ابن طفيل..حي بن يقظان

94
ي ح ن ب ان ظ ق ي ن ب ا ل ي ف لط ا ر ك ذ ا ي ف ل س ح ل صا ل ا ي ض ر- له ل ا م ه عن ن* ا- رة ي ز ج ن م ر* ي ا ز ج د ي ه ل ا ي لت ا ت ح ت ط خ واء، ت سلا ا ي ه و رة ي ز ج ل ا ي لت ا ولد ت ي ها ب سان نL لا ا ن م ر ي غ م* ا ولا، ب* ا ها ب و ز جR ش ر مR ث ي ساء، ن ي ه و ي لت ا ر ك ذ وذي ع س م ل ا ها ب* ا رة ي ز ج واق ق و ل ا لانa ك ل ت رة ي ز ج ل ا اعدل اع ق ي لا* رض ا واء؛ ه ها م م ت* ا روقR ش ل ور ت ل ا ي عل* لا ا ها لن ع، ً عداذ ت س ا وان كانa ك ل ذ لاف خ ما راة ي ور ه م ج ه ف س لا ق ل ا ار ي ك و اء، ي ط* لا ا م ه ب ا ف رون ي نL ا اعدل ما ي ف ورة م ع م ل ا م ي ل فL لا ا ع، ب را ل ا ان ف وا ن كا وا ل ا فa ك ل ذ ه لا* ن ح ص م ه د ي ع ه ان س لي ي عل ط خ واء ت سلا ا مارة ع ع ب ما ل ن م ع ب وا م ل ا، ه ي ضلا* ر ا ن* ا: م ه ل و ق ل ف م ي ل فL لا ا ع ب را ل ا اعدل اع ق ي لا* رض ا ه، وج وان وا ن كا ما تL ا راذوا* اa ك ل د ت نL ا ما ي عل ط خ واء ت سلا ا د دتR س، زارة ج ل ا ي كالد رح ص ي ه ن م ه رR كي* ا و ه ف* ظا خ وم ق ي رهان لي ا ي عل ه لاف خ. a ك ل وذ ه ن* ا د ف ن ه ر ي ن ي ف وم ل ع ل ا ه ي ع ت/ ب لظ ا ه ن* ا لا ت ب س ون ك ي ل زارة ج ل ا لاL ا زكه ج ل ا و* ا اة لاف م سام ج* لا ا حارة ل ا ؛ اءة ضL لا وا ن« ي ي ي و ها ن فً ا ص ا نL ا س مR ش ل ا ها ب ا د ت ر ي غ خارة ولا ه ف ت ك ي م ء يR ش ن ن م ة هد

Upload: islas-chafarinas

Post on 28-Jul-2015

63 views

Category:

Documents


3 download

TRANSCRIPT

Page 1: ابن طفيل..حي بن يقظان

يقظان بن حيالطفيل ابن

الهند جزائر من جزيرة - أن عنهم الله - رضي الصالح سلفنا ذكر من اإلنسان بها يتولد التي الجزيرة وهي االستواء، خط تحت التي المسعودي ذكر التي وهي نساء، يثمر شجر وبها أب، وال أم غير

هواء؛ األرض بقاع اعدل الجزيرة تلك الن الوقواق جزيرة أنها خالف ذلك كان وان استعدادJ، عليها األعلى النور لشروق أتممها

ما اعدل إن يرون فانهم األطباء، وكبار الفالسفة جمهور يراه ما عندهم صح ألنه ذلك قالوا كانوا فان الرابع، اإلقليم المعمورة في

األرضية، الموانع من لمانع عمارة االستواء خط على ليس انه كانوا وان وجه، األرض بقاع اعدل الرابع اإلقليم فلقولهم: أن

كالذي الحرارة، شديد االستواء خط على ما إن بذلك أرادوا إنما.خالفه على البرهان يقوم خطأ فهو أكثرهم به يصرح

لتكون سبب ال أنه الطبيعية العلوم في تبرهن قد أنه وذلك وتبين واإلضاءة؛ الحارة األجسام مالقاة أو الحركة إال الحرارة

J فيها هذه من بشيء متكيفة وال حارة غير بذاتها الشمس إن أيضاJ فيها تبين وقد المزاجية؛ الكيفيات تقبل التي األجسام إن أيضا

ويليها الشفافة، غير الصقيلة األجسام هي القبول، أتم اإلضاءة األجسام فأما الصقيلة، غير الكثيفة األجسام ذلك قبول في

.بوجه الضوء تقبل فال الكثافة من فيها الشيء التي الشفافة من يذكره ولم خاصة، علي أبو الشيخ برهنه مما وحده وهذا ال الشمس أن عنها فالالزم المقدمات، هذه صحت فإذا تقدمه،

الن تماسها، أخر أجسام الحارة األجسام تسخن كما األرض تسخنJ األرض وال حارة غير ذاتها في الشمس ألنها بالحركة تسخن أيضا وقت وفي عليها الشمس شروق في واحدة حالة وعلى ساكنة

.عنها مغيبها في للحس االختالف ظاهرة والتبريد، التسخين في وأحوالها

.الوقتين هذين

Page 2: ابن طفيل..حي بن يقظان

J الشمس وال J الهواء تسخن أيضا األرض ذلك بعد تسخن ثم أوال من قرب ما أن نجد ونحن ذلك يكون وكيف الهواء، سخونة بتوسطJ أسخن الحر، وقت في األرض من الهواء الذي الهواء من كثيرا

على هو إنما لألرض الشمس تسخين أن علواJ? فبقي منه يبعد إن أبداJ: حتى الضوء تتبع الحرارة فان غير، ال اإلضاءة سبيل

.حاذاها ما أشعل المقعرة، المرأة في افرط إذا الضوء الشمس أن القطعية، بالبراهين التعاليم علوم في ثبت وقد األرض من أعظم الشمس وأن كذلك، األرض وأن الشكل، كروية،Jالشمس من يستضيء الذي وأن كثيرا J نصفها، من أعظم هو أبدا يكون ما أشد وقت كل في األرض من المضيء النصف هذا وأن

يقابل وألنه المظلمة، من المواضع أبعد ألنه وسطه، في الضوءJ الشمس من J أقل كان المحيط من قرب وما أكثر، أجزاءا ضوءا موقعه أضاء ما الذي الدائرة محيط عند الظلمة إلى ينتهي حتى

كانت إذا الضياء دائرة وسط الموضع يكون وإنما قط، األرض من الحرارة تكون وحينئذ فيه، الساكنين رؤوس سمت على الشمس

الشمس تبعد مما الموضع كان فان يكون ما أشد الموضع ذلك في مما كان وان جداJ، البرودة شديد كان أهله، رؤوس مسامتة عن

الهيئة علم في ثبت وقد الحرارة، شديد كان المسامتة فيه تدوم رؤوس الشمس تسامت ال االستواء خط على التي األرض بقاع أن

وعند الحمل؛ برأس حلولها العام: عند في مرتين سوى أهلها.الميزان برأس حلولها

J أشهر ستة العام سائر في وهي J أشهر وستة منهم، جنوبا شماال.مفرط برد وال مفرط، حر عندهم منهم: فليس

.متشابهة ذلك بسبب وأحوالهم بسبيله؛ نحن بما يليق ال هذا، من أكثر بيان إلى يحتاج القول وهذا

من ذكر ما بصحة تشهد التي األمور من ألنه عليه، نبهناك وإنما.أب وال أم غير من البقعة بتلك اإلنسان تولد تجويز

جملة من يقظان بن حي بأن القضية وجزم الحكم بت من فمنهم ذلك أنكر من ومنهم أب، وال أم غير من البقعة تلك في تكون من

J أمره من وروى تلك بازاء كان فقال: انه عليك، نقصه خبرا عامرة الفوائد، كثيرة األكتاف، متسعة عظيمة جزيرة الجزيرة، أخت له وكانت والغيرة، األنفة شديد منهم رجل يملكها بالناس،

Page 3: ابن طفيل..حي بن يقظان

لها يجد لم إذا األزواج ومنعها فعضلها باهر وحسن جمال ذاتJكفوا.

J فتزوجها يقظان يسمى قريب له وكان في جائز وجه على سرا طفالJ. ووضعت منه حملت إنها , ثم زمنهم في المشهور مذهبهم

تابوت في وضعته سرها، وينكشف أمرها يفتضح أن خافت فلما الليل أول في به وخرجت الرضاع؛ من أروته أن بعد زمه أحكمت

يحترق وقلبها البحر، ساحل إلى وثقاتها خدمها من جملة فيJبه، صبابة J خلقت انك وقالت: "اللهم ودعته إنها ثم عليه، وخوفا

J يكن ولم الطفل هذا األحشاء، ظلمات في ورزقته مذكوراJ، شيئا ورجوت لطفك، إلى سلمته قد وأنا.واستوى تم حتى به وتكفلت

J فضلك، له وال له، فكن.العنيد الجبار الغشوم الملك هذا من خوفا ذلك فصادف.اليم في به قذفت الراحمين" ثم أرحم يا تسلمه، الجزيرة ساحل إلى ليلته من فاحتمله المد، بقوة الماء جري

إلى الوقت ذلك في يصل المد وكان.ذكرها المتقدم األخرى ملتفة أجمة إلى بقوته الماء فأدخله.علم بعد إليه يصل ال موضع

عن محجوبة والمطر، الرياح عن مستورة التربة، عذبة الشجر في الماء أخذ ثم.غربت إذا وتميل طلعت، إذا عنها تزاور الشمس بهبوب الرمال وعلت الموضع، ذلك في التابوت وبقي.الجزر

تلك إلى الماء مدخل سدت حتى ذلك بعد وتراكمت الرياح، قد التابوت مسامير وكانت إليها، ينتهي ال المد فكان.األجمة

فلما.األجمة تلك في الماء رمي عند اضطربت قد وألواحه فلقت، فوقع الحركة، وعالج واستغاث بكى الطفل، بذلك الجوع أشتد

فحمله كناسه من خرج طالها، فقدت ظبية أذن في صوته وهي الصوت فتتبعت.ولدها ظنته الصوت سمعت فلما العقاب،

بأظالفها عنه ففحصت التابوت، إلى وصلت حتى طالها تتخيل من لوح التابوت عن طار حتى داخله، من ويئن ينوء وهو

وأروته حلمتها وألقمه به، ورئفت عليه وحنت الظبية فحنت.أعالهJلبنا J .األذى عنه وتدفع وتربيه تتعهده ومازالت.سائغا

هنا نصف ونحن.التولد ينكره من عند أمره ابتداء من كان ما هذا وأما.العظيم المبلغ يبلغ حتى أحواله في أنتقل وكيف تربى كيف

J إن قالوا فانهم األرض من تولد أنه زعموا الذين أرض من بطنا حتى واألعوام، السنين مر على طينه فيه تخمرت الجزيرة تلك

وتعادل تكافؤ امتزاج باليابس، والرطب بالبارد، الحار فيها امتزج

Page 4: ابن طفيل..حي بن يقظان

J كبيرة المتخمرة الطينة هذه وكانت.القوى في بعضها وكان جداJ يفضل وكان.األمشاج لتكون والتهيؤ المزاج اعتدال في بعضا

اإلنسان: بمزاج مشابهة وأتمه فيها ما أعدل منها الوسط لشدة الغليان نفاخات شبه فيها وحدث الطينة، تلك فتمخضت

جداJ، صغيرة ونفاخة لزوجة منها الوسط في لزوجتها: وحدث لطيف بجسم ممتلئة رقيق، حجاب بينها بقسمين، منقسمة

الروح ذلك عند به فتعلق به، الالئق االعتدال من غاية في هوائيJ به وتشبث تعالى الله أمر من هو الذي عنه انفصاله يعسر تشبثا الفيضان دائم الروح هذا أن تبين قد إذ العقل؛ وعند الحس عند

دائم هو الذي الشمس نور بمنزلة وأنه وجل، عز الله عند من.العالم على الفيضان

ومنها جداJ؛ الشفاف الهواء وهو به، يستضيء ال ما األجسام فمن غير الكثيفة األجسام وهي االستضاءة، بعض به يستضيء ما

ذلك بحسب وتختلف الضياء، قبول في تختلف وهذه الصقيلة األجسام وهي االستضاءة غاية به يستضيء ما ومنها ألوانها،

شكل على مقعرة المرأة هذه كانت فإذا.ونحوها كالمرأة الصقيلة الذي الروح، هو الذي.الضياء إلفراط النار فيها حدث مخصوص،

J فياض تعالى، الله أمر من هو فمنها الموجودات؛ جميع على أبدا حياة ال التي الجمادات وهي األستعداد، اعدم فيه أثره يظهر ال ما

أثره يظهر ما ومنها المتقدم، المثال في الهواء بمنزلة وهذه لها، األجسام بمنزلة وهذه استعداداتها بحسب النبات أنواع وهي فيه،

J فيه أثره يظهر ما ومنها المتقدم؛ المثال في الكثيفة ظهورا،Jهذه ومن.المتقدم المثال في الصقيلة األجسام وهي كثيرا

أنه الشمس لضياء قبوله شدة على يزيد ما الصقيلة األجسامJ وكذلك.ومثالها الشمس، صورة يحكي يزيد ما الحيوان من أيضا وهو بصورته ويتصور الروح يحكي أنه للروح قبوله شدة على

.خاصة اإلنسان على أدم خلق الله وسلم: "إن عليه الله صلى بقوله اإلشارة واليه

الصور جميع تتالشى حتى الصورة هذه في قويت فان".صورته ما كل نورها سبحات وتحرق وحدها، هي وتبقى حقها، في المحرقة نفسها على المنعكسة المرأة بمنزلة حينئذ كانت أدركته، وهذا.أجمعين عليهم الله صلوات لألنبياء إال يكون ال وهذا لسوها

من حكوه ما تمام إلى فليرجع به، الالئقة مواضعه في مبين كله

Page 5: ابن طفيل..حي بن يقظان

القرارة، بتلك الروح هذا تعلق . قالوا: فلما التخلق ذلك وصف في تعالى الله بأمر وسخرت له وسجدت القوى جميع له خضعت ثالث إلى منقسمة أخرى نفاخة القرارة تلك بازاء فتكون كمالها، ذلك بمثل وامتألت نافذة، ومسالك لطيفة، حجب بينهما قرارت وفي.منه ألطف أنه إال األولى؛ القرارة منه امتألت الذي الهوائي

القوى تلك من طائفة واحد، من المنقسمة الثالثة البطون هذه يطرأ ما وإنهاء عليها، والقيام بحراستها وتوكلت له خضعت التي بالقرارة المتعلق األول الروح إلى وجليلها األشياء دقيق من فيها

للقراءة المقابلة الجهة من القرارة هذه بازاء وتكون.األولىJ مملوءة ثالثة نفاخة الثانية، األولين من أغلظ أنه إال هوائياJ، جسما وتوكلت الخاضعة، القوى تلك من فريق القرارة هذه في وسكن

والثانية األولى القرارة هذه فكانت عليها؛ القيام و بحفظها الترتيب على المتحمرة الطينة تلك من تخلق ما أول والثالثة،

إلى حاجتها منها بعض: فاألولى إلى بعضها واحتاج.ذكرناه الذي األولى إلى حاجتهما واألخريان.وتسخير استخدام حاجة اآلخرين،

لما وكالهما المدبر؛ إلى والمدبر الرئيس، إلى المرؤوس حاجة وهو وأحدهما،.مرؤوس ال رئيس األعضاء من بعدهما يتخلق الروح، به تعلق لما منهما فاألول الثالث من رئاسة أتمم الثاني،

J وتشكل لصنوبري النار بشكل تشكل حرارته واشتعلت أيضاJ وتكون شكله، على به المحدق الغليظ الجسم وصار صلباJ، لحما

J كله العضو وسمي يحفظه صفيق غالف عليه يتبع لما واحتاج قلبا ويغذوه، يمده شيء إلى الرطوبات وافناء التحليل من الحرارة

J واحتاج بقاؤه، يطل لم وإال الدوام، على منه تحلل ما ويخلف أيضا له فتكفل.فيدفعه يخالفه وبما فيجذبه، يالئمه بما تحسس إلى

الواحدة، بحاجته منه أصلها التي القوى من فيه بما الواحد العضو هو بالحس المتكفل وكان.األخرى بحاجته اآلخر العضو له وتكفل إليه هذين من واحد كل واحتاج الكبد؛ هو بالغذاء المتكفل و الدماغ

منه أصلها التي بهما المخصوصة وبالقوى بحرارته، يمدها أن في من أوسع وطرق: بعضها مسالك كله لذلك بينهما فانتسجت ،

و الشرايين فكانت الضرورة، تدعواليه ما بحسب بعض لم الرحم، في الجنين خلقة في الطبيعيون وصفه.العروق

وحصل أعضاؤه، وتمت خلقه، كمل أن إلى شيئاJ، ذلك من يغادروا ذلك كمال وصف في واستعانوا البطن، من الجنين خروج حد في

Page 6: ابن طفيل..حي بن يقظان

يتخلق الن تهيأت قد كانت وأنها المتخمرة، الكبيرة الطينة بتلك المجللة األغشية من اإلنسان خلق في إليه يحتاج ما كل منها

بشبه األغشية، تلك عنه انشقت كمل فلما وغيرها بدنه لجملة ثم.الجفاف لحقه قد كان إذ الطينة باقي وتصدع المخاض،

فلبته جوعه، واشتداد غذائه مادة فناء عند الطفل ذلك استغاث.طالها فقدت ظبية

وصفه وما الموضع، هذا بعد هؤالء وصفه ما عبد استوى ثم التي الظبية جميعاJ: إن فقالوا التربية؛ معنى في األولى الطائفةJ وافقت به تكفلت لبنها، وكثر لحمها فكثر أثيثاJ، ومرعى خصبا

إال عنه تبعد ال معه وكانت.قيام أحسن الطفل ذلك بغذاء قام حتى هي إذا بحيث كان حتى الظبية تلك الطفل وألف.الرعي لضرورة شيء الجزيرة بتلك يكن ولم.إليه فطارت بكاؤه اشتد عنه أبطأت

الظبية تلك بلبن واغتذى ونما الطفل فتربى العادية، السباع من تلك يتبع فكان وأثغر المشي في وتدرج حوالن، له تم أن إلى

فيها مواضع إلى وتحمله ترحمه و به ترفق هي وكانت الظبية، النضيجة؛ الحلوة ثمراتها من تساقط ما تطعمه فكانت مثمر شجر إلى عاد ومتى بطواحنها؛ له كسرته القشر صلب منها كان وما

ظللته؛ ضحا متى أرودته، الماء إلى ظمئ ومتى أروته، اللبن وجللته األول مكان إلى صرفته الليل جن وإذا.أدفأته خصر ومتى

J التابوت به ملئ مما هناك؛ كان وبريش بنفسها وقت في أوال ربرب ألفهما قد ورواحهما غدوهما في وكان.فيه الطفل وضع على الظباء مع الطفل زال فما.مبيتهما حيث معهما ويبيت يسرح

وكذلك بينهما؛ يفرق يكاد ال حتى بصوته نغمتها الحال: يحكي تلك سائر وأنواع الطير أصوات من يسمعه ما جميع يحكي كان

محاكاته كانت ما يريده لما انفعاله لقوة شديدة محاكاة الحيوان واالستدعاء واالستئالف االستصراخ في الظباء ألصوات

أصوات المختلفة األحوال هذه في للحيوانات إذ.واالستدفاع ثبت فلما. أنكرها وال تنكره ولم وألفها؛ الوحوش فألفته مختلفة

نزوغ له حدث مشاهدته، عن مغيبها بعد األشياء أمثلة نفسه في جميع إلى ينظر كله ذلك في وكان.لبعض وكراهية بعضها؛ إلى

وكان الريش، أنواع و األشعار و باالوبار كاسية فيراها الحيوانات المعدة األسلحة من لها وما البطش، وقوة العدو من لها ما يرى

Page 7: ابن طفيل..حي بن يقظان

و الحوافر و األنياب و القرون مثل ينازعها، من لمدافعة.المخالب و الصياصي

وضعف السالح، وعدم العري من به ما فيرى نفسه، إلى يرجع ثم الثمرات، أكل الوحوش تنازعه كانت عندما البطش، وقلة العدو،

نفسه، عن المدافعة يستطيع فال عليها، وتغلبه دونه، بها وتستبد قد الظباء، أوالد من أترابه يرى وكان.منها شيء عن الفرار وال

