قائل أنتتزود : من خاب تخوفونني؟ أبالله أجلسوني أبوبكر فقال غلظته؟

أهلك خير عليهم استخلف اللهم أقول بظلم، أمركم وبين ،(2) من : ولو D رقيقا يراني ألنه ذلك فقال وشدته عمر غلظة سبب لهم

عليه مما D كثيرا لترك إليه األمر D ،(3) أفضى مكتوبا D عهدا كتب ثماألجناد، أمراء طريق عن األمصار وفي المدينة في الناس على يقرأ

: بن أبوبكر عهد ما هذا الرحيم، الرحمن الله بسم العهد نص فكانعهده أول وعند منها، D خارجا بالدنيا عهده آخر في قحافة أبي

ويصدق الفاجر، ويوقن الكافر، يؤمن حيث فيها D داخال باآلخرةفإن ،D خيرا وإياكم ونفسي ودينه ورسوله الله آل لم إني الكاذب،

. اكتسب ما امرى فلكل بدل وإن فيه وعلمي به ظني فذلك عدلالغيب أعلم وال أردت �ال " :والخير ذ�ين� إ ال

�وا �وا آم�ن �ح�ات� و�ع�م�ل وا الص ال �ر� ه� و�ذ�ك ا الل Dير� �ث وا ك �ص�ر� �ع�د� م�ن و�انت ب�م�وا م�ا �م� ظ�ل �ع�ل ي ذ�ين� و�س� �م�وا ال ي ظ�ل

� �ب> أ �ون� م�نق�ل �ب �نق�ل " ي.(7٢٢: آية, الشعراء)

.(4/238) الطبري ( تاريخ7/18) والنهاية البداية(?)1.101 ص شاكر محمود اإلسالمي ( التاريخ2/79) التاريخ في الكامل(?)2.(2/79) األثير البن الكامل(?)3

-45-

Page 46: الشورى فريضة إسلامية

أي يحصل ال حتى ،D مدركا D واعيا بلسانه الناس يبلغ أن الصديق وأراد : بمن أترضون لهم وقال الناس على أبوبكر فأشرف لبس،

ذا وليت وال الرأي، جهد من ألوت ما والله فإني عليكم، استخلفله فاسمعوا الخطاب، بن عمر عليكم استخلفت قد وإني قرابة

وأطعنا. سمعنا فقالوا .(1)وأطيعواكوامن ويبثه يناجيه الله إلى بالدعاء عنه الله رضي الصديق وتوجه : إال بذلك أرد ولم نبيك أمر بغير وليته اللهم يقول وهو نفسه،

عليهم فو ليت رأيي، لهم واجتهدت الفتنة، عليهم وخفت صالحهم،ما أمرك من حضرني وقد أرشدهم، ما على وأحرصهم خيرهم،

عبادك فهم فيهم فاخلفني .(2) حضر : على العهد قراءة يتولى بأن عنهما الله رضي عثمان أبوبكر وكلف

من لمزيد ختمه أن بعد بكر، أبي موت قبل لعمر البيعة وأخذ الناسعثمان وقال سلبية آثار أي دون األمر، إمضاء على والحرص التوثيق

: بذلك: فأقروا نعم قالوا الكتاب؟ هذا في لمن أتبايعون للناسبه ورضوا D أقبلوا ،(3) جميعا به ورضوا الناس على العهد قرأ أن فبعد

وبايعوه من ،(4) عليه بمجموعة وأوصاه بالفاروق الصديق واختلىمن D خاليا ربه إلى يمضي حتى شي؛ أي من ذمته إلخالء التوصيات

واجتهاده جهده قصارى بذل أن بعد تبعة .(5)أي : ال بالنهار D عمال لله أن وأعلم عمر، يا الله اتق الوصية في جاء وقد

حتى نافلة يقبل ال وأنه بالنهار، يقبله ال بالليل D وعمال بالليل، يقبلهالقيامة يوم موازينه ثقلت من موازين ثقلت وإنما فريضة تؤدي

أهل ذكر تعالى، الله وأن ،D خفيفا يكون أن D غدا الباطل باتباعهمذكرتهم فإذا سيئه، عن وتجاوز أعمالهم بأحسن فذكرهم الجنة

النار،: – – أهل ذكر تعالى الله وإن بهم، ألحق أال أخاف إني قلتقلت : ذكرتهم، فإذا أحسنه، عليهم ورد� أعمالهم، بأسوأ فذكرهمعلى يتمنى ال ،D راهبا D راغبا العبد ليكون هؤالء مع أكون أال ألرجوا إنيغائب يك فال وصيتي حفظت أنت فإن الله، رحمة من يقنط وال الله

�عجزه ت ولست الموت من إليك .(6)أبغض

(.4/248) الطبري تاريخ(?)1(.3/200) سعد ابن طبقات(?)2.(3/200) سعد ابن طبقات(?)3.272 ص الراشدة والخالفة البنوة عهد في دراسات(?)4.272 ص نفسه المصدر(?)5(.265 ،2/264) الجوزي البن الصفوة صفة(?)6

-46-

Page 47: الشورى فريضة إسلامية

خليفة بصفته أعماله عنه الله رضي الخطاب بن عمر وباشربكر أبي وفاة فور الصديق ،(1) للمسلمين بكر أبي ترشيح أن كما

بعدما إال الشرعية قوته يأخذ لم الخطاب، بن لعمر عنه الله رضيمن أبوبكر طلب حين تحقق ما وهذا ذلك، على المسلمون وافقبين األمر فوضعوا بعده، من خليفة عن ألنفسهم يبحثوا أن الناس

: رأيك هو إنما رأينا له وقالوا إال ،(2)يديه، الترشيح بكر أبو يق�رر ولمولما انفراد، على واحد كل فسأل الصحابة أعيان استشار أن بعد

بكر أبي ترشيح فكان لعمر، ترشيحه أعلن اتفاقهم لديه ترجحهذا أن على أعيانها، خالل من األمة آلراء استقراء عن D صادرا

اختيار أن ذلك به؛ األمة بقبول إال الشرعية قوته يأخذ ال الترشيحمن والبد األمة، عن بالوكالة يتصرف والخليفة لألمة، حق الحاكم

: استخلف بمن أترضون األمة إلى أبوبكر توجه ولهذا األصيل؛ رضاقرابة، ذا وليت وال الرأي جهدي من ألوت ما والله فإني عليكم؟

: فقالوا وأطيعوا، له فاسمعوا الخطاب، بن عمر استخلفت قد وإنيوأطعنا استخلف : ،(3) سمعنا بمن أترضون بكر أبي وقول وفي

واالختصاص العالقة صاحبة هي وأنها لألمة األمر بأن إشعار عليكم(4).

والعقد الحل أهل باتفاق الخالفة ولي عنه الله رضي عمر إن D نائبا وجعلوه الخليفة انتخاب بكر ألبي وضعوا الذين فهم وإرادتهم؛على التعيين هذا عرض ثم الخليفة عين ثم فشاور ذلك، في عنهم

في والعقد الحل وأصحاب عليه، ووافقوا وأمضوه فأقروه، الناس " يكن " فلم وإذن األمة، هذه عن الطبيعيون النواب هم األمة

الشورية األساليب أصح على إال عنه الله رضي عمر استخالف.(5) وأعدلها

من خليفته اختيار في الصديق أبوبكر عليها سار التي الخطوات إناإلجراءات كانت وإن األحوال، من حال بأي الشورى تتجاوز ال بعده

وهكذا نفسه، بكر أبي تولية في المتبعة اإلجراءات غير فيها المتبعةيورد ولم واالتفاق، بالشورى عنه الله رضي لعمر الخالفة عقد تم

طول نهض D أحدا أن وال ذلك، بعد خالفته حول وقع خالف أي التاريخ

.272 ص الراشدة والخالفة النبوة عهد في دراسات(?)1.172 ص الكيالني د. عبدالله الدولة سلطة على الواردة القيود(?)2.نفسه المصدر(?)3.نفسه المصدر(?)4 بي الخطاب بن عمر(?)5 .79 ص للص ال

-47-

Page 48: الشورى فريضة إسلامية

طاعته وعلى خالفته على إجماع هناك كان بل األمر، لينازعه عهدهواحدة وحدة الجميع فكان حكمه، أثناء .(1)في

2: الخراج- أراضي في الشورىمال : بيت إلى وصل إيراد كل وهو عام معنيان له الخراج

للفيء العام المعنى في يدخل فهو الصدقات، غير من المسلمين: خاص معنى وله ذلك وغير العشور وإيراد الجزية إيراد فيه ويدخل

اإلمام وأوقفها عنوة المسلمون افتتحها التي األرض إيراد وهومن السواد بأرض عمر فعل كما الدوام على المسلمين لمصالح

ثابت أصل هو بل ثمن، وال بإجارة يقاس ال والخراج، والشام العراقبغيره يقاس ال .(2)بنفسه

بعد وبالذات العظيمة بالفتوحات اإلسالم شوكة قويت عندماموارد تعددت والروم، الفرس العظيمتين القوتين على القضاء

كيان على وللمحافظة مصارفه وكثرة اإلسالمية الدولة في المالوضمان وسلطانها عزها وصون األطراف المترامية الدولة هذه

رشيدة، حكيمة مالية سياسة من البد كان والخاصة العامة، مصالحودائم ثابت مالي مورد إيجاد وهي أال عنه، الله رضي عمر لها فكر

: أن الفاتحون أراد فقد الخراج هو المورد وهذا المهام، بهذه للقيامالقرآن في جاء لما D وفقا وأراض أموال من الغنائم عليهم تقسم

بالغنائم خاص ا � ": الكريم �م�وا م�ا و�اع�ل ن� �م أ �م�ت ء> م;ن غ�ن ي� ن ش�

� �ه� ف�أ �ل له� ول� خ�م�س� س� �لر �ذ�ي �ل �ى و�ل ب �ق�ر� �ام�ى ال �ت �ي �ين� و�ال اك �م�س� �ن� و�ال و�اب�يل� ب �ن الس �م� إ �نت �م� ك �ه� آم�نت �الل �ا و�م�ا ب �ن ل �نز� �ا ع�ل�ى أ �د�ن �و�م� ع�ب ي

ق�ان� �ف�ر� �و�م� ال �ق�ى ي �ت �ج�م�ع�ان� ال �ه� ال �ل; ع�ل�ى و�الل ء> ك ي� ( "ق�د�ير_ ش�.(٤١: آية, األنفال

بين األرض تقسيم األمر بداية في عنه الله رضي عمر أراد وقدعدم رأى عنه الله رضي طالب أبي بن علي ولكن الفاتحين،

ذلك من عمر وح�ذ ر جبل بن معاذ الرأي وشاركه وقد .(3) التقسيم، : بين األراضي قسم فأراد الجابيه عمر قدم D قائال عبيدة أبو روى

: قسمتها إن إنك تكره، ما ليكونن إذن والله معاذ فقال المسلمينإلى ذلك فيصير يبيدون ثم القوم أيدي في العظيم الريع صار

من �سدون ي قوم بعدهم مOن يOأتي ثم المرأة، أو الواحد الرجلوآخرهم أولهم يسع D أمرا فانظر D شيئا يجدون ال وهم ،D مسد�ا اإلسالم

رضي (4) عمر المؤمنين أمير عنه الله رضي جبل بن معاذ نبه لقد.79 ص نفسه المصدر(?)1.248 ص نفسه المصدر(?)2.جمعان عبدالله103 ص اإلسالم في المال سياسة(?)3 بي.248 ص الخطاب بن عمر75 ص عبيد ألبي األموال(?)4 للص ال

-48-

Page 49: الشورى فريضة إسلامية

ويتأملها الكريم، القرآن آيات يتتبع جعل عظيم، أمر إلى عنه اللهتقسيم آيات عند توقف حتى يقرؤها كلمة كل معنى في D مفكراللمسلمين الفيء إلى تشير أنها له فتبين الحشر، سورة في الفيء

معاذ رأي تنفيذ على فعزم بعدهم، يأتي ولمن الحاضر، الوقت فيوبين بينه خالف ووقع الناس بين ذلك خبر فانتشر عنه، الله رضي

يرون العوام بن والزبير رباح بن بالل ومنهم الصحابة بعضعليه الله صلى النبي قسم كما العسكر، غنيمة تقسم كما تقسيمها،

اآليات عليهم وتال التقسيم عنه الله رضي عمر فأبى خيبر، وسلمتعالى : قوله من الحشر سورة من �ف�اء و�م�ا" الخمسة ه� أ ع�ل�ى الل

�ه� ول س� �ه�م� ر� �م� ف�م�ا م�ن و�ج�ف�ت� �ه� أ �ي �ل> م�ن� ع�ل ي �اب> و�ال� خ� �ك�ن ر�ك ه� و�ل الل

ل;ط� �س� �ه� ي ل س� اء م�ن ع�ل�ى ر� �ش� ه� ي �ل; ع�ل�ى و�الل ء> ك ي� "ق�د�ير_ ش�:( ٦:آية, الحشر) قال ثم النضير بني شأن من فرغ �ف�اء م ا" حتى أ

ه� �ه� ع�ل�ى الل ول س� �ه�ل� م�ن� ر� �ق�ر�ى أ ه� ال �ل ول� ف�ل س� �لر �ذ�ي و�ل و�ل�ى ب �ق�ر� �ام�ى ال �ت �ي �ين� و�ال اك �م�س� �ن� و�ال �يل� و�اب ب �ي� الس �ون� ال� ك �ك �ةD ي د�ول

�ن� �ي �اء ب �ي �غ�ن �م� األ� �م� و�م�ا م�نك �اك ول� آت س� �م� و�م�ا ف�خ�ذ�وه� الر �ه�اك �ه� ن ع�ن�ه�وا ق�وا ف�انت ه� و�ات �ن الل ه� إ د�يد� الل �ع�ق�اب� ش� ٧: آية, الحشر) "ال

قال ) ثم كلها القرى في عامة اء ":فهذه �ف�ق�ر� �ل �م�ه�اج�ر�ين� ل ذ�ين� ال ال�خ�ر�ج�وا �ه�م� د�يار�ه�م� م�ن أ م�و�ال

� �غ�ون� و�أ �ت �ب ه� م;ن� ف�ض�الD ي Dا الل و�ر�ض�و�انون� �نص�ر� ه� و�ي �ه� الل ول س� �ك� و�ر� �ئ و�ل

� )٨: آية, الحشر)" الص اد�ق�ون� ه�م� أفقال غيرهم بهم خلط حتى يرضى لم �ون� ":ثم ب �ح� ه�اج�ر� م�ن� ي

�ه�م� �ي �ل �ج�د�ون� و�ال� إ ةD ص�د�ور�ه�م� ف�ي ي �وا م;م ا ح�اج� �وت ون� أ �ر� �ؤ�ث ع�ل�ى و�يه�م� �نف�س� �و� أ �ان� و�ل �ه�م� ك �وق� و�م�ن خ�ص�اص�ة_ ب ح ي ه� ش� �ف�س� �ك� ن �ئ و�ل

� ف�أ�ح�ون� ه�م� �م�ف�ل لم. (٩: آية, الحشر )" ال ثم خاصة األنصار في فهذا

: فقال غيرهم بهم خلط حتى ذ�ين� "يرض �ع�د�ه�م� م�ن ج�اؤ�وا و�ال ب�ون� �ق�ول �ا ي ن ب �ا اغ�ف�ر� ر� �ن �ا ل �ن �خ�و�ان ذ�ين� و�إل� �ا ال �ق�ون ب �يم�ان� س� �اإل� و�ال� ب

�ج�ع�ل� �ا ف�ي ت �ن �وب ذ�ين� غ�ال� ق�ل ;ل �وا ل �ا آم�ن ن ب ك� ر� �ن ؤ�وف_ إ ح�يم_ ر� "ر.(١٠: آية, الحشر)

له إال المسلمين من أحد من فما بعدهم، جاء لمن عامة هذه فكانتبصنعاء الراعي ليبلغن بقيت لئن عمر قال حتى الفيء هذا في

وجهه في ودمه الفيء هذا من .(1) نصيبه : من يأتي بمن فكيف عمر قال فيها جاء أخرى رواية وفي

اآلباء عن وورثت اقتسمت قد بعلوجها األرض فيجدون المسلمينأرى : ولست تقول كما إال هو ما عمر فقال برأي هذا ما وحيزت

بي الخطاب بن عمر67 ص يوسف ألبي الخراج(?)1 .249 ص للص ال

-49-

Page 50: الشورى فريضة إسلامية

يكون أن عسى بل نيل كبير فيه فيكون بلد بعدي يفتح ال والله ذلكوأرض بعلوجها، العراق أرض قسمت فإذا المسلمين، على �ال ك

لهذا واألرامل للذرية يكون وما الثغور؟ به يسد فما بعلوجها، الشام: وقالوا عمر على فأكثروا والعراق؟ الشام أراضي من وبغيره البلد

يشهدوا، ولم يحضروا لم قوم على بأسيافنا علينا الله أفاء ما تقفعنه الله رضي عمر فكان يحضروا، ولم أبنائهم وأبناء القوم وألبناء

: : إلى فأرسل فاستشر، قالوا رأيي، هذا يقول أن على يزيد الفخطبهم وأشرفهم والخزرج األوس كبراء من األنصار من عشرة

: بالحق تقرون اليوم وأنتم كأحدكم، واحد إني لهم قال مما وكانتتبعوا أن أريد ولست وافقني، من ووافقني خالفني، من خالفني

: زعموا الذين القوم هؤالء كالم سمعتم قد قال ثم هواي، الذي هذاأرض بعد يفتح شيء يبق لم أنه رأيت ولكن حقوقهم، أظلمهم أنيما فقسمت وعلوجهم وأرضهم أموالهم الله غنمنا وقد كسرى،

وجهه، على فوجهته الخمس وأخرجت أهله، بين أموال من غنمواالخراج فيها عليهم D واضعا بعلوجها األرضين أحبس أن رأيت وقد

والذرية، المقاتلة للمسلمين D فيئا فتكون يؤدونها الجزية رقابهم وفييلزمونها رجال من لها البد الثغور هذه أرايتم بعدهم، من يأتي ولمنوإدرار بالجيوش، تشحن أن من بدلها ال العظام المدن هذه أرايتم

والعلوج؟ األرض قسمت إذا هؤالء �عطي ي أين فمن عليهم العطاء : الثغور هذه تشحن لم إن رأيت، ما فنعم رأيك الرأي D جميعا فقالواالكفر أهل رجع به يتقو�ون ما عليهم وتجري بالرجال المدن وهذه

مدنهم : ،(1) إلى لصارت بينهم قسمتها لو قاله فيما عمر قال وقدالمسلمين من بعدهم جاء لما يكن ولم منكم، األغنياء بين دولة

اآلية : " فاستوعبت تعالى بقوله الحق فيها لهم الله جعل وقد شيء،الصحابة وكبار عمر رأي استقر ذلك وبعد القيامة، يوم إلى الناس

األرض قسمة عدم على عنهم الله مع (2)رضي حواره وفيقوة فيه جمع وكيف الجدل في الفاروق أسلوب يظهر الصحابةقال التي مقالته في الخصم واستمالة الصسورة وروعة الدليل D ناشئا D رئيسا أن ولو السواد، أرض أمر في المناقشة عند لألنصار،يخطب أن أراد البرلمانية الخطب بأساليب D متمرسا السياسة، في " يجئ " لم المشروعات من مشروع على موافقتهم لينال النواب

فوق عمر وامتاز األسلوب، هذا من أعجب أو المدخل هذا من بأرق�وأنه D مخادعا D سياسيا فيه يكن ولم يقول، فما D صادقا كان بأنه ذلك

.67 ص يوسف ألبي الخراج(?)1.105 ص جمعان عبدالله الخطاب، بن عمر عهد في اإلسالم في المال سياسة(?)2

-50-

Page 51: الشورى فريضة إسلامية

واألمثال األشباه على يسمو البيان من نمط في به يكن (1) جاء لمالمفتوحة، لألراضي تقسيمه عدم في النبوي للهدي D مخالفا الفاروق

: منها – D أمورا فعل فيما سنده، كان وقد. الحشر- سورة في الفيء آية

فتركها- عنوة مكة فتح حينما وسلم عليه الله صلى النبي عمل. D خراجا عليها يضع ولم ألهلها

الحوار- بعد المسألة بهذه عمر عقده الذي الشورى مجلس قرارالمسلمون عليها يظهر أرض في متبعة سنة أصبح وقد والمجادلة

الغنائم بين ميز حينما عمر أن يظهر وبهذا عليها، أهلها ويقرونبينها وجمع النصوص، بدالئل D متمسكا كان األراضي وبين المنقولةيضاف السديد، الجامع النظر إليها يرشد التي منزلته منها D كال وأنزليعصم وأن ثرواتهم البالد ألهل تبقي أن يقصد كان عمر أن ذلك إلى

فتن ومن والعقار، األرض على النزاع فتن من اإلسالمي الجندوالحطام بالثراء واإلنشغال .(2) الدعة

منه يتلمس الكريم القرآن إلى يلجأ كان عنه الله رضي الفاروق إنمنطوقها فهم في ويتعمق آياته، مختلف بين ويطوف الحلول

نتائج إلى يصل حتى ببعض بعضها ويخصص بينها ويجمع ومفهومها،مع واقف غير الشريعة روح D مستلهما منها، المرجوة المصالح تحقق

الدقيق إدراكه المراحل هذه قطع في أسعفه وقد النصوص ظواهرال ومعقدة مركبة عملية وهي النصوص، بتلكم الشريعة لمقاصد

D فهما فيها وأعطي االجتهاد على تمرس من إال فيها الخوض يحسنللبعض خيل حتى اإلقدام، يحسن حيث اإلقدام على وجرأة D سديدا

األحيان، بعض في الحائط ع�ر�ض بالنصوص يضرب كان عمر أن D ممتازا D مجتهدا كان لكنه ذلك عنه الله رضي عمر يفعل أن وحاشا

فينزل الرأي يرى كان حتى تضاهي ال تشريعية حاسة اكتسبأن هي القضية هذه من بها نخرج التي والنتيجة وفقه، على القرآن

السنة في ومثله بعضا، بعضه يفسر .(3)القرآنالخراج؟ أراضي تقسيم عدم في والمصالح القيم هي ما

الخطاب – بن عمر إليها استند التي المصالح من جملة هناكتصنيفها – يمكنني القرار هذا اتخاذ في رأيه على وافقوه والذين

على : : الطريق سد وأهمها الداخلية المصالح أولهما صنفين إلىلمعايش ثابته مصادر توافر وضمان المسلمين، بين والقتال الخالف

.210 ص للطنطاوي عمر، أخبار(?)1.131 ص للسليماني اإلسالمي الفقه في االجتهاد(?)2.252 ص اإلسالمي الفقه في االجتهاد(?)3

-51-

Page 52: الشورى فريضة إسلامية

من الالحقة لألجيال الالزمة المادية الحاجات وتوفير والعباد، البالدالمسلمين.

يسد: ما توفير في أهمها يتمثل والتي الخارجية المصالح وثانيهماعلى والقدرة والمؤن، الرجال من حاجتها ويس�د المسلمين ثغور

العطاء وإدرار الرواتب كفالة من ذلك يستلزمه بما الجيوش، تجهيزلتتولى األطراف بعض وترك والسالح العتاد على اإلنفاق وتمويل

من لديها ما على D اعتمادا وأراضيها الدولة حدود عن الدفاع مهامأن أراد الخليفة أن المصالح هذه في مالحظته يجب والذي خراج،

عصره في ليس السياسي المجتمع ألمن ثابتة دعائم بقراره يضعبمن " فكيف مثل من وعباراته بعده عصور من يليه وفيما بل فقط،

" " " توخي التي المسلمون يترك أن وكرهت المسلمين من يأتيأثبت وقد ذلك، على تشهد الشامل األمن لهذا المستقبلية بنظرتهوصدق صواب الخطاب بن عمر عصر في السياسية األحداث تطور

. قرره ما: أمرين- أكد قد األراضي تقسيم بعدم القرار اتخاذ أطوار تعدد إن أ

الجوهرية: المصالح تمس التي المهمة القرارات بعض أن أولهماتتطلب قد أنها كما الكثير، والوقت الجهد من تأخذ قد للمسلمين

D مجاال ذلك يتيح أن دون والبراهين الحجج تبادل في األناة من D قدراتحقيق أبواب من بابا يفوت أو D أحيانا االنقسام هوة وتعميق للخالفواألمر ومستقبلها، حاضرها في األمة بأمن الخاصة المصالح بعضالنقاش: عسر بعد تخرج قد التي المهمة القرارات بعض أن الثاني

أن الشرعي الحاكم على يفرض لها، المتعثرة والبداية والحوار،هوة تضييق إلى السعي في D جهدا وآخرهم المسلمين أول يكون

يصل لكي المتعارضة النظر وجهات بين والتقريب الخالف،بشأنه متنازع هو فيما الشرعي الحكم إلى .(1) بالمسلمين

لم- الذين والصحابة الخليفة بين واالجتهاد الرأي تبادل إن بفي المنزلة النصوص إلى ذلك في الكل واستناد رأيه على يوافقوه

السياسية القرارات في اآلراء إبداء في الفيصل أن يثبت االجتهادأن هو خاصة، مباشرة بصفة المسلمين مصالح تمس والتي عامة

أن ينبغي ما أو المنزلة، النصوص إلى مستندة اآلراء هذه تجيءمحتواها في أحكامها عن تخرج ال أخرى مصادر من عنها يتفرع

ومبرراتها.الصحابة- كبار من السابقة أهل استشارة إلى الخليفة لجوء إن ج

بإخالص واستجابتهم الشرع، ومصادر األحكام فقه في العلماء

.318 ،317 ص منجود مصطفى اإلسالم في األمن لمفهوم السياسية األبعاد(?)1

-52-

Page 53: الشورى فريضة إسلامية

تميزهم خاصة مواصفات لهم الشورى أهل أن يؤكد له، النصحالواعون والدراية والورع والفهم الفقه أهل هم يستشارون فالذيندأبهم ومن آرائهم، في إمعية ال الذين أدق بعبارة إنهم لدورهم،

لومة ذلك في خائفين غير وفعله الحق قول على أنفسهم توطين. غيره أو حاكم من الئم

: األراضي- تقسيم عدم قرار بصدور حدث ما إن القول يبقى ثم سآداب وفق التعامل كيفية في الصحابة عليه سار D عاليا D نموذجا يظل Dابتداء المختلفة أوجهها وتقليب القضايا، مناقشة وأخالقيات الحوار

بصفة – األراضي تقسيم بعدم القرار اتخاذ في التفكير بمرحلةيخرج – لم الذي الخليفة رأسهم وعلى مباشرة غيOر أو مباشرة،

بشأنه اجتهاداتهم اختالف رغم اآلداب هذه .(1) عنوأعلن الشورى، هيئة في فرد مجرد الحاكم أن بين الفاروق إن بلكتاب إلى والرد وافقته، أو خالفته األمة، شورى مجلس في الثقة

: اليوم وأنتم كأحدكم، منكم، واحد إني عنه الله رضي قال فقد الله،ومعكم وافقني، من ووافقني خالفني، من خالفني بالحق، تفرون

بالحق ينطق كتاب الله .(2)من3 : الهجري- التاريخ بدء في الشورى

وكان الحضارية، النواحي في خطره له D تطورا بالهجرة التاريخ يعدعدة ذلك سبب في ويحكى عمر، بالهجرة التاريخ وضع من أول : عمر إلى د�فع قال أنه مهران بن ميمون عن جاء فقد روايات،

: الذي هذا شعبان عمر فقال شعبان، في محله ص�ك� عنه الله رضيالله رسول أصحاب جمع ثم فيه، نحن الذي أو آت> هو الذي أو مضى

: فقال يعرفونه D شيئا للناس ضعوا لهم فقال وسلم عليه الله صلى : من : يكتبون وإنهم يطول إنه فقيل الروم، تاريخ على اكتبوا قائل : : قام كلما قالوا الفرس تاريخ اكتبوا قائل فقال القرنين، ذي عند

أقام كم ينظروا أن على رأيهم فاجتمع قبله، كان ما طرح ملكعشر أقام فوجدوه بالمدينة وسلم عليه الله صلى الله رسول

عليه الله صلى الله رسول هجرة على التاريخ كتبوا أو فكتب سنين،المسيب( 3وسلم ) بن سعيد سمعت قال عبيدالله بن عثمان وعن

واألنصار : المهاجرين عنه الله رضي الخطاب بن عمر جمع يقول : أبي بن علي له فقال التاريخ؟ نكتب متى فقال عنهم الله رضي

من: الشرك، أرض من وسلم عليه الله صلى النبي خرج منذ طالبالمسيب ابن وعن الخطاب، بن عمر ذلك فكتب قال، هاجر يوم

.318 ،317 ص اإلسالم في األمن لمفهوم السياسية األبعاد(?)1عمر. للسيد185 ص للصفوة السياسي الدور(?)2(.1/316) عبدالهادي البن الصواب محض(?)3

-53-

Page 54: الشورى فريضة إسلامية

لسنتين: عنه الله رضي الخطاب بن عمر التاريخ كتب من أول قالعلى بمشورة المحرم من عشرة لست فكتب خالفته، من ونصف

عنه الله رضي طالب أبي الزناد ،(1) بن أبو عمر :(2) وقال واستشارالهجرة على فأجمعوا التاريخ، سبب ،(3) في في حجر ابن وروى

الشهر األول ربيع في وليس محرم شهر في التاريخ بداية جعلهمالذين الصحابة أن وسلم عليه الله صلى النبي هجرة فيه تمت الذي

أربعة، بها يؤرخ أن يمكن التي األمور أن وجدوا عمر على أشارواال والمبعث المولد أن ووجدوا ووفاته، وهجرته ومبعثه مولده هي

التاريخ عن وأعرضوا حدوثهما سنة تعيين في النزاع من يخلونإال يبق فلم المسلمين، عند واألسى الحزن من يثيره لما بوفاته

العزم ابتداء ألن المحرم، إلى األول ربيع في أخروه وإنما الهجرةذي في الثانية العقبة بيعة وقعت إذ المحرم؛ من كان الهجرة على

البيعة بعد استهل هالل أول فكان الهجرة مقدمة وهي الحجة،ثم .. مبتدأ يج�عل أن فناسب محرم، هالل هو الهجرة على والعزم

: االبتداء مناسبة من عليه وقعت ما أنسب وهذا حجر ابن قال.(4)بالمحرم

وحدة إحداث في الفاروق أسهم المتميز اإلداري الحدث وبهذاظهرت حيث الجزيرة، شبه في معنى من تحمله ما بكل شاملة

الفوارق، بإزالة األمة، ووحدة واحد دين بوجود العقيدة وحدةوهو عدوه يواجه أن فاستطاع واحد، تاريخ باتخاذ االتجاه ووحدة

النصر من .(5)واثق4: المؤمنين- أمير لقب

صلى الله رسول خليفة يدعى وكان عنه الله رضي أبوبكر مات لما : : خليفة له قيل عمر بعد جاء من المسلمون قال وسلم عليه الله

أجمعوا ولكن هذا، فيطول وسلم عليه الله صلى الله رسول خليفةفقال الخلفاء من بعده من به �دعى ي الخليفة، به تدعون اسم على

المؤمنون : نحن وسلم عليه الله صلى الله رسول أصحاب بعضبذلك سمي من أول فهو المؤمنين، أمير عمر فدعي أميرنا، وعمر

(6).5 : الوالة- اختيار في المشورة

.163 ص للذهبي اإلسالم تاريخ(?)1فقيه. ثقة القرشي، ذكوان بن عبدالله(?)2(.1/317) الصواب محض(?)3.286 ص اليحي يحي الراشدة ( الخالفة7/268) الباري فتح(?)4.90 ص الوكيل محمد الراشدين الخلفاء في تاريخية جولة(?)5(.3/281) سعد البن الكبري الطبقات(?)6

-54-

Page 55: الشورى فريضة إسلامية

الصحابة لكبار الخليفة مشاورة بعد يتم الوالة اختيار فقد ،(1) كان : في كان إذا رجل على دلوني D يوما ألصحابه عنه الله رضي قال

أمير، فكأنه بأمير يكن لم وإذا بأمير، ليس فكأنه D أميرا القومزياد بن الربيع إلى عنه ،(2) فأشاروا الله رضي عمر استشار وقد

: من يعذرني من لهم فقال الكوفة أهل على يولي من في الصحابة D عفيفا عليهم استعملت إن أمرائهم، على تجنيهم ومن الكوفة أهل

فج�روه D قويا عليه استعملت وإن : ،(3)استضعفوه، الناس أيها قال ثممشدد� قوي وآخر تقي مسلم أنه غير ضعيف رجل في تقولون ما

: أمير يا فقال شعبة بن المغيرة فتكلم ؟ لإلمارة األصلح أيهماوعلى عليك وضعفه لنفسه إسالمه المسلم الضعيف إن المؤمنين

لك وقوته نفسه على فشداده دد المش� والقوي المسلمين : . ثم مغيرة، يا صدقت عمر فقال رأيك ذلك في فاعمل وللمسلمين

: ويخافه األبرار يأمنه ممن تكون أن انظر له وقال الكوفة واله : المؤمنين أمير يا ذلك أفعل المغيرة فقال .(4) الفجار

وكان بالدهم، في الرأي أهل استشارة في الوالة على عمر وشدديأمر وكان آرائهم ألخذ للناس مجالس ويعقدون ذلك يطبقون الوالة

الرأي أهل بمشاورة باستمرار إنزال ،(5)والته والته من وطلببلغني : األشعري موسى أبي إلى عمر كتب فقد منازلهم، الناس

ألهل فأذن هذا كتابي جاءك فإذا ،D غفيرا جم ا للناس تأذن أنكفأذن مجالسهم أخذوا فإذا والدين والتقوى القرآن وأهل الشرف

: حوائج يرفعون وجوه للناس يزال لم D أيضا إليه وكتب للعامة،أن الضعيف المسلم بحسب فإنه الناس، وجوه فأكرموا الناس

والقسمة الحكم في .(6)ينتصف6: الدواوين- تدوين

بما بعضهم فأشار الدواوين، تدوين في المسلمين عمر استشار : فرأيت الشام جئت قال المغيرة، بن هشام بن الوليد، أن إال يراه

وفي ،D جندا وجند ،D ديوانا فدو ن ،D جندا وجندوا D ديوانا دو�نوا قد ملوكهاالوليد بن خالد هو ذلك قال الذي أن الروايات بعض ،(7) بعض وذكر

حيرة رأى فلما الفرس، مرازبة بعض بالمدينة كان أنه المؤرخين

بي الخطاب بن عمر(?)1 .315 ص للص ال.315 ص نفسه المصدر(?)2بالفجور. اتهموه أي(?)3(.1/28) للعمري البلدان على الوالية(?)4(2/80) نفسه المصدر(?)5.207 ص للماوردي الملوك نصيحة(?)6 بي الخطاب بن عمر(?)7 .260 ص للص ال

-55-

Page 56: الشورى فريضة إسلامية

: : D ديوانا يسمونه D شيئا لألكاسرة إن المؤمين أمير يا له قال عمرالعطاء وأهل شيء، منه يشذ ال فيه مضبوطة وخرجهم دخلهم جميع

: صفه وقال عمر فتنبه خلل، عليها يتطرق ال مراتب فيه مرتبونالعطاء وفرض الدواوين فدون المرزبان، فوصفه حبذ (1)لي، وقد

لم : وإن الناس يسع D كثيرا D ماال أرى برأيه فأشار التدوين عثماناألمر ينتشر أن خشية يأخذ، لم ممن أخذ من �عرف ي حتى يحصلوا

رضي ،(2) عمر استشارة على Dبناء حدثت التي الروايات بعض هذهعنده يحضرون لمن متعددة مرات في عنه .(3)الله

7: الصحي- إلى الحجر عنه الله رضي الخطاب بن عمر خرجالجراح : بن عبيدة أبو األجناد أمراء لقيه بسرغ كان إذا حتى الشام،

: عباس ابن قال الشام، بأرض وقع قد الوباء أن فأخبروه وأصحابه، : أن وأخبرهم فاستشارهم، فدعاهم المهاجرين لي أدع عمر فقال

: وال ألمر خرجنا قد بعضهم فقال فاختلفوا بالشام، وقع قد الوباء : رسول وأصحاب الناس بقية معك بعضهم وقال عنه، نرجع أن نرى

هذا على تقدمهم أن نرى وال وسلم وآله وسلم عليه الله صلى الله : : فدعوتهم، األنصار، لي أدع قال ثم عني، ارتفعوا فقال الوباء

: فقال كاختالفهم واختلفوا المهاجرين، سبيل فسلكوا فاستشارهم : من قريش، مشيخة من هنا كان من لي أدع قال ثم عني، ارتفعوانرى : فقالوا رجالن، عليه منهم يختلف فلم فدعوتهم الفتح مهاجرة

في عمر فنادى الوباء، هذا على تقدمهم وال بالناس ترجع أنعبيدة : : أبو فقال عليه، فأصبحوا ظهر على مصبح إني الناس

يا : قالها غيرك لو عنه الله رضي عمر فقال ؟ الله قدر من D أفرارا : إبل لك كان لو أرأيت الله، قدر إلى الله قدر من نفر نعم عبيدة، أبا

إن أليس جدبة واألخرى خصبة إحداهما عدوتان له D واديا هبطتبقدر رعيتها الجدبة رعيت وإن الله، بقدر رعيتها الخصبة رعيت

حاجته : بعض في D متغيبا وكان عوف بن عبدالرحمن فجاء قال الله؟عليه: الله صلى الله رسول سمعت ،D علما هذا في عندي إن فقال : بأرض وقع وإذا عليه، تقدموا فال بأرض به سمعتم إذا يقول وسلم

: . انصرف ثم عمر الله فحمد قال منه D فرارا تخرجوا فال بها .(4) وأنتمفوائد الحادثة هذه في أصحابه عنه الله رضي عمر مشورة وفي

منها:

.260 ص نفسه المصدر(?)1.158 ص اإلسالم في المال سياسة(?)2 بي الخطاب بن عمر(?)3 .261 ص للص ال.2219 رقم ( مسلم7/21) تالئمه ال أرض من خرج من باب الطب، ك البخاري،(?)4

-56-

Page 57: الشورى فريضة إسلامية

إقدامه- وعدم العامة المسلمين مصالح على األمر ولي حرصمن ذلك في لما الصواب وجه فيه له يتبين لم قرار إتخاذ على

. بالمسلمين المخاطرةذلك- في لما والعقد الحل أهل من حضوره أمكن من كل مشاورة

عقول قدح طريق عن مفيد رأي إلى والوصول اآلراء تمحيص من. القصة – من الشاهد موضع وهذا كثيرة

عمر- فعل كما متجانسة فئات على برعيته األمر ولي اجتماع جوازوفئة : األنصار، فئة فئات ثالث إلى قسمهم حيث هنا عنه الله رضيكان كلما ألنه الفتح، مهاجرة من قريش، مشيخة وفئة المهاجرين،

. الوقت لسعة أوسع النقاش كان أقل المشاور العدد. والتجربة- الرأي ذوي السن كبار برأي االستئناس

الفتح- مشيخة برأي عمر استأنس كما الموحد، بالرأي االستئناس. اختالفهم لعدم

ولي- كان ولو عنده شبهة إلزالة يستفسر أن أراد لمن الباب فتحنفوس من الشبه إزالة ألن اآلراء، بأحد األخذ إلى انتهى قد األمر

في إخوانهم يشاركون يجعلهم D واطمئنانا لقلوبهم D تأليفا الرعيةعلى القدرة األمر ولي عند يكون أن ينبغي أنه كما وتنفيذه، الرأييقفوا أن بعضهم أو للرعية يبيح ال ذلك ولكن المقنعة الحجج إيراد

ولي عزم وبعد الشورى من إليه التوصل تم لما المعارضين، موقف." الله " على فتوكل عزمت فإذا انفاذه على األمر

في- أخلصوا إذا للصواب ورعيته األمر ولي يوفق تعالى الله أن. العامة المصلحة وقصدوا مشاورتهم

المسألة- على الدليل عنهم يغيب قد كثروا مهما الشورى أهل أنمن عند وجوده مع مجتهدين علماء كانوا ولو السنة، أو الكتاب منولو الطويلة المناقشة تلك ذلك على دلت كما مجلسهم من غابحتى للمناقشة، حاجة هناك كان ولما لذكره دليل أحدهم عند كان

على عمر الله فحمد الدليل فذكر عوف بن عبدالرحمن جاء.(1) موافقته

من اإلكثار على يحرص أن األمر ولي على يجب أنه هذا من ويؤخذاستحضار إمكان من ذلك في لما شوراه، مجلس في العلماء

أول من الطريق ويقطع الشورى عن يغني الذي الدليل بعضهم.(2)الطريق

8: الخطاب- بن عمر عهد في الشورى نطاق توسع

.154 ص للغامدي الشورى فقه(?)1.154 ص للغامدي الشورى فقه(?)2

-57-

Page 58: الشورى فريضة إسلامية

لكثرة عنه الله رضي عمر خالفة في الشورى نطاق توسعذات بالد إلى اإلسالم رقعة وامتداد واألحداث، المستجدات

احتاجت جديدة مشكالت فولدت متباينة، ونظم وتقاليد حضاراتالعطاء وتنظيم المفتوحة، األرض معاملة مثل الواسع االجتهاد إلىعمر فكان الدولة، على الفتوح أموال لتنفق جديدة قواعد وفق

الكبار الصحابة من عدد أكبر للشورى بدر ،(1)يجمع ألشياخ وكانأن إال وسابقتهم، وعلمهم لفضلهم الشورى، في الخاصة مكانتهم

ماضون دربهم على فإنهم بشباب، يشوبهم أخذ عنه الله رضي عمرقد الفذ العبقري عمر وكان رجاالتها، تجديد من لها البد والدولة

منهم علم من األمة شباب من يختار فأخذ الحقيقة، هذه إلى فطنعمر زال وما أولهم، من عباس بن عبدالله فكان وتقى، D وورعا D علما

D فيصال القرآن D متخذا له مستشارين األمة شباب من D متخيرا يجتهد : أصحاب القراء وكان عباس بن الله عبد قال حتى التخير من

D شبانا أو كانوا D كهوال ومشاورته عمر الزهري ،(2) مجلس قال وقد : بن عمر فإن أسنانكم، لحداثة أنفسكم تحتقروا ال أحداث لغلمان

الفتيان دعا المعضل األمر به نزل إذا كان عنه الله رضي الخطابعقولهم حدة يبتغي : .(3) فاستشارهم إن سيرين بن محمد وقال

ليستشير كان إن حتى األمر، في يستشير عنه الله رضي عمر كانثبت وقد فيأخذه، يستحسنه الشيء قولها في أبصر فربما المرأة

عنها الله رضي حفصة المؤمنين أم مرة استشار كان ،(4) أنه وقدمنهم الرأي، وذوي الصحابة علية من خاصة عنه الله رضي لعمر

سفر في يفارقه يكاد ال وكان عبدالله وابنه عبدالمطلب بن العباسأبي بن وعلي عوف بن وعبدالرحمن عفان بن وعثمان حضر، وال

ونظراؤهم، ،(5)طالب ثابت، بن وزيد كعب بن وأبي جبل، بن ومعاذويرجع يستشيرهم إليهم. (6)فكان

ولم كاملة، وصراحة تامة بحرية آراءهم يبدون المستشارون وكانعمر وكان وأمانته عدالته في منهم D أحدا عنه الله رضي عمر يتهمأو كتاب من فيها نص ال التي األمور في يستشير عنه الله رضي

نص ا فيها يحفظ الصحابة بعض كان إن معرفة إلى يهدف وهو سنة،يحفظه D ماال منها يحفظ الصحابة بعض كان فقد السنة، من

.95 ص للعمري الراشدة الخالفة عصر(?)1 بي الخطاب بن عمر(?)2 .92 ص للص ال.90 ص الراشدة الخالفة عصر(?)3.90 ص نفسه المصدر(?)4(.9/29) للبيهقي الكبرى السنن(?)5 بي الخطاب بن عمر(?)6 .92ص للص ال

-58-

Page 59: الشورى فريضة إسلامية

ألكثر المحتملة النصوص فهم في يستشير كان وكذلك اآلخرون،األمرين هذين وفي المختلفة، واألوجه المعاني لمعرفة معنى، من

النوازل في وأما القليل، العدد أو الواحد باستشارة يكتفي قدعند فعل كما استطاع ما النطاق ويوسع الصحابة، فيجمع العامة

إليها متوجها الشام بأرض الطاعون .(1) وقوعالمجال في منها متعددة، عمر عهد في الشورى مجاالت وكانت

العسكرية، واألمور واألمراء، العمال كاختيار والسياسي، اإلداريالحكم في كالكشف المحضة، الشرعية المسائل في ومنها

نحب والذي القضائية والمسائل والحرمة الحل حيث من الشرعيالشورى مبدأ على قائمة كانت الراشدة الخالفة أن عليه نؤكد أن

وسلم عليه الله صلى الله رسول وسنة الله كتاب من المستمدةولكنها بها، أتى بدعة وال استنبطها فلتة عمر عهد في تكن ولم

الرباني المنهج قواعد من .(2)قاعدةفكان دولته، في الشورى مبدأ عنه الله رضي عمر اعتمد ولقد

في عليهم يستبد وال المسلمين دون باألمر يستأثر ال عنه الله رضييجمع حتى يبرمه ال أمر به نزل فإذا العامة، الشؤون من شأن

ويستشيرهم فيه معه الرأي ويناقش عمر (3) المسلمين أقوال ومنشورى : غير من أبرم أمر في خير ال الشورى في الخطاب .(4)بن

كالخيطين: والرأيان السحيل، كالخيط الفرد الرأي وقولهينتقض يكاد ال مرار والثالثة أمرك : (5) والمبرمين في شاور قوله

الله يخاف .(6) منالثقفي عبيد أبا بعث فعندما الشورى، على حربه قادة يحث وكان : رسول أصحاب من وأطع أسمع له قاله بالعراق الفرس لمحاربةكان من وخاصة األمر في وأشركهم وسلم عليه الله صلى الله

بدر أهل من أن (7)منهم بأمرهم بالعراق قادته إلى يكتب وكانوطلحة يكرب معد بن عمرو العسكرية أمورهم في يشاوروا

: األسدي بطلحة حربكم في واستعينوا استشيروا D قائال األسديأعلم صانع كل فإن D شيئا األمر من تولهما وال يكرب معد بن وعمرو

: ،(8)ببضاعته العرب من عندك وليكن وقاص أبي بن سعد إلى وكتب بي الخطاب بن عمر(?)1 .92 ص للص ال.93 ص نفسه المصدر(?)2.90 ص نفسه المصدر(?)3.90 ص نفسه المصدر(?)4.90 ص نفسه المصدر(?)5.90 ص نفسه المصدر(?)6.90 ص نفسه المصدر(?)7(.1/317) للذهبي النبالء أعالم سير(?)8

-59-

Page 60: الشورى فريضة إسلامية

ال الكذوب فإن وصدقه، نصحه إلى تطمئن من األرض أهل من أول D عينا وليس عليك عين والغاش بعضه، في صدقك وإن خبره ينفعك

وجهه ،(1)لك حين غزوان بن لعتبة عنه الله رضي عمر قاله ومما : بعرفجة يمدك أن الحضرمي بن العالء إلى كتبت قد البصرة إلى

هرشمة عليك ،(2) بن قدم فإذا ومكايدة، للعدو مجاهدة ذووقربه : ،(3) فاستشره فإنه D جميال الشورى في الفاروق مسلك وكان

مشايخ يجمع ثم منهم، فيسمع أمره أول العامة يستشير كانثم منهم، الرأي أصحاب وسلم عليه الله صلى الله رسول أصحاب

فما محمود رأي إلى فيه يخلصوا أن ويسألهم باألمر إليهم يفضيفي الدستورية األنظمة يشبه هذا وعمله أمضاه، رأيه عليه استقر

النواب مجلس على األمر بعرض إذ النظامية، الممالك من كثيرفي يسمى آخر مجلس على يعرض باألغلبية يقرر أن بعد ثم ،D مثال

انتهى فإذا اللوردات، مجلس بعضها وفي الشيوخ مجلس بعضهاالملك أمضاه تقريره من بن ،(4)المجلس عمر كان ما D وكثيرا

الناس أضعف يأتي ثم فيه رأيه ويبدي الشيء في يجتهد الخطابرأى ما خطأ عن ويرجع فيقبله الدليل، وقوة الصواب وجه له ن فيبي

له استبان ما الصواب .(5)إلى

الله: رضي عفان بن عثمان عهد في الشورى �4 سادسا عنه:

1: عنه- لله ا رضي عفان بن عثمان بيعةحتى ومستقبلها األمة بوحدة عنه الله رضي الفاروق اهتمام استمر

جراحاته آالم من يعانيه كان ما رغم حياته من األخيرة اللحظاتالفاروق إيمان فيها تجلى خالدة، لحظات شك بال وهي البالغة،

وإيثاره وإخالصه تلك ،(6)العميق في الفاروق استطاع وقدفي إليها يسبق لم جديدة طريقة يبتكر أن الحرجة اللحظات

على D واضحا D ومعلما ،D ملموسا D دليال وكانت الجديد الخليفة اختيارهصلى الرسول قبله مضى لقد اإلسالمية، الدولة سياسة في فقههمضى ولقد صريح، بنص D أحدا بعده يستخلف ولم وسلم عليه الله

ولما الصحابة كبار مشاورة بعد الفاروق واستخلف الصديق أبوبكر

بي الخطاب بن عمر(?)1 .91 ص للص ال.91 ص نفسه المصدر(?)2(.1/275) كمال آل سليمان العسكرية، اإلدارة(?)3.246 ص للنجار الراشدون الخلفاء(?)4 بي الخطاب بن عمر(?)5 .91ص للص ال.161 ص للعاني الخطاب بن عمر الفاروق الخليفة(?)6

-60-

Page 61: الشورى فريضة إسلامية

D مليا فكر الموت، فراش على وهو يستخلف أن الفاروق من طلبصلى الله فرسول المقام مع يتناسب آخر D مسلكا يسلك أن وقرر

وأسبقيته بكر أبي بأفضلية مقر وكلهم الناس ترك وسلم عليه اللهالله صلى النبي أن D وخصوصا D نادرا كان الخالف فاحتمال عليهم،من باألمر أولى أبابكر أن إلى D وفعال D قوال األمة وجه وسلم عليهقناعة الصحابة عند أن يعلم وكان عمر استخلف والصديق بعده،

بعد فاستخلفه بعده، المسؤولية يحمل من وأفضل أقوى عمر بأناإلجماع وحصل منهم، أحد رأيه يخالف ولم الصحابة كبار مشاورة

عمر بيعة على ،(1) على فتعتمد الجديد الخليفة انتخاب طريقة وأمارسول صحابة من ستة حصر وقد محصور، عدد في الشورى جعل

