ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد...

79
ة ي م لا س إ ة رف مع ل إ لة ج م ة ري ك ف مة ك ج م صدرها ي: هد ع م ل إ ي م ل عا ل إ ر ك ف ل ل ي م لا س إلاد: عد ل إ036 5 وث ح ب- و درإساث ح م لا م ر ك ف ل إ اصدي ف م ل إ ي ف طاث خ ل إ ي ف و ص ل إ د ن ع ح ي5 ش ل إ مد حN إ روق ر د. س ي در إ و نوإ و ن U دمة ف م حة م ل: ً ولاN إ" [ ن ع ر عص مد حN إ روق ر"

Upload: mohamed-chabi

Post on 06-Aug-2015

190 views

Category:

Documents


6 download

TRANSCRIPT

Page 1: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

المعرفة إسالمية:يصدرها محكمة فكرية مجلة

اإلسالمي للفكر العالمي المعهددراسات و - بحوث036العدد:

الخطاب في المقاصدي الفكر مالمح الصوفي

زروق أحمد الشيخ عند

بووانو إدريسد.

مقدمة زروق" أحمد عصر عن أوًال7: "لمحة ومنهجه ومؤلفاته زروق: حياته ثانيا7: أحمد النظرية الزروقية: األسس الطريقة ثالثا7: حول

الزروقية للطريقة الصوفي الخطاب في الشريعة رابعا7: مقاصد المقاصدي والفكر زروق خامسا7: أحمد

والعبودية العبادة عن الحديث - إفراده1 الشريعة ألحكام - بيانه2 المكلف مقاصد -بيانه3 األعمال في النية - اعتبار1

خاتمة

:مقدمة الله مع أنفاسهم المراعون السنة أهل خواص انفرد

Page 2: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

باسم الغفلة طريق عن قلوبهم والحافظون تعالى، قبل األكابر لهؤالء االسم هذا واشتهر التصوف، أفذاذ رجال ظهر بعدهم الهجرة. ومن من المائتينR لنا تركوا التصوف أهل عليهم أطلق كبار وأعالم تراثا،R اليوم- -وحتى قبل من الدارسون فيه عمل ضخما

R وفحصوا نظرهم، تراث عرف، جوانبه. وقد من كثيرا نشوئه عقب ومناحي مسارات اإلسالمي التصوف لدن من والتصنيفات فيه التآليف فظهرت وتطوره،

مسيرته غيرهم. وعبر لدن ومن له معاصرينR اإلسالمي التصوف عرض الطويلة هنات عموما

بالغيوم ملبدة سحب سمائه في وخيمت وسقطات، به حادت وانعطافات انحرافات من به وقع ما بسبب

فهم فريسة وأهله هو فوقع السليم، طريقه عن اتباع فساد سطحي، وتقليد مبتسرة وقراءات مشوه مفاهيمه من لكثير تشوه وران ألعالمه، أعمى

قصدية على البالغ أثره كله لذلك فكان ومصطلحاته، ألجله. وقامت شيد الذي وهدفه الصوفي الفكر

األمصار شتى في والفقهاء العلماء من جماعة المغالي، منها فكان ومنتقدة، ناقدة واألقطار،

المتبصر، العالم منها وكان والمبالغ، والمقتصد،المستكثر. والجاهل

لهذا الله قيض المظلمة العتمة هذه ظل فيR الخطاب أصيلة، برؤية تسلحوا الحق أهل من نفرا

في الفقه بين جمعوا رصين، ثاقب صوفي وبفكر وانخراط التصوف، فهم في قدم ورسوخ الدين، مقصدهم الصوفية. وكان التجربة في موزون موفق

خيمت التي المظلمة العتمة أستار إزالة هو وغايتهم

Page 3: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

التي الملبدة السحب وتجلية الخطاب، هذا على أهل من األتقياء السالكين طريق على بظاللها أرخت

دربه. ومن طريق وتصحيح وأصحابه، الطريق هذا الله، يرحمه زروق أحمد الشيخ الكبار، األعالم هؤالء فكر صاحب المتصوفة، طائفة أعالم من علم فهو

عتمة إيضاح في السبق له كان وراسخ، متين صوفيسالكيه. أمام التصوف درب الذي والمتصوف الفقيه وهو زروق أحمد الشيخ شعر علق ما أن والطريقة الشريعة علمي بين جمع

نقد من ناله ما وأن وشوائب، نعوت من بالتصوف من إليه أضيف وما به، ألصق ما بسبب إنما وهجوم

-خالل قرب عن ولمس دائرته، عن خارجة أمور للتصوف المنتسبين لبعض وزيارته وترحاله مقامه

ثمة اآلخر- أن بعضهم عن سمع وما به، العالمين غيرR R انحرافا R وانصرافا فأخذ التصوف، طريق في حادثا

الطريق لهذا والتقويم التصحيح مهمة عاتقه علىR رؤية كسته صوفي بفكر به علق ما جل مزيال

والمسالك. المعالم واضحة مقاصديةR زروق أحمد الشيخ سعى R سعيا تصويب نحو حثيثاR هذا مسعاه يكن ولم التصوف، طريق بعض من خلوا

تصوب أن بمنأى يكن لم كما والعقبات، الصعوبات طريق عن رغبوا وأعداء خصوم سهام وحوله ضده

ما وأشاعوا فأذاعوا لواءه، حمل الذي التصحيح صموده من نالت ما لكنها األقوال، من شاءوا

السالكين. طريق إنارة في القوية وعزيمته مخالفيه على ويرد بالحسنة، السيئة يدفع كان فقد

االحترام من كبير بقدر مشبع بناء نقدي بأسلوب

Page 4: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

لمريديه فحسب ليس يضع كان بهذا وهو والتقدير، الطريق هذا معالم التصوف طريق سالك لكل بل

R علق ما لكل ذاته اآلن في منبها جلية، واضحة علوقاR وكدورات. وقد شوائب من الطريق بهذا شديدا تجلت مقاصدي بفكر تسلحه كله هذا على ساعده بقدر وسنعمد وكتبه، مصنفاته من كثير في مالمحه في خاصة المالمح هذه وبيان تبيان على اإلمكان

عطاء ابن لحكم وشرحه التصوف، كتابيه: قواعدالسكندري. الله

7 زروق" أحمد عصر عن : "لمحةأوًال النصف في المغربية البيئة ألحول متتبعين سرنا إذا

الشيخ نجد فإننا الهجري التاسع القرن من الثاني فترة شهدت التي الشخصيات بين من زروق أحمد

األمر ويتعلق االجتماعي، باالضطراب تميزت انتقالية األمر واستتباب مرين بني دولة اضمحالل بفترة

بن الحق عبد السلطان تولى فحينما للوطاسيين، بدأت مرين- الحكم بني ملوك -آخر سعيد أبي

الداخلية األوضاع وتدهورت أشدها، على الصراعات يتعاظم الوطاسي النفوذ بدأ ذلك وعقب والخارجية،

R العرش على الوصاية مظهر البداية في مشكالمباشر. نفوذ إلى بعد فيما ليتحول وزراء ثالثة تولي االنتقالية الفترة شملت وهكذا

أبو وهم المرينية، الدولة داخل مناصب وطاسيين يوسف بن وعلي ه852 عام المقتول زكرياء

انهارت الذي زكرياء بن ويحيى ه،863 سنة المتوفى النفوذ هذا المرينية. وأمام الدولة معالم عهده في

Page 5: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

استئصال إلى الحق عبد السلطان سيسعى المتزايد أرجاء في مطاردتهم خالل من الوطاسيين شأفة

في باليهود وبخاصة بغيرهم استعانته أن إال مملكته، فاس أهل غضب عليه جلب قد حكومته شؤون إدارة

حيث الوريغلي، العزيز عبد القرويين خطيب بزعامة الله عبد أبا ونصبوا المرينييين، طاعة عنهم خلعوا

عليهم، سلطانا األدارسة الشرفاء نقيب الحفيدفاس. بيهود وفتكواR كان وبينما الثورة، خبر بلغه أن بعد فاس إلى عائدا أن إال معتقليه من كان فما هارون، ووزيره هو اعتقله. 869 سنة رمضان شهر في قتلوه بني بين تشتد األزمة "مظاهر الحادث هذا بعد بدأت

وزحف بعد، فيما السعديين ثم مرين وبني وطاس في المغرب وسواحل األندلس ثغور على الصليب

والفتنة االقتتال حالة استغلت استعمارية حركةR الفترة هذه خالل المغرب الداخلية. وكان -نظرا

االستعمارية الحركة طمع الهام- محط لموقعهالمتوسط." األبيض البحر سواحل خاصة

إلى يصلوا لم مرين بني أن المؤرخين من كثير يذكر كما الدينية الفكرة أكتاف على المغربية الدولة حكم

والموحدون، والموحدين األدارسة الشرفاء مع حصل غذوها التي القبلية النـزعة على اعتمدوا ما بقدر وضعية عدتهم. واستغلوا وشدة عددهم بقوة

هزيمة بعد اهتزاز أيما اهتزت التي المغرب وكذا المشهورة، العقاب معركة في الموحدين

العديد أرواح أزهق الذي الفتاك الطاعون وباء انتشار

Page 6: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

جند رأسهم وعلى الفترة تلك خالل المغاربة منالموحدية. الدولة

أن إال الظروف هذه إبان مرين بنو وسع في يكن لم ما واعتناق للتعبير للناس والحرية العنان أطلقوا واألفكار. وكانت المذاهب من اعتناقه في رغبوا

حيث المالكي المذهب لعودة مناسبة الفرصةالمرابطين. عهد على كانت كما عافيته استعاد

إلى الفقهاء )عودة في الجديد الوضع ساهم وقد على والمختصرات المطوالت ووضع الفروع بحث الذي المذهبي الكبت اتجاه فعل كرد واسع، نطاقالموحدية(. الدولة حكام سياسة من لقوه

المرينية الفترة خالل العلمية الحياة "عرفتدؤوبا7" نشاطا7

المختصرات وكتبت النحو، كتب من كثير ألفت حيث برحالت الفترة هذه خالل أناس قام كما والشروح،

ومحط القديم، العربي تراثنا مفخر متنها يزال ما أفقهم الفقهاء وسع والباحثين. كما الدارسين اهتمام

وانتشرت العلم، مجالس وعم النقد وساد الفكري، على الموقوفة العلمية الخزانات وكثرت المدارس القرويين، خزانة سيما وال والمدارس الجوامع اإليواء وهيأت األساتذة معاش الدولة وضمنت لقب تحمل مرين بنو دولة جعل ذلك كل للطالب،