في ضعفها بعد قوية وصارت تكن، لم أن بعد قرون، لها تبتتJ لنفسه ير ولم.العدو يدري وال ذلك في يفكر فكان ذلك من شيئا

يجد فال الناقص والخلق العاهات ذوي إلى ينظر وكان.سببه ماJ لنفسه J وكان.فيهم شبيها من الفضول مخارج إلى ينظر أيضا الفضلتين أغلظ مخرج مستورة: أما فيراها الحيوانات، سائر

وما فباالوبار أرقهما مخرج وأما مخرج وأما فباالذناب،J كانت وألنها.أشبههما J اخفى أيضا يكربه ما ذلك فكان.منه قضبانا

اعوام، سبعة قارب قد وهو كله، ذلك في همه طال فلما.ويسؤه الشجر أوراق من اتخذ نقصه، به أضر قد ما له يكمل أن من ويئس

J العريضة الخوض من وعمل قدمه، بعضه و خلفه بعضه جعل شيئا يلبث فلم األوراق تلك به علق وسطه، على حزام شبه والحلفاء

J إال غيره يتخذ زال فما.وتساقط وجف الورق ذلك ذوى حتى يسيرا أطول ذلك كان وربما مضاعفة، طاقات ببعض بعضه ويخصف

الشجر أغصان من واتخذ.المدة قصير حال كل على انه إال لبقائهJالوحوش على بها وكان.متنها وعدل أطرافها وسوى عصيا

منها، القوي ويقاوم منها، الضعيف على فيحمل له، المنازعةJ ليده أن ورأى نباله، بعض نفسه عند قدره بذلك فنبل J فضال كثيرا يدافع التي العصي واتخاذ عورته ستر بها له أمكن أيديها: إذ على

والعذاب الذنب من أراده عما به استغنى ما حوزته، عن بها وطال سنين، السبع على واربى ترعرع ذلك خالل وفي.الطبيعي

عند نفسه فكانت.بها يستتر كان التي األوراق تجديد في العناء به على ليعلقه الميتة الوحوش ذنوب من ذنب اتخاذ إلى تنازعه ذلك

فال عنه وتفر ميتها تتحامى الوحوش أحياء يرى كان أنه إال نفسه،J األيام في صادف أن إلى الفعل، ذلك على األقدام له يتأتى نسرا

Jير لم إذ في، الفرصة واغتنم منه، أمله نيل إلى فهدي ميتا J وذنبه جناحيه وقطع عليه، فأقدم نفرةJ عنه للوحوش كما صحاحا

على وفصله جلده، سائر عنه وسلخ وسواها، ريشها وفتح هي،

Page 8: ابن طفيل..حي بن يقظان

تحتها، وما سرته على وأخرى ظهره، على إحداهما قطعتين: ربط ذلك فأكسبه عضديه، على الجناحين وعلق خلفه، من الذنب وعلق

Jسترا J ال كانت حتى الوحوش، جميع نفوس في ومهابة ودفئا التي الظبية سوى منها شيء إليه اليدنو فصار.تعارضه وال تنازعه اسنت أن إلى فارقها، وال تفارقه لم وربته: فانها أرضعته كانت

الثمرات لها ويجتني الخصبة المراعي بها يرتاد فكان وضعغت،.ويطعمها الحلوة،

أدركها أن إلى ويتوالى، عليها يستولي والضعف الهزل ومازل.أفعالها جميع وتعطلت بالجملة، حركاتها فسكنت الموت،

J جزع الحالة، تلك على الصبي رأها فلما نفسه وكادت شديداJ، جزعاJ تفيض .عليها أسفا

سماعه، عند تجيبه أن عادتها كانت الذي بالصوت يناديها فكانJ وال حركة ذلك عند لها فال عليه، يقدر ما بأشد ويصيح .تغييرا ظاهرة، آفة بها يرى فال عينيها والى أذنيها إلى ينظر فكان.آفة منها بشيء يرى فال أعضائها جميع إلى ينظر كان وكذلك

إلى فترجع عنها، فيزيلها اآلفة موضع على يعثر إن يطمع فكان.استطاعة وال ذلك من شيء له ياتت فلم عليه كانت ما قبل نفسه في اعتبره قد كان ما الرأي لهذا أرشده الذي وكان

يبصر ال بشيء حجبهما أو عينيه غمض إذا انه يرى كان ذلك: النه في إصبعه ادخل اذا انه يرى كان وكذلك العائق، ذلك نزول حتىJ يسمع ال وسدها أذنيه امسك وإذا العارض، ذلك يزول حتى شيئا

J يشم ال بيده أنفه .أنفه يفتح حتى الروائح من شيئا قد األفعال و االدراكات من ماله جميع إن ذلك اجل من فاعتقد.األفعال عادت العوائق أزيلت فإذا تعوقها، عوائق لها تكون

- ظاهرة آفة فيها ير ولم الظاهرة أعضاء جميع إلى نظر فلما دون عضو بها يختص ولم اشتملها قد العطلة ذلك مع يرى وكان العضو هي إنما بها، نزلت التي اآلفة أن خاطرة في - وقع عضو

ال العضو ذلك وان الجسد، باطن في مستكن العيان عن غائب.الظاهرة األعضاء هذه من شيء فعله في عنه يغني

أنه لو وطمع العطلة، وشملت المضرة، عمت اآلفة به نزلت فلما أحواله الستقامت به يزال ما عنه وأزال العضو ذلك على عثر.عليه كانت ما إلى األفعال وعادت نفعه، البدن سائر على وفاض

Page 9: ابن طفيل..حي بن يقظان

وسواها الوحوش من الميتة األشباح في ذلك قبل شاهد قد وكان والصدر، القحف، إال فيها تجويف ال مصمتة أعضائها جميع أن

.والبطن هذه أحد يعدو لن الصفة بتلك الذي العضو أن نفسه في فوقع

في هو إنما أنه قوية غلبة ظنه على يغلب وكان الثالثة، المواضع نفسه في استقر إذ الثالثة، المواضع هذه من المتوسط الموضع

يكون أن ذلك بحسب الواجب وأن إليه، محتاجة األعضاء جميع أن.الوسط في مسكنه

J وكان النه صدره في العضو هذا بمثل شعر ذاته، إلى رجع إذا أيضاJ يعترض كان واالنف، واألذن، والرجل، كاليد، اعضائه سائرا

وكان عنها، يستغني كان أنه له فيتاى مفارقتها، ويقدر والعين، في فكر فإذا عنه، يستغني أنه ويظن ذلك مثل رأسه في يقدر

طرفة عنه االستغناء له يتأت لم صدره، في يجده الذي الشيء.عين

من يتقي كان ما أكثر للوحوش محاربته عند كان وكذلك.فيه الذي بالشيء لشعوره صدره، على صياصيهم

في هو إنما اآلفة به نزلت الذي العضو بان الحكم جزم فلما به، يظفر لعله عنه، والتنقير عليه البحث على اجمع صدورها،

من أعظم هذا فعله نفس يكون أنه خاف انه ثم فيزيلها آفته ويرىJ بها نزلت التي اآلفة .عليها سعيه فيكون أوال

تلك مثل في ضار من وسواها، الوحوش من رأى تفكر: هل أنه ثم من له شيئاJ! فحصل يجد األول? فلم حاله مثل إلى عاد ثم الحال،

له وبقي تركها، هو إن األولى حالها إلى رجوعها من اليأس ذلك، العضو ذلك وجد هو إن الحال تلك إلى رجوعها في الرجاء بعض

.عنه اآلفة وأزال األحجار كسور من فاتخذ فيه، ما وتفتيش صدرها شق على فعزم

بين بها وشق السكاكين، أشباه اليابسة، القصب وشقوق الصلدة الحجاب إلى وأفضى األضالع، بين الذي اللحم قطع حتى أضالعها

ال الحجاب ذلك مثل ظنه فقوي قوياJ، فراه لألضالع المستبطن مطلوبه ألفى تجاوزه إذا بأنه وطمع العضو ذلك لمثل إال يكون

من إال تكن لم وألنها اآلالت، لعدم عليه، فصعب شقه، فحاول خرق في وتلطف واستحدها ثانية فاستجدها والقصب، الحجارة

Page 10: ابن طفيل..حي بن يقظان

فما مطلوبه، أنها فظن الرئة إلى فأفضى له، انخرق حتى الحجاب.بها اآلفة موضع ويطلب يقلبها زال

J وكان .الواحد الجانب في هو الذي نصفها أوال ال العضو ذلك أن اعتقد قد وكان واحدة، جهة إلى مائلة راها فلما.طوله في الوسط في كما البدن، عرض في الوسط في إال يكون

مجلل وهو القلب ألفى حتى الصدر وسط في يفتش فمازال والرثة الوثاقة، غاية في بعالئق مربوط القوة غاية في بغشاء نفسه: إن في فقال منها، بالشق بدأ التي الجهة من به مطيفة

في فهو الجهة من له ما مثل األخرى الجهة من العضو لهذا كان.مطلوبي أنه محالة وال الوسط، حقيقة

التشتت، وقلة الشكل، وجمال الوضع، حسن له أرى ما مع سيما ال مثله أر لم الذي الحجاب هذا بمثل محجوب وأنه اللحم، وقوة

.األعضاء من لشيء المستبطن الحجاب فيه فوجد الصدر، من اآلخر الجانب عن فبحث

.الجهة هذه من وجد ما كمثل الرئة ووجد لألضالع، وشق حجابه، هتك فحاول مطلوبه، هو العضو ذلك بان فحكم.مجهوده استفراغ بعد ذلك، على قدر ما، واستكراه فبكد شغافه،J فراه القلب وجرد آفة فيه يرى هل فنظر جهة، كل من مصمتا

فيه أن له فتبين يده، على شيئاJ! فشد فيه ير ظاهرة? فلم،Jهذا داخل في هو إنما األقصى مطلوبي فقال: لعل تجويفا

.إليه أصل لم اآلن حتى وأنا العضو، اليمنى الجهة من احدهما اثنين تجويفين فيه فألقى عليه، فشق

بعقد مملوء اليمنى الجهة من والذي اليسرى، الجهة من واآلخر.به شيء ال خال اليسرى الجهة من والذي منعقد،

.البيتين هذين أحد مسكنه يكون أن مطلوبي يعدو فقال: لن.المنعقد الدم هذا إال فيه أرى فال األيمن، البيت هذا قال: أما ثم كان - إذ الحال هذا إلى كله الجسد صار حتى ينعقد لم أنه شك وال هذا يكن ولم وجمدت انعقدت وخرجت سالت متى الدماء شاهد قد

J إال سائر في موجود الدم هذا أن أرى - وأنا الدماء كسائر دماJ مطلوبي ليس وأنا أخر، دون عضو به يختص ال األعضاء بهذه شيئا الذي الموضع هذا به يختص الذي الشيء مطلوبي إنما الصفة.أول من انبعاثي كان واليه العين، طرفة عنه أستغني ال أجدني

Page 11: ابن طفيل..حي بن يقظان

فسال المحاربة في الوحوش جرحتني مرة فكم الدم هذا واماJ افقدني وال ذلك ضرني فما منه كثير مني فهذا أفعالي، من شيئا

.مطلوبي فيه ليس بيتJ فأراه األيسر البيت هذا وأما ذلك أرى وما فيه، الشيء خاليا

به، يختص لفعل إنما األعضاء من عضو كل رأيت فاني لباطل، أرى باطالJ? ما شرفه من شاهدت ما على البيت هذا يكون فكيف

طرأ ذلك، وأخاله. وعند عنه فيه! فارتحل كان مطلوبي أن إال الحراك. وعدم اإلدراك ففقد طرأ، ما العطلة من الجسد هذا على وتركه انهدامه قبل ارتحل قد البيت ذلك في الساكن أن رأى فلما

من فيه حدث أن بعد إليه يعود ال أن أحرى أنه تحقق بحاله، وهو.حدث ما والتخريق الخراب

J كله الجسد عنده فصار الشيء ذلك إلى باإلضافة له قدر ال خسيسا.ذلك بعد عنه ويرحل مدة يسكنه أنه نفسه في اعتقد الذي الذي هو? وما هو? وكيف ما الشيء ذلك في الفكرة على فاقتصر عند خرج األبواب أي صار? ومن اين الجسد? والى بهذا ربطه كارهاJ? خرج كان إن أزعجه الذي السبب الجسد? وما من خروجه خرج كان إن فارقه حتى الجسد، إليه كره الذي السبب وما

وطرحه، الجسد عن وسال كله، ذلك في فكره مختاراJ? وتشتت الشيء ذلك كانت إنما وأرضعته، عليه عطفت التي أمه أن وعلم

الجسد هذا ال كلها، األفعال تلك تصدر كانت وعنه المرتحل، العصي وبمنزلة كاآللة هو إنما بجملته، الجسد هذا وأن العاطل

.الوحوش لقتال هو اتخذها التي يبق ولم ومحركه، الجسد صاحب إلى الجسد عن عالقته فانتقلت

.إليه إال شوق له فزادت كريهة، روائح منه وقامت الجسد، ذلك نتن ذلك خالل وفي

حتى يقتتالن غرابان لنظره سنح انه ثم يراه ال أن وود عنه، نفرتهJ اآلخر أحدهما صرع .ميتا

ذلك فيها فوارى حفرة حفر حتى األرض في يبحث الحي جعل ثم في الغراب هذا صنع ما أحسن نفسه: ما في فقال بالتراب الميت

كنت اياه! وأنا قتله في أساء قد كان وان صاحبه جيفة مواراة فيها وألقى حفرة بآمي! فحفر الفعل هذا إلى باالهتداء أحق

.التراب عليها وحثا أمه، جسد

Page 12: ابن طفيل..حي بن يقظان

هو! غير ما يدري ال للجسد المصرف الشيء ذلك في يتفكر وبقي أمه، شكل على فيراها كلها، الظباء أشخاص إلى ينظر كان أنه

يحركه إنما منها واحد كل أن ظنه، على يغلب فكان صورتها وعلى ويصرفها، أمه يحرك كان الذي الشيء مثل هو شيء ويصرفه

.الشبه ذلك لمكان إليها ويحن الظباء يألف فكان والنبات الحيوان أنواع يتصفح الزمن، من برهة ذلك على وبقي

لنفسه يجد أو يرى هل ويتطلب الجزيرة، تلك بساحل ويطوفJوالنبات الحيوان أشخاص من واحد لكل يرى حسبما شبيها J أشباها

J يجد فال كثيرة، .ذلك من شيئا ليس أنه فيعتقد جهة، كل من بالجزيرة أحدق قد البحر يرى وكان

.تلك جزيرته سوى أرض الوجود في سبيل على قلخ أجمة في نار انقدحت أن االحيان بعض في واتفق

.المحاكةJ رأى بها بصر فلما J هاله، منظرا فوقف قبل، يعهده لم وخلقاJ منها يدنو ومازال ملياJ، منها يتعجب من للنار ما فرأى فشيئاJ، شيئا

عليه أتت إال بشيء تعلق ال حتى الغالب والفعل الثاقب الضوء في تعالى الله ركب وبما بها، العجب فحمله، نفسها، إلى وأحالته منها يأخذ أن وأراد إليها، يده أن على القوة، و الجراءة من طباعهJفاهتدى عليها القبض يستطع فلم يده أحرقت باشرها فلما شيئا

J يأخذ أن إلى بطرفه فأخذ جميعه، على النار تستول لم قبسا موضعه إلى وحمله ذلك له فتاتي اآلخر، طرفه في والنار السليم للسكنى استحسنه جحر في خال قد - وكان إليه يأوي كان الذي

.ذلك قبلJ الجزل، والحطب بالحشيش النار تلك يمد مازال ثم J ويتعهدها ليال

Jونهارا J J منه استحسانا .منها وتعجبا في الشمس مقام له تقوم كانت ألنها ليالJ، بها انسه يزيد وكان

األشياء أفضل أنها واعتقد ولوعه، بها فعظم الدفء، و الضياءJ لديه: وكان التي العلو، وتطلب فوق جهة إلى تتحرك يراها دائما

كان التي السماوية الجواهر جملة من أنها ظنه على فغلب فيها، يلقيها بأن األشياء جميع في قوتها يختبر يشاهدها. وكان

استعداد قوة بحسب ببطء واما بسرعة أما عليه مستولية فيراها.ضعفه أو لالحتراق يلقيه كان الذي الجسم

Page 13: ابن طفيل..حي بن يقظان

شيء لقوتها، االختبار سبيل على فيها القى ما جملة من وكان - ساحله إلى البحر ألقاه قد - كان البحرية الحيوانات أصناف من

إليه، شهوته تحركت قتاره وسطع الحيوان ذلك أنضجت فلماJ منه فأكل الحيلة فصرف اللحم، أكل بذلك فاعتاد فاستطابه، شيئا

.ذلك في مهر حتى والبحر، البر صيد في شيء الطيب االغتذاء وجوه من بها له تأتي إذ للنار، محبته وزادت

.ذلك قبل له يتأت لم اقتدارها، وقوة آثارها أحسن من رأى لما بها شغفه اشتد فلما التي الظبية أمه قلب من ارتحل الذي الشيء أن نفسه في وقع

ذلك وأكد يجانسه، شيء من أو الوجود هذا جوهر من كان أنشأته، حياته، مدة طول الحيوان حرارة من يراه كان ما ظنه، في

في يجده كان وما يختل، ال دائم هذا وكل موته، بعد من وبرودته قد كان الذي الموضع بازاء صدره، عند الحرارة شدة من نفسه

J أخذ لو أنه نفسه في فوقع الظبية، من عليه شق J حيوانا وشق حياJ صادفه الذي التجويف ذلك إلى ونظر قلبه عليه شق عندما خاليا الشيء بذلك مملوء وهو الحي الحيوان في لرأه الظبية، أمه في

من شيء فيه النار? وهل جوهر من هو هل وتحقق فيه الساكن منه واستوثق الوحوش بعد إلى ال? فعمد آم والحرارة، الضوء

Jالقلب وصل حتى الظبية بها شق التي الصفة على وشقه كتافا.J فقصد الفراغ ذلك فرأى وشقها، منه اليسرى الجهة إلى أوالJفيه، إصبعه فأدخل االبيض، الضباب يشبه بخاري، بهواء مملوءا على الحيوان ذلك ومات يحرقه، كاد حد في الحرارة من فوجده

.الفور الحيوان، هذا يحرك كان الذي هو الحار البخار ذلك أن عنده فصح

ومتى ذلك، مثل الحيوانات أشخاص من شخص كل في وأن.مات الحيوان عن انفصل

الحيوان أعضاء سائر عن للبحث الشهوة نفسه في تحركت ثم وكيف ببعض، بعضها ارتباط وكيفية وكميتها وأوضاعها وترتيبها

بقاء وكيف به، الحياة لها تستمر حتى الحار البخار هذا من تستمد تنفذ ال وكيف يستمد، أين ومن يبقى، التي المدة البخار هذا

ولم االموات، و األحياء الحيوانات بتشريح كله ذلك حرارته? فتتبع مبلغ كله ذلك في بلغ حتى الفكرة، ويجيد فيها النظر ينعم يزل الحيوان، أشخاص من شخص كل أن له فتبين الطبيعيين، كبار

Page 14: ابن طفيل..حي بن يقظان

J كان وان بذلك واحد فانه وحركاته حواسه وتفنن بأعضائه كثيرا سائر في وانقسامه وانقسامه واحد، قرار من مبدؤه الذي الروح

.منه منبعث األعضاء منزلة وأن عنه، مؤدية أو له، خادمة هي إنما األعضاء جميع وأن

بالسالح األعداء يحارب من كمنزلة الجسد، تصريف في الروح ذلك يصيده آلة جنس لكل فيمد والبحر، البر صيد جميع ويصيد التام،

ما والى غيره، نكيلة به يدفع ما تنقسم: إلى بها يحارب والتي بها.غيره بها ينكي

ما والى البحر، لحيوان يصلح ما تنقسم: إلى الصيد آالت وكذلك ما تنقسم: إلى بها يشرح التي األشياء وكذلك البر، لحيوان يصلح والبدن للثقب، يصلح ما والى للكسر، يصلح ما والى للشق، يصلح

له تصلح ما بحسب التصريف من أنحاء ذلك يصرف وهو الواحد،.التصرف بذلك تلتمس التي الغايات وبحسب آلة، كل

فعله كان العين بالة عمل وإذا واحد، الحيواني الروح ذلك كذلك؛،Jفعله كان اآلذن بآلة عمل وإذا أبصارا ،Jاآلنف بآلة عمل وإذا سمعا

