األسر النهـــــرى

 

يؤدى نمو النظم النهريه المتجاوره ، التى تستقى مياهها من مناطق تقسيم مياه مشتركه،

إلى أن يصبح نهر منها أعظم وأقوى من جيرانه ، وبمرورالزمن يصبح هذا النهر هو النهر

فى المنطقه .Master-Streamالسيد أو السائد

وهو يصل إلى عنفوانه هذا عن طريق تراجع منابعه ) تراجع خطوط تقسيم المياه ( من جهه ،

وبواسطه تحويل أجزاء من النظام النهرى المجاور إلى حوضه من جهه أخرى . وتعرف

أوRiver Captureالظاهره االخيره باالسر النهرى .River Piracyالقرصنه النهريه

ويحدث االسر النهرى حينما يتمكن النهر السيد االقوى من دفع خطوط تقسيم المياه ونحرها

صعدا ، وذلك عن طريق النحت التراجعى أو النحت الصاعد . وما يزال النهر السائد يعمق

مجراه ، وينحت تراجعيا صاعدا مخترقا منطقه تقسيم المياه ، حتى يصل إلى منابع النهر الضعيف المرتفع القاع فيأسرها . وتتحول

مياهها إليه وتبعا لذلك تزداد قدره النهر اآلسر السيد . وعند مكان االسر )أى مكان تحويل

المياه إلى النهر االسر ( توجد فى العاده حينة واضحه المعالم تعرف بعالمه االسر أو كوع االسر

Elbow of Captureوينكمش النهر المبتور الرأس ، Beheadedالذى فقد منابعه ، ويصبح اصغر حجما

بالنسبه لواديه الضامر ، ويصبح منبعه بعيدا عن كوع االسر ، تاركا جزءا جافا من واديه القديم

) أوDry Gap)قبل االسر( يعرف بالثغره الجافه ( ويحدث االسر النهرىWind Gapثغره الريح

على الخصوص فى أقاليم الحافات المتعاقبه ، حيث تستطيع االنهار التاليه المتعامده على مجارى االنهار التابعه أن تنحت تراجعياعلى

امتداد نطاقات الصخور اللينه القليله المقاومه للتعريه كالصخور الصلصاليه ، ومن ثم تاسر

منابع االنهار المجاوره ، وتنشئ شكال من أشكال التصريف النهرى يسمى " التصريف المتشابك أو

" ، يبدو هنا على جانب كبيرTrellisedالمشبك من التعقيد .

االسر النهري والتصريف المتشابك( 16)شكل

( عمليه األسر النهرى فى17ويظهر الشكل ) ابسط صورها . فالنهر القوى التابع ) أ ( يشق

طريقه فى طبقات صخريه متفاوته الصالبهوالمقاومة .

االسر النهري - أ( 17)شكل

وتمكن رافد تال من روافده الفتيه أن ينحت تراجعا " صعدا " على امتداد مكاشف صخريه

ضعيفه غير مقاومه ، وبمرور الزمن اقترب من نهر تابع ضعيف )ب( فنزلت مياه النهر التابع الضعيف إلى النهر التالى القوى ، وينشأ عن

ذلك تكوين كوع االسر . ويضمن الجزء االدنى من النهر التابع ) ب( الذى فقد منابعه العليا وهو النهر الذى أصبح صغير بالنسبه لواديه والذى

وتبدو عمليه االسرMisfitيعرف بالنهر الضامر النهرى حسبما وصفنا سهله التميز . والواقع أن

عمليات االسر النهرى التى من النمط السابقشرحه اقل شيوعا مما كان يعتقد .

فالدراسات الحقليه تظهر أن عمليات االسر النهرى غالبا ما تكون أكثر تعقيدا ، وتكون محال

للجدال والنقاش بين الدارسين .

والشك أن االمر يتطلب ظروفا خاصه ينبغى أن تتوافر قبل ما يستطيع نهر ما تحويل مياه نهر

آخر إليه . ولعل أهم ما يجب أن يتوفر للنهر اآلسر أن يكون قد نحر مجراه إلى عمق أدنى

بكثير من مستوى عمق ضحيته . وليس من السهل دائما ان نتصور كيف يتم ذلك على االقل

فى المثال التقليدى الذى سبق توضيحه بالشكل والكلمه . فكل األنهار تتميز بإنحدارات كبيرة17

نزال صوب البحر الذى يمثل مستوى قاعده عاماللتعريه النهريه .

ففى االنهار التى تجرى فوق صخور متجانسة ، ولها أحواض ومنابع متماثله ، تكون انحدارتها

متشابهه أيضا ، وال نتصور أن يكون الفرق بين انحدار نهرو آخر كبيرا وتبعا لذلك ففى المثال

الذى سقناه اليكون الفرق بين مستوى قاع النهرين أ ، ب ، عند النقطه التى يحدث فيها االسر أ ضف إلى ذلك أن النهر التالى ) الذى

سيقوم بعملية األسر ( ينبغى أن يكون له انحدار كاف ليصب فى النهر " القوى " ) أ ( الذى

يرفده ومن ثم فقاعه البد ان يكون مرتفعا، وجزؤه االعلى الذى سيتصل بالنهر " الضعيف "

)ب( الشك سيكون مرتفع القاع ، حتى ليعلو قاع النهر الضحيه )ب( وفى مثل هذه االحوال يصير االسر وتحويل مياه النهر التابع )ب( إلى النهر

التابع )أ( مستحيال .

وهناك مثال طيب لتوضيح هذه المسأله . فأهم نهرين ينصرفان نحو الجنوب خالل االقليم

الطباشيرى بوسط جنوب إنجلترا هما ايفونAvon وتيست Testوال فرق كبير بينهما فى ،

مساحه الحوض وفى حجم التصريف المائى . وتتواجد ظروف مواتيه جدا فى منطقه جنوب

لكى يأسر نهرSalisburyشرق ساليسبورى تيست نهر ايفون . فلقد تمكن رافد تال لنهر

تيست من إطالة مجراه تراجعيا تجاه الغرب جنوب نهر ايفون .ويبدو من الخريطه بوضوح الخطر المحدق بنهرايفون من االسر بواسطه

هذا الرافد . لكن الحقيقه ان الفرصه غير مواتيه

على االطالق لحدوث االسر فى المستقبل المنظور ، الن الرافد التالى أعلى مستوى من

مترا .50نهر ايفون بنحو

ومن هذا نرى انه لكى يحدث االسر النهرى البد ان تتاح الفرصه الحد النهرين لكى ينحت ويعمق

مجراه إلى مستوى ادنى بكثير من مستوىمجرى النهر المجاور.

ومثل هذه الفرصه اليمكن أن تسنح االبوجود تضاريس معينه او ظروف جيولوجيه معلومه ال

نالقيها فى كل االقاليم .ونرى أمثله لالسر النهرى من هذا القبيل لكن على نطاق ضيق

نوعا فى جنوب إنجلترا ، ويرتبط االسر النهرى هنا بواجهات الحافات ، فاالنهار الضحيه تجرى عاليه فوق منحدرات الميل الطبقى ، ونحرها

هنا بواجهات الحافات ، فاالنهار الضحيه تجرى عاليه فوق منحدرات الميل الطبقى ، ونحرها

هنا محدود بسبب الصخور السفلى الصلبه المقاومه بينما تقل المياه الجاريه فيها بسبب

تسربها فى الطباشير العلوى الذى تجرى خالله . وعلى العكس من ذلك تجرى االنهار اآلسره

خالل مكاشف من الصخور الضعيفه عند قاعده واجهه منحدرات الحافه ، ومن ثم فلها ميزه

100 ـ 70الفرق فى االرتفاع الذى يتراوح بين متر . وتستطيع أنهار اسفل الحافه ) أنهار

تاليه ( عن طريق النحت الصاعد أحيانا اقتحام الحافه ، وتأسروتحول اليها المجارى العليا

النهار منحدرات الميل .

وهناك امثله اخرى لالسر النهرى على نطاق أوسع فى الهوامش الشماليه لحقل فحم جنوب

ويلز ، مهد لها وساعد حدوثها ظروف بعضها يختص بطبيعه السطح حيث يشد من ازر النهر

االثر انحدار شديد يساعد على نحت صاعد وتعميق تراجعى مؤثر يفوق النهر المأسور ،

وبعضها اآلخر يختص بخطوط الضعف الجيولوجى كنطاق تكسر ، وصخورلينه ضعيفه غير مقاومه. ويتضح مما سبق ان ظاهره االسر النهرى ليست سهله البنيات ويجب عند تمييزها استجالء أسباب

وجيهه لحدوثها ، وإظهار الشواهد واالدله المقنعه لوجودها . ويلزم ذلك على الخصوص

فى المناطق التى تتصف بتجانس التكوين الجيولوجى ، حيث يندر جدا تواجد ميزه النحر

والتعميق الشديدين لنهر دون أخر ففى االقاليم التى ترتكز على نوع واحد من الصخور ، سواء

كان طباشيريا او جيريا أو رمليا أو صلصاليا فى هيئه مستقره لم يصبها اضطراب تكتونى

بااللتواء أو االنكسار ، فان نمط التصريف المائى الينتابه التغير بمرور الزمن االقليال . وفضال عن

ذلك ، فان االسر النهرى الينبغى النظر اليه "كحدث عادى فى نضال حقيقى بين االنهار من

اجل البقاء " كما يقول وولدريدج ومورجانWooldridge and Morganوانما كحادثة استثنائيه

محدودة ، وذلك فى مناطق الصخور المنفذه ، حيث يعاق النحت الصاعد بانخفاض منسوب الماء

الباطنى ، وتمزيق االجزاء العليا من االوديه .

