عملية

)٣(

بسم اهللا الرحمن الرحيم

والصالة والسالم عىل سيدنا حممد وآله الطيبني الطاهرين . الحظت ما يف هذه الرسائل التي قررهـا العالمـة وبعد، فقد

فوجـدهتا متثـل آراءنـا التـي <دامت توفيقاته>الشيخ ميثاق العرس عرضت هلا يف جممـل أبحاثنـا الفقهيـة والرجاليـة، بدقـة وعمـق واستيعاب وحسن بيان، وبالتايل فهي تعرب عن مرتبة عاليـة بلغهـا

ه الفقهــي الــذي حاولنــا الكاتــب يف توضــيح معــامل هــذا االجتــاالتأسيس له منهجا ومضمونا .

نسأل اهللا تعاىل أن يتقبل منه العمل وأن يوفقه إلدامة البحث .يف موضوعات أخرى، إنه ويل التوفيق

كامل احليدري

هـ١٤٣٣ حمرم ٢٥

٩ ......................................................ملقدمةا

١٧ ..تفسريها ب املتبعة يفآيات األحكام، حقيقتها، واألسالي .١

٢٨ ....................................أنحاء آيات األحكام

٣٠ .....املباين االجتهادية وتأثريها يف اختالف النتائج الفقهية .٢ ٣٧ ....................................................توطئة

٣٧ ............................................ واصطالحااخلمس لغة. ١

٣٨ .......................خصائص آية اخلمس ومميزاهتا. ٢

٤١ .................األساليب التفسريية واملختار يف ذلك. ٣

٤٤ ...........هل تشمل أرباح املكاسب؟ الغنيمة يف آية اخلمس

٤٥ .............شمول اآلية لكل فائدة وربح: الجتاه األولا

٤٥ ................االستظهار من نفس اآلية: الطريق األول

٦٥ ................النصوص الروائية املفرسة: الطريق الثاين

٦٨ ..............................رواية عمران بن موسى. ١

٧٦ ..................رواية محاد بن عمرو وأنس بن حممد. ٢

٧٧ ........................رواية حكيم مؤذن بني عيسى. ٣

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .............................................................. ٨

٨١ ....................حممد بن سنان واالجتاهات يف تقييمه

٩٧ .................................واية عيل بن مهزيارر. ٤

١٠٢ .......اختصاص اآلية بغنائم دار احلرب: الجتاه الثاينا

١٠٢ .....................سياق اآلية قرينة عىل االختصاص. ١

١١٢ النظائر القرآنية ملادة غنم تكشف عن اختصاصها بغنائم دار احلرب. ٢

١١٤....لو كانت فريضة اخلمس هبذه املثابة الهتم هبا القرآن. ٣

١١٩ ..................................فهرس املصادر واملراجع

عن ـ من هذه السلسلة يف احللقات السابقةـ تقدم احلديث الزمان واملكان وتأثريمها يف تغيري موضوعات األحكام الرشعية،

ط والظروف التي حتيط موعة الرشووعنينا بالزمان واملكان جمسنا يف ضوء ذلك ن املوضوع يف إطارها، وأسكوباملوضوع وي

ودللنا عليه بمجموعة من األدلاالجتاه املختار، ملعامل ة وكذا .الشواهد من كلامت األعالم

وانسياقا مع البحث املتقدم ذج ام ـ نالذكر اخرتنا ـ سابقا ومنكر الزكاةرد وجوب موابحث مك -فقهية ة تطبيقي

وجهة النظر املشهورة يف عالج ام طرحنا من خالهل-الرضوري، وطرحنا ـ أيضا ـ وجهة امهذه األبواب وطريقة حل إشكاالهت

.ا الوجهتنيتنظرنا املختارة؛ فظهرت ثمرات ونتائج عىل كلمن الشواهد عىل قصور ـ وجود عديد وال خيفى عىل املتابع

جهة التي يطرحها املشهور يف معاجلة الووربام بطالن ـبرزنا ـ أيضا ـ اإلشكاالت الواردة يف بعض هذه األبواب، وأ

. من الشواهد لتثبيت وجهة نظرنامزيدا

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ١٠

مة جاء البحث يف مخس أرباح سياق األبحاث املتقدويف لكونه مبحثا هاماملكاسب والتأصيل القرآين له؛ ا يمكن من

.املختارة نظرالهة خالله تطبيق واختبار وج أصل اخلمس فريضة إهلية نألقد نص عموم الفقهاء عىل

إكراما هلم عن الزكاة، وهو ^يته وذر’جعلها اهللا تعاىل للنبي ثابت ال خالف فيه بني عموم املسلمني، وإن وقع قرآينأصل

.اخلالف يف موارده الحقاعرصنا سنتناول أحد أهم موارد اخلمس يف ويف هذه احللقة

احلايل، وهو مخس أرباح املكاسب والتجارات والصناعات، ة أهل البيت عليهم السالم، وسيقترصت به مدرسوالذي اختص

، إلثباتهحديثنا يف هذه احللقة عىل الدليل القرآين الذي يساق أعني بذلك عموم اآلية الكريمة الواردة يف ترشيع اخلمس؛

يف فقهنا الشيعي هل هو داخل مخس األرباح املتداول لنالحظ بأنعى املشهور من فقهاء مدرسة أهل البيت يف عموم اآلية كام هو مد

ة كام هو خمتار بعض أجل،عليهم السالم، أم ليس األمر كذلكهل خلمس أرباح املكاسب أصل : وبعبارة ثانية؟طائفةعلامء ال قرآين؟

فقد كثرت ية كبرية ال يمكن التشكيك فيها؛ أمهاملتقدمللسؤال

١١ .....................................................................................ر مة املقرمقد

يف اآلونة األخرية حماوالت إبعاد الواجبات التي ليس هلا أصل ة؛ فأنكروا بذلك قرآين ـ واضح ـ من دائرة االلتزامات الرشعي

وآله ’ الدينية التي جاءت من النبي األكرمالكثري من الثوابت .من غري أن يفهموا أصلها القرآين، ^الطاهرين

بداية أن نحرر الوعلينا ؛ سؤالفيام نريد بحثه يف هذا النزاع يف هذا وننتقل بعد ذلك لبحث التفاصيل التي يمكن ذكرها

:نقولال فاملجن أصل اخلمس حكم قرآين ثبت من خالل يف إ أحد ال يشك

واعلموا ما غنمتم من ء فأن سه و لرسول و ي {: تعاىلقوله

القر وا تا وا مساك وابن ا س يل إن كنتم آمنتم با وما أنز ا

بدنا يوم الفرقان يوم ا ا معان وا ء قدير : األنفال} .رفه أيضا، حيث أفادت أصل احلكم وبينت بعض مصا٤١ داللتها عىل وجوب ن يفيد جزم مجيع الفقهاء واملفرسقو

من اخلمس يف غنائم دار احلرب، وال يوجد خالف يف هذا احلد الكن وقع اخلالف يف دالالهت. نيمالداللة بني أحد من املسل

وهأم ، غنائم دار احلربعىل يقترص الوجوب فيها وسع، فهل األ ؟سع من ذلكأو

املدراس األخرى ـ غري مدرسة أهل البيت عليهم فقت كلمة ات

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ١٢

غنائم دار وجوب اخلمس يف عىل إال ال تدل اآلية نأ عىل السالم ـاحلرب حرصا، وليس فيها أي قد نعم أكثر من ذلك، عىل داللة

صىل الرسول األكرم جيب اخلمس يف بعض املوارد التي أضافها مستفاد من نفس اآلية لكن هذا غريونقلت عنه، اهللا عليه وآله

.ألمور خارجة عنهاعود ي، بل وحاقهافقد ذهب املشهور منهم إىل عدم ^مدرسة أهل البيتا أم

للعموم والشمول فيها مقتضبلبام تقدم، اآلية داللة انحصار .عروفة موارد اخلمس امللعموم

) غنمتم(الف يف هذه اآلية عائد إىل حتديد مدلول االختإن رس خصوص غنائم و مردد بني أن يكون املقصود منهرد فيها؛ فهالوا

ة وال تعباإلنسان من غري مشقعموم ما يظفر به دار احلرب، أو ؟ معناه اللغويكام هو مفادمدرسة أهل عموم املدارس األخرى وبعض علامء تذهب

، ليس لكون ة بغنائم دار احلربن اآلية خمتصأإىل ^البيتة خمتصمفهوم الغنيمة لغ ا هبا، لكن شواهد وقرائن كثرية دلت عىل .هو خارج عنهانها ما هو داخل اآلية، ومنها ما ، ماالختصاصفقد ذهب إىل ^مدرسة أهل البيتلفقهاء املشهور ه أما التوج

ما يظفر به اإلنسان من غري ة وشاملة لكلأن الغنيمة يف اآلية عام

١٣ .....................................................................................ر مة املقرمقد

نفس اآلية هو نفس املفاد يفيكون استعامهلاة وال تعب، فمشق ببيانات متعددة سيأيت تفصيل ؛ من غري توسعة أو تضييقاللغوي

.احلديث فيها الحقاه داخل مدرسة أهل البيت عليهم السالم يذهب هناك توجو

إىل أن اإليامن بعموم الغنيمة لغة واستعامال ال ينتج شموهلا ألرباح املكاسب؛ ألن الغنم لغة يعني الظف ة وال ر باليشء من غري مشق

ة ، بل تالزم املشقح املكاسب ليست من هذا القبيلتعب، وأربا . كام سيأيت احلديث يف ذلكوالتعب مع عموم أفرادها

ا؛ ويف هذا السياق يكون اخلالف عىل أرباح املكاسب جليحيث قرر املشهور من اإلمامية وجوب اخلمس يف أرباح

؛ فهو غنيمة من الغنائم،وم اآلية الكريمةاملكاسب استنادا إىل عمأنكرت املدارس األخرى وبعض علامء مدرسة أهل يف حني

اللة اآلية بغنائم دار احلرب دعت اختصاص داالبيت ذلك، و .فقط

من أبناء مدرسة أهل البيت لكن الذاهبني إىل االختصاص يف مس وجوب اخل إنكار فيض ذهاهبم هذا إىل يالعليهم السالم

لكثري من النصوص اذلك إنكاريف ؛ فإن ة باملررباح املكاسبأ أصلالروائية الواردة عن أهل البيت عليهم السالم؛ بل إن

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ١٤

إشكال فيه يف نا الوجوب ـ ال خالف وال نحو فرسوجوبه ـ بأي .داخل هذه املدرسة رغم تنوع اجتاهاهتا

فس مخس أرباح املكاسب هو نهل :تساءلنيف ضوء ما تقدم مخس غنائم دار احلرب سنخا وحكام ومصارف ومقدارا وثباتا؟

هل اخلمس نوعان أم نوع واحد؟: وإن شئت قلتحررت الذي االحتامل إن :واجلواب هذه األبحاث عىل أساسه

اآلية يف مخس أرباح املكاسب خيتلف عن اخلمس الثابت نأ: هوسنخ ناحية من وأ من ناحية سنخ الوجوب، ، سواءالكريمة

؛ وذلك ألن هذا املصارف، بل وحتى من ناحية املقدار والثباتهو حكم والئي صدر يف ضح الحقا ـ ـ كام سيتالنوع من اخلمس

ته منوط ة، واحلكم باستمراري ظروف ورشوط خاصظلباستمرارية تلك الظروف والرشوط، بخالف اخلمس الثابت يف

غري، ال حكام وال مرصثابت ال يتاآلية الكريمة؛ الذي هو فا وال مقدارا؛ لكونه جزءا من الرشيعة .

ن اخلمس نوع واحد ال خالف يف أ أما املشهور فقد ذهبوا إىل ماهية وجوبه بني مخس غنائم دار احلرب وبني مخس أرباح

واجلميع ؛ املكاسب، وال يف مصارفه وال يف مقداره وال يف ثباتهن لسان الدليل يأبى التفصيل أا عىل بل نصوداخل يف عموم اآلية،

١٥ .....................................................................................ر مة املقرمقد

وسنفصل احلديث يف هذه االختالفات يف بدايات احللقة املتقدم، ؛ التي ستأيت الحقابخمس أرباح املكاسب وماهية وجوبهاخلاصة

لسان الدليل عىل ذلك أم ال؟أيساعدلنرى تارها هذا البحث خيوعلينا بداية أن نستبق تقرير النتيجة التي

ادا ألياستبع يذهب التباس قد حيصل من خالل قراءة عنوانه؛ إذ مخس األرباح خارج نأ إىل أستاذنا السيد احليدري دامت إفاضاته

عن اخلمس الثابت قرآنيا، بل هو حكم والئي ا موضوعياخروج، كرضيبة مالية ^ني واملتأخرنيصدر من األئمة املتوسط

باستمراريتها إىل عرص اقتضتها ظروف ورشوط معينة، والقول الغيبة منوط بتوفر تلك الظروف والرشوط، وتشخيص ذلك

والذين أوكلت إليهم صالحية تقرير إىل مراجع الدين،عائد ة اهللا عىل العباد، فهم حج؛األحكام الوالئية يف عرص الغيبة

ة اهللا عليهم كام جاء وصفهم يف التوقيع الرشيف، واإلمام حج . هذا البحث موكول إىل األبحاث الالحقةوتفصيل احلديث يف

هي حصيلة ما استفدته ميديكأ فإن األبحاث التي بني :وختاما آية اهللا العظمى السيد كامل احليدريمن بحوث أستاذي سامحة

دامت تأييداته؛ وقد جاء بعضها من خالل أبحاث درسه، وأنجز نى أن هاته، وأمتيالبعض اآلخر يف ضوء إفاداته وإثاراته وتوج

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ١٦

، أعني مخس أرباح وضوعأوفق إلكامل بقية بحوث هذا املاملكاسب حتديدا؛ علني أوفق لكشف معامل االجتاه الذي تتبن اه هذه

السلسلة، والنتائج التي تتمخض عنه، وأرغب من مجيع الباحثني قراءته بروح موضوعية ناقدة، بعيدة كل البعد عن القبليات

.يسوغ التعاطي عىل أساسها يف البحوث العلميةاملوروثة، التي ال ويف سياق إيضاح قواعد املنهج االجتهادي الذي طرحه

:األول، نيمة إىل مبحثني أساسي سأشري يف املقد،هأستاذنا دام ظل :والثاينيرتبط بآيات األحكام واألساليب املتبعة يف تفسريها؛

النتائج الفقهية، ثم يرتبط باملباين االجتهادية وأثرها يف تغيري .رسالة الهأعطف احلديث إىل املباحث األصلية هلذ

١٧ .....................................................................................ر مة املقرمقد

حدى آيات إها باعتبارقبل الدخول يف تناول آية اخلمس االجتاهات يف تفسريها، وتناول اخلمس مبحثاألحكام املرتبطة باألسلوب حقيقة آيات األحكام ووري أن نبني نجد من الرض

نؤسس لرضورة معرفية تلقي ، وبذلكها يف تفسريختارهنالذي تأثري عموم األبحاث الفقهية ونتائجها، وقد حلظنا عىلبظالهلا

ختار البحث هناك ااضح يف مبحث الزكاة، عندما الوهذه املسألة ؛ استنادا إىل النص)املال(أن موضوعها هو لقرآين الوارد يف ا

.ترشيعهامبحث آيات األحكام ـ ا املدرستني ت من كل ـ لقد أوىل الفقهاء

ة، فكتبوا فيها دراسات منفصلة، وحرر بعضها يف أثناء عناية خاص البحث الفقهي، لكن هذا املبحث مل ينعكس ـ كام ينبغي ـ عىل

اد التأسيس لطبيعة احلكم الذي يربدايةالبحوث الفقهية، ويف قترص بعض فقهائنا عىل الروايات إنام اإثباته يف هذه األبواب، و

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ١٨

حتى بل ، لألبواب الفقهية املراد بحثهاةلتأسيس الضوابط العاممن باب التيمن ي من الفقهاء عن ذكر اآلية، عرض الكثري

ذلك يف بدايات الحظ بذكر الروايات املرسلة، كام ننويكتفو .يمكاسب الشيخ مرتىض األنصار

أن نشخص معنى آيات األحكام بشكل بدايةعلينا ذلك وقبل دائرهتا وبالتايل لبيان اخلالف يف حتديد ذلك لننتقل بعد؛دقيق .عددها

بأن القرآن الكريم ليس كتابا واضحا : ـ كام قيل ـالقد يق اهلداية األساسية ا يف بيان األحكام الرشعية؛ ألن وظيفته وجلي

ي لغته أيضا، وما يكون نسيجه من هذا القبيل ال واإلرشاد كام ه؛ ألهنا تفاصيل خارجة تفصيليةع منه أحكاما فقهيةأن نتوقنبغي ي

تعابري حتمل هنعم قد يالحظ فينص القرآين الدستوري؛ عن إطار لكن هذه الصيغ ال ؛)حرم(و ) أحل(صيغة األمر والنهي نظري هي لرصف اإلخبار واإلرشاد ه، بل ؤيراد منها جعل احلكم وإنشا

تأكيد ذلك أراد القرآن ب،نة قد تقع يف الواقع العميلألفعال معيمفاد أحكامها، ومن هنا اكتفى يف أمثال هذه اآليات بالبيان الكيل

الدخول يف تفاصيلها، بل أحجم عن ذكر الكثري من من غري .أيضاالرشعية األحكام

١٩ .....................................................................................ر مة املقرمقد

قولا أنصار هذا الالتي يسوقهالشواهد أهم أحد ولعل ن بعض اآليات التي يقال بداللتها عىل بعض أهو عاهم ملد

داللتها عليه ، مع أن احلكم الذي يدعى)مدنية(الفقهية األحكام قد رشع يف يف اآلية السادسة : نالحظ ذلك مثال .)مكة املكرمة(

من سورة املائدة التي بينت كيفية الوضوء والتي هي مدني ؛ مع)١(ةكذا بنحو من األنحاء يف مكة، وؤون املسلمني كانوا يتوضأن

ر البعض داللتها يف اآلية التاسعة من سورة اجلمعة التي يقراألمر صالة اجلمعة كانت تقام قبل ، مع أن)٢(عىل وجوب صالة اجلمعة

هذه اآلية تدل عىل حرمة البيع بأن: نزول هذه اآلية، ومن هنا قيل .ة ال عىل أصل وجوب صالة اجلمعةيف يوم اجلمعاألقوال خطل مثل هذه وأ النظر عن سالمة وبغض

ه من نظرية موكول إىل حملها الكالم املفصل في؛ فإنهاتوجالتوم بالنتيجة التي ننا نسلأ، إال ث التفسرييةوبح والاملعرفة الفقهية

ل أن القرآن الكريم مح: البحوث الفقهية وهيوصلت إليها عموم

يا ها ا ين آمنوا إذا متم إ ا صالة فاغسلوا وجـوه م وأيـدي م إ {: قوله تعاىل(١)

ا مراف ق وا سحوا برءوس م وأرجل م إ الكعب .٦: سورة املائدة، اآلية. }... يا ها ا ين آمنوا إذا نودي لصالة من يـوم ا معـة فاسـعوا إ ذكـر ا {: قوله تعاىل (٢)

وذروا ا يع ذل م خ ل م إن كنتم علمون .٩: سورة اجلمعة، اآلية. }

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٢٠

مع االجتاه آياته ترشيعات فقهية مهام اختلف توجه البحثيف فإن املتداول يف كلامت الفقهاء واملفرسين هو املشهور يف مقدارها؛

حرص األحكام الفقهية القرآنية باألحكام العملية املرتبطة بدائرة ة من الفقه األصغر، واملتعلقة بالعبادات واملعامالت خاص

الترشيعية واسعة الدينية ن األحكام أ، مع واحلقوق والواجباتوشاملة ملا هو أعم من هذه األمور، أي لعموم املعارف الدينية،

.من أحكام اعتقادية وأخالقية وفقهية كام هو املختارقة بعدت مجيع األحكام املتعلاستأساس هذا املتداول وعىل

اد والرسل واملبدأ واملعتعاىل بعقيدة اإلنسان بالنسبة إىل اهللا ، بل حتى عارف الدينيةواملالئكة وعامل الغيب من دائرة امل

حكام املرتبطة بالسري والسلوك وما ينبغي فعله وما ال ينبغياأل، ومل تدخل يف هذه الدائرة سوى األحكام ةاألخالقيمن األحكام

.الفقهية باملعنى املصطلح حرصا دون غريهايف ضوء ما تقدم يطرح هذا التساؤ هل دائرة األحكام الفقهية : ل

هي أوسع من ذلك؟تتحدد يف هذا اإلطار، أم ) القرآنية(السؤال املتقدم البد لإلجابة عنو من بسط احلديث يف املعنى

:اللغوي واالصطالحي لكلمة الفقه فنقولفقه الرجل يفقه فقها: قال يف كتاب العني ؛ الفهم: هو لغةالفقه

٢١ .....................................................................................ر مة املقرمقد

فهو فقيه وفقه يفقه فقها إذا فهم. وأفقهته. والتفقه. بينت له: م تعل: الفقه )١(.

فقه الرجل، بالكرس: وقال يف الصحاح وفالن ال يفقه وال ، ينقه وأفقهتك ، خص ثم ،اليشء به علم الرشيعة، والعامل به فقيه،

وقد فقه بالض م فقاهة )٢(. الفقه يف األصل: وقال يف النهاية يف غريب احلديث الفهم، :

واشتقاقه من الشق وا فقه الرجل: يقال. لفتح يفقه فقها إذا فهم وعلم، وفقه بالضم يفقه إذا صار فقيها عاملا: وقد جعله العرف .

خاصا .)٣(ع منها بعلم الفرو بعلم الرشيعة، و ختصيصاأما اصطالحا ـ وعند الفقهاء حتديدا ـ فقد مر بتطو رات داللية

الرتكيز ل ووتدا ،يف النصوص الدينيةل ما طرح عديدة، فهو أوكان يعني عموم املعارف أيضا، ودار عىل األلسنة ،واحلث عليه

كام هو مفاد معناه الدينية ال خصوص مسائل احلالل واحلرامفلوال فر من فرقة منهم طائفة تفقهوا {: ل تعاىل قا؛اللغوي

ا ين و نذروا قو هم إذا رجعوا إ هم لعلهم ذرون وروي وقال ، )٤(}

.٣٧٠، ص٣ج: ، اخلليل بن أمحد الفراهيديكتاب العني) ١( .٢٢٤٦، ص٦ج: ، تاج اللغة وصحاح اللغة العربية، اجلوهريالصحاح) ٢( .٤٦٥، ص٣ج: ، ابن األثريالنهاية يف غريب احلديث واألثر) ٣( .وبة من سورة الت١٢٢: اآلية) ٤(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٢٢

رب حا ل فقه إ من هو أ قه من>: ’الرسول األكرمعن

؛ )١(<همه ال يقترص عىل مسائل ن العلم بالدين وتعلا يظهر بأنه ومن

الدينية، األعم عارفاحلالل واحلرام، بل هو مطلوب يف عموم املوألجل ذلك مل األخالق والفقه باملعنى املتداول؛ من العقيدة و

بل ، فقط احلالل واحلرام األوائل بإتقان مسائلناؤ علاميكتف ملن يريد أن املعارف الدينية اإلملام بعمومرةدوا رضوسعوا وأك

.جيتهد يف هذا الطريقالتاميز التدرجيي لعموم (برزهاأقد يكون دة لكن ألسباب متعد

علم الفقه يعني مسائل احلالل واحلرام، أصبح )املعارف الدينيةالعلم هو الوجه الرسمي للحوزات العلمية يف بل صار هذا ذلك مجيع العلوم الدينية نحرست بسببرة، واالعصور املتأخ

حتى وصل تعريف الفقه ، األخرى، أعني العقيدة واألخالقون ريدويتها التفصيلية، أدلالعلم باألحكام الرشعية عن: بـلدهيم

فني اخلارجية، من األحكام الرشعية األحكام املرتبطة بأفعال املكلعتقادية ة القلبية االرج مجيع األحكام اجلوانحيختوبذلك

ائج التي قد ب عىل هذا األمر الكثري من النتواألخالقية، وترتن املرجع الديني الذي أ :من قبيلتوصف بعضها باخلطرية،

.٣٣٦، ص٢ ج:الكايف) ١(

٢٣ .....................................................................................ر مة املقرمقد

أوىص األئمة عليهم السالم بالرجوع إليه هو عامل احلالل واحلرام هي - الرشط املرجح عند االختالف-ن األعلمية أفقط، و

املصطلح، بل ال حيتاج املجتهد إال لعلم األعلمية يف الفقه بمعناه: يف التنقيح قال السيد اخلوئي؛أصول الفقه وعلم الرجال

ف عليه االجتهاد بعد معرفة اللغة العربية العمدة فيام يتوق> :وقواعدها علامن

علم األصول، ومساس احلاجة إليه يف االجتهاد مما ال :حدمهاأيست من األمور الرضورية ألن األحكام الرشعية ل؛يكاد خيفى

ف عىل التي ال حيتاج إثباهتا إىل دليل، وإنام هي أمور نظرية يتوقة األحكام وبراهينها من احلجج ل ألدلالدليل و الربهان، واملتكف

إىل معرفة األحكام الرشعية علم يواألمارات وغريمها مما يؤد ....األصول

ن األحكام الرشعية وذلك ألن مجلة م؛ علم الرجال:وثانيهام وغالبها يستفاد ،وإن كانت تستفاد من الكتاب إال أنه أقل قليل

من األخبار املأثورة عن أهل البيت عليهم السالم، وعىل ذلك إن مقطوعة الصدور أو نة يف الكتب األربعةقلنا بأن األخبار املدو

ألن األصحاب عملوا عىل طبقها و ملـ ن بصدورها أهنا مما نطمئفقد ـ و هذا يفيد االطمئنان بالصدور ،يناقشوا يف إسنادها

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٢٤

لعدم مساس احلاجة إىل معرفة أحوال ؛اسرتحنا من علم الرجالحينئذ مراجعة أن الرواية هل هي معمول هبا فإن الالزم ؛الرواة

؟ عنها لتسقط عن االعتبارضعر أهنا ممة أعندهم، لتكون حجم الرجال إال يف بعض املوارد، كام إذا ومعه ال متس احلاجة إىل عل

