قوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتح

قوة االستمرار�

لماذا ننتمي لحركة )فتح(؟!

إصـــــــــــــدار2015م

ح(؟!كة )فت

حري ل

ي لماذا ننتمستمرار ف

قوة اال

حركة التحرير الوطني الفلسطيني -)فتح(

5

المحتويات

مقدمــــة ..........................................................................................................................................

ملاذا ننتمي حلركة )فتح( ؟! ..................................................................................................

من السكون إلى احلركة ............................................................................................. -1

من األكف املفتوحة إلى القبضات املوجهة ...................................................... -2

نسور العاصفة .................................................................................................................... -3

كوفية اخلتيار رمز الثورة ........................................................................................... -4

حركة التاريخ والفكر النهضوي ............................................................................. -5

ثورة , وامتداد لثورات , وصانعة ثورات .............................................................. -6

)فتح( منظومة اإلبداع والتميز ........................................................................... -7

الفكر الثوري الواقعي ; مقابل األيديولوجيا اجلامدة ................................. -8

)فتح( تشارك وتصنع احلدث .............................................................................. -9

األرض للسواعد الثورية التي حتررها ............................................................... -10

التثقيف واملسلكية التنظيمية ................................................................................. -11

دع ألف زهرة تتفتح في بستان )فتح( في فلسطني ............................... -12

)فتح( دميومة الثورة .................................................................................................. -13

بوصلة )فتح( تتجه دوما نحو الوطن الفلسطيني ........................................ -14

معا , وسويا , ويدا بيد حتى النصر ..................................................................... -15

....................................................................... امللتزم العضو هو الفعال العضو -16

5

12

13

15

15

16

17

19

20

22

23

26

27

29

30

31

33

34

الصفحةاملوضوع

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

6


)فتح( اإليجابية وقانون احملبة ........................................................................... -17

)فتح( فكر الوسطية واالعتدال في احمليط العربي اإلسالمي ... -18

)فتح( احلرث في حقل الذات .......................................................................... -19

مسلكيات األعضاء واجلماهير ......................................................................... –20

فلسطني ............................................................................................................................. -21

خامتـــــــــــة ......................................................................................................................................

35

37

38

40

41

43

الصفحةاملوضوع

7

كان من املهم أن تكون فتحاويا , هذا ما واجهني به قائدي في حلظات تأمل , فلما قلت له ملاذا؟ تبسم , ثم أسهب القول وأفاض , والتقطت مما قاله نتفا الفتة!

قال لي : من املهم أن تكون فتحاويا ألن الطريق طويل, وإن لم تتجهز له جيدا تعجز ... وتخور ومتوت بال ثمن , )فتح( هي الطريق .

الفضاء , وتستعيد الشرنقة أن تخرج من لتستطيع تكون فتحاويا أن املهم من الذي ضغط ضغطا شديدا, وصور لك أو لغيرك أنه حصرا في شرنقتك أو شرنقتهم,

وفي قالبك املغلق , وال فضاء خارجه .

كان من األجدر بك أن تكون فتحويا , فال تنتمي سياسيا لغير فلسطني , وال يغزو خالياك إال فلسطني , لتأخذ من أنسام الربيع العليلة , فهي متلك القدرة الكبيرة على إنهاض رئتيك اللتني ترفضان عطن الهواء , وال تقبالن إال نسائم الزهور , واخلالن ,

واإلميان بالقدر .

كان من األولى لك أن تنتسب حلركة )فتح( ال إلى غيرها , وسيلة رحبة , ومدى مفتوحا, وسياجا آمنا , ورباطا بال ثمن , وسعيا نحسبه عند ا� مشكورا , وسبيال

للمحسنني نحو املعشوق .

دون العشق , وهي فكرة مصغ: )فتح( هي احلب بال حــدود وأنــا ... استطرد انتظار القبلة , وهي النباهة حني تضيق العقول فال تدخل حتى من ثقب إبرة .

حركة )فتح( هي النبل حينما يفسد الكثيرون , وهي األرض حني يهتز اآلخرون, ومييدون , ويتساقطون , ويعجزون , وهي الصمود حينما يتراخى الفاشلون , وهي فروسية العقل حني يعيش األتباع في عباءة الظالميني , أو من خالل مفاتيح التفكير

التي ال ميلكها سواهم .

المقدمـــة :

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

8


على املطلة النافذة خــارج فيها نظر , ترقب بعد حلظات منتشيا قائدي عاد انبثاق الفجر البازغ مختاال , فقال : في حركة )فتح( قد ترى األلوان كثيرة حني

تختلط , ولكنك حتما ترى نور القمر املنير جليا فتهتدي وال تضل .

املوئل حيث ترى الفرق جليا بني ضيق احلقد والكراهية , ورحابة الصدر املنشرح هو في الوسط الفتحاوي املرحاب , بال سدود أو مصائد أوشراك .

من الضرورة أن تقدر وتثمن عاليا ; ما قمت به باختيار التمرد , والثورة , واالنتفاضة, سبيال, )فتح( - الفلسطيني الوطني التحرير حركة اختيارك ملجرد واملقاومة , واحلرية احملصورة الفكرة تقبل ال ; ــذات ال تراجع على بتمردك ألنــك , ومتسعا ووسيلة املشرنقة, وألنك بثورتك على األوثان ; ترفض العبودية لغير ا� , فترفض العبودية ألصحاب الفكر املغلق , والفكر املطلق , وأصحاب القداسة املوهومة الذين يعكسون رأيهم , أو فهمهم كسفا مقدسة تتساقط على رؤوس الناس كالقدر , وكأنها والقرآن

الكرمي واحد , وما هم إال كاذبون دجالون .

أشار لي بسبابته كأنه يخاطبني أنا ال سواي , وأفصح : تقديرك لذاتك جاء مع اختيارك نبض احلرية ; في الفكر , والوطن , والفعل احلر , بالثورة أنت تعيش االنتصار , وبالتمرد , واالنتفاضة , واملقاومة والصراخ بكل األشكال ; ال تتخلى عن

إخوانك , فتجاهد في ذاتك كثيرا وفيهم .

)فتح( هي املساحة الرحبة الواسعة املتاحة لي ولك ; دون أن تفتش في عقلك )فكرا( , و )فهما( محدودا »لتتوقف وتتبني« , ودون أن تفرض عليك في كل أمر الــرأي , فيها أنت بال بدائل ميتزج مع فساد األمزجة , ومتغير , وأسلوبا مقدسا

حتاور وتناظر , وتعبر وجتاور , وتنقد وتعترف , وتخالف فال تضار .

ألنك اخترت أن متسك يومك بيديك فال تهدره , وتضع غدك بني عينيك فتدمي النظر , وألنك عندما تنظر إلى اخللف قليال ; فإنك تتعلم وتنتقد , وتراجع خطواتك

9

وتعترف بأخطائك , وال تقف عند هذا احلد , بل تصوب اخلطة أو املسار , وتعدل وتطور , وألنك اخترت )فتح( , فإن عليك أن تقدم اجلديد دوما , بأن تبادر وتبدع ,

وال تكل وال متل , بل تتابع العمل ثم العمل ثم العمل خلدمة الشعب فتبرع .

التحرير حركة فكرة , الفكرة عندما خرجت : قال نفس طويل بعد الوطني الفلسطيني - )فتح( من ركام آهات املوجوعني , امللدوغني »الالجئني« , من ظلمة الكالم إلى نور الفعل , عندما جتلت من واقع بؤس األحزاب بشعارات الرنني والطنني , كان االستعصاء السياسي والثقافي والفكري هو اخلطر املاثل, وكان التشتت , والتمذهب , والتحزب , واألدجلة هو الطاغي متاما , كما هي احلال اليوم , فكلما انتشرت فتاوي التكفير , والتخوين , والتشهير , كلما سقطت

األوراق الباهتة , وعلت راية صالح الدين الصفراء , راية الفتح املبني .

)فتح( على , لذلك تقسم في حركة , وابن وطنك أوال أنت ابن عائلتك الوالء واالنتماء لفلسطني , وسبيلك ووسيلتك , وحضنك الداخلي حركة )فتح( , ال كما يقسم اآلخرون ليموتوا فداء ألفكار األصنام واألسالف , فداء للفكرة

الضيقة بال هواء منعش , أو جتدد في شرنقة الزمن الفائت .

إن من اجلميل أن تنير كلما أشرقت الشمس , وبان سن الفجر الضحوك, فالشمس املشرقة هي فكرنا العربي اإلسالمي , بصيغته احلضارية الوطنية الرحبة , اجلامعة لكل األفكار , املتآلفة في نسقها اإلنساني الكوني , ومنها لتراث املسيحية الشرقية اجلميلة , وتالقح احلضارات , أما الفجر الضحوك

بإشراق الشمس فهو أنت ... الفتحاوي األبي القابض على البندقيه والقلم .

أن تكون فتحاويا يعني أن تعيش ضباب فلسطني فتتكاثف فيك , وتتنفسها, وتعلو بها سحابا , فتمطرها , بل ومتطرك عبر )فتح( , وتندمج مع اشتياقات

قطرات الندى , وفتيل اشتعال نور الصباح .

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

10


أن تكون فتحاويا يعني أن تكون عربيا فلسطينيا , أن تكون إنسانا , فال توجه بندقيتك أبدا إال إلى صدر األعداء الذين كانوا لنكبتك صانعني , وألرضك محتلني

ولثقافتك سارقني .

لك أن تفخر بالتاريخ وبحضارة أمتك العظيمة , وال تتوقف عنده , فأنت التاريخ ميشي على قدمني ; فيضع الفاسد منه في خطوة يطؤها , ويرفع رجله الثانية ليبني لبنة جديدة - من عريق تراثه , وجتدد عقله , وكونية حضارته - في مستقبل األمة,

وفي مستقبل فلسطني , ألنك كما ترى , تسير في درب الفتح املبني .

يجب أن تصمد وال تنهزم أبدا , وال تتراجع , فأنت العربي األبي الفلسطيني, املارد ابن العمالقة منذ كنعان األول , وخالد األول , وعمر األول , ومنذ ظهر ظاهر العمر الزيداني من أوصى بعمامته ميراثا لعز الدين القسام , الذي أوصى أصحابه بها ليلبسها ياسر عرفات كوفية مرقطة , لتصبح شعلة مقاومتك اليومية , وعرفانك , املتقن والعمل , املتجدد للعلم املنيرة احلركة بن يا األبــدي وخالصك , الدائم

الدؤوب ... من املهد إلى اللحد .

التفكر على أنت املؤمن ممن قال فيهم ا� تعالى - وفي كل املؤمنني - حاثا والنظر والبصر :

�ڻ ڻۀ ۀ ہ ہ� )الذاريات : 21( , وأنت , وأنتم ممن قال فيهم جل ثناؤه :

�... ى ائ ائ ەئ... � )احلج : 46( ,ويجب أن تكونوا ممن قال فيهم ا� تعالى :

�... ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉې ....� )فاطر : 28( ,

فتخشـون ا� بكـل املعاني , مبعـنى تـوقي غـضـبـه وجحـيمـه , ومبعنى )احلـب( � , بعدم الوقوع بالزلل الفكري أو اخللقي أو املسلكي , ومبعنى )الرجاء( من ا� تعالى ,

ومبعنى )العلم( ; فمن يعلم يرجو ويخشى ويحب فال يضر محبوبه أبدا.

