بسم اهلل الرحمان الرحيم والّصالة والّسالم على أشرف المرسلين

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

،عب فيكمقة التي وضعها الشّ أن أتقّدم إليكم بأحّر التهاني على الثّ لي في البداية يطيب

.بانتخابكم لعضوية أّول مجلس نيابي للجمهورية الثانية

أن أتولى ،يد رئيس الجمهورية بتكوين الحكومةتبعا لتكليفي من طرف السّ ،فنيويشرّ

.مجلسكم الموقّر عملها لنيل ثقة وبرنامج ،تركيبتها عرض

مع عديد األحزاب ،فة ومعّمقةمشاورات مكثّ ،تّوج عرض تركيبة الحكومة وبرنامجهاوي

صت لعرض التصّورات صّ خ ،المدني ومكّونات المجتمع ،مات الوطنيةوالمنظّ ،السياسية

.واستحقاقات الفترة القادمة وهيكلتها، الحكومة برنامج عملحول ،والمقترحات

التي كانت انتخابات حّرة ،اإلنتخابات التشريعية والرئاسية يدع ب ،ويأتي تقديم الحكومة الجديدة

وأشاد ،الجميع بنتائجها بل وق ،باعتباره صاحب السيادة ،عبآلت الكلمة األخيرة فيها للشّ ،افةوشفّ

.العالم بها

في ،عقب تسلّم أّول رئيس للجمهورية الثانيةلمهامه ،كما يأتي عرض تركيبة الحكومة

فة عن ر ش وتقّدم للعالم صورة م ،كّرس التداول الّسلمي على السلطةت ،أجواء حضارية منعشة

.وقياداتها السياسية ،خبهاون ،وشعبها ،بالدنا

في تأمين الوصول ببالدنا ،ثني على جهود كّل من ساهمأن أ ،وتني في هذا السياقوال يف

وانتقلت . وجّسمت إرادة الشعب ،ةزاهة والمصداقيّ جرت وفق معايير النّ ،إلى انتخابات عاّمة

.سات الدائمةالى مرحلة المؤسّ ،تةسات المؤقّ ببالدنا من مرحلة المؤسّ

االتحاد العام التونسي : مكّوناتهبجميع للحوار الوطنيوأخّص بالذكر الّرباعي الّراعي

والّرابطة ،وعمادة المحامين ،واالتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية،للشغل

،برئاسة السيد مهدي جمعة ،إلى جانب الحكومة المتخلّية،التونسية للدفاع عن حقوق اإلنسان

والسيما ،وهيئات المجتمع المدني ،ومختلف األحزاب السياسية ،باتوالهيئة العليا المستقلّة لالنتخا

.سات اإلعالم الوطنيات المهتّمة باالنتخابات ومؤسّ المنظمات والجمعيّ

وال يفوتني أن أ ثني على دور المجلس الوطني التأسيسي،كما أتوّجه بالّشكر لكافـــة

.1144 جانفي 41 الحكومات المتعــاقـــبة منـذ

التي اكتست طابعا متفّردا ،جانفي 41 – ديسمبر 41لوال ثورة ،ن لكّل هذا أن يتحقّقوما كا

،بابة أنجزها الشّ ، ثورة سلميّ القيمة في محيطنا اإلقليمي والّدولي، ثورة تونسية المنشأ، كونيّ

.وساهمت فيها مختلف الفئات والجهات

- ديسمبر 41شهداء ثورة وكلّ ،ونستحضر في هذه اللحظات تضحيات كافة شهداء الوطن

وعّبدوا طريق العّزة ،بدمائهم الزكية شجرة الحرية والديمقراطية اوـــالذين سق ،جانفي 41

.والكرامة

.فتحّية وفاء للشهداء األبرار في كّل ربوع الوطن

.لطفي نّقضوتحية وفاء للشهيد

.شكري بلعيدوتحّية إكبار لروح الشهيد

.محّمد البراهميلشهيد وتحّية إجالل لروح ا

للكشفعن مالبسات جريمتي اغتيال هذين سنبذل قصارى الجهدنا أنّ ،د في هذا الّسياقوأؤكّ

.المناضلين الكبيرين

.تحّية عرفان بالجميل كذلك ألرواح شهداء المؤّسستين األمنّية والعسكرية

فاخر ون ،ةس المستقلّ ة الفارقة في تاريخ توننعيش اليوم هذه المحطّ ،فبفضل هؤالء جميعا

.اء واألصدقاءالذي أبهر األشقّ ،باإلستثناء التونسي

وبالعهد ،من أجلها سائرون التي استشهدوا ،د أّننا على درب تجسيم القيملنؤكّ ،هي مناسبةو

.ولألمانة حافظون ،موفون

عناية بما هي به جديرة من ،عائالت الشهداء تعّهدنا بأن نشمل ،كما أّنها مناسبة لنؤّكد

.وإحاطة وتكريم

.وتدعيم العناية بهم،وسنحرص كذلك على متابعة أوضاع جرحى الثورة

وشهداء وجرحى عنى بشهداء وجرحى الثورةإحداث كتابة دولة ت ،تنّزل في هذا السياقيو

.وعائالتهم ستين األمنية والعسكريةالمؤسّ

ألهداف ثورة الحرية و ،أّننا سنظّل أوفياء لتضحيات الشهداء ،ونقولها بصوت عال

.ا بدون رجعة مع التسلّط واإلستبدادقد قطعت نهائيّ وأّن تونس ،والكرامة

دون ،لتأمين مقّومات العيش الكريم لكافة التونسيات والتونسيين ،صارى الجهدكما سنبذل ق

التي أصبحت ملكا مشاعا بين الجميع يضمنها ،ةقنا هدف الحريّ بعد أن حقّ ،حيف أو إقصاء

وتحميها الدولة ،واإلعالم ،ومكّونات المجتمع المدني ،وتحرسها األحزاب السياسية ،ستورالد

.ومؤسساتها

وسنعمل على فّض الملفّات االجتماعية العالقة في أقرب اآلجال، بما يوفّر المناخ المالئم