.مل يظهر لنا عمل األصحاب عىل طبق الرواية أو إعراضهم عنهامن أن عمل األصحاب وأما إذا بنينا عىل ما هو الصحيح عندنا فال ... لضعف داللتهاواملشايخ عىل طبق رواية ال يكون جابرا

رف الثقة عن به يعنإ ف؛اجة إىل علم الرجالحمالة تزداد احل ... عن السمنيز الغثالضعيف وبه يتمي

ف عليه رحى ما يتوق علم الرجال من أهم أن:لواملتحصوأما غري ما ذكرناه من العلوم فهو فضل ال ،االستنباط و االجتهاد

.)١(<ف لالجتهاد عليهتوقه نشري إىل النتيجة هذا التوجمناقشةولكي ال نستغرق كثريا يف

لعالمة الطباطبائيلسان ا ه، وعىلالتي تتحصل منة اخلطريت يف أمر هذه العلوم نك إن تبرصإ>: حيث قالصاحب امليزان

ـ ١٣، ص١ج: آية اهللا املريزا عيل الغروي: تقريرالتنقيح يف رشح العروة الوثقى، ) ١(

األجزاء عىل أساس موسوعة اإلمام اخلـوئي، مؤسـسة إحيـاء آثـار اإلمـام ، ١٥ . والتسويد منا.هـ ق١٤١٨، إيران قم، ١اخلوئي، ط

٢٥ .....................................................................................ر مة املقرمقد

حتى أنه ؛ ال حاجة هلا إىل القرآن أصالمت تنظياموجدت أهنا نظالرصف والنحو والبيان واللغة ( مها مجيعام أن يتعليمكن ملتعل

فيأيت آخرها، ثم)ه واألصولواحلديث والرجال والدراية والفق وهو مل يقرأ القرآن، ومل يمس،ر فيها ثم جيتهد ويتمه،ع هبايتضل

قط، فلم يبق للقرآن بحسب احلقيقة إال التالوة لكسب مصحفا! حتفظهم عن طوارق احلدثان؛ لألوالداذه متيمةختا أو ،الثواب

.)١(<فاعترب إن كنت من أهلهحلث عليه وعىل تعليمه ـ حسب ما وا الفقهنأ :الصحيحول بمسائل احلالل واحلرام، ب ال خيتص النصوص الدينية ـأفادته

الفقه (سعة وضيق مفهوم نأ، وهو شامل لعموم املعارف الدينية؛ فإذا اخرتنا ذلك مقدار اآليات املرتبطة بر عىلؤثم) األحكامو

املرتبطة بأن األحكام الرشعية هي األحكام الفرعية العملية مقدار اآليات املرتبطة هبا بأنفال شكة يرحوااجلبأفعال اإلنسان

أما بنحو يسري، إال هلاضألن القرآن مل يتعرستكون قليلة جدا؛ إذا اخرتنا بأن األحكام حتمل معنى شموليا واسعا ال يقترص عىل

شمل حتى األفعال االعتقادية القلبيةي، بل فقطأفعال اإلنسان

مــد حــسني الطباطبــائي، مؤســسة النــرش ، الــسيد حمامليــزان يف تفــسري القــرآن) ١( .والتسويد منا. ٢٧٦، ص٥ج: هـ ق١٤١٧، ٥سالمي، طاإل

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٢٦

ماهتا، فستكون ، واألوامر والنواهي املرتبطة هبا وبمقداجلوانحية دائرة الفقه القرآين دائرة اآليات أوسع وأشمل، وبالتايل فإن

.كبرية جداستضحى الفقه هو الفقه املصطلح يف لو كان املراد من :وإن شئت قلت

،والذي يقترص عىل مسائل احلالل واحلرامرة السنني املتأخقة جدا، خصوصا إذا حرصنا ون دائرة الفقه القرآين ضيفستك

ة عىل احلكم رصاحة؛ أما إذا كان املراد من آيات األحكام بالدالالفقه هو الفقه الشمويل ال املصطلح عندهم، فسيكون الفقه

القرآين واسعا جد ا؛ حيث يشمل اآليات الدال ة باملطابقة ، ةنيلقصص القرآل وااثحتى األميشمل ن، بل وبالتضم .أيضاواألخالقية االعتقادية

عىل األحكام والفرائض القرآين الدالبأن املجال منه يظهر و، واسع جداختلفةاملة يوالسنن واألحكام اجلوارحية واجلوانح

باإلضافة إىل ب استحداث أبواب فقهية جديدةأمر يتطلوهو ، ويضع ناوينها إلدراج هذه األحكام حتت ع؛األبواب املتداولة

ب إعادة النظر يف أمام االجتهاد املتعارف دائرة استفهام كبرية تتطل .)١(كثري من مقوالته

ستأيت مزيد عناية هبذا البحث عند البحث يف داللة التوقيع الرشيف الصادر من ) ١(

رجعوا فيهـا إىل رواة اوأما احلوادث الواقعـة فـ: ني يتضمذسة، والالناحية املقد

٢٧ .....................................................................................ر مة املقرمقد

ومما تقدم يتضح ب اخلالف يف بأن أحد األسباب التي قد تسبالرؤية : هوالفقهية اآليات القرآنية املتعلقة باألحكام حتديد مقدار

الفقه وأحكامه، بل تفسرية التي ينطلق منها الفقيه يف العام انطالقا تكون آية حكمفام هاراته من اآليات القرآنية أيضا؛ واستظ

يست كذلك انطالقا من رؤية املفرس هي ل،)أ (من رؤية املفرس قد ال تكون كذلك ، وما تكون آية حكم وفق استظهار فقيه.)ب(

.وفقا الستظهار فقيه آخر ال تتجاوز آيات األحكامنأ إىل ذهب بعضوكيف كان فقد ثالثامئة، لكن املشهور ذهب آخرون إىل كوهنا املئة واخلمسني، و

تب هبذا العنوان، كفت ئة آية؛ حتى أل مخسام القول بكوهنابينهم ملقاتل بن سليامن، )تفسري اخلمسامئة آية يف األحكام(: مثل بن لعبد اهللا)شفاء العليل يف رشح اخلمسامئة آية من التنزيل(و

)النهاية يف تفسري اخلمسامئة آية يف األحكام(حممد النجري، و لفخر الدين أمحد بن عبد اهللا بن سعيد بن متوج البحراين

)تفسري آيات األحكام اخلمسامئةداية يف منهاج اهل(، و)هـ٧٧١( .)هـ٨٣٦ ( البحراينبن حممد بن حسن بن متوجألمحد بن عبد

مبحثا خاصحديثنا، وهو ما سنفرد له ا يف بحوث الحقـة مـن هـذه السلـسلة يف

.إطار أبحاث سامحة السيد دام ظله

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٢٨

ين إىل أن آيات األحكام نعم ذهب القرطبي وبعض املعارص .القرآنية هي أكثر من ألفي آية

أنحاء آيات األحكام يف حرصها آيات األحكام فيمكن أما األنحاء التي وردت فيها

:مخسةبشكل واضح، إما اآليات التي صدرت األحكام فيها .١

أحل ل م لة ا صيام {> :حرمة، كام يفبصيغة بصيغة وجوب أو

فث إ ا ر سائ حرمت علي م ا ميتة وا م و م ا ر وما {، }م

أهل لغ ا

أحل ا ا يع وحرم ا ر { ، } .)١(<}...ا اآليات التي حتمل عنوانا عام .٢ ا وهي غري حمددة بزمن ما، بل

والعديد ...ام يف آية الصوم يف شهر رمضان، كة وثابتةهي مستمر .من اآليات األخرى التي من قبيلها

اآليات التي حتمل عنوانا خاصا، لكنها غري حمددة بزمن ما، .٣ : من حتديد سبب نزوهلا ملعرفة خصوصيته؛ كام يف آية القتالالبدويا ها ا ين آمنوا قاتلوا ا ين يلون{ م من الكفار و جدوا ي م

غلظة و اعلموا أن ا مع ا متق فهذا األمر اإلهلي بقتال ، )٢(}

. من سورة البقرة٢٧٥ من سورة املائدة؛ ٣ من سورة البقرة؛ ١٨٧: اآليات) ١( . ١٢٣: سورة التوبة، اآلية) ٢(

٢٩ .....................................................................................ر مة املقرمقد

الكفار الذين حول املسلمني ليس حكام عام ا لكل ار الذين الكف منه ر رشوط معينة لتفعيل هذا احلكم، و من توفحوهلم؛ بل البد

استفادة حكم من هذا النحو من اآليات دون عدم إمكانية يظهر .الوقوف عىل سبب النزول ورشوطه وظروفه

هناك آيات أخرى و، ـ اآليات التي نزلت يف سبب خاص٤ وأوضح، فيكون ذلك املفاد الوارد يف بشكل أدقبينت مفادها

ةصهنا خمصأ أو ، بالنسبة إىل اآليات األخريةاآليات األوىل جممالص جمموع من تفح له، ويف مثل هذه املسألة البدةأو ناسخ

.يات للوصول إىل النتيجة السليمةاآل، أو يف أثر واقعة التي نزلت إلجابة سؤال حمدد اآليات.٥ .)١(، كام يف أحكام الظهار أو مسألة الكاللةنةعيم

.١٢٩ -١٢٨ص: سيد حممد ايازي، )بالفارسية(وهي قرآينژپفقه : الحظ) ١(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٣٠

مبنيني يمكن رصد هم آثارمن خالل متابعة كلامت الفقهاء ونصطلح عىل األول سيف فهم األحكام الرشعية واالجتهاد فيها،

وصحوضوعي إذا جاز امل وعىل الثاين باملنهج،ئييجزتباملنهج ال .صطالحمثل هذا اال

وقد اختار بعض الفقهاء املنهج األول يف التحقيق واالجتهاد؛ سندا وداللة إلثبات احلكم، تام واحدواكتفوا عىل أساسه بدليل

أدلة فليس النظر إليها بعنوان دليل واحدة كوا بعدإذا ما متسوة ام حلظوا هذه األدل وقل،ته، بل لكل واحد منها استقالليجمموعي

ا مع منظومة املعارف وما تثبته من أحكام يف سياق انسجامهدة واألخالق والفقه العقيمعارف ، أعني ام عالدينية بشكل فرع البحث يف كليف املنهج ص آلية هذا إذ تتلخ؛ بعنوانه الواسع

عىل املطلوب، ويف حالة عدم عن آية أو رواية معتربة تدلفقهي

٣١ .....................................................................................ر مة املقرمقد

وجود أو عدم داللة ما وجد عىل ذلك تصل النوبة إىل تعيني م إمكانية التوصل الوظيفة الظاهرية بأحد األصول العملية، رغ

بمالحظة منظومة املعارف الدينية، واألحكام واقعيإىل حكم .ةاملرتبطة هبذا الفرع وأطره العام

ملنهج قبوهلم بامع ؛ فالفقهاء املنهج الثاينختار قسم من او مل يقبلوه بشكل دائم ويف مجيع مل يف بعض املوارد، إال أهناألو ؛وضوعيباملنهج املآنفا عنه ربنا ، وركنوا إىل منهج آخر عسائلامل

بعينه خاصففقيه هذا املنهج قد ال تستند بعض فتاواه إىل دليلم، بل مستندها حيصل من تتبع جمموع املتون كام يف املنهج املتقد

ال يكتفي هبذا القدر قد الدينية، ومن خالل املقارنة فيام بينها، بل أحيانا، فيلحظ األطر العام ليم الدينية ومنظومتها عاة للت

الستنباط بعض األحكام وأخالق وفقه ، من عقيدةوأهدافها هو جمموع هذه التعاليم ولوحته ؛ وذلك ألن الدينالدينية

وثيقة هاء وأجزااملتكاملة، والعالقة التي حتكم هذه التعاليمومرتابطة، وال يمكن النظر التجزيئي إىل بعضها وإمهال بعض

.آخر منهج ال خيرج من رحم النصوص الرشعية ال كل بأن:إن قلت

وأهم األحكام عليه كمرتكز يف فال االتكاءيمكن القبول به و

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٣٢

وما ذكر خيالف قواعد الصناعة الفقهية، ، اإلفتاء عىل أساسه، والتي اقترصت يف طريقة قدس اهللا أرسارهموخيالف سرية فقهائنا

اإلفتاء عىل املنهج املتداول؟خارج ما توصل إليه هو من هذا املنهج بأنه يعد ال ي:قلت

؛ وال ا ومستند إليهرحم النصوص الرشعية، بل هو وليد منها لرشعية ذات فهمالنصوص امجيع بأن يعيمكن ألحد أن يد

ال يمكن أن يتعدد؛ بل من حقواحد أي جمتهد ـ يمتلك املقومات سليمة لذلك ـ أن يقدم فهام واألسس ال ص الدينية، لكن للنصو

يبقى هذا الفهم يف إطار االحتامل ما مل يقم الرباهني والشواهد .إلثباته

تها يف النظرة الشمولية للدين ومدخلينأ: أضف إىل ما تقدم عن نصوص أساطني هذا الفن الصناعة الفقهية ليست غائبة

قد علم بالبدهية > :يف كشف الغطاءشيخ األساطني قال ؛وعلامئه املدار يف طاعة العبيد ملواليهم وسائر املأمورين آلمرهيم عىل أن

أو ما ؛ أو أفعاهلم؛ أو من تتبع أقواهلم؛ ترصحيا:إما العلم بمرادهم فلو .هبا والعمل ،اتباعها يف إليهم عهدوا يقوم مقامه من مظنة

أو ،خارج أو داخل من آخر أولوية وعلمت ءبيش حكم تعلقفاهيم اللفظية، أو علمت مساواته امل من فيكون خل،دا من ظنت

٣٣ .....................................................................................ر مة املقرمقد

أو ظنت من داخل كذلك كان مثبتا حلكمه، فاألولوية بقسميها، .ال ينبغي التأمل يف اعتبارها، وتنقيح املناط، ومنصوص العلة

وكذا ما ينقدح يف ذهن املجتهد من تتبع األدلة باالنبعاث عن م؛ بحيث يكون مفهوما له من الذوق السليم واإلدراك املستقي

جمموع األدلة؛ فإن ذلك من مجلة املنصوص؛ فإن للعقل عىل نحو ذوقا، وملسا، وسمعا، وشام، ونطقا، من حيث ال يصل إىل احلس

فاعتبار املناطيق، واملفاهيم والتعريضات، والتلوحيات، ، احلواسم ضعف الظن مع عدوالرموز، واإلشارات، والتنبيهات، ونحوها

إذ ليس مدار احلجية إال عىل التفاهم املعترب ؛من مقولة واحدة .)١(<عرفا

ن املطلع عىل كلامت ومل تتوقف املسألة عند هذا املجال، بل إاختالف املباين يف عموم املنظومة الدينية ن أالفقهاء جيد بوضوح

ختالف من االاب الكثري من االختالفات الفقهية؛ بدءب ويسبسب .ة الرتجيح فيام بينهايف عدد مصادرها وكيفية تفسريها وانتهاء بكيفي

يف عملية واملسلك الذي خيتاره الفقيهففي البحث األصويل، واضحاختالف يف كيفية تفسري املتناال نالحظاالستنباط مثال

-ط (، الشيخ جعفر كاشف الغطـاء، اءاء عن مبهامت الرشيعة الغركشف الغط)١(

. والتسويد منا. ١٨٨: ص ،١ ، ج)احلديثة

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٣٤

تفسري املتون الدينية دور إىل عدم انحصارذهب فريقفبينام تفسري يطرح ؛ ومل يقبلوا أي حرص آخرون ذلك به، فقطباملعصوم

هلذه املتون عدا التفسري الذي محله املوروث نفسه، أو القواعد ؛ كام لذلكوأضاف آخرون القواعد العقالئيةس هلا، التي أس

ه العتبار ئ وفضااشرتط البعض مالحظة الظروف املحيطة بالنصك من املباين ، إىل غري ذل عدم ذلكبعضختار اوتفسريه، .األصولية

أما ما يرتبط باملسلك الرجايل يف التصحيح والتضعيف فقد عىل النتائج الفقهية ـة احلالبطبيعـ ر وأث،وقع اخلالف بني املباين

ن وثاقة السند هي الرشط احلرصي أ؛ فذهب البعض إىل أيضااملصحح لقبول الرواية، واكتفى آخرون بالوثوق بمضموهنا

كام عد ، سنديمن ضعف ما قد يرى فيها بوهلا رغمكرشط لق سببا مسقطا العتبار الراوي معينةهات عقديةالبعض توج

ر يف ذلك غري مؤثنأومالوا إىل ورواياته، وأنكر آخرون ذلك .عديدةرجالية غري ذلك من اختالفات إىل قبوهلا، أثرت كثريا أيضان املباين الكالميةأكام لنتائج الفقهية؛ عىل ا

يشمل مجيع ا وواسعاة معنى عامفمن خيتار بأن ملفهوم السنحركات املعصوم ـ األعم من الرسول األكرم أو اإلمام عليهام

٣٥ .....................................................................................ر مة املقرمقد

فقهه عن الفقيه الذي يفرق يف ذلك وينوع يف السالم ـ خيتلف ن فقه أوأحكامها تبعا الختالف مرتكزها الذي انطلقت منه؛

يرى بأن املرجعية السياسية لإلمام أهم من مرجعيته الفقيه الذي يرجح مرجعيته الدينية يف فقهه عن الفقيه الذي الدينية خيتلف

عىل السياسية؛ كام وخيتلف فقه الفقيه الذي يعتقد بسعة دائرة عن فقه الفقيه الذي يرى ضيق األدوار املوكولة إليه يف زمن الغيبة

.ضاء فقط وحيرصها يف اإلفتاء والقذلكفإن الفقيه الذي يرى بأن األصل يف عموم األحكام : وأخريا

هفقهيف خيتلف ،دية املحضةة هو التعبالتي جاءت يف القرآن والسنعن الفقيه الذي يرى انحصار ذلك يف دائرة األحكام العبادية،

.)١(صل يف غريها ليس كذلك األنأو

ميثاق العرس هـ ١٤٣٣ /ربيع الثاين/٢٦

لنجف األرشفا

بـه يف دراسـات نظريـة دل بحثنـا، ونعـاتفصيل احلديث يف هذه املسائل أمر يط) ١(

). املقرر(املعرفة الفقهية

حيسن بنا أعاله االستفهام نأن ندخل يف اإلجابة عقبل

: النزاعمسائل تساهم بشكل وبآخر يف حترير حملاإلشارة إىل . ترتبط باملعنى اللغوي واالصطالحي للخمس:األوىل

. ترتبط بخصائص آية اخلمس ومميزاهتا:والثانية . تتعلق باألساليب التفسريية واملختار يف ذلك:الثةوالث

يعني رابع الكسور، فبعد النصف والثلث والربع :اخلمس لغة

، يأيت اخلمس، فتكون نسبته إىل اليشء نسبة الواحد إىل اخلمسةاخلمس جزء من مخسة، مخست القوم، أي : قال يف كتاب العني

متوا يب مخ .)١(سة

كتاب العني مرتبا عىل حروف املعجـم)١( لفراهيـدي، ترتيـب ، اخلليـل بـن أمحـد ام، ٢٠٠٣، ١الـدكتور عبـد احلميـد هنـداوي، دار الكتـب العلميـة، ط: وحتقيق

.٤٤٣، ص١ج: بريوت لبنان

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٣٨

اخلمس جزء من مخسة: وجاء يف لسان العرب يطرد ذلك يف ، مجيع هذه الكسور عند بعضهم، واجلمع أمخاس واخلمس. :

أخذك واحدا من مخسة، تقول مخست مال فالن: ومخسهم . خيمسهم بالضم مخسا أخذ مخس أمواهلم، ومخستهم أمخسهم، :

كرس، إذا كنت خامسهم أو كمبال .)١( بنفسكلتهم مخسة من مخسة، جعلها ا فهو رضيبة مالية تعادل واحد:أما اصطالحا

الشارع املقدس يف موارد حمددة . وما نريد بحثه يف هذه الدراسة هو أحد املوارد التي ذهب املشهور من فقهاء الشيعة إىل كوهنا كذلك، وأنه داخل يف عموم

ية الكريمة التي ثبت من خالهلا اخلمس، وهو ما يتعارف عليه اآل ).مخس أرباح املكاسب( بـ ئنايف كلامت فقها

يف اآلية للعموم والشمولهل هناك مقتض وسنرى الحقا من النظر عن القرائن الداخلية واخلارجية بغضلعموم الفوائد

سياق ونصوص وإمجاع ونحو ذلك؛ ومع متامية املقتيض فهل ؟ يوجد مانع من ذلكأم ال) كاإلمجاع والنصوص(هناك مانع

اشتملت آية اخلمس عىل خصوصيات امتازت هبا عن آيات

: من قبيل؛األحكام األخرى

.٧٠، ص٦ج: لسان العرب) ١(

٣٩ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

واعلموا( تصدرها بمفردة .١ ، التي حتمل حلنا إخباريا ) وإرشاديا ال طلبيا آمرا كام هو احلال يف آيات األحكام األخرى،

يات املتعلقة بالتوحيد واملعاد والعلم نعم قد نجد ذلك يف اآلفاعلم أنه ال إله إال اهللا: (اإلهلي نظري واعلموا أنكم إليه (أو ) حترشون واعلموا أن اهللا بكل يشء عليم(أو ) ، لكننا ال نجدها )

. اآليات املصطلح عليها بآيات األحكاميف مع أن األصل البدهيي يف البحوث الكالمية هو أن مجيع ما .٢

يف عامل اإلمكان هو هللا سبحانه وتعاىل، وهو أصل مفروغ عنه وال كالم فيه، إال أن اآلية نسبت ملكية مخس هذه الغنائم إليه عز

الية األخرى، أسمه، وهو أمر مل نلحظه يف عموم الواجبات امليكون هذا للتدليل عىل األمهية الكبرية التي تتمتع هبا هذه ربام و

، وآكدالفريضة، وأن عقاهبا عىل هذا األساس سيكون أشدوسيأيت الكالم يف حقيقة هذه امللكية الحقا .

اجلزاء الذي جاء يف ذيل هذه اآلية يكشف عن العناية إن.٣ضة أيضا؛ حيث نص عىل أن أداء ذلك ع هبا هذه الفريالتي تتمت

، وهو ’كاشف عن اإليامن باهللا وبام أنزل عىل النبي األكرمة، كام يف مسألة ة اخلاصتذييل يأيت يف املعارف الدينية ذات األمهي

.ة هبااإلطاعة واآلية اخلاص

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٤٠

: ا اخلصوصية التي حدت إىل جعلها من آيات األحكام فهيأمموارد هذه الفريضة، من غري أن تكتف بذكر اشتامهلا عىل تفاصيل

األمر ذكر تفاصيلها، بل نصت عىل إىل ويلكرتالقاعدة وت، كام يقالموارد رصفهابعض وجوب اخلمس يف الغنيمة، وعينت

بخالف فريضة الزكاة التي اكتفت اآلية ببيان وجوهبا يف املال، م احلديث يف األمر كام تقدوتركت حتديد مصداق املال إىل ويل

من العودة إىل اآليات ، ويف هذا الضوء البد)١(الذلك مفصعي لنعرف واملترش والرشعي واخلاصوالروايات والعرف العام

.قهايالغنيمة وما هي مصادكام أن إضافة الالم إىل اهللا والرسول وذي القربى إنام هي

معينةخلصوصيات ف عنها، االستعامالت القرآنية تكش لعلوهذه ميزة أخرى يف هذه اآلية الكريمة تستدعي البحث عن

، وبذلك غريها مماهية الالم املضافة، وهل هي الم امللكية أختتلف النتائج التي يراد استفادهتا، وستكون املوارد األخرى التي

.)٢(مل تتصدرها هذه الالم هي من موارد مرصفه

موارد وجـوب الزكـاة والخـالف فـي تحديـدها، تقريـرا ألبحـاث الـسيد كمـال : الحظ) ١( .الحيدري

تقـسيم اخلمـس واألقـوال سنتعرض هلذه األبحـاث عنـدما نتعـرض ملبحـث )٢(

٤١ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

هناك أسلوبني يعدان نأعند مراجعتنا للبحوث التفسريية نجد

من أكثر األساليب التفسريية انتشارا واستخداما أيضا، وإن فاق األسلوب التجزيئي : أحدمها عىل اآلخر يف هذه اخلصوصية، ومها

واألسلوب املوضوعي، عىل أن املقسم هلام هو األسلوب ال ا أن يكون بأسلوب التفسري إمنأ: عنىالتفسري بنحو مطلق، بم

.جتزيئي، أو بأسلوب موضوعيل مسؤولية إبراز املدلوالت التفصيلية للنص يتحم:لواألو

الذي يتلخص منه؛ وذلك املراد تفسريه، دون إعطاء املوقف العام يتشكل عادة من جمموعة مداليل تفصيلية ليس املوقف العامألن

. املنهج إبداء الرأي فيهامن صالحية هذاال يكتفي بإبراز املضامني اجلزئية ملفردات النص املراد : الثاينو

تفسريه، بل يتجاوز ذلك إىل ما هو أهم وأجدى؛ حيث يقوم بتحديد املوقف الذي أراده هذا النص املفرس جتاه موضوع من

.موضوعاته املختلفةئية عىل أساس عندما نريد تفسري النصوص الروا: فمثال

يها واحدة واحدة بشكل فسوف نقوم بتقص) األسلوب التجزيئي(

.املذكورة فيه

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٤٢

النظر عن الباب الذي ص سندها وداللتها، بغضجزئي، ونتفحاألسلوب (تنتمي إليه، أما إذا أردنا تفسريها عىل أساس

فسوف نفرز الروايات عىل أساس األبواب التي تنتمي ) املوضوعي .ريها واستخالص النتيجة النهائية منهاإليها، لنقوم أخريا بتفس

األسلوب التجزيئي يفرس واألمر كذلك يف القرآن الكريم، فإناآلية بحد ذاهتا بغض النظر عن اآليات التي قبلها أو بعدها، أو

:ص أو احلاكم، أو املقيد أو املطلق، وهو عىل نحويناملخصة بالثواب اصكام لو جرى البحث عن اآليات اخل: ترتيبيا إم

كام لو بحث : ا غري ترتيبيوالعقاب بحسب تسلسل السور، وإم .عن آيات األحكام يف القرآن بحسب ترتيب البحوث الفقهية