11

ارفع رأسك عاليا , فأنت تتنسم الهواء النقي , وال تقبل فاسد الهواء املتمركز في مغاليق العقول , وتالفيف أدمغة الظالميني ; ممن يصورون ألتباعهم أنهم ظل ا� في األرض , في احتكار للرأي يظنونه احلقيقة املطلقة , ولم يعلموا أن هذا االستبداد

رذيلة فكرية ورذيلة موضوعية ألن أصحابها يقولون ما ال يفعلون :

)الصف : 3( , � ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ�

وما هذا إال رأي قابل لألخذ وقابل للرد , ونحن نرده فال نتبع الفكر اجلامد واملغلق والعدواني والبارد أبدا .

, ذاتــك فتحاويا فتصبح غايتك حترير وكن , إال ا� فال تخشى فتحاويا كن وحترير مجتمعـك , وحترير الـوطــن املقـدس فلسطني , وتكـون أهدافـك وطـنـيـة أوال وتاليا في عمق أمتك العربية اإلسـالمية املسـيحية اإلنسـانيـة , فترتـفع رايتـك حتى عنان الســماء , وكن فتحاويا فتدرك معنى حريتـك , وال تهـن , وال حتـزن , وال تكل , وال تتراجع , وال تقطع صالتك , وال تخنع , وال جتنب , وال تفحش وال متتلئ سوادا

أو سلبية أبدا .

أنـت املتجـدد املتعـدد , غير املتردد , وال املتبدد , أنـت القابـض على جمر ديـنـه ووطنه, ووعيه , ال يفلت أيا منها أبدا , فال يهوى في سحيق وديان الظلمة , وأمراء التكفير والتجهيل والتخوين , فلست نبيا وإمنا إنسان حتب املسيح � , الفلسطيني املؤمن العظيم , كما حتب كل إخوانه من املرسلني , وخامتهم وأعظمهم محمد صلوات

ا� وسالمه عليهم أجمعني , وحتب تراب األرض التي بارك ا� فيها للعاملني .

أن تكون فتحاويا فإنك تتموضع بثقة حني تشرق فلسطني فتصبح الفلسطيني الالمع في سنا الفجر املنتظر الضحوك ... املنتصر .

قال لي قائدي الذي ال أتوكأ على كتف أحد غيره - بعد هدى ا� - وذلك حني تهب »العاصفة« , أو في حاالت الهدوء والسكينة , وفي األمور الشداد , قال لي قائدي

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

12


وهو عقلي : أنت احلر , وأنت الذات املتموجة األنغام , الذات املتصلة مبا سبق , واملمتدة في املسافات والدروب واألهداف واألحالم , ملن احلق؟ , وأنت الكل املتكامل املتداخل املتشابك بحنو , حبيب حنون في روح واحدة , لذلك كان من املهم أن تكون

فتحاويا ... ألنك تعيش فلسطني .

كن كما أنت , فأنت بذا تكون فتحاويا , ألن حركة )فتح( بنت فلسطني , وهي أم فلسطني , وهي شبه فلسطني بال ألوان جتميل أو مساحيق , أوعالمات جتارية

مستوردة سواء من عمق فاسد التأريخ , أو جحيم مستورد األفكار .

لماذا ننتمي لحركة )فتح(؟!

ما بني التساؤالت عن ضرورة االنتماء حلركة التحرير الوطني الفلسطيني - )فتح( في البدايات , ومع االنطالقة , وفي كافة املراحل حتى اليوم متغيرات عدة , لم تعد فيها السيطرة موقوفة على تنظيم / منظمة محددة في الشأن الفلسطيني , إذ إن متيز حركـتـنـا باألوليـات واملبـادرات في كـثير من األمـور , حـيـث الرصـاصـة األولى , واحلجر األول , والشهيد األول , واألسير األول , والقائد األول )ياسر عرفات -رحمه ا�-( , لم يعد مجال االستقطاب الوحيد , فإن ما حلقها فيه معظم التنظيمات التي ركـدت سـنينا , ثم أزاحـت عن ظهـرها تراب األموات ; لتتبنى ما تبنته حركة )فتح( , ثم لتراجع نفسها وتلحق بنا , أو تشارك حركتنا في االنتفاضات املجيدة , ثم في

مسارها السياسي , أو تبنيها احلديث للمقاومة الشعبية .

إلهام اآلخرين, أثبتت امتالكها قدرة على ; احلركة بتجدد ومبادرات كوادرها وقدرتها على تبني وسائل النضال ; بحسب املرحلة , وحتقيقها ملا سمي بالثوابت )وهي في حقيقة األمر األهداف الوطنية , وما دامت أهدافا فلسطينية فهي حكما قابلة للتطبيق( بالدولة الفلسطينية املستقلة , ذات السيادة على حدود العام 1967م أي اليوم التي ال تشذ عنها األهــداف , وهي الالجئني وعــودة القدس وعاصمتها

حركة, أو تنظيم , أو فصيل فلسطيني .

13

وخير ما نفتتح به هذه الورقة هو االستشهاد باآلية الكرمية :�ڻ ڻ ڻ ڻ ۀۀ ہ ہ ہ ہ � ) العنكبوت : 69(

من قوة االندفاع اجلبارة , املستمدة من إرادة الفعل األصيل الكامن في النفس املناضلة ' كان املسار , والتراث املتواصل الذي ولد شرارة الثورة الفلسطينية املعاصرة, وحركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( , ولـم تكـن الرصـاصـات القـلـيـلـة التي أطلقها بضعة فتيان مؤمنون با� سبحانه وتعالى , ثم بتحرير وطنهم من أبناء فلسطني )الذين هم الرواد وأصحاب البدايات( في سكون العتمة التي غشيت األمة , وذلك في

الفاحت من يناير 1965م إال ومضة األمل للفجر القادم .

وكانـت إيـذانا بدخـول املنطقة العربيـة مرحلة جـديـدة , أسقطت عن كتفيها ثيـاب الترهل والبكاء واالندحار , وخلعت أردية احلزن والذلة , وملبوس الشعارات الرنانة, واملناظرات اخلاوية , لتتدثر باحلرية والكرامة , وباإلرادة والتضحية , واإلميان بالنصر من خــالل الشـعب الفلسـطـيـني الثـائــر , وعـبر ثـورتــه ممثلـة بحركة التحرير الوطني

الفلسطيني- )فتح( .

1 - من السكون إلى الحركة :

لقد شكلت حركة )فتح( نقطة االنعطاف في املناخ العربي السياسي , والفكري واملجتمعي الذي كان سائدا -في عقدي اخلمسينيات والستينيات في القرن العشرين- من حاالت اخلوف إلى حالة اإلقدام , ومن التوجس إلى اإلنطالق , ومن السكون إلى

التمرد , ومن الواقع الفاسد باالحتالل الى الثورة عليه .

ومثلت احلركة امتدادا لتمرد وحركية الثورات القومية في العالم العربي : الثورة املصرية )1952م( , والثورة اجلزائرية )1954م-1962م( العظيمتني , والثورة اليمنية, الفاسد, الواقع والقضاء على التمرد وأملهم في العربية حلم ماليني األمة فحولت والثـورة واجلهـــاد ; إلى أهــداف قابـلـة للتجسـيد على أرض الواقـع , فكسـرت القـيـود

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

14


, وانتظار اليأس أوالتيئيس , وقضت على عقلية التشرد والترقب ورفضت منطق فزعة اآلخرين , أوهبـات السماء , وقاومت جميع محاوالت طمس الهوية الناهضة , وإنكار طموحات التغيير , فكانـت كاحلـجـر الذي انقـض على املــاء الساكن فأحـدث

موجات متعاقبة متحركة طالت القريب والبعيد.

وبال شك إن حركتنا قد استفادت من مخزون الثورات األخرى , ضمن جتارب الشعوب في كل من الصني , وفيتنام , وكوبـا , وكوريـا , وغيرها من الثورات املسلحـة,

تلك التي عكست جتربة احلرب الشعبية طويلة األمد )النفس( .

, ـم اخلــبرات , وتعظ التجارب تراكم )فتح( متحركة متواصلة استمرت حركة السالسة فكانت , والتغيير والتجدد احلركة دليل ألنها املمارسة شأن من وتعلي النسبية التي ارتبطت باالنتقال اآلمن حلركة )فتح( ; من مرحلة إلى مرحلة , جتدد وتغير في الوسائل واألفكار في سياق حفاظها على الغايات الكبرى , وأحالم املستقبل

الوضاء , احلر والدميقراطي .

مفكري أن على يبرهن ما استراتيجياتها( =( تطوير سراطياتها ومن خالل احلركة وروادها األوائل ; كانوا ميتلكون رؤية واضحة , ومهارة وقدرة حتليلية عالية, فـ )االستراتيجيات األربعة( التي تبنتها حركة فتح من : "حرب الشعب طويلة األمد - النفس" , و"الكفاح املسلح", إلى سراطية "العمل العسكري يزرع ، والعمل السياسي يحصد", إلى استراتيجية الفعل الشعبي عبر االنتفاضات الثالث )1987م , 1996م, 2000م( ثم كافة أشكال النضال , عبر النضال الشـعبي , أواملقـاومة الشعبية , مثل :

مخيم باب الشمس .. مبنية بعضها على بعض .

بل أكثر من ذلك هي توضح ويفسر بعضها بعضا , فال تناقض بني أولها وآخرها, وجميعها تفسر معنى حرب الشـعب طويـلـة األمد )النفس( , فكل الشـعب يناضـل , للمستجدات واضحـة رؤيــة وفي , وإمكانـيـات ومهارات قدرات كل مبا ميتلك من

واملتغيرات واملعسكرات , ضمن خطة نضالية شاملة .

15

2- من األكف المفتوحة إلى القبضات الموجهة :

حولت حركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( األكف املتشققة جهدا وشقاء وإرباكا , والراغبة بإمساك مصيرها , إلى أياد صلبة , متينة , خشنة , قوية , مشدودة وإلى راحات تقبض على الزناد بثقة , ومصـوبة للبندقـيـة في االجتـاه الصحيح , على

صدور األعداء احملتلني الغاصبني ضمن شعار )كل البنادق باجتاه العدو( .

ولقد جعلت حركة )فتح( من العيون الباكية , ولكنها املصممة , عيونا يقظة حادة متنبهة ; تسهر على حماية الوطن والشعب . فهزمت حركة )فتح( بذلك عوامل اخلنوع واليأس واالستسالم التي حاول احمليط العربي البائس , وسطوة العدو , فرضها علينا,

د , والصالبة , واخلشونة , والقوة . فانتصرت احلركة لعوامل االجتهاد , واجل

كما حولت القضية من قضية الجئني وحالة إنسانية بحتة كما أراد لها املناوئون; إلى قضية ثـوار فدائيني أصحـاب قضيـة سياسـيـة وطنيـة , فقضيتهم ليسـت جفـاف األرض فال طعام , وليست ضعفا في املوارد فاقتصاد ضعيف ومتعثر فقط ... وليست حاكما مستبدا وغير عادل , أو جزارا أو طاغية يحكم دون رادع , إنهم أصحاب قضية

كرامة , وأرض , وحق , وهوية , وتاريخ وتراث ومستقبل .