عمل وإذا ذوقاJ، فعله كان اللسان بآلة عمل وإذا شماJ، فعله كان حركه، فعله كان بالعضد عمل وإذا لمساJ، فعله كان واللحم بالجلد

.واغتذاء غذاء فعله كان بالكبد عمل وإذا.تخدمه أعضاء هذه، من واحد ولكل

على الروح، ذلك من إليها يصل بما إال فعل هذه من لشيء يتم والJ تسمى التي الطريق .عصبا

.العضو ذلك فعل تعطل انسدت، أو الطرق تلك انقطعت ومتى الروح يستمد الدماغ بطون من الروح تستمد إنما األعصاب وهذه

أقسام فيه تتوزع موضع النه كثير، أرواح فيه والدماغ القلب، من فعله تعطل األسباب من بسبب الروح هذا عدم عضو كثيرة: فآي

.بها ينتفع وال الفاعل يصرفها التي المطرحة، اآللة بمنزلة وصار من بوجه تحلل أو فني، أو الجسد، عن بجملته الروح هذا خرج فان

إلى به فانتهى الموت، حالة إلى وصار كله، الجسد تعطل الوجوه، المدة هذه خالل عاماJ. وفي وعشرون أحد وذلك منشئه، من هذا

التي الحيوانات بجلود واكتسى حيله، وجوه في تفنن المذكورة قصب ولحا األشعار من الخيوط واتخذ بها، واحتذى يشرحها، كان

.خيط ذي نبات وكل والقنب، والخباري الخطمية

Page 15: ابن طفيل..حي بن يقظان

خطاطيف وعمل الحلفاء من أخذ أنه ذلك، إلى اهتدائه أصل وكان.الحجارة على المحدد والقصب القوي الشوك من

J فاتخذ الخطاطيف فعل من رأى بما البناء إلى واهتدى J مخزنا وبيتا إلى بعضه المربوط القصب من بباب عليه وحصن غذائه، لفضلة

الجهة تلك عن مغيبه عند الحيوانات من شيء إليه يصل لئال بعض،.شؤونه بعض في

الدواجن واتخذ الصيد، في بها ليستعين الطير جوانح واستألف شبه الوحشية البقر الصياصي من واتخذ وفراخها، ببيضها

وغيرها، الزان عصي وفي القوي، القصب في وركبها االسنة، شبه صارت حتى الحجارة، وبحروف بالنار ذلك في واستعان

عدمه من رأى لما ذلك مضاعة: كل جلود من ترسه واتخذ الرماح،.الطبيعي السالح

يقاومه ال وكان ذلك، من فاته ما بكل له تفي يده أن رأى ولما عنه كانت أنها إال أنواعها، اختالف على الحيوانات من شيءJ ير فلم ذلك، في الحيلة وجه في فكر هرباJ، فتعجزه له أنجع شيئا

بأعداد إليها ويحسن العدو، الشديدة الحيوانات بعض يتالف أن من سائر ومطاردة عليها الركوب له يتأتى حتى لها، يصلح الذي الغذاء

.بها األصناف يصلح ما منها فاتخذ وحشية، وحمر البرية خيل الجزيرة بتلك وكان

والجلود الشرك من عليها وعمل غرضه، بها كمل حتى وراضها له، طرد من امله ما بذلك له فتاتي والسروج الشكائم أمثال

.أخذها في الحيلة عليه صعبت التي الحيوانات التشريح، اشتغاله وقت في كلها األمور هذه في تفنن وانما تختلف، وبماذا الحيوان، أعضاء خصائص على وقوفه في وشهوته

J وعشرين بأحد منتهاها حددنا التي المدة في وذلك .عاما جميع فتصفح النظر، من أخر مآخذ في أخذ ذلك بعد انه ثم

على الحيوانات والفساد: من الكون عالم في التي األجسام والتراب الحجارة وأصناف والمعادن والنبات أنواعها، اختالف

لها فرأى والجمر، واللهيب والدخان والبرد، والثلج والبخار والماءJكثيرة أصوافا J وأنعم ومضادة، متفقة وحركات مختلفة، وأفعاال

وتختلف الصفات ببعض تتفق أنها فرأى والتثبت، ذلك في النظر التي الجهة ومن واحدة، بها تتفق التي الجهة من وأنها ببعض، األشياء خصائص ينظر تارة فكان ومتكثرة متغايرة فيها تختلف

Page 16: ابن طفيل..حي بن يقظان

الحصر، عن تخرج كثرة عنده فتكثر بعض، عن بعضها به يتفرد وما.يضبط ال انتشار الوجود له وينتشر

جداJ، كثيرة أجزاء إلى القسمة يحتمل أنه فيرى منها عضو كل.شيء كل ذات على وكذلك بالكثرة، ذاته على فيحكم

وان أعضاءه، أن فيرى ثان، طريق من آخر نظر إلى يرجع كان ثم بينها انفصال ال ببعض، بعضها كلها متصلة فهي كثيرة كانت اختالف بحسب إال تختلف ال وأنها الواحد، الحكم في فهي بوجه،

قوة من إليها يصل ما بسبب هو إنما االختالف ذلك أن أفعالها، واحد الروح ذلك وأن أوالJ، نظره إليه انتهى الذي الحيواني، الروح

فكانت كاآلالت، كلها األعضاء وسائر الذات، حقيقة وهو ذاته،.الطريق بهذا ذاته عنده تتحد

شخص كل فيرى الحيوانات، أنواع جميع إلى ينتقل كان أنه ثمJ منها .النظر من النوع بهذا واحدا

J الطير وأصناف والخيل منها: كالظباء نوع إلى ينظر كان ثم صنفا،Jبعضه يشبه نوع كل أشخاص يرى فكان صنفا J األعضاء في بعضا

بينها يرى وال والمنازع، والحركات االدراكات والباطنة الظاهرةJفيه اتفقت ما إلى باإلضافة يسيرة أشياء في إال اختالفا.

لم وأنه واحد، شيء النوع ذلك لجميع الذي الروح بان يحكم وكان يجمع أن أمكن لو وأنه كثيرة، قلوب على انقسم أنه إال يختلف واحد، وعاء في ويجعل منه القلوب تلك في افترق الذي جميع

J كله لكان على يفرق واحد، شراب أو واحد، ماء بمنزلة واحداJ، شيئا.ذلك بعد يجمع ثم كثيرة، أوان

التكثر له الغرض إنما واحد، شيء وجمعه تفريقه حالتي في فهو أشخاصه كثرة ويجعل واحداJ، النظر بهذا النوع يرى فكان ما، بوجه

في كثرة تكن لم التي الواحد، الشخص أعضاء كثيرة بمنزلة.الحقيقة

فيراها ويتأملها نفسه في كلها الحيوانات أنواع يحضر كان ثم جهة أي إلى باإلرادة وتتحرك وتغتذي، تحس، أنها في تتفق

الروح أفعال أخص هي األفعال هذه أن علم قد وكان شاءت، االتفاق، هذا بعد بها تختلف التي األشياء سائر وأن الحيواني،

.الحيواني بالروح االختصاص شديدة ليست جنس لجميع الذي الحيواني الروح أن التأمل، بهذا له فظهر نوع به اختص يسير، اختالف فيه كان وان بالحقيقة، واحد الحيوان

Page 17: ابن طفيل..حي بن يقظان

أبرد بعضه كثيرة، أوان على مقسوم واحد ماء نوع: بمنزلة دون.بعض من

البرودة، من واحدة طبقة في كان ما وكل واحد أصله في وهو عرض وان واحد، بنوع الحيواني الروح ذلك اختصاص بمنزلة فهو

.ما بوجه التكثر لهJ كله الحيوان جنس يرى فكان .النظر من النوع بهذا واحدا

.اختالفها على النبات أنواع إلى يرجع كان ثمJ بعضها أشخاصه تشبه منها نوع كل فيرى األغصان، في بعضا ويعلم بالحيوان، يقيسها فكان واألفعال والثمر، والزهر والورق،

J لها أن J شيئا بذلك وأنها الحيواني الروح بمنزلة لها فيه: هو واحدا.واحد الشيء

ما بحسب باتحاده فيحكم كله، النبات جنس إلى ينظر كان وكذلك.وينمو يتغذى أنه في فعله اتفاق من يراه

فيراهما النبات، وجنس الحيوان جنس نفسه في يجمع كان ثمJعلى يزيد الحيوان أن أال والنمو، االغتذاء في متفقين جميعا النبات في ظهر وربما والتحرك؛ واالدراك الحس بفضل النبات،

وتحرك الشمس، جهة إلى الزهر وجوه تحول مثل به، شبيه شيء في هو بينهما، مشترك واحد شيء بسبب الغذاء، إلى عروقه

ذلك وأن ما، عائق عاقه قد اآلخر وفي وأكمل، أتمم أحدهما سيال، واآلخر جامد أحدهما بقسمين، قسم واحد ماء بمنزلة

.والحيوان النبات عنده فيتحد من تنمو، وال تغتذي وال تحس ال التي األجسام إلى ينظر ثم

أجسام أنها فيرى واللهب، والهواء، والماء، والتراب، الحجارة، ذو بعضها أن إال التختلف، وأنها وعمق وعرض الطول لها مقدر من ذلك ونحو بارد، واآلخر حار وبعضها له لون ال وبعضها لون

حار يصير والبارد بارداJ، يصير منها الحار أن يرى وكان االختالفاتJ يصير الماء يرى وكان تصير المحترقة واألشياء ماء، والبخار بخارا

،Jجمرا ،Jورمادا ،Jولهيبا ،Jقبة صعوده في وافق إذا والدخان ودخانا له فيظهر األرضية، األشياء سائر بمنزلة وصار فيه انعقد حجر لحقتها وان الحقيقة، في واحد شيء جميعها أن التأمل، بهذا

.والنبات للحيوان الكثرة لحقت ما مثل فذلك ما، بوجه الكثرة أنه فيرى والحيوان، النبات عند به اتحد الذي الشيء إلى ينظر ثم

حار إما وهو وعمق، وعرض طول األجسام: له هذه مثل ما جسم

Page 18: ابن طفيل..حي بن يقظان

وانما تتغذى، وال تحس ال التي األجسام هذه من كواحد بارد، واما غير، ال والنباتية الحيوانية باآلالت عنه تظهر التي بأفعاله خالفها آخر شيء من إليه تسري وانما ذاتية، ليست األفعال تلك ولعل

إليه ينظر فكان مثله لكانت اآلخر، األجسام هذه إلى سرت ولوJ بذاته صادرة أنها الرأي، ببادئ تظهر التي األفعال، هذه عن مجردا

J إال ليس أنه يرى فكان عنه، له فيظهر األجسام، هذه من جسما وجمادها، حيها واحد: شيء كلها األجسام أن التأمل، بهذاJ لبعضها أن يظهر أنه إال وساكنها، متحركها يدري وال باالت، أفعاال

.غيرها من أليها سارية أو لها، ذاتية األفعال تلك هلJ يرى ال الحال هذه في وكان الطريق بهذا فكان األجسام غير شيئاJ كله الوجود يرى وال تنحصر ال كثرة األول وبالنظر واحداJ، شيئا

.تتناهى.مدة الحالة هذه بحكم وبقي

.وجامدها حيها األجسام جميع تأمل انه ثم نهاية ال كثرة كثيرة وتارةJ واحد شيء تارةJ عنده هي التي وهي

يتحرك أن أمرين: إما أحد من يخلو ال منها، واحد كل إن فرأى لها، الماء تحت حصل إذا والهواء، واللهيب الدخان مثل العلو جهة إلى

جهة وهي الجهة، لتلك المضادة الجهة إلى يتحرك أن واما من جسم كل وأن النبات، و الحيوان وأجزاء الماء، مثل السفل،

إال يسكن ال وأنه الحركتين هاتين إحدى عن يعرى لن األجسام هذه وجه يصادف النازل الحجر مثل طريقه، عن يعوقه مانع منعه إذا

عن انثنى لما ذلك أمكنه ولو يخرقه، أن يمكن فال صلباJ، األرض بميله عليك يتحامل وجدته رفعته، إذا ولذلك يظهر، فيما حركته

J السفل، جهة إلى .للنزول طالبا صلبة قبة يصادف أن إال ينثني ال صعوده، في الدخان وكذلك

J ينعطف فحينئذJ تحبسه، J يمينا القبة، تلك من تخلص إذا ثم وشماالJ الهواء خرق .يحبسه أن يمكنه ال الهواء ألن صاعدا

الماء تحت غوص ثم وربط جلد، زق به ملئ إذا الهواء إن يرى وكان يفعل يزال وال الماء، تحت يمسكه من على وتحامل الصعود طلب

الماء تحت من بخروجه وذلك الهواء، موضع يوافي حتى ذلكJالعلو جهة إلى والميل التحامل ذلك عنه ويزول يسكن فحينئذ

.ذلك قبل منه يوجد كان الذي

Page 19: ابن طفيل..حي بن يقظان

J يجد هل ونظر الميل أو الحركتين هاتين إحدى عن يعرى جسما لديه، التي األجسام في ذلك يجد ما? فلم الوقت في إحداهما إلى

حيث من الجسم طبيعة فيرى يجده، أن طمع النه ذلك، طلب وانما منشأ هي التي األوصاف، من وصف به تقترن أن دون جسم، هو

.التكثرJ األجسام أقل هي التي األجسام إلى ونظر ذلك أعياه فلما حمال

وهما بوجه، الوصفين هذين أحد عن تعرى يرها فلم لألوصاف هل والخفة، الثقل إلى فنظر والخفة بالثقل عنهما يعبر اللذان

على زائد لمعنى هما جسم? أو هو حيث من للجسم هما لو النهما الجسمية على زائد لمعنى أنهما له الجسمية? فظهر

.له وهما إال وجد لما جسم، هو حيث من للجسم كانا فيه يوجد ال والخفيف الخفة، فيه توجد ال الثقيل نجد ونحن به منفرد معنى منهما واحد ولكل جسمان محالة ال وهما الثقل،

.جسميته على زائد األخر عن لكانا ذلك ولوال اآلخر، منهما واحد كل غاير به الذي المعنى، وذلك

Jشيئا J .الوجوه جميع من واحدا من مركبة والخفيف، الثقيل من واحد كل حقيقة أن له فتبين

معنى وهو جميعاJ، منهما االشتراك فيه يقع ما معنيين: أحدهما االخر، على منهما واحد كل حقيقة به تنفرد ما واآلخر الجسمية؛

المقترنان االخر، في الخفة واما احدهما في الثقل أما وهماJ األخر أحدهما يحرك الذي المعنى أي الجسمية، بمعنى علوا

J واألخر .سفال أن فرأى واألحياء، الجمادات من األجسام سائر إلى نظر وكذلك

ومن الجسمية، معنى من مركبة منهما واحد كل وجود حقيقة واحد؛ من أكثر واما واحد، الجسمية: أما على زائد أخر شيء

من له الح ما أول وهو اختالفها على األجسام صور له فالحت بضرب تدرك وانما بالحس، تدرك ال صور هي اذ الروحاني، العالم

.العقلي النظر من ما مسكنه الذي الحيواني الروح أن ذلك، من الح ما جملة في له والح

J شرحه تقدم الذي - وهو القلب J له - البد أوال زائد معنى من أيضا الغريبة، األعمال هذه يعمل ألن المعنى بذلك يصلح جسميته على

االدراكات وفنون االحساسات، ضروب من به تختص التي انفصل الذي وفضله صورته هو المعنى وذلك الحركات، وأصناف

Page 20: ابن طفيل..حي بن يقظان

بالنفس النظار عنه يعبر الذي وهو األجسام، سائر عن به.الحيوانية

J وكذلك الغريزي الحار مقام للنبات يقوم الذي للشيء ايضا النظار عنه يعبر الذي وهو صورته، هو يخصه شيء للحيوان،

.النباتية بالنفس والنبات الحيوان عدا ما الجمادات: وهي األجسام لجميع وكذلك

واحد كل يفعل به، يخصها شيء والفساد الكون عالم في مما الكيفيات وضروب الحركات صنوف مثل به يختص الذي فعله منها

وهو منها، واحد كل صورة هو الشيء وذلك عنها، المحسوسة.بالطبيعة عنه النظار يعبر الذي

كان الذي الحيواني، الروح حقيقة ان على النظر بهذا وقف فلما زائد أخر معنى ومن الجسمية، معنى من مركبة ابداJ، اليه تشوقه

األجسام، ولسائر مشترك، الجسمية معنى وان الجسمية، على الجسمية معنى عنده هان وحده، هو به المقترن األخر والمعنى

عنه يعبر الذي وهو الثاني، بالمعنى فكره وتعلق فاطرحه، مبدأ وجعل فيه، الفكرة فالتزم به التحقق إلى فتشوق النفس؛

بل أجسام، هي ما جهة من ال كلها، األجسام تصفح ذلك في النظر بعضها بها ينفصل خواص، عنها تلزم صور ذوات هي ما وجهة من

.ببعض تشترك األجسام، من جملة فرأى نفسه، في وحصره ذلك فتتبعJ ورأى ما، أفعال أو ما، فعل عنها يصدر ما صورة في من فريقا

عليها يزيد الصورة، بتلك الجملة يشارك أنه مع الجملة، تلك مع الفريق، ذلك من طائفة ورأى ما، عنها يصدر أخرى، بصورة

بصوره عليه تزيد والثانية، األولى الصورة في الفريق تشارك أنها.بها خاصة ما أفعال عنها تصدر ثالثة،

والمعادن والحجارة التراب مثل األرضية، األجسام ذلك: إن مثال واحدة جملة وهي الثقيلة، األجسام وسائر والحيوان، والنبات لم ما األسفل، إلى الحركة عنها تصدر واحدة صورة في تشترك

ثم بالقسر العلو جهة إلى تحركت النزول: ومتى عن عائق يعقها.األسفل إلى بصورتها تحركت تركت،

الجملة مشاركة مع والحيوان، النبات وهو الجملة، هذه من وفريق عنها يصدر أخرى، صورة عليها يزيد الصورة، تلك في المتقدمة

.والنمو التغذي

Page 21: ابن طفيل..حي بن يقظان

إلى يحيل بان منه، تحلل ما بدل المتغذي، يخلف أن والتغذي: هو.نفسه إلى يجتذبها منه، قريبة مادة بجوهره التشبه ما

في محفوظة نسبة على الثالثة، األقطار في الحركة والنمو: هو.والعمق والعرض الطول

صادران محالة ال وهما والحيوان، للنبات عامان الفعالن فهذان.النباتية بالنفس عنها المعبر وهي لهما، مشتركة صورة عن

مشاركته مع خاصة، الحيوان وهو الفريق، هذا من وطائفة بصورة عليه تزيد والثانية، األولى الصورة في المتقدم الفريق

.أخر إلى حين من والتنقل الحس عنها يصدر ثالثة،J ورأى عن بها ينحاز خاصية له الحيوان، أنواع من نوع كل أيضا

J بها وينفصل األنواع، سائر .عنها متميزا معنى عن زائدة هي تخصه له صورة عن صادر ذلك إن فعلم أنواع من واحد لكل وكذلك الحيوان، ولسائر له المشتركة الصورة

.ذلك مثل النبات والفساد، الكون عالم في التي المحسوسة األجسام إن له فتبين الجسمية، معنى على زائدة كثيرة، معان من حقيقته تلتئم بعضها

معرفة من اسهل األقل معرفة إن وعلم اقل؛ معان من وبعضهاJ فطلب األكثر؛ تلتئم الذي لشيء الحقيقة على الوقوف أوال

تلتئم ال والنبات، الحيوان إن ورأى األشياء، اقل من حقيقته في التفكير فأخر أفعالها؛ لتفنن كثيرة، معان من إال حقائقها

.صورهما منها فقصد بعض، من ابسط بعضها األرض أجزاء إن رأى وكذلك

التركيب، قليل شيء الماء إن رأى وكذلك عليه قدر ما ابسط إلى.والهواء النار راى وكذلك أفعال، من صورته عن يصدر ما لقلة إلى بعضها يستحيل األربعة هذه أن أوالJ، ظنه إلى سبق قد وكانJ لها وان بعض، J شيئا وان الجسمية، معنى وهو فيه، تشترك واحداJ يكون إن ينبغي الشيء ذلك كل بها تميز التي المعاني من خلوا وال فوق إلى يتحرك أن يمكن فال األخر، عن األربعة هذه من واحدJ يكون إن وال اسفل، إلى وال رطباJ، يكون وال بارداJ، يكون وال حارا

،Jاألجسام، جميع يعم ال االوصاف، هذه من واحد كل الن يابسا .جسم هو بما للجسم إذن فليست