فرس اآلية بلحاظ مجيع ما له دخل يف ي: موضوعيا وإمص ومن حاكم ومن مقيد ومن مطلق وإىل غري تفسريها، من خمص

.الذي له دخل يف تفسريهاذلك من أمور ترتبط باملوضوع أما الفوارق األساسية بني هذين األسلوبني فيمكن وضعها يف

:نقاطا عىل ال يشرتط يف األسلوب التجزيئي أن يكون بحثه منصب.١

دة، حمور واحد وموضوع فارد، بل قد يشتمل عىل مواضيع متعدا هنإوهذا ما حيصل عادة يف اآليات الطويلة كآية الكريس؛ ف

٤٣ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ملة عىل الشفاعة والعلم وبحث الكريس، بخالف األسلوب مشت .املوضوعي الذي ليس له إال موضوع واحد

ال يمكن االنتهاء إىل حتديد املوقف الديني من خالل .٢ل املوقف املستخلص عن طريق هذا األسلوب التجزيئي؛ إذ ال يشك

األسلوب رأيا هنائيا يمكن االرتكاز عليه يف حتديد الفتوى أو املوقف، بل يعتمد هذا األمر عىل تناول املسألة التي تتحدث عنها اآلية يف سياق مجيع ما له ارتباط هبا، بخالف األسلوب املوضوعي

الذي يتحر ى فيه مجيع ما يرتبط هبذا املوضوع من أبحاث يف خمتلف .العلوم الدينية

إن متامية األسلوب املوضوعي ال حتصل دون التسلح .٣ األسلوب التجزيئي ال وب التجزيئي، وال عكس؛ فإنباألسل

.حيتاج إىل األسلوب املوضوعيأما أسلوبنا املختار يف تفسري اآليات القرآنية فهو ما اصطلحنا عليه يف أبحاثنا التفسريية باألسلوب الرتكيبي اجلامع بني

للمفرس أن يبدأ بتفحاألسلوبني؛ إذ البد ص مداليل اآليات ال، وبعد ذلك يتئي أوبشكل جتزي جه صوب وضعها يف سياقها

املوضوعي الذي يريده ثانيا، وتفصيل احلديث يف هذا املبحث .)١(موكول إىل أبحاثنا التفسريية

منطـق فهـم ، ٥١ـ٤٣،ص١ج: اللباب يف تفسري الكتاب: الحظ يف هذا الصدد) ١(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٤٤

ثبت ا قرآنياخلمس حكامفريضة أصل جيمع املسلمون عىل كون واعلموا ما غنمتم من {: ىل تعاقولهمن خالل

ء فأن سه و لرسول و ي القر وا تا وا مساك وابن ا س يل إن كنتم آمنتم

با وما أنز ا بدنا يوم الفرقان يوم ا ا معان وا

ء قدير بني عموم الطوائف واملذاهب ه املسألة، وال خالف يف هذ}

.اإلسالميةمعركة وقد اختلفوا يف وقت نزوهلا؛ فقال بعض أهنا نزلت يف

كان اخلمس يف غزوة بني قينقاع بعد بدر : بدر، وقال آخرونال عىل رأس عرشين شهرا ر شوبشهر وثالثة أيام للنصف من شه

. )١(من اهلجرةقية وب^قد وقع النزاع بني مدرسة أهل البيتوكيف كان؛ ف

.٦٦، ص١ ج:السيد كامل احليدري، القرآن

.٣٢٣، ص٥ج: أبو حيان األندليس،البحر املحيط يف التفسري: الحظ) ١(

٤٥ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ض عن املدارس األخرى يف حتديد داللة الغنيمة الواردة فيها، ومتخهنا شاملة لكل أاه ذهب إىل عموم الغنيمة فيها واجت: اهانذلك اجت

ب إىل واجتاه ذه، بنحو يشمل أرباح املكاسبفائدة وربح؛ نعم هناك تصور داخل مدرسة اختصاصها بغنائم دار احلرب

أهل البيت عليهم السالم يؤمن بعموم الغنيمة يف اآلية الكريمة، .ومع هذا ال يؤمن بشموهلا ألرباح املكاسب

ة ف مع أدلولكي نستوعب البحث يف مجيع جوانبه سنتوقة يل، لنخلص يف هناياهني معا بالنقد والتمحيص والتحلاالجت

.العرض إىل ترجيح ما نراه يف هذا املجال

ن اآلية الكريمة ال تقترص عىل غنائم دار أذهب هذا االجتاه إىل وقد ، بام فيها أرباح املكاسب فائدة وربحاحلرب، بل تشمل كل

:طريقني لبيان ذلكأصحابه سلك االستظهار من نفس اآلية: لوالطريق األ، نفس اآلية الستظهار العموم أصحاب هذا االجتاه إىلاستند

بغنائم معينة، بل تشمل كل ما يظفر به الغنيمة فيها ال ختتصنأو؛ ذلك وشواهد عىل وقد أقاموا أدلةفوائد وأرباح، اإلنسان من

:منها

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٤٦ ،م مادة غنمعموعىل ة كلامت اللغويني الدال: الشاهد األول

.)١(وعدم اختصاصها بغنائم دار احلربالغني والنون وامليم :يف معجم مقاييس اللغةقال ابن فارس

أصل صحيح واحد يدل عىل إفادة يش ء مل يملك من قبل، ثم خيتص به ما أخذ من مال املرشكني بقهر وغلبة، قال اهللا تعاىل :

واعلموا نما غنم{ تم من ء فأن سه و لرسول ...{)٢(.

الغنيمة يف األصل هي الفائدة :جممع البحرينقال الطرحيي يف و .)٣(املكتسبة شريأن ن بدقبل أن نعرض ملالحظاتنا عىل هذا التوجه ال :أقول

نأدون ن الباحثني يف اللغة وتأريخ وضع املعاجم يؤكأىل إة املعجم اللغوي هبيئته احلالية لشكليتولة األوىل التي أسساملحا

يف القرن الثاين ) هـ١٧٥(هي حماولة اخلليل بن أمحد الفراهيدي ل حماولة سعت حلرص ألفاظ اللغة العربية يف فهي أومن اهلجرة،

والتي سس وقواعد مضبوطة، إطار نظام منهجي واضح، له أ

: الــشيخ الطــويس، كتــاب النهايــة، ٢٧٦ص: ، الــشيخ املفيــداملقنعــة: الحــظ) ١(، ٢ج: ، الطــربيسجممــع البيــان، ٥٠٧، ابــن زهــرة، صالنــزوع غنيــة، ١٩٦ص .٥٤٤ص

٣٩٧، ص٤ ج:ابن فارس، معجم مقاييس اللغة) ٢( .١٢٩، ص٦ ج:، الطرحييجممع البحرين) ٣(

٤٧ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

والقرآن ؛الشعرو ؛ة عن األعرابالرواي يف كتابتها عىلتاعتمدوقد . واملأثور من كالم العرب؛ واحلديث النبوي؛الكريم

بني من يكون مصدرا لالستقراء املعجمي املصادر اختلفت هذهكالرواية عن األعراب والشعر؛ وبني من يكون امليل إىل االستشهاد به أكثر من جعله مصدرا، كالقرآن واحلديث النبوي

.ن كالم العربواملأثور موجاءت املحاوالت بعد حماولة الفراهيدي يف القرن الرابع من اهلجرة لتقتفي نفس املصادر التي اعتمدها يف كتابة معجمه، فقد

) هتذيب اللغة(يف معجمه ) هـ٣٧٠(نص أبو منصور األزهري له سامعا بأنه مل يودع يف كتابه من كالم العرب سوى ما صح

وأكد . ذي معرفة ثاقبة أو حكاية عن خط؛ن ثقة أو رواية ع؛منهم) تاج اللغة وصحاح العربية(يف معجمه ) هـ٣٩٨(ذلك اجلوهري

ه وضع يف كتابه ما صح عنده من هذه اللغة، بعد نأوأيضا، وإتقاهنا دراية ومشافهة مع العرب ؛حتصيلها من العراق رواية

.العاربة يف البادية ـ ومنزلة ية واملشافهة مع األعراب الدرامنزلة بأن وال شك

ي كانت بعض املصادر األخرى أيضا ـ ليست بمستوى املنزلة الت الفراهيدي يف القرن الثاين من اهلجرة؛ هلذا املصدر عندما اعتمده

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٤٨

ر ل البداوة وانحسارها بعد تقادم الزمان وتطوؤوذلك لتضاربية فيام احلضارة والعمران، أضف إىل ما تقدم دخول اللغة الع

يف مقابل ) لغة علمية(بعد ذلك مرحلة جديدة؛ فتداول الكتاب ) هـ٢٥٦(والكندي ) هـ٢٥٥(، فظهر اجلاحظ )اللغة األدبية() هـ٤١٤( حيان التوحيدي ووأب) هـ٣١٣( بكر الرازي ووأب

. وغريهم من كتاب اللغة العلمية عملية النقل بعد األزهري حتى صارت الوسيلة وهكذا توالت

مجيع من بعده باستثناء اجلوهري، فهذا ابن فارس دبعة عناملتينص عىل أخذه جل مادته من مخسة مصادر وهي كتاب العني :

البن وكتاب املنطقاحلديث ومصنف الغريب أليب عبيدوغريب ، وما بعد هذه الكتب أليب بكر بن دريد واجلمهرةيتالسك

.حممول عليها وراجع إليهامة لسان العرب عىل اعتامده مخسة ابن منظور يف مقدكام ينبه

مصادر أيضا، وهي التهذيب لألزهري والصحاح للجوهري واحلوايش عىل صحاح اجلوهري ) هـ٤٥٨(بن سيده واملحكم الوالنهاية يف غريب احلديث البن األثري ) هـ٥٨٢(البن بري

.)١()هـ٦٠٦(

، دكتور إبراهيم بن مـراد، جملـة جممـع قضية املصادر يف مجع مادة املعجم:الحظ (١)

٤٩ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

الثبت م املراجع ما دعانا إىل ذكر ما تقدم هو رضورة التزااألساسية يف تفسري املفردة؛ فإن املعاجم اللغوية التي كتبت بعد و

لزماين ال تصف املستعمل ا بعضها كانت)العني(كتاب اآلين يف وقتها، ومن للمفردات العربية بقدر ما تصف املستعمل

التي هنا فال يمكن االعتامد عليها يف حالة خمالفتها للمعاجم األمواد منها، هذا فضال عن عدم تسويغ االعتامد عىل استقت امل

التي املصادر التي كتبت يف القرن التاسع عرش والعرشين من طغت عليها الرؤية املذهبية املسيحية اليسوعية، أمثال حميط

.عارصةوغريها من املعاجم امل...املحيط وأقرب املوارد واملنجد : املقدمة أعاله نالحظوضوحبعد

ن خالل مراجعة املصادر اللغوية األصلية بل وحتى م:الأوالثانوية ال نجد وصفا للغنيمة بأهنا مطلق الفائدة املكتسبة، بل

ن أنراهم ـ ومنذ الفراهيدي صاحب كتاب العني ـ ينصون عىل : ة، وإليك نصوصهمنم هو الفوز باليشء بال مشقالغ

يف ء ز باليشالفو: ) هـ ١٧٥(قال الفراهيدي يف كتاب العني .)١(ةمشق غري

.١، ج٧٨ ج:اللغة العربية بدمشق

.٤٢٦، ص٤ج: كتاب العني (١)

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٥٠

: قوله)١(عن الليث) هـ٣٧٠(ونقل األزهري يف هتذيب اللغة : انتهاز الغنم، يقال: الغنم الفوز باليشء من غري مشقة، واالغتنام

.)٢(...اغتنم الفرصة وانتهزها بمعنى واحد، والغنيمة الفيء: م الغن:)هـ٣٨٥ (يف املحيط يف اللغةالصاحب بن عباد قال و

ار الليث بن رافع بن نرص بـن سـي: ر بن نرص بن سيار، وقيلالليث بن املظف: هو (١)

صاحب اخلليل بن أمحد إمام اللغة املعروف ، إمام علم العروض اللغـوي، وقـد صـنفه اخلليـل بـن أمحـد : نسب بعض املؤرخني واللغوين كتاب العني له، وقيل

ه له يف نسخة فريده واحرتق الكتاب، وقيل غري ذلك، وقد نص األزهـري هداأو) أو الليث بن نصـر أو ابن رافع(ر مة هتذيب اللغة عند ذكر الليث بن املظفيف مقد

ه نحل اخلليل بن أمحد كتاب العني مجلة؛ لينفقه باسمه ويرغب فيه مـن حولـه، نإر كان الليـث بـن املظفـ: فقيه أنه قالوأثبت لنا عن إسحاق بن إبراهيم احلنظيل ال

رجال صاحلا، ومات اخلليل ومل يفرغ من كتاب العـني، فأحـب الليـث أن ينفـق ) سألت اخلليل بن أمحـد(ى لسانه اخلليل، فإذا رأيت يف الكتاب ه فسمالكتاب كل

فـإنام) قال اخلليل(فإنه يعني اخلليل نفسه، وإذا قال ) أخربين اخلليل بن أمحد(أو ة عـن هـذا هامـ ففيهـا حتقيقـات ٢٩وانظـر بقيـة الـصفحة (يعني لـسان نفـسه

ـــاب ـــه يف).الكت ـــة الوعـــاة يف طبقـــات اللغـــويني والنحـــاة: الحـــظ ترمجت بغي ).املقرر(للسيوطي

هــ ، ٣٧٠ هــ ـ ٢٨٢، أليب منصور حممد بن أمحـد األزهـري هتذيب اللغة: الحظ (٢)األستاذ حممد عيل النجار، الدار املرصية : ةاألستاذ عبد العظيم حممود، مراجع: حتقيق

.١٥٠ ـ ١٤٩، ٨ج: للتأليف والنرش، مطابع سبل العرب

٥١ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

الفوز باليش ء من غري مشقة )١( . الفوز : الغنم:)هـ٧١١ (لسان العربابن منظور يف قال و .)٢( من غري مشقةءباليش

فنالحظ األزهري يعلق عىل تعريفها بالفيء ) الغنيمة(أما لفظ الغنيمة ما أوجف عليه باخليل : كام نقل عن الليث ويقول

ل املرشكني وأخذ قرسا، وجيب فيها اخلمس ملن والركاب من أموا قسمه اهللا له؛ أما الفيء فهو ما أفاء اهللا من أموال الكفار عىل

.)٣(...املسلمني بال حرب وال إجياف عليه بخيل أو ركابيقال غنم : )هـ٤٠١ (وقال يف الغريبني يف القرآن واحلديث

، وما وغنيمة ومغنم، وهو ما أصيب من أموال أهل احلرب .)٤(أوجف عليه املسلمون باخليل والركاب

هذه هي املصادر األصلية التي يمكن االعتامد عليها يف معنى

حممد حسن آل ياسني، عامل الكتاب، : الصاحب بن عباد، حتقيق، املحيط يف اللغة )١( .٩٣، ص٥هـ، ج١٤١٤، ١ط

. ٤٤٥، ص١٢ ج: لسان العرب)٢( .١٥٠-١٤٩، ٨ج: هتذيب اللغة: الحظ (٣)، العالمة ابو عبيد أمحد بن حممـد اهلـروي صـاحب لغريبني يف القرآن واحلديثا (٤)

أمحد فريد املزيدي، مكتبة نزار مصطفى الباز، مكـة : ، حتقيق)هـ٤٠١(األزهري .١٣٩١ص: هـ١٤١٩، ١املكرمة، الرياض، ط

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٥٢

والعجب من بعض املعارصين اعتامده يف املفردة وما وضعت له، ة عىل املعاجم املعارصة التي ألفت بالنقل من مثل هذه املسألة املهم

ملستعمل اآلين للمفردة، وعىل رت باتلك املصادر األصلية بل وتأث الغنيمة عند اللغويني تقال عىل مطلق عى بأنداأساس هذا األمر

عموم نأالفائدة لتكون بذلك شاملة ألرباح املكاسب، مع مني، وأفادت املتقدنياملصادر اللغوية األصلية مل تذكر سوى املعني

ما أوجف : ة الغنيمنأة، والفوز باليشء بال مشق: الغنم هوبأن عليه باخليل والركاب من أموال املرشكني وأخذ قرسا )١(.

، مدارك العروة الوثقى، كتاب اخلمس، السيد حممـد مهـدي فقه الشيعة: الحظ) ١(

. ١٤، ص٢ج: هـ، دار البشري، قم إيران١٤٣٠، ٢ اخللخايل، طاملوسوي الغنيمة ما حصل مستغنام نأ )فرائد اللغة( من كتاب صاحب فقه الشيعة نقل لقد

، بتعب كان أو بغري تعب، باستحقاق كان أو بغري استحقاق، وقبل الظفر أو بعده :عليهورتب عىل ذلك دخول أرباح املكاسب فيها، ويالحظ

تـب يف الـذي ك، متى كان فرائد اللغة لألب هنريكوس المـتس اليـسوعي:أوال مرجعا أصليا يستند إليه يف حسم هذا اللون من اخلالف، مع ،القرن التاسع عرش

! وجود العديد من املصادر األصلية؟ إن نفس صاحب هذا الكتاب عرف الغنيمة بأهنا ما أخذ من أمـوال أهـل :وثانيا

ار بقتال، ومن بعد ذلك عرب عن القول الذي يقول بأن الغنيمة ما فاحلرب من الك .إشـعارا بـضعفه الواضـح) قيـل(حصل مستغنام بتعب كان أو بغري تعـب بأنـه

).املقرر(

٥٣ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

الذين يمكن ظاهر من كلامت اللغوينيواملحصلة املستفادة هبذه ) الغنيمة(وبني ) الغنم(مادة التفريق بني:ي هاالعتامد عليهم

للفوز باليشء بال واشتقاقاهتا موضوعة )نمغ(ة مادإنف اهليئة؛ما أوج : هبذه اهليئة فهي) الغنيمة(ا أم ة،مشق ف عليه املسلمون ركاهبم مهم ولبخي رسفكام ا، قرسذ وأخكنيرشوال املن أم

، نعم أشار اجلوهري يف يف كتاب العني بالغنيمة)النهب(غنم القوم : ، فيقال واحد املغنم والغنيمة بمعنىنأالصحاح إىل

غنام )١( .

، ٤٢٦، ص٤ج: ، اخلليل بن أمحد الفراهيدي، مصدر سابقكتاب العني: الحظ)١(اللغـة وصـحاح الـصحاح تـاج ، ١٤٩، ص٨ج: ، األزهـريهتذيب اللغـة؛ ٥٩

أمحد عبد الغفور العطار، دار العلـم : ، إسامعيل بن محاد اجلوهري، حتقيقالعربيةــان١٩٨٤، ١للماليــني، ط ــريوت لبن املحكــم واملحــيط ؛ ١٩٩٩، ص٥ج: م، ب

، أيب احلسن عيل بـن أسـامعيل بـن سـيده املـريس املعـروف بـابن سـيده األعظم، ١ دار الكتـب العلميـة، طالـدكتور عبـد العزيـز هنـداوي،: ، حتقيق)هـ٤٥٨(

، النهايـة يف غريـب احلـديث واألثـر، ٥٤٥، ص٥ج: هـ، بـريوت لبنـان١٤٢١لإلمام جمد الدين أيب السعادات املبارك بن حممد اجلزري، املعـروف بـابن األثـري

حممود حممد الطناحي وطاهر أمحد الزاوي، مؤسـسة التـأريخ : ، حتقيق)هـ٦٠٦(، ابن منظور لسان العرب، ٣٥٩، ص٣ج: سنة الطبعالعريب، مل تذكر الطبعة وال

.١٨٨، ص٣٣ج: ، الزبيديتاج العروس. ١٣٣، ص١٠ج: األفريقي

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٥٤

بأن : من البيان املتقدم نفيد نتيجةستنبطقبل أن ن وكيف كان،وإما أن يكون لتحديد املجاز من ـ عادة ـ االستناد إىل قول اللغوي

، كام لو رجعنا إليه لنعرف معنى كثري الرماد وتعيينهاماحلقيقة وداللتها عىل الكرم، وإما لتحديد املفهوم سعة وضيقا، كام لو

مستخدمة يف حصة خاصة هل ة الصعيدرجعنا له لنعرف أن ماد ؟ يف مطلق وجه األرضم أمن الرتاب

ما نختاره يف حجية قول اللغوي هو الثاين فقط، دون األول، وة عىل أن املراد من قول اللغوي احلجة، ليس اجتهاداته اخلاص

يف هذه مع غريه من املجتهدين، بل املراد وحدسه؛ إذ هو متساوني يف حمل بنقله املوثق عىل ما .)١(األصولعلم ه من املرجع يف حتديد سعة الذي هو ـ اللغوي ضح بأن ومن هنا يت

ل والثاينلنحو األولالعموم أفاد ثبوت ـ مفهوم الغنيمة وضيقه ، ة وال تعب وغنائم دار احلرب ومها الفوز باليشء بال مشقفقط

ق ك باإلطال فال يمكن التمس، وعليهأرباح املكاسبدون

، السيد حممود اهلاشمي، تقريرا ألبحاث الـسيد بحوث يف علم األصول: الحظ)١(، الـسيد كـاظم احلـائري، مباحـث األصـول .٢٩٥، ص٤ج: حممد باقر الـصدر

، منتقـى األصـول .٢٥٦، ص٢، ق٢ج: اقر الصدرتقريرا ألبحاث السيد حممد ب .٢٣٣، ص٤ج: السيد صاحب احلكيم، تقريرا ألبحاث السيد حممد الروحاين

٥٥ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

نحاءمات احلكمة إلثبات الشمول والعموم يف مجيع األومقد .املزبورة

ن الغنم والغنيمة يف أ املستفاد من كلامت اللغويني نأ :ودعوى ،مطلقا بدل بال ء أصل اللغة بمعنى مطلق الفائدة، والفوز باليش

التجارات، وأرباح احلربية، كالغنائم املادية األمور من كان أ سواء األمور من أو ونحوها؛ والعطيات واهلبات ونحوها، راعاتوالز .)١(ثوابوية كاغتنام فرصة العمر والشباب، واألجر والاملعن

مل تناقضا داخليا يف خصوص بأن هذه الدعوى حت :مدفوعة جامع هناك أن يكون إذ البد التقادير؛ أرباح املكاسب عىل أقل

الت؛ فإذا كان األصل يف االستعامهذه بني بمثابة اجلنس ماهوي اجلامعفإنة وبدل، الفوز باليشء بال مشق:لغة هوالغنيمة

الفوز : توفر عليه عموم االستعامالت هوت أن املاهوي الذي البد له دخالة قيد احرتازي) عدم املشقة( قيد نإة؛ إذ باليشء بال مشق

ح خيرج مخس أرباذاتية يف تشكيل ذلك املفهوم، ويف ضوئهاملكاسب عن انطباق هذا املفهوم عليه؛ لعدم توفر ذلك القيد ـ وهو كون تلك األشياء املغتنمة بال تعب ـ يف مصاديقه؛ ألن عموم

، مـدارك العـروة الـوثقى، كتـاب اخلمـس، الـسيد حممـد مهـدي فقه الشيعة: الحظ) ١(

.١٥، ص٢ج: هـ ق، قم إيران١٤٣٠، ٢املوسوي اخللخايل، دار البشري، ط

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٥٦

ة وبدل شديد يف أغلب مصاديقه ال حتصل إال بعد تعب ومشقوكيف يمكن أن يتناسب هذا املورد مع ذلك األصل األحيان،

أن يكون بال ىل ما يستعمل فيهيشرتط يف إطالقه عاللغوي الذي ة وال تعب وال ترقب أيضا كام نصت عىل ذلك كلامت كبار مشق

هذا يكشف كشفا واضحا اللغويني، كل أرباح خروجعن . كام أسلفنااملكاسب والتجارات عن أصل ذلك العموم اللغوي

هي الظفر لغة كون الغنيمة إن الزم:وال يرد قول من يقولخروج ، كام أفاد ذلك اللغويونوترقبة وتعب مشقباليشء باليالزم التعب ألن الظفر هبا ؛ غنائم دار احلرب: وهو،مورد اآلية

.)١(ة كام هو واضحواملشق أيضا؛ ألن ة وترقب إن نفس غنيمة دار احلرب بال مشق:إذ فيه

ة ألسباب وأهداف خاصـ عادة ـ عموم املعارك واحلروب تدار ن أ، ال والنرص، والغنيمة تأيت يف طول هذه األهدافكالغلبة

املشقة والتعب والرتقب كان ألجلها، نعم هن اك استثناءات هلذه .)٢( بعمومهانه ال يرضأالقاعدة، إال

.١٥ص: يعةفقه الش: الحظ) ١(، الـشيخ حـسني عـيل دراسات يف والية الفقيه وفقه الدولـة اإلسـالمية: الحظ) ٢(

.٤٦، ص٣ج: هـ ق، قم إيران١٤٠٩، ٢تفكر، ط: املنتظري النجف آبادي، نرش

٥٧ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

إن املعنى اللغوي للغنم والغنيمة ال ينسجم مع فحوى :وثانيا: ويوناملراد من أرباح املكاسب؛ وذلك ألن الغنم كام أفاد اللغ

الفائدة التي حيصل عليها اإلنسان من دون مشقة وجهد وكسب، بل أضاف بعضهم قيد عدم الرتقب فيه، ومن البني بأن عموم أرباح التجارات واملكاسب ال تتأتى إال بمعية التعب واملشق ة

والعناء عىل اختالف يف قلته وكثرته، بل ترقب حصوهلا جزمي يف ع أغلب أفراد اإلنسانية مقدارا معينا ث يتوقكثري من األحيان؛ حي

معاملة، كام حددت بعض أنواع عند دخوهلم أي من الربحالتجارات مقدار األرباح بشكل دقيق ال يزيد وال ينقص، وهذا البيان جيعلنا نشكك يف شمول املعنى اللغوي للغنم والغنيمة ملثل

.ولههذا النحو من األرباح، إن مل نجزم بعدم شمن ما يتصدى اإلنسان لتحصيله وكسبه يف معامالته أ :ودعوى

ما يعيش به ويرفع حاجاته اليومية حرصا، : وجتاراته اليومية هووما زاد عىل ذلك غنيمة غري مرتقبة جيب فيها اخلمس؛ فيكون