3- نسور العاصفة :

لقد جعلت حركة )فتح( من صفوف مئات اآلالف من الالجئني الصامتني املتكدرين الغاضبني نعـم , ولكنهـم املمتلئـني بطليعتهم ثـورة ورغبـة في التـمرد , الذيـن اصطـفـوا لتلقي فتـات هبـات العالم الغربي , حولتهـم إلى فدائيـني مخـلـصـني صارخـني )ال( في وجـه الظلـم والعـدوان , واالحتـالل , ومشـاريع التصـفيـة , عمـال ال قـوال كما األحـزاب التي كانت قائمة آنذاك , وما زالت هذه ال )ال( ضد االحتالل والظلم ; متثل حقيقة

املسار في حركتنا إلى اليوم .

لقد توجهـت احلركـة إلى كميـات من القهـر والظـلـم والرغبـة في االنتصـار , في

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

16


هيوني , أطلقتـها من النفـوس اجلـامحــة , وفجـرتهـا بركـانـا في مـواجـهـة العـدو الصعقـالهـا , ونظمتها , واستثمرتها في إعــادة صياغــة هذه النفوس الراغـبـة بالثــأر , والعمـل والفـداء ; لتحولهـا إلى نفـوس أبيـة محلقـة في سـماء األمـل والتصميـم الـذي متيزت فيه نسـور حركة )فتح( , نسـور العاصـفـة منذ االنطالقة , وحتى االنتفاضتـني

املجيدتني الكبريني )انتفاضتي 1987م و 2000م(.

مــرورا مبواقع النضال كافة ; هبطت كــادرات احلركة في اخلــارج متفاعلة مع أبطال الداخل , أرض فلسطني حتت اسم السلطة الوطنية الفلسطينية التي حتملت عبء استكمال املرحلة العسيرة اجلديدة , بقوة دفع الشعب , والثورة , وحركة )فتح(، ووصوال إلى املقاومة الشعبية خيار حركة فتح الذي عكسته منذ العام 2006م على

التنظيمات الفلسطينية كلها واجلماهير .

4- كوفية الختيار رمز الثورة :

داء املرقـط للفـدائي الفلسطيني , ثـم األخضر لقد جعلت حركة )فتح( من الرة( العربية األصيلة رمزا للثورة , رمـزا الحقا للجندي الفلسطيني , والكوفية )احلطللتمرد , رمـزا لألصـالـة , ودليال على التواصـل , ومفخرة للعروبـة , وأمنية كل طفـل

وفتى وشاب فلسطيني وعربي .

لقد طورت الثورة الفلسطينية الشخصية الوطنية , وخاصة منذ الشيخ عزالدين القسام , والشيخ فرحان السعدي , والقائـد عبد الرحيم احلـاج محمد , واحلـاج أمني احلسيني , وعبد القادر احلسيني , وبهجت أبوغربية , وأحمد الشقيري , ومن تالهم من قادة عظام , ثم انطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( لتعمق في الفلسطيني االحترام الكبير , والفخـر املليء باحملبـة واالعـتزاز , )باالنتمـاء الوطـني(

في السياق العربي اإلسالمي احلضاري , و بالكوفية العربية .

املتعاقبـة الفلسـطيني لثورات شـعبنا مجـيـدا ة( رمزا الكوفية )احلط لقد كانت

17

وخاصـة في ثورة عام 1936م - 1939م , وعادت لتصبح لصيقة بالثورة الفلسطينية املعاصرة من خالل كوفية رجل كل املراحل )اخلتيار( املرحوم "أبو عمار".

إن األهمية التي كرست فيها الثورة الفلسطينية وحركة )فتح( عددا من الرموز املادية للثورة , مثل : الرداء األخضر , والكوفية , وقالدة خريطة فلسطني , ووسام شعار العاصفة , وقسم اإلخالص لفلسطني , ودقيقة الصمت , وقراءة الفاحتة على أرواح الشهداء , وشارة النصر , ومصطلح )أخ , أخت( , وعلم صالح الدين األيوبي األصفر اللون , هي بأهمية التوجـه الكـلي الذي يحسه املؤمنون جميعهم ; جتاه التجسيدات والرمــوز املاديـة ملعتقداتهم , وفي ذلك ما ال ينـكـر من أهميـة رسـوخ وجــود املسـجـد يعبر عن متواصل مــادي حي كرمز ; فلسـطني القدس عاصمة األقصى في مدينة االنتماء الفلسطيني )والعربي واملسلم( له , وانتمائه ألرض فلسطني , وكذلك الشأن فيما يتعلق بكنيسة القيامة , وكنيسة املهد للسيد املسيح � , وكل الرموز للديانتني

اإلسالمية واملسيحية املادية األخرى .

إذن لقد صنـعـت الثورة , وصنعت )فتح( رموز االنتمـاء لهـا , لفلسـطـني , رمزهـا الوطني املادي الثابـت , وأكثرها وضوحا هو علم فلسطني , وشخص اخلتيار , وكوفيته

العربية الفلسطينية .

5- حركة التاريخ والفكر النهضوي :

, واألصالة كما هو شأن والتاريخ , للتراث الرفض حركة لم تكن حركة )فتح( بعض املنظمات التي وجدت في فترة سابقة , أو الحقة على نشوء حركة )فتح( , وما كانت )فتح( حركة احلداثة أو املستقبل املنقطع عن التاريخ , وأيضا لم تقبل لنفسها أن تكون تلك احلركة املنقطعة للتاريخ فقط , والتغني بسالف األمجاد في فكر ماضوي

جامد , كما هو شأن املنظمات احملافظة والسلفية املاضوية غير املتجددة .

بل كانت حركتنا امتدادا للفكر النهضوي والعقالني في احلضارة العربية اإلسالمية,

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

18


التي تعد املسيحية الشرقية من مكوناتها األصيلة , ومددا للفكر الدميقراطي املدني الذي وصل إليه العقل اإلنساني آنذاك .

إن حركة )فتح( هي حركة االستنهاض لكـل القـوى ; الفكرية والنفسـيـة والذاتية ألفراد الشعب , وللشعب مبجمله , ولألمة العربية واإلسالمية ألنها آمنت باخلصائص النهضوية للفكر احلضاري العروبي , ولألمة العربية , بجناحيها املسلم , واملسيحي , والتي يبعث فيها في كل , قرن وكل زمن بفلسفة جديدة , ونظرة جديدة , ورؤية جديدة, وفكر , وبنـاء ثقـافي متجـدد , وعمـل ال ينقطع , جتـر معها حركـة التـاريـخ مبا ينطـلـق

بهذا الفكر العملي نحو التقدم لألمام .

لقد أخذت حركة )فتح( كل عناصر النهضة في الفكر العربي واإلسالمي املتفاعل مع االسهامات املسيحية الشرقية , واملنفتح على العالم , واستنبطت آليات ومبادئ

)ما يبتدئ به الفكر( ومسلمات استخدمتها في حركة جتدد وتواصل صاخبة .

إن الفكر الظـالمي اجلـامد , والفكر املاضــوي كما أشار له املفكـر خالد احلسن ; هو فكر االنحدار والتراجع حيث ال يرى الشخص نفسه باللحظة احلالية , بل يرى ذاته في عصـور "مجيدة" , زهـت لكنها مضـت , حيث يعيش نفسيا وال يتقبل التغيير والتطور , فيظل كئيبا منحبس النفس , كما إنه ال يرى املستقبل إال مكبال باملاضي ,

دون الوعي بإمكانيات التطور.

إن الفكر الفكراني )= األيديولوجي( الظالمي , سواء املستند لفكر جامد محنط, أو لفكر ديني ماضوي )ومنه اإلسالموي( ال يرى الدنيا أو الدين إال من زاويته الضيقة احلرجـة التي يريــد أن يعكسـها على عـمـوم الناس , جـبرا وغصـبا وبالقـوة مستعينا بالتخويف بالدين , الذي ال يـرى ممثـال له ســواه , واجلـبروت واحلكم , فيصبح رأي الشخص أواحلزب مقدسا امتدادا لقداسة النص , فاحلـزب ثم األشخاص كما نرى في بعـض الـتـيـارات اإلسـالمويـة احلديثة التي تكــفـر , أو تـخــون , أو حتكم بــردة , أو

زندقة , ثم قتل كل مخالف , ليست إال استبدادا يرفضه اإلسالم ويحرمه ...

19

ولهؤالء قالت حركة )فتح( إن كل مسلم فهو إسالمي , مهما كان رأيه السياسي إن وقالت , الدين( في واملتشددين املسيحي )وكذلك , الدين من اقترابه أو حجم اإلسـالمــوي )وليس اإلســالمي( هو احتكــار وحصرية للديـن في احلـزب/التنظيم أو الشخص , واحتـكـار للرأي وإقصـاء لآلخر عن الديـن والرأي ما ال نقبلـه وال يقبـله

الدين أبدا.

إن الفكر النهضوي العروبي اإلسـالمي , هو فكــر األمــة من حـيـث هو فكـر أنسـاني يحترم املواطنة والقانون , والدميقراطية والتعددية والدولة املدنية , إن الفكر النهضوي اإلسالمي والعروبي ال يسـتخدم ا� سبحانه وتعــالى أو الديـن لفرض رأيــه , ويحترم اآلخر ضمن معادلة )االعتراف والتقبل والتفهم ثم التجاور أو املشاركة( , وشعاره : � ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ� )ص : 3(

أي لتتبادلوا أطراف املعارف ويأخذ كل منكم من قرينه وزميله وأخيه في اإلنسانية, وإن أكرمكم عند ا� أتقاكم له وأخلصكم في الطرح , وهو فكر يوقر اللغة العربية ضمن األمة الوسط , التي تعتز بكرامتها وشخصيتها وانفتاحها على اآلخر , وحيثال يكون الديـن ســالحا حزبيـا وال مســاس بعالقــة العـبد بخــالقـه , إنــه فكـر املسـلمـني

واملسيحيني األحرار ضمن احلضارة العربية اإلسالمية التي جمعتنا جميعا .

6- ثورة وامتداد لثورات وصانعة ثورات :

كانت حركتنا امتدادا لكل الثورات , واالنتفاضات , والهبات العربية والفلسطينية منذ بداية القرن العشرين , ضد التسلط والطغيان واالستبداد , وضد دول االستغالل ــهـيـوني واالسـتعمار األوروبي التي اجـتـاحــت املنطـقة العربـيـة , ثم ضـد االحتـالل الصلفلسـطـني , فكانــت حركة )فتح( امتدادا طبيعيا , وتواصــال حقيقيا جلميـع الثـورات التي أغنت الذاكرة الفلسطينية , والفتحـويـة بأصـالة اإلقـدام والتصميـم والتنظيم التي

صاحبت , أعمال ونضاالت , وكفاح املجاهدين الكبار .

إن التمرد على الواقع الفاسد هو سمة الثورة وهو سمة حركة )فتح( في املراحل

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

20


كافة , وفي مرحلة املواجهة العسكرية , فللتمرد أصوله كما هو في مرحلة بناء الدولة وللبناء قوانينه , وحركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( في احلالتني امتداد ثورة

تبدع قوانني القضاء على الفساد في ظل ثبات العقيدة الثورية والفكرة الوطنية .