والعمران. والحضارة العلم دولة عن ذكر ما كل في ساهمت عوامل هناك أن محال ال

وما مرين بني حكم إبان العلمية الحياة نشاط ازدياد تلك أهم ومن كبيرين، وتوسع رقي من عرفته

خالل مرين بني وأمراء سالطين بعض أن العوامل

Page 7: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

حيث والثقافة، الفكر من قدر على كانوا الفترة تلك كما ويحضرونها، العلمية المجالس يعقدون اكانو من فيها يدور كان فيما بآرائهم يساهمون كانوا

عن عرف والمناظرة. وقد والمناقشة المذاكرة ورفعهم الفكر لرجال تقديرهم السالطين أوالئك

المغرب عالمة يذكر -كما يوسف أبو فهذا لمكانتهم، الدولة، الله- "عاهل يرحمه المنوني محمد سيدي

-إلى يديه بين تقرأ أن الصبح صالة بعد عادته من كان الشام، وفتوح والقصص السير الضحى- كتب وقت

مشكالتها. في الحاضرين ويناقش إليها، فيستمع في ليذاكرهم العلماء مع يسمر رمضان ليالي وفياألخير…" الليل ثلث إلى العلم فنونR كان أنه الواحد عبد مالك أبي "ابنه عن وجاء محبا

R والتاريخ لألدب R ذلك، من للكثير ذاكرا للعلماء مقرباR والفقهاء، قبائل وسائر مرين بني بأنساب عارفا

R زناتة، العلم أهل يجالس وحروبهم، أليامهم ذاكراويناظرهم." واألدب والفقه

المغربي الفكر توجيه في مرين بنو يتدخل ولمR R، توجيها حرية األمر يهمهم لمن تركوا وإنما معاكسا

الفقه نهضة في أثره الموقف لهذا وكان االختيار،الفترة. هذه خالل المالكي

الشرق مع اإلسالمية الوحدة تمتين على حرصوا كما السفارات طريق عن االتصال تضاعف حيث العربي،

الحجاج…" ركاب وبواسطة العامل وهو أهميته تخفى ال آخر عامل ثمة

R للمرينيين األمر باستتبا جاء األندلسي. فقد قريبا مجموعات فانتقلت ،ةاألندلسي القواعد سقوط من

Page 8: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

المغرب بالد إلى وعلمائها أعالمها من كبيرة الحياة تنشيط في بدورها وساهمت األقصى، كفاس الكبرى المغرب حواضر في والعلمية الثقافية

ومراكش. ومكناس أفذاذ بعلماء العصر طفح العلمية البيئة هذه كنف في

R أحصى الله رحمة كنون الله عبد سيدي منهم كثيرا ذكر: التي األسماء ومن النبوغ، كتابه في عليه

الحسن بأبي الشهير الزرويلي الحق عبد بن العالمة بن محمد بن أحمد والعالمة ه،719 سنة ق الصغير سنة المتوفى المراكشي البناء بابن المعروف عثمان بن عمر بن أحمد العباس أبي العالم والولي ه،721

يرحمهم زروق أحمد وشيخنا القوري والشيخ عاشر،R. عليهم الله جميعا

مظاهر مرين بني عهد في الدينية الحياة اكتست وقد جهة من الصوفية الحركة نشاط اتساع بسبب جديدة

إلى السياسي، الميدان في اليهودية العناصر ودخول على المتوافدين بالمسيحيين االحتكاك جانب

أخرى. وقد جهة من تجار أو غزاه صورة في المغربR نطاقها اتسع قد الصوفية الحركة أن لوحظ خصوصا

في دور لزعمائها كان حيث الشمال جهة على تسلط التي الناحية هذه لسكان الروحي التوجيه

في المغربي الشعب فأقبل األجنبي، التدخل عليهاR روحية تربية على العصر هذا آخر من به حل لما نظرا

R به وألحقت كيانه هزت وعواصف أزمات R. ضررا كبيرا انبثوا حيث األحداث مستوى في التصوف أهل وكان محاولين المجتمع محيط في وإمكاناتهم قواهم بكل

Page 9: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

مطمئنينه به، حلت التي الشدة من عنه التخفيفإليه. واإلنابة وبالرجوع الله، أنزل بما بالرضا

صيغة مرين بني عهد في الصوفية الحركة تكتس لم تحريض أو التكتل أو الدولة على المسلح التمرد

سلمية ثورة الواقع في كانت بل ضدها، المجتمع والسياسي واالجتماعي الديني الوضع على مبطنة الثورة هذه و"ظلت والدولة الشعب إليه صار الذي

األجنبي التدخل ضد مسلح صراع في لتنطلق مكبوتة الوطاسيين." عهد من ابتداء تشتد ثم الدولة أيام منذ

قسمين إلى تقسيمهم فيمكن لرجاالتها بالنسبة أمارئيسين: عن وتجرد الله، لعبادة األول: انقطع - القسم زهدوا رجال أفراده ومن الدنيا، شؤون في الخوض وأشهرهم معينة طريقة يؤسسوا ولم الزهد لمجرد صوفية حركة تزعم منهم والباقي عاشر ابن اإلمامالجزولي. كاإلمام طريقة لنفسه وكون الجهاد لحركة نواة كون الذي فهو الثاني القسم - أما الوطاسيين عهد في مداها سيتسع التي النصارى ضد إذ الفريقين مزايا بين الجزولي اإلمام جمع وقد

حركة قاد و بالمغرب، صوفية مدرسة أشهر أسسالشمال. في النصارى ضد الجهاد

عام بوجه المرينيين عهد في للزوايا دور ثمة يكن لم الوطاسيين. فقد عهد في األمر عليه كان ما مثل التاريخ- من كتب تذكر -كما يوسف أبي قصد كان

الغرباء الستقبال دور بمثابة يجعلها أن هو بنائها وأعيانها. الدولة رجال كبار من الخارج من والوافدين

Page 10: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

الغرض أو الهدف عن يكون ما أبعد غرض وهو أنها بعد. والظاهر فيما إليه اتجهت الذي الصوفي

لرجال قبلة أصبحت بعدما االتجاه لهذا مالت ثم للعبادة، فيها ينقطعون كانوا الذين التصوفالتصوف. رجال ومريدي ألتباع قبلة لتصبح تطورت

بالربط، يسمى ما كان الزوايا هذه جانب وإلى اإلسالم ونشر للجهاد محتشدات عن عبارة وكانت

أيام شأنها ضعف أنها بيد المغرب؛ ربوع بين انقطع التي للزوايا مكانها تترك وبدأت المرينيين،

الروحي. للجهاد أغلبهاR للطرق التحقيب بعملية نقوم أن أردنا إذا وعموما أصول إلى ترجع نجدها فإننا المغرب في الصوفية أول لها خط مما تنبع جميعها كانت فقد محلية،

الذي الشاذلي اإلمام وهو صوفية لطريقة مؤسس السالم عبد اإلمام عن طريقته أصول بدوره استقى

حركات. إبراهيم الدكتور يذكر كما مشيش بن

7 ومنهجه ومؤلفاته زروق: حياته : أحمدثانيا بن أحمد العباس أبو الدين شهاب الفضل أبو هو

المعروف الفاسي البرنسي عيسى بن محمدم. 1442ه/846 سنة بزروق. ولد

العينين ذي جده من زروق بلقب زروق أحمد اشتهر ولد المصادر. وحين بعض تحكي كما الزرقاويين

أبيه باسم عرف ما سرعان أنه إال محمد أبوه سماه والدته بعد أمه توفيت األب. كما توفي حين أحمد لكن الوالدين، يتيم الطفل سيكبر وهكذا أيام بثالثة حنان وتعوضه ترعاه سوف البنين أم الفقيهة جدته

Page 11: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

والديه. ورعايةR الجدة بيت وكان R محيطا اإللمام للطفل أتاح صالحا

"كانت إذ المتداولة اإلسالمية للعلوم األولية بالمبادئ الشرعية." قضى العلوم في ومتضلعة فقيهة الجدة القرآن خاللها حفظ سنوات، عشر كنفها في زروق

ال التي التمهيدية المصنفات على وتعرف الكريم، فتعلم للصناعة انقطع ذلك وبعد عنها، للمبتدئ غنى

عشر السادسة سن بلغ أن إلى بها واشتغل الخرازةالعلم. طلب إلى ذلك بعد عاد حيث حيث فاس مدينة في وترعرع زروق أحمد شب المريني العصر في خاصة العلماء موئل كانت

العلم شيوخ على يتردد زروق أحمد صار هذا وبفضلR ويحضر والتصوف، وأولئك، هؤالء مجالس من كثيرا

R عقله ويعمل أنه المصادر يسمعه. وتجمع فيما كثيرا كثير استيعاب على ساعدته قوية بذاكرة يتمتع كان التفكير دائم المعارف. وكان من يتلقاه كان مما

درجة إلى يسمو أن له هيأ الذي األمر والتأمل؛ المريني، العصر بهم طفح الذين الجهابذة العلماءومكانتهم. درجتهم بلوغ إلى يتشوف كان والذين عليه وأبت المشرقية، الديار إلى زروق أحمد سافر

R رحلته مراحل بكل يمر أن العلمية طبيعته مروراR المراكز مع اتصاالت له تكون أن بد ال إذ عاديا

تلقيه هذا ويؤيد وتونس، بالجزائر سواء العلميةR الرحمن عبد ومنهم بتونس علماء على دروسا

محمد بن أحمد ومنهم بالجزائر وعلماء المجدولي،بليبيا. آخرين وعن زكري بن

R المشرق إلى رحلته في وكان ما ترصد بعين متسلحا

Page 12: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

مبعثه انحراف من التصوف إلى المنتسبون عليه رأس على اإلسالم بتعاليم جاهلين شيوخ تنصيب

المريدين من حشود إليها تأوي الطرق من مجموعة التي العليا واألسوة المثلى القدوة شيخهم في يرون

سلوكهم. منها يستمدون القاهرة إلى زروق أحمد يصل طويل سفر وبعد

شيخه على اختياره ويقع ومتصوفيها، بعلمائها ليتصل أضحى كما إليه، فقربه به أعجب الذي الحضرميR "ثم أموره من وصغيرة كبيرة كل في له مستشارا