.لالنقطاع الّتام للعمل، والتفّرغ لكسب الّرهانات القائمة

واحترام ،وصيانة الحّريات العامة والفردية ،وتعزيزه ،لديمقراطيإّن الحفاظ على المسار ا

الذي تسري أحكامه على الجميع ،وتكريس سلطان القانون ،ياتهاحقوق اإلنسان بكافة أبعادها وتجلّ

.وال تفريط فيها ،التي ال محيد عنها ،هي في صميم خياراتنا والتزاماتنا ،دون تمييز أو محاباة

،واستغالل النفوذ ،تنا كذلك مقاومة كّل أشكال الفساد والمحسوبيةومن ضمن أبرز ثواب

.وتجسيد مبادئ الحوكمة الرشيدة والمساءلة ،وتجاوز القانون

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السّيدات والّسادة نواب الشعب،

ها فهي حكومة قوام. مقّومات الجدوى ومتطلبات المرحلة ،لقد راعينا في تركيبة الحكومة

.الكفاءة والفاعلية

يليق بما بلغته المرأة التونسية ،وهو ماتّتسم بحضور مشّرف للعنصر النسائي ،وهي حكومة

وفي ،ى المجاالتوبما برهنت عليه من كفاءة عالية في شتّ ،من منزلة راقية على كافة المستويات

.كّل مناحي الحياة

حكومة منطلقها وهي. كيبتهار مشّرف للشباب في تركما أنها حكومة تّتسم بحضو

ورزنامة ،وفق تمّش واضح المعالم ،وتحقيق تطلعات المجموعة الوطنية ،ومبتغاها خدمة تونس

.وأهداف دقيقة ،مضبوطة

والمعالجة ،االنطالق المباشر في العمل واإلنجاز وحرصا على تأمين مقّومات

ت جذرية على الهيكلة المتعارف عليها فقد خّيرنا عدم إدخال تعديال ،السريعة لألوضاع المستعجلة

.وفقا لما قد يتجلّى من استحقاقات في المجاالت ذات الّصلة ،على أن يتّم ذلك بالتدرج ،للحكومة

في عدد من القطاعات ،وقد حرصنا بالتوازي على مزيد إحكام هيكلة الحكومة

واإلرتقاء بأوضاع الفئات ،ليةبالشؤون المح االهتمامتدعيم ،خاصة منها على سبيل الذكر ،الهاّمة

ودعم اإلحاطة وضمان أوفر عوامل اإلدماج اإلجتماعي ،ومقاومة الفقر والخصاصة ،الهشة

ودعم اإلصالح الجبائي وتحسين ،إلى جانب تعزيز الحوكمة الرشيدة بمواطنينا في الخارج،

وير إطار العالقة وتط ،فضال عن إيالء األهمية الالزمة لإلقتصاد الرقمي ،منظومة اإلستخالص

.والتفاعل مع المجتمع المدني

السيد رئيس مجلس نّواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

وتماشيا مع انتظارات وتطلّعات ،حرصا على ضمان أوفر عوامل النجاعة والمردودية

نية، والمنّظمات الوطوتفاعال مع تصّورات ومقترحات االحزاب السياسية، ،المجموعة الوطنية

،اعتمدنا بالنسبة الى برنامج الحكومة للفترة المقبلة منهجّية قوامها إقرار إجراءات عاجلة وفورّية

سنسعى إلى أن تكون محّل ،تقتضي إصالحات هيكلية وعميقة ،وتدابير متوّسطة وطويلة المدى

.أوسع وفاق ممكن

استكمال مقّومات ،ةالعاجلة المطروحة على الحكوم واالستحقاقاتومن أوكد األولويات

باعتبار ذلك شرطا جوهريا لصيانة المسار ،ومكافحة االرهاب ،بسط األمن واالستقرار

.وتعزيز الثقة في الحاضر والمستقبل ،وحماية مجتمعنا ،الديمقراطي

األوضاع في بالّنظر إلى خاصة ،الوعي بحجم التحّديات المطروحة في هذا المجال وبقدر

وما تّتسم به من اضطرابات ومظاهر عنف وفوضى، فإننا مقّرون العزم ،يدمحيطنا القريب والبع

والتوقّي من كّل أشكال ،على تعزيز اإلجراءات والتدابير واآلليات الكفيلة بحفظ أمن بالدنا

.الغلّو والتطّرف والعنف والتصدي الناجع لكّل مظاهر ،الجريمة

ى القانون المتعلّق بمقاومة االرهاب في ونتطلّع في هذا المجال إلى اإلسراع بالمصادقة عل

.أقرب اآلجال

للقضاء على دابر ،حّيي الجهود الجّبارة التي تبذلها المؤّسستان األمنية والعسكريةوإذ ن

وحماية األرواح والممتلكات،فإننا سنواصل تمكين الوحدات األمنية ،والّدفاع عن الوطن ،اإلرهاب

وتأمين جاهزيتها ،وتعزيز فاعليتها ،اتيةلتدعيم قدراتها العمليّ ،من المعّدات المالئمة،والعسكرية

.عند االقتضاء ،واالرتقاء بقدرتها على الّردع والتدخل الميداني الناجع ،المستمّرة للتحّرك السريع

ونأمل أن تشهد الفترة القريبة القادمة، استكمال النظر في قانون حماية االمنيين، وإدخاله

.حّيز التنفيذ

مبما يتيح له والّسجون، والحماية المدنية ،الديوانة أعوان ما سنعمل على تعزيز قدراتك

.بأكثر نجاعة وفعاليةم االضطالع بدوره

لدعم تأمين ،على تكثيف التعاون والتنسيق مع البلدان الشقيقة المجاورة،كذلك وسنحرص

.مة، ومكافحة اإلرهاب، والجريمة المنظّ المناطق الحدودية المشتركة

السيد رئيس مجلس نّواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

،ومكافحة اإلحتكار والمضاربة ،انطالقا من أّن الحفاظ على المقدرة الشرائية للمواطنين

وتنظيم ،فإننا سنبادر باتخاذ التدابير الكفيلة بالتحكم في األسعار ،تمّثل إحدى اإلستحقاقات الملّحة