نة اليومية خارجا ختصصا عن الغنيمة اللغويةومقدار املؤ )١(. ع نة اليومية متوقو ما يفيض عن املؤن؛ فإاخالف الوجدان جد

يف أغلب التجارات واملكاسب احلالية، وعندما تسأل املنشغلني يف

.املصدر السابق، نفس املعطيات: الحظ) ١(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٥٨

ذلك عن هذا املقدار الفائض ال يقولوا بأنه غنيمة حصلوا عليها ة وال تعب وال ترقب، بل جييبك بعضهم بأهنا حاصل بال مشق

تعب ومشق ه غنيمة ض بأنة شديدة، فكيف جاز لنا أن نصف الفائ !! ما تقدم؟حصلت دون كل

املعنى اللغوين أمتامية االستظهار املتقدم، و ومع تسليمنا :الثوثااملتقدم حملعنى املهذا ن إثبات ذلك العموم ليشمل أ إال ، وشاملعام

شك وتأم .ك باإلطالق إلثبات الشمولوعندئذ فال يمكن التمسل؛ االختصاص مسألةث الفقهية عىل وقد ركزت عموم األبحا

نفي االختصاص ؛ فحسبوا بأن)الغنيمة(ة والعموم اللغوي ملاد، وال لتشمل أرباح املكاسب يالزم العموم بغنائم دار احلربفيها

بحثنا ـ بعد إغامض النظر عن فرضية مالزمة، بل النافع يف حمل جلميع احلقيقة الرشعية يف أحد موارد العموم ـ إثبات عمومها

األنحاء املتقدمة، ال خصوص النحو األول . والثاين منهام متامية االستظهار إلثباتين وكلامهتم وقد يستشهد بفهم املفرس

وا أيضا، وأفادى هذا املعننيهنم فهموا من نصوص اللغويأاملتقدم، وغنمتم من {: االتفاق حاصل عىل أن املراد بقولهبأن مال }ء ار، إذا ظهر به املسلمون عىل وجه الغلبة، وال تقتيض اللغة هذا كفال

.)١(د اللفظ هبذا النوع قي واإلمجاعالتخصيص، ولكن عرف الرشع

،اجلامع يف أحكـام القـرآن، ١٥٦، ص٣ج: ، الكياهرايسأحكام القرآن: الحظ) ١(

٥٩ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

:ويرد عليهل املفرسين إنام يصح يف حالة خلواقوأإن االستناد إىل :الأو ها

ا آنفا، من النظر واالجتهاد، كام هو األمر يف قول اللغوي عىل ما بينأما مع احتاملية إتياهنا من نظر واجتهاد ـ كام هو احلال يف املقام ـ

.ة االستناد إليها يف عدم صحفال شكثبات ين إلجتهاد الذي طرحه بعض املفرس إن النظر واال:وثانيا

خمالف واجتهاد يمة يف اآلية الكريمة معارض بنظرعموم الغنيقول من أعالم الفريقني من ناك التقادير؛ فهوازيه عىل أقلي

ة الغنيمة الواردة يف اآلية الكريمة بغنائم دار باختصاص ماد كام سيتضح ذلك عند استعراض مطلق الفائدة وال تشملاحلرب

من اإلتيان الرأي الثاين القائل باالختصاص؛ والبدوشواهد ة أدليف قال الطويس الستناد إىل أحد هذين االجتهادين، بمرجح ل .)١(»ار بقتال احلرب من الكفأهل أموالالغنيمة ما أخذ من «: التبيان

املال :الغنيمة هي«: وقال ابن كثري يف تفسري القرآن العظيم .)٢(»الركاباخليل و ار، بإجيافاملأخوذ من الكف

.١، ص٨ج: القرطبي

.١٢٢، ص٥ج: ، الطويسالتبيان يف تفسري القرآن) ١( .٥٢، ص٤ج: ابن كثريتفسري القرآن العظيم،) ٢(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٦٠

اليشء نستكشف حال عن طريق معرفة ضد:الشاهد الثاين وحيث إن، واحدله ضده يف العموم واالختصاص إذا كان ضد

أن خسارة، فالبد شامل لكل عام الغنم، وهو ذو معنىالغرم ضد . ربح وإفادةشامل لكل) الغنم(ه ضديكون

وربام يستند هذا البيان إىل القاعدة املتصيدة من النبوي الذي كام ورد يف كلامت )١(<من الغنم فعليه الغرم>: ورد عن غري طريقنا

.)٢(عالمبعض األ :يعني) الغرم(ن أ أكدت الكتب اللغوية أن:عىل ذلك نالحظ

ه ، ومن هنا فسيكون ضداملحسوبةغري عة واملتوقاخلسارة غري .ع وال حسبان الربح احلاصل بال توق:)الغنم(املفرتض وهو

شامال ألرباح املكاسبوهذا املقدار من البيان ال جيعل الغنم حمسومة وبل ،عة وحمسوبةهنا غنائم متوق لكووالتجارات؛ وذلك

ى أرباح املكاسب غنيمة يف قد تسمنعم ، يف بعض األحيانسلفا ال يقصدون هذا ال ينفع يف املقام شيئا؛ ألهنملكنعرف السوق،

عن أيب هريـرة ٥٩٣٤ احلديث٢٥٨ورد يف صحيح ابن حبان املجلد الثالث عرش ص) ١(

ال يغلق ا ـرهن غنمـه وعليـه غرمـه’قال رسول اهللا>: ما ييل ومـن هـذه الروايـة < .من له الغنم فعليه الغرم: استخلصت القاعدة القائلة

تفـصيل الـرشيعة يف حتريـر ،اخلمـس .١٧ص: ، الشيخ املنتظريكتاب اخلمس )٢( .١١ص: ، الشيخ فاضل اللنكراينالوسيلة

٦١ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

. كام أسلفناهلذه املفردة بعرضه العريضاملعنى اللغوي لغنيمة والغنم ما يناله انأ املتبادر من االستعامل :قال يف تفسري املنار

ي يبذله يف سبيله كاملال يف اإلنسان ويظفر به من غري مقابل مادالتجارة مثال، ولذلك قالوا إن الغرم ضد الغنم، وهو ما حيمله

اإلنسان من خرس ورضر بغري جناية منه وال خيانة يكون عاقبا .)١(عليها

بوي ـ بناء ورد يف مرتكز هذه القاعدة هو حديث نما ن أام ك ملثل ما نحن ح مستندا إلثبات العموم اللغويعىل ثبوته ـ ال يصل

: ؛ فإن هذه القاعدة ال تعني سوى املقابلة االختصاصية بمعنىفيه بالغرم خيتص، بالغنم وال يشاركه غريه بهن املالك الذي خيتصأ

مصباح صاحب ذلك نص عىل كام ،أيضا وال مشارك له فيه .)٢(املنري

اخلوئي قدس اهللا نفسه ما نص عليه أستاذنا :الشاهد الثالثبقرينة ) ربحتم(ترادف ) غنمتم(، من أن ةتابعاملحدود ا يف حرص

.٣، ص١٠ج: ، حممد رشيد رضاتفسري املنار: الحظ) ١(، أمحد بن حممد بـن افعيكتاب املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري للر: الحظ)٢(

، ٢ج: م١٩٢٢، ٥، املطبعـة األمـرية بالقـاهرة، ط)هـ٧٧٠(عيل املقري الفيومي .٦٢٢ص

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٦٢

ن اخلمس ثابت يف أإليها، وهذا يدلل عىل ) من يشء(إضافة عموم ما يطلق عليه اليشء من الربح وإن كان يسريا جد ا

الغنيمة : ستند العروة الوثقى قال يف م؛كالدرهم وما شابه ذلك باختصاصها بغنائم دار :هبذه اهليئة وإن أمكن أن يقال بل قيل

ما لغة أو اصطالحا إاحلرب إال أن ـوإن كان مل يظهر له أي وجهـ غنم«كلمة ربح« بالصيغة الواردة يف اآلية املباركة ترادف » و »

فائدة، ومل يتوهم أحد وما شاكل ذلك، فتعم مطلق ال» استفاد« .)١(اختصاصها بدار احلرب

ثبت أ وبالتايل ،دا به رمحه اهللا إىل هذا التفسري ولعل الذي ح :عموم الغنيمة يف هذه اآلية جلميع األرباح التي حتصل للفرد هو

يف دار احلرب ال يكون صغريا عادة كالدرهم اليشء الذي يغنمنأ ن أ عن كشفينائمها، وهذا ذلك ال يناسب غفإنوأرضابه؛

.ة املعنية يف اآلية أوسع من غنائم دار احلربالغنيمن اخلمس أيعني ) من يشء( تعبري وهذا الكالم غريب منه؛ فإن

.١٩٦، ص٢٥ ج:مستند العروة الوثقى) ١(

وقد نسب السيد اخلوئي يف جملس درسه ذلك إىل القرطبي، مدعيا بأنه نص عـىل : األخـري، الحـظن غنم تعني ربح، ومل نجد ذلـك يف حـدود متابعتنـا لتفـسريأ

).املقرر( .ما يفضل عن مؤونة السنة: الدروس الصوتية املسجلة للسيد اخلوئي

٦٣ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

م يف احلرب، صغريا كان أو كبريا، وال يعني ثابت يف مجيع ما غن طلق عليه اليشء من ة ثبوت اخلمس يف عموم ما يالبتهذا

بام يغتنم ـ أو يربح ـ يف دار احلرب فقط، ل هو خمتصاألرباح، ب هذا من قبيل ما يكتب قداره، النظر عن قيمته وحجمه ومبغض

هذه قصد من ، فهل يهنا يشء جتدونه كليف سوق الوراقني من أن وجود عالج وأدوية للمرىض يف ةعبارال !؟سوقهم

ـ تتلون بلون ) ما( إن األسامء املبهمة ـ مثل :وبعبارة ثانية) غنمتم(بل يستفاد من ) يشء(موردها، وموردها ال يستفاد من

من حترير الكالم يف عمومها أو اختصاصها، ال من مفردة التي البد ).يشء(

بعض النصوص الروائية تبعد استشكال عدم إمكانية أن ولعل ن امرأة أتكون الغنيمة يف دار احلرب صغرية؛ إذ جاء يف األثر

قد علمنا : قالت له)رضوان اهللا تعاىل عليه(قيل بن أيب طالب ع ،طي هبا ثيابكهذه إبرة خي : قاتلت فهل جئتنا بيشء؟ فقالكنأ

ال ال يغلن رجل إبرة فام دوهنا، فقال عقيل أ: مناديا فبعث النبي .)١(ما أرى إبرتك إال قد فاتتك: تهأمرال

احلافظ الكبري أيب بكر عبد الرزاق بن مهـام ، املصنف) ١( ، عنـي بتحقيـق الـصنعاين

، ١حبيب الرمحن األعظمي، نرش املجلس العلمـي، ط: نصوصه وختريج أحاديثه

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٦٤

بعض نص ي كام-؛ فإن الذوق اللغوي يشري وكيف كانم؛ فإن الربح هو الزيادة ن إىل عدم ترادف الربح والغ-املفرسين

م فهو احلاصل بال ناحلاصلة يف املبايعة واملعاملة، أما الغ .)١(معاملة

فتحصل مما تقدم بأن الغنيمة ال ختتصمنا بأننا حتى لو سل: ذلك ال يوجب دخول مخس أرباح بغنائم دار احلرب، فإن

هو ما حيصل لغة وبحسب االستعاملنماسب فيها؛ ألن الغاملكب، ومخس أرباح ة وال تعب وال ترقمشقمن غري عليه اإلنسان

ةاملكاسب ليس من هذا القبيل؛ بل حيصل عليه اإلنسان باجلد ب حصولهترقوة يف بعض األحيان، ة الكبريوالتعب واملشق

العموم اللغوي أخرى، فال سبيل للقول بأنيف أحيان جزمي اشامل له، فيكون خروج مخس أرباح املكاسب من اآلية خروج

.ا ال ختصيصيا موضوعياختصصي: إن للفظ الغنيمة مصاديق ثالثة مدعاة، األول:وبعبارة أخرى

ة ما حيصل عليه بال مشق: ما حيصل عليه يف دار احلرب؛ والثاينب قول اللغوي وبحس. مطلق الفائدة والربح: وتعب؛ والثالث

.٩٤٩٤: ديث، رقم احل٢٤٢، ص٥ج: م١٩٧٢

.٣٣٨ص: مفردات القرآن. ٣، ص١٠ج: تفسري املنار:الحظ) ١(

٦٥ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ال والثاين مما وضع هلام لفظ الغنيمة، فيكون العموم ناظرفإن األو .ل الوضع له يف شموشكنذين املصداقني فقط، أما الثالث فإىل ه

نتمسك بمقدمات احلكمة إلثبات اإلطال:فإن قلت ق والشمول ألرباح املكاسب أيضا؟

وأنه يشمل ، كميعني ما هو موضوع احل إن اإلطالق ال:قلناأرباح املكاسب أم ال؟ وإنام ينفي القيد عام ثبت كونه موضوعا

كام هو حمرر يف حمله، للحكم بدال آخر يف املرتبة السابقة فإذا تردد . ال يمكن ، املوضوع بني أمرين أحدمها أوسع من اآلخر مصداقا

إثبات األوسع يف قبال األضيق من خالل التمسك بمقدمات .وعليه فال يمكن التمسك بعموم اآلية إلثبات ذلك. ةاحلكم

النصوص الروائية املفرسة: الطريق الثاينالروايات : أما الطريق الثاين إلثبات عموم اآلية الكريمة فهو

هذه اآلية وبيان عمومها، وقد وصف خصوص الواردة يف تفسري ضح يت هذه الروايات باملستفيضة، بل باملتواترة، وسكابربعض األ

. )١(لك حال هذه الدعوى الحقا

، إعداد جلنة حتقيق تـراث )هـ١٢٨١(، الشيخ األنصاري كتاب اخلمس: الحظ)١(زبدة .٧٥ص: قم إيران: هـ١٤٣٠، ٣الشيخ األعظم، جممع الفكر اإلسالمي، ط

سيد : جردي، تقرير، السيد حسني الطباطبائي الربواملقال يف مخس الرسول واآلل

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٦٦

وقبل أن نبدأ باستعراض الروايات الواردة يف املقام من الالزم ؛ فقد النص القرآين يف دور الرواية يف تفسريالعاماهنا التذكري باجت

ل يتوصو اص خاا ظهور قرآين نص لكلنأ: مجالهإما ه يف حملأفدنا باستظهار نص قرآين آخر له :؛ أوس النصباستظهار نف: اإليه إم

ه من نظرية تفسري القرآن نحو ارتباط به، وهذا هو الذي نعني .بالقرآن، هذا ما يرتبط بنفس النصوص القرآنية

ـ مثاال ال حرصا ـ ية فينحرص دورها ئا النصوص الرواأم ا إما وإم ؛ اإلرشاد والتعليم آللية العملية التفسريية وكيفيتها:يف القرآين وعدم االكتفاء بمرتبة دة للنص عىل مراتب متعدكيزلرتل

بيان مصداق للنص القرآين ال ممارسة ا ل؛ وإمأولية وبدوية للظهور .ة التفسري قرآنية حرصا ألن مهم؛التفسري له

إزاء ما هي الوظيفة: هذا التساؤليطرح يف ضوء هذا التأسيس ظهور القرآين؟الروايات الصحيحة املخالفة لل

فال شكى هذه الروايات خمالفا للقرآن مؤد إذا كان:واجلوابيف سقوطها عن االعتبار؛ استنادا إىل روايات العرض عىل الكتاب؛ إذ ورد فيها األمر بأخذ ما وافق الكتاب وطرح ما

ا أن يكون هذا االختالف اها غري خمالف؛ فإمخالفه، وإذا كان مؤد

.٧٨ص: عباس بن أيب تراب احلسيني القزويني

٦٧ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ن رفعه بتوجيه نفس الرواية فيحل اإلشكال، وإمالبدوي مما يمك ا هذا االختالف فال سبيل حينها إال بااللتزام بالظهور أن يستقر

.القرآين وترك العمل بالروايةال تعد أمثال هذه الروايات الصحيحة السند منبأ :إن قيل هة إىل ة االستظهار القرآين الذي خالفته؟عدم صح

ال ستظهار القرآين بحدوايات املخالفة لال إذا كانت الر:قلنا ففي مثل هذه ،قليلة مثالكأن تكون عادة؛ يبعث عىل االهتامم

ال ينبغي االعتناء هبا أو العمل عىل أساسها، أما إذا كانت بحداحلالة استظهارنا خاطئ، ففي مثل هذه احلالة فإن يوجب االطمئنان بأن

من إعادة قراءة النص ، والبدهذا االستظهار يسقط عن احلجية .القرآينة الظهور ي ثانية من غري إسقاط أصل حجةالقرآين مر هذا هو مفاد النصوص الروائية التي أكدت بأن ما خالف ولعل

كتاب؛ األمر الذي قد يشري ال من إرجاعه إىل نفس كتاب اهللا البد الدائرة إىل رضورة أن تتكون االستظهارات القرآنية من نفس

ته املوضوعية يف تشكيل ة القرآن أو ملدخليالقرآنية؛ إما حلاكمي .)١(ظهوره

:منهاعىل عموم اآلية، والتي استدلوا هبا الروايات نعود إىل

.٥٧ـ٥٥، ص١ ج:منطق فهم القرآن: الحظ يف هذا الصدد) ١(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٦٨

عمران بن موسىرواية .١عن حممد بن احلسن الصفار عن عمران بن موسى عن موسى

بن جعفر رأت عليه آية اخلمس،ق: ل قا× فقال ما ن : هو

رسو وما ن رسو هو ا ثم قال، وا لقد ا ا مؤمن :

أرزا هم مسة دراهم جعلوا ر هم واحدا

أ لوا أر عة و أحالء حالال[ [ ،

ثم قال هذا من حدي نا صعب ستصعب ال عمل به، وال يص عليه: ،

إال متحن قلبه إليمان )١(.

ال ل، وهو كام ترى؛ فإن الصفارهكذا جاء طريقها يف الوسائ بواسطة واحدة؛×ام موسى بن جعفر الكاظم عن اإلمييروبصائر وذكره صاحب الوسائل الطريقها الصحيح ـ كام جاء يف و

الصفار عن أيب حممد بن احلسن: هوـ مثلهيف ذيل الرواية بعنوانحممد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عيل بن هأسباط عن حممد بن الفضيل عن أيب محزة عن أيب جعفر علي

.السالمعمران بن ( اشرتاك بجهالة أيب حممد، ووهذا الطريق مبتل

األشعري الثقة وعمران بن موسى اخلشابيتوين بني الز)موسى، بني الضبي الثقة أيضافضيلالحممد بن تردد وغري الثقة؛

.واألزدي غري الثقة

. ٤٨٥، ص٩ ج: وسائل الشيعة) ١(

٦٩ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ا أبو حممد فلم يرد له توثيق أو مدح يف الكتب الرجالية، أم .)١(ار عنه االستناد يف توثيقه إىل رواية حممد بن احلسن الصفويمكنيف نفسه + أستاذنا اخلوئيا عمران بن موسى فقد ذهبأمو

عمران بن موسى هو نأادمها، وإىل احتحل مشكلة االشرتاك ، ومع ثبوت ذلك ترتفع مشكلة ي الزيتويننفسه األشعري القم

.)٢(تردده - فيام مىض منا من أبحاث-قد عرفت ا حممد بن الفضيل فوأم

بأن الذي يروي عن أيب محزة الثاميل هو حممد بن الفضيل األزدي، التضعيف املذكور ـ واملنقول عن مجلة نأوهو ثقة عىل التحقيق، و

، املدركيةتملحممن الرجاليني كالشيخ وابن داوود والعالمة ـ وايات هذا وهذا املدرك ال يمكن أن يكون مستندا لتضعيف ر

مة فضائل األئلسبب رواياته فربام يكون تضعيفهم إياه ب؛ الرجلعد يف تلك الفرتة الزمنية ييات اوومقاماهتم، وهذا اللون من الر

والزندقة، ويسقط مجيع ما رواه يوصف راوهيا بالغلوفاصالا خطعن االعتبار؛ أقول ذلك من خالل قراءة سنخ الروايات التي

.)٣(وي ومتابعة مفادها ومضموهنااريق هذا الررويت عن ط

.٥١٢، ص١ج: بصائر الدرجات: الحظ) ١( .١٦٥ـ ١٦٤، ١٤ج: معجم رجال احلديث: الحظ) ٢( .٥٠ـ٤٠ص: يالسيد كامل احليدر تقريرا ألبحاث منكر الرضوري، :الحظ) ٣(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٧٠

.صحيحة السندوعىل أساس ما تقدم تكون الرواية إن اإلمام عليه :تقريب االستدالل هبذه الرواية فيقالا أم

عىل مسامعه آية اخلمس املعهودة أفاد وكأنه ئ السالم بعد أن قرملؤمنني أرزاقهم ن اهللا يرس عىل ابأ : الغنيمة الواردة فيهايريد تفسري

بخمسة دراهم، جعلوا هللا درمها واحدا وهو اخل مس، وأكلوا ؛ االختالف احلاصل يف النسخ أو حالال عىل ءأربعة دراهم أحال

بذلك نستكشف بأن الغنيمة عامة، أو تشمل أرباح املكاسب و . تقديرعىل أقل

إن حرص الغنيمة يف: ببيان آخر مفادهوربام يقرب االستدالل من احلديث الصعب جيعلهااآلية الكريمة بغنائم دار احلرب ال

إال مؤمن امتحن اهللا وال يصرب عليه املستصعب الذي ال يعمل به ؛ فإن اآلية أوضحت كام يقرر اإلمام يف ذيل الروايةقلبه لإليامن

مصارف اخلمس وال صعوبة يف فهم ذلك، نعم؛ قد تكون فائدة وربح، حتى يف مثل لكلالصعوبة يف تعميم الغنيمة فيها

فسيكون ذا العنوان؛ من دفع درهم فيها هباخلمسة دراهم التي البد . املطلوبذلك من احلديث الصعب املستصعب، وهبذا يتم

:امهويرد علي ال ختلو ة املتقدماتإن داللة الرواية عىل املطلوب بالبيان :الأو

بصدد تفسري اآلية ×من نظر؛ إذ ال يمكن اجلزم بأن اإلمام

٧١ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

بأن اهللا قد يرس عىل املؤمنني أرزاقهم :استنادا إىل املقطع القائلم واحدا وأكلوا أربعة أحالبخمسة دراهم؛ جعلوا لرهب ء؛ وذلك

ال يرتبط الحتاملية أن يكون هذا الكالم استئنافيا منه عليه السالمأحد ن مخس أرباح املكاسب أأو ،بتفسري اآلية الكريمة

:مصاديقها، نقول ذلك بقرينتنيثم قال( مفردة :)أ( د استئنافية الواردة قبلها؛ إذ هي تؤي)

.الكالم املزبورثم قال( مفردة: )ب( الواردة بعدها؛ إذ حيتمل أن يكون ما )

البيان ال يرتبط بأراده اإلمام من احلديث الصعب املستصعب . أخرىالسابق الذي أفاده، بل هو لنكتة

إن ذكر اإلمام عليه السالم ألحد مصاديق اخلمس بعد :انيوثاتالوة اآلية الكريمة عليه ال يستلزم أن يكون ذلك املصداق من أفراد الغنيمة ليتم املطلوب، بل قد يكون من مصاديق ما جيب فيه

إذ ؛اخلمس ـ والتي ال تنحرص يف غنائم دار احلرب ـ بدليل آخر يسأل عن نفس اخلمس واألشياء التي جيب السائل كانلعل، وخصوصا اليشء الذي كان سائدا يف ه منهاؤإعطا أجواء

مخس :وهو ،يف تلك الفرتة الزمنيةاملحيطني باإلمام وحوارييه ، فيكون هذا البيان أعم من املدالفاضل عن املؤونة .عى

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٧٢

ثال دور النبي األكرم واألئمة عليهم السالم يف أمإن :وثالثاهذه الروايات ليس دورا تفسرييا؛ ألن القرآن نزل بلسان عريب

يفرس بعضه بعضامبني ، وعندما تشكل علينا مفردة من املفردات هم عليهم ، نعم أو اإلمام ال النبيفاملرجع حينئذ هو اللغوي

.ن دور توسعة املفهوم بإضافة مصاديق جديدةوالسالم يامرسفتحصل مما تقدم عدم .عى داللة هذه الرواية عىل املد

أن نجمل هذه الرواية ال بأسختم احلديث يفوقبل أن ن؛ لوجود العديد من كتاب بصائر الدرجاتسند حول كالمال

.يات التي جاءت عن طريقهالرواإن كتاب البصائر ملحمد بن احلسن الصفار قد وصل إلينا عن

ا بأسانيد خمتلفة؛ أم ةعليهام الرمحطريق الشيخ الطويس والنجايش الشيخ فقد روى عن حممد بن احلسن الصفار بشكل عام ط بتوس

: ثةرق ثالطالوليد عن حممد بن احلسن عن أبن أيب اجليد عن أبن :األول .الصفار

عن ) الصدوق=( عن مجاعة عن حممد بن عيل بن احلسني :والثاين . عن رجالهفارالوليد عن حممد بن احلسن الصحممد بن احلسن بن

حممد عدا كتاب البصائر حيث مل يروان باموهذان الطريقان خيتص

٧٣ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

؛ ار نفسهالذي جاء يف الطريقني رواية البصائر عن الصفبن الوليد ها املضامني العقدية الواردة يف كتاب البصائر، ألسباب ربام أمه

.ة يف تلك املرحلة الزمنيوالتي كانت ختالف األفق العقدي العاماحلسني بن عبيد اهللا عن أمحد بن حممد بن حييى عن :والثالث

، وهو شامل لكتاب &الصفارحممد بن احلسن عن أبيه عن .)١(بصائر الدرجات

لكي نصحح الطريق األو؛يديب اجلأوسواء أقلنا بوثاقة ابن ،ل فال ينفع يف ،الطريق الثاينوثاقة واقترصنا عىل أم مل نقل بذلك

طهام، وإنام روى ؛ إذ مل يرو الشيخ كتاب البصائر بتوس شيئااملقامضعيف باحلسني بن ط الطريق الثالث فقط، والذي هو ذلك بتوسل منهام وأمحد بن حممد بن حييى، نعم يمكن توثيق األوعبيد اهللا