الـعـرب على انـتـفـض , حـيـث 2011م العــام "الربيـع العربي" في جــاء وأخيرا االســتغالل , واالســتبداد , والفســاد , وعلى الظلم )وإن حتول خريفا تشتتيا طائفيا متزيقيا فيما بعد منذ العام 2012م( , فغيروا في بالدهم مناهج عمل , وآليات فعل ونظام حكم متطلعني نحو احلرية , والعدالة , والكرامة و, العيش املشترك , ورفض , التدخل األجنبي . فكانت ثوراتهم بجانبها اإليجابي , رغم طغيان السلبي الحقا امتدادا طبيعيا للثورة الفلسطينية واالنتفاضات املجيدة , وكما قال الرئيس التونسي املنصف املرزوقي بشمم وإباء ومحبة الغرف من نبع ثورتنا وانتفاضاتنا الفلسطينية

املتواصلة.

7- )فتح( منظومة اإلبداع والتميز :

قدمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( خالل مسيرتها الطويلة خبرة صنع احلــدث , والتـفـوق في التعامل مع األحــداث , والتميز في االستجابــة ملتطـلبات , 1965م العام املتواصلة منذ العسكرية العمليات , ولهــا متيز في جتربة املراحل والقرار التاريخي في مواجهة االجتياح اإلسرائيلي لغور األردن في معركة الكرامة األسطوريــة في 1968/03/21م , ومـا نـتـج عنها من التفــاف اجلماهير الفلسـطـيـنـيـة والعربية حولها , ورفدها باملقاتلني واملثقفني وما حققته من إجناز تاريخي في تلك املواجهة , شكل محطة مهمة في تاريخ الثورة الفلسطينية , ثم في التصدي لالجتياح ـهـيـوني على هيوني للجنوب اللبناني عام 1978م , ثم في التصــدي للعـدوان الص الصلبنـان والثـورة وعلى بـيروت عام 1982م , والصـمـود األسـطـوري املقـترن بالتفـاوض ,

للخروج من األزمة بأقل اخلسائر .

ولنا في االنتـفـاضـات العظيمة خاصـة انتفاضة العام 1987م , وانتفاضة العام

21

2000م , وقـبـلهـا انتفـاضـة الـنـفـق , ثم مســار املقاومة الشـعـبـيـة الالحــق منذ

العام 2006م والقدرة املتزايدة على استثمار احلراك العربي والدولي ملصلحة قضيتنا , مبا فيه احلراك القانوني , وتفنيد الرواية التاريخية التناخية )التوراة وملحقاتها( املزورة .... لنا في هذه األمثلة , ومثلها من قبل , ومن بعدها الكثير ما يعبر عن جتلي قدرة اإلبداع الفتحوية السياسية وامليدانية , ومتيزها في

فهم وصنع وتعاطي احلدث .

كما قدمت حركة )فتح( الفكر والرأي املستنير , والشعار الواقعي مترابطا مع الفعل والعزمية التي ال تلني في مواجهة اخلصوم , واألعداء .

إن الواقعية أو )البراجماتية( والتعامل املرن مع املتغيرات , مما نسب طويال حلركة )فتح( , ليس فيــه ما يعيـب ما دامــت اجلــذوريــة لـدى اآلخريـن قـادتـهـم

للجمود والتراجع والتآكل.

إن القدرة الفائقة على التجديد في إطار احلفاظ على املسلمات الوطنية, هي القدرة على اإلبداع الوطني التي ميزت رؤية )فتح( , وقيادة حركة )فتح( التاريخيــة , وجماهــير )فتح( وكــوادرهــا اليــوم . فكــان في إبــداعهــا وخبرتهــا وصنعها للحدث وإميانهــا بالفعـل وتفوقـهـا ميزة عرفت فيهـا )فتح( وما زالــت ,

رغم اختالف اآلخرين معها في ذلك .

ولــم يكــن تقبلـهــا لآلخريــن في مرحلــة مـا بعــد العــام 2006م ; إذ سـلــم األرقــام( في أعلى أعلى نسبة مقاعد )ال السلطة ملن حقق أبومازن الرئيس تلك االنتخـابـات دون مواربــة , إال اعترافــا بالتعددية السياسـية واملجتمعية في اجلمــاهير الفلسطيـنـيـة , وضــرورة تكريــس التجربــة الدميقراطـيـة واملدنـيـة في فكرهــا , رغم ما تــال ذلك من انقـــالب دموي حـالك السـواد , على الشرعية عام 2007م في غزة البطولة والشـموخ حتت غطــاءات كاحلة , وادعاءات بالتخوين

والتكفير أماطت اللثام عن الوجه القبيح للفكر التنظيمي الظالمي .

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

22


األيديولوجيا( =( الفكرانية الواقعي مقابل الثوري الفكر -8الجامدة :

لقد منحت حركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( الثورة الفلسطينية بعد النظر, والرؤية السياسية الواضحة , والفهم املتطور للمرحلة , والفكر الواقعي , ففي حني رفضت رفع العصا في وجه هذا أو ذاك , متهمة إياه باخليانة , أو املروق, أوالردة الالوطنية أو –كما حصل في سياق االنقالب الدموي في قطاع غزة عام 2007م- املعبر عنه مبنهج التفكير القضائي , رفضت أيضا منهج التفكير التاريخي املاضوي

الذي ال يرى املستقبل في ظل حصار الواقع , إال عجزا عن اللحاق باملاضي التليد.

ورفضت أيضــا منهــج التفكــير الفلسفي الذي ال يقبــل إال القوالــب املصــبوبة , والرؤى اجلامــدة الثابتــة , والنظرات املسبقة , وخلـط املاورائيــات في واقــع متحرك

يحتاج همم الرجال العالية للقيام باألعباء الثقيلة.

لذلك لم تتنب حركة )فتح( فكرانية )= أيديولوجية( محددة , ألن األيديولوجيا مرتبطــة باحلزبيــة ذات التعصب العـقدي املقيــت , حيــث درجت غالبيـة األحــزاب الفكرانيـة )= األيـديـولوجيــة( على حتقـيـق انـتـصــارها الوهـمي على ما ســواها , مــن رجعيني أو كفار أو مرتدين , رافعة عقيرتها بالصراخ حيث احلق في ركابها وحدها في ظاهرة صوتية سرعان ما تترنح أمام إغراء الكرسي , واصطدامها بالواقع الذي

يستحيل تكييف حركيته مع جمودها الفكري .

وإن كان هؤالء يشكلون جزءا يجب أن نتعامل معه دميقراطيا في مجتمعنا, فإننا يجب أال نقبل أبدا نظرتهم ألنفسهم ولآلخرين من زاوية )احلصرية( , و)اإلقصاء( وفي بــل , وحزبها وممارساتها فكرها فــي الــصــواب األحـــزاب هــذه حيث حتصر اليوم من كما هو حاصل , وتقصيهم فتبعدهم , اآلخرين وتنفيها عن شخوصها, بعض هذه األحزاب, أو اجلماعات , أو الشخصيات في بلدان ما أصبح يطلق عليه

الربيع العربي بسبب ضيق أفقها وقصورها عن فهم تلك التحوالت واملتغيرات .

23

لقــد آمنــت حركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( بفكــر التـطــور واحلركــة والتغيير , وحافظت في خلفيتها السياسية والثقافية والتعبوية ; على فلسفتها وتاريخها, وحتديداتها القضائية كمرشد , ومرجعيـة في استخدامها املتطــور للفكــر , من خــالل املرحلة في واقعية سياسية ثورية ; تفقه السبل املثلى للتعاطي مع متغيرات العوامل الذاتية , والعوامل املوضوعية )اخلارجية( , والتي تؤثر في إدارة الصراع والتفاعل مع

الواقع باجتاه تغييره لألفضل نحو حتقيق أهدافها املنشودة .

9- )فتح( تشارك وتصنع الحدث :

انهمكت معظم املنظمات الفلسطينية في حمأة التنظير احلزبي , واملراوحة النظرية , االشتراكية االجتماعية والثورة , الدميقراطية والثورة , الشعبية الثورة مرحلة بني – املاركسي اخلــالف مساحة على املنقسم األيديولوجي( =( الفكراني واإلسفاف اللينيني , أو السـتـالـيـني , أو املــاوي , أو الـتروتسـكي , وعشــرات الـتـيـارات واألحــزاب

والتكتالت التي نشأت وعاشت على هذه اخللفية في ما مضى .

وعلى خلفية التقسيم الطبقي للمجتمع العربي , أو الفلسطيني , ما بني )كومبرادور, وإمبريالية , وبرجوازية كبرى , أو وطنية , أو صغيرة , وبروليتاريا , وغيرها( انشغلت , كما انشغلت أيضــا بالدعـوة لرفـع رايــة اليســار , والعلــم األحمر املمــزق بني عـديــد املنظمات غير املوحدة , تلك املرتبطة بالشرق , وتاهت في سراديب األيديولوجيا ,

وعجزت عن صناعة سياسة حتاكي الواقع الفلسطيني والعربي .

وكانت الدعوة لصحوة اليمني الديني املاضــوي , من أصــوات خافتــة في الفترة التي كان يعيش فيها هؤالء في غيبوبة السكون , والكمون , أو املوات , أوالفرجة على األحداث, كما هي حال "اإلخوان املسلمني" في فلسطني , دون اإلقدام على أي محاولة جــادة لإلسـهام في حركــة النضــال الوطني , والفعــل إال بعد مخــاض طويــل تراوح بــني السكون والرفض واجلمود , إلى العمل منذ عام 1987م فقط, وفق رؤى ضيقة ترتبط

بأجندات قوى ما فوق وطنية .

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

24


وفي ظل هذه االنشغاالت النظرية الصالونية ; للمنظمات الفلسطينية الظاهرة , أوالكامنة , خاضت حركة )فتح( معارك الدفاع الباسلة عن شعبنا العربي الفلسطيني, من متتابع بسيل التوسعي هيوني الص الفكر ولتنهك , الشتات وفي فلسطني في 1968م -1987م( , , والعمليات االستشهادية اجلريئة )خاصة في فترة الضربات التي وضعت فلسطني على اخلارطة الدولية , وصنعت الثورة الفلسطينية كرقم صعب في معادلة املنطقــة العربيــة , و)الشــرق األوســط( , املمثلة للدائرة احلضارية العربية

اإلسالمية ال ميكن جتاوزه .

إن التكلس واجلمود الفكراني )= األيديولوجي( , جعل أتباعه حبيسي األيديولوجيا, سواء كانت هذه الفكرانية )األيديولوجيا( وضعية أو دينية , وأفقدتهم بذلك القدرة على فهم الواقع والتعاطي معه بصورة موضوعية وعلمية , بل سعوا إلى تكييفه وفق إلى عدم قدرتهم على أدى ما , هذا واملتعارضة معه املصبوبة أوالقوالب النماذج فهم الواقع , وحركة اجلماهير , ومطالبها بطريقة عقلية علمية , وحال بينهم وبني إمكانية فهم مكوناته مما قادهم إلى اإلخفاق في صياغة برامج وسياسات حتاكي هذا الواقع , وتعمل على النهوض به , وقيادة حركة الشعب واجلماهير باجتاه التغيير والنهوض الثوري , وبالتــالي وقعــوا في خندق العجــز السياسي , وعــدم القدرة على مواكبــة املتغيرات املؤثــرة واملتــأثـرة في الصراع الدائــر بيننا وبــني العــدو وحلفــائــه ,

وضاعت في دهاليز األيديولوجي .