وتتعقد دراسه االسر النهرى بواسطه التباين فى طبيعته الميكانيكه الفعليه لعمليه االسر

وتحويل المياه من نهر الى اخر . ويمكن تميز أربعه أنماط من االسر باستخدام المعنى الواسع

لمصطلح األسر النهرى .

وهذه االنماط االربعه كما يلى :ـ ـ االسر النهرى فى ابسط صورة ، وتحويل1

المياه السطحيه فى منطقه تتألف من صخور

صماء غير منفذه من نهر الى آخر او حيثما يكون منسوب الماء االرضى مرتفعا ، فيه يحتفظ النهر

الضحيه )الذى سيؤسر ( بجريانه حتى لحظهتحويل مياهه الى النهر اآلسر .

ـ يحدث االسر النهرى عن طريق تجريد النهر2 المأسور من مياهه بالتسرب ثم التحول تحت

سطح النهر االسر األدنى مستوى ويحدث ذلك فى مناطق الصخور المنفذه ، فقد يسبق

التحويل السطحى من نهر الخر بتجريد تحت لمياه النهرUnderground Abstractionسطحى

الذى سيؤسر ، ويكون ذلك من الوضوح بحيث انه قد يجف النهر المأسور ويختفى تحت السطح ابتداء من نقطه التحويل السطحيه الممكنه . وباستمرار امتصاص النهر اآلسر لمياه النهر المأسور المتسربه من قاعه االكثر ارتفاعا ،

يزداد النهر اآلسر قوة وقدرة على النحت بينمايزداد النهرالمأسور ضعفا على ضعف .

ـ هجرة خط تقسيم المياه ، وهذا نوع من3 االسر النهرى ال يصاحبه عالمه من عالماته مثل

كوع االسر أو النهر الضامر وهنا ينضم جزء من منابع نهر الى منابع نهر اخر

دون تحويل مجارى سطحيه وتنشأ هذه العمليه نتيجه خطوط تقسيم المياه ، وتكون شائعه

الحدوث حيثما تنبع نظم التصريف النهرى من منطقه تقسيم مياه مشتركه ، وتجرى منها فى

اتجاهات متضاده . وتكثر على الخصوص حيثما كانت المنطقه مكونه من صخور متجانسه ويكون

انحدار احد االنهار اكبر من غيره وبالتالى يملكطاقه نحت رأسى أكثر فاعليه .

ـ االسر الجانبى السطحى ويحدث حينما4يتجاوزجريان انهار متوازيه .

فاذا تمكن احد هذه االنهار من النحت والتعميق اسرع من جيرانه االقربين ربما النه نجح فى

اقتحام طبقه ضعيفه او جرى بامتداد خط عيبيأو بطول

فاصل ، فان باستطاعته حينئذ أن يوسع واديه جانبيا ويحتوى أنهارا مجاوره له كما يتضح من

ب ( .17الشكل رقم )

ولعله من المفيد وقد وصلنا الى هذا الحد ، ان نذكر بايجاز خصائص العالمات المورفولوجيه

الناجمه عن االسر ، ونناقش بعضا من مشاكل.التقويم التى ترتبط بهذه العالمات او الظواهر

ب - أ(17)شكل ب- ب(17)شكل ب- جـ(17)شكل

- ب(17)شكل

عالمات االسر النهـــرى

 

هى عالمات تدل على حدوث االسر النهرى ، وهى فى ذات الوقت ظواهر تنجم عن نفس

العمليه . وفيما يلى دراسة موجزه لكل منها .

:Elbows Of Capture ـ اكواع االسر 1

انها أشهر نتائج االسر النهرى . لكن ينبغى ان اليخطئ اظهارها الباحث فى الحقل ، وان ال

يخلط يبنهما وبين انحناء حاد فى مجرى النهر ، ويسرع إلى تقويم كل انحناء حاد على انه نتيجه السر نهرى ، فهناك عدد غير قليل من االسباب التى تلزم االنهار على االنحناء وتغيير اتجاهات مجاريها بزوايا قائمه أو قريبة من القائمه عدا

االسر النهرى . فقد يعكس التغيير فى اتجاه المجرى النهرى تأثير العوامل الجيولوجيه مثل االنكسارات المتعامده وخطوط الفواصل التى

يتكيف معها المجرى النهرى .

:Misfitstreams ـ االنهار الضامرة 2

هى كأكواع االسر ، تعتبر من أهم واشهر العالمات التى تدل على تحويل مياه نهر ، فيزداد ضعفا ويضمر ، الى نهر آخر فيزداد قوة وقدرة .

الشك ان عمليه االسر النهرى تنتج بالضروره أنهار ضامرة ، لكن ينبغى أن نعلم ان الضمور

النهرى يمكن ان ينشأ عن أسباب اخرى عدا االسر النهرى . فلقد نجد أنهار منطقه بأسرها

ينتابها النقص فى التصريف المائى بغض النظر عن عمليات االسر النهرى وتعرف امثال االنهار

عاده باسم االنهار " دون الكفء " أو االقل وتتميز بمنعطفات صغيره لكنUnder-Fitكفاءة

متسعه ، فى داخل منعطفات أوديه أكبر حجما نشأت فيما مضى حينما كانت الظروف المناخيه

تسمع بتصريف مائى أعظم قدرا وال يستطيع الباحث إال أن ينتهى إلى أن االنهار الحاليه قد تأثرت بالتغير االمناخي الذى ادى إلى قله فى

التساقط ، وازدياد نسبى فى أهميه التبخر . والتسرب

: Colsorwind-gaps ـ الثغرات الجافه 3

ظاهره مهمه من الظاهرات المورفولوجيه فى بيئه االنهار ، وهى ناشئة عن االسر النهرى

ومثاليه له . وتمثل الثغره الجافه قسم المجرى النهرى الذى تم أسره ، وهو الذى يلى المكان

الذى حدث عنده االسر مباشرة والذى يبقى جافا عقب تحول المياه إلى النهر اآلسر . ويعد وجود

هذه الثغره الجافه دليال قاطعا على حدوث االسر النهرى ، رغم ما قد يعترض تقويمها من

صعوبات أيضا . أضف إلى ذلك أن الثغرات الجافه تساعد مساعده فعاله فى استقراء تاريخ

التصريف المائى فى المناطق التى يتعدد فيهااالسر النهرى .

ويرى الجيومورفولوجيه كقاعده عامه انه إذا لم تكن الثغره الجافه قد أصابهاالتعديل والتحوير

بواسطه عمليات تعريه أحدث ) مصحوبه باطاله خالل الثغره ابتداء منObsequentنهر عكسى

نقطه األسر فان مقدار ارتفاعها يدل على مدىقدمها .

استخدام الثغرات الجافة في( 18)شكل التحقق من االسر النهري

( يوضح نمونظام تصريف18والشكل رقم ) نهرى افتراضى ، يتألف اصال من اربعة انهار

تابعه ، ثالثه منها تقطعت بواسطة نهر تال مهم ،160وتوضح ثالث ثغرات جافه على ارتفاع

م متواضع االسر النهرى كما تظهر100 ، 130 أن االسر قد حدث على الترتيب أ ، ب ، ج وقد

حدث

( بواسطه رافد تال1أوال أسر النهر التابع ) ( . وفيما بعد تمكن رافد تال2للنهر التابع رقم ) )ب(3( من أسر النهر التابع 4للنهر التابع رقم )

، ثم عن طريق رافد تال أو باطاله نفسه تمكن )ج( ويبدو أن هذا2من اسر النهر التابع رقم

المثال مباشره وواضح المعالم جدا ، لكن الواقع أن االمر يبدو ومعقدا فى الطبيعه وال يسمح

بمثل هذا التقويم السهل ، فلقد يكون الفرق فى االرتفاع بين الثغرات أقل من ذلك بكثير ،

ويصبح استخدام بديهي أن الثغره " االعلى مستوى هى االقدم عمرا "خطر ، فقد ال تصح ،

الن ارتفاع الثغره الجافه ال يتحدد بواسطه تأريخ االسر وحده ، وانما أيضا بواسطه حجم النهر

الذى كان يشغلها فيما مضى . فاذا ما حدث أسر لنهرين فى وقت واحد ، وكان أحدهما أكبر حجما

من اآلخر ، وبالتالى كان أقدر على نحر مجراه من االخر فاننا النتوقع أن تكون الثغرات الجافه

على مستوى ارتفاع واحد . ذلك ان اسر نهر صغير سيترتب عليه تكون ثغره جافه أعلى بكثير

من الثغره التى تتكون نتيجه السر نهر كبير ونجح فى نحر واد عميق حتى ولو كانت أقدم منها عمرا .هذا وتتعرض الثغرات الجافه بعد

تكونها للطمس بواسطه التجويه وزحف التربه والجريان الغطائى أو غسل المطر . ولهذا فان

ارتفاعات الثغرات الجافه الحاليه قد تكون

مضلله ، خاصه فى المناطق التى تتميز باختالف فى طبيعه صخورها ومدى مقاومتها للتجويه

والتعريه ، مما يتسبب فى اختالف درجات طمس التغرات . والواقع ان الثغرات الجافه ظواهر

سريعه االنطماس وهى حينما تكون شابه تكون حسنه التحديد واضحة المعالم ، وتتميز قطاعاتها العريضه بنفس الخصائص المثاليه التى تتميز بها

قطاعات االوديه النهريه ، فاذا ما تقادم بها العهد سوت التعريه معالمها بالتدريج ، وصارت

تبدو كخط غائر نوعا ردئ التحديد .

وحينما تدخل دورة التعريه آخر مراحلها ، تتالشى معالم الثغرات الجافه مع التخفيض

العام الذى يصيب البيئه الطبيعيه . ومن الممكن التفريق بين بيئه طبيعيه عانت دورتين متتاليتين

للتعريه بين عمليات االسر النهرى التى حدثت فى الدوره االولى وتلك التى تنسب للدوره

الثانيه او الحاليه وذلك عن طريق وجود أو غيابالثغرات الجافه .

