سيكولوجية اللعب

إعداد:

د. حصة دغيشم الدغيشم

يتناول المقرر المحاور التالية:

- التعريف بمفهوم اللعب ومحتواه وأهدافه.1

- النظريات التي تنمي اللعب من الجانب النفسي والتربوي.2

- أنواع اللعب الفردي والجماعي ودور كل منهما في اكتساب المعارف وإشباع 3 الحاجات.

- اللعب الملئم لخصائص نمو الطفل وحاجاته ومستوى نضجه ومطالب نموه في4 المرحلة المبكرة.

- اللعب وتنمية العادات السلوكية السليمة وتنمية المهارات الحركية والبدنية عموم�ا5 وتنمية التجاهات وبخاصة قيم النظام والنضباط واحترام القانون.

- اللعب والتنفيس النفعالي وتنمية الخيال والبتكار بصفة عامة ، وتنمية الول�ء6 والنتما�ء الجتماعي والروح الرياضية.

تمهيد:

أعطي اللعب كمجال للبحث والدراسة مزيد�ا من الهتمام نتيجة للتجاه العام من جانب علما�ء التربية وعلم النفس على أن اللعب

هو المنطلق الرئيسي لتربية طفل ما قبل المدرسة.

تزايد هذا الهتمام نتيجة للوعي المتزايد من جانب رجال العلمومن جانـب البـا�ء والمهـات وغيرهـم ممـن يقـدرون قيمـة اللعـب

ودوره في تربية الطفال.

وأول من تكلم عن اللعب واستخداماته في التربية هم اليونانيين؛ أمثال ”أفلطون“ و“كومانيوس“، و“فروبل“.

كما تحدث عنه علما�ء النفس حديث�ا أمثال؛ ”آنا فرويد“، و” كارل جروس“، و“ كابلن“، و” ريلي“.

عن طريق اللعب نستطيع أن نفهم الطفل في مراحل نموه المختلفة، كما أنه أحد الوسائل

التي نستطيع من خللها أن نعرف كيف نربي وبماذا نربي.

إن اللعب ليس مفتاح التربية بل هو مفتاح حياة الطفل، حيث يعيش حياته في إطار من

اللعب، إذ يمتاز بالحيوية والنشاط والقدرة الكبيرة على التعلم والتكيف مع الظروف

المحيطة بما تتميز به شخصيته من مرونة ومطاوعة.

وذلك يفسر سبب التهتمام المتزايد باللعب عند الفطفال من قبل التربويين والنفسيين في

المجتمعات المتقدمة، كما يفسر اتخاذتهم اللعب الهادف محور ا رئيسي ا لتربية فطفل ما قبل

المدرسة البتدائية.

وتؤكد التربية الحديثة على استغلل نشاط الطفل وميوله واتهتماماته في تعلمه، وتركز التهتمام

على نشافطات اللعب المختلفة، وبخاصة تلك التي خارج حجرات الفصل، إذ تعد اللبنات الولى لنمو

المهارات الحسية والحركية، والعقلية وغيرتها.

نبذة تاريخية عن اللعب

رأى أن اللعب أفضل فطريقة للبدءأفلفطون:أ) في تعليم الفطفال لن أي فطريقة أخرى تسـتخدم في تهذا السـن

المبكر ستحل معها إرغام الفطفال وتهذا يتعارض مع ما يجب أن يكون عليه النسان الحر.

وقد أشار أفلفطون أنه يمكن التعرف على الكثير بالنسبة للفطفالعندما نراقبه أثناء لعبهم، وأن في حرية النشاط الذي يتيحه اللعبفرصة لمعرفة فطبيعة الطفل، فباللعب يمكن تحديد ما إذا كان الفردمن الذتهب أو الفضة أو من معدن قليل القيمة، وبهذا نعرف من نرن عليها. أي فطبقة سيكون كل فطفل وأي المهارات يفضل أن يموبهذا سبق ” أفلفطون“ كثير ا من الفلسفة ورجال التعليم في إدراك مبادئ علم النفس الحديث والصول التربوية المعاصرة.

ب) واستخدم ”كومانيوس“ الصور المقسمة إلى أقسام مختلفة في مدارس الفطفال لكي تثير دافع اللعب عندتهم.

ج) كما اتهتم ” فروبل“ باللعب، فقد كان يعتبره حجر الزاوية في نظامه التربوي ومواده التعليمية داخل دار الحضانة التي أنشأتها.

د) يعتبر ”كارل جروس“ أول من تساءل عن سبب وجود أشكال متنوعة من اللعب، فهو يرى أن اللعب وسيلة لمساعدة الفطفال

على تفريغ مشاعرتهم السلبية.

تهـ) ويعتقد صانعو اللعب أمثال ” كارولين برات“ أن الفطفال يتعلمون ليس فقط عن فطريق العمل، بل عن فطريق التفكير والتخطيط لما

يقومون به من أفعال ومن ثم فإن اللعب يجسد فرص ا تعليمية عن كافة النشطة المعرفية، والجتماعية، والجمالية وغيرتها.

إسهامات علماء التحليل النفسي في توضيح أتهمية اللعب للطفل:

“: أ كوسيلة. ” واستخداماته اللعب إسهامات عن ا ير كث تحدثت فرويد أناعلجية.

.ب العلجية. لبرامج ا من كثير في اللعب استخدام على الطفال أطباء يركز

:“ بياجيه.” جان جالعالم- 1 لستيعاب وسيلة وأنه قوي، معرفي بعد ذو اللعب أن يرى

. الطفل لدى موجودة معرفية بنية أ داخل الخارجي- وتحد ث عن ثل ث مراحل في نمو اللعب عند الفطفال تهي:2

ج. اللعب ذو القواعد.ب. اللعب الرمزي.أ. اللعب الحس حركي.