المخلصين." أتباعه أحد وصار طريقته، في أسلكه رحلته يكمل أن قبل آخرين شيوخ عن سيأخذ وبمصر

فيجاور المدينة على يعرج ثم بمكة فيحج الحجاز إلى تتجاوز لم التي المشرق إلى الرحلة هذه بها. وبعد إلى زروق أحمد التراجم- عاد تذكر -كما السنتين

ليغادرها ببجاية سيقيم عودته طريق وفي المغرب، عنها غاب التي فاس مدينة رأسه مسقط إلى متوجهاسنين. سبع حوالي

التي العلمية سمعته الجسدية عودته سبقت وقد على والتصوف العلم وتلقيه هذه رحلته من اكتسبها

في زروق أحمد انغمر ما وسرعان المشرق، شيوخ حرص حيث فاس، بمدينته والعلمية الصوفية الحياة

من ذلك يمنعه أن دون هادئة حياة بها يعيش أن التي السلوكات من عليه هم ما قومه على اإلنكار

لقي الحنيف. وقد اإلسالم تعاليم عن خروج فيها كان أبناء لدن من لها تعرض اجتماعية مقاطعة ذلك جراء من "فانسحب وأنكرته له تنكرت إذ ومدينته، بلده

قوبل أن خشيم- بعد فهمي علي يذكر -كما المجتمع

Page 13: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

فهم." وسوء صعوبة من واجهه وما به قوبل بما كثير وتذكر أخرى، برحلة القيام في فكر ذلك وعقب

الرحلة بهذه للقيام وهمه تفكيره أن المصادر منالذكر. السالفة االجتماعية المقاطعة نتيجة جاء

لبلدته زروق أحمد مغادرة أسباب تعددت مهما اختلفت ومهما ثانية، رحلة في مصر إلى متوجها

أن إال المستعجل الخروج لهذا والتفسيرات التأويالتR زروق أحمد مقام أن على تجمع المصادر من كثيرا

غير كان ومتصوفيها فاس علماء من كثير أظهر بينR فيه، مرغوب لهم، منافسة من أظهره لما نظراR وهي حملها التي الجديدة اإلصالحية للرؤية ونظرا عليه درج ما صريحة مخالفة خالفت التي الرؤية

منافسوه. ألحمد الثانية الرحلة بأن القول يمكن آخر جانب من

قد خاصة بصفة ولمصر المشرقية للديار زروقR اختلفت R اختالفا المرة هذه إذ األولى، الرحلة عن كليا

كبير، باستقبال فخصوه مصر علماء بقدومه علم التي الشريف باألزهر التدريس مجالس له وأفسحوا

كما شخص، آالف ستة يقارب ما يحضرها كان بالمشرق. وعلى المالكية وإمامة فتوى له أسندوا المصريين أمراء عند صولة لزروق كانت فقد العموم عكس الديار هذه أهل من والعام الخاص عند وقبول

فاس. ديار في له كان ماR رحالت في األخيرة هي الرحلة هذه تكن لم طبعا ومناطق الحج إلى رحالته استتبعتها بل زروق أحمد طرابلس بضواحي المقام به يستقر أن قبل أخرىR مصراتة منطقة ويختار الليبية باعتبارها له، مقرا

Page 14: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

كان الذي المسجد من نقطة أقرب تشكل كانت يغادرها وأتباعه. ولم مريديه على دروسه فيه يلقي بعض ليرعى وربما الجزائر إلى مرتين: األولى سوى

الحج فريضة لتأدية والثانية أسرته، وشؤون شؤونهالثالثة. للمرة ه899 سنة صفر شهر من عشر الثامن اليوم وفيR، وخمسون أربع وعمره خلوته في ربه لقي عاماR R وراءه تاركا R تراثا R يزال ما ضخما عظمة على شاهدافكره. وسعة كعبه، وعلو الرجل هذا

نطل أن بأس ال التراث هذا على نعرج أن وقبل أيديهم على تتلمذ الذين الشيوخ على قصيرة إطاللةبالمشرق. أو بالمغرب سواء زروق أحمد العلمية الحياة ازدهار عصر في زروق أحمد جاء وقد

من هي بمدينة ووجد األقصى، بالمغرب والفكرية كانت بها إذ العلمي الجانب في المغرب مدن أعرق

وهي اإلسالمي، عالمنا جوامع من جامعة أكبر تقعR القرويين، جامعة والحيثيات الظروف لهذه واستنادا علماء على يتتلمذوا أن وألمثاله زروق ألحمد أتيحت

كانت متصوفة على والعبر الدروس ويأخذوا وفقهاء، درجة وحازوا الفترة، تلك في والمكانة الوجاهة لهم

والمعرفة. العلم في وعالية سامقة معها صعب التي بالدرجة زروق أحمد شيوخ كثر

R، وإحصاؤهم ضبطهم سنركز فإننا يكن ومهما جميعابالمشرق. أو بالمغرب سواء أبرزهم على البنين أم الفقيهة جدته نجد فأولهم بالمغرب فأماR السلوك وقواعد العلوم مبادئ منها تعلم التي نظريا

R. وفي أحمد سيستمر األولي التعليم مرحلة وعلميا

Page 15: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

نجد وفيهم أسرته فقهاء على العلم أخذ في زروق عن انقطاعه القشتالي. وبعد محمد بن أحمد خاله

سيقصد العلمي للتحصيل وعودته الخرازة حرفة وعبد السطي العالمة عن فأخذ فاس علماء مشاهير

أبي البن "الرسالة كتابه خالل من الفقه الفخار الله ثم بالقوري اتصل ثم التونسي"، القيرواني زيد

أحمد أخذ الثالثة هؤالء وعن وبالمجاصي، بالزرهوني نافع. وعن بقراءة وعلومه الكريم القرآن زروقR أخذ خاصة بصفة القوري شيخه وعلى كثيرة علوما في كتاب"التنوير خالل من التصوف علم رأسها

أخذ كما السكندري، الله عطاء التدبير" البن إسقاط البخاري صحيح كتابي من والحديث التوحيد عنه

زروق ألحمد بالنسبة القوري ويعتبر الترمذي، وجامع أساتذته نجمي" أقرب الله عبد األستاذ يذكر -كما

R وأبعدهم نفسه، إلى ومشايخه وفكره، روحه في أثرا قدر وقد طالعه، حسن على عالمة به واتصاله والرعاية، بالحدب فتواله العالية، مواهبه القوري زروق واتخذه وجهه، في بيته باب وفتح إليه، وقربه العلم بين الجامع فهو إليه، يدعو ظل الذي المثال

القوري أن شك والتصوف. وال الفقه وبين والعمل، حبله وأوصل الصوفية، زروق ثقافة وجه الذي هو

التصوف تاريخ في األصيلة الفكرية بالتقاليد مثل الذي عباد ابن الشيخ شيوخه المغربي..." ومن

على وهرع سيرته، في زروق بها تأسى التي "القدوة فهو ذلك في بدع وال اإلصالحية، حركته في سننه تخرج وهو ،8/14 القرن خالل المغرب صلحاء أشهر الفقه من وتحول المرينية، فاس مدارس من مثله

Page 16: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

والحقيقة، الشريعة بين بالوحدة وآمن التصوف، إلىالسكندري." الله عطاء ابن حكم شراح أول وهوR شيوخه ومن المجدولي الرحمن عبد الشيخ أيضا كالرسالة التصوف مصادر أمهات عليه درس الذي

R الطوسي. وأخذ وعقائد القدسية شيوخ عن أيضا المغراوي محمد بن أحمد زكري ابن منهم آخرينوغيرهم. السنوسي واإلمام

العالمة عن زروق أحمد أخذ فقد بالمشرق أما الدميري والعالمة السخاوي والحافظ السنهوري

الحضرمي عقبة بن واحمد الجوهري الضليع واللغوي عنه أخذ زروق، أحمد بهم تأثر الذين أبرز من وهو

R في هوى الميل هذا وافق وقد التصوف، علم كثيراR بأستاذه وشغف زروق نفس R شغفا به، وارتبط كبيرا وكنانيشه. ونجد ومحاضراته أقواله في اسمه ورددR شيوخه من والحافظ األفشيطي الدين شهاب أيضا

أو مباشر تأثير لهم كان ممن كثير وغيرهم الديلميعليه. مباشر غير

لمجموع طويلة قائمة زروق ألحمد المترجمون يذكرمنها: وكتبه تآليفه

األنفع والنصح البدع، أهل على الرد في - رسالته المريد وعدة بالسنة، البدع من للمعتصم والجنة

القصد طريق بيان في المقت أسباب من الصادق وقواعد والبدع، والحوادث الوقت، حوادث وذكر

الله. عطاء ابن حكم وشرح التصوف،R يدرك هذه زروق أحمد لكتب والمتأمل المكانة جليا

من يدرك كما أقرانه، بين الرجل تبوأها التي العلمية من جمعها التي المعرفية الثروة حجم آخر جانب

Page 17: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

العلمي رصيده تكوين من مكنته الكثر شيوخه التآليف قائمة تأليف في به ساهم والذي به الخاص

كتب ببن ما تراوحت تأليف، المائة تجاوزت التي في ومؤلفات والتوحيد العقيدة وكتب السيرة

فقهية ومؤلفات كتب، على وشروح التصوفومقطعات. قصائد إلى إضافة ورسائل،

التصوف" "قواعد كتابه تصانيفه أعظم من ويبقى والدارسين الباحثين من كثير لدن نم اعتبر الذي

R المغربي للتصوف R حدثا R ثقافيا فترة خالل كبيرا هذا القواعد كتابه سمي م. وقد1478ه/882

الحركة ميالد شهادة بحق وهو: يعد كثيرة، بتسميات بل الجليلة، المحتسب آثار وأحد الزروقية، اإلصالحية

تأليف اإلطالق. وهو على الصوفية تصانيفه أفضل وزبدة الغنية، ثقافته عصارة زروق ضمنه نفيس فيه وبسط ،اإلصالحية آرائه وخالصة الروحية، تجربته الذي العصر تأثيرها صوفية." تجاوز مدرسة برنامجأعقبته. التي العصور من غيره إلى فيه ظهرت

محور سيشكل -الذي المصنف لهذا المتفحص يكاد الله، عطاء ابن حكم شرح كتابه جانب إلى دراستنا أن التصانيف من عشر- وغيرهما السابع شرحهR يدع ال بما يلحظ كان صاحبها أن للشك مجاال

ومعارف، علوم عدة جمعت فريدة علمية موسوعة غلبت مجال. وقد كل في واضح منهج له كان كما