والعمل على ،ومقاومة التهريب ،صوص من خالل تكثيف المراقبة اإلقتصاديةوذلك بالخ ،السوق

.ترشيد أسعار المواّد الغذائية الطازجة

بالتنسيق مع الهياكل المهنية لإلنتاج والتوزيع ،كما سنحرص على وضع أهداف مرحلية

.األكثر رواجا االستهالكيةوالتزويد بالمواّد

.الوطنّية واللّجان الجهوية للتحّكم في األسعار وسنعمل كذلك، على تفعيل اللّجنة

وسنتولّى إرساء منظومة معلوماتية، لمتابعة أسعار المواد الغذائية الّطازجة في أسواق

.الجملة، وذلك بالّتنسيق بين الوزارات والمجامع المهنية المعنّية

المنافسة، الذي ي تيح وسنلجأ إن اقتضى األمر، إلى تطبيق الفصل الّرابع من قانون األسعار و

.المؤّطرة، لمّدة سّتة أشهر لمقاومة الّزيادات الم شّطة في األسعار غير تجميد األسعار

وي مّثل التصّدي آلفة التجارة الموازية من ناحية أخرى، ضرورة قصوى باعتبارها بلغت

. حّدا ي نذر بعواقب وخيمة إذا لم يتّم اإلسراع باتخاذ التدابير الّصارمة

،وتقليصها إلى أدنى حّد ممكن هذه اآلفة ،مضاعفة الجهد لمقاومة ،بفي هذا السياق نتعّهدو

وإحكام تطبيق االجراءات القانونية ،وفي االسواق،عبر تكثيف المراقبة في المراكز الحدودية

.والترتيبية ذات الّصلة

لمحاصرة ظاهرة ،وإننا نعّول على تضافر جهود كافة الهياكل االدارية والمهنية المعنية

فضال ،وأسواقنا المنظمة ،وتهدد نسيجنا الصناعي ،التي تبعث على االنشغال ،التجارة الموازية

.عن تبعاتها الصحية والبيئية

في المنظومة ،على ادماج متعاطيي االنشطة غير المهيكلة ،سنحرصوإلى جانب ذلك

بالنسبة إلى األشخاص من ،االجتماعيةوالسعي إلى إيجاد الحلول المناسبة للوضعيات ،القانونية

.الذين يتعاطون التجارة في المسالك غير المنظمة ،ضعاف الحال

،تقتضي إلى جانب تكثيف المراقبة ،ومن البديهي أّن المعالجة الجذرية لهذه الظاهرة

ناتها من مكوّ ،ة متكاملةي خطّ توخّ ،وتوسيع دائرة التدخالت الميدانية ،وتطبيق التدابير القانونية

.ومقاومة البطالة ،وإحداث المشاريع المنتجة ،ودفع االستثمار فيها ،تنمية المناطق الحدودية

ومعالجة الترّسبات واإلشكاليات ،تحسين إطار العيش كذلك، ومن ضمن األولويات العاجلة

ى تنظيم وسنعمل في هذا الشأن عل ،التي كانت لها آثار وتبعات سلبية على نوعية الحياة ،القائمة

والمجتمع ،تشارك فيها الهياكل اإلدارية والمهنية ،حملة وطنية شاملة للنظافة والعناية بالبيئة

،والتصّدي الناجع لكّل المظاهر المخلّة بتوازن البيئة ،لرفع ما تراكم من فضالت ونفايات ،المدني

حملة لتهذيب األحياء ولمقتضيات سالمة المحيط، كما سنطلق ،وردع المخالفين للتراتيب البلدية

فضال عن صيانة ،ومستشفيات ،من مدارس ومعاهد ،والبناءات والمنشآت العمومية ،الشعبية

.والمسالك الريفية ،وتهذيب الطرقات

في هذا السياق من أوكد األولويات المطروحة، الرتباطه ويبقى النهوض بالعمل البلدي

.العضوي بحياة المواطن اليومية، ونوعية حياته

لذلك سنرّكز الجهود على تفعيل عمل الّنيابات الخصوصية، في انتظار االنتخابات البلدية

القادمة، وسنتولّى متابعة عملها بصفة دقيقة، وتقييمها، واتخاذ التدابير واالجراءات الالّزمة كلّما

.لوحظ تهاون أو تقصير

الشعبّيةلمحاذية لألحياء إلى الشروع في القيام بجرد لألراضي ا ،وسنسعى من ناحية أخرى

إلنجاز مقاسم ذات صبغة ،القتنائها وتخصيصها ،بالمدن الداخلية ،ذات الكثافة السكانية العالية

.الفوضوّيةبما يحّد من مزيد تنامي ظاهرة البناءات ،اجتماعية

السيد رئيس مجلس نّواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

والخدمات ،والمرافق العمومية .مجاالت البنية األساسية إذا كان إقرار المشاريع في

فإّن ،وتحسين ظروف العيش ،واإلجتماعية عّد شرطا أساسيا لدفع التنمية اإلقتصاديةي ،الجماعية

وتالفي العراقيل ،يقتضي تسريع وتيرة تجسيم هذه المشاريع ،تحقيق األهداف المرجّوة

.والتعطيالت

أن الكثير ،ير إنجاز المشاريع التي تّم إقرارها في عديد الجهاتمن خالل متابعة س ضحويتّ

.لة ومتعّثرةمنها بقيت معطّ

،نتيجةصة لهذه المشاريع بقيت مجّمدة في العديد من الحاالتكما أّن اإلعتمادات المخصّ

.عدم التوّصل ألسباب مختلفة إلى صرفها

من خالل ،الجة هذه اإلشكالياتمع ،وعلى هذا األساس فإّن من ضمن األولويات المطروحة

.التي حالت دون إنجاز المشاريع المبرمجة ،اإلسراع بتجاوز العراقيل والتعطيالت

ليساهموا من ناحيتهم في ،وإّننا نعّول على السّيدات والّسادة أعضاء مجلس نواب الشعب

ودفع عجلة ،فعليوتيسير إدخالها حيز التنفيذ ال ،مجهود تجاوز تعّطل إنجاز المشاريع المعنية