متكنت حركة )فتح( بحكم واقعيتها الثورية ; في فهم واقع شعبنا وظروفه , سواء في الشتات , أو في داخل الوطن , وأطلت على تعقيدات وتداخالت العوامل املتعددة األبعاد املؤثرة في صراعنــا مع العــدو , من اســتكشــاف الســياســات املالئمــة للواقــع الفلســطيني , واسـتـنباط قوانـيـنـهـا وضـوابطـهــا , بحيــث متكـنـت من تقـدمي البرامـج السياسية , وآليات تنفيذها , في ظل واقع صراعنا مع العدو , واملتغيرات التي تطرأ

عليه في كل مرحلة من مراحل الصراع.

25

وبالتالي كانت حركتنا قائدة للجماهير الفلسطينية بامتياز ; على اختالف مراحل صراعنا , منذ الفاحت من عام 1965م وإلى غاية اآلن , حتكمها في ذلك ثوابت قضيتنا الوطنية املرحلية والسراطية )=االستراتيجية( بفهم عقلي واقعي يتخير البدائل من سلة املمكنات , وتسعى حثيثا للوصول إلى كافة األهداف الوطنية ; بدءا من وحدة الشعب واحلاضر التاريخ حركة عن تعبر إنها , واإلنسان األرض بتحرير وانتهاء وحتريره

واملستقبل في قيادة شعبنا في معركة التحرر الوطني .

لها , أنها لذا تقر القوى التي اتخذت من الفكرانيات )= األيديولوجيا( سالحا عجزت عن تقدمي سياسات كفاحية تراكمية لنضال شعبنا , وتقر باألولوية والسبق حلركتنا الرائدة في ذلك , فتلك القوى بقيت دائما متأخرة عن استيعاب حركة الشعب, )وقد تظل كذلك إن لم تطور في أطرها وفكرها وسياساتها وتعاطيها مع الناس( وعن

حركة فتح , لذا كان خيارنا وخيار الشعب خيار )فتح(.

لقد صنعت حركة )فتح( احلدث برجالها ونسائها , وما سعت إلقصاء اآلخرين املختلفني فيها أو حولها , بل نظرت إليهم , وأحبتهم , واعترفت بهم , وجاورتهم , وشاركتهم كما كان يردد صالح خلف )أبوإيــاد( دوما , وهي إذ أعادت بناء )أوأبرزت املعنوي الوطن )م.ت.ف( من جعلت فإانها ; الفلسطينية الوطنية الشخصية بقوة( للفلسطينيني , إلى أن عادت للخريطة اجلغرافية في فلسطني منذ العام 1994م, وإن ببقع صغيرة ابتدأت في غزة وأريحا , سرعان ما كبرت وستكبر في ظل بسط السيادة للدولة الفلسطينية املستقلة وعاصمتها القدس . وبذلك فنحن ننتمي حلركة صانعة احلدث وبعقلية املشاركة تاركة لآلخرين من اخلصوم أو اإلقصائيني التعليق , فاسحة

املجال أمامهم ملراجعة مواقفهم واللحاق بسفينة احلرية واالستقالل سفينة )فتح( .

نعــود اليــوم في العــام 2015م إلى ســيــاق التضــاد والصراع نفســه , ذي الطابــع الفكراني أو األيديولوجي وإن بشكل جــديــد , فبعد أن تالشت التنظيمات الشيوعية والقومية الشوفينية منذ انهيار جدار برلني عام 1991م, وصعدت اآلن لكرسي احلكم

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

26


الوثير بعض التنظيمات اإلسالموية , بدأ الصراع املذهبي واأليديولوجي يطل برأسه ليشغل الناس عن حقيقة ما أراده ا� )جل شأنه( لهم من استخالف لهم بعبادته

والعمل وإعمار األرض .

ال تؤمن حركتنا أن هناك قداسة للحزب )التنظيم( , أو آلرائه التي تنعكس على األشخاص , فيبدون هم أيضا في حلل األنبياء , أوالقديسني وأصحاب الكرامات , ما ال يتفق مع الفهم الديني الصحيح , وال مــع الوعــي املدني الدميقراطي من جهة ,وال مع التكرس للفعل الثوري والنضالي , تاركني حجم القرب للشخص من خالقه شأنه اخلاص , ورافضــني عقلية االحتكار للدين في جيــب احلــزب , ما يعني حكمــا إقصاء املخالف , وكل ذلك في عودة للحوار التنظيري الذي يلهي الناس , وشعبنا عن العمل والتطور , وحتقيق أهدافه الوطنية , ما رفضته حركة )فتح( , وبه انطلقت ,

وما ترفضه اليوم أيضا .

10- األرض للسواعد الثورية التي تحررها :

لقد كانت رؤية حركة )فتح( منذ البدايات وحدوية , فدعت كافة املناضلني من كافة شرائح وفئات املجتمع , وكافة التيارات الفكرية لنزع األردية احلزبية , واالنصهار في بوتقة حركة الشعب الفلسطيني , حركة التحرير الوطني الفلسطيني )فتح( , ثم كانت )م.ت.ف( اإلطار الفلسطيني اجلامع لكافة القوى والتنظيمات الفلسطينية, والتي حافظت كل منها بذلك على استقالليتها التنظيمية , والفكرية , والتقت معا ضمن برنامج ائتــالفي موحد جامــع عبر )م.ت.ف( , أسمى برنامج الوفــاق الوطــني , أوالقواسم , أو "اجلوامع املشتركة" , كما أحب القائد واملفكر صخر حبش تسميتها.

وبالتالي كان شعار : "األرض للسواعد الثورية التي حتررها" )وليس الفتحوية( فقط , إشارة لكل تنظيم )ثوري( للمشاركة في الوحدة الوطنية )ما كرسته الحقا في تقبل فصيل )حماس( في قيادة السلطة عام 2006م , وفي االتفــاقات الالحقــة

27

احتفاظها مبشروع لوال , الفلسطينية التحرير ملنظمة دخولها وامكانية للمصاحلة إقصائي , بديل( من خالل اإلطار اجلامع )م. ت.ف( .

ومن خالل مسيرة السواعد الثورية والوطنية )واإلسالمية( نفسها , والتي أصبحت فلسطني عنوانها كطريق للوحدة , مع عدم رفض شعار أن الوحدة طريق فلسطني في التحرر , ولكن بتواز يقبل حتقق أيهما ما دام الغرض حتقيق مصلحة الثورة والشعب

الفلسطيني .

, الشعب مصالح لتحقيق يصنع الشعار أن , ذلك في )فتح( حركة أثبتت ولقد وحترير األرض , وليس ليخدم الشعب شعارا مسـتـوردا , أو ال يعـبر عنه , أو مفروضا عليه في آلية استبداد فكري أو مذهبي ديني , أو مستورد ضمن منظمات مدنية مبخططات

أجنبية .

ولم تتجاهل )فتح( السواعد األسيرة , ولم تتركها في أيقونات فارغــة , أو قوالــب الشــعارات التي كانــت بالنسبة لهــا تعبيرا متطــورا , عن فهــم كل مرحلــة من مراحــل

النضال , وحتقيق مصلحة اجلماهير .

11- التثقيف و المسلكية التنظيمية :

لقد اهتمت حركـتـنا ببنــاء األعضــاء والكــوادر عــبر التربيــة , واإلعــداد , والتـثـقـيـف املستمر الذي مارسته من خالل أطر تنظيم حركة )فتح( في مختلف األقاليم , وعبر السنني - وإن كانـت بذلك بحاجـة دائمـة إلغنـاء احلركة بالعناصـر الفعـالـة , وتواصــل

دائم , وعبر القدوة املستمدة من سلوكيات القيادة التاريخية .

إن التثيقيف بالقدوة ال بديل عنـه , كما ال بديــل للتـثـقـيـف عن اجللســات احلركـيـة الدورية في كافة األطر , من اخللية أوالشعبة , إلى جلنة اإلقليم , ودروس ومحاضرات الثقافة الوطنية , وعقد اللقاءات والندوات , والزيارات , والدورات العسكرية والسياسية والتنظيمية , وعبر املشاركـة باملؤمتـرات , وال بــد من االنخراط الذاتي أو اجلماعي في

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

28


بناء الذات , وعبر مدرسـة )معهد / مركز تدريـب( الكــوادر , وفي بنــاء عقلية احلــث على البحث والدرس والقراءة واستخالص العبر .

على استخـدام وســائــل التقانــة احلديثــة والشـابكـة وال بديل أيضا من احلض)االنترنت( , وعــبر تفعيــل املشاركــات الالهبــة , واإليجابـيـة , والتعبويــة في امللتقيات واملنتديـات والصفحـات , وفي مواقـــع التواصـــل االجتمـــاعي , مبا يغني الفكــر ويقــوم

السلوك, والتهذيب الذاتي .

, واملنظريـن , واملفكريـن , للقادة تصمم صفحات خاصة أن اإليجابي من إنه والسياســيني , واملخطـطـني , والناشطـني عـامـة في احلركـة , توضـع فيها مواقــف احلركة , ورأيها العلني , ويشترك في هذه الصفحات أبناء احلركة من مختلف أقاليم العالم , حوارا ونقاشا , ونقدا ساميا , وإيجابيا مخلصا , ومبادرات عمل ضمن آداب احلوار وآلياته , فتتوحــد لديهــم الرؤيــة والرأي املعلن )العـام( , ال الرأي )اخلــاص( ,

والواقع إبقاؤه ضمن األطر واجللسات فقط .

لقد رأت حركة )فتح( أن العالقة الروحية/الدينية للعضو مع ا� سبحانه وتعالى هامة وضرورية , وهي من عوامل البناء الذاتي لكل فرد في سياق خياراته الدينية مسلما كان أو مسيحيا , ومهما كان اجتاهه , الذي يجب أن ينعكس على احلركة; بتمسكه بأهداب القيم واألخــالق من جهة , ومبا ينعكس عليه مبجمل التصرفات والسلوكيات واألعمال التي تخدمه , وتخدم فلسطني واحلركة , ومبا ال تضر بالنسيج املجتمعي بحيث تتعدى على الكل الوطني في سياق فتنة داخلية , من جهة أخرى .

كما لم تهمل حركة )فتح( بناء اجلسد , الذي بتكامله مع العناصر األخرى متت بناء الذات -ما هو واجب شخصي للفرد أمام نفسه ; قبل أن يكون واجبا تنظيميا , وهذا ال يلغي ذاك- وجتعل من السلوك التنظيمي )ممثال ملجمل تصرفات العضو( يتجه نحو االلتزام , واالنضباط , والوالء , وتطبيق املركزية الدميقراطية , وممارسة

النقد , والنقد الذاتي البناء .

29

12- دع ألف زهرة تتفتح في بستان )فتح( وفلسطين :

آمنت حركة )فتح( بالطليعة الثورية , الطليعة املقاتلة , الطليعة املنظمة , الطليعة وفكريا )إعالميا والطليعة احملرضة , واملبادرة واملبدعة املفكرة الطليعة , املسيسة وبالتواصل مع الناس ( , وآمنت بقدرات الشعب , وحضت على العمل واإلجناز ضمن

ثالثية )العمل , وااللتزام , والتناغم( .