Page 22: ابن طفيل..حي بن يقظان

فليس الجسمية، على زائدة فيه صورة ال جسم وجود أمكن فإذا إال صفة فيه تكون إن يمكن وال الصفات، هذه من صفة فيه تكون

.الصور بضروب المتصورة، األجسام سائر تعم وهيJ يجد هل فنظر J وصفا وجمادها، األجسام: حيها جميع يعم واحدا

J يجد فلم .كلها األجسام يعم شيئا التي الثالثة، األقطار في جميعها في الموجود االمتداد معنى إال

هو المعنى هذا فعلم والعمق، والعرض، بالطول، عنها يعبر جسم وجود بالحس له يتأت لم لكنه جسم، هو حيث من للجسم

االمتداد على زائد معنى فيه يكون ال حتى وحدها، الصفة بهذهJ بالجملة ويكون المذكور .الصور سائر من خلوا

معنى هو هل الثالثة، األقطار إلى االمتداد هذا في تفكر ثم أن فرأى كذلك، األمر ليس أو أخر معنى ثم وليس بعينه، الجسم

وان االمتداد، هذا فيه يوجد الذي هو أخر، معنى االمتداد هذا وراء الممتد، الشيء ذلك إن كما بنفسه يقوم إن يمكن ال وحده االمتداد

.امتداد دون تقوم أن يمكن ال كالطين الصور، ذوات المحسوسة األجسام هذه ببعض ذلك واعتبر

،Jما قدر على وعمق وعرض طول له كان مثال. بيض، أو مكعب شكل إلى وردت أخذت لو بعينها الكرة تلك إن ثم

قدر على وصارت العمق، وذلك العرض وذلك الطول ذلك لتبدل.أخر

له بد ال أنه غير يتبدل، لم بعينه واحد والطين عليه، كانت الذي غير يعرى إن يمكن وال كان، قدر أي على وعمق وعرض طول من

حياله؛ على معنى أنها له تبين عليه، لتعاقبها أنها غير عنها؛.حقيقة من أنها له تبين عنها، بالجملة يعرى ال ولكونه

على مركب جسم، هو بما الجسم، إن االعتبار، بهذا له فالح هذا في للكرة الطين مقام منه يقوم معنين: أحدهما من الحقيقة

.المثال أو المكعب، أو وعمقها، وعرضها الكرة طول مقام واألخر: يقوم

.له كان شكل أيJ إال الجسم يفهم ال وانه ال احدهما وان المعنين، هذين من مركبا

.األخر عن يستغني معنى وهو كثيرة، أوجه على ويتعاقب يتبدل أن يمكن الذي ولكن

والذي الصور، ذوات األجسام لسائر التي الصورة يشبه االمتداد

Page 23: ابن طفيل..حي بن يقظان

المثال في الطين منزلة ينزل الذي وهو واحدة، حال على يثبت.الصور ذوات األجسام لسائر التي الجسمية معنى يشبه المتقدم، الذي هو المثال هذا في الطين بمنزلة هو الذي الشيء وهذا

.جملة الصورة عن عارية وهي والهيولى المادة النظار يسميه مفارقة، بعض المحسوس وفارق الحد، هذا إلى نظره فلما

ألفه ما إلى وحن استوحش العقلي، العالم تخوم على وأشرفJ فتقهقر الحس، عالم من هو إذ اإلطالق، على الجسم وترك قليال

.تناوله على يقدر وال الحس، يدركه ال أمر األربعة تلك وهي شاهدها، التي المحسوسة األجسام أبسط فاخذ

.عليها نظره وقف قد كان التي صورته، تقتضيه وما خلي إذا انه فرأى الماء إلى نظر ما فأول

أما سخن فإذا اسفل إلى النزول وطلب محسوس، برد منه ظهرJ البرد عنه زال الشمس، بحرارة واما بالنار طلب فيه وبقي أوال

إلى النزول طلب عنه زال بالتسخين، عليه أفرط فإذا النزول،.اسفل

.فوق إلى الصعود يطلب وصارJ كانا اللذان الوصفان بالجملة عنه فزال صورته، عن يصدران أبدا

.عنها الفعلين هذين صدور من أكثر صورته من يعرف ولم المائية الصورة فزالت الصورة، حكم بطل الفعالن هذان زال فلما عن تصدر أن شأنها من أفعال منه ظهرت عندما الجسم ذلك عن

عنه وصدر تكن، لم أن بعد أخرى، صورة له وحدثت أخرى، صورة.األولى بصورته وهو عنه تصدر أن شأنها من يكن لم أفعال بها

.محدث من له بد ال حادث كل أن بالضرورة فعلمJ للصورة، فاعل االعتبار، بهذا نفسه في فارتسم على ارتساما

.تفصيل دون العموم صورة، صورة ذلك، قبل عاينها قد كان التي الصور تتبع أنه ثم

.فاعل من لها بد ال وأنها حادثة، كلها أنها فرأى استعداد من أكثر شيء أنها ير فلم الصور، ذوات، إلى نظر ثم

عليه افرط إذا فانه الماء، مثل الفعل، ذلك عنه يصدر الن الجسم.لها وصلح فوق إلى للحركة استعد التسخين،

تحس وأشياء جسم إال هنا ها ليس إذ صورته، هو االستعداد فذلك بعض، دون الحركات لبعض الجسم فصلوح تكن؛ لم أن بعد عنه،

له فتبين الصور، جميع في ذلك مثل له والح بصورته، واستعداده

Page 24: ابن طفيل..حي بن يقظان

هي وانما لها، الحقيقة في ليست عنها، الصادرة األفعال أن الح الذي المعنى وهذا إليها؛ المنسوبة األفعال بها يفعل لفاعل

الذي سمعه والسالم: "كنت الصالة عليه الله الرسول قول هو له، الله التنزيل: "بسم محكم به" وفي يبصر الذي وبصره به يسمع

إذا رميت وما قتلهم؛ الله ولكن تقتلوهم الرحيم" فان الرحمن.العظيم الله رمى! صدق الله ولكن رميت،

تفصيل، دون اإلجمال على الح ما الفاعل، هذا أمر من له الح فلما بعد يكن لم والنه التفصيل، على معرفته إلى حثيث شوق له حدث

جهة على الفاعل هذا يطلب جعل الحس، عالم فارق كثير? فتصفح أو واحد هو هل بعد يعلم ال وهو المحسوسات،

J فكرته كانت التي وهي لديه، التي األجسام جميع فرأها فيها، أبدا جملته، فساد على يقف لم وما أخرى، وتفسد تارة تتكون كلها أجزاءهما راى فانه واألرض، الماء مثل أجزائه الفساد على وقف منه بتكون حتى البرد، بشدة يفسد رآه الهواء وكذلك بالنار، تفسد

.ماء فيسيل الثلجJ منها ير ولم لديه، كانت التي األجسام سائر وكذلك J شيئا عن بريئا

وانتقلت كلها فاطرحها المختار، الفاعل إلى واالفتقار الحدوث.السماوية األجسام إلى فكرته

وذلك منشئه، من أسابيع أربعة رأس على النظر هذا إلى وانتهىJ وعشرون ثمانية .عاما

في ممتدة ألنها األجسام، كواكب من فيها وما السماء إن فعلم منها شيء ينفك ال والعمق؛ والعرض، الثالثة: الطول، األقطار

فهي جسم؛ فهو الصفة، هذه عن ينفك ال ما وكل الصفة، هذه عن.أجسام كلها إذن

J وذاهبة نهاية، ال ما إلى ممتدة هي هل تفكر ثم الطول في أبدا بحدود محدودة متناهية هي أو نهاية، ال ما إلى والعمق والعرض االمتداد? من شيء وراءها يكون أن يمكن وال عندها، تنقطع

.الحيرة بعض ذلك بعد فتحيرJ أن راى خاطره، وذكاء فطرته، بقوة انه ثم أمر له نهاية ال جسما

عنده الحكم هذا وتقوى يعقل، ال ومعنى يمكن، ال وشيء باطل، الجسم قال: أما أنه وذلك نفسه وبين بينه له سنحت كثيرة، بحجج

وقع التي والناحية تليني التي الجهة من متناه فهو السماوي التي الجهة وأما ببصر، أدركه ألنني فيه شك ال فهذا حسي، عليها

Page 25: ابن طفيل..حي بن يقظان

J فاني الشك، فيها يداخلني التي وهي الجهة، هذه تقابل أيضا خطين أن تخيلت إن ألني نهاية، غير إلى تمتد أن المحال من أعلم

الجسم سمك في ويمران المتناهية، الجهة هذه من يبتدئان اثنين، هذين أحد أن تخيلت ثم الجسم، امتداد حسب نهاية غير إلى

ما أخذ ثم المتناهي، طرفه ناحية من كبير جزء منه قطع الخطين، لم الذي الخط على منه المقطوع الخط واطبق شيء منه بقي يقال التي الجهة إلى معهما كذلك الذهن وذهب شيء، منه يقطعJ خطين نجد أن فأما متناهية، غير إنها نهاية غير إلى يمتدان أبداJ جزء منه قطع الذي فيكون األخر، عن أحدهما ينقص وال مساويا

الجزء مثل الكل أن كما محال، وهو شيء منه يقطع لم للذي مذهبه دون ينقطع بل ابداJ، معه الناقص يمتد ال أن واما المحال؛

الذي القدر عليه رد فإذا متناهياJ، فيكون االمتدادمعه، عن ويقفJ كله صار متناهياJ، كان وقد أوالJ، منه قطع ال وحينئذ متناهياJ، أيضا

عليه يفضل وال شيء، منه يقطع الذي األخر الخط عن يقصرJ فذلك متناه، وهو مثله إذن فيكون الذي فالجسم متناه، أيضا

فيه تفرض أن يمكن جسم وكل متناه، الخطوط هذه فيه تفرض.متناه جسم فكل الخطوط، هذه

J أن فرضنا فإذا J فرضنا فقد متناه، غير جسما J باطال .ومحاال جسم أن الجهة، هذه لمثل التي الفائقة بفطرته عنده صح فلما

انقطاعه وكيفية هو، شكل أي على يعرف أن أراد متناه، السماء.تحده التي بالسطوح

J فنظر تطلع كلها فرأها الكواكب، وسائر والقمر الشمس إلى أوال على يمر كان فما المغرب، جهة من وتغرب المشرق، جهة من

رأسه سمت عن مال وما عظمى، دائرة يقطع رأه رأسه، سمت.تلك من أصغر دائرة يقطع رأه الجنوب، إلى أو الشمال إلى دائرته كانت الجانبين، أحد إلى الرأس سمت عن أبعد كان وما

.أقرب هو ما دائرة من أصغر دائرتين الكواكب، عليها تتحرك التي الدوائر أصغر كانت حتى

سهيل، مدار وهي الجنوبي، القطب حول اثنتين: إحداهما.الفرقدين المدار وهي الشمالي، القطب حول واالخرى

هذه كانت أوالJ، وصفناه الذي االستواء خط على مسكنه كان ولما.آفة سطح على كلها الدوائر

Page 26: ابن طفيل..حي بن يقظان

J القطبان وكان والشمال الجنوب في ومتشابهة له، ظاهرين معا وطلع كبيرة، دائرة على الكواكب من كوكب طلع إذا يترقب وكان

يرى فكان معاJ، طلوعهما وكان صغيرة، دائرة على آخر كوكبJ غروبهما .معا

له فتبين األوقات، جميع وفي الكواكب جميع ذلك في له واطرد رآه ما اعتقاده، في ذلك وقوى الكرة، شكل على الفلك أن بذلك بعد المشرق، إلى الكواكب وسائر والقمر الشمس رجوع من

J رآه وما بالمغرب، مغيبها قدر على لبصره تظهر أنها من أيضا لو وأنها وغروبها، وتوسطها طلوعها حال في العظم من واحد

بعض في محالة ال لكانت الكرة شكل غير على حركتها كانت كذلك، كانت ولو آخر، وقت في منها بصره إلى أقرب األوقات،

حال في فيراها بصره عند تختلف واعظامها مقاديرها لكانت عن أبعادها الختالف البعد، حال في يراها مما أعظم القرب

.األول على بخالفها حينئذ مركزه.الشكل كروية عنده تحقق ذلك؛ من شيء يكن لم فلما

إلى المغرب من آخذه فيراها القمر، حركة يتصفح زال وما كبير قدر له تبين حتى كذلك، السيارة الكواكب وحركات المشرق

كثيرة، بأفالك إال تكون ال حركتها أن له وظهر الهيئة، علم من.أعالها هو واحد، فلك في مضمنة كلها

.والليلة اليوم في المغرب إلى المشرق من الكل يحرك الذي وهو.انتقاله كيفية وشرح

في منه يحتاج وال الكتب، في مثبت وهو يطول؛ ذلك ومعرفة.أردناه الذي للقدر إال غرضنا

وما بجملته الفلك أن على ووقف المعرفة، هذه إلى انتهى فلما األجسام جميع وأن ببعض، بعضه متصل واحد كشيء عليه، يحتوي

والنبات والهواء والماء أوالJ: كاألرض فيها ينظر كان التي وأنه عنه، خارجة وغير ضمنه في كلها هي شاكلها، وما والحيوان

من فيه وما الحيوان؛ أشخاص من بشخص شيء أشبه كله ضروب من فيه وما الحيوان؛ حواس بمنزلة هي المنيرة الكواكب وما الحيوان؛ أعضاء بمنزلة هي ببعض، بعضها المتصل األفالك،

الحيوان جوف في ما بمنزلة هي والفساد الكون من داخله فيJ التي والرطوبات، الفضول أصناف من J فيها يتكون ما كثيرا أيضا

.األكبر العالم في يتكون كما حيوان،

Page 27: ابن طفيل..حي بن يقظان

عنده واتحدت الحقيقة، في واحد كشخص كله أنه له تبين فلما التي األجسام عنده به اتحدت الذي النظر من بنوع الكثيرة أجزاؤه

شيء هو هل بجملته، العالم في تفكر والفساد، الكون عالم في كان أمر هو العدم? أو بعد الوجود إلى وخرج يكن، لم إن بعد حدث

Jالوجوه? فتشك من بوجه العدم يسبقه ولم سلف، فيما موجودا .اآلخر على الحكمين أحد عنده يترجح ولم ذلك في

كثيرة، عوارض اعترضه القدم، اعتقاد على أزمع إذا كان أنه وذلك به عنده استحال الذي بمثل له، نهاية ال ما وجود استحالة منJ وكذلك نهاية ال جسم وجود يخلو ال الوجود هذا أن يرى كان أيضا

يتقدم أن يمكن ال وما عليها، تقدمه يمكن ال فهو الحوادث، منJ فهو الحوادث، على .محدث أيضا

أنه وذلك أخرى، عوارض اعترضته الحدوث، اعتقاد على أزمع وإذا أن على إال يفهم ال يكن لم أن بعد حدوثه، معنى أن يرى كان ال فإذن عنه، منفك وغير العالم جملة من والزمان تقدمه، الزمان

.الزمان عن العالم تأخر يفهمJ وكذلك وهذا محدث؛ من له بد فال حادثاJ، كان يقول: إذا كان أيضا

الطارئ ذلك، قبل يحدثه ولم اآلن أحدثه لم أحدثه، الذي المحدث كان ذاته? فان في حدث لتغير أم غيره، هناك شيء وال عليه طرأ.سنين عدة ذلك في يتفكر زال التغيير? وما ذلك احدث الذي فما

.اآلخر على االعتقادين أحد عنده يترجح وال الحجج، عنده فتتعارض من واحد كل عن يلزم الذي ما يتفكر جعل ذلك، أعياه فلما

J يكون عنهما الالزم فلعل االعتقادين، J شيئا .واحدا العدم، بعد الوجود إلى خروجه العالم حدوث اعتقد إن انه فرأى بنفسه، الوجود إلى يخرج أن يمكن ال انه ضرورة، ذلك عن فالالزم ال الفاعل ذلك وان الوجود، إلى يخرجه فاعل من له بد ال وانه

من بشيء أدرك لو النه الحواس، من بشيء يدرك إن يمكنJ لكان الحواس J كان ولو األجسام، من جسما األجسام من جسما

J وكان العالم، جملة من لكان كان ولو محدث، إلى واحتاج حادثاJ الثاني المحدث ذلك والثالث ثالث، محدث إلى لحتاج جسماJ، أيضا

.باطل وهو نهايةJ غير إلى ذلك ويتسلسل رابع، إلىJ يكن لم وإذا بجسم، ليس فاعل من للعالم البد فإذن فليس جسما ال الخمس الحواس اآلن سبيل، الحواس من لشيء إدراكه إلى الن يتخيل، أن يمكن فال يحس أن يمكن ال وإذا األجسام، إال تدرك

Page 28: ابن طفيل..حي بن يقظان

J ليس التخيل لم وإذا غيبتها، بعد المحسوسات صور إحضار إال شيئاJ يكن صفات وأول عليه، تستحيل كلها األجسام فصفات جسما

عن منزه وهو والعمق، والعرض الطول في االمتداد هو األجسام.األجسام صفات من الوصف هذا يتبع ما جميع وعن ذلك،

J كان وإذا الله "بسم به وعالم عليه قادر محالة ال فهو للعالم فاعال الخبير? صدق اللطيف وهو خلق، من يعلم الرحيم" إال الرحمن

.العظيم اللهJ وراى لم وانه يسبقه، لم العدم وان العالم، قدم اعتقد إن انه أيضا من لها نهاية ال قديمة حركته أن ذلك عن الالزم فان هو، كما يزل حركة وكل منه، مبدؤها يكون سكون يسبقها لم إذ االبتداء، جهة

سارية قوة يكون أن أما والمحرك ضرورة، محرك من لها فالبد أخر جسم واما نفسه، المتحرك جسم أما- األجسام من جسم في

.جسم قي شائعة وال سارية ليست قوة تكون أن - واما عنه خارج بانقسامه، تنقسم فانها فيه، وشائعه جسم في سارية قوى وكل

J بالحجر الثقل مثل بتضاعفه، وتتضاعف .مثال.األسفل إلى المحرك

.نصفين الحجر قسم إن فانه أن أمكن فان مثله، أخر الثقل في زاد مثله، أخر عليه زيد وان وان نهاية، غير إلى الثقل هذا كتزايد نهاية، غير إلى الحجر يتزايد ذلك إلى الثقل وصل ووقف، العظم من ما حد إلى الحجر وصل متناه، محالة ال فانه جسم كل أن تبرهن قد لكنه ووقف، الحد

.متناهية محالة ال فهي الجسم في قوة كل فإذنJ تفعل قوة وجدناها فان في ليست قوة فهي له، نهاية ال فعال

J يتحرك الفلك وجدنا وقد جسم، انقطاع وال لها النهاية حركة أبداJ فرضناه إذ القوة تكون أن ذلك على فالواجب له ابتداء ال قديما

.عنه خارج جسم في وال جسمه، في ليست تحرك التي من بشيء موصوف وغير األجسام، عن بريء لشيء إذا فهي

عالم في األول نظره في له الح كان وقد الجسمية، أوصاف جهة من هي إنما جسم، كل وجود حقيقة إن والفساد الكون

له الذي وجوده وان الحركات، لضروب استعداده هي التي صورته كله العالم وجود فان يدرك؛ يكاد ال ضعيف وجود مادته جهة من المادة، عن البريء المحرك هذا لتحريك استعداده جهة من هو إنما

إليه يتطرق أو حس، يدركه أن عن المنزه األجسام، صفات وعن

Page 29: ابن طفيل..حي بن يقظان

J كان وإذا سبحانه، خيال، اختالف على الفلك لحركات فاعالJ أنواعها، محالة ال فهو قصور، وال فيه فتور وال فيه تفاوت ال فعال

.بها وعالم عليها قادر ولم األول، بالطريق إليه انتهى ما إلى الطريق بهذا نظره فانتهى على له وصح حدوثه، أو العالم قدم في تشككه ذلك في يضره

J الوجهين وال بجسم متصل وال الجسم، غير فاعل وجود جميعا إذ: االتصال، عنه، خارج وال فيه، داخل وال عنه، منفصل منزه وهو األجسام، صفات من كلمات هي والدخول، واالنفصال،

.عنها تقوم ال إذ الصورة، إلى مفتقرة جسم كل في المادة كانت ولما

وجودها يصح ال الصورة وكانت دونها، حقيقة لها تثبت وال بها إال في الموجودات جميع افتقار له تبين الفاعل هذا فعل من إال

إذن فهو به إال منها لشيء قيام ال وأنه الفاعل هذا إلى وجودها أن بعد الوجود، محدثة كانت سواء له، معلومة وهي لها، علة

يسبقها ولم الزمان، جهة من لها االبتداء كانت أو العدم، سبقها الفاعل، إلى ومفتقرة معلولة، الحالتين كال على فانها قط، العدم

توجد، لم وجوده ولوال تدم، لم دوامه ولوال به، الوجود متعلقة منها! وبريء عنها غني ذاته في وهو قديمة، تكن لم قدمه ولوال جميع وأن متناهية، غير قدرته أن تبرهن وقد كذلك يكون ال وكيف

متناه هو التعلق، بعض ولو بها، يتعلق أو بها يتصل وما األجسام.منقطع

بينها، وما والكواكب، واألرض السماوات في بما كله العالم فإذن وان بالذات، عليه ومتأخر وخلقه؛ فعله تحتها، وما فوقها، وما

.بالزمان عليها ماخرة غير كانتJ قبضتك في أخذت إذا انك كما يدك، حركت ثم األجسام، من جسما

J يتحرك محالة ال الجسم ذلك فان متأخرة حركة يدك، لحركة تابعاJ يدك، حركة عن عنها، بالزمان تتأخر لم كانت وان بالذات؛ تأخرا لهذا ومخلوق معلول كله، العالم فكذلك معاJ، ابتداؤهما كان بل

أراد إذا أمره الرحيم" إنما الرحمن الله "بسم زمان بغير الفاعلJالعظيم الله صدق فيكون كن له يقول أن شيئا.