.التنمية

العمل على تامين أوفر مقّومات نجاح الموسم ،ومن ضمن اإلستحقاقات العاجلة كذلك

.السياحي الذي هو على األبواب

على اإلنطالق في عمليات صيانة ،حفز المهنيين في هذا القطاع وسيتّم في هذا المضمار

وذلك ،وتكثيف الجهود لتحسين الخدمات ،ةوسائر المؤسسات السياحي ،وتعّهد المنشآت الفندقّية

.إلى جانب تنظيف وتعّهد المسالك السياحية

واستثمار المناخ الجديد الذي ،طالق حملة تسويقية وترويجية،إلمع أهل المهنة سنتعاونكما

بما عّزز مكانتها ،في ضوء نجاحها المتمّيز في كسب رهان اإلنتقال الديمقراطي ،تعيشه بالدنا

إلى أن تكون بحّق نموذجا يشّجع القاصي والداني على ،وهوما يؤّهلها ،على أوسع نطاق وسمعتها

.اكتشافه

وانطالقا من أّن كسب رهان العمل التنموي بمختلف مجاالته ومضامينه، يقتضي

االستشراف والتخطيط المحكم، فإننا سنتولّى إعداد وثيقة توجيهية لمخطط، يغطي السنوات

.تّم عرضها على استشارة واسعةالخمس القادمة، ي

وعلى ضوء هذه االستشارة، يتّم االنطالق فعليا في إعداد مشروع المخطط، على أن يتّم

، لعرض مضمونه االّولي وخاصة 5102تنظيم ندوة دولية، خالل الثالثّية االخيرة من سنة

.المشاريع الكبرى المهيكلة على مؤسسات التمويل

بالفئات الضعيفة، سيتّم بداية من شهر أفريل القادم، الّترفيع في وحرصا على مزيد اإلحاطة

.دينار للعائلة الواحدة 021إلى 051المنحة الم سندة للعائالت المعوزة من

.ألف عائلة معوزة 531وسيشمل هذا اإلجراء

المتعلّقة بمعالجة مديونّية وعلى صعيد آخر، وحرصا على تجاوز الّتعقيدات، وبطء التدابير

قطاع الفالحة والصيد البحري، سيتّم إلغاء كّل اإلجراءات اإلدارّية المتعلقة بتخلّي الّدولة عن

القروض المسندة لصغار الفالّحين والبّحارة، وذلك بالنسبة إلى من ال يتجاوز أصل الّدين لكّل

.واحد منهم ألفي دينار

ة من قبل البنوك دون مطالب فردّيةوبالتالي فإّن التخلّي عن هذه الّديون سيكون بصفة فوريّ

.ودون المرور بلجان جهوية

.فالّح 05211وسينتفع بهذا اإلجراء حوالي

اعتماد منهجّية للمفاوضات الجماعّية، على ،بالتشاور مع األطراف االجتماعية وسنحرص

لم بما يمّكن من الحفاظ على مناخ السّ ،فاق يمتّد على سنتين أو ثالث سنواتاتّ تفضي إلى

.والزيادة في الثروة الوطنية ،والتفّرغ للعمل واالنتاج ،االجتماعية

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

.تلك بعض مالمح ومضامين اإلجراءات العاجلة التي سيتّم الّشروع في تنفيذها بصفة فورّية

محّددة ،تقديم رزنامة اشرته لمهامهعشرة أيام من مب في أجل أقصاه ،وسيتولّى كّل وزير

.بكامل الدقة والّنجاعة ،كّل في مجال اختصاصه ،لتجسيم اإلجراءات العاجلة

فإّن ،لمجابهة اإلشكاليات والقضايا الملّحة والمستعجلة ،وبقدر الحاجة إلى إجراءات فورّية

تنطلق من تشخيص ،ةالتي تتطلّب إصالحات هيكليّ ،بالدنا تواجه جملة من القضايا والتحّديات

دقيق لهذه القضايا والتحّديات، وتبلور الحلول الّناجعة لمعالجتها، بما يؤّمن انطالقة اقتصادية

.جديدة تستجيب النتظارات المجموعة الوطنّية وتطلّعاتها ،واجتماعية

وسعيا إلى تأمين أفضل شروط الّنهوض بالقطاعات االستراتيجية، وإكسابها القيمة المضافة

المرجّوة، واالرتقاء بها إلى مستوى تطلّعات المجموعة الوطنية، فإننا نعتزم إحداث لجان وطنية

لإلصالحات الكبرى تضّم أهل الخبرة واالختصاص من الكفاءات الوطنية، وممّثلي األحزاب

.السياسّية، والمنّظمات، ومكّونات المجتمع المدني

غرار التربية والتعليم، والتكوين، والصحة، وست عنى هذه اللّجان بعديد القطاعات، على

...ومنظومة التغطية االجتماعية، ومنظومة الّدعم، والتنمية المستدامة، والثقافة

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

ت إذا كان توزيع الّثروة الوطنية وثمار النمّو بأقرب ما يكون من العدل على مختلف الفئا

.يمّثل أحد اإلستحقاقات المطروحة، فإّنه ال بّد قبل ذلك من خلق الثروة ودفع نسق النموّ ،والجهات

سلبّية تبعث على ،يالحظ أنها في مجملها ،لبالدنا االقتصاديةبيد أّن المتأّمل في المؤّشرات

.االنشغال

باألسعار % 1،1نمّوا متواضعا يقّدر بـــ 1141سّجل اإلقتصاد الوطني خالل سنة فقد

.واّتسم بارتكازه على الّطلب الّداخلي وخاّصة اإلستهالك ،القاّرة

44،1كمعّدل عام و % 1،،4غ ـلــحيث تب ،ةــتها مرتفعـــبة البطالة من ناحيــوتبقى نس

.لدى حاملي الشهادات العليا%

سنة 1،4مقابل %،،،)ولئن سّجل انخفاضا نسبّيا فإنه يبقى مرتفعا ،كما أّن معّدل التضّخم

1144.)