سمتان: عليه تبسيط التبسيط، سمة فهي األولى السمة فأما

مستقاة أتباعه نحو بها يتجه كان التي التعاليماإلسالمية. الشريعة من ومنتقاة

Page 18: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

تيسير التيسير، سمة فهي الثانية السمة وأما هاتين التعميم. ورغم وجه على التصوف مفهومات كانت فقد الكتابة في منهجه طبعتا اللتين السمتين علمه مع العامة. "وكان عن بعيدة ما حد إلى مؤلفاته ورسالته التصوف لروح الواعي وفهمه الغزير

R مؤلفاته من يجعالن الحقيقية، R شيئا يمكن ال بعيدا هو، تعاليمه تبسيط محاولته رغم تدركه أن للعامة متنورة لطريقة يكن التصوف. ولم مفهومات وتيسير

تاريخ من المعتمة األيام تلك -في كالزروقية وصفاء بنقائها تستمر اإلسالمية- أن الحضارة الناس، من الخاصة طريقة كانت ربما وهي جوهرها،

ميولهم مع تتفق أخرى طرق فلهم عامتهم أما على والروحي العقلي إدراكهم ومستوى وأهوائهم

سواء." حد

7 الزروقية: األسس الطريقة : حولثالثاالزروقية للطريقة النظرية

الزروقية، الطريقة عن صورة نستكمل أن أردنا إذا نظرة نلقي أن بد فال فيه وجدت الذي اإلطار ونحدد صاحب السنوسي الشيخ لخصها وقد مبادئها، على طويل نص في الرائق" وذكرها الروي "المنهل كتاب

الله أشياء: تقوى خمسة طريقتنا فيه: )أصول جاء األقوال في السنة واتباع والعالنية، السر في

،واإلدبار اإلقبال في الخلق عن واإلعراض واألفعال، إليه والرجوع والكثير، القليل في الله عن والرضا

العامة الجمل بهذه يكتفي والضراء.( وال السراء فيR: وتحقيق ذلك لتفصيل زروق عمد بل السنة قائال

Page 19: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

عن اإلعراض وتحقيق الخلق، وحسن بالتحفظ الله عن الرضا وتحقيق والتوكل، بالصبر الخلق

بالحمد الله إلى الرجوع وتحقيق والتفويض، بالقناعةوالضراء. السراء في إليه واللجوء والشكر

وهي: الهمة، خمسة كله ذلك أصول أن زروق ويذكر العزمة، ونفوذ الخدمة، وحسن الحرمة، وحفظ

مرتبته، ارتفعت همته علت فمن النعمة، وتعظيم حسنت ومن حرمته، الله حفظ الله حرمة حفظ ومن

دامت عزمته نفذت ومن كرامته، وجبت خدمته ومن شكرها، عينه في النعمة عظمت ومن هدايته،النعم. من المزيد استوجب شكرها

خمسة: طلب أصولها أن ذكر المعاملة جانب وفي أقامهم الذين المشايخ وصحبة باألمر، للقيام العلم الرخص وترك للتبرك، واإلخوان سبحانه الحق

باألوراد األوقات وضبط للتحفظ، والتأويالت من للخروج شيء كل في النفس واتهام للحضور،

والغلط. العطب من والسالمة الهوى للمعاملة األول األصل آفات في زروق أحمد ويفصل

R: "فطلب والمحبة العلم طلب وهو آفته العلم قائالR األحداث صحبة R سنا R أو وعقال ألصل يرجع ال مما دينا

والفضول، االغترار المحبة آفات ومن قاعدة، وال النفس، على الشفقة والتأويالت الرخص ترك وآفة العمل في النظر اتساع األوقات ضبط وآفة

أحوالها بحسن األنس النفس اتهام وآفة بالفضائل،واستقامتها." ذلك وأصول به تتداوى ما إلى حاجة في "… والنفس

الطعام، بقلة المعدة وهي: تخفيف أشياء خمسة

Page 20: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

مما والفرار عروضه، عنه يعرض مما الله إلى واللجأ يدل من وصحبة وانجماع، بخلوة األمر وقوع يخشى

النبي على الصالة مع االستغفار ودوام منه، المتوقع من معدوم. وكثير الله- وهو أمر على أو الله على

أشياء بخمسة ابتلوا قد زروق أحمد عصر فقراءR: وقد ذكرها ابتلوا قد الوقت هذا فقراء رأيت قائال

واالغترار العلم، على الجهل أشياء: إيثار بخمسة بالطريق، والتعزز األمور، في والتهاون ناعق، بكل

أشياء بخمسة شرطه. فابتلوا دون الفتح واستعجال الباطل أهل واتباع السنة، على البدعة وهي: إيثار

جل أو أمر كل في بالهوى والعمل الحق، أهل دون وظهور الحقائق دون الترهات وطلب األمور، أشياء: بخمسة لذلك صدق. فظفروا دون الدعوى

العادات مع واالسترسال العبادات، في الوسوسة الوجوه واستمالة األوقات عموم في واالجتماع

وذكر القوم بوقائع ذلك في واالغترار اإلمكان بحسب رخصة األسباب أن لعرفوا تحققوا أحوالهم. ولو

رخصة السماع وأن معها، يسترسل فال الضعفاء جهل أصلها بدعة الوسوسة وأن الكامل، أو العلوي الخلق من إدبار التوبة وأن العقل، في وخبال بالسنة وعار ظلمة األحداث صحبة وأن الحق، على إقبال

وأعظم. أعظم رفاقهم وقبول واآلخرة، الدنيا في من عنه: الحدث الله رضي مدين أبو سيدي قال وقد سنة. سبعين ابن كان وإن طريقك على يوافقك لم

إليه يلقى ما كل ويقبل حال على يثبت ال الذي وهو وهم الطريق، أبناء في هذا تجد ما فيه- وأكثر فيولغ

جهدك. بغاية فاحذرهم المجالس، وطلبة الطوائف

Page 21: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

R ادعى ما وكل إحدى منه ظهرت ثم الله مع حاال في الجوارح إرسالمسلوب: أو كذاب فهو خمس خلق في والطمع الله، بطاعة والتصنع الله، معصية

مسلم. احترام وعدم الله، أهل في والوقيعة الله، علم نفسه المريد إليه يلقي الذي الشيخ وشروط مرضية، وحالة عالية، وهمة صريح، وذوق صحيح،نافذة. وبصيرة

بالدين، مشيخته: الجهل تصح ال خمس به كانت ومن يعني، ال فيما والتدخل المسلمين، حرمة وإسقاط

غير من الخلق وسوء شيء، كل في الهوى واتباعمباالة.

األمر خمسة: اتباع واإلخوان الشيخ مع المريد وأدب حرمته وحفظ النهي، واجتناب خالفه، ظهر وإن

R R حاضرا R وغائبا R، حيا بحسب بحقوقه والقيام وميتا إذ ورئاسته وعلمه عقله وعزل تقصير، بال اإلمكان

R ذلك. فاعل ينجح قلما -وهي والنصيحة باإلنصاف ذلك على ويستعين

R يجد لم اإلخوان- وإن معاملة R، شيخا وإن مرشداR وجده على فيها اعتمد الخمسة شروطه عن ناقصا

الباقي…" في باألخوة وعومل فيه محمل زروق أحمد عليها أسس التي األصول هي هذه

وسالك مريد كل تلزم كانت التي وهي طريقته، والوضوح الدقة غاية في أسس التصوف، لطريق االلتحاق طريق في أولية خطوات شكلت والبيان

قبول قبل مريد لكل الزم واستيعابها بالطريقة،الطريقة. في عضويته أحمد لدى الصوفي الفكر مواضيع تقسيم ويمكن

Page 22: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

ثالثة: أصناف إلى زروق التصوف دقائق حول بأفكاره األول: يتعلق الصنف

وعمومياته. واالجتماعي. الصوفي بنقده الثاني: ويتعلق الصنفالفقهية. الصوفية بأفكاره الثالث: ويتعلق الصنف تطرق ما ألهم نشير أن سنحاول اإليجاز من وبقدر

فكره. أصناف من صنف كل في زروق أحمد له الصنف هذا في عديدة جوانب زروق أحمد تناول شيوخ تصنيف عن منها: حديثه نذكر فكره من األول

بطريق المعرفة عنه تؤخذ تعليم شيخ إلى التصوف وشيخ الصحبة، في به يقتدى تربية وشيخ الكتاب،

بد ال الترقية والتبرك. لكن اللقاء عنه يكتفى ترقية شيخ من فيهما البد والتقويم شيخ. والتربية من فيهاR ليس لمن كالم بليد. وللمحاسبي هو لمن أو لبيبا

محقق بليغ بكالم عليه علق الباب هذا في نفيس إليها الرجوع المسترشدين" يمكن "رسالة كتابه

والتفصيل. اإليضاح من لمزيد أن إلى فكره من الصنف هذا في زروق أحمد وأشار

يريد صاحبه كان إذا غنى، وال بفقر يختص ال التصوف الذين الصفة بأهل ذلك على الله. واستدل وجه به

واألمير الغني بينهم أصبح ثم فقراء، كانوا وشكروا النعمة فقد عند صبروا ألنهم والمتسبب،

�ذ�(،7يقول: )إبراهيم: وجل عز وجدها. والله عند و�إ�ذ�ن� �أ �م� ت �ك ب �ن ر� �ئ �م� ل ت �ر� ك �م� ش� �ك ز�يد�ن

� (126)النحل: أل�نوفي �ئ �م� و�ل ت �ر� �ه�و� ص�ب �ر� ل ي . خ� �رين� �لص�اب عز وقولهل

في التوسط زروق أحمد يحبذ الباب وجل: هذا كل وأدوم. وأن وأبقى بالنفس أرفق ذلك ألن العبادة

Page 23: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

يسير وهذا عنه، منهي عنها تراخ أو العبادة في تشدد به أمر الذي الوسطي االعتدالي القرآني المنهج مع من كثير ثنايا في الكريم رسوله إليه ودعا وجل عز

األحاديث. التصوف- بأنها -في الرياضة زروق أحمد ويفسر سيئها. وللتعرف ودفع األخالق حسن إلثبات تمرين

مؤلفات إلى الرجوع اقترح وممارستها أصولها علىأسماءهم. ذكر رجال

فكره من الصنف هذا في زروق أحمد يغفل ولمR R شطرا يتعين التي واآلداب، األخالق شطر وهو هاما

