أعطوا حقها الطريق

بذةــــــــن :

اإليمان بضع وسبعون شعبة أو »بضع وستون شعبة، فأفضلها قول ال إله إال الله، وأدناها إماطة األذى

عن الطريق والحياء شعبة من ]رواه البخاري[اإليمان« .

;بص;ار:ه:م قال تعالى: = م:ن أ ;غ?ض<وا :ين; ي :لم?ؤم:ن }ق?ل ل:ير? ب :نF الله; خ; ;ه?م إ ;ى ل ;زك :ك; أ وج;ه?م ذ;ل = ف?ر? ;حف;ظ?وا و;ي

;ع?ون; ) ;صن :ما ي ;غض?ضن; م:ن 30ب ;ات: ي :لم?ؤم:ن ( و;ق?ل ل }Fوج;ه?ن ;حف;ظن; ف?ر? ;بص;ار:ه:نF و;ي [30-31]النور:أ .

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: »إياكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إال المجالس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق

الطريق؟ قال: غض البصر، وكف األذى، ورد السالم، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر«

.]رواه البخاري[

:فمن حق الطريق - 1

:وجوب أداء حقوق الطريق

kنها النبي وهي: غض البصر، وحقوق الطريق بيوكف األذى، ورد السالم، وأمر بالمعروف،

ونهي عن المنكر« وهذه الحقوق ليست من kنت باب الحصر، وإنما هي بعضها، وقد بي

n للطريق غير هذه، فأعلم ?خر حقوقا أحاديث أأن المذكورات التي في الحديث ليست من

.باب الحصر

أ - غض البصر:األمر بغض البصر يشترك فيه الرجال

والنساء على حد سواء، وذلك ألن إطالق البصر فيما يحرم يجلب عذاب القلب وألمه، وهو يظن أنه يروح عن نفسه

n ويبهج قلبه، ولكن هيهات. وأعظمهم عذابامدمنهم، وكما قال ابن تيمية رحمه الله: "تعمد النظر يورث القلب عالقة يتعذب

n بها اإلنسان، وإن قويت حتى صارت غراماn زاد العذاب األليم، سواء قدر أنه وعشقا

قادر على المحبوب أو عاجز عنه، فإن n فهو في عذاب أليم من الحزن كان عاجزا

n فهو في والهم والغم، وإن كان قادراعذاب أليم من خوف فراقه، ومن السعي

في تأليفه وأسباب رضاه!" انتهى كالمه .رحمه الله

وأصل ذلك ومبدؤه من النظر، فلو أنه غض بصره الرتاحات نفسه وارتاح قلبه.

والشرع المطهر لم يغفل ما قد يقع من الناس بدون قصد منهم، بل أمر من نظر إلى امرأة أجنبية بدون

قصد منه أن يصرف بصره عنها وال يتمادى. قال »سألت رسول الله جرير بن عبدالله رضي الله عنه:

]رواه عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري« مسلم[. ومعنى نظر الفجأة: أن يقع بصره على األجنبية من غير قصد فال إثم عليه في أول ذلك،

ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال فال إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا

.الحديث، قاله النووي

ب - كف األذى:ومن حقوق الطريق، كف األذى وعدم إيذاء الناس في أبدانهم أو أعراضهم.

وفي الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي قال:

ل:م المسلمون من »المسلم من س; ]رواه البخاري لسانه ويده... الحديث«

ومسلم[ والحديث من جوامع كلمه، فيشمل اللسان من تكلم بلسانه وآذى الناس في أعراضهم أو سبهم، ويشمل

من أخرج لسانه استهزاء وسخرية. وكذا اليد فإن أذيتها ال تنحصر في الضرب،

?خر كالوشاة بل تتعداها إلى أمور أبالناس، والسعي في اإلضرار بهم عن

..طريق الكتابة، أو القتل ونحو ذلك

بل إن من محاسن هذا الدين أن كان كف المرء شره وأذاه عن الناس

صدقة يتصدق بها على نفسه، جاء ذلك في حديث أبي ذر قال: سألت

النبي: "أي العمل أفضل؟"، قال: . قلت: »إيمان بالله وجهاد في سبيله«

»أعالها "فأي الرقاب أفضل؟"، قال: n وأنفسها عند أهلها« . قلت: "فإن ثمنا

n أو لم أفعل؟"، قال: »تعين صانعاقال: "فإن لم أفعل؟"، تصنع ألخرق«.