وعلى الرغم من أن الثغرات الجافه ظاهره تختص بعمليات االسر النهرى وتنتج عنها ، فانها

قد تنشأ نتيجه لعمليات اخرى مثل تراجع الحافات ، وأيضا تلك الثغرات التى يحدثها الجليد

فى مناطق تقسيم المياه .

معنى ذلك ان وجود الثغرات الجافه يعنى بالضروره حدوث عمليات أسر نهرى . ولهذا

ينبغى البحث عند الدراسة عن الظواهر االخرى المرجحه االسر النهرى مثل اكواع االسر " دون

الكفء ".

واذا ما ساعد الحظ الباحث فإنه سيجد الحصى النهرى محشوا بقاع الثغره وحنيئذ يزول الشك

فى انها كانت جزء من مجرى نهر .

ـ القطاعات النهريه :4

تعطى دراسة القطاعات الطوليه لالنهار فى الظروف المواتيه ، شواهد قيمه تفيد في

التعرف على االسر النهرى ، كما تعاون فى تحقيق تاريخ التصريف النهرى . ولقد سبق لنا أن ذكرنا أن امكانيه النجاح فى االسر النهرى

تعتمد على قدره نهر من نحر مجراه الى مستوىأدنى بكثير من نهر آخر .

وتبعا لذلك فان النهر المأسور يتعرض لحظه االسر لتأثير انخفاض فجائى فى مستوى

القاعده )وهو هنا مستوى مجرى النهر االسر( فتتكون حينئذ نقطه تقطع ) أو تجديد شباب (

Knick Pointsعلى جزء النهر المأسور تشبه تماما تلك التى تحدث نتيجه النخفاض منسوب البحر .

وتتراجع نقطه التقطع بالنحت الصاعد نحو المنبع . ويظل القطاع أعلى نقطه التقطع كما

كان قبل االسر ، أى انه يكافئ النهر المأسور بمستوى الثغره الجافه التى كانت يجرى فيها

النهر قبل االسر .

( 19)شكل ( 20)شكل

( نظريا استخدام هذه20ويوضح الشكل رقم ) الطريقه لتقويم التصريف النهرى . ويصور

الشكل نمط تصريف نهرى يتألف من ثالثه أنهار تابعه تأثرت بأسرين نهريين ، تركا ثغرتين

م على50م و 100جافتين على ارتفاع التوالى . ويتبين من الشكل أن النهر التالى

( ونجح فى1نحت تراجعيا كرافد للنهر التابع ) ( وترك ثغره جافه )أ( ، وفى2أسر النهر التابع )( تاركا ثغره جافه )ب( .3أسر النهر التابع )

ورغم أن هذا التقويم ممكن لكنه ليس الوحيد ، فلقد يمكن القول بأن اول اسر قد حدث للنهر

( بواسطه نهر تال هو رافد للنهر التابع2التابع ) ( تاركا ثغره جافه )أ( ، وفيما بعد تمكن نهر3)

( من اسر النهر التابع )1تال رافد النهر التابع ) ( ، ومن ثم تحدد العالمه × موضع أسر مزدوج2

( تاركا3ثم واصل عمله وأسر النهر التابع )الثغره الجافه )ب( .

واذا ما كان هذا التسلسل االخير الحداث االسر (2صحيحا ، فان الجزء العلوى من النهر التابع ) يجب ان يحتوى على نقطتى تقطع او تجديد

Knick Pointsيعلوهما جزءان من المجرى متعادلين . وينبغى أن يصطف الجزء المتعادل

م100االعلى مع الثغره الجافه )أ( على ارتفاع ( قبل بتره2التى تكونت من مجرى النهر التابع )

، بينما ينبغى أن يكون الجزء المتعادل االوطأ فى حوالى نفس منسوب الثغره الجافه )ب(

مترا ، مشيرا الى مجرى النهر50على ارتفاع خالل الثغره الجافه عقب االسر االول وقبل

حدوث االسر الثانى عند العالمه × .

(2أما اذا لم يظهر المجرى االعلى للنهر التابع ) سوى نقطه تقطع واحدة ، مع وجود جزء متعادل

يعلوها ، ويقع فى نفس منسوب الثغره الجافه متر ، فان تتابع االسر100)أ(على إرتفاع

المبسط الذى عرضناه فى البدايه يكون أصح ،فهو حينئذ االكثر ترجيحا .

ـ الحصى :5

النهرى يكونGravelsان فحص رواسب الحصى ذا اهميه فى توصيف االسر النهرى ودليال عليه .

فاذا ما وجدنا نوعا معلوما من الحصى ، وفحصناه بتروجرافيا ، وتتبعنا منابعه االصليه

المكننا التعريف على صلته بالنهر الضامر المبتور الرأس ، وصلته أيضا بالرأس المبتور

الذى تحول وألحق بالنهر اآلسر .

أشكال النظم النهريه

 

يقصد بشكل التصريف النهرى الصوره العامة التى يبدو بها النهر بروافده الرئيسيه والثانويه .

وهناك عدد عديد من أنماط وأشكال التصريف النهرى فى مناطق تتباين فيما بينها فى نوع

الصخر ، وفى التركيب والبنيه الجيولوجيه وفى نظم المناخ ، وفى تاريخ ومراحل التعريه. ولعله من المفيد هنا ، والغراض الوصف المبسط . أن

نصف عددا من أشكال التصريف النهرى االكثر شيوعا وانتشارا ، غير أننا يجب أن نشير الى أن هذه االشكال قد ال نصادفها فى الطبيعيه حسب

النماذج المثاليه التى سنشرحها فى السطورالتاليه .

:Subparallel ـ التصريف النهرى شبه المتوازى 1

وهو أبسط أنماط التصريف النهرى على االطالق ، ويتألف من عدد من المجارى النهريه التابعه ،

التى تجرى متوازيه على وجه التقريب ويعتبر التصريف النهرى شبه المتوازى ميزة تختص بها

المناطق التى تتألف من طبقات صخريه تميل بانتظام ، مثلما نجده فوق ظهور الكويستات

)منحدرات الميل الطبقى والسطح للكويستات( أو المناطق التى انحسرت عنها مياه البحر

بالتراجع فى العصر الحديث . وفى كلتا الحالتين لم تسمح الظروف الجيولوجيه وال عامل الزمن

بانماء وتطويرنمط من التصريف أكثر تعقيدا بواسطه عمليه التكيف النهرى مع التركيب

التى سبق لناAdjustmenttostructureالجيولوجى شرحها . من هذا ترى ان التصريف النهرى شبه

أىInitalالمتوازى هو أساسا نمط تصريف أولى يمثل مرحله ابتدائيه فى التكوين .

:Dentritic ـ التصريف النهرى الشجرى 2

يبدأ نشوء ونمو أحواض التصريف النهرى الشجرى بعدد من المجارى الرئيسيه تتدفق

مباشرة فوق المنحدر صوب البحر . وهذه المجارى ما هى فى الواقع إال نتيجه التجاه هذا

المنحدر ، أى أنها تتبع فى جريانها اتجاه المنحدر Consequent، ولهذا فانها تسمى االنهار التابعه

وفى أثناء نموها تجرى الروافد نحوها ، وتتصل بها فى أوضاع مائلة أى بزوايا حاده ، كما تتصل

بهذه الروافد روافد أخرى ثانوية .

وتسمى النقطه التى عندها يلتقى الروافد بالنهر الرئيسى بالملتقى أو االتصال المتوافق

Accordant Junction. واذا كانت صخور الحوض متجانسه فى طبيعتها وفى مدى مقاومتها للتعريه ، فان كل نهر تابع

يصبح مركز النظام تصريف نهرى مائل ، فيه تلتقى الروافد بيعضها وبالمجرى الرئيسى

بزوايا حادة ، فيبدو بشكل شجره متفرعه كما ( ، متعددة الفروع واالغصان ولذا21 شكل ) فى

Dentriticفانه يعرف بالتصريف النهري الشجرى اليونانيهDendronوهو تعبير مشتق من كلمه

ومعناها شجرة .

(21)شكل

والتصريف النهرى الشجرى نمط شائع ، ويكثر وجوده حيثما كانت الصخور متجانسه ، وكانت طبقاتها مائله ميال هينا والتضاريس منخفضه نسبيا . وتتباين كثافه حوض التصريف النهرى الشجرى تبعا لعده عوامل أهمها مقدار نفاذيه الصخور ، وكميه االمطار الساقطه وطبيعتها

ونظامها ، فهذه جميعا تؤثر فى كثافه الجريان السطحى للمياه . ولعامل الزمن أهميته الكبيره أيضا . ذلك أن التصريف النهرى الشجرى يكون

، لكنه يزداد تعقيداOpenفى البدايه مفتوحا وكثافه كلما أضيفت اليه روافد جديدة عن طريق

عمليه النحت الصاعد أو التراجعى غير أن النمط يعود مره أخرى فيصبح بسيطا عن طريق ما

يسمى " التجريد السطحى " وهو نوع من االسر النهرى الجانبى سبق أن أشرنا اليه ، اذ تنجح

بعض االنهار فى تعميق وتوسيع وديانها جانبيا حتى تصل الى أوديه أنهار مجاوره فتأسرها وتحتويها ، وتبعا لذلك يتناقص عدد المجارى المائيه التى يحتويها حوض التصريف النهرى

الشجرى .

ـ التصريف النهرى المتشابك او المشبك3Trellised:

اذا حدث وكان حوض النهر التابع يتركب من صخور غير متجانسه ، وتتفاوت فى درجه

مقاومتها للتعريه ، فان الروافد التى تنشأ تكون ذات ارتباط وثيق بالتركيب الصخرى . وحينما

تجرى تلك الروافد على طول مضرب الطبقات فانها تعرف حينئذ باالنهارStrikeأو خط ظهورها

. ويزداد طول هذه الروافد أوSubsequentالتاليه االنهار التاليه بامتدادها تراجعيا نحو منابعها ،

عن طريق النحت الصاعد أو التراجعى كما تتسعأوديتها بالتدريج .