ما وتجنب بها األخذ والسالك والمريد الفقير على هيئة هو الخلق أن زروق بمجانبته. وعند تنصحه إما بسهولة، األمور عنها تنشأ النفس في راسخة الصوفي زروق أحمد فكر قبيحة. ويمتح أو حسنة

الذي القرآني النبوي الهدي مشكاة من األصيلR غرس المخالف مع حتى واآلداب القيم من كثيرا

والدفع، والصفح بالعفو المسلم فأمر لك، والمسيء مع تعامله في زروق أحمد سار الهدي هذا وعلى

R له والمخالفين خصومه، أساسية بقاعدة ذلك معضدا عند منه أعظم هو لما مثير بمثله الشر "دفع أن وهي الدفع وجب ثمو�ال� الضعيفة. ومن النفوس ذويR باإلحسان يقبل لمن أحسن هي بالتي لقوله استنادا

�و�ي ت �س� �ة� تعالى: ت ن �ح�س� �ة� و�ال� ال �ئ ي �ت�ي اد�ف�ع� الس� �ال ه�ي� ب�ح�س�ن� �ذ�ا أ �ذ�يومن (،34)فصلت: ف�إ �ك� ال �ن �ي �ه� ب �ن �ي و�ب�ه� ع�د�او�ة� ن

� �أ �ي� ك ذ� ح�م�يم� و�ل �ع�ف�و� خ� م�ر� ال� له قبل الو�أ

R عنه باإلعراض فمقابلته باإلحسان لآلية طبقاف�(199)األعراف: �ع�ر� �ال �ع�ر�ض� ب . ع�ن� و�أ �ين� �ج�اه�ل ال

Page 24: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

واالجتماعي الصوفي بنقده الثاني الصنف ويتعلق جملة فكره من التصنيف هذا في زروق أحمد وعالج

كان التي واالختالالت واالنزالقات االنحرافات من�ن عصره، يعرفها التصوف، أهل لدى حتى أصلها وبي في عالجه ورسائل. ومما مذكرات في ذلك ودون

وقف حيث والزوايا، المتفقرة أوضاع اإلطار هذا وسلوكها. مبادئها في االنحرافات من كثير على

حيث الباطني الصوفي الفكر نحو سهمه وصوب له فهمهم يرق لم الذين لهؤالء النقد بسهام توجه فحرفوا سبعين وابن عربي كابن رواده مقوالت إلىوانحرفوا. فيها أولئك من وبغيرهم المنحرفين بهؤالء ندد كما

رياء، التفقر شعارات وحاملي الخضر برؤية المدعينR يرددون كانوا ممن منهم وآخرين الخياالت من كثيرا

أحمد سلط عامة الشيطانية. وبصورة والدعاوى التصوف من اتخذوا الذين كل على نقده جام زروق

جهلوا الذين وكذا نزيهة، غاية لغير وسيلة والتفقرR وأضلوا فضلوا وبواطنه، التصوف حقائق R خلقا ونفرا

الله. عباد من أحمد عند الصوفي الفكر من الثالث الصنف أما

R فيه عرض فقد زروق والمسائل، القضايا من كثيرا شروطه إلى أشار فقد السماع، مسألة ذلك من

ال من كاجتماع الشرعي المعارض خلو من الثالثة أو تنبيه به يقع مما المسموع وكون حاله، ترضى من السماع وخلو الجهد، من استراحة أو إرشاداآللة. في المنكر تغيير قضية لها عرض التي القضايا ومن

Page 25: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

على المرء اقتصار أن في بد من ير لم حيث عصره العرف يقتضيه ما بقدر وخاصته عياله على اإلنكار

هذه في المسؤولين. ورأيه غضب ذلك يثير ال حتى في حدثت بنوائب تأثره شدة من يخلو ال القضية

في أثار عليه. كما الواضح أثرها لها وكان وقته، ومنها الناس بعامة يتعلق ما منها مسائل، آخر موطن

فقهية بآراء معللة مسائل وكلها بخاصتهم، تتعلق ماسديدة.

هي زروق أحمد طريقة أسس أهم فإن وهكذاR اعتماده رأيه اعتدال و والسنة، الكتاب على مطلقا

مجال في اآلخر فكر واحترامه والدنيا، الدين في وممارسته وأصحابه، الغلو عن ابتعاده مع التصوف، من خال نظيف جو في اإلرادة أو والمريدية التصوف في ضرورة الرسول على وصالته والتشويه، االبتزاز على والصالة الطبع، حرارة تثير األذكار ألن األذكار،

الطباع. وهج تذهب الرسول

7 الخطاب في الشريعة : مقاصدرابعا الصوفي

فعل من مشتق وهو مقصد جمع المقاصد كلمة فيها نقتصر متعددة معان له اللغة في والقصد قصد، والقسر، والكسر واالعتدال، أربعة: االستقامة على

الشيء. نحو والتوجه واألم� والنية، واالمتالء، واالكتناز

د" ومواقعها ص " ق أصل أن العرب لسان في وجاء والنهوض والنهود والتوجه العرب: االعتزام كالم في أصله هذا جور، أو ذلك كان اعتدال على الشيء نحو

Page 26: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

المواضيع بعض في يخص كان وان الحقيقة، فيالميل." دون االستقامة بقصد

واآلثار والغايات المعاني هي الشارع ومقاصد والتكليف الشرعي الخطاب بها يتعلق التي والنتائج

إليه. والوصول السعي المكلفين من ويريد الشرعي، باعتبار باعتبارين: األول المقاصد إلى النظر ويمكن إلى نسبتها باعتبار والثاني الشارع، إلى نسبتها

إال تحقق أن يمكن ال الشارع مقاصد ألن المكلف، موافقة الثانية تكون أن بشرط المكلف مقاصد عبر

لألولى. الشارع مقاصد إلى النظر يمكن آخر مستوى وعلى

جهات: من ثالثة فنجدها وخصوصيتها عموميتها جهة من - أوالها

بالمقاصد ويتعلق األول، مستويات: المستوى وثبت مراعاتها، تمت التي المقاصد وهي العامة،

في أو كلها، الشريعة صعيد على تحقيقها إرادة الثاني، والمستوى أحكامها؛ من األعم الغالب

في روعيت التي المقاصد الخاصة: وهي المقاصد الشريعة، من مجاالت في أو معين، مجال

كل مقاصد وهي الجزئية المقاصد الثالث، والمستوى أو إيجاب من الشريعة أحكام من حدته على حكم كراهة… أو تحريم أو ندب

الحياة توقف ودرجة وأثرها قوتها جهة من - وثانيها أكثر يؤكد -كما درجات ثالث هناك أن ونجد عليها

ودرجة الضرورية، المقاصد األصوليين- وهي: درجةالتحسينية،. المقاصد ودرجة الحاجية، المقاصد ةوالدنيوي والمعنوية المادية جهاتها من - وثالثها

Page 27: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

R وفيها ،واألخروية طويل. كالم أيضا "مقاصد عنوان تحت الريسوني أحمد الدكتور ويشير

للمقاصد آخر تقسيم تفصيلية" إلى ومقاصد إجمالية الجملة، حيث من مقاصدها للشريعة "إن فيذكر وأساسها أصلها وفي برمتها الشريعة نقول: إن حيث

تعالى الله وكذا. وأن كذا ولمقاصد كذا، لغاية أنزلت أجل من رسله أرسل أو كتبه أنزل أو شرائعه، وضع متحدثين نكون الحالة هذه ففي كذا… ولمقصد كذا المقاصد هذه داخل ثم اإلجمالية… المقاصد عن

يمكننا للشريعة التفصيلية األحكام ثنايا وفي العامة، األحكام… من حكم كل مقاصد عن والتحدث البحث

والمقاصد جهة، من الكلية العامة المقاصد أن كما وجود من تمنع ال ثانية جهة من التفصيلية الجزئية هي وال الشاملة بالعامة هي ال وسيطة مقاصد

أحكام بضعة أو واحد حكم في المحصورة بالجزئية هذه من ألنواع شرحه واحدة." ويتابع مسألة في

إلى ينظر أن الزواج مريد يحث بعض بذكر المقاصد النبي وجدنا قوله: "وإذا ذلك من األمثلة يريد من

أن وهو ومقصوده، ذلك بحكمة ويصرح بها الزواجR يعد هذا فإن ورغبة، ميل على الزواج يبني مقصدا

R ويخدم المخطوبة، إلى النظر بحكم يتعلق جزئيا مقصود قلنا: إن لو وكذا وزوجته، الزوج بين العالقة الصالة وقت بدخول البلدة أهل إعالم هو األذان

دعوة هو اإلقامة مقصود وأن إليها، ودعوتهم فهذه فيها، والدخول إليها للقيام للصالة الحاضرين

وتلك هذه جزئية. وبين ألحكام جزئية مقاصد وأمثالها الخاصة المقاصد عن ونتحدث نبحث أن نستطيع

Page 28: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

من لها ما على بناء التشريعية، واألبواب بالمجاالت في الشريعة مقاصد عن فنتحدث خصوصيات،

العالقات في المالية، المعامالت في العبادات، وفي المناقصات، في العادات، في االجتماعية،

R الباب هذا المناحات…" وفي نتحدث أن أمكننا أيضاR نلقى وفيه التصوف، في الشريعة مقاصد عن كثيراR وعاكسين العلم، بهذا متأثرين أهله من من كثيرا

الطريق، هذا عوارض من عليهم تعرض فيما مبادئهزروق. أحمد شيخنا هؤالء ومن

على المنـزل: صار شرع من اللغة في والشريعةR الشيء: رفعه نافذ. وشرع طريق �ذ� جدا �يه�م� إ ت

� �أ ت�ه�م� �ان يت �و�م� ح� �ه�م� ي �ت ب تعالى: قال وأظهره، وأعالهس�

الماء على ظاهرة شوارع ( أي163)األعراف: R شرع، الليث: "حيتان وقال كثيرة، عا ر� رافعة ش�

R تكون أنها يعني رؤوسها." وهذا سهلة أي شرعاع� المنال ع� الدين� واالصطياد. وشر� ر� �ك�م ش� الد�ين� م�ن� ل

ه� �نه. وشرع سن قال ومهده، الطريق: مده وبي�ه� و�ص�ى تعالى: م�ا �وحRا ب �ذ�ي ن �ا و�ال �ن ي و�ح�

� �ك� أ �ي �ل �ا و�م�ا إ �ن و�ص�ي�ه� اه�يم� ب �ر� �ب �ن� و�ع�يس�ى و�م�وس�ى إ �ق�يم�وا أ و�ال� الد�ين� أ

ق�وا �ف�ر� �ت بكونه الدين لهذا الشارع ( مهد13)الشورى: ت�ة� ف�يه�األنبياء به جاء لما امتدادا �م� م�ل �يك ب

� السابقونأR أسهل يكون حتى تعالى: قال النفوس، على قبوال

اه�يم�(78)الحج: �ر� �ب �م� ه�و� إ م�اك �مين� س� ل �م�س� م�ن ال . �ل� ق�ب

الممدد الطريق وهو األعظم والشارع: الطريق عليه المارين كل يسع أنه ذلك ومعنى الواسع،�م� ويكون العبور. والشريعة: في وأيسر أسهلث

Page 29: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

�اك� تعالى قال المذاهب، من المستقيم الظاهر �ن ج�ع�لر�يع�ة� ع�ل�ى �م�ر� م�ن� ش� �ع�ه�ا األ� �ب �ع� و�ال� ف�ات �ب �ت (18)الجاثية: ت

�ه�و�اءألنها األديان أقوم فالشريعة �ذ�ين� أ . ال� ال �م�ون� �ع�ل ي أيسر -األصول- وجاءت بينها المشترك بين جمعتالفروع. أحكام في وأبين إلى معها يحتاج ال التي اإلبل "الشريعة: مورد وقيل المصدوقة الحقيقة على فيها سقي وال بالدلو نزع

وتطهر." روى الصراط معنى الشريعة تفيد االصطالح وفي

وأن يسلكوه أن عباده الله دعا الذي المستقيم المستقيم للصراط عباده الله هدى ولقد ينهجوه،

الله أودعها التي االستعدادات جملة وهي بالفطرة،�ان� و�م�ا تعالى الله الداللة. قال ببيان ثم عباده في ك�ه� �ض�ل� الل �ي �ع�د� ق�و�مRا ل �ذ� ب �ن� ح�ت�ى ه�د�اه�م� إ �ي �ب )التوبة: ي

بشريعته ينتفع ال من حال عن تعالى ( ويخبرنا115ه�م� �ك� م�ا ل �ن . و�إ �ق�ون� �ت �د�ع�وه�م� ي �ت �ل�ى ل اط� إ �. ص�ر� �ق�يم ت م�س�

�ن� �ذ�ين� و�إ �ون�(74-73)المؤمنون: فيقولال� ال �ؤ�م�ن ية� خ�ر� �اآل� اط� ع�ن� ب . الص�ر� �ون� �ب �اك �ن ل

فيه ينصهر طريق ألنها بالملة الشريعة على واصطلح ليتوحد وعاداتهم طبائعهم اختالف رغم الخلق كل

الكمال. درجات نحو بهم ويرتقي مسارهم في والطريقة الشريعة بين التوحيد محاولة وترجع

الفقهاء بين ثار الذي التاريخي الصراع إلى أساسها وقد الفريقين، بين الفهم لسوء نتيجة والمتصوفة،

إفساد تهمة إلصاق على أغلبهم في الفقهاء اعتاد العقيدة في بإدخالهم بالصوفية المسلمين عقيدةR اإلسالم لروح المجانبة والطقوس األفكار من كثيرا

Page 30: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

الصوفية ارتكز األخرى. وقد الثقافات من أخذوها القول على ومنطلقاتهم أنفسهم عن دفاعهم في

يفهموها" أن للفقهاء يكن لم باطنية حياة بوجود هذا في نفيس كالم الصغير المجيد عبد ولألستاذ

في الصوفي الفكر إصالح "إشكالية كتابه ضمه البابالحراق. ومحمد عجيبة بن أحمد "،18/19 القرنين وضح الذي المعروف التوفيقي موقفه زروق وألحمد

والفقه، التصوف من لكل المشتركة الغاية خالله من معرفة طريق عن القلب إصالح إلى يهدف فاألول

العمل إصالح يتوخى والثاني الصادقة، المعرفة اللهR الشرعية. والعلمان باألحكام المعرفة طريق عن معا

تكامل. وبينهما الله إلى موصالن مؤلفاته من كثير في األمر لهذا زروق أحمد ويتعرض

أن المريد: "أعلم عدة كتابه في قوله نجد ذلك من الله أحكام على الداللة في أخوان والتصوف الفقه

إلى التوجه لصدق ترجع التصوف حقيقة إذ سبحانه، ال والمشروط فيه شرط واألصول الفقه ثم الله…

يرضاه بما يكون أن والشرط شرطه، دون يصح الله أحكام تعلم ال إذ بفقه إال تصوف فال الحق… للعلم حقيقة ال إذ تصوف، بال فقه وال منه إال الظاهرة

إال هما وال وتوجه، بصدق إال عمل وال بالعمل إال وهما الروح بمنـزلة فهو دونه يصحان ال إذ باإليمان لهما كمال وال فيهما إال له ظهور ال الجسد، بمنـزلة

بأن زروق أحمد اإلحسان." ويؤكد مقام وهو به إال ألن الموضوع باعتبار التصوف من أعم الفقه

فإنه الفقه أما بربه، الفرد عالقة يبحث التصوف العبادات، ميدان في بالخالق المخلوق صلة يتناول

Page 31: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

R في بجنسه المخلوق وعالقة المعامالت. ونظرا على ينكر أن للفقيه صح فقد ومجاله الفقه التساع

الفقيه على ينكر أن يصح ال بينما سلوكه المتصوف أن وعنده أضيق، وميدانه أخص مجاله أن بحكم الصوفي من خير صوفي إلى يتحول الذي الفقيه في عام الفقه يقول: "حكم الفقه يتعلم الذي

مناره ورفع الدين، رسم إقامة مقصده ألن العموم، الخصوص، في خاص التصوف وحكم كلمته، وإظهار

ذلك، على زائد غير من وربه العبد بين معاملة ألنه يصح وال الصوفي، على الفقيه إنكار صح ثم فمن من الرجوع ولزم الفقيه، على الصوفي إنكار

يكف ولم دونه، به واالكتفاء الفقه، إلى التصوف الرجوع يجوز وال دونه، يصح ال بل الفقه عن التصوف

أسلم فهو مرتبة، منه أعلى كان وإن به، إال إليه منهR كن قيل مصلحة. ولذلك منه وأعم R، فقيها وال صوفياR تكن R، صوفيا فقيه من أكمل الفقهاء وصوفي فقيها

تحقق قد الفقهاء صوفي ألن وأسلم، الصوفيةR بالتصوف R حاال R، وعمال الصوفية، فقيه بخالف وذوقا

إال ذلك له يتم وال وحاله، عمله من المتمكن فإنه دون أحدهما له يصح وال صريح، وذوق صحيح بفقه

وال التجربة عن علمه يكفى ال الذي كالطب اآلخر،العكس. فافهم."

والمعرفة الفقهية المعرفة بين زروق ويقارن بل الصوفية المعرفة يهب أحد ال أنه فيؤكد الصوفية،

تحصيلها في يجتهد أن من له البد وسالكها طالبها ويطلب الفقهاء، عند الفقه يلتمس فكما مظانها، في

Page 32: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

يأخذ أن يمكن فال الموارد فكذلك مصنفاتهم، من من إال زروق أحمد رأي في الصوفية المعرفة عنها قدر اإلنسان علم بما ثالثة: العمل طرق أحد

قدر على الفتح في الله إلى وااللتجاء االستطاعة، ألصل الرجوع حال المعاني في النظر وإطالق الهمة،الفتح. ويتيسر الخطأ وينتفي الفهم، ليجري السنة

أخذنا الجنيد: "ما بمقالة اآلراء هذه دعم وقد وإنما والجدال، والمراء والقال القيل عن التصوف

وقال األعمال"، ومالزمة والسهر الجوع عن أخذناه ترك النفوس اعتقدت الداراني: "إذا سليمان أبو

صاحبها إلى ورجعت الملكوت، في جالت اآلثامR." إليها يؤدي أن غير من الحكمة بطرائق علما

المعرفة كبير حد إلى تشبه الصوفية فالمعرفة ما بقدر المحفوظات على تعتمد ال التي الفلسفية

دراستها، المراد الظواهر في الفكر إحالة على تركز التي الثالث الوسائل من استخالصه يمكن ما هذا

R زروق أحمد وضعها المعرفة لتحصيل أساسا عن تأتي ال فإنها الفقهية المعرفة الصوفية. أما

كما العلم وحملة األساتذة عن واألخذ التعلم طريق شيخ بوجود تتأتى إذ الصوفية المعرفة مع يحصل قد حيث من تلك عن هذه تختلف بهذا مربي، أو

علم اإلطار: "ال هذا في زروق أحمد المصدر. يقول إذ به أتى فيما منابه ناب من أو الشارع عن بتعلم إال

بالتحلم، والحلم بالتعلم العلم السالم: إنما عليه قاليوقه." الشر يتق ومن يؤته، الخير طلب ومن

جملة هي اإلسالمي التصوف في الشريعة مقاصد إن ودائرتها تصوفه، من المتصوف يتغياها التي الغايات

Page 33: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

نفسه، وتزكية المريد، أخالق تهذيب على قائمة هو ما إلى الدنيوي بالعالم التعلق عن ترفعه تزكية من درجة أعلى إلى به تسمو كله. تزكية الكون أصل

غايات أجل وهذه الله، من القربى درجات الهمم زروق: "… وسمت أحمد يقول المتصوف،

كما -المنتهى- شهادة هذا يحققوا أن فأحبوا بقومR حققوها R، إيمانا -أشهد يحققوا أن أرادوا لقد واعتقادا

صورة في يحققوها أن الله- أرادوا إال إله ال أنR يحققوها صادقة، R، حققوها كما واقعا أرادوا لقد إيمانا

إليها. الطريق في فأخذوا صادقة شهادة يشهدوا أن مدارج األرواح، منازل يجتازون أخذوا لقد

لقد القدس، معارج الطائرين، منازل السالكين… الخالصة بالتوبة مبتدئين المقامات في ساروا

متدرجة األحوال أنوار قلوبهم في تتفجر النصوح، إلى سامية منـزلة ومن مقام، إلى مقام من بهم

أشرف، مقام إلى شريف مقام ومن أسمى، منـزلة الحبيب، رحاب في وبأرواحهم بقلوبهم أصبحوا حتى