»تدع الناس من الشر فإنها قال: ]رواه صدقة تصدق بها على نفسك«

»تكف شرك البخاري[. وعند مسلم: عن الناس فإنها صدقة منك على

«نفسك

جـ - رد السالم:ومن حقوق الطريق: رد السالم، وهو واجب لقوله في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

»خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السالم، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة

]رواه البخاري المريض، واتباع الجنائز«ومسلم[. وقد قصkر في هذا الباب خلق كثير، واقتصر سالمهم على المعرفة، فمن عرفوه

سلموا عليه أو ردوا عليه سالمه، ومن لم n. وهذا خلل ومخالفة يعرفوه لم يعيروه اهتماما

.للسنة

د - وجوب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر:هذا باب عظيم الشأن والقدر، به كانت هذه

?خر:ج;ت األمة خير األمم: مFة� أ? ?م خ;ير; أ ?نت }ك

;ر: ;نه;ون; ع;ن: الم?نك وف: و;ت :الم;عر? ون; ب ;أم?ر? Fاس: ت :لن ل:الله:{ ?ون; ب ?ؤم:ن [. قال ابن 110]آل عمران: و;ت

كثير: قال عمر بن الخطاب "من سره أن يكون من تلك األمة فليؤد شرط الله فيها"، رواه ابن جرير، ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله تعالى:

;ر� ف;ع;ل?وه?{} ;اه;ون; ع;ن م<نك ;ن ;ت = ال ي ?وا ;ان ]المائدة: ك79] .

وبتركه يحل بهم العقاب. فقد روى اإلمام أحمد في مسنده قال: "قام أبوبكر فحمد

الله عز وجل وأثنى عليه فقال: أيها الناس = إنكم تقرءون هذه اآلية ?وا Fذ:ين; آم;ن <ه;ا ال ي

; ;أ }ي?م مFن ض;لF إذ;ا ك ;ض?ر< ?م ال ي ك ;نف?س; ?م أ ;يك ع;ل

?م{ ;د;يت [ إلى آخر اآلية، 105]المائدة:اهتوإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني

»إن الناس إذا سمعت رسول الله يقول: رأوا المنكر، ال يغيروه أوشك الله أن يعمهم

."«بعقاب

وفي األمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد عظيمة لألمة، منها: نجاة سفينة المجتمع من الهالك

والغرق، ومنها قمع الباطل وأهله، ومنها كثرة الخيرات والحد من الشرور، ومنها استتباب األمن،

ومنها نشر الفضيلة وقمع .الرذيلة... إلخ

واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس n" أو n على جهة معينة "كالهيئة مثال مقصورا

أناس معينين "كرجال الحسبة"، بل إن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل أحد، كل� بحسب استطاعته. والحديث الوارد

n من أحد. قال أبو في ذلك عام لم يخصص أحداسعيد الخدري رضي الله عنه: سمعت رسول

n فليغيره الله يقول: »من رأى منكم منكرابيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع

]رواه مسلم[فبقلبه، وذلك أضعف اإليمان« .

ولكن ينبغي اإلشارة هنا إلى أمور:

:n التدرج في اإلنكار:أوالفال يتحول المرء إلى مرتبة حتى يعجز

عن التي قبلها، فال ينكر بقلبه من يستطع اإلنكار بلسانه، وهكذا.

أن من كانت له والية فإنكاره الثاني: :يكون بأعلى مراتب اإلنكار

فرب األسرة هو السيد المطاع في البيت وتغييره يكون بيده فهو قادر على إزالة

.المنكر بيده وال يعذر بترك ذلك

العلم بالمنكر أنه منكر قبل اإلنكار:الثالث: وهل هو من األمور التي يسوغ فيها

الخالف، وهذا باب غلط فيه فئام من .الناس، فليتنبه له

يجب أن يستشعر الم?نك:ر? قاعدة الرابع: المفاسد والمصالح:

وأن ال يبادر إلى اإلنكار إال إذا علم أن مصلحته راجحة على مفسدته، ومتى

علم رجحان المفسدة وجب عليه .الكف حتى ال يفتح باب شر وإفساد

إذا عجز الم?نكر? عن المرتبة الخامس: األولى والثانية:

فال يغفل عن قلبه ويمر عليه المنكر دون إنكار بالقلب وظهور آثار ذلك

.على صفحات وجهه

هـ - هداية السائل عن الطريق:n إرشاد ومن حقوق الطريق أيضا

السائل عن الطريق، وهدايته إليه، n أو أعمى. وجاء سواءn كان ضاالn به في حديث هذا الحق مصرحا