أنهم ولو األمر لتولي يصلحون كلهم وسلم عليه الله صلى اللهالكافية األصوات وعدد ومدته، االنتخاب طريقة لهم وحدد يتفاوتون

تعادلت إن والمرجح المجلس، في الحكم وحدد الخليفة، النتخابفي االنتخابات سير لمراقبة الله جنود من مجموعة وأمر األصوات

ال بحيث الفوضى ومنع الجماعة أمر يخالف من وعقاب المجلسالحل أهل مجلس في يدور ما يسمع أو يدخل ألحد يسمحون

. ،(2) والعقد السابقة الفقرات في أجمل ما بيان وهذا: وأسماؤهم- للشورى حدده الذي العدد أ

عفان، : بن وعثمان طالب، أبي بن علي وهم ستة فهو العدد أماالعوام بن والزبير وقاص، أبي بن وسعد عوف، بن وعبدالرحمن

وهو زيد بن سعيد وترك ،D جميعا عنه الله رضي عبيدالله بن وطلحةعدي بن قبيلته من ألنه تركه ولعله بالجنة المبشرين العشرة من

أن ،(3) مع أقاربه، إمارة إبعاد على D حريصا عنه الله رضي وكانقائمة عن زيد بن سعيد قريبه يبعد فهو لها، أهل هو من فيهم

للخالفة .(4) المرشحين : الخليفة- اختيار طريقة ب

بن عبدالله وفيهم ويتشاوروا أحدهم بيت في يجتمعوا أن أمرهمويصلي شيء، األمر من له وليس فقط D مشيرا معهم يحضر عمر

في الصالة أمير أنت له وقال الرومي صهيب التشاور أثناء بالناسفيصبح الستة من D أحدا الصالة إمامة يولي ال حتى الثالثة األيام هذه

.122 ص القرشي د. غالب الفاروق أوليات(?)1.124 ص القرشي د.غالب الفاروق أوليات(?)2(.4/142) والنهاية البداية(?)3.98 ص للخالدي الراشدون الخلفاء(?)4

-61-

Page 62: الشورى فريضة إسلامية

بالخالفة له عمر من D ترشيحا وأبا ،(1)هذا األسواد بن المقداد وأمراالنتخابات سير يرقبا أن األنصاري .(2) طلحة

: المشاورة- أو االنتخابات مدة جزادوا وإن كافية فترة وهي أيام بثالثة الله رضي الفاروق حددها

: يأتي ال لهم قال ولذلك ستتسع الخالف شقة ذلك فمعنى عليها،أمير وعليكم إال الرابع .(3) اليوم

: الخليفة- الختيار الكافية األصوات عدد سقال عنه الله رضي عمر أن ثقات رجاله بإسناد سعد ابن أخرج

اجتمعوا: فإذا بيت في الرهط هؤالء وليخل D ثالثا بالناس صل لصهيبرأسه فاضربوا خالفهم فمن رجل، عنه ،(4)على الله رضي فعمر

المسلمين عصا وشق الرهط هؤالء يخالف أن يريد من بقتل أمر : وأمركم أتاكم من وسلم عليه الله صلى بقوله D عمال بينهم ويفرق

جماعتكم يفرق أو عصاكم يشق أن يريد منكم رجل على جمعأمرهم ،(5)فاقتلوه عنه الله رضي عمر أن التاريخ كتب في جاء وما

رجل على منهم خمسة اجتمع إذا أنه لهم وحدد والتشاور باالجتماعوفرضوا أربعة اجتمع وإن بالسيف، رأسه فليضرب أحدهم وأبى

رؤوسهما فاضرب اثنان وأبى منهم D التي (6)رجال الروايات من وهذهالشيعي – – مخنف أبو ساقها التي الغرائب من فهي D سندا تصح ال

. الصحابة سير من عرف وما الصحيحة النصوص فيها D مخالفا : االختالف- حال في الحكم ش

وأن المجلس، في معهم عمر بن عبدالله يحضر بأن أوصى لقد : منهم D رجال ثالثة رضي فإن لهم قال ولكن شيء، األمر من له ليس

له، حكم الفريقين فأي عمر بن عبدالله فحكم وا منهم، D رجال وثالثةفكونوا عمر بن عبدالله بحكم يرضوا لم فإن منهم، D رجال فليختاروا

عوف بن عبدالرحمن ووصف عوف، بن عبدالرحمن فيهم الذين مع : عوف بن عبدالرحمن الرأي ذوي ونعم عنه فقال رشيد مسدد بأنه

منه فاسمعوا حافظ الله من له رشيد .(7)مسدد: الفوضى- وتمنع االختيار تراقب الله جنود من جماعة ع

.213 ص للبهنساوي الراشدون والخلفاء الخالفة(?)1العظم. رفيق648 ص والسياسة الحرب في اإلسالم مشاهير أشهر(?)2(.3/164) سعد البن الطبقات(?)3(.3/342) سعد البن الطبقات(?)4(.3/1480) مسلم(?)5(.58/226) الطبري تاريخ(?)6(.5/325) نفسه المصدر(?)7

-62-

Page 63: الشورى فريضة إسلامية

: عز الله إن طلحة أبا يا له وقال األنصاري طلحة أبا عمر طلبفاستحث األنصار من D رجال خمسين فاختر بكم اإلسالم أعز وجل

منهم D رجال يختاروا حتى الرهط :،(1)هؤالء األسود بن للمقداد وقالحتى بيت في الرهط هؤالء فاجمع حفرتي في وضعتموني إذا

D رجال .(2) منهم يختاروا: األفضل- وجود مع المفضول تولية جواز غ

األفضل، وجود مع المفضول تولية جواز الشورى؛ قصة فوائد ومنكان بعضهم أن علمه مع أنفس ستة في الشورى جعل عمر ألنكان الذين أمرائه في عمر سيرة من هذا ويؤخذ بعض من أفضل

بل فقط الدين في الفصل يراعي ال كان حيث البالد في يؤمرهمالشرع يخالف ما اجتناب مع بالسياسة المعرفة مزيد إليه يضم�

مع العاص بن وعمرو شعبة بن والمغيرة معاوية فاستخلف منها،كأبي والعلم الدين أمر في منهم كل من أفضل هو من وجود

الكوفة في مسعود وابن الشام في .(3) الدرداء : وعدمه- التعيين بين عمر جمع د

وبين – – المرشح تعيين أي أبوبكر فعل كما التعيين، بين عمر جمعستة �ن فعي وسلم، عليه الله صلى الرسول فعل كما التعيين، عدم

األمر في التشاور منهم .(4)وطلب : فقط- الستة بين ليست الشورى ل

ستكون وإنما فقط، الستة بين تكون لن الشورى أن عمر عرفجعل حيث الخالفة يتولى فيمن المدينة، في الناس رأي أخذ في

من والية لتقع والمناظرة المشاورة من فيمكنهم أيام ثالثة أمد لهمهي التي ببلده حينئذ الموجودين معظم من اتفاق عن بعده يتولى

غيرها بلد في D ساكنا كل من وكل الصحابة معظم وبها الهجرة، دارسنة حتى المدينة زالت فما عليه، يتفقون فيما لهم D تبعا ه23كان

لهم يأذن ولم بجانبه عمر استبقاهم حيث فيها، الصحابة مجمعالمفتوحة األقاليم إلى .(5)بالهجرة

:ه سياسية - هيئة أعلى الشورى أهلالخليفة اختيار وحدهم الشورى بأهل أناط عنه الله رضي عمر إنلم الشورى أهل من D أحدا أن نشير أن المهم ومن بينهم، من

الصحابة من D أحدا أن كما عمر، اتخذه الذي القرار هذا يعارض

(.5/225) الطبري تاريخ(?)1(.5/225) نفسه المصدر(?)2راب محمد اإلسالم، فجر النبوية المدينة(?)3 (.2/97) ش�.نفسه المصدر(?)4نفسه. المصدر(?)5

-63-

Page 64: الشورى فريضة إسلامية

التي النصوص عليه تدل ما ذلك عليه، اعتراض أي يشر لم اآلخرينالناس من أحد عن صدر قد آخر D اقتراحا أن نعلم ال فنحن أيدينا، بين

خالل عمر، أمر حول شارت معارضة أن أو العصر، ذلك فيكافة الناس رضى وإنما وفاته، بعد أو حياته، من األخيرة الساعات

أن وسعنا وفي المسلمين، لجماعة مصلحة فيه ورأوا التدابير، هذهرئيس انتخاب مهمتها عليا، سياسية هيئة أحدث قد عمر إن نقولأبدعته الذي الجديد، الدستوري التنظيم وهذا الخليفة، أو الدولة،اإلسالم، أق�رها التي األساسية المبادىء مع يتعارض ال عمر عبقرية

للبيعة النتيجة حيث من العبرة ألن بالشورى، يتعلق فيما والسيماالسؤال يتوجه ال هذا وعلى الجامع المسجد في تجري التي العامة

: ما الحق؟ هذا عمر أعطى من هو األذهان بعض على يرد قد الذيمن جماعة أن نعلم أن ويكفي التدبير؟ هذا في عمر مستند هو

صوت يسمع ولم به، ورضيت التدبير هذا أق�رت قد المسلمينالتشريع – – مصادر من هو اإلجماع أن يتأكد حتى عليه، اعتراض

ونفاذه صحته على انعقد راشد، ،(1)قد خليفة، عمر أن ننسى والهيئة – أعلى الشورى أهل المبدأ هذا على نؤكد أن ينبغي كما

الراشدي، – العهد في اإلسالم في الحكم نظام ه أقر� قد سياسيةغيرها بها يتمتع لم بمزايا تمتعت عمر، سم�اها التي الهيئة أن كما

وبلغ�ها الله، من لها منحت المزايا وهذه المسلمين، جماعة منمبلغ المسلمين من أحد يبلغ أن المؤمنين عند يمكن فال الرسول؛

واألمانة التقوى من العشرة عنه (2) هؤالء الله رضي عمر ختم هكذاتدبير عن الموت سكرات وال البالء من به نزل ما يشغله ولم حياته

وال أحد، إليه يسبقه لم للشورى D نظاما وأرسى المسلمين، أمرالقولية والسنة الكريم القرآن في مقرر الشورى أصل أن يشكوأبوبكر، وسلم عليه الله صلى الله رسول بها عمل وقد والفعلية،

هو عمر عمله الذي ولكن لألصل بالنسبة D مبتدعا عمر يكن ولمجعلها معين عدد وحصر الخليفة، بها يختار التي الطريقة تعيين

الصديق وال وسلم عليه الله صلى الرسول يفعله لم وهذا فيهمكانت فقد فعل، ما ونعم عمر، ذلك فعل من أول بل عنه الله رضي

الوقت ذلك في الصحابة لحال المناسبة الطرق (3) أفضل

: الشورى- إدارة في عوف بن عبدالرحمن منهج: للمشاورة- الرهط اجتماع أ

D والتشريع الحكم نظام(?)1 (.1/227) القاسمي ظافرا(.1/229) نفسه المصدر(?)2.127 ص الفاروق أوليات(?)3

-64-

Page 65: الشورى فريضة إسلامية

حتى عنه الله رضي الخطاب بن عمر دفن من الناس يفرغ يكد لماالجتماع إلى األعلى الدولة مجلس وأعضاء الشورى رهط أسرعاجتمعوا إنهم وقيل عنها، الله رضي المؤمنين أم عائشة بيت في

قيس، بن الضحاك أخت الفهرية قيس بنت فاطمة بيت فيوفاة – بعد المسلمين حياة في عرضت قضية أعظOم في ليقضOواإلى – الله بتوفيق واهتدوا آراءهم وبسطوا القوم تكلم وقد عمر

المسلمين من والكافة الخاصة رضيها سواء .(1)كلمة: التنازل- إلى يدعو عبدالرحمن ب

: اجعلوا عوف بن عبدالرحمن لهم قال الشورى أهل اجتمع عندما : . علي� إلى أمري جعلت الزبير فقال منكم ثالثة إلى وقال ،(2)أمركم : . إلى : امري جعلت سعد وقال عثمان إلى أمري جعلت طلحة . أبي بن علي� الثالثة المرشحون وأصبح عوف بن عبدالرحمن

فقال عوف، بن وعبدالرحمن عفان، بن وعثمان طالب،عليه: والله إليه فنجعله األمر هذا من تبرأ أيكما عبدالرحمن

فقال الشيخان، فأسكت نفسه، في أفضلهم لينظرن واإلسالمعن آلو ال أن علي� والله إلي� أفتجعلونه عوف بن عبدالرحمن

: نعم D قاال .(3) أفضلكما: الشورى- عملية بإدارة عوف ابن تفويض ت

فور ومشاوراته اتصاالته عنه الله رضي عوف بن عبدالرحمن بدأواستمرت األحد يوم صباح الستة المرشحين اجتماع انتهاء

الرابع األربعاء يوم فجر حتى كاملة، أيام ثالثة واتصاالته مشاوراتهوبدأ عمر، لهم حددها التي المهلة انتهاء موعد وهو محرم، من

: ، علي� فأشر أبايعك لم إن له فقال طالب أبي بن بعلي عبدالرحمن : وذهب عفان، بن عثمان علي قال للخالفة؟ ترشح فمن

: للخالفة؟ ترشح فمن أبايعك لم إن له وقال عثمان إلى عبدالرحمنإلى : ... ذلك بعد عوف ابن وذهب طالب أبي بن علي عثمان فقال

في يلقاه من كل يشاور وكان واستشارهم، اآلخرين الصحابةيأتي ومن األجناد، أمراء ومن وأشرافهم الصحابة كبار من المدينة

رأيهن، أبدين وقد خدورهن في النساء مشاورته وشملت للمدينةمشاورات نتيجة وكانت المدينة في والعبيد الصبيان شملت كما

بعثمان يشيرون كانوا المسلمين معظم أن عوف، بن عبدالرحمنعنه الله رضي طالب أبي بن بعلي يشير كان من ومنهم عفان بن

ابن بيت إلى عوف بن عبدالرحمن ذهب األربعاء، ليلة منتصف وفي.63 ،62 ص عرجون صادق عفان، بن عثمان(?)1.3700 رقم النبي أصحاب فضائل ك البخاري،(?)2.3700 رقم النبي أصحاب فضائل ك البخاري،(?)3

-65-

Page 66: الشورى فريضة إسلامية

المسور : فوجد البيت، فطرق مخرمة، بن المسور D،(1)أخته نائماهذه أكتحلت ما فوالله D نائما أراك فقال استيقظ حتى الباب فضرب

: له فدعوتهما D وسعدا الزبير فادع انطلق نوم، بكثير الليلة : إبهار� حتى فناجاه فدعوته D عليا لي ادع فقال دعاني ثم فشاورهما

فدعوته .. : ( 2) عثمان لي ادع قال ثم عنده من علي� قام ثم الليلبالصبح المؤذن بينهما فرق حتى .(3) فناجاه

: عثمان- بيعة على االتفاق جالحجة ذي شهر من األخير اليوم البيعة يوم صبح صالة وبعد

بن" 23/644 عبدالرحمن أقبل إذ اإلمام الرومي صهيب وكان معليه الله صلى الله رسول بها عمه التي بالعمامة اعتم وقد عوف،من إلى أرسل المنبر عند الشورى رجال اجتمع قد وكان وسلم،

: معاوية منهم األجناد وأمراء واألنصار المهاجرين من D حاضرا كانأمير العاص بن وعمرو حمص، أمير سعد بن وعمر الشام، أمير

المدينة إلى وصاحبو�ه عمر مع الحج ة تلك وافوا في (4)مصر، وجاءعند : هط الر أولئك واجتمع الصبح للناس صلى فلما البخاري رواية

وأرسل واألنصار المهاجرين من حاضر كل من إلى فأرسل المنبر،اجتمعوا فلم�ا عمر، مع الحجة تلك وافوا وكانوا األجناد أمراء إلى

: أمر في نظرت قد إني علي� يا بعد أم�ا قال ثم� عبدالرحمن تشهدفقال سبيال نفسك على تجعلن فال بعثمان يعدلون أراهم فلم الناس

فبايعه :(5) بعده، من والخليفتين ورسوله الله سنة على أبايعكاألجناد وأمراء واألنصار المهاجرين الناس وبايعه عبدالرحمن

بن ،(6) والمسلمون علي أن والبيان التمهيد صاحب رواية في وجاءعوف بن بعبدالرحمن بايع من أول طالب .(7)أبي

: الشورى- خطة تنفيذ في عوف بن عبدالرحمن حكمة سعقله، شرف على دل بما الشورى خطة عوف بن عبدالرحمن نفذالخاصة مصلحته على العامة المسلمين مصلحة وإيثاره نفسه ونبل

إليه يطمع منصب أعظم ورضا طواعية عن وترك الفردي، ونفعهمن مظهر أول وحقق المسلمين، كلمة ليجمع الدنيا، في اإلنسان

عرش على يجلس من اختيار في المنظمة الشورى مظاهر

.107 ،106 ص للخالدي الراشدون الخلفاء(?)12(?)

انتصف. : أي إنهار�.7207 رقم األحكام كتاب البخاري،(?)3.37ص الخروف أحمد عفان، بن عثمان الدار شهيد(?)4D عبدالرحمن أي : فقال قوله(?)5 عثمان. مخاطبا.7207 رقم األحكام كتاب البخاري،(?)6.26 ص األندلسي الملقي محمد ، والبيان التمهيد(?)7

-66-

Page 67: الشورى فريضة إسلامية

اإلناة من اصطنع قد فهو المسلمين؛ أمور ويسوس الخالفة،مهمته أداء في النجاح له كفل ما التدبير وحسن والحزم والصبر

: كاآلتي اتخذها التي الخطوات كانت وقد العظمىدائرة- في الشورى مجلس عقدها جلسة أول في برنامجه بسط

أعضاء جميع يحمل أن أمكنه وبذلك عمر؛ لهم حدده الذي الزمنواحد كل مذهب فعرف برأيهم، �دلوا ي أن على الشورى مجلس

. أمره من بينة على طريقه في فسار ومرماه، منهمويستمسك- الظنون ليدفع الخالفة في حقه عن وتنازل نفسه وخلع

. الوثقى الثقة بعروةوشركائه- أصحابه من واحد كل إليه يصبوا ما نهاية تعرف في أخذ

إلى انتهى حتى معهم الرأي وجوه يقلب يزل فلم الشورى، فيورأى وقاص، أبي بن سعد برأي عثمان فيه فاز جزئي، انتخاب شبه

. معه الحاضرين آراء أغلبية له فالحت العوام، بن الزبيرصاحبه- : في وعلي عثمان، اإلمامين من واحد كل معرفة إلى عمدواحد كل من فعرف عمر، رشحهم الرهط سائر في لوزنه بالنسبة

. األمر فاته إذا D أحدا صاحبه يعدل ال أنه منهمااألمة- خاصة من الشورى مجلس وراء من رأي تعرف في أخذ

ال الناس معظم أن فرأى وضعفائها، عامتها من ثم رأيها، وذويالناس عامة وبايعه له فبايع بعثمان، D أحدا تمكن (1) يعدلون لقد

نفسه ونسيانه واستقامته وأمانته بكياسته عوف بن عبدالرحمنالدولة، في منصب بأعلى والزهد الخالفة في الطمع عن بالتخليمما وتجرد، بمهارة الشورى ركب وقاد المحنة هذه يجتاز أن

التقدير أعظم .(2)يستحق : األمر من نفسه عزله عبدالرحمن أعمال أفضل ومن الذهبي قالفنهض والعقد الحل أهل به أشار من لألمة واختياره الشورى، وقت

D محابيا كان ولو عثمان على األمة جمع على نهوض أتم ذلك فيسعد إليه الجماعة وأقرب عمه ابن �ها لوال أو لنفسه، ألخذها فيها،

وقاص أبي .(3)بنالخلفاء عهد في الشورى صور من أخرى صورة تحققت وبهذا

ليعينوا : الشورى مجلس طريق عن االستخالف وهي الراشدينالعامة البيعة ثم العامة، المشورة أخذ بعد .(4) أحدهم

2: قتل- قضية عثمان واجهت قضية أول

.71 ،70 ص عرجون صادق عفان، بن عثمان(?)1.278 ص10 العدد اإلسالمية البحوث مجلة(?)2(.1/86) للذهبي النبالء أعالم سير(?)3.278 ص الراشدة والخالفة النبوة عهد في دراسات(?)4

-67-

Page 68: الشورى فريضة إسلامية

D غدا أنه وذلك عمر، بن الله عبيد قضية عثمان فيها حكم قضية أولله يقال D نصرانيا D رجال وضرب فقتلها، عمر قاتل لؤلؤة أبي ابنة علىتستر صاحب كان الذي الهرمزان وضرب فقتله بالسيف جفينةأعلم فالله عمر قتل على لؤلؤة أبا ماآل إنهما قيل قد وكان فقتله،

فلما ،(1) بعده، من الخليفة فيه ليحكم بسجنه أمر قد عمر وكانعبيد شأن في إليه تحوكم ما أول كان للناس وجلس عثمان ولي : بعض وقال بقتله وأمر تركه العدل من ما علي فقال الله،بن : عمرو فقال اليوم؟ هو ويقتل باألمس أبوه أيقتل المهاجرينفي : تكن لم قضية ذلك، من الله برأك قد المؤمنين أمير يا العاص

فودي عنك فدعها ألن (2) أيامك ماله، من القتلى أولئك عثمانفي األصلح يرى واإلمام المال، بيت إال لهم وارث ال إذ إليه، أمرهم

الله عبيد سبيل وخلى� تفيد ،(3) ذلك الطبري في رواية جاءت وقدالله عبيد عن عفا قد الهرمزان بن الهاذبان .(4) بأن

3 : إفريقية- فتح في الشورىغزو في عفان بن عثمان الخليفة سعد بن عبدالله استأذن ولمابفتحها، عليه فأشاروا ذلك في واستشارهم الصحابة جمع إفريقية

بن عمر برأي D متمسكا خالفه الذي زيد، بن سعيد األعور أبو إالأجمع ولما المسلمين، من أحد أفريقية يغزو أال في الخطاب

عاصمة المدينة واستعدت للجهاد، عثمان دعا ذلك على الصحابةإلى وترحيلهم وتجهيزهم، المتطوعين لجمع اإلسالمية الخالفةاالهتمام ظهر وقد سعد بن عبدالله قيادة تحت إفريقية لغزو مصر،

كبار من إليها خرجوا الذين من يتضح فهذا ،D جليا الغزوة تلك بأمراألوائل المهاجرين وأبناء البيت آل شباب خيار ومن الصحابة،

وابن والحسين، الحسن الغزو، تلك في خرج فقد األنصار، وكذلكوغيرهم جعفر وابن .(5)عباس

4: عثمان- عهد في القرآن جمع في الشورى D مجموعا كان أنه مع القرآن جمع على لعثمان الحامل السبب إنالمسلمين قراء اختالف هو إنما الصديق، بكر أبي صحف في D مرتبا

كتاب في فتنة أخطر إلى بهم يؤدي أن أوشك D اختالفا القراءة فياألمة بناء وأساس الدين، ودعامة الشريعة، أصل وهو تعالى، الله

: لبعض يقول كان بعضهم إن حتى والخلقي، والسياسي االجتماعي

(.7/154) والنهاية البداية(?)1القتلى. دية ودى: دفع(?)2(.7/154) والنهاية البداية(?)3 بي عفان بن عثمان(?)4 .146 ص للص ال.49 ص المزيني د.صالح العربي الفتح من ليبيا(?)5

-68-

Page 69: الشورى فريضة إسلامية

وإمامهم، المسلمين خليفة ذلك فأفزع قراءتك من خير قراءتي إنبينهم فيستشري تختلف أن قبل األمة يدرك أن إليه وطلب

وتح�رف القرآن نص فيمس خطبه، ويعظم أمره، ويتفاقم االختالفوآياته كلماته مواضعها واألنصار ،(1) عن المهاجرين عثمان فجمع

وعلماء األئمة، وأعالم األمة، أعيان وفيهم األمر، في وشاورهموعرض عنه الله رضي طالب أبي بن علي طليعتهم وفي الصحابة

المهديين الهادين وقادتها األمة صفوة على المعضلة هذه عثمانرأيهم عرف حتى وناقشوه، فيها وناقشهم ودارسوه، ودارسهم

إلى للريب تجعل ال صراحة في رأيه إلى فأجابوه رأيه، وعرفواعليه انعقد ما األرض أرجاء في للناس وظهر ،D سبيال المؤمنين قلوب

أحد عند عرف وال مخالف، لهم يومئذ قط يعرف فلم إجماعهم،Dعن فضال األمة آحاد على يخفي الذي القرآن شأن وليس نكير،

البارزين وأئمتها .(2)علمائهاالمشهورة القراءة من وثبت صح بما جمعه على الصحابة اتفق لقد

واستصوبوا سواها، ما واطراح وسلم عليه الله صلى النبي عن D موفقا D سديدا رأيا وكان .(3)رأيه،

: عمل التي بالمصاحف لعملت وليت لو عنه الله رضي علي وقالعثمان .(4)بها

ثم الصديق، بكر أبي األول الخليفة رعاية في الصحف ظلت لقدلما ثم الخطاب، بن عمر الثاني الخليفة رعاية إلى بعده انتقلت

خالفة في D معينا D أحدا عهده يول ولم أجله حضور عمر عرفالصحف، بحفظ أوصى الستة في شورى جعل وإنما المسلمين

" قراء " أشهر من أربعة أمر وأنه الرسمي مصحفه نقل وعنها D وفهما لقراءته وأداء لحروفه D ووعيا القرآن لحفظ إتقانا الصحابة

الزبير بن وعبدالله األنصاري، ثابت بن زيد وهم ولغته إلعرابهمن وهOؤالء هشOام بن الحارث بن وعبدالرحمن العاص بن وسعيد

.(5) قريش : بن وزيد أنتم اختلفتم إذا الثالثة القرشيين للره�ط عثمان وقال

نزل فإنما قريش، بلسان فاكتبوه القرآن من شيء في ثابترد� المصاحف، في الصحف نسخوا إذا حتى ففعلوا، بلسانهم،مما بمصحف أفق �ل ك إلى فأرسل حفصة، إلى الصحف عثمان

.171 ص عرجون صادق عفان بن عثمان(?)1.230 ص نفسه المصدر(?)2(.1/88) للقرطبي القرآن ألحكام الجامع(?)3 بي عفان بن عثمان178 ص عرجون صادق عفان بن عثمان(?)4 .231 ص للص ال.4987 رقم البخاري(?)5

-69-

Page 70: الشورى فريضة إسلامية

صحيفة كل في القرآن من سواه بما وأمر سواه، بما وأمر نسخوا،يح�رق أن مصحف جمع (1) أو أن وعثمان بكر أبي جمع بين والفرق

ألنه حملته، بذهاب القرآن من شيء يذهب أن لخشيته كان بكر أبيآليات D مرتبا صحائف في فجمعه واحد، موضع في D مجموعا يكن لم

وجمع وسلم، عليه الله صلى النبي عليه وقفهم ما على سورهبلغاتهم قرأوه حتى القراءة وجوه في االختالف كثر لما كان عثمان

من فخشي بعض تخطئة إلى بعضهم ذلك فأدى اللغات، اتساع على D مرتبا واحد مصحف في الصحف تلك فنسخ ذلك، في األمر تفاقم

نزل بأنه D محتجا قريش لغة على اللغات سائر من واقتصر لسورهللحرج D دفعا غيرهم بلغة قراءته في وسع قد كان وإن بلغتهم،

على فاقتصر انتهت قد الحاجة أن فرأى األمر، ابتداء في والمشقةواحدة .(2)لغة

5 : الفتنة- أحداث في الشورىفي سبأ بن عبدالله بثها التي اإلشاعات الصحابة بعض سمع

على وغيرهما الله عبيد بن وطلحة مسلمة بن محمد دخل األمصارالذي الناس عن أياتيك المؤمنين أمير يا وقالوا عجل على عثمان

: : وأخبروه أتانا، فإنا قالوا السالمة إال جاءني ما والله ال قال ؟ يأتينااإلسالمية، األمصار بها تموج التي الفتنة عن لسمعهم تناهي بما

: شركائي أنتم وقال صقع، كل في والته على الشرس الهجوم وعن : تبعث أن عليك نشير قالوا ؟ علي فأشOيروا المؤمنين، وشهود

بخبرهم إليك يرجعوا حتى األمصار إلى بهم تثق ممن D فقام ،(3)رجاالاثنان يختلف ال الصحابة من D نفرا وتخير عظيم، سديد بإجراء عثمان

مسلمة بن محمد اختار ونصحهم، وورعهم، وتقواهم صدقهم فيفي عليهم والتفتيش والته، محاسبة على يأتمنه عمر كان الذي

وسلم عليه الله صلى الله رسول حب زيد بن وأسامة األقاليم،وسلم عليه الله صلى النبي أوصى الذي الجيش وأمير �ه، ب ح� وابن

: بن وعمار أسامة، بعث أنفذوا فقال بالدنيا عهده آخر في بإنفاذهعمر، بن وعبدالله العظيم، والمجاهد اإلسالم إلى �اق السب ياسر،وأسامة الكوفة إلى مسلمة بن محمد فأرسل الورع، الفقيه التقي

على وكانوا الشام، إلى عمر وابن مصر، إلى D وعمارا البصرة، إلىإلى D جميعا فمضوا الكبيرة األمصار تلك إلى فأرسلهم جماعة، رأس

عمار عدا D جميعا عادوا ثم العظيم الخطير المضني الشاق عملهمأمير يدي بين وقدموا عاد، ثم مصر في استبطأ الذي ياسر بن

.4987 ص نفسه المصدر(?)1 بي عفان بن عثمان(?)2 .231 ص للص ال(.5/348) الطبري تاريخ(?)3

-70-

Page 71: الشورى فريضة إسلامية

عنه الناس وسألوا وسمعوه شاهدوه ما جاء ،(1)المؤمنين ما وكان : ،D شيئا أنكرنا ما الناس، أيها وقالوا األمصار، كل في D واحدا هؤالء به

ويقومون بينهم يقسطون أمراءهم أن إال المسلمون، أنكر والعنه (2)عليهم الله رضي ياسر بن عمار اتهام عن روي ما وأما

تتضمن التي الروايات أسانيد عنه، الله رضي عثمان على بالتأليبنكارة متونها في أن كما علة، من تخلوا ال ضعيفة التهمة .(3)هذه

الخليفة على يوجب ما هناك ليس بأنه واتضح األمصار مفتشو رجعورحمة وخير وعدل عافية في والناس والته من D واحدا يعزل أن

بالسوية، ويقسم القضية، في يعدل المؤمنين وأمير وأطمئنان،وأراجيف شكوك هو يثار وما الرعية، وحقوق الله حق ويرعى

ولكن مصدرها، يعرف ال لكي الظلمات في الحاقدون يبثها وأكاذيبأهل إلى كتب بل بهذا، يكتف لم العظيم الراشد البار الخليفة

.(4) األمصارسلطت : وقد موسم، كل في بموافاتي العمال آخذ فإني بعد أما

�رفع ي فال المنكر، عن والنهي بالمعروف األمر على وليت منذ األمةولعيالي لي وليس أعطيته، إال عمالي من أحد على وال شيء على

D أقواما أن المدينة أهل إلي رفع وقد لهم، متروك إال الرعية ق�بل حقمن D سرا وشتم D سرا ضرب من فيا يضربون، وآخرون �شتمون، ي

مني كان، حيث بحقه فليأخذ الموسم فليواف ذلك من D شيئا أدعىقرئ فلما المتصدقين، يجزى الله فإن تصدقوا أو عمالي، من أو

لتمخ�ص : األمة إن وقالوا لعثمان ودعوا الناس، أبكى األمصار في.(5)بشر

الحزم هذا من وأشمخ أعلى وعزم بح�زم تسمع أن الدنيا تريد فهلهذه في وهو سنة، وثمانين اثنتين عن �ه سن زاد رجل من والعزميريد هل أم ؟ المظالم عن والتنقيب المتابعة من والقوة الفورة

حتى واإلنصاف، العدل، هذا من وأسمى أرفع D عدال يروا أن الناسالله حق دام ما لرعيته، متروك الشخصي المؤمنين أمير حق إن

ولم ذلك، عند يقف لم الذي عثمان عند نعم �ة؟ مرعي وحدوده D قائماثم من وكتابته الناس، أحوال عن للتفتيش أمناءه أرسل بأن يكتفكانت – إن شكاتهم ليرفعوا الحج موسم يأتوا بأن األمصار، أهل إلى

بعث – بل كله، بذلك عثمان يكتف ولم الحجيج، جموع أمام لهم

بي عفان بن عثمان(?)1 .361 ص للص ال(.5/348) الطبري تاريخ(?)2(.1/17) الغبان د. محمد عثمان مقتل فتنة(?)3(.1/349) الطبري تاريخ(?)4 بي عفان بن ( عثمان1/349) نفسه المصدر(?)5 .362 ص للص ال

-71-

Page 72: الشورى فريضة إسلامية

يرفعون عندما الناس ليواجهوا أنفسهم األمصار عمال إلىيتناقله – – عما المؤمنين أمير ليسألهم ثم وجدت إن مظالمهم

الرشيد السديد الناصح بالرأي عليه ليشيروا .(1) الناس،6: األمصار- لوالة عثمان مشورة

على واستدعاهم األمصار والة إلى عنه الله رضي عثمان بعثسعد،: بن وعبدالله سفيان، أبي بن ومعاوية عامر، بن عبدالله عجل

العاص بن وعمرو العاص، بن سعيد المشورة في معهم وأدخلفيها جرت وخطيرة مغلقة جلسة وكانت السابقين الوالة من وهم

األخبار ضوء على الجديد العمل خطة تقرر التي التالية األبحاثاإلسالم دولة عاصمة المدينة إلى ويحكم : ،(2)المتناهية عثمان قال

يكون أن لخائف والله إني اإلذاعة؟ هذه وما الشكاية؟ هذه مايعصب وما عليكم D : (3) مصدوقا ألم تبعث؟ ألم له فقالوا بي إال هذا

؟ بشيء أحد يشافههم ولم يرجعوا ألم القوم؟ عن الخبر إليك يرجعلتأخذ كنت وما ،D أصال األمر لهذا نعلم وال بروا وال صدقوا ما والله ال

وال بها، األخذ يحل ال إذاعة إال هي وما شيء، على فيضمنك D أحدا به : : . أمر هذا العاص بن سعيد فقال علي فأشيروا قال إليها االنتهاء

فيتحدث به فيخبر معرفة ذي غير به �لقي في السر في يص�نع مصنوع : ثم : القوم، هؤالء طلب قال ذلك؟ دواء فما قال مجالسهم، في به

: . خذ سعد بن عبدالله وقال عندهم من هذا يخرج الذين هؤالء قتلأن من خير فإنه لهم، الذي أعطيتهم إذا عليهم الذي الناس من

الخير،. : إال عنهم يأتيك ال D قوما فوليت وليتني قد معاوية قال تدعهم: : : : قال األدب، حسن قال الرأي فما قال بناحيتها، أعلم والرجالن

: عنهم وتراضيت لهم، لنت قد أنك أرى قال عمرو؟ يا ترى فمافتشد صاحبك طريقة تلزم أن فأرى عمر، يضع كان عما وزدتهم

ال : لمن تنبغي الشدة إن اللين موضع في وتلين الشدة موضع فيفرشتهما وقد بالنصح الناس يخلف لمن واللين ،D شرا الناس يألو

: ما كل وقال عليه وأثنى الله فحمد عثمان وقام اللين، D جميعااألمر هذا إن منه، يؤتي باب أمر ولكل سمعت قد علي� به أشرتهم

عليه �غلق ي الذي بابه وإن كائن، األمة هذه على يخ�اف الذيتعالى الله حدود في إال والمتابعة، والمؤاتاة اللين به �كفكف في

شيء سده فإن أحدهما، بعيب يبادي أن أحد يستطيع ال التي ذكره،علم وقد حق حجة على ألحد وليست �فتحن لي والله فذاك فرفق،لدائرة، الفتنة رحى إن والله نفسي وال ،D خيرا الناس آل لم آني الله

.212 ص الشيخ عبدالستار عفان، بن عثمان(?)1 بي عفان بن عثمان(?)2 .362 ص للص البي. : يناط بي يعصب(?)3

-72-

Page 73: الشورى فريضة إسلامية

لهم وهبوا الناس، كفكفوا يحركها ولم مات إن لعثمان فطوبىفيها �د�هنوا ت فال الله حقوق تعوطيت وإذا لهم، واغتفروا .(1) حقوقهم،

هوادة ال فيما D صريحا D واضحا عنه الله رضي عفان بن عثمان كانأولى فالرفق ذلك غير وما فيها مداهنة فال الله حدود وهي فيه،

كلها الحقوق تأدية من والبد أفضل روايات (2) والمغفرة جاءت وقدالعاص بن عمرو بين العالقة تشوه ومجهولون ضعف فيه بسند

مسخ في ساقطة روايات وساهمت عنهما، الله رضي وعثمانإلى بعثمان عالقته وتحويل عنه الله رضي العاص بن عمرو صورة

بدمه ليطالب بانتهازية عاد ثم أميره، لقتل خطط فاتك ،(3) عالقةالحديث وأهل التاريخ أهل عند ومرفوضة ضعيفة الرواية .(4)وهذهبن عمرو بأن D أيضا ومجهولون ضعفاء فيه بسند رواية في جاء وقد

: : فقلت أمية بني بمثل الناس ركبت قد إنك عثمان يا قال العاص D عزما فاعتزم أبيت فإن اعتزل، أو فاعتدل وزاغوا، وزغت وقالوا

قدما ) :5وأمضى� قال( عامر بن عبدالله أن الرواية نفس في وجاءتجمرهم أن لك منهم (6) أرى رجل كل يهم حتى البعوث هذه في

بك اإلرجاف عن وتشغلهم دابته ودبر رأسه فروة عثمان (7) قمل إنأو حبسهم الشغب، بمثيري التنكيل من الوالة منع عنه الله رضي

واللين بالحسن يعاملهم أن ر وقر� أن ،(8)قتلهم، عماله من وطلبالفتنة مواجهة أسلوب من لهم أعلنه ما وفق أعمالهم، إلى يعودوا

قادمة أنها يرى بصير كل كان .(9) التي7: عثمان- عهد في المعارضين مع المباشر الحوار

حق المعارضين إعطاء في معانيها أعظم في الشورى تتجلى وهناالقوم عثمان دعا فقد الناس، أمام يريدون بما والتكلم الحديث

من يرونه ما وإظهار شبهات من عندهم ما عرض إلى السبئيينمصارحة جلسة وكانت فيها هو وقع ومخالفات، وتجاوزت أخطاء

الصحابة من ومسمع مرأى على المسجد في ومكاشفةعثمان ارتكبها التي األخطاء وعرضوا السبئيون فتكلم والمسلمين،

واإليضاح– – بالبيان عنه الله رضي عثمان وقام عمهم حذر على(.5/351) الطبري تاريخ(?)1.447 ص الغضبان منير المجاهد، األمير العاص بن عمرو(?)2 بي عفان بن عثمان448 ص نفسه المصدر(?)3 .364 ص للص ال.448 ص الغضبان منير المجاهد، األمير العاص بن عمرو(?)4 بي ( عثمان5/340) الطبري تاريخ(?)5 .364 ص للص الالزمن. من طويلة لفترة الثغور في : يبقوا تجمرهم(?)6 بي عثمان(?)7 .364 ص للص ال.77 ص للس�لمي عثمان خالفة(?)8.151 ص للخالدي الراشدون الخلفاء(?)9

-73-

Page 74: الشورى فريضة إسلامية

يسمعون المنصفون والمسلمون فعل، فيما وأدلته حججه وقد�مأخذوه ما عثمان وأورد والمكاشفة والمحاسبة المصارحة هذهمعه وأشهد فعله ح�سن عن ودافع األمر حقيقة بين ثم عليه،

المسجد في الجالسين .(1) الصحابة : : قبلي- �مها أت وما السفر، في الصالة أتممت إني قالوا قال أ

من سافرت لما الصالة أتممت لقد عمر، وال بكر أبو وال الله رسولولست أهلي بين مقيم فأنا أهلي، فيه بلد ومكة مكة، إلى المدينة

. : نعم اللهم الصحابة فقال كذلك؟ أليس D مسافراوجعلت- : المسلمين، على قت� وضي حمى، حميت إني وقالوا بإلبل قبلي، الحمى كان ولقد إبلي، لرعي خاصة واسعة D أرضاوأبوبكر الله رسول من كل� الحمى جعل حيث والجهاد، الصدقة

ما نمنع لم ثم والجهاد، الصدقة إبل كثرت لما فيه زدت وأنا وعمر،لما حميت وما الحمى، ذلك في الرعي من المسلمين فقراء شيةوقد D وغنما D إبال المسلمين أكثر من كنت الخالفة وليت ولما شيتي؛

بعيرات، إال لي يبق ولم راغية، وال ثاغية اآلن ومالي كلها، انفقتها. نعم : اللهم الصحابة فقال كذلك؟ أليس لحج�ي؛ خص صتهما

ما- : قت وحر� المصاحف، من واحدة نسخة أبقيت إني وقالوا جالله كالم القرآن إن أال واحد؟ مصحف على الناس وجمعت سواها،

على المسلمين جمعت أن سوى أفعل ولم واحد وهو الله عند منفعله لما تابع هذا فعلي في وأنا فيه، االختالف عن ونهيتهم القرآن

. : ! نعم اللهم الصحابة فقال ؟ كذلك أليس القرآن جمع لما أبوبكر، : كان- وقد المدينة، إلى العاص أبي بن الحكم رددت إني وقالوا س

وليس مك�ي، العاص بن الحكم إن الطائف، إلى نفاه الله رسولإلى مكة من وسلم عليه الله صلى الله رسول سيره وقد ،D مدنيا

بعدما مكة إلى وسلم عليه الله صلى الرسول وأعاده الطائف،وهو الطائف إلى �ره سي وسلم عليه الله صلى فالرسول عنه ض�ي ر�

وقالوا : : نعم اللهم الصحابة فقال كذلك؟ أليس وأعاده رد�ه الذيإال أول ولم السن، صغار الشباب ووليت األحداث، استعملت إني

فس�لوهم عملهم، أهل الناس وهؤالء ،D مرضيا D محتمال D فاضال D رجالمنهم وأصغر منهم أحدث هم من قبلي من الذين ولى ولقد عنهم،زيد، بن أسامة وسلم عليه الله صلى الله رسول ولى� ولقد ،D سنا

وسلم عليه الله صلى الله لرسول وقالوا وليته، ممن أصغر وهو : هؤالء إن نعم؛ اللهم الصحابة قال ؟ كذلك أليس لي قالوا مما أشد

. يوضحونه وال يفس رونه D ماال للناس يعيبون الناس

نفسه. المصدر(?)1

-74-

Page 75: الشورى فريضة إسلامية

به، : الله أفاء ما سرح أبي بن سعد بن عبدالله أعطيت إني وقالواإفريقية، فتح لما ألف، مئة وكان الخمس، خ�مس أعطيته وإنما

: خمس فلك إفريقية عليك الله فتح إن له قلت وقد جهاده جزاءالله رضي وعمر أبوبكر قبلي فعلها وقد ،D نقال الغنيمة من الخمسخمس : تعطيه أن نكره إنا المجاهدون الجنود لي قال ذلك ومع عنه

خمس – – فأخذت والرفض االعتراض لهم يحق وال الخمسسعد ابن يأخذ لم وبذلك الجنود على ورددته سعد ابن من الخمس

. : نعم اللهم الصحابة قال كذلك؛ أليس ،D شيئافإنه : > بيتي، ألهل حبي� فأما وأعطيهم، بيتي أهل أحب� إني وقالوا

أحمل بل اآلخرين، وظلم جور إلى معهم أميل أن على يحملني لممن أع�طيهم فإني إعطاؤهم وإما منهم الحق وآخذ عليهم الحقوق

أموال استحل� ال ألني المسلمين، أموال من وليس الخاص، ماليالكبيرة العطية أعطي كنت ولقد الناس، من ألحد وال المسلمين،

وسلم عليه الله صلى الله رسول أزمان مالي، ص�لب من الرغيبةأفحين حريص شحيح يومئذ وأنا عنه، الله رضي وعمر بكر وأبي

لي الذي مالي وجعلت عمري، وفنى بيتي، أهل أسنان على أتيتمن أخذت ما والله وإني ؟ قالوا ما الملحدون قال وأقاربي، ألهالي

تلك على رددت ولقد ،D فضال وال D ماال المسلمين أمصار من مصرالغنائم، من األخماس إال المدينة إلى يح�ضروا ولم األموال األمصار

أهلها؛ في ووضعها األخماس تلك تقسيم المسلمون تولى ولقدال وإنني فوقه، فما D فلسا وغيرها األخماس تلك من أخذت ما ووالله

. مالي من إال أهلي أعطي وال مالي، من إال أكلهذه: وإن معينين، لرجال المفتوحة األرض أعطيت إني وقالوا

واألنصار المهاجرون فتحها في اشترك قد المفتوحة، األرضينعلى األراضي هذه قس�مت ولما المجاهدين، من وغيرهم

من ومنهم فيها، واستقر بها أقام من منهم الفاتحين المجاهدينوقد له، D ملكا األرض تلك وبقيت غيرها، أو المدينة في أهله إلى رجع

عثمان أورد وبذلك أيديهم في ثمنها وكان األراضي، تلك بعضهم باعتوضيحها وتولى� عليه، أثيرت التي االعتراضات أهم عنه الله رضي

فيها الحق وجه .(1) وبيانرضي عفان بن عثمان به دافع الذي المحكم الدفاع ذلك من وترىمن يجرى كان لما صورة إياه وذاكرهم فيه الصحابة وساجل الله

من السبئيون يشيعه كان وما عنه، الله رضي له العنيف الم�ر النقدأجمل فقد مزيف، باطل من ترويجه على يعملون وما السوء، قالة

(.5/356) الطبري ( تاريخ111-61 ص العرين البن القواصم من العواصم(?)1

-75-

Page 76: الشورى فريضة إسلامية

وجه وبين عليه، بها يعترضون كانوا التي االعتراضات ذكر الله رضيرجل مجادلة لهم فمجادلته ،D سدادا يبغون وال ،D رشادا يريدون الحق

D أغراضا لينفذ هفواته ويتسقط الدوائر، به يتربص آخر مع مخلصوال كذلك شأنه كان ومن ،D إعراضا عنه الناس نفوس في ويلقي

له هادي فال الله يضلل ومن الدليل، يهديه وال الحجة، .(1) تقنعهالمنبر، بجانب الذين الفتنة أهل زعماء وتوضيحه كالمه سمع وقد

الصالحين، المسلمين من معهم ومن الكرام، الصحابة سمعه كماقال، فيما وصد قوه وتوضيحه وبيانه عثمان بكالم المسلمون ر وتأث

يتأثروا فلم والفرقة، الفتنة دعاة السبئيون وأما ،D حبا له وازدادواراغبين وال حق، عن باحثين يكونوا لم ألنهم يتراجعوا، ولم بذلك،

وقد والمسلمين، لإلسالم والكيد الفتنة، هدفهم كان إنما خير، فيما بسبب الفتنة زعماء بقتل عثمان على والمسلمون الصحابة أشار

قتلهم، في عليه أصروا بل وحقدهم، وتزويرهم، كذبهم من ظهر�قضى وي المسلمين، بالد وتستقر شرهم، من المسلمون ليتخلص�آخر، رأي له كان عثمان ولكن هؤالء، يثيرها التي الفتنة على

منه محاولة قتلهم، عدم ورأى يتركهم، أن فآثر مغاير، وتحليلمن القادمين السبئيين ضد عثمان يتخذ ولم الفتنة وقوع لتأخير

ويريدون، يخططون بما علمه مع إجراء أي والبصرة والكوفة مصربالدهم إلى ويعودون المدينة يغادرون .(2) وتركهم

أبي: بن علي المؤمنين أمير عهد في الشورى سابعا4: عنه الله رضي طالب

1: عنه- الله رضي طالب أبي بن علي بيعةأن بعد وذلك االختيار بطريقة عنه الله رضي علي بيعة تمت

على عنه، الله رضي عفان بن عثمان الراشد الخليفة استشهدومن اآلفاق، من جاؤوا الذين الشذاذ المارقين الخارجين أيدي

الدين، في خير أثر وال لهم، سباقة ال متباينة وقبائل مختلفة، أمصارلثماني الجمعة يوم وعدوانا، D زورا عنه الله رضي قتلوه أن فبعد

وثالثين خمس سنة الحجة ذي من مضت ليلة .(3) عشرةعليه الله صلى الله رسول أصحاب من بالمدينة بقي من كل قام

أحد يكن لم ألنه وذلك بالخالفة عنه الله رضي علي� بمبايعة وسلملنفسه اإلمامة �دع ي فلم الوقت، ذلك في اإلطالق على منه أفضل

الله رضي السبطين أبو يكن ولم عنه، الله رضي عثمان بسعد أحد.99 ،98 ص زهرة أبو لمحمد الجدل تاريخ(?)1.159 ،158 ص للخالدي الراشدون الخلفاء(?)2(.3/31سعد) البن الطبقات(?)3

-76-

Page 77: الشورى فريضة إسلامية

بقي من شديد إلحاح بعد إال يقبلها لم ولذلك عليها، D حريصا عنه،علي بمبايعة وسلم عليه الله صلى الله رسول أصحاب من بالمدينة

على منه أفضل أحد يكن لم ألنه وذلك بالخالفة عنه الله رضيعثمان بعد أحد لنفسه اإلمامة �دع ي فلم الوقت، ذلك في اإلطالق

عليها، D حريصا عنه، الله رضي السبطين أبو يكن ولم عنه الله رضيالصحابة من بقى ممن شديد إلحاح بعد إال يقبلها لم ولذلك

من يسلم لم ذلك ومع وانتشارها الفتن ازدياد من D وخوفا بالمدينة،أوقد التي وصفين الجمل كموقعة الفتن تلك إثر الجهال بعض نقد

الذين وأتباعه سبأ كابن اإلسالم على الحاقدون وأنشبها نارهاوقد والهدى، الحق عن قلوبهم ولزيغ لفسقهم فأطاعوه استخفهم

بعض للخالفة عنه الله رضي علي اختيار بها تم التي الكيفية روىالعلم بن ،(1) أهل محمد إلى بإسناده الخالل أبوبكر روى فقد

: : فأتاه قال محصر وعثمان الله رحمه علي مع كنت قال الحنفية : : علي مع كنت قال الساعة، مقتول المؤمنين أمير إن فقال رجل

: المؤمنين : أمير إن فقال رجل فأتاه قال محصر وعثمان الله رحمه : : : فأخذت محمد قال الله رحمه علي فقام قال الساعة، مقتول

: وقد الدار، علي فأتى قال لك، أم� ال خل فقال عليه D تخوفا بوسطهالناس فأتاه بابه، فأغلق فدخلها داره فأتى الله، رحمه الرجل قتل

: والبد قتل، قد هذا إن فقالوا عليه فدخلوا الباب عليه فضربوا : ال علي لهم فقال منك، بها أحق ،D أحدا نعلم وال خليفة من للناس

: نعلم ال والله ال فقالوا أمير لكم مني خير وزير لكم فإني تريدوني : D سرا تكون ال بيعتي فإن علي أبيتم فإن قال منك بها أحOق أحOد

الناس فبايعه المسجد إلى أخرج عن ،(2)ولكن أخرى رواية وفيرسول : أصحاب فأتاه الحنفية بن محمد عن الجعد أبي بن سالم

: نجد وال إمام من للناس والبد قتل قد الرجل هذا إن فقالوا اللهصلى الله رسول من أقرب وال مشاهد، أقدم منك بها أحق D أحدا : أمير، مني خير وزير فإني تفعلوا ال علي فقال وسلم عليه الله

: المسجد،: ففي قال نبايعك، حتى بفاعلين نحن ما والله ال فقالوا: قال المسلمين رضا عن إال تكون وال D خفيا تكون أال ينبغي فإنه

: : أن كرهت فلقد عباس بن عبدالله فقال الجعد أبي بن سالم فقالفلما المسجد، إال هو وأبي عليه، يشOغب أن كراهية المسجد يأتي

الناس وبايع فبايعوا واألنصار المهاجرين جاء المسجد .(3) دخل

) الشيخ حسن عايض علي ناصر الكرام، الصحابة في السنة أهل عقيدة(?)12/677.)

