القصوري حازم األستاذ كلمة

الحرة تونس جمعية رئيس

األسلحة تجارة بخصوص المتحدة لألمم بلوماسيالد المؤتمر في

2012 جويلية 11 نيويورك

السيد الرئيس،

السيدات والسادة،

من .. يسعدني في هذا المؤتمر التاريخي أن أقف بينكم ونحن على وقع هتافات الربيع العربي الذي إنطلق

من أجل الحرية و الكرامة تونس تحديدا وإنتقل إلى جغرافية المنطقة العربية بأسرها في تحركات سلمية

قرقعة السالح ودوي المدافع في أما فرحة هذا الربيع لم تكتمل، بعد أن نغصها . و العدالة اإلجتماعية

وسقط نتيجته األبرياء منهم النساء واألطفال الذين ..غزة..تلبيسة.. حمص..الحولة..بنغازي..القصربن..تالة

سقت دمائهم الزكية درب الحرية في هذا الوطن المتدد من البحر إلى البحر إلسقاط أنظمة لطالما لم تعبئ

.بإرادة الشعوب إذا ما أرادت الحياة

وما كان ذلك ليحصل لوال ضعف اآلليات الوطنية واإلقليمية وإنعدام اآلليات الدولية للحد من إنتشار

.األسلحة وتنظيم اإلتجار بها

إن صيحات الفزع التي أطلقها المجتمع المدني الدولي منذ عقد من الزمن كانت والتزال المنبه األقوى

وهو السبب الرئيس لضبط ومراقبة تجارة األسلحة عبر العالم لجعل المنتظم األممي أكثر وعيا كونيا

وفائض من االعتداء الفاحش على أدنى ..فائض من العنف وفائض من إراقة الدماء " وراء إقتراف

." شروط الحياة

إن توفر السالح واإلتجار به دون ضوابط أمر غير مقبول وإن كنا نريد السالح لمقاومة اإلحتالل وحماية

وطان وحف حق الشعوب في تقرير مصيرها، فإننا ال نريد السالح من أجل إرتكاب رروقات رطيرة األ

لحقوق اإلنسان وارتكاب الجريمة المنظمة، والقيام باألعمال اإلرهابية، وتقويض مسار التنمية، وتعميق

.الفقر، وترسيخ ممارسة الفساد، وتمجيد لغة العنف على كل أنواعه هوة

.. لذلك الجريح في ليبيا.. ا هنا محملين بآالم الناس و أوجاعهم، من أم فقدت إبنها في تونسلقد جئن

حيث أن األدلة على إرتكاب جرائم ..وعشرات اآلالف من المهجرين، و المعتقلين، و المختطفين في سوريا

لتجارة األسلحة من وإن وجود معاهدة فاعلة و قوية . ضد اإلنسانية على أيدي الدولة السورية في إزدياد

.شأنه أن يساعد على الحد من توريد األسلحة إلى مختلف الفرقاء هناك و منع حصول مثل تلك الجرائم

،السيد الرئيس

إن حقوق اإلنسان هي تماما كما حقوق الشعوب بتقرير مصيرها وحقوق الدول بسيادتها واستقاللها، فما

عانته ليبيا منذ

كذلك الثورات الدموية، . ام سلميا ما كان لوال توفر السالح وإستخدامه قتال ودمارا قرارالشعب إسقاط النظ

ت بها كل من اليمن، والبحرين، واليوم في سوريا والسودان وحدث و ال حرج عن معاناة التي مر

كل هذا، نعم، أين كانت الضوابط األرالقية والقانونية ل. معاناة لم تنتهي فصوال حتى يومنا هذا..الفلسطينين

إننا ننتظرهذه المعاهدة، و نحن بأشد الحاجة إليها، فلتكن إتفاقية تجارة األسلحة، هي ذلك اإلطارالقانوني

إن الواقعية تقول بأن ال نحملها ما ال طاقة لها، فنجعل منها اإلطار الوحيد لحل . الملزم لكل هذه الضوابط

لم، وهذا أمر مستحيل، إنما أيضا الواقعية تقول أن تنظيم كل هذه المشاكل التي تعانيها منطقتنا والعا

اإلتجار بالسالح والحد من فوضى تداوله أمر ممكن يساهم بشكل إيجابي في الحد من العنف المسلح

.ويعزز فرص السالم وبنائه في دولنا كما في العالم بأسره

السيد الرئيس،

رالية من األسلحة النووية وأسلحة ل منطقة الشرق األوسط إننا نعترف بأهمية نزع السالح النووي وجع

الدمار الشامل األررى، ونأمل وصول هذا المسار إلى رواتمه المرضية في المؤتمر المخصص له في

لتقنين تجارة تاريخية نهاية العام الجاري، إنما هذا ال ينتقص إطالقا من إعتبار المؤتمر الحالي فرصة

.األسلحة التقليدية

الشك أبدا في مشروعية حق الدول في الدفاع عن النفس، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم جواز

إحتالل أراضي الغير، وإقرار حق الدول بسيادتها الوطنية ووحدتها الترابية و بالتالي حقها المشروع في

تفاقية هو تنظيم اإلتجار وعدم فالمطلوب من هذه اإل. إنتاج، وتصدير، واستيراد، ونقل األسلحة التقليدية

.أو تجاري أو إقتصادي من أي جهة كانت إعطاء الفرصة ألي إستغالل سياسي

ولقد تابعنا في هذا المؤتمر تدرالت وفود الدول التي سلطت الضوء بكثافة على الجوانب اإلجرائية نذكر

جدول أعمال، وها نحن اليوم ندعوكم بإلحاح للدرول في صلب موضوع المعاهدة بتلك الحماسة، للدفاع

.عن صك قانوني يحمي حقيقة، شعوب المنطقة و العالم بأسره

المية التي ننتظرها يجب أن تشمل األسلحة األمنية و الشرطية، و التي استخدمت لقمع إن المعاهدة الع

اإلحتجاجات السلمية رلفت موتى وجرحى في دول عديدة منها تونس و ليبيا ومصر، والتي ما برحت

" ولقد جاء في تقرير منظمة العفو الدولية لشهر أكتوبر الماضي. تستخدم حتى اآلن في سورية و البحرين

الدول الرئيسية التي تصدر السالح إلى دول الشرق األوسط وشمال إفريقيا في السنوات األريرة هي أن

النمسا وبلجيكا وبلغاريا وجمهورية التشيك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة والواليات

".المتحدة األمريكية

د مع التحالف الدولي للحد من األسلحة على وجوب أن تعتمد إن منظمات المجتمع المدني في منطقتنا تؤك

.المعاهدة على واجبات الدول القانونية ومسؤولياتها األررى

نأمل من بعثاتكم الكريمة المساهمة اإليجابية، والفعالة، من أجل صياغة إتفاقية عالمية، فاعلة، و قوية،

اإلرتقاء إلى تطلعات الشعوب، كفاها معاناة إنها نعم، المطلوب. تتماهى مع آمال الشعوب و تطلعاتها

.تستحق الحياة و ليس الموت..تستحق الحرية وليس اإلستعباد..تستحق الكرامة و ليس اإلذالل

فلنعمل جميعا معا و بشكل متكامل منظمات مجتمع مدني و منظمات إقليمية ودولية ودول على حد سواء

.من أجل عالم حر و شعوب سعيدة آمنة

.شكرا