J ذا بعد من تصفحها فعله، الموجودات جميع إن راى فلما تصفحا صنعته، غريب من والتعجب فاعلها؛ قدرة في االعتبار طريق على

الموجودة، األشياء اقل في له فتبين علمه ودقيق حكمته، ولطيف

Page 30: ابن طفيل..حي بن يقظان

J كل منه قضى ما الصنعة، وبدائع الحكمة، أثار من أكثرها عن فضال غاية في مختار فاعل عن إال يصدر ال ذلك إن عنده وتحقق العجب،

عنه يغرب الرحيم" ال الرحمن الله "بسم الكمال وفوق الكمال وال ذلك من اصغر وال األرض في وال السموات في ذرة مثقال

.العظيم الله صدق اكبر الرحمن الله "بسم كيف الحيوان، أصناف جميع في ثمتأمل

العظيم الله صدق هداه ثم خلقه، شيء كل الرحيم" أعطى له خلقت التي األعضاء تلك الستعمال هداه أنه فلوال الستعماله،

J وكانت الحيوان، بها انتفع لما بها، المقصود المنافع وجوه في كال.الرحماء وارحم الكرماء، أكرم أنه بذلك فعلم عليه،

ومن وجوده، - ومن جالله - جل المختار الفاعل ذلك فيض من واتمم وأكمل، منها، أعظم ذاته في هو الذي أن فعلم فعله،

.تلك إلى لهذه نسبة ال وأنه وأدوم، وأجمل وأبهى وأحسن، ويرى عنه، وصادرة له فيراها كلها، الكمال صفات يتتبع زال فما

.دونه بها يوصف ما كل من بها أحق أنهJ فرآه كلها النقص صفات وتتبع J منها، بريئا ال وكيف عنها؛ ومنزهاJ يكون يتعلق ما أو المحض، العدم إال النقص معنى وليس منها بريئا

الموجود هو بمن تلبس، أو تعلق العدم يكون بالعدم? وكيف فال وجوده، وجود ذي لكل المعطي بذاته، الوجود الواجب المحض،

الحسن، وهو التمام، وهو الكمال، وهو الوجود، هو: فهو إال وجود الله "بسم و هو، وهو العلم، وهو القدرة، وهو البهاء، وهو

.العظيم الله صدق وجهه إال هالك شيء الرحيم" كل الرحمن من أسابيع خمسة رأس على الحد، هذا إلى المعرفة به فانتهت هذا من قلبه في رسخ وقد عاماJ، وثالثون خمسة وذلك منشئه، كان عما وذهل فيه، إال شيء كل في الفكرة عن شغله ما الفاعل،

بصره يقع ال بحيث صار حتى عنها، والبحث الموجودات تصفح فيه حينه، ومن الصنعة، أثر فيه ويرى إال األشياء، من شيء على اشتد حتى المصنوع، ويترك الصانع إلى الفور على بفكره فينتقل المحسوس، األدنى العالم عن بالكلية قلبه وانزعج إليه، شوقه

.المعقول األرفع بالعالم وتعلق ال الذي الوجود الثابت الرفيع الموجود بهذا العلم له حصل فلما هذا له حصل شيء بأي يعلم أن أراد األشياء، جميع لوجود سبب

وهي: كلها حواسه الموجود: فتصفح هذا أدرك قوة وبأي العالم،

Page 31: ابن طفيل..حي بن يقظان

تدرك ال أنها فرأى واللمس، والذوق، والشم، والبصر، السمع،Jإال شيئا ،Jيدرك ال السمع أن وذلك الجسم، في هو ما أو جسما

األجسام، تصادم عند الهواء تموج من يحدث ما وهي المسموعات، يدرك والذوق الروائح، يدرك والشم األلوان، يدرك إنما والبصر

والخشونة واللين، والصالبة األمزجة يدرك واللمس الطعوم،J تدرك ال الخيالية القوة وكذلك والمالسة، له يكون أن إال شيئا

األجسام، صفات من كلها المدركات وهذه وعمق؛ وعرض طول شائعة قوى ألنها وذلك سواها، شيء أدراك الحواس لهذه وليس

J إال تدرك ال لذلك فهي بانقسامها، ومنقسمة األجسام، في جسما،Jفال منقسم، شيء في شائعة كانت إذا القوة هذه الن منقسما

J أدركت إذا أنها محالة بانقسامها؛ ينقسم فانه األشياء، من شيئاJ إال تدرك ال محالة ال فانها جسم، في قوة كل فإذن هو ما أو جسما

.جسم صفات من بريء الوجود، الواجب الموجود هذا إن تبين وقد

بشيء إال إدراكه إلى سبيل ال فإذن االتجاهات، جميع من األجسام الوجوه من وجه له تعلق وال جسم، في قوة هو وال بجسم، ليس

وال بها متصل وال عنها، خارج وال فيها داخل هو وال باألجسام،.عنها منفصل

فتبين عنده، به المعرفة ورسخت بذاته، أدركه أن له تبين كان وقد عليه يجوز وال جسماني، غير أمر بها أدركه التي ذاته أن بذلك له

من ذاته ظاهر من يدركه ما كل وان األجسام، صفات من شيء ذلك ذاته حقيقة وانما ذاته، حقيقة ليست فانها الجسمانية

.الوجود الواجب المطلق الموجود به أدرك الذي الشيء بحواسه، يدركها التي المتجسمة هذه ليست ذاته أن علم فلما تلك في يتفكر وجعل جسمه، بالجملة عنده هان أديمه، بها ويحيط

الواجب الشريف الموجود ذلك بها أدرك التي الشريفة، الذات تفسد أو تبيد أن يمكن هل الشريفة، تلك ذاته في ونظر الوجود،

إنما واالضمحالل الفساد إن البقاء? فرأى دائمة هي أو وتضمحل، مثل أخرى، صورة وتلبس صورة تخلع بأن األجسام صفات من هو

تراباJ، صار إذا والنبات ماء، صار إذا والهواء هواء، صار إذا الماء.الفساد معنى هو هذا نباتاJ، صار إذا والتراب

جسم، إلى قوامه في يحتاج وال بجسم، ليس الذي الشيء وأما.البتة فساده يتصور فال الجسمانية، عن بالجملة منزه وهو

Page 32: ابن طفيل..حي بن يقظان

كيف يعلم إن أراد فسادها، يمكن ال الحقيقة ذاته أن له ثبت فلما ال أنها له تبين كان وقد عنه، وتخلت البدن اطرح إذا حالها يكون

المدركة، القوى جميع فتصفح لها، آلة يصلح لم إذا إال تطرحه تكون وتارةJ بالقوة، مدركة تكون تارةJ منها واحدة كل أن فرأى

عن أعراضها أو تغميضها حال في العين بالفعل: مثل مدرة ال أنها بالقوة مدركه - ومعنى بالقوة مدركة تكون فانها البصر،

واستقبالها فتحها حال - وفي المستقبل في وتدرك اآلن تدرك اآلن أنها بالفعل مدركة - ومعنى بالفعل مدركه تكون للمبصر،

بالقوة مدركة تكون القوى هذه من واحدة كل - وكذلك تدرك لم كانت إن القوى هذه من واحدة وكل بالفعل، مدركة وتكون إدراك إلى تتشوق ال بالقوة دامت ما فهي بالفعل، قط تدرك

خلق من مثل بعد، به تتعرف لم ألنها بها المخصوص الشيء صارت ثم تارةJ، بالفعل أدركت قد كانت وان البصر؛ مكفوف

قد ألنها بالفعل اإلدراك إلى تشتاق بالقوة دامت ما فانها بالقوة،J كان من مثل إليه، وحنت به، وتعلقت المدرك، إلى تعرفت يصيرا

.المبصرات إلى يشتاق يزال ال فانه عمي ثم يكون وأحسن، وأبهى أتم المدرك الشيء يكون ما وبحسب

يفقد من تألم كان ولذلك اعظم، لفقده والتألم أكثر؛ الشوق التي األشياء إذ شمه، يفقد من تألم من أعظم الرؤية بعد بصره

في كان فان الشم، يدركها التي من وأحسن أتم البصر يدركها وهو وبهائه، وجماله لحسنه غاية وال لكماله، نهاية ال شيء األشياء

وال كمال، الوجود في وليس والجمال، والبهاء الكمال فوق قبله، من وفائض جهته، من صادر إال جمال وال بهاء، وال حسن،

ما أنهما محالة فال به، تعرف إن بعد الشيء ذلك إدراك فقد فمنJ كان من أن كما لها، نهاية ال أالم في يكون له، فاقد دام له مدركا

لها غاية ال وغبطة لها، انفصام ال لذة في يكون فانه الدوام، على.لهما نهاية ال وسرور وبهجة ورائها،

.الوجود الواجب الموجود أن له تبين وقد وبريء النقص الصفات عن ومنزه كلها، الكمال بأوصاف متصف

.منها يشبه ال أمر أدركه إلى يتوصل به الذي الشيء أن له وتبين مثل له كانت من أن بذلك له فظهر لفسادها؛ يفسد وال األجسام،

البدن أطرح إذا فانه اإلدراك؛ هذا لمثل المعدة الذات، هذه

Page 33: ابن طفيل..حي بن يقظان

- لم للبدن تصريفه مدة - في ذلك قبل يكون أن فإما بالموت؛ سمع وال به؛ اتصل وال الوجود؛ الواجب الموجود بهذا قط يتعرف يتألم وال الموجود ذلك إلى يشتاق ال البدن فارق إذا فهذا عنه؛

.لفقده فال الجسم؛ ببطالن تبطل فانها الجسمانية، القوى جميع واما

J تشتاق تتألم وال إليها، تحن وال القوى، تلك مقتضيات إلى أيضا.لفقدها

صورة من كانت كلها: سواء الناطقة غير البهائم حال وهذه.تكن لم أو اإلنسان

بهذا تعرف - قد للبدن تصريفه مدة - في ذلك قبل يكون إن واما والسلطان والعظمة الكمال من عليه هو ما وعلم الموجود،

على وهو منيته وافته حتى هواه، واتبع عنه أعرض انه إال والحسن في فيبقى إليها الشوق وعنده المشاهدة، فيحرم الحال، تلك

.لها نهاية ال وأالم طويل، عذاب تشوق ما ويشاهد طويل، جهد بعد اآلالم تلك من يتخلص من فأما

بحسب سرمدياJ، بقاءJ آالمه في يبقى أن واما ذلك، قبل إليه.الجسمانية لحياته الوجهين من واحد لكل استعداده

يفارق أن قبل الوجود، الواجب الموجود بهذا تعرف من واما بهائه، وحسن جالله في الفكرة والتزم عليه بكليته واقبل البدن، اإلقبال من حال على وهذا منيته، وافته حتى عنه يعرض ولم

.بالفعل والمشاهدة وسرور وغبطة لها، نهاية ال لذة في بقي البدن فارق إذا فهذا

الوجود، الواجب الموجود لذلك مشاهدته التصال دائم، وفرح ما عنه ويزول والشوائب؛ الكدر من المشاهدة تلك وسالمة - هي التي الحسية األمور من الجسمانية القوى هذه تقتضيه

.وعوائق وشرور - أالم الحال تلك إلى باإلضافة الموجود ذلك بمشاهدة هو إنما ولذتها ذاته كمال أن له تبين فلما

يعرض ال حتى أبداJ، بالفعل مشاهدة الدوام، على الوجود الواجب المشاهدة حال في وهو منيته، توافيه لكي عين طرفة عنه

.ألم يتخللها أن دون لذته فتتصل بالفعل، ال حتى بالفعل، المشاهدة هذه دوام له يتأتى كيف يتفكر جعل ثم

ساعة، كل الموجود ذلك في الفكرة يالزم فكان أعراض منه يقع يخرق أو المحسوسات، من ما محسوس لبصره يسنح إال هو فما

Page 34: ابن طفيل..حي بن يقظان

يناله أو الخياالت، من خيال يتعرضه أو الحيوان، بعض صوت سمعه الحر، أو البرد أو العطش أو الجوع يصيبه أو اعضائه، أحد في ألم

فيه، كان عما ويزول فكرته، فتختل فضوله؛ لدفع القيام يحتاج أو بعد إال المشاهدة، حال من عليه كان ما إلى الرجوع عليه ويتعذر

.جهد إلى فيفضي األعراض، حال في وهو منيته تفاجأه أن يخاف وكان

.الحجاب وألم الدائم، الشقاء.الدواء وأعياء ذلك، حاله فساءه

تسعى وما أفعالها وينظر كلها، الحيوانات أنواع يتصفح فجعل وجعلت الموجود، بهذا شعرت أنها بعضها في يتفطن لعله فيه،

.نجاته سبب في يكون ما منها فيتعلم نحوه، تسعى من شهواتها ومقتضى غذائها، تحصيل في تسعى إنما كلها فرآها

وتجد واالستدفاء، واالستظالل والمنكوح، والمشروب المطعوم.مدتها وانقضاء مماتها حين إلى ونهارها ليلها ذلك في

J ير ولم في لغيره يسعى وال الرأي، هذا عن ينحرف منها شيئا وال الموجود بذلك تشعر لم أنها بذلك له فبان األوقات، من وقت

صائرة كلها وأنها الوجوه، من بوجه إليه تعرفت وال إليه، اشتاقت.بالعدم شبيه حال إلى أو العدم، إلى

إذ أولى، النبات على الحكم أن علم بالحيوان، ذلك على حكم فلما.للحيوان ما بعض إال االدراكات من للنبات ليس

J األكمل كان وإذا فاألنقص المعرفة، هذه إلى يصل لم إدراكاJرأى انه مع يصل، ال أن أحرى إدراكا J ال كلها النبات أفعال أن أيضا

.والتوليد الغذاء تتعدى منتظمة كلها فرآها واألفالك الكواكب إلى نظر ذلك بعد انه ثم

عن بعيدة ومضيئة شفافة ورآها نسق؛ على جارية الحركات،J فحدس والفساد، التغيير قبول J حدسا سوى ذوات لها أن قويا

الذوات تلك وأن الوجود، الواجب الموجود ذلك تعرف أجسامها، هو، ذاته، مثل أجسام في منطبعة وال بأجسام، ليست العارفة

عن البريئة الذوات تلك مثل لها يكون ال وكيف العارفة، االحتياج وشدة الضعف من به ما على لمثله ويكون الجسمانية،

ما الفاسدة? ومع األجسام جملة من وأنه المحسوسة، األمور إلى األجسام عن بريئة ذاته تكون أن عن ذلك يعقه فلم النقص، من به وعلم بذلك، أولى السماوية األجسام أن بذلك له فتبين تفسد، ال

Page 35: ابن طفيل..حي بن يقظان

الدوام على وتشاهد الوجود الواجب الموجود ذلك تعرف أنها من المشاهدة الدوام عن هو به قطعت التي العوائق ألن بالفعل،

.السماوية لألجسام مثلها يوجد ال المحسوسة، العوارض بهذه الحيوانات أنواع سائر بين من هو اختص تفكر: لم انه ثم

.السماوية األجسام بها أشبه التي الذاتJ له تبين كان وقد بعض، إلى بعضها واستحالة العناصر آمر من أوال

الكون بل صورته؛ على يبقى ال األرض وجه على ما جميع وأن مختلطة األجسام هذه أكثر وأن أبداJ، عليه متعاقبان والفساد

يوجد ال وانه الفساد، إلى تؤول ولذلك متضادة، أشياء من مركبةJ منها كان وما صرفاJ، شيء منه J يكون أن من قريبا J صرفا ال خالصا

J الفساد عن بعيد فهو فيه، شائبة وأن والياقوت، الذهب مثل جدا والصور الفساد، عن بعيدة هي ولذلك صرفة، البسيطة األجسام

.عليها تتعاقب ال والفساد، الكون عالم في التي األجسام جميع أن هنالك له وتبين

- الجسمية معنى على زائدة واحدة بصورة حقيقتها تتقوم ما منها من أكثر حقيقتها تتقوم ما - ومنها األربع االسطقسات هي وهذه

.والنبات كالحيوان ذلك عن وبعده أقل، أفعاله كانت أقل، بصور حقيقته قوام كان فما

طريق، الحياة إلى فيه يكن لم جملة الصورة عدم فان أكثر، الحياة أكثر، بصور حقيقته قوام كان وما بالعدم، شبيه حال في وصار تلك كانت وان أبلغ؛ الحياة حال في ودخوله أكثر، أفعاله كانت

بها اختصت التي لمادتها مفارقتها إلى سبيل ال بحيث الصورة.والقوة والكمال الظهور كامل حينئذ الحياة كانت

من شيء وال والمادة، الهيولى هو جملة للصورة العديم فالشيء واحدة بصورة المتقوم والشيء بالعدم، شبيهة وهي فيها الحياة

عالم في الوجود مراتب أول في وهي األربع االسطقسات هي.الكثيرة الصور ذوات األشياء تتركب ومنها والفساد الكون

حركة إال تتحرك ليست إذ جداJ، الحياة ضعيفة االسطقسات وهذهJ منها واحد لكل الن الحياة ضعيفة كانت وانما واحدة، ظاهر ضدا.صورته يغير أن ويطلب طبيعته، مقتضى في يخالفه العناد منه حياة أقوى والبات ضعيف، وحياته متمكن، غير لذلك فوجوده

.منه حياة أظهر والحيوان

Page 36: ابن طفيل..حي بن يقظان

أسطقس طبيعة عليه تغلب المركبات هذه من كان ما أن وذلك ويبطل الباقية، االسطقسات طبائع يغلب فيه فلقوته واحد،

فال الغالب، االسطقس حكم في المركب ذلك ويصير قواها، ذلك إن كما يسيراJ، شيئا آل الحياة من ذلك الجل يستأهلJ إال الحياة من يستأهل ال االسطقس J يسيرا من كان وما ضعيفا

فان منها، واحد أسطقس طبيعة عليه تغلب ال المركبات هذه ألحدهما يبطل ال فإذن متكافئة، متعادلة فيه تكون االسطقسات

بعضها يفعل بل قوته، اآلخر ذلك يبطل مما بأكثر اآلخر قوة اآلخرJ بعض في أظهر االسطقسات أحد فعل يكون فال متساوياJ، فعال من واحد كل من الشبه بعيد فيكون أحدها، عليه يستولي وال فيه،

.بذلك الحياة فيستأهل لصورته، مضادة ال فكأنه االسطقسات، بعده كان االنحراف، من وأبعد أتم وكان االعتدال هذا زاد ومتى

.أكمل حياته وكانت أكثر، ضد له يوجد أن عن االعتدال، شديد القلب، مسكنه الذي الحيواني الروح كان ولما في صار والهواء، النار من وأغلظ والماء األرض من ألطف النه

.بينه مضادة االسطقسات من شيء يضاده ولم الوسط حكم أن ذلك إلى الواجب أن فرأى الحيوانية، الصورة بذلك فاستعد

J الحيوانية األرواح هذه في ما أعدل يكون يكون ما التمم مستعداJ الروح ذلك يكون وأن والفساد، الكون عالم في الحياة من قريبا