5100خالل سنة مليار دينار 44،1بـ مستوى قياسيامن ناحيته جاري تبلغ عجز الميزان الو

.5103سنةمليار دينار 0010مقابل

وأكثر 5103بالمائة بالمقارنة مع سنة 50بما يفوق 5100سنة الجملي االستثمار وتراجع

51011بالمائة بالمقارنة مع سنة 35من

وبـ 5103بالمائة بالمقارنة مع سنة 5.12جع كذلك االستثمار الصناعي من ناحيته بـ وترا

.5101المائة بالمقارنة مع سنة ب 0010

من الناتج %1،5،أّما بالنسبة إلى المديونية، فيرّجح أن تصل خالل الّسنة الجارية إلى

.خالل السنة المنقضية % 4،1،المحلّي اإلجمالي مقابل

،التي تبرز صعوبة الّظرف اإلقتصادي، وجسامة تعرض هذه العّينة من المؤّشراتوإذ نس

يتعّين أن تكون ،فإنما نريد أن نؤّكد الحاجة الماّسة إلصالحات هيكلّية عميقةالتحدّيات المطروحة

وبلوغ األهداف المرجّوة ،بما يضمن القيام بها على الوجه األفضل ،نتاج تشاور وتوافق واسع

.منها

التي يبقى مستواها ضعيفا بالمقارنة ،وال مناص من ناحية أخرى من الترفيع في اإلنتاجية

.مع البلدان المنافسة

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

يبقى منوال التنمية المعتمد أحد العوائق األساسية أمام إحداث حركّية اقتصادّية

وهو ما يحّتم اعتماد منوال ،والنهوض بالتشغيل ،النمّو وتنويع محتواهواستحثاث نسق ،فّعالة

العمومي والخاص واالجتماعي : على تعزيز التكامل بين القطاعات الثالثةيرتكز ،تنموي جديد

الذي أصبح من أبرز مصادر خلق الّثروة ودفع ،على اقتصاد المعرفة كما يرتكز. التضامني

.ماعيةواالجت االقتصاديةالّتنمية

الالّماّدي يمّثالن زهاء نصف الّناتج المحلّي واالقتصادفإّن المعرفة ،وعلى سبيل المثال

.االقتصاديةاإلجمالي ألغلب بلدان منظمة التعاون والتنمية

لتوطيد ،ال مناص من القيام بإصالحات عميقة وشاملة ،ولكسب رهان اقتصاد المعرفة

وتعزيز البنية ،والّنهوض بالبحث العلمي ،الموارد البشريةالمتمثلة بالخصوص في تنمية ،دعائمه

.األساسية التكنولوجية

فإّنه ال مناص من اإلنكباب على تطوير منظومة التربية والتكوين ،وبناء على ما تقّدم

قصد مالءمتها مع متطلّبات اقتصاد المعرفة، ،واإلرتقاء بمردودها ،والتعليم العالي وتحسين آدائها

واعتماد الوسائط ،وتنمية روح المبادرة واإلبتكار ،يستدعي بالخصوص تجديد المناهجوهو ما

وتعزيز اإلستثمارات المخّصصة العتماد التكنولوجيات الحديثة في منظومة التربية ،المتعّددة

.والتكوين والتعليم العالي

لمجاالت ذات وتتأّكد في هذا المضمار كذلك الحاجة إلى دعم وتطوير البحث العلمي في ا

صالاإلتّ تعلى غرار تكنولوجيا ،المحتوى المعرفي والقيمة المضافة التكنولوجية العالية

.والبيوتكنولوجيا والصناعات الّدوائّية،واإللكترونيك،والمعلومات

،تطوير شبكات اإلتصال ذات الّسعة العالية ،ويقتضي تعزيز البنية األساسية التكنولوجية

ولوجيات المعلومات واإلّتصال في مختلف المجاالت اإلقتصادية واإلدارية وتكثيف استعمال تكن

.واإلجتماعية والثقافية

كما يتطلّب تعزير األقطاب التكنولوجّية المندمجة، ودعم صلتها وتفاعلها مع قطاعات

اإلنتاج، ومؤسسات التكوين، والتعليم العالي والبحث العلمي، فضال عن تكثيف نسيج المؤّسسات

.لمشاريع المجّددةوا

ومن البديهي أن تحقيق هذه األهداف، يستدعي دعم الحوافز، الكفيلة بدفع نسق إحداث

المشاريع في القطاعات الواعدة، وحّث المؤسسات اإلقتصادية على تحسين نسب التأطير صلبها،

.وإحداث مخابر ووحدات بحث ويقظة تكنولوجية

تحسين مناخ فبهد ،مجلّة اإلستثمار مشروع مراجعة ،ومن أبرز اإلصالحات الضرورّية

قصد ،إصالح المنظومة الجبائية ، وكذلكوحفز بعث المشاريع وإحداث المؤسسات ،األعمال

.وتحسين اإلستخالص ومقاومة التهّرب الجبائي قاعدتها،توسيع

طاع والسّيما الق ،وبالتوازي تتأّكد الحاجة إلى المضي قدما على درب إصالح القطاع المالي

والنهوض بالمشاريع الكبرى في ،وذلك فضال عن ترشيد اإلنفاق العمومي ،البنكي والسوق المالية

الوطنية التي تشكو صعوبات اقتصادية، وضمان ديمومتها وإنقاذ المؤسسات ،المناطق الداخلّية

.والحفاظ على مواطن الشغل فيها

جانب إصالح أنظمة التقاعد إلى الّضرورية،ويبقى ترشيد الّدعم من ضمن اإلصالحات

.الّصناديق اإلجتماعيةإنقاذ و ،والتأمين على المرض

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

والختالل ،جانفي وضع حّد للتفاوت بين الجهات00ديسمبر 02من أبرز استحقاقات ثورة

.التنمية في المناطق الّداخلية

بل والمناهج فإّن من أولوّيات الحكومة للفترة القادمة، اعتماد كّل الس وعلى هذا األساس

باالهتمام خاّصة بمناطق الشمال الغربي وذلك ،لتحقيق تنمية جهوية متوازنة ،واآلليات المتاحة