وفي املقابل لم تسمح للقواعد واإلجراءات الرتيبة )= البيروقراطية( القاسية أن تتحول إلى معيق وسد مانع , أو أن حتد من العطاء , والنماء, والعمل , وإمنا حددت أن العمل هو املقياس , والعطاء هو التصديق الفعلي لكل من الفلسفة , والنظرية ,

والفكر, واألهداف , واملبادئ ,

وعليه فلقد كان للمبادأة واملبادرة قيمة عالية في الفهم الفتحوي لإلبداع , وفي الفهم الفتحوي النطالق األفكار , فحثت في أدبياتها على أهمية املبادرة الفردية في

موقعها, واملبادرات اجلماعية في مواقف الدعم لألهداف واملصالح وعبر األطر .

لقد أساء بعضهم فهم هذا الشعار , فاستغلوا حركة )فتح( ألهوائهم , وأهدافهم اخلاصة , والشخصية , وهم وإن قاومتهم احلركة , إال أن وجود بعضهم حتى اآلن ملدعاة لتواصل الصراع أصل الوجود , ومبرر التغيير والتطور. ورغم ذلك استمرت حركة )فتح( ، ورعت تفتح مختلف املبادرات , وهي تزهر في بستان حركة )فتح( , وفي بستان فلسطني في إطار التعددية , واحترام الرأي , والرأي املخالف , والدميقراطية,

والدولة املدنية.

لقد كانت اآلية الكرمية :

� ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ� )الصف : 3( مرشـدا وهاديـا للحركــة في اقـتران القــول بالفعـل عنـدها , بـل وبتعدد الفعل وخياراتــه

من خالل املبادرات .

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

30


, , واإلدراك الصحيح لألهـداف التــام الوعــي املبنية على امللتزمة املبادرة إن واالستراتيجيات , واألســاليـب هي املبــادرات التي يجــب أن تعزز , فالغايــة ال تبرر

الوسيلة .

إن الفعل واإلجناز , والنجاحات واخلبرات امللموسة تلك التي تؤثر مباشرة في اجلماهير , وتالمس احتياجاتهم , وحتققها صغرت أم كبرت , هي مجال االستقطاب

احلقيقي .

العام في التاريحي بيروت , وصمود 1968م الكرامة معركة ذلك أمثلة ومن 1982م , واالنتفاضة األولى 1987م , والثانية عام 2000م , وانتفاضة النفق بينهما,

ومبادرات حركة )فتح( وشبيبتها املتواصلة , والتي منها مقاطعة بضائع املستوطنات االسرائيلية , وأمثولة مخيم "باب الشمس", و "عــــني احلجلة" , و"بوابة القدس" , ومسيرات كفر قدوم , و بلعني , و النبي صالح , و املعصرة , و سلوان , وغيرها الكثير, وتلك التي تنــادي بدعــم املنتج الوطــني , أو التطــوع خلدمــة البلد , ومبــادرات

حركة )فتح( باملقاومة الشعبية في أماكن التماس وغيرها كثير ...

إن آالف اإلجنــازات التي حققتها حركة )فتح( من خالل كوادرها, وشبابها , وإعماره في وبنائه الوطن بالوطن عبر جتديد وجه وامللتزم با� املؤمن وشاباتها كافة املجاالت , من خالل السلطة الوطنية الفلسطينية من مدارس , ومستشفيات , وشوارع, ومزروعات , وجامعات , ومجمعات جتارية , ومساكن , وتوفير آالف فرص العمل , وبناء اقتصاد وطني , وفكر وطني , وكيان وطني لتعد من مفاخر أمة حتارب

االحتالل بيد ; وتبني باليد األخرى .

13- )فتح( ديمومة الثورة :

قـــادت حــركــة )فــتــح( مسيرة الــثــورة فحققت بــذلــك الــدميــومــة , والــتــواصــل , واالستمرار, ورفضت االنقطاع , أو التوقــف , أو اجلمود الذي ميز اآلخريــن إلى أن

31

استفاقوا مؤخرا , كمن أصابه مس من اجلنون, ألن الدميومة فعل الثورة الرئيس , بينما اجلمود , أو التكلس , أو السكون هي من أفعال االنهزام , والتقهقر , والتراجع,

والتخاذل واالنتهازية .

لقــد كانــت انطالقــة حركتنا موجهــة لنقضها اجلمــود , والتكــلس , والسكــون , واالنهزام , والتراجــع , والتمرد عليها , ولتحقق منطوق النشيد الفتحوي الذي سطره

عضو اللجنة املركزية للحركة سليم الزعنون )أبو األديب( القائل :أنا قد كسرت القيد قيد مذلتي وسحقت جالدي وصانع نكبتيونسفت سجني وانطلقت عواصفا لهبا يدمدم حتت راية ثورتي

أنا ابن فتح ما هتفت لغيرها وجليشها اجلبار صانع ثورتي

أصبحت حركة )فتح( دميومة الثورة , والعاصفة شعلة الكفاح املسلح" , ومازجت في دميومة مسيرتها بني العمل العسكري , والعمل السياسي , )فالعمل العسكري يزرع والعمل السياسي يحصد, و مجنون من يزرع وال يحصد( كما قالها الشهيد صالح

خلف أبو إياد , وكان يرددها املناضل هاني احلسن .

لذلك فــإن تواصــل الفعــل , واستمرار العطـــاء , على كافــة الصعد السـيـاســيــة , واإلعالمية , واالجتماعية العسكرية , والتنظيمية , والثقافية , واإلعالمية هي الزرع املطلوب لتحقيق الدميومة , واالستمرارية التي مثلتها )فتح( ركيزة الثورة الفلسطينية

املعاصرة .

14- بوصلة )فتح( تتجه دوما نحو الوطن الفلسطيني :

وألنها جعلت من فلسطني , ومن القضية الفلسطينية املادة الالصقة , املادة الرابطة, املادة اجلاذبة لكافة األفكار والفكرانيات )= األيديولوجيات( والفلسفات االجتماعية السياسية , فإنها رفضت التنازع األيديولوجي , والتشريح الطبقي , والتفرقة الدينية,

واالختالف العشائري , والفرز الطائفي , أو اجلهوي , أو املناطقي.

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

32


وآمنت في نفس الوقت با� سبحانه وتعالى , ثم بالوطن , وبقدرتها على حتقيق النصر , فكان التمحور ألعضاء احلركة مركزا حول الهدف األكبر , والغاية األساس,

وهي حترير فلسطني .

فلم , فلسطني )فتح( هو بوصله واجتــاه , فلسطني حــول كــان التمحور وألن تستتبع احلركة وحتى اآلن ال ليمني وال ليسار , وال لدولة تقدمية أو رجعية , ال لهذا النظام وال ذاك , وبقيت حتتفظ باستقالليتها الوطنية )القطرية( ضمن خط الرفض للقضية العروبي القومي للعمل املستمر والتثبيت , األمة بني التفريقية لإلقليمية الفلسطينية , وبقيت حركة )فتح( فلسطينية الوجه , عربية العمق واالمتداد , وعاملية

في بعدها اإلنساني واحلضاري .

وألن الثورة الفلسطينية , والقضية الفلسطينية انطلقت في الزمن املستحيل , العمل يتكامل مع غدت االستقاللية مطلبا التي معها لها خصوصيتها كانت فلقد القومي وال يتنافر معه , إنها رؤية خاصة ضمن الرؤية العامة … فلم يكن هناك من أطلقت فيما التخطيط , وال تخبط في توريط , وال توقيت )فتح( ال سوء حركة عليه األنظمة العربية التي كانت قائمة في الستينيات )التاءات الثالث( لتتحلل من

التزاماتها القومية جتاه فلسطني .

إن إميان أبناء حركة فتح لم يتزعزع حتى اآلن , بأن قاطرة )فتح( والقضية حتتاج للقطار العربي , لذلك كان العمق القومي لها مما ال مناص منه .

على جسد املتسلقة والنباتات , والطحالب , التيارات من العديد حــاول لقد احلركة أن حترف البوصلة , وأن تطوع الفكر , أو االجتاه بعيدا عن فلسطني , وكادت أن تنجح في اخلداع لبعض أبناء الثورة , لوال الوعي والصبر , والثقة التي يتحلى بها غالبية الكوادر , الفتحويون الذين سرعان ما كانوا يطردون مبجموع وعيهم مثل هذه

الظواهر, ويثبتون البوصلة باجتاهها الصحيح .

33

إن معنى أن تتجه البوصلة نحو فلسطني , هو أن ننحي جانبا اخلالفات الداخلية اإلقليمية, نتجاوز اخلالفات وأن , املفتعلة املعارك مع نتساوق أو نقبل وأال , كلها واخلالفات العربية , ونضع فلسطني على رأس قائمة األولويات , وال نقبل بأن ننجر لهذا احملور العربي أو اإلقليمي , أو ذاك , ولتبقى )فتح( )ثورة على األعادي( كما تقول األهزوجة , ألن قضية فلسطني ليست قضية شعب فقط , و إمنا قضية أمة وقضية أجيال . قضية الفلسطينيني وقضية العرب املركزية , وقضية املسلمني واملسيحيني ,

وقضية جميع األحرار في العالم .

15- معا وسويا ويدا بيد حتى النصر :

ألن )فتح( تؤمن مبدى قدرة العضو على العطاء , وبأن القدرة في حدها األقصى ال تنطلق إال عبر العمل اجلماعي , وهو املمثل ملجموع قدرات األعضاء , ليس بشكل حسابي تراكمي بسيط , وإمنا بشكل يعترف بتنوع , وتعدد , ونسبية القدرات , التي على ذلك فإن تكاملها يعني أن )فتح( وليس عضوا من )فتح( مرت من هنا, حيث

تركت األثر اإليجابي ملجموع جهود أعضائها ; بنسبة جهد كل منهم وتنوعه وتعدده .

وكما حصل في عديد من مواقع الثورة في األردن ثم لبنان وسوريا , إلى تونس, وفي فلسطني , وللسبب نفسه طاملا ردد األخ الرئيس القائد العام ياسر عرفات -رحمه ا�- )معا وسويا ويدا بيد حتى النصر ، ونحو فلسطني( . وهو الذي جعل من الشبل فوق فلسطني علم سيرفعان ألنهما ; للنصر رمــزا الفلسطينيني العربيني والزهرة

أسوار ومآذن وكنائس القدس الشريف .

إن العمل اجلماعي هو ناجت اإلرادة اجلماعية , وناجت عمل الطاقات أو القدرات املتنوعة التي تعمل معا بروح معنوية عالية , بتناغم , وبتعاون , وبتناسق يحقق الهدف ضمن خطة آمنت )فتح( بضرورة توافرها , ولم يكن حث وحتفيز احلركة ألعضائها على العمل اجلماعي بنقيض , أو إلغاء للشخوص , أو للمبادرات , وإمنا دفع الحتضانها

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

34


ضمن عمل الفريق ومن خالل العمل اجلماعي :� ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ ىئ ىئ� )النساء : 175(

16 ـ العضو الفعال هو العضو الملتزم :

فإنها ، )فتح( حركة والنها , للسكون املناهض االجتــاه في فإنها حركة ألنها نظامها , والحقا ثم في نظامها األســاس ; الثوري البناء وضعت في صلب هيكل الداخلي بنودا حتدد الواجبات واحلقوق لألعضاء , أو لعناصر احلركة , واشترطت

ممارستها الستمرار العضوية وعدم انقطاعها , أو سقوطها.