األجسام هذه لذلك فيشبه لصورته، ضد ال أنه يقال أن من وكأنه الحيوان، ذلك روح ويكون لصورها؛ ضد ال التي السماوية

العلو جهة إلى تتحرك ال التي االسطقسات بين بالحقيقة وسط في يجعل أن أمكن لو بل السفل، جهة إلى وال اإلطالق، على جهة في النار إليه تنتهي ما وأعلى المراكز بين المسافة وسط وال الصعود يطلب ولم هناك لثبت الفساد، عليه يطرأ ولم العلو

.نزول األجسام تتحرك كما الوسط حول لتحرك المكان، في تحرك ولو

كروي وكان نفسه، على لتحرك الوضع، في تحرك ولو السماوية، باألجسام الشبه شديد هو فإذن ذلك، غير يمكن ال إذ الشكل

.السماوية انه به يظن ما فيها ير ولم الحيوان، أحوال أن اعتقد قد كان ولما شعرت قد ذاتها من علم كان وقد الوجود، الواجب بالموجود شعر

الشيبة الروح، المعتدل الحيوان هو أنه على ذلك قطع به،

Page 37: ابن طفيل..حي بن يقظان

وانه الحيوان، لسائر مباين نوع انه لو وتبين السماوية باألجسام أنواع من شيء له يعد لم عظيم، المر وأعد أخرى، لغاية خلق إنما

J به وكفى الحيوان، - الجسماني - وهو جزأيه أحس يكون أن شرفا الكون عالم عن الخارجة السماوية بالجواهر األشياء أشبه

.والتغيير واالستحالة النقص الحوادث عن المنزهة والفساد، الواجب الموجود عرف به الذي الشيء فهو جزأيه، أشرف وأما

يلحقه وال يستحيل الهي رباني أمر العارف، الشيء وهذا الوجود، يدرك وال األجسام، به توصف مما بشيء يوصف وال الفساد،

سواه، بآلة معرفته إلى يتوصل وال يتخيل، وال الحواس، من بشيء وهو والمعرفة؛ والمعروف، العارف فهو به؛ إليه يتوصل بل

التباين إذ ذلك، من شيء في يتباين ال والعلم؛ والمعلوم، العالم، وال هنالك جسم وال ولواحقها، األجسام صفات من واالنفصال

به اختص الذي الوجه له تبين بجسم! فلما الحق وال جسم صفة رأى السماوية، األجسام بمشابهة الحيوان أصناف سائر بين من.جهده بها ويتشبه أفعالها ويحاكي يتقبلها أن عليه الواجب إن

الواجب الموجود عرف به الذي االشرف بجزئه أنه رأى وكذلك األجسام، صفات عن منزه هو حيث من منه ما شبه فيه الوجود،

J فرأى عنها، منزه الوجود الواجب أن وكما أن عليه يجب انه ايضا يتخلق وان أمكن، وجه أي من لنفسه صفاته تحصيل في يسعى له، اآلمر ويسلم إرادته، تنفيذ في ويجد بأفعاله، ويقتدي بأخالقهJ قلبه من رضى حكمه، بجميع ويرضى به يسر بحيث وباطناJ، ظاهرا

J كان وان J لجسمه مؤلما J به وضارا .بالجملة لبدنه ومتلفتاJ فيه رأى وكذلك الخسيس بجزئه الحيوان أنواع سائر من شبها

والكثيف، المظلم البدن وهو والفساد، الكون عالم من هو الذي والمشروب المطعوم من المحسوسات بأنواع يطالبه الذي

J ورأى والمنكوح، J له يخلق لم البدن ذلك أن أيضا به قرن وال عبثا.شأنه من ويصلح يتفقده أن عليه ويجب باطل، المر

.الحيوان سائر أفعال يشبه بفعل إال منه يكون ال التفقد هذا ثالثة نحو يفعلها أن عليه يجب التي األعمال عنده فاتجهت

.الناطق الغير بالحيوان يتشبه عمل أغراض: أما.السماوية باألجسام به يتشبه عمل واما

.الوجود الواجب بالموجود به يتشبه عمل واما

Page 38: ابن طفيل..حي بن يقظان

األعضاء ذو المظلم البدن حيث من عليه األول: يجب فالتشبه.المتفننة والمنازع المختلفة، والقوى المنقسمة،

الذي الحيواني الروح له حيث من عليه الثاني: يجب والتشبه.القوى من فيه ولما البدن، لسائر مبدأ وهو القلب، مسكنه الذات هو حيث أي: من هو، حيث من عليه الثالث: يجب والتشبه

.الوجود الواجب الموجود ذلك عرف بها التيJ وكان هي إنما الشقاء، من وفوزه سعادته أن على وقف قد أوال يكون حتى الوجود، الواجب الموجود لهذا المشاهدة دوام في

.عين بطرفة يعرض ال بحيث أنه النظر له فأخر الدوام، هذا به له يتأتى الذي بالوجه نظر أنه ثم

التشبيهات: آما من الثالثة األقسام هذه في االعتمال عليه يجب هو بل المشاهدة، هذه من شيء به له يحصل فال األول، التشبه المحسوسة، األمور في تصرف هو إذ دونها، وعائق عنها صارف

المشاهدة؛ تلك دون معترضة حجب كلها المحسوسة واألمور الذي الحيواني الروح هذا الستدامة التشبه هذا إلى احتيج وانما

.السماوية باألجسام الثاني التشبه به يحصل تلك من يخلو ال كان الطريق،ولو هذا من إليه تدعو فالضرورة

.المضرة على المشاهدة من عظيم حظ به له فيحصل الثاني، التشبه واما

النحو ذلك يشاهد من اذ شوب؛ يخالطها مشاهدة لكنها الدوام، ذاته يعقل المشاهدة تلك مع فهو الدوام على المشاهدة من

.هذا بعد يتبين حسبما إليه ويلتفت واالستغراق الصرفة، المشاهدة به فتحصل الثالث، التشبه واما

الموجود إلى اال الوجوه من بوجه فيه التفات ال الذي المحض ذات عنه غابت قد المشاهدة هذه يشاهد والذي الوجود، الواجب

.وتالشت وفنيت نفسه الحق الواحد ذات إال قليلة، أو كانت كثيرة الذوات، سائر وكذلك

.وعز وتعالى - جل الوجود الواجب ال وأنه الثالث، التشبه هذا هو األقصى مطلوبه أن له تبين فلما الثاني، التشبه في طويلة مدة واالعتمال التمرن بعد إال له يحصل

- األول التشبه أن وعلم األول، بالتشبه له تدوم ال المدة هذه وانJ كان وان بذاته عائق فانه ضرورياJ، كان وان ال بالعرض معينا

J لها يجعل ال أن نفسه ضروري- فألزم لكنه بالذات هذا من حظا

Page 39: ابن طفيل..حي بن يقظان

للروح بقاء ال التي الكفاية وهي الضرورة، بقدر إال األول، التشبه.منها بأقل الحيواني

أمرين: أحدهما: الروح هذا بقاء في الضرورة إليه تدعو ما ووجد.الغذاء وهو منه يتخلل ما بدل عليه ويخلف الداخل، من يمده ما

البرد األذى: من وجوه عنه ويدفع الخارج، من يقيه واألخر: ما.ذلك ونحو المؤذية والحيوانات الشمس ولفح والمطر والحر

J هذه من ضرورية تناول إن أنه ورأى وقع ربما اتفق، كيفما جزافا.الكفاية فوق واخذ السرف في

أن له الحزم أن فرأى يشعر، ال حيث من نفسه على سعيه فكانJ فيها لنفسه يفرض وبأن يتجاوزها، ال ومقادير يتعداها، ال حدودا

.به يتغذى ما جنس في يكون أن يجب الفرض له العبادات بين تكون التي المدة وفي مقداره وفي يكون شيء وأي

.إليهJ فنظر أضرب: أوالJ: أما ثالثة فرآها يتغذى، به ما أجناس إلى أوال أصناف وهي تمامه، غاية إلى ينته ولم نضجه بعد يكمل لم نبات

.بها االغتذاء يمكن التي الرطبة البقول منه ليتكون بذرة وأخرج وانتهى تم الذي النبات ثمرات ثانياJ: واما

J نوعه من أخر .ويابسها رطبها الفواكه أصناف وهي له، حفظا واما البرية بها: أما يتغذى التي الحيوانات من حيوان ثالثاJ: واما

.البحرية الموجود ذلك فعل من كلها، األجناس هذه أن عنده صح قد وكان

وطلب منه، القرب في سعادته أن له تبين الذي الوجود الواجب كمالها عن يقطعها مما بها االغتذاء أن محالة وال به، التشبه

.بها المقصودة القصوى الغاية وبين بينها ويحول.الفاعل فعل على اعتراض ذلك فكان

.به والتشبه منه القرب من يطلبه لما مضاد االعتراض وهذا جملة الغذاء عن يمتنع أن أمكن لو له كان الصواب أن فرأى

فساد إلى ذلك أل عنه امتنع أن النه ذلك، يمكنه لم لما لكنه واحدة،J ذلك فيكون جسمه، هو إذ األول، من أشد فاعله على اعتراضاJ فسادها يكون التي اآلخر األشياء تلك من أشرف .لبقائه سببا إن ورأى االعتراضين، اخف في وتسامح الضررين، أيسر فاستهل

يتبين الذي بالقدر له، تيسر آيها عدمت إذا األجناس هذه من يأخذ.هذا بعد له

Page 40: ابن طفيل..حي بن يقظان

منها ويتخير يتثبت إن حينئذ له فينبغي موجودة كلها كانت إن فأما مثل وذلك فاعل، فعل على اعتراض كبير أخذه في يكن لم ما

لتوليد فيها ما وصلح الطيب، في تناهت قد التي الفواكه لحوم يفسده وال يأكله ال بان البزر، ذلك على التحفظ الشرط على البزر

والسبخة الصفاة مثل للنبات، يصلح ال موضع في يلقيه وال.ونحوهما

الغاذي، الطعم ذات الثمرات هذه مثل وجود عليه تعذر فان آما يأكل إن ذلك عند له كان ونحوها، واألجاص والكمثرى كالتفاح واما والقسطل، كالجوز البزر، نفس إال منها يغذو ال التي الثمرات

.كمالها حد بعد تصل لم التي البقول منJ أكثرها يقصد ألن هذين في عليه والشرط توليداJ، وأقواها وجودا

.بزرها يفني وال أصولها يستأصل ال وان والشرط بيضه، من آو الحيوان من يأخذ أن فله هذه، عدم فان

وجوداJ، أكثره من يأخذ إن الحيوان من عليهJ منه ويستأصل .بأسره نوعا

.به يتغذى ما جنس في رأى ما هذا يزيد وال الجوع خلة يسد ما بحسب يكون أن فرأى المقدر واما

.عليها من حاجته اخذ إذا انه فرأى عودتين، كل بين الذي الزمان واما

يقطع ضعف يلحقه حتى لسواه، يتعرض وال عليه يقيم أن الغذاء، التي وهي الثاني، التشبه في عليه تجب التي األعمال بعض به

.هذا بعد ذكرها يأتي من يقيه مما الحيواني الروح بقاء في الضرورة إليه تدعو ما فأما

J كان يسيراJ: إذ فيه الخطب فكان خارج، كان وقد بالجلود، مكتسيا يرى ولم بذلك فاكتفى خارج، من عليه يرد مما يقيه مسكن له

لنفسه، رسمها التي القوانين غذائه في والتزم به، االشتغال.شرحها تقدم التي وهي

السماوية باألجسام التشبه وهو الثاني، العمل في اخذ ثم ثالثة في عنده فانحصرت أوصافها، والتقبل بها، واالقتداء

من تحتها ما إلى باإلضافة لها األول: أوصاف أضرب: الضرب آو بالذات، التسخين من إياه تعطيه ما وهي والفساد، الكون عالم

ما سائر إلى والتكثيف، والتلطيف واإلضاءة بالعرض، التبريد

Page 41: ابن طفيل..حي بن يقظان

الروحانية الصور لفيضان يستعد بها التي األمور من فيه تفعل.الوجود الواجب الفاعل عند من عليه

وناصعة شفافة كونها مثل ذاتها، في لها الثاني: أوصاف والضرب باالستدارة ومتحركة الرجس، وضروب الكدر عن منزهة وطاهرة

.غيرها مركز على وبعضها نفسها، مركز على بعضها الواجب الموجود إلى باإلضافة لها الثالث: أوصاف والضرب

وتتشوق عنه، وتعرض دائمة، مشاهدة تشاهد كونها مثل الوجود، إال تتحرك وال إرادته، تتميم في وتتسخر بحكمه، وتتصرف إليه،

.قبضته وفي بمشيئته.الثالثة االضرب هذه من كل في جهده بها يتشبه فجعل

ذا يرى ال إن نفسه ألزم فيه: إن بها تشبه األول: فكان الضرب آما وهو النبات، أو الحيوان من عائق ذا أو مضرة، آو عاهة آو حاجة

.ويزيلها إال عنه أزالتها على يقدر تعلق آو حاجب الشمس عن حجبه قد نبات على بصره وقع فمتى

J عطش أو يؤذيه، آخر نبات به ذلك عنه أزال يفسده، يكاد عطشا ال بفاصل المؤذي ذلك وبين بينه وفصل يزال، ما كان إن الحاجب

.أمكنه ما بالسقي وتهده المؤذي، يضر آو ناشب، به نشب آو سبع أرهقه قد حيوان على بصره وقع ومتى مسه آو يؤذيه، شيء آذنيه آو عينيه على سقط آو شوك، به تعلق.وسقاه واطعمه جهده عنه كله ذلك بإزالة تكفل جوع، آو ظمأ

وقد حيوان أو نبات سقي إلى يسيل ماء على بصره وقع ومتى انهار جرف آو فيه، سقط حجر من عائق، ذلك ممره عن عاقه

.عنه كله ذلك ازال عليه، فيه بلغ حتى التشبه ضروب من النوع هذا في يمعن زال وما

.الغاية دوام نفسه الزم إن فيه بها تشبهه الثاني: فكان الضرب واما

في بالماء واالغتسال جسمه عن والرجس الدنس وإزالة الطهارة بدنه، ومغابن واسنانه أظافره من كان ما وتنظيف األوقات، اكثر

العطرة، الدهون وصنوف النبات طيبات من أمكن بما وتطيبهاJ يتألأل كان حتى والتطييب بالتنظيف لباسه وتعهد J حسنا وجماال

J ونظافة .وطيبا يطوف كان االستدارة: فتارةJ على الحركة ضروب ذلك مع والتزم

يطوف كان وتارةJ باكنافها، ويسيح ساحلها على ويدور بالجزيرة،

Page 42: ابن طفيل..حي بن يقظان

وتارة هرولة؛ آما مشياJ، معدوده: آما أدوارا الكدى ببعض او ببيته،.عليه يغشه حتى نفسه على يدور

الفكرة يالزم كان إن فيه، بها تشبهه الثالث: فكان الضرب واما.المحسوسات عالئق يقطع ثم الوجود، الواجب الموجود تلك في

ويروم الخيال، تتبع عن جهده ويضرب أذنيه، ويسد عينيه، ويغمضJ به يشترك وال سواه، شيء في يفكر ال إن طاقته بمبلغ احدا

.فيها واالستحثاث نفسه على باالستدارة ذلك على ويستعين المحسوسات، جميع عنه غابت االستدارة، في اشتد اذا فكان وقوي الجسمانية، األألت إلى التي القوى وسائر الخيال وضعف

األوقات بعض في - فكانت الجسم من بريئة هي - التي ذاته فعل الوجود، الواجب الموجود بها ويشاهد الشوب عن تخلص قد فكرته إلى وترده حاله، عليه فتفسد الجسمانية القوى عليه تكر ثم

.السافلين اسفل تناول غرضه عن به يقطع ضعف لحقه فان قبل، ذي من ويعود

.المذكورة الشرائط عن األغذية بعض باالضرب السماوية باألجسام التشبه من شأنه إلى انتقل ثم

.المذكورة الثالثة وتجاهده، الجسمانية قواه يجاهد وهو مدة ذلك على ودأب

الظهور، عليها له يكون التي األوقات في وتنازعه وينازعها التشبه أهل أحوال من شيء له يلوح الشوب، عن فكرته وتتخلص

.الثالث في فينظر تحصيله، في ويسعى الثالث، التشبه يطلب جعل ثم

.الوجود الواجب الموجود صفات إنها العمل، في الشروع قبل العلمي نظره أثناء له تبين كان وقد

.والحكمة والقدرة ثبوت: كالعلم صفة ضربين: آما على األجسام صفات وعن الجسمانية عن سلب: كتنزه صففة واما

.بعد على ولو بها، يتعلق وما ولواحقها، فيها يكون ال حتى التنزيه هذا فيها يشترط الثبوت صفات وان ذاته تتكثر فال الكثرة، جملتها من التي األجسام صفات من شيء حقيقة هي واحد معنى إلى كلها ترجع ثم الثبوتية، الصفات بهذه

.ذاته.الضربين هذين من واحد كل في به يتشبه كيف يطلب فجعل

Page 43: ابن طفيل..حي بن يقظان

ذاته، حقيقة إلى راجعة كلها انها علم فلما االجاب، صفات آما األجسام؛ صفات من الكثرة إذ الوجوه، من بوجه فيها كثرة ال وانه

J معنى ليس بذاته؛ علمه إن وعلم علمه هي ذاته بل ذاته، على زائدا ذاته، يعلم إن هو أمكنه إن انه له تبين ذاته، هو بذاته وعلمه لذاته؛

J معنى ذاته به علم الذي العلم ذلك فليس هو بل ذاته، على زائدا فقط يعلمه ان هو االجاب، صفات من به التشبه إن هو! فرأى

J به يشرك إن دون .بذلك نفسه فاخذ األجسام؛ صفات من شيئا.الجسمية عن التنزه إلى راجعة كلها فانها السلب، صقات واما

.ذاته عن الجسمية اوصاف يطرح فجعلJ منها طرح قد وكان بها ينحو كان التي المتقدمة رياضته في كثيرا

.السماوية باألجسام بالتشبه من - والحركة االستدارة كثيرة: كحركة بقايا منها أبقى انه إال

والنبات الحيوان بأمر االعتناء - وكل األجسام صفات أخص.عوائقها بإزالة واالهتمام لها، والرحمة

J هذه فان J يراها ال إذ األجسام، صفات من أيضا بقوة إال أوالJ جسمانية بقوة بأمرها يكدح ثم جسمانية، .أيضا

يليق ال مما بجملتها هي إذ نفسه، عن كله ذلك طرح في فاخذ.اآلن يطلبها التي الحالة بهذه

J مطرقاJ، مغارته قصر في السكون على يقتصر زال وما غاضاJ بصره، مجتمع الجسمانية، والقوى المحسوسات جميع عن معرضا شركه؛ دون وحده الوجود الواجب الموجود في والفكرة الهم

ودافعه جهده، خياله عن طرده سواه، سانح بخياله سنح فمتى عدة عليه تمر بحيث طويلة، مدة فيه ودأب ذلك، على نفسه وراض

.يتحرك وال فيها يتغذى ال أيام وفكره ذكره عن تغيب كانت ربما هذه مجاهدته شدة خالل وفي استغراقه وقت في عنه تغيب ال كانت فانها ذاته، إال األشياء جميع

.الوجود الواجب الحق األول الموجود بمشاهدة المحضة، المشاهدة في شوب انه ويعلم ذلك، يسوءه فكان

.المالحظة في وشركه حتى الحق مشاهدة في واإلخالص نفسه عن الفناء يطلب ومازال وما واألرض السموات وفكره ذكره عن وغابت ذلك، له تأتى

وجميع الجسمانية، والقوى الروحانية الصور وجميع بينهما، بالموجود العارفه الذوات هي والتي للمواد، المفارقة القوى

Page 44: ابن طفيل..حي بن يقظان

واضمحل، الكل وتالشى الذوات، تلك جملة في ذاته وغابت الحق؛ الثابت الموجود الحق الواحد إال يبقى ولم منثوراJ، هباءJ وصار

.الوجودJ معنى ليس الذي بقوله يقول وهو الله ذاته: "بسم على زائدا

الله صدق القهار الواحد لله اليوم الملك الرحيم" لمن الرحمن ال كونه فهمه عن يمنعه ولم ندائه وسمع كالمه ففهم العظيم