الحبيب…" مع أهل عليها ويحث يؤكدها كما الطريقة ومقاصد قبل اإلنسان تخلية وأساسها ومبناها معناها التصوف وبارئها بخالقها وصلها ثم وتنقيتها نفسه تخلية تحليته،

واسطة. بال مباشرة

7 المقاصدي والفكر زروق : أحمدخامسا باحة الشريعة مقاصد مجال في الباحث يدلف حينR فقهائها من فقيه أو األمة علماء من عالم عن بحثا مجال أو الشريعة مقاصد بمجال ذلك أو هذا عناية

Page 34: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

R خطابه، في المقاصدي الفكر حضور يشار ما فدائما لها ثالثة أو مؤلفين في ذاك أو هذا إسهامات إلى

قريب بمجال أو الفقه أصول بمجال وثيق ارتباطمنه. ما أولهما اثنين، لعاملين يبدو فيما يعود السبب ولعل مقاصد يلحقون كانوا حيث من األصوليون عليه درج

الفقه، أصول بمباحث المقاصدي والفكر الشريعة مجال في الباحثون يلجأ أن البديهي من فكان

ذلك في الفقيه أو العالم هذا لكتب الشريعة مقاصد العالم ذلك عطاءات أن سواه. ثانيهما دون المجال

R أكثر تكون المذكورين المجالين في الفقيه أو ظهوراR تستقطب فهي هنا ومن تلك، مصنفاته في وبروزاغيرها. دون الباحثين اهتمام

مقاصد دراسة عند تطبيقه يمكن ال األمر وهذا الخطاب في المقاصدي الفكر حضور أو الشريعة بمؤلف فاالعتناء زروق، أحمد شيخنا عند الصوفي

ال عالم أو فقيه عند الحال هو كما مؤلفاته من واحد البحث يقتضي الحال بل المبتغى، إيجاد على يسعف

يتحقق حتى وتصانيفه مؤلفاته مجموع في والتنقيب بهذا شيخنا واهتمام عناية عن متكاملة برؤية الظفر

المجال. الستنباط كتبه لجميع للرجوع الوقت يسعفني لم وإن فتصفحتها، لبعضها عمدت فقد كاملة، الرؤية تلك

وأحنائها، ومطاويها أعطافها في النظر ودققتR فألفيت R اهتماما بمجال زروق أحمد الشيخ من معتبراR وحضور الشريعة مقاصد مقاصدي. وقبل لفكر ملفتا

ببعض أدلي أن بأس ال ذلك لكل أعرض أن

Page 35: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

ثالث: وهي المالحظات اإلشارات من الكثير : أناألولى المالحظة

مما المقاصدي بالفكر أو الشريعة بمقاصد المتعلقة كتب في مثبوتة نجدها زروق أحمد شيخنا إليها أشار

أصولي عند تقرؤها طفقت أنك ولو األصوليين، شبه شيخنا وبين بينه لوجدت الشاطبي كاإلمام

إحاطة على يدل فإنما شيء عن دل إن قوي. وهذا من وتمكنه الشريعة بعلم زروق أحمد شيخنا ودراية

أصول علم أهمها ومن بها المحيطة العلوم من كثيرR زاده الفقه. ومما R تمكنا على يتوفر كان كونه أيضا

به يشهد القوم لكالم وتذوق مرهفة، "حساسية وطرحه مآخذ من فيه لما وتعقبه للنصوص تنـزيلهR األعراض دون بالجواهر واهتباله للحشو عن فضال

في بالحيطة وأخذه الشرع بميزان للخواطر وزنه تمكنه ذلك على أعانه والعمل. وإنما القول مجال

سلوك للطريق وسلوكه والنقلية، العقلية العلوم من واستعد طارئ، لكل األهبة أخذ الذي اليقظ الحذر ظن عن للحقيقة وصوله يكن فلم يفاجئ، ما لكل

واليقين." المعرفة طريق عن بل وتخمين يضع لم زروق أحمد أنالثانية: والمالحظة

نظرية كلمة تحمله بما الشريعة مقاصد في نظريةR تصفحنا إذا ولكن معنى، من تآليفه من كثيرا

- اعتمدناهما الذين المؤلفين وبخاصة وتصانيفه الله- عطاء ابن حكم شرح وكتاب التصوف قواعد

شك أدنى لدينا يبقى فال عميقة نظرة إليهما ناظرين ثنايا في النظرية هذه أطراف بث قد شيخنا أن

الكتب. هذه وحنايا

Page 36: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

زروق أحمد أن فهيالثالثة: المالحظة أما الكتاب رأسها وعلى لديه الشريعة مصادر شكلت ويخال منها، فكره يستقي كان مصدر أهم والسنة متصوف، أمام وليس فقيه أمام وكأنه لفكره المتتبع

R يعزز كتاب من عدة بشواهد وأحكامه آرائه من كثيراالصحابة. أقوال من وشواهد نبيه وسنة الله

المقاصدي فكره من ألطراف الوصول في ويسعفنا يؤكدها زروق أحمد فتئ ما هامة إلشارات نعمد أن ثالثة في نجملها أن ويمكن موضع، من أكثر في

وهي: أمور، ألحكام وبيانه والعبودية، العبادة عن الحديث إفراده

المكلف. لمقاصد وبيانه الشريعة،

والعبودية: العبادة عن الحديث إفراده- 1 إذ90 رقم القاعدة في زروق أحمد ذكره ما فبيانهR طلب ما "العبادة: إقامة العبادة في يقول من شرعا

كان سواء الداخلة أو العبادة، عن الخارجة األعمالواحد…" فيهما الله أمر إذ عزيمة، أو رخصة

به نرجع ما أولى أن زروق أحمد يذكر معناها وفي وهو: منك طالبه هو والذي الله عن جاءنا ما الله إلى

يرضيه بما والتحلي عنه، إال شيء كل عن التخلي بال تلقاه حتى ذلك على والدوام إليه، ويردك عنك، ثالث: عبارات بإحدى ذلك عن تقصير. ويعبر وال فترة

العبودية، في والصدق عنها، به والغنى - الطاعةالربوبية…" بحقوق والقيام من :فيقول العبودية في الصدق عن الحديث ويدلف

Page 37: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

بالتزام العبودية في نفسه: "والصدق المؤلف بحقوق القيام عين هو وصدر ورد كل في أحكامها للحقوق، ثالث: التشمير أمور في ومداره الربوبية،

جريان تحت واالستسالم مخلوق، كل عن واإلعراضواألحكام. المقادير

أو لقهره، واالستسالم أمره بامتثال عنه يعبر وقد واضح صحيح فكل عنها، به والغناء بالطاعة عنه يعبرأعلم…" والله مليح

آخر موضع في العبودية ألمر زروق أحمد ويعرضفيقول: لعباده الله إجابة عن حديثه أثناء

R تعالى اختاره فيما اإلجابة جعل " إنما R عينا ووقتاثالثة: لوجوه

R - أحدها عليم، رحيم كريم، ألنه وعناية، بعبده رفقا علمه ما أفضل أعطاه عليه يعز من سأله إذا والكريم

الشيء يحب فقد واألصلح، بالصالح جاهل والعبد له،له. خير وهو الشيء ويكره له، شر وهو

نظر في العبودية ألحكام أبقى ذلك - الثاني: ألن كانت لو إذ العبودية، سطوة ظهور في وأقوى العبد

R المراد، وفق على بالدعاء اإلجابة نفس لكان حتماR دعائه فافهم. باطل، وذلك الله، على تحكما

ولو الفاقة، إظهار سرها عبودية الدعاء - الثالث: ألنR المراد بعين اإلجابة كانت في فاقة صحت لما حتما ومعنى به، التكليف سر فبطل الطلب، عين

فافهم." فيه، المطلوب االضطرار

الشريعة: ألحكام بيانه- 2 شرعها التي العبادات بعض أن زروق أحمد يغفل لم

Page 38: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

التعليل بين تتأرجح منها كثير أحكام لعباده الله من أكثر ففي الصالة، العبادات أهم ومن والتعبدR ذكرها، يجري مكان حكمة شرح في يذكرها فمثال

وجود ال الصالة، إقامة همتك فيقول: لتكون عطائية كان لو إذ منك، المقصود هو ذلك ألن قلت الصالة،

وإقامة غيره، وال حجر كان ما الوجود المقصود الشرطية وحدودها بحقوقها، الصالة: القيام

باختالف يختلف ذلك فإن الطاقة، بقدر والكمالية، مقيم كل قلت: وال مقيم، مصل كل فما الناس، قول عليها" في وحافظ حفظها : "من وال مقيم، العربي بكر أبو القاضي قال مستقيم، عامل كل عمر فأما أحصيها، ال آالف عليها يحافظ من رأيت ولقد منهم أعد فما واإلقبال بالخشوع يحفظها من

خمسة…" وسطية إلى زروق أحمد أشار الباب هذا وفي

تحت يدخلون المكلفين جميع أن وأثبت الشريعة، هذه على يحرصوا أن بد ال الله عباد وجميع قانونها،

عنه تنهى مما ألنه التشدد عن ويبتعدوا الوسطية، التوسط منهج بدله وتقر السمحة اإلسالم شريعة

الصدد: هذا في زروق أحمد يقول واالعتدال، عنها. كالتراخي عنه، منهي� العبادة في "التشديد

كما األمور أحسن فهو بالطرفين، والتوسط: أخذ�ذ�ين�(67)الفرقان: أوسطها األمور جاء: خير و�ال

�ذ�ا �نف�ق�وا إ �م� أ ر�ف�وا ل �س� �م� ي وا. و�ل �ر� �ق�ت عليه قالي وأفطر…( وأصوم وأنام، فأقوم أنا السالم: )أما

الدهر بصيام للوسط عمر بن الله عبد رد وكذلك غير إلى سبع في القرآن وختم الليل، نصف وقيام

Page 39: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

أرفق ألنه مكتسب، كل في التوسط فلزم ذلك،للعبادة. وأبقى بالنفس،

المكلف مقاصد بيانه -3 ال الشارع فمقاصد الشريعة مقاصد علماء يؤكد فكما

ولقد المكلف، مقاصد بتصحيح إال تتحقق وال تتم وجهين: اعتبار من األمر بهذا زروق أحمد عناية كانتوجل. عز لله النية وإخالص األعمال، في النية

يذكر -كما الموضوع صميم من هما العنصران وهذان التوحيد، علماء عنه الريسوني- )تكلم أحمد الدكتور باب تحت الفقه وعلماء التخلق، أو التربية، وعلماء