وجعلت التدرج عبر الهرم التنظيمي )هيكل توزيع األعضاء واملراتب واملهمات والنشاطات حسب النظام الداخلي( مرهونا مبدى عطاء , وفعالية العضو من جهة , ومبدى فعالية املؤمترات املنضبطة لقواعد النظام , والتي من خاللها تبرز الكوادر , وتنتخب القيادات , إن العضو الفعال هو من يعطي بال حدود , ومن يقدم بال انتظار

ثمن , من يخدم بكل طاقته ومن يكن كذلك فإنه باألصل عضو ملتزم .

لم تقبل )فتح( من األعضاء اخلمول وال الكسل , ولم ترض منهم االنزواء والعزلة, كما أدانت في األعضاء حب الظهور , والفعل االستعراضي على كثرة محبيه ورواده;

في ظل انتشار الفضائيات ومواقع التواصل االجتماعي .

وأدانت احلركة السلبية والقنوط ولبس النظارة السوداء , واليأس , وشجعت فكر التقدم واإليجابية في كل معاركها وصراعاتها وعملها.

وربطت احلد األقصى من األداء , والعمل , والعطاء )أي الفعالية( مبدى الطاعة الواعية ; )االلتزام( بفكر ونظرية وأهداف ; وهياكل وسياسة ودميقراطية احلركة .

إذ ال تنظيم بدون أعضاء مؤمنني وملتزمني , والعضو امللتزم هو العضو الذي

35

بدون دميومة وال , وقضيته وأهدافه وجماهيره تنظيمه خلدمة طاقاته أقصى يقدم د يلتزم به األعضاء , فيحملهم ويحملونه . أعضاء ملتزمني , وال تواصل بدون فكر موح

س للعمل , وتصميم على تواصل األنشطة احملققة للعمل , فبدون إن االلتزام تكرخطوة تعقبها خطوات في إطار حتقيق الهدف ; ال يكون االلتزام تكرسا للتحقيق , مبعنى تواصل العمل يوميا , وبال كلل أو ملل أو إمالل , وبعقيدة الثبات على احلق

واالنتصار للفكرة .

كل يوم يجب أن أقرأ , أقرأ في الصحافة وفي كتاب , وكل يوم يجب أن أكتب , وكل يوم يجب أن أصنع فعال مخططا له , وكل يوم أسمع وأستفيد , أو أحتدث وأفيد , وكل يوم أتقدم خطوة محسوسة وملموسة ومحسوبة , وضمن اخلطة العامة واخلاصة ألستطيع أن أقرر ; ويقرر التنظيم أن االلتزام متحقق , فيصبح االلتزام منهج حياةتعلمناه من الصالة التي فرضها ا� سبحانه وتعالى ألسباب عديدة منها تعويد النفس على التواضع , واملواظبة والتكرس وااللتزام , وتنظيم الوقت واحلياة ما هي سمة من

سمات حركة فتح .

17ـ )فتح( اإليجابية وقانون المحبة :

لقد استطاعت حركة )فتح( أن تتجاوز الكثير من الصعوبات , والكثير من املشاكل , ومرونتها وقدرتها على , والعديد من األزمــات بحكمة قيادتها وكوادرها الداخلية للمنحرفني الكبير االستغالل ورغم , )فتح( مظلة التعددية حتت ورعاية استيعاب واملتسلقني ملثل هذا املناخ التنظيمي في التجنح , أو التكتل , أو التمرد , وكما حصل في االنشــقــاق عام 1983م كمثــال , إال أن هذا املنـــاخ احلر والدميقراطي واملرن , االستيعابي , التعــددي , احلكيم املرتبــط بقانــون احملبــة ; استطـاع أن يجمع أعضاء احلركة , ويكرس جل جهودهم على تعدد آرائهم في أساليب تطبيقاتهم , وتصرفاتهم

في مواقف معينة .

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

36


على بالتركيز األمــان بر إلى احلركة أطر يقود أن قانون احملبة استطاع لقد األعضاء , واحملبة بني والصداقة , والتراحم , التواد وعلى دعم , األكبر الهدف )بل واحملبة للمخالفني ، وعموم الشعب ، وعدم احلقد عليهم أبدا( , ونقل الشدة ,

والصالبة , واخلشونة , والصدامية في مجابهة العدو فقط :

� ٱ ٻ ٻٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ� )الفتح : 29(

إن قانون احملبة الذي يجمع كل األعضاء , ويقربهم من بعضهم , وينمي فيهم الشعور باألخوة أو الرفاقية , والذي أمكن باستخدامه جتــاوز عديــد اإلشــكاالت , وتوطيد , النظر وجهــات وتقريــب , اخلاطئة واملسلكيات السلبيات عديد وتقومي للنقد , والنقد الذاتي البناء , وإمنا عمل األواصر املتفككة , لم يكن ليعني رفضا هذا القانون غير املقنن ; كمواد نظاميـة جنبا إلى جـنب ; مع تكريس مفهــوم النقد , والنقد الذاتي البناء من جهة , ومع تطبيق النظام الداخلي مبنطق املتابعة الدورية, واملساءلة , واحملاسبة الذي حكمته طبيعة املشاكل , أو املواقف , أو الظروف الداخلية

واخلارجية.

كما أن قانون احملبة , ينبثق من رؤية إيجابية في سياق الواقع املرير , مبعنى أن الفكر اإليجابي يختزن مواد الدفع لألمام مما هو سلبي في الواقع , ويشحن ذاته بوقود االندفاع ليتجاوز الواقع املؤلم , فيفكر باألمر على وجهه الصالح للتعاطي معه, واستخدامه بحذاقة في خدمة الذات واآلخرين , فال تتحول البيئة السلبية واملثبطة إلى حال تيئيس ; بل إلى حافز للعطاء ومنها يحب الفتحوي أخاه في ا� , وملصلحة

الوطن.

إن اإليجابية تترافق مع املبادرة وال تنفصل عنها , وعليه فال مجال ألن يتشح الفتحوي بالسواد , أو اليأس , أو النعي , أو السلبية مما هو فهم خاطئ للنقد , كأنه شتم للــذات )أو التنظيم( , أو احلط منهــا , أو استخدامهــا منصــة للتراجع ,

واالنسحاب واخلذالن , أوالتحطيم .

37

, وعباءة رغبة في دفع األمور ; عباءة محبة الفتحوية املطلوبة النقد إن عباءة لألمام وهي تقاطع مع عباءة اإلبداع , واإليجابية , واإلشادة باملنجزات صغرت أوكبرت .

من ميتلك أو يلبس عباءة النقد عليه أيضا أن يتحلى بالنظرة اإليجابية , وبفكر اإلبداع , ويلبس في ذات الوقت رداء اإلشادة والشكر باملنجزات واملنجزين ; فيكون بذلك محققا لتكامل القيم الفتحوية في املجال التنظيمي , والسياسي , وامليداني ,

واجلماهيري .

18- )فتح( فكر الوسطية واالعتدال في المحيط العربي اإلسالمي :

والقيم , باملثل مرتبط واقع عن حسيا وتعبيرا إنسانيا, إبداعا باعتباره الفكر إن واملعتقدات , وإدراكا مينح الشيء ألوانه , يفترض هذا الفكر التعدد , ويفترض التطور, وفق , جوانب في الثبات يتضمن بحيث املرونة يفترض املستقيم التفكير إن كما مقتضيات الرؤية , واحلركية في جوانب , ما يفترض اجلدة املنبثقة عن األصالة ,وال يعترف بحداثة منقطعة عن سلف , وال باإلغراق في التاريخ , أوالقوالب اجلامدة .

التفكير كجهد عقلي , أو خريطة للدماغ , ونتاجه الفكر بهذه الفلسفة , أوالنظرة الشمولية هو ما طبقته حركة )فتح( . وألن الفكر مرتبط بالواقع , والواقع االجتماعي )فتح( هو فكر , وفكر حركة العربي وبكل األمة بواقع املجتمع الفلسطيني مرتبط

اجلماهير , لذا ففكرها بالضرورة وطني عروبي حضاري .

املجتمع الفلسطيني على تعدد شرائحه وفئاته مجتمع محافظ إجماال مبسيحييه ومسلميه , لذا فهو فكر احلضارة العربية اإلسالمية الذي ال يسقط القدمي إسقاطا تاما , وال يتعلـق باحلديث ذي اجلذور الثابتة في تربة غير عربية أو فلسطينية , لذلك فإن فكر )فتح( في واقع األمر , ورغم محاوالت شده وجذبه من تيارات وتكتالت في احلركة نحو اليسار حينا ونحو اليمني حينا آخر , بقي فكر الوسطية واالعتدال, الفكر اجلامع لكل أصحاب الديانات السماوية , ولكل أصحاب األيديولوجيات غير املتحزبني

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

38


ما دام فكرهم ينطلق من اإلميان الروحاني با� تعالى , واإلميان بفلسطني, وبقيم احلرية , والعدالة , والتقدم والثورة .

احلضارة العربية اإلسالمية , كونية الطابع , إنسانية املسعى , هي حضارة أمتنا العظيمة , وحضارة شعبنا الفلسطيني البطل مبسلميه ومسيحييه , وهي احلضارة املتمازجة مع احلضارات , واألمم األخرى , وهي احلضارة التي تركت آثارا ال تنمحي, فنشأت عشرات التيارات واألحزاب القومية واالشتراكية واإلسالموية , وكانت )فتح(في هذا اخلضم ممثلة لفكر فرسان العقل في مت احلضارة العربية اإلسالمية في , تهاون وال تطرف واالعتدال فال الوسطية لواء وحاملة , املنفتح الكوني طابعها

وال تشدد , وال غلو .

لقد عبرت حركة )فتح( بذلك عن فكر , وواقع , وممارسة غالبية اجلماهير . قال تعالى :

ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ ڦ ڦ ڤ ڤ ڤ �ڤ ڄ� )البقرة : 143(

وكما قال الشاعر :ال تذهنب في األمور فرطا

وال تسألن إن سألت شططاوكن من الناس جميعا وسطا

19- )فتح( الحرث في حقل الذات :

لقد عانت الذات الفلسطينية , والشخصية الوطنية إثر نكبة 1948م , ثم إثر نكسة 1967م , عانت معاناة اجلريح الذي ينزف ولم يندمل جرحه , كما عانت معاناة , وبني واقع الذات بني أحالم كبار , فتشتتت ولفترة طويلة مزمنا املريض مرضا

شريد ممزق بائس , حزين , وبني ماض آمن , وردي , مستقر .

39

باجتاه بحثه الدؤوب لقد عانى جيل النكبة من الضياع , وتخبط -في البداية– عن الهوية , عن الشخصية الوطنية , عن اخلالص , عن الوصفة , أو التميمة التي تنتشله من واقعه ; وتنطلق به إلى أفق املستقبل الواعد , بتحقيق العودة ألرضه , وإزالة هيوني عن بالده , فكانت االنتماءات املتعددة ملختلف األحزاب واملنظمات االحتالل الصأواليميني العروبي الفكر في الفلسطينية الــذات عن وعبرت , آنــذاك نشأت التي

أوالديني أو اليساري .

إلى أن جاءت حركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( , واستثمرت مرحلة الصراع في البحث عن الذات والكيانية الوطنية , مرحلة صراع السيوف اخلشبية, واملناظرات الفكرية اخلاوية , فانتشلت الذات الفلسطينية من أفق الصراع الفكري النظري احملض , ودمجتها في مسيرة الفعل عبر العمل العسكري , واإلعالمي , والسياسي , واالجتماعي النقابي , والثقافي , واستطاعت بذلك أن توظف عديد الطاقات في مجرى نهر الثورة املتدفق . فأعادت بذلك اللحمة والتماسك للذات , وبعثتها من جديد وطنية ثورية ,

مناضلة , مقاتلة بناءة , ثم ذات أفق دميقراطي تعددي مدني .