.يتكلم وال الكالم، يعرف سمعت! إذن وال رأت عين ال ما وشاهد هذه حالته في واستغرق

.بشر قلب على خطر والJ فان بشر، قلب على يخطر لم آمر بوصف قلبك تعلق فال من كثيرا

بأمر فكيف وصفه، يتعذر قد البشر قلوب على تخطر التي األمور من وال عالمه من هو وال القلب، على خطورة إلى سبيل ال

في التي الروح وال القلب، جسم بالقلب أعني طوره!? ولست بدن على بقواها الفائضة الروح تلك صورة أعني بل تجويفه ال ولكن قلب له يقال قد الثالثة هذه من واحد كل فان اإلنسان،

يتأتى وال الثالثة، هذه من واحد على اآلمر ذلك لخطور سبيل.علها الخطر عما إال التعبير

J رام فقد الحال، تلك عن التعبير رام ومن من بمنزلة وهو مستحيال يكون أن ويطلب األلوان، هي حيث من األلوان يذوق أن يريد

J السواد J مثال J أو حلوا .حامضا من شاهده ما إلى بها نومئ إشارات عن نخيلك ال ذلك، مع لكنا،

قرع سبيل على ال المثل، ضرب سبيل على المقام، ذلك عجائب.الحقيقية باب

.إليه بالوصول إال المقام ذلك في بما التحقق إلى سبيل ال إذ أن لعلك اليك به أشير ما إلى ييصر وحدق قلبك، بسمع اآلن فأصغJ منه تجد ال أن عليك الطريق! وشرطي جادة على يلقيك هديا

أودعه ما على بالمشافهة بيان مزيد الوقت هذا في مني تطلب ليس آمر على باأللفاظ والتحكم ضيق، المجال فان االوراق هذه

.خطر به يلفظ أن شأنه من ير ولم الذوات جميع وعن جميع ذاتهوعن عن فني لما فأقول: انه

إلى عاد ثم شاهد، ما وشاهد القيوم، الواحد إال الوجود في خطر بالسكر، شبيه التي تلك حالة من آفاق عندما االغيار مالحظة

هي ذاته حقيقة وان تعالى، الحق ذات بها يغاير له ذات ال انه بباله

Page 45: ابن طفيل..حي بن يقظان

J يظن كان الذي الشيء وان الحق، ذات لذات المغايرة ذات انه أوالJ ليس الحق، الحق، ذات إال شيء ثم ليس بل الحقيقة، في شيئا الكثيفة األجسام على يقع الذي الشمس نور بمنزلة ذلك وان

.فيها يظهر فتراه في هو فليس فيه، يظهر الذي الجسم إلى نسب وان فانه

J الحقيقية .الشمس نور سوى شيئا لم بحاله الشمس نور وبقي نوره، زال الجسم ذلك زال وان

.مغيبه عند يزد ولم الجسم ذلك حضور عند ينقص الجسم عدم فإذا قبله، النور، ذلك لقبول يصلح جسم حدث ومتى

له بان قد بما الظن هذا عنده معنى، له يكن ولك القبول، ذلك عدم علمه وأن الوجوه، من بوجهه تتكثر ال وجل، عز الحق، ذات إن من

.بعينها ذاته وهو بذاته، عنده حصلت فقد بذاته، العلم عنده حصل أن هذا من عنده فلزم

.الذات عنده فحصلت العلم عنده حصل كان وقد ذاته، الذات؛ هو حصولها ونفس ذاتها، عند إال تحصل ال الذات وهذه

.بعينها الذات هو فإذن الحقه الذات بتلك العارفة للمادة المفارقة الذوات جميع وكذلك

J يراها كان التي J الظن بهذا عنده وصارت كثيرة، أوال J شيئا .واحدا برحمته الله تداركه أن لوال نفسه في ترسخ الشبه هذه وكادت ظلمة بقايا من عنده ثارت انما الشبهة إن فعلم بهدايته، وتالفاه

.المحسوسات وكدورة األجسام، واالجتماع، والجمع والوحدة، والواحد والقليل الكثير فان

المفارقة الذوات وتلك األجسام، صفات من كلها هي واالفتراق، يقال إن يجب ال المادة، عن لبرائتها وجل، عز الحق، بذات العارفة

بعضها الذوات مغايرة هي انما الكثرة الن واحدة، وال كثيرة، انهاJ والوحدة لبعض، .باالتصال إال تكون ال أيضا

.بالمادة المتلبسة المركبة المعاني في إال ذلك من شيء يفهم والJ تضيق قد الموضع هذا في العبارة إن غير عن عبرت إن النك جدا ذلك أوهم هذا، لفظنا حسب الجمع بصيغة المفارقة الذوات تلك

.الكثرة عن بريئة وهي فيها، الكثرة معنى وهو االتحاد، معنى ذلك اوهم اإلفراد، بصيغة عبرت أنت وان

.عليها مستحيل

Page 46: ابن طفيل..حي بن يقظان

تظلم الذين الخفافيش من الموضع هذا على يقف بمن وكأني ويقول: لقد جنونه، سلسلة في يتحرك أعينهم في الشمس العقالء، غريزة عن انخلعت قد انك حتى تدقيقك في افرطت واحد آما الشيء إن العقل أحكام من فان معقول، حكم واطرحت

وليتهم لسانه غرب من وليكف غلوائه، في فليتئد كثير، واما بنحو أطباقه هو الذي الخسيس المحسوس بالعالم وليعتبر نفسه،

J فيراه بنظر فيه بنظر كان حيث يقظان بن حي به اعتبر ما كثيرا فيراه آخر، بنظر فيه ينظر ثم حد، تحت تدخل وال تنحصر ال كثرة

Jواحدا.J ذلك في وبقي دون الوصفين بأحد يقطع إن يكنه ولم مترددا

.اآلخر االنفصال وفيه واإلفراد، الجمع منشأ المحسوس فالعالم هذا

ظنه فما واالختالف، واالتفاق والمغايرة، والتحيز واالتصال، أمره في ينطق وال بعض، وال كل فيه يقال ال الذي اإللهي بالعالم خالف على شيء فيه وتوهم إال المسموعة، األلفاظ من بلفظ

من عند إال حقيقته تثبت وال شاهده؛ من إال يعرفه فال الحقيقة،.فيه حصل

حكم واطرحت العقالء، غريزة عن انخلعت قوله: حتى واما.المعقول

الذي العقل فان وعقالئه، عقله مع ونتركه ذلك، له نسلم فنحن أشخاص تتصفح التي الناطقة القوة هو انما أمثاله، هو يعنيه

.الكلي المعنى منها وتقتنص المحسوسة، الموجودات الذي والنمط النظر هذا من ينظرون هم يعنيهم، الذين والعقالء سوى يعرف ال من سمعه عنه فليسد كله، هذا فوق فيه كالمنا

الله "بسم الذين فريقه إلى وليرجع وكلياتها، المحسوساتJ الرحيم" يعملون الرحمن عن الدنيا. وهم الحياة من ظاهرا

.العظيم الله غافلون. صدق هم اآلخرة في ما إلى واإلشارة التلويح من النوع بهذا يقتنع ممن كنت فان

J تحمل وال اإللهي، العالم العادة جرت ما على المعاني من ألفاظاJ نزيدك فنحن إياه، تحميلها في بها بن حي شاهده مما شيئا بعض فتقول: انه ذكره، تقدم الذي الصدق أولي مقام في يقظان

وشاهد الوصول، وحقيقة التام، والفناء المحض، االستغراقJ ورأى له، جسم ال الذي األعلى، للفلك ليست المادة، عن بريئة ذاتا

Page 47: ابن طفيل..حي بن يقظان

وكأنها غيرها؛ هي وال الفلك، نفس هي وال الحق، الواحد ذات هي فانها الصقيلة، المرائي من مرآة في تظهر التي الشمس صورة

.غيرهما وال المرأة وال الشمس هي ليست ما والحسن، والبهاء الكمال من المفارقة الفلك ذلك لذات وراى

صوت، آو بحرف يكسى إن ويدق بلسان، يوصف إن عن يعظم بمشاهدة والفرح، والغبطة والسرور، اللذة من غاية في وراه

.جالله جل الحق ذاتJ وشاهد J الثابتة، الكواكب فلك وهو يليه، الذي للفلك ايضا بريئة ذاتا الفلك ذات وال الحق، الواحد ذات هي ليست أيضاJ، المادة عن

.غيرها هي وال نفسه، وال المفارقة، األعلى إليها انعكست قد المرآة في تظهر التي الشمس صورة وكأنها

J الذات لهذه ورأى للشمس، مقابلة أخرى مرآة من البهاء من ايضا.األعلى للفلك التي لتلك راى ما مثل واللذة والحسن

J وشاهد J زحل فلك وهو هذا، يلي الذي للفلك ايضا مفارقة ذاتاJ هي ليست للمادة هي وال قبله شاهدها التي الدواب من شيئا انعكست قد مرآة في تظهر التي الشمس صورة وكأنها غيرها؛

J الذات لهذه وراى للشمس؛ مقابلة مرآة من الصورة إليها ايضا.واللذة البهاء من قبلها آمل راى ما مثل

J فلك لكل يشاهد ومازال هي ليست المادة عن بريئة مفارقة ذاتاJالشمس صورة وكأنها غيرها هي وال قبلها التي الذوات من شيئا ترتيب بحسب مرتبة رتب على مرآة، على مرآة من تنعكس التي

.األفالك واللذة والبهاء، الحسن من الذوات هذه من ذات لكل وشاهد

.بشر قلب على خطر وال سمعت، أذن وال رأت، عين ال ما والفرح، فلك حشو جميعه وهو والفساد، الكون عالم إلى انتهى أن إلى

.القمرJ له فرأى J ليست المادة عن بريئة ذاتا التي الذوات من شيئا

.سواها هي وال قبلها، شاهدها كل في فم، ألف سبعون وجه كل في وجه، ألف سبعون ولهذه

ويقدسها الحق، الواحد ذات بها يسبح لسان، ألف سبعون فم الكثرة فيها توهم التي الذات، لهذه ورأى يفتر؛ ال ويمجدها،.قبلها لما رآه الذي مثل واللذة، الكمال من كثيرة، وليست

Page 48: ابن طفيل..حي بن يقظان

وقد مترجرج، ماء في تظهر التي الشمس صورة الذات هذه وكأن االنعكاس إليها انتهى التي المرايا آخر من الصورة إليها انعكست

الشمس قابلت التي األولى المرآة من المتقدم الترتيب على.بعينها

J لنفسه شاهد ثم ألف السبعين ذات تتبعض إن جاز لو مفارقة، ذاتا.بعضها انها لقلنا وجه،

هي! ولوال إنها لقلنا تكن، لم إن بعد حدثت الذات هذه إن ولوال هذه في تحدث! وشاهد لم إنها لقلنا حدوثه، عند ببدنه اختصاصها

لم والجسام اضمحلت، ثم كانت الجسام ذاته، مثل ذواتاJ، الرتبة إن تتناهى ال بحيث حد في الكثرة من وهي الوجود، في معه تزل

لها يقال إن جاز إن متحدة كلها هي أو كثيرة، لها يقال أن جاز.واحدة

والبهاء الحسن من رتبته في التي الذوات ولتلك لذاته وراى خطر وال سمعت، أذن وال رأت عين ال ما المتناهية، غير واللذة الواصلون إال يعقله وال الواصفون، يصفه وال بشر، قلب على

.العارفونJ وشاهد ران قد صدئة، مرايا كأنها للمادة مفارقة كثيرة ذواتا التي الصقيلة للمرايا مستدبرة ذلك مع وهي الخبث، عليها لهذه وراى بوجوهها، عنها ومولية الشمس، صورة فيها ارتسمت ال أالم في وراها قط؛ بباله يقم لم ما والنقص القبح من الذوات

العذاب، سرادق بها أحاط قد تنمحي؛ ال وحسرات تنقضي،.واالنجذاب االنزعاج بين بمناشير ونشرت الحجاب، نار وأحرقتها

J هنا وشاهد ثم وتنعقد تضمحل، ثم تلوح المعذبة هذه سوى ذواتاJ فرأى إليها، النظر وأنعم فيها فتثبت تنحل، J هوال J عظيما وخطبا

،Jجسيما J J حثيثاJ، وخلقا J وتسوية بليغة، وأحكاما وإنشاء ونفخاJونسخا.

تلك حاله من وتنبه حواسه، إليه فعادت قليالJ، تثبت إن إال هو فما له والح المقام، ذلك عن قدمه وزلت بالغشي، شبيهة كانت التي

يكن لم اإللهي: إذ العالم عنه وغاب المحسوس، العالم أرضيت إن كضرتين، والدنيا األخرى إذ واحدة، حال في اجتماعهما هذه من حكيته مما يظهر قلت فان األخرى، أسخطت احدهما

ال الوجود دائم لجسم كانت إن المفارقة الذوات إن المشاهدة، يؤول لجسم كانت وان الوجود؛ دائمة هي كانت كاألفالك، يفسد،

Page 49: ابن طفيل..حي بن يقظان

وتالشت، واضمحلت هي فسدت الناطق، كالحيوان الفساد إلى إال لها ثبات ال الصورة فان االنعكاس، المرايا في به مثلث حسبما

الصورة فساد صح المرآة فسدت فإذا المرآة، بثبات ثبات عن وحلت العهد، نسيت ما ألسرع لك: ما فأقول هي؛ واضمحلت

األلفاظ وان ضيق، هنا العبارة مجال إن إليك نقدم ألم الربط، أوقعك إنما توهمته الذي وذلك الحقيقة غير توهم حال كل على

جميع من واحد حكم على به والممثل المثال جعلت إن فيه،.الوجوه

فكيف المعتادة، المخاطبات أصناف في ذلك يفعل أن ينبغي وال والصور والمرايا وتشكلها وصورتها ونورها، والشمس هنا ها

إال لها قوام وال لألجسام، مفارقة غير أمور كلها فيها، الحاصلة.ببطالنها وبطلت إليها وجودها في افتقرت وفيها? فلذلك بها

عن بريئة كلها فانها الربانية، واألرواح اإللهية، الذوات واما تعلق وال ارتباط فال عنها، التنزيه غاية ومنزهة ولواحقها األجسام

ووجودها ثبوتها، أو األجسام بطالن إليها باإلضافة وسواء بها، لها الموجود الحق الواحد بذات وتعلقها ارتباطها وانما عدمها؛ أو

وهو وموجدها، وسببها ومبدؤها أولها هو الذي الوجود، الواجب إلى بها حاجة وال والتسرمد؛ بالبقاء ويمدها الدوام يعطيها

.إليها المحتاجة األجسام بل األجسام جاز لو انه كما مبديها، هي فانها األجسام لعدمت عدمها جاز ولو هو! إال اله ال ذلك؛ عن وتقدس - تعالى الحق الواحد ذات تعدم إن

العالم ولعدم األجسام، ولعدمت كلها، الذوات هذه - لعدمت.ببعض بعضه مرتبط الكل إذ موجود، يبق ولم بآسره، الحسي

J كان وان المحسوس والعالم له؛ الظل شبيه اإللهي، للعالم تابعا يستحيل قد ذلك مع فانه منه وبريء عنه مستغن اإللهي والعالم إن فساده وانما اإللهي، للعالم تابع محالة ال هو إذ عدمه، فرض وقع حيثما العزيز الكتاب نطق وبذلك بالجملة، يعدم إن ال يبدل، والناس كالعهن وتسييرها الجبال تسيير في منه المعنى هذا

.كالفراش غير االرض تبدل يوم وتفجيرالبحار والقمر، الشمس وتكوير

.والسموات األرض

Page 50: ابن طفيل..حي بن يقظان

شاهده فيما به إليك أشير أن اآلن امكنني الذي هو القدر فهذا عليه الزيادة تلتمس فال الكريم المقام ذلك في يقظان بن حي

.كالمعتذر ذلك فان األلفاظ جهة من لما انه تعالى: وهو الله شاء إن عليك - فسأتلوه خبره تمام واما سئم جال، حيث نه جوال بعد وذلك المحسوس، العالم إلى عاد

شوقه واشتد الدنيا، الحياة إلى شوقه واشتد الدنيا، الحياة تكاليف بالنحو المقام ذلك إلى العود يطلب فجعل القصوى، الحياة إلى

J طلبه الذي به وصل الذي السعي من بأيسر إليه وصل حتى أوالJفيه ودام أوال J .األولى من أطول مدة ثانيا

.الحس عالم إلى عاد ثم األولى من عليه ايسر فكان ذلك بعد مقامه إلى الوصول تكلف ثم

.أطول دوامه وكان والثانية سهولة، عليه يزيد الكريم المقام ذلك إلى الوصول زال وما

J فيه يزيد والدوام متى إليه يصل صار حتى مدة، بعد مدة طوال وال ذلك مقامه يالزم فكان شاء؛ متى إال عنه ينفصل وال شاء، يوجد ال كان حتى قللها، قد كان التي بدنه لضرورة إال عنه ينثني

.منها اقل الذي بدنه كل من وجل عز الله يريحه إن يريد كله ذلك كل في وهو

J لذته إلى فيتخلص ذلك، مقامه مفارقة إلى يدعوه دائماJ، تخلصا ضرورة إلى ذلك مقامه عن األعراض عند األلم من يجده عما ويبرأ

.البدن منشئه من أسابيع سبعة على أناف حتى تلك حالته على وبقي

J خمسون وذلك .عاما ذكره يأتي ما معه قصته من وكان أسال صحبة له اتفقت وحينئذ

.تعالى الله شاء إن هذا بعد يقظان بن حي بها ولد التي الجزيرة من قريبة جزيرة ذكروا: إن

ملة إليه انتقلت مبدئه، صفة على المختلفين القولين أحد على المتقدمين، األنبياء بعض على الماخوذه الصحيحة الملل من

.عليهم الله صلوات باألمثال الحقيقية الموجودات لجميع محاكية ملة وكانت النفوس، في رسومها وتثبت األشياء، تلك خياالت التي المضروبة

الملة تلك زالت فما الجمهور؛ مخاطبة في العادة به جرت حسبما

Page 51: ابن طفيل..حي بن يقظان

وحمل ملكها بها قام حتى وتظهر، وتقوى الجزيرة بتلك تنتشر.التزامها على الناس

أحدهما يسمى والخير، الفضل أهل من فتيان بها نشأ قد وكان قبول، احسن وقبالها الملة هذه فتلقيا سالمان واآلخر أسال

على والموظبة شرائعها جميع بالتزام على أنفسهما على واخذ.ذلك على واصطحبا أعمالها، جميع

تلك ألفاظ من ورد فيما األوقات بعض في يتفقهان وكانا الميعاد وصفات ومالئكته، وجل عز الله صفة في الشريعة

.والعقاب والثوابJ أشد فكان أسال فأما J وأكثر الباطن، على غوصا على عثورا

.التأويل في واطمع الروحانية المعانيJ أكثر فكان صاحبه سالمان واما J وأشد بالظاهر، احتفاظا عن بعدا

األعمال في مجد وكالهما والتأمل؛ التصرف عن وأوقف التأويل،.الهوى ومجاهدة النفس، ومحاسبة الظاهرة،

وتدل واالنفراد، العزلة عن تحمل أقوال الشريعة تلك في وكان المعاشرة على تحمل أخر واقوال فيهما؛ والنجاة الفوز إن على

.الجماعة ومالزمة طباعه في كان لما فيها القول ورجح العزلة، بطلب أسال فتعلق

وأكثر المعاني، على والغوص العبرة، ومالزمة الفكرة، دوام من.باالنفراد ذلك من أمله له يتأتى كان ما

في كان لما فيها القول ورجح الجماعة، بمالزمة سالمان وتعلق.والتصرف الفكرة عن الجبن من طباعه

الظنون ويزيل الوسواس، يدرأ مما عنده الجماعة مالزمته فكانت.الشياطين همزات من ويعيد المعترضة

.افتراقهما سبب الرأي هذا في اختالفهما وكان يقظان بن حي أن ذكر التي الجزيرة عن سمع قد أسال وكان المعتدل، والهواء والمرافق الخصب من بها ما وعرف بها تكون

ويعتزل إليها يرتحل إن فأجمع لملتمسه، يتأتى بها االنفراد وان.عمره بقية بها الناس

J ببعضه واشترى المال، من له كان ما فجمع تلك إلى تحمله مركبا سالمان صاحبه وودع المساكين، على باقيه وفرق الجزيرة،

ووضعوه الجزيرة؛ تلك إلى المالحون فحمله البحر؛ متن وركب.عنها وانفصلوا بساحلها؛

Page 52: ابن طفيل..حي بن يقظان

ويقدسه؛ ويعظمه وجل؛ عز الله يعبد الجزيرة بتلك أسال فبقي خاطره؛ ينقطع فال العليا؛ وصفاته الحسنى اسمائه في ويفكر

.فكرته تتكدر وال يسد ما وصيدها الجزيرة تلك ثمرات من تناول غذاء إلى احتاج واذا

.جوعته بها أنس وأعظم غبطة أتم في وهو مدة الحال تلك على وأقام

.ربه بمناجاة في عليه وتيسره تحفة ومزايا ألطافه من يشاهد يوم كل وكان

.عينه ويقر يقينه يثبت ما وغذائه مطلبه مقاماته في االستغراق شديد يقظان بن حي المدة تلك في وكان

ما لتناول االسبوع في مرة إال مغارته عن يبرح ال فكان الكريمة؛ كان بل وهلة، ألول أسال عليه يعثر لم فلذلك الغذاء، من سنح

J يرى فال أرجائها، في ويسبح الجزيرة تلك بأكناف يتطوف أنسياJ يشاهد وال عزم قد كان لما نفسه وتنبسط أنسه بذلك فيزيد أثرا

.واالنفراد العزلة طلب في التناهي من عليه يقظان بن حي خرج إن األوقات تلك بعض في اتفق إن إلى

منهما كل بصر فوقع الجهة، بتلك ألم قد وأسال غذائه اللتماس.اآلخر على

تلك وصل المنقطعين، العباد من أنه يشك فلم أسال فإما.إليها هو وصل كما الناس عن العزلة لطلب الجزيرة

J يكون إن به وتعرف له تعرض هو إن فخشي حاله فساد في سبباJأمله وبين بينه وعائقا.