وحينما يتألف حوض النهر التابع من سلسة نطاقات من الصخور الصلبه التى تتعاقب مع نطاقات من الصخور اللينه ، ولكنها تميل فى

نفس االتجاه ، وتمتد عموديا على اتجاه منحدرالنهرالتابع ، فان المجارى التاليه تجرى

حينئذ على امتداد مضرب الطبقات الصخريهاللينه وتتصل بالنهر التابع بزوايا قائمه .

وتبقى نطاقات الطبقات الصلبه ناتئه قائمه فى شكل حافات أو تالل طويله توازى المجرى التاليه ، ويشقها النهر التابع ) الرئيسى (

ويجرى عبرها نحو أسفل المنحدر خالل فتحات ذات جوانب شديدة االنحدار تسمى الثغرات

.Riverالنهريه

 

(22)شكل

وباالضافه لذلك تنشأ روافد للمجارى التاليه تنحدر اليها من الحافات التالليه الصلبه الصخور المشار اليها . ومن هذه الروافد ما يجرى متتبعا

المنحدر االصلى تجاه البحر ) موازيا للمجرى التابع ( ، وتسمى المجارى التابعه الثانويه

Secondary Consequentومنها ما يجرى على المنحدرات المضاده فتسمى المجارى العكسيه

Obsequentويستخدم اللفظ االخير فى ألمانيا وفرنسا وأمريكا بالمعنى الذى أشرنا اليه ، أى يطلق على النهر الذى يجرى فى اتجاه مضاد

أما فىAnti-Consequentالتجاه النهر التابع انجلترا فيطلق أحيانا على النهر الذى يجرى

.Anti-dipعكس ميل الطبقات

ونظام التصريف النهرى الذى يظهر بهذه الصوره يعرف بالتصريف النهرى المشبك أو

، وفيه يتشابك ويتالقى النهرTrillisedالمتشابك التابع ورافده المستعرضه )أنهار تاليه( ،

والطوليه )أنهار تابعه ثانويه و وأنهار عكسيه(بزوايا قائمه .

ونظام التصريف النهرى المشبك شائع ، مثله فى الذيوع مثل التصريف النهرى الشجرى خاصة فى المناطق التى يتميز سطحها بوجود االشكال

،Cuestasاالرضيه المعروفه باسم الكويستات حيث تجرى فوق ظهورها االنهار التابعه ، بينما تجرى االنهار التاليه بموازاة حضيض واجهاتها .

ونظام التصريف المشبك نظام " متطور "developedفيه لعبت عمليه التكيف مع التركيب

دورا كبيرAdjustment to structureالجيولوجى االهميه .

ونجد لهذا النمط المتشابك مثاال واضحا فى كويستات القسم الشرقى من حوض باريس ،

الذى يعرف بأرض الحافات والوهاد ، حيث يجرى نهر السين وروافده فوق نطاقات صخريه غير

متجانسه التركيب ويتضح نمط التصريف المتشابك أيضا فى كويستات جنوب شرق

انجلترا حيث تتعاقب نطاقات من الطبقات اللينه الصلصالية ، مع نطاقات من الطبقات الصلبه الجيريه والطباشيريه ، وكلها تميل هينا نحو

الجنوب الشرقى ، ونتيجه لذلك نشأت أشكال من التصريف النهرى المتشابك المعقد ، فيه

تجرى االنهار التابعه مع المنحدر العام ، وتلتقى بها روافد مستعرضه منشئه لوهاد ووديان

عريضه فى الصخور الصلصاليه . وتبرز الصخور الصلبه فى شكل حافات صخريه تتبع منها

مجارى تابعه ثانويه ومجارى عكسيه . هذا ويظهر فى بعض االحيان نمط تصريف نهرى

متشابك للتصريف المشبك فى المناطق التى تأثرت بعمليات التواء شبه متوازى مع نمط

. وفى هذه الحاله يشغل النهرJuraالتواء الجورا التابع بعناصره الرئيسيه ثنية مقعرة أوهادا

تكونت نتيجه للتعريه فى الثنيات المحدبه ، بينما ترفده وتنتهى البه بزوايا قائمه أنهار صغيره

تصرف جوانب الثنيات المحدبه .

Rectangular ـ التصريف النهرى المستطيل 4)فى البنيات االنكسارية( :

وهو يشبه فى بعض خصائص نمط التصريف النهرى المتشابك . ففى التصريف النهرى

المتشابك تلتقى الروافد بالنهر الرئيسى بزوايا قائمه على وجه التقريب وفى النمط المستطيل

تتعرج المجارى المائيه ذاتها بزوايا قائمه كما تلتقى بالنهر الرئيسى بزوايا قائمه أيضا . لكن

نوع العوامل الجيولوجيه التى تراكمت فى تكوين كل من النمطين مختلفه . ففى النمط المشبك

يتمثل السبب فى مكاشف طبقات الصخور الضعيفه ، اما فى النمط المستطيل فاذا العامل

الجيولوجى المؤثر يتمثل فى خطوط ضعف حسنه التحديد كالعيوب واالنكسارات والفواصل

التى على امتدادها أطالت االنهار مجاريها بواسطه النحت الصاعد او التقويض التراجعى

نحو المنبع ، وأيضا بواسطه التفويض الينبوعى . وهذا يعنى بكل وضوح انه نمط متطور ساهمت فى تكونيه عمليه التكيف النهرى مع التراكيب

الجيولوجية . ويشاهد هذا بوضوح فى مرتفعات اسكتلنده ،

وفى الهضاب الممزقة بشرق افريقيا وجنوبها . وحينما تلتقى الروافد بالنهر الرئيسى بزوايا

حاده نسبيا ، فإن التصريف النهرى يدعى حينئذ . ومن المجارىAngularبالتصريف الزاوى

المائيه التى تجرى على طول نطاقات ضيقه

اصابها التصدع نهر النيل فى مجراه االعلى بالهضبه االستوائيه ونهر الراين شمال بازل

. فيما بين الفوج والغابة السوداء

ـ التصريف النهرى المتشعع والدائرى : )فوق5التراكيب المخروطيه والقبابيه( :

للتركيب الصخريه المخروطيه والقبابيه الشكل أهميه خاصه النها المسئولة عن نشوء أشكال

radia lconseالتصريف النهرى التابع المتشعع quentويتألف هذا النمط من عدد من االنهار .

التابعه تنحدر من قمم المخروطات البركانيه او قباب االكوليت والباتوليت فوق منحدراتها إلى

أسافلها .

ويظهر التصريف النهرى المتشعع واضحا جليا فوق منحدرات كثير من المخروطات البركانيه

المركبه العظيمه كمخروط فوجى ياما ، واتنا ، وقد قطعت المجارىHood وهود Rainierورينيير

المائيه منحدراتها تقطيعا شديدا ، فهى قويه نشيطه بسبب شده االنحدار على الرغم من أن

أحواضها محدوده الرقعه . وتبدأ دورة التعريه المائيه فوق مثل هذه المخروطات بان تغزو

المجارى المائيه جسم المخروط البركانى بعنف ، وتبدو عمليات االختيار التحاتى بواسطه

الماء الجارى فى اجلى صورها فهذه المخروطات تتركب من خليط من الرماد

البركانى والجمرات والالفا ويختار الماء الجارى أضعفها وألينها فينحره اكثر مما ينحر غيره ، وما

يزال النهر ينحت رأسيا وجانبيا إلى أن يصل بواديه إلى مرحله نضج تبدو واضحه على سبيل

المثال فى مخروط ماونت شاستا فى مرتفعات ، وبلومب دىMont Doreكاسكيد ، ومونت دور

Anvergne فى اقليم أوفيرن Plombdecantalكانتال

بهضبه فرنسا الوسطى . وحينما تتقدم دوره التعريه المائيه وتصل إلى مرحله الشيخوخه ،

ويظهر المخروط البركانى وقد تداعى وتحطم هيكله واليبقى منه سوى العنق الصلد المقاومه

للتعريه الذى يتالشى ويزول هو اآلخر فىالنهايه .

وهناك امثله للتصريف النهرى المتشعع نجدها فوق سطوح قباب الالكوليت والباتوليت التى تنشأ نتيجه للنشاط الجوفى ، ومنها الكوليت

فى الويه يوتاه . وال تظهرHenry Mountهنرى أجسام الباتوليت يشكلها القبابى إال بعد ان تزيل

التعريه الغطاء الرسوبى الذى تحمله فوقها ، ومن ثم فان المرحله االولى فى دورة التصريف النهرى المتشعع ال تظهر فوق سطحها . وحالما

تتكشف وتبرز باعبتارها كتلة جرانيتية مرتفعه عن منسوب األراضى المجاوره فإنها تصبح مركز

لتصريف نهرى متشعع . وعاده ما تكون منحدرات الباتوليت هينه ، ونظرا لشده مقاومه

الصخور البلوريه الصلبه التى يتركب منها الجسم النارى فان مجارى االنهار تكون فى العاده

ضحله رغم شده النحت ، لكنها تزداد عمقا نحو اسافله حيث يشتد االنحدار . ونشاهد مثال اطيبا

Dart Moorلهذه الظروف فى منطقه دارت مور القبابيه فى اقليم ديفون بجنوب غرب انجلترا ،

بشمال غربLimosinوفى منطقه ليموزان هضبه فرنسا الوسطى . وتتسبب التراكيب

القبابيه احيانا فى نشأه نظام آخر من التصريف المائى ـ عدا التصريف المشعع ـ يعرف

حول قاعدة القبةAnnularبالتصريف الدائرى ويبدو ذلك جليا فى منطقه التالل السوداء فى

واليتى داكوتا الشماليه ووايومنج وقد كانت التالل اصال أشبه بقبه مستطيله الشكل

تتوسطها كتله جرانيتية متداخله تحف بها صخور متحوله من الشست ، وكانت تغطيها طبقات

الصخور الجيريه والرمليه . وقد عمل نهر شيينCheyenneوروافده ) تصريف متشعع ( على نحت

القبه وتقطيعها ، وتمكن من الكشف عن كتلتها البللوريه الوسطى ، وبقيت مخلفات الغطاء

الرسوبى القديم المتأكل على جوانبها مكونهلهضيبات تكتنفها الحافات الشديده االنحدار .

وتجرى االنهار فى مجارى دائريه حول القبه متوافقه مع مضارب تلك التكوينات الضعيفه

 ومشكله لما يعرف بالتصريف النهرى الدائرى

(23)شكل

ـ التصريف النهرى العائد )فوق البنيات6االلتوائيه( :

تتألف النطاقات االلتوائيه من ثنيات مقعره وأخرى محدبه . ويحدث حينما يجرى نهر تابع

طولى أصلى على امتداد ثنيه مقعرة أن تتصل به روافد تنحدر اليه متعامدة عليه من فوق منحدارت الثنيات المحدبه الممتده على كال جانبيه وتعرف هذه الروافد باالنهار التابعه

Transverse Consequentالعرضيه ) الجانبية ( وتنحت هذه الروافد القويه النشطه مجاريها

وأوديتها بسرعة ، وقد تتمكن فى النهايه من تقويض وهدم قمم الثنيات المحدبه ، يساعدها

ويشد من أزرها حقيقه أن محاور الثنيات المحدبه تكون عادة أضعف من الوجهه التركيبيه من محاور الثنيات المقعره ، نظرا النها تعرضت اكثر لعمليات الضغط والشد . وفى نفس الوقت

تنشأ روافد للمجارى التابعه العرضيه تسمى Longitudinalsubsequentبالمجارى التاليه الطوليه

تجرى متوازيه للنهر التابع الطولى االصلى الذىيجرى فى حوض الثنيه المقعره .

وتدأب هذه الروافد فى نحت مجاريها رأسيا على امتداد محاور الثنيات المحدبه مكونه لحافات صخريه لحافات صخريه تظل على المجرى . وماتزال هذه الحافات تتراجع بفعل التعريه

تدريجيا وتتسع بذلك أوديه الروافد على حسابالثنيه المقعره المجاورة .

فيضمحل بذلك النهر التابع الطولى االصلى الذى يجرى على امتداد تلك الثنيه ويقل نشاطه . فى

الوقت الذى فيه ما يزال نهر الثنيه المحدبه ) التالى الطولى ( مستمرا فى النحت الرأسى والجانبى ، حتى يصبح على منسوب أدنى من

منسوب وادى الثنيه المقعرة ، فيزداد حجمه ونشاطه ، بينما يضمحل وادى الثنيه المقعرة

وقد يتالشى ويزول فى النهايه . وتبقى حينئذ مخلفات الثنيه المقعرة فى هيئه حافه أو قمه

. جبليه

(24)شكل

 

وليست هذه فى الواقع نهايه المطاف ، اذ أن التعريه تستمر فى عملها ، وتناضل فى سبيل

تحطيم حافات الثنيه المقعرة ، حتى تتمكن فى النهايه من ازالتها وتكوين سهل تحتاتى

Peneplane، واذا ماحدث وتجددت حركات الرفع . وهى ظاهره شائعه الحدوث ، فان االنهار

الرئيسيه فى المنطقه تنحت من جديد على امتداد الثنيات المحدبه السابقه ، واذا ما اتفق وجدت فيها طبقات صخريه مقاومه فإن النهر

يضطر إلى تفاديها ، فينتقل مجراها جانبيا صوب الثنيه المقعرة ومن ثم يحطم بقاياها كليه . وقد يصل النهر فى انتقاله الجانبى الى مجرى الثنيه المقعرة القديم االصلى ) النهر التابع الطولى ( فيعود اليه متتبعا معظم امتداد مجراه ، مثل هذا

. وهذهResequentالنهر يعرف حينئذ بالنهر العائد الظاهره شائعه الحدوث فى النطاقات االلتوائيه

القديمه . ففى حوض هامبشير بجنوب انجلترا وقد مر بهذه الدوره . فهوEbbleنجد نهر ابل

يجرى االن خالل ثنيه مقعره قد هاجر اليهامتتبعا مجرى نهر تابع قديم .

ويمكن أن تتبع تطور النظام النهرى العائد أ ، ب ، ج ، ففى الشكل )25باالستعانه بالشكل

أ( نرى ثنيتين احداهما محدبه واالخرى25 مقعره ، ويميل ومحوارهما عن الخط االفقى

فى اتجاه معين وعلى سطحهما االصلى تجرىالمياه صوب البحر . وفى المرحله االولى شكل )

.  أ( نجد النهر الرئيسى التابع25

-25)شكل جـ(

-25)شكل -25)شكل ب(

أ(

ـ يسير مع ميل محور الثنيه المقعرة ، وفى الوقت نفسه تجرى االنهار التابعه العرضيه على

جانبى الثنيه المقعرة اليه . ونظرا الن قمه الثنيه المحدبه تكون ضعيفه بسبب تأثرها الشديد

بقوى االلتواء ، فان نهرا تاليا ينشأ وينحت فى تكونياتها ويتخذ نفس اتجاه ميل محورها نحو البحر ، بينما تتكون مجارى عكسيه تنصب فيه

من الحافتين المشرفتين عليه . وفى الوقت الذى مايزال فيه النهر التابع ينحت الطبقه الصخريه الصلدة ببطء نرى النهر التالى قويا نشيطا يواصل تعميق واديه وتوسيعه حتى يصبح أدنى منسوبا من النهر التابع ، وتصبح له

ب( وقد يحدث بعد ذلك كما25السياده شكل ) ب( ان يعرقل نشاط النهر25نرى الشكل

التالى ظهور طبقه صخريه صلدة ، ومن ثم

يبطئ فى تعميق مجراه فى الوقت الذى فيه يواصل النهر التابع الطولى نحره لمجراه ، وفى النهايه نرى التصريف النهرى فى المنطقه وقد

عاد الى ما يشبه مظهره األصلى . ونجد العديد من أمثله التصريف النهرى العائد فى المناطق االلتوائيه الهرسينية فى أوربا .

ففى جنوب غرب أيرلندا عاد التصريف النهرى إلى بطون الثنيات المقعرة االصليه التى تتركب

من صخور كربونيه ضعيفه وتكثنفها حافات صخريه محدبه تتركب من صخور رمليه قديمه مقاومه وبالمثل نجد التصريف النهرى العائد

واضحا فى غربى بريتانى فى شمال غرب فى حوضAuluneفرنسا ، حيث يجرى نهر أولين

يمثل ثنيه مقعرة أصليه قديمه نحو خليج بريست ، وتكتنفه فى الشمال وفى الجنوب حافات

صخريه صلبه تمثل بقايا محدبات قديمه أكلتها التعريه النهريه ، ثم هجرتها إلى الثنيه المقعره

بعدما ظهرت الصخور المتداخله القديمه . وتظهر فى مرتفعات أبالش أمثله رائعه لمراحل

التصريف النهرى العائد . ففى النطاق الذى يعرف باقليم الحافه والوادى

Ridge & Valleyالواقع بين هضبه أليجانى ـ كمبرالبد ) المقطعه بواسطه التعريه النهريه(

فى الغرب ، وقمم الحافه الزرقاء البللوريه فى الشرق ، نجد الكثير من الثنيات المحدبه

والمقعرة وتمتد متوازيه ، وتختفى وتعود إلى الظهور فوق مساحه كبيره ، وقد واءمت النظم

النهرية نفسها بهذه الخطوط التركيبيه القديمه ، فحفرت لنفسها أوديه على طول محاور قممها المحدبه ، وخفضت منسوبها ،

بينما نجد الثنيات المقعرة التى كانت قديما فى هيئه أحواض أو أوديه التوائيه تبدو االن فى هيئه

( وفى نفس النطاق نرى24جبليه )انظر شكل

بعض االنهار وقد هجرت فى دوره تحاتيه الحقه ، محاور الثنيات المحدبه السالبة وعادت إلى

الثنيات المقعره ، وفيما بينها تختلف حافات طويله ومستقيمه تتركب من صخور صلبه رمليه وكوارتيزيه يقطع اتصالها اوديه عريضه وثغرات

مائيه .

:Centripetal ـ التصريف النهرى المركزى 7

ويتكون هذا النمط من التصريف من عدد من المجارى المائيه تلتقى فى أرض حوضيه الشكل ، وتتجه اعمق أجزائها هابطه من

االراضى المرتفعه المحيطه وهو نمط تختص به كثير من الصحارى التى تتميز بالبيئات الحوضيه ذات التصريف المائى الداخلى ، مثل منخفضات

صحراء مصر الغربيه .

:Barbed ـ التصريف النهرى الشائك 8

وهو قليل الشيوع واالنتشار ، ويقتصر وجوده فى االجزاء العليا من أحواض التصريف المائى . وفيه تلتقى الروافد بالنهر الرئيسى يزوايا حاده

جدا . ويبدو وأنه متعدد االسباب ، فتشارك فى تكوينه

عمليات االسر النهرى وعمليات رفع تكتونيه هينة ، عالوة على امكانيه تأثره بفعل الجليد فى

المناطق التى تأثرت وتتأثر بفعل الجليد .

ـ التصريف النهرى المشوش )المقلقل(9Deranged:

وهو تصريف نهرى " أصلى أو أولى " بالدرجه االولى ، رغم ما قد يوحيه االسم من تعقيد ، ويوجد حيثما لم يتوفر الزمن الكافى الكتمال

نموه فهو حديث التكوين وتبعا لذلك فان

المجارى المائيه فى هذا النمط تتميز بعدم انتظام اتجاهاتها وكثره تعرجها وانثناءاتها ،

وكثير ما تخترق مناطق فسيحه تغطيها المناقع والبحيرات . وترفد االنهار الرئيسيه مجارى

قصيره صغيره الحجم .

ويوجد التصريف النهرى المشوش بشكل مثالى فى االراضى المنخفضه التى اصابها فعل الجليد

، حيث نجد نظام التصريف النهرى السابق للتجليد قد انطمست نتيجه للبحث الجليدى من جهه واالرساب الجليدى من جهه أخرى، خاصه

ارساب الغطاءات التالليه من الصلصالالجالميدى والرمال والحصى .

وفوق هذا السطح المشوش غير المنتظم الذى تركه الجليد بعد انصهاره ، يظهر نمط تصريف

مائى جديد ، هو هذا النمط المشوش الذى يتميز بأنهار قصيره تجرى فى مجارى غير منتظمه

خالل اراضى حوضيه مستنقعيه تزركشهابحيرات .

هذا وينبغى أن نشير هنا إلى ان دراستنا النماط التصريف النهرى وأشكاله انماهى دراسه وصفيه

تصويريه رغم أننا كنا نضطر أحيانا إلى اللجوء للتفسير إلى أصل النشأه ، ولهذا فإننا هنا قد

الينبغى أن ندرس نظامى التصريف النهرى المناضل والمنطبع ، فدراستهما تدخل ضمن دراسة االصل والتطور ، فضال عن أن عمليه

االنطباع النهرى قد تحدث لبعض أو كل أنماط التصريف النهرى التى شرحناها آنفا ولقد تصح

دراستهما تحت العنوان التالى :-

نظم التصريف النهرى غير المتوافق معالتراكيب الصخريه التصريف النهرى العشوائي .

نظم التصريف النهرى غير المتوافق مع التركيبالصخريه

التصريف النهرى العشوائى

 

يتضح من الدراسة السابقه ان اشكال التصريف النهرى التى سبق أن ناقشناها تبدو متوافقه

Conformableمع التراكيب الصخريه . ويحدث أحيانا أن نجد أشكاال من التصريف النهرى ال تتبع

نظم التراكيب الصخريه ، وال تنشأ على صله أصوليه متوافقه معها ، ويطلق على مثلها "

التصريف النهرى التلقائى أو العشوائىInconsequent او غير المتوافق Non- Conformable

" Discordantأو

(26)شكل

وينشأ هذا النمط المعقد الذى فيه تشق االنهار مجاريها فى النظم االلتوائيه غير مباليه بثنياتها

المقعره والمحدبه بالطرق االتيه :

ـ حينما يأسر نهر يجرى على امتداد جانب ثنيه1 محدبه نهرا آخر يجرى موازيا له على الجانب

االخر من الثنيه . وعلى الرغم من ان عمليات االسر هذه قد تحدث احيانا فانها اليمكن ان تفسر نمط التصريف النهرى التلقائى فوق

اقليم فسيح .

ـ بواسطه تأثير الجليد الذى قد يعمل حين يمآل2المجرى المائى على تحويل اتجاهه

ـ عن طريق النضال أو السبق النهرى3Artecedenceحيث يجاهد النهر المناضل أو

وينشط فى شقAntecedentالسالف أو السابق مجراه خالل أرضه اآلخذه فى االرتفاع

التدريجى . ويحدث عقب نشأه التصريف المائى التابع ، أن تنشط الحركات االرضيه الرافعه ،

وتؤدى الى تغيير جوهرى فى التركيب الصخرى االصلى الذى يغذى التصريف النهرى التابع . فاذا ما كانت تلك الحركات سريعه وقويه ، فانها تنجح

فى تمزيق نظام التصريف المائى الموجود ، وتعطى الفرصه لنشأة نظام تابع جديد ، يرتبط

ارتباطا وثيقا بشكل وتوجيه التراكيب الجيولوجيه الجديدة . فاذا ما كانت الحركات

متراخيه متطاوله وهينه ، فقد يتمكن التصريف النهرى االصلى من الحفاظ على شكله بواسطه

النحت والتعميق فى التراكيب الجديدة اآلخذه فى النمو . وتعرف هذه الظاهره بالتصريف

Antecedentالسالف أوالسابق أو المناضل Drainageوفى هذه الحاله يجرى النهر السالف .

)أى الذى سبق وجودة قبل حركه الرفع ( فى

واد ال تربطه أيه صله بالتراكيب الجيولوجيه الحالية هذا وينبغى أن ال نعتقد ان التصريف

السالف يمكن أن ينشأ نتيجه لحركه رفع عامه لالرض، فلقد يؤدى ذلك الى تجديد شباب

Rejuvenation. نظام التصريف النهرى

التصريفSuperimposition ـ عن طريق انطباع 4 النهرى فى غطاء صخرى غير متوافق ، يتركب

من ضخور متباينه التراكيب اكتسحته وأزالته التعريه النهريه . فلقد تنجح االنهار التابعه التى

نشأت اصال فوق تكوين جيولوجى أو بنيه جيولوجيه معلومه فى نحر مجاريها رأسيا خالل

اى منهما والوصوله الى سطح عدم توافق فتالقى تكوينات او بنيه قديمه مختلفه ، وال

تستطع تلك االنهار أن تكيف مجاريها مباشرة كى تتوافق مع الظروف الجيولوجيه الجديدة ، والشك أن تكيف التصريف النهرى مع التركيب

الجيولوجى الجديد سيحدث بمرور الزمن . وفى نفس الوقت يحافظ التصريف النهرى القديم

على اتجاهاته .

ويمكن التعرف عليه حتى بعدما يزال الغطاء الصخرى السطحى االصلى تماما ، وذلك عن

طريق استجالء الصله غير المتوافقه بالتراكيب الصخريه التى انكشفت حديثا ، وتعرف هذه

الظاهره كما أسلفنا بالتصريف النهرى المنطبعSuperimposed Drainage.

وسنرى ان االختالف الجوهرى بين التصريف النهرى السالف والتصريف النهرى المنطبع ،

يتمثل فى ان االنهار فى التصريف السالف أقدم من التراكيب التى تخترقها ، بينما تكون

االنهار فى االتصريف المنطبع احدث بكثير منااللتواءات والعيوب التى تجرى خاللها .

ويشترك االثنان فى خاصيه واحده ، هى ان كليهما يرتبط باالنماط غير المتوافقه ، رغم أن

ذلك ال بنطبق على االنطباع النهرى فى بعضاالحيان .

التصريف النهرى السالف أو السابق او المناضل

 

يعزى التصريف النهرى العشوائى فى بعض الحاالت الى النضال النهرى وفيه ينبغى اعتبار

أمرين :-

االول : معدل االرتفاع الذى اصاب المنطقه .

الثانى : معدل النحت الرأسى للنهر .

ومن الممكن اعتبار النضال )السبق( النهرى بمثابه تفسير معقول للتصريف العشوائى حينما

يكون النهر كبير ، ومعدل الرفع صغيرا .

أما فى الحاالت التى تقطع فيها انهار صغيره مناطق التواءات كبيره نسبيا، فان تفسير

التصريف العشوائى عن طريق السبق النهرى الحال مثال فى يصبح امرا بعيد االحتمال كما هي

وجزيرة وايت ونجدWeymouthاقليم ويى ماوث أمثله واضحه للسبق النهرى كالجزء الخانقى من نهر الراين واختراق نهر كولومبيا لسلسله جبال

، وفى منطقه الهيمااليا ومنهاCascadeكاسكيد واالخير منArun نهر آرون Tistaحاله نهر تيسيا

خير االمثله للنضال النهرى . ففى االجزاء العليا من مجراه يتدفق النهر من الغرب الى الشرق

متوافقا مع تراكيب المنطقه ، لكنه ما يلبث بعد ذلك أن ينحنى جنوبا ويشق طريقه خالل جبال

الهيمااليا فى سلسله من الخوانق العميقه . وال

يمكن تفسير هذه الظاهره االعن طريق السبق النهرى نظرا النه لم يعثر على شواهد لتأثير

الجليد ، كما ان الدالئل تشير الى استبعاداالنطباع النهرى و االسر النهرى .

وخالصة القول أن الحركات االرضيه الرافعه قد تحدث تغيرات عظيمه وعلى نطاق واسع فى

اوديه االنهار التى يتجدد شبابها بسببها .

وقد تستمر عمليات الرفع والنحت والرأسى لدرجه أن النهر الذى كان يجرى بالمنطقه قبل

حدوثها ، والذى استطاع ان يحتفظ باتجاه مجراه االصلى ) عن طريق النحت الرأسى الذى سار

بمعدل يساوى معدل الرفع( يصبح االن فى واد التربطه صلة بالتراكيب الصخريه السطحيه ،

ويعرف هذا النمط كما اسلفنا بالتصريف النهرىالمناضل او السالف .

ورغم وجود هذه االمثلة الواضحه ، فان كثير من الجيومورفولوجيين يعرضون عن االستشهاد

بالسبق النهرى كتفسير للتصريف النهرى العشوائى الذى يتجاهل التراكيب الصخريه . ويعتبرونه أمرا محتمال حينما يتأكد استبعاد

االنطباع النهرى الذى قد يؤدى ايضا الى عدمالتوافق كما ذكرنا .

ينبغى أن يكونSparksوفى هذا يقول سباركس السبق النهرى آخر ما يلجأ اليه الجيومورفولوجى

لتفسير نمط التصريف النهرى العشوائى ذلك الن السبق يصعب جدا اثباته واقامه الدليل عليه

اال فى الحاالت النموذجيه ويوغل الجيومورفوجيون فى االبتعاد عن السبق النهرى ، ويفضلون عليه االنطباع النهرى حتى ولوانبنى

االخير على أدله واهيه للغايه .

لكن ينبغى لنا أن نشير الى أنه ال يشترط بالضروره عدم حدوث عمليه معلومه كالسبق

النهرى ، لمجرد اننا ال نستطيع االستدالل عليها بسهوله فالسبق النهرى بطبيعته اليترك سوى

ادلة طفيفه ومؤقته ، ويصعب استقراؤها .

ومن الممكن أحيانا استبعاد السبق النهرى بسهوله لتفسير نمط نهرى غير متوافق ، وأنهار جنوب ويلز التى تشق مجاريها غير متوافقه مع

خطوط االلتواءات واالنكسارات الهريسنيهالمكونه لحقل الفحم خير مثال على ذلك .

وأهم ظاهره يتميز بها هذا النمط النهرى شبابه الواضح كما ان المجارى التابعه بقيت سليمه ،

رغم أن الخصائص الجيولوجيه تناسب تكوين أنهار تاليه وعمليات اسر نهرى ، ومن تلك

الخصائص المناسبه مكاشف الصخور الضعيفه الممتدة فى اتجاه غربي شرقى ، فاذا ما رأينا أن هذا التصريف النهرى تصريف سالف ، فان

عمره ينبغى أن يبدأ بالعصر الفحمى أو ما قبله ، مليون سنه ، وهذا مستحيل .250اى منذ نحو

فقد توالت على المنطقه عصور طغيان وانحسار بحرى متعاقبه عالوه على تغير الظروف

المناخيه من الرطوبه الى الجفاف .

لهذا قإننا ينبغى ان نفسر التصريف النهرى بجنوب ويلز اما باالنطباع النهرى من طبقه

طباشيريه كانت ترتكز غير متوافقه على صخور الزمن االول فى حقل الفحم ، أو نتيجه للنحت

الصاعد بواسطه أنهار كانت تنحت ابتداء من الساحل صوب الداخل . وما يقال عن التصريف

النهرى فى جنوب ويلز ينطبق على المناطق االخرى من بريطانيا حيث يكون التصريف

النهرى غير متوافق مع التراكيب الجيولوجيه

المنتميه للفتره الهرسينيه وما قبلها . ويختلف الوضع عن ذلك اذا ما درسنا تصريفا نهريا فى

منطقه حديثه التراكيب الصخريه ، ففى منطقه االنجليزيه يوجد عدد من االنهار غيرWealdالويلد

المتوافقه ، تقطع االلتواءات االلبيه المكونه ومايليها شماالSouth Downsلتالل الساوث داونى

. وهنا يمكن أن نجد أمثله للنضال أو السبقالنهرى على اسس معلومه نوردها فيما يلى :-

ـ أنه من الممكن تقدير معدل نمو االلتواءات1 االلبيه ، التى يرجح بدء حدوثها فى عصر

االيوسين ، ثم اكتملت فى عصرى االوليجوسين والميوسين والتزيد ذرى االلتواءات التى تقطعها

Ouse وأوس Adur ، وأدور Arunانهار مثل أرون مترا . واذا ماوزعنا هذا الرقم على350على

الفاصل الزمنى منذ نشأتها حتى وقتنا الحالى ، وهو كل مائه الف سنه . ومن الواضح ان هذا الرقم ربما تضاعف اثناء عنفوان حركه الرفع

فى عصر الميوسين لكنه رغم هذا يعطينا نوعامن القياس لتوضيح بطء نمو االلتواءات .

ـ من الممكن تكوين فكره عن معدل سرعه2 Wealdالنحت الرأسى الممكنه فى اقليم الويلد

من خالل حقيقه ان انهار االقليم تمكنت خالل الزمن الرابع من أن تعادل قطاعاتها لمستوى

متر200القاعده الذى هبط حينئذاك بما يناهز وإذا ما افترضنا دوام الزمن الرابع مليون سنه ، فاننا اثناء فترات انخفاض منسوب البحر أى عند

حلول كل فتره جليديه . ومن الواضح أن هذه االرقام تستند على افتراضات كثيره ، وهى ال

تبرهن بالدليل القاطع على ان انهار الويلد مناضلة ، لكنها ترجح انها من النمط المناضل ،

والبد من الدراسة الحقليه لتجميع الشواهد

واالدلة الحقيقية للوصول الى رأى قاطع فىهذا السبيل .

ولعل اهم دليل يحسم حالة السبق النهرى هو وجود مدرجات نهريه مقوسة فى وادى النهر .

وحينئذ ترتبط التقوسات بمجاور بنيويه لثينه محدبه ) أوعيب ( التى على امتدادها حدثت

حركات ارضيه نشطة حديثه . ومن الواضح ، حينئذ انه مادامت المصاطب النهريه ما هى

االبقايا قيعان أودية سالفة ، فان ما يعتريها من انحدارات وتقوسات اليمكن تفسيرها اال بحركه

رفع معدلها اليزيد عن معدل النحت النهرى .

واذا لم يتوفر وجود الدليل السابق الذكر ، فلقد يوجد شاهد آخر يتعلق باالرساب أمام محور

التقوس . اذ يحدث ان ينطمر القاع الصخرى للوادى بغطاء سميك من الرواسب النهريه التى

أرسبها النهر حينما أعاق جريانه بروز الحاجز التركيبى ففى مثل هذه الحاله قد ال يغير النهر مجراه ويتدفق فى مسلك جديد ، وانما يتوازن

االرساب واالطماء مع معدل رفع الحاجز البنيوى . وهنا تصبح عمليه االرساب أهم من تقوس

المدرجات كدليل على النضال النهرى .

(27)شكل

والواقع أن هذه الشواهد نادره الوجود . وتعد المصاطب النهريه والتراكمات االرسابيه النهريه ظواهر حديثه فى معظم البيئات الطبيعيه . ذلك

ان كل المدرجات النهريه على وجه التقريب رباعيه العمر ) باليوستوسينيه ـ هولوسينيه ( وكلها ذات صله بالتغيرات العديده التى حدثت لمستوى القاعده اثناء الزمن الرابع . ومن ثم

يكون من العبث ان نحاول البرهنه على ان نهرا معلوما يقطع مجراه فى التواء البى ميوسينى

العمر كان سابقا فى وجوده الاللتواء ، الن المدرجات التى نشأت حينئذاك الشك قد اختفت منذ زمن طويل . ولهذا فاننا النعجب حينما نرى

امثله النضال النهرى التى ثبتت صحتها بالبراهين الحقليه هى فى الواقع حديثه جدا من

وجهه النظر الجيولوجيه .

فىColeman (1958)مثال ذلك دراسة كولمان بجيال االلب ، فقدSalzachوادى نهر سالتساخ

أثبت أن النهر تمكن من الحفاظ على مجراه

43رغم ارتفاع المنطقه التى يجرى بها نحو مترا خالل التسعه آالف سنه االخيرة .

وبالمثل تتصف أمثله التصريف النهرى السالف الشهيره فى جيال الهيمااليا ومنها نهر آرون

Arunوروافده ، بالحداثه وذلك عن طريق الحصى النهرى . وحركه الرفع التى بلغت نحو

رافدDzakarchu مترا فى مجرى نهر دزاكاشو 35 آرون ما هى االجزء من استمرار النشاط

التكتونى لجبال الهيمااليا . والشك أن حركه الرفع كانت فيما مضى اقوى واعنف ، يدل

عليها العمق الذى بلغته الخوانق التى شقها نهر آرون وغيره من االنهار التى تقطع بنيان

مرتفعات الهيمااليا . ومن المؤكد ان عدم توافق هذه االنهارمع التراكيب الصخريه اليمكن

تفسيره عن طريق االنطباع النهرى .

ومع هذا ينبغى الحرص الشديد عند تقويم االدلة المحددة لنوعيه االنهار هنا ذلك أن مجارى أنهار

الهيمااليا قد تكون نتيجه للنحت الصاعد أو التراجعى بواسطه أنهار يتجدد نشاطها وتعظم قواها التحاتيه بسبب االنحدارت الشديدة التى

تجرى فوقها وهى فى طريقها الى سهول الجانج ، وبناء على ذلك فان أنهار مثل نهر آرون

يحتمل أنها نحتت مجاريها تراجعيا فى عصر حديث نسبيا خالل كتله الهيمااليا التى ما تزال

تعانى الرفع وااللتواء ، ومن ثم تمكنت من الحفاظ على مجاريها رغم استمرار رفع ولوى

الكتله الجيلية . ومن هذا نرى أن ادلة نجاح النهر فى الحفاظ على مجراه رغم تأثره بحركه رفع حديثه ومحدودة ، تختلف عن أدله البرهنه على

أن النهر كان موجودا بالفعل قبل جميع البنياتوالتراكيب الجيولوجيه التى يشقها حاليا .

التصريف النهرى المنطبع

 

سبق أن عرضنا لميكانيكيه االنطباع النهرى . وتتباين هذه الظاهره ضيقا واتساعا كما تختلف باختالف التكاوين الجيولوجيه . والذى ينبغى أن

نؤكده ان االنطباع النهرى ليس مجرد تعريه وإزالة طبقه صخريه والجريان فوق طبقه اخرى

أسفلها من نفس التتابع الصخرى المتوافق ، وانما يجب أن تنتمى الطبقه التى انكشفت

بالتعريه النهريه والتى اصبح النهر يجرى فوقها الى تتابع صخرى مختلف تماما عن التتابع

الصخرى العلوى فى النوع والعمر وعادة فىالنظام والبنيه .

ومن اكثر االنطباعات النهريه شيوعا ما يلى :-

ـ االنطباع النهرى فوق االرصفه البحريه :1

تنشئ تعريه االمواج ارصفه بحريه تحاتيه يصل عرضها الى كيلومتر أو) كيلو مترين( ، وذلك

اثناء استقرار منسوب مياه البحر على مستوى معلوم . وكثير ما تنحت االمواج تراكيب صخريه

علويه وتكون االرصفه فى صخور أقدم ذات نظام وبنيه معلومه ، تنحدر انحدار هينا صوب البحر ، وتتغطى هذه االرصفه التحاتيه بغطاء

يتفاوت فى سمكه من الحصى والرمال والطين . فاذا ما هبط منسوب البحر وظهرت

تلك االرصفه البحريه فوق صفحة مائه ، فان أيه أنهار موجودة الشك تطيل مجاريها وتجرى فوق سطح الرصيف البحرى الذى انحسرت عنه مياه

البحر فى طريقها الى خط الساحل المتراجع الجديد . وتنجح هذه االنهار بمرور الزمن فى نحر

وتعريه الغطاء الرسوبى الذى يغطى أرض

الرصيف البحرى ، وتنطبع بكل تفاصيلها فوقصخور أرض الرصيف التحاتى ذاته .

(28)شكل

وتشير أدله كثيره على حدوث مثل هذا االنطباع النهري فى جميع سواحل يابس القارات والجزر

التى تسمح ظروفها بجريان مائى إلى البحر فعند حلول عصر الباليوستسين كان منسوب

م ومن ثم150البحر فوق مستواه الحالى بنحو تعرضت مساحات فسيحه مما نسميه االن سهوال ساحليه للغمربمياه البحر . ثم اخذ البحر يتراجع

على فترات معلومه ، فتكونت أرصفيه بحريه اثناء فترات استقرار البحر على ارتفاعات

متعددة ، تبدأ بما يسمى بالرصيف الصقلى بين م ، ويليه الرصيف الميالزى100 ـ 80ارتفاعى

م ، ثم الرصيف60 ـ 50ويقع بين ارتفاعى م ،40 ـ 35التيرانى الذى بين منسوبى

م20 ـ 18فالرصيف الموناستيرى على ارتفاع م . 8 ـ 7وأخيرا رصيف أوتييس وارتفاع بين

وكما وصفنا تمكنت المجارى المائيه من اطالة مجاريها تجاه خطوط السواحل الجديدة مندفعه

فوق تلك االرصفه البحريه الدرجيه ، مكتسحه لما يغطيها من رواسب بحريه ، ومنطبعة فوق

صخورها ، كما أنها الشك قد جددت شبابها ، ونحرت مجاريها فى صخور الدرجات العليا

القديمه كما نشأ فى بعض المناطق عدم توافقبين المجارى المائيه ونظم البنيه الجيولوجيه .

ويظهر التصريف النهرى الناشئ عن االنطباع فى االرصفه البحريه خصائص ذات اهميه .

فحيثما كانت خطوط السواحل القديمه مستقيمه وكانت االرصفه تنحدر صوب البحر فى اتجاه واحد ثابت ، تنشأ نظم تصريف مائى تابعه

شبه متوازيه . أما اذا كانت خطوط الشواطئ مسننه غير منتظمه ، وتتناوبها الرؤوس

والخلجان ، فان نظم التصريف المائى الناشئه تكون شبه شجريه . ومرد ذلك الى انحدارت

االرصفه البحريه التى تتعامد تقريبا على خط الشاطئ وتميل نظم التصريف المائى الى التجمع والتقارب فى الخلجان. وقد يحدث

االنطباع النهرى فوق سهول ساحليه تحاتيه فسيحه ، تكونت اثناء فترات زمنيه اطول ، وكان

البحر يطغى اثناءها على اليابس ببطء . ويتخذ الرصيف الكاالبرى مثاال لذلك ، فهو يبلغ اتساعا

كيلومترا ، كما30فى بعض الجهات يزيد على فى جنوب شرق انجلترا وايطاليا وجهات كثيرة

من سواحل أوربا . والشك أن جميع الظواهر التضاريسيه التى كانت موجودة قبل الطغيان الكاالبرى قد تالشت . وحينما تم انحسار مياه

البحر انطبعت أنظمه تصريف نهرى جديدة تماما فوق التراكيب الصخريه ، وجهتها وتحكمت فى

انماطها اشكال وانحدارات االرصفه أو السهولالتحاتية البحريه الكاالبريه .

ـ االنطباع النهرى فى تكوينات نهريه بحريه :2

قد يحدث أن التعريه النهريه نشطه للغايه ، وتحمل االنهار كميات هائله من الرواسب

النهريه الى البحر ، ويكون فعل االمواج ضعيفا محدودا ، ومن ثم يكون قاع البحر فيما جاور اليابس مسرحا لالرساب على نطاق واسع . ويتكون بذلك بالتدريج سهل " نهرى بحرى "

يتقدم فى البحر ، وتقطعه االنهار التى جلبتالرواسب اليه .

وحينما ينخفض منسوب البحر ، تنحر االنهار فى الرواسب السهليه وتزيلها وتنطبع فى ضخور

قاع البحر من اسفلها . وتالحظ هذه الحالة فى جنوب شرق انجلترا ، وفى بلجيكا وشمال فرنسا

.

ـ االنطباع النهرى فى التكاوين الجيولوجيه3الكبرى :

ويحدث ذلك حينما تنطمر التراكيب الصخرى القديمه بأنواعها ونظمها بطبقات رسوبيه سميكه اثناء أعصر جيولوجيه مديدة وتجرى

االنهار فوق التراكيب الصخريه العليا االحدث وتنمو فيها وتتطور وتكتسب خصائها

المورفولوجيه ، ويستمر نحتها الرأسى حتى تصل الى التراكيب الصخريه فتنطبع بأوديتها

عليها محتفظه بجميع خصائصها دون أن يطرأعليها تغيرات جوهريه .

ويتم تمييز االنطباع النهرى عن طريق دراسة شكل وخصائص النهر المنطبع وواديه التى

تختلف تماما عن شكل وخصائص التصريف النهرى الذى ينشأ اصال فوق التراكيب الصخريه

السفلى القديمه .

ولقد اظهرت الدراسات التى قام بها أتوود)Atwood (1938 ان معظم الخوانق النهريه التى

تخترق مرتفعات الروكى هى نتيجه لالنطباع Von Engelnالنهرى . وقد رجح فون انجيلن

ان كثيرا من االنهار التى تقطع االبالش  3(1953) وتنتهى الى المحيط االطلسى هى انهار منطبعه

.

وينتمى كثير من انهار بريطانيه الى هذا النمط المنطبع . وفى أواخر العصر الكرتاسى فاض

البحر وطغى على كل ما يسمى االن بالسهول االنجليزيه وكذلك على كثير من أجزاء المرتفعات

البريطانيه بما فيها مرتفعات الجنوب الغربى وكتله ويلز ، واقليم البحيره ، والبنين ومرتفعات جنوب اسكتلندا . قد انتشر هذا الطغيان البحرى

نظم التصريف المائى كما فى ويلز . فهنا ال يرجع التعقيد لقدم االنطباع السينومانياني

Cenomanianوغطى سهول تعريه سبقت تسويتها ، ومن ثم فقد ارسبت فوقها طبقات

من الصخور التى تنتمى الواخر العصر الكرتياسى وهى صخور طباشيريه وقد حدثت حركه رفع عامه فى أواخر العصر الكرتياسى

وهى صخور طباشيريه تمركزت فى الكتل الكاليدونية الهرسينية فى غربى وشمالى

بريطانيه ، وترتب عليها انحسار البحر ، وإماله االراضى البريطانيه بغطائها الطباشيرى تجاه

الشرق .

وقد نشأت فوق االراضى الجديده نظم نهريه تابعه تنصرف شرقا الى بحر الشمال . وقد أدت

التعريه أثناء عصور الزمن الثالث الى اكتساح وازاله الغطاء الطباشيرى ، ومن ثم انطباع النظم النهريه التى كانت تجرى خالله على

الصخور القديمه اسفله التابعه للزمنين الثانى واالول ولقد بلغت المواءمه بين النظم النهريه المنطبعه ومكاشف الصخور والتراكيب والنظم الصخريه القديمه جدا بعيدا ، ومع هذا فانه من

الممكن التحقق من االنطباع فى كثير من االنهار التى تتاخم هوامش الصخور الطباشيريه

الحاليه .

ويكاد يتفق كل الكتاب ان النظام النهرى التابع االصلى يهبط بكل تفاصيله دون تغير وينطبع فى نظام الصخور االقدم ، وان تكوين االنهار

التاليه وتجزئه النهار التابعه ، وكذلك كل عمليه المواءمه مع النظام الصخرى القديم السفلى

تتم جميعا عقب حدوث االنطباع . ويصح هذا فى حاله االرصفه البحريه واالسطح المغطاه بغطاء

رسوبى ، آلن الظروف حينئذ التناسب تكوينانهار تاليه قبل االنطباع النهرى .

لكن االمر يبدو مختلفا تماما حينما تهبط االنهار خالل غطاء سميك من الطبقات الصخريه

الروسوبيه المتفاوته فى اعمارها وصالبتها . ذلك ان االنهار التابعه التى تنحر رأسيا فى

طبقات الصخور االحدث للوصول االنطباع على النظم الصخريه السفلى االقدم تتأثر بتكوين ونمو مجارى مائيه تاليه وهذا يفسر التعقيد الشديد الذى تتصف به بعض نظم التصريف

المائى كما فى ويلز . فهنا اليرجع التعقيد لعدم االنطباع النهرى الذى حدث فى اوائل الزمن

الثالث فحسب ، وإنما الن النظم النهريه

المنطبعه قد عانت الكثيرمن التشكيل والتعديل .