.؛ بخالف الثاينالنجايشالقائلني بوثاقة مشايخ عند حممد بن احلسن بن ه عن ن إخبارأ عىل نصا النجايش فقد أم

فروخ الصفار :ط طريقنيبتوس )٢( عيل بن أمحد بن حممد بن طاهر ني عن أيب احلس:لاألو

.٢٢١-٢٢٠ص: ، الشيخ الطويسالفهرست) ١(

ن حممد بن احلسن بن فروخ هـو غـري حممـد بـن احلـسن أيذهب ابن داوود إىل ) ٢( الصفار، ). املقرر(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٧٤

ام بوهو خمتصعن حممد بن احلسن بن الوليد، ،ياألشعري القم .عدا بصائر الدرجات

عن أيب عبد اهللا بن شاذان عن أمحد بن حممد بن حييى :والثاين .)١( شامل لبصائر الدرجات، وهوعن أبيه إال عىل رأي ،يب عبد اهللا بن شاذانبأ: الثاينالطريق ضعفوا قد و

عبد اهللا بن ، وأبوالنجايشالقائل بوثاقة مشايخ خلوئيأستاذنا اليس من مشايخ هو الذيأمحد بن حممد بن حييىب وشاذان منهم؛ .النجايش أيضا

يقها كتاب البصائر هذا فيام يرتبط بالطرق التي روي عن طر .وما يمكن أن يقال فيها

ا أصحاب املجامع احلديثية كصاحب البحار والوسائل أمالذين جاءت روايات البصائر يف كتبهم فلم تكن لدهيم سوى

الطرق املتقد ن احلر العاميل نص يف خامتة الوسائل أمة، والغريب ال ، كربى وصغرى، ومل يرشنين لبصائر الدرجات نسختأىل ع

ن أسانيدمها إىل أي أالشيخ وال النجايش إليهام، وال يعلم .النسختني تشري

الشيخ اجلليل أبو العباس أمحـد بـن عـيل بـن أمحـد بـن : ، مجعهرجال النجايش )١(

يف، مؤسسة النرش اإلسالمي، مل تذكر الطبعة وال العباس النجايش األسدي الكو .٣٥٤ص: سنة الطبع

٧٥ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

األعالم يف تردد منضعبجعلت هذه املسائل وغريها كلبدا وقد تها، وبالتايل القول بحجية روايات البصائر حااللتزام بص

؛ حيث نفسه+لشهيد الصدرذنا اامن خالل بحوث أستذلك طريق صاحب نأملا أفاده من ؛ سبة الكتابة ناستشكل يف صح

إنام هو بتوسط الشيخ الوسائل إىل بصائر الدرجات ، عليه الرمحة الصحيح منهام ال يشمل بصائر ،للشيخ طريقان إىل الصفارو

ن ألشيخ نص عىل ابأن -فيام تقدم- وقد أوضحنا الدرجات، أساس املبنى الذي ه عىل هذا كل .طرقه إىل الصفار ثالثة ال اثنان

يضع السند ميزانا يف قبول الرواية وردها )١(. ـ أما عىل املبنى املختار ـ الذي يعتمد الوثوق ومجع القرائن

فاألمر خمتلف متاما؛ حيث إن روايات كتاب البصائر العديد منة الصدور مضمونا؛ حتى وإن مل يتم سند بعضها؛ ألن مطمئن

يعتمد السند مقياسا هنائيا يف اجلرح املقياس الذي نختاره ال الوثوق معه والتعديل ويف الصدور والالصدور؛ بل يلحظ

ة عليه، ويلحظ أيضا إمكانية باملضمون ومجع القرائن الدال .ط أسانيد صحيحة أيضااالستدالل عىل فقراهتا بتوس

ــوثقى: الحــظ)١( ــاقر الــصدربحــوث يف رشح العــروة ال ، ١ج: ، الــسيد حممــد ب .٢٥٨، ٢٣٤ص

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٧٦

اد بن عمرو وأنس بن حممدرواية مح .٢حممد بن عيل بن ا حل سني بإسناده عن محاد بن عمرو وأنس بن

حممد عن أبيه مجيعا عن جعفر بن حممد عن أبيه عن جده عن عيل بن أيب طالب عن النبي× يا إن بد ا مطلب: نه قالأ ’

سن ×

اهلية س س أجراها ا عز وجل اإلسالم، حرم ساء اآلباء ا

األ ناء فأنزل ا عز وجل، وال نكحوا ما ن ح آباؤ م من ال ساء، :

ووجد ك ا فأخرج منه ا مس وتصدق به، فأنزل ا عز وجل واعلموا :

نما غنمتم من

ء فأن سه و لرسول و ما حفر ب ز زم سماها ...

سقاية ا اج فأنزل ا بارك و عا أجعلت: م سقاية ا اج وعمارة

ا مسجد ا رام كمن آمن با وا وم اآلخر

وسن القتل مائة من اإلبل ...

فأجرى ا عز و جل ذ ك اإلسالم، و م ي ن لطواف عدد عند قر ش

فسن هم بد ا مطلب سبعة أشواط، فأجرى ا عز وجل ذ ك

اإلسالم

...)١(. ×إخراج عبد املطلبإن : يقرب االستدالل هبذه الرواية ببيانو

اآلية هذه د عموم الغنيمة يف ييفللخمس من الكنز الذي عثر عليه رب؛ ولو كانت كذلك فام هو ئم دار احلوعدم اختصاصها بغنا

!معنى إخراج اخلمس من الكنز ونزول اآلية بعد ذلك؟

.٣٦٥، ص٤ج: من ال حيرضه الفقيه) ١(

٧٧ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

:ويرد عىل هذا االستدالل أمور الرواية ضعيفة السند؛ ملجهولية بعض رواهتا كحامد بن :أوال

.عمرو وأنس بن حممد ألهنا ؛عىعىل املدة السند فهي ال تدل عىل تقدير صح:وثانياام بيان ما يتعلق به اخلمس؛ ان أصل الترشيع، ال يف مقبصدد بي

ربعة األخرى التي جاء ذكرها يف ن األمور األأنقول ذلك بقرينة جاء اإلقرار واإلجراء فيها عىل أصل الترشيع دون الرواية

الذي يشهد لذلك ما ورد فيها من تصدق عبد تفاصيله، ولعل .آلية ال ينسجم مع ذلكورد يف ااملن أاملطلب بخمس الركاز مع

أهنا عىل تسليم داللتها ال تفيد وجوب اخلمس يف أرباح :وثالثا اخلمس يف الكنز يدخل يف الفائدة احلاصلة بال املكاسب؛ ألن !؟وأين هذا من أرباح املكاسب، مشقة وتعب

بني عيسىرواية حكيم مؤذن .٣عن حم مد بن حييى، عن أمحد بن حمم د، عن حممد بن سنان، عن

عبد الصمد بن بشري، عن حكيم مؤذن عيسى، قالبني سألت > : أبا عبد اهللا عليه السالم عن قول اهللا تعاىل واعلموا نما غ{: نمتم من

ء فأن سه و لرسول و ي القر فقال أبو عبد اهللا،} عليه بمرفقيه عىل ركبتيه، ثم أشار بيدهالسالم ، ثم قال)١( اإلفادة واهللا :

حال من مرفقيه، واملعنى رفع مرفقيه ومهـا : قال املازندراين يف رشح هذه العبارة )١(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٧٨

يوما يوم، إ ال أن أ عليه ا سالم جعل شيعته حل ل

كوا >)١(. ب واالستبصار بأسناده عن أمحد بنورواها الشيخ يف التهذي

عبدون عن أيب احلسن عيل بن حممد بن الزبري عن عيل بن احلسن بن فضال عن احلسن بن عيل بن يوسف عن حممد بن سنان عن

عبد الصمد بن بشري عن حكيم مؤذن بني عبس عن أيب عبد قال×اهللا قلت له قوله تعاىل واعلموا أنام غنمتم من يش>: ء فأن

مخسه ول هللا لرسول، قال وا : اإلفادة

يوما يوم، إال أن أ جعل

شيعتنا من ذ ك حل ل كوا

>)٢(. من ن السائل أراد أ عىل مبنيوتقريب االستدالل هبذه الرواية

مفاد عن ×خالل تالوة اآلية الكريمة االستفهام من اإلمامما بيوم، والتي يوبأهنا اإلفادةعليه السالم الغنيمة فيها، فأجابه

.تعني األرباح والتجارات والفوائد، فيثبت املطلوب

فعـال أن العرب جتعـل القـول عبـارة عـن مجيـع األان عىل ركبتيه، وقد مركائنت مـشى، ي وقـال برجلـه أ، أخـذأي قـال بيـده : فتقول،وتطلقه عىل غري الكالم وقـال ، قلبـهي وقال باملاء عىل يـده أ، أومأتي وطاعة أوقالت له العينان سمعا

ألصــول ، اايفرشح الكــ، ساع وكــل ذلــك عــىل املجــاز واالتــ، دفعــهيبثوبــه أ .١٠ح ،٤٠٦ص ،٧ ج :والروضة

. ٧٢٩ـ٧٢٨:، ص٢ ج: الكايف )١( . ٥٥، ص٢ ج: االستبصار فيام اختلف من األخبار )٢(

٧٩ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ا،رجاهلفقد وقع الكالم يف وثاقة عدة من د هذه الرواية اسنأأما ين بن وحكيم مؤذ؛حممد بن سنان؛ وعيل بن حممد بن الزبري: وهم

. عىل اختالف النسخ يف تسميته؛عبس أو عيسك بني عيل بن حممد بن الزبري أما عيل حممد بن الزبري فهو مشرت

اخلوئي إىل تاذناسأوعيل بن حممد بن الزبري القريش، وقد ذهب : قد يستند فيها إىل أمرينتهاشرتاكهام، ونص عىل أن وثاق

أكثر لكونه من مشايخ اإلجازة، وقد روى الشيخ عنه :األول .دونعباألصول بتوسط أمحد بن

عىل الدال) الوقتعلو(ن قول النجايش فيه بأنه كا:والثاين كام يقرر السيد الداماد يف ، الشأن يف وقته وزمانهالوثاقة وعلو

.تفسريهاخ اإلجازة؛ ألن عدم متامية كربى وثاقة شيو:وأورد عىل األول تكون بنقل رواية أو روايتني، أو أصال من الرواية عنهم قد

.لتوثيقاألصول أو كتابا من الكتب، وهذا ال يكشف عن ا بعدم داللة هذه اجلملة عىل الوثاقة؛ ألن النجايش :وعىل الثاين

ه وطعنه فيه نفسه يذكرها يف إسحاق بن احلسن بن بكران مع ذم ! منهاالفاء ساقط حرفيبدو بأنبأنه ضعيف، و

، إىل عدم وثاقته+ا اخلوئيأستاذنهذه الوجوه مال كلوبعد

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٨٠

إىل عيل بن رجوعها م حتى وإن سل )ا يف وقتهكان علو( : مجلةنأو فهي ال تدل عىل كونه حينها رجال شاخصا، ومن ،حممد بن الزبري

.)١( وثاقتهاملعاريف، وال يمكن أن يستفاد منهاحتى كبار ه إن كون هذا الرجل من املعاريف ال ينكر:نالحظ

فهذا الذهبي يف سري أعالم النبالء ينص اآلخر؛ املذهبيرجاليمام الثقة املتقن، أبو احلسن، عيل بن حممد بن الزبري، اإل: ونهعىل ك

، مليح الكتابة، بديع عاملأديبنه أ، وديبالقريش الكويف األقه أبو بكر وث؛ ة تالمذة ثعلبالوراقة، نسخ الكثري، وكان من جل

يف ذي القعدة سنة ثامن وأربعني وثالث مئة عن تويف... اخلطيبإبراهيم بن أيب العنبس : ببغداد عنثدح؛ أربع وتسعني سنة

ان، وأخيه حممد، وحممد بن القايض، واحلسن بن عيل بن عفابن : عنهثدح؛ اراحلسني احلنيني، وإبراهيم بن عبد اهللا القص

بن رزقويه، وأبو نرص بن حسنون، وأمحد بن كثري البيع، وعيل .)٢(داود الرزاز، وأبو عيل بن شاذان، وآخرون

.١٥١ـ١٥٠، ص١٣ج: ، السيد اخلوئيمعجم رجال احلديث) ١( اإلمام شمس الدين حممد بن أمحد بن عثامن الـذهبي، أرشف سري أعالم النبالء، )٢(

إبـراهيم : شـعيب األرنـؤوط، حقـق اجلـزء: تاب وخرج أحاديثهعىل حتقيق الك .٥٦٧، ص١٥ج: م١٩٨٠هـ ،١٤٠٢، ١الزيبق، مؤسسة الرسالة، ط

٨١ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

عيل بن حممد بن الزبري القريش : يف رجالهالطويس قال الشيخ و وروى أكثر ، روى عن عيل بن احلسن بن فضال مجيع كتبه،الكويف

، وأخربنا عنه أمحد بن عبدون،األصول روى عنه التلعكربي ، وقد ناهز مائة سنة، سنة ثامن و أربعني و ثالثامئةدومات ببغدا

.)١(عليه السالمودفن يف مشهد أمري املؤمنني حممد بن سنان واالجتاهات يف تقييمه

، الرجاليني بني أما حممد بن سنان فقد وقع كالم كثري حولهفوثقه بعض وضعفه آخرون ولكي نخترب ، ؛ وتوقف نزر يسري فيه

علينا تفحص حال هذا مبنانا الرجايل يف التوثيق والتضعيفحظ نال إذ؛ اإلجياز بيشء من الراوي ومرتكزات تضعيفه وتوثيقه

اختالفا عجيبا يف تقييامت حيث له؛ أنفسهمالرجالينيبعض :ونه يف أثر ويمدحونه يف أثر آخر، فنقولذمي

تأكد تأريخ ي مل ، اخلزاعي حسن بن سنان الزاهريهو حممد بن والده تويف من اهلجرة، ٢٢٠والدته بالضبط، لكن وفاته هي يف سنة

اسمهه سنان ونسبه إليه، وإنام ذكرنا ه جدفلوهو الزال يف صباه، فك

، شيخ الطائفة أيب جعفر حممد بن احلسن الطويس، حققـه رجال الشيخ الطويس )١(وعلق عليه وقـدم لـه العالمـة الكبـري الـسيد حممـد صـادق آل بحـر العلـوم، :

.٤٨٠ص: م، النجف األرشف١٩٦١، ١كتبة واملطبعة احليدرية، طمنشورات امل

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٨٢

عن حممد بن سنان بن ظريف اهلاشمي، الذي حيتمل الكامل ليتميزنفسه، وإن م له املرتجهو وأن سنان الثقة، أن يكون أخا لعبد اهللا ب

ظريفا جده القريب، وزاهر جده البعيد .)١(ضعإليه ب كام مال واجلواد واهلادي والرضا الكاظم يعد من أصحاب اإلمام

: ، نظريعالماأل واحد منغري يهتتلمذ عىل يد السالم؛ وعليهمحممد بن عيسى والفضل بن شاذان، ويونس بن عبد الرمحن،

يب اخلطاب، واحلسني بن سعيد أ، وحممد بن حسني بن يالعبيد: دة، نظري متعداله كتبأن ؛ كام وب بن نوحاألهوازي، وأية، وكتاب املكاسب، واحلج، والصيد والذبائح، لالطرائف، واألظ

والرشاء والبيع، والوصية، والنوادر، كام أحصاها النجايش يف .)٢(رجاله

رجال بحسب إحصاء معجم حديثا٧٩٧وقد ورد يف إسناد . احلديث

حممـد : ، حممد بـن حممـد إبـراهيم الكلبـايس، حتقيـقالرسائل الرجالية :الحظ )١(

.٦٠٦، ص٣ج: هـ، قم إيران١٤٢٢، ١حسني الدرايتي، دار احلديث، ط، أبـو احلـسن أمحـد بـن عـيل )فهرس اسـامء مـصنفي الـشيعة (رجال النجايش )٢(

سيد موسى الشبريي الزنجاين، مؤسسة النـرش اإلسـالمي، : جايش، تصحيحالن .٣٢٨ص: هـ ق، قم إيران١٤٠٧

٨٣ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟ :ثالثةواالجتاهات الرجالية يف حاله

ه وجوهو التاجتاه يذهب إىل وصفه بالضعف وعدم الوثاقة، * واملفيد يف بعض والشيخ الطويسابن الغضائري والعام للنجايش

املحقق احليلكتبه، وتبعهم عىل ذلك من االشهيد الثاين وغريمه و .ري املتأخرين واملعارصين أيضا كأستاذنا اخلوئيمتأخ

قال النجايش نقال عن أيب العباس أمحد بن حممد بن سعيد يف ضعيفئل عنه معروفة، وهو رجلمساله : وصف حممد بن سنان

.)١(د به وال يلتفت إىل ما تفر،ل عليه ال يعو،اجد ،عن عليه وقد ط،له كتب :وقال الشيخ الطويس يف الفهرست

.)٢( فعوضحممد بن سنان مطعون عليه، ضعيف : وقال يف هتذيب األحكام

ا، وما يستبد بروايته وال يرشكه فيه غريه، ال يعمل بجد .)٣(ه ال ختتلف ،مطعون فيه: وقال الشيخ املفيد يف الرسالة اهلاللية

وما كان هذا سبيله مل يعمل عليه يف ،العصابة يف هتمته وضعفه .)٤(الدين

.املصدر السابق، نفس املعطيات) ١( .٤٠٦ ص:، الشيخ الطويسالفهرست) ٢( . ٣٦١، ص٧ج: هتذيب األحكام) ٣(، حممد بـن حممـد بـن الـنعامن )جوابات أهل املوصل (الرد عىل أصحاب العدد )٤(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٨٤ .)١(لتفت إليه ال ي،، يضعضعيف، غال : وقال ابن الغضائري

أنه عنه وروى ضعيف، عليه، رجال قد طعن: داوودنوقال اب كتب هي فإنام شيئا؛ حدثت مما عني ترووا ال: موته عند قال

.)٢(الفساد حديثه عىل والغالب السوق؛ من ااشرتيته، وينص ال متاماالقول نلحظ قوال آخر يناقضههذا ويف قبال *

مقامه وجاللة عىل وثاقة حممد بن سنان فحسب، بل عىل علولغريب نه من أصحاب األرسار لدهيم عليهم السالم، واأقدره و

ن بعض األعالم الذين نقلنا عنهم التضعيف يف القول األول، أنصوا عىل وثاقته يف آثارهم األخرى، فالشيخ الطويس الذي أفاد

يف كتاب الغيبة ت والتهذيب ضعفه والطعن فيه، يروي يف الفهرس :ما ييلعن أيب طالب عبد اهللا بن الصلت القمي

خر عمره فسمعته آ م يف عليه السالبى جعفر الثاينأدخلت عىل

لعكربي البغدادي امللقب باملفيـد، املطبـوع ضـمن اجلـزء التاسـع مـن سلـسلة امهدي نجف، املؤمتر العاملي أللفية الـشيخ املفيـد، : مؤلفات الشيخ املفيد، حتقيق

.٢٠ص: هـ ق، قم إيران١٤١٣، ١طيب عبـد اهللا ابـن أمحـد بـن أبـو احلـسني أ، )رجال ابن الغـضائري (كتاب الضعفاء )١(

.٩٢ص: سيد حممد رضا احلسيني اجلاليل، قم إيران: قيقالغضائري، حت، املطبوع ضمن رجال الربقي، احلسن بن عيل بن داوود احلـيل، رجال ايب داوود )٢(

.٥٠٥-٥٠٤ص: م، إيران٢٠٠٤جامعة طهران، : نرش

٨٥ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

زكريا بن آدم وحممد بن سنان و ي حيي بن صفوان اهللا جزى: يقولوفوا إيل فقد ؛ خريايعن عن عيل ى روهأما حممد بن سنان فإن...

سمعت أبا جعفر الثاين عليه السالم : قال،بن احلسني بن داودنه، فام رىض اهللا عنه برضائي ع: يذكر حممد بن سنان بخري، ويقول

.)١(خالفني وما خالف أيب قطقه يف وثقد فه يف الرسالة اهلاللية املفيد الذي ضعالشيخ ن أكام

×نص وأشار إىل عيل بن موسى الرضاوعده ممن اإلرشاد، الذين هم من خاصته وثقاته وأهل الورع وباإلمامة من أبيه، عامر وعيل ، كداود الرقي وحممد بن إسحاق بنوالفقه من شيعته

.)٢(وغريهم...بن يقطني ونعيم القابويس يف مناقشة ما أفاده املفيد سو السيد ريض الدين ابن طاوررقو

حممد بن سمعت من يذكر طعنا عىل: من تضعيف سابق ما ييل وكذلك حيتمل أكثر ،لثناء عليها تزكيته وسنان لعله مل يقف عىل

دة عليهم السالم من الوصف أن املشهور عن الساعىل.. .الطعون

.٣٤٨ص: الطويسالشيخ ، الغيبة: الحظ) ١(لـشيخ املفيـد، املطبـوع ضـمن ، ااإلرشاد يف معرفة حجج اهللا عىل العباد: الحظ)٢(

: هـ ق، قم إيران١٤١٣، ١مؤمتر الشيخ املفيد، ط: سلسلة آثار الشيخ املفيد، نرش .٢٤٨ـ ١٤٧، ص٢ج

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٨٦

أتاه ووصفه، والظاهر ـ أي املفيد ـهلذا الرجل خالف ما به شيخنا .)١(...، كقول أيب جعفر عليه السالممن القول ضد ما له به ذكر

، تضعيفاخلالصة من أفاده يفامولقد تراجع العالمة احليل ع عد ما نقلبعلق و، املختلف رجحان العمل برواياتهكتابه د يف وأك

، حتريم الرضاع إال من املجبورمالفضيل بن يسار القائل بعدخرب ا رجحان نقد بي: ، وأفادبأن يف سنده حممد بن سنان الذي فيه قول

.)٢(العمل برواية حممد بن سنان يف كتاب الرجالرين ري املتأخعديد من متأخالوكيف كان فقد تابع هذا القول

مة املجليس وصاحب التحرير الطاوويس واملعارصين، أمثال العالوغريهم من ث النوري والسيد بحر العلوم العاميل واملحدواحلر

.)٣(املعارصين

: ، الـسيد ريض الـدين ابـن طـاووس احلـيل، نـرشفالح السائل ونجاح املسائل )١( ١٤٠٦، ١مكتب التبليغات اإلسالمي التابع للحوزة العلمية يف قم املقدسـة، ط

. ١٢ص: ق، قم إيرانهـ العالمـة (، احلسن بن يوسـف املطهـر خمتلف الشيعة يف أحكام الرشيعة: الحظ)٢(

.٣١، ص٧ج: هـ ق، قم إيران١٤١٣، ٢، مؤسسة النرش اإلسالمي، ط)احليل، مبـاين فتـاوى يف األمـوال العامـة ؛١٤، ٤ج: ، املحدث النوريخامتة املستدرك )٣(

: هــ، قـم إيــران١٤٢٨، ١ات دار التفـسري، طالـسيد كـاظم احلـائري، منــشور .٢٥٩ص

٨٧ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

نرى مني نجد من خيتار التوقف فيه؛ فويف قبال القولني املتقد * يف اخلالصة بعد ما نقل أقوال العلامء املختلفة فيه احليلمة لعالا

الفضل بن شاذان قال ام يرويه؛ فإنف فيالوجه عندي التوق: يقول .)١(...ابني املشهورين ابن سنان إن من الكذ:يف بعض كتبه

الصحيح عندنا هو القول الثاين؛ فإن الرجل ـ :وبعد هذا نقولـ من الثقات األجالء وأصحاب ألعالم تقدم نقله عن اكام

جم مع األرسار؛ وإنام جلأ البعض لتضعيفه لكون رواياته ال تنس يف تلك املرحلة، وقد أرشنا يف أبحاث سابقة األفق العقدي العام

.)٢(إىل خمتارنا يف مثل هذه التقييامت فالحظا إم: تضعيفه وتوهني رواياته فهيكرت يفذا األسباب التي أمامه بالغلو؛ أو لوجادة رواياته؛ أو العرتافه بنقل املعضالت؛ أو الهت

.لكذبه فيمكن أن يرجع إىل ما رواه الكيش يف اختيار لوا مستند الغأم

: الشاذاين عبد اهللا أيبطخوجدت ب: معرفة الرجال؛ حيث قال بن حممد بن عيسى األسدي إن عبد اهللا: سمعت العاصمي يقول

منزل، يف بالكوفة حييى بن صفوان مع كنت : قال)بنان( ب بامللق

األقوال، العالمة احليلخالصة) ١( .٢٥١، ص ١ج: .٥٠ـ٤٠ ص:منكر الرضوري: الحظ) ٢(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٨٨

لقد ،سنان ابن هذا: صفوان فقال سنان بن حممد علينا دخل إذ .)١(معنا ثبت حتى فقصصناه ة،مر غري يطري أن هم

ليس بعزيز ام أمثال هؤالء الرواة بوصف الغلو اهتنأ :نالحظ عدم انسجام رواياهتم مع املذاق العاميف تلك املرحلة الزمنية؛ فإن

واألفق الذي كان سائدا حينها يؤد ي إىل هذه النتيجة، وقد حلظنا يف حممد بن الفضيل ويف جابر بن يزيد اجلعفي وغريهم من ذلك

احث إىل صها يوصل الب مالحظة رواياته وتفحنأالثقات؛ و رواياته هي يف حد املعقول الذي وصل اطمئنان يقارب اجلزم بأن

إليه البحث العقائدي املعارص، نعم؛ حيث إنه كان من خواصلعونه عىل أرسارهم أصحاب األئمة عليهم السالم، وكانوا يط

ل أفق تلك املرحلة هلذه بأن عدم حتمب أمورهم، فال شكئوغرا يف أحسن األمور يفيض إىل الطعن والتكذيب والرمي بالغلو

.األحوالتقدم فإن رواية بعض القمما أضف إىل يني عنه ـ واملعروفني

بتشددهم يف املوضوع العقدي ـ ينفي هذا االحتامل، نظري أمحد بن

، املعروف برجال الكيش، لشيخ الطائفـة اإلماميـة الـشيخ اختيار معرفة الرجال )١(الطويس، حققه وصححه وعلـق عليـه آثـار العالمـة املـصطفوي، مركـز نـرش:

.٥٠٥ص: م، القاهرة لندن٢٠٠٩، ٩املحقق، ط

٨٩ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

حممد بن عيسى وحممد بن احلسن بن الوليد وحممد بن عيل بن .بابويه

فمستندها ما نقله الكيش عن محدويه بن )١(أما مسألة الوجادةنصري، من أن أيوب بن نوح دفع إليه دفرتا فيه أحاديث حممد بن

إن شئتم أن تكتبوا ذلك فأفعلوا؛ فإين كتبت عن : سنان، فقال هلمن ال أروي لكم أنا عنه شيئا؛ فإنحممد بن سنان، ولك قال قبل ه

كل ما حدثتكم به مل يكن يل سامع وال رواية، وإنام : موته .)٢(وجدته

إن املقايسة بني عدد الروايات التي رواها حممد بن سنان :أقولبال واسطة عن األئمة عليهم السالم ودعوى وجادهتا يعطي

اطمئنانا قريبا من اجلزم ببطالن دعو ى الوجادة؛ إذ ال يمكن تصور ذلك خصوصا يف تلك الظروف والرشوط؛ فإن حممد بن اسنان قد التقى بالعديد من الرواة وصاحبهم، وروى عنهم مجع

من الروايات، فهل يعقل أن تكون مجيعها مكتوبة وحمررة؟اغفري !

أخذ احلديث من صحيفة من غري سامع : يف مصطلح علم احلديث تعنيالوجادة) ١(وال مناولة وال إجازة، وتعد أحد طرق حتمل احلديث، وقد وقع الكالم يف جواز

.االعتامد عليها يف البحوث الرجالية فالحظ .٥٠٤ص: املصدر السابق) ٢(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٩٠

لنا عن ذلك فهي عىل فرض ثبوهتا امتياز له، تدل عىل ولو تنزال يسقط ن ثبوت وجادة البعض أده يف النقل، عىل طه وتشداحتيا

القسم اآلخر عن االعتبار فيام لو استطعنا أن نميز الوجادة عن .غريها

وأما نقله للمعضالت فاملستند فيها ما رواه الكيش أيضا، من ا ندخل مسجد الكوفة، فكان ينظر كن: ن العاصمي كان يقولأ

من أراد املعضالت فإيل، ومن أراد :إلينا حممد بن سنان ويقول .)١(احلالل واحلرام فعليه بالشيخ، يعني صفوان بن حييى

واملعضالت تعني الشدائد واإلشكاالت الصعبة املستصعبة ب عارفا بصريا بحل إعضاهلا، ومن هنا قال البعضالتي تتطل :

بأن أعوذ باهللا من كل معضلة ليس هلا أبو احلسن، وال شكهل البيت من احلديث الصعب املستصعب الذي ال حديث أ

حيتمله إال ملك مقرب أو نبي امتحن اهللا قلبه مرسل أو عبد ريبة تدعو ، وليس يف هذا الكالم أي)٢(لإليامن أو مدينة حصينة

.إىل االنتقاص منهوا علومهم أهل البيت عليهم السالم بثنأ :ضف إىل ما تقدمأ

. ٥٠٥ص: املصدر السابق) ١( .١٨٩ص: ، الشيخ الصدوقمعاين األخبار) ٢(

٩١ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

وا بعض أصحاهبم ريقة التنويع، فخصومعارفهم الشمولية بط بالفقهيات، وآخرين بالعقديات، وغريهم باملعضالت واملشكالت،

ذلك بوثاقة عوا آلخرين بحسب االستعدادت، وال يرضونو .الراوي وال بسالمة مروياته

اذ هذه السبب الذي حدا بأعالم الرجاليني إىل اختولعلجمموع الظروف التي : املواقف اجلارحة إزاء بعض الرواة هو

كانت حتيط تلك املرحلة الزمنية من حتييد املعارف التفسريية ال يشكل والعقائدية؛ فإن اخلالف الفقهي يف بعض التفاصيل

خطرا عىل السلطة احلاكمة آنذاك وال يقل بل ب النظام عليها، ومل حيرك ،الفقه املتداول وبمعناه احلريف مل يشعل رشارة الثورات

. الظلم يف يوم من األيامسكونوأما دعوى كذبه فمستندها سامع عبد اهللا بن محدويه قول

. ال أستحل أن أروي أحاديث حممد بن سنان: الفضل بن شاذانابون املشهورون أبو اخلطاب، الكذ: وذكر الفضل يف بعض كتبه

ويونس بن ظبيان، ويزيد الصايغ، وحممد بن سنان، وأبو سمينة . )١(أشهرهم

وال يمكن أن نصدق دعوى كذبه بعد ما عرفت رواية أجالء

.٥٣٩، ٥٠٤ص: املصدر السابق) ١(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٩٢

األصحاب عنه؛ فمع علمهم بشهرة كذبه فام هو املسوغ لالعتامد مضافا إىل أن قياس حال حممد بن سنان بأيب ! عىل روايته ونقله؟

ما ل، ومع كلاخلطاب وأيب سمينة قياس مع الفارق بأدنى تأمرمجة حممد بن عيل بن إبراهيم تقدم فإن ابن داوود نقل يف تاملعروف بأيب سمينة نص الكذ ابني املشهورين عن الفضل بن

شاذان من غري أن يدرج اسم حممد بن سنان فيه، وهذا خري شاهد .)١(عىل عدم صحة هذه النسبة

الذي اختار تضعيف حممد عدم متامية القول:ل إىل هنافتحص .، والوجوه املذكورة فيهبن سنانيف وصف الرس الذي يقف منتهى املقال د أجاد صاحب ولق

: فقالوراء تضعيف هذا الرجل تقديم اجلرح ال هذه األزمان بنوا أمرهم عىلإن الناس يف أمث

اعتالهلم العليل، سيام إذا طرق إسامعهم بناء عىل؛ التعديلعىل، فضعفوا مجلة من األخبار وأسقطوا كثريا من )الشهرة(لفظ بار عن درجة االعتبار، وأنت إذا أمعنت النظر جتد الشهرة األخ

املدعاة هنا ال أصل هلا أصال وال حقيقة هلا مطلقا، أليس أساطني ،هذا الفن الشيخ والنجايش واملفيد والكيش والعالمة والفضل بن

. ٥٠٧: رجال أيب داوود) ١(

٩٣ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

خمتلفة، ـ أي حممد بن سنان ـشاذان وهؤالء بأمجعهم كلامهتم فيهشهد بفضله و جاللته يف رجاله، د تضعيفه يف فأما الشيخ فبع

املشهور النقل أن مع ،فيه قوليه تعارض رأيت أيضا املفيدو ، الغيبةالكيش و؛ يعطي رجوعه عن التضعيفوهو ،التوثيق فيه عنه

ومع ذلك رأيته ،عادته نقل األخبار والروايات الواردة يف الرواة عنه الفضل بن وى رقدو: بعد نقل كالم الفضل بن شاذان يقول

من العدول والثقات، وما ذاك إال : قوله إىل...شاذان وأبوه والفضل بن شاذان ...تعريض به وعدم ارتضاء منه بكالمه

وجدته يروي عنه، وإذنه يف الرواية عنه بعد موته دون أيام حياته وإال لدل عىل، عدم صحة رواياته عندهال يدل عىل القدح يف .)١(، انتهىشاذانالفضل بن

فقد حاول بعض ن بن عيسى أو بني عبسأما حكيم مؤذ :األعالم توثيقه استنادا إىل خصوصيتني

وثاقته؛ إذ ال يعتمد عىل املؤذوهو أمر يؤكد نا؛ لكونه مؤذ)أ ن

. ٧١ص ،٦ ج: ، أبو عيل احلائريمنتهى املقال يف أحوال الرجال) ١(ض حلال هذا الرجـل، السيد بحر العلوم يف فوائده الرجالية أفضل من تعرولعل

لآلراء التي طرحت فيه؛ إذ عقد بحثا موسو عا أوضح فيه غرابة التقيـيم الرجـايل : ، الحـظهلذا الرجل؛ وذلك لوجود االختالف يف أقوال الرجاليني أنفسهم فيـه

.٢٧٨ـ٢٤٩، ص٣ج: ، السيد مهدي بحر العلومالفوائد الرجالية

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٩٤

غري الثقة عادة، وهو يكشف عن العدالة أيضا؛ ألخذ عنوان .هائظبته عىل أوقات الصالة وأدا مواىلإ ة فيه؛ إذ فيه إشارةنياملؤذ

هم، خلواص إال^ إن اخلمس وخصوصياته مل يبينها األئمة)ب .)١(وهو كاشف آخر عن الوثاقة

نا ال يالزم وثاقته ن كون الرجل مؤذأ: ويرد عىل األوىلرضورة؛ فقد ي نا وهو غري متلبطلق عىل اإلنسان مؤذ س هبذا

ة ما كان، أي إنه كان يمتهن ل اإلطالق، بل هو لعالقالفعل حاسابقا، وقد فارقها حاليا، ومع هذا يطلق عليه مؤذهذه املهنة ن،

حان والعجان واحلداد والنجاركام هو األمر يف الط . ن اخلمس ورواياته يف عهد اإلمام أ :ويرد عىل الثانية

ـ الذي رويت عنه هذه الرواية ـ كان جليا وواضحا ×الصادق عة، فال خصوصية ملن نقل هذه الرواية تستدعي القول عند الشي

بوثاقته، أضف إىل ذلك احتاملية أن يكون الراوي قد سمعها من ه حول هذا األمر، فال مع خواص×ث فيه اإلمامجملس كان حتد

ه، هذا فيام خيص سند سبيل هلذا االستكشاف عىل فرض متاميت لعدم إمكانية توثيق نقاوهتا السنديةعدم هذه الرواية، وقد ظهر

.ن بني عيسىحكيم مؤذ

.٧٨ص: زبدة املقال يف مخس الرسول واآلل: الحظ) ١(

٩٥ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

األعالم بعض قد حاول داللة هذه الرواية فأما ما خيصن السائل أ: عىل املطلوب بدعوىرصين التشكيك يف داللتها املعا

عنه من اإلمام بذكر اآلية، بل مل يذكر ماهية السؤال الذي استفهم ، )اخلمس(وهو نعوه هم الذي م بحق× اآلية لتذكري اإلمامتال

هي واهللا اإلفادة يوما بيوم، : ×ويف هذا السياق أجاب اإلمامعائد إىل الغنيمة كي يستفاد ) هي(وال يعلم بأن الضمري يف مفردة

تها وما جاء فيها من أصل منها املطلوب، أو إىل اآلية الكريمة برم نحن بصدد إثباته، وبذلك تكون أجنبية عام،ترشيع اخلمس

بعد االحتامل األووالذي ي كي ) الغنيمة(ن اآلية مل حتمل لفظ أل ) االغتنام(ة ث إليها، بل جاء فيها ماديقال برجوع الضمري املؤن

فيقرب ث إليه؛املؤن) هي( رجوع ضمري وهو لفظ ال يصحفقط،الذي يكون النظر فيه إىل ما هو يف أيدي واالحتامل الثاين

ه نأ، وهمهم ومخس حيمل حق، الذي هو يف األصل^خمالفيهم يوم، ومع كون أصلها قد غنائم وفوائد متكاثرة تقع بأيدهيم كل

تعلق به اخلمس فال شك فيها، فال يمكن أن يف ثبوت هذا احلق للغنيمة التي يف اآلية ليستفاد تكون ناظرة إىل حتديد املعنى العام

.)١(منها املطلوب

.١٨ـ١٧، ص١ ج:السيد حممود اهلاشميكتاب اخلمس، : الحظ) ١(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٩٦

:ويالحظ عليهختتلف مع ما أفاده الكالم ية يف نسخة الكايف ن الرواأ :الأوأنه سأل اإلمام عليه السالم عن بن ؤذامل؛ حيث يقول حكيم أعاله

واملتبادر من ذلك سؤاله عن معنى هذه ... علموااو: قوله تعاىلاآلية، فتكون ماهية السؤال متحققة ال حمالة، واإلشكال املتقدم

التي قد واالستبصارالتهذيب عىل الرواية كام هي يف نسخة مبني .)١(يقال بعدم وضوحها يف إفادة هذا املعنى

مل يربز الكالم املتقدم أي :وثانيا ن السائل أ دعوى قرينة عىلدفع يسوغ نعوه هم الذي مبتالوته لآلية أراد تذكري اإلمام بحق

احتامل أن يكون السائل يف مقام االستفهام عن معنى اآلية إذ عموم الروايات التي تنقل عنهم؛ هو األصل يفل بوتفسريها،

حيث يقصدهم الرواة تهم العلمية والدينية؛ن هذا مفاد مرجعيأتفسار منهم واالستفادة من معينهم، نعم؛ للخروج عن هذا لالس

نصب قرينة، وهذا ما مل نلحظه من السائد واملتعارف البداألصلذيل الرواية املتعلق بتحليل ىل قد يستند إ، نعم يف الكالم املتقدم

ليجعل قرينة عىل هذا التفسري، هذا احلق من قبله عليه السالم ، لروايات التحليل خاطئ عىل تفسري مشهوري مبنيلكن ذلك

. ٧٢٩ـ٧٢٨، ص٢ ج: ، مصدر سابق الكايف:الحظ )١(

٩٧ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

.)١(حقاال تهوسيأيت بيان عدم متامي ال نجد حمذورا لغويا :واملحصلة ث يف الضمري املؤنيف عودة

االغتنام، وما ذكر ال يعد قرينة حاسمة لدفع إىل مادة) هي(مفردة ، فيبقى اإلشكال السندي هذا االحتامل لريجح االحتامل الثاين

أوجه يف رد هذه الرواية من اإلشكال املضموين أعاله، رغم ما قد .يستفاد من متامية الداللة فيها

الرواية فرست الغنيمة يف منا بأن سلو ل: نعم؛ يمكن أن يقالن ذلك خيالف أآلية بنحو يشمل أرباح املكاسب والتجارات، إال ا

القرآين املدلل عليه لغة واستعامال؛ فال يمكن لنا القبول الظهور هبذه الرواية اليتيمة كام هو توجهنا العام يف كيفية التعامل مع . النصوص الروائية التي ختالف الظهور القرآين

رواية عيل بن مهزيار. ٤حم مد بن احلسن الصفار عن أمحد بن حممد وعبد اهللا بن عيسى

بن حممد عن عيل بن مهزيار قالني بن عيسى األشعري كتب إليه : أبو جعفر وقرأت أنا كتابه إليه يف طريق مكة قال× ا ي إن:

يذهب أستاذنا دام ظله إىل خروج أرباح املكاسب عن روايات التحليل خروجا )١(

موضوعيا، وسيأيت تفصيل احلديث يف ذلك حني بحث روايات التحليل الحقا . ).املقرر(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي ............................................................ ٩٨

أوجبت س هذه

فأما الغنائم والفوائد ف واجبة عليهم م، ...

قال ا عا واعلموا نما غنمتم من : والغنائم والفوائد ير ك ا ...ء

ف الغ نيمة غنمها ا مرء والفائدة يفيدها ...)١(.

وهذه الرواية صحيحة السند، وقد أدعي داللتها رصحيا أو ن الغنيمة يف اآلية الكريمة تعم مطلق الفائدة حتى أظاهرا عىل

.أرباح املكاسب عىل كون العطف يف وتقريب االستدالل هبذه الرواية مبنى

لغنائم والفوائد يرمحك اهللا فهي الغنيمة يغنمها املروا(مجلة ء والفائدة يفيدها ن املقصود من الغنائم أ، بمعنى ا تفسرييا عطف)

؛ إذ الفوائد، فيضحى معنى الغنيمة عىل هذا األساس واضحايهاركة ثم ذكره الغنائم باآلية املب)سالم اهللا عليه(استشهاد اإلمام

مع عطفه الفوائد عليها، يدل عىل أنه يفرس الغنيمة يف اآلية بمطلق .الفائدة بام فيها أرباح املكاسب

ال ينحرص بكون عىل التعميم ن االستدالل بالرواية أ :ودعوىالعطف فيها تفسرييا، بل حتى لو قلنا بأن العطف من نوع اخلاص

أثبتت اخلمس يف كليهام؛ ألهنا يف مقام بيان فإن الرواية عىل العاموجوب اخلمس ال يف الغنائم فقط، بل يف الفوائد أيضا، ويلتزم

.٦١، ص٢ج: فيام اختلف فيه من األخباراالستبصار ) ١(

٩٩ .....................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ائم الغن: ا عن طريق الذهاب إىل أنبعموم اآلية الكريمة إماملستخدمة يف هذه الرواية صارت حقيقة رشعية يف غنيمة دار

ملستعملة يف الغنيمة اوبقيت ، ×احلرب يف عهد اإلمام اجلوادا عن طريق ميع الفوائد؛ وإمشامل جل معنى عامذات اآلية

كام ذهب إليه كثري من ) غنمتم(الفعل وبني ) الغنيمة(التفريق بني حلرب، لكن األعالم؛ فإن األوىل قد تكون بمعنى غنيمة دار ا

يعني الفوز باليشء ، شاملمعنى عامذات )غنمتم(الثانية وهي .والظفر به

باآلية الكريمة جاء ليدلل ×ألن استشهاد اإلمام :عةمدفو كام عىل ما أفاده من وجوب اخلمس يف الغنيمة التي تعني الفائدة

ولو بنحو العام -، ومع فرض تغاير هذين املفهومني هو الفرض فسوف ال يبقى هلذا االستشهاد وجه؛ ألن اآلية مل - واخلاص

والتي وقع الكالم يف )مةالغني(ة شري إىل مادحتمل سوى ما يعمومها واختصاصها، فكيف جاز أن نقرر وجوب اخلمس يف

ووجوب اخلمس يف الفوائد أيضا ـ بناء عىل تغايرمها ـ ،الغنائم استنادا إىل آية نصت عىل وجوب اخلمس يف الغنائم فقط؟ !

وكيف كان فقد محلت هذه الرواية إشكاالت عديدة حدت أو ،عراض عنها؛ إما الضطراب متنهاببعض األعالم إىل اإل

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٠٠

أو إلعراض األصحاب عن بعض مقاطعها، من ،إلمجال فقراهتاة ا إىل بحث الروايات الدالهل احلديث التفصييل يف فقههنا سنؤج

.عىل مخس أرباح املكاسب يف العنوان الالحق من هذه السلسلةمنا سللو : االستشهاد هبذه الرواية فنقولأما ما يرتبط بمحل

ة بغنائم دار احلرب كام قر الغنيمة يف اآلية غري خمتصبأن بت داللة تشمل أرباح املكاسب أيضا؛ لكون الرواية أعاله عىل ذلك، فالة والتعب، وهو أمر ال يتناسب مع حصوهلا يرتافق مع املشقفحوى الغنم والغنيمة لغة - اإلمام عليه السالم واستعامال؛ بل إن

يسوق موارد-تحدث عن املوارد التي أوجب اخلمس فيهاوهو يمصاديق للغنيمة ال تتناسب مع أرباح املكاسب أصال، بل هي

والغنائم والفوائد ير ك ا > :؛ قال عليه السالموالفائدة اللغوية ف

الغنيمة غنمها ا مرء والفائدة يفيده، وا ائزة من اإل سان ال ها خطر،ا

،

وا م اث ا ي ال سب من أب وال ابن

ومثل عدو يصطلم يؤخذ ،

ما ومثل ا مال يؤخذ وال عرف صاحب، ، وجيل بأن هذه املصاديق

ذكرها عليه السالم مصاديق تنسجم مع مفهوم الغنيمة التي اة وتعباللغوية، وال تتناسب مع أرباح املكاسب الذي حيمل مشق

كام ال تفيد الرواية اختصاص ؛ عىل اختالف يف قلته وكثرتهاشديداآلية بغنائم دار احلرب، بل تفيد شموهلا لعموم ما يستفاد بال

١٠١ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

.ة وال تعبمشقفتلخص مما عموم الروايات التي استدل هبا عىل نأ : تقدم

تعميم لفظ الغنيمة ليشمل أرباح املكاسب إما أن تكون ضعيفة السند فال يعبأ بمخالفتها للظهور القرآين القائل بعدم شمول الغنيمة يف اآلية خلمس أرباح املكاسب؛ وإما أن تكون صحيحة

ن تقريرات لداللتها؛ السند غري تامة الداللة فال يعبأ بام طرح مة الداللة لكن ينبغي ترك وإما أن تكون صحيحة السند تام

ظاهرها ملخالفتها لالستظهار القرآين؛ وذلك ألن دور الرواية يف اآليات الواضحة الظهور ال يعدو إضافة مصداق هلا يتناسب مع فحوى ذلك الظهور، ال أهنا تفرس اآلية بام خيالف الظهور الذي

ىل هذا األساس فال يمكن أن نقبل برواية تفرس الغنيمة فيها، وعالواردة يف اآلية بنحو خيالف الظهور الرصيح الذي حتمله والذي

تقدم احلديث عنه مفص .ال هذه هي جمموعة الشواهد التي ذكرها أصحاب االجتاه األول،

ة بغنائم الغنيمة الواردة يف اآلية غري خمتصنأ: والذي كان مفادهوقد تبني عدم . وأهنا شاملة ألرباح املكاسب أيضادار احلرب،

متامية املقتىض إلثبات العموم يف اآلية الكريمة من خالهلا، وبه يتم .الكالم يف االجتاه األول

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٠٢

ذهب أصحاب االجتاه الثاين إىل اختصاص اآلية الكريمة

احلرب، وقد أقاموا عدة أدلبغنائم دار : منها،ة عىل دعواهم قرينة عىل االختصاص سياق اآلية.١

قرينة عىل االختصاص؛ فإن مالحظة اآليات سياق اآليةإن هنا يف سياق أبعدها تكشف بوضوح عىل هذه اآلية والتي قبل

احلرب والغنائم التي حتصل فيها، وللخروج من سياقها ؛ وهي غري حاصلة،موم نحتاج إىل قرينةاالختصايص وإثبات الع

كام يدل ألن املتبادر من الغنيمة الواقعة فيها غنيمة دار احلرب؛ز هبا يف عليه سوق اآليات السابقة والالحقة، فال يمكن التجو

.)١( إال مع قيام الداللة عليه،غريهن نجمل احلديث يف أويف إطار هذا الدليل نجد من املناسب

ه يف املقام ئال، ونعطف الكالم عن إمكانية إجراسياق أوقرينية ال .)٢(ثانيا

، السيد حممد بـن عـيل مدارك األحكام يف رشح عبادات رشائع اإلسالم: الحظ) ١(

، ٥ج: هـ، بريوت لبنـان١٤١١، ١العاميل، مؤسسة آل البيت إلحياء الرتاث، ط .٣٨٣ـ٣٨٢ص

.شأن النزوللقد خلط الكثري من الكتاب بني السياق وبني ) ٢(

١٠٣ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ـ بعض علامء اللغةكام ينص ـ فالسياق لغة :ا البحث األولأمحدو اليش: هو ساقه يسوقه سوقا،: يقال،ء والسيقة ما استيق :

ويقال سقت. من الدواب إىل امرأيت صداقها، وأسقته والسوق ،مشتقة من هذا، ملا يساق إليها من كل يش ء، واجلمع أسواق،

والساق لإلنسان وغريه، واجلمع سوق، إنام سميت بذلك ألن واملصدر السوق...املايش ينساق عليها )١(. أما اصطالحا فيت فق عموم الباحثني يف الدراسات املنهجية

عريف حمدد للسياق يمكن مالحظته والتفسريية عىل عدم وجود تيته وجدواه وفائدته، دون حتديد عىل أمهنعم هناك تأكيد وبيانه،

ولو من باب -معامله باحلد أو الرسم، لكن الذي نميل إليه ث الذي هيدف املتحداإلطار العام: ن السياق يعنيأ هو -املقاربة

تبة؛ بحيث إن إيصاله إىل املستمع بمفردات ومجل متتابعة ومرتا بوضوح لدى مستمع ث عن هذا اإلطار يتجىلخروج املتحد

. كالمهرشيطة اجتامع أركانه - بأن ما يفيده هذا اإلطار العاموال شك

م ة عىل السامع إذا كان املتكل هو حج-هاماته املذكورة يف حملومقواق السي هذا الضوء فإن ويف، كالمناطاعته كام يف حملممن جيب

.١١٧، ص٣ج: ، ابن فارسم مقاييس اللغةمعج: الحظ) ١(

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٠٤

ة ال يمكن القرآين الذي تكشف عنه اآليات الكريمة هو حج . بقرينة دالة عىل العكسيه إالختط

فرد ة عند األصولني؛ إذ مل يية خاص بحث السياق بأمهومل حيظ، بل جاء يف سياق أبحاث املنطوق واملفهوم له عنوان خاص

برزه واألوامر والنواهي ونحوها من أبحاث؛ وهو نحو اهتامم أ السياق يعد من املسائل نأ: واملختار عندنا هورون منهم؛ املتأخأن يوليه اهتامما عندنا ة التي جيب عىل الفقيه باملعنى املصطلح املهم . كي يفهم نصوص املرشع كام هياخاص

ن إ من مجلة تركيبية انفهام مفهوم تركيبي:ق النائينيقال املحق كانت ، ذاهتا عىل ذلك املعنىملة يف حداستند إىل داللة نفس اجل

ن استند إىل لزومه النفهام منطوق اجلملة إ و؛)منطوقية(الداللة كانت ، باملعنى األخص لتكون الداللة لفظيةبنحو اللزوم البني

ن استند إىل لزومه النفهام منطوق اجلملة إ و؛)مفهومية(الداللة كانت ،ن الداللة عقليةلتكوعم باملعنى األبنحو اللزوم البني

كام يف داللة االقتضاء و التنبيه و اإلشارة ،)سياقية(الداللة من دون فرق يف ذلك بني داللة مجلة واحدة عىل املعنى ،وغريها

.)١(الرتكيبي و داللة مجلتني عليه

، الـسيد اخلـوئي، تقريـرا ألبحـاث املحقـق النـائيني، أجود التقريرات: الحظ) ١( .٤١٣، ص١ج: هـ ش، قم إيران١٣٦٨، ٢منشورات مصطفوى، ط

١٠٥ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

االنفهام املستند يف هو السياق ومل يقبل أستاذنا اخلوئي كون : السياق هو؛ والحظ بأنباملعنى األعم إىل اللزوم البني قهحتق

واسأل القر ة{اللزوم غري البني نظري نأفهم بداللة السياق التي ي} بأن السياق ذو معنى أفاد، و)سأل أهل القريةاو(املقصود منها

واضح، وهو مدلول التزامي يعتمد يف انفهامه للسامع عىل ضم ؛ ألن بنيغري لزوم ال تستند إىل وهي بطبيعة احلمة عقلية، مقد

امتياز اللزوم البني باملعنى األخص عن اللزوم البني باملعنى األعم األول حيتاج إىل تعقل نفس امللزوم لالنتقال إىل الزمه، نأ :هو يف

الالزم وامللزوم ال يكفي فيه ذلك، والبد من تصور : الثايننأولزوم انفهام يشء النفهام يشء آخر والنسبة بينهام؛ أما إذا كان

مة عقلية خارجية كام هو البحث، فاللزوم ال مقدحيتاج إىل ضميكون بينا أصال، وتفصيل احلديث ي .)١(طلب من مظانه

فالذي :ة السياقيوهو إمكانية إجراء قرين أما البحث الثاينف عن ن اآليات السابقة والالحقة هلذه اآلية تكشأيفيده املقام هو

ى احلرب ث، وهو ال يتعدهذا اإلطار العام الذي يريده املتحد فائدة والغنائم التي تؤخذ فيها، ومن هنا فال يمكن تعميمه إىل كل

.حيصل عليها اإلنسان، إال يف حالة نصب القرينة

.حاشية السيد اخلوئي: املصدر السابق (١)

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٠٦

لنزول هذه اآلية الكريمة ا إن افرتاض معركة بدر سبب:إن قلت واقتصاره عليه؛ ألن املورد ال ال يعني ختصيص الوارد فيها

.)١(ص الواردخيص إن االستدالل املتقدم ال يستند إىل مورد النزول وسببه :قلتص الوارد، بل إىل السياق الذي محلته بأن املورد ال خيص: كي يقال

عىل القول بناءن مورد النزول هو معركة بدرأ فصحيح .اآليةالسياق هو احلرب، فأينام ، لكن الذي خيتارها موطنا للنزولحصلت حرب برشوط معي ، وأين يف غنائمهانة وجب اخلمس

.)٢(!؟ وسببههذا من االقتصار عىل مورد النزول حجية السياق القرآين إنام تثبت نأ :ويالحظ عىل البحث الثاين

، ا وحيانيا توقيفيايف حالة ما إذا كان الرتتيب بني اآليات ترتيبتني من ترتيب لآليات القرآنية هو من رسول ا بني الدف منأبمعنى

التجميع حثني؛ فإنالباكثري من مر ال يسلم به األ ذا وه؛’اهللا

.١٩٦ص: مصدر سابق، مستند العروة الوثقى: الحظ) ١( تكون هناك قـرائن حتـف بعـض اآليـات القرآنيـة تقتـيض ختصيـصها نعم؛ قد) ٢(

باملورد، كام يف آية اإلطاعة والتي كشفت النصوص الروائية الصحيحة عىل كـون هيا إىل غريهم، و ال يقترص ، فال يسوغ تعد^موردها ومصداقها هم أهل البيت، الحـظ يف ، بل هو رأي كثري من الباحثني^هذا الرأي عىل مدرسة أهل البيت

. ١٩١، ص١ج: ، حسني احلريبينقواعد الرتجيح عند املفرس: هذا الصدد

١٠٧ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

كي يصح الكريم ليس عىل أساس أسباب النزولاحلايل للقرآنمعروفة ملن قرأ بتدابري ، بل مجع القرآن بعد ذلك الكالم املتقدم

.)١(التأريخ وتابع أحداثه وبعض نعم؛ ذهب االجتاه العام بني علامء املدرسة األخرى

الرتتيب بني اآليات نأ إىل علامء مدرسة أهل البيت عليهم السالم بمعنى التأليف ن اجلمعأدوا ، وأك نبويهو ترتيب وحياين

آية يف السورة التي هي جزء هلا ويف والرتكيب وجعل كل هلا ـ مثال ـ أو ثالثة أو انيةموضعها من تلك السورة وكوهنا آية ث

نبوي، وال طريق له إال الوحي، وال يصلح ، هو مجع...رابعة يصبح هوعىل أساس هذا التوج، إسناده إىل غري النبي بوجه

جيوز االعتامد عليه يف فهم املعارف الدينية والكشف ةالسياق حج .)٢(عنها

.١٢٨ـ١٢٧، ص١٢ج: امليزان يف تفسري القرآن: الحظ (١)البيـان ؛ ٣٨٢،٥١٤، ص١٠ج: ، الطربيس، جممع البيان يف تفسري القرآن: الحظ(٢)

عة اإلمـام مـن موسـو) ٥٠(، السيد اخلوئي، املطبـوع يف اجلـزء يف تفسري القرآن، أبحـاث مدخل التفسري؛ ٢٥١ص: اخلوئي، مؤسسة إحياء تراثه قدس اهللا نفسه

حول إعجاز القرآن وصـيانته مـن التحريـف وعـدم تـواتر القـراءات وأصـول ـــالمي، ط ـــرش اإلس ـــز الن ـــراين، مرك ـــل اللنك ـــشيخ فاض ـــسري، ال ، ٣التف

.٢٦٦ص:هـ١٤١٨

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٠٨

يايت فال يمكن بل حتى مع متامية القول بوحيانية الرتتيب اآل هو املرتب ’ن كون النبيأاالستدالل بالسياق أيضا؛ لوضوح

واملنظم والواضع ال يعني رضورة أن يكون مرتكز هذا يف ه، لكي يصح االستداللالوضع والتنظيم هو االرتباط املضموين

.)١(بل ربام تكون هناك مرتكزات أخرى هي التي حدت لذلكاه آنفا، ويؤمن بعدم حجوقد يسلم البعض بام طرحن ية السياق

مان، أعني توقيفية الرتتيب ر فيه الرشطان املتقدالقرآين ما مل يتوفيب هو األمر ، وكون املرتكز يف هذا الرتت لآلياتالقرآين

نه يرى بأن هناك الكثري من أجزاء اآليات القرآنية أاملضموين، إال النظر عن سياقها غضتصلح ألن تكون قاعدة قرآنية بحد ذاهتا، ب

ير د ا ب م ال وال ير د ب م {: وعن مورد نزوهلا، نظري

الرتكيـب عـىل وحيانيـة هـذا كلمة علامء املـسلمني بمختلـف اجتاهـاهتم فقتات(١)

ومضمونيته، وال يمكن تقطيع مفردات اآليات، بل إن الفهـم الـصحيح هلـا البـد لكـن .وأن يكون بمالحظة املفردات التي قبلها وبعدها، وبالتايل السياق العـام هلـا

ألهل البيت عليهم السالم رأيا مغايرا فقد روى جابر عـن أيب عبـد للكالم أعاله؛ يا جابر إن للقرآن بطنا وللبطن ظهرا، وليس يش: لسالم القولاهللا عليه ا أبعد ء من عقول الرجال منه؛ إن اآلية لينزل أوهلا وأوسطها ء يش يف آخرها يف يشو ء يش يف ء، وهو كالم مترصف عىل وجوه، اآليـة مفـردات يف التقطيـع إمكانيـة يعنـي وهـذا .نفسها

١٠٩ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

الع وال تلقوا بأيدي م إ ا هلكة{: ، أو)١٨٥: سورة البقرة( } {

وما جعل علي م ا ين من حرج{: ، أو)١٩٥: سورة البقرة( {

مثل هذه األجزاء من اآليات القرآنية ؛ فإن)٧٨: سورة احلج(هنا تصلح ألن تكون أياقها وسبب نزوهلا املختلف، إال رغم س .عموم األبواب الفقهيةاالستدالل ل تدخل يف ة عامقاعدة

واعلموا ما { :نأ ونفس الكالم يقال يف آية اخلمس أيضا؛ ببيان

غنمتم من ء فأن سه تشكل قاعدة عام }... ة ال ينبغي اختزاهلا يف

النظر عن توفر وعدم توفر بغضشأن نزوهلا وموردها وسياقها ما غنمتموه بشكل ، بل عليكم ختميس كلمنيالرشطني املتقد

.)١(مطلقة من هذه اآلية استظهار قاعدة قرآنية عامنأ :ويالحظ عليه

كريمة بمعزل عن مجيع ما حيتفال يصعب أمر، هبا من قرائنره؛ إذ حتى القائلني بعموم اآلية الكريمة ركنوا إىل استظهار تصو

الروايات املفرسةذلك بمساعدة رأي اللغوي وغريه من ، ومع

واملالحـظ عـىل . ٩١، ص٩ج: ، السيد حممد حسني الطباطبـائيامليزان: الحظ) ١(ه رغم اعتقاده بعدم توقيفية الرتتيـب اآليـايت ولـو نأتفسري السيد الطباطبائي هو

بالسياق، مع عدم إثباتـه ان يستدلبنحو السالبة اجلزئية، إال أنه يف كثري من األحي !!هلذه الكربى

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١١٠

أن النافع يف املقام هو إثبات شمول إال،تسليم مجيع هذه األمورطلق الفوائد واألرباح، وال يمكن إثبات ماآلية للغنيمة بمعنى من يش(ذلك من خالل تعبري ملا أرشنا إليه الوارد يف هذه اآلية) ء

.فيام تقدمدة السياق كقرينة صارفة ومؤكنأ :ما تقدممجيع أضف إىل

ال املراد االستعاميل، فمع يينحرص دورها يف تشخيص املراد اجلد نتمسك بالسياق ،انا فيام يراد منه جدجزمنا باملستعمل فيه وشك

نا يف املستعمل فيه ـ كام هو ي، أما يف حالة شكإلثبات املراد اجلدفإننا نشك هل املستعمل فيه يشمل أرباح حال الغنيمة يف اآلية

ك بالسياق إلثبات أن نتمسعندئذ ـ فال يمكن املكاسب أم ال؟ .ذلك

فنمنع ،ص الواردورد ال خيص به البعض من أن املأما ما استدل، بل نلتزم ة بنحو اإلجياب الكيلأن تكون هذه القاعدة قاعدة عام

املورد قد خيصص الوارد يف بعض ؛ ألنزئيهبا بنحو اإلجياب اجل من تفحص نفس اآلية لرؤية كون موردها فالبداألحيان،

.ص الوارد فيها أم الخيصومما تقدم يت دة إلثبات ا الدليل ببياناته املتعدضح عدم متامية هذ

.اختصاص اآلية بغنيمة دار احلرب

١١١ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

إبراز قرينة عىل اختصاص الغنيمة الواردة يف اآلية ؛ يمكن نعم ن بعض اآليات القرآنية ال يشكإ: بدار احلرب، وذلك بأن يقال

ل فيها بطرح دة ال سبيل للتأمث عن واقعة حمدأحد يف كوهنا تتحد الرتتيب احلايل نأجميع ليس عىل أساس النزول، أو التنأدعوى

قد ال يكون عىل أساس االرتباط املضموين، بل هي آيات مرتابطة ث عن واقعة مشخصة ال سبيل للشك فيها، واآلية حملتتحد

واعلموا ما غنمتم من {: البحث من هذا القبيل؛ فإن اآلية ء فأن

سه و لرسول و ي القر وا تا وا مساك وابن ا س يل

إن كنتم

آمنتم با وما أنز ا بدنا يوم الفرقان يوم ا ا معان وا ء قدير من نفس )٤٤(تي بعدها وحتى اآلية واآليات ال،}

إذ أ تم بالعدوة ا يا وهم بالعدوة {: السورة

القصوى وا ركب أسفل

من م و و تواعد م الختلفتم ا ميعاد ول ن ق ا أ را ن

مفعوال هل ك من هلك ن ب نة و من ن ب نة و ن ا سميع

عليم إذ ير هم ا منا ك قليال و و أراكهم كث ا لفشلتم *

و ناز تم األ ر ول ن ا سلم إنه

عليم بذات ا صدور و ذ *

ير موهم إذ ا قيتم أ ين م قليال و قلل م أ ينهم ق ا

أ را ن مفعوال و ا ترجع األ ور

{.

هذه اآليات مجيعا ال تدع جماال ل مالحظة إن يف كوهنا لشك

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١١٢

وعىل هذا تكون اآلية واحدة، واحد وواقعةنزلت يف سببينة السياق ـ يف غنائم دار احلرب، لكن يبقي هذا ـ بقرةخمتص

.د احتامل حيتاج إىل قرائن وشواهد إلثباتهاألمر جمر ة غنم تكشف عن اختصاصها بغنائم دار احلربالنظائر القرآنية ملاد .٢

واشتقاقاهتا ة غنم ملاد االستخدامات القرآنيةعمومإن مالحظة : قوله تعاىلالحظ د اختصاصها بغنائم دار احلرب؛ فعندما نتؤك

ما ن أن ي ون أ ى ح ثخن األرض تر دون عرض {

ا يا وا ير د اآلخرة وا عز ز

حكيم، و ال كتاب من ا سبق

مس م يما أخذ م عذاب عظيم، ف وا ما غنمتم حالال طيبا وا قوا ا

إن ا فور رحيم، يا ها ا قل من أيدي م من األ ى

إن علم

ا قلو م خ ا يؤت م خ ا ما أخذ من م و غفر ل م وا

ف ور رحيم سيقول {: قوله تعاىل أو؛)٦٩-٦٧: سورة األنفال (}

ا مخلفون إذا ا طلقتم إ مغانم أخذوها ذرون ا ن بع م ير دون أن

بد وا م ا قل لن ت بعونا كذل م قال ا من بل فسيقو ون بل

سدو نا بل نوا ال فقهون إال قليل ومغانم كث ة يأخذو ها و ن ا ...

ز زا حكيما، وعد م ا مغانم كث ة تأخذو ها عجل ل م هذه و ف ع

أيدي ا اس ن م و كون آية لمؤمن و هدي م

اطا ستقيما { ،

نتكشف عمن اآليات، نراها وغريها ) ١٩-١٥: سورة الفتح(

١١٣ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ة خيتص بغنائم دار احلرب فقط، إن االستعامل القرآين هلذه املادا لكلدون أن يكون عام . فائدة وربح

:ويرد عليهة هو العموم إال يف حالة قيام األصل يف هذه املادنأ :الأو

القرينة عىل االختصاص، ومع عدم وجودها يبقى العموم عىل نحتاج إىل السلب اجلزئي عي املدولنقض اإلجياب الكيلحاله، هذه بعض ىل أن الغنيمة يف إين املفرس أغلب ذهبوقد فقط،

إىل ما عند اهللا مشرية بغنائم دار احلرب، بل هي اآليات ال ختتص ما عند اهللا يف نأه، أو ئ وفواضل نعمه وآال وجل من رزقهعز

.)١(اآلخرة أفضل مما عندكم يف حياتكم الدنيا اآلية ، وأخصبعض هذه اآلياتراد باملغانم يف املنأ :وثانيا

ت تغون عرض ا ياة ا يا فعند ا مغانم كث ة{: التي تقول و ه} : نرتكز يف ذلك عىل قرينتنيومغانم اآلخرة ال مغانم الدنيا،

د اهللا«: قوله تعاىل عندما نضم:القرينة األوىل فعن وارد يف ال»

، حممد بن جريـر الطـربي، دار الفكـر جامع البيان عن تفسري آي القرآن: الحظ)١(، تفسري القرآن العظيم؛ ٣٠٠، ص٥ج: هـ، بريوت لبنان١٤١٥للطباعة والنرش،

؛٥٥٢، ص١ج: هـ، بريوت لبنـان١٤١٢ابن كثري، دار املعرفة للطباعة والنرش، .٤١، ص٥ج: ، مصدر سابقامليزان يف تفسري القرآن

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١١٤

ما عندكم ينفد وما عند اهللا «: قوله تعاىلاآلية أعاله إىل ما ورد يف باق تضح لنا بأن الذي عند اهللا ليس من األمور الدنيوية؛ ألهنا ي»

بأن مغانم اآلخرة هي من عند تنفد، وما عند اهللا باق، وال شك .سمهااهللا عز

أن يعرب القرآن الكريم عن متاع الدنيا يندر عادة :القرينة الثانيةومواردها بالكثري، بل يصفه يف أغلب األحيان بالقليل، قال

قل متاع ا يا قليل واآلخرة خ من ا {: تعاىل ، )٧٧: سورة النساء (} ما متاع ا ياة ا يا اآلخرة إال قليل{

وما { ،)٣٨: ورة التوبةس (}

ا ياة ا يا اآلخرة إال متاع وهذا يكشف ، )٢٦: سورة الرعد (}

هي مغانم البحث ن املغانم الكثرية الواردة يف اآلية حملأعن ك بأمثال هذه اآلية فال يمكن التمساآلخرة ال الدنيا، وعليه

. إلثبات املطلوب قال كمة يف دار الدنيا بأهنا خري كثري،نعم؛ وصف القرآن احل

ومن يؤت ا كمة { :تعاىل قد أو خ ا كث

.)٢٦٩: سورة البقرة (}ا هبا القرآنهتم الهبذه املثابة لو كانت فريضة اخلمس .٣

ن وجوب أ فهذا يعني ،لو كانت الغنيمة بمعنى أوسع وشاملم دار احلرب يف زمن الترشيع، بل اخلمس ال يقترص عىل غنائ

، وهذا يقتيض أن تكون فريضة اخلمس وربحيشمل كل فائدةث عنها القرآن وأشار ذات أمهية بالغة كباقي الفرائض، ولتحد

١١٥ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

إليها يف أكثر من مورد، وهو كام ترى؛ فإنه مل يذكر اخلمس إال يف سياق آيات اجلهاد والقتال بشكل منفرد وجزئي، وهذا يكشف

ى وبطبيعة احلال فال تتعدعدم األمهية الكربى هلذه الفريضة، عن .موارده املورد الذي جاءت فيه، وهو غنائم دار احلرب

يف كثري من األبحاث إشكال سيالوما يطرح يف هذا الدليل هو ع عىل العديد من املباحث األصلية تتوزو ،الفقهية والعقائدية

املوضوع هو مبحث اإلمامة؛ واألساسية، ولعل أبرز مثال هلذا يتها أيضا؛ لعدم حيث ذهب أصحاب هذه الكربى إىل عدم أمه

.ذكرها يف القرآن الكريماألشياء الواردة يف القرآن بنحو عمومية ن كربى أمهأ :نالحظ

من األمور ان هناك كثريأية غري سليمة؛ لوضوح املوجبة الكلا يف القرآن الكريم، وهناك ة يف الدين والرشيعة مل يرد ذكرهاهلام

كثري من األمور التي قد ال تعد من األمور األصلية يف الدين والرشيعة جاء ذكرها فيه، نالحظ ذلك من خالل كثرة اآليات

ة آيات ين، وقلاملرتبطة بحجاب القواعد من النساء واإلرث والد، رغم ترتبط بأبحاث أساسية كالبحث يف الكريس وما شابه ذلك

األوىل ال يمكن قياسها من حيث األمهية الدينية بالثانية، وهذا نأيكون فكاف لنقض تلك الكربى، والتي استند إليها هذا الدليل،

. من املدعىهذا الدليل أخص

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١١٦

أن ما استند إليه أصحاب االجتاه الثاين إلثبات :ضحيتوهبذا االختصاص بغنائم دار احلرب غري تام أيضا يوجد دليل نعم، ال.

وما ذكر من تقريبات إلفادة يقتيض الشمول ألرباح املكاسب، ، وهذا هو رصيح السيد املرتىض والشيخ الطويس ذلك غري تامة

ده املحقق األردبييل وصاحب املدارك ومجلة يف بعض كتبه، وأكجيب اخلمس يف : قال الشيخ الطويس يف اخلالف؛ قنيمن املحق

ح التجارات، والغالت، والثامر عىل مجيع املستفاد من أرباومل يوافقنا عىل ... اختالف أجناسها بعد إخراج حقوقها ومؤهنا

وطريقة ،إمجاع الفرقة و أخبارهم: دليلنا .ذلك أحد من الفقهاء .)١(...االحتياط تقتيض ذلك

وبعد أن نفينا القول بالعموم والقول باالختصاص، :وأخريا

هـ، قـم ١٤٠٧، ١، الشيخ الطويس، مؤسسة النرش اإلسالمي، طاخلالف :الحظ (١)، الـسيد املرتـىض، مؤسـسة االنتصار يف انفـرادت اإلماميـة؛ ١١٨، ص٢ج: إيران

جممع الفائـدة والربهـان يف ؛ ٢٢٦ص: هـ، قم إيران١٤١٥، ١النرش اإلسالمي، ط، ١األردبـييل، مؤسـسة النـرش اإلسـالمي، ط ، أمحد بن حممـدألذهاناإرشاد رشح ، أمحد بـن حممـد زبدة البيان يف أحكام القرآن ؛٣١١ص، ١ج: هـ، قم إيران١٤٠٣

؛ ٢١١ص: ، طهران إيران١األردبييل، املكتبة اجلعفرية إلحياء اآلثار اجلعفرية، ط- ٣٨١، ص٥ج: ر سابق، مصدمدارك األحكام يف رشح عبادات رشائع اإلسالم

٣٨٢.

١١٧ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

ر داللة اآلية عندكم؟ما هو مقدا: فقد يقول قائل ما نميل إليه هو برزخ بني تلك األقوال، فال إن:واجلواب

مشهور شامل ألرباح املكاسب كام هو خمتارنختار العموم ال كام فقهائنا؛ وال نختار االختصاص النايف لغري غنائم دار احلرب، بل هو مدعى عموم االجتاه اآلخر من أبناء املدارس األخرى

ل اآلية لكل فائدة حيصل عليها اإلنسان من غري نستظهر شمو غنم ملادة واالستعاميلمشقة وال تعب، وهذا هو املعنى اللغوي

.واشتقاقاهتا كام أفدنا نأو القرآين عىل مخس األرباح مع عدم متامية الدليل:إن قلت

كارا هلذا النوع من الغنيمة يف اآلية ال تشمله، فهل يعني ذلك إن !؟ أن لكم رأيا آخر يف توجيه هذه املسألةم أ كاملاخلمس بشكل

إن عدم متامية الدليل القرآين عىل حكم من األحكام ال :قلتهناك الكثري من األحكام ف رشعي آخر؛يعني عدم ثبوته بدال

الرشعية التي قد يقال برضورة بعضها ال متتلك دليال قرآنيا ومع خمس األرباح في هذا و؛ هذا ثبتت باألدلة الرشعية األخرى

أيضا؛ فإن اختيارنا عدم داللة اآلية عليه ال يساوق إنكاره السياق والنصوص الروائية طفحت في ، وأنى لنا ذلكو نفيه من األصلأ

يبقى الكالم يف نعم؛ !ونصب الوكالء الستالمه؟التأكيد عليه

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١١٨

هي تفيد حكام إهليا وسنخها، وهل داللة هذه الرواياتماهية ابتا يعد جزءا من أجزاء الرشيعة نظري الصالة والصوم وأصل ث

والسياقات هذه النصوصوجوب الزكاة؛ أم إن تفحص ألسنةهبا وباحلكم الذي أفادته يؤرش إىل نوع آخر من التي أحاطت

،األحكام خيتلف سنخا وحقيقة عن طبيعي األحكام املتداولةيتكرر بتكرر رشوطه وظروفه؟و وغريها أيضا األسئلة كل هذه!

إن شاء اهللا لقة القادمة من هذه السلسلة سنجيب عليها يف احل .تعاىل فرتقب

واحلمد هللا رب العاملني

، السيد اخلوئي، تقريرا ألبحاث املحقأجود التقريرات ١ ق . هـ، قم١٣٦٨ منشورات مصطفوى، الطبعة الثانية، النائيني،

بو احلسن عيل بن حممد الطربي الكياهرايس، أ، القرآنأحكام ٢موسى حممد عيل وعزت عبد عطية، دار الكتب : حتقيق

.هـ، بريوت لبنان١٤٠٥، ٢العلمية، ط، املعروف برجال الكيش، لشيخ الطائفة اختيار معرفة الرجال ٣

اإلمامية الشيخ الطويس، حققه وصححه وعلق عليه العالمة : .م، القاهرة٢٠٠٩، ٩ق، طنرش آثار املحقاملصطفوي، مركز

، الشيخ املفيد، املطبوع اإلرشاد يف معرفة حجج اهللا عىل العباد ٤مؤمتر الشيخ املفيد، : ضمن سلسلة آثار الشيخ املفيد، نرش

.هـ ق، قم إيران١٤١٣، ١ط، الشيخ الطويس، دار االستبصار فيام اختلف من األخبار ٥

.ش، طهران إيرانهـ ١٣٩٠، ١الكتب اإلسالمية، ط، السيد املرتىض، مؤسسة النرش االنتصار يف انفرادت اإلمامية ٦

.هـ، قم إيران١٤١٥، ١اإلسالمي، ط

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٢٠

، ابو حيان حممد بن يوسف االندليس، البحر املحيط يف التفسري ٧صدقي حممد مجيل، دار الفكر، مل تذكر الطبعة، : حتقيق .هـ ، بريوت لبنان١٤٢٠

آية اهللا السيد حممود : مس، تأليف، كتاب اخلبحوث يف الفقه ٨اهلاشمي الشاهرودي، مؤسسة دائرة معارف الفقه اإلسالمي،

.هـ، قم إيران١٤٢٥، ٢ط. مد باقر الصدر، السيد حمبحوث يف رشح العروة الوثقى ٩

قدس اهللا نفسه، مركز موسوعة الشهيد الصدر : املطبوع ضمن، ١األبحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر، ط

.هـ ق، إيران قم١٤٢١حممود اهلاشمي، تقريرا السيد، بحوث يف علم األصول ١٠

مركز ،الصدر الشهيد السعيد السيد حممد باقربحاثأل .م١٩٩٧، ٢الغدير للدراسات اإلسالمية، ط

: حتقيق، ارالصف فروخ بن احلسن بن حممد، بصائر الدرجات ١١ ،باغي كوچه حسن مريزا احلاج: وتقديم وتعليق تصحيح .طهران ،األعلمي منشورات ،األمحدي مطبعةهـ، ١٤٠٤

، احلافظ جالل الدين والنحاةبغية الوعاة يف طبقات اللغويني ١٢، ٢حممد أبو الفضل إبراهيم، ط: ، حتقيقلسيوطيعبد الرمحن ا

.م، دار الفكر، بريوت لبنان١٩٧٩

١٢١ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

) ٥٠(، السيد اخلوئي، املطبوع يف اجلزء البيان يف تفسري القرآن ١٣ .&وسوعة اإلمام اخلوئي، مؤسسة إحياء تراثه من م

السيد حممد مرتىض ،تاج العروس من جواهر القاموس ١٤عيل شريي، دار الفكر للطباعة : احلسيني الزبيدي، حتقيق

.هـ ١٤١٤، ١والنرش، ط حممد بن يعقوب الفريوز آبادي جمد الدين، القاموس املحيط ١٥

، ة الرسالةمؤسس: النارش، حممد نعيم العرقسويس: املحقق .م٢٠٠٥ -١٤٢٦ لبنان، الطبعة الثامنة، -بريوت

، حممد بن احلسن الطويس، دار إحياء التبيان يف تفسري القرآن ١٦أمحد قصري العاميل، مل تذكر الطبعة وال : الرتاث العريب، حتقيق

.لبنان -سنة الطبع، بريوت ، لإلمام حممد تفسري القرآن احلكيم، املعروف بتفسري املنار ١٧

.، مل تذكر سنة الطبع٢رشيد رضا، دار الفكر، ط، إسامعيل بن عمرو بن كثري الدمشقي، تفسري القرآن العظيم ١٨

حممد حسني شمس الدين، : دار الكتب العلمية، حتقيق .هـ١٤١٩، ١بريوت لبنان، ط

آية اهللا املريزا عيل : تقريرالتنقيح يف رشح العروة الوثقى، ١٩وعة اإلمام اخلوئي، مؤسسة األجزاء عىل أساس موسالغروي،

.هـ١٤١٨، إيران قم، ١م اخلوئي، طإحياء آثار اإلما

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٢٢

خرسان حسن: حتقيق الطويس، احلسن بن حممد ،هتذيب األحكام ٢٠ .إيران ،٤ط هـ،١٤٠٧ اإلسالمية، الكتب دار املوسوي،

هـ ـ ٢٨٢، أليب منصور حممد بن أمحد األزهري هتذيب اللغة ٢١: د العظيم حممود، مراجعةاألستاذ عب: هـ ، حتقيق٣٧٠

األستاذ حممد عيل النجار، الدار املرصية للتأليف والنرش، .مطابع سبل العرب

، حممد بن أمحد القرطبي، منشورات اجلامع يف أحكام القرآن ٢٢ .هـ، طهران إيران١٤٠٦، ١نارصو خرسو، ط

، املحدث مريزا حسن النوري، مؤسسة آل خامتة املستدرك ٢٣ . هـ، قم إيران١٤١٧، ١ث، طالبيت إلحياء الرتا

، ٧٢٦ :توىفامل، احليل العالمة، األقوال يف علم الرجالخالصة ٢٤ هـ،١٤١٧، األوىل الطبعة، القيومي جواد الشيخ: حتقيق

. إيران-قم، اإلسالمي النرش مؤسسة، ١، الشيخ الطويس، مؤسسة النرش اإلسالمي، طاخلالف ٢٥

.هـ، قم إيران١٤٠٧ حترير الوسيلة، الشيخ فاضل ، تفصيل الرشيعة يفاخلمس ٢٦

، ١اللنكراين، املركز الفقهي لألئمة األطهار عليهم السالم، ط .هـ، قم إيران١٤٢٣

، الشيخ حسني دراسات يف والية الفقيه وفقه الدولة اإلسالمية ٢٧

١٢٣ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

.هـ، قم١٤٠٩، ٢تفكر، ط: عيل املنتظري النجف آبادي، نرشحلسن بن عيل ، املطبوع ضمن رجال الربقي، ايب داوودأرجال ٢٨

.هـ ش، طهران١٣٨٣جامعة طهران، : بن داوود احليل، نرش جعفر حممد بن أيب، شيخ الطائفة رجال الشيخ الطويس ٢٩

احلسن الطويس، حققه وعلق عليه وقدم له العالمة الكبري : السيد حممد صادق آل بحر العلوم، منشورات املكتبة واملطبعة

.م، النجف األرشف١٩٦١، ١احليدرية، طالشيخ اجلليل أبو العباس أمحد بن عيل : ، مجعهرجايل النجايش ٣٠

بن أمحد بن العباس النجايش األسدي الكويف، مؤسسة النرش .اإلسالمي، مل تذكر الطبعة وال سنة الطبع

، حممد بن )جوابات أهل املوصل (الرد عىل أصحاب العدد ٣١طبوع حممد بن النعامن العكربي البغدادي امللقب باملفيد، امل

: ضمن اجلزء التاسع من سلسلة مؤلفات الشيخ املفيد، حتقيق، ١مهدي نجف، املؤمتر العاملي أللفية الشيخ املفيد، ط

.هـ ، قم إيران١٤١٣: حممد بن حممد إبراهيم الكلبايس، حتقيق، الرسائل الرجالية ٣٢

.هـ، قم١٤٢٢، ١حممد حسني الدرايتي، دار احلديث، ط، أمحد بن حممد األردبييل، املكتبة قرآنزبدة البيان يف أحكام ال ٣٣

.، طهران إيران١اجلعفرية إلحياء اآلثار اجلعفرية، ط

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٢٤

، السيد حسني الطباطبائي زبدة املقال يف مخس الرسول واآلل ٣٤سيد عباس بن أيب تراب احلسيني : الربوجردي، تقرير

.القزوينياإلمام شمس الدين حممد بن أمحد بن سري أعالم النبالء، ٣٥

: الذهبي، أرشف عىل حتقيق الكتاب وخرج أحاديثه نعثام، مؤسسة إبراهيم الزيبق: شعيب األرنؤوط، حقق اجلزء

.م١٩٨٠هـ ،١٤٠٢، ١الرسالة، طحممد صالح بن أمحد ملوىل ا ،ألصول والروضة، ارشح الكايف ٣٦

ابو احلسن الشعراين، املكتبة اإلسالمية، : املازندراين، حتقيق .إيرانهـ ش، طهران ١٣٨٢، ١ط، إسامعيل بن محاد الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ٣٧

أمحد عبد الغفور العطار، دار العلم : اجلوهري، حتقيق .م، بريوت لبنان١٩٨٤، ١للماليني، ط

، العالمة ابو عبيد أمحد بن حممد الغريبني يف القرآن واحلديث ٣٨أمحد فريد : ، حتقيق)هـ٤٠١(اهلروي صاحب األزهري

ة نزار مصطفى الباز، مكة املكرمة الرياض، املزيدي، مكتب .هـ١٤١٩، ١ط، السيد ابن زهرة، غنية النزوع إىل علمي األصول والفروع ٣٩

.، قم إيران١هـ ق، ط١٤١٧، ×مؤسسة اإلمام الصادق

١٢٥ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

، مدارك العروة الوثقى، كتاب اخلمس، السيد فقه الشيعة ٤٠هـ ، ١٤٣٠، ٢حممد مهدي املوسوي اخللخايل، دار البشري، ط

.مق، سيد حممد ايازي، مركز القراءات وهي قرآينژپفقه ٤١

والتحقيقات اإلسالمية، كلية الفقه واحلقوق، مركز النرش هـ ش، ١٣٨٠، ١غ اإلسالمي، طياإلسالمي التابع ملركز التبل

.قم، السيد ريض الدين ابن طاووس فالح السائل ونجاح املسائل ٤٢

ع للحوزة العلمية مكتب التبليغات اإلسالمي التاب: احليل، نرش . هـ ق، قم إيران١٤٠٦، ١يف قم املقدسة، ط

الطويس، احلسن بن حممد جعفر أيب الطائفة شيخ، الفهرست ٤٣ الرضوية، املكتبة العلوم، بحر آل صادق حممد السيد: حتقيق .األرشف النجف العراق الطبع، سنة تذكر مل ،١طهـ، ١٢١٢ :، املتوىفالعلوم بحر مهدى السيد ،الفوائد الرجالية ٤٤

، العلوم بحر حسين ، العلوم بحر صادق محمد: وتعليق تحقيق مكتبة: الناشر، آفتاب: المطبعة، ش ١٣٦٣ ،األولى الطبعة

.طهران - الصادق، دكتور إبراهيم بن مراد، قضية املصادر يف مجع مادة املعجم ٤٥

.جملة جممع اللغة العربية بدمشق

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٢٦

عيل بن حسني ، حسني بن قواعد الرتجيح عند املفرسين ٤٦الشيخ مناع بن خليل القطان، دار : احلريب، راجعه وقدم له

.م، الرياض١٩٩٦، ١القاسم، ط، إعداد جلنة )هـ١٢٨١(، الشيخ األنصاري كتاب اخلمس ٤٧

، ٣حتقيق تراث الشيخ األعظم، جممع الفكر اإلسالمي، ط .قم إيران: هـ١٤٣٠

.، قم١، حسني عيل املنتظري النجف آبادي، طكتاب اخلمس ٤٨بو احلسني امحد بن أ، )رجال ابن الغضائري (كتاب الضعفاء ٤٩سيد حممد رضا احلسيني : يب عبد اهللا ابن الغضائري، حتقيقأ

.اجلاليل، قم إيرانكتاب العني مرتبا عىل حروف املعجم ٥٠ ، اخلليل بن أمحد

الدكتور عبد احلميد هنداوي، : الفراهيدي، ترتيب وحتقيق .م، بريوت لبنان٢٠٠٣، ١طدار الكتب العلمية،

، اخلليل بن أمحد الفراهيدي، دار اهلجرة، قم كتاب العني ٥١ .هـ ق١٤١٠املقدسة،

، أمحد بن كتاب املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري للرافعي ٥٢، املطبعة األمرية )هـ٧٧٠(حممد بن عيل املقري الفيومي

.م١٩٢٢، ٥بالقاهرة، ط، ٢ار الكتاب العريب، ط، الشيخ الطويس، دالنهايةكتاب ٥٣

١٢٧ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

.هـ ، بريوت لبنان١٤٠٠، الشيخ جعفر كشف الغطاء عن مبهامت الرشيعة الغراء ٥٤

نرش مركز التبليغات اإلسالمي يف قم كاشف الغطاء، .هـ، قم إيران١٤٢٢، ١املقدسة، ط

، آية اهللا العالمة السيد كامل الكتاباللباب يف تفسري ٥٥ .احليدري

ل الدين حممد بن مكرم بن بو الفضل مجاأ، لسان العرب ٥٦أمحد فارس، دار الفكر للطباعة والنرش ودار : منظور، حتقيق .هـ ، بريوت لبنان١٤١٤، ٣صادر، ط

بحاث آية اهللا تقريرا أل، السيد كاظم احلائري، مباحث األصول ٥٧املؤلف، الطبعة األوىل، : العظمى السيد حممد باقر الصدر، النارش

..م١٤٠٧، السيد كاظم احلائري، إصدار ألموال العامةمباين فتاوى يف ا ٥٨

.م، قم إيران٢٠٠٧، ١مكتب سامحته، طهـ، ١٤١٦، ٣، الطرحيي، مكتبة مرتضوي، طجممع البحرين ٥٩

.طهران إيران الطربيس، حسن بن الفضل ،القرآن تفسري يف البيان جممع ٦٠

.طهران إيران ش، هـ ١٣٧٢ ،٣ط خرسو، نارص منشورات، أمحد بن حممد ألذهانا يف رشح إرشاد جممع الفائدة والربهان ٦١

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٢٨

هـ، قم ١٤٠٣، ١األردبييل، مؤسسة النرش اإلسالمي، ط .إيران

، أيب احلسن عيل بن أسامعيل بن املحكم واملحيط األعظم ٦٢الدكتور : ، حتقيق)هـ٤٥٨(سيده املريس املعروف بابن سيده

هـ، ١٤٢١، ١عبد العزيز هنداوي، دار الكتب العلمية، ط .انبريوت لبن

حممد حسن آل : الصاحب بن عباد، حتقيق، املحيط يف اللغة ٦٣ . هـ١٤١٤، ١ياسني، عامل الكتاب، ط

، احلسن بن يوسف املطهر خمتلف الشيعة يف أحكام الرشيعة ٦٤هـ ١٤١٣، ٢، مؤسسة النرش اإلسالمي، ط)العالمة احليل(

.ق، قم إيرانمد ، السيد حم رشائع اإلسالمعباداتمدارك األحكام يف رشح ٦٥

، ١بن عيل العاميل، مؤسسة آل البيت إلحياء الرتاث، ط .هـ، بريوت لبنان١٤١١

، أبحاث حول إعجاز القرآن وصيانته من مدخل التفسري ٦٦التحريف وعدم تواتر القراءات وأصول التفسري، الشيخ

.هـ١٤١٨، ٣فاضل اللنكراين، مركز النرش اإلسالمي، ط الربوجردي، مرتىض الشيخ اهللا آية ،الوثقى العروة مستند ٦٧

آثار إحياء مؤسسة اخلوئي، اإلمام موسوعة أساس عىل األجزاء

١٢٩ ...................................................هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟

.ق هـ١٤١٨ قم، إيران ،١ط اخلوئي، اإلمام، احلافظ الكبري أيب بكر عبد الرزاق بن مهام فاملصن ٦٨

حبيب : ، عني بتحقيق نصوصه وختريج أحاديثهالصنعاين .م١٩٧٢، ١الرمحن األعظمي، نرش املجلس العلمي، ط

اخلوئي، املوسوي القاسم بوأ ،احلديث رجال معجم ٦٩ .الطبعة تذكر مل ق، هـ١٤١٣

عبد : ، أمحد بن فارس بن زكريا، حتقيقمعجم مقاييس اللغة ٧٠، ١السالم حممد هارون، نرش مركز التبليغات اإلسالمي، ط

.هـ ق، قم إيران١٤٠٤حسني بن حممد الراغب ، ، الكريم مفردات القرآن ٧١

صفوان عدنان داودي، دار العلم دار : قيقاألصفهاين، حت .هـ ق، لبنان سورية١٤١٢، ١الشامية، ط

باملفيد، امللقب العكربي النعامن بن حممد بن حممد ،املقنعة ٧٢ .إيران قم ،١ط ق، هـ١٤١٣

الصدوق، القمي بابويه بن عىل بن حممد، الفقيهحيرضهمن ال ٧٣ .مق إيران ،٢ط ق، هـ١٤١٣ اإلسالمي، النرش مؤسسة

، السيد صاحب احلكيم، تقريرا ألبحاث السيد منتقى األصول ٧٤ .هـ١٤١٦ ،الطبعة الثانية ، مطبعة اهلادي،حممد الروحاين

الرجايل اخلبري أيب عيل ، منتهى املقال يف أحوال الرجال ٧٥

بحوث يف عملية االستنباط الفقهي .......................................................... ١٣٠

مؤسسة : سامعيل املازندراين، حتقيقإاحلائري، الشيخ حممد بن هـ ق، ١٤١٦، ١، طآل البيت عليهم السالم إلحياء الرتاث

.قم إيران، من أبحاث آية اهللا العظمى السيد كامل منطق فهم القرآن ٧٦

هـ، دار ١٤٣٣، ١احليدري، بقلم الشيخ طالل احلسن، ط .املرتىض، بريوت لبنان

، تقريرا ألبحاث آية حقيقته رشوطه حكمهمنكر الرضوري، ٧٧ .اهللا السيد كامل احليدري، بقلم ميثاق العرس

، السيد حممد حسني الطباطبائي، فسري القرآنامليزان يف ت ٧٨ . هـ ق١٤١٧، ٥مؤسسة النرش اإلسالمي، ط

، لإلمام جمد الدين أيب واألثرالنهاية يف غريب احلديث ٧٩السعادات املبارك بن حممد اجلزري، املعروف بابن األثري

حممود حممد الطناحي وطاهر أمحد الزاوي، : ، حتقيق)هـ٦٠٦( .الطبعيب، مل تذكر الطبعة وال سنة مؤسسة التأريخ العر

ت عليهم السالم احلر العاميل، مؤسسة آل البي، وسائل الشيعة ٨٠ .، بريوت لبنان١إلحياء الرتاث، ط

١

).تفسري سورة احلمد: اجلزء األول(اللباب يف تفسري الكتاب . ١أصول التفسري؛ مقارنة منهجية بني آراء الطباطبائي وأبرز . ٢

.املفرسين . النظرية واملعطيات؛تأويل القرآن. ٣ ).٢-١ (طالل احلسن: بقلم.معرفة اهللا .٥ـ٤خل لدراسة ماهية علم املعصوم الراسخون يف العلم؛ مد. ٦

.الشيخ خليل رزق: بقلم.وحدوده ومنابع إهلامه ).٢-١. (خليل رزق: بقلم.املعاد؛ رؤية قرآنية. ٨ـ٧جواد : بقلم. بحوث حتليلية يف مراتبه ومعطياته،التوحيد. ١٠ـ٩

).٢-١. (ارعيل كس .ارجواد عيل كس: بقلم، حوار.بحث حول اإلمامة. ١١ .عة؛ بحوث يف حقيقتها وأقسامها ومعطياهتاالشفا. ١٢ رؤى يف مرتكزاته النظرية ومسالكه ؛العرفان الشيعي. ١٣

.الشيخ خليل رزق: بقلم.العمليةحممد : بقلم. العصمة؛ بحث حتلييل يف ضوء املنهج القرآين. ١٤

.القايض

٢

.حممود اجليايش: بقلم. رؤية قرآنية؛يوسف الصديق. ١٥ين؛ مدخل لدراسة منشأ احلاجة إىل الدين وتكامل فلسفة الد. ١٦

.الشيخ عيل العبادي: بقلم.الرشائع ).٤-١ ()رشح احللقة الثانية(الدروس . ٢٠ـ١٧الشيخ حممود نعمة : بقلم.القطع؛ دراسة يف حجيته وأقسامه. ٢١

.اجليايشالظن؛ دراسة يف حجيته وأقسامه. ٢٢ .اجليايش حممود : بقلم. . قراءة يف مرتكزات احلكمة املتعالية؛سفة صدر املتأهلنيفل. ٢٣

.الشيخ خليل رزق: بقلماملثل اإلهلية. ٢٤ الشيخ : بقلم. بحوث حتليلية يف نظرية أفالطون؛

.عبد اهللا األسعد .الرتبية الروحية؛ بحوث يف جهاد النفس. ٢٥ ويشمل الرسائل ؛مدخل إىل مناهج املعرفة عند اإلسالميني. ٢٦

:التالية ).بحث يف الوجود الذهني(التفسري املاهوي للمعرفة • .نفس األمر ومالك الصدق يف القضايا • .املدارس اخلمس يف العرص اإلسالمي • .منهج الطباطبائي يف تفسري القرآن • .خصائص عامة يف فكر الشهيد الصدر •

.عبد اهللا األسعد: بقلم.بحوث يف علم النفس الفلسفي. ٢٧ .الشيخ طالل احلسن: بقلم. ه يف الدينالتفق. ٢٨

٣

.الشيخ طالل احلسن: بقلم.مراتب السري والسلوك إىل اهللا. ٢٩ اإلهليات ،ة املرحلة الثانية عرش؛رشح هناية احلكمة. ٣١ـ٣٠

).٢-١. (الشيخ عيل محود العبادي: بقلم.باملعنى األخص .املذهب الذايت يف نظرية املعرفة. ٣٢ ).٢-١(الشيخ خليل رزق : بقلم. احلكمةرشح بداية. ٣٤ـ٣٣ .التقوى يف القرآن؛ دراسة يف اآلثار االجتامعية. ٣٥ .حممود نعمة اجليايش: بقلم.عصمة األنبياء يف القرآن. ٣٦معامل التجديد الفقهي؛ معاجلة إشكالية الثابت واملتغري يف . ٣٧

. الشيخ خليل رزق: بقلم.اإلسالميالفقه . طالل احلسن. د: بقلم.فسريي عند العالمة احليدرياملنهج الت. ٣٨ . طالل احلسن: بقلم.املنهج الفقهي عند العالمة احليدري. ٣٩ ).٣-١ (بحوث عقائدية. ٤٠

العرش والكريس يف القرآن الكريم • مراتب العلم اإلهلي وكيفية وقوع البداء فيه • التوحيد أساس مجيع املعارف القرآنية •

).٦-٤ (بحوث عقائدية. ٤١ األسامء احلسنى يف القرآن الكريم • رؤية اهللا بني اإلمكان واالمتناع • صيانة القرآن من التحريف •

٤

الثابت واملتغري يف املعرفة الدينية. ٤٢ .الدكتور عيل العيل: بقلم. .حممود اجليايش: بقلم.اإلعجاز بني النظرية والتطبيق. ٤٣ .)بحث فقهي(ال رضر وال رضار . ٤٤ ).٢-١ (روس يف احلكمة املتعاليةد. ٤٦ـ٤٥ــة . ٤٧ ــم األئم ــب عل ــة ومرات ــوث يف حقيق ــام؛ بح ــم اإلم عل

.الشيخ عيل محود العبادي: بقلم.املعصومني الدكتور : إعداد.كامل احليدري؛ قراءة يف السرية واملنهج. ٤٩ـ٤٨

.)٢-١( محيد جميد هدو . عيل محود العبادي: بقلم. حقيقتها ومظاهرها؛الوالية التكوينية. ٥٠اإلهليات باملعنى (الفلسفة؛ رشح كتاب األسفار األربعة . ٥٢ـ٥١

).٢-١. (الشيخ قيرص التميمي: بقلم).األعم من ة رشح املرحلة احلادية عرش؛العقل والعاقل واملعقول. ٥٣

. الشيخ ميثاق طالب: بقلم. هناية احلكمةكتاب اجلزء ،عقلية األربعةرشح كتاب األسفار الكتاب املعاد؛ . ٥٤

. عبد اهللا األسعد: بقلم.لاألوالقسم ؛ للشهيد حممد باقر الصدر،رشح احللقة الثالثة. ٥٧ـ٥٥

).٣-١( الشيخ حيدر اليعقويب : بقلم.األول . األصول العملية: القسم الثاين؛رشح احللقة الثالثة. ٦٣ـ٥٨

).٦ -١(الشيخ عيل العبادي : بقلم

٥

للعالمة الشيخ حممد رضا املظفر؛ املنطقرشح كتاب. ٦٨ـ٦٤ . ).٥-١(بقلم الشيخ نجاح النويني

للشهيد السعيد آية اهللا العظمى السيد ؛رشح احللقة األوىل. ٦٩ . الشيخ سعد الغنامي: بقلم.+حممد باقر الصدر

. الشيخ عيل محود العبادي: بقلم.دروس يف علم اإلمام. ٧٠ . الشيخ عيل محود العبادي: بقلم.دروس يف التوحيد. ٧١ ).٣-١(طالل احلسن . د: بقلم.منطق فهم القرآن. ٧٤ـ٧٢ .عيل املدن: بقلم.معامل اإلسالم األموي. ٧٥ . عيل املدن: بقلم. وصناعة الوضع والتأويل؛السلطة. ٧٦ .)الرسالة العملية لسامحته، قسم العبادات( الفتاوى الفقهية. ٧٧بحوث يف عملية (اخلالف يف حتديدهاموارد وجوب الزكاة و. ٧٨

.الشيخ ميثاق العرس: بقلم).١/االستنباط الفقهيبحوث يف عملية ( حقيقته رشوطه حكمه؛يمنكر الرضور. ٧٩

.ميثاق العرس: بقلم.)٢/االستنباط الفقهيبحوث يف عملية ( هل خلمس أرباح املكاسب أصل قرآين؟. ٨٠

.لعرسميثاق ا: بقلم). ٣/االستنباط الفقهي .)١/فتاوى فقهية (كتاب الزكاة. ٨١ .)٢/فتاوى فقهية (مخس أرباح املكاسب. ٨٢ .)٣/فتاوى فقهية (خمتارات من أحكام النساء. ٨٣

٦

.)٤/فتاوى فقهية( املنتخب يف مناسك احلج والعمرة. ٨٤ وآفاق املستقبل لدى السيد كامل ة الدينيةمرشوع املرجعي. ٨٥

).نية من الباحثخبن(احليدري . دراسة يف رشوطها وآثارها؛ التوبة. ٨٦ . مقدمة يف علم األخالق. ٨٧الشيخ : بقلم.مناهج بحث اإلمامة بني النظرية والتطبيق. ٨٨

.حممد جواد الزبيدي .حممد جواد الزبيدي: بقلم.مفهوم الشفاعة يف القرآن. ٨٩ ).هجمموعة الكتب األربعة أعال (يف ظالل العقيدة واألخالق. ٩٠ .مدخل إىل اإلمامة. ٩١

:بحوث ودراسات يف طور الطباعةالشيخ : بقلم). ٤-١ (بحوث يف فقه املكاسب املحرمة .٩٥ـ٩٢

.نجاح النويني، اجلزء رشح كتاب األسفار العقلية األربعة ؛املعادكتاب . ٩٦

.الشيخ عبد اهللا األسعد: بقلم.الثاينالشيخ حيدر : بقلم.ولرشح احللقة الثالثة؛ القسم األ. ١٠٠ـ٩٧

.٧ و٦ و٥ و٤: األجزاء: اليعقويب .اجلزء الثالثرشح األسفار؛ اإلهليات باملعنى األعم، . ١٠١

.الشيخ قيرص التميمي: بقلم .املكاسب املحرمة. ١٠٢

٧

.)١/مفاهيم قرآنية، عقائدية، أخالقية(االسم األعظم . ١٠٣ .)٢/يةمفاهيم قرآنية، عقائدية، أخالق(الغلو . ١٠٤مفاهيم قرآنية، (البداء، وكيفية وقوعه يف العلم اإلهلي . ١٠٥

.)٣/عقائدية، أخالقيةمفاهيم (القضاء والقدر، وإشكالية تعطيل الفعل اإلنساين . ١٠٦

.)٤/قرآنية، عقائدية، أخالقيةإبداعات العالمة احليدري، يف املنهج والتوحيد واإلمامة . ١٠٧

)٥/أخالقيةمفاهيم قرآنية، عقائدية، (مفاهيم قرآنية، عقائدية، (صيانة القرآن من التحريف . ١٠٨

.)٦/أخالقية