شيء صورة على يره لم النه هو، ما يدر فلم يقظان بن حي واما.ذلك قبل عاينها قد كان التي الحيوانات من

لباس إنها فظن والصوف، الشعر من سوداء مدرعة عليه وكان.طبيعي

J منه يتعجب فوقف .ملياJ أسال وولى بن حي فاقتفى حاله، عن يشغله أن خيفة منه هاربا

.الحقائق عن البحث من طباعه في كان لما أثره يقظان.الهرب في يشتد رآه فلما

وتباعد عنه انصرف قد انه أسال ظن حتى له، وتوارى عنه خنس.الجهة تلك من

Page 53: ابن طفيل..حي بن يقظان

والتضرع والبكاء، والدعاء والقراءة، الصالة في أسال فشرع.شيء كل عن ذلك شغله حتى والتواجد،

J منه يتقرب يقظان بن حي فجعل به يشعر ال وأسال قليالJ، قليال خضوعه ويشاهد وتسبيحه، قراءته يسمع بحيث منه دنا حتى

.وبكائهJ فسمع J صوتا من شيء من مثلها يعهد لم منظمة، وحروف حسنا

.الحيوان أصناف أن له وتبين صورته، على فرآه وتخطيطه أشكاله إلى ونظرJ ليست عليه التي المدرعة مثل متخذ لباس هي وانما طبيعياJ، جلدا

في يشك لم وبكائه وتضرعه خشوعه حسن رأى ولما هو، لباسه عنده، ما يرى إن واراد إليه فتشوق بالحق؛ العارفة الذوات من انه

به أحس حتى منه الدنو في فزاد وتضرعه؛ بكاءه أوجب الذي وما حتى أثره في يقظان بن حي واشتد العدو، في فاشتد أسال؛ العلم في والبسطة القوة من الله أعطاه كان - لما به التحق

.البراح من يمكنه ولم عليه؛ وقبض - فالتزمه والجسم االوبار؛ ذوات الحيوان بجلود مكتس وهو أسال إليه نظر فلما

J جلل حتى طال قد وشعره سرعة من عنده ما ورأى منه، كثيراJ منه فرق البطش، وقوة العدو يستعطفه وجعل شديداJ، فرقا غير هو، ما يدري وال يقظان بن حي يفهمه ال بكالم إليه ويرغب

.الجزع شمائل فيه يميز أنه على يده ويجر الحيوانات، من تعلمها قد كان بأصوات يؤنسه فكان

.أعطافه ويمسح رأسه،.به والفرح البشر ويظهر إليه، ويتملق

J به يريد ال أنه وعلم أسال جأش سكن حتى .سوءاJ أسال كان .التأويل علم في لمحبته قديما

.فيها ومهر األلسن، أكثر تعلم قد يعلمه لسان بكل شأنه عن ويسائله يقظان بن حي يكلم فجعل يتعجب كله ذلك في يقظان بن وحي يستطيع، فال أفهامه ويعالج

.هو ما يدري وال يسمع مما.والقبول البشر له يظهر أنه غير

.صاحبه أمر منهما واحد كل فاستغرب

Page 54: ابن طفيل..حي بن يقظان

المعمورة، الجزيرة من اصطحبه قد كان زاد من أسال عند وكان قبل شاهده يكن لم النه هو، ما يدر فلم يقظان بن حي إلى فقربه

.ذلك كان فيما يقظان بن حي ففكر ليأكل إليه وأشار أسال منه فأكل الشيء ذلك اصل يدر ولم الغذاء، لتناول الشروط من نفسه ألزم.اآلكل عن ال! فامتنع أم تناوله له يجوز وهل هو، ما له قدم الذي

.ويستعطفه إليه يرغب أسال يزل ولم إن امتناعه على دام إن فخشي يقظان بن حي به اولع كان وقد

.منه وأكل الزاد ذلك على فاقدم يوحشه، في عهوده نقض من صنع ما سوء له بدا واستطابه ذاقه فلما واإلقبال أسال عن االنفصال وأراد فعله، على وندم غذاء، شرط

له تتأت فلما الكريم، مقامه إلى الرجوع طلب من شأنه على.بسرعة المشاهدة

حقيقة على يقف حتى الحس عالم في أسال مع يقيم أن فرأى إلى ذلك بعد وينصرف إليه، نزوع هو نفسه في يبقي وال شأنه،

.شاغل يشغله إن دون مقامهJ أسال رأى ولما أسال صحبة فالتزم من آمن يتكلم، ال انه أيضا

له فيكون والدين، والعلم الكالم يعلمه أن ورجا دينه، على غلوائه.الله عند وزلفى أجر أعظم بذلك

J الكالم تعليمه في أسال فشرع أعيان إلى له يشير كان بأن أوال على ويحمله عليه ذلك ويكرر بأسمائها وينطق الموجودات

J بها فينطق النطق، كلها، األسماء علمه حتى باالشارة، مقترناJ ودرجه J قليال .مدة أقرب في تكلم حتى قليال

الجزيرة، تلك إلى صار أين ومن شأنه عن يسأله أسال فجعلJ وال ابتداء لنفسه يدري ال انه يقظان بن حي فأعلمه J وال أبا أكثر أما

بالمعرفة، ترقى وكيف كله شأنه له ووصف ربته، التي الظبية من.الوصول درجة إلى انتهى حتى

لعالم المفارقة والذوات الحقائق تلك وصف منه أسال سمع فلما وجل تعالى الحق ذلك ووصفه وجل، عز الحق بذات العارفة الحس

عند شاهده مما وصفه أمكنه ما له ووصف الحسنى، بأوصافه في أسال يشك لم المحجوبين، وأالم الواصلين لذات من الوصول

وجل، عز الله أمر من شريعته في وردت التي األشياء جميع أن أمثلة هي وناره، وجنته اآلخر، واليوم ورسله، وكتبه، ومالئكته،

Page 55: ابن طفيل..حي بن يقظان

نار وانقدحت قلبه بصر فانفتح يقظان؛ بن حي شاهدها التي هذه طرق عليه وقربت والمنقول، المعقول عنده وتطابق خطره إال مغلق وال له، تبين إال الشرع في مشكل عليه يبق ولم التأويل،

.األلباب أولى من وصار اتضح، إال غامض وال انفتح، والتوقير، التعظيم بعين يقظان بن حي إلى نظر ذلك وعند

هم وال عليهم خوف ال الذين الله أولياء من أنه عنده وتحقق.يحزنون

األعمال من عنده تعارض فيما بإشارته به واالقتداء خدمته فالتزم.ملته في تعلمها قد التي الشرعية

أسال فجعل وشأنه، أمره عن يستفصحه يقظان بن حي وجعل سيرهم كانت وكيف العالم، من فيها وما جزيرته شأن له يصف

.اليهم الملة وصول قبل في ورد ما جميع له وصف إليهم، وصولها بعد اآلن هي وكيف

والبعث والنار، والجنة اإللهي، العالم وصف من الشريعة.والصراط والميزان والحساب، والحشر والنشور،

ما خالف على شيء فيه ير ولم كله ذلك يقظان بن حي ففهم.الكريم مقامه في شاهده

في صادق وصفه، في محق به وجاء ذلك وصف الذي أن فعلم.برسالته وشهد وصدقه به فأمن ربه؛ عند من ورسول قوله،

العبادات؛ من ووضعه الفرائض، من به جاء عما يسأله جاء ثم من أشبهها وما والحج، والصيام والزكاة، الصالة له فوصف

J بأدائه نفسه وأخذ والتزمه، ذلك فتلقى الظاهرة؛ األعمال امتثاال.قوله صدق عنده صح الذي لآلمر

وجه يدري وال منهما يتعجب كان أمران نفسه في بقي انه إال للناس األمثال الرسول هذا ضرب - لما فيهما: أحدهما الحكمة

المكاشفة عن وأضرب اإللهي، العالم أمر من وصفه ما أكثر في في أشياء واعتقاد التجسيم، من عظيم أمر في الناس وقع حتى

الثواب أمر في منها? وكذلك وبريء عنها منزه هو الحق ذات ووظائف الفرائض هذه على اقتصر - لم اآلخر والعقاب! واآلمر

بفرغ حتى المأكل، في والتوسع لألموال االقتناء وأباح العبادات ال هو رأيه الحق? وكان عن واألعراض بالباطل، باالشتغال الناس

J أحد يتناول تكن فلم األموال واما الرمق؛ من به يقيم ما إال شيئا.معنى عنده لها

Page 56: ابن طفيل..حي بن يقظان

األموال: كالزكاة أمر في األحكام من الشرع في ما يرى وكان هذا يستغرب فكان والعقوبات، والحدود والربا والبيوع وتشعبها،

حقيقته على اآلمر فهموا لو الناس ويقول: إن تطويالJ، ويراه كله هذا عن واستغنوا الحق، على وأقبلو البواطل، هذه عن العرضوا

تقطع أو زكاته، عن يسأل بمال اختصاص الحد يكن ولم كله،.مجاهرة أخذه على النفوس تذهب أو سرقته، على األيدي

فائقة، فطر ذوو كلهم الناس أن ظنه، ذلك في أوقعه الذي وكان من عليه هم ما يدري يكن ولم عازمة، ونفوس ثاقبة، وأذهان

بل كاألنعام وأنهم العزم، وضعف الرأي وسوء والنقص، البالدةJ أضل هم .سبيال

على نجاتهم تكون أن وطمع الناس، على إشفاقه اشتد فلما لديهم، الحق وإيضاح إليهم، الوصول في النية له حدثت يديه، حيلة تمكنه وسأله: هل أسال صاحبه ذلك في ففاوض لهم وتبييه

الفطرة نقص من فيه هم بما اليهم? فأعلمه الوصول في نفسه في وبقي ذلك، فهم له يتأت فلم الله آمر عن واألعراض

.أمله قد كان بما تعلقJ أسال وطمع معارفه من طائفة يديه على الله يهدي أن أيضا

فساعده سواهم، من التخلص من أقرب كانوا الذين المريدينJ يفارقاه وال البحر ساحل يلتزما أن ورأيا رأيه، على نهاراJ، وال ليال

الله وابتهال ذلك فالتزما البحر عبور لهما السني إن الله لعلJ أمرهما من لهما يهيء أن تعالى .رشدأ

ودفعها مسلكها، ضلت سفينة أن وجل عز الله أمر من فكان.ساحلها إلى األمواج وتالطم الرياح

.الشاطئ على الرجلين أهلها رأى البر من قربت فلما معهم، يحملوهما أن وسألهم أسال فكلمهم منها فدنواJ إليهم الله فأرسل السفينة، وأدخلوهما ذلك، إلى فأجابوهما ريحا

أمالها التي الجزيرة إلى مدة أقرب في السفينة حملت رخاء شأن فعرفهم به، أسال أصحاب واجتمع مدينتها، ودخال بها، فنزالJ عليه فاشتملوا يقظان، بن حي واجتمعوا آمره، وأكبروا شديدا تلك أن هم الطائفة تلك أن أسال وأعلمه وبجلوه، واعظموه إليه

إن وانه الناس، جميع من والذكاء الفهم إلى أقرب هم الطائفة.أعجز الجمهور تعليم عن فهو تعليمهم عن عجز

Page 57: ابن طفيل..حي بن يقظان

يراه كان الذي أسال صاحب وهو سالمان الجزيرة تلك رأس وكان يقظان بن حي فشرع العزلة، بتحريم ويقول الجماعة، مالزمة

.إليهم الحكمة أسرار وبث تعليمهم فيJ الظاهر عن ترقى أن إال هو فما إلى سبق ما وصف في وأخذ قليال

يأتي مما نفوسهم وتشمئز منه ينقبضون فجعلوا خالفه، فهمهمJ وجهه في الرضا له اظهروا وان بقلوبهم، ويتسخطونه به، اكراما

بن حي زال أسال! وما صاحبهم لحق ومراعاة فيهم، لغربتهJ يستلطفهم يقظان J الحق لهم ويبن ونهاراJ، ليال فال وجهاراJ، سراJ إال ذلك يزيدهم راغبين للخير، محبين كانوا أنهم مع ونفاراJ، نبوأ

من الحق يطلبون ال كانوا فطرتهم لنقص انهم إال الحق، في كانوا بل بابه، من يلتمسونه وال تحقيقه، لجهة يأخذونه وال طريقة

.أربابه طريق من معرفته يريدون ال.قبولهم لقلة صالحهم من رجائه وانقطع أصالحهم، من فيأس

لديهم بما حزب كل فرأى ذلك، بعد الناس طبقات وتصفح وتهالكوا شهواتهم، ومعبودهم هواهم، ألههم اتخذوا قد فرحون،

تنجح ال المقابر، زاروا حتى التكاثر ألهاهم الدنيا، حطام جميع في يزدادون وال الحسنة، الكلمة فيهم تعمل وال الموعظة فيهم

.إصرارا إال بالجدل غمرتهم قد منه، لهم حظ وال إليها، لهم سبيل فال الحكمة واما

قلوبهم على الله ختم يكسبون ما قلوبهم على وران الجهالة.عظيم عذاب ولهم غشاوةJ أبصارهم وعلى سمعهم وعلى

قد الحجب الظالمات بهم، أحاط قد العذاب سرادق رأى فلما إال ملتهم من يتمسكون - ال اليسير - إال منهم والكل تغشتهم،

ظهورهم، وراء وسهولتها خفتها على أعمالهم نبذوا وقد بالدنيا،J بها واشتروا التجارة تعالى الله ذكر عن وألهاهم قليالJ، ثمنا

J يخافوا ولم والبيع، له ألن واالبصار، القلوب فيه تنقلب يوما تمكن ال المكاشفة بطريق مخاطبتهم أن القطع، على وتحقق

أكثر حظ وأن يتفق، ال القدر هذا فوق العمل من تكليفهم وأن ال الدنيا حياتهم في هو إنما بالشريعة االنتفاع من الجمهور

وانه به، هو اختص فيما سواه عليه يتعدى وال معاشه، له يستقيم حرث أراد من وهو النادر، الشاذ إال األخروية بالسعادة منه يفوز ال

J لها وسعى اآلخرة .مؤمن وهو سعيا

Page 58: ابن طفيل..حي بن يقظان

وأي المأوى، هي الجحيم فان الدنيا الحياة وأثر طغى من واما وقت من أعماله تصفحت إذا ممن أطم وشقاوةJ أعظم تعب

J منها تجد ال الكره إلى رجوعه حين إلى نومه من انتباهه إال شيئا الخسيسة المحسوسة األمور هذه من غايةJ تحصيل به يلتمس وهوJ أو يقضيها شهوة أو ينالها لذة أو يجمعه مال آما به يتشفه غيطا عن يدافع أو به يتزين الشرع أعمال من عمل أو يحرزه جاه أو

وان لجي بحر في بعض فوق بعضها ظلمات كلها وهي رقبته،J ربك على كان واردها إال منكم J حتما .مقضيا

الناطق غير الحيوان بمنزلة أكثرهم وان الناس أحوال فهم فلما الرسل به نطقت فيما والتوفيق والهداية كلها الحكمة أن علم

ولكل عليه المزيد يحتمل وال ذلك غير يمكن ال الشريعة به ووردت الرحيم" الرحمن الله "بسم له خلق لما ميسر وكل رجال عملJ الله لسنة تجد ولن قبل من خلت قد التي الله سنة صدق تبديال

.العظيم الله وتبرأ معه به تكلم عما فاعتذر وأصحابه، سالمان إلى فانصرف

هديهم، بمثل واهتدى رأيهم مثل رآه قد أنه وأعلمهم منه إليهم واألعمال الشرع حدود التزام من عليه هم ما بمالزمة وأوصاهم بالمتشابهات واإليمان يعنيهم، ال فيما الخوض مقلة الظاهرة بالسلف واالقتداء واألهواء البدع عن واألعراض لها، والتسليم

جمهور عليه ما بمجانبة وأمرهم األمور، لمحدثات والترك الصالح عنه وحذرهم الدنيا، على واإلقبال الشريعة إهمال من العوام

المريدة الطائفة هذه أن أسال وصاحبه هو وعلم التحذير، غاية إلى عنه رفعت إن وأنها الطريق، بهذا إال لها نجات ال القاصرة

بدرجة تلحق أن يمكنها ولم عليه هي ما اختل االستبصار يفاع.عاقبتها وساءت وانتكست وتذبذبت السعداء

باآلمن فازت اليقين يوافيها حتى عليه هي ما على دامت هي وان أولئك السابقون والسابقون اليمين، أصحاب من وكانت

.المقربون حتى جزيرتهما إلى العود في وتلطفا عنهم وانفصال دعاهم فو

.إليها العبور عليهما وجل عز الله يسرJ طلبه الذي بالنحو الكريم مقامه يقظان بن حي وطلب حتى أوال

تلك في الله وعبدا كاد أو من قرب حتى أسال به واقتدى إليه، عاد.اليقين أتاهما حتى الجزيرة

Page 59: ابن طفيل..حي بن يقظان

يقظان بن حي نبأ من كان - ما منه بروح وأياك الله - أيدنا هذا في يوجد ال الكالم من حظ على أشتمل وقد وسالمان وأسال

ال الذي المكنون العلم من وهو خطاب، معتاد في يسمع وال كتاب.بالله الغرة أهل إال يجهله وال بالله، المعرفة أهل إال يقبله

.عليه والشح به الضنانا في الصالح السلف طريق فيه خالفنا وقد ظهر ما الحجاب، وهتك السر هذا إفشاء علينا سهل الذي أن إال

وصرحت العصر متفلسفة بها نبغت فاسده أراء من زماننا في الضعفاء على وخشينا ضررها وعما البلدان في انتشرت حتى بها،

تقليد وارادوا عليهم، الله صلوات األنبياء تقليد اطرحوا الذين المضنون األسرار هي اآلراء تلك أن يظنوا أن واألغبياء السفهاء

.فيها وولعهم فيها حبهم بذلك فيزيد أهلها، غير على بها جانب إلى لنجتذبهم األسرار سر من بطرف إليهم نلمح أن فرأينا

.الطريق ذلك عن نصدهم ثم التحقيق، عن األسرار من اليسيره األوراق هذه أودعناه ما ذلك مع نخل ولم

J ينتهك لطيف وستر رقيق حجاب ويتكاثف أهله، هو لمن سريعا.يتعداه ال حتى تجاوزه يستحق ال لمن

فيما عذري يقبلو أن الكالم، هذا على الواقفين إخواني أسئل وأنا ألني إال ذلك أفعل فلم تثبيته، في وتسامحت تبينه في تسائلت

.مرآها عن الطرف يزل شواهق تسمنت في والتشويق الترغيب وجه على فيها الكالم تقريب وأردت

.الطريق دخول الصفو، به المعرفة من يوردنا وأن والعفو، التجاوز الله وأسأل

.كريم منعم انه.وبركاته الله ورحمة إسعافه المفترض األخ أيها عليك والسالم