وتحسين ،والمرافق الجماعّية ،ما في دعم البنية األساسّيةد ق المضيّ و والوسط الغربي والجنوب

.والمراهنة على الحوكمة المحلّية طبقا لما أقّره الدستور ،والحفز على اإلستثمار ،المناخ األعم

وستحافظ الّدولة في هذا الّسياق على دورها اإلستراتيجي في اإلستثمار في البنية التحتية

.والخدمات العمومية

وإحكام توظيف ،على الصعيد الجهوي تطوير آليات التخطيط واإلستشراف سيتمّ كما

.والثقافية والسياحية ،على األصعدة اإلقتصادية ،الّطاقات الكامنةفي الجهات وميزاتها

عب،السيد رئيس مجلس نواب الشّ

اب الشعب،ادة نوّ السيدات والسّ

إّن العدل أساس العمران، وإّن القضاء المستقّل، العادل، والناجز، ركن متين من أركان

والمؤّسسات التي تصون الحريات، وتضمن المساواة في البناء الديمقراطي، ودولة القانون

. والواجبات، بين جميع المواطنين والمواطنات الحقوق

مبدأ الفصل بين الّسلطات، والتوازن بينها، وبّوأ الّسلطة 5100جانفي 52 وقد كّرس دستور

.القضائية، المكانة التي هي بها جديرة

الدستور وأحكامه، فإّن الحكومة، وبتشريك كّل وترسيخا لهذا التمّشي، وتجسيما لمبادئ

األطراف المعنّية، ستنكّب على مراجعة النصوص القانونية، وذلك بإعداد مشاريع القوانين

المنصوص عليها في الباب الخامسمن الدستور، والمتعلّقة بالسلطة القضائية، وفي مقّدمتها

مجلس القضاء العدلي، : ، بهياكله األربعة، وهيمشاريع القوانين المتعلّقة بالمجلس األعلى للقضاء

.ومجلس القضاء اإلداري، ومجلس القضاء المالي، والجلسة العاّمة للمجالس القضائية الثالثة

كما سيتّم إعداد مشروع القانون المتعلّق بالمحكمة الدستورية ومشاريع أخرى، لعّل من

ر كّل الضمانات القانونية، التي تكفل لهم أبرزها، مشروع القانون األساسي للقضاة الذي سيوفّ

.االستقاللية، مع مراعاة حقوق المتقاضين، ومبادئ المحاكمة العادلة

وهدفنا األّول واألخير، أن تتجّسم على أرض الواقع، المبادئ التي نّص عليها الدستور

لطة مستقلّة، تضمن إقامة العدل"من أّن 015وخاصة ما جاء في الفصل لوّية القضاء س ، وع

".الدستور، وسيادة القانون، وحماية الحقوق والحّريات

.وإلى جانب ذلك نؤّكد دعمنا لمسار العدالة االنتقالية، الستكمال مراحلها

ومن ركائز البناء الديمقراطي كذلك، تجسيد الالّمركزية من خالل الجماعات المحلية،

.في مختلف مناطق البالدوتقريب سلطة القرار، قدر اإلمكان، من المواطنين

وقد أّكد الدستور هذا التوجه في بابه السابع المخّصص للسلطة المحلية، التي تقوم على

أساس الالمركزية، والتي تتمّتع بالشخصية القانونية، وباالستقاللية االدارية والمالية، وت دير

.بةالمصالح المحلّية وفقا لمبدإ التدبير الحّر وت سّيرها مجالس منتخ

وتجسيدا لهدا المنهج، ستتولّى الحكومة إعداد مشاريع النصوص القانونية ذات الّصلة،

وتمّهد األرضية المالئمة النتخابات المجالس البلدية والجهوية، ومجالس األقاليم في أفضل

.الظروف

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

ية، بدوره من أهّم االستحقاقات المطروحة، بما يؤّمن تأهيل يبقى إصالح المنظومة الصح

المؤسسات االستشفائية، وتدعيم الصحة األساسية، وتطوير شبكة المستشفيات في المناطق

.الداخلية، ومعالجة ما تشكوه من نقائص الى جانب تحسين الخدمات الصحية

حقاقات المطروحة، بما يعنيه ذلك وي مّثل النهوض باإلدماج االجتماعي من ناحيته، أحد االست

من مقاومة كّل أشكال الفقر، والخصاصة، والتهميش، وتعزيز اإلحاطة بذوي االحتياجات

.الخصوصية، وضمان كافة حقوقهم، وتدعيم مشاركتهم في الحياة العامة

وسنحرص في هذا السياق، على تفعيل ميثاق تونس لحقوق االشخاص ذوي االعاقة، وحسن

ما ييّسر نفاذهم الى البيئة المادية، واالقتصادية، واالجتماعية، والثقافية وخدمات الصحة تنفيذه، ب

.والتعليم واإلعالم واالتصال

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

فإّن ،تطوير منظومة التربية والتعليم والتكوينالنهوض بالموارد البشرية،و بقدر الحاجة إلى

إيالء الثقافة المنزلة التي هي بها ،من مرتكزات المشروع الحضاري الوطني الذي نقدم عليه

وانتظارات النخب وأهل ،إلى مستوى تطلّعات المجموعة الوطنية ،ساتهاواإلرتقاء بمؤسّ ،جديرة

.الثقافة واإلبداع

نا الوطنية، هي ثقافة متجّذرة في هويت ،وترسيخها ،إّن الثقافة التي نراهن على تدعيمها

مثّمنة لخصوصياتنا المحلّية، متفتحة على العصر والقيم الكونية، مساهمة في إثراء الحضارة

.اإلنسانية

واإلستئناس بآراء الالّزمة،القيام باإلصالحات ضرورة ،في هذا المضمار وتتأّكد

في وإحكام وعلى دعم اإلنتاج الثقا ،وتصّورات أهل الثقافة في مختلف المجاالت والتخّصصات

.وتعزيز العناية واإلحاطة بالمبدعين في سائر األغراض ،توزيعه

،وتثمينه والتعريف به على أوسع نطاق ،العناية بتراثنا الوطني والمحافظة عليه سندعمكما