أبي ابن قال حتى الالزمة، العناية به واعتنوا النية، الفقهاء من كان لو المالكي: وددت األندلسي جمرة

في مقاصدهم الناس يعلم أن إال شغل له ليس من ليس النيات أعمال في التدريس إلى ويقعد أعمالهم،

تضييع من إال الناس من كثير على يأتي ما فإنه إال، كتبه مما استفاد قد الشاطبي أن شك ذلك. وال أحمد شيخنا نفسه( وكذلك الموضوع هذا في العلماءR. ذكر كما وجهين، من ذلك إلى أشار فقد زروق آنفا

األعمال في النية اعتبار- 1 قوله األعمال في النية العتبار بالنسبة عنه جاء مما كمال الله: "ثم عطاء حكم من لحكمة توطئة في

يقتضي وذلك قلبي، وهو باإلخالص، هو إنما األعمال إليه أشار ما وهو ألجله، عدمت إذا بها المباالة عدم

قائمة صور قال: األعمال الله- إذ عطاء -ابن المؤلف عبرة فيها. قلت: وال اإلخالص سر وجود وأرواحها

Page 40: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

دون لروح قيام ال أنه كما فيها، روح ال بصورة من يكون اإلخالص" أن "سر قوله صورتها. ويحتمل

هو الذي السر فالمراد نفسه، إلى الشيء إضافة وهو منه أخص هو ما يكون أن ويحتمل اإلخالص،

والقوة، الحول من بالتبري عنه المعبر الصدق والصدق الرياء، لنفي مطلوب: اإلخالص وكالهما

قال فلذلك به للعمل كمال ال وكالهما العجب، لنفي باإلخالص، عملك الله: صحح رحمهم المشايخ بعض

والقوة." الحول من بالتبري إخالصك وصحح بل بسابقه متعلق وجل عز لله النية إخالص ووجه

عن ألحدهما انفكاك وال البعض ببعضهما متعلقان إخالص أي الوجه لهذا زروق أحمد اآلخر. ويتعرض

من كتبه، من مختلفة أماكن في وجل عز لله النية "ربما عطائية لحكمة شرحه أثناء لها إشارته ذلك وباب القبول"، باب لك فتح وما الطاعة باب لك فتح

تقوى ال عمل فكل التقوى، أمور: األول ثالثة القبول به النفس أنس من يرجى ما إال له، فائدة ال تعب معه

وهو التقوى. والثاني تلبس عند عليها ليسهل لحديث وجهه به أريد ما إال يقبل ال إذ اإلخالص،

عن الشركاء أغنى الله: أنا رسول عن قدسيR عمل ومن الشرك تركته غيري معي فيه أشرك عمال

ال إذ الحق، واتباع بالسنة إتقانه والثالث وشريكه…الحق. واتباع بالصدق إال عامل عمل الله يقبل

رواية اإلخالص أنواع يذكر أن زروق أحمد يفوت وال المخلصين: إخراج عند واإلخالص شيوخه، بعض عن

أبو الشيخ الحق. يقول: "قال معاملة من الخلق النفس. واإلخالص الخلق وأول المكي: الحق، طالب

Page 41: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

R يعمل ال المحبين: أن عند وإال النفس، ألجل عمال نفس. حفظ إلى ميل أو عوض مطالعة عليه دخل

معاملة من الخلق الموحدين: خروج عند واإلخالص السكون وعدم األفعال في إليهم النظر من الحقاألحوال." في بهم واالستراحة إليهم

زروق أحمد يذكرها لإلخالص موصلة أسباب وهناكفيقول: اإلخالص، لمعنى لبيانه تتمة هو إنما الخمول وتحقيق لإلخالص، الموصل إن "ثم

هي إنما ومقدمته الصافي، الفكر عن الوافي العلم ينفع فقال: ما به اتبعها فلذلك الخلوة ثم العزلة فكرة. قلت ميدان بها يدخل عزلة مثل شيء القلب

يستجلي وبالفكرة األغيار، من يسلم بالعزلة ألنه المحق فإلى فكرة تصحبها ال عزلة وكل األنوار، منـزلة فالعزلة العزلة، بدون تصح ال والفكرة مآلها،

باإلنفراد العزلة ثم الحكم، يؤتى بيته وفي الفكرة، والله مجاز بالشخص وباإلنفراد حقيقة، بالحال

أعلم." فال المرء أعمال من عمل في اإلخالص توفر وما

زروق: أحمد يقول إظهاره، أو العمل هذا إخفاء يضر مستو، اإلخالص، تحقق عند وإخفاؤه، العمل "إظهار

طلبه جاء الخلق. وقد لرؤية مقر تحققه، وجود وقبل،R وال اإلخالص، وجوه من بشيء إشعار غير من شرعا

الرياء."

:خاتمة المقاصد أهل يقول كما الشريعة مقاصد ليست الشريعة فهم في نهمنا تشبع معرفية حصيلة "مجرد

Page 42: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

بثروة المعرفي رصيدنا وتشحن ومراميها، وأهدافها الكلية والخاصة، العامة والمقاصد الحكم من

كله هذا إلى هي بل اإلسالمية، للشريعة والجزئيةR تنشئ وتعطي لألمور، والتصور الفهم في نمطاR R نجد الذي هذا وهو والتفكير"، النظر في منهجا جزءاR R زروق أحمد عند منه كبيرا R مبنيا مبادئ على ومؤسسا

بعضها.. سنجلي منهجية مقاصدية وقواعد ودرء المصلحة جلب قاعدة القواعد هذه من

الفقهاء يبدأ عظيمة أصولية قاعدة وهي المفسدة والمفسدة، للمصلحة بتعريفهم عنها الحديث

العلماء جميع عند والمفسدة المصلحة فمسمى اآلخرة: يشمل ومصالح الدنيا مصالح المسلمين

اآلخرة مصالح أو اآلخرة المصلحة أن البداهة "ومن في يزيد أو ونعيمه الله رضوان يجلب ما كل هي

سخط يجلب ما كل هي اآلخرة مفاسد وأن درجتهما، األصح: على لنقل أو درجتهما في يزيد أو وعذابه الله

ومفسدتها ونعيمه، الله رضوان هي اآلخرة مصلحة يجلبهما ما اعتبر وإنما وعذابه، الله سخط هي

حكم الوسائل إعطاء باب من ومفسدة مصلحةمسبباتها." حكم األسباب وإعطاء المقاصد،

يقصد ما عن مستفيض شرح الفقه أصول كتب وفي هذا في يهمنا ما لكن بالمضرة، يقصد وما بالمصلحة األصولية: درء القاعدة عن حديثهم هو المستوىالمصلحة. جلب من أولى المفسدةR القاعدة هذه على زروق أحمد الشيخ ويؤسس قوال

R أعظم هو ما لتوقع الممنوع، يباح فيقول: "قد بليغا الكفار، كلمة لتفريق الجهاد في كالكذب منه،

Page 43: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

أو مسلم مال ستر وفي للخير، الناس بين واإلصالح مال أو عملها، معصية عن سئل إذا نفسه ولو عرضه

الصدق مفسدة ألن غيره؛ من أو منه، غصبه أريد نفورهما، خوف والولد وللزوجة ذلك، من أعظم

لجلب ال أعظم مفسدة لدفع فيسوغ وبالجملة ونحوه واالستفتاء التحذير في الغيبة مصلحة. وكذلك

األئمة." ذكره مما بقدرها تقدر الضرورة المقاصدي الفكر قواعد ومن النفس على الخوف هي الضرورة أن المالكية وعندR الهالك من R، أو علما وال الموت، خوف هي أو ظنا

يكفي إنما الموت على يشرف حتى يصبر أن يشترطR، ولو الهالك من الخوف حصول تعاريف وهناك ظنا بغير أشاروا كما الفقهاء، تبيانها في استفاض أخرى وضوابطها، الضرورة لحاالت الكالم من قليل

كتاب في زروق أحمد الشيخ نبه وقد وأنواعها… رقم القاعدة في قال إذ الضرورة تقييد إلى القواعد

فيه روعي أو بقدرها، قيد للضرورة أبيح : "ما134R صحة شرطه، والضرورة السماع ذلك ومن وكماال فيه ما ليعلم القلب، األول: تحريك ثالثة، له الداعية الترغيب وجوب بمطالعة هذا عن يكتفى وقد بمثيره،

والثاني: الرفق شيخ، أو أخ ومفاوضة والترهيب، عليه يرد بما يهلك ال لإلحساس- حتى بإرجاعه بالبدن

حتى للمريدين والثالث: التنازل الواردات، قوى من ليس إذ الباطل قالب في الحق لقبول قلوبهم تتفرغ

واسطة…" بال وجهه من الحق قبول على قدرة لهم في القول تفصيل إلى الموجز البحث هذا يتسع وال

زروق أحمد الشيخ عند المقاصدي الفكر قواعد سائر

Page 44: ملامح الفكر المقاصدي في الخطاب الصوفي عند الشيخ أحمد زروق - د. ادريس بووانو

أن نؤكد إليه، أشير بما المقام هذا في نكتفي وإذ على المقاصدي والفكر الشريعة مقاصد موضوع

يبحث أن يستحق الصوفي الخطاب في التحديد وجه هو مما بشيء يظفرون لعلهم الباحثين من نفر فيه

ومصادره. ومجاالته أنحائه في مستكن زروق أحمد الشيخ أن إلى البحث ختام في ونخلص

الصوفي. الخطاب في المقاصد لمفهوم أصل قد لما تأسيس أول التصوف" هو "قواعد كتابه وأن

غرار على الصوفية بالقاعدة عليه نصطلح أن يمكن بادية المقاصدي الفكر بصمات وأن الفقهية، القاعدة

موجهة كانت بل زروق أحمد شيخنا مؤلفات متن في واإلشكاالت القضايا من لجملة تأمالته، من لكثيرالصوفي. الخطاب بها زخر التي قد المقاصدي بفكره زروق أحمد أن إلى نخلص كما

R أحدث R منعطفا R معرفيا اإلسالمي التصوف في وفكريا تأثير وأن بعدها، وما عاشها التي المرحلة خالل عند الصوفي الخطاب به تميز الذي المقاصدي الفكر االنحرافات من جملة مع قطع قد زروق أحمد

التصوف عمر من مرحلة بصمت التي والشوائباإلسالمي.

http://www.eiiit.org/article_read.asp?articleID=580