أبي هريرة في قصة الذين سألوا النبي عن حق الطريق قال:

]رواه أبو داود[. »وإرشاد السبيل« وفي حديث آخر ألبي هريرة ما

يبين أن هداية السبيل من الصدقات، قال: قال رسول الله:

]رواه »ودل< الطريق صدقة« .البخاري[

:ومن حق الطريق - 2

إزالة األذى من الطريق:من اآلداب المستحبة في الطريق، إزالة األذى عن الطريق، بل هي من اإليمان:

»اإليمان بضع وسبعون شعبة أو قال: بضع وستون شعبة، فأفضلها قول ال إله

إال الله، وأدناها إماطة األذى عن الطريق ]رواه والحياء شعبة من اإليمان«

.البخاري[

وهي من الصدقات، وبسببها أدخل رجل الجنة، ففي حديث أبي هريرة قال: قال

»كل سالمى من الناس رسول الله: عليه صدقة... ثم قال: وتميط األذى عن

]رواه البخاري الطريق صدقة« n أن رسول الله ومسلم[. وعنه أيضا

يما رجل يمشي بطريق وجد أ»قال: غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفرله... الحديث«

]رواه البخاري ومسلم[ وعند أبي داود: n لم يعمل قال رسول الله: »نزع رجال

n قط غصن شوك عن الطريق، إما خيراكان في شجرة فقطعه وألقاه، وإما

n فأماطه، فشكر الله له بها كان موضوعا.«فأدخله الجنة

:ومن حق الطريق - 3

تحريم قضاء الحاجة في طريق الناس أو ظلهم:

حذر رسولنا، من التخلي في طريق الناس أو ظلهم، ألن ذلك حق عام، فال يحل المرىء أن يفسد على الناس طرقهم التي يمشون

عليها، أو ظلهم الذي فيه يجلسون، وبه يتقون حر الشمس. فعن أبي هريرة قال:

قالوا وما »اتقوا اللعانين«. قال رسول الله: الذي يتخلى في اللعانان يا رسول الله؟ قال:

رواه مسلم[. ومعنى طريق الناس، وظلهم«]أي: اجتنبوا األمرين »اتقوا اللعانين« قوله:

اللذين يجلبان لعن الناس وشتمهم، ألن من تخلى في طريق الناس أو ظلهم، ال يكاد

.يسلم من سب الناس وشتمهم

:ومن حق الطريق - 4

أن الرجال أحق بوسط الطريق من النساء:

من حرص صاحب الشرع على تميز النساء على الرجال، وقطع كل طريق يؤدي إلى الفتنة بهن، أن جعل حافة الطريق للنساء وأوسطه للرجال، حتى

ال يختلط الرجال بالنساء وتعظم الفتنة - كما هو الحال اآلن إال من رحم الله فعن أبي أسيد

األنصاري أنه سمع رسول الله يقول وهو خارج من ،المسجد، فأختلط الرجال مع النساء في الطريق

فقال رسول الله للنساء: »استأخرن فإنه ليس لكنk أن

?نk بحافات تحققن الطريق، عليكالطريق« فكانت المرأة تلتصق

بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق ]رواه أبو بالجدار من لصوقها به«

داود[. وسير النساء بمحاذاة جوانب الطريق أستر لهن، وأقرب للحياء، ال أن ينافسن الرجال في

طريقهم ويقتحمونه معرضين أنفسهن وغيرهن للفتنة. وأول

فتنة بني إسرائيل كانت في .النساء، وهالكها كان بسبب ذلك

:ومن حق الطريق - 5

إعانة الرجل في حمله على دابته أو رفع متاعه :عليها

ومن آداب الطريق المستحب فعلها أنك إذا n يريد أن يركب دابته وكان ذلك يشق رأيت رجالعليه، فإنك تعينه على ذلك، أو تعينه في حمل متاعه، ويمكن فعل ذلك اآلن، فإن بعض كبار السن قد ال يتمكن من الركوب في "العربات n إذا كانت كبيرة .المتحركة" بسهولة، وخصوصا

وفعل ذلك كله من الصدقة التي يؤجر المسلم »كل عليها. فعن أبي هريرة عن النبي قال:

س?المى عليه صدقة، كل يوم، يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة...

]رواه البخاري[، ولفظ مسلم: "فتحمله الحديث« عليها". وبالله التوفيق.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله

.رب العالمين