لقد سعت حركة )فتح( الستثمار الذات الفلسطينية بنقلها من احلرث في حقول اآلخرين , إلى احلرث في حقل الذات الفلسطينية , فكانت السمة القطرية الوطنية كتخصيص , وتكريس , وأولوية للقضية , وكانت االستقاللية ضد احملاور السياسية

في البيئة العربية .

, وكان أن أعيد بناء الذات والشخصية الفلسطينية وكانت )م.ت.ف( إطارا جامعا بروحها وعقلها وجسدها التي كادت بإنهاكها أن متحى , أو تضيع , أو تطمس , أو تقتل.

قال تعالى :�گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ� )الشورى : 20(

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

40


20 – مسلكيات األعضاء والجماهير :

إن اجلماهير ال ترى إال السقطات , واألخطاء , والفاسدين من خالل الدعاية املضــادة , ولذلك تهتــم حركة )فتح( بالقيم , والتصــرفــات , واألخــالق احلميــدة , وباملسلكيات التنفيذية السليمة . لذلك أفردت لها دراسات وأبحاثا وأدبيات خاصة , فكانت قواعد املسلكية الثورية في املجال التنظيمي , والسياسي , والعسكري , وفي

املجال اجلماهيري , وتلك اخلاصة للكوادر املتقدمة .

وكما كان اهتمام احلركة بعملية البناء املتكامل للشخصية الفلسطينية والفتحوية بعناصرها الثالثة : الروح )=النفس( , والفكر , واجلسم , فإنها تهتم بالعالقة مع , وتقاليدها , , واحترام عاداتها والتعاون معها , , فجعلت من محبتها اجلماهير , اجلماهير مع القومي للسلوك مبادئ منها والتعلم , وتعليمها , عليها واالعتماد

ومناذج , وقصصا في مساندة املظلوم ضد الظالم , والفاسد واحملسوبيات ..!!

وألن حركة التحرير الوطني الفلسطيني- )فتح( , احتفظــت بطـابــع الثـنـائــيــة عنها نفسـها متيز ولم , اجلماهير عن نفسها تعزل لم واجلماهيرية , الطالئعية بل عبرت في عديد املواقع واملواقف , واملسلكيات عن مدى ارتباطها , والتحامها , ومحبتها للجمهور واحترامها له , وعدم تعديها , أو إساءتها , أو تكبرها , أو تعاليها , أو احتقارها , أو تسفيهها لهذه اجلماهير , أو قطاعات منها : فكانت مختلف الهبات, والتظاهرات , والفعاليات , واالنتفاضات , وأساليب املقاومة الشعبية , والنشاطات, , اإليجابية التبادلية العالقة طبيعة مع امللتقي اجلماهيري الزخم مدى عن تعبر بني كوادر حركة )فتح( , واجلماهير والتي اعتبرتها )فتح( املدد الرئيس , والدائرة

األوسع, احمليطة بأعضاء وأنصار احلركة , وقد يظهر في امليدان غير هذا..!!

, الثورة عناصر من مرصودة أعــداد مارستها التي السلبية السلوكيات بعض أو احلركة , جتاه اجلماهير في مختلف املراحل , واملواقع واملواقف أدت لعزل مثل هؤالء , وركنهم في الزوايا السوداء للذاكرة الوطنية , والشعبية , وحصرتهم رغم

41

محاوالتهم إعادة تلميع أنفسهم , وبعثها في كل مرحلة بشكل جديد , حصرتهم في نطاق املنافقني, أو الثقوب السوداء في الصفحات البيضاء لسفر الثورة الكبير .

الشخصية "التطهرية" تتراجع عند أقل سلبية , أو محنة تواجهها , فتخسر احلركة بذلك شخصيات كان من املفترض لوجودها اخلير الكثير , ولكن قدرتها احملدودة على خوض الصراع , وعلى التحمل محدودة , ما جعل من الشخصيات "االنتهازية" تتقدم

في جسد التنظيم .

في تراجع التطهري وتقدم االنتهازي يستدعي بناء الشخصية "الثورية" الصلبة في التنظيم , وهي القادرة على التصدي , والتحدي , وخوض الصراع بهدف النصر على الذات أوال , وعلى االنتهازيني , وأفكارهم الزائفة , ومن أمثالهم في كل التنظيمات

سنجد الكثير .

إن السلوكيات السلبية املوروثة عن عهود العتمة , والتي تزاولها قطاعات , أوشرائح من الشعب , كانت مجال النقد والتقومي من قبل الثورة بالقدوة , واألمثولة احلسنة ,

ومحاصرة السلبيات ما ال يجب التخلي عنه .

21- فلسطين :

فلســــطني هي أم البدايات وأم النهايات , وفلسطني التي نتحدث عنها , ونسعى لها هي فلسطيننا , كل فلسطني التاريخية من عكا , والناصرة , وحيفا , ويافا , والناقورة إلى القدس , وجنني , ورام ا� , واخلليل , وبيت حلم , وخان يونس , وعسقالن , وأم الرشراش , وكل القرى , واملدن , واخلرب, ال نفرق بني جزء وآخر في االنتماء واحلب

واالميان , والتحرير , وإن كان لنا في السياسية مرحلية وتقدير واحتساب للقوى .

إن فلسطني التاريخية وصراعنا النضالي فيها سواء أكان عسكريا , أم سياسيا, أم قانونيا , أم شعبيا يأتي في إطار التخير األمثل للوسيلة للعودة بكل الالجئني لبلدنا , هذا بكل تضاريسه املتنوعة , ولوعة الشوق إليه التي لن تنتهي إلى أن يرث ا� األرض

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

42


ومن عليها.

, والتهجير , واالغتصاب , االحــتــالل من عانت عنها نتحدث التي فلسطني واللجوء, كما عانت من التزوير التاريخي , واالختالق للروايات املتوارثة عبر العصور,

تلك التي أسبغ عليها بعضهم قداسة االفتراء , ولم ينحز للحقيقة أبدا .

وملحقاتها" التوراة هي التناخ = "التناخي اليهودي والفكر , هيونية الص لعبت واملستشرقون املنحرفون , ومفسرو التوراة املهووسون بالروايات اخلرافية , وكما لعب االستعماريون الغربيون بكتب التاريخ , وألهداف اقتصادية استعمارية بحتة, فصوروا لغيرنا, إلى أن حصحص احلق وبان بوضوح الشمس من الدراسات فلسطني بلدا اسرائيل بني لقبيلة املنسوب التأريخ أن قــررت التي اجلــادة والتاريخية , العلمية العربية اليمنية املنقرضة , كان هناك في البعيد أي في اليمن القدمي جنوب اجلزيرة,

ونطق احلجر فقال بعروبة , وإسالمية , ومسيحية هذه البقعة من األرض.

يكن ولــم , املنقرضني اليمنيني العرب إسرائيل لبني ال ممالك هنا يكن فلم ال هيكل , وال كل ما يزعمون في قدسنا وأرضنا, وهم على ذلك ال صلة لهم مبن ذكروا بالتوراة أو القرآن من أصله , فهم –أي سكان ما أسموها "إسرائيل" اليوم- من نسل قبائل اخلزر , املنطقة بني بحري قزوين واألسود جنوب روسيا , ما يثبت نفسه لعديد شعوب حطت في بالدنا قوميا رابطا ديانة أي , الديانة كانت وما بنفسه,

أبدا.

والقانوني , السياسي لصراعنا يضاف أن يجب هو صراع الرواية إن صراع وامليداني , لنعلم أن األرض تتنفس العربية من األزل , ولنعلم أن الصراع له البداية الواقعية في قرار التقسيم في العام 1947م فقط ال غير , وما قبلها ما هو إال تزوير مطلق , ومن هنا نبدأ نفكر بالسياسة ونبدع النضال , فإما أن نبسط , أو نختصر

ونقدر .

43

خـــاتــمــــــة :

إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح ال تطلق شعارات فقط , وال تعرض مسلكيات ثورية فقط للوعظ البحت , وال تطرح فكرا نظريا مجردا , بل ترسم , أو تصنع شكل النفس والعالم القادم واملستقبل الواعد , وبذا يتحقق مثل هذه الشعارات بالفعل , والعمل على األرض , وبالقدوة , واإلجناز احلقيقي املبدع في امليدان , لذلك فإن االنتماء احلقيقي بحاجة إلجنازات مستمرة ومتواصلة , وجميعها تكون في اجتاه

حتقيق الهدف .

تتراكم اإلجنازات واالنتصارات بعضها فوق بعض , ودون توقف , حيث إن : "قليل دائم خير من كثير منقطع" , وما إذا توقفت اإلجنازات , فإنها ستصبح تاريخا تتراكم عليه األتربة , والغبار , ولو كانت من ذهب سيذهب بريقها وقد تختفي وتصبح من اآلثار التي مكانها املتاحف للغبار , وللحبر , واحلسرات , والزفرات على املجد التليد

فقط.

اإلجنازات , واالنتصارات املتجددة املتواصلة , وإن كانت صغيرة حجما , أو قليلة كما , فإنها تبقى تلمع , ويبقى بريقها جاذبا وملفتا لألنظار , مستقطبة للجماهير , للنقد, وللتبصر , واالستبصار , ومطالبة الذات باملساهمة ملزيد من الفعاليات التي تتراكم في حتقيق النصر , وهي قابلة ألن تكبر انتصارا بارزا ; لتشكل عالمة فارقة

حتول في مجرى األحداث .

لذلك فإن في حركــة )فتح( , حركــة التواصــل , والدميومــة , واملشــاركة , حركــة الرجــال , والنسـاء , والشبيبـة احلارقــة , حركــة األشــبال املشبعني باألمــل , والزهرات , النضالية مسيرتها عبر متجددة واستقطاب , جــذب أدوات تشكل الطموحات, وتطبيقها الثورية النظرية بني ومــا , الهوية إلــى الكيانية من املراحل جميع وعبر إجنازات وإبداعات لم يستطع اآلخرون إال اللحاق بها , منبهرين مقلدين بل والهثني متقطعي النفس في جميع املجاالت السياسية , واالقتصادية , واألمنية , واالجتماعية ,

ح(؟!كة )فت

حري ل


قوة اال

44


حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتحأمانة سر اللجنة المركزية

2015المعهد الوطني لتدريب الكوادر

فلسطين

واجلماهيرية .

ومن هنا فإن انتماءنا للحركة كان انتصارا لفلسطني الوطن , والشعب , ولإلميان وااللتزام , واالستعداد للتضحية , وبالروح الوثابة , والفكر الوقاد اإليجابي املبدع , كما كـان انتصـارا للوعـي , واملبــادرة , والفعــل الثــوري األكــيد , والتصميم العـنـيـد على مواصـلـة النضـال , والكـفـاح الوطـني حتى حتقيق االنتصـار , فا� معـنا , وإن النصـر

الكبير آت , وما ذلك على ا� بعزيز.

� ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ ىئ� وإنا لصادقون .

وإنها لثورة حتى النصر ...

قوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتح

Recruiting & HR