د. تحد ث كثيرون عن أتهمية اللعب وتوسعوا في مناقشة التصنيفات المختلفةله، مثل؛ اللعب الوظيفي، اللعب البنائي، اللعب المسرحي الجتماعي في

سنواته الولى، وبين نموه العقلي في المدرسة البتدائية.

): نادى بترك الطفل للطبيعة كي يتعلم من 1964هـ. ” جان جاك روسو“(خللها.

. المدرسة التقليدية والمدرسة التقدمية: و

ترفض المدرسة التقليدية اللعب، وتشكك بالفنون بشكل كبير.

منطقها في ذلك أن اللعب عمل غير جاد والتربية عمل جاد.

ويرى أصحابها أنه ل يمكن أن يكون للعب وظيفة تربوية نفسية.

بظهور التربية التقدمية، رد ا على وجود التربية التقليدية، ركز أنصار مركزية الطفل على امتداح اللعب وتمجيده.

يرون أنه ل بديل عنه في إثارة الطفل وتشويقه.

)، التي أكدت أن بدون تشويق1976 ومن هؤل ء ” مارجريت“ (وحيث أن اهتمام الطفل هو اللعب واهتمام لن يكون هناك تعليم،

فمن الضروري أن تتبع طريقة اللعب في التعليم.

ما مفهوم اللعب ؟

تم تناول المفهوم من زوايا كثيرةومتباينة، نظر ا للدراسات المتعددة للباحثين والعلما ء المهتمين بهذا الجانب،

وبنا ء عليه تعددت المفاهيم إلى لغوية، ونفسية وتربوية كما يلي:

أو ل: المفهوم اللغوي للعب:

بع ،ب، ويعني ضد جد أي انتفا ء 1 - في القاموس المحيط: هو مصدر للفعل ،ل صفة الجدية عن اللعب، بعكس العمل.

- في المعجم الوسيط: معنى لعب؛ عمل عم ل ل يجدي نفع ا ( ضد: جد).2

هجه أو حر يؤديهGood“( 1975- قاموس جود ”3 ): هو نشاط مو الطفال للمتعة والتسلية.

“ أي حركة مناورة في لعبةPlay- في اللغة النجليزية تعني كلمة ؛ 4 أو لهو، وهو حركة حرة ونشاط، وتفيد أيض ا الرقص والحركة غير

)1980 المنتظمة وترك العمل كما جا ء في المورد (

يشتق أصل الكلمة في اللغتين العربية والنجليزية من الحركة غير المنتظمةالمضطربة، وهي تعد مطلقة على فعل الطفال غير المنظم المسمى باللعب،

وقد يكون المعنى اللغوي لمصطلح اللعب؛ بأنه إضاعة الوقت سبب ا فيما

ترسب في عقول بعض البا ء والمهات من عدم جدوى هذا العمل وكونه إضاعة لجهود ووقت الطفل.

أو ل: المفهوم النفسي والتربوي للعب:

):عرفه ”بأنه نشاط ينهك الفرد للحصولHurlock(1978 هيرلوك؛ على المتعة التي تصاحبه، دون اعتبار للنتائج الخرى التي تتحقق في النهاية، ويتميز بالتلقائية بعيد ا عن الضغط والقوة والكراه الخارجي“.

)، اللعب بأنه يتكون من استجابات Piaget( 1951 ويعرف بياجيه؛ يؤديها الفرد من أجل الستمتاع الوظيفي.

وهو سلوك فطري وحيوي في حياة الطفل الصغير، وليس النشاط الذي ينم عن الكسل أو التعطل، ولكنه الذي يعبر عن طريقة الطفل في التفكيروالتدليل، والسترخا ء، والعمل ،والتذكير، والقدام، والختبار، والبداع،

وتمثل العالم الخارجي وتفهمه، مما يعني أنه الحياة ذاتها.وأفضل فترة للطفل حينما يعطيه الكبير الفرصة والتشجيع عن قصد ووعي.

المغزى )،Froebel(1907 وبين ”فروبل“؛ الفلسفي للعب، حيث قال: ” إن اللعب نشاط تلقائي ونفسي كما أنه خيال للحياة البشرية في مجموعه، لذلك كان مقرون ا دائم ا بالفرح والحرية، والرضا،

والراحة النفسية والجسمية والسل م الكوني.“

)، عرفت اللعب بأنه ” عبارةCharllote( 1979 ” شارلوت“؛ عن خبرة سارة للطفل نفسه، وهي سارة أيض ا للخرين ممن ينتبهون

إلى نشاط الطفل.“

، ”بما يمارسه الطفل من نشاطات تعبير ا عنAdler وعرفه أدلر؛ ذاته، وإشباع ا لحاجاته مما يعمل على نمو شخصيته، وإعداده للحياة.“

)، عرفته بأنه ”سلوكSuzana Miller ( 1978 وسوزانا ميلر؛ اكتشاف ما يحيط بالفرد وممارسة لما يجيد، وعدوان دون انتقا م، وقلق

على ل شيء، وسلوك اجتماعي ل تحكمه قواعد ول يتأثر بأية مستويات، وتظاهر وتمثيل دون رغبة في الخداع.“

)، ”أن اللعبSchiller (1972 قرر شيللر؛ يكون عادة نتيجة وجود طاقة زائدة.“

ورأى ”سبنسر ” في كتابه الشهير ” مبادئ علم النفس“ أن الطفال يلعبون للتنفيس عن مخزون الطاقة لديهم.“

)، وجد أن الطفل يقو م عن طريق Smith (1971 أما ”سميث“؛ اللعب بإعادة تبني الميول والهتمامات بنفس التتابع الذي حدثت به

عند إنسان ما قبل التاريخ والنسان البدائي.