.وإحكام إدراجه في المسالك السياحية

، بالتشاور وتبقى حّرية اإلعالم، من أهّم المكاسب التي سنحرص على صيانتها وترسيخها

.والتعاون مع أهل المهنة

وإّننا على أتّم االستعداد، للّتفاعل مع مقترحات الهياكل المهنية للقطاع، لمزيد تطوير

مؤسساته، في مجاالت الصحافة المكتوبة، والمسموعة، والمرئية، وااللكترونية، ومساعدتها على

.االضطالع برسالتها على الوجه األفضل

نواب الشعب، السيد رئيس مجلس

السيدات والسادة نواب الشعب،

ي مّثل الّشباب عماد الحاضر والمستقبل، وإّن شباب تونس الذي كان له الدور الحاسم في

تفجير ثورة الحرية والكرامة، لهو جدير بأن يحظى بكامل العناية واإلحاطة، واإلنصات إلى

ه لتحّمل المسؤوليات في مختلف مشاغله وتطلّعاته، وتشريكه في رسم مالمح الغد، وإعداد

.المجاالت

ومن هذا المنطلق، يشّكل الشباب، محور التوّجهات واالصالحات في قطاعات التربية

.والتكوين والتعليم العالي وغيرها من الميادين الحيوّية

وبالتوازي سيتّم دعم العناية بالمؤّسسات والفضاءات الشبابية وتأهيلها وتمكينها من

.الضرورية، لتكون في مستوى انتظارات الشباب وتطلّعاته التجهيزات

وإذ ت برز المؤّشرات، محدودية اهتمام الشباب بالشأن العام، وهو ما تبّين بصفة جلية من

خالل ضعف إقباله على االقتراع في االنتخابات العامة األخيرة، فإن من مسؤولية الهياكل

طراف الوطنية، إشاعة الحّس المدني لدى الشباب، الرسمية، واألحزاب السياسية، ومختلف األ

.وحفزه على االهتمام بالشأن العام

كما أّن من مسؤولية الحكومة، ومكّونات المجتمع المدني مضاعفة الجهد لتحصين شبابنا

.ضّد مظاهر الغلّو والتطّرف، ووقايته من مختلف اآلفات وخاصة منها آفة المخّدرات

ن ناحية أخرى، بمزيد االهتمام، خاصة من خالل صيانة وتعّهد وسيحظى قطاع الرياضة م

المنشآت الرياضية، وتدعيم البنية األساسية في هذا المجال ال سيما في الجهات الداخلية، إلى

جانب مزيد االهتمام برياضة الن خبة، وإرساء اإلصالحات الضرورية بعد التشاورمع كافّة

.األطراف المعنّية

لس نواب الشعب،السيد رئيس مج

السيدات والسادة نواب الشعب،

من متطلبات تجسيم االصالحات، ورسم التوجهات وكسب الرهانات في سائر المجاالت،

وجود إدارة عصرية مواكبة للتحّوالت، قادرة على االستشراف،تعتمد أحدث أساليب التنظيم

.بمنأى، عن كّل أشكال الّرتابة والبيروقراطية

، يمّثل تطوير اإلدارة، وتنمية مؤهالت إطاراتها وأعوانها، وتعهدهم من هذا المنطلق

بالتكوين المستمرأحد االستحقاقات المطروحة، ذلك أّن كّل إصالح لإلدارة، يمّر حتما عبر تأهيل

مواردها البشرية، وحفز روح المبادرة واإلقدام لديهم، والمراهنة على كفاءتهم، وروح االستعداد

.لصالح العامالدائم لخدمة ا

وإّن المهام المطروحة، في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بالدنا، تقتضي تأمين مقّومات

إدارة متفاعلة مع محيطها االقتصادي واالجتماعي، إدارة تيّسر وال تعّسر، تبّسط وال تعّقد،

.تمييز تختصر المسالك واآلجال، إدارة في خدمة المجموعة الوطنية بأسرها دون مفاضلة أو

وسنحرص في هذا السياق، على اعتماد اإلصالحات الكفيلة بتدعيم الحوكمة الرشيدة،

والشفافية وتعزيز دعائم حياد اإلدارة، والنأي بها عن كّل أشكال الضغوطات، والتوظيف السياسي

.والحزبي

أمين جانفي في المساهمة الفاعلة في ت 00 - ديسمبر 02ومثلما نجحت اإلدارة غداة ثورة

استمرارية الدولة والمرفق العام، فإنها قادرة بفضل ما تزخر به من كفاءات، على اإلسهام النشيط

.في دفع حركية التنمية، وكسب الرهانات المطروحة

وسيمّثل قانون المالية التكميلي، الذي سيعرض على مجلسكم الموقّر،إطارا لتحديد

.في مختلف المجاالت، بعد التشاور المعّمق بشأنهااإلجراءات التنفيذية، لإلصالحات المأمولة

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،

السيدات والسادة نواب الشعب،

،لخدمتها ،تظّل تونس في حاجة إلى كافّة أبنائها وبناتها في الّداخل والخارج

.والمساهمة النشيطة في كسب رهانات هذه المرحلة الجديدة من تاريخها

جزءا ال يتجّزأ من الشعب التونسي حيثما استقّر بهم ،ون بالخارجويبقى التونسيّ

.ومهما تباعدت المسافات عن أرض الوطن ،المقام

،فإّن ومعاضدتهم للمجهود التنموي ،وإذ نتطلّع إلى تعزيز مساهمتهم في الشأن الوطني

،االتواإلستفادة من خبراتهم في مختلف المج ،على تدعيم صلتهم بوطنهم الجهود سترتكز

.والّدفاع عن حقوقهم في بلدان اإلقامة

توسيع دائرة العالقات والّصداقات في ،ومن أولوّيات الحكومة في المرحلة القادمة كذلك

.األهمّية الالّزمة للديبلوماسية اإلقتصادية وإيالء ،محيطنا القريب والبعيد

أحد ،والمتوسطّية لتونس ،فريقّيةواإلسالمّية واإل ،والعربّية ،األبعاد المغاربّية ويظّل تكريس