.415 ص الخالل بكر ألبي السنة كتاب(?)2.416 ص الخالل بكر ألبي السنة كتاب(?)3

-77-

Page 78: الشورى فريضة إسلامية

: منها والفوائد والعبر الدروس بعض الصحيحة اآلثار هذه ومنعنه- الله رضي لعثمان عنه الله رضي طالب أبي بن على نصرة أ

أكثر كان بل عنه الله رضي علي عن متواتر وهذا عنه، ودفاعهوشهد كثيرة، بأسانيد جاء عنه، الله رضي عثمان عن D دفاعا الناس

: عن أدفع القوم في كان ما قال حيث الحكم بن مروان بذلكعثمان عن D عليا يعني صاحبكم من .(1) صاحبنا

طمعه- أو لها طلبه وعدم الخالفة في عنه الله رضي علي زهد ب. البيعة يطلبون الصحابة جاءه حتى بيته في واعتزاله فيها،في- عامة والناس واألنصار المهاجرين من الصحابة إجماع ج

الذين وهم والعقد، الحل أهل هؤالء في ويدخل بيعته، على المدينةحتى عليه وألحوا البيعة على يوافق أن منه وطلبوا D ا علي قصدواالضعيفة الروايات بعض في كما عثمان وقتلة للغوغاء وليس قبلها،

والموضوعة.قصد- ذلك على ويدل يؤمئذ، بالخالفة الناس أحق كان D عليا إن ح

ال بأنهم وتصريحهم البيعة، ليقبل عليه، وإلحاحهم له، الصحابة. يؤمئذ منه بالخالفة أحق يعلمون

علي،- تولية في أسرعوا الصحابة أن رأينا ولذلك الخالفة، أهمية س : أجبهم لم الله دين على الخشية لوال يقول .(2)وكان

الذين- الخوارج كون علي، بيعة على أدخلوها التي الشبهة إن شوأنهم المدينة في كانوا قتله، في بعضهم وشارك عثمان حاصروا

وهذه مكرهين، بايعا والزبير طلحة وأن بالبيعة بدؤوا من أولصحيح، سند لها وليس أساس على تقوم ال المؤرخين، أقاويل

كالرابع وعثمان، وعمر بكر أبي بعد الناس يجد لم أنه والصحيحواألنصار، المهاجرين عليه فعزم ،D وجهادا D ودينا وتقى D وعلما D قدرا

لعلي، البيعة بعقد اإلسراع ولوال إليه، فانقاد عليه، D فرضا ذلك ورأىفكان اإلسالمية، األقطار جميع في واختالفات فتن إلى ذلك ألدى

الظروف كانت مهما البيعة علي يقبل أن المسلمين مصلحة منكانوا الذين الصحابة من أحد علي عن يتخلف ولم بها، المحيطة

إلى معه المسير عن الصحابة تخلف بين الناس خلط وقد بالمدينة، : معه المسير وأما عنها، يختلفوا فلم البيعة أما البيعة وبين البصرة

اجتهادية مسألة كانت ألنها عنه يلزمهم ،(3)فتخلفوا لم D عليا أن كما. ذلك عن اعتذر من عذر وقبل معه بالخروج

قوي. اسناده2 ص الخالدي مالك طالب، أبي بن علي بيعة(?)1صحيح. ( اسناده13/75) الباري فتح(?)2(.2/311) س�راب محمد النبوية، المدينة(?)3

-78-

Page 79: الشورى فريضة إسلامية

المدينة- أن تزعم التي اإلخباريين مبالغات من الحذر من البد عحرب بن الغافقي وأميرها عثمان مقتل بعد أيام خمسة بقيت

يجدونه فال باألمر القيام إلى يجيبهم من أن ،(1) يلتمسون وتزعمخوارج وأن فرفضه، علي على األمر عرضت مصر من الغوغاء

من جاء ومن يجدونه، فال الزبير، على الخالفة عرضوا الكوفةالروايات أمام يثبت ال فهذا البيعة، طلحة على عرضوا البصرة

إسناده يصح وال من ،(2)الصحيحة الصحابة تمكن المعروف أن كمارضي عثمان طلب لوال الغوغاء على القضاء على وقدرتهم المدينةفي ذلك فصلت وقد ضدهم القوة استخدام عن بالكف عنه، الله

والصحيح : عفان، بن عثمان سيرة في المنان الكريم تيسير كتابيألهل وليس المسلمين من واختيار طواعية عن كانت على بيعة أن

في الصحابة من كان من كل وإنما علي، مبايعة في دور الفتنة. عنه الله رضي � عليا المؤمنين أمير اختاروا الذين هم المدينةالله- رضي علي بيعة في والشواهد الصحيحة الروايات بلغت ك

رواية عشرة إحدى .(3)عنهرضي- 2 طالب أبي بن علي خالفة على اإلجماع انعقاد

: عنه اللهسنة الحجة ذي أوائل في عثمان قتل عقب بالخالفة علي بيعة كانت

وكتب حضر، من وكل واألنصار المهاجرون فبايعه وثالثين، خمسفكان الشام أهل في معاوية إال كلهم فأذعنوا اآلفاق إلى بيعته

كان ما بعد .(4)بينهماوصحتها أحقيتها على إجماع محل عنOه الله رضي علي خالفة إن

لم – حيث عنه الله رضي عثمان قتل بعد وذلك زمانها، وقت فيالله رضي جاءته فقد عنه، الله رضي منه بها أحق األرض على يبق

ومحلها وقتها في قدر على .(5) عنه : فقالوا علي خالفة على اإلجماع على الناس بعض اعترضقاتلوه- – – بل يبايعوه لم معه ومن معاوية الشام أهل .(6)أن

على – – والجواب: D عليا يقاتل لم عنه الله رضي معاوية أنالحد إقامة أجل من يقاتل كان وإنما إمامته، ينكر ولم الخالفة

مصيب أنه ظنه مع عثمان قتل في اشتركوا الذين على الشرعي

(.4/432) الطبري تاريخ(?)1.140 - 126 ص الغيث د. خالد الجمل ووقعة عثمان استشهاد(?)2.122 ص طالب أبي بن علي بيعة(?)3(.7/72) الباري فتح(?)4(.2/693) الصحابة في والجماعة السنة أهل عقيدة(?)5(.2/695) نفسه المصدر(?)6

-79-

Page 80: الشورى فريضة إسلامية

االجتهاد أجر فله ذلك، اجتهاده في D مخطئا كان ولكنه اجتهاده فيرضي – ،(1) فقط علي مع خالفه أن الصحيحة بالروايات ثبت وقد

بل – الخالفة، في ينازعه ولم عثمان قتلة قتل في كان عنه اللهمعه، وأناس جاء أنه الخوالني مسلم أبي فعن بذلك، له يقر كان : : والله، ال فقال مثله؟ أنت هل ، عليا تنازع أنت وقالوا معاوية إلىتعلمون ألستم ولكن منى، باألمر وأحق مني، أفضل أنه ألعلم وإنيفقولوا فأتوه بدمه؟ والطالب عمه ابن D،وأنا مظلوما قتل عثمان أن

فلم: فكلموه � عليا فأتوا له، وأسلم عثمان قتلة إلي فليدفع لهإليه .(2)يدفعهم

أمامة – وأبي الدرداء أبي إلى بسنده طرق من كثير ابن ويروي : عالم – معاوية يا له فقاال معاوية على دخال أنهما عنهما الله رضي

وأقرب ،D إسالما أبيك ومن منك أقدم إنه فوالله الرجل؟ هذا تقاتلمنك، األمر بهذا وأحق وسلم عليه الله صلى الله رسول إلى منك

: :، له فقوال إليه فاذهبا قتلته، آوى وإنه عثمان، دم على أقاتله فقالالشام أهل من أبايعه من أول أنا ثم عثمان، قتلة من .(3)فليقدنا

. ولهذا – – الخالفة في عنهما الله رضي لعلي معاوية والرواياتوقرروها ) المسألة هذه على العلم أهل من المحققون ،(4نص

ينكر : ال فإنه D عليا قاتل وإن معاوية إن الجويني الحرمين إمام يقولأنه منه D ظنا عثمان قتلة يطلب كان وإنما لنفسه يدعيها وال إمامته،

D مخطئا وكان .(5) مصيبوجوب على المبدأ حيث من D موافقا علي المؤمنين أمير وكان

من االقتصاص يرجى� أن رأيه كان وإنما عثمان، قتلة من االقتصاصالكلمة واجتماع األمور وهدوء األوضاع استقرار حين إلى .(6) هؤالء

رضي- 3 طالب أبي بن علي بيعة في الشورى حقيقة: عنه الله

حيث من تختلف لم عنه الله رضي علي الرابع للخليفة البيعة إنألمت التي األزمة من بالرغم السابقة مثيلتها عن الشورى مبدأ

البيعة تتم فلم المتتابعة، والمشكالت المدلهمة واألحوال، باألمة،عهد أساس على أو قبلي، أو أسري، أو عشائري، أساس على

من شيء وجد ولو وسلم، عليه الله صلى الله رسول من ووصية

بي طالب أبي بن علي150 ص القواصم من العواصم(?)1 .286 ص للص ال(.2/147) الصحابة مواقف ( تحقيق7/265) والنهاية البداية(?)2(.7/270) والنهاية البداية(?)3 بي طالب أبي بن علي(?)4 .186 ص للص ال.186 ص نفسه المصدر(?)5.293 ص نفسه المصدر(?)6

-80-

Page 81: الشورى فريضة إسلامية

أمير رفض ولما الطويل، الحوار هذا حصل لما القبيل هذا . الذين هم الناس كان بينما بحقه يطالب من أول ولكان المؤمنين،

يروغ وهو ،D إلحاحا الطلب في عليه ويلحون D دفعا البيعة إلى يدفعونهكره على قبل أن إلى ذلك من يمنعه ما يحدث لعله D متخلصا منهم

ولو – له الله رسول من وصية أساس على بهذا يطالبوه ولم منه،أنه – أساس على وال تنفيذه في ترددوا لما ذلك من D شيئا وجدوا

السابقين من ألنه بل فحسب، قريش من ألنه أو مناف عبد مناختيار في عثمان بعد الثاني وآلنه بالجنة، المبشرين العشرة ومن

الخطاب، بن عمر مقتل بعد الشورى عملية تطبيق عند لهما الناسخليفة عثمان بتنصيب أحد عليه يشير ال عوف بن عبدالرحمن فكان

: فيقول : ؟ تختار فمن D موجودا عثمان يكن لم ولو سأله إال عمر بعدعنه الله رضي .(1) علي

في- 4 طالب أبي بن علي المؤمنين أمير أقوال منالشورى:

على D حريصا عنه الله رضي طالب أبي بن علي المؤمنين أمير كانأنه ذلك فمن وقراراته، وأعماله تصرفاته في الشورى منهج التزام

المكلف الرياحي قيس بن معقل قائده من كتاب إليه وصل حينماكتابه عليهم وقرأ أصحابه جمع الخارجي راشد بن الخريث بمحاربة

قول على عامتهم رأي اجتمع حيث الرأي منهم وطلب واستشارهم : فال الفاسق أثر فيتبع قيس بن معقل إلى تكتب أن نرى وهو واحد

عليك يفسد أن نأمن ال فإنا ينفيه، أو يقتله حتى طلبه في يزالفي( 2الناس ) عنه الله رضي علي المؤمنين أمير عن روي ومما

: برأيه استغنى من خاطر وقد الهداية عين االستشارة قوله الشورىاالستبداد (3) االستعداد وبئس المشاورة المؤازرة نعم (4) وقوله

الغالم: مشهد من خير الشيخ رأي أمير ،(5) وقوله به أوصى وممافي مصر إلى بعثه حين األشتر الحارث بن مالك علي المؤمنين : الفضل عن بك فيعدل D بخيال مشورتك في تدخلن وال قوله الشورى

لك فيزين D حريصا وال األمور، عن فيضعفك جبانا وال الفقر، ويعدكيجمعها شتى غرائز والحرص والجبن البخل فإن بالجور، الشرة

بالله الظن إذا ،(6) سوء الحاكم أن يعلم عنه الله رضي علي وكان

بي طالب أبي بن علي(?)1 .188 ص للص ال(.6/39) الطبري تاريخ(?)2.225 ص طالب أبي بن علي ،89 ص للماوردي والدين الدنيا أدب(?)3(.1/279) كمال آل العسكرية، اإلدارة(?)4.225 ص طالب أبي بن علي(?)5(.1/279) اإلسالمية الدولة في العسكرية اإلدارة(?)6

-81-

Page 82: الشورى فريضة إسلامية

وسوف عيوبها وال دولته محاسن يعلم فال مستشارون له يكن لمأن يعلم وكان الحكم، وقضايا الدولة شؤون في الكثير عنه يغيب

وتزيل يعرفه، ماال على أصابعه وتضع يجهله، ما تعرفه الشورىلألشتر يقول هو فها عليها، يقدم التي األمور كل في شكوكه

: تستعملهم، الذين عمالك أمور في انظر مصر واله عندما النخعياألثرة فإن ،D إيثارا وال محاباة يكن وال D اختيارا إياهم استعمالك فليكن

شعب – – من جماع بها والمحاباة مشورة بال االستبداد أي باألعمالأمور تصلح وليست الناس، على الضرر وإدخال لله، والخيانة الجور

أمورهم، على به يستعينون من باإلصالح إال الوالة أمور وال الناس،الورع أهل أعمالك لوالية فاصطف غيهم، غاب ما لكفاية ويختارونهأهل من والحياء والعقول التجربة بدوي والصق والسياسة والعفة

وأشد D أخالقا أكرم فإنهم والورع، الدين وأهل الصالحة البيوتاتفي وأحسن ،D إسرافا المطامع في وأقل D وإصالحا D صونا ألنفسهم

وأعوانك عمالك فليكونوا غيرهم من D نظرا األمور .(1) عواقب

: طالب: أبي بن علي بن الحسن عهد في الشورى ثامنا41! عنه الله رضي علي بن الحسن بيعة ـ

من رمضان شهر في عنه الله رضي علي بن الحسن بيعة كانتطالب 40سنة أبي بن علي المؤمنين أمير استشهاد بعد وذلك Oه

المرادي ملجم بن الرحمن عبد الخارجي يد على عنه الله ،2رضي D أحدا المؤمنين أمير يعين ولم والده بعد الحسن الناس أختار وقد

: : , لتخضبن يقول D عليا سمعت قال سبع بن عبدالله فعن بعده مناألشقى بي ينتظر فما هذا من ,,3هذه : المؤمنين أمير يا قالوا

عترته نبير به : , 4فأخبرنا قالوا: قاتلي غير بي تقتلون تالله إذن قال : الله رسول إليه ترككم ما إلى أترككم ولكن ال قال علينا فاستخلف

: : , : أقول قال أتيته إذا لربك تقول فما قالوا وسلم عليه الله صلى , فإن فيهم وأنت إليك قبضتني ثم لك بدا ما فيهم تركتني اللهم

, , أفسدتهم شئت وإن أصلحتهم : 5شئت اللهم أقول رواية وفي, , فيهم وتركتك قبضتني ثم لك بدا ما فيهم مقتل 6استخلفتني وبعد

وكبر علي بن الحسن عليه صلى طالب أبي بن علي المؤمنين أمير

أبي بن علي ،102 ص التميمي الدين والمعاصرة. عز األصالة بين الشورى(?)1 بي طالب .226 ص للص ال

عباس. د. إحسان ( تحقيق3/35O 38) الطبقات 2لغيره ( حسن2/325) أحمد ( مسند9/139) الفوائد مجمع 3(4/538( )4/5) العرب لسان أقرباءه عترته: نهلك نبير 4 الحديثة الموسوعة لغيره ( حسن2/325) أحمد مسند 5(3/24) البزار فوائد عن االستتار كشف 6

-82-

Page 83: الشورى فريضة إسلامية

, , بن قيس بايعه ما أول وكان بالكوفة ودفن تكبيرات أربع عليه : نبيه: وسنة وجل عز الله كتاب على أبايعك يدك ابسط له قال سعد : , الله كتاب على عنه الله رضي الحسن له فقال ين الم�حل وقتال , : , إنكم وسكت فبايعه شرط كل وراء من يأتي ذلك فإن نبيه وسنة , , من وتحاربون سالمت من تسالمون مطيعون سامعون

: 1حاربت, طالب أبي بن علي بن الحسن إن سعد ابن رواية وفي , , وبايعهم األمرة على بايعهم بيعتين على علي بعد العراق أهل بايع

, به رضي بما ويرضوا فيه دخل فيما يدخلوا ان 2على

2: الحسن- خالفة على النص قضية بطالنيروج قضية أمامنا تبرز عنه الله رضي الحسن بيعة عن حديثنا عند

الحسن خالفة على النص قضية وهي أال بقوة األمامية الشيعة لهاعنه الله النقل 3رضي يصح لم حيث المفتريات، من يعد األمر وهذا

. D شيئا ذلك فيالله من بالنص إال تكون ال كالنبوة األمامة أن يعتقدون الشيعة إن

, مثلها وأنها وسلم عليه الله صلى رسوله لسان على وجل عز , من العصور من عصر يخلو أن يجب وال وجل عز الله من لطف , حق للبشر وليس تعالى الله من منصوب الطاعة مفروض إمام , يأتي من تعيين حق نفسه لإلمام وليس بل وتعيينه األمام اختيار

, ذلك, في الروايات عشرات أئمتهم لسان على وضعوا وقد بعده : أن أترون قال أنه الله رحمه الباقر محمد اإلمام إلى مانسبوه منها

رسول من عهد إال هو ما والله ال نشاء؟ حيث نجعله إلينا األمر هذاصاحبها إلى تنتهي حتى مسمى فرجل رجل 4الله

نص قد وسلم عليه الله صلى الرسول أن اإلمامية الشيعة ويعتقدال D إماما عشر اثنا وهم بأسمائهم وعينهم بعده من األئمة على

: يزيدون وال ينقصونعند الوصية بأمر ينتهي وكان سبأ ابن هو الوصية عقيدة أساس و

مجموعة في عممها من بعده فيمن جاء ولكن عنه الله رضي عليوسرية بصمت تعمل اإلمامية الشيعية الخاليا وكانت أوالده من

, أمير جدهم فعل كما D قاطعا D نفيا ذلك ينفون البيت أهل أئمة وكان , أولئك أخترع ولذلك عنه الله رضي طالب أبي بن علي المؤمنين

)) (( حتى التقية عقيدة األطهار البيت أهل على الشيعة من األقوام

(287 , 1/286) السلمي د.محمد تحقيق الطبقات 1172ص السلمي تحقيق الطبقات 234ص النوبختي الشيعة فرق 3.8ص نور والنص, فيصل اإلمامة 4

-83-

Page 84: الشورى فريضة إسلامية

أهل بمواقف األتباع تأثر من مأمن في وهم أفكارهم نشر يسهلللناس والمعلنة الصادقة 1البيت

رسول أن وهي الوصية الشيعة أبتدعها التي األمور أخطر من إنإلى مباشرة وفاته بعد بالخالفة أوصى وسلم عليه الله صلى اللهفي جاء كما لحقه مغتصبين سبقه من أن عنه الله رضي علي

, : )) (( جاهلية ميتة مات إمامه يعرف ولم مات من الكافي كتابهم , للوصية نجد ال الراشدين الخلفاء لتاريخ التاريخي االستقراء ولكن

, نجد ال وإنما عنهما الله رضي عمر في وال بكر أبي خالفة في D ذكراالله رضي عثمان خالفة من األخيرة السنوات في ظهورها بداية

, , عندما, القول هذا الصحابة استنكر وقد الفتنة قرن بزوغ عند عنه , , أبي بن علي هؤالء أشهر ومن كذبه وبينوا أسماعهم إلى وصل

, القول, هذا نرى ثم عنهما الله رضي عائشة المؤمنين وأم طالب , والدعوة بها اإليمان إلى تدعو وعقيدة موجهة فكرة في يتبلور

, التي, الوصية وهذه عنه الله رضي علي خالفة في وذلك إليهاسبأ بن عبدالله وضع من أنها علماؤهم أثبت فقد الشيعة تدعيها

, كتابي في ذلك فصلت وقد الكشي و النوبختي ذلك ذكر كمارضي) طالب بن علي المؤمنين أمير سيرة في المطالب أسمى

عنه .2الله

: العزيز: عبد بن عمر دولة في الشورى تاسعا4 , ومن خالفته في الشورى مبدأ بتفعيل العزيز عبد بن عمر اهتم وقد

: ومفتاح رحمة باب المناظرة و المشورة إن الشورى في أقواله , حزم معهما يفقد وال رأي معهما يضل ال قرار, 3بركة أول وكان

, يتعلق الملك عبد ابن للوليد المدينة أمر ولي بعدما عمر اتخذه , فقهاء من دعا حين إمارته في D أساسا وجعله الشورى مبدأ بتطبيق

, D استشاريا D مجلسا منهم وجعل علمائها وكبار D. 4المدينة دائمادعا وصلى بالمدينة الجديد األمير على للسالم الناس جاء فعندما , : عبد بن الله وعبيد الزبير بن عروة وهم المدينة فقهاء من عشرة

, , و هشام ابن الحارث بن عبدالرحمن بن أبوبكر و عتبة بن الله , , بن والقاسم يسار بن وسليمان خيثمة أبي بن سليمان بن أبوبكر , الله, عبد بن الله عبد أخوه و عمر بن الله عبد ابن وسالم محمد

, , , ثابت بن زيد بن وخارجة ربيعة بن عامر بن الله وعبد عمر بن: , قال ثم أهله هو بما عليه وأثنى الله فحمدا فجلسوا عليه فدخلوا

((.2/800للقفاري))/ اإلمامية الشيعة أصول 1.174 ص طالب أبي بن علي بن الحسن الراشدين الخلفاء خامس 2.189 ص للماوردي والدين الدنيا أدب 3.283 ص العزيز عبد بن عمر إدارة من المستخلص اإلعدادي النموذج 4

-84-

Page 85: الشورى فريضة إسلامية

, , الحق على D أعوانا فيه وتكونون عليه تؤجرون ألمر دعوتكم إني , فإن منكم حضر من برأي أو برايكم إال � أمرا أقطع أن أريد ال إني , على الله فاح�رج ظالمة لي عامل عن بلغكم أو يتعدى D أحدا رأيتم

أبلغني إال ذلك بلغه , 1من حد�د D مجلسا عبدالعزيز بن عمر أحدث فقد : بأمرين صالحياته

1, , برأيهم إال D أمرا يقطع ال وأنه الرأي تقرير قي الحق أصحاب أنهم O , الذي المجلس هذا إلى اختصاصاته عن تخلى قد األمير يكون وبذلك

. العشرة مجلس نسميه2 , فإذا- تصرفاتهم على ورقباء العمل على مفتشين جعلهم انه

, أن فعليهم ظالمة ارتكب D عامال أن أحدهم بعلم أو بعلمهم مااتصلالحق كاتم على الله استعدى فقد وإال يبلغوه

: أمرين تضمن قد التدبير هذا على كذلك ونالحظالعشرة- 1 لمجلس D تعويضا يخصص لم عبدالعزيز بن عمر األمير أن

, , إليه ندبهم فما فقهاء أنهم وبما العطاء أصحاب من كانوا ألنهماختصاصهم صلب في داخل

2 - االعذار- من لعذر الحضور عن أحدهم غياب افترض عمر ان : , من أوبرأي قال وإنما كلهم حضورهم تدبيره في يشترط لم ولهذا

منكم 2حضر

دون األمور جميع في يستشار كان المجلس هذا إن3استثناء

وأنه مكانتهم وعلو الربانيين العلماء أهمية القصة هذه من ونستنتجفي ويشاورهم منه ويقربهم يدنيهم أن القرار صاحب على يجب , من الصالح حول يلتفوا أن العلماء على أنه كما الرعية أمور

ما وتقليل للمصالح ممكن قدر أكبر تحقيق أجل من القرار أصحاب , في يختصر لم عبدالعزيز بن عمر أن كما المفاسد من يمكن

, علماء من غيرهم يستشير كان بل فحسب هؤالء على شواره , في, اليقضي وكان وغيرهم والزهري المسيب بن كسعيد المدينة

, عبدالعزيز بن عمر أظهر المدينة وفي سعيد يسأل حتى قضاء. لهم وإكباره للعلماء إجالله

المسي�ب بن سعيد إلى رسوال تعالى الله رحمه أرسل أن حدث وقد : , عزمت له قال عمر رآه فلما وقته في إليه وقام نعليه سعيد فأخذ

عن رسولنا سألك حتى مجلسك إلى رجعت إال محمد أبا يا عليك , ليسألك, أرسلناه أنما أخطأ ولكنه ليدعوك نرسله لم فإنا 4حاجتنا

.548 ص عبدالعزيز, قلعجي بن عمر فقه موسوعة 1(.1/562) اإلسالمي والتاريخ الشريعة في الحكم نظام 2.391 ص والتطبيق النظرية بين األسالم في الحكم نظام 3عبدالحكم. البن23 ص ومناقبه عبدالعزيز بن عمر سيرة 4

-85-

Page 86: الشورى فريضة إسلامية

صلى الله رسول مسجد وسع المنورة المدينة على إمارته وفي , في D ذراعا مائتي جعله حتى عبدالملك بن الوليد بأمر عليه الله

, O الله رحمه O أنه مع الملك عبد بن الوليد بأمر ذخرفة ذراع مائتيهنا العزيز بن عمر موقف من ويتضح المساجد ذخرفة يكره كان

حتى منه أعلى هو ممن قرارات مع للتجاوب الوالي يضطر قد أنهوجوه من ذلك في المصلحة أن قدر إذا بها مقتنع غير كان وإن

سنه في المدينة على إمارته وفي الوليد 91أخرى، الخليفة حج Oه , وشاهد استقبال أحسن عبدالعزيز بن عمر فاستقبله عبدالملك بن

عبدالعزيز بن عمر حققها التي العظيمة اإلصالحات عينيه بأم الوليدالمنورة المدينة 1في

: خالفته* في , : ابتليت قد إني الناس أيها كاآلتي الخالفة تولي عندما خطابه كان

, من مشورة وال له طلبة وال فيه مني كان رأي غير من األمر بهذا(( فاختاروا, بيعتي من أعناقكم مافي خلعت قد واني المسلمين , المؤمنين(( أمير يا اخترناك قد واحدة صيحة الناس فصاح ألنفسكم

والبركة باليمن أمرنا فول بك 2ورضينا

خلفاء معظم تبناه الذي الوالية توريث مبدا من عمر خرج وبذلك , باختياره عمر يكتف ولم واالنتخاب الشورى مبدأ إلى أمية بني

, األخرى األمصار في المسلمين رأي يهمه بل الحاضرين ومبايعة .. :- - وإن, الخالفة توليه عقب األولى خطبته في فقال ومشورتهم

, أبوا هم وإن أطعتم كما أطاعوا إن والمدن األمصار من حولكم من , نزل ثم بوال> لكم .3فلست

, يزيد لهم كتب وممن كلها فبايعت األسالمية األمصار إلي كتب وقدليس الخالفة في إنه له أوضح أن بعد البيعة إليه يطلب المهلب بن

, فبايعوا, البيعة إلى الناس يزيد فدعا لم 4براغب أنه يتضج وبذلكالمسلمين أمصار جميع إلى األمر امتد بل حوله من بمشورة يكتف

يلي : ما هذا عمر موقف من ونستنتج في الشOOرعية األصOOول موافقOOة عOOدم عن النقOOاب كشف عمر أن -1

األمويين. الخلفاء معظم تولي2 , وهو- أال هو يخصه أمر في الشورى تطبيق على عمر حرص

. الخالفة توليه3OOO ق من أنOOدأ طبOOورى مبOOر في الشOOل أمOOولي مثOOة تOOري الخالفOOح

سواه. فيما بتطبيقه.20ص عبدالعزيز بن عمر موسوعة 1.65ص بن عبدالعزيز بن عمر مناقب سيرة 2(.12/657) والنهاية البداية 3.285 ص عمر إدارة من المستخلص األداري والنموذج 4

-86-

Page 87: الشورى فريضة إسلامية

, األمور من كثير في نصحهم ويطلب العلماء يستشير عمر وكان , حيوة بن ورجاء القرظي كعب بن ومحمد عبدالله بن سالم أمثال

: فأشيروا, األمر بهذا ابتليت قد إني فقال كان. 1وغيرهم كما علي�الرجال من الراجحة العقول ذوي على 2يستشير عمر حرص وقد

, وأهل العلماء مجلسه إلى فقرب الخالفة تولى لما بطانته إصالح , ولم, الخاصة والمنافع الدنيوية المصالح أهل عنه وأقصى الصالح

, ذلك على زيادة كان بل بطانته بانتفاء الله رحمه يوصيهميكتف : عن , ملت قد رأيتني اذا مهاجر بن لعمر فقال تقويمه على ويحثهم

ت : ما عمر يا قل ثم هزني ثم تلبابي في يدك فضع وقد ؟,3نعصالحقحيث , ونجاحها التجديدية سياسته تصحيح في أثر المسلك لهذا كان

, قراره وصواب رأيه وسداد أزره شد في أثر لبطانته فمن, 4كانوالصالح العلم ألهل تقريبه العزيز عبد بن عمر نجاح أسباب

عن فنتج المسؤلية لتحمل معه ومشاركتهم لهم صدره وانشراحلل العميم الخير حصول والمسلمين إذلك 5سالم

زنكي: الدين نور عهد في : الشورى4عاشرا

الحOOروب عهOOد في الصOOليبيين ضOOد سOOالميةإلا المقاومة حركة تولى زنكي محمOOود الOOدين نOOور ابنه ه541O عام الدين عماد بعد الصليبية

واألخالق الرفيعOOة الصOOفات من بمجموعOOة شخصOOيته تمOOيزت وقOOد انجازاتOOه تحقيOOق على OOO اللOOه توفيOOق بعOOد OOO سOOاعدته التي الحميدة

, والشOOعور المتوقOOد والOOذكاء : الجديOOة أهمهOOا من والOOتي العظيمOOة , ونزعتOه واألحOداث المشOاكل مواجهOة على , وقدرتOه بالمسؤولية

, واللياقOOة لOOه المسOOلمين ومحبOOة الشخصOOية , وقوة واألعمار للبناء , الفائقOOة , وشOOجاعته الكبOOير وزهOOده , وتجOOرده العاليOOة البدانيOOة , والشOOهادة للجهOOاد تOOهب, ومح ودعOOاؤه وتضOOرعه للتوحيOOد ومفهومة سOOيرة من زنكي محمOOود الOOدين نOOور واتخOOذ وكرمه وانفاقه وعبادته

, فقOOد دولتOOه في بOOه يقتOOدي DنموذجOOا الله رحمه العزيز عبد بن عمر االربلي محمOOود بن عمOOر الدين معين حفص أبو العالمة الشيخ كتب

ادارة في منهOOا الOOدين نOOور يسOOتفيد لكي العزيOOز عبد بن عمر سيرة بن عمOOر عهد في الراشدي والتجديد االصالح معالم آتت ولقد دولته

16 ص عبدالعزيز بن عمر ومناقب سيرة 1(2/125) للص البي االموية الدولة 2 للخرعان.177 إلى175 ص السياسية الحياة في العلماء - أثر 3.178 ص نفسه - المصدر 4( للصالبي.126\2) األموية - الدولة 5

-87-

Page 88: الشورى فريضة إسلامية

بأهميOOة الOOدين نور اقننع , فقد الزنكية الدولة في ثمارها العزيز عبد وأهميتOOه النهضOOوي المشOOروع واثOراء تقويOة فى االصالحية التجارب

, القيادة وتسلمها األمة نهوض في الالزمة الرؤية وصياغة ايجاد في معOOاني وتجديOOد الOOدول تطOOوير في كبOOير دور التاريخيOOة فللتجOOارب

بهOOا قOOام الOOتي واالصالح التجديد معالم أهم وكانت األمة في االيمان في تحققت ولقOOد الشريعة تطبيق على , الحرص محمود الدين نور

واألمن التمكين , من اللOه شOرع تحكيم آثOار محمود الدين نور دولة العيش وبركOة والشOرف والعOز المOبين والفتح والنصOر واالسOتقرار

. الرذائل وانزواء الفضائل وانتشار عهده في الحياة ورغد

العقOOول وبهر القلوب , أسر عدله في قدوة محمود الدين نور وكان , وقOOد النOOاس بين الشOOامل العOOدل على تقOOوم سياسته كانت , فقد� والتطOOبيق الواقOOع صعيد على ذلك في نجح , النظOOير منقطOOع نجاحOOا أسOOباب من , وكان العادل بالملك وسمي بالعدل اسمه اقترن حتى للعOOدل اقامته والصليبيين يةنالباط على العادل الملك لهذا الله نصر وانصاف الرعية في , فالعدل أهلها الى الحقوق وايصال الرعية في

� ويولOOد والكرامOOة العOOزة األمة في يبعث المظلوم وأمOOة محاربOOا جيال الOOدين نOOور بأن التاريخ سجل , وقد عنها الظلم بدفع ارادتها تحررت اليهم النOOاس حقOOوق ايصOOال , وتم دولتOOه في العOOدل سOOاد محمOOود

وأوطOOOانهم وعقيOOOدتهم دينهم عن والOOOدفاع الجهOOOاد الى فنشOOOطوا نور أولى , وقد للعدل اقامته التجديدية أعماله أبرز ومن وأعراضهم

� القضائية المؤسسة الدين � اهتماما االدارية أجهزته قمة وجعلها كبيرا القضOOائية المناصOOب سOOلم في درجاتهم اختالف على القضاة وخول

� ومنحهم مطلقOOة قOOلن لم , ان واسOOعة صOOالحيات � اسOOتقالال , تامOOا قيم , وتحويOOل والعOOدل الحOOق مبOOادى القرار التنفيذية األداة لكونهم

>نشOOاء جهOOوده وتOOوجت , ملOOتزم واقOOع الى ومبادائهOOا الشريعة دار با , المOوظفين كبOار لمحاسOبة عليOا محكمOة بمثابOة كانت التي العدل

>رغOOامهم واسOOتبدالهم طOOردهم واء, أضOOالبي المحجOOة سOOلوك على وا بالده من بلOOد في الOOدين نOOور يOOترك ولم األمOOر اقتضOOي إن بغOOيرهم

D ضريبة D والمكسا والجزيرة الشام بالد من جميعها إالورفعها والعشرا الطبيعيOOة النتيجOOة وكOOانت حكمOOه تتح كOOان مما وغيرها مصر وديار

ومضOOوا أمOOوالهم التجOOار للعمOOل, فOOأخرج النOOاس نشOOط أن لOOذلك من يجOOبى كOOان مOOا بأضOOعاف الشOOرعية الجبايOOات يتاجرون, وجاءت

أمOOوالهم في النOOاس على دوانعخلدون: ال ابن الحرام, يقول وجوه غايتهOOا أن من حينئذ يرونه لما واكتسابها تحصيلها في مالهمآب ذاهب

-88-

Page 89: الشورى فريضة إسلامية

اكتسOOابها في مOOالهمآ ذهبت أيOOديهم, وإذا من ابهOOاهانت ومصOOيرها قOOدر ذلOOك, وعلى في السOOعي عن أيOOديهم ضOOتبوتحصOOيلها, وانق

المكاسOOب, كسOOدت عن أيOOديهم انقبOOاض ونسOOبته, يكOOون االعتOOداء النOOاس على األحOOوال, ويقOOول: العOOدوان تصوانتق العمران أسواق

إلى ضOيفي وأعراضOهم وأسOرارهم ودمOائهم وحOرمهم أموالهم فيD الدولة قضتنتدفعة, و والفساد الخلل .1سريعا

العامة: القضايا في الشورى     -1

محمود الدين نور العادل الملك , زاهتم رأ فقد بالشورى ىنكيأن كله ذلك من واألهم واستقرارها وأمنها األمة حيوية في أهميتها

سورة أنزل الله , في فيها مبدأ وهو اسمها حملت الكريم القرآن , قال التعاون أشكال أرقى يمثل وهو الكريم القرآن إليه أرشد

ذ�ين�"تعالى: �وا و�ال اب �ج� ت ;ه�م� اس� ب �ر� �ق�ام�وا ل ة� و�أ هو الص ال� م�ر�� ��مأ

ى ور� �ه�م� ش� �ن �ي �اه�م� و�م�م ا ب ق�ن ز� �نف�ق�ون� ر� , " ي .(38 ية:آالشورى) وسلم عليه الله صلى الله رسول تعالى الله أمر كما

" تعالى قوله في التأويل يقبل ال بشكل أصحابه بمشاورةه�م� او�ر� �م�ر� ف�ي و�ش� �ذ�ا األ م�ت� ف�إ ل� ع�ز� �و�ك �ه� ع�ل�ى ف�ت �ن الل �ه� إ الل

�ح�ب� �ين� ي ;ل �و�ك �م�ت .(159 عمران, اية: ) ال" الالشاعر: قال

فاستعOن المOشورة الرأي بOلOغ إذا

حازم مشورة أو لبيب برأي                         

غضاضة عليك الشورى تجعل وال

2للقOOوادم قOOوة الحOوافOي فOإن                   

في كماالحOO على واجبOOة الشOOورى أن يOOرى زنكي الOOدين نOOور وكOOان العلمOOOاء من كثOOOير ذهب القOOOول هOOOذا سOOOالمية, وإلىإال الشOOOريعة

مشOOورة دون برأيOOه ينفرد يتركها, وأن أن ماكللح يحل والفقهاء, فال

.636 , 635 ص للصالبي الزنكية -الدولة 1الدولة. الكريم القرآن في والتمكين النصر - فقة 2

-89-

Page 90: الشورى فريضة إسلامية

تسكت أن سالميةإال لألمة يحل ال الشورى, كما أهل من المسلمين أن دون بOاألمر ويسOتبد دونهOا بOالرأي ينفOرد تتركOه , وأن ذلك على

>ال التنهض فاألمة فيه 1يشركها >ذا ا منه , والذي النهوض بفقه ذتخأ ا الOOدين نOOور اعتمOOدها , ولقOOد الواسOOع نطاقهOOا في الشورى ممارسة أمOOور كOOل في اآلراء تبOOادل بOOل القOOرارات باتخOOاذ ينفرد ولم محمود المOOذاهب سOOائر ممثلي من يتOOألف فقهOOاء مجلس له , فكان الدولة االدارة أمOOور في معهم يبحث الحيOOاة شOOؤون في اصصOOاالخت وأهل

عن هاصOOبن شOOامة أبOOو يثبتهOOا قيمOOة وثيقOOة وثمة والميزانية والنوازل , واألمالك الوقOOف قضOايا من عدد بصدد دونت التي المحاضر احدى نOور وسOOعى بدمشOق األمOوي الجامع أوقاف ضمن أدخلت قد كانت

وبخاصOOة العامOOة المنOOافع قطOOاع الى واعادتهOOا فصOOلها , الى الOOدين الرغبOOة بوضOOوح الوثيقة تلك في تمثلت , وقد واألمن الدفاع مسائل الطريOOق باعتبOOاره الحOOر الشOOوري األسOOلوب الOOدين نور لدى الجادة صOOفر عشOOر تاسOOع , ففي2الحOOق الى للوصOOول غيره طريق ال الذي من دمشOOق أعيOOان الدين نور أحضر وخمسمائة وخمسين أربع سنة

أوقاف الى المضاف عن , وسألهم3والرؤساء العلم ومشايخ القضاة لهم: ليس , وقOOال منهOOا ليفصOOلوها المصOOالح من بدمشOOق الجOOامع الصOOحابة كOOان هOOذا , وعلى بOOه وتشOOهدون عليه ماتتفقون اال العمل

, المسOOلمين مصOOالح في ويتشOOاورون يجتمعOOون عليهم الله رضوان� ذلك من يعلم أن منكم ألحد واليجوز � والينكOOر ويOOذكره اال شيئا شOOيئا

للنOOاطق مصOOدق منكم , والسOOاكت وينكOOره اال غOOيره يقولOOه ممOOا المصOOالح له , وفصلوا له ودعوا قال ما على , فشكروه له ومصوب

المسOOلمين ثغور سد المصالح أهم الدين: ان نور , فقال الوقف من المسOOلمين لصOOيانة والخندق والفضيل بدمشق المحيط السور وبناء

صرفها يجوز هل األوقاف فواضل عن سألهم ثم وأموالهم وحريمهم ,4للمسOOلمين المتوجهة للمصلحة الخندق وعمل األسوار عمارة في

مهلOOة في ى�رو من ومنهم ذلOOك بجOOواز المالكي الدين شرف فأفتى يصOOرف أن يجOOوز الشOOافعي: ال عصOOرون ابن الشOOيخ , وقOOال النظر الجهOOة تلOOك غOOير جهOOة الى معين وقOOف , وال غيره الى مسجد وقف األمر إليه  من ترضهقي أن إال طريقه فليس ذلك من بد يكن لم وإذا� القضاء ويكون المصالح في فيصرفه المسلمين مال بيت من واجبOOا

للصالبي..254 ص - الزنكية12..80 ص والتجربة الرجل محمود الدين - نور23.80 ص والتجربة الرجل محمود الدين - نور43

.81 ص محمود الدين نور عن نقال الروضتين - كتاب 4

-90-

Page 91: الشورى فريضة إسلامية

سOOأل , ثم ذلك على معه الحاضرون األئمة , فوافقه المال بيت من سOOور على اليOOوم قبOOل شOOئ أنفOOق الدين: هل نور عصرون ابي ابن

المعمOور بالجOOامع المتعلقOة ))بعض(( العمOارات بنOOاء وعلى دمشق� إال كان وهل ؟ موالنا إذن بغير نور فقال ؟ ذلك عمل في لألمر مبلغا

.1به أمرت وأنا بإذني إال منه والشئ ذلك ينفق لم الدين

متخصصة: مجالس  -2

للبحث والفقهOOاء العلمOOاء إليهOOا مOOعتيج كبOOيرة نOOدوة مجلسOOه كOOان للOOوقت, تزجية مجالسه شهدتها التي المناظرات تكن , ولم2والنظر

D D وتخريجا D على للفروع نظريا D, إنما األصول, ونزفا نشاطا كانت فكرياD المتغOOيرة, المتجOOددة والتجOOارب المشOOاكل مجابهOOة أجOOل من جOOادا

الكبOOير, الواسOOع وفقههOOا اإلسOOالم شOOريعة من المسOOتمدة بOOالحلول كافOOة, ميادينهOOا في الحيOOاة صOOياغة إعOOادة إلى يسOOعى الرجل مادام لموقOOع رؤيOOاه و اإلسOOالم وعقيOOدة ينسجم بما مساحاتها مدى وعلى

أو بمجOOالس أشOOبه كهOذه نOدوات فOOإن ثم ومن العOOالم في اإلنسOان مشOOكلة لحل� والحين الحين بين تجتمع برلمانية(( متخصصة ))لجان ذلOOك هنOOا نOOذكر قOOانون, ونحن إقOOرار تشOOريع, أو اسOOتعداد مOOا, أو

اختيروا الذين العلماء من حشد مع ذكره مر� الذي الموس�ع االجتماع من عOOدد في النظOOر أجOOل من كافOOة الفقهيOOة المOOذاهب يمثلOOوا لكي

مجلسOOه األثOOير ابن شOOبه وقOOد ،3العامOOة والمصOOالح الOOوقت قضOOايا وحيOOاء, حلم وسOOلم: مجلس عليOOه اللOOه صOOلى اللOOه رسول بمجلس

الصOOالحين, وأحOOوال والOOدين العلم إال فيه واليذكر الحرم فيه التؤبن. 4هذا يتعدى وال العدو بالد وقصد الجهاد أمر في والمشورة

الOOدين نOOور قيOOام عن فيهOOا تحOOدث أخOOرى روايOOة األثOOير ابن بين وقد من لهم يحOOل� مOOا أخOOذ في واسOOتفتائهم الفقهOOاء من عدد باستحضار

أفتOOوه ما المسلمين, فأخذ لمصالح المرصده األموال الغنيمة, ومنه �OOد�ه ولم بحلOOيره إلى يتعOOة غOOا 5البتOOدر فمOOريعة ممثلي عن يصOOالش D يكون أن يتوجب الغراء أم القمOOة في كOOان سواء إنسان لكل ملزما

يريOOد كان ما – الدين نور الفصل, ألن قول هو القاعدة, وقولهم في اليقOOدم أنOOه للناس يبرز المزدوجة القانونية االستشارات يمارس أن

.82 ص نفسه - المصدر 1.255 ص الزنكية - الدولة 2.133 ص والتجربة الرجل محمود الدين نورى 3173ص الباهر 4.71,173ص نفسه المصدر 5

-91-

Page 92: الشورى فريضة إسلامية

ومشOOOر�عي فكOOOرهم قOOOادة رأي على االطالع بعOOOد إال عمOOOل علىD, اعتزمOه قOد كان ما تنفيذ إلى الخفاء في قوانينهم, ويسعى مسOبقا

االستشOOارية اللجOOان طروحOOات مOOع تناقضOOه درجOOة كOOانت مهمOOا الOOذي الخOOارجي الOOرداء بمثابOOة ستكون التي والبرلمانية والتشريعية

الOOرداء لOOون إلى تمتOOد ال وممارسOOات مضOOامين داخلOOه في يحمي ابن ذكOOر لالستشOOارة, فقOOد العلماء يكاتب وكان,1شئ في ونسيجهD, وكان كاتبه الدين نور أن الجوزي العلمOOاء يسOOأل الOOدين نOOور مرارا

�شOOكل عمOOا والفقهOOاء يقOOول وكOOان الغامضOOة األمOOور من عليOOه ي علمتمOOوه شOOيء أي انظروا والفقهاء: بالله العلماء من لمستشاريه

لOOه الثOOواب, فقOOال في عليه, وأشOOركونا دلو�نا والخير البر أبواب منD المولى ترك ما عصرون: والله أبي بن الدين شرف أبواب من شيئا

2إليOOه سOOبقه وقد إال خير فعل بعده ألحد يترك ولم فعله وقد إال البر

على الشOOورى زنكي محمOOود الOOدين نOOور العOOادل الملOOك مارس لقد فيهOOا يلتقي شOOورية مجOOالس لOOه وكOOانت دولتOOه في صOOحيحة أسس يريد حاكم والفقهاء, فكل العلماء مع واإلداريون العسكريون القادةD يكOOون أن عليOOه يسOتقر أن دولتOOه ولنظام يستمر أن لحكمه حريصOا

لتحقيOOق سOOبيل خOOير ببالده, والشورى األوضاع بحقيقة اإللمام علىالغاية. هذه

, الشورى مبدأ عن تنهض أن تريد ألمه الغنى الحياة أمور تطور ومعقانون أو منشور أو نظام وفق الشورى ممارسة ضبط من مانع وال

وكيف؟ ومتى فيه يشاور أن ينبغي ما حدود األمر ولي فيه يعرفالذي الشكل ألن وكيف؟ ومتى؟ فيه تستشار ما حدود األمة وتعرف

, حديدي قالب في D مصبوبا ليس الشورى به الشورى 3تتم فأشكالقبيل من ليست وإجراءاتها تحقيقها ووسائل تطبيقها وأساليب

التزامها يجب التي المحكمة الشرعية القواعد من وليست العقائد , للتحري متروكة هي وإنما واألزمنة العصور كل في واحدة بصورة

, قبيل من فإنه الشورى أصل أما واالختيار والبحث واالجتهادفي الشورى ألن إهماله أو تجاهله يجوز ال الذي الثابت المحكم

, جميع في الفرد حكم أو والدكتاتورية ومجدية مفيدة األزمنة جميعومخربة كريهة واألزمنة .4األمكنة

.134 ص والتجربة الرجل محمود الدين نور 1(.10/249) الجوزي البن المنتظم 2.464ص للص;البي والتمكين النصر فقه 3 بي الزنكية الدولة 4 .257 ص للص;ال

-92-

Page 93: الشورى فريضة إسلامية

. : ومجاالتها وأحكامها الشورى فوائد الثاني المبحث: الشورى: فوائد أوال4

: آحاد أو القاضي أو الحاكم رجوع للشورى االصطالحي التعريف إنثبوت أو سنة أو قرآني بنص حكمه �بن �ست ي لم أمر في المكلفين

العلماء من االجتهادية بالدالئل معرفته منهم �رجى ي من إلى إجماعالدراية أولي من ذلك في إليهم ينضم قد ومن المجتهدين

.1واالختصاصأن يمكن اإلسالم به يقضي الذي االصطالح في الشورى فإن وهكذا

, : الجامع الحوار خالل من الجامع الرأي استخالص عن ;ر �عب لت تتسع , لدى راجح فرأي جامع رأي يكن لم فإن الشورى مطلوب هو وهذا

, التطبيق لدى الجامع العمل عليه ينعقد مما القرار استصدار.2والتنفيذ

: منها كثيرة أمور بالشورى األخذ فوائد ومن1, الغالب- في الحق تامة إصابة بحرية عرضت إذا اآلراء فإن

, إلى الوصول هو والهدف صحيحة النية وكانت بحجته كل± وأدلى , األهواء, عن المتشاورون وتجرد العامة المصلحة وقدمت الحقالنتائج أن أشك فال تعالى الله على التوكل مع السيئة والدوافع

الله من يتنزل والتوفيق والتسديد حميدة والعواقب سليمة تكونعليهم, الله رضوان الصحابة عهد في وقع فيما واضح وهذا .3تعالى

وجل- 2 عز لله وطاعة قربة بالشورى العمل ففيه ,أن , مع األمر صاحب رأي وتهذيب الخير تحصيل في الرأي اجتماع

: , قاله ما ذلك شأن في ورد ومما وتعالى سبحانه الله ألمر االمتثال: برد بن بشار

فاستعن المشورة الرأي بلغ إذاحازم نصيحة أو نصيح 4بحزم

الثقOOة, وتكامOOلاألفكــار, تالقح الشــورى فوائد أعظم من ـ3 من اآلخOOرين, واالسOOتفادة عنOOد مOOا على واالطالع الخOOبرة وتبOOادل

أفOOراد بين التكامOOل حصOOول أخOOرى وبعبOOارة المتنوعOOة الخOOبرات.5المجتمع

.13ص األمام الشورى, احمد 1.13ص نفسه المصدر 2.212ص للغامدي الشورى فقه 3.51ص الصالحات محمد د.سامي الشورى 4.212 ص للغامدي الشورى فقه 5

-93-

Page 94: الشورى فريضة إسلامية

في- 4 للمجتمع قوة تعطي إنساني الشورى مجال من أكثر , من للتخلص طريق الشورى فأن النفسي المجال سبيل فعلى

, األداء وضعف اإلخالص قلة مثل الصحية غير المرضية الظواهر . المفيدة, الطاقات وإهدار الوظيفي

, : فأما والشيء رجل ونصف فرجل ثالثة الرجال الشعبي يقول , , , فالذي الرجل نصف وأما يستشير وهو رأي له فالذي التام الرجل

رأي، , له ليس فالذي شيء، ال الذي وأما يستشير وهو رأي له ليسيستشير . 1وال

بالمسؤولية- 5 المشاركين تشعر مع الشورى وأنهم , في المفاسد ودرء العامة المصالح تحقيق إلى يسعون المسؤول

. تكاملية عمليةوالمحكوم- 6 الحاكم بين الثقة تولد وتطيب الشورى

المسلمين, جميع رأى الحاكم أو الخليفة رأي من وتجعل القلوب. التشاور بعد

االستبداد- 7 من وقاية الشورى بالكفاءات في الدولة وتزودبالقرار التفرد عيوب تنحصر وبها المتميزة .2والقدرات

ورعيته- 8 الراعي بين الخالف هوة جائز تضيق الخالف , وظهور, وتداولها اآلراء مناقشة مع ولكن قناعته واحد ولكل الوقوع

, وتتقارب الحق إلى وينصاع رأيه عن المخالفين بعض يرجع الحق, , عليه اتفقوا ما على ويتعاونون D بعضا بعضهم ويعذر النظر وجهات

, الشيطان وساوس على ويقضي البعض القلوب 3ويتنازل وتتآلفوالمنافسين الخصوم حدة وتضعف العام الرأي .4ويتوحد

9, األمة- أفراد في الكامنة الطاقات تفجر وتشجع الشورىيدلي أن لألمة خير لديه من لكل المجال وتفسح الخبرات ذوي

, وال وأعذر عليه ما أدى فقد رد وإن فذاك قبل فإن آمن وهو برأيهمنه ينال وال كرامته .5تمس

, الله صلى نبيه بها أمر الله فإن المشاورة عن األمر لولي غنى واللم فيما الرأي منهم وليستخرج بعده من به وليقتدي وسلم عليه

, فغيره ذلك وغير الجزئية واألمور الحرب أمر من وحي فيه ينزلبالمشاورة أولى وسلم عليه الله .6صلى

(.10/188) القاضي آواب الكبرى, ك البهمقي سنن 1.52ص الصالحات د. سامي الشور 2.212ص للغامدي الشورى فقه 3.52ص الصالحات د. سامي الشورى 4.213 ص الشورى فقه 5.157 ص تيمية البن الشرعية السياسة 6

-94-

Page 95: الشورى فريضة إسلامية

, من عنه يصدر فيما للحاكم األمة طاعة الشورى هذه على وينبنيالعام الصالح تهم .1القرارات

المؤمنين صفات من وصفة اإلسالم في الحكم قواعد من والشورى: بقوله المؤمنين الله وصف فقد المحكوم أو الحاكم سواء

" لعدم" الراعي عند األيمان ينقص وبهذا بينهم شورى وأمرهم , " " تركها في كما كذلك الرعية وعند األمر في وشاورهم امتثاله

والخلفاء الخلق أفضل عليها سار التي والطريقة للسنة مجافاة , المصلحين وكبار الفاتحين والقادة الميامين وأصحابه الراشدين

. المخلصين والدعاة الراسخين والعلماء10: والعنف التطرف نزعات مكافحه ـ

, الغالب في معتدلة قرارات إلى تقود الجماعي االجتهاد محصلة أنتحدوهم وعقد ومنازع دوافع ذوي أفراد من إال يصدر ال فالتشدد

لخطة مفارقة أو متعسفة أو متطرفة قرارات اتخاذ إلى بهم وتنزع , كثر أفراد من الصادرة اآلراء تبادل ولكن والحسنى الحكمةفي والواقعية االعتدال إلى بالقرار يتجه متباينة دوافع وأصحاب )) (( غاية إلى بالناس يصل لم إذا هذا والمفيد الممكن فن إطار

التطرف, أهل آراء لمناقشة خصبا مجاال الشورى تفسح كما المرادفي النهاية اآلراء هي آراءهم أن D دائما يتصورون الذيين والعنف , آراء, على التعرف عن بطبعهم ويعزفون موضوع أي الموضوع

اآلخرين 2اآلخرين, ومشاركة الشورى مجاالت إلى هؤالء بجر; ولكنالتي ألفكارهم المرجوحة القيمة لهم تتضح الرأي في لهم

التطرف لحماقات عالج أجدى هي الشورى فإن ولذلك ، يقدسونها , )) (( حتى والرأي الفكر إلبداء D متنفسا الكل إعطاء فيجب وشططه

يحسن ولذا واالضطهاد والكبت بالحرمان والشعور التشنج يختفيحق وإعطاؤها الدوام على الناس من الطائفة هذه عن البحث

, المقدمة هو الضوء إلى آرائهم فإخراج D معيبا كان مهما القول , سراديب في إال تنتعش وال تعيش ال فإنها وهزيمتها لدحضها األولى

.3الظالم11: متباينة- زوايا من المشكلة إلى النظر تسديد

الشورى أهل يمك�ن الحر الشوري للتداول مشكلة أي إخضاع إن , تنضاف وبذلك متقاطعة متباينة واتجاهات زوايا من رؤيتها من

, , اإلمكان قدر وتتكامل وتتضام� بعض إلى بعضها الجزئية الرؤىالتحليل محاوالت وتتوحد تتنسق ثم للجميع مرئي �ل; ك في وتتشكل

.53 ص د. سامي الشورى 1.55ص الله وقيع د. محمد الشورى 2.56 ص نفسه المصدر 3

-95-

Page 96: الشورى فريضة إسلامية

إال ذلك يتاح وال الحلول اقتراح في واإلسهامات والتشخيصال D نافذا D كبيرا كان مهما الواحد العقل ألن المتوحدة للجماعة

التي المشاكل بكل المتعلقة المعلومات بجميع �لم ي أن يستطيع , , , المجدية الحلول ويقترح ويشخصها ويحللها ويفهمها لها يتعرض

. شأنها فيبن عمر الراشد الخليفة مختلفة بلغة عنه عبر ما هذا ولعل

, : , والرأيان, السحيل كالخيط الرأي قال إذا عنه الله رضي الخطابينتقض يكاد وال مرار والثالثة المبرمين . 1كالخيطين

: العقول أهل يزل لم قوله المعنى هذا في الماوردي األمام وأورد, , فاعله ويمدحون بينهم مايقع كل في الشورى إلى يفزعون

, , أحد فيه قال وقد ألهوائه والمرتكب برايه المستبد ويذمونالشعراء:

واحد> صدر في الرأي ليس خليليتريان ما اليوم علي 2أشيرا

, : له وزراء استشار D ملكا أن للهند كتاب في وقرأت قتيبة ابن وقال : يزداد كما الحزمة الوزراء برأي يزداد الحازم الملك أحدهم فقال , بالقوة يناله ماال والرأي بالحزم وينال األنهار من بموارده البحر

, يزداد, فإنه المشير من رأيا أفضل كان وإن والمستشير والجنود D ضوءا بالسليط النار تزداد كما رأيا .3برأيه

12: والعملية- النظرية المعرفة تكاملالمعاش، بالواقع ه تماس; من الرأي امتياز يأتي كثيرة أحيان في

األخير هذا كان وإن النظري، الرأي على الميزة بتلك ويتفوقالركينان الجانبان هذان يكتمل وحين النظري، إطاره في D صحيحااألوراق: فقه جانب أو العملي، والجانب النظري الجانب للعلم

أخبار من وهنالك يكون، ما أصوب القرار يأتي الواقع، وفقهأن عن يكشف مما الكثيرة اإلسالمية الحضارة تاريخ في الشورىمنها الصحيح القرار اتخاذ عوامل أهم من كان الجانبين هذين تكاملغزو واقعة عن القلقشندي يرويه ما O المثال سبيل على O

: األغالبة دولة إلى التجأ أمرائها أحد ان فيقول لصقلية المسلمينأمراء من به لحق الذي الحيف لرفع العون منهم وطلب بتونس،

مجلس الله زيادة المسمى األغلب بني أمير وجمع ببالده، آخرين D مليا األمر وبحثوا وأعيانها وقضاتها القيروان فقهاء من ،4شوراه

مهاجمة عدم إلى سحنون اإلمام فيهم بمن الفقه أهل بعض ومال. قتيبة ( البن1/31) األخبار عيون 1.52 ص وقيع د. محمد الشورى 2(.30-1/29) األخبار عيون? 3.428 ،427 صO للقلقشندي العرب أنساب معرفة في األدب نهاية 4

-96-

Page 97: الشورى فريضة إسلامية

مال بينما ،D وعهدا هدنة المسلمين وبين بينها وألن لبعدها صقليةالستقصاء الفرات بن أسد القاضي وفيهم القضاء أهل من آخرون

رسل بعض باستدعاء فأمر ،D دائما القضاة شأن هو كما الواقع،من أسرى صقلية حكومة لدى كان إن واستنطقهم الصقليينألن الصقليين على حجة تلك بذلك،فاتخذت فأقروا المسلمين

أسرى صقلية حكومة تمكن أن على نصت الهدنة شروطقرار حينها فاتخذ أرادوا، إن بالدهم إلى الرجوع من المسلمين

.1الغزوبجمعها األصوب القرار إلى مهدت التي هي الشورى على يدل فهذا

مثال مجرد وهذا واحد، صعيد على والعملي النظري الفقهين بين D معا الواقع وفقه الرأي فقه في الشورى لتفعيل كثيرة أمثلة من

التليدة اإلسالمية حضارتنا تاريخ .2في13: الفردي التفكير تشل التي الخطوب تجاوز ـ

تلحق التي والكروب الخطوب وقت في الشورى فضائل وتتجلىمواقف ثالث منها الناس فيقف D عصفا بها تعصف وتكاد باألمم،

على قدراتهم ويشل الخوف يهزمهم من الناس فمن متباينة،الخوف يثير من ومنهم قرار، إي القرار، واتخاذ والتحليل التفكير

في األهوج واالندفاع الذات وإثبات التحدي باتجاه مشاعرهماالتجاه، ذلك في القصوى الحلول اتخاذ إلى فيميلون المواجهة،

االستسالم وربما والتهادن التراجع إلى الخوف يدعوهم من ومنهم. D معا ودنياهم دينهم من بالدنية فيقبلون

أسوأ إلى وتقود الرأي خلل تجلب المواقف من ثالث أصناف فهذهواحد صعيد على توجهاتهم بمختلف الناس اجتماع ولكن العواقب،

والوصول المواقف تعادل إلى يؤدي والدواهي المحن أوقات فياإلمكان قدر األصوب الرأي .3إلى

. العلماء ذكرها التي الشورى فوائد أهم من هذه: الشورى: حكم ثانيا4

المتعلق الفقهي الرأي حول والباحثين العلماء بين اختالف هناكأن الظن وأغلب إليها، مندوب أم واجبة هي هل الشورى، بحكم

والندب الوجوب بين ما يتأرجح .4الحكموفرضيتها، 1 الشورى بوجوب رأى من جمهور ـ وهم

المذهب من الصحيح والقول والمالكية، الحنفية منهم الفقهاء،خويز وابن عطية وابن �ووي� للن D أيضا القول هذا وينسب الشافعي،

(.1/186) المالكي الله عبد ألبي النفوس رياض 1.54 صO د. الصالحات الشورى 2.54صO المصدر 3(.3/192) الطبري تفسير 4

-97-

Page 98: الشورى فريضة إسلامية

, محمد عبده محمد كأمثال المعاصرين وبعض والرازي، منداد, عودة القادر عبد و خالف الوهاب وعبد زهرة أبو محمد و شلتوت

, األمر ولي وعلي الشأن هذا في الواردة الشرعية للنصوص D نظرا , أعرض إذا ويأثم ورؤى نتائج من عنها يصدر وما بالشورى العمل

, عطية, ابن يرى بل بها العمل وترك : 541عنها من الشورى أن Oه , والدين العلم أهل يستشير ال من األحكام وعزائم اإلسالم قواعد

واجب :1فعزله تعالى قوله ذلك على األدلة ه�م� "و او�ر� �م�ر� ف�ي و�ش� األ " : , اية) عمران األمر( 159ال صيغة أن يقولون األصوليين وألن

قرينة تصرفه مالم الوجوب إلى عن , 2تشير صارفة قرينة وال , . تعالى الله أمر وإنما الوجوب على يدل األمر ظاهر و الوجوب

, على األمر لولي غنى فال المسلمون به ليقتدي بالمشاورة نبيهوسلم, عليه الله صلى نبيه به أمر تعالى الله فإن .3المشاورة

, ما المسلمين حياة في الشورى وجوب إلى يشير ما األحاديث ومن : , أكثر D أحدا رأيت ما قال أنه عنه الله رضي هريرة أبي عن روي

وسلم عليه الله صلى الله رسول من ألصحابه .4مشاورة : معشر على أشيروا يقول أن وسلم عليه الله صلى عادته من وكان

المسلمة , 5المسلمين لألمة يدع ال قاطع نص اإلسالم في والشورى , على اإلسالم نظام يقوم ال أساسي مبدأ الشورى أن في D شكا

سواه .6أساس , الصفات من صفة جعلها حيث اإليمان لوازم من الشورى إن

, إيمان يكمل فال غيرهم عن لهم المميزة بالمؤمنين الالصقة , مسلمة لجماعة يجوز وال فيهم الشورى صفة بوجود إال المسلمين

, آثمة كانت إال و الشورى غير على أمرها إقامة ترضى أو تقيم أنالله ألمر .7مضيعة

الشورى؟ 2 في الندب رأى من لقتادة ـ القول هذا وينسب , ابن ورجحه القيم وابن حزم وابن بيع والر� افعي والش� إسحاق وابنأن, على D وقياسا السلف بعض كالم ضمن هذا ورد وقد حجر

المشاورة أو الشورى عليه تجب لم وسلم عليه الله صلى الرسول , عليه تجب ال إذ المسلم الخليفة وضع عليه يقاس وبالتالي

أن, له صالحياته من والسياسية الدينية السلطات ألن المشاورة

(4/249) للقرطي القرآن ألحكام الجامع 1(4/115) للشاطي الموافقات 2(4/327زيدان) د.عبدالكريم المسلم والبيت المرأة أحكام في المفصل 3(10/186القاضي) أداب البيهقي, ك سنن 4(2/192كثير) ابن تفسير 5قطب. ( سيد1/501) القران ظالل في 6.91 ص عقوده عبدالقادر السياسية وأوضاعنا اإلسالم 7

-98-

Page 99: الشورى فريضة إسلامية

, أو إلزام دون من باختياره البعض فيها يفوض أن أو بنفسه يتوالها. عليه فرض

3: الراجح- , وأن اإلسالم في الحكم طبيعة إلى بالنظر واجبة الشورى أن

, في السيما بالرأي االنفراد عدم تستلزم الشرعية السياسة قواعد , ص�لى النبي بمقام الخليفة مقام ربط أما العامة المسلمين أمور , , مقام أن إذ موضعه غير في ربط أنه فالظاهر وسلم عليه الله

, الخليفة مقام من وأحكم أوجه وسلم عليه الله صلى� الرسول, واحد آن في ودنيوية دينية وظيفة من أكثر يجمع كان فالرسول

: في وسلم عليه الله صلى الرسول يكون أن العجيب من وليسلقوة D نظرا وأحكامهم الناس آراء عن مستغنيا المواضيع بعض

, , , من كان الدنيا مسائل وفي الوحي وهو إليه يعود الذي المصدر , بال واضح وهذا أصحابه مع التشاور وسلم عليه الله صلى عادته

منازع , – – األمة لهذه D رمزا يشكل ما D غالبا فهو والحاكم الخليفة أما- , , العام وسلطانها بعمومها األمة إلى باألساس تعود وسلطاته

المصلحة- ولعل ذاته من ال األمة من سلطانه يستمد والحاكمتؤخذ التي تلك من أكثر والمشاورة بالشورى تعود التي الشرعية

, , فإن المشاورة عن األمر لولي والغنى بالرأي والتحكم االنفراد من" .. , وشاورهم تعالى فقال وسل م عليه الله صلى� نبيه بها أمر الله

, : " وليقتدي أصحابه قلوب لتأليف نبيه بها أمر إن قيل وقد األمر فيأمر من وحي فيه ينزل فيما الرأي منهم بها وليستخرج بعده من به

, , وسلم, عليه الله صلى فغير ذلك وغير الجزئية واألمور الحروببالمشورة)) (( 1أولى

)) (( وسلم عليه الله صل ى رسول حق في الشورى كانت فإذا , باب من المسلمين أئمة سائر شأن فهو إليه يوحى الذي المعصوم

.2أولىعلم في األلفاظ ودالالت قواعد على بناء واجبة الشورى إن ثم

: , تعالى الله قول ففي الفقه "أصول ه�م� او�ر� �م�ر� ف�ي و�ش� آل)" األأية, : ألن( , )) (( 195عمران الوجوب، إلى تشير وشاورهم لفظة

تصرفها لم ما الوجوب إلى تنصرف االصوليين عند األمر حقيقة.3قرينة

.157 ص تميمة البن الشرعية السياسة 1.156ص عثمان محمد اإلسالمي السياسي الفكر أصول من 2( للشاطبي.4/115) الموافقات 3

-99-

Page 100: الشورى فريضة إسلامية

, الدالالت فمن ذلك خالف يشير ما السنة أو القرآن في وليسبها والعمل الوجوب إلى يشير ما النبوية األحاديث إلى القرآنية

, ال األخيرة وهذه بها للعاملين والمدح الندب إلى يشير ما ومنهاأن , إليه نذهب الذي وبالتالي تعززها بل الحكم في األولى تخالفآلية أو إنساني كنظام وأنها السيما واجبة شرعي كحكم الشورى

Dوإنتهاء Dابتداء موضوعها بوجوب واجبة .1حكم: الملزمة: والشورى المعلمة الشورى ثالثا4

النظام في ومحوريتها الشورى بأهمية D تاما D تسليما هناك أن ريب الوالمفكرين الفقهاء آراء تختلف لكن اإلسالمي، السياسي

إعالمية مدى أي نتائج من الشوري الرأي يتبع ما حول اإلسالميين : أن للحاكم يجوز هل آخر بمعنى أو للحاكم وإلزاميتها النتائج تلك

عليه أجمعوا ما يرفض ثم الشورى مجلس أعضاء آراء إلى يستمع , بقبول ملزم أنه أم العظمى أو البسيطة باألغلبية عليه اتفقوا أو

الخاص رأيه مع اختلف ولو الرأي . 2ذلك , , ومحاكمة عقلي وموازين فطرتي مع وينسجم إليه أميل والذي

ملزمة, الشورى أن هو تؤيده الشرعية األدلة أن وأعتقد قلبيخالل, الشورى قصة وفي االستبداد من يمنعه ذلك لئن للحاكم

على غطفان مصالحة وسلم عليه الله صلى عرضه و الخندق غزوة , صلى الرسول وقبول عليه األنصار زعماء واعتراض المدينة ثلث

الشورى إلزامية على الحادثة هذه تدلنا االعتراض وسلم عليه الله , D رسوال كان ولو الحاكم أن وهو D هاما D دستوريا D تقليدا تضع و للحاكم

في برأي يقطع أن وال المسلمين بأمر يستبد أال عليه يجب D معصوما , دون إلتزام بأي المسلمين تلزم معاهدة يعقد أن وال هام شأن , استبد ما كل إلغاء حق لألمة كان فعل فإن أرائهم وأخذ مشورتهم

, رأي فيها لهم يكن لم معاهدة كل تمزيق و دونهم من فهذا .3بهبإلزامية يقولون وممن الشورى إلزامية تقرير في قاطع واضح رأي

: المعاصر الفقيه الشورى, الشاوي- توفيق آية الدكتور نزول ظروف عن له حديث فبعد

: عمران)) "159آل ": األمر(( في وشاورهم تعالى قوله على علق , هناك: كان لو حتى ملزمة و واجبة الشورى أن ذلك ومعنى قائال , الناتج الضرر ألن D ضارا أو D خاطئا األغلبية رأي يكون أن في احتمال

واستبداد الشورى ترك عن الناتج الضرر من أخف األغلبية خطأ عنوجمهورهم الناس عامة برأي اإللتزام دون بالرأي وهو, 4الحكام

.477صO الدريني فتحي اإلسالمي التشريع خصائص 1.87 ص الله وقيع محمد و األمة اخراج ومعاودة الشورى 2(522/523) ص شلتوت اإلسالم, محمود توجيهات من 352ص الشاوي االستشارة, توفيق و الشورى قصه 4

-100-

Page 101: الشورى فريضة إسلامية

, ولم للحكام األمر ترك حيث الطويل التاريخ عبر عن مستمد رأيالناس عامة من وأهدى D دائما أرشد أنهم على .1يبرهنوا

غرابيه- محمد رحيل الدكتور إلزامية وقال بمبدأ األخذ : التالية الحيثيات على بناء الشورى

األكثرية- 1 نحو بالميل األزمان مدار على والشعوب األمم تعارفت .. الناس وتواطأ صواب دليل األحوال معظم في الغالبية واعتبار , , رضى مبدأ إقرار على مسلمين وغير مسلمين D وحديثا D قديما

على العالمية التجربة بهذه االستئناس فيمكن األغلبية برأي األقلية , بمجمله العام اإلنساني العقل توجه منطلق من المبدأ هذا إقرار

. االتجاه هذا فيوأصوب- 2 أقوم المجموعة رأي يكون أن والمنطق العقل يقتضي

. خبرته وطالت عظمت مهما الواحد، رأي من الحقيقة إلى وأقرببشيء 3 آحادها عن يتميز ال األمة، من فرد هو الخليفة أو اإلمام O

الخليفة عن هذا روي كما مسؤولية، وأعظم D حمال أثقل أنه سوىاجتهاده يكون أن يقتضي وهذا عنه، الله رضي الخطاب، بن عمر

على إطالقه يصح هذا كان وإذا المجتهدين، من غيره اجتهاد مثل. غيرهم إلى بالنسبة وأقوم صحة أكثر فهو الراشدين والخلفاء عمر

على 4 ضمانة يعتبر األغلبية رأي بإتباع O الحاكم O األمير إلزام إن O األمة منه عانت الذي الفردي التسلط ومنع بالرأي االستبداد عدم

. طويلة فتراتوالذي 5 األمة سلطة لمبدأ D تحقيقا أكثر األغلبية برأي اإللتزام إن O

نزوله وعدم برأيه، األمير تفرد وإن فيه، نزاع وال اتفاق محل هوعلى واعتداء األمة، لسلطة نقض هو أنما الشورى أهل رأي على

. D شرعا لها الممنوح حقهاوأكثر 6 الشريعة روح مع D انسجاما أكثر األغلبية برأي االلتزام إن O

. عليها وتحض بالشورى تأمر جاءت التي النصوص لمقاصد D تحقيقابل 7 ،D غائما D عاما بالشورى األمر يبقى ال أن العصر ظروف تقتضي O

للتطبيق قابلة تشريعية وقاعدة دستوري مبدأ إلى تحويله من بد الاالختالف عند الحاسم المحدد الواضح .2اإلجرائي

البشري العاصم بالشورى االلتزام أن نقرر أن من مناص والاإليمان وازع وغفوة الهوى وإتباع األمانة خيانة من .3الممكن

: العمري* ضياء أكرم الدكتور

99ص األمة اخراج ومعاودة الشورى 1.328صO اإلسالمية الشريعة في والحريات الحقوق 2.211 الغواص محمد اإلسالمية للدولة السياسي النظام 3

-101-

Page 102: الشورى فريضة إسلامية

(( الشورى سورة آيتي العمري ضياء أكرم الدكتور ذكر أن وبعد38(( عمران(( : 159وآل إن(( بقوله الشورى وجوب على استدل

اآلية وأما األمر، من أقوى فهو الطلبي اإلنشاء به أريد إذ الخبرعن األمر تصرف قرينة القرآن في وليس األمر، بصيغة فهي الثانية

– أجد ولم السنة في نفتش أن إال يبق فلم الندب إلى الوجوب – على يدل D صحيحا D نصا النبوية السيرة أحداث في جهدي حسب

الندب إلى الوجوب عن بالشورى األمر الدكتور . 1صرف وقال : الشورى إلزامية عدم على مايدل على أقف لم D مؤكدا .2العمري

وجوب في رأيه بها عزز الفقه أصول من بأدلة رأيه أكد قد فهونفسه الوقت في وإلزاميتها .3الشورى

السياسي الفكر في وقراءة بحث مثار D تحديدا الشورى موضوع إناإلمامة موضع على المسلمين بين الخالف كان أن منذ اإلسالمي

تحصيل في والمحكوم الحاكم مابين العالقة ولضبط والخالفةكان , , بينهما العالقة طبيعة وتنظيم عنهما المفاسد ودرء المصالحإال , اليتحقق وهذا لذلك مناسبة إجراءات أو فعالة وسيلة من البد

والسياسة , الحكم في الشريعة لمقاصد ضمانة فيها ألن بالشورىبين والمساواة الرأي كحرية االجتماعية المقاصد من المزيد توفير

التنمية , مضمون وتعميق الحوار مبدأ ترسيخ يعني مما المواطنينحاجزة أنها إلزامية الشورى كون مرجحات من ولعل البالد في

الحاكم , خول وإذا اآلخر للرأي والقمع الحكم في التسلط لحاالتوعلى , األمة وعلى عليه D وباال ذلك كان D دائما برايه االعتداد في

العقائد , في الدخول إلى األمر به يصل قد بل الحكم طريقةلقومه , " فرعون قال كما وفكره برأيه ر�ى م�اوالتشريعات

� و�م�ا أ�م� �ه�د�يك �ال أ �يل� إ ب اد� س� ش� : الر آية" ) , النتيجة( 29غافر كانت لذا

" : تعالى �ض�ل قوله ع�و�ن� و�أ : ه�د�ى و�م�ا ق�و�م�ه� ف�ر� آية" ) , (.79طهالقول مرجحات من تكن لولم أن الرأي، على الغالب الظن في بل

االستبداد حاالت منع سوى الرئيس أو للحاكم الشورى بلزوملرأي قداسة ال إذ وأقنع، لكفى الخصوم وقمع في ,4بالرأي سيما

أن إذ والمعاصر، القديم اإلسالمي تاريخنا في الحكم تجارب بعضنتيجة لزوم بعدم نوصي أن معها يستحيل وتطبيقات نماذج هناك

للحاكم . الشورى

.102 ص األمة إخراج ومعاودة - الشورى 1.102 ص بنفسه - المصدر 2.102 ص نفسه - المصدر 3.137 ص الغزالي محمد السياسي واالستبداد - اإلسالم 4

-102-

Page 103: الشورى فريضة إسلامية

الشورى، مجلس عن الصادر القرار نوعية في ذلك أهمية وتزدادالعامة فأمر العامة، المسلمين بمصالح متعلقا كان إذا D خصوصا

الكثير . الشئ القيادية الصفات من له كان وإن الفرد، برأي اليربط , إداري علم الشورى علم فإن شرعي منه أكثر تقني والعتبار

السلوكي الجانب ويعتبر بل الحياة، مجالت جميع في قائم سياسيبل لآلخرين، وتدريبية تعليمية، عملية المسؤول أو الحاكم عمل في

الكبير بالمعلم أحدهم تعبير حد على .1هوبمعرفة والمحكومين المرؤوسين تحفيز خالل من يتم وهذابالمبادأة لهم القيادة جعل أو المعنوية، روحهم ورفع احتياجاتهم

بهم، باالتصال أو الفعالة، األساليب واختيار الحسنة، والقدوةأو الحاكم شخصية أن على آلرائهم، والتعليمات التوجيهات وإعطاء

شك بال وهي والكاريزما الكفاءة مابين يجمع أن تلزمه الرئيس،الرعية عند المؤسسي العمل تفعيل في ينشئ . 2ضرورية فاإلسالم

القيادة وجود ولوكان الراشدة للقيادة ويعدها ويربيها، األمة , D عمليا D تدريبا عليها األمة تدريب ويمنع الشورى يمنع الراشدةوسلم عليه الله صلى محمد وجود لكان الشؤون، أخطر في D واقعيا

الجماعة لحرمان كافيا وتعالى سبحانه الله من الوحي ومعهالله رسول محمد وجود ومع ولكن الشورى حق من يومها المسلمة

الحق هذا يلغ لم اإللهي، الوحي ومعه وسلم عليه الله .3صلى , في متخصصين موظفين شك بال سيشكل الشورى النهج هذا

– – , االستشارات تقديم في الرئيس أو الحاكم يساعدون عملهمالدولة، أو المجتمع مصلحة بتحقيق المتعلقة المواضيع حول والرؤى , المهمة بل الناس يحكم ال الحاكم أن على نؤكد مايجعلنا وهذا

الناس . 4قيادة , إداري مبدأ المجتمع أفراد في سيتحقق الشورى النهج هذا من

, السياسية النخب صفوف بين التميز قاعدة إرساء مبدأ وهو مهمفي الحاكمة المؤسسة طبيعة بأن البيان يلزم وهنا واالجتماعية

السيما , القرارات اتخاذ في المركزية أو الفردية ترفض أن اإلسالملقراراته بطانته دعم أو الحاكم فردية من النابعة المركزية السلطة

أو المؤسسي للعمل مزايا هناك فإن اإلدارة علم في متبع هو وكما: أهمها , من الشوري

مما- القواعد من D قريبا سيكون القرارات اتخاذ سلطة وضع أنالمتخذة . القرارات سالمة يعني

.18 ص الجوهري , عمر والتنظيم االدارة - أصول 1.138 ص الصالحات د. سامي - الشورى 2قطب. ( سيد502\1) القرآن ظالل - في 3.138 ص الصالحات , د. سامي - الشورى 4

-103-

Page 104: الشورى فريضة إسلامية

روابط- وتخلق السلطة لتفويض D نظرا القيادات أعباء تخفيضوالتنسيق , . التعاون ويزيد وثيقة

, مناطق- تحديد وسهولة القرارات اتخاذ سرعة على تساعد , عالجها وسرعة إدارة ،1الضعف الواحد الشخص يستطيع ال كما

, مستوى على تغييرات إحداث تقدير أبعد على أو متميز عملمبدعة منظمة خلق ألن متميز، عمل فريق بدون ،2المؤسسة

في , الحديث اإلدارة علم أن أي متناسق جماعي عمل إلى بحاجةواعتبارها وآلياتها الشورى دعم بضرورة يدعم والقيادة الحكم

احترام , ضرورة على تأكيدنا مع لكن والمحكوم للحاكم قوة مصدربضرورة نرى والعقد، الحل أهل من المؤسسي الشورى قرار

مجلس رأي على االعتراض في حقه احترام أو الحاكم، رأي احترامويقنع , رأيه يثبت بحيث وإصابة وجاهة له كان إذا سيما ال الشورى،

العامة , بالمصلحة ويقرر به . 3غيرهضرورته ونرى به الله ندين ما هو الشورى بإلزامية القول إن

الدستوري , المستوى على الشورى تفعيل يمكن ال وبدونه وجدواه , وترى بالمؤسسات، تؤمن مدنية، دولة اإلسالمية فالدولة لألمة

دولة ليست فهي اإلسالم مرجعيتها تكون وأن السلطات، فصل , لشعب دولة وإنما الدين رجال يديرها مغلقة ثيوقراطية أسرار

يسهم أن للكل يتاح أن بد ال ولذا مواطنيه، من أدناه بذمته يسعىاألغلبية بحكم األمور والة يلتزم وأن والشورى النصح أمر في

, أن من بد وال بمكان األهمية من األمر فهذا ملزمة، كشورىالشورى لتطبيق جدية محاولة أي في الشروع قبل تماما يستبين

اإلسالمي السياسي النظام .4في: الشورى: مجالت رابعا4

, شرعي حكم فيه ينزل لم فيما الشورى تطبيق مجالت تتعددعلى , وذلك الخاصة والشورى الجماعية الشورى بين وذلك بالوحي

: التالي النحو1: الدينوي السياسي المجال المعروف ـ المجال هو هذا

حجر , ابن الحافظ قال بذكرها ذكره ويقترن بالشورى للعملفيه : ليس شئ كل في فقيل المشاورة متعلق في اختلف وقد

كان : إنما الداودي وقال فقط الدنيوي األمر في وقيل نص

.139 ص نفسه - المصدر 1 .139 ص الصالحات , سامي -الشورى 2 .140 ص نفسه - المصدر 3 .108 ص األمة إخراج ومعاودة -الشورى 4

-104-

Page 105: الشورى فريضة إسلامية

معرفة , ألن حكم فيه ليس مما الحرب أمر في يشاورهممنه تلتمس إنما 1الحكم

: أمور في هي إنما السالم عليه ومشاورته عطية ابن القاضي وقالأو حالل في وأما النوازل، أشخاص من ونحوه والبعوث الحروب

شرع قوانين فتلك حد أو .2حرامذكرها يكثر التي الشورية المجاالت أبرز من فإن العموم وعلى

: والمجال السياسي المجال هما اثنين مجالين أمثلتها وذكر , التدبير اسم تحت D معا جمعها ويمكن الحربي أو العسكري , التشاور ذلك في ويدخل والعسكري المدني بشقيه السياسي , والقادة الحكام تشاور ثم D عموما الحكام أو الخليفة الختيار

رسم في ومساعديهم مستشاريهم مع والعسكريين السياسيينوالنوازل , اإلشكاالت مختلف في القرارات واتخاذ وتنفيذها الخطط

أو , , الحرب إعالن أو السلم عقد ذلك في بما والحربية السياسيةالصلح .3إجراء

2: القضاء في الشورى األموال ـ فى يحكم يظل القاضيويحكم والنزاعات والتظلمات المصالح من وغيرها والفروج والدماء

كان وإذا والحكومات الدول على وربما والجماعات االفراد علىالقاضي فإن أدلته من الحكم الستنباط يجتهد المفتي أو الفقيه

, وفي عليه المعروضة النازلة في أخرى مرة يجتهد ثم هذا يفعل , , فهو ومالبساتها خفاياها وحقيقة أطرافها من طرف كل أدلة , , أشد هي حكمه في المشاورة إلى فحاجته ولهذا مرتين يجتهد

المعقدة القضايا في وخاصة فتواه في الفقيه حاجة من وآكد , المشاورة في واآلثار االحاديث من يروى فما الكبيرة والنوازل

وبالدرجة , بالضرورة منطبق سنة وال كتاب فيها ليس التي للنوازلمن وغيرهم الخلفاء على ترد كانت التي النوازل على األولى

جميع على ينطبق ما وهو المتنازعين بين فيها للفصل الصحابةالناس بين والقضاء للحكم عبدالعزيز , 4المنتصبين بن عمر وعن

خصال: خمس فيه يكون حتى قاضيا يكون أن للقاضي الينبغي قال , , يبالي ال الرأي ذوي يستشير قبله كان بما عالم حالم، عفيف،

الناس : , 5بمالمة كتبت عروة إلى العزيز عبد بن عمر كتاب وفيمافي اتباع القضاء رأس وإن الناس بين القضاء عن تسألني إلي

ثم وسلم عليه الله صلى الله رسول بسنة القضاء ثم الله كتاب

(.184\15) الباري - فتح 1( .398\3) الوجيز - المحرر 2.25 ص البناء معركة في - الشورى 3.32 ص البناء معركة في - الشورى 4(.50\15) الباري - فتح 5

-105-

Page 106: الشورى فريضة إسلامية

والرأي , العلم ذوي استشارة ثم الهدى أئمة بعض ،1بحكم كان وإذاالوجوب , على ال الندب على للقاضي المشاورة جعلوا قد الفقهاء, , والمتكررة الواضحة البسيطة القضايا في يقبل أن يمكن فهذا

القول اال فيها يصح فال والجسيمة والملتبسة المعقدة القضايا أما. الفقهاء جمهور قول وهو بالوجوب

وإلزامهم القضاة في المشاورة صفة اشتراط أن جليا يظهر وهكذا , D دخيال أو طارئا أو D عارضا D شيئا ليس .2بها

3: القطعية- األحكام تنزيل في الشورىللشورى – – D محال يبقى ذلك رغم القطعي الشرعي الحكم أن علىوكيفيات شروط من بذلك يتصل وما والتنفيذ التنزيل حيث من

ال , النواحي هذه من بشأنه التشاور فيمكن موانع أو وعوائق وآجالالنوع في األرزق بن عبدلله أبو عليه مانبه وهذا المبدأ حيث من

: فيه ماتقع أي فيه المستشار بقوله فيه يستشار مما الثاني: نوعان المشاورة

عليه-: العثور فيطلب فيه الصواب وجه وخفي الدنيا أمور من ماهوبالمشورة.

, , فيه-: أشكل أو الحال في يتعين ولم الدين مقاصد من ماهوذاته عن خارج أمر باعتبار به بالعمل .3التلبس

مسائل في والتشاور االجتهاد إلى بحاجة أنفسنا نجد أن ويمكن , أحكام وبعض المنكر عن والنهي بالمعروف واألمر بالجهاد تتعلق

... كلها هذه أن مع الحدود وإقامة الزكاة ومصارف والصيام الحج – – تطبيقها تعتري قد وغيرها ولكنها قطعية منصوصه أحكام

وتناظر , , نظر إلى تحتاج ومستجدات وموانع واشكاالت مالبساتتدبير وحسن .4وموازنه

4: والخالفية- االجتهادية األحكام في الشورى– – سبق عما بعيد غير وهو وتشاور وتناظر نظر إلى يحتاج ومما

, بين والترجيح االستنباط على D أصال القائمة الشرعية األحكامومن O الشورى مجاالت في كذلك ويدخل ودالالتها األدلة مقتضيات

, سبيله مما نص فيه ليس ما أحكام في االجتهاد O أولى بابشرعية , دينية مجالت كلها فهذه واالستصالح واالستحسان القياس

سنة هي واالجتهاد والنظر العلم أهل بين فيها فالشورى ذلك ومع , عليه الله صلى النبي سنة هي بل الراشدين والخلفاء الصحابة

(.30\2) البر عبد البن العلم بيان - جامع 1(.101\2) نفسه - المصدر 2(.317-316\1) طبائع في السلك - بدائع 3.28 ص البناء معركة في - الشورى 4

-106-

Page 107: الشورى فريضة إسلامية

والفعلية القولية يركزون . 1وسلم أو O الشورى يقصرون الذين إنالدين شؤون ويتركون والدنيوية السياسية الشؤون على Oفيها

في هم إنما والقضاة، والوالة والمفتين الفقهاء آلحاد وأحكامهيسند الذي فاألمر الثانية، أمر ويهونون األولى يعظمون النهايةالبث قبل ويتشاورون ويتناظرون يتباحثون جماعة إلى فيه النظر

بالسداد وأحظى منزلة وأعلى حرمة أكثر O شك بدون O يكونون فيهالفردي واجتهادهم لألفراد يوكل الذي من .2والرشاد

5: الشورى تنظيم في الشورى أصبحت ـ التي القضايا منوحث به وأمر الشورى مبدأ أرسى اإلسالم كون ومسلمة، جلية D مفوضا D مرسال وتنظيمه تنزيله ترك ثم وأهميته، بفضله ونو�ه عليه،مجال، أو مكان أو زمان كل يناسب بما والتكييف، والتدبير لالجتهاد

التطبيقية والكيفيات التفاصيل إن نقول أن نستطيع وبهذا ظرف، أوكافة ومثلها الشورى مجاالت من مجال نفسها هي للشورىفهي والجماعات، والمجتمع للدولة واإلدارية التنظيمية الشؤون " " : أمورنا من كلها فهي ، بينهم شورى وأمرهم تعالى قوله في داخلة

بيننا، شورى ونالئمها ونعد;لها وننظمها فيها نبث� أن يجب التيويدخله واالستشكال، االحتمال إليه يتطرق ما كل فإن D وإجماال

سكت ما وكل والتنازع، الخالف عادة يثير ما وكل البشرى االجتهادوحقوق واجبات من الناس بين مشترك هو ما وكل الوحي عنه

كل أهمية حسب D ندبا أو D وجوبا للشورى، مجال ففيه ومصالح،ودنياهم دينهم في الناس على انعكاساتها وحجم مسألة

.3وعالقاتهم: والشورى: المرأة خامسا4

: تعالى قوله العام الشأن في المرأة مشاركة جواز على يدل ومما�ون�" �م�ؤ�م�ن �ات� و�ال �م�ؤ�م�ن �ع�ض�ه�م� و�ال �اء ب �ي و�ل

� �ع�ض> أ ون� ب م�ر�� �أ ي

وف� �م�ع�ر� �ال �ه�و�ن� ب �ن �ر� ع�ن� و�ي �م�نك �ق�يم�ون� ال �ة� و�ي �ون� الص ال �ؤ�ت �اة� و�ي ك الز�ط�يع�ون� �ه� و�ي �ه� الل ول س� �ك� و�ر� �Oئ و�ل

� ح�م�ه�م� أ �ر� ي �ه� س� �ن الل �ه� إ ع�ز�يز_ اللآية) : " ح�ك�يم_ ، (.71التوبة

: أثبتت قد الكريمة اآلية أن الفاسي عالل األستاذ العالمة ويرىوالية فيها وتدخل للمؤمنين، أثبتتها كما للمؤمنات المطلقة الوالية

ومعارك والمشاهد المساجد في الحضور فيها يدخل كما النصرة،: الله رحمه أضاف ثم المنكر، عن والنهي بالمعروف واألمر الجهاد

شؤون في وزوجته الرجل بين التشاور على القرآن نص وقد

.28 ص نفسه - المصدر 1.32 ص البناء معركة في - الشورى 2.34 ص نفسه - المصدر 3

-107-

Page 108: الشورى فريضة إسلامية

: فقال �ن�"الزوجية اد�ا ف�إ ر�� D أ اض> ع�ن ف�ص�اال �ر� �ه�م�ا ت او�ر> م;ن �ش� � و�ت �اح� ف�ال ن ج�

�ه�م�ا �ي آية) : " ع�ل (.233البقرة،بالك فما األسرة، أمر في الحد لهذا مطلوبة الشورى كانت وإذايحرم لم الشارع أن وكما والدولة، األمة وهي الكبرى األسر بأمر

الشورى حق من O المرأة هو الذي O األسرة .1نصفتعالى قوله و وفي ه" م�ر�

� ور�ى ��مأ �ه�م� ش� �ن �ي : " ب آية) (38الشورى،ذلك لحصر مجال وال ،D معا والنساء الرجال شاملة أمرهم، فقوله

النساء دون الرجال .2على" " : الرجال شقائق النساء إنما وسلم عليه الله صلى .3وقوله

السواء، على والدولة المجتمع تجاه الحقوق في والمرأة فالرجلللمرأة يحق الشورى مجلس لعضوية الترشيح للرجل يحق فكما

المشاركة أن اعتبار وال الشورى، مجلس ودخول الترشيح كذلكتهدف وشرعية قانونية أفعال هي المرأة بها تقوم التي السياسية

أفعالهم أو اآلخرين على دخول . 4للتأثير إلى تشير التي واألدلةكثيرة العامة األمور في رأيها وإبداء السياسي العمل واجهة المرأة

من وسلم عليه الله صلى النبي استفادة عن البخاري، رواه ما منهاحيث الحديبية صلح ففي عامة، مصلحة في سلمة أم زوجته رأي" : قوموا ألصحابه قال وسلم عليه الله صلى الله رسول أن فيه جاء

: ذلك قال حتى رجل منهم قام ما فوالله قال أحلقوا، ثم فانحروا،لها فذكر سلمة أم على دخل أحد منهم يقم لم فلما مرات، ثالث

: أخرج ذلك، أتحب الله نبي يا سلمة أم فقالت الناس، من لقي منفيحلقك، حالقك وتدعو �دنك ب تنحر حتى كلمة منهم D أحدا تكلم ال ثم

حالقه ودعا بدنه، نحر ذلك، فعل حتى منهم D أحدا يكلم فلم فخرج D بعضا يحلق بعضهم وجعل فنحروا، قاموا ذلك رأوا فلما فحلقه،

غما D بعضا يقتل بعضهم كاد .5حتىالحكيمة، العالمة الفاضلة المرأة يستشير أن جواز على دليل وفيه

عبد بنت الشفا تسمى قريبة عنه الله رضي الخطاب بن لعمر وكانالسوق على باإلشراف كلفها وقد يستشيرها العدوية .6الله

ويقبل آرائهم على وتعترض الخلفاء وجه في تقف المرأة وكانتقوله تفسير في ورد ما ذلك من السياسية المشاركة لهذه الخلفاء

�م�تعالى: " �ت �ي �ح�د�اه�ن و�آت ا إ Dنط�ار�ق � � ف�ال �خ�ذ�وا �أ �ه� ت Dا م�ن �ئ ي �ه� ش� �خ�ذ�ون �أ �ت أ

.101 ص اإلسالمي الفقة لدراسة العامة النظرية في - مدخل 1.81 ص الصالحات , د. سامي - الشورى 2(.80\1) األلبالي الترمزي سنن - صحيح 3.81 ص الصالحات د. سامي - الشورى 4(.403\5) الشروط , ك البخاري صحيح شرح الباري - فتح 5.82 ص الصالحات د. سامي - الشورى 6

-108-

Page 109: الشورى فريضة إسلامية

D �انا �ه�ت D ب �ما �ث �ينا و�إ آية" ) : DDم�ب الخطاب( 20النساء، بن عمر خطب فقد ، : كانت لو فإنها النساء صدقات في تغالوا ال أال فقال عنه الله رضي

الله رسول بها أوالكم لكان الله عند تقوى أو الدنيا في مكرمةفوق بناته وال نسائه من امرأة قط أصدق ما وسلم، عليه الله صلى

: الله يعطينا عمر يا فقالت امرأة إليه فقامت أوقية، عشرة إثنتي " : D قنطارا إحداهن وآتيتم يقول وتعالى سبحانه الله أليس وتحرمنا

: " وفي عمر، وأخطأ امرأة أصابت عمر فقال D شيئا منه تأخذوا فال : وفي عمر، يا منك أفقه الناس كل قال ثم عمر فأطرق رواية

أخطأ: ورجل أصابت امرأة .1أخرى : يستشير كان عنه الله رضي الخطاب بن عمر حق في ورد وقد O

في أبصر فربما المرأة يستشير كان أنه حتى األمر، في النساءبه فيأخذ يستحسنه الشيء، .2قولها

بأمور تفتي أبيها، وعن عنها الله رضي عائشة السيدة وكانتالمصالح في آراء لها وكان والدنيا، الدين أمور في بل النساء،

حزم ابن قال حتى فتوى 456العامة، من يجمع أن يمكن أنه Oه : وأعلم الناس، أفقه عائشة كانت عطاء وقال ضخم، سفر عائشة

العامة الشؤون في قوي رأي ذا وكانت .3الناس،رجال من الناس، آراء يستقبل وسلم عليه الله صلى النبي وكان O

عليه الله صلى الرسول إلى جاءت التي المرأة فهذه ،D معا ونساء : النساء: أرى وما للرجال إال شيء كل أرى ما له تقول وسلم

: تعالى قوله فنزل بشيء، "يذكرن �م�ين� إن ل �مات� الم�س� و�الم�سل�ين� ؤ�م�ن �OOOو�الم �ات �OOOن�ين� و�الم�ؤ�م� �ت ان �OOOو�الق �ات �OOOت� اد�ق�ين� و�الق�ان OOOو�الص اد�ق�ات� OOين� و�الص�ر� اب OOو�الص �رات� اب OOين� و�الص�ع �OOو�الخ�اش �ع�ات �OOو�الخ�اش �ص�د�ق�ين� د�ق�ات� و�الم�ت �OOص� �م�ين� و�الم�ت آئ OOو�الص �م�ات� آئ OOين� و�الص�ظ�اف �OOو�الح

وج�ه�م� �ر�ين� و�الح�اف�ظ�ات� ف�ر� D الله و�الذ اك �يرا �ث �رات� ك الله أع�د و�الذ اكD م غ�ف�رةD له�م D وأج�را : " ع�ظ�يما آية) على(. 35األحزاب، دليل إال

رأيها إبداء في النبوة عهد في المرأة بها امتازت التي الحرية مدىالدولة رئيس . 4أمام

االجتماعية المصلحة أن القرضاوي يوسف الدكتور العالمة ويرىالقوامة وأن المجالس، هذه أعمال في المرأة مشاركة تقتضي

عليه الله صلى قوله بكرة أبي وحديث الزوجية الحياة في قررت

(.99\5) للقرطي القرآن ألحكام - الجامع 1(.193\10) القاضي آداب , ك البيهقي - سنن 2.83 ص الصالحات د. سامي - الشورى 3.83 ص الصالحات د. سامي - الشورى 4

-109-

Page 110: الشورى فريضة إسلامية

" امرأة: أمرهم ولوا قوم يفلح لن أي ،1وسلم العامة، الوالية فيوقد والفتوى، كالقضاء لذلك مانع فال األمر بعض أما الدولة، رئاسةعلى يدل وهذا ظاهريته، مع حزم ابن مثل الفقهاء بعض ذلك أجاز

به لتمسك إال القضاء توليها من يمنع صريح شرعي دليل وجود عدمكعادته دونه وقاتل عليه، وجمد حزم . 2ابن

: غيرها، تستشير وهي المرأة حالة الكريم القرآن علينا قصه ومما O التنويه سياق في ذلك وكل غيرها على تشير وهي المرأة وحالة

والرضى .3واإلقرار : سبأ ملكة عن تعالى قوله ففي األولى الحالة �ا ق�ال�ت�"فأما �ه�ا ي ي

� أ� �ي الم�أل� �ون �ف�ت م�ر�ي ف�ي أ

� �نت� م�ا أ ا ق�اط�ع�ةD ك Dم�ر� ه�د�ون� ح�ت ى أ �ش� ت

�وا* �ح�ن� ق�ال �وا ن و�ل� �وا ق�و ة> أ �ول س> و�أ

� �أ د�يد> ب �م�ر� ش� �ك� و�األ� �ي �ل إم�ر�ين� م�اذ�ا ف�انظ�ر�ي

� �أ �ن ق�ال�ت�* ت �وك� إ �م�ل �ذ�ا ال �وا إ ل �ةD د�خ� ي ق�ر�د�وه�ا �ف�س� �وا أ ة� و�ج�ع�ل �ع�ز �ه�ا أ ه�ل

� ةD أ �ذ�ل �ك� أ �ذ�ل �ون� و�ك �ف�ع�ل ;ي* ي �ن و�إ�ة_ ل س� �ه�م م�ر� �ي �ل ة> إ �ه�د�ي ة_ ب �اظ�ر� �م� ف�ن ج�ع� ب �ر� �ون� ي ل س� �م�ر� ،) " ال النمل

(.O35 29آية : : عن ألبيهما األختين المرأتين إحدى فقول الثانية الحالة وأما

: السالم عليه �ح�د�اه�م�ا �ال�ت� "قموسى �ا إ �ت� ي �ب ه� أ ج�ر�� �أ ت �ن اس� �ر� إ ي خ�

ت� م�ن� ج�ر�� �أ ت �ق�و�ي� اس� �م�ين� ال آية) : " األ� ، نجم( 26القصص وقد ،

كثير خير السديدة المشورة هذه .,4عن ،D معا والنساء الرجال يشمل أنه اإلنسان، استخالف في األصل إنفي خالصة النية كانت إذا صالح عمل بذاته هو السياسي والعمل

لقوله عامة بصورة وللبشرية المسلمين فائدة فيه وكان هذا،�ج�اب�تعالى: " ت �ه�م� ف�اس� �ه�م� ل ب ;ي ر� �ن � أ �ض�يع� ال م;نك�م ع�ام�ل> ع�م�ل� أ

�ر> م;ن و� ذ�ك� �نث�ى أ �ع�ض�ك�م أ �ع�ض> م;ن ب آية" ) : ب ، عمران (.195آل

" : تعالى وقال Oل� م�ن��ا ع�م Dح� �ر> م;ن ص�ال و� ذ�ك� �نث�ى أ م�ؤ�م�ن_ و�ه�و� أ

ه� �ن �ي ي �ح� �ن �اةD ف�ل ي �ةD ح� ;ب ه�م� ط�ي �ن �ج�ز�ي �ن و�له�م �ج�ر� ن� أ ح�س�

� �أ � م�ا ب �وا �ان �ون� ك �ع�م�ل آية" ) : ي ، (.97النحلالعمل منها مطلوب المرأة أن في واضح القرآني النص إن بل

" : تعالى قال فقد ومجتمعها، نفسها في المعروف جلب �اعلى �ه�ا ي ي� أ

�ي� ب �ذ�ا الن �ات� ج�اءك� إ �م�ؤ�م�ن �ك� ال �ع�ن �اي �ب �ن ع�ل�ى ي �ن� ال أ ر�ك �ش� ه� ي �الل بDا �ئ ي ر�ق�ن� و�ال� ش� �س� �ين� و�ال� ي ن �ز� �ن� و�ال� ي �ل �ق�ت د�ه�ن ي و�ال�

� �ين� و�ال� أ �ت �أ ي�ان> �ه�ت �ب �ه� ب �ر�ين �ف�ت �ن� ي �ي �د�يه�ن ب ي

� �ه�ن أ ل ج� ر�� �ك� و�ال� و�أ �ع�ص�ين وف> ف�ي ي م�ع�ر�

(.506\2) لأللبالي الترمذي سنن - صحيح 1(.449\2) شقه ابو الحليم , عبد الرسالة عصر في المرأة - تحرير 2.83 ص الصالحات د. سامي - الشورى 3.60 ص البناء معركة في - الشورى 4

-110-

Page 111: الشورى فريضة إسلامية

�ع�ه�ن �اي �غ�ف�ر� ف�ب ت �ه�ن و�اس� ه� ل �ن الل ه� إ ح�يم_ غ�ف�ور_ الل ، ) "ر الممتحنة(.12آية :

مطالبة والمرأة صميمه من هي بل السياسي، العمل من والشورى" " : بينهم شورى وأمرهم فقوله به، مطالب الرجل أن كما به،

الله صلى الرسول وقول ،D معا والنساء الرجال مدح يشمل والنصللنساء العام الحق هذا يؤيد وفعله وسلم علي ،1عليه أشيروا فقوله

في وفعله الناس لفظة تدخل كالرجال والنساء الناس، أيهاوفي ذلك، على قوي لدليل سلمة أم المؤمنين أم زوجته استشارة : أسمع كنت سلمة أم فعن بقوة، ذلك إلى يشير ما أخرى رواية

الله صلى الله رسول من ذلك أسمع ولم الحوض يذكرون الناسفسمعت تمشطني، والجارية ذلك من D يوما كان فلما وسلم، عليه

: للجارية فقلت الناس، أيها يقول وسلم عليه الله صلى الله رسول : إني فقلت النساء يدع ولم الرجال دعا إنما قالت عني، إستأخري

الناس . 2من: واألقليات: الشورى سادسا4

في وإشراكها حقوقها وحفظ األقليات إكرام اإلسالم شأن كان لقدأول ففي اإلسالمي، الوطن مصائر ويخص يخصها فيما العام الشأن

النبي وضعه الذي السياسي الدستور في ورد ما الشأن لهذا قراءةليهود وأن لليهود المواطنة حق أعطى إذا وسلم، عليه الله صلىدينهم وللمسلمين دينهم لليهود المؤمنين من أمة عوف بني

في واقع حقهم من االنتقاص أو لهم التعرض حرمة في واألحاديث " : D معاهدا ظلم من أال يقول حيث وسلم عليه الله صلى النبي أقوال

منه، نفس طيب بغير D شيئا منه أخذ أو طاقته فوق وكلفه وإنتقصهالقيامة يوم حجيجه المجتمعات .3فأنا في المسلمين غير إن

أنهم إال األقليات، من الحقيقة في كانوا وإن الحاضرة اإلسالميةوعليهم لهم ما لهم المسلمين، مثل مثلهم مواطنين يعدوا أن يمكن

في حق أي المسلمين لغير أن بحال ذلك يعني ال ولكن عليهم، ماإقامة مبدأ على يعترضوا أن أو المسلمة، األغلبية إرادة يعطلوا أن

اإلسالمية، التشريعات وإنفاذ اإلسالم، مرجعيتها حديثة مدنية دولةإرغام أو قهر ذلك في وليس األغلبية، بخيار يقبلوا أن عليهم وإنما

السابقة معتقداتهم عن التنازل وال كدين اإلسالم قبول على لهممعتقداتهم عن يتخلوا أن المسلمين على فليس نفسه الوقت وفي

اإلسالمية غير األقليات إرضاء سبيل في .4وقوانينهم.85 ص الصالحات , د. سامي - الشورى 1(.47\1) للنووي مسلم صحيح - شرح 2(.222\3) واإلمارة الخراج , ك داود أبي - سنن 3.188 ص األمة إخراج ومعاوده - الشورى 4

-111-

Page 112: الشورى فريضة إسلامية

يمس عام شأن كل في المواطنين، لسائر تتسع الشورى قيمة إنيجريه فيما المسلمون المواطنون يتدخل فال العامة، المصلحة

وال عقيدتهم شؤون في شورى من المسلمين غير المواطنونمن المسلمون يمارسه فيما المسلمين غير المواطنون يتدخل

القواعد في أدخل كان ما إال اللهم عقيدتهم، شؤون في شورىفنية وشؤون أخالقية وقواعد إنسانية، قيم من بينهما المشتركة

وإدارية.تعيش التي لألقليات حصين حصن اإلسالم مرجعيتها التي والدولةأهل األقليات هذه تكون حين السيما مواطنيها، وبين كنفها فيغير من الذمة وأهل اإلسالم، يسميهم كما ذمة، أهل أو كتاب

المسلمين، ذمة في مصانة حقوقهم كانت من هم المسلمينألنفسهم عنها والدفاع الدينية الحرية بحماية مأمورون والمسلمونالله كتاب في يقرءونه فيما عليه منصوص أمر وهو ولغيرهم،

: وجل عز قال �ذ�ن�"تعالى ذ�ين� أ �ل �ون� ل �ل �ق�ات ه�م� ي ن� �أ �م�وا ب �ن ظ�ل و�إ

ه� �ص�ر�ه�م� ع�ل�ى الل �ق�د�ير_ ن ذ�ين�* ل �خ�ر�ج�وا ال �ار�ه�م� م�ن أ �ر� د�ي �غ�ي ب�ال ح�ق� �ن إ �وا أ �ق�ول �ا ي �ن ب ه� ر� �و�ال� الل ه� د�ف�ع� و�ل اس� الل �ع�ض�ه�م الن ب

�ع�ض> �ب ه�د;م�ت� ب �ع_ ص�و�ام�ع� ل �ي �و�ات_ و�ب د� و�ص�ل اج� �ر� و�م�س� �ذ�ك م� ف�يه�ا ي اس� ه� ا الل Dير� �ث ن ك �نص�ر� �ي ه� و�ل ه� م�ن الل �نص�ر� �ن ي ه� إ �ق�و�ي± الل " ع�ز�يز_ ل

آية) : ، .O40)1 39الحج: وفارس المدائن لنصارى الخطاب بن عمر عهد أما وهذا

وأموالكم أنفسكم على وميثاقه الله عهد أعطيتكم فإني بعد،نفسي وألزمت أذى، كل من أماني وأعطيتكم ورجالكم، وعيالكم

وأن , وإياكم بسوء يريدني عدو كل عنكم D ذآبا ورائكم من أكون أنمن , رئيس وال أساقفتكم من أسقف يغير وال أذى كل عنكم أعزل

من شئ يدخل وال صلواتكم بيوت من بيت يهدم وال رؤسائكمتكلفوا , وال المسلمين منازل إلى وال المساجد بناء إلى بنائكم

أحد , يجبر وال الحرب لمالقاة عدوهم إلى المسلمين مع الخروجتعالى قال كتابه في الله أنزل بما D عمال اإلسالم على النصارى " من

� اه� ال �ر� �ك ن� ق�د الد;ين� ف�ي إ �ي ب د� ت ش� �غ�ي; م�ن� الر� : " ال آية) , (.256البقرة : أحد على الحرب ألهل D عينا منهم أحد يكون أال عليهم شرط ولي

, D عدوا منازلهم في يؤوا وال عالنية وال سر في المسلمين منواليكاتبوه , األعداء من D أحدا يدلوا وال . 2للمسلمين

الدولة: في واالستشاري السياسي دورهم ـ2

.130 ص اإلمام د. احمد والثقافة والسياسة الفقة في مراجعات - الشورى 1.488 ص الله حميد , د. محمد الراشدة والخالفة النبوي العهد في السياسية الوثائق - مجموعة 2

-112-

Page 113: الشورى فريضة إسلامية

في المسلمين غير مشاركة مشروعية مدى حول الفقهاء اختلفالشورى , أعمال في سيما ال بالمسلمين المتعلقة السياسة أعمالودخولهم استشارتهم جواز إليه أميل والذي الدولة داخل ومجالسهاالمالكية وبعض للحنفية بالجواز القول وينسب الشورى مجالسبشرعية أقروا قد أنهم دام وما المعاصرين الباحثين من وللعديد , , والقيم اإلسالمي وبالدستور الحاكمة اإلسالمية السلطة

سياسية , , مشاركتهم من مانع ال فإنه المجتمع في العليا اإلسالميةوأن السلطة هذه ظل في السياسية حقوقهم يمارسوا أن فلهمالتي السلطة هذه نسق ضمن وطروحاتهم آرائهم عن يعبروا

, في صوتهم إبداء في المشاركة ولهم بل D مرجحا لهم جعلوهاواالحتساب اإلنكار الفقهاء أجاز ولهذا للحاكم واالنتخاب التصويت

وجد إذا اإلسالمية الدولة في المسلمين غير أو الذمة أهل على , إن أنهم العتبار معتقدها أو الدولة دين لطبيعة مخالفات منهمكل – – في عليهم يحتسب فإنه واحد بلد في المسلمين مع أقاموا

, ال فيما لهم يتعرض ال ولكن المسلمين على فيه مايحتسبللمسلمين أذى ال مما دينهم في حله اعتقدوا ما كل في يظهرونه

, فال المحارم ذوات ونكاح واتخاذه الخمر وشرب الكفر من فيه , إنكاره تعين ذلك من أظهروه وما تركه التزمنا فيما لهم تعرض

المسلمين , على مايحرم إظهار من ويمنعون .1عليهمكقوله , والنصارى اليهود مواالة عن النهي في الواردة اآليات وأما

�ه�ا اي� "تعالى: ي� ذ�ين� أ � ال �وا � آم�ن � ال خ�ذ�وا �ت �ه�ود� ت �ي ص�ار�ى ال �اء و�الن �ي و�ل

� �ع�ض�ه�م� أ ب�اء �ي و�ل

� �ع�ض> أ ه�م و�م�ن ب �و�ل �ت �م� ي ه� م;نك �ن �ه�م� ف�إ �ن م�ن �ه� إ � الل �ه�د�ي ال �ق�و�م� ي ال�م�ين� : " الظ ال آية) , (.51المائدة

الظاهرة والعداوة الحرب حالة ضمن واردة ضمن, 2فهي وليس , من لكان وإال D جميعا الناس بين ما األهلي والتعايش السلم حالة

فيها , دولته وإقامة المدينة دخول عند وسلم عليه الله صلى النبي, البتة يحدث مالم وهذا بيوتهم من وطردهم اليهود بقتال يبدأ أن

: السياسي الدستور بجعل وسلم عليه الله صلى النبي قام وإنما , له اتضح لما ثم ومن الحكم هو المواطنين جميع يشمل الذي

, , البعض وقتل بعضهم بإجالء قام المعتاد وعذرهم اليهود خيانةاآلخر.

قد وسلم عليه الله صلى الرسول أن استشارتهم جواز يؤيد ومماوكيده , نفاقه منهم علم من حتى أصحابه جميع بين الشورى جعل , عديدة مواضع في واستشارهم سلول كإبن والمسلمين لإلسالم

.107 ص د.الصالحات - الشورى 1(.216\6) للقرطي القرآن ألحكام - الجامع 2

-113-

Page 114: الشورى فريضة إسلامية

شأن , في التونسي عاشور ابن العالمة يقول أحد يوم الخروج منها : بن الله عبد استشارة يراد أن ويحتمل للمنافقين الرسول مشاورة , أن لعلهم وتأليفهم أحوالهم بظاهر األخذ فالمراد وأصحابه أبي

يستقبل فيما ألعذارهم D وقطعا D نفاقا يزيدوا ال أو اإلسالم .1يخلصوا , يسكنون الذين المواطنين أعدائه مع الرسول حال هذا كان فإذا

, , الذين الذمة أهل مع الحال فكيف ظهرانيه بين ويقيمون معهاإلسالمية الدولة قيم احترام في أمرهم .2أسلموا

من , الصحيح في والحنابلة الحنفية منهم الفقهاء بعض أجاز وإذاالمالكية , من حبيب وابن المنذر ابن عدا ما والشافعية ,3المذهب

باب , فمن الحاجة عند القتال في الكتاب بأهل االستعانة جواز إلىبمصالح المتعلقة المدنية االستشارة في بهم يستعان أن أولى

أن , على التنبيه يجدر وهنا الرعية أو المواطنين من العامةاألمن , بمجلس اليوم مايعرف وهو للدولة األعلى المجلس

المسلمين , في ينحصر أن فيه فاألصل دولة كل يتبع الذي القوميومخططات , , والحرب بالسلم المتعلقة الدولة أسرار به إذ خاصة

لدواع , المسلمين المواطنين على قصره إلى نميل فهنا الدولةمواقع تسلم المواطنين هؤالء على ويحظر واالستقرار األمن

اإلسالمية الدولة داخل سيادية أو غير , 4قيادية في قرروا وممنحيث القرضاوي يوسف الدكتور الشورى حق األقليات منح مواربة

وبالتعبير: اإلسالم دار أهل من المسلمين غير كان وإن قال , )) مانع )) يوجد فال اإلسالمية الدولة في المواطنون الحديثبنسبة فيها �مثلوا لي المجالس هذه دخول من لتمكينهم شرعي

.. وإن , المسلمين من الغالبة أكثريته في المجلس مادام معينة: قال الكريم �م� �ال "القرآن �ه�اك �ن ه� ي ذ�ين� ع�ن� الل �م� ال �م� ل �وك �ل �ق�ات ي

�م� الد;ين� ف�ي �م و�ل �خ�ر�ج�وك �م� م;ن ي �ار�ك �ن د�ي وه�م� أ �ر� �ب �ق�س�ط�وا ت و�ت�ه�م� �ي �ل �ن إ ه� إ �ح�ب� الل �م�ق�س�ط�ين� ي : "ال آية) , (.8الممتحنة

: حتى المجالس هذه في �مثلوا ي أن إليهم واإلقساط برهم ومنوطنهم , , بني عن بالعزلة يشعروا وأال جماعتهم مطالب عن يع�بروا

قلوبهم في ليغرسوا والمسلمين اإلسالم أعداء ذلك ويستغل , وخطر ضرر من فيه ما هذا وفي للمسلمين والبغضاء العداوة

مسلمين وغير مسلمين األمة مجموع .5على

(.150\3) عاشور البن والتنوير التحرير - تفسير 1.108 ص الصالحات د. سامي - الشورى 2.109 ص نفسه - المصدر 3.109 ص نفسه - المصدر 4.45 ص م997\9\30 تاريخ366 العدد اإلصالح , مجلة النيابية للمجالس المسلمين غير - ترشيح 5

-114-

Page 115: الشورى فريضة إسلامية

الشورى في االشتراك إباحة في يتحفظوا لم الذين الفقهاء ومن : انتخاب أما قال حيث زيدان الكريم عبد الدكتور الكتاب ألهل

جواز فنرى لعضويته أنفسهم وترشيح األمة مجلس في ممثليهمإبداء , قبيل من تعتبر األمة مجلس في العضوية ألن D أيضا لهم ذلكذلك ونحو الناخبين مشاكل وعرض للحكومة النصح وتقديم الرأي

فيها ومساهمتهم بها الذميين قيام من مانع ال أمور .1وهذه

: اختيارهم: وطريقة صفاتهم الشورى أهل سابعا41-: وصفاتهم الشورى أهل

الشورى أهل مفهوم الشرعية السياسة وعلماء الفقهاء عند توارد D تداوال أكثر األخيرة كانت وإن والعقد الحل أهل أو االختيار أهل أو

المفاهيم هذه كل أن نرى التدقيق عند ولكن عندهم واستعماالاألمور لوالة األساسية الدعامة وهي واحدة وظيفة في .2تستعملوالراشدين وسلم عليه الله صلى النبي عهد في الشورى أهل إن

�حظون وي أقوامهم يمثلون كانوا الذين الصحابة كبار هم بعد فيما , شمل وقد للشورى D مجلسا مايشبه يكونون كانوا وهؤالء بثقتهم

السابقين كبار وسلم عليه الله صلى النبي عهد في المجلس هذا , بعد ثم العامة الثقة فحازوا وج�ربوا امتحنوا الذين من األولين

, الراشدين عهد في برز ثم األنصار زعماء إليهم أضيف الهجرة , في جليلة بأعمال قاموا الذين من عنصر وهما آخران عنصران , نالوا الذين من وعنصر الدين إلى الدعوة وفي العامة الشؤونالدين في والفقة القرآن علم حيث من الناس بين عظيمة شهرة

هذا , جانب إلى ولكن العامة المسائل في يستشارون كانوا وهؤالءمن بد ال وهذه مباشرة، الناس تهم التي المسائل بعض هناك كانأكثر مسائل وهناك المشاورة، وقت الحاضرين جمهور رأي معرفةهذه في نميز أن ونستطيع كافة األمة جمهور على تعرض عمومية

. الشورى من درجات ثالث المرحلة. ـ الفنيين برأي فيها يؤخذ خالصة، فنية مسائلمن ـ المكون الشورى أهل برأي فيها يؤخذ عامة، تشريعية مسائل

. الشورى أهل يسمون الذين هم وهؤالء لهم، الممثلين القوم كباروغير ـ الحرب وإعالن الحاكم كاختيار ،D وشموال عمومية أكثر مسائل

،D جميعا الناس رأي معرفة إلى تحتاج التي العامة القضايا من ذلكعام استفتاء طريق عن الكافة رأي معرفة من فيها بد ال .3وهذه

.194 ص األمة اخراج ومعاودة الشورى84 ص والمستأمنين الذميين - أحكام 1.55 ص الصالحات د. سامي - الشورى 2.226O 227 صO األنصاري الحميد عبد الديمقراطية، في وأثرها الشورى 3

-115-

Page 116: الشورى فريضة إسلامية

ويكونون استشارتهم، تجب من اآلن، الشورى بأهل المراد إنأي وأسمائهم، بأشخاصهم معينين أو وشروطهم، بصفاتهم مؤهلين

وأبرز العامة الشؤون ووالة المسؤولون يستشيرهم أن يجب الذين )) (( الذي الشورى مجلس هو المقام هذا في الذهن إلى يتبادر ماتراثنا في يعرف ما أي وحكومته، الدولة رئيس بجانب يكون

الهيئات كل الباب هذا في ويدخل والعقد، الحل بأهل اإلسالميعن النظر وبغض كبار، مستشارين إلى تحتاج العليا،التي الشورية

آلخر، بلد من المجالس لهذه الصالحيات وتفاوت األسماء اختالفالمؤسسات من المجالس هذه أصبحت فقد آلخر، مجلس، ومن

الدول معظم قي D وأيضا العالم، دول معظم في القائمة الرئيسيةاإلسالمية.

عن دولة تستغنى ال العامة الرئيسية المجالس هذه وبجانب D مجاال أضيق تكون أخرى، تقريرية شورية ومؤسسات مجالس

األمور في D حسما أو D انعقادا أسرع تكون وربما D اختصاصا .1وأكثرفي يكونوا أن لهم يحق الذين الكبار المستشارون هؤالء هم فمنفيه شك ال ومما وشروطهم؟ صفاتهم هي وما المجالس؟ هذه مثل

بحسب المعايير وضبط والتقدير للنظر متروكة المسألة هذه أنبها، المنوطة واالختصاصات المجالس وطبيعة والظروف، الحاالت

توفرها من بد ال عامة وشروط صفات وجود ينفي ال هذا أن غيرالعامة القضايا في والبث والتشاور النظر يتولون فيمن ومراعاتها

والمجتمع .2لألمةوالذكاء الفطنة المواضع، هذه مثل في المحبذة الصفات هذه ومنالعداوة وإزالة والتنافس، التحاسد عن واالبتعاد والصدق واألمانة

من يكونوا وأن األهواء أهل من يكونوا وأال الناس، مع والشحناءوالحكمة والخير بالصالح لهم المشهود الدولة فصل 3رجال وقد ،

أهل وشروط صفات في اإلسالم وفقهاء الشرعية السياسة علماءالعالمة أن إال والتشعيب واالستقصاء التدقيق بطريقة الشورى

الشروط هذه أرجع الريسوني أحمد الدكتور الكبير المقاصدي. : والخبرة واألمانة العلم أهمها جامعة أصول إلى وغيرها

فالعلم ـ المرجعي أ اإلطار باعتباره بالدين، العلم D أوال فيه يدخلوتدبير، تقدير ومن ورأي، فكر من عنه يصدر ما كل في للمسلم

العام، والمعرفي العلمي الرصيد فيه يدخل كما واختيار ترجيح ومنأفقه واتسع العلمي، رصيده ازداد كلما المتشاور أو فالمستشار

.66 صO البناء معركة في الشورى 1.68 إلى66 صO نفسه المصدر 23

-116-

Page 117: الشورى فريضة إسلامية

أو يستشيرونه ممن ولغيره له وأرشد أنفع ذلك كان المعرفي،. معه يتشاورون

: من والبراءة النصيحة وخلوص الدين، فيها فيدخل األمانة O بمصلحة مراعاة أو الحسد غائلة من والسالمة والغرض، الهوى

أن يمكن األمانة فقد إذا واإلنسان السر وكتمان والحبيب القريبفي والتضليل التدليس يقدم أن ويمكن ينفع، مما أكثر بعلمه يضر

" وزوجه آلدم إبليس نصيحة في كما والنفع، النصح و�س� ثوب ف�و�س��ه�م�ا �ط�ان� ل ي �د�ي� الش �ب �ي �ه�م�ا ل �ه�م�ا و�ور�ي� م�ا ل �ه�م�ا م�ن ع�ن و�ء�ات س��م�ا م�ا و�ق�ال� �ه�اك �م�ا ن �ك ب ة� ه�Oذ�ه� ع�ن� ر� ج�ر� الش �ال �ن إ �ا أ �ون �ك �ن� ت �ي �ك م�ل

و�� �ا أ �ون �ك �د�ين� م�ن� ت ال �خ� م�ه�م�ا* ال ;ي و�ق�اس� �ن �م�ا إ �ك �م�ن� ل اص�ح�ين� ل الن

ه�م�ا* ور> ف�د�ال �غ�ر� �م ا ب ة� ذ�اق�ا ف�ل ج�ر� �د�ت� الش �ه�م�ا ب �ه�م�ا ل و�ء�ات س��خ�ص�ف�ان� و�ط�ف�ق�ا �ه�م�ا ي �ي ق� م�ن ع�ل ة� و�ر� ن �ج� �اد�اه�م�ا ال �ه�م�ا و�ن ب �م� ر� �ل أ�م�ا �ه�ك ن

� �م�ا ع�ن أ �ك �ل ة� ت ج�ر� �ق�ل الش �م�ا و�أ ك �ن ل �ط�آن� إ ي �م�ا الش �ك ع�د�و± ل

�ين_ آية) : " م�ب ، (.O22 20األعراف: الخبرة ـ ومعرفة ج الواقع معرفة الميدانية، المعرفة بها فأعني ،

المشاكل ومعرفة وأحوالهم الناس ومعرفة وحقائقها، الوقائعبالعقل العلماء عند يعرف ما وهذا وأدويتها األدواء ومعرفة وحلولها،

في تكون إنما فالشورى والذكاء، الفطنة مع التجربة بطول الكاملأو D فكريا D نقاشا ليست فهي ومتطلباته، ومشاكله ونوازله الواقع

على يتنزل لم ما يكفي ال وحده النظري فالعلم ولذلك D عمليا D بحثايكون أن المستشار في فاألصل والوقائع، للواقع ودقيق صحيح فهماألمر يتعلق حينما وخاصة العملية والخبرة النظري العلم بين D جامعا

)) (( والشرط العلم األول الشرط أن بما ولكن الفرد بالمستشار )) المجلس )) في كان إن بأس فال ويتكامالن يتداخالن الخبرة الثالث

أصحاب ومن الخبرات، بعض في نقص لهم من العلم أصحاب منالصنفين فإن العلم، جوانب بعض في نقص لهم من الخبرة

هؤالء من وهؤالء هؤالء من هؤالء ويأخذ الباب 1يتكامالن، هذا ،ومنوالتعاون االختالط ضرورة إلى التونسي الدين خير المفكر دعا

ألحد , األمور تستقيم ال إذ السياسة وأهل العلم أهل بين والتكامل , : علمت قررناه بما أحطت إذا وأنت قال اآلخر دون الطرفين

المقصد على التعاضد بقصد السياسة لرجال العلماء مخالطة .. , )) وبيان )) D شرعا الواجبات أهم من األمة مصالح تحقيق المذكور

بالنصوص العلم على تتوقف كما الشريعة أحكام إدارة أن ذلك, النصوص تلك تنزيل في تعتبر التي األحوال معرفة على تتوقف

.69 صO البناء معركة في الشورى 1

-117-

Page 118: الشورى فريضة إسلامية

, عن سد فقد السياسة أرباب عن والبعد العزلة اختار إذا فالعالمإليها المشار األحوال معرفة أبواب .1نفسه

)) (( الشروط هي والخبرة واألمانة العلم الثالثة الصفات فهذهالشؤون في والمشاورة النظر يتولون لمن الالزمة األساسية

: وكانت بقوله البخاري اإلمام جمعها وقد والدنيوية الدينية العامةأهل من األمناء يستشيرون وسلم عليه الله صلى النبي بعد األئمة

ممارسة. 2العلم أهل D أيضا هم يومئذ العلم أهل أن اساس علىابن قول في كذلك المضمنة األوصاف وهي ميدانية وخبرة عملية

, العاملين: العلماء مشاورة للسلطان ينبغي وكذلك جماعةوالمؤمنين ورسوله لله .3الناصحين

2-: الشورى أهل اختيارفي عنها وينوبون يمثلونها من بانتخاب األمة قيام من مناص ال

, أن يمكن المهمة لهذه األمة تنتخبهم ومن االنتخاب هذا مباشرةلهم ومتابعتها لهم األمة لمشايعة والعقد الحل أهل بأنهم يوصفواهذا إلجراء الالزم النظام تضع أن الدولة وعلى بنيابتهم ورضاها

الشروط النظام هذا في تعين وأن سالمته وضمان االنتخاباألمة – – تنتخبهم من في الفقهاء ماذكره ضوء في توفرها الواجبوالزم ضرورى االنتخاب هذا ومثل والعقد الحل أهل جماعة لتكوين

بالتوكيل األمة عن وكالتهم وإثبات والعقد الحل أهل إليجاد , الحاضر الوقت في حصوله يتعذر الضمني التوكيل ألن الصريح

D بابا يفتح الضمني التوكيل هذا مثل إجازة وألن األمة أفراد لكثرة , كل يستطيع إذ مستطير وشر بفوضى ويؤذن األمة على D خطرا

وينصب منهم نفسه يجعل أن والعقد الحل أهل شروط عن عاطلماال وهذا D ضمنا عنها بنيابته ترضى أنها بحجة األمة عن D ممثال نفسه

عقل يستسيغه وال الشريعة .4تجوزه , األكفاء انتخاب الشورى مجلس انتخاب سالمة ولضمان

من , البد بل االنتخاب لهذا نظام وضع يكفي ال لعضويته المخلصين, , األمة في األخالقي المستوى ورفع اإلسالمية المفاهيم إشاعة

األصلح إال ينتخبوا ال حتى وتقواه الله مخافة على األفراد وتربيةاإلسالم يأمر كما بواجبه األمة تنتخبه من .5وليقوم

النبوية السيرة في اعتمادأ األكثر هي المباشر االنتخاب طريقة إن , كان النموذجية الحقبة هذه ففي الراشدين الخلفاء سيرة وفي

.176 , 175 ص الممالك أحوال معرفة في المسالك - أقوم 1بينهم. شورى وأمرهم , باب االعتصام , ك - البخاري 2.72 ص اإلسالم أهل تدبير في األحكام - تحرير 3.14ص زيدان الكريم عبد اإلسالم دار في الفراد - حقوق 4.21 ص نفسه - المصدر 5

-118-

Page 119: الشورى فريضة إسلامية

ينبثقون الذين هم والمقدمون والمستشارون والوجهاء الزعماءطبيعي بشكل وقراهم ومدنهم وعشائرهم أقوامهم في ويقدمون , لعموم واالختياري التلقائي بالتقدير يحظون الذين وهم طوعي

كان , فقد بهم ورضي انتخبهم الذي هو الناس جمهور فيكون الناسوالنقباء والوجهاء الزعماء مع يتعامل وسلم عليه الله صلى النبي

بهم برضاهم تلك مكانتهم وتبوؤوا أقوامهم اختارهم الذينإياهم .1وتقديمهم

: والخزرج لألوس والسالم الصالة عليه قال الثانية العقبة بيعة ففي , فأخرجوا قومهم على يكونون منكم D نقيبا عشر اثني لي اخرجوا

األوس من وثالثة الخزرج من تسعة منهم D نقيبا عشر اثني .2منهم- , إنما النقباء يعين لم وسلم عليه الله صلى الرسول أن ونالحظ

عليهم سيكونون فإنهم بايعوا الذين إلى اختيارهم طريق تركويقوم يكفله من اإلنسان يختار أن واألولى وكفالء، مسؤولين

أن وسلم عليه الله صلى الرسول وأراد شوري، أمر وهذا بأمره،. نقبائهم اختيارهم خالل من عمليا الشورى يمارسوا

- , حضروا الذين أن المعلوم فمن االختيار في النسبي التمثيلثالثة , , األوس من البيعة حضروا الذين من أكثر الخزرج من البيعة , من ثالثة النقباء كان ولذلك يزيدون بل األوس من أضعاف

الخزرج , من وتسعة . 3األوسقبيلة على يمن أن والسالم الصالة عليه أراد حينما حنين غزوة وفي

, وعرض معه المقاتلين أصحابه دعا سبيهم، عليهم ويرد هوازن , : قد وإني تائبين جاؤونا قد إخوانكم فإن بعد أما D قائال األمر عليهم

يطيب , أن منكم أحب فمن سبيهم إليهم أرد أن ذلكرأيتما أول من إياه نعطيه حتى حظه على يكون أن أحب ومن فليفعل

, : الله يارسول بذلك طبنا قد الناس فقال فليفعل علينا الله يضئمنكم : أذن من ندري ال إنا وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال

أمركم , . عرفاؤكم إلينا يرفع حتى فارجعوا يأذن لم ممن ذلك فيالله صلى الله رسول إلى رجعوا ثم عرفاؤهم فكلمهم الناس فرجع

وأذنوا طيبوا قد أنهم فأخبروه وسلم .4عليهكانوا – – والعرفاء النقباء هؤالء أن هو المقام هذا في يعنينا والذي

, من وأهليتهم مكانتهم عن ناجم تلقائي اجتماعي انتخاب نتيجةيرسلهم أحد يكن فلم أخرى جهة من بهم الناس رضى وعن جهة

, منهم يخرجونهم الذين هم كانوا بل عليهم يفرضهم أو إليهم.72 ص البناء معركة في - الشورى 1(.426\1للصالبي) النبوية - السيرة 2(.430,431\1) نفسه - المصدر 3.72 ص البناء المعركة في - الشورى 4

-119-

Page 120: الشورى فريضة إسلامية

, الخلفاء فكان النبوية للسنة D وفقا الراشدين الخلفاء سنة وجاءتالناس وجوه جمعوا دنيوي أو ديني أمر في يستشيروا أن أرادوا إذا

.1ورؤوسهمأن , ينبغي ال أصلية طريقة واعتمادها الطريقة هذه تفضيل أن على

وسد االستدراك سبيل على التعيين طريقة اعتماد من D مانعا يكون , وضوابط حدود وفق بها العمل يمكن D أيضا الطريقة فهذه النقص

, أن كما والتحكم لالستبداد D طريقا تتحول أن دون فائدتها تحققالسليمة الطريقة هي الحاالت بعض في تكون قد التعيين طريقة

, بعض وأعضاء المستشارين خواص اختيار في كما والمثليأو – – أمنية شؤون في المتخصصة االستشارية اللجان أو المجالس

الصرفة .. االختصاصات من ذلك نحو أو اقتصاديه أو .2عسكرية , المختصون هم أناس منها شأن ولكل متعددة الحياة شؤون إن

األمة , , ففي عليه يكون أن مايجب ومعرفة معرفته أهل وهم فيهوحسم المنازعات وفض القضاء جانب األمة وفي القوة جانب

, , السياسية جانب وفيها واالقتصاد المال جانب وفيها الخصومات , اإلدارية الفنون جانب وفيها والخارجية الداخلية الشؤون وتدبير

, , جانب وفيها الهندسة جانب وفيها والتربية التعليم جانب وفيهاجانب ولكل الجوانب من ذلك غير وفيها اإلنسانية والمعارف العلوم

والمران , الخبرة وطول اآلثار وعظيم اآلراء بنضح فيه عرفوا أناسعلى يجب الذين وهم المختلفة الشؤون في الشورى أهل هم هؤالء

, الرأي في عنها وتنيبهم ثقتها وتمنحها بآثارهم تعرفهم أن األمة , وهم واستشارتهم رأيهم ألخذ الحاكم إليهم يرجع الذين وهماألمة به تسوس ما لمعرفة اإلسالم نظر في الدائمة الوسيلة

, اجتهاد إلى ويحتاج الشرعية المصادر في يرد لم مما , 3أمورها االختصاص أصحاب على الشورى في يعتمد أن ينبغي ولذلك

المعرفة من نوع إلى تحتاج التي المعروضة المسائل في والخبرةشؤون وفي الدين علماء يستشار واألحكام الدين شؤون ففي

, الصناعة شؤون وفي المهندسون يستشار والهندسة العمران , خبراء يستشار التجارة شؤون وفي الصناعة خبراء يستشار

, وهنا وهكذا الزراعة خبراء يستشار الزراعة شؤون وفي التجارةالدين علماء يكون أن الضروري من أنه إلى األنظار توجيه من البد

من , المستشارون يخرج ال حتى الشؤون هذه في D مشتركا D قاسما. الشريعة حدود عن المتنوعة السياسات تقرير

.73 ص نفسه - المصدر 1.74 ص نفسه - المصدر 2.258 ص للصالبي الزنكية - الدولة 3

-120-

Page 121: الشورى فريضة إسلامية

3: والمستشار- وللمستشير للمشورة نموذج : بن حصن بن عيينة قدم قال عنهما الله رضي عباس ابن عن

الذين , , النفر من وكان قيس بن الحر أخيه ابن على فنزل حذيفةكهوال ومشاورته عمر مجالس أصحاب القراء وكان عمر يدنيهم

, : هذا عند وجه لك أخي ياابن أخيه البن عيينة فقال شبانا أو كانوا: : عباس , , ابن قال عليه لك فأستأذن قال عليه لي فاستأذن األمير

: ه�ي� , , قال عليه دخل فلما عمر له فأذن لعيينة الحر فاستأذنبالعدل , , بيننا تحكم وال الجزل ماتعطينا الله فو الخطاب ياابن , : الله إن المؤمنين أمير يا الحر له فقال به هم حتى عمر فغضب

وسلم عليه الله صلى لنبيه قال �ع�ف�و� خ�ذ�"تعالى م�ر� ال� ف� و�أ �ع�ر� �ال ب

�ع�ر�ض� �ين� ع�ن� و�أ اه�ل �ج� ماجاوزها "ال والله الجاهلين من هذا وإنالله كتاب عند D وقافا وكان عليه تالها حين .1عمر

: النص هذا من والفوائد والدروس العبر منلولي , , أ- والتنبيه والنصح والحلم كالعلم الشورى أهل صفات بعض

األمر.عامة- – – خدمة في يكون البطانة أهل من وغيره المستشار أن ب

. والتهم , – – وبين بينهم قطع الهمزة وصل همزة ويكون الناسمن- للناس والمخارج األعذار يلتمس المستشار أن ومنها جبدل , عنهم والعفو التجاوز إلى األمير ويدفع أدبهم وسوء إساءتهم

. منهم واالنتقام معاقبتهم إلى دفعه , عامة- يشجع العقوبة وال الزجر وعدم العفو هذا أن ومنها س

وانتقاداتهم , ومالحظاتهم شكاويهم تقديم وعلى الكالم على الناسإذ , سيزول األدب سوء أن العلم مع خوف أو رعب دون ونصائحهم

": تعالى قال األدب بحسن �ن ق�وبل �ات� إ ن �ح�س� �ن� ال �ذ�ه�ب �ات� ي ;ئ Oي "الس : آية) , (.114هود

– – D أحيانا أدب قلة مع ولو والصراحة الحرية على الناس وتشجيعوالنفاق . التملق على تشجيعهم من أولى

وكان- , للشورى مجالس له كانت عنه الله رضي عمر أن ومنها ش. D وشبابا كهوال العلم أهل من وأعضاؤها أهلها

المخلصين- الناصحين من بطانته يختار كان عمر أن ومنها ك. بهم نفسه ويحيط �دنيهم وي

تمنع- , وال تردد بال وناصحه مستشاره من يقبل األمير أن ومنها لالله , كتاب من ونابعة له نصيحته كانت إذا خاصة تكبر .2وال

بالمعروف. وأمر العفو خذ باب التفسير , ك - البخاري 1.177 , 176 ص للريسولي - الشورى 2

-121-

Page 122: الشورى فريضة إسلامية

: ومأسستها: الشورى ثامنا4نحو على وقواعدها الشورى قضايا وبناء للشورى االعتبار اعادة إن

مواجهة أجل من ذلك من مايلزم واستكمال فعال متكاملومادته , المرجعيه أسسه يجد ذلك كل ومتطلباتها التطورات

النبوة – التأسيسية للمرحلة والتطبيقي النظري الرصيد في البنائيةالنظم – وفي ومقاصده الشرع قواعد وفي الراشدة والخالفة

مختلف وفي تاريخهم عبر المسلمون بها عمل التى والخططعلى إليها النظر هو الشورى تأسيس في االنطالق ونقطة دولهم

بل , , الشريعة من جزء فهي تعالى الله من وشرع ووحي دين أنهاوتعطيلها , , للشريعة تطبيق فتطبيقها قواعدها من كبرى قاعدة

الوحي , – بعد الرئيسية األداة هي ذلك بعد ثم للشريعة تعطيل هوالفردية– التصرفات في والرشاد والسداد الهداية لتحقيق

, , D أوال بالوحي ويترشدون يهتدون فالمسلمون والجماعيةالعلم مطلق يأتي معهما أو وبعدهما ثناياهما وفي ثانيا وبالشورى

بمقتضيات األمر تعلق وسواء واالجتهاد التجربة وتأتي والعقلالمؤمنين , فإن D وحيا ليس فيما الشورى أوبمقتضيات الوحي

بأنهم " �م�ع�ون�موصوفون ت �س� �ق�و�ل� ي �ع�ون� ال ب �ت �ه� ف�ي ن �ح�س� الزمر" ) , أبأنهم( "18آية: موصوفون هم مثلما D ذ�ين�تماما �وا و�ال اب �ج� ت ;ه�م� اس� ب �ر� ل

�ق�ام�وا ة� و�أ هو الص ال� م�ر�� ور�ى ��مأ �ه�م� ش� �ن �ي �اه�م� و�م�م ا ب ق�ن ز� �نف�ق�ون� ر� ي

" : آية) , (.38الشورىالمشتركة ومصالحهم العامة أمورهم في المسلمين مشاورة إن

يقوم من أو الناس إشراك كان وإذا منهم غصبه يجوز ال لهم حق هوفال , , حقوقهم من حق هو أمورهم تدبير وفي الشورى في مقامهم

وهذا لهم ظلم هو وتعطيله وإسقاطه الحق هذا غصبهم أن شكهذا استمرار وبقدر الحق، أصحاب بعدد ويتفاحش يتفاقم الظلم

آثاره وسيئ واالمتراكمة "1الغصب �ر� �ب �ا ف�اع�ت �ول�ي ي �ص�ار� أ �ب الحشر)" األ�(.2آية, :

: الملك أو المال أخذ هو إنما الظلم تحسبن وال خلدون ابن يقول , , بل المشهور في كما سبب وال عوض غير من مالكه يد من

عمله في غصبه أو أحد ملك من أخذ من وكل ذلك من أعم الظلمظلمه فقد الشرع يفرض لم حق عليه أوفرض حق بغير طالبه أو

العمران بخراب الدولة على عائد كله ذلك فالشورى. 2ووبالالوحي , , بعد أمورهم وصالح ورشدهم الناس لهداية الثاني المصدر

من هو وتعطيله غصبه وأن المسلمين حقوق من حق أنها وعلى.132,133 ص البناء معركة في - الشورى 1.510 ص المقدمة االول المجلد خلدون ابن - تاريخ 2

-122-

Page 123: الشورى فريضة إسلامية

هذا , تصحيح وأن بالمسلمين حاقت التي والمفاسد المظالم أعظموأحد الضرورية الشروط أحد هو نصابها إلى الشورى وإعادة الوضع

. ودنيوي ديني ونهوض إصالح لكل األساسية المسالكالشورى: إدارة في والفقهي التنظيمي الفراغ-1

, وإدارة الشورى إدارة مسألة في والفقهي التنظيمي الفراغ إنمنطق لتحكم D سببا الدوام على شكل قد السياسية االختالفات

دموية وتصفيات وصراعات فتن من ذلك مايعنيه بكل والغلبة القوةوضع إلى المبادرة تقتضي كانت صحيحة وآثار أحاديث وردت وقدوصد وتجاوزها النزاعات لفض عليها ومتعارف مضبوطة قواعد

بالسيوف ومعالجتها فيها السقوط بدل وتجنبها .1الفتنالله- رسول أن أبيه عن سعد بن عامر عن عليه أ الله صلى

, معاوية بني بمسجد مر إذا حتى العالية من يوم ذات أقبل وسلمإلينا , , إنصرف ثم D طويال ربه ودعا معه وصلينا ركعتين فركع دخل

, , اثنتين فأعطاني D ثالثا ربي سألت وسلم عليه الله صلى فقال , فأعطانيها بالسنة أمتي يهلك ال أن ربي سألت واحدة ومنعني

بأسهم يجعل ال أن وسألته فأعطانيها بالغرق أمتي يهلك أال وسألتهفمنعنيها .2بينهم

ليس صرفة قدرية بأسباب يتعلقان والثاني األول الطلبين أن نالحظيمكن , وال يدها صنع من وال كسبها من وليس فيها مسؤولية لألمة

. تعالى الله قدر إال هالكها من يدفعها أنأو واجتنابه واجتراحهم الناس بعمل فمتعلق الثالث الطلب وأما

وحذرهم والوحدة األخوة أسباب إلى أرشدهم وقد بأيديهم عالجهمبمخالفة إال بينهم بأسهم يكون فلن والفرقة العداوة أسباب من

, أن إال أمامهم فليس عليهم فرض فيما وتفريطهم دينهم أحكام , يحتاطوا وأن بأنفسهم أفعالهم عن الناجمة مشاكلهم يحلوا

اإلخالل نتائج فليتحملوا وإال والصراعات الفتن أبواب ويسدوا. الله لحدود التعدي ونتائج والتفريط

فرض , أن والفتنة والتفرق التصارع ضد اإلسالمية التحصينات ومنيكون أن المسلمين ه و"على م�ر�

� ور�ى ��مأ �ه�م� ش� �ن �ي ".ب , , وتحكيم العقل وتحكيم الشرع تحكيم إلى تفضي والشورى

حيث , , وتوافق وتفاهم حوار والشورى المصلحة وتحكيم المنطق , وفي وإقناع واحتجاج استدالل والشورى حقه حق ذي كل يأخذ

من , وسائلها بكل والمغالبة واألنانية االستبداد يوجد األخرى الجهة

.136 ص البناء معركة في - الشورى 1الساعة, واشراط ك - مسلم 2

-123-

Page 124: الشورى فريضة إسلامية

وتآمر وبأس وسيف : 1مكر أن وسألته وسلم عليه الله صلى وقوله)) (( , بينهم بأسهم أن معناه ليس فمنعنيها بينهم بأسهم يجعل ال

, , أن فقط معناه بل منه مخرج وال عنه محيد وال عليهم مفروض , لتصرفهم متروك وأنه لهم مضمون وغير مجاب غير الطلب هذا , بأنفسهم ألنفسهم يحتاطوا أن عليهم وأن وسلوكهم وتدبيرهم

اعتماد والصراعات للفتن D تجنبا تحقيقها يلزم التي االحتياطات ومنمواطن في الشورى وتنظيم الشورى، إدارة وتنظيم الشورى،

, , يقول المعنى هذا وفي خاصة بصفة الصراع ومظان النزاع : المنظمة الشورى ولعدم الثعالبي الحجوي محمد الفقيه العالمة

الله , ليقضي عمر بعد والحروب الفتن من ماوقع وقع اإلسالم في, : ذلك . من شئ عمر فكر في يجول كان إنه أقوال أزال وال أمره

الخالفة شورى لمجلس تنظيمه .2بدليل: البحر- كموج تموج التي الفتنة ب

تموج التي الفتنة حديث عن الصحابة بعض الخطاب بن عمر سأل : , أمير يا عنه الله رضي اليمان بن حذيفة له فقال البحر كموج

: , , قال D مغلقا بابا وبينها بينك إن منها عليك بأس ال المؤمنين : : أن أحرى ذلك قال يكسر بل ال قلت قال ؟ يفتح أم الباب أفيكسر

يغلق . ال , حيث الحديث هذا على جميل تعليق الريسوني أحمد وللدكتور

, , البحر: كموج تموج آتية فتنة عن نبوي إخبار أمام فنحن يقولعلى ستدخل وأنها حين إلى مغلق باب دونها الفتنه هذه وأن

وبصيرته , , بحنكته عمر سأل وهنا الباب ذلك زوال عند المسلمين , بل ال حذيفة جواب فيأتي ؟ يفتح أم الباب أفيكسر نظره وبعد , , تم إذا المغلق فالباب يغلق ال أن أحرى ذلك عمر فيقول يكسر , , إذا ولكن طبيعية بكيفية غلقه إعادة يمكن طبيعية بكيفية فتحهيعاد , , , أن إلى أي حين إلى األقل على D مشرعا بقي وحطم كسر

كسره كان أن وأما المعتاد إغالقه وإلى السوي وضعه إلى الباببعد إال وإعادته إصالحه يتأتى ال فقد وتنازع خصام نتيجة وتحطيمه

أسبابهما ومعالجه والنزاع الخصومة .3إنهاء , وأصحاب الفتن وجه في وإغالقها األبواب بناء إعادة هو والمخرج

ويكون, ومخارج مداخل عندنا وتكون أبوب عندنا تكون فحين الفتن , , , ويكون مفتاحه باب لكل مفاتيح وعندنا وبوابون حراس عندنا

.137 ص البناء معركة في - الشورى 1. الحجوى ( لمحمد239\1) اإلسالمي الفكر تاريخ في السامي - الفكر 2.138 ص البناء معركة في - الشورى 3

-124-

Page 125: الشورى فريضة إسلامية

, حينئذ )) (( واإلغالق والفتح والخروج للدخول قوانين أو قواعد عندنا. , تسربت أو تسللت أو أطلت لو حتى الفتن من خوف ال

وتنظيم الشورى ومأسسة الشورى بتنظيم أعنيه ما بعض هذا إن , قوانين من والبد للشورى مؤسسات من البد أي الشورى إدارة

للشورى مؤسسة, 1تنظيمية لتنظيم D واسعا D مجاال أعطانا واإلسالماألمة هذه في االختصاص بأهل D منوطا D اجتهادا ذلك وجعل الشورى

, أمر قد D مثال فهو والمتغيرة المتحركة للمجاالت مراعاته من وهذا , أمر قد وهو D محددا D تنظيما لذلك يضع ولم والتعلم والتعليم بالعلمالله أنزل وبما بالعدل ذلك يكون وأن الناس بين والقضاء بالحكم

, D تنظيما لنا يضع ولم بالجهاد وأمر D قضائيا D نظاما لنا يضع لم ولكنه D نظاما يفرض ولم المنكر عن والنهي بالمعروف باألمر وكلفنا لذلك

لنا يرسم ولم والتحبيس الوقف على وحث لذلك مفصلة طريقة أوالعصور عبر المتراكمة األوقاف لتسيير D .2نظاما

, المالبس بمثابة هي التنظيمية والوسائل والقوانين فاإلجراءاتفي وتفاوتها األجسام بحسب تفصل ولكنها عنها غنى وال ضرورية

واعتدال وحر برد من الطقس أحوال وبحسب والزمان األحجام , األعمال طبيعة وبحسب واعتالل صحة من الجسم حالة وبحسب

, القارى أمام أصنع أكثر المسألة ولتوضيح المختلفة والممارساتأخذت التي الشرعية والتكاليف للوظائف D واحدا D نموذجا الكريم

والتعليم العلم وهو والمأسسة والتقنين التنظيم من مايلزم – , في كما والتعليم العلم ففي ومآلها الشورى مع للمقارنة

, في – ثم وتشجع وتأمر وترغب تحث وأحاديث آيات وردت الشورى , والفاعلية الجدية بكامل تتسم تطبيقية ممارسة نجد D معا األمرين

, ولم – – والمرونة والعفوية بالبساطة تنظيمها حيث من تتسم D أيضادخلت ذلك بعد الراشدين الخلفاء عهد على D كثيرا األمر يختلف

والضبط التنظيم من متواصل مسار في والتعليمية العلمية المسألة , إلى D سريعا األمر انتهى حتى والتفريع والتوسيع والمأسسة

, والبنايات اإلدارية البنيات ذات النظامية والجامعات المدارس , بموادها التعليمية نظمها عن D فضال المالية والموارد العمرانية

, وجامعات مدارس أمام D وأصبحنا وأساليبها ومستوياتها وبرامجهاهذه وكل والتحصى التعد حكومية ورسمية تحصى وال التعد أهلية

واإلجازات والشواهد والتخصصات والمناهج والمؤسسات النظم , وسلم عليه الله صلى الله رسول يفعلها لم والميزانيات والمواردالعلماء فيها وتنافس المسلمون إليها بادر ذلك ومع بها، أمر وال

.139 ص البناء معركة في - الشورى 1.140 ص نفسه - المصدر 2

-125-

Page 126: الشورى فريضة إسلامية

ضئيلة العلمية الحركة لبقيت ذلك ال ولو والفقراء واألغنياء واألمراءالجديدة والتحديات للمتطلبات االستجابة أمكنها ولما وبدائية

, , , اإلسالمية وللدولة اإلسالمية وللدعوة اإلسالمية للمجتمعاتواإلندثار للتالشي عرضة نفسها هي .1ولبقيت

, محدد شرعي وضع لها ليس التنظيمية التدابير هذه كانت وإذا, والتعيين التفصيل وجه على بها D مأمورا وال عليها D منصوصا وليست

والموجهة الحاكمة العامة القواعد من D عددا تضمن قد الشرع فإنالشورية الممارسة ففي شرعية وظيفة كل وفي مجال كل في

للممارسة والهادية المؤسسة والقواعد المبادئ من عدد هنالكالعلمية التجربة ومن والسنة القرآن من مستوحاة وهي الشورية

الراشدين وخلفائه وسلم عليه الله صلى .2للنبيوكذلك لممارستها المنظمة القواعد وضع تستوجب الشورى إن

متغيرات تواكب التي واإلجرائية المؤسسية األطر إلى الحاجة تبرز , دائرة في يدخل مما وهي األصل مقتضيات على وتحافظ العصربلوغ نحو الوسائل بتطوير تتصل التي المشروعة االجتهادات

, الشورى ممارسة شكل تنظيم ألن بها عناية من والبد الغايات , شورى إلى إما يحولها قد التنظيم هذا وغياب الفعالية لها يضمن

. , لها غنى ال الرأي في فوضى إلى وإما لها الحقيقة صوريةفي الفرد بحق اإلقرار أن على يرتكز للشورى المقصود والتنظيم D أوال االلتزام في الفرد بواجب االلتزام يقابله أن يجب الشورى

D مخالفا كان إن رأي من عنه تسفر بما D وأخيرا محلها في بممارستها . برأي العمل من المستفاد الشورى والدرس رأي من عليه هو لماالتردد ولحسم القرار واتخاذ العمل تبعة نتائج تتحمل أن األكثرية

القرار اتخاذ .3بعدوالمراد النتائج كانت مهما كمنهج الشورى بالتزام األمر ويجيء

. الشورى على األمة تربيةإجراءات لتنظيم أصلى كتاب إلى فقيرة الجانب هذا في مكتبتنا إن

, مجاالت تنظم التي قوانيننا أن كما الرأي وإبداء والتداول االجتماعتراعي تأصيلية مرجعية إلى D أيضا فقيرة الرأي وإبداء والتعبير القولجوامع إلى نشير هنا ولكننا المسؤولة الحرة الممارسة مقتضيات

المجاالت في حاكمة قوانين إلى �ترجم ت أن يمكن التي األفكار من. D آنفا إليها المشار

.140 ص البناء معركة في - الشورى 1.141 ص البناء المعركة في - الشورى 2.123 ص اإلمام د. احمد والثقافة والسياسة الفقة في مراجعات - الشورى 3

-126-

Page 127: الشورى فريضة إسلامية

الظروف – بحسب أو ومصر عصر كل في للشورى البد وهكذاحيث – من تناسبها وإجراءات مؤسسات من والزمانية المكانيةفي بجوهرها الشورى احتفاظ مع المقاصد لتحقيق مناهج هي

ما أو إلجماع الوصول بغية وتبادله الرأي إلبداء حرة ممارسة كونهاأحكام إعمال في المشروعة االجتهادات من الوسائل وهذه يقاربه

, في االجتهاد استخالص ويمكن العصر متغيرات على الشورىوالرقابية التشريعية الشورى مجالس الكريمة 1استحداث اآلية من

" : تعالى ذ�ين�قال �وا و�ال اب �ج� ت ;ه�م� اس� ب �ر� �ق�ام�وا ل ة� و�أ هو الص ال� م�ر�� ��مأ

ى ور� �ه�م� ش� �ن �ي �اه�م� و�م�م ا ب ق�ن ز� �نف�ق�ون� ر� : " ي آية) , وذلك( 38الشورى: التالي النحو على

: , أ- ,)) وليس )) الناس إلى الموكول األمر أي وأمرهم لفظ من يؤخذكان , ما إال اللهم والداللة النص الثابت الوحي به نزل الذي الله أمر

. اإللهي األمر هذا تنفيذ وسائل حول الشورى من ,)) (( وذلك- والخاصة العامة بين أي بينهم لفظ من يؤخذ كما بالبيعة ثم الخاصة البيعة خالل من المسلمين إمام اختيار حول

االنتخابات, العصر هذا في بمثلها أسلفنا كما كان وربما العامة, األمة ممثلي بين العامة األمور في الشورى على عالوة الرئاسية

, مجالس وهي العام باالنتخاب الشورى مجالس اختيار يقتضي مماالفردي . الحكم استبداد دون تحول والرقابة للتشريع

, اإلجماع- والتشريعية الرئاسية االنتخابات في �توخى ي أن ويمكن جمجالس في األمر وكذلك والراجح الغالب العام فالرأي وإال

: عليكم وسلم عليه الله صلى لقوله والتنفيذية التشريعية الشورىاألعظم .2بالسواد

2: ووظائفه- الشورى مجلس صالحياتالقوانين- ودستورية واألحكام النظم شرعية على الرقابة

. االختصاص وأهل العلماء مهمة وهي وشرعيتهاحق- وممارسة للمشروعية D وفقا النصيحة واجب وأداء المحاسبة

الرقابة.. والوالة- المعاونين عن الرضا عدم إظهار

. المناصب- من وغيرها للرئاسة المرشحين حصر حق: الشورى وظائف وأما

أساسية وظائف للشورى فإن كله السابق العرض من يستفاد كما: يلي فيما إجمالها نستطيع

.124 ص اإلمام , د. أحمد - الشورى 1.125 ص الشورى17722 رقم أحمد - مسند 2

-127-

Page 128: الشورى فريضة إسلامية

)) (( يقوم- ومن الرئاسة والية والعباد البالد أمور يلي من اختيار. أدنى مستويات في مقامه

المستويات- كل على العامة والرقابة التشريع مجلس اختيار.)) المحلي)) , والمستوى الوطني المستوى

.)) الدستور- )) العام الحكم عقد تعديل أو إقراراألربعة- األمور وهذه للبالد المصيرية القضايا في قرار إلى التوصل

. العامة للشورى تفرضاألجهزة- جميع داخل قرار إلى .1الوصول

3: المؤسسية- الشورى قواعد منللسنة- D اتباعا والتنفيذ التخطيط في األغلبية برأي األقلية التزام أ

. الراشدة الخالفة وسنة النبويةعليها- يحاسب أخطائه عن مسؤول الحاكم إن ثم .2ب

4: المعاصرة- الشورية المؤسسات من: الشورى ممارسة تقتضي التي المؤسسية األطر أما

ثم- اسمه كان مهما الوطني الرقابي التشريعي المجلس أالشأن في للشورى األساسية المحال هي وهذه المحلية المجالس

العام.يجب- اآلراء وتبادل والنظر التداول حيث من التنفيذية والمجالس

. ومنهجها الشورى بأدب محكومة تكون أن– – جمعها- الشأن يكون أن يجب أو تجتمع التي الخبراء مجلس, التخصص صفته العامة السياسات أمور من أمر حول للتداول , ال علماء شورى وهذه مختلفة فيه الدراية وأهل الخبراء آراء ولكن

عامة سياسة لتبني التمهيد إلى تؤدي ولكنها األصوات عد إلى تلجأ. المجتمع أو الدولة في

. والسياسة- التخطيط لشؤون �دعى ت التي المؤتمرات , , للنفع- مؤسسات أو أحزابا اجتماعية أو كانت سياسة الجمعيات

هم, أو معين فن أهل من للراغبين مفتوحة تجمعات أو العاممشترك.

وإعمارها إنشاؤها الدولة على للشورى D أطرا هنالك أن يتضح ومما , من األمر أولو يلتزم وأن بالتشاور وإلزامها منتظم بشكل بالعضوية

نشرها .3بعد5: الشورى- لعملية اإلجرائية النظم

.126 ص اإلمام , د. احمد - الشورى 1.132 ص نفسه - المصدر 2.121 ص اإلمام , د. احمد - الشورى 3

-128-

Page 129: الشورى فريضة إسلامية

, منها وفعالة ميسورة الشورى عملية تجعل إجرائية نظم هنالكمايلي:

-. والنقاش النظر من حظه ليجد األقلية لرأي كاملة الفرصة إتاحة- , والنقاش السليم العرض له تمهد الرأي خدمة في اإلجراءات جعل

متى حجبه على تتحايل أو شاءت إذا تمنعه عليه �دة سي ال المفيدشاءت.

- , بإتاحه وذلك الرأي إبداء حق على الزمني القيد هيمنة إبطال, قضايا من عليهم المعروض على للتعرف لألعضاء كاملة الفرصة

. القرار اتخاذ لحظة من كاف وقت قبل لها يهيأتكون , - حتى الصحافة وأهمها للشورى الممهدة المؤسسات ترشيد

, من بها المنوط التمهيدي للدور بأدائها السليم الشورى لألداء D عونا , , وإبداء إخفاء أو تضليل أو تزييف بدون والقضايا باآلراء تعريف

. المصلحة حسبكفة - إلعالء مواد أو بنود أية من لوائح من يوضح فيما االبتعاد

الصوت إال األعضاء سائر على المؤسسي النفوذ وأهل الرؤساء. العرض في األرحب بالفرصة وإال المرجح

ويجنبه - الخاص برأيه الجهر على العضو يعين أن شأنه من ما إتاحة , , وعدم علنيته أو التصويت سرية شاكلة من العصبية برأي التسليم

. الرأي إبداء محض على تترتب عقوبة أو محاسبة أية إفضاءالقويم - الشوري للتداول الممهدة الشورى دوائر .1إقامة

المؤسسة- 6 تطوير تؤيد الشرعية والقواعد األصولالشورية:

ومن الشورية المؤسسة تطوير تؤيد الشرعية والقواعد األصول إن. القواعد هذه

: فجور- من أحدثوا بقدرما أقضية للناس dحد�ثdت أعبد بن عمر للخليفة منسوبة الصيغة بهذه كانت وإن القاعدة هذه , عند وبعده قبله بها معمول قاعدة فإنها عنه الله رضي العزيز

والقضاة والوالة .2الفقهاء , مثال أفضل فإن الشورى موضوع إلى القاعدة بهذه انتقلنا وإذا

من هناك أن بلغه حين عنه الله رضي عمر إليه ماذهب هو به أبدأأمام المسلمين ويضع يريد من بيعة إلى ليبادر وفاته فرصة يتحين

بالبيان عمر يكتف لم الخطير التطلع هذا وأمام الواقع األمر , من, مشورة بغير تمت إذا البيعة هذه ببطالن بالحكم وال والتحذير , وهذا لنفسه يقبلها ولمن إليها يبادر لمن بالقتل هدد بل المسلمين

.123 ص اإلمام , د. احمد - الشورى 1.141 ص البناء معركة في - الشورى 2

-129-

Page 130: الشورى فريضة إسلامية

, لم ذلك ومع السنة في وال الكتاب في له نظير وال له وجود ال حكمأعلم – – فيما عليه يعترض ولم عمر على الصحابة من أحد ينكره

هذه إنها عمر؟ من الحكم هذا سند فما اآلن إلى العلماء من أحد , وأي فجور من أحدثوا ما بقدر أقضية للناس تحدث الجليلة القاعدة

األمة بحق والتالعب واالستخفاف التهور هذا من أكبر فجورالتي والعبرة ومكافئ رادع حكم من فيه بد ال أمر فهذا ومصيرها؟

ومجتمعهم وحياتهم الناس في تطور كل أن هي وغدنا ليومنا نأخذها , واألحكام المناسب االجتهاد إلى يحتاج السلبي التطور وخاصة

, لكي ومقاصده التشريع قواعد ووفق الشرعية األدلة وفق المالئمةمايحفظ كل المؤسسات ومن النتظيمات ومن التدابير من يتخذ

, الفتن يدفع أو يمنع وما ومصالحهم دينهم المسلمين علىعنهم .1واالنحرافات

: الذرائع- سد قاعدة ب , الذرائع سد استعمل من أول D أيضا عمر نجد الشورى موضوع وفي , أدخله حين وحتى الله عبد ولده استخالف رفض حين وذلك

األمر من له يكون أال اشترط الشورى أصحاب الستة مع للحضورمن استبعد وكذلك االقتضاء عند والترجيح الرأي لمجرد وإنما شيءمثل بالجنة المبشرين من أنه رغم زيد بن سعيد عمه ابن األمر هذا

, , إن يخشى كان عنه الله رضي فعمر الشورى أصحاب الستة , لتوريث ذريعة ذلك يتخذ أن أهليته رغم قرابته أحد بعده يتولى

هذا, ومع واألحفاد واألجداد واألبناء اآلباء بين دولة وجعلها الخالفة , قد الذرائع سد قاعدة أن ولو حين بعد ولو حصل المحذور فإن

, شؤونه وتدبير ومؤسساته السياسي النظام مجال في أعملتتاريخنا في السياسية الممارسة أصاب مما كثير على الباب ألغلقت

واالستبداد واإلفساد والتضليل والتعطيل التالعب .2من: المرسلة- المصالح التشريع ج أصول من كبير أصل وهذا

, هي, إنما وأحكامها الشريعة أن أساس على يقوم وهو اإلسالميما جلب على أحكامها مدار وأن ودنياهم دينهم في العباد لمصلحة , أو عاجلة لهم حقيقية مفسدة فيه ما ودرء لهم حقيقية مصلحة فيه

: 3آجلة على, وأساسها مبناها الشريعة فإن القيم ابن يقول كما , , ورحمه كلها عدل وهي والمعاد المعاش في العباد ومصالح الحكم , , العدل, عن خرجت مسألة فكل كلها وحكمة كلها ومصالح كلها

, , المفسدة إلى المصلحة وعن ضدها إلى الرحمة وعن الجور إلى

.144 , 443 ص البناء معركة في - الشورى 1.146 ص البناء معركة في - الشورى 2.147 ص نفسه - المصدر 3

-130-

Page 131: الشورى فريضة إسلامية

, , فيها أدخلت وإن الشريعة من فليست العبث إلى الحكمة وعن.1بالتأويل

, الشورى وتخدم تحقق التي واألحكام التدابير جميع اعتماد ويمكننا , وعالقات شورية حياة إقامة ومصلحة الشورى ممارسة ومصلحة

ألنه, مندوب أو واجب فهو الباب هذا في يدخل ما فكل شورية, , , بدقة شروطهم وتحديد المستشارين فتحديد مرسلة مصلحة

, مواعيد وتحديد محددة زمنية فترات على وذاك هذا ومراجعة , , وقضائية علمية متعددة شورية هيئات وتأسيس للشورى دورية

. اإلمام يختارون لمن المسبق والتحديد ومالية وعسكرية وسياسية, ذلك وشروط عزله كيفية وكذلك له واختيارهم تشاورهم وطريقة

, هذه كل مكاسبهم عن ذلك شغلهم إذا الشورى ألهل رواتب وجعل , األخذ يتعين التي المرسلة المصالح باب في تدخل غيرها وأشياء

ذلك إلى الحاجة دعت كلما .2بها: وخير: مصلحة فيه لما االقتباس س

مما لهم ويصلح ينفعهم ما كل غيرهم من يقتبسون المسلمون كان , نقتبس أن يعلمنا الكريم القرآن إن بل دينهم مع يتعارض ال

, عليه سليمان الله نبي استفاد فقد اإلنسان غير من حتى ونستفيد: تعالى قال عميم وخير مبين فتح ذلك في وكان الهدهد من السالم

�ح�طت� ف�ق�ال� " �م�ا أ �م� ب �ح�ط� ل �ه� ت �ك� ب �ت ئ > م�ن و�ج� �إ ب > س� �إ �ب �ن �ق�ين> ب "ي : آية) , , 22النمل الملكة( إعالن هي اليقين النبأ هذا عاقبة وكانت

تاريخي تحول من ذلك يستتبع ما كل مع وإسالمها إيمانها بلقيس" : تعالى قال ومملكتها ملكها �ت� في ب; ق�ال ;ي ر� �ن �م�ت� إ �ف�س�ي ظ�ل ن

�م�ت� ل �س� �م�ان� م�ع� و�أ �ي ل ه� س� �ل ب; ل �م�ين� ر� �ع�ال : " ال آية) . ( .44النملولومه- الغراب من آدم ولد استفادة الكريم القرآن علينا قص كما

" : تعالى قال الغراب إليه اهتدى ما إلى يهتد لم ألنه لنفسه�ه� ف�ط�و ع�ت� ه� ل �ف�س� �ل� ن يه� ق�ت �خ� �ه� أ �ل �ح� ف�ق�ت ص�ب

� ر�ين� م�ن� ف�أ �خ�اس� * ال�ع�ث� �ه� ف�ب Dا الل اب �ح�ث� غ�ر� �ب ض� ف�ي ي ر�

� �ه� األ �ر�ي �ي �ف� ل �ي �و�ار�ي ك و�ءة� ي س��خ�يه� �ا ق�ال� أ �ا ي �ت �ل ت� و�ي �ع�ج�ز� �ن� أ �ون� أ �ك �ل� أ اب� ه�Oذ�ا م�ث �غ�ر� ال

و�ار�ي�� و�ءة� ف�أ �خ�ي س� �ح� أ ص�ب

� اد�م�ين� م�ن� ف�أ : " الن آية) , -30المائدةبكل(. , 31 اإلنسان مع بنا فكيف والغراب الهدهد مع هذا كان فإذا

, تطوير على قدرة ومن وفكرية عقلية قدرات من الله وهبه ما , تراث من تاريخه وفي فيه مثبوت هو وبما والخبرات التجارب

وآرائهم الحكماء حكمة ومن وآثارهم .3األنبياء(.3\3) الموقعين - أعالم 1.149 ص البناء معركة في - الشورى 2.150 ص نفسه - المصدر 3

-131-

Page 132: الشورى فريضة إسلامية

: الخندق- حفر – , الخندق غزوة في األحزاب اجتمعت لما النبوية السيرة وفي

حول , الخندق حفر فكرة جاءت واستئصالهم المسلمين غزو على , كان أسلوب وهذا دخولها من الغازية الجيوش لمنع المدينة – , ذكر فيما سلمان بذلك أشار الذي وكان الفرس يستعمله

: كنا – إنا وسلم عليه صلى الله لرسول قال فقد المغازي أصحابوسلم , عليه الله صلي النبي فأمر علينا خندقنا حوصرنا إذا بفارس

بنفسه , فيه وعمل المدينة حول الخندق .1بحفر, : فارس من دعونا وسلم عليه الله صلى الله رسول يقل ولم

المشركين المجوس أساليب من .2ودعوناأن أراد لما وسلم عليه الله صلى الله رسول أن الصحيحين وفي

: )) , (( له قيل والنجاشي وكسرى قيصر زمانه ملوك إلى يكتب , عليه الله صلى الله رسول فصاغ بخاتم إال D كتابا يقبلون ال إنهم

)) الله )) رسول محمد فيه ونقش فضة حلقته D خاتما .3وسلم , الحضاري واالنفتاح التوجه هذا نماذج من مسلم صحيح وفي

األخرى . الشعوب من واالستفادة : رسول سمعت العاص بن عمرو عند القرشي المستورد قاله ما

, : الناس أكثر والروم الساعة تقوم يقول وسلم عليه الله صلى الله : : الله رسول من سمعت ما أقول قال تقول ما أبصر عمرو له فقال

: , : D أربعا D لخصاال فيهم فإن ذلك قلت لئن قال وسلم عليه الله صلى, , مصيبة عند إفاقة وأسرعهم فتنة عند الناس ألحلم إنهم, , وضعيف ويتيم لمسكين وخيرهم فره بعد كرة �وشكهم وأ

: الملوك ظلم من وأمنعهم جميلة حسنة صفات 4وخامسة وكلها , الصفة هذه دراستنا إلى وأقربها االقتداء إلى والدعوة وثناء مدح

, الصحيح )) (( اإلسالمي فالنهج الملوك ظلم من وأمنعهم الخامسة , في أجاد من وكل إحسانه في أحسن من بكل التأسي جواز

: اإلسالم , يوافق ما هو والميزان إصابته في أصاب من وكل إجادته. مصالحهم ويخدم المسلمين ينفع وما ويخدمه

, فاقتبسوا الراشدون والخلفاء الصحابة صار األساس هذا وعلىالمجال , هذا في كثيرة واألمثلة تنطع وال تحرج بال .5واستفادوا

النظم من غنية وتجارب هائلة تطورات الحديث العصر عرف لقدالمكلفة المؤسسات تشكيل مجال في وخاصة واإلدارية السياسية

(.148\8) الباري - فتح 1.151 ص للريسوني -الشورى 2والبخاري. -مسلم 3الساعة. وأشراط الفتن ,ك - مسلم 4.153 ص للريسوني - الشورى 5

-132-

Page 133: الشورى فريضة إسلامية

والتجارب التطورات هذه ومجمل وتسييرها العامة الشؤون بتدبيرفي وننظر منها واالستفادة دراستها يمكن التنظيمية واألنماط , ذلك سمي واسوا D قليال أو D كثيرا منها نأخذ ثم ونتائجها جدواها , , D نهجا أو D ديمقراطيا D اقتباسا أو ديمقراطية أساليب أو ديمقراطية

باأللفاظ , , ال وبالمعاني باألسماء ال بالمسميات فالعبرة D ديمقراطيا , بالوسائل ال والجواهر وبالمقاصد بالمصطلحات ال وبالمحتويات : , والمعاني بالمقاصد االعتبار فإن القيم ابن يقول كما والمظاهر

واألفعال األقوال . 1في: الديمقراطية- من نستفيد هل

وأهميتها مشروعيتها تكتسب إنما والطرق والموازين الوسائل إن. إليه وتفضي تحققه ما خالل من ومكانتها

: الناس ليقوم كتبه وأنزل رسله أرسل الله فإن القيم ابن قال , فإذا واألرض السماوات به قامت الذي العدل وهو بالقسط

طريق , بأي صبحه وأسفر العقل أدلة وقامت الحق أمارات ظهرت , يحصر لم تعالى والله وأمره ورضاه ودينه الله شرع فثم كانالطرق من غيره وأبطل واحد نوع في أماراته وأدلته العدل طرق

أن الطرق من شرعه بما بين بل وأظهر وأدل منه أقوى هي التي , طريق فأي بالقسط الناس وقيام والعدل الحق إقامة مقصودة

ومقتضاها , بموجبها الحكم وجب العدل ومعرفة الحق به استخرجغاياتها المراد وإنما لذواتها �رد ت ال ووسائل أسباب .2والطرق

تهذيبها مع بالديمقراطية األخذ أو الديمقراطية، النظم من األخذ إنباب من وهو وجدت أنى الحكمة طلب باب من هو وإنما وترشيدها، , ابن يقول كما الشرعية والسياسة الرشيدة الشرعية السياسةإلى – أقرب معه الناس يكون بحيث األفعال من كان ما هي عقيلعليه الله صلى الرسول يشرعه لم وإن الفساد، من وأبعد الصالح

وحي به نزل وال .3وسلم , فليس الديمقراطية والنظم التجارب من االستفادة نقرر وحينمااقبلوا أو دعوها أو جملة الديمقراطية خذوا لنا يقول أن ألحد

.)) (( أو بحذافيره النموذج هذا خذوا أو تها عال على الديمقراطيةها)) ومر� بحلوها الغربية الديمقراطية عند 4خذوا الديمقراطية لئن

وهم والعطاء واألخذ للنقد قابلة إنسانية تجربة هي إنما أهلهاوآفات ونقائص عيوب فيها بأن .5معترفون

(.181\3الموقعين) - أعالم 1.21 ص الحكمية ( الطرق373\4) الموقعين - أعالم 2(.372\4) الموقعين - أعالم 3.167 ص للريسوني - الشورى 4.167 ص نفسه - المصدر 5

-133-

Page 134: الشورى فريضة إسلامية

: الديمقراطية* آفات مناليوم، الديمقراطية منها تعاني التي اآلفات أكبر سيطرةفمن

, المؤسسة على السيطرة من D بدءا مقاليدها على المال أربابفي بالسياسية التحكم ثم وموجهة متحكمة مؤسسات من يتبعها ما

االنتخابية الحمالت تمويل ثم وتمويلها الكبرى األحزاب تأسيسوسائل امتالك ثم قانونية، وغير قانونية بطرق التكاليف، الباهظة

من وضد يريدون، من لصالح وتوجيهها فيها والتحكم الكبرى اإلعالمأو لألقلية، تابعة برلمانية أغلبية إلى النهاية في نصل وهكذا يريدون،

األغلبية بحكومة المسماة األقلية حكومة إلى .1نصلوالديمقراطية: الشورى بين الفروق من ـ7

D الديمقراطيOة اعتبرنا إذا D مOذهبا D اجتماعيOا أن لنOا فليس بذاتOه قائمOا ويتضOOمنها، ويستسOOيغها يقبلهOOا اإلسالم أن أو اإلسالم، من إنها نقول

فلسOOفتهما، أو وجOOذورهما، أصOOولهما في مختلفOOان مOOذهبان همOOا إذ يحOOارب اتجOOاه أنهOOا ىلع إليهOOا نظرنOOا إذا ولكننOOا تطبيقهOOا ونتOOائج

جمهOOرة سOOبيل في ويسعى والتمييز، واالستئثار، الفردية،واالستبداد عن وسOOؤالهم الحكOOام، مراقبOOة وفي الحكم، في ويشOOركه الشOOعب بهOOذا ديمقراطيOOة نزعOOة ذو فاإلسOOالم عليهOOا، ومحاسOOبتهم أعمOOالهم

نظامOOه أي بOOه الخاصOOة ديمقراطيته لإلسالم أن أو جدال، بال المعنى مOOراقبتهم من الشOOعب ويمك�ن واسOOتئثارهم، الحكOOام اسOOتبداد يمنOOع

.2ومحاسبتهم

D ثمة الريس: إن ضياء محمد الدكتور يقول مOOا كثOOيرة لالتفOOاق أوجها وعليOOOه أكOOOبر، االختالف أوجOOOه لكن والديمقراطيOOOة، اإلسOOOالم بين

D المركزيOOOة النقOOOاط أهم في الخالف سنحصOOOر البعض  أن , علمOOOا� منهOOا وجعOOل نقطOOة وعشOOرين خمس من أكOOثر إلى أوصOOلها حOOاجزا من يكن مهمOOا أنOOه , العتبOOار والديمقراطيOOة الشOOورى مابين للفصل يصOOعب الضOOخم الفOOارق هOOذا , فOOإن اإلجOOراءات بعض في التقOOاء.3تجاهله

� الديمقراطية أن  - أ , الدينيOOة سياسOOية أنظمOOة في تمOOارس كانت ما غالبا� كOOان االعتقاد , ألن الغرب في السيما ينتج الOOديني الحكم أن سOOائدا� الحOOاكم ويجعOOل كهنوتيOOة طبقOOة العالقOOة حصOOر , وبالتOOالي مقدسOOا

.242 ص األمة أخراج ومعاودة - الشورى 1.276 ص نفسه - المصدر 2.318 ص الصالحات , د.سامي - الشورى 3

-134-

Page 135: الشورى فريضة إسلامية

ضOOد والزندقOOة الكفOOر أحكOOام إصOOدار , ويتم المخالف الرأي ويصادر.1أوروبا في والعلم الكنيسة أزمة في حدث , كما المعارضين

يحكم ال اإلسOOالم بOOأن يOOؤمن مجتمOOع عن تنبOOع الشورى أن حين في� وصOOورها أشOOكالها بكافOOة بالحياة المرتبطة اإليمان معاني عن بعيدا

� الدين ويجعل فرقOOة أو طائفOOة في العبادة يحصر , وال للحياة منهاجا.2عالمة أو حاكمة كانت وإن

, البحتOOة الماديOOة القضOOايا في الديمقراطيOOة أهداف حصر تم إذا       - ب على وقOOدرتها لمعناهOOا تجميOOد , فهOOذا والحكم بالسياسOOة أوعزلهOOا الى تسOOعى الشOOورى أن حين , في المجتمعOOات تطور مع االنسجام

, الروحيOOOة أو الماديOOOة صOOOلة ذات والقضOOOايا المسOOOائل كOOOل بحث القبيلOOة دائOOرة إلى الصOOغير األسOOري النطOOاق من تبOOدأ فالشOOورى الشOOعبية المشOOاركة تتحقOOق , وبالتالي والدولة والمجتمع والعشيرة

� .3والحكم الدولة إدارة في السياسية النخب مشاركة عن فضال

, أرض أو عOOرق أو بجنس اإلسOOالم في اليتحOOدد األمة مفهوم - أن ج ومفهOوم اإلسOالمية العقيOدة روح وبالتOالي األوسع األمة بمفهوم بل

مفارقOOات وجOOود ظOOل , في األصOOل هي المسOOلمين بين الوحOOدة قطOOر في ذلOOك يحOOدد الOOديمقراطي النظOOام أن حين , في سياسOOية

. الواحد القطر أبناء بين والتنافر المشاحنات وجود , مع معين

التشOريع مصOدر هOOو الشOعب يكOOون الOديمقراطي النظOOام س- في أو البرلمOOان في تمثلهم فئOOة إلى التمثيOOل أمOOر إيكOOال في وبالتحديد� تتمثل الشعب أرادة ان , علما النيابي المجلس أو األغلبيOOة في غالبا يعOOوزه الOOديمقراطي البرلمOOاني أو النيOOابي النظام أن , كما األكثرية

حOOزب كOOل ينOOال أن وهOOو النسبي التمثيل مسألة في الدقة من نوع� سياسي من مانالOOه مOOع , يتناسب التشريعية الهيئة مقاعد من نصيبا� يOتيح وهو االنتخابات في بها أدلي التي األصوات مجمل � أيضOا فرصOا

فى مقاعOOد على للحصOOول االنتخابOOات في األقلية أحزاب لمرشحي الOOذين أن , أي والدعائيOOة االنتخابيOOة الOOبرامج ضبابية , إلى المجلس

على حاصOOلين كOOانوا وإن الشرعية هم بالتأكيد ليس الشعب يمثلون. البرلماني النظام إجراءات على بناء� تفويض

.70 – 9 ص قطب , محمد معاصرة فكرية - مذاهب 1.318 ص الصالحات , د.سامي - الشورى 2.319 ص نفسه - المصدر 3

-135-

Page 136: الشورى فريضة إسلامية

وجOOل , عOOز للOOه فيOOه التشريع يكون الشورى نظام في أن حين في أو االجتهاديOOة المسOOائل في وحOOتى ،سOOبحانه لOOه والحاكميOOة وحOOده

في مايوازيه وهذا الشريعة مقررات عن التخرج أن األصل ،الخالفية سOOلطة أن , بيOOد الغOOربي الفكOOر في السOيادة الOديمقراطي النظOOام مقيOOدة هي , بOل مطلقOOة ليس اإلسOOالمي النظOOام ظOOل في الشعب

الديمقراطيOOة , أن أوضOOح بصOOورة أو  وأحكامها الشريعة بمقرارات بعض في تكOOون قOOد , بل السماوية والشرائع العليا ئالمباد تتجاهل.1السماوية المعتقدات لكل وازدراء رفض حال في األحيان

األخالق مابين يجمع الذي اإلسالمي بالنظام مرتبطة الشورى ج- أن العمOOل إطOOار عن يخOOرج ال ،اإلسOOالمي السياسOOي والعمل والتشريع الOOدنيا كسOOب على العمOOل هOOو النظOOام هذا من الغاية ألن ،األخالقي� واآلخرة فيهOOا بصOOورة  والدولة األفراد مصالح تحقيق خالل من ،معا

. األرض في االستخالف لمفهوم وعمران صالح

� تخضع الديمقراطية أن حين في تحصيل إلى الغربي الفكر في غالبا كOOانت إذا , السOOيما األغلبيOOة رأي , حسOOب النسOOبية والقيم المنOOافع مكيOOا وسياسOOات والمخادعOOات الحيOOل تقع قد وعليه مطلقة األغلبية األخالقي الفسOOOاد يوقOOOع ممOOOا "،الوسOOOيلة تOOOبرر الغايOOOة،"فيللي

. الديمقراطية بإسم واإلصالحي

, فمن األغلبيOOة هOOذه في تنحصOOر والقيم الدسOOتور كOOان إذا سOOيما , وأن الديمقراطيOOة اإلجراءات تحكم التي القيم تنحصر أن الممكن

أو أخالقيOOة مرجعيOOة أي , بOOدون والقيمOOة القOOانون النOOاخبون يقOOرر العمليOOة خالل من األغلبية على حصوله بعد هتلر فعل , كما معرفية

بموافقOOة والدينيOOة العرقيOOة األقليOOات بتصOOفية فقOOام الديمقراطيOOة في الممOOارس هOOو الديمقراطيOOة من النOOوع ا, وهذ األلمانية األغلبية يمكن واللOOذة المنفعOOة تحصOOيل على القOOائم النظOOام بهذا إذ ،الغرب من ذلOOك وغOOير ،اإلجهOOاض أو السOOحاق أو ،المثلي الOOزواج إجOOازة النOOواب من األغلبية تحصيل بحجج اإلنسانية للقيم المخالفة األفعال

� بعضهم يكون , إذ أخالقيOOا الشOOاذة الجمعيOOات هOOذه قبل من مرشحا منظومOOة على تقOOوم الغربيOOة األنظمOOة أن على نؤكOOد مايجعلنا وهذا المشOOكلة وليس المسOOلمين عند القائمة تلك عن جذريا تختلف قيم

.86 ص الواعي , توفيق واإلستشارة الشورى - فقه 1

-136-

Page 137: الشورى فريضة إسلامية

المصOOلحة تحصOOيل إجOOراءات , بOOل فقOOط السياسOOي النظOOام في.1والخلق القيم فلسفة إلى باألساس يعود وهذا للشعوب

والمعاني الدالالت من لها شرعي كمفهوم الشورى قيمة أنأش هو ما المقيدات ماإليمانية من D واستعماال D استخداما وأوسع ل

, الدولة في المواطن أن إذ الديمقراطية العملية في والمحدداتإنكار في الله أمام الشرعية المسؤولية مدى يستشعر اإلسالمية

, الشرعية, المسؤولية أن أي ذلك على الغير حمل وفي المنكرالديمقراطي النظام في القانونية المسؤولية من ابن ،2أقوى عن

: : قال أنه وسلم عليه الله صلى النبي عن عنه الله رضي مسعوديلق الرجل كان إسرائيل بني على النقص مادخل أول ,ىإن الرجل

مات ودع الله اتق ياهذا , صنفيقول من, يلقاه ثم لك يحل ال فإنه ع , فلم وقعيده وشريبه أكيله يكون أن ذلك يمنعه فال ,االغد ذلك فعلوا

, قال ثم ببعض بعضهم قلوب الله �ع�ن�"ضرب ذ�ين� ل � ال وا �ف�ر� م�ن ك�ي �ن �يل� ب ائ ر� �س� ان� ع�ل�ى إ �س� �ن� و�ع�يس�ى د�او�ود� ل �م� اب ي �ك� م�ر� �م�ا ذ�ل ب

� ع�ص�وا �وا �ان �د�ون� و ك �ع�ت �* ي �وا �ان � ك �اه�و�ن� ال �ن �ت �ر> ع�ن ي �وه� م�نك ف�ع�ل�س� �ئ �ب � م�ا ل �وا �ان �ون� ك �ف�ع�ل ى* ت ي ا �ر� Dير� �ث �ه�م� ك و�ن� م;ن �و�ل �ت ذ�ين� ي ال� وا �ف�ر� �س� ك �ئ �ب �ه�م� ق�د م�ت� م�ا ل ه�م� ل �نف�س� �ن أ خ�ط� أ �ه� س� �ه�م� الل �ي ع�ل�ع�ذ�اب� و�ف�ي �د�ون� ه�م� ال ال �و�* خ� �وا و�ل �ان �ون� ك �ؤ�م�ن �الله ي �ي; ب ب والن�نز�ل� و�م�ا �ه� أ �ي �ل خ�ذ�وه�م� م�ا إ �اء ات �ي و�ل

� �Oك�ن أ ا و�ل Dير� �ث �ه�م� ك ق�ون� م;ن ف�اس�" (: اية, : .( 78O 81المائدة بالمعروف لتأمرن والله كال قال ثم

, , على ولتأطرنه الظالم يدي على ولتأخذن المنكر عن ولتنهون , D قصرا الحق على ولتقصرنه أطرا على. 3الحق الفقهاء أجمع بل

, من تحريمها وعلى معصية غير في والوالة األئمة طاعة وجوب.4المعصية

والديمقراطية: الشورى بين االتفاق -أوجه8

OOOاواة أن أOOة المسOOر وحريOOدة الفكOOة والعقيOOة والعدالOOفي االجتماعي والحكم, بقOOدر السياسOOي بالنظام تنحصر ال والديمقراطية الشورى وأن السOOيما الواحد المجتمع أفراد بين االجتماعي البعد على ماتؤكد

راحة من إطار متعاون, وفي إنساني كيان ظل في الشعب : يعيش5العيش

.321 ص الصالحات د.سامي - الشورى 1.321 ص حضاري ونهوض مؤسسية تنمية - الشورى 2(.160\4) المالحم , ك داود أبي - سنن 3.322 ص مؤسسية تنمية - الشورى 4.96 ص للزحيلي والديمقراطية الشورى دين - اإلسالم 5

-137-

Page 138: الشورى فريضة إسلامية

فرض والصدقات الزكاة فرض خالل من االجتماعي والتكافلعن الدفاع أجل من للمال الدولة احتاجت إذا األغنياء على الخراج: , تعالى قال كما والمساكين والمحتاجين الفقراء وكفاية "البالد

� �وا �ع�او�ن �بر; ع�ل�ى و�ت ق�و�ى ال � و�الت � و�ال �وا �ع�او�ن � ع�ل�ى ت �م �ث �ع�د�و�ان� اإل " و�ال( : , آية (2المائدة

وتفاصOOيله, الدين شؤون كل في تدخل عامة بصورة العدالة يةضوق الواليOOات, معظم في شOOرط عبدالسOOالم: العدالOOة ابن يقOOول كمOOا

.1والتقصير الخيانة عن وازعة لتكون

D هذا وينطبق عبداللOOه بن جابر روى كما االقتصادية الحرية على أيضا اللOه 2يOرزق النOOاس قولOه: دعOOوا وسOOلم عليOOه اللOه صلى النبي عن

أكOOد وقOOد  فلينصOOحه أخOOاه أحOOدكم استنصOOح بعض, فإذا من بعضهم اإلسOOالم في االجتماعيOOة الديمقراطيOOة أن:ليحيالOOز وهبOOة الOOدكتور

في منهOOا األوائOOل المسOOلمين حيOOاة في بكثOOير مOOدى أبعOOد كOOانت في السياسOOية الديمقراطيOOة كOOانت الحديثOOة, كمOOا الOOديمقراطيات

D عنايOOة أكOOثر اإلسالم بأسOOاليب منهOOا الديمقراطيOOة ألهOOداف وتحقيقOOا3الديمقراطية تلك وشكليات

القOOOرارات في المشOOOاركة من الفOOOرد تمكن على يتفقOOOان فهمOOOا على لحصOOي الفرد أن كله, كما المجتمع تهمه, وتهم التي المصيرية

.بالده ثروة من عادل نصيب

فالشOOورى حكامها أو ممثليها تختار التي هي الشعب أو األمة أنب- العمOل مجOال في النOاس مشOاركة لتوسOيع تOدعوان والديمقراطيةD األمة بناء أخرى بصورة السياسي, أو D هذا ويعد سياسيا D, واجبا وطنيا

.4بالرأي واالنفراد االستبداد من نوع أي رفض على اتفاق وهناك

مOOا الحكم تسOOلمه عنه((عند الله )) رضي الصديق تنبيهات في لعل النOOاس: إني قال: أيها والشورى, عندما الديمقراطية أس إلى يشير أسOOأت فOOأعينوني, وإن أحسOOنت بخOOيركم, إن ولسOOت عليكم و�ليت

طاعة فال عصيت ورسوله, فإذا الله أطلعت ما فقوموني, أطيعوني5عليكم لي

( .109\1) األنام إصالح في األحكام - قواعد 1( .568\5) البيوع ,ك البيهقي - سنن 2.103 ص والديمقراطية الشورى دين - اإلسالم 3 .315 ص الصالحات د. سامي - الشورى 4.150 ص للص البي الصديق بكر - ابو 5

-138-

Page 139: الشورى فريضة إسلامية

وبشاعة غرابة مدى يوضح الصديق ذكره الذي األصيل المفهوم هذا فاأهOOد نم كان الرباني, بل المنهج واقع عن والمستبدين االستبداد

والجماعات األقوام واقع في االستبداد محاربة والرسل األنبياء ثعب على .. أو قOOارون نمOرود فرعOOون األفOOراد نطOOاق على أكOOانت سواء

قOOريش, هOOذا هOOود, مشOOركي نOOوح, قOOوم الجماعOOات. قOOوم نطOOاق.1متعدد بشكل ولكنه واحد لون االستبداد

في يتحكم )) المسOOتبد أن ه1320OOO ت الكواكOOبي فيتوصOO وعلى بشOريعتهم ال بهOواه بOإرادتهم, ويحOاكمهم ال بإرادتOه النOاس شOؤون

أفواه على رجله كعب المعتدي, فيضع الغاصب أنه نفسه من ويعلم , 2بمطالبتOOه بالحق, والتداعي النطق عن يسدها الناس من الماليين

رجOOل , فقط سياسة ورجلدولة, رجل يكون أن يمكن ال فالمستبد .3تعتريه التي الملذات لتلبية

أو الشOOورى في تعقOOد الOOتي األمOOة مصOOالح مخالفOOة جOOواز ج- عOOدم الموافقOOOة طريOOق عن تصOOOدر المصOOOالح هOOOذه الديمقراطيOOOة, ألن

.4بالرأي االنفراد أو األهواء طريق عن وليس الجماعية

بحكم الديمقراطيOOة األنظمOOة في يسOOمى فيمOOا مقاربOOة س: هنOOاك انتخاب يتم بها, وبها أدلى التي األصوات نصف من أكثر األغلبية, أي

التمثيOOل يعطى حيث النسOOبي التمثيOOل بطريقOOة التشOOريعية الهيئOOات التشOOريعية, الهيئة مقاعد من مئوية نسبة السياسي الحزب النسبي االنتخابOOات, في بها أدلى التي األصوات جملة نم نصبيه مع تتناسب

حOOتى البرلمOOاني القرار على األغلبية توافق أن يوجب النظام أن أي.5المفعول نافذ القرار يعتمد, ويصبح

بعض تجاوزنOOا , لOOو بOOه معمOOول األكثرية أو األغلبية مبدأ أن حين في الديمقراطيOOة نظام في األغلبية مصطلح استعمال على المالحظات

D األقلية أمر كان , وإن .6معتبرا

العمOOل المبOOدأ, وهOOو هOOذا الشOOريعة السياسOOة فقهOOاء اعتمOOد ولقOOد مبOOاحث في بOOه معمOOول الكOOثرة أو األكثريOOة ومصOOطلح باألكثريOOة

.315 ص الصالحات د. سامي - الشورى 1.33 ص االستعباد ومصارع االستبداد - طبائع 2.315 ص الصالحات .سامي د - الشورى 3.315 ص نفسه - المصدر 4.316 ص الصالحات د.سامي - الشورى 5 .316 ص نفس - المصدر 6

-139-

Page 140: الشورى فريضة إسلامية

يحصل الكثرة : إنه631O اآلمدي قول ذلك ومن والترجيح التعارض , والسياسOOة الحكم مسOOالك في بOOه للعمOOل انتقل , ثم 1الترجيح بها ه728OO تميمOة وابن ه505OO الغOزالي منهم العلمOاء ذلOك يOرى كما

أحOق المسOجد أهOل : ويكOون هقولO ه450OO الماوردى لسان علىو قOOول على عمل إمام اختيار في المسجد أهل اختلف باالختيار, وإذا

2األكثرين

�عمل وكذلك القادر عبد األستاذ ذلك يرى الشورى, كما مبدأ في به ي يؤخOOذ لم إذا معنى لها يكون لن الشورى أن والواقع ه1383O عودة رأي الOOتزام يقضOOي  مOOةأال على الشOOورى , ووجOOوب األكثريOOة برأي

.3األكثرية

ذهب مOOا عبارة استعمالهم أن واختالفهم الفقهاء ألقوال والمالحظة األمOOر تعلOOق سواء الفقهاء من به: األكثرية وننيع وهم الجمهور إليه

السياسة. أو بالفقه

القOOانون, فOOوق األغلبيOOة اعتبOOار هنا, هOOو إليها يلتفت التي والمشكلة ال الحاكمOOOة هي الشOOOعب غالبيOOOة وأن الفالسOOOفة يحكم كOOOان كمOOOا

 وجOOه لكن اتفOOاق وجOOه هOOذا نجعOOل أن نسOOتطيع ال , فهنOOا4القOOانونD أن والشOOورى, بيOOد الديمقراطية مابين أساسي اختالف على تعOOويال

أغلبية ال ،العامة لحاالمص في اجتهادية أغلبية هنا الواقعة األغلبية أنوالقانون. التشريع أحكام في

الشOOورى مجOOالس عضOOوية تقOOارب النيابة المجلس عضوية ش- أن العضو يكون أن تشترط فالعضوية والصور، األشكال من العديد فيD بلغ قد D أقOOترف يكOOون ال معينة, وأن سنا بالشOOرف, وأن يخOOل جرمOOا

الشOOورية المجOOالس أن حين والسOOلوك, في السOOيرة حسOOن يكOOون أن تشOOترط , حيث بالشOOرع هOOذا, وأحكم إلى أقOOرب هو ما تشترط

D العضOو يكون وممارسOOة خOبرة اإلسOOالم, ذوي وأخالق بOدين ملتزمOاD يكون وأن وحنكة .5للمسؤولية أهال

:إجرائي كمنهج - الديمقراطية9

.316 ص نفس - المصدر 1 .182 ص السلطانية - األحكام 2 .317 ص الصالحات د.سامي - الشورى 3.33 ص , األنصاري الديمقراطية في وأثرها - الشورى 4.317 ص صالحات , د.سامي - الشورى 5

-140-

Page 141: الشورى فريضة إسلامية

الديمقراطية, كمنهج بالنظم المتعلقة الخبرات من االستفادة يمكن المتعلOOق العامة القرارات منهج أنها كعقيدة, بمعنى وليست إجرائي

مOOابين التعOOايش ضOOرورة إلى شOOيري منهج المجتمOOع أفOOراد بمصOOالح على يركOOزوا واللOOون, وأن والعOOرق الOOدين في اختلفOOوا ولOOو األفراد الفاسOOد وطOOرح الصOOالح لفOOرز وآليOOة الديمقراطيOOة, كمنهج فوائOOد

أشار حيث فيللي ميكا طرحه ما إلى ننظر أن ال واألناني والمتسلط األفراد, مثل األخالقية القيود تحت تكون أال يجب الحكومات أن إلى

الغايOOة, وجعOOل تOOبرر الوسOOيلة أن دعOOوى ذلOOك, أو تسOOتطيع ال ألنهOOاD الفكرة قيمة في المتلخصة عيةئالذرا , وال1شOOيء كOOل لقبOOول مدخالD, أن ملزمOOة اإلسOOالمية الOOدول أن شOOك مOOا كOOل أن على تنص دينيOOا

تنفيOOذلل قابOOل دسOOتوري, وغOOير وغOOير باطل فهو اإلسالم مع يتناقض أن يتصOOور مسOOلمين, ال أفOOراد من يتكOOون إسOOالمي مجتمع أي ففي ما تحليلهم الله, أو أحل ما تحريمهم على األكثرية أو باألغلبية ينعقد وذلOOك شOOرعي إثبOOات أو كOOدليل ينعقد فلن هذا حدث الله, ولو حرم

لسببين, هما:

وجOل عOOز للOOه خOالص حOق أنه والتحليل التحريم في األصل أن       -D أو جماعOOة المسلمين من أحد يملك ال وبالتالي هOذا يتOولى أن فOOردا

الحق.

D هذا حدث ولو       - أن الشOOرعي مسOOلم, فOOالقول مجتمOOع في فرضا يخOOالف حكم في األصOOوات أغلبيOOة على الحصOOول أو االجتمOOاع هOOذا

�عتد ال الشريعة ألمرين: به ي

أن إذ المجOOالس هOOذه مثOOل في تعقOOد ال الشOOرعية األحكOOام أن       - وليس أصحابها من تؤخذ أن الشرعية األحكام مناقشات في األصل

شOOحوا النيابيOOة, فهم المجالس أعضاء أو البرلمانيين أو النواب من ر� واالقتصOادية, ال السياسOOية النOOاس أوضاع إصالح أجل من اختيروا أو

الشرعية. األحكام تغير على العمل

� األغلبيOOة هOOذه حOOدثت ولOOو       - باسOOم مسOOلم مجتمOOع في فرضOOاD يكOOون أن يتعOOدى ال الديمقراطية, فهذا D إجماعOOا اسOOتفتاء أو سياسOOيا

D الالشعبي, العام الرأي D إجماعا كبير. بينهما والفرق شرعيا

.322 ص نفسه - المصدر 1

-141-

Page 142: الشورى فريضة إسلامية

فإنهOOا الشOOريعة أحكام من تغير أن تريد البرلمانية األغلبية كانت ولو الحكومOOOة ظOOOل في تسOOOتطيع ال أغلبيOOOة تسOOOتطيع, ألن, ال كOOOذلك

D تتعOOدى أن اإلسOOالمية D, على حكمOOا حOOدود التوجOOد أنOOه حين شOOرعيا الشOOذوذ بOOل الزنOOا إباحOOة لدرجة اإلسالمية غير الحكومة في شرعية

�طOOرح ال ما وهو D ي مOادام سOOالميةإال الدولOة إطOOار في للبحث أساسOOا.1نص هناك

أو الشOOرائع في القطعيOOة األحكOOام تغOOير من فOOOالخوف وبالتOOالي عنOOد عليOOه المجمOOع الدستور سيخالف ذلك يكون, ألن ال المعتقدات

مصOOدر هOOو الشOOعب أن الدولة, والعتبOOار في واألحزاب الفئات كافة وأقره, فاألصل الدستور هذا على اتفق الشعب أن السلطات, وبما

يبحث مOOا الديمقراطيOOة هذه تكن لم أنملة, وإال قيد عنه يخرج ال أن وتراثOOه ومعتقداتOOه ينOOهد تخOOالف كOOانت مجتمعOOه, إذا في الفرد عنها

المسOOلمين, لم علمOOاء عنOOد وأصOOولها بذاتها الشورى وأعرافه, وألن قول أهمها من وأصول بضوابط مقيدة كانت بل العنان مطلقه تكن�ن "تعالى: الله إ �OOم� ف� ع�ت از� �OOن� ء> ف�ي ت ي� �OOد�وه� ش ر� �OOل�ى ف� ه� إ �OOالل �ول �OOس " و�الر

(.59النساء, آية: )

الديمقراطيOOة تكOOون أن أولى باب الشورى, فمن حال هذا كان فإذا وهOOذا تعامليOOة وأصOOول بدستور مقيده تطبيقها المسلمون يريد التي

بشرطين: إال يتحقق لن

فال المواطOOنين بين السياسOOية المسOOاواة لمبOOدأ مجتمعي قبOOول       أ - بن عمOOر قOOال النOOاس, كمOOا على حOOزب أو عائلOOة أو لفOOرد سOOيادة

أمهاتهم ولدتهم وقد الناس استعبدتم عنه: متى الله رضي الخطابD أو اإلسOOالمية الدولOOة داخOOل المواطOOنين لكافة يتحقق , وهذا2أحرارا

عنOOه يعOOبر مOOا وهOOذا ،المسOOلمين لغOOير أو , للمسOOلمين خارجهOOا وواجبOOات حقOOوق وهي ،وواجبات حقوق مواطن لكل أي ،بالمواطنة والواجبOات الحقOوق في المسOاواة وتعتOبر ،القOانون أمOام متساوية

تناحر أو أهلية حرب قيام أو ،السلطة ضد شعبي انفالت من حصانه , أخOOرى دون فئة حقوق ضياع حال في الواحد المجتمع داخل فئوي

الطائفي فاالختال حصر يمكننا الشرط , وبهذا أختها دون جماعة أو.3الواحد المجتمع داخل والعرقي

.324 ص الصالحات , د.سامي - الشورى 1.325 ص الصالحات د.سامي - الشورى 2.325 ص الصالحات د. سامي - الشورى 3

-142-

Page 143: الشورى فريضة إسلامية

راعي ديمقOOراطي دسOOتور صيغة إلى التواصل    ب - �OOارات يOOف اعتبOOمختل وبهOذا الديمقراطيOة الممارسOة في انخراطهOا وشOروط الجماعOات

داخOOل واألحOOزاب األفOOراد وتحكمOOات برغبات التحكم يمكن الدستور كOOل سOOتكون عليOOه, بOOل المتفOOق الدسOOتور هOOذا على بنOOاءD الدولOOة

لOOه, خاضOOعة الدولة في السلطات عن الصادرة والقوانين القرارات قيOOود وضOع المواطOOنين, مOع كافOOة وحريات حقوق يضمن الذي وهو

الدسOOتور يحOOوي أن السOOلطة, البOOد ممارسOOات لكOOل دسOOتوريةمنها: مبادئ الديمقراطي

اإلسالمية. الشريعة أحكام سيطرة       -

الشعب. على لقلة وال لفرد سيادة ال       -

السلطات. بين الجمع عدم       -

العامة. والحريات الحقوق ضمان       -

السلطة. تداول       -

أنواعهOOا بكافOOة المواطOOنين لكافOOة والحريOOات الحقOOوق ضمنن وبهذاالعظيمة. 1اإلسالمية الشريعة إطار ضمن الحياتية ومجاالتها

الشورى: في اإلنسانية القيم ـ10

عرفهOOا حلOOة أبهى في اإلنسانية الشورى قر�رت اإلسالم شريعة أن اإلسOOالمي الOOدين ركOOز فقد والمضمون الشكل حيث من البشر بني

, واالقتصOOادية السياسOOية المOOواطن حقوق بين الموازنة أهمية علي , واعتOOبر الحيOOاة في اإلنسOOان حOOق على , فأكOOد وسطا األمر وجعل

D المجتمع ركOOز , كمOOا ألفOOراده الضرورية الحاجات توفير عن مسؤوالD , واعتبره وكرامته اإلنسان حرية على اللOOه أمام أفعاله عن مسؤوال

D الشOOرع وأمOOام والعOOرض والمOOال النفس حمايOOة بOOذلك مسOOتهدفا.2متوازن بشكل اإلنسانية والكرامة

وردت ولكن الكريم القرآن في ترد لم الحرية لفظة كانت وإن , تعالى كقوله تحرير مثل متعددة اشتقاقات �ان� و�م�ا " :على �م�ؤ�م�ن> ك ل

.325 ص نفسه - المصدر 1.329 ص الصالحات د. سامي - الشورى 2

-143-

Page 144: الشورى فريضة إسلامية

�ن �ل� أ �ق�ت Dا ي م�ؤ�م�ن �ال Dا إ �ل� و�م�ن خ�ط�ئ Dا ق�ت Dا م�ؤ�م�ن �ح�ر�ير� خ�ط�ئ �ة> ف�ت ق�ب �ة> ر� " م�ؤ�م�ن( : آية , D (92النساء محررا �ذ� "ولفظة �ت� إ �ة� ق�ال أ ان� ام�ر� ب; ع�م�ر� ;ي ر� �ن إ

ت� �ذ�ر� �ك� ن �ط�ن�ي ف�ي م�ا ل ا ب Dر ل� م�ح�ر �ق�ب ك� م�ن;ي ف�ت �ن �نت� إ م�يع� أ �يم� الس �ع�ل " ال( : آية , عمران .(35ال

D اإلسالم جاء ولهذا النOOاس, بين والتفرقOOة التميOOيز أشكال كل محاربا آنOOذاك العنصOOري(( السOOائد يزيOO)) التم الOOرق اإلسOOالم حOOارب وقOOد

.1بحكمه

السياسOOي النظOOام في والجماعOOة الفOOرد تشOOمل أنOOواع والحريOOةأبرزها. من اإلسالمي

-  : الشخصية أن الحرية بشرط يريد ما فعل الفرد إمكانية وهيوالفكر االعتقاد في األفراد حرية اإلسالم كفل وقد باآلخرين يضر ال

: تعالى � "قال اه� ال �ر� �ك ن� ق�د الد;ين� ف�ي إ �ي ب د� ت ش� �غ�ي; م�ن� الر� �ف�ر� ف�م�ن� ال �ك ي�الط اغ�وت� �ؤ�م�ن ب �ه� و�ي �الل ك� ف�ق�د� ب �م�س� ت و�ة� اس� �ع�ر� �ال �ق�ى� ب �و�ث � ال �ه�ا انف�ص�ام� ال ل

�ه� م�يع_ و�الل �يم_ س� : ) " ع�ل آية , (.256البقرةD وسOOلم عليOOه الله صلى النبي كان ولقد D سياسOOيا إعطOOاء في محنكOOا

لكOOل جOOامع دسOOتور خالل من المسOOلمين وغOOير للمسOOلمين الحريOOة المنOورة للمدينOة كسOكان اليهOود اسOتيعاب أراد عنOدما المواطOنين

سياسOOة اتخOOاذ وسOOلم عليOOه الله صلى ينشأ وحكمه, ولم رايته تحت نهجOOه كOOان المسOOلمين, بOOل غOOير ضOOد الديني التطهير أو االستئصال

ح, وجالءوبوض الصحيفة دلت 2الدينية للحريات أوسع هامش إعطاءسOOول عبقرية على مواد;هOOا صOOياغة في وسOOلم عليOOة اللOOه صOOلى الر�

مترابطة مواد�ها كانت , فقد ببعض بعضها األطراف عالقات وتحديد من وفيهOOا ،آنOOذاك المدينOOة في األوضOOاع لعالج وتصOOلح , وشOOاملة

بين التامOOة والمساواة ،ةقالمطل العدالة يحقق ما والمبادئ القواعد ،ولغOOاتهم ،ألOOوانهم اختالف على اإلنسOOان بنOOو يتمتOOع البشOOر, وأن

.3بأنواعها والح�ريات بالحقوق ،وأديانهم

ها التي المبادئ تزال وال بهOا معمOوال – جملتهOا الدسOتور- في تضOمن�ها واألغلب �ظم مختلOOف في كOOذلك ستظل أن إلى المعروفOOة الحكم ن

وثيقOOة أول , في تقريرهOOا من قOOرون بعد الناس إليها اليوم... وصل ة سOOول دو�نهOOا سياسOOي تنأعل فقOOد 4وسOOلم عليOOه اللOOه صOOلى الر�

.330 ص نفسه - المصدر 1.331 ص نفسه - المصدر 2.420 ص التمكين إلى التكوين من الرسول - دولة 3.65 ص فارس ألبي السياسي - النظام 4

-144-

Page 145: الشورى فريضة إسلامية

, وحOOق والعبOOادة العقيOOدة , كحريOOة مصOOونة الحريOOات الص حيفة: أن ولليهOOود ،دينهم مكفولOOة: للمسOOلمين الOOدين األمن... الخ, فحريOOة

هOذا يخOالف من وإهالك ،الوعيOد بOإنزال الص حيفة أنذرت وقد دينهمت , وقOOد القاعOOدة هOOذه يكسOر أو ،المبOOدأ OOة نصOق على الوثيقOOتحقي .1المساواة مبدأ تحقيق وعلى الناس بين العدالة

, وتفسح الناس بين العدل تقيم أن عليها واجب اإلسالمية الدولة إنإلى – – يصل أن حقه يطلب إنسان كل; أمام السبل وتيس;ر المجال

ماال , , أو D جهدا ذلك يكلفه أن دون وأسرعها السبل بأيسر ,2حقهأن تعوق , توعليها أن شأنها من التي الوسائل من وسيلة أي منع

على , اإلسالم أوجب لقد حقه إلى الوصول من الحق; صاحبأو لغاتهم إلى النظر دون الناس بين العدل يقيموا أن الحكام

, المتخاصمين , بين يحكم فهو االجتماعية أحوالهم أو أوطانهمأصدقاء لهم المحكوم يكون أن يهم�ه وال بالحق; أعداء ،ويحكم ،أو

فقراء ،أغنياء Dعما ،أو :ال تعالى قال عمل أصحاب �ا "أو �ه�ا ي ي� ذ�ين� أ ال

� �وا � آم�ن �وا �ون �ه� ق�و ام�ين� ك �ل ه�د�اء ل �ق�س�ط� ش� �ال � ب �م� و�ال ك �ج�ر�م�ن �آن� ي ن ش�

< ع�ل�ى ق�و�م �ال � أ �وا �ع�د�ل � ت �وا ب� ه�و� اع�د�ل �ق�ر� ق�و�ى أ �لت � ل ق�وا �ه� و�ات �ن الل إ�ه� �ير_ الل ب �م�ا خ� �ون� ب �ع�م�ل :"ت آية ) , يحملنكم( : 8المائدة ال والمعنى

قوم , حب� يحملنكم ال أنه هذا ومقتضى ظلمهم على قوم �غض بإليهم والميل محاباتهم .3على

: تعالى �ك� "وقال �ذ�ل �ق�م� ف�اد�ع� ف�ل ت �م�ا و�اس� ت� ك �م�ر� �ع� و�ال� أ ب �ت ت�ه�و�اءه�م� �م�ا آم�نت� و�ق�ل� أ ل� ب �نز� ه� أ �اب> م�ن الل �ت ت� ك �م�ر� �ع�د�ل� و�أ أل�

�م� �ك �ن �ي ه� ب �ا الل �ن ب �م� ر� �ك ب �ا و�ر� �ن �ا ل �ن �ع�م�ال �م� أ �ك �م� و�ل �ك �ع�م�ال ة� ال� أ ح�ج�ا �ن �ن �ي �م� ب �ك �ن �ي ه� و�ب �ج�م�ع� الل �ا ي �ن �ن �ي �ه� ب �ي �ل �م�ص�ير� و�إ :) " ال آية, :(15الشورى

, أن شأني من فليس عداوة دون باألنصاف مأمور أنني يعنيعالقة , , وهي سواء كل;هم بالناس وعالقتي أحد ض د أو ألحد أتعص ب

فأنا ،العدل وخص نصيرواألنصاف جانبه في الحق كان من يمن مكان من D كائنا فرد ألي; امتيازات أي� ديني في وليس ضده الحق كان

عندي , , لألكابر وال أخرى حقوق وللغرباء حقوق ألقاربي وليس , سواء عندي والوضعاء والشرفاء األصاغر عليها يحصل ال ،مم;يزات

حرام , والحرام للجميع ذنب والجرم والذنب للجميع حق فالحق� , , حتى الكل; على فرض والفرض للكل; حالل والحالل> الكل� على

�بي) النبوية - السيرة 1 (.575\1للص ال(.576\1) نفسه - المصدر 2 بي النبوية - السيرة 3 (.576\1) للص ال

-145-

Page 146: الشورى فريضة إسلامية

اإللهي القانون سلطة من مستثنى لست :1أنا تعالى. �ا"وقال �ه�ا ي ي� أ

ذ�ين� � ال �وا � آم�ن �وا �ون �ق�س�ط� ق�و ام�ين� ك �ال ه�د�اء ب �ه� ش� �ل �و� ل ع�ل�ى و�ل�م� ك �نف�س� و� أ

� �ن� أ �د�ي �و�ال �ين� ال ب �ق�ر� �ن و�األ �ن� إ �ك �ا ي �ي و� غ�ن� ا أ Dه� ف�ق�ير� ف�الل

و�ل�ى� �ه�م�ا أ � ب � ف�ال �ع�وا ب �ت �ه�و�ى ت �ن ال � أ �وا �ع�د�ل �ن ت � و�إ �و�وا �ل و� ت

� � أ �ع�ر�ض�وا ت �ن �ه� ف�إ �ان� الل �م�ا ك �ون� ب �ع�م�ل ا ت Dير� ب : ) " خ� أية , (.135النساء

مOOا الشOOرعية والسياسة الشريعة علماء عند الذمة أهل فقه في إن لهم وكان الذمة ألهل وعادلين كانوا, منصفين علماءنا أن إلى يشير

على وليس لهم الكاملOOة والحريOOة المواطنOOة أسOOاس على حقOOوق مOOدار على إسOOالمي عصOOر يشOOهد ولم لهم والقوميOOة الOOدين أساس

ألي ديOOني استئصOOال أو يقعOOر تطهير عملية أي اإلسالمية الحضارة الحاضOOنة دائمOOا اإلسOOالمية الOOديار كOOانت عرقية, بOOل أو دينية جماعة , كما والثقافية الدينية لكينونتها تحتفظ ، أن تريد جماعة ألى األولى

القمOOع ))أسبانيا(( جراء األندلس من وهروبهم اليهود مع الحال كانD العنصرية تكن ولم ،اإلسالم دار إلى الديني والتطهير الصليبي يومOOا

.2اإلسالم دعوة في دائرة األيام من

يسOOبب من ضOOد التظلم وحرية ،التعليم , وحرية العمل حرية وهناك السOOكن وحريOOة السOOلطة في مسOOؤوال أو حاكمOOا كOOان ولOOو األذى له

.. الخ واإلقامة

, عنOOه والتعبOOير يOOهأر إبOOداء في اإلسOOالمية الدولOOة في الفOOرد فحرية , اإلسOOالم مظلOOة تحت جماعOOة ألي الفكOOري االنتمOOاء في وحريتOOهD اإلسالم من تتخذ الجماعة هذه مادامت أصOOوله ومن ،فكريOOا منهجOOا

, إذ االنتماء هذا في الفرد على حرج التفكير, ال في قواعد العقائدية سOيما ير, الصOوالم لآالم في وتتفق الوسيلة في تختلف الطبائع أنD الطريق كان إذا اإلسالم. طريق وهو ،واحدا

مالك أنهما يخفى وال شريعتنا في , أصالن والحرية العدل دعامة إن.3الممالك جميع في واالستقامة القوة

-المساواة:

.202 ص المودودي األعلي ألبي اإلسالمية - الحكومة 1.322 ص صالحات , د.سامي - الشورى 2.333 ص نفسه - المصدر 3

-146-

Page 147: الشورى فريضة إسلامية

من وهو اإلسالم ها أقر� التي العامة المبادئ أحد المساواة مبدأ يعد�هذا أقر� ولقد المسلم المجتمع بناء في تساهم التي المبادئ

في , , ورد ومم�ا الحديث العصر وقوانين تشريعات به وسبق المبدأتعالى قوله المساواة لمبدأ D تأكيدا الكريم �ا:"القرآن �ه�ا ي ي

� اس� أ الن ا �ن �م إ �اك �ق�ن ل �ر> م;ن خ� �نث�ى ذ�ك �م� و�أ �اك �ن Dا و�ج�ع�ل ع�وب �ل� ش� �ائ ف�وا و�ق�ب �ع�ار� �ت ل �ن �م� إ م�ك �ر� ك

� ند� أ ه� ع� �م� الل �ق�اك �ت �ن أ ه� إ �يم_ الل �ير_ ع�ل ب " خ�(: آية , .(13الحجرات

وسOOلم: ياأيهOOا عليOOه اللOOه صOOلى اللOOه رسOOول قال الوداع حجة وفي لعOOربي فضOOل ال , أال واحOOد اكمبOOأ , وإن واحOOد ربكم إن , أال النOOاس

وال أسOOOود على ألحمOOOر , وال عOOOربي على لعجمى أعجمي, وال على صOOلى اللOOه رسOOول قالوا: بلغ , أبلغت؟ بالتقوى إال أحمر على أسود دمOOاءكم بينكم حOOرم قOOد اللOOه قOOال: فOOإن وسOOلم, ثم عليOOه اللOOه

وسOلم, عليOه اللOه صOلى اللOه رسول قالوا: بلغ وأموالكم.. أبلغت؟.1الغائب الشاهد وقال: ليبلغ

تكOOافؤ قوله: المؤمنون وسلم عليه الله صلى الرسول عن ورد وقد هذا إن 2أدناهم بذمتهم , ويسعى سواهم من على يد , وهم دماؤهم

D الشOOعوب من الكثير جذبت التي المبادئ أهم من كان المبدأ قOOديماD المبدأ هذا فكان ،اإلسالم نحو للمسOOلمين القOOو�ة مصادر من مصدرا

.3األو لين

ة(( بين , ))المسOاواة هنOا بالمسOاواة المقصود وليس �Oاس العامOالن D ويOOرون المخOOدوعين بعض ينOOادى كمOOا ،كافOOة الحياة أمور في جميعا في والتفOOاوت , والقOOدرات المOOواهب في , فOOاالختالف4عOOدال ذلOOك

, الOOتي المسOOاواة المقصود , ولكن� الخلق غايات من غاية الدرجات فيهOOا بOOأحوال مقيOOدة , مسOOاواة اإلسOOالمية الشOOريعة إليهOOا دعت

في تOOأتي , فالمساواة5األحوال جميع في مطلقة , وليست التساوى ،كافOOة االسOOالمية واألحكOOام ،والقضOOاء الشOOرع أمOOام النOOاس معاملة أو ،اللOOون أو ،الجنس أو األصOOل سOOببب تفريOOق دون العامة الحقوق.6ذلك غير أو ،الجاه أو ،الثروة

(.411\5) أحمد - مسند 1(.238\4) الديان , ك داود أبي - سنن 2.185 ص متولى الحميد عبد اإلسالم في الحكم نظام -مبادىء 3(.624\1) الميداني , حبنكة اإلسالمية - األخالق 4.116 ص الدين نور , لمحمد اإلدارة علم - مبادىء 5.463 ص للص البي الكريم القرآن في التمكين - فقه 6

-147-

Page 148: الشورى فريضة إسلامية

D الناس إن , المحكOOومو ،الحOOاكم ،سواسOOية اإلسOOالم نظر في جميعاOOOج ألغى لقOOOد ،واألسOOOود االبيض والعجم والعOOOرب ،والنسOOOاء لاالر�

سOOب أو ،واللOOون ،الجنس بسOOبب النOOاس بين الفOOوارق  اإلسالم ،الن�ام ،أوالطبقة اولOOذ سOOواء الشOOرع نظOOر في كلهم والمحكمون والحك

بين المبOOدأ هOOذا تطOOبيق على , تعمOOل األولى اإلسالمية الدولة كانت: اآلتي ترعي وكانت الناس

الخلOOق خOOالق من هعليOO , تOOؤجر تعبOOدي� أمOOر المساواة مبدأ إن       -وتعالى. سبحانه

والعنصOOرية ،والقبليOOة ،والعرفيOOة ،الطبقيOOة االعتبOOارات إسOOقاط       - الماحقOOة الشOOعارات من ذلك وغير ،واإلقليمية ،والوطنية ،والقومية

D اإللهي; المعيOOOار , وإحالل اإلنسOOOانية المسOOOاواة لمبOOOدأ عنهOOOا بOOOدال قوى. وهو للتفاضل, أال الت

راعى للجميOع, وال الفOرص تكOافؤ مبOدأ مراعOاة ضرورة       - �Oد يOأح �ما حسبه سلطانه, أو أو لجاهه على وكل� للجميع الفرص ونسبه, وإنقدرته, وكفاءاته, ومواهبه, وطاقته, وإنتاجه. حسب

تقOو;ى اإلسOOالمية الدولOة رعايOا بين المسOاواة مبOOدأ تطبيق إن        -د ;OOها, ويوح يعيش مOOتراحم متماسOOك مجتمOOع عنOOه وينتج كلمتهOOا صOOف

اللOOه رسOOول عهOOد في بالمدينة الوثيقة كانت 1لعقيدة, ومنهج, ومبدأ الدستورية مقو;ماتها الدولة, من تحتاجه قد ما أتم; على اشتملت قد

المدينOOة في يتOOنزل القرآن وظل بالدولة األفراد , وعالقة , واإلدارية مبادئ , ويرسي الحياة مناهج خاللها للمسلمين سنين, يرسم عشر

الحOOرام وأحكOOام ،المجتمOOع , وشOOؤون السياسOOة , وأصOOول الحكم قاضي سوأس ،والحالل المسلمة الد�ولة وقوانين ،العدل وقواعد ،الت

نة , والخارج الد�اخل في وتفص;له , وتشيده هذا تدعم الشريفة والس�D خطت , فالوثيقة وتبصره تنوير في الترتيبOOات في عريضOOة خطوطOOا

�عد� OOO المسOOلمين صOOلة دتحد; التي المعاهدات قمة في الدستورية, وت , التسOOامح من كثOOير شOOيء في معهم المسOOلمين- المقيمين بغOOير

.2, والمساواة والعدل

.466 ص الكريم القرآن في التمكين - فقه 1(.581\1) للص البي النبوية - السيرة 2

-148-

Page 149: الشورى فريضة إسلامية

, وما الكثير الشيء الحضارية المعاني من فيها الوثيقة هذه كانتبحقوق اليوم تسميته على اس الن 1االنسانتوافق

المسOOاواة لمبOOدأ يشOOهد مOOا اإلسالم وعلماء الصحابة تطبيقات وفي غOOير على األسOOاس هOOذا تطOOبيق في سOOيما والظهOOور, ال بOOالقوة

, منهOOا عOOددةتم هOOذا في , واآلثOOار اإلسالمية الدولة داخل المسلمين ضOOرب عنOOدما العOOاص بن عمOOرو البن عمOOر قول المثال سبيل على

D أمهاتهم ولدتهم وقد الناس استعبدتم بمصر: متى القبطي .2أحرارا

السOOلطات بين الفصOOل أن نجOOد القضOOاء سOOلطة في المساواة وفيD كان قد كمانطاق, فالح أوسع على اإلسالمي الحكم نظام في قائما ذلOOك, كوقOOوف األمOOر اقتضOOى إذا لOOهبق من معين قاضOOى أمام يقف درعOOه وجOOد عنOOدما هانئ بن شريح القاضي عند طالب أبي بن علي اليهOOودي, بجانب يهودي, فيجلس عند صفين معركة يف فقده الذي

والمحكOOوم الحOOاكم وأمامOOه الجلسOOة يOOدير القاضي, واألخOOير مقابل مبOOدأ تطOOبيق في وسOOلم عليOOه الله صلى النبي حرص وكان. 3سواء

D المساواة D أن عنهOOا اللOOه رضي عائشة , فعن واضحا أهمتهم قريشOOا , صOOل ىالله رسول يكلم من سرقت, فقالوا التي المخزومية المرأة

رسOOول حب زيOOد بن أسOOامة إال عليOOه يجOOترئ وسل م, ومن عليه الله, عليه الله صلى الله رسول وسل م, فكلم عليه الله صل ى الله م� ل وس�

أيهOOا فخطب, فقال: يOOا قام الله, ثم حدود من حد في فقال: أتشفع تركOOوه. الشOOريف سOOرق إذا كOOانوا قبلكم, أنهم من ضOOل إنما الناس

فاطمOة أن لOو الله الحد, وايم عليه أقاموا هميف الضعيف سرق وإذا.4يدها محمد لقطع سرقت وسلم عليه الله صلى محمد بنت

موسOOي ألبي رسالته عنه(( في الله ))رضي الخطاب بن عمر ونص , متبعOOة وسOOنة محكمة فريضة القضاء فإن بعد : أماحواض األشعري

بين لOOه, آس نفOOاذ ال بحOOق تكلم ينفOOع ال فإنOOه إليOOك أدلى إذا فOOافهم في شOريف يطمOع ال وعOدلك, حOتى مجلسOك, ووجهOك في النOاس

, واليمينىادع من على ةنOOجOOورك, البي ضOOعيف يخOOاف حيفOOك, والD المسلمين. إال بين جائز أنكر, الصلح من على D أحOOل صلحا أو حرامOOا

نفسOOك, فيOOه راجعت بOOاألمس قضOOيته قضOOاء يمنعOOك حالال, ال حOOرم(.1O 581) نفسه المصدر 1.334 ص الصالحات , د. سامي - الشورى 2.66 ص الفراء يعلى , أبو السلطانية - األحكام 3(.106\12) البخاري صحيح بشرح الباري - فتح 4

-149-

Page 150: الشورى فريضة إسلامية

, شOOيء يبطلOOه ال الحOOق الحOOق, وإن تراجOOع أن لرشدك فيه وهديت فيمOOا الفهم الباطOOل, الفهم في التمOOادي من خOOير الحOOق ومراجعOOة

.1صدرك في تلجلج

العام: والعمل التوظيف في المساواة * وفي

واألقOOدر األكفOOاء اختيOOار بضOOرورة تشOOيد الشOOرعية النصوص أن نجد أنOOك أباذر وسلم: يا عليه الله صلى قوله في المسؤولية تحمل على

أخOOذها من , إال وندامة خزي القيامة يوم , وإنها أمانة , وإنها ضعيف. 2فيها عليه الذي , وأدى حقهاب

واإلصالح: أ- الشورى ـ11

D مرتبط الشورى عن الحديث إن تدندن التي اإلصالح بمشاريع جذريا اإلصOOالح ودعOOاة والمؤسسOات والمنظمOات والOدول االحزاب حولها

الOOداخلي الOOذاتي , فاإلصOOالح الكبOOير واإلسOOالمي العOOربي عالمنا في. المسلمين لشعوب جوهري مطلب

من ذاتهOا األمOة من النOOابع هOOو – حقيقOة – الداخلي الذاتي واإلصالح النهضOOوية واستعداداتها الحضارية شخصيتها , ومن وثقافتها عقيدتها

, متحمسOOة معOOه متجاوبOOة به مؤمنة األمة تكون الذي اإلصالح , وهو لOOذلك واالسOOتعداد القابليOOة عنOOدها األقل على , أو فيه , منخرطة له

.3كله

عOOبر ونشOOرها الشورى لثقافة الحاجة أشد في اإلسالمية والشعوب , وإرشOOاد ,ووعOOظ , وتعليم إعالم , من الممكنOOة والوسOOائل الطرق

الممارسOOة تعميم تعOOني الشOOورى ثقافOOة أن , كمOOا وإفتOOاء وخطابOOة النOOاس يعيشOOها , حOOتى ومرافقه المجتمع شؤون جميع في الشوريةومردوديتها. قيمتها ويدركوا عليها ويتدربوا

باختيOOار خاصOOة وليسOOت واألمOOراء بالرؤساء خاصة ليست فالشورى. وقضاياها , والسياسة ومعاركها بالحروب خاصة , وليست الخلفية

(.447\3) الدارقطنى - سنن 1(.177\12) مسلم صحيح على النووي - شرح 2.155 ص للريسوني - الشورى 3

-150-

Page 151: الشورى فريضة إسلامية

ومعامالت عالقات , ومنهج وتدبير تفكير ومنهاج حياة منهج الشورى صOOلى الله رسول البشر سيد هو فهذا أحد الشورى عن يستغني وال

العOOام; , وفي والكبOOيرة الصغيرة في يستشير , كان وسلم عليه الله العالقOات لترشOيد نهج والشOورى والOدنيوي الOديني والخOاص, وفي

العالقOات تقOوي , فهي واألبنOاء اآلبOاء , وبين الOزوجين العائلية, بين القOOرارات تجنبنOOا , وهي والتفOOاهم التحOOاور على القائمOOة الحميمOOة

الفهم ذلOOك , وتجنبنOOا وحOOزازات أضOOرار من تجلبOOه ومOOا االنفراديOOة تسOOلط مجOOرد النسOOاء على الرجOOال قوامOOة من يجعل الذي الرديء وتراضOOى وتفOOاهم تشOOاور قوامOOة تصOOبح لكي وإلOOزام ومنOOع وتحكم. وتعاون

D – الشورى كانت وإذا األفOOراد حياة في جارية – والسنة للقرآن طبقا في جاريOOة أولى بOOاب من , فهي واآلبOOاء األبنOOاء , وبين األزواج وبين.1المشتركة والقضايا العامة المصالح جميع

على شOOوري وتOOدبير شOOورية عالقOOات إقامOOة ،الشOOورى ثقافOOة منو , السOOكانية , كالوحOOدات الصOOغرى االجتماعيOOة الوحOOدات صOOعيد

مسجد جمهور , أو القرية , أو الحي صعيد المهنية, فعلى الوحداتو , معينOOة حرفيOOة صعيد على , أو األسواق من سوق أو المساجد من هنOOاك وأمثالها األصعدة هذه كل ... على فالحي نطاق , أو مصنع أو

كلهOOا , وهي مشOOتركة ومشOOاكل مشOOتركة ومصOOالح مشتركة قضايا بين مباشOOرة , سOOواء تشOOاوري وتOOدبير وتفOOاهم تشOOاور إلى تحتOOاج

وأمنOOائهم ووكالئهم وعرفOOائهم نقبOOائهم بواسOOطة , أو بهOOا المعنOOيينD والعلماء من , ومOOواقفهم والفقهيOOة الشرعية اجتهاداتهم , في أيضا وتشOOاور تحOOاور عن يصOOدروا أن , يجب والمشOOاكل النوازل مختلف وعراقتOOه المسOOلك هOOذا أصOOالة رأينOOا , وقد ذلك أمكنهم , ما واتفاق

أهم كOOانت , ولقOOد وصOOحابته وسلم عليه الله صلى الله رسول منذ وتقريOOر باإلجتهOOاد المتعلقOOة تلOOك هي وأشOOهرها الصOOحابة مشاورات

يفعOOل كOOان وكذلك والخالفات واألفعال األحوال من جد� لما األحكاممختلفة. عصور في وفقهاؤه اإلسالم قضاة

ثقافOOة تكOOون أن يجب الشOOورى أن هي النقطOOة هOOذه في والخالصةD عامة D وسلوكا D تكOOون . وأن عاما D خلقOا D تكOOون أن , قبOOل وأدبOا قانونOا

D ومOOا ماتحتهOOا بقدر تفشل أو واألنظمة القوانين تنجح , وإنما ونظاما

.157 ص للريسوني - الشورى 1

-151-

Page 152: الشورى فريضة إسلامية

وتمنOOع تحميهOOا , ثم وتقويهOOا تغOOذيها ثم لهOOا تؤسس ثقافة من حولها المجتمع عموم في علةاوف سائدة الثقافة هذه كانت , فإذا انتهاكتها

D نمضOOي أن حينئOOذ نستطيع ومرافقه شؤونه وعامة إقامOOة في قOOدما.1ومرافقها ومؤسساتها الدولة مستوى على وتنظيمها الشورى

اإلسالمي: الدين من جزء - الشورى 12

من , وجOOزء الشOOريعة من , وجOOزء الOOدين من جOOزء الشOOورى إن أهOOدافها المنظومة هذه تحقق , ولن المتكاملة اإلسالمية المنظومة

أنظمتهOOا أو أجزائهOOا جميOOع بتشOOغيل إال واألمثل األكمل الشكل علىD ينعكس جOOزء أي في االختالل أن وكمOOا الجزئيOOة فاعليOOة على سOOلباD. بالعكس , والعكس األخرى األجزاء أيضا

, جنسOOها من منظومة ضمن وممارستها تطبيقها يتم حين فالشورى وتحقيOOق أدائهOOا حسOOن على ومسOOاعدة لهOOا مالئمOOة أجOOواء وضOOمن

أو معاكسOOة أجOOواء في ممارسOOتها تتم حين غيرهOOا مقاصOOدها, هي يسOOتبعد فال وضOOوابطها األخالق غياب , ففي مساعدة غير أو معيقة

والمنOOاورات للصOOراعات أداة مجOOرد إلى الشورى النظام يتحول أنالعقيم. والجدل والجذب للشد وميدانا

الملزمة والشورى المعلمة الشورى إلى نضيف أن يمكن وهناالخصومات , إال تنتج ال التي وهي المؤلمة الشورى هو D ثالثا D صنفا

الشورية والمؤسسات الشورى تتحول وقد واألوجاع والحزازاتغطاء مجرد تتخذ وقد المآرب قضاء والمناصب للمكاسب وسيلة

فرعون وحتى والتآمر والتالعب واالستعباد لالستبداد وسيلة أووفسادهم بغيهم في يتشاورون كانوا القرآن , 2وملؤه حكى كما

: تعالى , قال كما منه موضع غير في ذلك � ق�ال� "الكريم �م�أل م�ن ال

� ع�و�ن� ق�و�م �ن ف�ر� اح�ر_ ه�Oذ�ا إ �س� �يم_ ل �ر�يد�* ع�ل �ن ي �خ�ر�ج�ك�م أ م;ن� ي�م� ض�ك ر�

� ون� ف�م�اذ�ا أ م�ر�� �أ �* ت �وا ه� ق�ال ج� ر�

� اه� أ �خ� ل� و�أ س� ر�� ف�ي و�أ

�ن� �م�د�آئ ر�ين� ال �وك�* ي ح�اش� �ت �ل; �أ �ك ر> ب اح� > س� �يم :) " ع�ل آية , األعراف:(112إلى 109 آخر موضع � ق�ال� "وفي �م�إل� �ل �ه� ل �ن ح�و�ل ه�ذ�ا إ

اح�ر_ �س� �يم_ ل �ر�يد�* ع�ل �ن ي �خ�ر�ج�ك�م أ ض�ك�م م;ن� ي ر�� ح�ر�ه� أ �س� ف�م�اذ�ا ب

ون� م�ر�� �أ : ) " ت آية , .(35-34الشعراء

.160 ص للريسوني - الشورى 1.174 ص للريسوني - الشورى 2

-152-

Page 153: الشورى فريضة إسلامية

تعالى , , قال ليتأمروا ولكن تشاوروا فإنهم يوسف إخوة { :"وحتى ق�د� �ان� ل �وس�ف� ف�ي ك �ه� ي و�ت �خ� �ات_ و�إ �ين� آي �ل ائ ;لس �ذ�* ل � إ �وا ق�ال

�وس�ف� �ي �خ�وه� ل �ح�ب� و�أ �ل�ى أ �ا إ �ين ب� ا أ �ح�ن� م�ن �ة_ و�ن �ن ع�ص�ب �ا إ �ان �ب �ف�ي أ ل

�ل> �ين> ض�ال �* م�ب �وا �ل �وس�ف� اق�ت و� ي� ح�وه� أ ضDا اط�ر� ر�

� �خ�ل� أ �م� ي �ك ه� ل و�ج��م� �يك ب

� � أ �وا �ون �ك �ع�د�ه� م�ن و�ت �ح�ين� ق�و�مDا ب �ل_ ق�ال�* ص�ال �ه�م� ق�آئ � م ن ال� �وا �ل �ق�ت �وس�ف� ت �ق�وه� ي �ل �ة� ف�ي و�أ �اب �ج�ب; غ�ي �ق�ط�ه� ال �ت �ل �ع�ض� ي ة� ب ار� ي الس

�ن �م� إ �نت �ين� ك ل �* ف�اع� �وا �ا ق�ال �ا ي �ان �ب �ك� م�ا أ � ل ا ال م�ن� �أ �وس�ف� ع�ل�ى ت ي

ا �ن �ه� و�إ �اص�ح�ون� ل �ن �ه�* ل ل س� ر�� �ا أ �ع� غ�دDا م�ع�ن ت �ر� �ع�ب� ي �ل ا و�ي �ن �ه� و�إ ل

�ح�اف�ظ�ون� ;ي ق�ال�* ل �ن �ن�ي إ ن �ح�ز� �ي �ن ل � أ �وا �ذ�ه�ب �ه� ت �خ�اف� ب �ن و�أ �ه� أ �ل ك� �أ ي

�ب� �م� الذ;ئ �نت �ه� و�أ �ون� ع�ن �* غ�اف�ل �وا �ن� ق�ال �ئ �ه� ل �ل ك� �ب� أ �ح�ن� الذ;ئ و�ن

�ة_ ا ع�ص�ب �ن �ذDا إ ون� إ ر� خ�اس� �م ا* ل � ف�ل �وا �ه� ذ�ه�ب � ب �ج�م�ع�وا �ن و�أ �وه� أ ع�ل �ج� ي�ة� ف�ي �اب �ج�ب; غ�ي �آ ال �ن ي و�ح�

� �ه� و�أ �ي �ل ه�م إ �ن ;ئ �ب �ن �ت م�ر�ه�م� ل� �أ � و�ه�م� ه�Oذ�ا ب ال

ون� ع�ر� �ش� : " ي آية ) , وال (.15 -7يوسف تنجح ال كذلك والشورىالحرية , وأجواء الحرية ظل في إال الضمير ،تستمر وحرية ،حرية

التعبير , . وحرية التكفير يمكن فال تمت وإذا تتم أن يمكن , ال حقيقيOOة حريOOة بدون والشورى

وأشOOكال أسOOماء هي , وإنما هي فليست استمرت , وإذا تستمر أن. 1ورسوم

المسلمين: واقع في الشورى تاسعا4: أزمة

قاع , في D عميقا ورسوبه ككل المجتمع تخلف من ينتج االستبداد إنفرعون ،التاريخ استخف كما ذلك الشورى ممارسة إلرادة وفقدانه

وزر , يكون أن قبل القوم وزر هو هنا فالوزر فأطاعوه قومه: القرآن أشار كما �خ�ف "فرعون ت �ط�اع�وه� ق�و�م�ه� ف�اس� ه�م� ف�أ �ن �وا إ �ان ك

ق�ين� ق�و�مDا : " ف�اس� آية ) , (.54الزخرف لشOOعبه مسOOتبد حOOاكم منح أو االستبداد سلطة من ما مجتمع وتحرر

إذ الشOOورى ممارسOOة في الشعب ذلك نجاح يعني , ال الشورى حق روح ولنشOOر ومزيتOOه المجتمع ذلك طبع من الشورى فضيلة تكن لم

يتضOمن دسOOتور إعOOداد يكفى ال العOOام المجتمOع نسOيج في الشورى يكفى وال ،الشOOورية المفOOاهيم تتبOOنى التي األولية األساسية المبادئ

يتعين وإنمOا والسOنية القرآنيOة بالنصOوص المفاهيم لتلك االستشهاد.175 ص للريسوني - الشورى 1

-153-

Page 154: الشورى فريضة إسلامية

, المعOOاني تلOOك على كلOOه الشOOعب تربيOOة الصعبة المهمة تلك إلنجاز ضOمير في هOاحور , وبعث الكريمOة النصOوص تلك توجيهات وغرس

D ويتصOOرف الشOOورى قيمOOة يOOدرك , حOOتى المسOOلم الفرد في شOOورياD سOOلوكه مجOOاالت ز وبالتOOالي جميعOOا السياسOOية الثقافOOة وجOOود يتعOOزD الثقافOOة تلOOك بحصOOالمسلم, وت المجتمع قاعدة في الشورية أساسOOا

تقوم السياسية الواقعي, فالبنية السياسي النظام أركان عليه تقوم محض على تنهض وال للمجتمOOع السياسOOية الثقافOOة من أساس على

. 1واألوهام األماني

, بارسوتر, تالكوت  مثل السياسية والعلوم االجتماع علماء قام وقد ثقافOOة أن ببيOOان ولابOO , وبننغهOOام المونOOد شOOيلز, وجبرائيOOل وإدوارد

وهي: مهمة جوانب ثالثة من السياسية, تتكون المجتمع

عن عOOامتهم في النOOاس يعرفه ما يشمل "المعرفي" الذي الجانب    -1 أشOOخاص عن يعرفونOOه ومOOا بالدهم في السOOائد السياسOOي نظOOامال

ككل. األمة تواجه التي السياسية والمشاكل الحكام

النظOOام تجOOاه النOOاس عواطOOف يشOOمل "العOOاطفي" وهOOو الجOOانب    -2D كOOانت إن السياسOOي D أو حيOOادا D أو تأييOOدا وهOOذه معارضOOة أو رفضOOا�سهم عمومها في العواطف مع شعب كل تعامل طريقة تحديد في ت

التنفيOذ أو التجاهل أو االستجابه حيث السياسي, من نظامه مطالبالتمرد. أو الرفض أو

D النOOاس يص�در "التقويمي" حيث الجانب    -3 D وصOOفا نظOOامهم على عامOOا الصOOالح يخOOدم انOOه أو اسOOتبدادي أو ديمقOOراطي أنه السياسي, على

. 2ال أم العام

D  لألمة السياسي السلوك أن والشك من ومحكومين" ينبثOOق "حكاما لنOOا يفسOOر مOOا ذلOOك وفي لألمOOة الذاتيOOة السياسOOية الثقافيOOة التقاليد الOOديمقراطي النظام البريطاني الشعب اختار مثل: لماذا من قضايا

النظOOام األمOOريكي الشOOعب اختOOار الملكيOOة, ولمOOاذا الواجهOOة ذا اختOOار السلطات, ولماذا بين الحاد الفصل ذا الرئاسي الديمقراطي

D الفرنسي الشعب D نظاما نجحت ولماذا ؟ النظامين هذين ين وسطا

.145 ص األمة اخراج ومعاودة - الشورى 1.147 ص نفسه - المصدر21

-154-

Page 155: الشورى فريضة إسلامية

D الثقافيOة البيئOات تلOك في األنظمة هذه D؟ نجاحOا تفشOل ولمOاذا بينOاD تورد امعند دائما �ستزرع أو تس� .1مخالفة سياسية ثقافية بيئات في ت

أوردنOOا ممن المحOOدثون والسياسOOة االجتماع علماء دىصيت أن وقبلD ذكرهم على بنOOاء الشOOعوب لبعض السياسي السلوك لتفسير سالفا اإلسOOالمي السياسOOي الفقيه كان والثقافية النفسية خصائصها نوعية

أن يجب فيقول: ومما المعني هذا في يتحدث الماوردي الحسن أبوD يكون كOOانت كلمOا الرعيOOة, والرعيOOة بصOالح الملOOك زينOOة أن معلوما أعمOOر كOOانت كلهOOا ودنيOOا, ومملكتOOه دين في حOOاال وأجل وأثرى أغنى

أوضOOع كOOانت شOOأنا, وكلمOOا وأجل سلطانا أعظم الملك وأوسع, كانD وأنزر مملكة أخس الملك كان حاال وأخس حاال .2فخرا وأقل دخال

التركيبOOة في األهم المكOOو;ن إلى النظOOر في السOOداد عين هOOو وهOOذا أن لحOOاكم يمكن وال الذاتيOOة وثقافتOOه الشعب مكو;ن , وهوةالسياسي

ناحيOOة من ذلOOك في بOOدورها هي تسOOهم مOOالم الرعيOOة أوضOOاع يصلح تنفيOOذ في مشOOاركتها ثم تقOOدير أقOOل على اإلصالح لقبول استعدادها

صOاحب معOه يوجOد حين هنفOاذ ينفOذ بالشOورى األمOر , ألن برامجه – . فاألمOOة3عنOOه يحيد من إليه ويرد ينساه من به يطالب الذي الحق�خOOرج التي هي – حاكميها قبل إلى المبOOدأ حOOيز من الشOOورى مبOOدأ ت.4الممارسة حيز

حيOOاة في الثقOOافي الجOOانب هOOذا إلى خلOOدون ابن العالمOOة انتبOOه وقد خ�لOق في الOدين بOوازع فOOدعاه آخر باسم هعتن قد كان وإن المجتمع

التOOالي: األثOOر من ذلOOك واسOOتنبط حكمهOOا مع تعاملها وأسلوب األمة عليOOك اختلفOOوا المسOOلمون بOOال ما عنه الله , رضي عليا رجل سأل كانOOا وعمOOر أبكOOر أبOOا فقOOال: إن وعمOOر؟ بكOOر أبي على يختلفوا ولم

. 5مثلك على وال> اليوم , وأنا مثلي على واليين

الدين وازع في بالنقص الحكم نظم في التغير خلدون ابن علل وقد الثقافOOة في قOOوي مكOOو�ن , فالOOدين صOOحيح تعليOOل , وهو الرعية في

ضOعف , ومOتى فيهOا مكو�ن أقوى هو , بل المسلمة لألمة السياسية األثOOر هOOذا ضOOعف ولمOOا قاطبOOة لألمOOة الذاتيOOة الثقافOOة ضOOعفت أثره

.147 ص األمة إخراج ومعاودة - الشورى 1.196 ص للماوردي الملوك - نصيحة 2.145 ص العقاد , عباس األوربية الحضارة على العرب - أثر 3.148 ص األمة إخراج ومعاودة - الشورى 4.211 ص خلدون اين - مقدمة 5

-155-

Page 156: الشورى فريضة إسلامية

من كثOOير تOOدهورها عصOOور عOOبر المسOOلمة األمOOة ثقافOOة في ترسبت , في بOOني بن مالOOك األسOOتاذ وتحليلهOOا بفحصOOها ىاعتOOن التي اآلفات المعوقOOات من الحضOOارة(( وعOOد�ها ))مشOOكالت عن ابحاثOOه سOOياق

تعOOترض التOOزال اإلسOOالمي, والOOتي المجتمOOع في الكامنOOة الخطOOيرة دورهم ألداء ونهوضOهم لعOافيتهم المسOلمين اسOتعادة سOبيل بشدة

آثOOار تحليOOل على اللOOه رحمOOه يبنOO بن مالOOك عمOOل التاريخ, لقد في اإلسOOالمية المجتمعOOات ثقافOOة في والمميتة الميتة األفكار من كثيرة

D إلى آشOOار , فقOOد لالستعمار القابلية عن الكبرى نظريته من انطالقا في قOOديم من المتوطنOOة واالجتماعيOOة النفسية اآلفات من مجموعة

ويقهره إليه ينفذ أن الغربي لإلستعمار هيأت والتي اإلسالمي العالم اإلذعOOان دائم يجعلOOه بمOا أوضOاعه ويكيOOف لشروطه ويخضعه ويذله واألمOOراض بOOالجراثيم شOOبيهة واإلجتماعيOOة النفسOOية األمراض وهذه

فOإن بينO بن مالOك تحليالت وحسOب باألجسOام تلم الOتي العضOوية الغربي االستعمار جلبت التي هي لالستعمار اإلسالمي العالم قابلية

1Dإليه أخطOOر من أن نOOرى هOOذه بينOO بن مالOOك نظريOOة من . وانطالقا الOOتي الOOتربوي االسOOتبداد فكOOرة االجتماعية بيئاتنا في الميتة األفكار الخنOOوع طبOOاع تتولOOد , حيث والمدرسOOة األسOOرة مؤسسOOتي تحكم

الطبOOاع أشOOد من وهOOذه الرأي وإبداء التفكير عن واإلحجام والتقليد�جتث , حيث المجتمع في الشورى خلق استعادة لمساعي مناهضه ت

الشOOأن هذا معالجة , من بد فال , ولذلك األعماق من الشورى جذورD D عالجOOا D جOOديا نيOOةبال في الشOOورى تOOوطين في التفكOOير قبOOل جOOذريا

. للمجتمع العليا السياسية

المجتمعOOات عن الشOOورى تغيب في أسOOهمت عديOOدة أسOOباب وثمةأهمها: من العصور عبر اإلسالمية

Dلعم الشورى ةليآ * إيقاف اآلليOOة العهOOد والية جعل في هذا وتمثل يا. لفخال إلى السلف من السلطة نقل في الوحيدة

الحاكمة الشخصيات في والدكتاتورية سلطتال مالمح وتطور * تعززالجادة. الرقابية المؤسسات لغياب

الحاكمة. السلطة لصالح الدينية النصوص تأويل على العمل*

.149 ص األمة اخراج ومعاودة - الشورى 1

-156-

Page 157: الشورى فريضة إسلامية

االجتماعيOOة و السياسOOية المجالت في القيادات جعل على * التركيز الكفOOOاءة على ال ودعمOOOه للنظOOOام الOOOوالء على .. الخ واالقتصOOOادية

والقدرة.

المنكر. عن والنهي بالمعروف األمر مبدأ وتهميش * إضعاف

البOOذخ حOOاالت من فOOاقم ممOOا األمOOة وأمOOوال مOOوارد في * التحكموأعوانهم. الحاكمة الطبقة بين واإلسراف

وأعOOوانهم الحكOOام من النOOاس عامOOة على والقهر الظلم * ممارسةوعمالهم.

االجتماعية. العزلة رةهاظ * نمو

والوالة. للحكام والتبجيل القداسة ظاهرة * بروز

D المدني, كالوقف المجتمع مؤسسات على والتطاول * التعرض مثال السياسOOي القOOرار على اإلداري والفسOOاد األخالقي االنحالل تOOأثير

.1والشورى

الميOOادين, االقتصOOادية بكافOOة اإلسOOالمية الحيOOاة تطOOور من وبOOالرغم يكن لم السياسOOي المنحOOنى أن إال والتعليمية والثقافية واالجتماعية

اإلسOOالمي الحكم جOOوهر أن , ألعتبOOار السOOابقة الميOOادين كبOOاقي ,2الوراثي الحكم ديمومة أبرزها عديدة العتبارات غ�يبت قد يالشور وتOOوريث سOOفيان أبي بن معاوية وفاة مع األموية الدولة من وابتداء

الشOيخ يقOول العبOاس بOني في الOوراثي الحكم واسOتمر يزيOد ابنOه زمن في الشخصOOية السOOلطة رسOOخت رضOOا: .. ثم رشOOيد محمOOد

, وجOOرى ملكهم في السOOلطان من لألعOOاجم كOOان , لمOOا العباسOOيين بعOOدما الدين علماء عليه , وجازهم ذلك على المسلمين ملوك سائر في واألمراء الملوك على الشديد اإلنكار الصالح السلف لعلماء كان المسOOلمين عن البعيد العباسيين, فظن زمن أمية, وأوائل بني زمن

شخصOOية, وأن اسOOتبدادية اإلسOOالم في السOOلطة أن منهم والقOOريب األمر بأن الله كتاب العجب: أيصرح فيالله اختيارية مجمدة الشورى

D أمر ذلك شورى, فيجعل D ثابتا اتبOOاع من المعصوم بنيه , ويأمر مقررا

.264 إلى219 ص د. الصالحات - الشورى 1.266 ص نفسه - المصر 2

-157-

Page 158: الشورى فريضة إسلامية

كOOان مOOا كان أن بعد حتى يستشير , بأن وحكمه سياسته في الهوى المسOOلمون يترك ثم أحد يوم الشورى في رأيهم غلب من خطأ من

بOOاألمور القOOرآن في المخOOاطبون وهم بهOOا يطOOالبون ال الشOOورى.1العامة

الشOOورى حيث العثمOOانيين عصOOر إلى لOOه يشار أن يمكن ذاته واألمر مراميهOOا على الجنOOد وتوزع اإلسالمية الدولة اميرت ظل في معطلة

هOOذا في الشOOورى مسOOار توضOOيح تم� فقOOد هذا على وبناء ،2لحمايتها مبOOدأ كOOان كيOOف ورأينOOا الرشOOدة والخالفOOة النبOOوة عهOد من الكتOOاب قويOOة بصOOورة العامOOة الحياة على مهيمن الحكم في ليأص الشورى

D السياسي المجال في المبدأ هذا ضعف وكيف األمويين بعصر مرورا القOOرن , عصر الحاضر عصرنا إلى , وانتهاء والعثمانيين والعباسيين

. والعشرين الحادي

هنOOاك الشورى, كOOانت السياسي, وغياب والوهن الضعف حالة ومع بن عمOOر عصOOر أنمOOوذج مOOع الحOOال كان مشعه, كما وأنوار إضاءات

ه كان فقد األموي العزيز عبد نOOور , وكعهد العصر ذلك جبين في غر� في الفOOاتح ومحمOOد العباسOOيين الخلفاء عهد في زنكي محمود الدينعظيم. اسالمي حضاري نهوض عهود كانت , فقد العثمانيين عهد

جزئيOOة تطبيقOOات والعثمOOانيين والعباسيين االمويين عهود في وكانت الواليOOات في تعقد وكانت شورية مجالس الشورى, شكلت لمفهوم

أسOOباب من الشOOورى النهج غيOOاب أن والشOOك العواصOOم ومراكOOز على يغلب اإلسOOالمية, إذ الشOعوب تعيشها التي والمصائب األزمات

الفرديOOة نمOOط , وبOOروزيالشOOور النهج غيOOاب األمم أو الOOدول هOOذه الكواكOOبي: يقOOول كمOOا , فاالسOOتبداء3الحكم انظمة في واالستبدادية

أسOوأ التOاريخ, وهOو مراحOل بعض في الشOعوب بعض بOه تبتلى داءD وأكثرها السياسة أنواع .4باإلنسان فتكا

اإلسالمية: الشعوب في الشورى حقيقة عاشرا4: تفعيل

حياة إلى الشورى عودة على تساعد التي والرؤى الوسائل أهم من:المسلمين

(.172\4) المنار - تفسير 1.267 ص د. الصالحات - الشورى 2.269 ص السابق المصدر - الشورى 3.5 ص االستعباد ومصارع االستبداد - طبائع 4

-158-

Page 159: الشورى فريضة إسلامية

حكم نظــام أي لكسب الوحيدة الطريقة الشورى - جعل1األمة: أو المجتمع أو الشعب من ةيالشرع

الرأي فرض في قوة القوة, من أنواع لكل الجمعي الرفض من البد حقهOOا الشOOعوب تأخOOذ العسOOكري, لكي واالنقالب السOOالح قOOوة إلى

وانتخOOاب شOOورية يOOهلآ وفOOق القائOOد أو الحOOاكم اختيOOار في الطبيعي.1صحيح

اتقOOاء المتغلب إمامOOة الفقهOOاء قبOOل عOOودة: ولقOOد القOOادر عبد يقول تفريOOق وإلى الفتن أشOOد إلى أدت للفرقOOة, ولكنهOOا يةشOOوخ للفتنOOة

اإلسOOالم, ولOOو قواعد المسلمين, وهدم وإضعاف اإلسالمية الجماعة لحظOة أجازوهOا لمOا إليOه تOؤدي سوف ما أجازوا الذين الفقهاء علم

. 2واحدة

D أعرف ال الغزالي: إني محمد يقول سوط المستبدين على صب دينا نتفOOاضاوال همتبمنOOاوأ الجمOOاهير , وأغOOرى اعتبOOارهم وأسقط عذاب.3كاإلسالم عليهم

والمظOOالم االسOOتبداد ضOOد السلمي والجهاد الكفاح أنصار من ونحن من اختيOOار في حقهOOا إليهOOا يرجOOع لكي وتثقيفها الجماهير وعي ومع

يقودها.

الشورى: تنمية في االجتماعي - الدور2

االجتمOOاعي الحOOراك مفهOOوم في األساسOOية الخطOOوات أهم فمن القضOOايا الكبOOيرة, فمن والعائلOOة واألسOOرة للفرد االجتماعية التنشئة.4والعائلة األسرة في الشورى ثقافة اشاعة للمجتمع المهمة

D األمة وحدات أصغر إن D تكوينا بال هي السياسOOية ثقافتهOOا قي وتOOأثيرا اللتزم األولى التوجيهات اإلنسان فيها يتلقى التي االسرة خلية شك

الواجبOOات, وأداء والتضOOحية واالنضOOباط الطاعOOة في العليOOا المثOOل , اإلسOOالمية الرؤيOOة في , فاألسOOرة5والتسامح, والتعاون, والتشOOاور

الخالفOOة أو اإلمامة فيها القوامة , تقابل والدولة لألمة مصغر نموذج.355 ص د. الصالحات - الشورى 1.170 ص السياسية وأوضاعنا - اإلسالم 2.69 ص السياسي واالستبداد - اإلسالم 3.359 ص د. الصالحات - الشورى 4.153 ص األمة اخراج ومعاودة - الشورى 5

-159-

Page 160: الشورى فريضة إسلامية

بالشOOورى, ويشOOبه وتOOدار الشOOريعة الدولOOة, وتحكمهOOا مستوى على اآلليOOات إلى الOOنزاع عنOOد اللجOOوء البيعOOة, ويتم عقد فيها الزواج عقد

الصOOلح األمة, أي مستوى على النزاع حل في إليها يلجأ التي نفسهاD أردنا , فإذا 1والتحكيم والتشاور D مجتمعا نهتم أن فالبد حقيقيا شوريا إلى ءالنش توجيه في سهمن حتى ونقومها األسرية التربية بأساليب.2السوي يالشور السلوك

العمOل تسOبق وعوائلOه أسOرة في المجتمOع نطOاق على فالشOورىD التOOأتي وهي السياسOOي D أو اعتباطOOا إلى حضOOارة من فوريOOا نسOOخا

والوجOOدان الفكر في تكاملية تراكمية عملية هي , بل أخرى حضارةD, وهOذا والرسOمي الشعبي ضOاغطة, اجتماعيOة قOOوى مايشOكل معOا

حزبي أو فردي تسلط أي ضد وغيرها المدني المجتمع وكمؤسسات ارتجاليOOة, عضوية أو الكترونية عملية ليست فالشورى المجتمع في الخOOبراء مراقبOOة وتحت اختبOOار أنبOOوب في زرع عمليOOة نتOOاج هي أو

مهيأ غير الشعب بأن القول الصحيح من , وليس والحكماء والعلماءD ليسوا أو الشورى لقبول الضOOالة, والOOتي كالخراف لذلك, أوهم أهال

حOرب حالOة في أننOا أو الفائقة وقدراته بمهارته ليقودها الحاكم جاء قيOOام أو فلسOOطين تحريOOر من البOOد أو عرفيOOة وأحكOOام وطOOواريء

D اإلسالمية أو العربية الوحدة إلغاء يلزم مما الشورى نطبق حتى أوالD اليصOOح هذا حاكم, فكل أو جماعة بالقرار لتنفرد الشورى وال شOOرعا

D D وال قانونا D وال 3عرفOOا في والجمهOOور الشOOعب يالزم تحOOد فهنOOاك عقال تحOOدي الحاكم يواجه كان وعقولهم, كما أنفسهم في الشورى إقرار

كيفية معرفة في تتحد الجمهور, واإلشكالية لرأي واالنصياع اإلذعان إلى الحاكمOة النخب - على مOؤثر ,- كتوجOه الشOورى قيمOة تحويOل واجتماعيOOة وسياسية اقتصادية خيارات بلورة على واع, قائم اختيار.4متماسكة قوية

ــي - وعي3 ــرد سياسـ ــة للفـ ــاكم والرعيـ ــة والحـ ألهميـالشورى:

وقيمOOة معOOنى تعي ال أمOOة أو شOOعب أو مجتمع في تنمو ال فالشورى السياسOOي, أو للوضOOع واالهتمOOام االعتبOOار بعين ينظر ال الشورى, أو

أو النOOاس يكOOون أن فاألصOOل السياسOOي االكOOتراث عدم بداء مصاب.153 ص نفسه - المصدر 1.154 ص نفسه - المصدر 2.363 ص د. الصالحات - الشورى 3.364 ص الصالحات د. سامي - الشورى 4

-160-

Page 161: الشورى فريضة إسلامية

في الشOOورى ألهميOOة واإلدراك الOOوعي من عاليOOة درجة على الرعية يسOOميه كمOOا المطلOOق الحكم أو االسOOتبداد وخطOOورة حيOOاتهم تسيير

تنمOو ونمOوهم, ولن تطOOورهم إيقOاف , في1الغOOزالي محمOد الشOيخ , وكما 2العليا بقيمها , أو بها الناس جهل ظل في تتطور أو الشورى

االسOOتبداد أكثرها, باآلم كلها, أو يشعر ال التي الكواكبي: األمة يقول.3الحرية حقتست الو

الشعبية: والمؤسسات المدني المجتمع - تفعيل4

هيمنOOة في حOOرة, ألن االقتصOOادية والحركOOة والتنميOOة المOOال وجعOOل أو يالشOOور الجOOو على هيمنOOة عليهOOا الرسمية السياسية المؤسسة

قOOوي, مOOدني مجتمOOع وجOOود تحقOOق الدولة, فإذا داخل الديمقراطي قويOOة, يرتبOOط بنيOOة له مدني مجتمع وجود يفترض يالشور فالنظام الدولOOة, عن اإلمكان بقدر مستقل متكامل, كالهما سياسي بمجتمع

الدكتاتوريOOة األمOOة, فاألنظمOOة باسOOم تعمOOل الOOتي السلطة باعتبارهاالناس. استعباد في أساسين معولين على تعتاش

القOOوة اسOOتعمال من البد مذمومة, إذ ليست بذاتها وهيأ- القوة: كمOOا الوالية أو الحكم األشرار, وألن القانون, وطرد على للمحافظة

واليOOة كOOل في القOOوة واألمانOOة ان: القOOوةنOOرك لهOOا تيميOOة ابن يقOOول القلب, وإلى شOOجاعة إلى ترجOOع الحOOرب إمارة في بحسبها, فالقوة

في والقOOوة خدعOOة الحOOرب فOOإن فيهOOا والمخادعOOة بالحروب الخبرة والسOOنة, الكتOOاب عليه دل الذي العدل إلى الناس, ترجع بين الحكم اللOOه, واال خشOOية إلى ترجع واألمانة األحكام تنفيذ على القدرة وإلى

D بآياته يشترى D ثمنا .4الناس خشية , وترك قليال

D القوة بوسيلة حكمه من يجعل المستبد الحاكم لكن D, حكما دهماويOOا األنظمOOة بOOاآلحرى هي واسOOتخبارية, أو وعسOOكرية أمنيOOة أجهOOزة

أو الثOOورة طريOOق عن جاءت أنظمة اهأن المطلقة, العتبار العسكرية , الشعبية الثورة على اعتمد الذي االستقالل الزائف, هذا االستقالل

أن أخOرى , وبعبOارة النظOام لحمايOة عسOكري جيش إلى حولهOا ثم األعOOداء, إلى ضOOد ومصالحه الشعب لخدمة أداة من الجيش يتحول

للمطالبOOة محاولOOة ثOOروة, أو أي الحOOاكم, وقمOOع النظOOام ةلخدم أداة.34 ص السياسي واالستبداد - اإلسالم 1.364 ص السابق المصدر - الشورى 2.140 ص االستبداد ومصارع االستبداد - طبائع 3.14 ص والرعية الراعي إصالح في الشرعية - السياسة 4

-161-

Page 162: الشورى فريضة إسلامية

قOOوات الجيش, أو قOOوات طريOOق للرعيOOة, عن الشOOرعية بOOالحقوق.1بغالش مكافحة

واالقتصادية والتجارية المالية بالمؤسسات وأعوانه الرئيس ويتحكم يعOOني وهكذا, مما وحاشيته الحاكم على ومنافعها أصولها كل وتعود من وتخOOاف تOOترقب الشOOعوب المدني, وجعل المجتمع تجربة فشل

الحOOاكم خطOOورة تكمن هنOOا باسOOتمرار, ومن ضدها الحاكم تحركات. 2المدني المجتمع مؤسسات على

أن المOOدني المجتمOOع مؤسسات على تؤخذ التي القضايا من أن كما التنميOOة تقريOOر أكOOده مOOا وهOOذا السياسOOية األحزاب تبعية في تنحصر

م2005إبريOOل5 العOOربي العOOالم في المتحدة األمم برعاية اإلنسانية من ينإنها: تعا قال التي المدني المجتمع منظمات بعض دور بنقده نفوذهOا, ولم لتوسOيع واجهOة تتخذها التي السياسية لألحزاب تبعيتها؟ السياسOOية, بOOل األزمOOة تجOOاوز في عليهOOا المعلقOOة اآلمOOال تحقOOق

لها. أسيرة بدورها أصبحت

أو الرسOمية الدولOة لنفOوذ مزاحمتOه في المOدني المجتمOع نفوذ إن للجمهOOور صلبة وأرضية توازن إيجاد إلى سيؤدي المتسلطة أجهزتها.3ضدهم الدولة تعسف ضد الوقوف في والرعية

ــاالت - رفض5 ــة الهـ ــاء عن والقداسـ ــام: الرؤسـ والحكـ الOوالة, أو األمOراء أهOواء أو الرؤوسOاء أو الحكام يقدس ال فاإلسالم أهOOواءهم, فال األشOOخاص, أو يقدس ال وأعم, اإلسالم أوضح وبعبارة

D ةبالمجتل أن: المصالح الشريعة في البتة, فاألصل لذلك عبرة شرعا�قام حيث من تعتبر المستدفعة, إنما والمفاسد للحيOOاة الدنيا الحياة ت

درء العادية, أو مصالحها جلب في النفوس أهواء حيث من ال اآلخرة كرامة على وسلم عليه الله صلى النبي أن , حتى 4العادية مفاسدها

هOOو كOOان ولOOو واألفراد األشخاص تقديس حق في يقول كان منزلته , عبOOده أنOOا , فإنمOOا مOOريم ابن النصارى أطرت كما رونيتط ذاته, ال.5ورسوله الله عبد فقولوا

.367 ص , د. الصالحات - الشورى 1.369 ص نفسه - المصدر 2.370 ص , د. الصالحات - الشورى 3(.351\1) للشاطبي الشريعة أصول في - الموافقات 4(.583\6) البخاري صحيح بشرح الباري - فتح 5

-162-

Page 163: الشورى فريضة إسلامية

الحOOاكم الفرد عبودية مرحله إلى يصل قد اإلطراء أو التقديس وهذا المعبود الحاكم حال يصل المطلق, وأن حكم نسميه أن يمكن ما أو

D السلطة تركيز تم الله, بعدما دون من يعبد مصنو نثو إلى عسكرياD D وسياسOOيا محمOOد األسOOتاذ يقOOول الدولOOة رئيس شOOخص في وأمنيOOا

الديمقراطيOOة, فقOOد بهOOا تفOOاخر التي السياسية الحقوق قطب: فأما اللOOه الحOOاكم, بOOإفراد عن القداسOOة أزال من أول اإلسOOالم كOOان

إال التشOOريع حOOق لOOه الله... والحاكم إال دبيع والربوبية, فال باأللوهية.1الله

الشخصOOية طOOابع يعطي أن يOOرفض أن اإلسOOالم في الحكم فطبيعOOة على يسOOاعد هذاو بها ةنشخص ال مؤسسة الحاكمة, فهي للمؤسسة

عن خروج هناك كان بأسره, إذا والنظام والحكومة الحكام محاسبة هنOOاك يكOOون أن البOOد عليOOه, بOOل المتفOOق الدسOOتور الشOOرع, وعن

الحكومOOة, أو الحOOاكم عاتق على الملقاه المسؤولية بخطر إحساس على شOاة مOاتت عنOه: لOو اللOه رضOي الخطاب بن عمر قول ولعل

يOوم عنهOا سOائلي وجOل عOز اللOه ضOائعة, لظننت الفOرات شOاطئذلك. مايوضح 2القيامة

عسكري: ال مدني اإلسالمي - الحكم6

في الحكم ةيمدن مدى عنهم الله رضي الراشدون الخلفاء جسد لقد واألمOOة للشOOعب خدمOOة موضOOع إال هم مOOا العسOOكر , وأن اإلسOOالم

بقوتOOه الجيش قائOOد أن الصOOحيح من وليس الشOOرعية والسOOلطةD يكون أن يمكن وسلطانه قصOOة وفي 3السالح قوة عبر للدولة رئيسا

, الوليOOد بن خلد للمسلمين العسكري للقائد الخطاب بن عمر عزل الخطOOاب عمOOر عن كتOOابي في ذكرت وقد إليه ماذهبت على يدل ما

وملخصها. خالد عزل اسباب عنه الله رضي

التوحيد: حماية أ -

أن , فخفت بOOه فتنOOوا النOOاس عنOOه: ولكن الله رضي عمر قول ففي بخالOOد النOOاس فتنOOة نم عمOOر خشOOية بOOه, يظهOOر ويبتلOOوا إليه يوكلوا من النصOOر بOOأن اليقين ركابOOه, فيضOOعف في يسير النصر أن وظنهم

.242 ص معاصرة فكرية - مذاهب 1.190 ص الجوزي البن الخطاب بن عمر -مناقب 2.378 ص د. الصالحات - الشورى 3

-163-

Page 164: الشورى فريضة إسلامية

يتفق الوازع وهذا ال أم الجيوش رأس على خالد كان سواء الله عند وبخاصOOة صOOةلالخا العقائدية للدولة إدارته صبغ على عمر حرص مع

D أعدائها تحارب وهي D حربا وقوتهOOا, العقيOOدة باسOOم متطاولة ضروسا بالرعيOOة االفتتOOان إلى نفسOOه خالد مثل كبير بقائد االفتتان يقود وقد أنOOه أحد, وبخاصة إليها يرتقي ال قوة مركز في يوما نفسه يرى وأن

ر, أمOOر الدولOOة وعلى عليOOه أموال, فيجOOر ومنفق حرب عبقري �OOخ�س D كان إن وهو D احتمOOاال عمOOر بخليفتهم النOOاس ارتبOOاط ظOOل في بعيOOدا

يحOOدث وتقواه, فقد العسكري خالد باطنضا ظل به, وفي وإعجابهمD من لهOا التأصOيل يسOتدعي كخالOد, ممOا قائد عمر, ومع بعد ما يوما

ل� لم صOOغير قائOOد من الخOOوف �OOب� بOOذكره تتسOOاير ولم البالء أحسOOن ي.1األنباء

في فقOOال عمOOر تخOOوف إلى إبOOراهيم حافOOظ النيOOل شاعر أشار وقدالديوان: في يتهعمر

صاحبنا فاروق يا خالفت وقيل

باريها وسقال أعطى كان وقد فيه                        

به المسلمين افتتان خفت فقال

يداويOها مOن أعOيOت النفOس وفتنOة                       

المال: صرف في النظر اختالف ـ ب

بالمال العقيدة ضعفاء إغراءو القلوب تأليف فترة أن يرى عمر كان هOOؤالء, وأنOOه إلى حاجOOة غOOير في اإلسOOالم انتهت, وصار قد والعطاء

التربيOOة تOOؤدي حOOتى وضOOمائرهم إيمOOانهم إلى الناس يوكل أن يجبكاملة. نماذج تخريج في رسالتها اإلسالمية

من معOOه ممن أن خالOOد يOOرى بينما القلوب في اإليمان تغلغل لمدى حضلم نيتهم تخلص لم مOOا ميدانOOه في المجاهOOدين و البOOأس ذوي ويثOOير عOOزيمتهم يقOOوي ما إلى حاجة في هؤالء أمثال وأن الله ثواب

أن يOOرى كان عنه الله رضي عمر أن , كما2المال هذا من حماستهم

.158 ص للعقاد عمر - عبقرية 1.134 ص , شعوط التاريخ من تمحى أن يجب - أباطيل 2

-164-

Page 165: الشورى فريضة إسلامية

النOOاس إلى اعتذر غيرهم, فعندما من بالمال أحق المهاجرين ةضعف ضOOعفه على المOOال هذا سحبي أن أمرته قال خالد عزل من بالجابية

D عمOOر أن شOOك , وال1البأس ذا فأعطاه المهاجرين نمجتهOOدا وخالOOداD أدرك عمر ولكن إليه 2ذهبا فيما اللOOه رضOOي خالOOد هاكيOOدر لم أمOOوراعنه.

العامة السياسة في خالد منهج من عمر منهج ج- اختالف:

صOغيرة كOل في منOه الOوالة يسOتأذن أن على يصOر عمOر كOان فقد�عطى أن حقه من أن خالد يرى وكبيرة, بينما غير من كاملة الحرية ي

التصOرفات كOل في يOده وتطلOق الجهادي الميدان في ألحد الرجوعD األسOOباب من ولعOOل الغOOائب يOOراه ال مOOا يOOرى الشاهد بأن منه إيمانا

D, إفساح في تتOOوفر حOOتى القيOOادات من جديOOدة لطالئOOع المجال أيضا العOاص, بن وعمOرو والمثنى خالد أمثال من كثيرة نماذج المسلمين

هOOذا كOOان , مهمOOا3واحOOد رجلب رهنا ليس النصر أن الناس ليدرك ثم.4الرجل

: زلعال قرار من اإلسالمي المجتمع س- موقف

في الخليفOOة لحOOق بالتسOOليم العOOزل قOOرار اإلسالمي المجتمع تلقى والطاعOOة النظOOام مقتضOOى من أحOOد يخOOرج والعOOزل, فلم التوليOOة بن لعمOOر األمة , فأختيار 5والعزل التولية في بحقها للخالفة واإلقرار

مOOا العسOOكر الكبار, وأن للقادة العزل حق أعطته الخطاب, كخليفةالشرعية. السلطة من رفصتب إال هم

انقالبيOOOة, أو أو عسOOOكرية أنظمOOOة ظOOOل في تنمOOOو ال والشOOOورى , للحكم الطريOOق هOOو السيف أن منتآ والتي االنقالبات ديمقراطية

�ويع (( المكنى, بأبي ه64O _ 41يزيد)) بن معاوية فهذا بعد ليلى, بD أربعين الحكم في , ومكث أبيه وفاة قOOرب لمOOا لنOOاسل , يقول يوما الخطاب بن عمر مثل لكم غيتتأمركم, فاب عن ضعفت , فإني أجله

الشOOورى, ستة مثل ستة أجد, فابتغيت أبوبكر, فلم استخلفه , حين

(.115\7) والنهاية - البداية 1(.147\11) للحميدي اإلسالمي - التاريخ 2.134 ص التاريخ من تمحى أن يجب - أباطيل 3 بي الخطاب بن - عمر 4 .350 ص للص ال.350 ص نفسه - المصدر 5

-165-

Page 166: الشورى فريضة إسلامية

يقOOول , وفيOOه مببتأح من لOOه ختارواأبأمركم, ف أولى أجد, فأنتم فلمالشاعر:

مراجلها تغلي فتنة أرى إني

غلبا لمن ليل أبي بعد فالملك                       

وحلفائهم, حتى األمويين بين دامية معارك التاريخ, وقعت ذكر وكما المطالبOOة قبOOل والبOOد أميOOه بOOني من المروانOOيين إلى الحكم انتقOOل

, تغييريOة اجتماعيOة حركOة هناك تكون أن الديمقراطية أو بالشورى.1والديمقراطية الشورى تقبل نحو االجتماعي بالتحول يسمى ما أو

ــتي والتغيرات الشعوب لمتطلبات - االستجابة7 تحــدث الالشريعة: مقاصد وفق المجتمعات في

حيث والشOOام العOOراق من السواد بأرض الخطاب بن عمر فعل كما افتتحهOOا الOOتي لألرضOOي إيOOراد عليهOOا فجعOOل خOOراج أراضOOي جعلهOOا

, فعنOOدما الOOدوام على المسلمين لمصالح وأوقفها عنوة المسلمون على القضOOاء بعد وبالذات مةيالعظ بالفتوحات اإلسالم شوكة قويت

الدولة في المال موارد وتعددت والروم الفرس العظيمتين القوتين الدولOOة هOOذه كيOOان على وللمحافظOOة مصOOارفه كOOثرتو اإلسOOالمية العامة مصالح , وضمان وسلطانها عزها وصون األطراف المترامية

عمOOر لها فكر ورشيدة حكيمة مالية سياسة من البد كان , والخاصة بهOOذه للقيOOام ودائم ثOOابت مOOالي مورد إيجاد وهي عنه, أال الله رضي

تقسOOم أن الفOOاتحون أراد فقOOد : الخOOراج هOOو المOOورد المهام, وهOOذاDب عنOOه الله رضي عمر وقام وأراضي أموال من الغنائم عليهم حOOواراD D شوريا جمOOع الجOOدل في أسOOلوبه فيOOه ظهر الصحابة كبار مع موسعا

بكبار األمر وانتهى المخالف واستماله البيان وروعة الدليل قوة فيه عنه الله رضي الخليفة رأي إقرار إلى والعقد الحل ورجال الصحابة

على المنقولOOOة األمOOOوال أهلهOOOا, وتقسOOOيم على األرض بتحOOOبيس.2الفاتحين

ومقاصدها الشريعة لروح العملي التطبيق إلى عميق نظر هذا وفي الحيOOاة  على تحOOدث الOOتي الكبOOيرة المتغOOيرات ومراعOOاة العظيمOOة

.379 ص د. سامي - الشورى 1 بي الخطاب بن - عمر 2 .252 ص للص ال

-166-

Page 167: الشورى فريضة إسلامية

الحOOاكم يصOOحب أن يجب اإلصالحي النظر أن مجاالتها, أي بمختلف لألفكOOار مسOOتودع الحقيقOOة في هم , الذينيالشور مجلسه وأعضاء

الدسOOOتور, روح لتطبيقOOOات نظرتOOOه في الحOOOاكم وإسOOOناد دعم في1والدولة المجتمع في وفعاليته

بأنOOه والشام العراق في السواد أراضي حادثة في الفاروق بين وقد األمة, شورى مجلس في الثقة نالشورى, وأعل هيئة في فرد مجرد اللOOه رضOOي قOOال اللOOه, فقOOد كتOOاب إلى والرد وافقه أو خالفه سواء بOالحق, خOالفني تقOرون اليOوم وأنتم منكم. كأحدكم واحد نيعنه: إ

ينطOOق كتOOاب اللOOه من ومعكم وافقOOني من خOOالفني, ووافقOOني من.2بالحق

فالبحثواستقالليته: العلمي البحث حرية على - الحرص8 ومOا بالشOورى تOؤمن ال دكتاتوريOة أنظمOة ظOل في ينمOو ال العلمي

بالصراع يسمي ما في العلماء ضد وقتل تعسف من أوربا في حدث دليل خير بالعلمانية يسمى ما عنه  نتج والتي والكنيسة العلم مابين أن المسOOتبد غOOرض من الكواكOOبي: ليس يقOOول إليOOه ذهبنOOا مOOا علىD للعلم بالعلم, وألن الرعية تتنور سOOلطان, لOOذا كل من أقوى سلطاناD والعلم االستبداد بين فإن D دائمة حربا . 3مستمرا وطرادا

بصورة الفكر في والتجديد اإلبداع دور على ؤكدن الدراسة هذه وفي خلOOق إلى الوصOOول أردنا خاصة, إذا بصورة السياسي عامة, والفكر

قOOدر اإلبتعOOاد مOOع الحاكمOOة وأنظمتنOOا دولنOOا في تنموي إبداعي نظام هOOا, والتوجOOهفي فائOOدة ال الOOتي المسOOائل في الخOOوض عن اإلمكOOان يقOOول , كمOOا4المجديOOة المسOOائل في والدراسOOة البحث إلى بالكليOOة

ال العلم ملح هو ما العلم, ومنه صلب من هو ما العلم الشاطي: من مOOدار عليOOه والOOذي ملحOOه وال صOOلبه من ليس مOOا , ومنOOه صOOلبه من

المباركOOة , والشOOريعة الراسOOخين مقاصOOد تنتهي . وإليOOه الطلب أصOOولها في محفوظة كانت ولذلك الوجه هذا على منزلة المحمدية

حصOOال يكOOون بهOOا الOOتي المقاصOOد حفOOظ إلى ترجOOع وفروعهOOا, ألنهOOا. 5الدارين

.283 ص د. الصالحات - الشورى 1 بي الخطاب بن - عمر 2 .254 ص للص ال.52 ص50 ص االستعباد ومصارع - االستبداد 3.387 ص الصالحات د. سامي - الشورى 4((.52\1)) الشريعة أصول في - الموافقات 5

-167-

Page 168: الشورى فريضة إسلامية

الحضارية: التحديات مواجهة -9

على تقOOدر وال شOOجاعة غير أنظمة أنها المستبدة األنظمة حقيقة إنD يكون لن الخارجي االحتالل الحضارية, وأن التحديات مواجهة منقOذا

D أو للشعوب حادثOOة من أكثر التاريخ أثبت ولقد الشورى لمنهج داعما المسOOOOتعمر, إلى الحOOOOاكم ظلم من المسOOOOتجير أن من وواقعOOOOة

اإلسOOالم إلى ينتمي ال االسOOتبدادو بالرمضOOاء النOOار من كالمسOOتجير فيOه األخOير , وهOذا االسOتبداد هOو حتما الشورى نقيض أن البتة, بل

صOOغيرة كOOل في الشOOورى خالف يعكس مOOا واألوصاف الصفات من أن االسOOتبداد أراد إذا له, يقOOول الكواكبي توصيف حد وعلى وكبيرة

اإلسOOاءة الظلم, وأمي الشOOر, وأبي وينتسOOب, لقOOال: أنOOا يحتسOOب , وابOOني الOOذل الضرر, وخالي المسكنة, وعمي الغدر, واختي وأخي

. 1الجهالة , وعشيرتي الخراب , ووطني البطالة الفقر, وبنتي

يعتمOOد الحضOOارية التحديات مواجهة على وقدرتها الشعوب تقدم إن وجماعاتهOOا, فرادهOOاإل السياسOOية الحقOOوق وإعطOOاء العدل نشر على

أمتنOOا عاشOOت والجماعيOOة, ولقOOد الفرديOOة الحقOOوق أنOOواع بكافOOة هOOذه على تحافظ كانت وتقدمها, عندما حضارتها أوج في اإلسالمية تجOOاوزت لمOOا وسOOقطت حقOOه, وهOOوت حق ذي كل وتعطي الحقوق

الOOدين, الفOOاتح صOOالح عصOOر جاء المثال سبيل , فعلى 2الحقوق تلك والهOOوان, والقهOOر الذلOOة من عصOOور بعOOد ومحررهOOا للقدس العظيم

عصOOره, األثOOير, عن ابن فOOيروى وحكامهم المسلمين بين السياسي ومنه اإلسالم قبل من المتقدمين الملوك تواريخ طالعت فيقول: قد

عبOOد بن الراشOOدين, وعمOOر الخلفOOاء بعOOد فيOOه أر هذا, فلم يومنا إلىD العزيز أكOOثر الOدين, وال نOور العOOادل الملOOك من سOOيرة أحسOن ملكاD ينشره, عدل على ونهاره ليله قصر , قد منه واإلنصاف للعدل تحريا يوليOOه, بها, وإحسOOان يقوم يزيلها, وعبادة له, ومظلمة يتجهز وجهاد 3واحOOد بOOبيت بOOه, فكيOOف الفتخOOرت أمة في كان , فلويهيسد وإنعام

حOOولهم التفت الOOتي والشOOعوب الOOدين ونOOور الOOدين صOOالح قام فقد عن كتOOابي فلOOيراجع التوسOOع أراد ومن الحضارية التحديات بمواجهة

الشOOهيد, ففيهOOا محمOOود الOOدين نور عن األيوبي, وكتابي الدين صالحالغازية. للمشاريع األمة, ومقاومتها نهضة في مهمة تفاصيل

.71 ص االستعباد ومصارع االستبداد - طبائع 1.289 ص السابق المصر - الشورى 2.163 ص الباهر - التاريخ 3

-168-

Page 169: الشورى فريضة إسلامية

-169-

Page 170: الشورى فريضة إسلامية

الخالصة

هOOذا تضOOم�نها الشOOورى عن حOOديث من لي الله يسره ما وبعد: فهذا صواب، من فيه كان اإلسالم" فما في "الشورى سميته وقد الكتاب

، الله فضل محضى فهو ة، الحمOد فله علي� Oا والمنOان ومOه كOمن في منOه، بOرئ_ ورسOوله واللOه إليOه، وأتOوب تعالى، الله فأستغفر خطأ،

�ي وحسبي D كنت أن حريضا �حOOرم أال وعسOOى الخطOOأ، في أقOOع أال من أاألجر.

وأن المسلمين، إخواني الكتاب بهذا ينفع أن تعالى الله وأدعوالغيب بظهر ألخيه األخ دعوة فإن دعائه، في يقرؤه من يذكرني

": تعالى الله بقول الكتاب بهذا وأختم تعالى، الله شاء إن مستجابة�ا ن ب �ا اغ�ف�ر� ر� �ن �ا ل �ن �خ�و�ان ذ�ين� و�إل� �ا ال �ق�ون ب �يم�ان� س� �اإل� �ج�ع�ل� و�ال� ب ف�ي ت

�ا �ن �وب ق�ل ذ�ين� غ�ال� ;ل �وا ل �ا آم�ن ن ب ك� ر� �ن ؤ�وف_ إ ح�يم_ ر� (.10: آية " )الحشر، ر

الشاعر: ويقول

ما الله فتقوى الله واتق

� امرئ قلب جاوزت وصل إال

D يقطع من ليس D طرقا بطال

البطل الله يتقي من إنما

فتى كنت إن الخمر وأهجر

عقل من جنون في يسعى كيف

فكم الخلق على الموت كتب

دول من وأفنى جمع من فل�

ومن وكنعان نمرود أين

-170-

Page 171: الشورى فريضة إسلامية

وعزل وولى األمر ملك

ومن فرعون أين عاد أين

يخل يسمع من األهرام رفع

وبنوا وشادوا سادوا من أين

القلل تغن ولم الكل� هلك

�هى أهل الحجا أرباب أين الن

األول والقوم العلم أهل أين

D الله سيعيد منهم كال

D وسيجزي فعل قد ما فاعال

جمعت وصايا أسمع بني أي�

D الملل خير بها خصت حكما

فما تكسل وال العلم أطلب

الكسل أهل على الخير أبعد

وال الدين في للفقه وأحتفل

خ�و�ل أو بمال عنه تشتغل

فمن وحص�له النوم� وأهجر

بذل ما يحقر المطلوب يعرف

أربابه ذهبت قد تقل ال

وصل الدرب على سار من كل

-171-

Page 172: الشورى فريضة إسلامية

الع�دى إرغام العلم ازدياد في

العمل صاح يا العلم وجمال

يد تقبيل اختار ال أنا

القبل تلك من أجمل قطعها

عادتها فمن الدنيا واترك

سفل من وتعلي العالي تخفض

يحسنه ما اإلنسان قيمة

أقل أو منه اإلنسان أكثر

لمن أعداء الناس نصف إن

عدل إن هذا األحكام ولي

تفز الدنيا في اآلمال قص�ر

األمل تقصير العقل فدليل

وأتOوب أسOOتغفرك أنت إال إلOOه ال أن أشOOهد وبحمدك اللهم )سبحانكإليك(.

-172-

Page 173: الشورى فريضة إسلامية

الكتاب فهرس

1المقدمة:

والتاريخ الكريم القرآن في األول: الشورى المبحث10اإلسالمي

الكريم القرآن في أوال4: الشورى10

الشورى كانت البدء في ـ110

السالم عليه إبراهيم عند الشورى ـ211

11العائلية الشورى ـ3

12والخصام التنازع حال ـ4

وأمهاتهن آبائهن مشاورة على زوجاته يحث رسول ـ513

الكريم القرآن في العام المجال في ثانيا4: الشورى13

بينهم" شورى األولى" وأمرهم اآلية ـ113

األمر" في الثانية" وشاورهم اآلية ـ214

النبوة. عهد في ثالثا4: الشورى15

بدر. يوم في الشورى ـ115

-173-

Page 174: الشورى فريضة إسلامية

للقتال. الخروج في مشاورته ـ أ15

باب مشورة ـ ب dبدر. في المنذر بن الح17

بدر. أسرى في وسلم عليه الله صلى مشورته ـ ج18

أdحد. غزوة في الشورى ـ219

األحزاب. غزوة في الشورى ـ322

الخندق. حفر في ـ أ22

غطفان. في الصلح محاولة في الشورى ـ ب23

الحديبية. صلح في الشورى ـ426

تبوك. غزوة في الشورى ـ526

الدعاء. في الصديق بكر أبي مشورة قبول ـ أ27

اإلبل. نحر ترك في الخطاب بن عمر مشورة قبول ـ ب27

اجتياز ترك في عنه الله رضي عمر مشورة قبول ـ ج27الشام. حدود

-174-

Page 175: الشورى فريضة إسلامية

الصديق. عهد في رابعا4: الشورى28

الصديق. بيعة ـ129

اإلقناع. على وقدرته النفوس مع وتعامله الصديق ـ أ30

الصف. وحدة على الجميع حرص ـ ب31

والخليفة. الخالفة منصب ـ ج32

بني سقيفة من السياسية المبادئ من مجموعة ـ س33ساعدة.

العامة. البيعة ـ ع34

والمرتدين. الزكاة مانعي قتال في الشورى ـ235

القرآن. جمع في الشورى ـ337

القضاء. في الشورى ـ438

الجهاد. في الشورى ـ538

الفاروق. عهد في خامسا4: الشورى39

-175-

Page 176: الشورى فريضة إسلامية

الخطاب. بن عمر بيعة ـ139

الخراج. أراضي في الشورى ـ242

أراضي تقسيم عدم في والمصالح القيم هي *ما46الخراج؟

الهجري. التاريخ بدء في الشورى ـ347

المؤمنين. أمير لقب ـ448

الوالة. اختيار في المشورة ـ548

49الدواوين. تدوين ـ6

الصحي. الحجر ـ750

الخطاب. بن عمر عهد في الشورى نطاق توسع ـ851

الله رضي عفان بن عثمان عهد في سادسا4: الشورى54عنه.

عنه. الله رضي عفان بن عثمان بيعة ـ154

وأسمائهم. للشورى حدد الذي العدد ـ أ54

الخليفة. اختيار طريقة ـ ب55

-176-

Page 177: الشورى فريضة إسلامية

المشاورة. أو االنتخابات مدة ـ ج55

الخليفة. الختيار الكافية األصوات عدد ـ س55

االختالف. حال في الحكم ـ ش55

الفوضى. وتمنع االختيار تراقب الله جنود من جماعة ـ ع56

األفضل. وجود مع المفضول تولية جواز ـ غ56

وعدمه. التعيين بين عمر جمع ـ د56

فقط. الستة بين ليست الشورى ـ ل56

سياسية. هيئة أعلى الشورى أهل ـ هـ57

الشورى. إدارة في عوف بن الرحمن عبد *منهج58

للمشاورة. الرهط اجتماع ـ أ58

التنازل. إلى يدعو الرحمن عبد ـ ب58

الشورى. عملية بإدارة عوف ابن تفويض ـ ت58

-177-

Page 178: الشورى فريضة إسلامية

عثمان. بيعة على االتفاق ـ ج59

خطة تنفيذ في عوف بن الرحمن عبد حكمة ـ س59الشورى.

قتل قضية عثمان واجهت قضية أول ـ260

إفريقية. فتح في الشورى ـ361

عثمان. عهد في القرآن جمع في الشورى ـ461

الفتنة. أحداث في الشورى ـ563

األمصار. لوالة عثمان مشورة ـ664

عثمان. عهد في المعارضين مع المباشر الحوار ـ766

ابي بن علي المؤمنين أمير عهد في سابعا4: الشورىعنه. الله رضي طالب

68

عنه. الله رضي طالب أبي بن علي بيعة ـ168

رضي طالب أبي بن علي خالفة على اإلجماع انعقاد ـ271عنه. الله

رضي طالب أبي بن علي بيعة في الشورى حقيقة ـ372عنه. الله

-178-

Page 179: الشورى فريضة إسلامية

رضي طالب ابي بن علي المؤمنين أمير أقوال من ـ472عنه. الله

طالب. أبي بن علي بن الحسن عهد في ثامنا4: الشورى73

عنه. الله رضي علي بن الحسن بيعة ـ173

الحسن. خالفة على النص قضية بطالن ـ274

العزيز. عبد بن عمر دولة في تاسعا4: الشورى75

خالفته. *في77

زنكي. الدين نور عهد في عاشرا4: الشورى78

العامة. القضايا في الشورى ـ179

متخصصة. مجالس ـ281

ومجاالتها. وأحكامها الشورى الثاني: فوائد المبحث84

الشورى. أوال4: فوائد84

الشورى. ثانيا4: حكم88

-179-

Page 180: الشورى فريضة إسلامية

الملزمة. والشورى المعلمة ثالثا4: الشورى90

الشورى. رابعا4: مجاالت95

الدنيوي. السياسي المجال ـ195

القضاء. في الشورى ـ295

القطعية. األحكام تنزيل في الشورى ـ396

والخالفية. االجتهادية األحكام في الشورى ـ496

والشورى. خامسا4: المرأة97

واألقليات. سادسا4: الشورى101

اختيارهم. وطريقة صفاتهم الشورى سابعا4: أهل 105

وصفاتهم. الشورى أهل ـ1105

الشورى. أهل اختيار ـ2107

والمستشار. وللمستشير للمشورة نموذج ـ3 110

-180-

Page 181: الشورى فريضة إسلامية

ومأسستها. ثامنا4: الشورى111

الشورى. إدارة في والفقهي التنظيمي الفراغ ـ1112

الرسول. أن أبيه عن سعد بن عامر عن ـ أ112

البحر. كموج تموج التي الفتنة ـ ب113

ووظائفه. الشورى مجلس صالحيات ـ2116

المؤسسية. الشورى قواعد من ـ3116

المعاصرة. الشورية المؤسسات من ـ4117

الشورى. لعملية اإلجرائية النظم ـ5117

المؤسسة تطوير تؤيد الشرعية والقواعد األصول ـ6118الشورية.

فجور. من أحدثوا ما بقدر أقضية للناس تحدث ـ أ118

الذرائع. سد قاعدة ـ ب118

المرسلة. المصالح ـ ج119

-181-

Page 182: الشورى فريضة إسلامية

وخير. مصلحة فيه لما االقتباس ـ س119

120الخندق. حفر ـ

الديمقراطية. من نستفيد هل ـ121

الديمقراطية. آفات من ـ122

والديمقراطية. الشورى بين الفروق من ـ7122

والديمقراطية. الشورى بين االتفاق أوجه ـ8125

إجرائي. كمنهج الديمقراطية ـ9128

الشورى. في اإلنسانية القيم ـ10130

131الشخصية. الحرية ـ

المساواة. ـ134

137واإلصالح. الشورى ـ11

اإلسالمي. الدين من جزء الشورى ـ12138

المسلمين. واقع في الشورى تاسعا4: أزمة140

-182-

Page 183: الشورى فريضة إسلامية

اإلسالمية. الشعوب في الشورى حقيقة عاشرا4: تفعيل144

حكم نظام أي لكسب الوحيدة الطريقة الشورى جعل ـ1األمة. أو المجتمع أو الشعب من الشرعية

144

الشورى. تنمية في اإلجتماعي الدور ـ2145

ألهمية والحاكم والرعية للفرد سياسي وعي ـ3146الشورى.

الشعبية. والمؤسسات المدني المجتمع تفعيل ـ4147

والحكام. الرؤساء عن والقداسة الهاالت رفض ـ5148

عسكري. ال مدني اإلسالمي الحكم ـ6149

149التوحيد. حماية ـ أ

المال. صرف في النظر اختالف ـ ب149

السياسة في خالد منهج من عمر منهج اختالف ـ ج150العامة.

العزل. قرار في اإلسالمي المجتمع موقف ـ س150

تحدث التي والتغيرات الشعوب لمتطلبات االستجابة ـ7الشريعة. مقاصد وفق المجتمعات في

151

-183-

Page 184: الشورى فريضة إسلامية

وإستقالليته. العلمي البحث حرية على الحرص ـ8152

الحضارية. التحديات مواجهة ـ9152

154الخالصة.

الفهارس.157

-184-

Page 185: الشورى فريضة إسلامية

للمؤلف صدرت كتب

1. : وأحداث وتحليل وقائع عرض النبوية السيرة ـ2: عنه الله رضي الصديق بكر أبو األول الخليفة سيرة ـ

. وعصره شخصيته3: عنه الله رضي الخطاب بن عمر المؤمنين أمير سيرة ـ

. وعصره شخصيتهعنه 4 الله رضي عفان بن عثمان المؤمنين أمير سيرة ـ

. وعصره شخصيتهالله 5 رضي طالب أبي بن علي المؤمنين أمير سيرة ـ

. وعصره شخصيته عنهطالب 6 أبي بن علي بن الحسن المؤمنين أمير سيرة ـ

. وعصره شخصيته عنه الله رضي7. : والسقوط النهوض عوامل العثمانية الدولة ـ8. الكريم القرآن في والتمكين النصر فقه ـ9. أفريقيا في السنوسية الحركة تاريخ ـ

الشمال 10 في والموحدين المرابطين دولتي تاريخ ـاإلفريقي.

11. العالمين رب صفات في المسلمين عقيدة ـ12. الكريم القرآن في الوسطية ـ13. االنهيار وتداعيات االزدهار عوامل األموية، الدولة ـ14. وعصره شخصيته سفيان، أبي بن معاوية ـ15. وعصره شخصيته العزيز، عبد بن عمر ـ16. الزبير بن الله عبد خالفة ـ17. الزنكية الدولة عصر ـ18. زنكي الدين عماد ـ19. زنكي الدين نور ـ20. السالجقة دولة ـ21. والتجديد اإلصالح في وجهوده الغزالي اإلمام ـ22. الجيالني القادر عبد الشيخ ـ23. المختار عمر الشيخ ـ24. بنوه مروان بن الملك عبد ـالسنة 25 أهل ميزان في والشيعة الخوارج فكر ـ

والجماعة.26. الصحابة بين الخالف حقيقة ـ27. العقائد في القرآن وسطية ـ

-185-

Page 186: الشورى فريضة إسلامية

28. عثمان مقتل فتنة ـ29. الثاني الحميد عبد السلطان ـ30. المرابطين دولة ـ31. الموحدين دولة ـفكر 32 وظهور والعباسية األموية الدولتين عصر ـ

الخوارج.33. الفاطمية الدولة ـ34. األفريقي الشمال في اإلسالمي الفتح حركة ـالدولة 35 على القضاء في وجهوده االيوبي الدين صالح ـ

. المقدس البيت وتحرير الفاطميةعليه 36 الله صلى الرسول لمناصرة شاملة إستراتيجية ـ

. الصليبية الحروب من مستفادة دروس وسلم37. العلماء سلطان السالم عبد بن الدين عز الشيخ ـوالسادسة ) 38 والخامسة الرابعة الصليبية الحمالت ـ

. الدين( صالح بعد واأليوبيون والسابعةوتداعيات 39 اإلنتشار عوامل المغولي المشروع ـ

اإلنكسار.عهد 40 في جالوت عين ومعركة قطز الدين سيف ـ

المماليك.41. جالله pجل بالله اإليمان ـ42. اآلخر باليوم اإليمان ـ43. اإلسالم في الشورى ـ

-186-