.الثوابت األساسّية في سياستنا الخارجية

وأمريكا وآسيا، ،تعزيز عالقات التعاون والشراكة مع بلدان اإلتحاد األوروبي سنواصلكما

.وحرية القرار الوطني ،كّل ذلكفي إطار الحفاظ على مقّومات السيادة

وفي مقّدمتها قضية الشعب ،مع القضايا العادلة التضامن الكامل لمبدأ وسنظّل كذلك أوفياء

.الشقيق الفلسطيني

السيد رئيس مجلس نّواب الّشعب،

السّيدات والّسادة نّواب الّشعب،

والتوقّي من كّل نوازع ،بقدر ما يتطلّب الحفاظ على المسار الّديمقراطي التعّددي وترسيخه

وتهيئة االرضية ،المكاسب تدعيمفإّن ،فيصلالتسلّط، االحتكام للّدستور باعتباره المرجع وال

يتطلّبان وجود دولة متينة البنيان، منيعة المؤّسسات، تظّل ،الف ضلى لتجسيم األهداف المنشودة

الضامن لممارسة الحّريات والمساواة في الحقوق والواجبات، وتتصّدى بقّوة القانون لالنحرافات

.والتجاوزات

ومن شروط ديمومة مناخ الحّرية ،حاضرا ومستقبال لذلك فإّنه من مصلحة الجميع

وتفادي كّل ، وترسيخ هيبتها ،دعائم الّدولة ومؤّسساتها ،تعزيزوالديمقراطية والتعايش الحضاري

.هاما من شأنه أن يضعف كيان

فوق المصالح تبقىو ،دون استثناء أو إقصاء ،فالّدولة هي دولة كافّة التونسّيات والتونسيين

.وهي الخيمة التي يستظّل بها الجميع ،الفئوّيةالشخصية و

إالّ بقدر ما يجّسده من ،وال فضل لتونسّي على آخر ،كما أن تونس تّتسع لكافة أبنائها وبناتها

.والوالء للوطن الذي ال والء لسواه ،شواهد التفاني في خدمة تونس

سياسية مع مختلف األطراف ال ،وسنحرص على ترسيخ تقاليد الحوار والتشاور

.وتوسيع فضاءاتها ،وتدعيم آلياتها ،ومكّونات المجتمع المدني ،واالجتماعية

وانطلق مسار تركيز ،واآلن وقد اكتملت مقّومات كسب رهان االنتقال الديمقراطي

،والهيئات الدستورية، فإّن الّدولة تظّل حامية قيم الّثورة ومبادئها ،المؤّسسات الدائمة للجمهورية

.على تحقيق أهدافهاوالمؤتمنة

.وال مجال للتسّيب والفوضى ،وبالتالي فإنه ال مكان للتنظيمات الموازية للّدولة

،باختالف مشاربهم الفكرية ،من كافة الفئات والجهات اتوالتونسيّ ينوإّن من واجب التونسيّ

وفير الظروف وفي ت،اإلسهام الفاعل في استعادة الّدولة لحيوّيتها ،وتنّوع حساسياتهم السياسية

.ولضمان مناعتها وديمومتها ،المالئمة لقيام مؤّسسات الّدولة بوظائفها على الوجه األكمل

.فالحكومات تتغّير وتتعاقب، والدولة تبقى وتستمرّ

السيد رئيس مجلس نّواب الّشعب،

السيدات والّسادة نّواب الشعب،

ومنّظمـات وطنيـة،ومكّونـات يـة،وأحزابـا سياسإّننا مدعوون جميعا، حكومة، ونّواب شعب

من أجل فتح أبواب األمل أمام ،واستنهاض الهمم والطاقات ،إلى تضافر الجهود ،يـالمدن المجتمـع

.واستعادة الّثقة على مختلف المستويات ،كّل الفئات والجهات

العّدة وإعداد ،وال خيار لنا سوى مسابقة الّزمن ،واإلنتظارات كثيرة ،إّن التطلّعات كبيرة

والتشّبع بثقافة اإلتقان ،ونبذ عقلية التقاعس والّتواكل ،لمجابهة متطلّبات الحاضر والمستقبل

.والتمّيز

مدعوون إلى ،وفي سائر المجاالت والقطاعات ،وإّن الجميع في كافة مواقع العمل واإلنتاج

يل سير المرافق وتعط ،وتفادي كّل ما من شأنه عرقلة اإلنتاج ،ومزيد البذل ،مضاعفة الجهد

.مع ضمان الحق في التظاهر القانوني واإلحتجاج الّسلمي ،ودواليب اإلقتصاد الوطني ،العاّمة

وتكاتفت ،فإّننا قادرون إذا ما صّح العزم ،ومثلما أبهرنا العالم بانتقال ديمقراطي سلس

،اإلجتماعّيةو واإلقتصادّية،بأبعادها السياسّية ،وعيةنعلى كسب رهان نقلة حضارية ،الجهود

وتكّرس احترام هيبة الدولة ،والثقافّية، نقلة تعلي قيم الحرية وحقوق اإلنسان وكرامة الفرد

،ومؤّسساتها

وترّسخ أسس العدل ،وقوانين الجمهورية، نقلة تعيد اإلعتبار لقيم المعرفة والعلم والعمل

تي هم بها جديرون، نقلة ترسي وترتقي بالمثقفين والمبدعين إلى المنزلة ال ،واإلنصاف والمساواة

،وتماسك قواها الحّية ،التي تستمّد من تضحيات شهدائها وكفاءة نخبها ،دعائم تونس الجديدة

وشّق طريقها بثبات نحو ،وتذليل العقبات ،وعزم شعبها ما به تقوى على مغالبة الّصعاب

.المستقبل األفضل

:قال تعالى

وما توفيقيإالّ باهلل إالّ اإلصالح ما استطعت إن أريد "

"نيب وإليه أ عليه توّكلت

صدق هللا العظيــــــم

حّرة أبد الّدهر عاشت تونس

عاشت الجمهورية

والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته