الفرق بين الفرق

137
1 ﺮق اﻟﻔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮق اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ، اﻹﺳﻔﺮاﺋﻨﻲ اﻟﺒﻐﺪادي، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﺎهﺮ ﺑﻦ اﻟﻘﺎهﺮ ﻋﺒﺪ اﻹﺳﻼم ﺻﺪر ﻋﺎم ﺗﻮﻓﻲ429 هـ

Upload: abdelfattahhabib

Post on 25-Dec-2015

51 views

Category:

Documents


25 download

DESCRIPTION

وصف للفرق

TRANSCRIPT

Page 1: الفرق بين الفرق

1  

الفرق بين الفرق

صدر اإلسالم عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي، اإلسفرائني ، التميمي

هـ429توفي عام

Page 2: الفرق بين الفرق

2  

الفرق بين الفرق

بسم اهللا الرحمن الرحيم

اعتمده الحمد هللا فاطر الخلق وموجده ومظهر الحق ومنجده الذي جعل الحق وزرا لمن اعتقده وعمرا لمن وجعل الباطل مزال لمن ابتغاه ومذال لمن اقتضاه والصالة والسالم على الصفوة الصافية والقدوة الهادية محمد وآله

سألتم أسعدآم اهللا مطلوبكم شرح معنى الخبر المأثور عن النبي في افتراق االمة ثالثا . خيار الورى ومنار الهدىجنة عاليه وبواقيها عادية تصير الى الهاوية والنار الحامية وطلبتم الفرق وسبعين فرقة منها واحدة ناجية تصير الى

بين الفرقة الناجية التي ال يزل بها القدم وال تزول عنها النعم وبين فرق الضالل الذين يرون ظالم الظلم نورا .واعتقاد الحق ثبورا وسيصلون سعيرا وال يجدون من اهللا نصيرا

بكم من الواجب في إبانة الدين القويم والصراط المستقيم وتمييزها من األهواء المنكوسة فرأيت إسعافكم بمطلو واآلراء المعكوسة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من يحيا عن بينة فأودعت مطلوبكم مضمون هذا الكتاب وقسمت

:مضمونه خمسة ابواب هذه ترجمتها

ثا وسبعين فرقةباب في بيان الحديث المأثور في افتراق األمة ثال

باب في بيان فرق األمة على الجملة ومن ليس منها على الجملة (1)

باب في بيان فضائح آل فرقة من فرق االهواء الضالة (2)

باب في بيان الفرق التي انتسبت الى االسالم وليست منها (3)

يان محاسن دينه فهذه جملة ابواب هذا الكتاب وسنذآر في آل باب في بيان الفرقة الناجية وتحقيق نجاتها وب (4) .باب منها مقتضاه على شرطه إن شاء اهللا تعالى

:{الباب االول}

في بيان الحديث المأثور في افتراق األمة

عن أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشار اإلسفراءينى قال أخبرنا عبد اهللا بن ناجية قال حدثنا وهب بن بقية افترقت اليهود على إحدى {خالد ابن عبد اهللا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول اهللا

.{وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتى على ثالث وسبعين فرقة

الثقة قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد أخبرنا أبو محمد عبد اهللا بن محمد بن على بن زياد السميذى العدل الجبار قال حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا إسماعيل بن عباس عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد اهللا بن

ليأتين على أمتى ما أتى على بنى إسرائيل تفرق بنو اسرائيل على {يزيد عن عبد اهللا بن عمرو قال قال رسول اهللا عين ملة وستفترق امتى على ثالث وسبعين ملة تزيد عليهم ملة آلهم في النار اال ملة واحدة قالوا يا رسول اثنتين وسب

.{اهللا من الملة الواحدة التي تنقلب قال ما أنا عليه وأصحابي

قال حدثنا أخبرنا القاضي أبو محمد عبد اهللا بن عمر المالكي قال حدثنا أبي عن أبيه قال حدثنا الوليد بن مسلمة إن بنى إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن امتى {االوزاعي قال حدثنا قتادة عن انس عن النبي قال

.{ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة آلها في النار إال واحدة وهى الجماعة

Page 3: الفرق بين الفرق

3  

ي جماعة من الصحابة آأنس بن قال عبد القاهر للحديث الوارد في افتراق االمة أسانيد آثيرة وقد رواه عن النب مالك وأبي هريرة وأبي الدرداء وجابر وأبي سعيد الخدري وأبي بن آعب وعبد اهللا بن عمرو بن العاص وأبي امامة

.ووائله بن االسقع وغيرهم

ما روي عن الصحابة من ذم بعض الفرق

وذآروا أن الفرقة الناجية منها فرقة واحدة وقد روى عن الخلفاء الراشدين أنهم ذآروا افتراق االمة بعدهم فرقا .وسائرها على الضالل في الدنيا والبوار في اآلخرة

وروى عن النبي ذم القدرية وأنهم مجوس هذه االمة وروى عنه ذم المرجئة مع القدرية وروى عنه أيضا ذم .المارقين وهم الخوارج

ة والخوارج المارقة وقد ذآرهم على رضى اهللا عنه في خطبته وروى عن أعالم الصحابة ذم القدرية والمرجئ .المعروفة بالزهراء وبرىء فيها من اهل النهراوان

وقد علم آل ذي عقل من أصحاب المقاالت المنسوبة الى أن النبي عليه السالم لم يرد بالفرق المذمومة التي أهل مع اتفاقهم على اصول الدين الن المسلمين فيما اختلفوا فيه من فروع النار فرق الفقهاء الذين اختلفوا في فروع الفقه

:الحالل والحرام على قولين

.أحدهما قول من يرى تصويب المجتهدين آلهم في فروع الفقه وفرق الفقه آلها عندهم مصيبون

من غير تضليل منه والثاني قول من يرى في آل فرع تصويب واحد من المتخلفين فيه وتخطئة الباقين .للمخطىء فيه

بيان مراد الرسول من ذآر الفرق المذمومة

وإنما فصل النبي عليه السالم بذآر الفرق المذمومة فرق أصحاب األهواء الضالة الذين خالفوا الفرقة الناجية في دير الخير والشر أو في باب ابواب العدل والتوحيد أو في الوعد والوعيد أو في بابى القدر واالستطاعة أو في تق

الهداية والضاللة أو في باب اإلرادة والمشيئة أو في باب الروية واإلدراك أو في باب صفات هللا عز وجل وأسمائه وأوصافه أو في باب من أبواب التعديل والتجويز أو في باب من أبواب النبوة وشروطها ونحوها من االبواب التي

ماعة من فريقى الرأى والحديث على أصل واحد خالفهم فيها أهل األهواء الضالة من اتفق عليها أهل السنة والجالقدرية والخوارج والروافض والنجارية والجهمية والمجسمة والمشبهة ومن جرى من فرق الضالل فان المختلفين

النبوة واإلمامة يكفر في العدل والتوحيد والقبور واالسالف متحدو الروية والصفات والتعديل والتجويز وفى شروط .بعضهم بعضا

فصح تأويل الحديث المروى في افتراق األمة ثالثا وسبعين فرقة الى هذا النوع من االختالف دون االنواع التي اختلفت فيها ائمة الفقه من فروع االحكام في أبواب الحالل والحرام أو ليس فيما بينهم تكفير وال تضليل فيما اختلفوا

احكام الفروع فيه من .

وسنذآر الفرق التي رجع اليهم تأويل الخبر المروى في افتراق االمة في الباب الذي يلى ما نحن فيه إن شاء اهللا عز وجل

.

Page 4: الفرق بين الفرق

4  

:{الباب الثاني من أبواب هذا الكتاب}

في آيفية افتراق االمة ثالثا وسبعين

ويقع في هذا الباب فصالن. سالم في الجملةوفى ضمنه بيان الفرق الذين يجمعهم اسم ملة اال

.أحدهما في بيان المعنى الجامع للفرق المختلفة في اسم ملة االسالم في الجملة والفصل

الثاني في بيان آيفية اختالف االمة وتحصيل عدد فرقها الثالث وسبعين وسنذآر في آل واحد من هذين الفصلين مقتضاه ان شاء اهللا عز وجل

:{الفصل االول}

في اسم ملة االسالم في بيان المعنى الجامع للفرق المختلفة

على الجملة قبل التفصيل

.اختلف المنتسبون الى االسالم في الذين يدخلون باالسم العام في ملة االسالم

قر بنبوة محمد وان آل ما جاء به فزعم أبو القاسم الكعبى في مقاالته أن قول القائل امة االسالم تقع على آل م .حق آائنا قوله بعد ذلك ما آان

وزعم قوم أن أمة اإلسالم آل من يرى وجوب الصالة الى جهة الكعبة وزعمت الكرامية مجسمة خراسان أن فهو مؤمن امة االسالم جامعة لكل من أقر بشهادتي االسالم لفظا وقالوا آل من قال ال اله اال اهللا محمد رسول اهللا

حقا وهو من أهل ملة االسالم سواء آان مخلصا فيه أو منافقا مضمر الكفر فيه والزندقة ولهذا زعموا أن المنافقين في عهد رسول اهللا آانوا مؤمنين حقا وآان ايمانهم آايمان جبريل وميكاءيل واالنبياء والمالئكة مع اعتقادهم النفاق

.وإظهار الشهادتين

مع قول الكعبى في تفسيراته االسالم ينتقض بقول العيسوية من يهود أصبهان فانهم يقرون بنبوة نبينا وهذا القول محمد وبأن آل ما جاء به حق ولكنهم زعموا انه بعث الى العرب ال الى بنى اسرائيل وقالوا ايضا محمد رسول اهللا

ن زعيمهم المعروف بشارآان أنه قال أن محمدا وما هم معدودين في فرق االسالم وقوم من موشكانية اليهود حكوا عرسول اهللا الى العرب والى سائر الناس ما خال اليهود وأنه قال أن القرآن حق وآل االذان واإلقامة والصلوات

الخمس وصيام شهر رمضان وحج الكعبة آل ذلك حق غير أنه مشروع للمسلمين دون اليهود وربما فعل ذلك بعض ا بشهادتي أن ال اله اال اهللا وأن محمدا رسول اهللا واقروا بأن دينه حق وما هم مع ذلك من أمة الشارآانية قد أقرو

.االسالم لقولهم بان شريعة االسالم ال تلزمهم

وأما قول من قال ان اسم ملة االسالم امر واقع على آل من يرى وجوب الصالة الى الكعبة المنصوبة بمكة فقد ز هذا القول وأنكره أصحاب الرأى لما روى عن أبي حنيفة أن صحح إيمان من أقر رضى بعض فقهاء الحجا

بوجوب الصالة الى الكعبة وشك في موضعها وأصحاب الحديث ال يصححون إيمان من شك في موضع الكعبة آما .ال يصححون إيمان من شك في وجوب الصالة الى الكعبة

Page 5: الفرق بين الفرق

5  

مقرين بحدوث العالم وتوحيد صانعه وقدمه وصفاته وعدله وحكمته والصحيح عندنا أن أمة االسالم تجمع ال ونفى التشبيه عنه وبنبوة محمد ورسالته الى الكافة وبتأييد شريعته وبأن آل ما جاء به حق وبأن القرآن منبع أحكام

الى الكفر فهو الشريعة وأن الكعبة هي القبلة التي تجب الصالة اليها فكل من أقر بذلك آله ولم يشبه ببدعة تؤدى .السنى الموحد

فإن آان على بدعة الباطنية أو البيانية أو المغيرة او الخطابية : وأن ضم الى االقوال بما ذآرناه بدعة شنعاء نظر الذين يعتقدون إلهية االئمة او إلهية بعض األئمة او آان على مذاهب الحلول أو على بعض مذاهب اهل التناسخ او

مونية من الخوارج الذين أباحوا نكاح بنات البنات وبنات البنين أو على مذهب اليزيدية من االباضية على مذهب الميفي قولها بان شريعة االسالم تنسخ في آخر الزمان أو أباح ما نص القرآن على تحريمه أو حرم ما أباحه القرآن نصا

.ال يحتمل التأويل فليس هو من أمة االسالم وال آرامة له

وان آانت بدعته من جنس بدع المعتزلة أو الخوارج أو الرافضة االمامية أو الزيدية أو من بدع البخارية أو الجهمية أو الضرارية أو المجسمة فهو من االمة في بعض االحكام وهو جواز دفنه في مقابر المسلمين وفى أال يمنع

ع من الصالة في المساجد وليس من االمة في احكام سواها حظه من الفىء والغنيمة ان غزا مع المسلمين وفي أال يمنوذلك أال تجوز الصالة عليه وال خلفه وال تحل ذبيحته وال نكاحه المرأة سنية وال يحل للسنى أن يتزوج المرأة منهم

نمنعكم اذا آانت على اعتقادهم وقد قال علي بن أبي طالب رضي اهللا عنه للخوارج علينا ثالث ال نبدؤآم بقتال وال .مساجد اهللا أن تذآروا فيها اسم اهللا وال نمنعكم من الفىء ما دامت أيديكم مع أيدينا واهللا أعلم

:{الفصل الثاني من هذا الباب}

في بيان آيفية اختالف االمة وتحصيل عدد فرقها الثالث والسبعين

وفروعه غير من أظهر وفاقا وأضمر آان المسلمون عند وفاة رسول اهللا على منهاج واحد في اصول الدين .نفاقا

وأول خالف وقع منهم اختالفهم في موت النبي عليه السالم فزعم قوم منهم أنه لم يمت وإنما أراد اهللا تعالى رفعه اليه آما رفع عيسى بن مريم اليه وزال هذا الخالف وأقر الجميع بموته حين تال عليهم أبو بكر الصديق قول

وقال لهم من آان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن آان يعبد رب } إنك ميت وإنهم ميتون{ه عليه السالم اهللا لرسول .محمد فانه حي ال يموت

ثم اختلفوا بعد ذلك في موضع دفن النبي فأراد أهل مكة رده الى مكة النها مولده ومبعثه وقبلته وموضع نسله وأراد أهل المدينة دفنه بها ألنها دار هجرته ودار أنصاره وقال آخرون بنقله الى وبها قبر جده إسماعيل عليه السالم

أرض القدس ودفنه ببيت المقدس عند قبر جده إبراهيم الخليل عليه السالم وزال هذا الخالف بأن روى لهم أبو بكر حجرته بالمدينة فدفنوه في} إن األنبياء يدفنون حيث يقبضون{: الصديق عن النبي صلى اهللا عليه وسلم .

ثم اختلفوا بعد ذلك في االمامة وأذعنت االنصار الى البيعة لسعد بن عبادة الخزرجي وقالت قريش ان اإلمامة ال تكون اال في قريش ثم أذعنت االنصار لقريش لما روى لهم قول النبي األئمة من قريش وهذا الخالف باق الى اليوم

جواز اإلمامة في غير قريشالن ضرارا او الخوارج قالوا ب .

ثم اختلفوا بعد ذلك في شأن فدك وفى توريث الترآات عن االنبياء عليهم السالم ثم نفذ في ذلك قضاء ابي بكر ان االنبياء ال يورثون{بروايته عن النبي عليه الصالة والسالم }.

أبي بكر في وجوب قتالهم ثم اختلفوا بعد ذلك في ما نعى وجوب الزآاة ثم اتفقوا على رأي .

Page 6: الفرق بين الفرق

6  

ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتال طليحة حين تبنى وارتد حتى انهزم الى الشام ثم رجع في أيام عمر الى االسالم وشهد .مع سعد بن أبي وقاص حرب القادسية وشهد بعد ذلك حرب نهاوند وقتل بها شهيدا

فى اهللا تعالى امره وأمر سجاح المتنبية وأمر االسود بن زيد ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتال مسيلمة الكذاب الى أن آ .العنسى

.ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتل سائر المرتدين الى أن آفى اهللا تعالى أمرهم

ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتال الروم والعجم وفتح اهللا تعالى لهم الفتوح وهم في اثناء ذلك آله على آلمة واحدة في ل والتوحيد والوعد والوعيد وفى سائر اصول الدين وانما آانوا يختلفون في فروع الفقه آميراث الجد مع أبواب العد

االخوة واألخوات مع األب واألم او مع األب وآمسائل العدل والكاللة والرد وتعصيب األخوات من األب واألم او ئلة الحرام ونحوها مما لم يورث اختالفهم فيه من األب مع البنت او بنت االبن وآاختالفهم في جر الوال وفى مس

.تضليال وال تفسيقا وآانوا على هذه الجملة في ايام أبي بكر وعمر وست سنين من خالفة عثمان

.ثم اختلفوا بعد ذلك في أمر عثمان ألشياء نقموها منه حتى أقدم الجلها ظالموه على قتله

ليه اختالفا باقيا الى يومنا هذاثم اختلفوا بعد قتله في قاتليه وخاذ .

ثم اختلفوا بعد ذلك في شأن على واصحاب الجمل وفي شأن معاوية واهل صفين وفي حكم الحكمين أبي موسى .األشعري وعمرو بن العاص اختالفا باقيا الى اليوم

معبد الجهنى وغيالن ثم حدث في زمان المتأخرين من الصحابة خالف القدرية فى القدر واالستطاعة من الدمشقي والجعد بن درهم وتبرأ منهم المتأخرون من الصحابة آعبد اهللا بن عمر وجابر بن عبد اهللا وأبي هريرة وابن عباس وأنس بن مالك وعبد اهللا ابن ابى اوفى وعقبة بن عامر الجهني وأقرانهم واوصوا اخالفهم بأن ال يسلموا على

هم وال يعودوا مرضاهمالقدرية وال يصلوا على جنائز .

.ثم اختلفت الخوارج بعد ذلك فيما بينها فصارت مقدار عشرين فرقة آل واحدة تكفر سائرها

ثم حدث في ايام الحسن البصري خالف واصل بن عطا الغزال في القدر وفى المنزلة بين المنزلتين وانضم اليه عن مجلسه فاعتزال عن سارية من سواري مسجد البصرة فقيل عمرو بن عبيد بن باب في بدعته فطردهما الحسن

.لهما والتباعهما معتزلة العتزالهم قول االمة في دعواها ان الفاسق من امة اإلسالم ال مؤمن وال آافر

واما الروافض فان السبابية منهم اظهروا بدعتهم في زمان على رضي اهللا عنه فقال بعضهم لعلى انت االمة علي قوما منهم ونفى ابن سبأ الى ساباط المدائن وهذه الفرقة ليست من فرق امة االسالم لتسميتهم عليا الهافاحرق .

ثم افترقت الرافضة بعد زمان علي رضي اهللا عنه اربعة اصناف زيدية وإمامية وآيسانية وغالة وافترقت ر سائرها وجميع فرق الغالة منهم خارجون عن فرق الزيدية فرقا واالمامية فرقا والغالة فرقا آل فرقة منها تكف

فاما فرق الزيدية وفرق االمامية فمعدودون في فرق االمة. اإلسالم .

.وافترقت النجارية بناحية الري بعد الزعفراني فرقا يكفر بعضها بعضا

بن عمرو وخالف وظهر خالف البكرية من بكر من اخت عبد الواحد بن زياد وخالف الضرارية من ضرار .الجهمية من جهم بن صفوان وآان ظهور جهم وبكر وضرار في ايام ظهور واصل بن عطا في ضاللته

Page 7: الفرق بين الفرق

7  

وظهرت دعوة الباطنية في ايام المأمون من حمران قومط ومن عبد اهللا بن ميمون القداح وليست الباطنية من ذا وظهروا في ايام محمد بن طاهر بن عبد اهللا بن فرق ملة االسالم بل هي من فرق المجوس على ما نبينه بعد ه

.طاهر بخراسان خالف الكرامية المجسمة

فاما الزيدية من الرافضة فمطمعها ثالث فرق وهى الجارودية والسليمانية وقد يقال الحريرية ايضا والبترية ابى طالب في ايام خروجه وآان ذلك وهذه الفرق الثالث يجمعها القول بإمامة زيد بن على بن الحسين بن على بن

.في زمان هشام بن عبد الملك

والكيسانية منهم فرق آثيرة ترجع عن التحصيل الى فرقتين إحداهما تزعم ان محمد بن الحنفية هي لم يمت وهم قلون اإلمامة على انتظاره ويزعمون انه المهدى المنتظر والفرقة الثانية منهم مقرون باماميته في وقته وبموته وين

.بعد موته الى غيره ويختلفون بعد ذلك في المنقول اليه

واما االمامية المفارقة للزيدية والكسائية والغالة فانها خمس عشرة فرقة وهن المحمدية والباقرية والناوسية ية من اتباع هشام بن والشميطية والعمارية واالسماعيلية والمبارآية والموسوية والقطعية واالثنى عشرية والهشام

الحكم او من اتباع هشام بن سالم الجواليقى والزرارية من اتباع زرارة بن أعين واليونسية من اتباع يونس القمى والشيطانية من اتباع شيطان الطاق والكاملية من اتباع أبي آامل وهو أفحشهم قوال فى على وفى سائر الصحابة

.رضى اهللا عنهم

رقة من فرق الروافض منها ثالث زيدية وفرقتان من الكيسانية وخمس عشرة فرقة من اإلماميةفهذه عشرون ف .

فاما غالتهم الذين قالوا بإلهية االئمة واباحوا محرمات الشريعة واسقطوا وجوب فرائض الشريعة آالبيانية هم من فرق االسالم وان آانوا والمغيرية والجناحية والمنصورية والخطابية والحلولية ومن جرى مجراهم فما

.منتسبين اليه وسنذآرها في باب مفرد بعد هذا الباب

وأما الخوارج فانها لما اختلفت صارت عشرين فرقة وهذه أسماؤها المحكمة االولى واالزارقة ثم النجدات ثم .الصفرية ثم العجاردة

خازمية والشعيبية والمعلومية والمجهولية والمعبدية والرشيدية وقد افترقت العجاردة فيما بينها فرقا آثيرة منها ال .والمكرمية والحمزية واالبراهيمية والواقفة

.وافترقت األباضية منها فرقا حفصية وحارثية ويزيدية واصحاب طاعة ال يراد اهللا بها

ان شريعة االسالم تنسخ في آخر الزمان واليزيدية منهم اتباع ابن يزيد بن أنيس ليست من فرق االسالم لقولها ب .بنبى يبعث من العجم

وآذلك في جملة العجاردة فرقة يقال لها الميمونية ليست من فرق االسالم النها أباحت نكاح بنات البنات وبنات منهم وال من البنين آما أباحته المجوس وسنذآر اليزيدية والميمونية في جملة الذين انتسبوا الى االسالم وما هم

.فرقهم

واما القدرية المعتزلة عن الحق فقد افترقت عشرين فرقة آل فرقة منها تكفر سائرها وهذه اسماء فرقها واصلية وعمرية والهذيلية والنظامية واالموارية والعمرية والثمامية والجاحظية والحايطية والحمارية والخياطية والسحامية

ة والكعبية والجبائية والبهشيمية المنسوبة الى أبي هاشم ابن الجبائى فهي ثنتان واصحاب صالح قبة والمويسيوعشرون فرقة ثنتان منها ليستا من فرق االسالم وهما الحايطية والحمارية وسنذآرهما في الفرق التي انتسبت الى

.االسالم وليست منها

Page 8: الفرق بين الفرق

8  

:وأما المرجئة فثالثة اصناف

رجاء في االيمان وبالقدر على مذاهب القدرية فهم معدودون في القدرية والمرجئة آأبي صنف منهم قالوا باإل .شمر المرجىء ومحمد بن شبيب البصرى والخالدى

وصنف منهم قالوا باإلرجاء في االيمان ومالوا الى قول جهم في االعمال واالآساب فهم من جملة الجهمية .والمرجئة

اإلرجاء من غير قدروهم خمس فرق يونسية وغسانية وثوبانية وتومنية ومريسيةوصنف منهم خالصة في .

وأما النجارية فانها اليوم بالري اآثر من عشر فرق ومرجعها في األصل الى ثالث فرق برغونية زغفرانية .ومستدرآة

همية ايضا فرقة واحدةوأما البكرية والضرارية فكل واحدة منها فرقة واحدة ليس لها تبع آثير والج .

والكرامية بخراسان ثالث فرق حقاقية وطرايقية واسحافية لكن هذه الغرق الثالث منها ال يكفر بعضها بعضا .فعددناها آلها فرقة واحدة

فهذه الجملة التي ذآرناها تشتمل على ثنتين وسبعين فرقة منها عشرون روافض وعشرون خوارج وعشرون مرجئة وثالث نجارية وبكرية وضرارية وجهمية وآرامية فهذه ثنتان وسبعون فرقةقدرية وعشر .

فاما الفرقة الثالثة والسبعون فهي أهل السنة والجماعة من فريقى الرأي والحديث دون من يشترى لهو الحديث قالة واحدة في توحيد وفقهاء هذين الفريقين وقراؤهم ومحدثوهم ومتكلمو أهل الحديث منهم آلهم متفقون على م

الصانع وصفاته وعدله وحكمته وفي اسمائه وصفاته وفى ابواب النبوة واإلمامة وفى احكام العقبى وفى سائر اصول الدين وانما يختلفون في الحالل والحرام من فروع االحكام وليس بينهم فيما اختلفوا فيه منها تضليل وال تفسيق وهم

رار بتوحيد الصانع وقدمه وقدم صفاته األزلية واجازة رؤيته من غير تشبيه وال تعطيل الفرقة الناجية ويجمعها االقمع االقرار بكتب اهللا ورسله وبتأييد شريعة االسالم واباحة ما أباحه القرآن وتحريم ما حرمه القرآن مع قيود ما صح

بالحوض والميزان من سنة رسول اهللا واعتقاد الحشر والنشر وسؤال الملكين في القبر واالقرار .

فمن قال بهذه الجهة التي ذآرناها ولم يخلط ايمانه بها بشيء من بدع الخوارج والروافض والقدرية وسائر اهل االهواء فهو من جملة الفرقة الناجية ان ختم اهللا له بها وقد دخل في هذه الجملة جمهور االمة وسوادها األعظم من

يفة واألوزاعى والثورى وأهل الظاهراصحاب مالك والشافعي وأبى حن .

فهذا بيان ما اردنا بيانه في هذا الباب ونذآر في الباب الذي يليه تفصيل مقالة آل فرقة من فرق االهواء الذين .ذآرناهم ان شاء اهللا عز وجل

:{الباب الثالث من أبواب هذا الكتاب}

فرقة منها على التفصيلفي بيان تفصيل مقاالت فرق االهواء وبيان فضائح آل

:هذا باب يشتمل على فصول ثمانية وهذه ترجمتها

فصل في بيان مقاالت فرق الرقض (1)

Page 9: الفرق بين الفرق

9  

فصل في بيان مقاالت فرق الخوارج (2)

فصل في بيان مقاالت فرق االعتزال والقدر (3)

فصل في بيان مقاالت فرق المرجئة (4)

النجارية فصل في بيان مقاالت فرق (5)

فصل في بيان مقاالت الضرارية والبكرية والجهمية (6)

فصل في بيان مقاالت الكرامية (7)

.فصل في بيان مقاالت المشبهة الداخلة في غمار الفرق التي ذآرناها (8)

.وسنذآر في آل فصل منها مقتضاه على شرطه ان شاء اهللا عز وجل

{ ن فصول هذا البابالفصل االول م }:

في بيان مقاالت فرق الرفض

قد ذآرنا قبل هذا ان الزيدية منهم ثالث فرق والكيسانية منهم فرقتان واالمامية منهم خمس عشرة فرقة ونبدأ .بذآر الزيدية ثم االمامية ثم الكيسانية على الترتيب ان شاء اهللا عز وجل

ذآر الجارودية من الزيدية

اوال اتباع المعروف بأبي الجارود وقد زعموا ان النبي نص على امامة على بالوصف دون االسم وزعموا ايضا ان الصحابة آفروا بترآهم بيعة على وقالوا ايضا ان الحسن بن على آان هو االمام بعد على ثم أخوة الحسين آان

.إماما بعد الحسن

يب فرقتين فرقة قالت إن عليا نص على إمامة ابنه الحسن ثم نص الحسن على وافترقت الجارودية في هذا الترت إمامة أخيه الحسين بعده ثم صارت االمامة بعد الحسن والحسين شورى في ولدي الحسن والحسين فمن خرج منهم

الذي نص على شاهرا سيفه داعيا الى دينه وآان عالما ورعا فهو اإلمام وزعمت الفرقة الثانية منهم أن النبي هو .إمامة الحسن بعد على وإمامة الحسين بعد الحسن

:ثم افترقت الجارودية بعد هذا في االمام المنتظر فرقا

.منهم من لم يعين واحدا باالنتظار وقال آل من شهر سيفه ودعا الى دينه من ولدى الحسن والحسين فهو االمام

بن الحسن بن على بن أبي طالب وال يصدق بقتله وال بموته ويزعم انه هو ومنهم من ينتظر محمد بن عبد اهللا المهدى المنتظر الذي يخرج فيملك االرض وقول هؤالء فيه آقول المحمدية من اإلمامية في انتظارها محمد بن عبد

.اهللا بن الحسن بن على

.ومنهم من ينتظر محمد بن القاسم صاحب الطالقان وال يصدق بموته

.ومنهم من ينتظر محمد بن عمر الذي خرج بالكوفة وال يصدق بقتله وال بموته

Page 10: الفرق بين الفرق

10  

.فهذا قول الجارودية وتكفيرهم واجب لتكفيرهم اصحاب رسول اهللا عليه السالم

ذآر السليمانية أو الجريرية منهم

ى وأنها تنعقد بعقد رجلين من خيار االمة وأجاز هؤالء اتباع سليمان بن جرير الزيدي الذي قال ان اإلمامة شورإمامة المفضول واثبت إمامة ابي بكر وعمر وزعم أن االمة ترآت االصلح في البيعة لهما الن عليا آان اولى

باإلمامة منهما اال أن الخطأ في بيعتهما لم يوجب آفرا وال فسقا وآفر سليمان بن جرير باالحداث التي نقمها الناقمون وأهل السنة يكفرون سليمان بن جرير من اجل أنه آفر عثمان رضي اهللا عنه منه .

:ذآر البترية منهم

هؤالء اتباع رجلين أحدهما الحسن بن صالح بن حي واالخير آثير المنوا الملقب باألبتر وقولهم آقول سليمان ذمة وال على مدحه وهؤالء احسن حاال عند أهل بن جرير في هذا الباب غير أنهم توقفوا في عثمان ولم يقدموا على

السنة من أصحاب سليمان بن جرير وقد أخرج مسلم بن الحجاج حديث الحسن بن صالح بن حي في مسنده الصحيح ولم يخرج محمد بن اسماعيل البخاري حديثه في الصحيح ولكنه قال في آتاب التاريخ الكبير الحسن بن صالح بن

بن حرب ومات سنة سبع وستين ومائة وهو من ثغور همذان وآنيته ابو عبد اهللاحي الكوفى سمع سماك .

قال عبد القاهر هؤالء البترية والسليمانية من الزيدية آلهم يكفرون الجارودية من الزيدية القرار الجارودية على ي بكر وعمرتكفير أبي بكر وعمر والجارودية يكفرون السليمانية والبترية لترآهما تكفير أب .

وحكى شيخنا أبو الحسن االشعري في مقالته عن قوم من الزيدية يقال لهم اليعقوبية اتباع رجل اسمه يعقوب .أنهم آانوا يتولون ابا بكر وعمر ولكنهم ال يتبرءون ممن تبرأ منهما

ن أصحاب الكبائر من االمة قال عبد القاهر اجتمعت الفرق الثالث الذين ذآرناهم من الزيدية على القول بأ وال ييأس {يكونون مخلدين في النار فهم من هذا الوجه آالخوارج الذين أيأسوا أسراء المذنبين من رحمة اهللا تعالى

لقولهم بإمامة زيد بن علي بن الحسن " زيدية"إنما قيل لهذه الفرق الثالث واتباعها } من روح اهللا اال القوم الكافرونالب في وقته وإمامة ابنه يحيى بن زيد بعد زيد وآان زيد ابن علي قد بايعه على إمامته خمسة بن على بن ابى ط

عشر ألف رجل من أهل الكوفة وخرج بهم على والى العراق وهو يوسف بن عمر الثقفى عامل هشام بن عبد الملك ننصرك على اعدائك بعد أن تخبرنا على العراقيين فلما استمر القتال بينه وبين يوسف بن عمر الثقفى قالوا له انا

برأيك في أبي بكر وعمر اللذين ظلما جدك على ابن أبي طالب فقال زيد إني ال أقول فيهما إال خيرا وما سمعت أبي يقول فيهما اال خيرا وانما خرجت على بنى امية الذين قاتلوا جدى الحسين وأغاروا على المدينة يوم الحرة ثم رموا

المنجنيق والنار ففارقوه عند ذلك حتى قال لهم رفضتموني ومن يومئذ سموا رافضة وثبت معه نصر بيتا هللا بحجر بن حريمة العنسى ومعاوية بن اسحاق بن يزيد بن حارثة في مقدار مائتى رجل وقاتلوا جند يوسف بن عمر الثقفى

.حتى قتلوا عن آخرهم وقتل زيد ثم نبش من قبره وصلب ثم أحرق بعد ذلك

وهرب ابنه يحيى بن يزيد الى خراسان وخرج بناحية الجوزجانى على نصر بن بشار والى خراسان فبعث .نصر بن بشار اليه مسلم ابن احوز المازنى في ثالثة آالف رجل فقتلوا يحيى بن زيد ومشهده بجوزجان معروف

بهم فيهما حتى قيل أبخل من آوفى قال عبد القاهر روافض الكوفة موصوفون بالغدر والبخل وقد سار المثل :وأغدر من آوفى والمشهور من غدرهم ثالثة أشياء

Page 11: الفرق بين الفرق

11  

أحدها أنهم بعد قتل على رضي اهللا عنه بايعوا ابنه الحسن فلما توجه لقتال معاوية غدروا به في ساباط المدائن يةفطعنه سنان الجعفى في جنبه فصرعه عن فرسه وآان ذلك أحد أسباب مصالحته معاو .

والثاني أنهم آاتبوا الحسين بن علي رضي اهللا عنه ودعوه الى الكوفة لينصروه على يزيد بن معاوية فاغتر بهم وخرج اليهم فلما بلغ آربالء غدروا به وصاروا مع عبيد اهللا بن زياد يدا واحدة عليه حتى قتل الحسين وأآثر

.عشيرته بكربالء

ى بن الحسين بن على بن أبي طالب بعد أن خرجوا معه على يوسف بن عمر ثم والثالث غدرهم يزيد بن عل نكثوا بيعته وأسلموه عند اشتداد القتال حتى قتل وآان من امره ما آان

ذآر الكيسانية من الرافضة

آثر الذين قتلوا هؤالء اتباع المختار بن ابى عبيد الثقفى الذي قام بثأر الحسين بن على بن ابي طالب وقتل ا .حسينا بكربالء وآان المختار ويقال له آيسان وقيل أنه أخذ مقالته عن مولى لعلى رضي اهللا عنه آان اسمه آيسان

:وافترقت الكيسابية فرقا يجمعها شيئان

.أحدهما قولهم بإمامة محمد ابن الحنفية وإليه آان يدعو المختار بن ابى عبيد

هم بجواز البدء على اهللا عز وجل ولهذه البدعه قال بتكفيرهم آل من ال يجيز البدء على اهللا سبحانهوالثاني قول .

واختلفت الكيسانية في سبب إمامة محمد ابن الحنفية فزعم بعضهم أنه آان إماما بعد أبيه على بن أبى طالب جمل وقال لهرضى اهللا عنه واستدل على ذلك بان عليا دفع إليه الراية يوم ال :

ال خير في الحرب اذا لم تزبد>< اطعنهم طعن ابيك تحمد

إن االمامة بعد على آانت البنه الحسن ثم للحسين بعد الحسن ثم صارت الى محمد بن : وقال آخرون منهم ليزيد بن الحنفية بعد اخيه الحسين بوصية اخيه الحسين اليه حين هرب من المدينة الى مكة حين طولب بالبيعة

.معاوية

.ثم افترق الذين قالوا بإمامة محمد ابن الحنفية

فزعم قوم منهم يقال لهم الكربية اصحاب ابى آرب الضرير ان محمد بن الحنفية حى لم يمت وانه في جبل ه من رضوى وعنده عين من الماء وعين من العسل يأخذ منهما رزقه وعن يمينه أسد وعن يساره نمر يحفظان

.أعدائه الى وقت خروجه وهو المهدى المنتظر

وذهب الباقون من الكيسانية الى االقرار بموت محمد بن الحنفية واختلفوا في االمام بعده فمنهم من زعم أن االمامة بعده رجعت الى ابن اخيه على بن الحسين زين العابدين ومنهم من قال برجوعها بعده الى ابى هاشم عبد اهللا

.ابن محمد بن الحنفية

واختلف هؤالء في االمام بعد ابى هاشم فمنهم من نقلها الى أبي محمد بن على بن عبد اهللا بن عباس بن عبد المطلب بوصية ابى هاشم اليه وهذا قول الروندية ومنهم من زعم أن االمامة بعد أبي هاشم صارت الى بيان بن

نت في ابى هاشم ثم انتقلت منه الى بيان ومنهم من زعم ان تلك الروح انتقلت سمعان وزعموا أن روح اهللا تعالى آا .من ابي هاشم الى عبد اهللا بن عمرو بن حرب وادعت هذه الفرقة إلهية عبد اهللا بن عمرو بن حرب

Page 12: الفرق بين الفرق

12  

الشاعر على والبيانية والحربية آلتاهما من فرق الغالة نذآرهما في الباب الذي نذآر فيه فرق الغالة وآان آثير :مذهب الكيسانية الذين ادعوا حياة محمد بن الحنفية ولم يصدقوا بموته ولذا قال في قصيدة له

أال إن األئمة من قريش والة الحق أربعة سواء

على والثالثة من بنيه هم االسباط ليس بهم خفاء

فسبط سبط ايمان وبر وسبط غيبته آربالء

لموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواءوسبط ال يذوق ا

تغيب ال يرى فيهم زمانا برضوى عنده عسل وماء

:قال عبد القاهر أجبناه عن أبياته هذه بقولنا

والة الحق أربعة ولكن لثاني اثنين قد سبق العالء

الءوفاروق الورى أضحى إماما وذو النونين بعد له الو

على بعدهم أضحى إماما بترتيبي لهم نزل القضاء

ومبغض من ذآرناه لعين وفى نار الجحيم له الجزاء

وأهل الرفض قوم آالنصارى حيار بي ما لحيرتهم دواء

:وقال آثير أيضا في رفضه

ومن دين الخوارج أجمعينا برئت الى اإلله من ابن أروى

ومن عمر برئت ومن عتيق غداة دعى أمير المؤمنينا

:وقد أجبناه عن هذين البيتين

برئت من اإلله ببغض قوم بهم أحيا اإلله المؤمنينا

وما ضر ابن أروى منك بغض وبغض البر دين الكافرينا

جدلى إمام على زعم الروافض اجمعينا ابو بكر به

وفاروق الورى عمر بحق يقال له أمير المؤمنينا

:وقال آثير في قصيدة أيضا

أال قل للوصى فدتك نفسي أطلت بذلك الجبل المقاما

Page 13: الفرق بين الفرق

13  

أضر بمعشر والوك منا وسموك الخليفة واإلماما

دوا فيك اهل األرض طرا مقامك عندهم ستين عاماوعا

وما ذاق بن خولة طعم موت وال وارت له ارض عظاما

لقد أمسى بمجرى شعب رضوى تراجعه المالئكة الكالما

وإن له لرزقا من إماما وأشربة يعل بها الطعاما

د أجبناه عن هذا الشعر بقولناوق :

لقد أفنيت عمرك بانتظار لمن وارى التراب له عظاما

فليس بشعب رضواء إمام تراجعه المالئكة الكالما

وال من عنده عسل وماء وأشربة يعل بها الطعاما

الحماماوقد ذاق ابن خولة طعم موت آما قد ذاق والده

ولو خلد أمرؤ لعلو مجد لعاش المصطفى ابدا وداما

وآان الشاعر المعروف بالسيد الحميرى ايضا على مذهب الكيسانية الذين ينتظرون محمد بن الحنفية ويزعمون :أنه محبوس بجبل رضوى الى أن يؤذن له بالخروج ولهذا قال في شعر له

ل من فى األرض فان بذا حكم الذى خلق اإلماماولكن آ

وآان أول من قام بدعوة الكيسائية الى إمامة محمد بن الحنفية المختار بن أبي عبيد الثقفى وآان السبب في ذلك رفع اليه ان أن عبيد اهللا بن زياد لما فرغ من قتل مسلم بن عقيل وفرغ من قتل الحسين بن على رضى اهللا عنه

المختار بن أبي عبيد آان ممن خرج مع مسلم بن عقيل ثم اختفى فأمر باحضاره فلما دخل عليه رماه بعمود آان في يده فشتر عينه وحبسه فتشفع اليه في امره قوم فأخرجه من الحبس وقال له قد أجلتك ثالثة أيام فان خرجت فيها من

ربا من الكوفة الى مكة وبايع عبد اهللا بن الزبير وبقى معه الى ان قاتل الكوفة واال ضربت عنقك فخرج المختار هابن الزبير جند يزيد بن معاوية الذين آانوا تحت راية الحصين بن نمير السكوتى واشتدت نكاية المختار في تلك

والية الحجاز الحروب على اهل الشام ثم مات يزيد بن معاوية ورجع جند الشام الى الشام واستقام البن الزبيرواليمن والعراق وفارس ولقى المختار من ابن الزبير جفوة فهرب منه الى الكوفة وواليها يومئذ عبد اهللا بن يزيد

االنصارى من قبل عبد اهللا بن الزبير فلما دخل الكوفة بعث رسله الى شيعة الكوفة ونواحيها الى المدائن ودعاهم الى ا بثأر الحسين بن على رضى اهللا عنه ودعاهم الى محمد بن الحنفية وزعم ان ابن البيعة له ووعدهم انه يخرج طالب

الحنفية قد استخلفه وأنه قد أمرهم بطاعته وعزل ابن الزبير في خالل ذلك عبد اهللا بن يزيد االنصارى عن الكوفة سبعة عشر الف رجل ودخل ووالها عبد اهللا بن مطيع العدوي واجتمع الى المختار من بايعه في السر وآانوا زهاء

في بيعته عبيد اهللا بن الحر الذي لم يكن في زمانه أشجع منه وابراهيم بن ملك االشتر ولم يكن في شيعة الكوفة أجمل منه وال أآثر منه تبعا فخرج به على والى الكوفة عبد اهللا بن مبطع وهو يؤمئذ في عشرين الف ودامت الحرب

ي آخرها على الزيدية واستولى المختار على الكوفة ونواحيها وقتل آل من آان بالكوفة بينهما اياما ووقعت الهزيمة ف :من الذين قاتلوا الحسين بن على بكربالء ثم خطب الناس فقال في خطبته

Page 14: الفرق بين الفرق

14  

الحمد هللا الذى وعد وليه النصر وعدوه الخسر وجعلهما فيهما الى آخر الدهر قضاء مقضيا ووعدا مأتيا يا أيها قد سمعنا دعوة الداعي وقبلنا قول الداعي فكم من باغ وباغية وقتلى في الواعيه فهلموا عباد اهللا الى بيعه الناس

.الهدى ومجاهدة العدى فانى انا المسلط على المحلين والطالب بثأر ابن بنت خاتم النبيين

م أخذ رأس ابنه جعفر بن عمر ثم نزل عن منبره وانغذ بصاحب شرطته الى دار عمر بن سعد حتى أخذ رأسه ث وهو ابن أخت المختار وقال ذاك برأس الحسين وهذا برأس ابن الحسين الكبير ثم بعث بإبراهيم بن ملك االشتر مع ستة آالف رجل الى حرب عبيد اهللا بن زياد وهو يومئذ بالموصل في ثمانين الف من جند الشام قد واله عليهم عبد

الجيشان على باب الموصل انهزم جند الشام وقتل منهم سبعون الف في المعرآة وقتل الملك بن مروان فلما التقىعبيد اهللا بن زياد والحصين بن نمير السكوتى وانفذ ابراهيم بن االشتر برؤوسهم الى المختار فلما تمت للمختار والية

نة وحكى ايضا انه ادعى نزول الكوفة والجزيرة والماهين الى حدود ارمينية تكهن بعد ذلك وسجع آأسجاع الكه .الوحى عليه

فمن اسجاعه قوله اما والذي أنزل القرآن وبين الفرقان وشرع االديان وآره العصيان القتلن النعاة من أزد عمان .ومذحج وهمذان ونهد وخوالن وبكر وهزان وثعل ونبهان وعبس وذبيان وقيس وعيالن

العظيم العزيز الحكيم الرحمن الرحيم العرآن عرك االديم أشراف بنى تميمثم قال وحق السميع العليم العلى .

ثم رفع خبر المختار الى ابن الحنفية وخاف من جهة الفتنة في الدين فأراد قدوم العراق ليصير اليه الذين اعتقدوا انا على بيعة المهدى ولكن إمامته وسمع المختار ذلك فخاف من قدومه العراق ذهاب رياسته وواليته فقال لجنده

للمهدى عالمة وهو أن يضرب بالسيف ضربة فان لم يقطع السيف جلده فهو المهدى وانتهى قوله هذا الى ابن .الحنفية فأقام بمكة خوفا من ان يقتله المختار بالكوفة

ملوه على دعوى النبوة ثم ان المختار خدعته السبابية الغالة من الرافضة فقالوا له انت حجة هذا الزمان وح فادعاها عند خواصه وزعم أن الوحى ينزل عليه وسجع بعد ذلك فقال أما وتمشى السحاب الشديد العقاب السريع الحساب الغزير الوهاب القدير الغالب النبشن قبر ابن شهاب المفترى الكذاب المجرم المرتاب ثم ورب العالمين

ن وراجز المارقين واولياء الكافرين وأعوان الظالمين وإخوان الشياطين الذين ورب البلد االمين ألقتلن الشاعر المهياجتمعوا على االباطيل وتقولوا على االقاويل االخطوبى لذوى االخالق الحميدة واالفعال الشديدة واالراء العتيدة

.والنفوس السعيدة

نور قلبي تنويرا واهللا الحرقن بالمصر دورا ثم خطب بعد ذلك فقال في خطبته الحمد هللا الذي جعلني بصيرا و .والنبشن بها قبورا وألشفين منها صدورا وآفى باهللا هاديا ونصيرا

ثم أقسم فقال برب الحرم والبيت المحرم والرآن المكرم والمسجد المعظم وحق ذي القلم ليرفعن لي علم من هنا .الى أضم ثم الى اآناف ذي سلم

السماء لينزلن نار من السماء فليحرقن دار أسماء فأنهى هذا القول الى أسماء بن خارجة فقال ثم قال اما ورب قد سجع بي أبو إسحاق وأنه سيحرق داري وهرب من داره وبعث المختار الى داره من أحرقها بالليل وأظهر من

.عنده ان نارا من السماء نزلت فاحرقها

مختار لما تكهن واجتمعت السبابية اليه مع عبيد اهل الكوفة النه وعدهم أن ثم إن اهل الكوفة خرجوا على ال يعطيهم أموال ساداتهم وقاتل بهم الخارجين عليه فظفر بهم وقتل منهم الكثير وأسر جماعة منهم وآان في األسراء

للذين أسروه وقدموه الى رجل يقال له سراقة بن مرداس البارقى فقدم الى المختار وخاف البارقى أن يأمر بقتله فقالالمختار ما أنتم أسرتمونا وال أنتم هزمتمونا بعدتكم وانما هزمنا المالئكة الذين رأيناهم على الخيل البلق فوق

عسكرآم فأعجب المختار قوله هذا فاطلق عنه فلحق مصعب بن الزبير بالبصرة وآتب منها الى المختار هذه االبيات

Page 15: الفرق بين الفرق

15  

رأيت البلق دهما مصمتات أال أبلغ أبا إسحق أنى

أرى عينى ما لم تنظراه آالنا عالم بالترهات

آفرت بوحيكم وجعلت نذرا على قتالكم حتى الممات

.وفى هذا الذي ذآرناه بيان سبب آهانة المختار ودعواه الوحى اليه

عز وجل فهو أن ابراهيم بن األشتر لما بلغه أن المختار تكهن وادعى واما سبب قوله بجواز البدء على اهللا نزول الوحي اليه قعد عن نصرته واستولى لنفسه على بالد الجزيرة وعلم مصعب ابن الزبير ان ابراهيم بن االشتر

شعث الكندي ال ينصر المختار فطمع عند ذلك في قهر المختار ولحق به عبيد اهللا بن الحر الجعفى ومحمد بن االواآثر سادات الكوفة غيظا منهم على المختار الستيالئه على اموالهم وعبيدهم واطمعوا مصعبا في أخذ الكوفة قهرا فخرج مصعب من البصرة في سبعة آالف رجل من عنده سوى من انضم اليه من سادات الكوفة وجعل على مقدمته

الخيل الى عبيد اهللا بن معمر التيمى وجعل األحنف بن قيس المهلب بن ابى صفرة مع اتباعه من األزد وجعل أعنةعلى خيل تميم فلما انتهى خبرهم الى المختار اخرج صاحبه احمد ابن شميط الى قتال مصعب في ثالثة آالف رجل من نخبة عسكره وأخبرهم بان الظفر يكون لهم وزعم أن الوحى قد نزل عليه بذلك فالتقى الجيشان بالمدائن وانهزماصحاب المختار وقتل اميرهم ابن شميط واآثر قواد المختار ورجع فلولهم الى المختار وقالوا له لم تعدنا بالنصر

يمحو اهللا ما يشاء {على عدونا فقال ان اهللا تعالى آان قد وعدني ذلك لكنه بدا له واستدل على اهللا بقول اهللا عز وجل ءفهذا آان سبب قول الكيسانية بالبدا. }ويثبت .

ثم ان المختار باشر قتال مصعب بن الزبير بنفسه بالمذار من ناحية الكوفة وقتل في تلك الواقعة محمد بن األشعث الكندي قال المختار طابت نفسي بقتله ان لم يكن قد بقى من قتلة الحسين غيره وال ابالى بالموت بعد هذا ثم

لى دار االمامة بالكوفة وتحصن فيها مع اربعمائة من اتباعه وقعت الهزيمة على المختار واصحابه فانهزموا اوحاصرهم مصعب فيها ثالثة ايام حتى فنى طعامهم ثم خرجوا اليه في اليوم الرابع مستقتلين فقتلوا وقتل المختار

:معهم قتله أخوان يقال لهما طارف وطريف ابنا عبد اهللا بن دجاجة من بنى حنيفة وقال أعشى همدان في ذلك

لقد نبئت واألنباء تنمي بما آلقى الكوارث بالمذار

وما إن سرنى اهالك قومي وان آانوا وحقك في خسار

ولكنى سررت بما يالقى أبو إسحق من خزى وعار

.فهذا بيان سبب قول الكيسانية بجواز البدء على اهللا عز وجل

وا محمد بن الحنفية وزعموا انه حى محبوس بجبل رضوى الى ان يؤذن له واختلفت الكيسانية الذين انتظر .بالخروج واختلفوا في سبب حبسه هنالك بزعمهم

.فمنهم من قال هللا في امره سر ال يعلمه اال هو وال يعرف سبب حبسه

د ابن معاوية وطلبه األمان ومنهم من قال إن اهللا تعالى عاقبة بالحبس لخروجه بعد قتل الحسين بن على الى يزي منه وأخذه عطاء ثم لخروجه في وجه ابن الزبير من مكة الى عبد الملك بن مروان هاربا من ابن الزبير وزعموا ان

:صاحبه عامر بن واثلة الكناني سار بين يديه وقال في ذلك المسير ألتباعه

ايا إخواني يا شيعتى ال تبعدوا ووازروا المهدى آيما تهتدو

اإلمام الطاهر المسدد محمد الخيرات يا محمد انت

Page 16: الفرق بين الفرق

16  

ال ابن الزبير السامرى الملحد وال الذي نحن اليه نقصد

انه آان يجب عليه ان يقاتل ابن الزبير وال يهرب فعصى ربه بترآه قتاله وعصاه بقصده عبدالملك بن : وقالوا ة ثم إنه رجع من طريقه الى ابن مروان الى الطائف ومات بها مروان وآان قد عصاه قبل ذلك بقصده يزيد بن معاوي

ابن عباس ودفنه ابن الحنفية بالطائف ثم سار منها الى الذر فلما بلغ شعب رضوى اختلفوا فيه فزعم المقرون بموته ضافوها انه مات فيه وزعم المنتظرون له أن اهللا حبسه هنالك وغيبه عن عيون الناس عقوبة له على الذنوب التى أ

.اليه الى أن يؤذن له بالخروج وهو المهدى المنتظر

:ذآر االمامية من الرافضة

هؤالء االمامية المخالفة للزيدية والكيسانية والغالة خمس عشرة فرقة آاملية ومحمدية وباقرية وناوسية وهشامية وزرارية ويونسية وشيطانيةوشميطية وعمارية واسماعيلية ومبارآية وموسوية وقطيعية واثنى عشرية .

:ذآر الكاملية منهم

هؤالء أتباع رجل من الرافضة آان يعرف بأبى آامل وآان يزعم أن الصحابة آفروا بترآهم بيعة على وآفر على بترآه قتالهم وآان يلزمه قتالهم آما لزمه قتال اصحاب صفين وآان بشار بن برد الشاعر األعمى على هذا

:المذهب وروى انه قيل له ما تقول في الصحابة قال آفروا فقيل له فما تقول في على فتمثل بقول الشاعر

وما شر الثالثة ام عمر بصاحبك الذى ال تصبحينا

:وحكى أصحاب المقاالت عن بشار أنه ضم الى ضاللته في تكفير الصحابة وتكفير على معهم ضاللتين أخريين

داهما قوله يرجع برجعة االموات الى الدنيا قبل يوم القيامة آما ذهب اليه اصحاب الرجعة من الرافضةإح .

:والثانية قوله بتصويب إبليس في تفضيل النار على االرض واستدلوا على ذلك بقول بشار في شعر له

األرض مظلمة والنار مشرفة والنار معبودة مذ آانت النار

:وقد رد عليه صفوان األنصاري في قصيدته التي قال فيها

زعمت بأن النار اآرم عنصرا وفى األرض تحيا في الحجارة والزند

ويخلق في أرحامها وارومها أعاجيب ال تحصى بخط وال عقد

وردوفى القعر من لج البحار منافع من اللؤلؤ المكنون والعنبر ال

وال بد من أرض لكل مطير وآل سبوح في العمائر ذي خد

آذلك وما ينساخ في االرض ماشيا على بطنه يمشى المجانب للقصد

وفى فلك االجبال فوق مقطم زبرجد امالك الورى ساعة الحشد

ات يتحبس بالنقدمعادن لهن مغار] الرجالءآم من[وفى الحرة

Page 17: الفرق بين الفرق

17  

من الذهب اإلبريز والفضة التي تروق وتغنى ذا القناعة والزهد

وآل فلذ من نحاس وآنك ومن زنبق حى ونوشادر سندى

وفيها روانيخ وشب ومرتب ومزمر قشا غير آاب وال مكدى

بريت مطاولة الوقدوفيها ضروب القار والزفت والمها وأصناف آ

ومن أثمد جوز وآلس وفضة ومن توتيا في معاربها هندى

وآل يواقيت االنام وحليها من االرض واالحجار فاخرة المجد

وفيها مقام الحل والرآن والصفا ومستلم الحجاج من جنه الخلد

ونحن بنوه غير شك وال جحد مفاخر للطين الذى آان أصلنا

فذلك تدبير ونفع وحكمة وأوضح برهان على الواحد الفرد

فيا بن حليف الشؤم واللؤم والعمى وابعد خلق اهللا من طرق الرشد

اتهجو أبا بكر وتخلع بعده عليا وتعزو آل ذاك الى برد

ه وطالب ذحل ال يبيت على حقدآأنك غضبان على الدين آل

تواتب أقمارا وأنت مشوه وأقرب خلق اهللا من نسب القرد

:وقد هجا حماد عجرد بشارا وقال في هجائه

ويا أقبح من قرد اذا عمى القرد

وقال يرانى فيصفنى وال أراه فأصفه وقيل ان بشارا ما جزع من شىء جزعة من هذا البيت .

:قال عبد القاهر أآفر هؤالء الكاملية من وجهين

.أحدهما من جهة تكفيرها جميع الصحابة من غير تخصيص

والثاني من جهة تفضيلها النار على االرض وقد ذآرنا بعض فضائح بشار بن برد وقد فعل اهللا به ما استحقه مهدى فأمر به حتى غرق في دجلة ذلك له خزى في الدنيا وألهل ضاللته فى اآلخرة عذاب أليموذلك أنه هجا ال .

:ذآر المحمدية

وهؤالء ينتظرون محمد بن عبد اهللا بن الحسن بن الحسين بن على بن أبي طالب وال يصدقون بقتله وال بموته يؤمر بالخروج وآان المغيرة بن سعيد العجلى في صالته في ويزعمون أنه في جبل حاجر من ناحية نجد الى ان

التشبيه يقول ألصحابه إن المهدى المنتظر محمد بن عبد اهللا بن الحسن ابن الحسين بن على ويستدل على ذلك بان له في اسمه محمد آاسم رسول اهللا واسم ابيه عبد اهللا آاسم أبى رسول اهللا وقال في الحديث عن النبي عليه السالم قو

فلما اظهر محمد بن عبد اهللا بن الحسن بن الحسين بن على . }ان اسمه يوافق اسمى واسم ابيه اسم ابى{المهدى

Page 18: الفرق بين الفرق

18  

دعوته بالمدينة استولى على مكة والمدينة واستولى اخوه ابرهيم بن عبد اهللا على البصرة واستولى أخوهما الثالث ذلك في زمان الخليفة أبى جعفر المنصور فبعث المنصور وهو ادريس بن عبد اهللا على بعض بالد المغرب وآان

الى حرب محمد بن عبد اهللا بن الحسن بن الحسين بعيسى بن موسى في جيش آثيف وقاتلوا محمدا بالمدينة وقتلوه في المعرآة ثم أنفذ بعيسى بن موسى ايضا الى حرب ابراهيم بن عبد اهللا بن الحسن بن الحسين بن على مع جنده

ا ابراهيم بباب حمرين على ستة عشر فرسخا من الكوفة ومات في تلك الفتنة إدريس بن عبد اهللا بن الحسن بن فقتلوالحسين بارض المغرب وقيل إنه سم بها ومات عبد اهللا بن الحسن بن الحسين والد اولئك االخوة الثالث في سجن

بالقادسية وهو مشهد معروف يزار المنصور وقبره

محمد بن عبد اهللا ابن الحسن بن الحسين بالمدينة اختلفت المغيرية فيه فرقتين فلما قتل

فرقة أقروا بقتله وتبرءوا من المغيرة بن سعيد العجلى وقالوا إنه آذب في قوله إن محمد بن عبد اهللا بن (1) .الحسن بن الحسين هو المهدى الذى ملك االرض النه قتل وما ملك األرض

بتت على مواالة المغيرة بن سعيد العجلى وقالت إنه صدق في قوله إن المهدى محمد بن عبد وفرقة منهم ث (2)اهللا وإنه لم يقتل وإنما غاب عن عيون الناس وهو في جبل حاجر من ناحية نجد مقيم هناك الى ان يؤمر بالخروج

سبعة عشر رجال يعطى آل واحد فيخرج ويملك االرض وتعقد البيعة بمكة بين الرآن والمقام ويحيا له من االمواتمنهم حرفا من حروف االسم األعظم فيهزمون الجيوش وزعم هؤالء أن الذي قتله جند عيسى بن موسى بالمدينة لم

.يكن محمد بن عبد اهللا بن الحسن

.فهذه الطائفة يقال لهم المحمدية النتظارهم محمد بن عبد اهللا بن الحسن

على هذا المذهب وآان يقول برجعة االموات الى الدنيا قبل القيامة وفى ذلك قال شاعر وآان جابر بن يزيد الجعفى :هذه الفرقة في شعر له

الى يوم يؤوب الناس فيه الى دنياهم قبل الحساب

ون وقال أصحابنا لهذه الطائفة إن أجزتم ان يكون المقتول بالمدينة غير محمد بن عبد اهللا بن الحسن واجزتم ان يكالمقتول هنا شيطانا تصور للناس في صورة محمد بن عبد اهللا بن الحسن فأجيزوا بأن يكون المقتولون بكربالء غير الحسين وأصحابه وإنما آانوا شياطين تصوروا للناس بصور الحسين واصحابه وانتظروا حسينا آما انتظرتم محمد

سبابية منكم الذين زعموا أنه في السحاب والذى قتله عبد بن عبد اهللا بن الحسن او انتظروا عليا آما انتظرته ال .الرحمن بن ملجم آان شيطانا تصور للناس بصورة على وهذا ماال انفصال لهم عنه والحمد هللا على ذلك

:ذآر الباقرية منهم

لى المعروف بالباقر هؤالء قوم ساقوا اإلمامة من على ابن ابى طالب رضى اهللا عنه في اوالده الى محمد بن ع وقالوا ان عليا نص على امامة ابنه الحسن ونص الحسن على امامة اخيه الحسين ونص الحسين على امامة ابنه على

بن الحسين زين العابدين ونص زين العابدين على إمامة محمد بن على المعروف بالباقر وزعموا انه هو المهدى قال لجابر بن عبد اهللا االنصارى انك تلقاه فاقرأه منى السالم وآان جابر آخر المنتظر بما روى أن النبي عليه السالم

من مات بالمدينة من الصحابة وآان قد عمى في آخر عمره وآان يمشى في المدينة ويقول يا باقر يا باقر متى ألقاك ناقص[ إلخ . فمر يوما في بعض سكك المدينة

]

Page 19: الفرق بين الفرق

19  

ذآر الناووسية

ل من أهل البصرة آان ينتسب إلى ناووس بها، وهم يسوقون اإلمامة إلى جعفر الصادق بنص وهم أتباع رج ناقص[الباقر عليه، وزعموا أنه لم يمت، وأنه المهدي المنتظر، وزعم قوم ]

ذآر الشميطية

ناقص[وهم منسوبون إلى يحيى بن شميط، ]

:ذآر العمارية

م منهم يسمى عمارا، وهم منسوبون إلى زعي ]

:ذآر اإلسماعيلية

:وهؤالء ساقوا اإلمامة إلى جعفر، وزعموا أن اإلمام بعده ابنه إسماعيل، وافترق هؤالء فرقتين

.فرقة منتظر إلسماعيل بن جعفر، مع اتفاق أصحاب التواريخ على موت إسماعيل في حياة أبيه (1)

ان جعفرا نصب ابنه إسماعيل ] ر سبطه محمد بن إسماعيل بن جعفر حيثآان اإلمام بعد جعف: وفرقة قالت (2)لإلمامة بعده فلما مات اسماعيل في حاة أبيه علمنا أنه إنما نصب ابنه اسماعيل للداللة على امامة ابنه محمد بن

.إسماعيل

والى هذا القول مالت االسماعيلية من الباطنية وسنذآرهم في فرق الغالة بعد هذا

:ذآر الموسوية منهم

هؤالء الذين ساقوا اإلمامة الى جعفر ثم زعموا أن االمام بعد جعفر آان ابنه موسى بن جعفر وزعموا أن موسى بن جعفر حي لم يمت وانه هو المهدي المنتظر وقالوا إنه دخل دار الرشيد ولم يخرج منها وقد علمنا إمامته

م في موته إال بيقينوشككنا فى موته فال نحك .

فقيل لهذه الفرقة الموسوية اذا شككتم في حياته وموته فشكوا في امامته وال تقطعوا القول بانه باق وانه هو .المهدى المنتظر هذا مع علمكم بأن مشهد موسى بن جعفر معروف في الجانب الغربي من بغداد يزار

ايضا الن يونس بن عبد " الممطورة"ويقال لها . موسى بن جعفر النتظارها" موسوية"ويقال لهذه الفرقة الرحمن القمى آان من القطيعية وناظر بعض الموسوية فقال في بعض آالمه انتم أهون على عينى من الكالب

.الممطورة

Page 20: الفرق بين الفرق

20  

:ذآر المبارآية

فيه وقد ذآر أصحاب االنساب في هؤالء يريدون اإلمامة في ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر آدعوى الباطنية آتبهم أن محمد بن إسماعيل بن جعفر مات ولم يعقب

:ذآر القطعية منهم

هؤالء ساقوا اإلمامة من جعفر الصادق الى ابنه موسى وقطعوا بموت موسى وزعموا أن االمام بعده سبط االثنا عشرية ايضا لدعواهم أن االمام المنتظر هو محمد بن الحسن الذى هو سبط على بن موسى الرضا ويقال لهم

الثانى عشر من نسبه الى على بن أبي طالب رضي اهللا عنه واختلفوا في سن هذا الثانى عشر عند موت ابنه فمنهم من قال آان ابن أربع سنين ومنهم من قال آان ابن ثمانى سنين واختلفوا في حكمه في ذلك الوقت فمنهم من زعم أنه

ذلك الوقت آان إماما عالما بجميع ما يجب أن يعمله اإلمام وآان مفروض الطاعة على الناس ومنهم من قال آان في في ذلك الوقت إماما على معنى ان االمام ال يكون غيره وآانت االحكام يومئذ الى العلماء من اهل مذهبه الى أوان

مام الواجب طاعته وان آان غائبابلوغه فلما بلغ تحققت إمامته ووجبت طاعته وهو اآلن اإل

:ذآر الهشامية منهم

هؤالء فرقتان فرقة تنسب الى هشام ابن الحكم الرافض والفرقة الثانية تنسب الى هشام بن سالم الجواليقى وآلتا .الفرقتان قد ضمت الى خيرتها في االمامة وضاللتها في التجسيم وبدعتها فى التشبيه

ذآر قول هشام بن الحكم زعم هشام بن الحكم ان معبوده جسم ذو حد ونهاية وانه طويل عريض عميق وأن طوله مثل عرضه مثل عمقه ولم يثبت طوال غير الطويل وال عرضا غير العريض وقال ليس ذهابه في جهة الطول

الصافية من الفضة وآاللؤلؤة المستديرة أزيد على ذهابه في جهة العرض وزعم ايضا أنه نور ساطع يتألأل آالسبيكةأنه ذو لون وطعم ورائحة ومجسة وان لونه هو طعمه وطعمه هو رائحته ورائحته 4من جميع جوانبها وزعم ايضا

هو مجسته ولم يثبت لونا وطعما هما نفسه بل زعم انه هو اللون وهو الطعم ثم قال قد آان اهللا وال مكان ثم خلق حدث مكانه بحرآته فصار فيه ومكانه هو العرشالمكان بان تحرك ف .

وحكى بعضهم عن هشام أن قال في معبوده أنه سبعة اشبار بشبر نفسه آأنه قاسه على االنسان ألن آل انسان .في الغالب من العادة سبعة اشبار بشبر نفسه

أبي قبيس فسأله أيهما أآبر معبوده أم وذآر ابو الهذيل في بعض آتبه انه لقى هشام بن الحكم في مكة عند جبل هذا الجبل قال فاشار الى ان الجبل يوفى عليه تعالى ان الجبل أعظم منه

وحكى ابن الروندى في بعض آتبه عن هشام انه قال بين اهللا وبين االجسام المحسوسة تشابه من بعض الوجوه .لوال ذلك ما دلت عليه

هشام انه قال ان اهللا عز وجل انما يعلم ما تحت الثرى بالشعاع المتصل منه وذآر الجاحظ في بعض آتبه عن .والذاهب في عمق األرض وقالوا لوال مماسة شعاعه لما وراء االجسام السائرة لما رأى ما وراءها وال علمها

Page 21: الفرق بين الفرق

21  

ه ال يفصل وذآر ابو عيسى الوراق في آتابه أن بعض أصحاب هشام أجابه الى أن اهللا عز وجل مماس لعرش .عن العرش وال يفصل العرش عنه

وقد روى أن هشاما مع ضاللته في التوحيد ضل في صفات اهللا أيضا فأحال القول بأن اهللا لم يزل عالما .باالشياء

قال . وزعم أنه علم االشياء بعد أن لم يكن عالما بها بعلم وان العلم صفة له ليست هي هو وال غيره وال بعضه يقال لعلمه انه قديم وال محدث النه صفة وزعم ان الصفة ال توصف وال .

وقال ايضا في قدرة اهللا وسمعه وبصره وحياته وإرادته انها ال قديمة وال محدثة الن الصفة ال توصف وقال فيها .انها هى هو وال غيره

ة النه ال يصح عالم اال بمعلوم موجود آأنه وقال ايضا لو آان لم يزل عالما بالمعلومات لكانت المعلومات أزلي أحال تعلق العلم بالمعدوم وقال ايضا لو آان عالما بما يفعله عباده قبل وقوع االفعال منهم لم يصح منه اال اختيار

.العباد وتكليفهم

ال توصف وآان هشام يقول في القرآن انه ال خالق وال مخلوق وال يقال انه غير مخلوق النه صفة والصفة .عنده

واختلفت الرواية عنه في أفعال العباد فروى عنه انها مخلوقة هللا عز وجل وروى عنه انها معان وليست بأشياء .وال أجسام الن الشيء عنده ال يكون إال جسما

ى اهللا عليه وسلم وآان هشام يجيز على االنبياء العصيان مع قوله بعصمة االئمة من الذنوب وزعم ان نبيه صل عصى ربه عز وجل في أخذ الفدا من أسارى بدر غير أن اهللا عز وجل عفى عنه وتأول على ذلك قول اهللا تعالى

وفرق في ذلك بين النبي واإلمام بان النبي إذا عصى اتاه الوحى بالتنبيه . }ليغفر لك اهللا ما تقدم من ذنبك وما تأخر{الوحى فيجب أن يكون معصوما عن المعصيةعلى خطاياه واإلمام ال ينزل عليه .

وآان هشام على مذهب اإلمامية في االمامة وأآفره سائر االمامية باجازته المعصية على االنبياء وآان هشام .يقول بنفى نهاية أجزاء الجسم وعنه أخذ النظام إبطال الجزء الذى ال يتجزى

لة االجسام بعضها في بعض آما أجاز النظام تداخل الجسمين وحكى زرقان عنه في مقالته أنه قال بمداخ .اللطيفين في حيز واحد

وحكى عنه زرقان انه قال االنسان شيئان بدن وروح والبدن موات والروح حساسة مدرآة فاعلة وهى نور من .االنوار

بعضا فاذا ضعفت طبيعة منها وقال هشام في سبيل الزلزلة ان االرض مرآبة من طبائع مختلفة يمسك بعضها .غلبت االخرى فكانت الزلزلة فان ازدادت الطبيعة ضعفا آان الخسف

وحكى زرقان عنه أنه أجاز المشى على الماء لغير نبى مع قوله بأنه ال يجوز ظهور االعالم المعجزة على غير .نبى

ذهب االماميه مفرط في التجسيم والتشبيه ألنه ذآر هشام بن سالم الجواليقى هذا الجواليقى مع رفضه على م .زعم أن معبوده على صورة االنسان ولكنه ليس بلحم وال دم بل هو نور ساطع بياضا

Page 22: الفرق بين الفرق

22  

وزعم انه ذو حواس خمس آحواس االنسان وله يد ورجل وعين وأذن وأنف وفم وانه يسمع بغير ما يبصر به مجوف ونصفه االسفل مصمت وآذلك سائر حواسه متغايرة وأن نصفه األعلى

.وحكى ابو عيسى الوراق أنه زعم أن لمعبوده وفرة سوداء وانه نور اسود وباقيه نور أبيض

أن هشام بن سالم قال في ارادة اهللا تعالى بمثل قول هشام بن : وحكى شيخنا أبو الحسن االشعرى في مقاالته وهى معنى ال هى اهللا وال غيره وان اهللا تعالى اذا أراد شيئا تحرك فكان ما أرادالحكم فيها وهى أن ارادته حرآة .

قال ووافقهما أبو مالك الحضرمى وعلى بن ميثم وهما من شيوخ الروافض ان ارادة اهللا تعالى حرآة غير انهما قاال إن إرادة اهللا تعالى غير

أفعال العباد أنها أجسام النه ال شىء في العالم إال االجسام وأجاز ان وحكى ايضا عن الجواليقى أنه قال في .يفعل العباد االجسام وروى مثل هذا القول عن شيطان الطاق ايضا

:ذآر الزرارية منهم

ل الى هؤالء اتباع على زرارة بن أعين وآان على مذهب القحضية القائلين بامامة عبد اهللا بن جعفر ثم انتق مذهب الموسوية وبدعته المنسوبة اليه قوله بان اهللا عز وجل لم يكن حيا وال قادرا وال سميعا وال بصيرا وال عالما

وال مريدا حتى خلق لنفسه حياة وقدرة وعلما وإرادة وسمعا وبصرا فصار بعد أن خلق لنفسه هذه الصفات حيا قادرا لضال نسجت القدرية البصرية بحدوث اهللا وحدوث آالمه وعليه نسجت عالما مريدا سميعا بصيرا وعلى منوال هذا ا

.الكرامية قولها بحدوث قول اهللا وإرادته وإدراآاته

:ذآر اليونسية منهم

هؤالء اتباع يونس بن عبد الرحمن القمى وآان في االمامية على مذهب القطيعية الذين قطعوا بموت موسى بن لقب الواقفة في موت موسى بالكالب الممطورة وأفرط يونس هذا في باب التشبيه فزعم ان اهللا عز جعفر وهو الذي

وجل يحمله حملة عرشه وهو أقوى منهم آما ان الكرسى يحمله رجاله وهو أقوى من رجليه واستدل على أنه العرش هو المحمول دون محمول بقول ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية وقال اصحابنا اآلية داللة على ان

.الرب تعالى

:ذآر الشيطانية منهم

هؤالء أتباع محمد بن النعمان الرافضى الملقب بشيطان الطاق الى ابنه موسى وقطع بموت موسى وانتظر الجسم بعض أسباطه وشارك هشام بن سالم الجواليقى في دعواهما أن أفعال العباد أجسام وأن العبد يصح أن يفعل

وشارك هشام بن الحكم وتكليفهم وزعم أيضا أن اهللا تعالى إنما يعلم االشياء اذا قدرها وأرادها وال يكون قبل تقديره .االشياء عالما بها، وإال ما صح تكليف العباد

انية منهم اليوم قال عبد القاهر قد ذآرنا في هذا الفصل فرق الرفض بين الزيدية والكيسانية واالمامية والكيس مغمورون في غمار أخالط الزيدية واالمامية وبين الزيدية واالمامية منهم معاداة تورث تضليل بعضهم بعضا وقال

:بعض الشعراء اإلمامية يهجى الزيدية

Page 23: الفرق بين الفرق

23  

يا أيها الزيدية المهملة إمامكم ذا آفة مرسله

جندله يا ضماث الحق تبا لكم غصتم فأخرجتم لنا

:فاجابه شاعر الزيدية

إمامنا منتصب قائم ال آالذى يطلب بالعربلة

آل إمام ال يرى جهرة ليس يساوى عندنا خردلة

:قال عبد القاهر قد أجبنا الفريقين عن شعرهما بقولنا

عواآم من أصلها مبطلةيا أيها الرافضة المبطلة د

إمامكم ان غاب في ظلمة فاستدرآوا الغائب بالمشعله

أو آان مغمورا باغمارآم فاستخرجوا المغمور بالغربلة

لكن إمام الحق في قولنا من سنة أو أية منزلة

وفيهما للمهتدى مقنع آفى بهذين لنا منزله

{الفصل الثاني}

من فصول هذا الباب

في بيان مقاالت فرق الخوارج

قد ذآرنا قبل هذا أن الخوارج عشرون فرقة وهذه أسماؤها المحكمة االولى األزارقة والنجدات والصفرية ثم راد اهللا تعالى بها العجاردة المفترقة فرقا منها الخازمية والشعيبية والمعلومية والمجهولية وأصحاب طاعة ال ي

والصلتية واالخنسية والشيبية والشيبانية والمعبدية والرشيدية والمكرمية والخمرية والشمراخية واالبراهيمية والوافقة واالباضية منهم افترقت فرقا معظمها فريقان حفصية وحادثية فأما اليزيدية من األباضية والميمونية من العجاردة

لكفرة الخارجين عن فرق االمة وسنذآرهما في باب ذآر فرق الغالة بعد هذا ان شاء اهللا عز فانها فرقتنا من غالة ا .وجل

وقد اختلفوا فيما يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها فذآر الكعبى في مقاالته أن الذى يجمع الخوارج على تحكيم الحكمين واإلآفار بارتكاب افتراق مذاهبها إآفار على وعثمان والحكمين وأصحاب الجمل وآل من رضى ب

.الذنوب ووجوب الخروج على اإلمام الجائر

وقال شيخنا أبو الحسن الذى يجمعها إآفار على وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن رضى بالتحكيم وصوب الحكمين او أحدهما ووجوب الخروج على السلطان الجائر ولم يرض ما حكاه الكعبى من إجماعهم على

تكفير مرتكبى الذنوب الصواب ما حكاه شيخنا أبو الحسن عنهم وقد أخطأ الكعبى في دعواه إجماع الخوارج على .تكفير مرتكبى الذنوب منهم وذلك ان النجدات من الخوراج ال يكفرون أصحاب الحدود من موافقتهم

Page 24: الفرق بين الفرق

24  

ها وعيد مخصوص فاما الذى فيه حد او عيد وقد قال قوم من الخوارج ان التكفير انما يكون بالذنوب التي ليس في .في القرآن فال يزاد صاحبه على االسم الذى ورد فيه مثل تسميته زانيا وسارقا ونحو ذلك

.وقد قالت النجدات إن صاحب الكبيرة من موافقتهم آافر نعمة وليس فيه آفر دين

ير أصحاب الذنوب آلهم منهم ومن غيرهموفى هذا بيان خطإ الكعبى في حكايته عن جميع الخوارج تكف .

وإنما الصواب فيما يجمع الخوارج آلها ما حكاه شيخنا الحسن رحمه اهللا من تكفيرهم عليا وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين ومن صوبهما او صوب احدهما أو رضى بالتحكيم ونذآر اآلن تفصيل آل فرقة منهم إن شاء اهللا

.عز وجل

يقال للخوارج محكمة وشراة: لمحكمة األولى منهمذآر ا .

واختلفوا في اول من تشرى منهم فقيل عروة بن حدير أخو مرادس الخارجى وقيل اولهم يزيد بن عاصم المحاذى وقيل رجل من ربيعة من بنى يشكر آان مع على بصفين فلما رأى اتفاق الفريقين على الحكمين استوى

ى أصحاب معاوية وقتل منهم رجال وحمل على أصحاب على وقتل منهم رجال ثم نادى بأعلى على فرسه وحمل عل .صوته أال إنى قد خلعت عليا ومعاوية وبرئت من حكمهما ثم قاتل أصحاب على حتى قتله قوم من همذان

الفا ولذلك سميت ثم إن الخوارج بعد رجوع على من صفين الى الكوفة انحازوا الى حرورا وهم يومئذ اثنا عشر الخوارج حرورية وزعيمهم يومئذ عبد اهللا بن آوا وشبت بن ربعى وخرج اليهم على وناظرهم ووضحت حجته

عليهم فاستأمن اليه ابن الكوا مع عشرة من الفرسان وانحاز الباقون منهم الى النهروان وأمروا على أنفسهم رجلين ص بن زهير البجلي العرني المعروف بذى الثدية والتقوا في أحدهما عبد اهللا بن وهب الراسبى واآلخر حرقو

طريقهم الى نهروان برجل رأوه يهرب منهم فأحاطوا به وقالوا له من أنت قال انا عبد اهللا بن حباب بن األرت فقالوا ها خير من له حدثنا حديثا سمعته عن أبيك عن رسول اهللا فقال سمعت أبي يقول قال رسول اهللا ستكون فتنة القاعد في

القائم والقائم خير من الماشى والماشى خير من الساعى فمن استطاع ان يكون فيها مقتوال فال يكونن قاتال فشد عليه رجل من الخوارج يقال له مسمع بن قدلي بسيفه فقتله فجرى دمه فوق ماء النهر آالشراك الى الجانب اآلخر ثم إنهم

وه على بابها فقتلوا ولده وجاريته أم ولده ثم عسكروا بنهروان وانتهى خبرهم دخلوا منزله وآان في القرية التى قتل :الى على رضي اهللا عنه فسار اليهم في أربعة ألف من أصحابه وبين يديه عدى بن حاتم الطائى وهو يقول

نسير اذا ما آاع قوم وبلدوا برايات صدق آالنسور الخوافق

وا وعادوا إله الناس رب المشارقالى شر قوم من شراة تحزب

طغاة عماة مارقين عن الهدى وآل ينفى قوله غير صادق

وفينا على ذو المعالى يقودنا اليهم جهارا بالسيوف البوارق

وا اليه إنا آلنا قتله ولئن ظفرنا بك أن سلموا قاتل عبد اهللا ابن حباب فأرسل: فلما قرب على منهم أرسل اليهم على قتلناك فأتاهم على في جيشه وبرزوا اليه يجمعهم فقال لهم قبل القتال ماذا نقمتم منى فقالوا له اول ما نقمنا منك أنا قاتلنا بين يديك يوم الجمل فلما انهزم أصحاب الجمل أبحت لنا ما وجدنا في عسكرهم من المال ومنعتنا من سبى

ذراريهم فكيف استحللت مالهم دون النساء والذرية فقال إنما أبحت لكم أموالهم بدال عما آانوا أغاروا عليه نسائهم ومن بيت مال البصرة قبل قدومى عليهم والنساء والذرية لم يقاتلونا وآان لهم حكم االسالم بحكم دار االسالم ولم يكن

وبعد لو أبحت لكم النساء أيكم يأخذ عائشة فى سهمه فخجل منهم ردة عن االسالم وال يجوز استرقاق من لم يكفر

Page 25: الفرق بين الفرق

25  

القوم من هذا ثم قالوا له نقمنا عليك محو إمرة أمير المؤمنين على اسمك في الكتاب بينك وبين معاوية لما نازعك اهللا معاوية في ذلك فقال فعلت مثل ما فعل رسول اهللا يوم الحديبية حين قال له سهيل بن عمرو لو علمت انك رسول

لما نازعتك ولكن اآتب باسمك واسم ابيك فكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اهللا وسهيل بن عمرو وأخبرنى رسول اهللا ان لى منهم يوما مثل ذلك فكانت قصتى في هذا مع األبناء قصة رسول اهللا مع اآلباء فقالوا له فلم قلت

شك من خالفتك فغيرك بالشك فيك اولى فقال إنما أردت بذلك للحكمين إن آنت اهال للخالفة فأثبتانى فإن آنت فيالنصفة لمعاوية ولو قلت للحكمين احكما لى بالخالفة لم يرض بذلك معاوية وقد دعا رسول اهللا عليه السالم نصارى

فنجعل لعنة اهللا تعالوا ندع ابناءنا وأبناءآم ونساءنا ونساءآم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل{نجران الى المباهلة وقال لهم فانصفهم بذلك عن نفسه ولو قال ابتهل فاجعل لعنة اهللا عليكم لم يرض النصارى بذلك لذلك أنصفت . }على الكاذبين

انا معاوية من نفسى ولم أدر غدر عمرو بن العاص قالوا فلم حكمت الحكمين في حق آان لك فقال وجدت رسول اهللا و شاء لم يفعل وأقمت أنا أيضا حكما لكن حكم رسول اهللا عليه السالم حكم قد حكم سعد بن معاذ فى بنى قريظة ول

بالعدل وحكمى خدع حتى آان من االمر ما آان فهل عندآم شيء سوى هذا فسكت القوم وقال اآثرهم صدق واهللا ن وهب الراسبى وقالوا التوبة واستأمن اليه منهم يومئذ ثمانية الف وانفرد منهم أربعة اآلف بقتاله مع عبد اهللا ب

وحرقوص بن زهير البجلى وقال على للذين استأمنوا اليه اعتزلونى في هذا اليوم وقاتل الخوارج بالذين قدموا معه من الكوفة وقال الصحاب قاتلوهم فوالذى نفسى بيده ال يقتل منا عشرة وال ينجو عشرة منهم فقتل من أصحاب على

وسعد بن مجالد السيبعى وعبد اهللا بن حماد الجهيرى ورقانة بن وائل يومئذ تسعة وهم دويبية بن وبرة البجلى االرجى والفياض بن خليل االزدى وآبسوم بن سلمة الجهنى وعتبة بن عبيد الخالوني وجميع بن جشم الكندى

وحبيب بن عاصم األودى قتل هؤالء التسعة تحت راية على رضى اهللا عنه فحسب وبرز حرقوص بن زهير الى ال يا بن أبى طالب واهللا ال نريد بقتالك إال وجه اهللا والدار اآلخرة وقال له على بل مثلكم آما قال اهللا عز على وقمنهم أنتم . }هل ننبئكم باألخسرين أعماال الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا{وجل

ن وهب في المبارزة وصرع ذو الثدية عن فرسه وقتلت ورب الكعبة ثم حمل عليهم في أصحابه وقتل عبد اهللا بالخوارج يومئذ فلم يفلت منهم غير تسعة أنفس صار منهم رجالن الى سجستان ومن اتباعهما خوارج سجستان

ورجالن صارا الى اليمن ومن أتباعهما أباضية اليمن ورجالن صارا الى عمان ومن اتباعهما خوارج عمان الجزيرة ومن اتباعهما آان خوارج الجزيرة ورجل منهم صار الى تل مورون وقال على ورجالن صارا الى ناحية

الصحابه يومئذ اطلبوا ذا الثدية فوجدوه تحت دالية ورأوا تحت يده عند االبط مثل ثدى المراة فقال صدق اهللا .ورسوله وأمر فقتل

الجمل ومعاوية واصحابه والحكمين ومن فهذه قصة المحكمة االولى وآان دينهم آفار على وعثمان وأصحاب .رضى بالتحكيم وإآفار آل ذى ذنب ومعصية

ثم خرج على على بعد ذلك من الخوراج جماعة آانوا على رأي المحكمة االولى منهم أشرس بن عوف وخرج بحر جرايا وسعد عليه باألنبار وغلفة التيمى من تيم عدى خرج عليه بماسيذان واالشهب بن بشر العرنى خرج عليه

بن قفل خرج عليه بالمدائن وابو مريم السعدى خرج عليه في سواد الكوفة فاخرج على الى آل واحد منهم جيشا مع قائد حتى قتلوا أولئك الخوارج ثم قتل على رضي اهللا عنه في تلك السنة في شهر رمضان سنة ثمانى وثالثين من

.الهجرة

خرج عليه وعلى من بعده الى زمان االزارقة قوم آانوا على رأى المحكمة األولى فلما استوت الوالية لمعاوية .

منهم عبد اهللا بن جوشا الطائى خرج على معاوية بالنخيلة من سواد الكوفة فأخرج معاوية اليه اهل الكوفة حتى .قتلوا اولئك الخوراج

ين الى على يوم النهروان في سنة احدى وأربعينثم خرج عليه حوثرة بن وداع األسدى وآان من المستأمن .

Page 26: الفرق بين الفرق

26  

ثم خرج قروة بن نوفل األشجعى المستورد بن علقمة التميمى على المغيرة بن شعبة وهو يومئذ امير الكوفة من .قبل معاوية فقتال في حربه

.ثم خرج معاذ بن جرير على المغيرة فقتل في حربه

ى على زياد بن أبيه فقتل في حربهثم خرج زياد بن خراش العجل .

وخرج قريب بن مرة على عبيد اهللا بن زياد وخرج عليه ايضا زحاف بن رحر الطائى واستعرضا الناس في .الطريق بالسيف فأخرج بن زياد اليهما بعباد بن الحصين الحيطى في جيش فقتلوا اولئك الخوارج

المحكمة االولى قبل فتنة األزارقة واهللا اعلمفهؤالء هم الخوارج الذين عاونوا على .

:ذآر األزارقة منهم

هؤالء اتباع نافع بن االزرق الحنفى المكنى بأبى راشد ولم تكن للخوارج قط فرقة اآثر عددا وال أشد منهم .شوآة

:والذى جمعهم من الدين أشياء

شرآون وآانت المحكمة االولى يقولون إنهم آفرة ال مشرآونمنها قولهم بأن مخالفيهم من هذه االمة م .

ومنها قولهم إن القعدة ممن آان على رأيهم عن الهجرة اليهم مشرآون وإن آانوا على رأيهم وآانت المحكمة .االولى ال يكفرون القعدة عنهم اذا آانوا على رأيهم

دعى أنه منهم أن يدفع اليه اسير من مخالفيهم وأمروه بقتله ومنها أنهم أوجبوا امتحان من قصد عسكرهم إذا ا .فإن قتله صدقوه في دعواه أنه منهم وان لم يقتله قالوا هذا منافق ومشرك وقتلوه

ومنها أنهم استباحوا قتل نساء مخالفيهم وقتل أطفالهم وزعموا أن االطفال مشرآون وقطعوا بأن أطفال مخالفيهم .مخلدون في النار

.واختلفوا في أول من أحدث ما انفردت األزارقة به من إآفار القعدة عنهم ومن امتحان من قصد عسكرهم

.فمنهم من زعم أن أول من أحدث ذلك منهم عبد ربه الكبير ومنهم من قال عبد ربه الصغير

ف نافع بن األزرق في ذلك واستتابه ومنهم من قال أول من قال ذلك رجل منهم اسمه عبد اهللا ابن الوضين وخال منه فلما مات ابن الوضين رجع نافع واتباعه الى قوله وقالوا آان الصواب معه ولم يكفر نافع نفسه بخالفه إياه حين

خالفه وأآفر من يخالفه بعد ذلك ولم يتبرأ من المحكمة االولى في ترآهم إآفار القعدة عنهم وقال ان هذا شىء ما زلنا أآفر من يخالفهم بعد ذلك في اآفار القعدة عنهمدونهم و .

وزعم نافع واتباعه أن دار مخالفيهم دار آفر ويجوز فيها قتل األطفال والنساء وأنكرت األزارقة الرجم يموا واستحلوا آفر األمانة التي أمر اهللا تعالى بأدائها وقالوا ان مخالفينا مشرآون فال يلزمنا إذا امانتنا إليهم ولم يق

الحد على قاذف الرجل المحصن وأقاموه على قاذف المحصنات من النساء وقطعوا يد السارق في القليل والكثير ولم .يعتبروا في السرقة نصابا

Page 27: الفرق بين الفرق

27  

وأآفرتهم األمة في هذه البدع التي أحدثوها بعد آفرهم الذى شارآوا فيه المحكمة االولى فباءوا بكفر على آفر غضب وللكافرين عذاب مهينآمن باء بغضب على .

ثم االزارقة بعد اجتماعها على البدع التى حكيناها عنهم بايعوا نافع بن االزرق وسموه أمير المؤمنين وانضم اليهم خوارج عمان واليمان فصاروا اآثر من عشرين ألفا واستولوا على األهواز وما وراءها من أرض فارس

رة يومئذ عبد اهللا بن الحرث الخزاعى من قبل عبد اهللا بن الزبير فأخرج عبد وآرمان وجبوا خراجها وعامل البصاهللا بن الحرث جيشا مع مسلم بن عبس بن آريز بن حبيب بن عبد شمس لحرب األزارقة فاقتتل الفريقان بدوالب

معمر التميمى فى االهواز فقتل مسلم ابن عبس وأآثر أصحابه فخرج الى حربهم من البصرة عثمان ابن عبيد اهللا بن ألفى فارس فهزمته االزارقة فخرج اليهم حارثة بن بدر الفدانى في ثالثة آالف من جند البصرة فهزمتهم االزارقة

فكتب عبد اهللا بن الزبير من مكة الى المهلب ابن أبي صفرة وهو يومئذ بخراسان يأمره بحرب االزارقة وواله ذلك ندها عشرة آالف وانضم اليه قومه من األزد فصار في عشرين ألفا وخرج فرجع المهلب الى البصرة وانتخب من ج

وقاتل األزارقة وهزمهم عن دوالب األهواز إلى األهواز ومات نافع ابن األزرق في تلك الهزيمة وبايعت األزارقة ي تلك الواقعة وقتل بعده عبيد اهللا بن مأمون التميمى وقاتلهم المهلب بعد ذلك باالهواز فقتل عبيد اهللا بن مأمون ف

ايضا أخوه عثمان بن مأمون مع ثلثمائة من أشد االزارقة وانهزم الباقون منهم الى ايدج وبايعوا قطرى بن الفجاءة وسموه أمير المؤمنين وقاتلهم المهلب بعد ذلك حروبا آانت سجاال وانهزمت األزارقة في آخرها الى سابور من

المهلب وبنوه وأتباعهم على قتالهم تسع عشرة سنة بعضها في أيام عبد اهللا أرض فارس وجعلوها دار هجرتهم وثبت بن الزبير وباقيها في زمان خالفة عبد الملك بن مروان ووالية الحجاج على العراق وقرر الحجاج المهلب على

االهواز الى أن حرب االزارقة فدامت الحرب في تلك السنين بين المهلب وبين االزارقة آرا وفرا فيما بين فارس ووقع الخالف بين االزارقة ففارق عبد ربه الكبير قطريا وصار الى واد بجيرفت آرمين في سبعة آالف رجل وفارقه عبد ربه الصغير في أربعة آالف وصار الى ناحية اخرى من آرمان وبقى قطري في بضعة عشر ألف رجل بأرض

ه وقاتله بأرض آرمان وهزمه منها الى الرى ثم قاتل عبد فارس وقاتله المهلب بها وهزمه الى أرض آرمان وتبعربه الكبير فقتله وبعث بابنه يزيد بن المهلب الى عبد ربه الصغير فأتى عليه وعلى اصحابه وبعث الحجاج سفين بن

جاج األبرد الكلبى في جيش آثيف الى قطرى بعد أن انحاز من الرى الى طبرستان فقتلوه بها وانفذوا برأسه الى الحوآان عبيدة بن هالل اليشكرى قد فارق قطريا وانحاز الى قومس فتبعه سفين بن االبرد وحاصره في حصن قومس

.الى ان قتله وقتل اتباعه وطهر اهللا بذلك االرض من االزارقة والحمد هللا على ذلك

:ذآر النجدات منهم

استه وزعامته أن نافع بن االزرق لما أظهر البراءة من هؤالء اتباع نجدة بن عامر الحنفى وآان السبب في ري القعدة عنه ان آانوا على رايه وسماهم مشرآين واستحل قتل أطفال مخالفيه ونسائهم وفارقه أبو قديل وعطية الحنفى

وراشد الطويل ومقالص وأيوب األزرق وجماعة من اتباعهم وذهبوا الى اليمامة فاستقبلهم نجدة بن عامر في جند من الخوارج يريدون اللحوق بعسكر نافع فاخبروهم بأحداث نافع وردوهم الى اليمامة وبايعوا بها نجدة بن عامر وأآفروا من قال بإآفار القعدة منهم عن الهجرة اليهم وأآفروا من قال بإمامة نافع وأقاموا على إمامة نجدة الى أن

ه صاروا ثالث فرقاختلفوا عليه في امور نقموها منه فلما اختلفوا علي :

فرقة صارت مع عطية بن األسود الحنفى الى سجستان وتبعهم خوارج سجستان ولهذا قيل لخوارج (1) .سجستان في ذلك الوقت عطوية

.وفرقة صارت مع أبي قديل حربا على نجدة وهم الذين قتلوا نجدة (2)

على نجدة اتباعه أشياء وفرقة عدروا نجدة في احداثه وأقاموا على إمامته والذى نقمه (3) :

Page 28: الفرق بين الفرق

28  

منها انه بعث جيشا في غزو البر وجيشا في غزو البحر ففضل الذين بعثهم في البر على الذين بعثهم في البحر .في الرزق والعطا

ومنها أنه بعث جيشا فأغاروا على مدينة الرسول عليه السالم وأصابوا منها جارية من بنات عثمان بن عفان فكتب الملك في شأنها فاشتراها من الذى آانت في يديه وردها الى عبد الملك بن مروان فقالوا له إنك رددت اليه عبد

.جارية لنا على عدونا

ومنها أنه عذر أهل الخطأ في االجتهاد بالجهاالت وآان السبب في ذلك أنه بعث ابنه المطرح مع جند من النساء والذرية وقوموا النساء على أنفسهم ونكحوهن قبل إخراج عسكره الى القطيف فأغاروا عليها وسبوا منها

الخمس من الغنيمة وقالوا ان دخلت النساء في قسمنا فهو مرادنا وان زادت فيمهن على نصيبنا من الغنيمة غرمنا راج الخمس الزيادة من أموالنا فلما رجعوا الى نجدة سألوه عما فعلوا من وطء النساء ومن أآل طعام الغنيمة قبل إخ

منها وقبل قسمة أربعة أخماسها بين الغانمين فقال لهم لم يكن لكم ذلك فقالوا لم نعلم ان ذلك ال يحل لنا فعذرهم بالجهالة ثم قال ان الدين أمران أحدهما معرفة اهللا تعالى ومعرفة رسله وتحريم دماء المسلمين وتحريم غصب اموال

تعالى جملة فهذا واجب معرفته على آل مكلف وما سواه فالناس معذورون المسلمين واإلقرار بما جاء من عند اهللابجهالته حتى يقيم عليه الحجة في الحالل والحرام فمن استحل باجتهاده شيئا محرما فهو معذور ومن خاف من

.العذاب على المجتهد المخطىء قبل قيام الحجة عليه فهو آافر

اب الحدود من موافقيه وقال لعل اهللا يعذبهم بذنوبهم في غير نار جهنم ثم ومن بدع نجدة ايضا انه تولى اصح .يدخلهم الجنة وزعم أن النار يدخلها من خالفه في دينه

.ومن ضالالته أيضا أنه أسقط حد الخمر

ومنها ايضا أنه قال من نظر نظرة صغيرة أو آذب آذبة صغيرة وأصر عليها فهو مشرك ومن زنى وسرق شرب الخمر غير مصر عليه فهو مسلم اذا آان من موافقيه على دينهو .

فلما أحدث هذا اإلحداث وعذر اتباعه بالجهاالت استتابه أآثر أتباعه من إحداثه وقالوا له اخرج الى المسجد .وتب من إحداثك ففعل ذلك

الوا له أنت اإلمام ولك االجتهاد ولم يكن لنا ان ثم ان قوما منهم ندموا على استتابته وانضموا الى العاذرين له وق نستتيبك فتب من توبتك واستتب الذين استتابوك وإال نابذناك ففعل ذلك فافترق عليه أصحابه وخلعه اآثرهم وقالوا له

علم اختر لنا إماما فاختار أبا فديك وصار راشد الطويل مع أبى فديك يدا واحدة فلما استولى أبو فديك على اليمامةان أصحاب نجدة اذا عادوا من غزواتهم أعادوا نجدة الى اإلمارة فطلب عبده ليقتله فاختفى نجدة في دار بعض

عاذريه ينتظر رجوع عساآره الذين آان قد فرقهم في سواحل الشام ونواحى اليمن ونادى منادى أبى فديك من دلنا حر فدلت عليه أمة للذين آان نجدة عندهم فأنفذ أبو فديك على نجدة فله عشرة آالف درهم وأى مملوك دلنا عليه فهو

.راشدا الطويل في عسكر اليه فكسبوه وحملوا رأسه الى أبى فديك

:فلما قتل نجدة صارت النجدات بعده ثالث فرق

.فرقة أآفرته وصارت الى أبى فديك آراشد الطويل وأبى بيهس وأبى الشمراخ واتباعهم (1)

ه فيما فعل وهم النجدات اليوموفرقة عذرت (2) .

وفرقة من النجدات بعدوا عن اليمامة وآانوا بناحية البصرة شكوا فيما حكى من احداث نجدة توقفوا في (3) .أمره وقالوا ال ندري هل أحدث تلك األحداث ام ال فال نبرأ منه اال باليقين

Page 29: الفرق بين الفرق

29  

بن مروان يعمر بن عبيد اهللا بن معمر التيميى في جند وبقى ابو فديك بعد قتل نجدة الى ان بعث اليه عبد الملك .فقتلوا أبا فديك وبعثوا برأسه الى عبد الملك بن مروان فهذه قصة النجدات

:ذآر الصفرية من الخوارج

هؤالء اتباع زياد بن األصفر وقولهم في الجملة آقول األزارقة في أن أصحاب الذنوب مشرآون غير أن رية ال يرون قتل أطفال مخالفيهم ونسائهم واألزارقة يرون ذلك وقد زعمت فرقة من الصفرية أن ما آان من الصف

األعمال عليه حد واقع ال يسمى صاحبه اال باالسم الموضوع له آزان وسارق وقاذف وقاتل عمد وليس صاحبه حبه آافر وان المواعن آذا المذنب اسم آافرا وال مشرآا وآل ذنب ليس فيه حد آترك الصالة والصوم فهو آفر وصا

االيمان في الوجهين جميعا وفرقة ثالثة من الصفرية قالت بقول من قال من البيهسية ان صاحب الذنب ال يحكم عليه :بالكفر حتى يرفع الى الوالي فيحده فصارت الصفرية على هذا التقدير ثالث فرق

االزارقةفرقة تزعم أن صاحب آل ذنب مشرك آما قالت (1) .

والثانية تزعم أن اسم الكفر واقع على صاحب دين ليس فيه حد والمحدود في ذنبه خارج عن االيمان وغير (2) .داخل في الكفر

.والثالثة تزعم أن اسم الكفر يقع على صاحب الذنب اذا حده الوالي على ذنبه (3)

فال والنساء آما بيناه قبل هذا وآل الصفرية يقولون وهذه الفرق الثالث من الصفرية يخالفون األزارقة في االط بمواالة عبد اهللا بن وهب الراسبى وحرقوص بن زهير واتباعهما من المحكمة االولى ويقولون بإمامة ابى بالل

.مرداس الخارجى بعدهم وبإمامة عمران بن حطان السدويسي بعد ابى بالل

يزيد بن معاوية بناحية البصرة على عبيد اهللا بن زياد فبعث اليه عبيد فأما ابو بالل مرداس فإنه خرج في أيام اهللا بن زياد بزرعة بن مسلم العامرى في ألفى فارس وآان زرعة يميل الى قول الخوارج فلما اصطف الفريقان

تالكم فقال له أبو للقتال قال زرعة ألبى بالل أنتم على الحق ولكنا نخاف من ابن زياد أن يسقط عطانا فال بد لنا من قبالل وددت لو آنت قبلت فيكم قول أخى عروة فإنه اشار على باالستعراض لكم آما استعرض قريب وزحاف الناس

في طرقهم بالسيف ولكنى خالفتهما وخالفت أخى ثم حمل ابو بالل وأتباعه على زرعة وجنده فهزموهم ثم إن عبيد مى فقاتل ابا بالل بنوج وقتله مع اتباعه فلما ورد على ابن زياد خبر قتل اهللا بن زياد بعث اليه بعباد بن أخضر التمي

أبى بالل قتل من وجدهم بالبصرة من الصفرية وظفر بعروة أخى مرداس فقال له يا عدو اهللا أشرت على اخيك وصلبهمرداس باالستعراض للناس فقد انتقم اهللا تعالى للناس منك ومن أخيك ثم أمر به فقطعت يداه ورجاله .

:فلما قتل مرداس اتخذت الصفرية عمران بن حطان إماما وهو الذى رثى مرداسا بقصائد يقول في بعضها

أنكرت بعدك ما قد آنت اعرفه ما الناس بعدك يا مرداس بالناس

ضي اهللا وآان عمران بن حطان هذا ناسكا شاعرا شديدا في مذهب الصفرية وبلغ من خبثة في غزوة على ر :عنه أنه رثى عبد الرحمن بن ملجم وقال في ضربه عليا

يا ضربة من منيب ما أراد بها اال ليبلغ قردى العرش رضوانا

إنى ألذآره يوما فأحسبه أو في البرية عند اهللا ميزانا

:قال عبد القاهر وقد أجبناه عن شعره هذا بقولنا

Page 30: الفرق بين الفرق

30  

اد بها إال الجداء بما يصليه نيرانايا ضربة من آفور ما استف

إنى أللعنه دينا وألعن من يرجو له أبدا عفوا وغفرانا

ذاك الشقي ألشفى الناس آلهم أخفهم عند رب الناس ميزانا

:ذآر العجاردة من الخوارج

رد وآان عبد الكريم من اتباع عطيه بن االسود الحنفى وقد آانت العجاردة العجاردة آلها أتباع عبد الكريم بن عج مفترقة عشر فرق يجمعهاالقول بأن الطفل يدعى إذا بلغ وتجب البراءة منه قبل ذلك حتى يدعى الىاالسالم أو يصفه

ة ال يرون أموال هو وفارقوا االزارقة في شيء آخر وهو ان االزارقة استحلت أموال مخالفيهم بكل حال والعجارد .مخالفيهم فيئا اال بعد قتل صاحبه فكانت العجاردة على هذه الجملة الى ان افترقت فرقها التى نذآرها بعد هذا

ذآر الخازمية منهم

هؤالء أآثر عجاردة سجستان وقد قالوا في باب القدر واالستطاعة والمشيئة بقول أهل السنة أن ال خالق إال اهللا يكون إال ما شاء اهللا وأن االستطاعة مع الفعل وأآفر والميمونية الذين قالوا في باب القدر واالستطاعة بقول وال

.القدرية المعتزلة عن الحق

ثم إن الخازمية خالفوا أآثر الخوارج في الوالية والعداوة وقالوا انهما صفتان هللا تعالى وإن اهللا عز وجل إنما هو صائر اليه من االيمان وإن آان في أآثر عمره آافرا ويرى منه ما يصير اليه من الكفر فى يتولى العبد على ما

آخر عمره وإن آان فى أآثر عمره مؤمنا وان اهللا تعالى لم يزل محبا ألوليائه ومبغضا ألعدائه وهذا القول منهم على قولها بالموافاة ان يكون على وطلحة موافقا لقول أهل السنة فى الموافاة غير ان أهل السنة ألزموا الخازمية

لقد رضى اهللا عن المؤمنين {والزبير وعثمان من أهل الجنة النهم من أهل بيعة الرضوان الذين قال اهللا تعالى فيهم وقالوا لهم اذا آان الرضا من اهللا تعالى عن العبد انما يكون على علم انه يموت على } إذ يبايعونك تحت الشجرة

جب ان يكون المبايعون تحت الشجرة على هذه الصفة وآان على وطلحة والزبير منهم وآان عثمان يومئذ االيمان و .أسيرا فبايع له النبي وجعل يده بدال عن يده وصح بهذا بطالن قول من أآفر هؤالء االربعة

ذآر الشعيبية منهم

ازمية وانما ظهر ذآر الشعيبية حين نازع زعيمهم قول هؤالء فى باب القدر واالستطاعة والمشيئة آقول الخ المعروف بشعيب رجال من الخوارج اسمه ميمون وآان السبب في ذلك أنه آان لميمون على شعيب مال فتقاضاه

فقال له شعيب أعطيكه ان شاء اهللا فقال له ميمون قد شاء اهللا ذلك الساعة فقال شعيب لو آان قد شاء ذلك لم استطع فقال ميمون قد أمرك اهللا بذلك وآل ما أمر به فقد شاءه وما لم يشأ لم يأمر به فافترقت العجاردة عند ذلك أال اعطيكه

فتبع قوم شعيبا وتبع آخرون ميمونا وآتبوا في ذلك الى عبد الكريم بن عجرد وهو يومئذ في حبس السلطان فكتب في نلحق باهللا سواء فوصل الجواب اليهم بعد موت ابن عجرد جوابهم إنما نقول ما شاء اهللا آان وما لم يشأ لم يكن وال

وادعى ميمون أنه قال بقوله ألنه قال ال نلحق باهللا سوءا وقال شعيب بل قال بقولى ألنه قال نقول ما شاء اهللا آان .وما لم يشأ لم يكن ومالت الخازمية وأآثر العجاردة الى شعيب ومالت الحمزية مع القدرية الى ميمون

Page 31: الفرق بين الفرق

31  

ثم زادت الميمونية على آفرها في القدر نوعا من المجوسية فأباحوا نكاح بنات البنات وبنات البنين ورأوا قتال السلطان ومن رضي بحكمه فرضا فأما من أنكره فال يرون قتله إال اذا أغار عليهم أو طعن في دينهم أو آان دليال

.للسلطان

ة الخارجين عن الملة في باب بعد هذا إن شاء اهللا عز وجلوسنذآر الميمونية في جملة فرق الغال .

وقد آان من جملة الميمونة رجل يقال له خلف ثم أنه خالف الميمونية في القدر واالستطاعة والمشيئة وقال في حمزة ابن هذه الثالثة بقول أهل السنة وتبعه على ذلك خوارج آرمان ومكران فيقال لهم الخلفية وهم الذين قاتلوا

.اآرك الخارجى في أرض آرمان

ذآر الخلفية منهم

هم أتباع خلف الذى قاتل حمزة الخارجى والخلفية ال يرون القتال إال مع إمام منهم وقد آفوا أيديهم عن القتال ال مخالفيهم لفقدهم من يصلح لإلمامة منهم وصارت الخلفية الى قول األزارقة في شىء واحد وهو دعواهم أن أطف

.في النار

ذآر المعلومية والمجهولية منهم

:هاتان فرقتان من جملة الخازمية ثم أن المعلومية منهما خالفت سلفها في شيئين

.أحدهما دعواها أن من لم يعرف اهللا تعالى بجميع أسمائه فهو جاهل به والجاهل به آافر

ل العباد غير مخلوقة هللا تعالى، ولكنهم قالوا في االستطاعة والمشيئة بقول اهل السنة والثانى أنهم قالوا إن أفعا .فى أن االستطاعة مع الفعل وأنه ال يكون إال ما شاء اهللا

.وهذه الفرقة تدعى إمامة من آان على دينها وخرج بسيفة على اعدائه من غير براءة فهم عن القعدة عنهم

منهم فقولهم آقول المعلومية غير أنهم قالوا من عرف اهللا ببعض اسمائه فقد عرفه وأآفروا وأما المجهولية .المعلومية منهم في هذا الباب

:ذآر الصلتية منهم

هؤالء منسوبون الى صلت بن عثمان وقيل صلت بن أبى الصلت وآان من العجاردة غير أنه قال إذا استجاب اه وبرئنا من أطفاله ألنه ليس لهم إسالم حتى يدرآوا فيدعون حينئذ الى االسالم فيقبلونه وبازاء لنا الرجل وأسلم تولين

هذه الفرقة فرقة اخرى وهى التاسعة من العجاردة زعموا أنه ليس ألطفال المؤمنين وال ألطفال المشرآين والية وال عداوة حتى يدرآوا فيدعوا الى االسالم فيقبلوا او ينكروا

Page 32: الفرق بين الفرق

32  

:ذآر الحمزية منهم

هؤالء اتباع حمزة بن أآرك الذي عاث سجستان وخراسان ومكران وقهستان وآرمان وهزم الجيوش الكثيرة وآان في االصل من العجاردة الخازمية ثم خالفهم في باب القدر واالستطاعة فقال فيها بقول القدرية فأآفرته

فال المشرآين في النار فأآفرته القدرية في ذلك ثم إنه والى القعدة من الخازمية في ذلك ثم زعم مع ذلك أن أطالخوراج مع قوله بتكفير من ال يوافقه على قتال مخالفيه من فرق هذه االمة مع قوله بأنهم مشرآون وآان اذا قاتل

ظهوره في أيام قوما وهزمهم أمر باحراق أموالهم وعقد دوابهم وآان مع ذلك يقتل االسراء من مخالفيهم وآانهارون الرشيد فى سنة تسع وسبعين ومائة وبقى الناس في فتنته الى أن مضى صدر من أيام خالفة المأمون ولما

استولى على بعض البلدان جعل قاضيه أبا يحيى يوسف بن بشار وصاحب جيشه رجال اسمه جيويه بن معبد ارج آطلحة بن فهد وأبى الجلندى وأقرانهم وبدأ وصاحب حرسه عمرو بن صاعد وآان معه جماعة من شعراء الخو

:بقتال البيهسية من الخوارج وقتل الكثير منهم فسموه عند ذلك أمير المؤمنين وقال الشاعر طلحة بن فهد في ذلك

أمير المؤمنين على رشاد وغير هداية نعم األمير

المنيرامير يفضل االمراء فضال آما فضل السها القمر

ثم ان حمزة أسرى سرية الى الخازمية من الخوارج بناحية فلجرد فقتل منهم مقتلة عظيمة ثم قصد بنفسه هراة فمنعه اهلها من دخولها فاستعرض الناس خارج المدينة وقتل منهم الكثير فخرج اليه عمرو بن يزيد االزدى وهو

شهورا وقتل من ارض هراة جماعة وقتل من أصحاب هيصم يومئذ والى هراة مع جنده فدامت الحرب بينهمالشاري وآان داعية حمزة يدعو الناس الى ضاللته ثم أغار حمزة على آروخ من رستاق هراة واحرق أموالهم

وعقر أشجارهم ثم حارب عمرو بن يزيد األزدى بقرب بوشبخ وقتل عمر ثم انتصب على بن عيسى بن هاديان وهو ن لحرب حمزة فانهزم منه الى ارض سجستان بعد ان قتل من قواده ستون رجال سوى اتباعه فلما يومئذ والى خراسا

وصل الى سجستان منعه أهل زرنخ عن دخول البلد فاستعرض الناس بالسيف في صحراء البلد ثم تنكر ألهل زرنخ ن دخول البلدة فعقر نخلهم في بان ألبس أصحابه السواد يوهمهم انهم أصحاب السلطان وأنذرهم بذلك منذر فمنعوه م

سوادهم وقتل المجتازين فى صحاريهم ثم قصد نهر شعبة وقتل بها الكثير من الخوارج الخلفية وعقر اشجارهم وأحرق أموالهم وانهزم منه رئيس للخلفية اسمه مسعود بن قيس وعبر فى هزيمته واديا وغرق فيه وشك أتباعه في

رجع حمزة من آرمان وأغار في طريقه على رستاق بست من رساتيق نيسابور موته وهم ينتظرونه الى اليوم ثم وآان بها قوم من الخوارج الثعالبة فقتلهم حمزة ودامت فتنة بخراسان وآرمان وقهستان وسجستان الى آخر ايام

اب الرشيد وصدر من خالفة المأمون الشتغال حند أآثر خراسان بقتال رافع بن ليث بن نصر بن سيان على بسمرقند فلما تمكن المأمون من الخالفة آتب الى حمزة آتابا استدعاه فيه الى طاعته فما ازداد اال عتوا في امره

فبعث المأمون بطاهر بن الحسين لقتال حمزة فدارت بين طاهر وحمزة حروب قتل فيها من الفريقين مقدار ثالثين مان وأتى طاهر على القعدة عن حمزة ممن آان على رأيه ألفا أآثرهم من اتباع حمزة وانهزم فيها حمزة الى آر

وظفر بثلثمائة منهم فأمر بشد آل رجل منهم بالحبال بين شجرتين قد جذبت رؤوس بعضها الى بعض ثم قطع الرجل بين الشجرتين فرجعت آل واحدة من الشجرتين بالنصف من بدن المشدود عليها ثم ان المأمون استدعى طاهر بن

خراسان وبعث به الى منصبه فطمع حمزة في خراسان فأقبل فى جيشه من آرمان فخرج اليه عبد الحسين من الرحمن النيسابورى في عشرين الف رجل من غزاة نيسابور ونواحيها فهزموا حمزة باذن اهللا وقتلوا االلوف من

أتباعه العباد بعد ذلك وآانت أصحابه وانفلت منهم حمزة جريحا ومات في هزيمته هذه وأراح اهللا عز وجل منه ومن .هذه الواقعة التى هلك بعدها حمزة الخارجى القدرى من مفاخر اهل نيسابور والحمد هللا على ذلك

Page 33: الفرق بين الفرق

33  

ذآر الثعالبة منهم

هؤالء اتباع ثعلبة بن مشكان والثعالبة تدعى إمامته بعد عبد الكريم بن عجرد ويزعم أن عبد الكريم بن عجرد إماما قيل أن خالفه ثعلبة في حكم االطفال فلما اختلفا في ذلك آفر بن عجرد وصار ثعلبة إماما والسبب في آان

اختالفهما أن رجال من العجاردة خطب الى ثعلبة بنته فقال له بين مهرها فأرسل الخاطب امرأة الى ام تلك البنت الشرط الذى تعتبره العجاردة لم يبال آم آان مهرها يسألها هل بلغت البنت فإن آانت قد بلغت ووصفت االسالم على

فقالت امها هى مسلمة في الوالية بلغت أم لم تبلغ فاخبر بذلك عبد الكريم بن عجرد وثعلبة بن مشكان فاختار عبد للحق الكريم البراءة من االطفال قبل البلوغ وقال ثعلبة نحن على واليتهم صغارا وآبارا الى أن يبين لنا منهم إنكار

فلما اختلفا في ذلك برىء آل واحد منهما من صاحبه وصار أتباع آل واحد منهما فرقا وقد ذآرنا فرق العجاردة قبل .هذا

:وصارت الثعالبة بعد ذلك ست فرق

ديةفرقة أقامت على إمامة ثعلبة ولم تقل بإمامة أحد بعده ولم يكترثوا لما ظهر فيهم من خالف االخنسية والمعب .

:ذآر المعبدية منهم

والفرقة الثانية منهم معبدية قالت بإمامة رجل منهم بعد ثعلبة اسمه معبد خالف جمهور الثعالبة فى أخذ الزآاة من العبيد العبيد فى إعطائهم منها واآفر من لم يقل بذلك وأآفره سائر الثعالبة في قوله

:األخنسية

ة الثالثة منهم االخنسية اتباع رجل منهم آان يعرف باألخنس وآان في بدء أمره على قول الثعالبة في والفرق مواالة األطفال ثم خنس من بينهم فقال يجب علينا ان نتوقف عن جميع من فى دار التقية اال من عرفنا منه ايمانا

ل في السروان يبدأ أحد من أهل القبلة بقتال حتى يدعى فنوليه عليه او آفرا فبرئنا منه وقالوا بتحريم القتل واالغتيا إال من عرفوه بعينه وصار له تبع على هذا القول وبرىء من سائر الثعالبة وبرىءمنه سائرهم

الشيبانية

سلم منهم والفرقة الرابعة من الثعالبة شيبانية هم اتباع شيبان بن سلمة الخارجى الذى خرج في ايام أبى م صاحب دولة بنى العباس وأعان أبا مسلم على أعدائه فى حروبه وآان مع ذلك يقول بتشبيه اهللا سبحانه لخلقه فأآفره سائر الثعالبة مع أهل السنة في قوله بالتشبيه وأآفرته الخوارج آلها في معاونته أبا مسلم والذين أآفروه من الثعالبة

رحمن والشيبانية يزعمون أن شيبان تاب من ذنوبه وقالت الزيادية إن ذنوبه يقال لهم زيادية أصحاب زياد بن عبد الآان منها مظالم العباد التى ال تسقط بالتوبة وأنه أعان أبا مسلم على قتاله مع الثعالبة آما أعانه على قتاله مع بنى

.أمية

Page 34: الفرق بين الفرق

34  

:ذآر الرشيدية منهم

لهم رشيدية نسبوا الى رجل اسمه رشيد وانفردوا بأن قالوا فيما سقى بالعيون والفرقة الخامسة من الثعالبة يقال واالنهار الجارية نصف العشر وإنما يجب العشر الكامل فيما سقته السماء فحسب وخالفهم زياد بن عبد الرحمن

فأوجب فيما سقى بالعيون واألنهار الجارية العشر الكامل

:ذآر المكرمية منهم

والفرقة الثالثة من الثعالبة يقال لهم المكرمية اتباع أبى مكرم زعموا ان تارك الصالة آافر ال الجل ترك الصالة لكن لجهله باهللا عز وجل وزعموا ان آل ذي ذنب جاهل باهللا والجهل باهللا آفر وقالوا ايضا بالموافاة في الوالية

.والعداء

قوالهافهذا بيان فرق الثعالبة وبيان ا .

:ذآر االباضية وفرقها

أجمعت االباضية على القول بامامة عبد اهللا بن أباض وافترقت فيما بينها فرقا يجمعها القول بأن آفار هذه االمة يعنون بذلك مخالفيهم من هذه االمة براء من الشرك واإليمان وانهم ليسوا مؤمنين وال مشرآين ولكنهم آفار وأجازوا شهادتهم وحرموا دماءهم في السر واستحلوها فى العالنية وصححوا منا آحنهم والتوارث منهم وزعموا انهم في ذلك محاربون هللا ولرسوله ال يدينون دين الحق وقالوا باستحالل بعض اموالهم دون بعض والذى استحلوه الخيل والسالح

لغنيمةفأما الذهب والفضة فانهم يردونهما على أصحابهما عند ا .

.ثم افترقت االباضية فيما بينهم أربع فرق وهى الحفصية والحارثية واليزيدية وأصحاب طاعة ال يراد اهللا بها

واليزيدية منهم غالة لقولهم بنسخ شريعة االسالم في آخر الزمان وسنذآرهم في باب فرق الغالة المنتسبين الى .االسالم بعد هذا

هذا الباب الحفصية والحارثية وأصحاب طاعة ال يراد اهللا بهاوانما نذآر في

:ذآر الحفصية منهم

هؤالء قالوا بامامة حفص بن أبي المقدام وهو الذى زعم أن بين الشرك وااليمان معرفة اهللا تعالى وحدها فمن من قتل النفس واستحالل الزنا وسائر عرفه ثم آفر بما سواه من رسول او جنة او نار او عمل بجميع المحرمات

المحرمات فهو آافر برىء من الشرك ومن جهل باهللا تعالى وأنكره فهو مشرك وتأول هؤالء فى عثمان بن عفان ومن الناس من يعجبك قوله في {مثل تأول الرافضة في ابى بكر وعمر وزعموا ان عليا هو الذى انزل اهللا تعالى فيه

ومن {وأن عبد الرحمن بن ملجم هو الذى أنزل اهللا فيه . }هللا على ما في قلبه وهو الد الخصامالحياة الدنيا ويشهد ا .{الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة اهللا

Page 35: الفرق بين الفرق

35  

ثم قالوا بعد هذا آله ان اإليمان بالكتب والرسل متصل بتوحيد اهللا عز وجل فمن آفر بذلك فقد اشرك باهللا عز ن الفصل بين الشرك وااليمان معرفة اهللا تعالى وحده وأن من عرفه فقد برىء من الشرك وجل وهذا نقيض قولهم إ

.وإن آفر بما سواه من رسول او جنة أو نار فصار قولهم في هذا الباب متناقضا

:ذآر الحارثية منهم

ول المعتزلة وزعموا ايضا أن هؤالء اتباع حارث بن مزيد األباضي وهم الذين قالوا في باب القدر بمثل ق االستطاعة قبل الفعل وأآفرهم سائر األباضية في ذلك الن جمهورهم على قول أهل السنة فى ان اهللا تعالى خالق

.أعمال العباد وفى أن االستطاعة مع الفعل

ارث ابن مزيد وزعمت الحارثية انه لم يكن لهم إمام بعد المحكمة االولى إال عبد اهللا بن أباضى وبعده ح االباضى

:ذآر اصحاب طاعة ال يراد اهللا بها

.زعم هؤالء أنه يصح وجود طاعات آثيرة ممن ال يريد اهللا تعالى بها آما قاله ابو الهزيل وأتباعه من القدرية

ل به آان مطيعا هللا وقال أصحابنا أن ذلك ال يصح إال في طاعة واحدة وهو النظر االول فإن صاحبه اذا استذ تعالى في فعله وإن لم يقصد به التقرب الى اهللا تعالى الستحالة تقربه اليه قبل معرفته فاذا عرف اهللا تعالى فال يصح

.منه بعد معرفته طاعة منه هللا تعالى اال بعد قصده التقرب بها اليه

ال معسكر السلطان فإنه دار بغى عندهموزعمت األباضية آلها أن دور مخالفيهم من أهل مكة دار توحيد ا .

:واختلفوا في النفاق على ثالثة أقوال

مذبذين {فقال فريق منهم إن النفاق براءة من الشرك وااليمان جميعا واحتجوا بقول اهللا عز وجل في المنافقين .{بين ذلك ال الى هؤالء وال الى هؤالء ومن يضلل اهللا فلن تجد له سبيال

وفرقة منهم قالت آل نفاق شرك ألنه يضاد التوحيد وفرقة ثالثة قالت ال نزيل اسم النفاق عن موضعه وال نسمى .بالنفاق غير القوم الذين سماهم اهللا تعالى منافقين

ومن قال منهم بأن المنافق ليس بمشرك زعم أن المنافقين على عهد رسول اهللا آانوا موحدين وآانوا أصحاب ر فكفروا وإن لم يدخلوا في حد الشركآبائ .

:قال عبد القاهر بعد الجملة التى حكيناها عنهم شذوذ من األقوال انفردوا بها

منها أن فريقا منهم زعموا أن ال حجة هللا تعالى على الخالئق في التحويد وغيره اال بالخبر وما يقوم مقام الخبر .من إشارة وايماء

وما منهم قالوا آل من دخل فى دين االسالم وجبت عليه الشرائع واالحكام سمعها أو عرفها أو لم ومنها أن ق .يسمعها ولم يعرفها وقال سائر االمة ال يأثم بترك ما لم يقف عليه منها إال أن ثبتت عليه الحجة فيه

Page 36: الفرق بين الفرق

36  

دليل يدل على صدقة ومنها أن قوما منهم قالوا بجواز ان يبعث اهللا تعالى الى خلقه رسوال بال .

ومنها ان قوما منهم قالوا من ورد عليه الخبر بأن اهللا تعالى قد حرم الخمر او ان القبلة قد حولت فعليه ان يعلم .ان الذى أخبره به مؤمن او آافر وعليه ان يعلم ذلك بالخبر وليس عليه ان يعلم أن ذلك عليه بالخبر

اس المشى الى الصالة وال الرآوب والمسير للحج وال شيء من االسباب التى ومنها قول بعضهم ليس على الن .يتوصل بها الى أداء الواجب وانما يجب عليهم فعل الطاعات الواجبة بأعيانها دون اسبابها الموصلة اليها

آان ذلك الخالف فيما ومنها قولهم جميعا بوجوب استتابة مخالفيهم في تنزيل او تأويل فان تابوا واال قتلوا سواء .يسع جهله او فيما ال يسع جهله

.وقالوا من زنى او سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فان تاب واال قتل

.وقالوا ان العالم يفنى آله اذا افنى اهللا اهل التكليف وال يجوز اال ذلك ألنه انما خلقه لهم

شيء واحد من وجهين آمن دخل زرعا بغير إذن مالكه فان اهللا قد وأجازت االباضية وقوع حكمين مختلفين فى .نهاه عن الخروج منه اذا آان خروجه منه مفسدا للزرع وقد أمره به

وقالوا ال يتبع المدبر في الحرب اذا آان من أهل القبلة وآان موحدا وال نقبل منهم امرأة وال ذرية وأباحوا قتل ى نسائهم وذراريهم وقالوا ان هذا آما فعله ابو بكر بأهل الردةالمشبهه واتباع مدبرهم وسب .

وقد آان من االباضية رجل يعرف بابراهيم دعا قوما من اهل مذهبة الى داره وأمر جارية له آانت على مذهبه من بشيء فأبطأت عليه فحلف ليبيعنها في االعراب فقال له رجل منهم اسمه ميمون وليس هو صاحب الميمونية

العجاردة آيف تبيع جارية مؤمنة الى الكفرة فقال له ابراهيم ان اهللا تعالى قد أحل البيع وقد مضى أصحابنا وهم يستحلون ذلك فتبرأ منهم ميمون وتوقف آخرون منهم فى ذلك وآتبوا بذلك الى علمائهم فأجابوهم بأن بيعها حالل

صاروا في هذا ثالث فرق إبراهيمية وميمونية واقفة وتبع وبأنه يستتاب ميمون ويستتاب من توقف فى ابراهيم فإبراهيم على إجازة هذا البيع قوم يقال لهم الضحاآية وأجازوا نكاح المسلمة من آفار قومهم في دار التقية فأما فى

يها ولم دار حكمهم فال يستحلون ذلك وقوم منهم توقفوا في هذه المسلمة وفى أمر الزوجة وقالوا ان ماتت لم نصل عل .نأخذ ميراثها ألنا ال ندري ما حالها

وتبع بعد هؤالء اإلبراهيمية قوم يقال لهم البيهسية أصحاب أبى بيهس هيصم بن عامر قالوا ان ميمونا آفر بأن حرم بيع األمة في دار التقية من آفار قومنا وآفرت الواقفة بأن لم يعرفوا آفر ميمون وصواب إبراهيم وآفر إبراهيم

.بأن لم يتبرأ من الواقفة

قالوا وذلك أن الوقوف بما يسع على األبدان وانما الوقوف على الحكم بعينه مالم يوافقه أحد فاذا وافقه أحد من .المسلمين لم يسع من حضر ذلك إال أن يعرف من عرف الحق ودان به ومن أظهر الباطل ودان به

ذنبا لم نشهد عليه بالكفر حتى يرفع الى الوالى ويحد وال نسميه قبل الرفع الى ان من واقع : ثم ان البيهسية قالت .الوالى مؤمنا وال آافرا

وقال بعض البيهسية فاذا آفر اإلمام آفرت الرعية وقال بعضهم آل شراب حالل األصل موضوع عمن سكر فيه حد وال آفر ما دام في سكره منه آل ما آان منه في السكر من ترك الصالة والشتم هللا عز وجل وليس .

.وقال قوم من البيهسية يقال لهم العوفية السكر آفر اذا آان معه غيره من ترك الصالة ونحوه

Page 37: الفرق بين الفرق

37  

وافترقت العوفية من البيهسية فرقتين فرقة قالت من رجع عنا من دار هجرته ومن الجهاد الى حال القعود برئنا نه رجع إلى أمر آان مباحا له قبل هجرته الينا وآال الفريقين قال اذا آفر اإلمام آفرت منه وفرقة قالت بل تتواله ال .الرعية الغائب منهم والشاهد

.ولألباضية والبيهسية بعد هذا مذاهب قد ذآرناها في آتاب الملل والنحل وفيما ذآرنا منه في هذا الكتاب آفاية

ذآر الشبيبية منهم

فون بالشبيبية النتسابهم الى شبيب بن يزيد الشيبانى المكنى بأبى الصحارى ويعرفون بالصالحية هؤالء يعر .أيضا النتسابهم الى صالح بن مشرح الخارجي

وآان شبيب بن يزيد الخارجى من اصحاب صالح ثم تولى األمر بعده على جنده وآان السبب في ذلك أن صالح الزارقة وقد قال انه آان صفريا وقيل إنه لم يكن صفريا وال أزرقيا وآان خروجه بن مشرح التميمى آان مخالفا ل

على بشر بن مروان فى أيام واليته على العراق من جهة أخيه عبد الملك بن مروان وبعث بشر اليه بالحارث بن ير الى قتاله عمير وذآر المواينى أن خروج صالح آان على الحجاج بن يوسف وأن الحجاج بعث بالحارث بن عم

وأن القتال وقع بين الفريقين على باب حصن حلوال وانهزم صالح جريحا فلما أشرف على الموت قال الصحابه قد استخلفت عليكم شبيبا وأعلم أن فيكم من هو أفقه منه ولكنه رجل شجاع مهيب في عدوآم فليعنه الفقيه منكم بفقهه ثم

حا فى شيء واحد وهو أنه مع أتباعه أجازوا إمامة المرأة منهم اذا قامت مات وبايع أتباعه شبيبا الى أن خالف صالبأمورهم وخرجت على مخالفيهم وزعموا أن غزالة أم شبيب آانت اإلمام بعد قتل شبيب الى أن قتلت واستدلوا على

.ذلك بأن شبيبا لما دخل الكوفة أقام أمه على منبر الكوفة حتى خطبت

أن شبيبا في ابتداء أمره قصد الشام ونزل على روح بن زنباع وقال له سل أمير وذآر أصحاب التواريخ المؤمنين أن يفرض لى في أهل الشرف فإن لى في بنى شيبان تبعا آثيرا فسأل روح بن زنباع عبد الملك بن مروان

ن ذآر أنه ال يعرفه ذلك فقال هذا رجل ال أعرفه وأخشى أن يكون حروريا فذآر روح لشبيب أن عبد الملك بن مروافقال سيعرفنى بعد هذا ورجع الى بنى شيبان وجمع من الخوارج الصالحية مقدار الف رجل واستولى بهم على ما بين آسكر والمدائن فبعث الحجاج اليه بعبيد بن أبىالمخارق المتنبى فى الف فارس فهزمه شبيب فوجه اليه بعبد

عث بعتاب بن ورقاء التميمى فقتله شبيب وما زال آذلك حتى هزم الرحمن بن محمد بن األشعث فهزمه شبيب وبللحجاج عشرين جيشا في مدة سنتين ثم إنه آبس الكوفة ليال ومعه الف من الخوارج ومعه أمة غزالة وامرأته جهزية

وقتل فى مائتين من نساء الخوارج قد اعتقلن الرماح وتقلدن السيوف فلما آبس الكوفة ليال قصد المسجد الجامع :حراس المسجد والمعتكفين فيه ونصب امه غزالة على المنبر حتى خطبت وقال خزيم بن فاتك األسدى فى ذلك

أقامت غزالة سوق الضرار ألهل العراقين حوال قميطا

سمت للعراقين في جيشها فالق العراقان منها طيطا

جيشه آانوا متفرقين إلى أن اجتمع جنده إليه بعد الصبح وصلى شبيب بأصحابه وصبر الحجاج لهم في داره الن فى المسجد وقرأ فى رآعتى الصبح سورتى البقرة وآل عمران ثم وافاه الحجاج في أربعة آالف من جنده واقتتل

الحجاج فى طلبه الفريقان فى سوق الكوفة إلى أن قتل أصحاب شبيب وانهزم شبيب فيمن بقى معه الى األنبار فوجه جيشا فهزموا شبيبا من األنبار الى األهواز وبعث الحجاج سفين بن األبرد الكليبى فى ثالثة آالف لطلب شبيب فنزل سفين على شط الدجيل ورآب شبيب جسر الدجيل ليعبر اليه وأمر سفين أصحابه بقطع حبال الجسر فاستدار الجسر

وبايع أصحاب شبيب فى الجانب اآلخر من الدجيل } العزيز العليمذلك تقدير {وغرق شبيب مع فرسه وهو يقول غزالة أم شبيب وعقد سفين بن األبرد الجسر وعبر مع جنده الى أولئك الخوارج وقتل اآثرهم وقتل غزالة ام شبيب

Page 38: الفرق بين الفرق

38  

االسرى وامرأته جهيزه وأسر الباقين من اتباع شبيب وأمر الغواصين بإخراج شبيب من الماء وأخذ رأسه وانفذه مع الى الحجاج فلما وقف االسرى بين يدى الحجاج أمر بقتل رجل منهم قال له اسمع مني بيتين أختم بهما عملي ثم أنشأ

:يقول

أبرأ الى اهللا من عمرو وشيعته ومن على ومن أصحاب صفين

ومن معاوية الطاغى وشيعته ال بارك اهللا في القوم المالعين

.فأمر بقتله وبقتل جماعة منهم وأطلق الباقين

قال عبد القاهر يقال للشبيبة من الخوراج أنكرتم على أم المؤمنين عائشة خروجها الى البصرة مع جندها الذى ى آل واحد منهم محرم لها ألنها أم جميع المؤمنين فى القرآن وزعمتم أنها آفرت بذلك وتلوتم عليها قول اهللا تعالوقرن فى بيوتكن فهال تلوتم هذه اآلية على غزالة أم شبيب وهال قلتم بكفرها وآفر من خرجن معها من نساء

الخوارج الى قتال جيوش الحجاج فان أجزتم لهن ذلك النه آان معهن أزواجهن او بنوهن واخوتهن فقد آان مع د منهم محرم لها وجميع المسلمين بنوها وآل عائشة أخوها عبد الرحمن وابن اختها عبد اهللا بن الزبير وآل واح

واحد محرم لها فهال أجزتم لها ذلك على ان من أجاز منكم إمامة غزالة فإمامتها الئقة به وبدينه والحمد هللا على .العصمة من البدعة

{الفصل الثالث من فصول هذا الباب}

في بيان مقاالت فرق الضالل من القدرية المعتزلة عن الحق

وهم عشرون فرقة

قد ذآرنا قبل هذا أن المعتزلة افترقت فيما بينها عشرين فرقة آل فرقة منها تكفر سائرها وهن الواصلية والعمرية والهذيلية والنظامية واالسوارية والمعمرية واالسكافية والجعفرية والبشرية والمرادارية والهشامية

رية والخياطية واصحاب صالح قبة والمويسية والشحامية والكعبية والجبابية والتمامية والجاحظية والحايطية والحماوالبهشمية المنسوبة الى أبى هاشم بن الحبالى فهذه ثنتان وعشرون فرقة فرقتان منها من جملة فرق الغالة في الكفر

ة محضة يجمعها آلها فى نذآرها فى الباب الذى نذآر فيه فرق الغالة وهما الحايطية والحماريه وعشرون منها قدري :بدعتها امور

منها نفيها آلها عن اهللا عز وجل صفاته االزلية وقولها بأنه ليس هللا عز وجل علم وال قدرة وال حياة وال سمع .وال بصر وال صفة أزلية وزادوا على هذا بقولهم ان اهللا تعالى لم يكن له في االزل اسم وال صفة

ة رؤية اهللا عز وجل باالبصار وزعموا أنه ال يرى نفسه وال يراه غيره واختلفوا فيه هل هو ومنها قولهم باستحال .راء نغيره أم ال فأجازه قوم منهم وأباه قوم آخرون منهم

ومنها اتفاقهم على القول بحدوث آالم اهللا عز وجل وحدوث أمره ونهيه وخبره وآلهم يزعمون ان آالم اهللا عز هم اليوم يسمون آالمه مخلوقاوجل حادث واآثر .

ومنها قولهم جميعا بأن اهللا تعالى غير خالق ألآساب الناس وال لشىء من أعمال الحيوانات وقد زعموا ان الناس هم الذين يقدرون أآسابهم وانه ليس هللا عز وجل فى اآسابهم وال فى اعمار سائر الحيوانات صنع وال تقدير وألجل

لمسلمون قدريةهذا القول سماهم ا .

Page 39: الفرق بين الفرق

39  

ومنها اتفاقهم على دعواهم فى الفاسق من أمة االسالم بالمنزلة بين المنزلتين وهى انه فاسق ال مؤمن وال آافر .والجل هذا سماهم المسلمون معتزلة العتزالهم قول األمة بأسرها

د لم يشأ اهللا شيئا منهاومنها قولهم ان آل ما لم يأمر اهللا تعالى به او نهى عنه من أعمال العبا .

وزعم الكعبى فى مقاالته أن المعتزلة اجتمعت على أن اهللا عز وجل شىء ال آاالشياء وأنه خالق األجسام واألعراض وأنه خلق آل ما خلقه ال من شىء وعلى أن العباد يفعلون أعمالهم بالقدر التى خلقها اهللا سبحانه وتعالى

ال يغفر لمرتكبى الكبائر بال توبةفيهم قال وأجمعوا على أنه .

:وفى هذا الفصل من آالم الكعبى غلط منه على أصحابه من وجوه

منها قوله إن المعتزلة اجتمعت على أن اهللا تعالى شيء ال آاالشياء وليست هذه الخاصية هللا تعالى وحده عند قدرة محدثة شىء ال آاالشياء ولم يخصوا ربهم بهذا المدحجميع المعتزلة فإن الجبائى وابنه أبا هاشم قد قاال إن آل .

ومنها حكايته عن جميع المعتزلة قولها بأن اهللا عز وجل خالق األجسام واألعراض وقد علم أن االصم من المعتزلة ينفى األعراض آلها وأن المعروف منهم بمعمر يزعم ان اهللا تعالى لم يخلق شيئا من األعراض وأن ثمامة

يزعم أن االعراض المتولدة ال فاعل لها فكيف يصح دعواه إجماع المعتزلة على أن اهللا سبحانه خالق األجسام واألعراض وفيهم من ينكر وجود األعراض وفيهم من يثبت األعراض ويزعم أن اهللا تعالى لم يخلق شيئا منها وفيهم

المعتزلة زعموا أن اهللا تعالى لم يخلق أعمال العباد من يزعم أن المتولدات أعراض ال فاعل لها والكعبى مع سائر .وهي أعراض عند من أثبت األعراض فبان غلط الكعبى فى هذا الفصل على أصحابه

ومنها دعوى إجماع المعتزلة على أن اهللا خلق ما خلق ال من شىء وآيف يصح اجماعهم على ذلك والكعبى مع الحوادث آلها آانت قبل حدوثها أشياء والبصريون منهم يزعمون ان سائر المعتزلة سوى الصالحى يزعمون أن

الجواهر واالعراض آانت فى حال عدمها جواهر وأعراضا وأشياء والواجب على هذا الفصل ان يكون اهللا خلق الشيء ال من شيء وإنما يصح القول بانه خلق الشىء ال من شىء على اصول اصحابنا الصفاتية الذين أنكروا آون

.المعدوم شيئا

واما دعوى إجماع المعتزلة على ان العباد يفعلون أفاعلهم بالقدر التي خلقها اهللا تعالى فيهم فغلط منه عليهم الن معمرا منهم زعم أن القدرة فعل الجسم القادر بها وليست من فعل اهللا تعالى واالصم منهم ينفى وجود القدرة ألنه

.ينفى األعراض آلها

ذلك دعوى إجماع المعتزلة على أن اهللا سبحانه ال يغفر لمرتكبى الكبائر من غير توبة منهم غلط منه عليهم وآ الن محمد بن شبيب البصرى والصالحى والخالدى هؤالء الثالثة من شيوخ المعتزلة وهم واقفية فى وعيد مرتكبى

.الكبائر وقد أجازوا من اهللا تعالى مغفرة ذنوبهم من غير توبة

فبان بما ذآرناه غلط الكعبى فيما حكاه عن المعتزلة وصح ان المعتزلة يجمعها ما حكيناه عنهم مما أجمعوا .عليه

.فاما الذى اختلفوا فيه فيما بينهم فعلى ما نذآره في تفصيل فرقهم إن شاء اهللا عز وجل

:ذآر الواصلية منهم

غزال رأس المعتزلة وداعيهم الى بدعتهم بعد معبد الجهنى وغيالن الدمشقىهؤالء اتباع واصل بن عطا ال .

Page 40: الفرق بين الفرق

40  

وآان واصل من منتابى مجلس الحسن البصرى فى زمان فتنة االزارقة وآان الناس يومئذ مختلفين فى أصحاب .الذنوب من امة االسالم على فرق

ان هذا قول االزارقة من الخوراج وزعم فرقة تزعم أن آل مرتكب لذنب صغير او آبير مشرك باهللا وآ (1)هؤالء ان اطفال المشرآين مشرآون ولذلك استحلوا قتل اطفال مخالفيهم وقتل نسائهم سواء آانوا من امة االسالم او

وآانت الصفرية من الخوارج يقولون فى مرتكبى الذنوب بأنهم آفرة مشرآون آما قالته االزارقة غير . من غيرهمزارقة فى االطفالأنهم خالفوا اال .

وزعمت النجدات من الخوارج ان صاحب الذنب الذى اجمعت االمة على تحريمه آافر مشرك وصاحب (2)الذنب الذى اختلفت االمة فيه حكم على اجتهاد اهل الفقه فيه وعذروا مرتكب ماال يعلم تحريمه بجهالة تحريمه الى

.ان تقوم الحجة عليه فيه

الخوارج يقولون ان مرتكب ما فيه الوعيد مع معرفته باهللا عز وجل وبما جاء من وآانت االباضية من (3) .عنده آافر آفران نعمة وليس بكافر آفر شرك

وزعم قوم من اهل ذلك العصر ان صاحب الكبيرة من هذه االمة منافق والمنافق شر من الكافر المظهر (4) .لكفره

آثر االمة يقولون إن صاحب الكبيرة من أمة االسالم مؤمن لما وآان علماء التابعين فى ذلك العصر مع أ (5)فيه من معرفته بالرسل والكتب المنزلة من اهللا تعالى ولمعرفته بأن آل ما جاء من عند اهللا حق ولكنه فاسق بكبيرته

.وفسقه ال ينفى عنه اسم االيمان واإلسالم

وأعالم التابعين فلما ظهرت فتنة األزارقة بالبصرة وعلى هذا القول الخامس مضى سلف االمة من الصحابة واألهواز واختلف الناس عند ذلك فى أصحاب الذنوب على الوجوه الخمسة التي ذآرناها خرج واصل بن عطا عن قول جميع الفرق المتقدمة وزعم أن الفاسق من هذه االمة ال مؤمن وال آافر وجعل الفسق منزلة بين منزلتى الكفر

فلما سمع الحسن البصرى من واصل بدعته هذه التى خالف بها أقوال الفرق قبله طرده عن مجلسه فاعتزل وااليمانعند سارية من سوارى مسجد البصرة وانضم اليه قرينه فى الضاللة عمرو ابن عبيد بن باب آعبد صريخه امه فقال

معتزلة"ئذ الناس يومئذ فيهماانهما قد اعتزال قول االمة وسمى أتباعهما من يوم ".

ثم إنهما أظهرا بدعتهما فى المنزلة بين المنزلتين وضما اليها دعوة الناس الى قول القدرية على رأى معبد .الجهنى فقال الناس يومئذ لواصل إنه مع آفره قدرى وجرى المثل بذلك فى آل آافر قدرى

كبيرة فى النار مع قولهما بأنه موحد وليس بمشرك ثم ان واصال وعمرا وافقا الخوارج فى تأييد عقاب صاحب ال وال آافر، ولهذا قيل للمعتزلة إنهم مخانيث الخوارج الن الخوارج لما رأو ألهل الذنوب الخلود في النار سموهم آفرة

وحاربوهم والمعتزلة رأت لهم الخلود فى النار ولم تجسر على تسميتهم آفرة وال جسرت على قتال اهل فرقة منهم ضال عن قتال جمهور مخالفيهم ولهذا نسب إسحاق بن سويد العدري واصال وعمرو بن عبيد الى الخوارج التفاقهم ف

:على تأييد عقاب أصحاب الذنوب فقال فى بعض قصائده

برئت من الخوارج لست منهم من الغزال منهم وابن باب

ابومن قوم اذا ذآروا عليا يردون السالم على السح

ثم ان واصال فارق السلف ببدعة ثالثة وذلك أنه وجد اهل عصره مختلفين فى على وأصحابه وفى طلحة والزبير وعائشة وسائر أصحاب الجمل فزعمت الخوارج ان طلحة والزبير وعائشة وأتباعهم يوم الجمل آفروا

اصحاب معاوية بصفين الى وقت التحكيم ثم بقتالهم عليا وأن عليا آان على الحق فى قتال أصحاب الجمل وفى قتال

Page 41: الفرق بين الفرق

41  

آفر بالتحكيم وآان اهل السنة والجماعة يقولون بصحة إسالم الفريقين فى حرب الجمل وقالوا ان عليا آان على الحق فى قتالهم واصحاب الجمل آانوا عصاة مخطئين فى قتال على ولم يكن خطؤهم آفرا وال فسقا يسقط شهادتهم

ة عذلين من آل فرقة من الفريقين وخرج واصل عن قول الفريقين وزعم ان فرقة من الفريقين وأجازوا الحكم بشهادفسقة ال بأعيانهم وأنه ال يعرف الفسقة منهما وأجازوا ان يكون ا لفسقة من الفريقين عليا واتباعه آالحسن والحسين

الجمل وأجاز آون الفسقة من وابن عباس وعمار بن ياسر وأبى أيوب األنصارى وسائر من آان مع على يوم الفريقين عائشة وطلحة والزبير وسائر اصحاب الجمل ثم قال فى تحقق شكه فى الفريقين لو شهد على وطلحة او

على والزبير ورجل من أصحاب على ورجل من اصحاب الجمل عندى على باقة بقل لم أحكم بشهادتهما لعلمى بأن ادة المتالعنين لعلمى بان احدهما فاسق ال بعينه ولو شهد رجالن من احد احدهما فاسق ال بعينه آما ال أحكم بشه

.الفريقين ايهما آان قبلت شهادتهما

ولقد سخنت عيون الرافضة القائلين باالعتزال بشك شيخ المعتزلة فى عدالة على واتباعه ومقالة واصل فى :الجملة آما قلنا فى بعض أشعارنا

بل قطع اهللا به أوصالها مقالة ما وصلت بواصل

.وسنذآر تمام أبيات هذه القصيدةبعد هذا إن شاء اهللا غز وجل

:ذآر العمرية منهم

هؤالء أتباع عمرو بن عبيد بن باب مولى بنى تميم وآان جده من سبى آامل وما ظهرت البدع والضالالت فى خبراألديان إال من ابناء السبايا آما روى فى ال .

وقد شارك عمرو واصال فى بدعة القدر وفى ضاللة قولهما بالمنزلة بين المنزلتين وفى ردهما شهادة رجلين أحدهما من أصحاب الجمل واآلخر من أصحاب على وزاد عمرو على واصل فى هذه البدعة فقال بفسق آلتا

جلين أحدهما من أصحاب الجمل واآلخر من الفرقتين المتقاتلتين يوم الجمل وذلك أن واصال إنما رد شهادة رأصحاب على رضى اهللا عنه وقبل شهادة رجلين آالهما من أحد الفريقين وزعم عمرو أن شهادتهما مردودة وإن

.آانا من فريق واحد ألنه قال بفسق الفريقين جميعا

جاحظ فى فريقى يوم الجمل بقول وقد افترقت القدرية بعد واصل وعمرو فى هذه المسألة فقال النظام ومعمر وال واصل وقال حوشب وهاشم األوقص نجت القادة وهلكت االتباع وقال أهل السنة والجماعة بتصويب على وأتباعه

يوم الجمل وقالوا إن الزبير رجع عن القتال يومئذ تائبا فلما بلغ وادى السباع قتله بها عمرو بن حرمون غرة وبشر بالرجوع فرماه مروان بن الحكم وآان مع أصحاب الجمل بسهم قتله وعائشة رضى اهللا على قاتله بالنار وهم طلحة

عنها قصدت اإلصالح بين الفريقين فغلبها بنو أزد وبنو ضبة على أمرها حتى آان من األمر ما آان ومن قال كبتكفير الفريقين أو أحدهما فهو الكافر دونهم هذا قول أهل السنة فيهم والحمد هللا على ذل .

:ذآر الهذيلية منهم

هؤالء أتباع أبى الهذيل محمد بن الهذيل المعروف بالعالف آان مولى لعبد القيس وقد جرى على منهاج ابناء السبايا لظهور اآثر البدع منهم وفضائحه تترى تكفره فيها سائر فرق االمة من أصحابه فى االعتزال ومن غيرهم

ن المعتزلة آتاب آبير فيه فضائح أبى الهذيل وفى تكفيره بما انفرد به من ضالالته وللجبائى وللمعروف بالمرداد م

Page 42: الفرق بين الفرق

42  

ايضا آتاب فى الرد على أبى الهذيل فى المخلوق ويكفره فيه ولجعفر بن حرب أيضا وهو المشهور فى زعماء قوله يجر الى قول الذهريةالمعتزلة آتاب سماه توبيخ أبى الهذيل وأشار الى تكفير أبى الهذيل وذآر فيه ان .

فمن فضائح أبى الهذيل قوله بفناء مقدورات اهللا عز وجل حتى ال يكون بعد فناء مقدوراته قادرا على شىء وألجل هذا زعم ان نعيم أهل الجنة واهل النار يفنيان ويبقى حينئذ أهل الجنة وأهل النار خامدين ال يقدرون على

فى تلك الحال على إحياء ميت وال على إماته حى وال على تحريك ساآن وال على شىء وال يقدر اهللا عز وجل .تسكين متحرك وال على إحداث شىء وال على إفناء شىء مع صحة عقول االحياء فى ذلك الوقت

فقد وقوله فى هذا الباب شر من قول من قال بفناء الجنة والنار آما ذهب اليه جهم الن جهما وإن قال بفنائهما قال بأن اهللا عز وجل قادر بعد فنائهما على ان يخلق أمثالهما وأبو الهذيل يزعم أن ربه ال يقدر بعد فناء مقدوراته

.على شىء

وقد شنع المعروف منهم بالمرداد على أبى الهذيل فى هذه المسألة فقال يلزمه اذا آان ولى اهللا عز وجل فى وباالخرى بعض التحف ثم حضر وقت السكون الدائم ان يبقى ولى هللا عز وجل الجنة قد يناول باحدى يديه الكاس

.ابدا على هيئة المصلوب

:وقد اعتذر ابو الحسين الخياط عن أبى الهذيل فى هذا الباب باعتذارين

نة اللذات احدهما دعواه ان أبا الهذيل اشار الى أن اهللا عز وجل عند قرب انتهاء مقدوراته يجمع فى اهل الج .آلها فيبقون على ذلك فى سكون دائم

.واعتذاره الثانى دعواه ان ابا الهذيل انه آان يقول هذا القول مجادال به خصومه البحث عن جوابه

:واعتذاره االول عنه باطل من وجهين

آاستحالة اجتماع لذة وألم أحدهما أنه يوجب اجتماع لذتين متضادتين فى محل واحد فى وقت واحد وذلك محال .فى محل واحد

والوجه الثانى أن هذه االعتذار لو صح لوجب ان يكون اهل الجنة بعد فناء مقدورات اهللا عز وجل أحسن من .حالها فى حال آونه قادرا

وبين المعتذر عنه آتب وأما دعواه ان أبا الهذيل إنما قال بفناء المقدورات مجادال به معتقدا لذلك فالفاضل بيننا أبو الهذيل وأشار فى آتابه الذى سماه بالحجج إلى ماحكيناه عنه وذآر فى آتابه المعروف بكتاب القوالب بابا فى الرد على الدهرية وذآر فيه قولهم للموحدين اذا جاز أن يكون بعد آل حرآة حرآة سواها ال إلى آخر وبعد آل

ح قول من زعم أن حرآة اال وقبلها حرآة وال حادث إال وقبله حادث ال عن حادث حادث آخر ال إلى غاية فهال صأول ال حالت قبله وأجاب عن هذا االلزام بتسويته بينهما وقال آما أن الحوادث لها ابتداء لم يكن قبلها حادث آذلك

من أصناف فرق االسالم لها آخر ال يكون بعده حادث والجل هذا قال بفناء مقدورات اهللا عز وجل وسائر المتكلمين فرقوا بين الحوادث الماضية والحوادث المستقبلة بفروق واضحة لم يهتد اليها أبو الهذيل فارتكب الجل جهله بها قوله بفناء المقدورات وقد ذآرنا تلك الفروق الواضحة فى باب الداللة على حدوث العالم في آتبنا المؤلفة فى ذلك

ضائح أبى الهذيل قوله بأن أهل اآلخرة مضطرون الى ما يكون منهم وان أهل الجنة والفضيحة الثانية من ف مضطرون الى أآلهم وشربهم وجماعهم وأن أهل النار مضطرون الى أقوالهم وليس ألحد فى اآلخرة من الخلق قدرة

ن به وآانت على اآتساب فعل وال على اآتساب قول واهللا عز وجل خالق أقوالهم وحرآاتهم وسائر ما يوصفوالقدرية يعيبون جهما فى قوله ان العباد فى الدنيا مضطرون الى ما يكون منهم وينكرون على أصحابنا قولهم بأن اهللا

عز وجل خالق اآساب العباد ويقولون الصحابنا اذا آان هو خالق ظلم العباد وجب ان يكون ظالما واذا خلق آذب

Page 43: الفرق بين الفرق

43  

بى الهذيل اذا قلت أن اهللا عز وجل يخلق فى اآلخرة آذب اهل النار فى االنسان وجب ان يكون آاذبا فهال قالوا ألوجب ان يكون هو الكاذب بهذا القول ان آان الكاذب عندهم من فعل الكذب وال } واهللا ربنا ما آنا مشرآين{قولهم

ن الظالم من قام به الظلم يتوجه علينا هذا االلزام ألنا ال نقول ان الكاذب والظالم من خلق الكذب والظلم ولكنا نقول ا .والكاذب من قام به الكذب ال من فعله

وقد اعتذر الخياط عن أبى الهذيل فى بدعته هذه بأن قال ان اآلخرة دار جزاء وليست بدار تكليف فلو آان اهل ضى بهذا االعتذار اآلخرة مكتسبين العمالهم لكانوا مكلفين ولوقع ثوابهم وعقابهم فى دار سواها فيقال للخياط هل تر

من أبى الهذيل ام تسخطه فان رضيته فقل فيه بمثل قوله وذلك خالف قولك وان سخطته فال معنى العتذارك عنه فى .شىء تكفره

وقلنا البى الهذيل ما تنكر من آون أهل اآلخرة مكتسبين العمالهم وان يكونوا فيها مأمورين للشكر هللا عز وجل مأمورين بصالة وال زآاة وال صيام وال يكونوا منتهين عن المعاصى ويكون ثوابهم على على نعمه وال يكونوا

الشكر وترك المعصية دوام النعيم عليهم وما انكرت عليهم من أنهم يكونون فى االخرة منهيين عن المعاصى نيا منتهين عن المعاصى ومعصومين منها آما قال أصحابنا مع أآثر الشيعة ان االنبياء عليهم السالم آانوا فى الد

ال يعصون {ومعصومين عنها وآذلك المالئكة منتهون عن المعاصى ومعصومون عنها ولذلك قال اهللا عز وجل فيهم .{اهللا ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون

الخوارج والفضيحة الثالثة من فضائحه قوله بطاعات آثيرة ال يراد اهللا عز وجل بها آما ذهب اليه قوم من االباضية وقد زعم أن ليس فى االرض هدى وال زنديق اال وهو مطيع هللا تعالى فى أشباه آثيرة وان عصاه من جهة

آفره وقال أهل السنة والجماعة ان الطاعة هللا عز وجل ممن ال يعرفه انما تصح فى شىء واحد وهو النظر فعل ذلك يكن مطيعا هللا تعالى ألنه قد أمره به وان لم يكن واالستدالل الواجب عليه قبل وصوله الى معرفة اهللا فان ي

قصد بفعله لذلك النظر االول التقرب به الى اهللا عز وجل وال تصح منه طاعة هللا تعالى سواها اال اذا قصد بها التقرب به التقرب بها اليه النه يمكنه ذلك اذا توصل بالنظر االول الى معرفة اهللا تعالى وال يمكنه قبل النظر االول

.اليه اذا لم يكن عارفا به قبل نظره واستدالله

واستدل أبو الهذيل على دعواه صحة وقوع طاعات اهللا تعالى ممن ال يعرفه بأن قال ان أوامر اهللا تعالى بازائها ن ترك زواجره فلو آان من ال يعرفه فعل ترك جميع أوامره وجب ان يكون قد صار الى جميع زواجره وان يكون م

جميع الطاعات قد صار الى جميع المعاصى ولو آان آذلك لصار الدهرى يهوديا ونصرانيا ومجوسيا وعلى اديان سائر الكفرة واذا صار المجوسى تارآا لكل آفر سوى المجوسية علمنا أنه عارض بمجوسيته التى قد نهى عنها

بترآهاومطيع هللا عز وجل بترك ما ترآه من انواع الكفر النه مأمور .

فقلت له ليس االمر فى أوامر اهللا تعالى وزواجره على ما ظننته ولكن ال خصلة من الطاعة اال ويضادها معاص متضادة وال خصلة من االيمان اال ويضادها خصال متضادة آل نوع منها يضاد النوع اآلخر آما يضادها الطاعة

ء وقد يخرج عن القعود من ال يصير الى جميع اضداده وانما وذلك بمنزلة القيام والقعود واالضطجاع واالستلقايخرج من القعود بنوع واحد من أضداده آذلك يخرج عن آل طاعة هللا تعالى بنوع واحد من الكفر المضاد للطاعات آلها الن ذلك النوع من الكفر يضاد نوعا آخر من الكفر آما يضاد سائر الطاعات وهذا واضح فى نفسه وان جهله

و الهذيلأب .

.والفضيحة الرابعة من فضائحه قوله بأن علم اهللا سبحانه وتعالى هو اهللا وقدرته هى هو

ويلزمه على هذا القول أن يكون اهللا تعالى علما وقدرة ولو آان هو علما وقدرة الستحال ان يكون عالما قادرا .الن العلم ال يكون عالما والقدرة ال تكون قادرة

Page 44: الفرق بين الفرق

44  

ويلزمه ايضا اذا قال ان علم اهللا هو اهللا وقدرته هى هو ان يقول ان علمه هو قدرته ولو آان علمه قدرته لوجب .ان يكون آل معلوم له مقدورا له وهذا يوجب ان يكون رأيه مقدورا له النه معلوم له وهذا آفر فما يؤدى اليه مثله

هللا عز وجل الى ما يحتاج الى محل والى ماال يحتاج الى محل وقد زعم ان والفضيحة الخامسة تقسيمه آالم ا قول اهللا سبحانه للشىء آن حادث ال فى محل وسائر آالمه حادث فى جسم من االجسام وآل آالمه عنده اعراض وقد زعم ان قوله للشىء آن من جنس قول االنسان آن ففرق بين عرضين من جنس واحد فى حاجة احدهما الى

محل واستغناء اآلخر عن المحل فاما قوله بحدوث ارادة اهللا سبحانه ال فى محل وقد شارآه فيه المعتزلة البصرية مع .قولهم بأنها من جنس واحد ارادتنا المفتقرة الى المحل

ان ووجود آلمة ال فى محل يوجب ان ال يكون بعض المتكلمين بان يتكلم بها أولى من بعض وليس ألبى الهذيل يقول ان فاعلها أولى بان يتكلم بها من غيره النه قد قال بان اهللا تعالى يخلق فى اآلخرة آالم أهل الجنة وآالم أهل

النار وال يكون متكلما بكالمهم فقد أداه قوله بوجود آلمة ال فى محل الى تصحيح آالم ال لمتكلم وهذا محال فما .يؤدى اليه مثله

دسة من فضائحه قوله ان الحجة من طريق االخبار فيما غاب عن الحواس من آيات االنبياء والفضيحة السا عليهم السالم وفيما سواها ال تثبت بأقل من عشرين نفسا فيهم واحد من اهل الجنة او أآثر ولم يوجب بأخبار الكفرة

لم يكن فيهم واحد من أهل الجنة وزعم والفسقة حجة وان بلغوا عدد التواتر الذين ال يمكن تواطؤهم على الكذب اذا أن خبر ما دون االربعة ال يوجب حكما ومن فوق االربعة الى العشرين قد يصح وقوع العلم بخبرهم وقد ال يقع العلم

.بخبرهم وخبر العشرين اذا آان فيهم واحد من اهل الجنة يجب وقوع العلم منه ال محالة

وقال لم يبح لهم . }إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين{اهللا تعالى واستدل على ان العشرين حجة بقول .قتالهم اال وهم عليهم حجة

وهذا يوجب عليه ان يكون خبر الواحد حجة موجبة للعلم ألن الواحد فى ذلك الوقت آان له قتال العشرة من .المشرآين فيكون جواز قتاله لهم دليال على آونه حجة عليهم

قال عبد القاهر ما أراد ابو الهذيل باعتباره عشرين فى الحجة من جهة الخبر اذا آان فيهم واحد من أهل الجنة إال تعطيل االخبار الواردة فى االحكام الشرعية عن فوائدها النه أراد بقوله ينبغي ان يكون فيهم واحد من أهل الجنة

ناء مقدورات اهللا عز وجل الن من لم يقل بذلك ال يكون عنده واحد يكون على بدعته فى االعتزال والقدر وفى فمؤمنا وال من أهل الجنة ولم يقل قبل أبى الهذيل أحد على بدعة أبى الهذيل حتى تكون روايته فى جملة العشرين

.على شرطه

لوب من الفاعل مع والفضيحةالسابعة انه فرق بين أفعال القلوب وأفعال الجوارح فقال ال يجوز وجود أفعال الق قدرته عليه وال مع موته وأجاز وجود أفعال الجوارح من الفاعل منا بعد موته وبعد عدم قدرته ان آان حيا لم يمت .وزعم ان الميت والعاجز يجوز ان يكونا فاعلين الفعال الجوارح بالقدرة التي آانت موجودة قبل الموت والعجز

ان أفعال القلوب فى هذا الباب آأفعال الجوارح فى انه يصح وجودها بعد فناء وزعم الجبائى وابنه أبو هشام .القدرة عليها ومع وجود العجز عنها

وقول الجبائى وابنه فى هذا الباب شر من قول ابى الهذيل غير ان ابا الهذيل سبق الى القول باجازة آون الميت وابنه على منواله فى هذه البدعة وقاسا عليه إجازة آون العاجز والعاجز فاعلين ألفعال الجوارح ونسج الجبائى

فاعال ألفعال القلوب ومؤسس البدعة عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة من غير نقصان يدخل فى وزن العاملين بها

Page 45: الفرق بين الفرق

45  

ضرورية أم اآتسابية ترك الفضيحة الثامنة من فضائحه إنما لما وقف على اختالف الناس فى المعارف هل هى قول من زعم انها آلها ضرورية وقول من زعم أنها آلها آسبية وقول من قال ان المعلوم منها بالحواس والبداية

ضرورية وما علم منها باالستدالل اآتسابية واختار لنفسه قوال خارجا عن أقوال السلف فقال المعارف ضربان جل ومعرفة الدليل الداعى الى معرفته وما بعدها من العلوم الواقعة عن أحدهما باضطرار وهو معرفة اهللا عز و

.الحواس أو القياس فهو علم اختيار واآتساب

ثم انه بنى على ذلك قوله فى مهلة المعرفة فخالف فيها سائر االمة فقال فى الطفل انه ال يلزمه فى الحال الثانية ف التوحيد والعدل بال فصل وآذلك عليه ان يأتى مع معرفته بتوحيد اهللا من حال معرفته بنفسه أن يأتى بجميع معار

سبحانه وعدله بمعرفة جميع ما آلفه اهللا تعالى بفعله حتى ان لم يأت بذلك آله فى الحال الثانية من معرفته بنفسه ما ال يعرف اال بالسمع من ومات فى الحال الثالثة مات آافرا وعدوا هللا تعالى مستحقا للخلود فى النار واما معرفته ب

.جهة االخبار فعليه ان يأتى بمعرفة ذلك فى الحال الثانية من سماعه للخبر الذى يكون حجة قاطعة للعذر

وآان بشر بن المعتمر يقول عليه ان يأتى بالمعارف العقلية فى الحال الثالثة مع معرفته بنفسه الن الحال الثانية بها فى الحال الثالثة ومات فى الحال الرابعة آان عدوا هللا تعالى مستحقا للخلود فى النارحال نظر وفكر فان لم يأت .

فهذان القدريان اللذان انكرا على االزارقة قولهما بان اطفال مخالفيهم فى النار وعلى من زعم ان أطفال ثة او الرابعة من معرفتهم بأنفسهم قبل اتيانهم المشرآين فى النار قد زعما ان اطفال المؤمنين اذا ماتوا فى الحال الثال

.بالمعارف العقلية آفرة مخلدون فى النار من غير آفر اعتقدوه

الفضيحة التاسعة من فضائحه انه أجاز حرآة الجسم الكثير االجزاء بحرآة تحل فى بعض اجزائه ولم يخبر مثل هذا فى اللون

ى قامت به الحرآة هو المتحرك بها دون غيره من اجزاء الجملة آما ان وقال سائر المتكلمين ان الجزء الذ الجزء الذى يقوم به السواد هو االسود به دون غيره من اجزاء الجملة وان تحرآت الجملة آان فى آل جزء منها

.حرآة آما لو اسودت الجملة آان فى آل جزء منها سواد

جزء الذى ال يتجزأ ال يصح قيام اللون به اذا آان منفردا وال تصح الفضيحة العاشرة من فضائحه قوله بان ال .رؤيته اذا لم يكن فيه لون

.وهذا يوجب عليه ان اهللا تعالى لو خلق جزءا منفردا لم يكن رائيا له

.والحمد هللا الذى انقذ اهل السنة من البدع التى حليناها فى هذا الباب من أبى الهذيل

آر النظامية منهمذ :

هؤالء اتباع أبى اسحق ابراهيم بن سيار المعروف بالنظام والمعتزلة يموهون على االغمار بديته يوهمون انه آان نظاما للكالم المنثور والشعر الموزون وانما آان ينظم الخرز في سوق البصرة والجل ذلك قيل له النظام وآان

الثنوية وقوما من السمتية القائلين بتكافؤ االدلة وخالط بعد آبره قوما من ملحدة فى زمان شبابه قد عاشر قوما من الفالسفة ثم خالط هشام بن الحكم الرافضى فاخذ عن هشام وعن ملحدة الفالسفة قوله بابطال الجزء الذى ال يتجزأ ثم

ه بان فاعل العدل ال يقدر على فعل بنى عليه قوله بالطفرة التى لم يسبق اليها وهم احد قبله واخذ من الثنوية قولالجور والكذب واخذ من هشام بن الحكم ايضا قوله بان االلوان والطعوم والروائح واالصوات اجسام وبنى على هذه

البدعة قوله بتداخل االجسام فى حيز واحد ودلين مذاهب الثنوية وبدع الفالسفة وشبه الملحدة فى دين االسالم بابطال النبوات ولم يجسر على اظهار هذا القول خوفا من السيف فانكر اعجاز القران فى وأعجب بقول البراهمة

Page 46: الفرق بين الفرق

46  

نظمه وانكر ما روى فى معجزات نبينا من انشقاق القمر وتسبيح الحصا فى يده ونبوع الماء من بين اصابعه االسالم فى فروعها ولم يجسر ليتوصل بانكار معجزات نبينا عليه السالم الى انكار نبوته ثم انه استثقل احكام شريعة

على اظهار رفعها فابطل الطرق الدالة عليها فانكر الجل ذلك حجة االجماع وحجة القياس فى الفروع الشرعية .وانكر الحجة من االخبار التى ال توجب والعلم الضرورى

غدا من صحيفة مخازيه وطعن ثم انه علم اجماع الصحابة على االجتهادفى الفروع الشرعية فذآرهم بما يقرؤه فى فتاوى اعالم الصحابة رضى اهللا عنهم وجميع فرق االمة من فريقى الرأى والحديث مع الخوارج والشيعة

والنجارية واآثر المعتزلة متفقون على تكفير النظام وانما تبعه فى ضاللته شرذمة من القدرية آاالسوارى وابن آل واحد منهم له فى بعض ضالالته وزيادة بعضهم عليه فيها واعجاب حايط وفضل الحدثى والجاحظ مع مخالفة

هؤالء النفر اليسير به آاعجاب الجعل بدحروجته

وقد قال بتكفيره اآثر شيوخ المعتزلة منهم أبو الهذيل فانه قال بتكفيره فى آتابه المعروف بالرد على النظام وفى الذى ال يتجزأآتابه عليه فى االعراض واالنسان والجزء .

ومنهم الجبائى آفر النظام فى قوله ان المتولدات من افعال اهللا بإيجاب الخلقة والجبائى فى هذا الباب هو الكافر دون غيره غير انا أردنا أن نذآر تكفير شيوخ المعتزلة بعضها بعضا وآفره الجبائى فى احالته قدرة اهللا تعالى على

بائع وله فى ذلك آتاب عليه وعلى معمر فى الطبائعالظلم وآفره فى قوله بالط .

.ومنهم االسكافى له آتاب على النظام آفره فيه فى اآثر مذاهبه

.ومنهم جعفر بن حرب صنف آتابا فى تكفير النظام بابطاله الجزء الذى ال يتجزأ

ى الحسن االشعرى رحمه اهللا فى تكفير النظام واما آتب اهل السنة والجماعة فى تكفيره فاهللا يحصيها ولشيخنا اب .ثالثة آتب وللقالنسى عليه آتب ورسائل

وللقاضى ابى بكر محمد بن أبى الطيب االشعرى رحمه اهللا آتاب آبير فى بعض اصول النظام وقد أشار الى النظام ضالالته فى آتاب اآفار المتأولين ونحن نذآر فى هذا الكتاب ما هو المشهور من فضائح :

فاولها قوله بان اهللا عز وجل ال يقدر ان يفعل بعباده خالف ما فيه صالحهم وال يقدر على ان ينقص من نعيم اهل الجنة ذرة الن نعيمهم صالح لهم والنقصان مما فيه الصالح ظلم عنده وال يقدر ان يزيد فى عذاب اهل النار

يضا ان اهللا تعالى ال يقدر على ان يخرج احدا من اهل الجنة عنها ذرة وال على ان ينقص من عذابهم شيئا وزعم ا .وال يقدر على ان يلقى فى النار من ليس من اهل النار

وقال لو وقف طفل على شفير جهنم لم يكن اهللا قادرا على القائه فيها وقدر الطفل على القاء نفسه فيها وقدرت .الزبانية ايضا على القائه فيها

زاد على هذا بان قال ان اهللا تعالى ال يقدر على ان يعمى بصيرا او يزمن صحيحا او يفقر غنيا اذا علم ان ثم البصر والصحة والغنى اصلح لهم وآذلك ال يقدر على ان يغنى فقيرا او يصحح زمنا اذا علم ان المرض والزمانة

.والفقر اصلح لهم

لى ان يخلق حية او عقربا او جسما يعلم ان خلق غيره اصلح من خلقهثم زاد على هذا ان قال انه ال يقدر ع .

وقد أآفرته البصرية من المعتزلة فى هذا القول وقالوا ان القادر على العدل يجب ان يكون قادرا على الظلم هما وعلم بغناه والقادر على الصدق يجب ان يكون قادرا على الكذب وان لم يفعل الظلم والكذب لقبحهما او غناه عن

Page 47: الفرق بين الفرق

47  

عنهما الن القدرة على الشيء يجب ان يكون قدرة على صده فاذا قال النظام ان اهللا تعالى ال يقدر على الظلم والكذب .لزمه ان ال يكون قادرا على الصدق والعدل والقول بانه ال يقدر على العدل آفر فما يؤدى اليه مثله

ه يكون من اهللا تعالى ماال يقدر على صده وال على ترآه وبين قول من وقالوا ايضا ال فرق بين قول النظام إن .زعم انه مطبوع على فعل ال يصح منه خالفه وهذا آفر فما يؤدى اليه مثله

ومن عجائب النظام فى هذه المسألة انه صنف آتابا على الثنوية وتعجب فيه من قول المانوية بان النور يأمر لمة يفعل الخير وهي مما ال تقدر على الشر وال يصح منها فعل الشرور وتعجب من ذم الثنوية اشكاله المختلفة بالظ

الظلمة على فعل الشر مع قولها بان الظلمة ال تستطيع فعل الخير وال تقدر اال على الشر فيقال له اذا آان اهللا عندك ما وجه انكارك على الثنوية ذم الظلم على مشكورا على فعل العدل والصدق وهو غير قادر على فعل الظلم والكذب ف

.الشر وهى عندهم ال تعذر على خالف ذلك

الفضيحة الثانية من فضائحه قوله ان االنسان هو الروح وهو جسم لطيف فداخل لهذا الجسم الكثيف مع قوله بان وانه جوهر واحد غير مختلف وال الروح هى الحياة المشابكة لهذا الجسد وقد زعم انه فى الجسد على سبيل المداخلة

:متضاد وفى قوله هذا فضائح له

منها ان االنسان على هذا القول ال يرى على الحقيقة وانما يرى الجسد الذى فيه االنسان ومنها انه يوجب ان .الصحابة ما رأوا رسول اهللا وانما رأوا قالبا فيه الرسول

اباه وامه وانما رأى قالبيهماومنها يوجب ان ال يكون احد قد رأى .

ومنها انه اذا قال فى االنسان انه ليس هو الجسد الظاهر وانما هو روح مداخل للجسد لزمه ان يقول فى الجماد ايضا انه ليس هو جسده وانما هو روح فى جسده وهو الحياة المشابكة للجسد وآذلك القول فى الفرس وسائر البهائم

شرات واصناف الحيوانات وآذلك القول فى المالئكة والجن واالنس والشياطين وهذا يوجب ان وجميع الطيور والحاحدا ما رأى حمارا وال فرسا وال طيرا وال نوعا من الحيوان ويوجب ايضا ان ال يكون النبى رأى ملكا ويوجب ان

اهاالمالئكة ال يرى بعضهم بعضا وانما رأى الراؤون قوالب هذه االشياء التى ذآرن .

ومنها انه اذا قال ان الروح التى في الجسد هى االنسان وهى الفاعلة دون الجسد الذى هو قالبه لزمه ان يقول ان الروح هى الزانية والسارقة والقاتلة فاذا جلد الجسد وقطعت يده صار المقطوع غير السارق والمجلود غير الزانى

والسارق والسارقة {وقوله } والزانى فاجلدوا آل واحد منهما مائة جلدةالزانية {وفى هذا غنى ويقول اهللا عز وجل وآفاه بعناد القرآن خزيا} فاقطعوا أيديهما بما آسبا نكاال من اهللا واهللا عزيز حكيم .

الفضيحة الثالثة من فضائحه قوله بان الروح التى هي االنسان بزعمه مستطيع بنفسه حى بنفسه وانما يعجز آلفة عليه والعجز عنده جسم وال يخلو من ان يقول فى العاجز والميت انهما نفس االنسان الذى يكون حيا قادرا او تدخل

يقول ان الميت العاجز جسده فان قال ان االنسان هو الذى يعجز ويموت أبطل قوله بأن االنسان حى بنفسه ومستطيع زعم ان الروح هى قوى بنفسه وان الجسد هو الذى بنفسه لوجود نفسه فى حال موته وعجزه ميته او عاجزه وان

يموت ويعجز غير الذى آان حيا قادرا ويجب على هذا القول ان ال يكون اهللا تعالى قادرا على احياء ميت وال على اماتة حى وال على اقدار عاجز وال على تعجيز قادر الن الحى عنده ال يموت والقوى ال يعجز وقد وصف اهللا تعالى

انه يحيى الموتى وان زعم ان الروح حى قوى بنفسه وانما تموت وتعجز ألنه تدخل عليه لم ينفصل ممن نفسه ب .يزعم انها ميتة عاجزة بنفسها وانما تحيى وتقوى بحياة وقدرة تدخالن عليهما

ميت الفضيحة الرابعة من فضائحه قوله ان الروح جنس واحد وافعاله جنس واحد وان االجسام ضربان حى و وان الحى منها يستحيل ان يصير ميتا والميت يستحيل ان يصير حيا وانما اخذ هذا القول من الثنوية والبرهانية الذين

Page 48: الفرق بين الفرق

48  

زعموا ان النور حي خفيف من شأنه الصعود ابدا وان الظالم موات ثقيل من شأنه التسفل ابدا وان الثقيل الميت يصير ثقيال ميتامحال ان يصير خفيفا وان الخفيف الحى محال ان .

الفضحية الخامسة من فضائحه دعواه ان الحيوان آله جنس واحد التفاق حمية منه فى تدريك االدراك وزعم ان العمل اذا اتفق دل اتفاقه على اتفاق ما ولده وزعم ايضا ان الجنس الواحد ال يكون منه عمالن مختلفان آما ال يكون

لثلج تسخين وتبريد وهذا تحقيق قول الثنوية ان النور يفعل الخير وال يكون منه من النار تسخين وتبريد وال من االشر والظالم يفعل الشر وال يكون منه الخير الن الفاعل الواحد ال يفعل فعلين مختلفين آما ال يقع من النار تسخين

.وتبريد وال من الثلج تسخين وتبريد

ألزمهم فيه استحالة مزاج النور والظلمة اذا آانا مختلفين فى الجنس ومن العجب انه صنف آتابا على الثنوية والعمل وآانت جهات تحرآهما مختلفة ثم زعم مع ذلك ان الخفيف والثقيل من االجسام مع اختالفهما فى جنسيهما

.واختالف جهتى حرآتهما تتداخالن والمداخلة فى حيز واحد اعظم من المزاج الذى انكره على الثنوية

الفضيحة السادسة من فضائحه قوله بان النار من شأنها ان تعلو بطباعها على آل شىء وانها اذا شملت من الشوائب الحابسة لها فى هذا العالم ارتفعت حتى تجاوز السماوات والعرش اال ان يكون من جنسها ما تتصل به فال

.تفارقه

د ارتفع ويستحيل منها غير ذلك وهذا بعينه قول الثنوية اذ الذى وقال فى الروح ايضا انه اذا آان فارق الجس شاب من اجزاء النور باجزاء الظلمة اذا انفصل منها ارتفع الى عالم النور فان آان يثبت فوق السماء نورا تتصل به

جملة الطبيعيين االرواح فهو ثنوى وان آان يثبت فوق الهواء نارا يخلص اليها النيران المرتفعة فى الهواء فهو منالذين زعموا ان مسافة الهواء فى االرتفاع عن االعراض ستة عشر ميال وفوقها نار متصلة بفلك القمر يلحق بها ما

.يرتفع من لهب النار فهو اما ثنوى واما طبيعي يدلس نفسه فى غمار المسلمين

واحد وهى آلها حرآة وسكون والسكون الفضيحة السابعة من فضائحه قوله بان افعال الحيوان آلها من جنس عنده حرآة اعتماد والعلوم واالرادات عنده من جملة الحرآات وهى االعراض واالعراض آلها عنده جنس واحد

وهى آلها حرآات فاما االلوان والطعوم واالصوات والخواطر فهن عنده اجسام مختلفة به ومتداخلة ونتيجة قوله بان توجب عليه ان يكون االيمان مثل الكفر والعلم مثل الجهل والحب مثل البغض وان يكون افعال الحيوان جنس واحد

فعل النبى عليه السالم بالمؤمنين مثل فعل ابليس بالكافرين وان يكون دعوة النبى عليه السالم الى دين اهللا تعالى مثل واحد وانما اختلفت اسماؤها الختالف دعوة ابليس إلى الضاللة وقد قال فى بعض آتبه ان هذه االفعال آلها جنس

احكامها وهى فى الجنس واحد النها آلها افعال الحيوانات وال يفعل الحيوان عنده فعلين مختلفين آما ال يكون من .النار تبريد وتسخين

مثل قوله ويلزمه على هذا االصل ان ال يغضب على من شتمه ولعنه الن قول القائل لعن اهللا النظام عند النظام .رحمه اهللا وقوله انه ولد زنى آقوله انه ولد حالل فان رضى لنفسه بمثل هذا المذهب فهو أهل له ولما يلزمه عليه

الفضيحة الثامنة من فضائحه قوله بان االلوان والطعوم والروائح واالصوات والخواطر أجسام واجازته تداخل ى هشام بن الحكم قوله بان العلوم واالرادات والحرآات اجسام وقال لو االجسام الكثيرة في حيز واحد وقد انكر عل

آانت هذه الثالثة اجساما لم يجتمع فى شىء واحد وال فى حيز واحد وهو يقول ان اللون والطعم والصوت اجسام ازة متداخلة فى حيز واحد وينقض بمذهب اعتالله على خصمه ومن أجاز مداخلة االجسام فى حيز واحد لزمه اج

.دخول الجمل فى سم الخياط

الفضيحة التاسعة من فضائحه قوله فى االصوات وذلك انه زعم انه ليس فى االرض اثنان سمعا صوتا واحدا اال على معنى انهما سمعا جنسا واحدا من الصوت آما يأآالن جنسا واحدا من الطعام وان آان مأآول احدهما غير

Page 49: الفرق بين الفرق

49  

هذا القول دعواه ان الصوت ال يسمع اال بهجومه على الروح من جهة السمع وال يجوز ماآول اآلخر وانما ألجأه الىان يهجم من قطعه واحدة على سمعين متباينين وشبه ذلك بالماء المصبوب على قوم يصيب آل واحد منهم غير ما

.يصيب اآلخر

وال من رسوله الن مسموع آل واحد ويلزمه على هذا االصل ان ال يكون احد سمع آلمة واحدة من اهللا تعالى من السامعين خير من صوت المتكلم بالكلمة الواحدة والكلمة الواحدة ربما آانت من حرفين وبعض الحرفين ال يكون

آلمة عنده وان زعم ان الصوت ال يكون آالما مسموعا اال اذا آان من حروف لزمه ان ال يسمع الجماعة حرفا . ينقسم حروفا آثيرة على عدد السامعينواحدا الن الحرف الواحد ال

الفضيحة العاشرة من فضائحه قول بانقسام آل جزء ال الى نهايةوفى ضمن هذا القول احالة آون اهللا تعالى وأحاط بما لديهم وأحصى آل شىء عددا{محيطا بآخر العالم عالما بها وذلك قول اهللا تعالى }.

انوية قولهم بان الهمامة التى هي روح الظلمة عندهم قطعت بالدها ووافت ومن عجائبه انه انكر على الم الفضيحة العليا من العليا حتى شاهدت النور وقال لهم ان آانت بالدها ال تتناهى من جهة السفل فكيف قطعتها

فوق مع قوله بان الهمامة الن قطع ما ال نهاية له محال ثم زعم مع ذلك ان الروح اذا فارق البدن قطع العالم الى المقطوع من العالم غير متناهية االجزاء بل آل قطعة منها غير متناهية االجزاء فكيف قطعها الروح فى وقت متناه

.والجل هذا االلزام قال بالطفرة التى لم يسبق اليها من أهل االهواء غيره

من الجهات الست من اجل قولهم بتناهى آل واعجب من هذا انه الزم الثنوية بتناهى النور والظلمة من آل جهة واحد منها من جهة مالقاته لآلخر فهل استدل بتناهى آل جسم من جميع جهات اطرافه على تناهى اجزائه فى الوسط

واذا آان تناهى الجسم من جهاته الست ال يدل عنده على تناهيه فى الوسط لم ينفصل من الثنوية اذا قالوا ان تناهى النور والظلمة من جهة المالقاة ال يدل على تناهيهما من سائر الجهاتآل واحد من .

الفضيحة الحادية عشرة من فضائحه قوله بالطفرة وهى دعواه ان الجسم قد يكون في مكان ثم يصير منه الى معدوما فى المكان الثالث او العاشر منه من غير مرور باالمكنة المتوسطة بينه وبين العاشر ومن غير ان يصير

.األول ومعادا فى العاشر

ونحن نتحاآم اليه فى بطالن هذا القول ان انصف من نفسه وان آان التحكيم بعد أبى موسى االشعرى وعمرو .بن العاص تضييعا للحزم

اهللا عز الفضيحة الثانية عشرة من فضائحه هى التى تكاد السماوات يتفطرن منه وهى دعواه انه ال يعلم باخبار وجل وال باخبار رسوله عليه السالم وال باخبار اهل دينه شىء على الحقيقة ودعواه ان االجسام وااللوان ال يعلمان

.باالخبار

والذى الجأه الى هذا القول الشنيع قوله بان المعلومات ضربان محسوس وغير محسوس والمحسوس منها اجسام س والحس عنده ال يقع اال على جسم واللون والطعم والرائحة والصوت عنده وال يصح العلم بها اال من جهة الح

اجسام قال ولهذا ادرآت بالحواس واما غير المحسوس فضربان قديم وأعراض وليس طريق العلم بهما الخبر وانما .يعلمان بالقياس والنظر دون الحس والخبر

الدنيا وآذلك سائر االنبياء والملوك وان آانت االخبار فقيل له على هذا االصل آيف عرفت ان محمدا آان فى .عندك ال يعلم بها شىء

Page 50: الفرق بين الفرق

50  

فقال ان الذين شاهدوا النبى عليه السالم اقتطعوا منه حين رأوه قطعة توزعوها بينهم وصلوها بارواحهم فلما ل ارواحهم ببعضه وهكذا اخبروا التابعين عن وجوده خرج منهم بعض تلك القطعة فاتصل بارواح التابعون التصا

.قصة الناقلون عن التابعين ومن نقلوا عنهم الى ان وصل الينا

فقيل فقد علمت اليهود والنصارى والمجوس والزنادقة ان نبينا عليه السالم آان فى الدنيا أفتزعم ان قطعة منه اهل النار ورآهم اهل النار وخاطب آل اتصلت بارواح الكفرة فالتزم ذلك فالزم ان يكون أهل الجنة اذا اطلعوا على

واحد من الفريقين الفريق اآلخر ان تنفصل قطعة من ارواح آل واحد منهم فيتصل بأرواح الفريق اآلخر فيدخل الجنة قطع آثيرة من ابدان اهل النار وارواحهم ويدخل النار قطع آثيرة من ابدان أهل الجنة وارواحهم وآفاه بالتزام

اهذه البدعة خزي .

الفضيحة الثالثة عشرة من فضائحه ما حكاه الجاحظ عنه من قوله تتجدد الجواهر واالجسام حاال بعد حال وان .اهللا تعالى يخلق الدنيا وما فيها فى آل حال من غير ان يفنيها ويعيدها

قول على النظاموذآر ابو الحسين الخياط فى آتابه على ابن الروندى ان الجاحظ غلط فى حكاية هذا ال .

فيقال له ان صدق الجاحظ عليه فى هذه الحكاية فاحكم بحبل النظام وحمقه والحادة فيه وان آذب عليه فاحكم بمجون الجاحظ وسفهه وهو شيخ المعتزلة وفيلسوفها ونحن ال ننكر آذب المعتزلة على أسالفها اذا آانوا آاذبين على

.ربهم ونبيهم

ة عشر من فضائحه قوله بأن اهللا تعالى خلق الناس والبهائم وسائر الحيوان وأصناف النبات الفضيحة الرابع والجواهر المعدنية آلها فى وقت واحد وان خلق آدم عليه السالم لم يتقدم على خلق اوالده وال تقدم خلق االمهات

ثر بعض االشياء فى بعض فالتقدم على خلق األوالد وزعم أن اهللا تعالى خلق ذلك أجمع فى وقت واحد غير أن اآوالتأخر إنما يقع فى ظهورها من أماآنها وفى هذا تكذيب منه لما اجتمع عليه من سلف االمة مع أهل الكتاب من

اليهود والنصارى والسامرة من أن اهللا تعالى خلق اللوح والقلم قبل خلق السموات واالرض وانما اختلفت المسلمون ما خلقت أوال فخالف النظام المسلمين وأهل الكتاب فى ذلك وخالف فيه أآثر المعتزلة ألن فى السماء واألرض أيته

المعتزلة البصرية زعمت أن اهللا تعالى خلق إرادته قبل مرادته وأقر سائرهم بخلق بعض أجسام العالم قبل بعض ض وقول النظام بالظهور وزعم أبو الهذيل أنه خلق قوله للشىء آن ال فى محل قبل أن خلق األجسام واألعرا

والكمون فى االجسام وتداخلها شر من قول الزهرية الذين زعموا أن االعراض آلها آامنة فى االجسام وإنما يتعين الوصف على األجسام بظهور بعض االعراض وآمون بعضها وفى آل واحد من المذهبين تطريق الدهرية الى

جميعها فى آل حال على شرط آمون بعضها وظهور بعضها من إنكار حدوث األجسام واألعراض بدعواهم وجود .غير حدوث شىء منها فى حال الظهور وهذا إلحاد وآفر وما يؤدى الى الضاللة فهو مثلها

الفضيحة الخامسة عشرة من فضائحه قوله أن نظم القرآن وحسن تأليف آلماته ليس بمعجزة للنبى عليه السالم عواه النبوة وإنما وجه الداللة منه على صدقه ما فيه من االخبار عن الغيوب فأما نظم وال داللة على صدقه فى د

.القرآن وحسن تأليف آياته فإن العباد قادرون على مثله وعلى ما هو أحسن منه فى النظم والتأليف

قرآن ال يأتون بمثله ولو لئن اجتمعت اإلنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا ال{وفى هذا عناد منه لقول اهللا تعالى ولم يكن غرض منكر إعجاز القرآن إال إنكار نبوة من تحدى العرب بأن يعارضوه . }آان بعضهم لبعض ظهيرا

.بمثله

الفضيحة السادسة عشرة من فضائحه قوله بأن الخبر المتواتر مع خروج ناقليه عند سامع الخبر عن الحصر دواعيهم يجوز ان يقع آذب هذا مع قوله بأن من أخبار اآلحاد ما يوجب العلم ومع اختالف همم الناقلين واختالف

.الضرورى

Page 51: الفرق بين الفرق

51  

.وقد آفره أصحابنا مع موافقيه فى االعتزال فى هذا المذهب الذى صار اليه

الفضيحة السابعة عشرة من فضائحه تجويزه إجماع االمة فى آل عصر وفى جميع االعصار على الخطأ من ة الرأى واالستداللجه .

ويلزمه على هذا االصل ان اليثق بشىء مما اجتمعت االمة عليه لجواز خطئهم فيه عنده واذا آانت احكام الشريعة منها ما أخذه المسلمون عن خبر متواتر ومنها ما أخذوه عن أخبار االحاد ومنها ما أجمعوا عليه وأخذوه

لحجة التواتر ولحجة اإلجماع وإبطل القياس وخبر الواحد اذا لم يوجد العلم عن اجتهاد وقياس وآان النظام واقعا .الضرورى فكأنه أراد إبطال أحكام فروع الشريعة إلبطاله طرقها

والفضيحة الثامنة عشرة دعواه فى باب الوعيد أن من غصب أو سرق مائة وتسعة وتسعين درهما لم يفسق خان فيه مائتى درهم فصاعدابذلك حتى يكون ما سرقه او غصبه و .

فان آان قد بنى هذا القول على ما يقطع فيه اليد فى السرقة فما جعل احد نصاب القطع فى السرقة مائتى درهم بل قال قوم فى نصاب القطع إنه ربع دينار او قيمته وبه قال الشافعى وأصحابه وقال مالك بربع دينار او ثالثة

وجوب القطع فى عشرة دراهم فصاعدا واعتبره قوم باربعين درهما او قيمتها وأوجبت دراهم وقال ابو حنيفة باالباضية القطع في قليل السرقة وآثيرها وما اعتبر احد نصاب القطع بمائتى درهم ولو آان التفسيق معتبرا بنصاب

يفسق من سرق االلوف من القطع لما فسق الغاصب أللوف دنانير ألنه ال قطع على الغاصب المجاهر ولوجب أن ال .غير حرز او من االبن ألنه ال قطع فى هذين الوجهين

وان آان إنما بنى تحديد المائتين فى الفسق على ان المائتين نصاب للزآاة لزمه تفسيق من سرق اربعين شاة ولم يدل عليه نص من بوجوب الزآاة فيها وان آانت قيمتها دون مائتى درهم واذا لم يكن للقياس فى تحديده محال .القرآن والسنة الصحيحة لم يكن مأخوذا اال من وسوسة شيطانه الذى دعاه الى ضاللته

.الفضيحة التاسعة عشرة من فضائحه قوله فى االيمان ان اجتناب الكبيرة فحسب

ليست بإيمان وال من االيمان ونتيجة هذا القول ان األقوال واألفعال ليس شىء منها إيمانا والصالة عنده أفعالها .وانما االيمان فيها ترك الكبائر فيها

وآان يقول مع هذا ان الفعل والترك آالهما طاعة والناس قبله فريقان فريق قالوا ان الصالة آلها من االيمان مان وترك الكبائر وفريق قالوا ليس شىء من الصالة ايمانا وقد فارق هو الفريقين فزعم ان الصالة ليست من االي

فيها من االيمان

الفضيحة العشرون من فضائحه قوله فى باب المعاد بان العقارب والحيات والخنافس والذباب والذبان والجعالن والكالب والخنازير وسائر السباع والحشرات تحشر الى الجنة وزعم أن آل من وآل ما تفضل اهللا عليه بالجنة ال

ض درجة فى التفضيل وزعم انه ليس البراهيم بن رسول اهللا فى الجنة تفضيل درجة على يكون لبعضهم على بعدرجات أطفال المؤمنين وال الطفال المؤمنين فيها تفضيل بدرجة او نعمة او مرتبة على الحيات والعقارب والخنافس

بياء بزيادة نعمة ال يتفضل بمثلها النه ال عمل لهم آما ال عمل لها فحجر على رب العالمين ان يتفضل على اوالد االنعلى الحشرات ثم لم يرض بهذا الحجر حتى زعم انه ال يقدر على ذلك وزعم ايضا انه ال يتفضل على االنبياء عليهم

السالم اال بمثل ما يتفضل به على البهائم ألن باب الفضل عنده ال يختلف فيه العالمون وغيرهم وانما يختلفون فى الختالف مراتبهم فى االعمالالثواب والجزاء .

وينبغى للنظام على قول هذا االصل ان ال يغضب على من قال له حشرك اهللا مع الكالب والخنازير والحيات .والعقارب الى مأواها ونحن ندعو له بهذا الدعاء رضى به لنفسه

Page 52: الفرق بين الفرق

52  

وم العقلية أدخل فى أبواب الفقه ايضا الفضيحة الحادية والعشرون من فضائحه أنه لما ابتدع ضالالته فى العل .ضالالت له لم يسبق اليها

منها قوله إن الطالق ال ينفع بشىء من الكنايات آقول الرجل المرأته أنت خلية او برية او حبلك على غاربك او هالحقي بأهلك او اغتدى او نحوها من آنايات الطالق عند الفقهاء سواء نوى بها الطالق او لم ينو .

وقد أجمع فقهاء االمة على وقوع الطالق بها اذا قارنتها نية الطالق وقد قال فقهاء العراق إن آنايات الطالق فى .حال الغضب آصريح الطالق فى وقوع الطالق بهما من غير نية

.ومنها قوله فى الظهار ان من ظاهر من امرأته بذآر البطن او الفرج لم يكن مظاهرا

هذا فيه خالف قول االمة بأسرهاو .

والشأن فى أنه آان يقول بتفسيق أبى موسى االشعرى فى حكمه ثم اختار قوله فى أن النوم ال ينقض الطهارة اذا لم يكن معها حدث على قول الجمهور األعظم بأن النوم مضطجعا ينقض الوضوء وانما اختلفوا فى النوم قاعدا

ه أبو حنفية وأوجبه اآثر اصحاب الشافعى من طريق القياسوراآعا وساجدا وسامح في .

.ومنها أنه زعم أن من ترك صالة مفروضة عمدا لم يصح قضاؤه لها ولم يجب عليه قضاؤها

وهذا عند سائر االمة آفر آكفر من زعم أن الصلوات الخمس غير مفروضة وفى فقهاء االمة من قال فيمن يلزمه قضاء صلوات يوم وليلة وقال سعيد بن المسيب من ترك صالة مفروضة حتى فات فاتته صالة مفروضة أنه

وقتها قضى الف صالة وقد بلغ من تعظيم شأن الصالة أن بعض الفقهاء افتى بكفر من ينكرها عامدا وان لم يستحل كفره اذا ترآها آسال ال ترآها آما ذهب اليه احمد بن حنبل وقال الشافعى بوجوب قتل تارآها عمدا وان لم يحكم ب

.استحالالتة وقال ابو حنيفة بحبس تارك الصالة وتعذيبه الى ان يصلى

وخالف النظام لالمة فى وجوب قضاء المتروآة من فرائض الصالة بمنزلة خالف الزنادقة فى وجوب الصالة .وال اعتبار بالخالفين

فى اخبار الصحابة والتابعين من اجل فتاويهم باالجتهاد فذآر ثم ان النظام مع ضالالته التى حكيناها عنه طعن الجاحظ عنه فى آتاب المعارف وفى آتابه المعروف بالفتيا أنه عاب اصحاب الحديث ورواياتهم احاديث ابى هريرة وزعم أن أبا هريرة آان اآذب الناس وطعن فى الفاروق عمر رضى عنه وزعم انه شك يوم الحديبية فى دينه وشكيوم وفاة النبى وانه آان فيمن نفر بالنبى عليه السالم ليلة العقبة وأنه ضرب فاطمة ومنع ميراث الفترة وانكر عليه تغريب نصر بن الحجاج من المدينة الى البصرة وزعم أنه ابدع صالة التراويح ونهى عن متعة الحج وحرم نكاح

.الموالى للعربيات

ن العاص الى المدينة واستعماله الوليد بن عقبة على الكوفة حتى صلى بالناس وهو وعاب عثمان بايوآئه الحكم ب .سكران وعابه بأن أعان سعيد بن العاص بأربعين الف درهم على نكاح عقده وزعم أنه استأثر بالحمى

جهله من هو حتى ثم ذآر عليا رضى اهللا عنه وزعم انه سئل عن بقرة قتلت حمارا فقال اقول فيها برأيى ثم قال ب .يقضى برأيه

وعاب ابن مسعود فى قوله فى حديث تزويج بنت واشتف اقول فيها برأيى فان آان صوابا فمن اهللا عز وجل السعيد من سعد فى بطن أمه والشقى من شقى {وان آان خطأ فمنى وآذبه فى روايته عن النبى عليه السالم أنه قال

ته انشقاق القمر وفى رواية الجن ليلة الجنوآذبه ايضا فى رواي} فى بطن أم .

Page 53: الفرق بين الفرق

53  

لقد رضى اهللا عن المؤمنين إذ {فهذا قوله فى اخيار الصحابة وفى اهل بيعة الرضوان الذين انزل اهللا تعالى فيهم ومن غضب على من رضى اهللا عنه فهو المغضوب عليه دونه. }يبايعونك تحت الشجرة .

ين حكموا بالرأى من الصحابة اما ان يكونوا قد ظنوا أن ذلك جائر لهم وجهلوا تحريم ثم أنه قال فى آتابه ان الذ الحكم بالرأى فى الفتيا عليهم وإما ارادوا أن يذآروا بالخالف وأن يكونوا رؤساء فى المذاهب فاختاروا لذلك القول

ذا الملحد الفرى ذنب غير أنهم آانوا بالرأى فنسبهم الى إبثار الهوى على الدين وما للصحابة رضى اهللا عنهم عند ه .موحدين ال يقولون بكفر القدرية الذين ادعوا مع اهللا خالقين آثيرين

وانما انكر على ابن مسعود روايته أن السعيد من سعد فى بطن أمه والشقى من شقى في بطن أمه ألن هذا ضاء اهللا عز وجل وقدرهاخالف قول القدرية فى دعواها من السعادة والشقاوة ليستا من ق .

واما إنكاره انشقاق القمر فإنما آره منه ثبوت معجزة لنبينا عليه عليه السالم آما انكر معجزته فى نظم القرآن فإن آان أحال انشقاق القمر مع ذآر اهللا عز وجل ذلك فى القرآن مع قوله من طريق العقل فقد زعم أن جامع اجزاء

ريقها وان اجاز انشقاق القمر فى القدرة واإلمكان فما الذى اوجب آذب ابن مسعود فى روايته القمر ال يقدر على تفاقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا {انشقاق القمر مع ذآر اهللا عز وجل ذلك فى القرآن مع قوله

شرآين الذين قالوا لما رأوا انشقاقه فقول النظام بانشقاق القمر لم يكن اصال شر من قول الم} ويقولوا سحر مستمر .زعموا أن ذلك واقع بسحر ومنكر وجود المعجزة شر ممن تأولها على غير وجهها

وأما انكاره رؤية الجن اصال لزمه أن ال يرى بعض الجن بعضا وان اجاز رؤيتهم فما الذى أوجب تكذيب ابن .مسعود فى دعواه رؤيتهم

حكيناه من ضالالته آان افسق خلق اهللا عز وجل وأجرأهم على الذنوب العظام وعلى إدمان ثم ان النظام مع ما شرب المسكر وقد ذآر عبد اهللا بن مسلم بن قتيبه رحمه اهللا فى آتاب مختلف الحديث أن النظام آان يغدو على

: مسكر ويروح على مسكر وانشد قوله فى الخمر

واستبيح دما من غير مذبوح ما زلت آخذ روح الزق فى لطف

حتى انتشيت ولى روحان فى بدن والزق مطرح جسم بال روح

ومثله فى طعنه على اخبار الصحابة مع بدعته مع بدعته فى أقواله وضاللته فى أفعاله آما قيل فى االمثال ك لنفسه عارا يهيما اال نحله آريما واستباح به حريما وهل السائرة ان من آان فى دينه دميما وفى اصله لئيما لم يتر

يضر السحاب نباح الكالب ؟ وآما اليضر السحاب نباح الكالب آذلك ال يضر األبرار ذم األشرار، وما مثله في :طعنه على أخيار الصحابة مع بدعته وضاللته إال آما قال حسان بن ثابت

ي بظهر غيب لئيمأم لحان>< ما أبالى أنب بالحزن تيس

:وقال غيره

أم بلت حيث تناطح البحران>< ما ضر تغلب وائل أهجوتها

Page 54: الفرق بين الفرق

54  

:ذآر األسوارية منهم

وهم أتباع على األسواري، وآان من أتباع أبي الهذيل، ثم انتقل إلى مذهب النظام، وزاد عليه في الضاللة، بأن كن مقدورا هللا تعالى، وهذا القول منه يوجب أن تكون قدرة اهللا متناهية، ومن آان إن ما علم اهللا أن اليكون لم ي: قال

.قدرته متناهية آان ذاته متناهية، والقول به آفر من قائله

:ذآر المعمرية منهم

األمدادوفضائحه على األعداد آثيرة . وهم أتباع معمر بن عباد السلمي، وآان رأسا للملحدة، وذنبا للقدرية .

إن اهللا تعالى لم يخلق شيئا من األعراض، من لون أو طعم، أو رائحة، أوحياة، أوموت، : منها أنه آان يقول قل الله خالق آل شيء وهو {: أوسمع، أوبصر، وإنه لم يخلق شيئا من صفات األجسام، وهذا خالف قوله تعالى

له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على آل شيء {: قوله تعالى في صفة نفسه، وخالف }الواحد القهار .{قدير

وآان يزعم أن اهللا إنما خلق األجسام، ثم إن األجسام أحدثت األعراض باعتبار أن آل ما سبق من حياة وموت عرض فى الجسم من فعل الجسم بطبعه واالصوات عنده فعل االجسام وسمع وبصر ولون وطعم ورائحة ماهو إال

المصوبة بطباعها وفناء الجسم عنده فعل الجسم بطبعه وصالح الزروع وفسادها من فعل الزروع عنده وزعم ايضا ان فناء آل فان فعل له بطبعه وزعم ان ليس هللا تعالى في االعراض صنع وال تقدير

عالى لم يخلق حياة وال موتا تكذيب منه لوصف اهللا سبحانه نفسه بأن يحيى ويميت وآيف وفى قوله ان اهللا ت .يحيى ويميت من ال يخلق حياة وال موتا

الفضيحة الثانية من فضائحه انه لما زعم أن اهللا تعالى لم يخلق شيئا من االعراض وانكر مع ذلك صفات هللا ة لزمه على هذه البدعة أن ال يكون هللا تعالى آالم اذ لم يمكنه أن يقول إن تعالى االزلية آما أنكرها سائر المعتزل

آالمه صفة له أزلية آما قال أهل السنة والجماعة ألنه ال يثبت هللا تعالى صفة ازلية ولم يمكنه أن يقول إن آالمه ن عنده فعل الجسم الذى حل فعله آما قاله سائر المعتزلة ألن اهللا سبحانه عنده لم يفعل شيئا من االعراض والقرآ

الكالم فيه وليس هو فعال هللا تعالى وال صفة له فليس يصح على اصله أن يكون له آالم على معنى الصفة وال على معنى الفعل واذا لم يكن له آالم لم يكن له امر ونهى وتكليف وهذا يؤدى الى رفع التكليف والى رفع احكام الشريعة

بما يؤدى اليهوما أراد غيره ألنه قال

الفضيحة الثالثة من فضائحه دعواه أن آل نوع من األعراض الموجودة فى االجسام ال نهاية لعدده وذلك أنه قال اذا آان المتحرك متحرآا بحرآة قامت به فتلك الحرآة اختصت بمحله لمعنى سواها وذلك المعنى ايضا يختص

اص آل معنى بمحله لمعنى سواه ال الى نهاية وآذلك اللون والطعم بمحله لمعنى سواه وآذلك القول فى اختص .والرائحة وآل عرض يختص بمحله لمعنى سواه وذلك المعنى ايضا يختص بمحله لمعنى سواه ال الى نهاية

وحكى الكعبى عنه فى مقاالته أن الحرآة عنده انما خالفت السكون لمعنى سواها وآذلك السكون خالف الحرآة عنى سواه وان هذين المعنيين مختلفان لمعنيين غيرهما ثم هذا القياس معتبر عنده ال الى نهايةلم .

:وفى هذا القول إلحاد من وجهين

احدهما قوله بحوادث ال نهاية لها وهذا يوجب وجود حوادث ال يحصيها اهللا تعالى وذلك عناد لقول اهللا تعالى وأحصى آل شىء عددا{ }.

Page 55: الفرق بين الفرق

55  

الثانى إن قوله بحدوث أعراض ال نهاية لها يؤديه الى القول بأن الجسم أقدر من اهللا ألن اهللا عنده أنه ما خلق و غير االجسام وهى محصورة عندنا وعنده والجسم اذا فعل عرضا فقد فعل عرضا فقد فعل معه ماال نهاية له من

. يخلق إال متناهيا فى العدداالعراض ومن خلق ما ال نهاية له ينبغى أن يكون أقدر مما ال

وقد اعتذر الكعبى عنه فى مقاالته بأن قال إن معمرا آان يقول إن االنسان ال فعل له غير اإلرادة وسائر .االعراض أفعال االجسام بالطباع

ألن فان صحت هذه الرواية عنه لزمه ان يكون الطبع الذى نسب اليه فعل االعراض اقوى من اهللا عز وجل افعال اهللا اجسام محصورة وافعال الطباع أصناف من االعراض آل صنف منها غير محصور العدد وعلى أن قول

معمر بأعراض ال نهاية لها تطريق الصحاب الظهور والكمون على المسلمين فى حدوث األعراض وذلك أن على االجسام وأنكر أصحاب الكمون المسلمين استدلوا على حدوث االعراض فى األجسام بتعاقب المتضادات منها

والظهور حدوث االعراض وزعموا أنها آلها موجودة فى االجسام فاذا ظهر فى الجسم بعض االعراض آمن فيه ضده واذا آمن فيه العرض ظهر ضده فقال لهم المقصدون لو آمن العرض تارة وظهر تارة لكان ظهوره بعد

افتقر ذلك المعنى فى ظهوره وآمونه الى معنى سواه ال الى نهاية واذا الكمون وآمونه بعد الظهور لمعنى سواه واالبطل اجتماع ما ال نهاية له من االعراض فى الجسم الواحد صح تعاقبها على الجسم من جهة حدوثها فيه ال من جهة

ع اصحاب الكمون والظهور واذا قال معمر يجوز اجتماع ماال نهاية له من االعراض فى الجسم لم يصح له دفالكمون والظهور عن دعواهم وجود اعراض ال نهاية لها من اجناس الكمون والظهور فى محل واحد وسوق هذا

.االصل يؤدى الى القول بقدم االعراض وذلك آفر فما يؤدى اليه مثله

در مختار الفضيحة الرابعة من فضائحه قوله فى االنسان إنه شىء غير هذا الجسد المحسوس وهو حى عالم قا وليس هو متحرآا وال ساآنا وال متلونا وال يرى وال يلمس وال يحل موضعا دون موضع وال يحويه مكان دون

.مكان

.فاذا قيل له أتقول إن االنسان فى هذا الجسد أم فى السماء أم فى االرض أم فى الجنة أم فى النار؟

الجسد مدبر وفى الجنة منعم او فى النار معذب وليس هو فى قال ال اطلق شيئا من ذلك ولكنى أقول إنه فى شيء من هذه االشياء حاال وال متمكنا ألنه ليس بطويل وال عريض وال عميق وال ذى وزن فوصف االنسان بما

يوصف به االله سبحانه ألنه وصفه بأنه حى عالم قادر حكيم وهذه االوصاف واجبة هللا تعالى ثم نزه االنسان عن أن كون متحرآا او ساآنا او حارا او باردا او رطبا او يابسا او ذا لون او وزن او طعم او رائحة واهللا سبحانه منزه ي

عن هذه االوصاف وآما زعم أن االنسان فى الجسد مدبر له ال على معنى الحلول والتمكن فيه آذلك االله عنده فى على معنى الحلول والتمكن فيه فكأنه أراد أن يعبد االنسان آل مكان على معنى أن مدبر له عالم بما يجرى فيه ال

لوصفه إياه بما يوصف االله به فلم يحسن على اظهار القول بذلك فقال بما يؤدى اليه ثم إن هذا القول يوجب عليه أن .ال يرى إنسان إنسانا ويوجب أن ال يكون الصحابة رأوا رسول اهللا وآفاه بذلك خزيا

مسة من فضائحه قوله بأن اهللا ال يجوز أن يقول فيه انه قديم مع وصفه إياه بأنه موجود أزليالفضيحة الخا .

الفضيحة السادسة من فضائحه امتناعه عن القول بأن اهللا تعالى يعلم نفسه ال من شرط المعلوم عنده ان يكون ر الذاآر نفسه جاز ان يعلم العالم نفسه وقد غير العالم به وهذا يبطل عليه بذآر الذاآر نفسه ألنه اذا جاز ان يذآ

:افتخر الكعبى فى مقاالته بان معمرا من شيوخه فى االعتزال ومن افتخر بمثله وهبناه منه وتمثلنا بقول الشاعر

هل بايع والسعيد من وهبا هل مشتر والسعيد بايعه

Page 56: الفرق بين الفرق

56  

:ذآر البشرية منهم

اخوانه من القدرية بتكفيره فى امور هو فيها مصيب عند القدرية هؤالء اتباع بشر بن المعتمر وقال .

.فما آفرته القدرية فيه قوله بان اهللا تعالى قادر على لطف لو فعله بالكافر آلمن طوعا

.وآفروه ايضا فى قوله بأن اهللا تعالى لو خلق العقالء ابتداء فى الجنة وتفضل عليهم بذلك لكان ذلك أصلح لهم

.وآفروه ايضا بقوله ان اهللا لو علم من عبد انه لو أبقاه آلمن آان إبقاؤه اياه اصلح له من ان يميته آافرا

.وآفروه ايضا بقوله ان اهللا تعالى لم يزل مريدا

.وفى قوله ان اهللا تعالى اذا علم حدوث شىء من افعال العباد ولم يمنع منه فقد أراد حدوثه

ق فى هذه المسائل الخمس آفرت المعتزلة البصرية فيها بشرا مع بشر والمكفرون له فيها هم الكفرة ونحن والح .نكفر بشرا فى أمور شعواها آذا آل واحد منها بدعة شنعاء

.أولها قول بشر بان اهللا تعالى ما والى مؤمنا فى حال إيمانه وال عادى آافرا فى حال آفره

فى هذا على قول جميع االمة اما على قول أصحابنا فألنا نقول إن اهللا تعالى لم يزل مواليا لمن ويجب تكفيره علم أنه يكون وليا له اذا وجد ومعاديا لمن علم اذا وجد آفر ومات على آفره يكون معاديا له قبل آفره وفى حال

لم يكن مواليا الحد قبل وجود الطاعة منه آفره وبعد موته واما على اصول المعتزلة غير بشر فألنهم قالوا ان اهللافكان فى حال وجود طاعته مواليا له وآان معاديا للكافر فى حال وجود الكفر منه فإن ارتد المؤمن صار اهللا تعالى

.معاديا له بعد ان آان مواليا له عندهم

معاديا للكافر فى حال وجود آفره وزعم بشر أن اهللا تعالى ال يكون مواليا للمطيع فى حال وجود طاعته وال وانما يوالى المطيع فى الحالة الثانية من وجود طاعته ويعادى الكافر فى الحالة الثانية من وجود آفره واستدل على

ذلك بأن قال لو جاز ان يوالى المطيع فى حال طاعته وجاز ان يعادى الكافر فى حال وجود آفره لجاز ان يثيب ه ويعاقب الكافر فى حال آفره فقال اصحابنا لو فعل ذلك لجاز فقال لو جاز ذلك لجاز ان المطيع فى حال طاعت

.يمسخ الكافر فى حال آفره فقلنا له لو فعل ذلك لجاز

الفضيحة الثانية من فضائح بشر إفراطه بالقول فى التولد حتى زعم انه يصح من االنسان ان يفعل االلوان والسمع وسائر االدراآات على سبيل التولد اذا فعل اسبابها وآذلك قوله فى الحرارة والطعوم والروائح والرؤية

.والبرودة والرطوبة واليبوسة

.وقد آفره اصحابنا وسائر المعتزلة فى دعواه ان االنسان قد يخترع األلوان والطعوم والروائح واالدراآات

الى قد يغفر لالنسان ذنوبه ثم يعود فيما غفر له فيعذبه عليه اذا عاد الفضيحة الثالثة من فضائحه قوله بأن اهللا تع الى معصيته فسئل على هذا عن آافر تاب عن آفره ثم شرب الخمر بعد توبته عن آفره من غير استحالل منه ه فقال للخمر وغامضه الموت قبل توبته عن شرب الخمر هل يعذبه اهللا تعالى في القيمة على الكفر الذى قد تاب من

.نعم فقيل له يجب على هذا أن يكون عذاب من هو على ملة االسالم مثل عذاب الكافر فالتزم ذلك

الفضيحة الرابعة من فضائحه قوله بأن اهللا تعالى يقدر على ان يعذب الطفل ظالما له فى تعذيبه اياه فانه لو فعل .ذلك لكان الطفل بالغا عاقال مستحقا للعذاب

Page 57: الفرق بين الفرق

57  

فى التقدير آأنه يقول ان اهللا تعالى قادر على ان يظلم ولو ظلم لكان بذلك الظلم عادال واول هذا الكالم وهذا .ينقض آخره

وأصحابنا يقولون ان اهللا تعالى قادر على تعذيب الطفل ولو فعل ذلك آان عدال منه فال يناقض قولهم فى هذا .الباب وقوله بشر فيه متناقض

خامسة من فضائحه قوله بان الحرآة تحصل وليس بالجسم فى المكان االول وال فى المكان الثانى الفضيحة ال .ولكن الجسم يتحرك به من االول الى الثانى

وهذا قول غير معقول فى نفسه واختلف المتكلمون قبله فى الحرآة هل هو معنى أم ال فنفاها بقاة االعراض فى وقت وجود الحرآة فمنهم من زعم انها توجد فى الجسم وهو فى المكان األولى واختلف الذين اثبتوا االعراض

فينتقل بها عن االول الى الثاني وبه قال النظام وأبو شمر الممرجئ ومنهم من قال ان الحرآة تحصل فى الجسم وهو نه أبي هاشم وبه قال شيخنا ابو في المكان الثانى النها اول آون فى المكان الثانى وهذا قول ابى الهذيل والجبائي واب

الحسن االشعرى رحمه اهللا ومنهم من قال ان الحرآة آونان فى مكانين احدهما يوجد فى المتحرك وهو فى المكان االول والثانى يوجد فيه وهو فى المكان الثانى وهذا قول الروندى وبه قال شيخنا ابو العباس القالنسى وقد خرج قول

ذه االقوال بدعواه ان الحرآة تحصل وليس الجسم فى المكان االول وال فى الثانى مع علمنا بشر بن المعتمر عن هبأنه ال واسطة بين حالى آونه فى المكان االول وآونه فى المكان الثانى وقوله هذا غير معقول له فكيف يكون

.معقوال لغيره؟

:ذآر الهشامية منهم

وطى وفضائحه بعد ضاللته بالقدر تترىهؤالء اتباع هشام بن عمرو الق .

منها أنه حرم على الناس أن يقولوا حسبنا اهللا ونعم الوآيل من جهة تسميته بالوآيل وقد نطق القرآن بهذا االسم هللا تعالى وذآر ذلك فى السنة الواردة فى تسعة وتسعين اسما من اهللا تعالى فاذا لم يجز اطالق هذا االسم على اهللا

ى مع نزول القرآن به ومع ورود السنة الصحيحة به فأى اسم بعده يطلق عليهتعال .

وقد آان اصحابنا يتعجبون من المعتزلة البصرية فى اطالقها على اهللا عز وجل من االسماء مالم يذآر فى د نطق به القرآن والسنةالقرآن والسنة اذا دل عليه القياس وزاد هذا التعجب بمنع القوطى عن اطالق اهللا تعالى بما ق .

واعتذر الخياط عن القوطى بأن قال ان هشاما آان يقول حسبنا اهللا ونعم المتوآل بدال من الوآيل وزعم ان وآيال يقتضى موآال فوقه وهذا من عالمات جهل هشام والمعتذر عنه بمعانى االسماء فى اللغة وذلك ان الوآيل فى

موآله أمر ما وآله فيه وهذا معنى قولهم حسبنا اهللا ونعم الوآيل ومعنى حسبنا آافينا اللغة بمعنى الكافى النه يكفىوواجب ان يكون ما بعد نعم موافقا لما قبله آقول القائل اهللا رازقنا ونعم الرازق وال يقال اهللا رازقنا ونعم الغافر

ون الوآيل ايضا بمعنى الحفيظ ومنه قوله أى آافيه وقد يك} ومن يتوآل على اهللا فهو حسبه{وألن اهللا تعالى قال اى حفيظ ويقال فى نقيض الحفيظ رجل وآل ووآل اي بليد والوآال البالدة واذا آان } قل لست عليكم بوآيل{تعالى

.الوآيل بمعنى الحفيظ وآان اهللا عز وجل آافيا وحفيظا لم يكن للمنع من إطالق الوآيل فى اسمائه معنى

ى انه أجاز ان يكتب هللا عز وجل هذا االسم وان يقرأ به القرآن ولم يجز أن يدعى به فى والعجب من هشام ف .غير قراءة القرآن

الفضيحة الثانية من فضائح القوطى امتناعه من اطالق آثير مما نطق به القرآن فمنع الناس من ان يقولوا ان اهللا وألف بين قلوبهم لو {وهذا عناد منه لقول اهللا عز وجل تعالى عز وجل الف بين قلوب المؤمنين وأضل الفاسقين

Page 58: الفرق بين الفرق

58  

ويضل اهللا {ولقوله تعالى } أنفقت ما فى االرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن اهللا ألف بينهم إنه عزيز حكيمافرينومنع ان يقول فى القرآن انه عمى على الك. }وما يضل به اال الفاسقين{وقوله } الظالمين ويفعل اهللا ما يشاء .

ووافقه صاحبه عباد بن سليمان العمرى فى هذه الضاللة فمنع الناس أن يقولوا ان اهللا تعالى خلق الكافر ألن الكافر اسم لشيئين إنسان وآفره وهو غير خالق لكفره عنده ويلزمه على هذا القياس ان ال يقول ان اهللا تعالى خلق

ان واهللا عنده غير خالق إليمانه ويلزمه على قياس هذا االصل ان ال يقول المؤمن الن المؤمن اسم لشيئين انسان وايم .إن احدا قتل آافرا او ضربه الن الكافر اسم لالنسان وآفره والكفر ال يكون مقتوال وال مضروبا

ما يكون { ومنع عباد من ان يقال ان اهللا تعالى ثالث آل اثنين ورابع آل ثالثة وهذا عناد منه لقول اهللا عز وجل من نجوى ثالثة إال هو رابعهم وال خمسة اال هو سادسهم وال أدنى من ذلك وال أآثر إال هو معهم أين ما آانوا ثم

.{ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن اهللا بكل شيئ عليم

لى لهم ليزدادوا إنما نم{وآان يمنع ان يقال ان اهللا عز وجل أملى الكافرين وفى هذا عناد منه لقوله عز وجل فان آان عباد قد أخذ هذه الضاللة عن استاذه هشام فالعصا من العصية ولن تلد الحية اال . }إثما ولهم عذاب مهين

الحية وان انفرد بها دونه فقد قاس التلميذ ما منع من اطالفه على ما منع استاذه من اطالق اسم الوآيل والكفيل على .اهللا تعالى

الثة من فضائح القوطى قوله بأن األعراض ال يدل شىء منها على اهللا تعالى وآذلك قال صاحبه الفضيحة الث عباد وزعما ان فلق البحر وقلب العصا حية وانشقاق القمر ونجى السحر والمشى على الماء ال يدل شىء من ذلك

.على صدق الرسول فى دعواه الرسالة

لى يجب ان يكون محسوسا واالجسام محسوسة فهى األدلة على اهللا تعالى وزعم القوطى ان الدليل على اهللا تعا .وهى اعراض معلوم بدالئل نظرية فلو دلت على اهللا تعالى ألحتاج آل دليل منها الى دليل سواه ال الى نهاية

م من فقيل له يلزمك على هذا االستدالل أن تقول إن االعراض ال تدل على شىء من االشياء وال على حك االحكام النها لو دلت على شىء او على حكم الحتاجت فى داللتها على مدلولها الى داللة على صحة داللتها عليه

.واحتاج آل دليل الى دليل ال الى نهاية

فان صار الى ان االعراض ال تدل على شىء وال على حكم ابطال داللة آالم اهللا تعالى وآالم رسوله على ام والوعد والوعيدالحالل والحر .

على ان من االعراض ما يعلم وجوده بالضرورة آااللوان والطعوم والروائح والحرآة والسكون فيلزمه ان تكون هذه االعراض المعلومة بالضرورة داللة على اهللا سبحانه النها محسوسة آما دلت االجسام عليه النها

فاة االعراض قد انكروا وجودها قيل فالنجارية والضرارية قد محسوسة فان قال ان االعراض غير محسوسة الن نانكروا وجود جسم ال يكون عرضا لدعواهم ان االجسام اعراض مجتمعة فيجب على قياس قولك ان ال تكون

.االجسام معلومة بالضرورة وان ال سببحانه

ه لو أن رجال أسبغ الوضوء وافتتح الفضيحة الرابعة من فضائح القوطى قوله بالمقطوع والموصول وذلك قول الصالة متقربا بها الى اهللا سبحانه عازما على اتمامها ثم قرأ فرآع فسجد مخلصا هللا تعالى فى ذلك آله غير انه

قطعها فى آخرها ان اول صالته وآخرها معصية قد نهاه اهللا تعالى عنها وحرمها عليه وليس له سبيل قبل دخوله معصية فيجتنبها فيها الى العلم بانها .

واجتمعت االمة قبله على أن ما مضى منها آانت طاعة هللا تعالى وإن لم تكن صالة آاملة آما لو مات فيها آان .الماضى منها طاعة وان لم تكن صالة آاملة

Page 59: الفرق بين الفرق

59  

وه غرة من الفضيحة الخامسة من فضائحه إنكاره حصار عثمان وقتله بالغلبة والقهر وزعم أن شرذمة قليلة قتل .غير حصار مشهور

ومنكر حصار عثمان مع تواتر االخباربه آمنكر وقعتى بدر وأحد مع تواتر االخبار بهما وآمنكر المعجزات .التى تواترت االخبار بها

الفضيحة السادسة من فضائحه قوله فى باب االمة ان االمة اذا اجتمعت آلمتها وترآت الظلم والفساد احتاجت ى إمام بسوسها واذا عصت وفجرت وقتلت امامها لم تعقد االمامة الحد فى تلك الحالال .

وهذا قريب من قول . وانما أراد الطعن فى امامة على النها عقدت له فى حال الفتنة وبعد قتل امام قبله مة على رضى اهللا عنه ألن االمة لم األصم منهم إن االمامة ال تنعقد اال بإجماع عليه وإنما قصد بهذا الطعن فى اما

تجتمع عليه لثبوت أهل الشام على خالفه الى أن مات فانكر امامة على مع قوله بامامة معاوية الجتماع الناس عليه .بعد قتل على رضي اهللا عنه

واصل فى وقرت عيون الرافضة المائلين الى االعتزال بطعن شيوخ المعتزلة فى امامة على وبعد شك زعيمهم .شهادة على وأصحابه

الفضيحة السابعة من فضائح القوطى قوله بتكفير من قال ان الجنة والنار مخلوقتان وأخالفه من المعتزلة شكوا .فى وجودها اليوم ولم يقولوا بتكفير من قال انهما مخلوقان

أنكرهما ال يدخل الجنة وال ينجو من الناروالمثبتون لخلقهما يكفرون من أنكرهما ويقسمون باهللا تعالى ان من .

الفضيحة الثامنة من فضائحه انكاره افتضاض االبكار فى الجنة ومن انكر ذلك يحرم ذلك بل يحرم عليه دخول .الجنة فضال عن افتضاض االبكار فيها

آانوا من أهل ملة االسالموآان الفوطى مع ضالالته التى حكيناها عنه يرى قتل مخالفيه فى السر غيلة وان .

فماذا على أهل السنة إذا قالوا فى هذا القوطى وأتباعه إن دماءهم وأموالهم حالل للمسلمين وفيه الخمس وليس .على قاتل الواحد منهم قود وال دية وال آفارة بل لقاتله عند اهللا تعالى القربة والزافى والحمد هللا على ذلك

نهمذآر المردادية م :

هؤالء اتباع عيسى بن صبيح المعروف بابى موسى المردار وآان يقال له راهب المعتزلة وهذا اللقب الئق به :ان آان المراد به مأخوذا من رهبانية النصارى ولقبه بالمردار الئق به ايضا وهو فى الجملة آما قيل

لقبه وقل ما أبصرت عيناك من رجل اال ومعناه ان فكرت فى

.وآان هذا المردار يزعم ان الناس قادرون على ان يأتوا بمثل هذا القرآن وبما هو افصح منه آما قاله النظام

قل لئن اجتمعت االنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ال يأتون {وفى هذا عناد منهما لقول اهللا عز وجل رابمثله ولو آان بعضهم لبعض ظهي }.

.وآان المردار مع ضاللته يقول بتكفير من البس السلطان ويزعم انه ال يرث وال يورث

Page 60: الفرق بين الفرق

60  

وآان اسالفه من المعتزلة يقولون فيمن البس السلطان من موافقيهم فى القدر واالعتزال انه فاسق ال مؤمن وال .آافر وافتى المردار بانه آافر

ف ترك قتله مع تكفيره إياه وتكفير من خالطهوالعجب من من سلطان زمانه آي .

.وآان يزعم ايضا ان اهللا قادر على ان يظلم ويكذب ولو فعل مقدوره من الظلم والكذب لكان الها ظالما آاذبا

وحكى ابو زفر عن المردار انه أجاز وقوع فعل واحد من فاعلين مخلوقين على سبيل التولد مع انكاره على أهل ة ما أجازوه من وقوع فعل من فاعلين احدهما خالق واآلخر مكتسبالسن .

وزعم المردار أيضا أن من أجاز رؤية اهللا تعالى باالبصار بال آيف فهو آافر والشاك فى آفره آافر وآذلك ابلة او على الشاك فى الشاك ال الى نهاية والباقون من المعتزلة انما قالوا بتكفير من أجاز الرؤية على جهة المق

.اتصال شعاع بصر الرائى بالمرئى

والذين اثبتوا الرؤية مجمعون على تكفير المردار وتكفير الشاك في آفره وقد حكت المعتزله عن المردار انه لما .حضرته الوفاة اوصى أن يتصدق بماله وال يدفع شىء منه الى ورثته

قال آان فى ماله شبه وآان للمساآين فيه حق وقد وصفه فى هذا وقد اعتذر أبو الحسين الخياط عن ذلك بأن االعتذار بانه آان غاصبا وخائنا للمساآين والغاصب عند المعتزلة فاسق مخلد فى النار وقد اآفره سائر المعتزلة فى

.قوله بتولد فعل واحد من فاعلين

وصنف فيه آتابا واآفر استاذه بشر بن المعتمر فى وقد اآفر هو أبا الهذيل فى قوله بفناء مقدورات اهللا عز وجل قوله بتوليد االلوان والطعوم والروائح واالدراآات واآفر النظام فى قوله بأن المتولدات من فعل اهللا وقال يلزمه ان

ره يكون قول النصارى المسيح ابن اهللا من فعل اهللا فهذا راهب المعتزلة قد قال بتكفير شيوخه وقال شيوخه بتكفي .وآال الفريقين محق فى تكفير صاحبه

:ذآر الجعفرية منهم

.هؤالء اتباع جعفر ابن احدهما جعفر ابن حرب واآلخر جعفر بن مبشر وآالهما للضاللة رأس وللجهالة اساس

نادقة هذا اما جعفر بن مبشر فانه زعم ان فى فساق هذه االمة من هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والز .مع قوله بأن الفاسق موحد وليس بمؤمن وال آافر فجعل الموحد الذى ليس بكافر شرا من الثنوى الكافر

.واقل ما نقابل به على هذا القول ان نقول له انك عندنا شر من آل آافر على جديد االرض

نهم أجمعوا عليه برأيهم فشارك وزعم ايضا ان اجماع الصحابة على ضرب شارب الخمر الحد وقع خطأ ال .ببدعته هطه نجدات الخوارج فى انكارها حد الخمر

وقد أجمع فقهاء االمة على تكفير من أنكر حد الخمر النىء وانما اختلفوا فى حد شارب النبيذ اذا لم يسكر منه .فأما اذا سكر منه فعليه الحد عند فريقى الرأى والحديث على رغم من انكر ذلك

وزعم ابن مبشر ايضا ان من سرق حبة اوما دونها فهو فاسق مخلد فى النار وخالف بذلك اسالفه الذين قالوا .بغفران الصغائر عند اجتناب الكبائر

Page 61: الفرق بين الفرق

61  

وزعم ايضا ان تأييد المذنبين فى النار من موجبات العقول وخالف بذلك اسالفه الذين قالوا ان ذلك معلوم .بالشرع دون العقل

وزعم ايضا ان رجال لو بعث الى امرأة يخطبها ليتزوجها وجاءته المرأة فوثب عليها فوطئها من غير عقد انه ال حد عليها ألنها جاءته على سبيل النكاح واوجب الحد على الرجل النه قصد الزنى ولم يعلم هذا الجاهل ان المطاوعة

قهاء فيمن اآره امرأة على الزنى فمنهم من أوجب للمرأة مهرا للزانى زانية اذا لم تكن مكرهة وانما اختلف الفوأوجب على الرجل حدا وبه قال الشافعى وفقهاء الحجاز ومنهم من أسقط الحد على الرجل ألجل وجوب المهر عليه

.ولم يقل احد من سلف االمة بسقوط الحد عن المطاوعة للزانى آما قاله ابن مبشر وآفاه بخالف االجماع خزيا

واما جعفر بن حرب فانه جرى على ضالالت استاذه المردار وزاد عليه قوله بان بعض الجملة غير الجملة .وهذا يوجب عليه ان تكون الجملة غير نفسها اذ آان آل بعض منها غيرها

مقاالته وآان يزعم ان الممنوع من العقل قادر على العقل وليس يقدر على شىء وهكذا حكى عنه الشعبي فى .ويلزمه على هذا االصل ان يجيز آون العالم بشيئ ليس غير عالم به

قال عبد القاهر البن حرب آتاب فى بيان ضالالته وقد نقضنا عليه وسمينا نقضنا عليه بكتاب الحرب على ابن .حرب وفيه نقض اصوله وفصوله بحمد اهللا ومنه

:ذآر االسكافية منهم

باع محمد بن عبد اهللا االسكافى وآان قد أخذ ضاللته فى القدر عن جعفر بن حرب ثم خالفه فى بعض هؤالء ات فروعه وزعم ان اهللا تعالى يوصف بالقدرة على ظلم االطفال والمجانين وال يوصف بالقدرة على ظلم العقالء فخرج

أسالفه انه يقدر على الظلم والكذب عن قول النظام بأنه ال يقدر على الظلم والكذب وخرج عن قول من قال منولكنه ال يفعلهما لعلمه بقبحهما وغناه عنهما وجعل بين القولين منزلة فزعم انه انما يقدر على ظلم من ال عقل له وال

.يقدر على ظلم العقالء واآفره اسالفه فى ذلك واآفرهم هو فى خالفه

ان اهللا يكلم العباد وال يجوز ان يقال انه يتكلم وسماه مكلما ولم ومن تدقيقه فى ضاللته قوله بانه يجوز ان يقال يسمه متكلما وزعم ان متكلما يوهم ان الكالم قام به ومكلم ال يوهم ذلك آما ان متحرآا يقتضى قيام الحرآة به

رية فانهم يقولون له ومتكلما يقتضى قيام الكالم به فصحيح عندنا وآالم اهللا تعالى عندنا قائم به واما أسالفه من القدان اعتاللك هذا يوجب عليك ان يكون المتكلم من بدن االنسان لسانه فحسب الن الكالم عندك يحل فيه بل يوجب

عليك احالة اجراء اسم المتكلم على شىء الن الكالم عندك وعند سائر المعتزلة له حروف وال يصح ان يكون حرف غير محل الحرف اآلخر فيعنى على اعتاللك ان ال يكون االنسان واحد آالما ومحل آل حرف من حروف الكالم

.متكلما وال جزء منه على قود اعتاللك ان اهللا تعالى لم يكن متكلما الن الكالم ال يقوم به عندك

وقد فخم بعض المعتزلة من االسكافى بان زعم ان محمد بن الحسن رآه ماشيا فنزل عن فرسه وهذا آذب من االسكافى لم يكن فى زمان محمد بن الحسن ومات محمد بن الحسن بالرى فى خالفة هرون الرشيد ولم قائله الن

يدرك االسكافى زمان الرشيد ولو أدرك زمان محمد لم يكن محمد ينزل لمثله عن فرسه مع تكفيره اياه وقد روى د صالته وروى هشام ايضا عن هشام بن عبيد اهللا الرازى عن محمد بن الحسن ان من صلى خلف المعتزلى يعي

يحيى ابن اآثم عن أبى يوسف انه سئل عن المعتزلة فقال هم الزنادقة وقد اشار الشافعى فى آتاب القياس الى رجوعه عن قبول شهادة المعتزلة وأهل االهواء وبه قال مالك وفقهاء المدينة فكيف يصح من ائمة االسالم اآرام

تكفيرهم ؟القدرية بالنزول لهم مع قولهم ب

Page 62: الفرق بين الفرق

62  

:ذآر الثمامية منهم

هؤالء اتباع ثمامة بن اشرس النميرى من مواليهم وآان زعيم القدرية فى زمان المأمون والمعتصم والواثق .وقيل انه هو الذى اغوى المأمون بان دعاه الى االعتزال

:وانفرد عن سائر اسالف المعتزلة ببدعتين اآفرته االمة آلها فيها

احداهما انه لما شارآه اصحاب المعارف فى دعواهم ان المعارف ضرورية زعم ان من لم يضطره اهللا تعالى الى معرفته لم يكن مأمورا بالمعرفة وال منهيا عن الكفر وآان مخلوقا للسحرة واالعتبارية فحسب آسائر الحيوانات

.التى ليست بمكلفة

ة والنصارى والزنادقة يصيرون فى اآلخرة تراباوزعم الجل ذلك ان عوام الدهري .

وزعم ان اآلخرة انما هى دار ثواب او عقاب وليس فيها لمن مات طفال وال لمن يعرف اهللا تعالى بالضرورة طاعة يستحقون بها ثوابا وال معصية يستحقون عليها عقابا فيصيرون حينئذ ترابا اذ لم يكن لهم حظ فى ثواب وال

.عقاب

.والبدعة الثانية من بدع ثمامة قوله بان االفعال المتولدة افعال ال فاعل لها

وهذه الضاللة تجر الى انكار صانع العالم النه لو صح وجود فعل بال فاعل لصح وجود آل فعل بال فاعل ولم آما لو أجاز انسان وجود آتابة يكن حينئذ من االفعال داللة على فاعلها وال آان فى حدوث العالم داللة على صانعة

.ال من آاتب ووجود منسوخ ومبنى ال من بان أوناسخ

ويقال له اذا آان آالم االنسان عندك متولدا وال فاعل له عندك فلم تلوم االنسان على آذبه وعلى آلمة الكفر .وهو عندك غير فاعل للكذب وال لكلمة الكفر ؟

ان يقول فى دار االسالم انها دار شرك وآان يحرم السبى الن المسبى عنده ما ومن فضائح ثمامة ايضا انه آ .عصى ربه اذا لم يعرفه وانما العاصى عنده من عرف ربه بالضرورة ثم جحده او عصاه

وفى هذا اقرار منه على نفسه بانه ولد زنى النه آان من الموالى وآانت امه مسبية ووطء من ال يجوز سبيها م السبى الحرام زنى والمولود منه ولد زنى فبدعة ثمامة على هذا التقدير الئق بنسبهعلى حك .

:وقد حكى أصحاب التواريخ عن سخافة ثمامة ومجونة أمورا عجيبة

منها ما ذآره عبد اهللا بن مسلم عن قتيبة فى آتاب مختلف الحديث ذآر فيه ان ثمامة بن اشرس رأى الناس يوم ادون الى المسجد الجامع لخوفهم فوت الصالة فقال لرفيق له انظر الى هؤالء الحمير والبقر ثم قال ماذا جمعة يتع

.صنع ذاك العربى بالناس يعنى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

وحكى الجاحظ فى آتاب المضاحك ان المأمون رآب يوما فرأى ثمامة سكران قد وقع فى الطين فقال له ثمامة أى واهللا قال أال تستحى قال ال واهللا قال عليك لعنة اهللا قال تترى ثم تترى قال .

وذآر الجاحظ ايضا ان غالم ثمامة قال يوما لثمامة قم صل فتغافل فقال له قد ضاق الوقت فقم وصل واسترح .فقال انا مستريح إن ترآتنى

Page 63: الفرق بين الفرق

63  

الواثق باحمد بن نصر المروزى وذآر له ان يكفر وذآر صاحب تاريخ المراوزة ان ثمامة بن أشرس سعى الى من ينكر رؤية اهللا تعالى ومن يقول يخلق القرآن فاعتصم من بدعة القدرية فقتله ثم ندم على قتله وعاتب ثمامة وابن

تعالى داوود وابن الزيات فى ذلك وآانوا قد أشاروا عليه بقتله فقال له ابن الزيات وان لم يكن قتله صوابا فقتلنى اهللابين الماء والنار وقال ابن أبى داود حبسنى اهللا تعالى في جلدى ان لم يكن قتله صوابا وقال ثمامة سلط اهللا تعالى

على السيوف ان لم تكن أنت مصيبا فى قتله فاستجاب اهللا تعالى دعاء آل واحد منهم فى نفسه أما ابن الزيات فانه لماء والنار وأما ابن أبى داود فان المتوآل رحمة اهللا حبسه فاصابه فى قتل فى الحمام وسقط فى اثوابه فمات بين

حبسه الفالج فبقى فى جلده محبوسا بالفالج الى ان مات وأما ثمامة فانه خرج الى مكة فرآه الخزاعيون بين الصفا فاجتمع عليه بنو والمروه فنادى رجل منهم فقال يا آل خزاعة هذا الذى سعى بصاحبكم احمد بن فهر وسعى فى دمه

خزاعة بسيوفهم حتى قتلوه ثم اخرجوا جيفتة من الحرم فاآلته السباع خارجا من الحرم فكان آما قال اهللا تعالى فذاقت وبال أمرها وآان عاقبة أمرها خسرا{ }.

:ذآر الجاحظية منهم

الجاحظ فى آتبه التى لها ترجمة تروق هؤالء اتباع عمرو بن يحيى الجاحظ وهم الذين اغتروا بحسن بذله هكذا بال معنى واسم يهول ولو عرفوا جهاالته فى ضالالته الستغفروا هللا تعالى من تسميتهم اياه انسانا فضال عن ان

.ينسبوا اليه احسانا

طباع وهى فمن ضالالته المنسوبة اليه ما حكاه الكعبى عنه فى مقاالته مع افتخاره به من قوله ان المعارف آلها .مع ذلك فعل للعباد وليست باختيار لهم

قالوا ووافق ثمامة فى ان ال فعل للعباد اال االرادة وان سائر االفعال تنسب الى العباد على معنى انها وقعت منهم .طباعا وانها وجبت بارادتهم

عنده من معاند ومن عارف قد استغرقه قال وزعم ايضا انه ال يجوز ان يبلغ احد فال يعرف اهللا تعالى والكفار .حبه لمذهبه فهو ال يشكر بما عنده من المعرفة بخالقه وبصدق رسله

فان صدق الكعبى على الجاحظ فى أن ال فعل لالنسان اال االرادة لزمه ان ال يكون االنسان مصليا وال صائما يفعل عنده صالة وال صوما وال حجا وال زنى وال سرقة وال وال حاجا وال زانيا وال سارقا وال قاذفا وال قاتال النه لم

.قتال وال قذفا الن هذه االفعال عنده غير االرادة

واذا آانت هذه االفعال التى ذآرناها عنده طباعا ال آسبا لزمه ان ال يكون لالنسان عليها ثواب وال عقاب الن ه آما ال يثاب وال يعاقب على لونه وترآيب بدنه اذا لم يكن ذلك االنسان ال يثاب وال يعاقب على ما ال يكون آسبا ل

.من آسبه

ومن فضائح الجاحظ ايضا قوله باستحالة عدم االجسام بعد حدوثها وهذا يوجب القول بان اهللا سبحانه وتعالى ان منفردا قبل ان خلق يقدر على خلق شىء وال يقدر على افنائه وانه ال يصح بقاؤه بعد ان خلق الخلق منفردا آما آ

.الخلق

ونحن وان قلنا ان اهللا ال يفنى الجنة ونعيمها والنار وعذابها ولسنا نجعل ذلك بان اهللا عز وجل قادر على افناء .ذلك آله وانما نقول بدوام الجنة والنار بطريق الخبر

لنار تجذب اهلها الى نفسها بطبعها ثم تمسكهم ومن فضائح الجاحظ ايضا قوله بان اهللا ال يدخل النار احدا وانما ا .فى نفسها على الخلود

Page 64: الفرق بين الفرق

64  

ويلزمه على هذا القول ان يقول فى الجنة انها تجذب اهلها الى نفسها بطبعها وان اهللا ال يدخل احدا الجنة فان لزمه } يدخل اهل الجنة الجنةان اهللا تعالى هو {قال بذلك قطع الرغبة الى اهللا فى الثواب وابطل فائدة الدعاء وان قال

.القول بان يدخل النار اهلها

وقد افتخر الكعبى بالجاحظ وزعم انه من شيوخ المعتزلة وافتخر بتصانيفه الكثيرة وزعم انه آنانى من بنى .آنانة بن خزيمة بن مدرآة بن الياس بن مضر

لقحطانية على الكنانية وسائر العدنانية وان آان فيقال له ان آان آنانيا آما زعمت فلم صنفت آتاب مفاخر ا عربيا فلم صنف آتاب فضل الموالى على العرب وقد ذآر فى آتابه المسى بمفاخر قحطان على عدنان اشعارا آثيرة

من هجاء القحطانية للعدنانية ومن رضى بهجو آبائه آمن هجا أباه وقد أحسن جحظة في هجاء ابن بسام الذى هجا من آان يهجو أباه فهجوه قد آفاه لو انه من أبيه ما آان يهجو اباهاباه فقال .

واما آتبه المزخرفة فاصناف منها آتابة فى حيل اللصوص وقد علم بها الفسقة وجوه السرقة ومنها آتابه فى بون بها ودائع عشر الصناعات وقد افسد به على التجار سلعهم ومنها آتابه فى النواميس وهو ذريعة للمحتالين يجتل

الناس واموالهم ومنها آتابه فى الفتيا وهو مشحون بطعن استاذه النظام على اعالم الصحابة ومنها آتبه فى القحاب والكالب والالطة وفى حيل المكدين ومعانى هذه الكتب الئقة به وبصفته واسرته ومنها آتاب طبائع الحيوان وقد

يس وضم اليه ما ذآره المدائنى من حكم العرب وأشعارها فى منافع سلخ فيه معانى آتاب الحيوان الرسطاطالالحيوان ثم انه شحن الكتاب بمناظرة بين الكلب والديك واالشتغال بمثل هذه المناظرة يضيع الوقت بالغث ومن افتخر

.بالجاحظ سلمناه اليه

:وقول اهل السنة فى الجاحظ آقول الشاعر فيه

ثانيا ما آان اال دون قبح الجاحظ لو يمسخ الخنزير مسخا

رجل يتوب عن الجحيم بنفسه وهو القذى فى آل طرف الحظ

:ذآر الشحامية منهم

هؤالء اتباع أبى يعقوب الشحام وآان استاذ الجبائى وضالالته آضالالت الجبائى غير انه أجاز آون مقدور امتنع الجبائى وابنه من ذلك وقد ظن بعض أن االغبياء قول الشحام آقول الصفاتية فى مقدور واحد لقادرين و

لقادرين وبين القولين فرق واضح وذلك ان الشحام اجاز آون مقدور واحد لقادرين يصح ان يحدثه آل واحد منهما ة ال يثبتون خالقين وانما يجيزون على البدل وآذلك حكاه الكعبى فى آتاب عيون المسائل على أبى الهذيل والصفاتي

آون مقدور واحد لقادرين أحدهما خالقه واآلخر مكتسب له وليس الخالق مكتسبا وال المكتسب خالقا وفى هذا بيان .الفرق بين الفرقين على اختالف الطريقين

:ذآر الخياطية منهم

في ضاللته وشارك الخياط سائر القدرية فى اآثر هؤالء اتباع ابى الحسين الخياط الذى آان استاذ الكعبى ضالالتها وانفرد عنهم بقول من لم يسبق اليه فى المعدوم وذلك ان المعتزلة اختلفوا فى تسمية المعدوم شيئا منهم من

قال ال يصح ان يكون المعدوم معلوما ومذآورا وال يصح آونه شيئا وال ذاتا وال جوهرا وال عرضا وهذا اختيار لحى منهم وهو موافق الهل السنة فى المنع فى تسمية المعدوم شيئا وزعم آخرون من المعتزلة ان المعدوم شىء الصا

Page 65: الفرق بين الفرق

65  

ومعلوم ومذآور وليس بجوهر وال عرض وهذا اختيار الكعبى منهم وزعم الجبائى ابنه ابو هاشم ان آل وصف ان الجوهر آان فى حال عدمه جوهرا يستحقه الحادث لنفسه او لجنسه فان الوصف ثابت له فى حال عدمه وزعم

وآان العرض فى حال عدمه عرضا وآان السواد سوادا والبياض بياضا فى حال عدمهما وامتنع هؤالء آلهم عن تسمية المعدوم جسما من قبل ان الجسم عندهم مرآب وفيه تأليف وطول وعرض وعمق وال يجوز وصف معدوم

.بما يوجب قيام معنى به

ياط فى هذا الباب جميع المعتزلة وسائر فرق االمة فزعم ان الجسم فى حال عدمه يكون جسما النه وفارق الخ يجوز ان يكون فى حال حدوثه جسما ولم يجز ان يكون المعدوم متحرآا الن الجسم فى حال حدوثه ال يصح ان

عدمهيكون متحرآا عنده فقال آل وصف يجوز ثبوته فى حال الحدوث فهو ثابت له فى حال .

ويلزمه على هذا االعتالل ان يكون االنسان قبل حدوثه انسانا الن اهللا تعالى لو احدثه على صورة االنسان بكمالها من غير نقل له فى االصالب واالرحام ومن غير تغيير له من صورة الى صورة اخرى يصح ذلك

هم المعدوم باآثر اوصاف الموجودات وهذا اللقب الئق وآان هؤالء الخياطية يقال لهم لمعدومية الفراطهم بوصف .بهم

وقد نقض الجبائى على الخياط قوله بان الجسم جسم قبل حدوثه فى آتاب مفرد وذآر ان قوله بذلك يؤديه الى .القول بقدم االجسام

لجواهر واالعراض آانت فى وهذا االلزام متوجه على الخياط ويتوجه مثله على الجبائى وابنه فى قولهما بان ا حال العدم اعراضا وجواهر فاذا قالوا لم تزل اعيانا وجواهر واعراضا ولم يكن حدوثها لمعنى سوى اعيانها فقد

.لزمهم القول بوجودها فى االزل وصاروا فى تحقيق معنى قول الذين قالوا بقدم الجواهر واالعراض

لمعدومات منكر الحجة فى اخبار اآلحاد وما اراد بانكاره اال انكار وآان الخياطي مع ضاللته فى القدر وفى ا .اآثر احكام الشريعة فان اآثر فروض الفقه مبنية على اخبار من اخبار اآلحاد

وللكعبى عليه آتاب فى حجة اخبار االحاد وقد ضلل فيه من انكر الحجة فيها وقلنا للكعبى يكفيك من الخزى استاذ تقر بضاللتهوالعار انتسابك الى

:ذآر الكعبية منهم

هؤالء اتباع ابى القاسم عبد اهللا بن احمد ابن محمود البنحى المعروف بالكعبى وآان حاطب قبل يدعى فى انواع العلوم على الخصوص والعموم ولم يحظ فى شىء منها باسراره ولم يحط بظاهره فضال عن باطنه وخالف

لمعتزلة فى احوال آثيرة منها ان البصريين منهم اقروا بان اهللا تعالى يرى خلقه من االجسام وااللوان البصريين من اوانكروا ان يرى نفسه آما انكروا ان يراه غيره وزعم الكعبى ان اهللا تعالى ال يرى نفسه وال غيره اال على معنى

ى شيئا فى الحقيقةعلمه بنفسه وبغيره وتبع النظام فى قوله ان اهللا تعالى ال ير .

ومنها ان البصريين منهم مع اصحابنا فى ان اهللا عز وجل سامع للكالم واالصوات على الحقيقة ال على معنى انه عالم بهما وزعم الكعبى والبغداديون من المعتزلة ان اهللا تعالى ال يسمع شيئا على معنى االدراك المسمى بالسمع

على معنى انه عليم بالمسموعات التى يسمعها غيره والمرئيات التي يراها غيره وتأولوا وصفه بالسميع البصير .

ومنها ان البصريين منهم مع اصحابنا فى ان اهللا عز وجل مريد على الحقيقة غير ان اصحابنا قالوا انه لم يزل وخرج الكعبى والنظام واتباعهما مريدا بارادة ازلية وزعم البصريون من المعتزلة انه يريد بارادة حادثة ال فى محل

Page 66: الفرق بين الفرق

66  

عن هذين القولين وزعموا انه ليست هللا تعالى ارادة على الحقيقة وزعموا انه اذا قيل ان اهللا عز وجل اراد شيئا من فعله فمعناه انه فعله واذا قيل انه اراد من عنده فعال فمعناه انه امره به وقالوا ان وصفه باالرادة فى الوجهين جميعا

جدارا يريد ان ينقض فأقامه قال لو شئت التخذت عليه {ما ان وصف الجدار باالرادة في قول اهللا تعالى مجاز آمجاز وقد اآفرهم البصريون مع اصحابنا فى نفيهم ارادة اهللا عز وجل} أجرا .

توفون أجورآم آل نفس ذائقة الموت وإنما {ومنها ان الكعبى زعم ان المقتول ليس بميت وعاند قول اهللا تعالى وسائر االمة مجمعون على } يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إال متاع الغرور

.ان آل مقتول ميت وان صح ميت غير مقتول

.ومنها ان الكعبى على قول من اوجب على اهللا تعالى فعل االصلح فى باب التكليف

ريين مع اصحابنا فى ان االستطاعة معنى غير صحة البدن والسالمة من االفات وزعم الكعبى ومنها ان البص .انها ليست غير الصحة والسالمة

والبصريون من المعتزلة يكفرون البغداديين منهم والبغداديون يكفرون البصريين وآال الفريقين صادق فى لقدريةتكفير الفريق االخر آما بيناه فى آتاب فضائح ا .

:ذآر الجبائية منهم

هؤالء أتباع أبى على الجبائى الذى أهوى اهل خوزستان وآانت المعتزلة البصرية فى زمانه على مذهبه ثم .انتقلوا بعده ألى مذهب ابنه أبى هاشم

لك انه قال يوما فمن ضالالت الجبائى انه سمى اهللا عز وجل مطيعا لعبده اذا فعل مرادا لعبد وآان سبب ذ لشيخنا أبى الحسن االشعرى رحمه اهللا ما معنى الطاعة عندك فقال موافقة االمر وسأله عن قوله فيها فقال الجبائى

حقيقة الطاعة عندى موافقة االرادة وآل من فعل مراد غيره فقد اطاعه فقال شيخنا ابو الحسن رحمه اهللا يلزمك على طيعا لعبده اذا فعل مراده فالزم ذلك فقال له شيخنا رحمه اهللا خالفت إجماع المسلمين هذا األصل ان يكون اهللا تعالى م

وآفرت برب العالمين ولو جاز ان يكون اهللا تعالى مطيعا لعبده لجاز ان يكون خاضعا له تعالى اهللا عن ذلك علوا .آبيرا

إشتقاق اسم له من آل فعل فعله والزمه شيخنا ثم ان الجبائى زعم ان اسماء اهللا تعالى جارية على القياس وأجاز ابو الحسن رحمه اهللا ان يسميه بمحبل النساء النه خالق الحبل فيهن فالتزم ذلك فقال له بدعتك هذه أشنع من ضاللة

.النصارى فى تسمية اهللا أبا لعيسى مع امتناعهم من القول بأنه محبل مريم

جود عرض واحد فى امكنة آثيرة وفى اآثر من الف ألف مكان وذلك ومن ضالالت الجبائى ايضا انه أجاز و .انه أجاز وجود آالم واحد فى الف ألف محل

وزعم ان الكالم المكتوب فى محل اذا آتب لي غيره آان موجودا فى المحلين من غير انتقال منه غير المكان ألف مكان او الف ألف وزعم هو وابنه أبو هاشم األول الى الثانى ومن غير حدوث في الثانى وآذلك ان آتبت فى

أن اهللا تعالى اذا أراد أن يفنى العالم خلق عرضا ال فى محل أفنى به جميع االجسام والجواهر وال يصح فى قدرة اهللا .تعالى ان يفنى بعض الجواهر مع بقاء بعضها وقد خلقها تفاريق وال يقدر على إفنائها تفاريق

خنا أبا الحسن رحمه اهللا قال للجبائى اذا زعمت ان اهللا تعالى قد شاآل ما أمر به فما تقول فى وقد حكى ان شي رجل له على غيره حق يماطله فيه فقال له واهللا العطينك حقك غدا إن شاء اهللا ثم لم يعطه حقه فى غده فقال يحنث

Page 67: الفرق بين الفرق

67  

جماع المسلمين قبلك النهم اتفقوا قبلك على ان من فى يمينه الن اهللا تعالى قد شاء ان يعطيه حقه فيه فقال له خالفت إ .قرن يمينه بمشيئة اهللا عز وجل لم يحنث اذا لم يقر به

:ذآر البهشمية

هؤالء اتباع أبى هاشم والجبائى واآثر معتزلة عصرنا على مذهبه لدعوة ابن عباد وزير آل بويه اليه ويقال لهم االعقاب ال على فعل وقد شارآوا المعتزلة فى اآثر ضالالتها وانفردوا عنهم بفضائح لم الدمية لقولهم باستحقاق الدم و

.يسبقوا اليها

منها قولهم باستحقاق الدم والعقاب ال على فعل وذلك انهم زعموا ان القادر منها يجوز اان يخلو من الفعل صحابنا قالوا للمعتزلة اذا اجزتم تقدم االستطاعة والشرك مع ارتفاع الموانع من الفعل والذى الجأهم الى ذلك أن ا

على الفعل لزمتكم التسوية بين الوقتين واالوقات الكثيرة فى تقدمها عليه فكانوا يختلفون في الجواب عن هذا االلزام فمنهم من آان يوجب وقوع الفعل او ضده باالستطاعة في الحال الثانية من حال حدوث االستطاعة الى وقت حدوث

لفعل ويوجب وقوع الفعل او ضده عند عدم الموانع ويزعم مع ذلك ان القدرة ال تكون قدرته عليه فى حال حدوثه اومنهم من اجاز عدم القدرة مثل حدوث الفعل ومع حدوث العجز الذى هو ضد القدرة التي قد عدمت بعد وجودها

ة بين الوقتين واالوقات الكثيرة فى جواز تقدم ورأى أبو هاشم بن الجبائى توجه الزام أصحابنا عليهم في التسوياالستطاعة على الفعل ان جاز تقدمها عليه ولم يجد للمعتزلة عنه انفصاال صحيحا فالتزم التسوية وأجاز بقاء

المستطيع ابدا مع بقاء قدرته وتوفر اآلية وارتفاع الموانع عنه عاليها من الفعل والترك فقيل له على هذا االصل و آان هذا القادر مكلفا ومات قبل ان يفعل بقدرته طاعة له معصية ماذا يكون حاله فقال يستحق الذم والعقاب أرأيت ل

الدائم ال على فعل ولكن من أجل أنه لم يفعل ما أمر به مع قدرته عليه وتوفر اآلية فيه وارتفاع الموانع منه فقيل له يفعل ما نهى عنه دون ان يستحق الثواب بأن لم يفعل ما نهى عنه آيف استحق العقاب بأن لم يفعل ما أمر به وان لم

.وان لم يفعل ما أمر به

وآان اسالفه من المعتزلة يكفرون من يقول إن اهللا تعالى يعذب العاصى على اآتساب معصية لم يخترعها له وال من فعل غيره اولىالعاصى وقالوا اآلن إن تكفير أبى هاشم في قوله بعقاب من ليس فيه معصية ال من فع .

والثانى انه سمى من لم يفعل ما أمر به عاصيا وان لم يفعل معصية ولم يوقع اسم المطيع اال على من فعل .طاعة ولو صح عارض بال معصية لصح مطيع بال طاعة او لصح آافر بال آفر

قبيحا ال يستحق بذلك قسطين من العذاب أحدهما ثم إنه مع هذه البدع الشنعاء زعم ان هذا المكلف لو تغير تغيرا للقبيح الذى فعله والثانى ألنه لم يفعل الحسن الذى أمر به ولو تغير تغيرا حسنا وفعل مثل أفعال االنبياء وآان اهللا

.تعالى قد أمره بشىء فلم يفعل وال فعل ضده لصار مخلدا

ةوسائر المعتزلة يكفرونه في هذه المواضيع الثالث :

.أحدها استحقاق العقاب ال على فعل

.والثانى استحقاق قسطين من العذاب اذا تغير تغيرا قبيحا

والثالث في قوله انه لو تغير تغيرا حسنا وأطاع بمثل طاعة االنبياء عليهم السالم ولم يفعل شيئا واحدا مما أمره راهللا تعالى به وال ضده ال يستحق الخلود في النا .

Page 68: الفرق بين الفرق

68  

وألزمه اصحابنا في الحدود مثل قوله في القسطين حتى يكون عليه حدان حد الزنى الذى قد فعله والثانى ألنه لم يفعل ما وجب عليه من ترك الزنى وآذلك القول فى حدود القذف والقصاص وشرب الخمر وألزموه إيجاب آفارتين

ارة والثانية بأن لم يفعل ما وجب عليه من الصوم والكف على المفطر في شهر رمضان إحداهما لفطرة الموجب للكف .عن الفطر

فلما رأى ابن الجبائى توجه هذا االلزام عليه في بدعته هذه ارتكب ما هو أشنع منها فرارا من ايجاب حدين يهوآفارتين في فعل واحد فقال إنما نهى عن الزنى والشرب والقذف فأما ترك هذه االفعال فغير واجب عل .

وألزموه ايضا القول بثالثه أقساط واآثر ال الى نهاية النه اثبت قسطين فيما هو متولد عنده قسطا النه لم يفعله وقسطا النه لم يفعل سببه وقد وجدنا من المسببات ما يتولد عنده من اسباب آثيرة يتقدمه آاصابة الهدف بالسهم فانها

لرمى في السهم وآل حرآة منها سبب لما يليها الى االصابة ولو آانت مائة يتولد عنده من حرآات آثيرة يفعلها احرآة فالمائة منها سبب االصابة فيبقى على أصله اذا أمره اهللا تعالى باالصابة فلم يفعلها ان يستحق مائة قسط

.وقسطا آخر الواحد منها ان لم يفعل االصابة والمائة النه لم يفعل تلك الحرآات

صله ايضا انه اذا آان مأمورا بالكالم فلم يفعله استحق عليه قسطين قسطا النه لم يفعل الكالم وقسطا النه ومن ا لم يفعل سببه ولو انه فعل ضد سبب الكالم ال يستحق قسطين وقام هذا عنده مقام السبب الذي لم يفعله فقلنا له هل

ه لم يفعل سببه وقسطا النه ضد سبب الكالماستحق ثالثة اقساط قسطا النه لم يفعل الكالم وقسطا الن .

وقد حكى بعض أصحابنا عنه انه لم يكن يثبت القسطين إال في ترك سبب الكالم وحده وقد نص في آتاب استحقاق الذمة على خالفه وقال فيه آل ماله ترك مخصوص فحكمه حكم سبب الكالم وما ليس له ترك مخصوص

ة آالزآاة والكفارة وقضاء الدين ورد المظالم واراد بهذا ان الزآاة والكفارة وما فحكمه حكم ترك العطية الواجباشبههما ال تقع بجارحة مخصوصة وال له ترك واحد مخصوص بل لو صلى او حج أو فعل غير ذلك آان جميعه

وليس للعطية ترآا للزآاة والكالم سبب ترآه مخصوص فكان ترآه قبيحا فاذا ترك سبب الكالم استحق الجله قسطا .ترك قبيح فلم يستحق عليه قسطا آخر اآثر من ان يستحق الذم النه لم يود

.فيقال له ان لم يكن ترك الصالة والزآاة قبيحا وجب ان يكون حسنا وهذا خروج عن الدين فما يؤدي اليه مثله

ن لم يوجد منه ظلم وآذلك سماه آافرا ومن مناقضاته في هذا الباب انه سمى من لم يفعل ما وجب عليه ظالما وا وفاسقا وتوقف في تسميته إياه عاصيا فأجاز أن يخلد اهللا في النار عبدا لم يستحق اسم عاص وتسميته اياه فاسقا

.وآافرا يوجب عليه تسميته بالعاصى وامتناعه من هذه التسمية يمنعه من تسميته فاسقا وآافرا

لف فيه االجماع بفرقة بين الجزاء والثواب حتى انه قال يجوز ان يكون في الجنة ومن مناقضاته فيه ايضا ما خا ثواب آثير ال يكون جزاء ويكون في النار عقاب آثير ال يكون جزاء وانما امتنع من تسميته جزاء الن الجزاء ال

لى فعل ما تنكر انه ال ثواب يكون اال على فعل وعنده انه قد يكون عقاب ال على فعل وقيل له اذا لم يكن جزاء اال ع .وال عقاب إال على فعل

والفضيحة الثانية من فضائح أبى هاشم قوله باستحقاق الذم والشكر على فعل الغير فزعم ان زيدا لو أمر عمرا بأن يعطى غيره فأعطاه استحق الشكر على فعل الغير من قابض العطية على العطية التى هى فعل غيره وآذلك لو

ه بمعصية ففعلها ال يستحق الذم على نفس المعصية التى هي فعل غيره وليس قوله في هذه آقول سائر فرق أمراالمة انه يستحق الشكر او الذم على امره إباه به ال على الفعل المأمور به الذى هو فعل غيره وهذا المبتدع يوجب له

ى المأمور به الذى هو فعل غيره وآيف يصح هذا شكرين أو ذمين أحدهما على االمر الذى هو فعله واآلخر علالقول على مذهبه مع انكاره على اصحاب الكسب قولهم بأن اهللا تعالى يخلق اآساب عباده ثم يثيبهم او يعاقبهم عليها

ويقال له ما أنكرت على هذا االصل الذى هو فعل غيره انفردت به من قول االزارقة ان اهللا تعالى يعذب طفل

Page 69: الفرق بين الفرق

69  

لى فعل أبيه وقيل اذا أجزت ذلك فأجز أن يستحق العبد الشكر والثواب على فعل فعله اهللا تعالى عند فعل المشرك عالعبد مثل ان يسقى او يطعم من قد اشرف على الهالك فيعيش ويحيى فيستحق الشكر والثواب على نفس الحياة

.والشبع والرى الذى هو من فعل اهللا تعالى

فضائحه قوله في التوبة النها ال تصح مع ذنب مع االصرار على قبيح آخر يعلمه قبيحا او الفضيحة الثالثة من يعتقده قبيحا وان آان حسنا وزعم ايضا ان التوبة من الفضائح ال تصح مع االصرار على منع حبة تجب عليه وعول

بة من احد الذنبين مع اصراره فيه على دعواه في الشاهد ان من قتل ابنا لغيره وزنى بحرمته يحسن منه قبوله توعلى اآلخر وهذه دعوى غير مسلمة له في الشاهد بل يحسن في الشاهد قبوله التوبة من ذنب مع العقاب على اآلخر آاإلمام يعقه ابنه ويسرق أموال الناس ويزنى بجواريه ثم يعتذر الى أبيه في العقوق فيقبل توبته في العقوق عقوقه

ه ويقطع يده في مال غيره ويجلده في الزنىوفيما خانه فيه من مال .

ومما عول عليه في هذا الباب قوله أنما وجب عليه ترك القبيح لقبحه فاذا اصر على قبح آخر لم يكن تارآا للقبح .المتروك من أجل قبحه

ما تاب عنه وان وقلنا له ما تنكر ان يكون وجوب ترك القبيح الزالة عقابه عن نفسه فيصح خالصه من عقاب عوقب على مال يتب عنه ؟

وقلنا له اآثر ما فى هذا الباب أن يكون التائب عن بعض ذنوبه قد ناقض وتاب عن ذنبه لقبحه وأصر على قبيح آخر فلم ال تصح توبته من الذى تاب منه آما أن الخارجي وغيره ممن يعتقد اعتقادات فاسدة وعنده انها حسنة يصح

وبة عن قبائح يعلم قبحها مع اصراره على قبائح قد اعتقد حسنها ويلزمك على أصلك هذا اذا قلت انه عندك من التمأمور باجتناب آل ما اعتقده قبيحا أن تقول في الواحد منا اذا اعتقد قبح مذاهب أبى هاشم وزنى وسرق أن ال يصح

ى والسرقة وباجتناب مذاهب أبى هاشم آلها توبته اال بترك جميع ما اعتقده قبيحا فيكون مأمورا باجتناب الزن .العتقاده قبحها

وقد سأله أصحابنا عن يهودى اسلم وتاب عن جميع القبائح غير انه أصر على منع حبة فضة من مستحقها عليه من غير استحاللها وال جحود لها هل صحت توبته من الكفر فان قال نعم نقض اعتالله وان قال ال عاند اجماع

مةاال .

ومن قوله أنه لم يصح اسالمه وانه آافر على يهوديته التى آانت قبل توبته ثم انه لم تجر عليه احكام اليهود .فزعم انه غير تائب من اليهودية بل هو مصر عليها وهو مع ذلك ليس يهوديا

منه وذلك خالف قول االمة وهذه مناقضة بينة وقيل له ان آان مصرا على يهوديته فأبح ذبيحته وخذ الجزية .

والفضيحة الرابعة من فضائحه قوله في التوبة ايضا إنها ال تصح عن الذنب بعد العجز عن مثله فال يصح عنده .توبة من خرس لسانه عن الكذب وال توبة من جب ذآره عن الزنى

له لسان وذآر لكذب وزنى آان ذلك من وهذا خالف قول جميع االمة قبله وقيل له أرأيت لو اعتقد أنه لو آان معصيته فاذا قال نعم قيل فكذلك اذا اعتقد انه لو آان له آلة الكذب والزنى لم يعص اهللا تعالى بهما وجب ان يكون

.ذلك من طاعة وتوبة

ه وآان ابو هاشم مع افراطه في الوعيد أفسق أهل زمانه وآان مصرا على شرب الخمر وقيل انه مات في سكر :حتى قال فيه بعض المرجئة

يعيب القول باإلرجاء حتى يرى بعض الرجاء من الجرائر

Page 70: الفرق بين الفرق

70  

واعظم من ذوي االرجاء جرما وعبدي آذا أصر على الكبائر

ىء والفضيحة الخامسة من فضائحه قوله في االرادة المشروطة واصلها عنده قوله بانه ال يجوز أن يكون ش واحد مرادا من وجه مكروها من وجه آخر والذى الجأه الى ذلك أن تكلم على من قال بالجهات في الكسب والخلق فقال ال تخلو الوجهة التى هى الكسب من أن تكون موجودة أو معدومة فان آان ذلك الوجه معدوما آان فيه إثبات

كون مخلوقا أم ال فان آان مخلوقا ثبت أنه مخلوق شىء واحد موجودا ومعدوما وإن آان موجودا لم يخل من أن يمن آل وجه وان لم يكن مخلوقا صار العقل قديما من وجه خلقا من وجه آخر وهذا محال فألزم على هذا آون

.الشىء مرادا من وجه مكروها من وجه آخر

ة فاذا آان مرادا من جهة وقيل له إن اإلرادة عندك ال تتعلق بالشىء إال على وجهة الحدوث وآذلك الكراه مكروها من جهة أخرى وجب أن يكون المريد قد اراد ما اراد وآره ما اراد وهذا متناقض فقال ال يكون المريد للشىء مريدا له إال من جميع وجوهه حتى ال يجوز أن يكرهه من وجه فألزم عليه المعلوم والمجهول اذ ال ينكر

من وجه آخر آون شىء واحد معلوما من وجه مجهوال .

ولما ارتكب قوله بأن الشىء الواحد ال يكون مرادا من جهة مكروها من جهة أخرى حلت على نفسه مسائل فيها .هدم اصول المعتزلة وقد ارتكب اآثرها

اذا منها انه يلزمه ان يكون من القبائح العظام ما لم يكرهه اهللا تعالى ومن الحسن الجميل مالم يرده وذلك انه آان السجود هللا تعالى عبادة عبادة الصنم مع ان السجود للصنم قبيح عظيم وآذلك اذا اراد أن يكون القول بأن محمدا رسول اهللا إخبارا عن محمد بن عبد اهللا وجب أن ال يكرهه ان يكون إخبارا عن محمد آخر مع آون ذلك آفرا ولزمه

نم ان ال يريد آونه عبادة هللا تعالى مع آونه عبادة هللا طاعة حسنة اذا آره اهللا تعالى ان يكون السجود عبادة للصورآب هذا آله وذآر فى جامعه الكبير أن السجود للصنم لم يكرهه اهللا تعالى وأبى ان يكون الشىء الواحد مرادا

االصول مكروها من وجهين مختلفين وقال فيه أما ابو على يعنى أباه فانه يجيز ذلك وهو عندى غير مستمر علىألن االرادة ال تتناول الشىء إال على طريق الحدوث عندنا وعنده فلو اراد حدوثه وآره لوجب ان يكون قد آره ما

.اراد اللهم إال أن يكون له حدوثان

وهذا الذى عول عليه على اصلنا باطل الن االرادة عندنا قد تتعلق بالمراد على وجه الحدوث وعلى غير وجه ا اباه ما ألزمه وله عن إلزامه جواب وقلبالحدوث وليس ام .

اما الجواب فان اباه لم يرد بقوله إن اإلرادة تتعلق بالشىء على وجه الحدوث ما ذهب اليه أبو هاشم وانما أراد بذلك انها تتعلق به فى حال حدوثه بحدوثه او بصفة يكون عليها فى حال الحدوث مثل أن يريد حدوثه ويريد آونه

هللا تعالى وهى صفة عليها يكون فى حال الحدوث وهذا آقولهم إن األمر والخبر ال يكونان امرا وخبرا إال طاعة باالرادة إما إرادةالمأمور به على أصل أبى هاشم وغيره او إرادة آونه امرا وخبرا آما قاله ابن االخشيد منهم ألن

وقد اراد حدوث آالمه وأراد األيمان منهم وليس قولهم } يؤمنوقل الحق من ربكم فمن شاء فل{اهللا تعالى قد قال فليؤمن مع ذلك امرا بل هو تهديد ألنه لم يرد آون هذا القول امرا وآذلك الخبر ال يكون خبرا عندهم وحتى يريد

ن آونه خبرا عن زيد دون عمرو مع أن هذا السبب بإرادة لحدوث الشىء وبان بهذا أن آراهة اهللا تعالى ان يكو .السجود عبادة للصنم غير ارادته لحدوثه فلم يلزم ما ذآره ابو هاشم من آونه مرادا من الوجه الذى آرهه

ثبت من أصل المعتزلة 2ووجه القلب عليه أن يقال إن اهللا تعالى قد نهى عن السجود للصنم وقد نص عليه وقد حدوثه وقد ثبت أنه أمر بالسجود عبادة له فيلزمه ان يكون أن اهللا تعالى ال يأمر إال بحدوث الشىء وال ينهى إال عن

قد نهى عنه من الوجه الذى امر به النه ال ينهى اال عن إحداث الشىء وليس للسجود اال حدوث واحد ولو آان له حدوثان لزمه أن يكون محدثا من وجه غير محدث من وجه آخر فلزمه فى االمر والنهى ما ألزم إياه والتجار فى

الرادة والكراهةا .

Page 71: الفرق بين الفرق

71  

والفضيحة السادسة من فضائحه قوله باالحوال التى آفره فيها مشارآوه فى االعتزال فضال عن سائر الفرق والذى ألجأه اليها سؤال أصحابنا قدماء المعتزلة عن العالم منا هل فارق الجاهل بما علمه لنفسه او لعلة وأبطلوا

نس واحد وبطل ان تكون مفارقته إياه ال لنفسه وال لعلة النه ال يكون حينئذ مفارقته إياه لنفسه مع آونهما من جبمفارقته له أولى من آخر سواه فثبت أنه إنما فارقه فى آونه عالما لمعنى ما ووجب ايضا ان يكون هللا تعالى فى

فى ثالثة مواضع أحدها مفارقة الجاهل معنى او صفة بها فارقه فزعم أنه إنما فارقه لحال آان عليها فأثبت الحالالموصوف الذى يكون موصوفا لنفسه فاستحق ذلك الوصف لحال آان عليها والثانى الموصوف بالشىء لمعنى صار

مختصا بذلك المعنى لحال والثالث ما يستحقه ال لنفسه وال لمعنى فيختص بذلك الوصف دون غيره عنده لحال ل إن علم زيد اختص به دون عمر ولنفسه او لمعنى اوال لنفسه اوال وأحوجه الى هذا سؤال معمر فى المعانى لما قا

لمعنى فان آان لنفسه وجب ان يكون لجميع العلوم به اختصاص لكونها علوما وان آان لمعنى صح قول معمر فى تعلق آل معنى بمعنى ال الى نهاية وان آان ال لنفسه وال لمعنى لم يكن اختصاصه به أولى من اختصاصه بغيره

.وقال ابو هاشم انما اختص به لحال

وقال اصحابنا ان علم زيد اختص به لعينه ال لكونه علما وال لكون زيدآما تقول ان السواد سواد لعينه ال الن له .نفسا وعينا

ا اشياء اذ ال ثم قالوا البى هاشم هل تعلم االحوال اوال تعلمها فقال ال من قبل انه لو قال انها معلومة لزمه اثباته يعلم عنده إال ما يكون شيئا ثم ان لم يقل بانها احوال متغايرة الن التغاير إنما يقع بين االشياء والذوات ثم انه ال يقول فى االحوال انها موجودة وال انها معدومة وال انها قديمة وال محدثة وال معلومة وال مجهولة وال تقول انها مذآورة

نها غير مذآورة وهذا متناقضمع ذآره لها بقوله ا .

وزعم ايضا ان العالم له فى آل معلوم حال ال يقال فيها انها حالة مع المعلوم اآلخر والجل هذا زعم ان احوال .البارى عز وجل فى معلوماته ال نهاية لها وآذلك احواله فى مقدوراته ال نهاية لها آما ان مقدوراته ال نهاية لها

صحابنا ما انكرت ان يكون لمعلوم واحد احوال بال نهاية لصحة تعلق المعلوم بكل عالم يوجد ال الى وقال له ا نهاية وقالوا له هل احوال البارى من عمل غيره ام هى هو فاجاب بانها ال هى هو وال غيره فقالوا له فلم انكرت

غيره على الصفاتية قولهم فى صفات اهللا عز وجل فى االزل انها ال هى وال .

والفضيحة السابعة من فضائحه قوله نبغى جملة من األعراض التى اثبتها اآثر مثبتى األعراض آالبقاء واإلدراك والكدرة واأللم والشك وقد زعم ان األلم الذى يلحق االنسان عند المصيبة واأللم الذى يجده عند شرب

الطبع واالدراك ليس بمعنى عنده ومثله ادراك جواهر اهل الدواء الكريه ليس بمعنى اآثر من ادراك ما ينفر عنه النار وآذلك اللذات عنده ليست بمعنى وال هى اآثر من ادراك المشتهى واالدراك ليس بمعنى وقال فى األلم الذى يحدث عند الوباء إنه معنى آاأللم عند الضرب واستدل على ذلك بانه واقع تحت الحسن وهذا من عجائبه ألن ألم

ضرب بالخشب واأللم بسعوط الخردل والتلدع بالنار وشرب الصبر سواء فى الحسن ويلزمه اذا نفى آون الملذة المعنى أال يزيد لذات اهل الثواب فى الجنة على لذات االطفال التى نالوها بالفضل الستحالة ان يكون ال شىء اآثر

وحسنا ليس بشىء وقال آل ألم ضرر وجاء من هذا ان من ال شىء وقد قال ان اللذة فى نفسها نفع وحسن فاثبت نفعا .الضرر ما ليس شىء عنده

والفضيحة الثامنة من فضائحه قوله فى باب الفناء ان اهللا تعالى ال يقدر على ان يفنى من العالم ذرة مع بقاء تعالى ال فى محل يكون ضدا السماوات واالرض وبناه على اصله فى دعواه ان االجسام ال تفنى اال بفناء يخلقه اهللا

لجميع االجسام ألنه ال يختص ببعض الجواهر دون بعض اذ ليس هو قائما بشىء منها فاذا آان ضدا لها نفاها آلها .وحسبه من الفضيحة فى هذا قوله بأن اهللا يقدر على إفناء جملة ال يقدر على افناء بعضها

Page 72: الفرق بين الفرق

72  

جبة والذى الجأه الى ذلك ان سأل نفسه عن الطهارة بماء مغصوب والفضيحة التاسعة قوله بأن الطهارة غير وا على قوله وقول ابيه بأن الصالة فى االرض المغصوبة فاسدة واجاب بأن الطهارة بالماء المغصوب صحيحة وفرق

اذا آان بينها وبين الصالة فى الدار المغصوبة بأن قال ان الطهارة غير واجبة وانما امر اهللا تعالى العبد بأن يصلىمتطهرا ثم استدل على ان الطهارة غير واجبة بان غيره لو طهره مع آونه صحيحا اجزاه ثم انه طرد هذا االعتالل فى الحج فزعم ان الوقوف والطوف والسعى غير واجب فى الحج الن ذلك آله مجزيه اذا اتى به راآبا ولزمه على

لنذور وقضاء الديون الن وآيله ينوب عنه فيها وفى هذا ارفع احكام هذا االصل أال تكون الزآاة واجبة وال الكفارة وا .الشريعة

وبان بما ذآرناه فى هذا الفصل تكفير زعماء المعتزلة بعضها لبعض واآثرهم يكفرون اتباعهم المقلدين لهم سوف ينبئهم اهللا بما آانوا فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة و{ومثلهم فى ذلك آما قاله اهللا تعالى

إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم {واما مثل اتباعهم معهم فقول اهللا تعالى } يصنعون .{االسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا آرة فنتبرأ منهم آما تبرءوا منا

ه بأن الجسم يصير من المكان االول الى الثالث او العاشر ومن مكابرات زعمائهم مكابرة النظام فى الطفرة وقول من غير ضرورة بالوسط ومكابرة اصحاب التوالد منهم فى دعواهم ان الموتى يقتلون االحياء على الحقيقهومكابرة جمهورهم في دعواهم ان الذى يقدر على ان يرتفع من االرض شبرا قادر على ان يرتفع فوق السماوات السبع وان

مقيد المغلول يداه قادر على صعوده الى السماء وان البقه الصغيرة تقدر على شرب القران آذا بمثله وبما هو ال .افصح منه

وزعم المعروف منهم بقاسم الدمشقى أن حروف الصدق هى حروف الكذب وان الحروف التى فى قول القائل ال ان الحروف التى فى القران هى التي فى آتاب زردشت المجوس أله إال اهللا هى التى فى قول من يقول المسيح اله و

باعيانها ال على معنى انها مثلها ومن لم يعد هذه الوجوه مكابرات للعقول لم يكن له ان يعد انكار السوفسطائية .للمحسوسات مكابرة

قدرة اهللا تعالى على وقد حكى أصحاب المقاالت ان سبعة من زعماء القدرية اجتمعوا فى مجلس وتكلموا فى .الظلم والكذب وافترقوا عن تكفير آل واحد منهم لسائرهم

وذلك ان قائال منهم قال للنظام فى ذلك المجلس هل يقدر اهللا تعالى على ما وقع منه لكان جورا وآذبا منه فقال جار فى بعض اطراف االرض لو قدر عليه لم ندر لعله قد جار اوآذب فيما مضى او يجوز ويكذب فى المستقبل او

ولم يكن لنا من جوره وآذبه امان اال من جهة حسن الظن به قال ما دليل يؤمننا من وقوع ذلك منه فال سبيل اليه فقال له علي االسوارى يلزمك على هذا االعتالل ان ال يكون قادرا على ما علم انه ال يفعله أو أخبر بانه ال يفعله

يأمن وقوعه منه فيما مضى او فى المستقبل فقال النظام هذا االلزام فما قولك فيه فقال أنا النه لو قدر على ذلك لم أسوى بينهما وأقول انه ال يقدر على ما علم ان ال يفعله او اخبر بانه ال يفعله آما أقول أنا وأنت انه ال يقدر على

ذيل لالسوارى ما تقول فى فرعون ومن علم اهللا الظلم والكذب فقال النظام لالسوارى قولك الحاد وآفر وقال أبو الهتعالى منهم انهم ال يؤمنون هل آانوا قادرين على االيمان أم ال فان زعمت انهم لم يقدروا عليه فقد آلفهم اهللا تعالى هللا ما لم يطيقوه وهذا عندك آفر وان قلت انهم آانوا قادرين عليه فما يؤمنك من ان يكون قد وقع من بعضهم ما علم ا

تعالى ان ال يقع او اخبر بانه ال يقع منه على قول اعتاللك واعتالل النظام انكار آما انكر قدرة اهللا تعالى على الظلم والكذب فقال البى الهذيل هذا االلزام لنا فما جوابك عنه فقال انا أقول ان اهللا تعالى قادر على ان يظلم ويكذب وعلى

اال له أرأيت لو فعل الظلم والكذب آيف يكون مكنون حال الدالئل التى دلت على ان ان يفعل ما علم انه ال يفعله فقاهللا تعالى ال يظلم وال يكذب فقال هذا محال فقاال له آيف يكون المحال مقدورا هللا تعالى ولم احلت وقوع ذلك منه مع

على اهللا تعالى فقاال له ومحال ايضا ان آونه مقدورا له فقال النه ال يقع اال عن آفة تدخل عليه ومحال دخول االفات يكون قادرا على ما يقع منه اال عن آفة تدخل عليه فبهت الثالثة فقال لهم بشر آل ما انتم فيه تخليط فقال له أبو

Page 73: الفرق بين الفرق

73  

الهذيل فما تقول أنت تزعم ان اهللا تعالى يقدر ان يعذب الطفل ام تقول هذا يقول هذا يعنى النظام فقال أقول بانه قادر لى ذلك فقال أرأيت لو فعل ما قدر عليه من تعذيب الطفل ظالما له فى تعذيبه لكان الطفل بالغا عاقال عاصيا ع

مستحقا للعقاب الذي اوقعه اهللا تعالى به وآانت الدالئل بحالها فى داللتها على عدله فقال له ابو الهذيل سخنت عينك ال له المردار انك قد انكرت على استاذى فكرا وقد غلط االستاذ آيف تكون عبادة ال تفعل ما تقدر عليه من الظلم فق

فقال له بشر فكيف تقول قال اقول ان اهللا تعالى قادر على الظلم والكذب ولو فعل ذلك لكان الها ظالما آاذبا فقال له الشكر وان لم يستحق بشر فهل آان مستحقا للعبادة ام ال فان استحقها فالعبادة شكر للمعبود واذا ظلم استحق الذم ال

العبادة فكيف يكون ربا ال يستحق العبادة فقال لهم االشبح انا أقول انه قادر على ان يظلم ويكذب ولو ظلم وآذب لكان عادال آما انه قادر على ان يفعل ما علم انه ال يفعله علم لو فعله آان عالما بان يفعله فقال له االسكافى آيف

يف تقول انت فقال أقول لو فعل الجور والكذب ما آان الفعل موجودا وآان ذلك واقعا ينقلب الجور عدال فقال آلمجنون أو منقوص فقال له جعفر بن حرب آانك تقول ان اهللا تعالى انما يقدر على ظلم المجانين وال يقدر على ظلم

الى الجبائى وابنه امسكا عن العقالء فافترق القوم يومئذ عن انقطاع آل واحد منهم ولما انتهت نوبة االعتزال الجواب فى هذه المسألة بنصح

وقد ذآر بعض أصحاب أبى هاشم فى آتابه هذه المسألة فقال من قال لنا ايصح وقوع ما يقدر اهللا تعالى عليه من حال فان قال الظلم والكذب قلنا له يصح ذلك النه لو لم يصح وقوعه منه ما آان قادرا عليه الن القدرة على المحال م

أفيجوز وقوعه منه قلنا ال يجوز وقوعه منه لقبحه وغناه عنه وعلمه بغناه عنه فان قال أخبرونا لو وقع مقدوره من الظلم والكذب آيف آان يكون حاله فى نفسه هل آان يدل وقوع الظلم منه على جهله او حاجته قلنا محال ذلك النا قد

منه الظلم والكذب هل آان يجوز ان يقال ان ذلك ال يدل على جهله وحاجته قلنا علمناه عالما غنيا فان قال فلو وقع اليوصف بذلك النا قد عرفنا داللة الظلم على جهل فاعله او حاجته فان قال فكانكم ال تجيبون عن سؤال من سألكم

.عن داللة وقوع الظلم والكذب ممن على جهل وحاجة باثبات وال نفى قلنا آذلك تقول

فهؤالء زعماء قدرية عصرنا قد اقروا بعجزهم وعجز أسالفهم عن الجواب فى هذه المسألة ولو وفقوا للصواب فيها لرجعوا الى قول أصحابنا بان اهللا قادر على آل مقدور وان آل مقدور له لو وقع منه لم يكن ظلما منه ولو

ذى توجه عليهم فى هذه المسألةاحالوا الكذب عليه آما أحاله أصحابنا لتخلصوا عن االلزام ال .

وآان الجبائى يعتذر فى امتناعه عن الجواب فى هذه المسألة بنعم او ال بان يقول مثال هذا ان قائال لو قال اخبرونى عن النبى لو فعل الكذب لكان يدل على انه ليس بنبى او ال يدل على ذلك وزعم ان الجواب فى ذلك

له فاما على أصل أهل السنة فان النبى آان معصوما عن الكذب والظلم ولم يكن مستحيل وهذا ظن منه على اصقادرا عليهما والمعتزلة غير النظام واالسوارى قد وصفوا اهللا تعالى بالقدرة على الظلم والكذب فلزمهم الجواب عن

عم اوال وأيهما أجابوا به سؤال من سألهم عن وقوع مقدوره منهما هل يدل على الجهل والحاجة أوال يدل على ذلك بن .نقضوا به أصولهم

والحمد هللا الذى أنقذنا من ضاللتهم المؤدية الى مناقضاتهم

{الفصل الرابع من فصول هذا الباب}

في بيان الفرق المرجئة وتفصيل مذاهبهم

:والمرجئة ثالثة أصناف

ذاهب القدرية المعتزلة آغيالن وأبى شمر ومحمد ابن أبي صنف منهم قالوا باالرجاء فى االيمان وما يقدر على م شبيب البصرى وهؤالء داخلون فى مضمون الخبر الوارد فى لعن القدرية والمرجئة يستحقون اللعنة من وجهين

Page 74: الفرق بين الفرق

74  

وصنف منهم قالوا باالرجاء بااليمان وبالخبر فى االعمال على مذهب جهم ابن صفوان فهم اذا من جملة الجهمية والغسانية والثوبانية 2لثالث منهم خارجون عن الخبر والقدرية وهم فيما بينهم خمس فرق اليونسية والصنف ا

والتومنية والمريسية وانما سموا مرجئة النهم أخروا العمل عن االيمان واالرجاء بمعنى التأخير يقال ارجيت ين نبيا قيل من المرجئة يا رسول اهللا قال وارجائه اذا اخرته وروى عن النبى انه قال لعنت المرجئة على لسان سبع

الذين يقولون االيمان آالم يعنى الذين زعموا ان االيمان هو اقرار وحده دون غيره والفرق الخمس التى ذآرناها من .المرجئة تضل آل فرقة منها اختها ويضللها سائر الفرق وسنذآرها على التفصيل ان شاء اهللا عز وجل

منهمذآر اليونسية :

هؤالء اتباع يونس بن عون الذى زعم ان االيمان فى القلب واللسان وانه هو المعرفة باهللا تعالى والمحبة والخضوع له بالقلب واإلقرار باللسان أنه واحد ليس آمثله شىء مالم تقم حجة الرسل عليهم السالم فان قامت عليهم

في الجملة من االيمان وليست معرفة تفصيل ما جاء من عندهم حجتهم بالتصديق لهم ومعرفة ما جاء من عندهم .أيمانا وال من جملته وزعم هؤالء أن آل خصلة من خصال االيمان ليست بأيمان وال بعض إيمان ومجموعها ايمان

:ذآر الغسانية منهم

تعالى وتعظيمه وترك االستكبار هؤالء اتباع غسان المرجىء الذى زعم أن االيمان هو اإلقرار او المحبة هللا عليه وقال انه يزيد وال ينقص وفارق اليونسية بأن سمى آل خصلة من األيمان بعض األيمان وزعم غسان هذا فى

آتابه ان قوله فى هذا الكتاب آقول أبى حنيفة فيه وهذا غلط منه عليه ألن أبا حنيفة قال إن االيمان هو المعرفة رسله وبما جاء من اهللا تعالى ورسله فى الجملة دون التفصيل وانه ال يزيد وال ينقص وال واالقرار باهللا تعالى وب

.يتفاضل الناس فيه وغسان قد قال بأنه يزيد وال ينقص

:ذآر التومنية منهم

ك هؤالء اتباع أبى معاذ التومنى الذى زعم ان االيمان ما عصم من الكفر وهو اسم لخصال من ترآها أو تر .خصلة منها آفر ومجموع تلك الخصال إيمان وال يقال للخصلة منها أيمان وال بعض أيمان

.وقال آل ما لم تجتمع االمة على آفره بترآه من الفرائض فهو من شرع األيمان وليس بأيمان

ذا لم يترآها جاحداوزعم ان تارك الفريضة التى ليست بأيمان يقال له فسق وال يقال له فاسق على االطالق ا .

وزعم ايضا أن من لطم نبيا او قتله آفر ال من أجل لطمه وقتله لكن من أجل عداوته وبغضه له واستخفاقه بحقه

:ذآر الثوبانية منهم

ب فى هؤالء اتباع أبى ثوبان المرجىء الذى زعم ان االيمان هو اإلقرار والمعرفة باهللا وبرسله وبكل ما يج .العقل فعله وما جاز فى العقل ان ال يفعل فليست المعرفة من االيمان

Page 75: الفرق بين الفرق

75  

.وفارقوا اليونسية والغسانية بإيجابهم فى العقل شيئا قبل ورود الشرع بوجوبه

:ذآر المريسية منهم

قاضى غير أنه لما أظهر هؤالء مرجئة بغداد من أتباع بشر المريسى وآان فى الفقه على رأى أبى يوسف ال قوله بخلق القرآن هجره أبو يوسف وضللته الصفاتية فى ذلك ولما وافقوا الصفاتية فى القول بان اهللا تعالى خالق

.اآساب العباد وفى ان االستطاعة مع الفعل اآفرته المعتزلة فى ذلك فصار مهجور الصفاتية والمعتزلة معا

التصديق بالقلب واللسان جميعا آما قال ابن الروندى فى ان الكفر هو الجحد وآان يقول فى االيمان انه هو .واالنكار وزعما ان السجود للصنم ليس بكفر ولكنه داللة على الكفر

فهؤالء الفرق الخمس هم المرجئة الخارجة عن الخبر والقدر واما المرجئة القدرية آأبى شمر وابن شبيب لفوا فى االيمانوغيالن وصالح قبة فقد اخت .

فقال أبو شمر االيمان هو المعرفة واالقرار باهللا تعالى وبما جاء من عنده مما اجتمعت عليه االمة آالصالة والزآاة والصيام والحج وتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير ووطء المحارم ونحو ذلك وما عرف بالعقل من عدل

اد بالعقل قوله بالقدر وأراد بالتوحيد نفيه عن اهللا تعالى صفاته األزليةااليمان وتوحيد ونفى التشبيه عند وأر .

قال آل ذلك إيمان والشاك فيه آافر والشاك فى الشاك أيضا آافر ثم آذلك أبدا وزعم أن هذه المعرفة ال تكون .ايمانا اال مع االقرار

في القدر انه فاسق مطلقا ولكنه آان يقول إنه فاسق وآان أبو شمر مع بدعته هذه ال يقول لمن فسق من موافقيه .فى آذا

وهذه الفرقة عند أهل السنة والجماعة أآفر أصناف المرجئة النها جمعت بين ضاللتى القدر واالرجاء والعدل لذى اشار اليه الذى أشار اليه أبو شمر شرك على الحقيقة النه اراد به اثبات خالقين آبيرين غير اهللا تعالى وتوحيده ا

تعطيل النه اراد به نفى علم اهللا تعالى وقدرته ورؤيته وسائر صفاته االزلية وقوله فى مخالفيه إنهم آفرة وان الشاك .فى آفرهم آافر مقابل بقول أهل السنة فيه إنه آافر وان الشاك فى آفره آافر

ان هو المعرفة الثانية باهللا تعالى والمحبة وآان غيالن القدرى يجمع بين القدر واالرجاء ويزعم أن االيم .والخضوع واإلقرار بما جاء به الرسول وبما جاء من اهللا تعالى

.وزعم ان المعرفة االولى اضطرار وليس بايمان

وحكى زرقان فى مقاالته عن غيالن أن االيمان هو االقرار باللسان وان المعرفة باهللا تعالى ضرورية فعل اهللا عالى وليست من االيمانت .

وزعم غيالن أن االيمان ال يزيد وال ينقص وال يتفاضل الناس فيه وزعم محمد بن شبيب أن االيمان هو االقرار باهللا والمعرفة برسله وبجميع ما جاء من عند اهللا تعالى مما نص عليه المسلمون من الصالة والزآاة والصيام والحج

.وآل ما لم يختلفوا فيه

وقال ان االيمان يتبعض ويتفاضل الناس فيه والخصلة الواحدة من االيمان قد تكون بعض االيمان وتارآها يكفر .بترك بعض االيمان وال يكون مؤمنا باصابة آله

Page 76: الفرق بين الفرق

76  

لى وزعم الصالحى أن االيمان هو المعفرقة باهللا تعالى فقط والكفر هو الجهل به فقط وأن قول القائل ان اهللا تعا ثالث ثالثة ليس بكفر لكنه ال يظهر اال من آافر ومن جحد الرسل ال يكون مؤمنا ال من أجل أن ذلك محال لكن

من ال يؤمن بى فليس مؤمنا باهللا تعالى{الرسول قال }.

هو وزعم ان الصالة والزآاة والصيام والحج طاعات وليست بعبادة هللا تعالى وأن ال عبادة له اال االيمان به و .معرفته وااليمان عنده خصلة واحدة ال تزيد وال تنقص وآذلك الكفر خصلة واحدة

.فهذه اقوال المرجئة فى االيمان الذى تأخيرهم االعمال عن االيمان سموا مرجئة

{الفصل الخامس}

فى ذآر مقاالت الفرق النجارية

نا فى أصول ووافقوا القدرية فى اصول وانفردوا هؤالء اتباع الحسين بن محمد النجار، وقد وافقوا أصحاب .باصول لهم

فالذى وافقوا فيه أصحابنا قولهم معنا بان اهللا تعالى خالق اآساب العباد وأن االستطاعة مع الفعل وانه ال يحدث .فى العالم اال ما يريده اهللا تعالى

ذنوب وفى اآثر أبواب التعديل والتحوبرووافقونا ايضا فى أبواب الوعيد وجواز المغفرة الهل ال .

وأما الذى وافقوا فيه القدرية فنفى علم اهللا تعالى وقدرته وحياته وسائر صفاته االزلية وإحالة رؤيته باالبصار .والقول بحدوث آالم اهللا تعالى

القدريةواآفرتهم القدرية فيما وافقوا فيه أصحابنا وأآفرهم أصحابنا فيما وافقوا فيه .

والذى يجمع النجارية فى االيمان قولهم بان االيمان هو المعرفة باهللا تعالى وبرسله وفرائضه التى أجمع عليها المسلمون والخضوع له واإلقرار باللسان فمن جهل شيئا من ذلك بعد قيام الحجة به عليه او عرفه ولم يقر به فقد

.آفر

يمان طاعة وليست بايمان ومجموعها ايمان وليست خصلة منها عند االنفراد وقالوا آل خصلة من خصال األ .ايمانا وال طاعة

.وقالوا ان االيمان يزيد وال ينقص

وزعم النجار أن الجسم اعراض مجتمعة وهى األعراض التى ال ينفك الجسم عنها آاللون والطعم والرائحة ما الذى يخلو الجسم منه ومن ضده آالعلم والجهل ونحوهما فليس شىء وسائر ماال يخلو الجسم منه ومن ضده فأ

.منها بعضا للجسم

وزعم ايضا ان آالم اهللا تعالى عرض اذا قرىء وجسم اذا آتب وانه لو آتب بالدم صار ذلك الدم المقطع قطيع ول النجاريةحروف الكالم آالما هللا تعالى بعد ان لم يكن آالما حين آان دما مسفوحا فهذه اص .

وافترقوا بعد هذا فيما بينهم فى العبادة عن خلق القرآن وفى حكم أقوال مخالفيهم فرقا آبيرة آل فرقة منها تكفر .سائرها والمشهورون منها ثالث فرق وهى البرغوثية والزعفرانية والمستدرآة من الزعفرانية

Page 77: الفرق بين الفرق

77  

:ذآر البرغوثية منهم

بن عيسى الملقب ببرغوث وآان على مذهب النجار فى اآثر مذاهبه وخالفه فى تسمية هؤالء اتباع محمد المكتسب فاعال فامتنع منه واطلقه النجار وخالفه فى تسمية المكتسب فاعال فامتنع منه واطلقه النجار وخالفه ايضا

ع الحجر طبعا يذهب إذا وقع وطبع فى المتوالدات فزعم انها فعل هللا تعالى بايجاب الطبع على معنى ان اهللا تعالى طبالحيوان طبعا يألم اذا ضرب وقال النجار فى المتولدات بمثل قول اصحابنا فيها انها من فعل اهللا تعالى باختيار ال من

.طبع الجسم الذى سموه مولدا

:ذآر الزعفرانية منهم

خر آالمه اوله فيقول ان آالم اهللا تعالى غيره وآل ما هؤالء اتباع الزعفرانى الذى آان بالرى وآان يناقض بآ .هو غير اهللا تعالى مخلوق ثم يقول مع ذلك الكلب خير ممن يقول آالم اهللا مخلوق

وذآر بعض أصحاب التواريخ أن هذا الزعفرانى أراد أن يشهر نفسه فى اآلفاق فأآترى رجال على أن يخرج ة ليشتهر ذآره عند حجيج اآلفاق وقد بلغ حمق أتباعه بالرى أن قوما منهم ال الى مكة ويسبه ويلعنه فى مواسم مك

.يأآلون العنجد حرمة للزعفرانى ويزعمون انه آان يحب ذلك وقالوا ال نأآل محبوبه

:ذآر المستدرآة منهم

م منعوا اطالق القول بأن هؤالء قوم من النجارية يزعمون انهم استدرآوا ما خفى على اسالفهم الن اسالفه :القرآن مخلوق وزعمت المستدرآة أنه مخلوق ثم افترقوا فيما بينهم فرقتين

فرقة زعمت أن النبى عليه السالم قد قال ان آالم اهللا مخلوق على ترتيب هذه الحروف ولكنه اعتقد ذلك (1)ذلك على ترتيب هذه الحروف فهو آافر بهذه اللفظة على ترتيبه حروفها ومن لم يقل إن النبى عليه السالم قال .

وقالت الفرقة الثانية منهم إن النبى عليه السالم لم يقل آالم اهللا مخلوق على ترتيب هذه الحروف ولكنه (2) .اعتقد ذلك ودل عليه ومن زعم أنه قال إن آالم اهللا مخلوق بهذه اللفظة فهو آافر

ن أقوال مخالفيهم آلها آذب حتى لو قال الواحد منهم فى الشمس ومن هؤالء المستدرآة قوم بالرى يزعمون أ .انها شمس لكان آاذبا فيه

قال عبد القاهر ناظرت بعض هذه الطائفة بالرى فقلت له اخبرنى عن قولى لك أنت إنسان عاقل مولود من نكاح دق فى هذا الجواب فسكت خجال ال من سفاح هل أآون صادقا فيه فقال أنت آاذب فى هذا القول فقلت له أنت صا

والحمد هللا على ذلك

Page 78: الفرق بين الفرق

78  

{الفصل السادس من فصول هذا الباب}

في ذآر الجهمية والبكرية والضرارية وبيان مذاهبها

اتباع جهم بن صفوان الذى قال باالجبار واالضطرار الى االعمال وانكر االستطاعات آلها وزعم ان : الجهمية ان وزعم أيضا ان االيمان هو المعرفة باهللا تعالى فقط وان الكفر هو الجهل به فقط وقال الجنة والنار تبيدان وتفني

الفعل وال عمل الحد غير اهللا تعالى وانما تنسب االعمال الى المخلوقين على المجاز آما يقال زالت الشمس ودارت اهللا تعالى حادث وامتنع من وصف الرحى من غير أن يكونا فاعلين او مستطيعين لما وصفتا به وزعم ايضا أن علم

اهللا تعالى بانه شىء او حى او عالم أو مريد وقال ال أصفه يجوز اطالقه على غيره آشىء موجود وحى وعالم ومريد ونحو ذلك ووصفه بانه قادر وموجود وفاعل وخالق ومحيى ومميت الن هذه االوصاف مختصة به وحده

القدرية ولم يسم اهللا تعالى متكلما به وقال بحدوث آالم اهللا تعالى آما قالته .

واآفره أصحابنا فى جميع ضالالته واآفرتة القدرية فى قوله بان اهللا تعالى خالق اعمال العباد فاتفق أصناف .االمة على تكفيره

بن وآان جهم مع ضالالته التى ذآرناها يحمل السالح ويقاتل السلطان وخرج مع شريح بن الحرث على نصر يسار وقتله سلم بن اجون المازنى فى آخر زمان بنى مروان واتباعه اليوم بنهوند وخرج اليهم فى زماننا اسماعيل

بن ابراهيم بن آبوس الشيرازى الديلى فدعاهم الى مذهب شيخنا ابى الحسن االشعرى فاجابه قوم منهم وصاروا مع .اهل السنة يدا واحدة والحمد له على ذلك

البكرية، فاتباع بكر بن اخت عبد الواحد بن زيد وآان يوافق النظام فى دعواه ان االنسان هو الروح دون واما الجسد الذى فيه الروح ويوافق اصحابنا فى ابطال القول بالتولد وفى ان اهللا تعالى هو المخترع األلم عند الضرب

ك أصحابناوأجاز وقوع الضرب من غير حدوث ألم وقطع بعدها آما أجاز ذل .

.وانفرد بضالالت اآفرته االمة فيها

.منها منها قوله بأن اهللا تعالى يرى فى القيامة في صورة يخلقها وان يكلم عباده من تلك الصورة

ومنها قوله فى الكبائر الواقعة من اهل القبلة انها نفاق وان صاحب الكبيرة منافق وعابد للشيطان وان آان من الصالة وزعم ايضا انه مع آونه منافقا مكذب هللا تعالى جاحد له وان يكون فى الدرك االسفل من النار مخلدا اهل

فيها وانه مع ذلك مسلم ومؤمن ثم انه طرد قوله في هذه البدعة فقال في على وطلحة والزبير ان ذنوبهم آانت آفرا اهللا تعالى اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد ان {وشرآا غير انهم آانوا مغفورا لهم لما روى في الخبر

.{غفرت لكم

ومن ضالالته ايضا ما عاند فيه العقالء فزعم أن االطفال فى المهد ال يألمون وان قطعوا او حرقوا وأجاز ان .يكونوا فى وقت الضرب والقطع واالحراق متلذذين مع ظهور البكاء والصياح منهم

أبدع فى الفقه تحريم اآل الثوم والبصل وأوجب الوضوء من قرقرة البطن وال اعتبار عند أهل السنة ومنها انه .بخالف اهل االهواء فى الفقه

واما الضرارية، فهم اتباع ضرار بن عمرو الذى وافق اصحابنا فى ان افعال العباد مخلوقة هللا تعالى واآساب فق المعتزلة فى ان االستطاعة قبل الفعل وزاد عليهم بقوله انها قبل الفعل ومع للعباد وفى ابطال القول بالتولد ووا

الفعل وبعد الفعل وانها بعض المستطيع ووافق النجار فى دعواهما ان الجسم اعراض مجتمعة من لون وطعم .ورائحة ونحوها من االعراض التى ال يخلو الجسم منها

Page 79: الفرق بين الفرق

79  

:وانفرد باشياء منكرة

له بان اهللا تعالى يرى فى القيامة بحاسة سادسة يرى بها المؤمنون ماهية اإلله وقال هللا تعالى ماهية ال منها قو .يعرفها غيره يراها المؤمنون بحاسة سادسة وتبعه على هذا القول حفص القرد

مامين من وانه أنكر حرف ابن مسعود وحرف ابى بن آعب وشهد بأن اهللا تعالى لم ينزلهما فنسب هذين اال .الصحابة الى الضاللة فى مصحفيهما

.ومنها أنه شك فى جميع عامة المسلمين وقال ال أدرى لعل سرائر العامة آلها شرك وآفر

ومنها قوله ان معنى قولنا ان اهللا تعالى عالم حى هو انه ليس بجاهل وال ميت وآذلك قياسه فى سائر اوصاف عنى أو فائدة سوى نفى الوصف بنقيض تلك االوصاف عنهاهللا تعالى من غير إثبات م .

{الفصل السابع من هذا الباب}

فى ذآر مقاالت الكرامية وبيان أوصافها

حقاقية وطرايقية واسحاقية: الكرامية بخراسان ثالثة أصناف

رقه واحدةوهذه الفرق الثالث ال يكفر بعضها بعضا وان أآفرها سائر الفرق فلهذا عددناها ف .

وزعيمها المعروف محمد بن آرام آان مطرودا من سخستان الى غرجستان وآان أتباعه فى وقته أوغاد شورين وافشين ووردوا مع نيسابور فى زمان والية محمد بن طاهر بن عبد اهللا بن طاهر وتبعه على بدعته من أهل

الت أتباعه اليوم متنوعة أنواعا ال نعدها ارباعا وال وضال. سواد نيسابور شرذمة من حوآة القرى والدهم .اسباعا لكنا نزيد على اآلالف آالفا ونذآر منها المشهور الذى هو بالقبح مذآور

فمنها ان ابن آرام دعا اتباعه الى تجسيم معبوده وزعم انه جسم له حد ونهاية من تحته والجهة التى منها يالقى لثنوية إن معبودهم الذى سموه نورا يتناهى من الجهة التى يالقى الكالم وان لم يتناه من عرشه وهذا شبيه بقول ا

خمس جهات وقد وصف ابن آرام معبوده فى بعض آتبه بأنه جوهر آما زعمت النصارى ان اهللا تعالى جوهر الجواهر وأتباعه اليوم ال وذلك أنه قال فى خطبة آتابه المعروف بكتاب عذاب القبر إن اهللا تعالى احدى الذات احدى

يبوحون باطالق لفظ الجوهر على اهللا تعالى عند العامة خوفا من الشناعة عند االشاعة واطالقهم عليه اسم الجسم اشنع من اسم الجوهر وامتناعهم من تسميته جوهرا مع قولهم بأنه جسم آامتناع تسمية شيطان الطاق الرافض من

ه على صورة االنسان وليس على الخذالن فى سواء االختيار قياستسميته االله جسما مع قوله بأن .

وقد ذآر ابن آرام فى آتابه ان اهللا تعالى مماس لعرشه وان العرش مكان له وأبدل أصحابه لفظ الماسة بلفظ ى المماسة المالقاة منه للعرش وقالوا ال يصح وجود جسم بينه وبين العرش إال بان يحيط العرش الى اسفل وهذا معن

.التى امتنعوا من لفظها

الرحمن على العرش استوى{واختلف أصحابه فى معنى االستواء المذآور فى قوله }.

فمنهم من زعم أن آل العرش مكان له وانه لو خلق بازاء العرش عروشا موازية لعرشه لصارت العروش آلها عليهم ان يكون عرشه اليوم آبعضه فى عرضه مكانا له النه أآبر منها آلها وهذا القول يوجب .

Page 80: الفرق بين الفرق

80  

ومنهم من قال إنه ال يزيد على عرشه فى جهة المماسة وال يفضل منه شىء على العرش وهذا يقتضى ان يكون .عرضه آعرض العرش

.وآان من الكرامية بنيسابور ورجل يعرف بابراهيم ابن مهاجر بنصر هذا القول ويناظر عليه

ابن آرام وأتباعه أن معبودهم محل للحوادث وزعموا أن أقواله وارادته وإدراآاته للمرئيات وإدراآاته وزعم للمسموعات زمالقاته للصحيفة العليا من العالم أعراض حادثة فيه وهو محل لتلك الحوادث الحادثة فيه وسموا قوله

وجوده ومنعوا من وصف األعراض الحادثة فيه للشىء آن خلقا للمخلوق وإحداثا للمحدث واعالما للذى يعدم بعد .بأنها مخلوقة او مفعولة او محدثة

وزعموا ايضا أنه ال يحدث فى العالم جسم وال عرض إال بعد حدوث أعراض آثيرة فى ذات معبودهم منها قول فى نفسه ارادة لحدوث ذلك الحادث ومنها قوله لذلك الحادث آن على الوجه الذى علم حدوثه عليه وذلك ال

حروف آثيرة آل حرف منها عرض حادث فيه ومنها رؤية تحدث فيه يرى بها ذلك الحادث ولو لم يحدث فيه .الرؤية لم ير ذلك الحادث ومنها استماعه لذلك الحادث ان آان مسموعا

م منها ارادة وزعموا ايضا أنه ال يعدم من العالم شىء من االعراض اال بعد حدوث أعراض آثيرة فى معبوده لعدمه ومنها قوله لما يريد عدمه آن معدوما او افن وهذا القول فى نفسه حروف آل حرف منها عرض حادث فيه

.فصارت الحوادث الحادثة فى ذات االله عندهم أضعاف أضعاف الحوادث من اجسام العالم وأعراضها

فى ذات اإلله بزعمهم فأجاز بعضهم عدمها وأجاز واختلفت الكرامية فى جواز العدم فى تلك الحوادث الحادثة عدمها أآثرهم واجمع الفريقان منهم على أن ذات االله ال يخلو فى المستقبل عن حلول الحوادث فيه وان آان قد خال

منها فى األزل وهذا نظير قول اصحاب الهيولى إن الهيولى آانت فى االزل جوهرا خاليا من االعراض ثم حدثت يها وهى ال تخلو منها فى المستقبلاالعراض ف .

واختلفت الكرامية فى جواز العدم على أجسام العالم فأحال ذلك اآثرهم وضاهوا بذلك من زعم من الدهرية .والفالسفة أن الفلك والكواآب طبيعة خامسة ال تقبل الفساد والفناء

الى يقدر على افناء االجسام آلها دفعة واحدة وال يقدر وآان الناس يتعجبون من قول المعتزلة البصرية إن اهللا تع على افناء بعضها مع بقاء بعض منها وزال هذا التعجب بقول من زعم من الكرامية انه ال يقدر على إعدام جسم

.بحال

وأعجب من هذا آله أن ابن آرام وصف معبوده بالثقل وذلك انه قال فى آتاب عذاب القبر فى تفسير قول اهللا انها انفطرت من ثقل الرحمن عليها} إذا السماء انفطرت{عز وجل .

ثم إن ابن آرام واآثر أتباعه زعموا ان اهللا تعالى لم يزل موصوفا باسمائه المشتقة من افعاله عند أهل اللغة مع رزق ونعمة منه استحالة وجود االفعال فى االزل فزعموا أنه لم يزل خالقا رازقا منعما من غير وجود خلق و

وزعموا أنه لم يزل خالقا بخالقية فيه ورازقا برازقية فيه وقالوا ان خالقيته قدرته على الخلق ورازقيته قدرته على الرزق والقدرة قديمة والخلق والرزق حادثان فيه بقدرته وقالوا بالخلق يصير المخلوق من العالم مخلوقا وبذلك

زوقاالرزق الحادث فيه يصير المرزوق مر .

وأعجب من هذا فرقهم بين المتكلم والقائل وبين الكالم والقول وذلك أنهم قالوا ان اهللا تعالى لم يزل متكلما قائال ثم فرقوا بين االسمين فى المعنى فقالوا انه لم يزل متكلما بكالم هو قدرته على القول ولم يزل قائال بقائلية ال يقول

وقوله حروف حادثة فيه فقول اهللا تعالى عندهم حادث فيه وآالمه قديموالقائلية قدرته على القول .

Page 81: الفرق بين الفرق

81  

قال عبد القاهر ناظرت بعضهم فى هذه المسألة فقلت له اذا زعمت ان الكالم هو القدرة على القول والساآت .عندك قادر على القول فى حال سكوته لزمك على هذا القول ان يكون الساآت متكلما فالتزم ذلك

ومن تدقيق الكرامية فى هذا الباب قولهم انا نقول ان اهللا تعالى لم يزل خالقا رازقا على االطالق وال نقول .باالضافة ان لم يزل خالقا للمخلوقين ورازقا للمرزوقين وانما نذآر هذه االضافة عند وجود المخلوقين والمرزوقين

معبودا ولم يكن فى االزل معبود العابدين وانما صار معبود العابدين وقالوا على هذا القياس ان اهللا تعالى لم يزل .عند وجود العابدين ووجود عبادتهم له

ثم ان ابن آرام ذآر فى آتابه المعروف بعذاب القبر بابا له ترجمة عجيبة فقال باب فى آيفوفية اهللا عز وجل فظ الكيفية فى صفات اهللا تعالى ام من قبح عبارته عن وال يدري العاقل مماذا يتعجب أعن جسارته على اطالق ل

.الكيفية بالكيفوفية وله من جنس هذه العبارة أشكال

.منها قوله فى باب الرد على أصحاب الحديث فى االيمان فان قالوا صحوفيتهم االيمان قول وعمل قيل لهم آذا

ية وهذه العبارات السخيفة الئقة بمذهبه السخيفوآذا وقد عبر عن مكان معبوده فى بعض آتبه بالحيثوث .

ثم انه مع أصحابه تكلموا فى مقدورات اهللا تعالى فزعموا انه ال يقدر اال على الحوادث التي تحدث فى ذاته من را هللا ارادته وأقواله وادراآاته ومالقاته لما يالقيه فاما المخلوقات من اجسام العالم وأعراضها فليس شىء منها مقدوتعالى ولم يكن اهللا تعالى قادرا على شىء منها مع آونها مخلوقة وانما خلق آل مخلوق من العالم بقوله آن ال

.بقدرته

وهذه بدعة لم يسبقوا اليها الن الناس قبلهم اختلفوا فى مقدورات اهللا تعالى على مذاهب أهل السنة والجماعة آل حدوثه وهو محدث جميع الحوادث بقدرته وزعم معمر أن االجسام آلها آانت مخلوق آان مقدورا هللا تعالى قبل

مقدورة له قبل أن خلقها وليست االعراض مخلوقة له وال مقدورة له وقال اآثر المعتزلة ان االجسام وااللوان لى مقدورت والطعوم والروائح وسائر أجناس االعراض آانت مقدورة هللا تعالى وانما امتنعوا من وصفه بالقدرة ع

غيره وقالت الجهمية الحوادث آلها مقدورة هللا تعالى وال قادر وال فاعل غيره وما قال أحد قبل الكرامية باختصاص .قدرة االله بحوادث تحدث فى ذاته بزعمهم تعالى اهللا عن قولهم علوا آبيرا

.ثم انهم تكلموا فى باب التعديل والتحوير بعجائب

ان يكون اول شىء خلقه اهللا تعالى جسما حيا يصح منه االعتبار وزعموا أنه لو بدأ بخلق منها قولهم يجب الجمادات لم يكن حكيما وزادوا فى هذه البدعة على القدرية فى قولها ال بد من أن يكون فى الخلق من يصح منه

.االعتبار وليس بواجب أن يكون اول الخلق حيا يصح منه االعتبار

ببدعتهم هذه االخبار الصحيحة فى أن أول شىء خلقه تعالى اللوح والقلم ثم أجرى القلم على اللوح بما وقد ردوا .هو آائن الى يوم القيامة

وقالوا لو خلق اهللا تعالى الخلق وآان فى معلومه انه ال يؤمن به احد منهم لكان خلقه إياهم عبثا وانما حسن منه ضهمخلق جميعهم لعلمه بأيمان بع .

.وقال أهل السنة لو خلق الكفرة دون المؤمنين او خلق المؤمنين دون الكفرة جاز ولم يقدح ذلك فى حكمته

وزعمت الكرامية أنه ال يجوز فى حكمة اهللا تعالى احترام الطفل الذى يعلم أنه إن ابقاه الى زمان بلوغه آمن وال إال أن يكون فى احترامه إياه قبل وقت ايمانه صالح لغيرهاحترام الكافر الذى لو ابقاه الى مدة آمن .

Page 82: الفرق بين الفرق

82  

ويلزمهم على هذا القول ان يكون اهللا تعالى انما احترام إبراهيم بن النبى قبل بلوغه النه علم انه لو أبقاه لم يؤمن .وفى هذا قدح منهم فى آل من مات من ذرارى االنبياء طفال

والرسالة قولهم بأن النبوة والرسالة صفتان حالتان فى النبى والرسول سوى الوحى ومن جهاالتهم فى باب النبوة اليه وسوى معجزاته وسوى عصمته عن المعصية وزعموا أن من فعل فيه تلك الصفة وجب على اهللا تعالى إرساله

لرسالةوفرقوا بين الرسول والمرسل بان الرسول من قامت به تلك الصفة والمرسل هو المأمور باداء ا .

ثم انهم خاضوا فى باب عصمة االنبياء عليهم السالم فقالوا آل ذنب اسقط العدالة أو أوجب حدا منهم معصومون منه غير معصومين مما دون ذلك وقال بعضهم ال يجوز الخطأ عليهم فى التبليغ وأجاز ذلك بعضهم

] وإن[تلك الغرانيق العلى {حتى قال بعده } ثة األخرىومناة الثال{وزعم أن النبى عليه السالم أخطأ فى تبليغ قوله .{شفاعتها ترتجى

وقال اهل السنة ان تلك الكلمة آانت من تالوة الشيطان القاها فى خالل تالوة النبى وقد قال شيخنا ابو الحسن .األشعرى فى بعض آتبه إن االنبياء بعد النبوة معصومون من الكبائر والصغائر

لكرامية ايضا أن النبى اذا ظهرت دعوته فمن سمعها منه او بلغه خبره لزمه تصديقه واالقرار به من وزعمت ا غير توقف على معرفة دليله وقد سرقوا هذه البدعة من أباضية الخوارج الذين قالوا ان قول النبى عليه السالم انا

.نبي فنفسه حجة ال يحتاج معها الى برهان

يضا أن من لم تبلغه دعوة الرسل لزمه أن يعتقد موجبات العقول وأن يعتقد أن اهللا تعالى وزعمت الكرامية أ .أرسل رسال الى خلقه

وقد سبقهم اآثر القدرية الى القول بوجوب اعتقاد موجبات العقول ولم يقل احد قبلهم بوجوب اعتقاد وجود .الرسل قبل ورود الخبر عنهم بوجودهم

ة ايضا ان اهللا تعالى لو اقتصر على رسول واحد من أول زمان التكليف الى القيامة وأدام وزعمت الكرامي .شريعة الرسول االول لم يكن حكيما

.وقال اهل السنة لو فعل ذلك جاز لما قد جاز منه المة شريعة خاتم النبيين الى القيامة

ن فى وقت واحد مع وقوع الجدال وتعاطى القتال ومع ثم ان ابن آرام خاض فى باب االمامة فأجاز آون امامي االختالف فى االحكام واشار فى بعض آتبه الى أن عليا ومعاوية آانا إمامين فى وقت واحد ووجب على أتباع آل

واحد منهما طاعة صاحبه وإن آان احدهما عادال واآلخر باغيا وقال أتباعه إن عليا آان إماما على وفق السنة وآان ] على[ية إماما على خالف السنة وآانت طاعة آل واحد منهما واجبة على أتباعه فيا عجبا من طاعة واجبة معاو

.خالف السنة

ثم إن الكرامية خاضوا فى باب االيمان فزعموا انه إقرار فرد على االبتداء وان تكريره ال يكون إيمانا اال من هو االقرار السابق في الذر االول فى طلب النبى عليه السالم وهو قولهم المرتد اذا أقر به بقدرته وزعموا ايضا انه

بلى وزعموا ان ذلك القول باق ابدا ال يدون اال بالردة وزعموا ايضا ان المقر بالشهادتين مؤمن حقا وان اعتقد الكفر نوا مؤمنين حقا وأن ايمانهم آان بالرسالة وزعموا ايضا أن المنافقين الذين انزل اهللا تعالى فى تكفيرهم آيات آثيرة آا

آايمان االنبياء والمالئكة وقالوا فى اهل االهواء من مخالفيهم ومخالفى أهل السنة أن عذابهم فى اآلخرة غير مؤبد .واهل االهواء يرون خلود الكرامية فى النار

.ثم ان ابن آرام ابدع فى الفقه حماقات لم يسبق اليها

Page 83: الفرق بين الفرق

83  

ة المسافر ان يكفيه تكبيرتان من غير رآوع وال سجود وال قيام وال قعود وال تشهد وال سالممنها قوله فى صال .

ومنها قوله بصحبة الصالة فى ثوب آله نجس وعلى ارض نجسة ومع نجاسة ظاهر البدن وانما أوجب الطهارة مفروضتين وإنما الواجب آفنه عن األحداث دون االنجاس ومنها قوله بأن غسل الميت والصالة عليه سنتان غير

.ودفنه

ومنها قوله بصحة الصالة المفروضة والصوم المفروض والحج المفروض بالنية وزعم ان نية االسالم فى .االبتداء آافية عن نية آل فريضة من فرائض االسالم

يها فزعم ان اسماء اهللا عز وآان فى عصرنا شيخ للكرامية يعرف بابراهيم بن مهاجر اخترع ضاللة لم يسبق ال وجل آلها اعراض فيه وآذلك اسم آل مسمى عرض فيه فزعم ان اهللا تعالى عرض حال فى جسم قديم والرحمن

عرض آخر والرحيم عرض ثالث والخالق عرض رابع وآذلك آل اسم هللا تعالى عرض غير اآلخر فاهللا تعالى عنده الرازق وزعم ايضا ان الزانى عرض فى الجسم الذى يضاف اليه غير الرحمن والرحمن غير الرحيم والخالق غير

الزنى والسارق عرض في الذى يضاف اليه السرقة وليس الجسم زانيا وال سارقا فالمجلود والمقطوع عنده غير الزانى والسارق وزعم ايضا أن الحرآة والمتحرك عرضان في الجسم وآذلك السواد واالسود عرضان في الجسم

لم والعالم والقدرة والقادر والحى والحياة آل ذلك أعراض غير االجسام فالعلم عنده ال يقوم بالعالم وانما وآذلك الع .يقوم بمحل العالم والحرآة ال تقوم بالمتحرك وانما تقوم بمحل المتحرك

ن سيمجور ابراهيم ب 4قال عبد القاهر ناظرت ابن مهاجر هذا في مجلس ناصر الدولة أبى الحسن محمد بن صاحب جيش السامانية في سنة سبعين وثلثمائة في هذه المسألة الزمته فيها ان يكون المحدود في الزنى غير الزانى

والمقطوع في السرقة غير السارق فالتزم ذلك فالزمته أن يكون معبوده عرضا الن المعبود عنده اسم واسماء اهللا معبود عرض في جسم القديم وأنا اعبد الجسم دون العرض فقلت له تعالى عنده أعراض حالة في جسم قديم فقال ال

.أنت اذن ال تعبد اهللا عز وجل الن اهللا تعالى عندك عرض وقد زعمت أنك تعبد الجسم دن العرض

.وفضائح الكرامية على االعداد آثيرة االمداد وفيما ذآرنا منها في هذا الفصل آفاية واهللا اعلم

{الفصل الثامن}

ى بيان مذاهب المشبهة من أصناف شتىف

اعلموا أسعدآم اهللا ان المشبهة صنفان صنف شبهوا ذات البارى بذات غيره وصنف آخرون شبهوا صفاته .بصفات غيره وآل صنف من هذين الصنفين مفترقون على أصناف شتى

التشبيه صادر عن أصناف من والمشبهة الذين ضلوا فى تشبيه ذاته بغيره أصناف مختلفة، وأول ظهور .الروافض الغالة

فمنهم السبابية الذين سموا عليا الها وشبهوه بذات االله ولما احرق قوما منهم قالوا له اآلن علمنا انك اله الن .النار ال يعذب بها اال اهللا

صورة االنسان فى اعضائه وانه ومنهم البيانية اتباع بيان بن سمعان الذى زعم أن معبوده انسان من ثور على .يفنى آله اال وجهه

Page 84: الفرق بين الفرق

84  

ومنهم المغيرية اتباع المغيرة بن سعيد العجلى الذى زعم ان معبوده ذو اعضاء وأن اعضاءه على صور .حروف الهجاء

ومنهم المنصورية اتباع أبى منصور العجلي الذى شبه نفسه بربه وزعم أنه صعد الى السماء وزعم ايضا أن .اهللا مسح يده على رأسه وقال له يا نبى بلغ عنى

.ومنهم الخطابية الذين قالوا باالهية االئمة وباالهية أبى الخطاب االسدى

ومنهم الذين قالوا باالهية عبد اهللا بن معاوية ابن عبد اهللا بن جعفر ومنهم الحلولية الذين قالوا بحلول اهللا فى ئمة الجل ذلكأشخاص االئمة وعبدوا اال .

ومنهم الحلولية الحكمانية المنسوبة الى أبى حكمان الدمشقى الذى زعم أن االله يحل في آل صورة حسنة وآان .يسجد لكل صورة حسنة

ومنهم المقنعية المبيضة بما وراء نهر جيحون فى دعواهم ان المقنع آان الها وانه مصور فى آل زمان بصورة .مخصوصة

نهم العذاقرة الذين قالوا باالهية ابن أبى العذاقر المقتول ببغدادوم .

.وهذه االصناف الذين ذآرناهم فى هذا الفصل آلهم خارجون عن دين االسالم وان انتسبوا فى الظاهر اليه

شاء اهللا عز وسنذآر تفصيل مقالة آل صنف منهم فى الباب الرابع من أبواب هذا الكتاب اذا انتهينا اليه ان .وجل

وبعد هذا فرق من المشبهة عدهم المتكلمون فى فرق الملة ال قرارهم بلزوم أحكام القرآن واقرارهم بوجوب أرآان شريعة االسالم من الصالة والزآاة والصيام والحج عليهم واقرارهم بتحريم المحرمات عليهم وان ضلوا

.وآفروا فى بعض االصوال العقلية

هذا الصنف هشامية منتسبة الى هشام بن الحكم الرافضى الذى شبه معبوده باالنسان وزعم الجل ذلك أنه ومن سبعة أشبار بشبر نفسه وأنه جسم ذو حد ونهاية وأنه طويل عريض عميق وذو لون وطعم ورائحة وقد روى عنه ان

جبل ابى قبيس أعظم منه وروى عنه انه معبوده آسكيبة الفضة وآاللؤلؤة المستديرة وروى عنه أنه أشار الى أنزعم ان الشعاع من معبوده متصل بما يراه ومقالته فى هذا التشبيه على التفصيل الذى ذآرناه فى تفصيل أقوال

.االمامية قبل هذا

ومنهم الهشامية المنسوبة إلى هشام بن سالم الجواليقى الذى زعم ان معبوده على صورة االنسان وان نصفه ألعلى مجوف ونصفه االسفل مصمت وأن له شعرة سوداء وقلبا تنبع منه الحكمةا .

ومنهم اليونسية المنسوبة الى يونس بن عبد الرحمن القمى الذى زعم ان اهللا تعالى يحمله حملة عرشه وان آان .هو أقوى منهم آما ان الكرآى تحمله رجاله وهو أقوى من رجليه

سوبة الى داوود الجوارى الذى وصف معبوده بجميع أعضاء االنسان اال الفرج واللحيةومنهم المشبهة المن .

ومنهم االبراهيمية المنسوبة الى ابراهيم بن أبى يحيى االسلمى وآان من جملة رواة االخبار غير انه ضل فى .التشبيه نسب الى الكذب في آثير من رواياته

Page 85: الفرق بين الفرق

85  

هم منسوبون الى احمد بن حايط وآان من المعتزلة المنتسبة الى النظام ثم انه شبه ومنهم الحايطية من القدرية و .عيسى بن مريم بربه وزعم انه االله الثانى وأنه هو الذى يحاسب الخلق فى القيامة

ومنهم الكرامية فى دعواها أن اهللا تعالى جسم له حد ونهاية وأنه محل الحوادث وأنه مماس لعرشه وقد بينا .تفصيل مقاالتهم قبل هذا بما فيه آفاية فهؤالء مشبهة هللا تعالى بخلقه فى ذاته

فأما المشبهة لصفاته بصفات المخلوقين فاصناف

منهم الذين شبهوا ارادة اهللا تعالى بإرادة خلقه وهذا قول المعتزلة البصرية الذين زعموا ان اهللا تعالى عز وجل ة وزعموا أن ارادته من جنس ارادتنا ثم ناقضوا هذه الدعوى بأن قالوا يجوز حدوث إرادة اهللا يريد مراده بارادة حادث

عز وجل ال فى محل وال يصح حدوث إرادتنا اال فى محل وهذا ينقض قولهم إن ارادته من جنس ارادتنا ألن خر واستحال فى آل واحد الشيئين اذا آانا متماثلين ومن جنس واحد جاز على آل واحد منهما ما يجوز على اآل

.منهما ما يستحيل على اآلخر

وزادت الكرامية على المعتزلة البصرية فى تشبيه ارادة اهللا تعالى بارادات عباده وزعموا ان ارادته من جنس ذلك علوا ارادتنا وانها حادثة فيه آما تحدث ارادتنا فينا وزعموا الجل ذلك ان اهللا تعالى محل للحوادث تعالى اهللا عن

.آبيرا

ومنهم الذين شبهوا آالم اهللا عز وجل بكالم خلقه فزعموا ان آالم اهللا تعالى اصوات وحروف من جنس االصوال والحروف المنسوبة الى العباد وقالوا بحدوث آالمه واحال جمهورهم سوى الجبائي بقاء آالم اهللا تعالى

حانه اعجاز آما ليس فى نظم آالم العباد اعجاز وزعم اآثر المعتزلة ان وقال النظام منهم ليس في نظم آالم اهللا سبالزنج والترك والخزد قادرون على االتيان بمثل نظم القرآن وبما هو افصح منه وانما عدموا العلم بتأليف نظمه

.وذلك العلم مما يصح ان يكون مقدورا لهم

اهللا عز وجل مع فرقها بين القول والكالم فى دعواها ان وشارآت الكرامية المعتزلة فى دعواها حدوث قول قول اهللا سبحانه من جنس اصوات العباد وحروفهم وان آالمه قدرته على احداث القول وزادت على المعتزلة قولها

.بحدوث قول اهللا عز وجل فى ذاته بناء على اصلهم فى جواز آون االله محال للحوادث

زرارة بن اعين الرافضى فى دعواها حدوث جميع صفات اهللا عز وجل وانها من جنس ومنهم الزرارية اتباع صفاتنا وزعموا ان اهللا تعالى لم يكن فى االزل حيا وال عالما وال قادرا وال مريدا وال سميعا وال بصيرا وانما استحق

حد منا يصير حيا قادرا سميعا هذه االوصاف حين احدث لنفسه حياة وقدرة وعلما وارادة وسمعا وبصرا آما ان الوا .بصيرا مريدا عند حدوث الحياة والقدرة واالرادة والعلم والسمع والبصر فيه

ومنهم الذين قالوا من الروافض بأن اهللا تعالى ال يعلم الشىء حتى يكون فاوجبوا حدوث علمه آما يجب حدوث .علم العالم منا

ال وقد بينا تفصيل اقوال المعتزلة والمشبهة واقوال سائر االهواء في آتابنا وهذا باب ان اطلناه طال ونشر االذي المعروف بكتاب الملل والنحل وفيما ذآرنا منها في هذا الباب آفاية واهللا اعلم

.

Page 86: الفرق بين الفرق

86  

{الباب الرابع من ابواب هذا الكتاب}

في بيان الفرق التي انتسبت الى االسالم وليست منها

يدور على اختالف المتكلمين فيمن يعد من امة االسالم وملته وقد ذآرنا قبل هذا ان بعض الكالم فى هذا الباب الناس زعم ان اسم ملة االسالم واقع على آل مقر بنبوة محمد وان آل ما جاء به حق آائنا قوله بعد ذلك ما آان

آل من قال ال اله اال اهللا محمد رسول وهذا اختبار الكعبى فى مقالته وزعمت الكرامية ان اسم امة االسالم واقع على اهللا سواء أخلص فى ذلك واعتقد خالفه وهذان الفريقان يلزمهما ادخال العيسوية من اليهود والشاذآانية منهم فى ملة

االسالم النهم يقولون ال اله اال اهللا محمد رسول اهللا ويزعمون ان محمدا آان مبعوثا الى العرب وقد أقروا بان ما حق جاء به .

.وقال بعض فقهاء اهل الحديث اسم امة االسالم واقع على آل من اعتقد وجوب الصلوات الخمس إلى الكعبة

وهذا غير صحيح الن اآثر المرتدين الذين ارتدوا باسقاط الزآاة فى عهد الصحابة آانوا يرون وجوب الصالة رتدون من بنى آنده وتميمالى الكعبة وانما ارتدوا باسقاط وجوب الزآاة وهم الم .

فاما المرتدون من بنى حنيفة وبنى اسعد فانهم آفروا من وجهين احدهما اسقاط وجوب الزآاة والثانى دعواهم .نبوة مسيلمة وطليحة واسقط بنو حنيفة وجوب صالة الصبح وصالة المغرب فازدادوا آفرا على آفر

ع على آل من أقر بحدوث العالم وتوحيد صانعه وقدمه وانه عادل حكيم والصحيح عندنا ان اسم ملة االسالم واق مع نفى التشبيه والتعطيل عنه وأقر مع ذلك بنبوة جميع انبيائه وبصحة نبوة محمد ورسالته الى الكافة وبتأييد شريعته

بوجوب الزآاة وبأن آل ما جاء به حق وبأن القرآن منبع احكام شريعته وبوجوب الصلوات الخمس الى الكعبة ووصوم رمضان وحج البيت على الجملة فكل من أقر بذلك فهو داخل في اهل ملة االسالم وينظر فيه بعد ذلك فان لم

:يخلط ايمانه ببدعة شنعاء تؤدى الى الكفر فهو الموحد السنى وان ضم الى ذلك بدعة شنعاء نظر

أو المنصورية أو الجناحية أو السبابية أو الخطابية من فان آان على بدعة الباطنية او البيانية أو المغيرية الرافضة أو آان على دين الحلولية أو على دين اصحاب التناسخ أو على دين الميمونية أواليزيدية من الخوارج أو ا على دين الحايطية أو الحمارية من القدرية أو آان ممن يحرم شيئا مما نص القرآن على إباحته باسمه أو أباح م

.حرم القرآن باسمه فليس هو من جملة امة االسالم

وان آانت بدعته من جنس بدع الرافضة الزيدية أو الرافضة االمامية أو من جنس بدع اآثر الخوارج او من جنس بدع المعتزلة أو من جنس بدع النجارية أو الجهمية أو الضرارية أو المجسمة من االمة آان من جملة امة

ي بعض االحكام وهو ان يدفن في مقابر المسلمين ويدفع اليه سهمه من الغنيمة إن غزا مع المسلمين وال االسالم فيمنع من دخول مساجد المسلمين ومن الصالة فيها ويخرج في بعض االحكام عن حكم امة االسالم وذلك أنه ال تجوز

منهم للسنى وال يصح نكاح السنية من احد منهم الصالة عليه وال الصالة على خلفه وال تحل ذبيحته وال تحل المرأة .

:والفرق المنتسبة الى االسالم في الظاهر مع خروجها عن جملة االمة عشرون فرقة هذه ترجمتها

سبابية وبيانية وحربية ومغيرية ومنصورية وجناحية وخطابية وغرابية ومفوضية وحلولية واصحاب التناسخ ية ورزامية ويزيدية وميمونية وباطنية وحالجية وعذاقرية واصحاب اباحة ربما انشعبت وحايطية وحمادية ومقنع

الفرقة الواحدة من هذه الفرق اصنافا آثيرة نذآرها على التفصيل في فصول مهدية ان شاء اهللا عز وجل

.

Page 87: الفرق بين الفرق

87  

{الفصل االول من فصول هذا الباب}

فى ذآر قول السبئية وبيان خروجها عن ملة االسالم

السبئية اتباع عبد اهللا بن سبا الذى غال في على رضى اهللا عنه وزعم انه آان نبيا ثم غال فيه حتى زعم انه إله ودعا الى ذلك قوما من غواة الكوفة ورفع خبرهم الى على رضى اهللا عنه فامر باحراق قوم منهم في حفرتين حتى

:قال بعض الشعراء في ذلك

إذا لم ترم بى في الحفرتين لترم بى الحوادث حيث شاءت

ثم ان عليا رضى اهللا عنه خاف من احراق الباقين منهم شماتة اهل الشام وخاف اختالف اصحابه عليه فنفى ابن سبا الى ساباط المدائن فلما قتل على رضى اهللا عنه زعم ابن سبا ان المقتول لم يكن عليا وإنما آان شيطانا

لناس في صورة على وان عليا صعد الى السماء آما صعد اليها عيسى بن مريم عليه السالم وقال آما آذبت تصور لاليهود النصارى في دعواها قتل عيسى آذلك آذبت النواصب والخوارج في دعواها قتل على وإنما رأت اليهود

يشبه عليا فظنوا انه على على قد صعد والنصارى شخصا مصلوبا شبهوه بعيسى آذلك القائلون بقتل على رأوا قتيال .الى السماء وانه سينزل الى الدنيا وينتقم من أعدائه

وزعم بعض السبابية أن عليا في السحاب وان الرعد صوته والبرق صوته ومن سمع من هؤالء صوت الرعد .قال عليك السالم يا أمير المؤمنين

ن ابن سبا قيل له ان عليا قد قتل فقال إن جئتمونا بدماغه في صرة لم وقد روى عن عامر بن شراحبيل الشعبى ا .نصدق بموته ال يموت حتى ينزل من السماء ويملك االرض بحذافيرها

وهذه الطائفة تزعم ان المهدى المنتظر إنما هو على دون غيره وفي هذه الطائفة قال اسحاق بن سويد العدوى والروافض والقدرية منها هذه االبيات قصيدته برىء فيها من الخوارج :

برئت من الخوارج لست منهم من الغزال منهم وابن باب

ومن قوم اذا ذآروا عليا يردون السالم على السحاب

ولكنى أحب بكل قلبى واعلم ان ذاك من الصواب

حسن الثوابرسول اهللا والصديق حبا به أرجو غدا

وقد ذآر الشعبى ان عبد اهللا بن السوداء آان يعين السبابية على قولها وآان ابن السوداء فى االصل يهوديا من اهل الحيرة فاظهر االسالم واراد ان يكون له عند اهل الكوفة سوق ورياسة فذآر لهم انه وجد في التوراة ان لكل

ه خير االوصياء آما ان محمدا خير االنبياء فلما سمع ذلك منه شيعه على قالوا نبى وصيا وان عليا وصي محمد وانلعلى انه من محبيك فرفع على قدره واجلسه تحت درجة منبره ثم بلغه عنه غلوه فيه فهم بقتله فنهاه ابن عباس عن

حتاج الى مداراة اصحابك ذلك وقال له ان قتلته اختلف عليك اصحابك وانت عازم على العود الى قتال اهل الشام وتفلما خشى من قتله ومن قتل ابن سبا الفتنة التى خافها ابن عباس نفاهما الى المدائن فافتتن بهما الرعاع بعد قتل على رضى اهللا عنه وقال لهم ابن السوداء واهللا لينبعن لعلى في مسجد الكوفة عينان تفيض إحداهما عسال واالخرى سمنا

.ويغترف منهما شيعته

Page 88: الفرق بين الفرق

88  

وقال المحققون من أهل السنة ان ابن السوداء آان على هوى دين اليهود واراد ان يفسد على المسلمين دينهم بتأويالته في على واوالده لكي يعتقدوا فيه ما اعتقدت النصارى في عيسى عليه السالم فانتسب الى الرافضة السبابية

ته في تأويالتهحين وجدهم أعرف أهل االهواء في الكفر ودلس ضالل .

قال عبد القاهر آيف يكون من فرق االسالم قوم يزعمون أن عليا آان آلها او نبيا ولئن جاز ادخال هؤالء فى جملة فرق االسالم جاز ادخال الذين ادعوا نبوة مسيلمة الكذاب فى فرق االسالم قلنا للسبابية ان آان مقتول عبد

في صورة على فلم لعنتم ابن ملجم وهال مدحتموه فإن قاتل الشيطان محمود الرحمن بن ملجم شيطانا تصور للناسعلى فعله غير مذموم به وقلنا لهم آيف يصح دعواآم ان الرعد صوت على والبرق صوته وقد آان صوت الرعد

وا في مسموعا والبرق محسوسا في زمن الفالسفة قبل زمان االسالم ولهذا ذآروا الرعد والبرق في آتبهم واختلفعلتهما ويقال البن السوداء ليس على عندك وعند الذين تميل اليهم من اليهود اعظم رتبة من موسى وهارون ويوشع

بن نون وقد صح موت هؤالء الثالثة ولم ينبع لهم من االرض عسل وال سمن بحال نبوع الماء العذب من الحجر وت وقد مات ابنه الحسين واصحابه بكر بالء عطشا ولم الصلد لموسى وقومه في التيه فما الذى عصم عليا من الم

ينبع لهم ماء فضال عن عسل وسمن

{الفصل الثانى من فصول هذا الباب}

في ذآر البيانية من الغالة وبيان خروجها عن فرق االسالم

الى ابنه ابى هؤالء اتباع بيان بن سمعان التميمى وهم الذين زعموا ان االمامة صارت من محمد بن الحنفية هاشم عبد اهللا ابن محمد ثم صارت من ابى هاشم الى بيان بن سمعان بوصيته اليه

.واختلف هؤالء في بيان زعيمهم

فمنهم من زعم انه آان نبيا وانه نسخ بعض شريعة محمد ومنهم من زعم انه آان إلها وذآر هؤالء ان بيانا قال نبياء واالئمة حتى صارت الى ابى هاشم عبد اهللا ابن محمد بن الحنفية ثم انتقلت لهم ان روح اإلله تناسخت فى اال

هذا {اليه منه يعنى نفسه فادعى لنفسه الربوبية على مذهب الحلولية وزعم ايضا انه هو المذآور فى القرآن فى قوله وقال انا البيان وانا الهدى والموعظة} بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين .

.وآان يزعم أنه يعرف االسم االعظم وانه يهزم به العساآر وانه يدعو به الزهرة فتجيبه

آل شىء هالك اال {ثم انه زعم ان االله االزلى رجل من نور وانه يفنى آله غير وجهه وتأول على زعم قوله آل من عليها فان ويبقى وجه ربك{وقوله } وجهه }.

الد بن عبد اهللا القشري فى زمان واليته فى العراق فاحتال على بيان حتى ظفر به ورفع خبر بيان هذا الى خ .وصلبه وقال له ان آنت تهزم الجيوش باالسم الذى تعرفه فاهزم به اعوانى عنك

وهذه الفرقة خارجة عن جميع فرق االسالم لدعواها االهية زعيمها بيان آما خرج عابدو االصنام عن فرق ن زعم منهم ان بيانا آان نبيا فهو آمن زعم ان مسيلمة آان نبيا وآال الفريقين خارجان عن فرق االسالم االسالم وم

فمعناه راجع } آل شىء هالك اال وجهه{ويقال للبيانية اذا جاز فناء بعض االله فما المانع من فناء وجهه فاما قوله ذو الجالل {معناه ويبقى ربك النه قال بعده } بقىوي{الى بطالن آل عمل لم يقصد به وجه اهللا عز وجل وقوله

بالرفع على البدل من الوجه ولو آان الوجه مضافا الى الرب لقال ذى الجالل بخفض ذى الن نعت } واالآرام .المخفوض يكون مخفوضا وهذا واضح فى نفسه والحمد هللا

Page 89: الفرق بين الفرق

89  

:{الفصل الثالث}

فرق االسالمفى ذآر المغيرية من الغالة وبيان خروجها عن جملة

هؤالء اتباع المغيرة بن سعيد العجلى وآان يظهر في بدء امره موالة االمامية ويزعم ان االمامة بعد على والحسن والحسين الى سبطه محمد بن عبد اهللا بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن على وزعم انه هو المهدى

لمهدى يوافق اسم النبى واسم ابيه يوافق اسم ابن النبى عليه المنتظر واستدل على ذلك بالخبر الذى ذآر ان اسم ا .السالم وقتله الرافضة على دعوته اياهم الى انتظار محمد بن عبد اهللا بن الحسين بن الحسن ابن على

.ثم انه أظهر لهم بعد رياسته عليهم انواعا من الكفر الصريح

العظم وزعم انه يحيى به الموتى ويهزم به الجيوشمنها دعواه النبوة ودعواه علمه باالسم ا .

ومنها افراطه فى التشبيه وذلك انه زعم ان معبوده رجل من نور على رأسه تاج من نور وله اعضاء وقلب ينبع .منه الحكمة

به وزعم ايضا ان اعضاءه على صور حروف الهجاء وان االلف منها مثال قدميه والعين على صورة عينه وش .الهاء بالفرج

ومنها انه تكلم في بدء الخلق فزعم ان اهللا تعالى لما اراد ان يخلق العالم تكلم باسمه االعظم فطار ذلك االسم وزعم ان االسم االعلى انما هو ذلك التاج ثم انه } سبح اسم ربك االعلى{ووقع تاجا على رأسه وتأول على ذلك قوله

تب باصبعه على آفه اعمال عباده ثم نظر فيها فغضب من معاصيهم فعرق فاجتمع من بعد وقوع التاج على رأسه آعرقه بحران احدهما مظلم مالح واآلخر عذب نير ثم اطلع في البحر فابصر ظله فذهب ليأخذه فطار فانتزع عينى

الخلق من البحرين ظله فخلق منهما الشمس والقمر وافنى باقى ظله وقال ال ينبغى ان يكون معى إله غيرى ثم خلق .فخلق الشيعة من البحر العذب النير فهم المؤمنون وخلق الكفرة وهم اعداء الشيعة من البحر المظلم المالح

قل إن آان {وزعم ايضا ان اهللا تعالى خلق الناس قبل اجسادهم فكان اول ما خلق فيها ظل محمد قال فذلك قوله ثم ارسل ظل محمد الى أظالل الناس ثم عرض على السماوات والجبال ان يمنعن قال } للرحمن ولد فأنا أول العابدين

على بن ابى طالب من ظالميه فأبين ذلك فعرض ذلك على الناس فامر عمر ابا بكر ان يتحمل نصره على ومنعه من ه ففعل ابو بكر ذلك اعدائه وان يغدر به فى الدنيا وضمن له ان يعينه على القدرية على شرط ان يجعل له الخالفة بعد

إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها {قال فذلك تأويل قوله آمثل الشيطان إذ {فزعم ان الظلوم الجهول ابو بكر وتأول فى عمر قول اهللا تعالى . }اإلنسان إنه آان ظلوما جهوالوالشيطان عنده عمر} إنى برىء منك قال لإلنسان اآفر فلما آفر قال .

وآان المغيرة مع ضالالته التى حكيناها عنه يأمر أصحابه بانتظار محمد بن عبد اهللا بن الحسين بن الحسن بن .على وسمع خالد بن عبد اهللا القشرى يخبره وضالالته فطلبه

[ بن الحسين بن الحسن فلما اظهر محمد هذا دعوته فلما قتل المغيرة بقى اتباعه على انتظار محمد بن عبد اهللابالمدينة بعث اليها ابو جعفر المنصور بصاحب جيشه عيسى بن موسى مع جيش آثيف فقتلوا محمدا بعد غلبته على

مكة والمدينة وآان اخوه ابراهيم بن عبد اهللا قد غلب على ارض المغرب فاما محمد بن عبد اهللا بن الحسن فقتل الحرب واما ابراهيم بن عبد اهللا يسير الرحال واتباعه من المعتزلة وضمنوا له النصرة على جند بالمدينة فى

المنصور فلما التقى الجمعان بناحمرى وهي على ستة عشر فرسخا من الكوفة قتل ابراهيم وانهزمت المعتزلة عنه بة واما أخوه الرئيس فانه مات ولحقه شؤمهم وتولى قتالهم من اصحاب المنصور عيسى بن موسى وسلم ابن قتي

Page 90: الفرق بين الفرق

90  

بارض المغرب وقيل انه سم وذآر بعض اصحاب التواريخ ان سليمان بن جرير الزيدي سمه ثم هرب الى العراق فلما قتل محمد ابن عبد اهللا بن الحسين بن الحسن اختلف المغيرية فى المغيرة فهربت منه فرقة منهم ولعنوه وقالوا

ن عبد اهللا بن الحسن هو المهدى الذى يملك االرض النه قتل ولم يملك االرض وال انه آذب فى دعواه ان محمد بعشرها وفرقة ثبتت على مواالة المغيرة وقالت ان صدق فى ان محمد بن عبد اهللا بن الحسن هو المهدى المنتظر

بيعة بمكة بين الرآن وانه لم يقتل بل هو فى جبل من جبال حاجز مقيم الى ان يؤمر بالخروج فاذا خرج عقدت له الوالمقام ويحيى له سبعة عشر رجال يعطى آل رجل منهم حرفا واحدا من حروف االسم االعظم فيهزمون الجيوش

المنصور بالمدينة انما آان شيطانا تمثل للناس بصورة محمد بن ] ويملكون االرض وزعم هؤالء ان الذى قتله جندلهم المحمدية من الرافضة النتظارهم محمد ابن عبد اهللا بن الحسن بن عبد اهللا بن الحسين بن الحسن وهؤالء يقال

.الحسن

وآان جابر الجعفي على هذا المذهب وادعى وصية المغيرة بن سعيد اليه بذلك فلما مات جابر ادعى بكر سخرية منهم فلما االعور الهجرى القتات وصية جابر اليه وزعم انه ال يموت واآل بذلك اموال المغيرية على وجه ال

.مات بكر علموا انه آان آاذبا في دعواه فلعنوه

قال عبد القاهر آيف يعد في فرق االسالم قوم شبهوا معبودهم بحروف الهجاء وادعوا نبوة زعيمهم لو آان .هؤالء من االمة لصح قول من يزعم ان القائلين بنبوة مسيلمة وطلحة آانوا من االمة

ية ان انكرتم قتل محمد بن عبد اهللا بن الحسين بن الحسن بن على وزعمتم ان المقتول آان شيطانا ويقال للمغير تصور فى صورته فبم تنفصلون ممن يزعم ان الحسين بن على واصحابه لم يقتلوا بكر بالء بل غابوا وقتل شياطين

د اهللا بن الحسين بن الحسن وانتظروا تصوروا بصورتهم فانتظروا حسينا فانه اعلى رتبة من ابن اخيه محمد بن عب .عليا وال تصدقوا بقتله آما انتظرته السبابية فان عليا اجل من بنيه وهذا ماال انفصال لهم عنه

{الفصل الرابع من هذا الباب}

فى ذآر الحربية وبيان خروجهم عن فرق االمة

ن البيانية في دعواها ان روح االله تناسخت فى هؤالء اتباع عبد اهللا بن عمر بن حرب الكندى وآان على دي االنبياء واالئمة الى ان انتهت الى ابى هاشم عبد اهللا بن محمد بن الحنفية ثم زعمت الحربية ان تلك الروح انتقلت من

عبد اهللا بن محمد بن الحنفية الى عبد اهللا بن عمرو بن حرب وادعت الحربيه في زعيمها عبد اهللا بن عمرو بن ب مثل دعوى البيانية فى بيان بن سمعان وآلتا الفرقتين آافرة بربها وليست من فرق االسالم آما ان سائر حر

.الحلولية خارجة عن فرق االسالم

{الفصل الخامس من هذا الباب}

فى ذآر المنصورية وبيان خروجها عن جملة فرق االسالم

مامة دارت فى اوالد على حتى انتهت الى ابى جعفر بن محمد هؤالء اتباع أبى منصور العجلى الذى زعم ان اال بن على بن الحسين ابن على المعروف بالباقر وادعى هذا العجلى انه خليفة الباقر ثم الحد فى دعواه فزعم انه عرج

الكسف به الى السماء وان اهللا تعالى مسح بيده على رأسه وقال له يا بنى بلغ عنى ثم انزله الى االرض وزعم انهوإن يروا آسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مرآوم{الساقط من السماء المذآور فى قوله }.

Page 91: الفرق بين الفرق

91  

وآفرت هذه الطائفة بالقيامة والجنة والنار وتأولوا الجنة على نعيم الدنيا والنار على محن الناس فى الدنيا .واستحلوا مع هذه الضاللة خنق مخالفيهم

على عادتهم الى ان وقف يوسف ابن عمر الثقفى وأتى العراق فى زمانه على عورات واستمرت فتنتهم .المنصورية فاخذ ابا منصور العجلى وصلبه

.وهذه الفرقة ايضا غير معدودة في فرق االسالم لكفرها بالقيامة والجنة والنار

{الفصل السادس من هذا الباب}

ها عن فرق االسالمفى ذآر الجناحية من الغالة وبيان خروج

هؤالء اتباع عبد اهللا بن معاوية بن عبد اهللا بن جعفر بن أبى طالب وآان سبب اتباعهم له ان المغيرية الذين تبرءوا من المغيرة بن سعيد بعد قتل محمد بن عبد اهللا بن الحسين بن الحسن بن على خرجوا من الكوفة الى المدينة

بن معاوية ابن عبد اهللا بن جعفر فدعاهم الى نفسه وزعم انه هو االمام بعد على واوالده يطلبون اماما فلقيهم عبد اهللامن صلبه فبايعوه على امامته ورجعوا الى الكوفة وحكوا التباعهم ان عبد اهللا بن معاوية بن عبد اهللا بن جعفر زعم

رة وزعموا ايضا ان آل مؤمن يوحى انه رب وان روح االله آانت فى آدم ثم في شيث ثم دارت للناس بتلك الصواي بوحى منه اليه واستدلوا ايضا بقوله } وما آان لنفس ان تموت اال باذن اهللا{اليه وتأولوا على ذلك قول اهللا تعالى

وادعوا في انفسهم انهم هم الحواريون وذآروا قول اهللا تعالى وأوحى ربك الى } وإذ أوحيت الى الحواريين{ .النحل

الوا اذا جاز الوحى الى النحل فالوحى الينا اولى بالجواز وزعموا ايضا ان فيهم من هو افضل من جبريل وق وميكائيل ومحمد وزعموا ايضا انهم ال يموتون وان الواحد منهم اذا بلغ النهاية في دينه رفع الى الملكوت وزعموا

عجرية اتباع عمير بن بيان العجلى قالوا بتكذيب الذين انهم يرون المرفوعين منهم غدوة وعشية والفرقة الثالثة منهم قالوا منهم انهم ال يموتون وقالوا انا نموت ولكن ال يزال خلف منا في االرض ائمة انبياء وعبدوا جعفرا وسموه ربا

ون نبوته والفرقة الرابعة منهم مفضلية النتسابهم الى رجل آان يقال له مفضل الصيرفى قالوا باالهية جعفر د وتبرءوا من ابى الخطاب لبراءة جعفر منه

والفرقة الخامسة منهم خطابية مطلقة ثبتت على مواالة أبى الخطاب في دعاويه آلها وانكرت امامة من بعده قال عبد القاهر ان الباضية والمنصورية والجناحية والخطابية قد اآفروا أبا بكر وعمر وعثمان واآثر الصحابة

جهم عليا من االمامة في عصرهم وهم قد أخرجوا االمامة عن اوالد على في اعصار زعمائهم فيقال لهم اذا باخراآان على في وقته اولى باالمامة من سائر الصحابة فهال آان اوالده اولى بها من زعمائهم في اعصارهم وليس

ادهم دونهم باالمامةالعجب من هؤالء الضالين وانا العجب من علوية قتلوا هؤالء مع استبد .

{الفصل السابع من هذا الباب}

في ذآر الغرابية والمفوضية والذمية وبيان خروجهم عن فرق االمة

الغرابية قوم زعموا ان اهللا عز وجل ارسل جبريل عليه السالم الى على فغلط فى طريقه فذهب الى محمد النه غراب والذباب بالذباب وزعموا ان عليا آان الرسول واوالده بعده هم آان يشبهه وقالوا آان اشبه به من الغراب بال

Page 92: الفرق بين الفرق

92  

الرسل وهذه الفرقة تقول التباعها العنوا صاحب الريش يعنون جبريل عليه السالم وآفر هذه الفرقة اآثر من آفر ريل النه ينزل بالعذاب اليهود الذين قالوا لرسول اهللا من يأتيك بالوحى من اهللا تعالى فقال جبريل فقالوا انا ال نحب جب

وقالوا لو اتاك بالوحى ميخائيل الذى ال ينزل اال بالرحمة آلمنا بك فاليهود مع آفرهم بالنبى ومع عداوتهم لجبريل عليه السالم ال يلعنون جبريل وانما يزعمون انه من مالئكة العذاب دون الرحمة والغرابية من الرافضة يلعنون

من آان عدوا هللا ومالئكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن اهللا عدو {وقد قال اهللا تعالى جبريل ومحمدا عليهما السالمفى هذا تحقيق اسم الكافر لمبغض بعض المالئكة وال يجوز ادخال من سماهم اهللا آافرين فى جملة فرق . }للكافرين .المسلمين

ثم فوض اليه تدبير العالم وتدبيره فهو الذى واما المفوضة من الرافضة فقوم زعموا ان اهللا تعالى خلق محمدا .خلق العالم دون اهللا تعالى ثم فوض محمد تدبير العالم الى على بن ابى طالب فهو المدبر الثالث

وهذه الفرقة شر من المجوس الذين زعموا ان االله خلق الشيطان ثم ان الشيطان خلق الشرور وشر من السالم مدبرا ثانيا فمن عد مفوضة الرافضة من فرق االسالم فهو بمنزلة من عد النصارى الذين سموا عيسى عليه

.المجوس والنصارى من فرق االسالم

واما الذمية منهم فقوم زعموا ان عليا هو اهللا وشتموا محمدا وزعموا ان عليا بعثه ليثنى عنه فادعى االمر لنفسه مد من اهللا تعالىوهذه خارجة عن فرق االسالم لكفرها بنبوة مح .

{الفصل الثامن من هذا الباب}

في ذآر الشريعية والنميرية من الرافضة

الشريعية اتباع رجل آان يعرف بالشريعي وهو الذى زعم ان اهللا تعالى حل في خمسة اشخاص وهم النبى وعلى ي اضدادها فمنهم من زعم وفاطمة والحسن والحسين وزعموا ان هؤالء الخمسة آلهة ولها اضداد خمسة واختلفوا ف

انها محمودة النه ال يعرف فضل االشخاص التى فيها االله اال باضدادها ومنهم من زعم ان االضداد مذمومة وحكى .عن الشريعى انه ادعى يوما ان االله حل فيه

وآان بعده من اتباعه رجل يعرف بالنميرى حكى عنه انه ادعى في نفسه ان اهللا تعالى حل فيه

فهذه ثمانى فرق من الروافض الغالة خارجة عن جميع فرق االسالم الثباتهم الى غير اهللا

ومن اعجب االشياء ان الخطابية زعمت ان جعفر الصادق قد اودعهم جلدا فيه علم آل ما يحتاجون اليه من وقد ذآر ذلك هارون بن سعد العجلي في الغيب وسموا ذلك الجلد جعفرا وزعموا انه ال يقرأ ما فيه اال من آان منهم

:شعره فقال

ألم تر ان الرافضين تفرقوا فكلهم من جعفر قال منكرا

فطائفة قالوا إله ومنهم طوائف سمته النبى المطهرا

ومن عجب لم اقضه جلد جعفر برئت الى الرحمن ممن يجفعرا

ل رافض يصير بباب الكفر في الدين اعورابرئت الى الرحمن من آ

اذا آف اهل الحق عن بدعة مضوا عليها وان يمضوا الى الحق قصرا

Page 93: الفرق بين الفرق

93  

ولو قيل ان الفيل ضب لصدقوا ولو قيل زنجى تحول احمرا

واخلف من يوم البعير فانه اذا هو لالقبال وجه ادبرا

قوام رموه بعزبة آما قال فى عيسى القرا من تنصرافقبح ا

{الفصل التاسع من هذا الباب}

في ذآر اصناف الحلولية وبيان خروجها عن فرق االسالم

الحلولية في الجملة عشر فرق آلها آانت في دولة االسالم وغرض جميعها القصد الى افساد القول بتوحيد ل فرقها في االآثر يرجع الى غالة الروافض وذلك ان السبابية والبيانية والجناحية والخطابية الصانع وتفضي

والنميرية منهم باجمعها حلولية وظهر بعدهم المقنعية بما وراء نهر جيحون وظهر قوم بمرق يقال لهم رزامية وقوم يقال لهم حالجيه ينسبون الى الحسين بن يقال لهم برآوآية وظهر بعدهم قوم من الحلولية يقال لهم حلمانية وقوم

منصور المعروف بالحالج وقوم يقال لهم العذاقرة ينسبون الى ابن ابى العذاقرى وتبع هؤالء الحلولية قوم من .الخرمية شارآوهم في استباحة المحرمات واسقاط المفروضات ونحن نذآر تفصيلهم على االختصار

ملة الحلولية لقولها بان عليا صار الها بحلول روح االله فيهاما السبابية فانما دخلت في ج .

وآذلك البيانية زعمت ان روح االله دارت فى االنبياء واالئمة حتى انتهت الى على ثم دارت الى محمد بن .الحنفية ثم صارت الى ابنه أبى هاشم ثم حلت بعده فى بيان بن سمعان وادعوا بذلك إالهية بيان بن سمعان

وآذلك الجناحية منهم حلولية لدعواها ان روح االله دارت فى على واوالده ثم صارت الى عبد اهللا بن معاوية .بن عبد اهللا بن جعفر فكفرت بدعواها حلول روح االله فى زعيمها وآفرت مع ذلك بالقيامة والجنة والنار

فر الصادق وبعده فى أبى الخطاب االسدى فهذه الطائفة والخطابية آلها حلولية لدعواها حلول روح االله فى جع آافرة من هذه الجهة ومن جهة دعواها ان الحسن والحسين واوالدهما ابناء اهللا واحباؤه ومن ادعى منهم فى نفسه انه

.من ابناء اهللا فهو اآفر من سائر الخطابية

لت فى خمس اشخاص النبي وعلى وفاطمة والحسن والشريعية والنميرية منهم حلولية لدعواها ان روح االله ح .والحسين لدعواها ان هؤالء االشخاص الخمسة آلهة

واما الرزامية فقوم بمرو افرطوا فى مواالة ابى مسلم صاحب دولة بنى العباس وساقوا االمامة من أبى هاشم زعموا ان االمامة بعد السفاح صارت الى أبى اليه ثم ساقوها من محمد ابن على الى أخيه عبد اهللا بن على السفاح ثم

مسلم واقروا مع ذلك بقتل ابى مسلم وموته االفرقة منهم يقال لهم ابو مسلمية افرطوا فى ابى مسلم غاية االفراط وزعموا انه صار الها بحلول روح االله فيه وزعموا ان ابا مسلم خير من جبريل وميكائيل وسائر المالئكة وزعموا

أبا مسلم حي لم يمت وهم على انتظاره وهؤالء بمرو وهرات يعرفون بالبرآوآية فاذا سئل هؤالء عن الذى ايضا ان .قتله المنصور قالوا آان شيطانا تصور للناس فى صورة أبى مسلم

واما المقنعية فهم المبيضة بماء وراء نهر جيحون وآان زعيمهم المعروف بالمقنع رجال اعور فصاروا بمرو أهل قرية يقال لهم آازه آيمن دات وآان قد عرف شيئا من الهندسة والحيل والنيرنجات وآان على دين الرزامية من

بمرو ثم ادعى لنفسه اإللهية واحتجب عن الناس ببرقع من حرير واغتر به أهل جبل ابالق وقوم من الصعد ودامت راك الخلجية على المسلمين للغارة عليهم وهزموا فتنته على المسلمين مقدار اربع عشرة سنة وعاونه آفرة االت

Page 94: الفرق بين الفرق

94  

عساآر آثيرة من عساآر المسلمين فى ايام المهدى بن المنصور وآان المقنع قد اباح التباعه المحرمات وحرم عليهم القول بالتحريم واسقط عنهم الصالة والصيام وسائر العبادات وزعم التباعه انه هو االله وانه آان قد تصور

ورة آدم ثم تصور فى وقت آخر بصورة نوح وفى وقت آخر بصورة ابراهيم ثم تردد فى صور االنبياء مرة فى صالى محمد ثم تصور بعده فى صورة على وانتقل بعد ذلك فى صور اوالده ثم تصور بعد ذلك فى صورة أبى مسلم

هاشم بن حكيم وقال انى انما ثم انه زعم أنه فى زمانه الذى آان فيه قد تصور بصورة هشام بن حكيم وآان اسمهانتقل فى الصور الن عبادى ال يطيقون رؤيتى فى صورتى التى انا عليها ومن رآنى احترق بنورى وآان له حصن عظيم وثيق بناحية آثير ويحشب فى جبل يقال له سيام وآان عرض جدار سورها اآثر من مائة آجرة دونها خندق

تراك الخلجية وجهز المهدى اليهم صاحب جيشه معاذ بن مسلم فى سبعين آثيرة وآان معه أهل الصعد واال 100الف من المقاتلة واتبعهم لسعيد بن عمرو الحرش ثم افرد سعيدا بالقتال وبتدبير الحرب فقاتله سنين واتخذ سعيد من

الهند عشرة الحديد والخشب مائتى سلم ليضعها على عرض خندق المقنع ليعبر عليها رجاله واستدعى من مولتان آالف جلد جاموس وحشاها رمال وآبس بها خندق المقنع وقاتل جند المقنع من وراء خندقه فاستأمن منهم اليه ثالثون الفا وقتل الباقون منهم واحرق المقنع نفسه فى تنور فى حصنه قد اذاب فيه النحاس مع السكر حتى ذاب فيه وافتتن

وال رمادا وزعموا انه صعد الى السماء واتباعه اليوم فى جبال ابالق اآره به اصحابه بعد ذلك لما لم يجدوا له جثةاهلها ولهم فى آل قرية من قراهم مسجد ال يصلون فيه ولكن يكترون مؤذنا يؤذن فيه وهم يستحلون الميتة والخنزير

ه واخفوه غير انهم وآل واحد منهم يستمتع بامرأة غيره وان ظفروا بمسلم لم يره المؤذن الذى فى مسجدهم قتلو .مقهورون بعامة المسلمين فى ناحيتهم والحمد هللا على ذلك

واما الحلمانية من الحلولية فهم المنسوبون الى ابى حلمان الدمشقى وآان اصله من فارس ومنشؤه حلب واظهر :بدعته بدمشق فنسب لذلك اليها وآان آفره من وجهين

له فى االشخاص الحسنة وآان مع اصحابه اذا رأوا صورة حسنة سجدوا لها احدهما انه آان يقول بحلول اال .يوهمون ان االله قد حل فيها

والوجه الثانى من آفره قوله باالباحة ودعواه ان من عرف االله على الوصف الذى يعتقده هو زال عنه الخطر .والتحريم واستباح آل ما يستلذه ويشتهيه

رأيت بعض هؤالء الحلمانية يستدل على جواز حلول االله فى االجساد بقول اهللا تعالى للمالئكة قال عبد القاهر وآان يزعم ان االله انما أمر المالئكة بالسجود آلدم } فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين{فى آدم

فقلت له } ولقد خلقنا اإلنسان فى أحسن تقويم{ النه آان قد حل فى آدم وانما حله النه خلقه فى احسن تقويم ولهذا قالاخبرنى عن اآلية التى استدللت بها فى امر اهللا المالئكة بالسجود آلدم عليه السالم واآلية الناطقة بان االنسان مخلوق

واحد فى احسن تقويم هل اريد بهما جميع الناس على العموم ام اريد بهما انسان بعينه فقال ما الذى يلزمنى على آلمن القولين ان قلت به فقلت ان قلت ان المراد بهما آل الناس على العموم لزمك ان تسجد لكل انسان وان آان قبيح

الصورة لدعواك ان االله حل فى جميع الناس وان قلت ان المراد به انسان بعينه وهو آدم عليه السالم دون غيره فلم د للفرس الرابع والشجرة المثمرة وذوات الصور الحسنة من تسجد لغيره من اصحاب الصور الحسنة ولم تسج

الطيور والبهائم وربما آان لهب الناس فى صورة فان استجزت السجود له فقد جمعت بين ضاللة الحلولية وضاللة عابدى النار واذا لم تسجد للنار وال للماء وال للهواء وال للسماء مع حسن صور هذه االشياء فى بعض االحوال فال

.تسجد لالشخاص الحسنة الصور

وقلت له ايضا ان الصور الحسنة في العالم آثيرة وليس بعضها بحلول االله فيه اولى من بعض وان زعمت ان االله حال فى جميع الصور الحسنة فهل ذلك الحلول على طريق قيام العرض بالجسم او على طريق آون الجسم فى

احد فى محال آثيرة ويستحيل آون شىء واحد فى امكنة آثيرة واذا استحال هذا الجسم به ويستحيل حلول عرض و .استحال ما يؤدى اليه

Page 95: الفرق بين الفرق

95  

واما الحالجية فمنسوبون الى أبى المغيث الحسين بن منصور المعروف بالحالج وآان من ارض فارس من راته حينئذ من الجنس الذى تسميه مدينة يقال لها البيضاء وآان فى بدء امره مشغوال بكالم الصوفية وآانت عبا

الصوفية الشطح وهو الذى يحتمل معنيين احدهما حسن محمود واآلخر قبح مذموم وآان يدعى انواع العلوم على .الخصوص والعموم وافتتن به قوم من اهل بغداد وقوم من اهل طالقان خراسان

ون فاآثرهم على تكفيره وعلى انه آان على مذاهب وقد اختلف فيه المتكلمون والفقهاء والصوفية فاما المتكلم الحلولية وقبله قوم من متكلمى السالمية بالبصرة ولسبوه الى حقائق معانى الصوفية وآان القاضى ابو بكر محمد بن

الطيب االشعرى رحمه اهللا نسبه الى معاطاة الحيل والمخاريق وذآر فى آتابه الذى أبان فيه عجز المعتزلة عن دالئل النبوة على اصولهم مخاريق الحالج ووجوه حيلهتصحيح .

واختلف الفقهاء أيضا فى شأن الحالج فتوقف فيه ابو العباس بن سريح لما استفتى فى دمه وافتى ابو بكر بن .داود بجواز قتله

نهم وقال عمرو واختلف فيه مشايخ الصوفية فبرىء منه عمرو بن عثمان المكى وأبو يعقوب االقطع وجماعة م بن عثمان آنت اماشيه يوما فقرأت شيئا من القرآن فقال يمكننى ان اقول مثل هذا وروى ان الحالج مر يوما على

الجنيد فقال له انا الحق فقال الجنيد أنت بالحق اية خشبة تقسد فتحقق فيه ما قال الجنيد النه صلب بعد ذلك وقبله عطا ببغداد وأبو عبد اهللا بن خفيف بفارس وأبو القاسم النصرابادى بنيسابور جماعة من الصوفية منهم أبوالعباس بن

.وفارس الدينورى بناحيته

والذين نسبوه الى الكفر والى دين الحلولية حكوا عليه انه قال من هذب نفسه فى الطاعة وصبر على اللذات درجات المصافات حتى يصفو عن البشرية فاذا لم والشهوات ارتقى الى مقام المقربين ثم ال يزال يصفو ويرتقى فى

يبق فيه من البشرية حظ حل فيه روح االله الذى حل فى عيسى بن مريم ولم يرد حينئذ شيئا اال آان آما اراد وآان .جميع فعله فعل اهللا تعالى

.وزعموا ان الحالج ادعى لنفسه هذه الرتبة

عنوانها من الهو هورب االرباب المتصور فى آل صورة الى عبده فالن وذآر انه ظفروا بكتب له الى اتباع يا ذات اللذات ومنتهى غاية الشهوات تشهد انك المتصور فى آل زمان بصورة وفى {فظفروا بكتب اتباعه اليه وفيها

.{زماننا هذا بصورة الحسين بن منصور ونحن نستجير لك ونرجو رحمتك يا عالم الغيوب

نه استمال ببغداد جماعة من حاشية الخليفة ومن حرمه حتى خاف الخليفة وهو جعفر المقتدر باهللا معرة وذآروا ا فتنته فحبسه واستفتى الفقهاء فى دمه واستروح الى فتوى أبى بكر ابن داود بآباحة دمه فقدم الى حامد بن العباس

ففعل به ذلك يوم الثالثاء لست بقين من ذى بضربه الف صوت وبقطع يديه ورجليه وصلبه بعد ذلك عند جسر بغداد .القعدة سنة تسع وثلثمائة ثم انزل من جذعه الذى صلب عليه بعد ثالث واحرق وطرح رماده فى الدجلة

.وزعم بعض المنسوبين اليه انه حي لم يقتل وانما قتل من ألقى عليه شبهه

ل من الكرامة فاظهرها للناس فعوقب بتسليط منكرى والذين تولوه من الصوفية وزعموا انه آشف له احوا .الكرامات عليه لتبقى حاله على التلبيس

وزعم هؤالء ان حقيقة التصوف حال ظاهرها تلبيس وباطنها تقديس واستدلوا على تقديس باطن الحالج بما ذنبه فانشأ يقولروى انه قال عند قطع يديه ورجليه حسب الواحد افراد الواحد وبأنه سئل يوما عن :

ثالثة احرف ال عجم فيها ومعجومان وانقطع الكالم

Page 96: الفرق بين الفرق

96  

.وأشار بذلك الى التوحيد

واما العذاقرة فقوم ببغداد اتباع رجل ظهر ببغداد فى ايام الراضى بن المقتدر فى سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة قانى وادعى حلول روح االله فيه وسمى نفسه روح القدس وآان معروفا بابن أبى العذاقر واسمه محمد بن على السلم

ووضع التباعه آتابا سماه بالحاسة السادسة وصرح فيه برفع الشريعة واباح اللواط وزعم انه ايالج الفاضل نوره فى المفضول واباح اتباعه له حرمهم طمعا فى ايالجه نوره فيهن وظفر الراضي باهللا به وبجماعة من اتباعه منهم

حسين بن القسم بن عبيد اهللا بن سليمان بن وهب وابو عمران ابراهيم بن محمد بن احمد بن المنجم ووجد آتبهما الاليه يخاطبانه فيها بالرب والمولى ويصفانه بالقدرة على ما يشاء واقروا بذلك بحضرة الفقهاء ومنهم ابو العباس

ئمة فاعترفوا بذلك وامر المعروف منهم بالحسين بن احمد بن عمر بن سريج وابو الفرح المالكى وجماعة من االالقسم بن عبيد اهللا بالبراءة من ابن أبى العذاقر بأن يصفعه ففعل ذلك واظهر التوبة وافتى ابن سريج بجواز قبول ان توبته على مذهب الشافعي رحمه اهللا وافتى المالكيون برد توبة الزنديق بعد العثور عليه فامر الراضى بحبسه الىينظر فى امره وأمر بقتل ابن ابى العذاقر وصاحبه ابى عون فقال له ابن ابي العذاقر امهلنى ثالثة ايام لينزل فيها براءتى من السماء او نقمة على اعدائى وأشار الفقهاء على الراضى بتعجيل قتلهما فصلبهما ثم احرقهما بعد ذلك

.وطرح رمادهما فى الدجلة

{الفصل الحادي عشر}

من فصول هذا الباب

فى ذآر اصحاب االباحة من الخرمية وبيان خروجهم عن جملة فرق االسالم

فهؤالء صنفان، صنف منهم آانوا قبل دولة االسالم آالمزدآية الذين استباحوا المحرمات وزعموا ان الناس نهشرآاء فى االموال والنساء ودامت فتنة هؤالء الى ان قتلهم انوشروان فى زما .

.والصنف الثانى خرمدينية ظهروا في دولة االسالم وهم فريقان بابكية وما زيارية وآلتاهما معروفة بالمحمرة

فالبابكية منهم اتباع بابك الخزى الذى ظهر في جبل اليدين بناحية اذربيجان وآثر بها اتباعه واستباحوا خلفاء بنى العباس جيوشا آثيرة مع الفشين الحاجب ومحمد بن المحرمات وقتلوا الكثير من المسلمين وجهز اليه

يوسف التعرى وابى دلف العجلى واقرانهم وبقيت العساآر في وجهه مقدار عشرين سنة الى ان أخذ بابك واخوه اسحق بن ابرهيم وصلبا بعين من راى في ايام المعتصم واتهم الفشين الحاجب بمماألة بابك في حربه وقتل ألجل

.ذلك

.واما المازبارية منهم فهم اتباعما زيار الذى اظهر دين المحمرة بجرجان

وللبابكيه في جبلهم ليلة عيد لهم يجتمعون فيها على الخمر والزمر وتختلط فيها رجالهم ونساؤهم فاذا أطفئت .سرجهم ونيرانهم افتض فيها الرجال والنساء على تقدير من عزبز

بون أصل دينهم الى أمير آان لهم في الجاهلية اسمه شروين ويزعمون ان اباه آان من الزنج وامه والبابكية ينس بعض بنات ملوك الفرس ويزعمون ان شروين آان افضل من محمد ومن سائر االنبياء وقد بنوا في جبلهم مساجد

السر وال يصومون في شهر رمضان للمسلمين يؤذن فيها المسلمون وهم يعلمون أوالدهم القرآن لكنهم ال يصلون في .وال يرون جهاد الكفرة

Page 97: الفرق بين الفرق

97  

وآانت فتنة مازيار قد عظمت في ناحيته الى ان اخذ في ايام المعتصم ايضا وصلب بسر من رأى بحذاء بابك .الخزى

واتباع مازيار اليوم في جبلهم اآرة من يليهم من سواد جرجان يظهرون االسالم ويضمرون خالفه واهللا لمستعان على اهل الزيغ والطغيانا .

{الفصل الثانى عشر}

من فصول هذا الباب

فى ذآر اصحاب التناسخ من اهل االهواء وبيان خروجهم عن فرق االسالم

صنف من الفالسفة وصنف من السمنية وهذان الصنفان آانا قبل دولة االسالم: القائلون بالتناسخ اصناف .

في دولة االسالم أحدهما من جملة القدرية واآلخر من جملة الرافضة الغاليةوصنفان اخران ظهرا .

فاصحاب التناسخ من السمنية قالوا بقدم العالم وقالوا ايضا بابطال النظر واالستدالل وزعموا انه ال معلوم اال سخ االرواح في الصور من جهة الحواس الخمس وانكر اآثرهم المعاد والبعث بعد الموت وقال فريق منهم بتنا

المختلفة واجازوا ان ينقل روح االنسان الى آلب وروح الكلب الى انسان وقد حكى اقلوطرخس مثل هذا القول عن بعض الفالسفة وزعموا ان من أذنب في قالب ناله العقاب على ذلك الذنب في قالب آخر وآذلك القول في الثواب

ي التناسخ الذى ال يعلم بالحواس مع قولهم انه ال معلوم اال من جهة عندهم ومن اعجب االشياء دعوى السمنية ف .الحواس

وقد ذهبت المانوية ايضا الى التناسخ وذلك ان مانيا قال في بعض آتبه إن االرواح التى تفارق االجسام نوعان د الصبح الى النور الذى أرواح الصديقين وأرواح أهل الضاللة فأرواح الصديقين اذا فارقت أجسادها سرت في عمو

فوق الفلك فبقيت في ذلك العالم على السرور الدائم وأرواح أهل الضالل اذا فارقت االجساد وأرادت اللحوق بالنور األعلى ردت منعكسة إلى السفل فتتناسخ في أجسام الحيوانات الى ان تصفو من شوائب الظلمة ثم تلتحق بالنور

.العالى

الت عن سقراط وافالطن واتباعهما من الفالسفة انهم قالوا بتناسخ األرواح على تفصيل قد وذآر أصحاب المقا .حكيناه عنهم فى آتاب الملل والنحل

وقال بعض اليهود بالتناسخ وزعم انه وجد في آتاب دانيال ان اهللا تعالى مسخ بختنصر في سبع صور من في آخرها موحدا صور البهائم والسباع وعذبه فيها آلها ثم بعثه .

وأما أهل التناسخ في دولة االسالم فان البيانية والجناحية والخطابية والروندية من الروافض الحلولية آلها قالت .بتناسخ روح االله في االئمة بزعمهم

يهوأول من قال بهذه الضاللة السبابية من الرافضة لدعواهم أن عليا صار الها حين حل روح االله ف

.وزعمت البيانية منهم ان روح االله دارت في االنبياء ثم في االئمة الى ان صارت في بيان بن سمعان

.وادعت الجناحية منهم مثل ذلك في عبد اهللا بن معاوية بن عبد اهللا بن جعفر

Page 98: الفرق بين الفرق

98  

صاحب دولة بنى العباسوآذلك دعوى الخطابية في ابن الخطاب وآذلك دعوى قوم من الروندية في ابى مسلم .

.فهؤالء يقولون بتناسخ روح االله دون أرواح الناس تعالى اهللا عن ذلك علوا آبيرا

واما أهل التناسخ من القدرية فجماعة منهم أحمد بن حايط وآان معتزليا منتسبا الى النظام وآان على بدعته في اهللا تعالى على الزيادة في نعيم أهل الجنة أو في عذاب أهل النار الفطرة وفي نفى الجزء الذى يتجزأ وفي نفى قدرة

.وزاد على النظام في ضاللته في التناسخ

.ومنهم احمد بن ايوب بن يانوش وآان تلميذ احمد بن حايط في التناسخ لكنهما اختلفا بعد في آيفية التناسخ

في التناسخ واالعتزالومنهم محمد بن احمد القطحي وافتخر بأنه آان منهم .

ومنهم عبد الكريم بن ابى العوجاء وآان خال معن بن زائدة وجمع بين أربعة أنواع من الضاللة أحدها انه آان يرى في السردين المانوية من الثنوية والثانى قوله بالتناسخ والثلث ميله الى الرافضة في االمامة والرابع قوله بالقدر

والتحوير وآان وضع أحاديث آثيرة باسانيد يغتر بها من ال معرفة له بالجرح والتعديل وتلك في ابواب التعديل االحاديث التى وضعها آلها ضالالت في التشبيه والتعطيل وفي بعضها تغيير أحكام الشريعة وهو الذى أفسد على

الحساب الى جعفر الصادق الرافضة صوم رمضان بالهالل وردهم عن اعتبار االهلة بحساب وضعه لهم ونسب ذلكورفع خبر هذا الضال الى أبى جعفر بن محمد بن سليمان عامل المنصور على الكوفة فامر بقتله فقال لن يقتلونى لقد

وضعت أربعة ألف حديث أحللت بها الحرام وحرمت بها الحالل وفطرت الرافضة في يوم من أيام صومهم .وصومتهم في يوم من أيام فطرهم

صيل قول هؤالء في التناسخ ان احمد بن حايط زعم ان اهللا تعالى ابدع خلقة أصحابه سالمين عقالء بالغين وتف .في دار سوى الدنيا التي هم فيها اليوم واآمل عقولهم وخلق فيهم معرفته والعلم به واسبغ عليهم نعمه

الجسم وان االجسام قوالب لألرواحوزعم ان االنسان المأمور المنهى المنعم عليه هو الروح التي في .

.وزعم ان الروح هي الحي القادر العالم وان الحيوان آله جنس واحد

وزعم ايضا ان جميع انواع الحيوان محتمل للتكليف وآان قد توجه االمر والنهي عليهم على اختالف صورهم فيها شكره على ما انعم به عليهم أطاعه بعضهم في جميع ولغاتهم وقال ان اهللا تعالى لما آلفهم في الدار التي خلقهم

ما امرهم به وعصاه بعضهم في جميع ما أمرهم به فمن اطاعه في جميع ما امره به أقره في دار النعيم التي ابتدأه ض فيها ومن عصاه في جميع ما أمره به أخرجه من دار النعيم الى دار العذاب الدائم وهى النار ومن أطاعه في بع

ما أمره به وعصاه في بعض ما أمره به أخرجه الى الدنيا وألبسه بعض هذه االجسام التي هي القوالب الكثيفة وابتاله بالبأساء والضراء والشدة والرجاء واللذات واآلالم في صور مختلفة من صور الناس والطيور والبهائم والسباع

لدار االولى التى خلقهم فيها فمن آانت معاصيه في تلك الدار والحشرات وغيرها على مقادير ذنوبهم ومعاصيهم في اأقل وطاعاته اآثر آانت صورته في الدنيا احسن ومن آانت طاعاته في تلك الدار أقل ومعاصيه اآثر صار قالبه في

.الدنيا أقبح

مشوبة بذنوبه وعلى ثم زعم ان الروح ال يزال في هذه الدنيا يتكرر في قوالب وصور مختلفة ما دامت طاعاته قدر طاعاته وذنوبه يكون منازل قوالبه فى االنسانية والبيهمية ثم ال يزال من اهللا تعالى رسول الى آل نوع من

الحيوان وتكليف للحيوان ابدا الى ان يتمحض عمل الحيوان طاعات فيرد الى دار النعيم الدائم وهى الدار التى خلق الى النار الدائم عذابها فيها او يمحض عمله معاصى فينقل

.فهذا قول ابن حايط فى تناسخ االرواح

Page 99: الفرق بين الفرق

99  

وقال احمد بن ايوب بن بانوش ان اهللا تعالى خلق الخلق آله دفعه واحدة وحكى عنه بعض اصحابه أن اهللا تعالى ء عاقلة وان اهللا تعالى خلق أوال االجزاء المقدرة التي آل واحد منها جزء ال يتجزأ وزعم ان تلك االجزاء آانت أحيا

آان قد سوى بينهم فى جميع امورهم اذ لم يستحق واحد منهم تفضيال على غيره وال آان من احد منهم جناية يؤخر الجلها عن غيره قال ثم انه خيرهم بين ان يمتحنهم بعد اسباغ النعمة عليهم بالطاعات ليستحقوا بها الثواب عليها الن

منزلة التفضيل وبين ان يترآهم في تلك الدار تفضال عليه بها فاختار بعضهم المحبة منزلة االستحقاق أشرف منواباها بعضهم فمن اباها ترآه فى الدار االولى على حاله فيها ومن اختار االمتحان امتحنه فى الدنيا ولما امتحن

ون المنزلة التى خلقوا فيها الذين اختاروا االمتحان عصاه بعضهم وأطاعه بعضهم فمن عصاه حطه الى رتبة هى دومن اطاعه رفعه الى رتبة اعلى من المنزلة التى خلق عليها ثم آررهم فى االشخاص والقوالب إلى ان صار قوم

منهم اناسا وآخرون صاروا بهائم أو سباعا بذنوبهم ومن صار منهم الى البهيمية ارتفع عنه التكليف وآان يخالف ابن قال فى البهائم انها ال تزال تتردد فى الصور القبيحة وتلقى المكاره من الذبح والتسخير حايط فى تكليف البهائم ثم

الى ان تستوفى ما تستحق من العقاب بذنوبها ثم تعاد الى الحالة االولى ثم يخبرهم اهللا تعالى تخييرا ثانيا فى االمتحان منه ترآوا على حالهم غير مكلفين وزعم ان من فان اختاروه اعاد تكليفهم على الحال التى وصنفاها وان امتنعوا

.المكلفين من يعمل الطاعات حتى يستحق ان يكون نبيا او ملكا فيفعل اهللا تعالى ذلك به

وزعم القحطى منهم ان اهللا تعالى لم يعرض عليهم فى اول امرهم التكليف بل هم سألوه الرفع عن درجاتهم يصفون بذلك اال بعد التكليف واالمتحان وانهم وان آلفوا فعصوا استحقوا العقاب والتفاضل بينهم فاخبرهم بانهم ال

إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض والجبال فابين أن يحملنها وأشفقن منها {فابوا االمتحان قال فذلك قوله .{وحملها االنسان إنه آان ظلوما جهوال

ى خلق االرواح وآلف منها من علم انه يطيعه دون من يعصيه وان العصاة وزعم ابو مسلم الحرانى ان اهللا تعال .إنما عصوه ابتداء فعوقبوا بالنسخ والمسخ فى االجساد المختلفة على مقادير ذنوبهم

فهذا تفصيل قول اصحاب التناسخ وقد نقضنا عللهم فى آتاب الملل والنحل بما فيه

{الفصل الثالث عشر}

ابمن فصول هذا الب

فى بيان ضالالت الحايطية من القدرية وبيان خروجهم عن فرق االمة

هؤالء اتباع احمد بن حايط القدرى وآان من اصحاب النظام فى االعتزال وقد ذآرنا قوله فى التناسخ قبل هذا .ونذآر فى هذا الفصل ضالالته فى توحيد الصانع

لخلق ربين وخالقين احدهما قديم وهو اهللا سبحانه واآلخر مخلوق وذلك ان ابن حايط وفضال الحدثى زعما ان ل وهو عيسى بن مريم وزعما ان المسيح ابن اهللا على معنى النبى دون الوالدة وزعما ايضا ان المسيح هو الذى

في ظلل من {وهو الذى يأتى } وجاء ربك والملك صفا صفا{يحاسب الخلق فى اآلخرة وهو الذى عناه اهللا بقوله وهو الذى خلق آدم على صورة نفسه وذلك تأويل ما روى ان } لغمام والمالئكة وقضي األمر وإلى اهللا ترجع األمورا

اهللا تعالى خلق الها على صورته وزعم انه هو الذى عناه النبى بقوله ترون ربكم آما ترون القمر ليلة البدر وهو ل فأقبل وقال له أدبر فأدبر فقال ما خلقت خلقا اآرم منك وبك الذى عناه بقول ان اهللا تعالى خلق العقل فقال له أقب

.اعطى وبك آخذ وقاال ان المسيح تذرع جسدا وآان قبل التذرع عقال

Page 100: الفرق بين الفرق

100  

قال عبد القاهر قد شارك هذان الكافران الثنوية والمجوس فى دعوى خالقين وقولهم شر من قولهم الن الثنوية ت الى اهللا تعالى وانما اضافوا فعل الشرور الى الظلمة والى الشيطان والمجوس اضافوا اختراع جميع الخيرا

واضاف ابن حايط وفضل الحدثى فعل الخيرات آلها الى عيسى بن مريم واضافا اليه محاسبة الخلق فى اآلخرة من والعجب فى قولهما ان عيسى خلق جده آدم عليه السالم فيا عجبا من فرع يخلق اصله ومن عد هذين الضالين

فرق االسالم آمن عد النصارى من فرق االسالم

{الفصل الرابع عشر}

من فصول هذا الباب

في ذآر الحمارية من القدرية وبيان خروجهم عن فرق األمة

.هؤالء قوم من معتزلة عسكر مكرم اختاروا من بدع اصناف القدرية ضالالت مخصوصة

رواح في االجساد والقوالبفاخذوا من ابن حايط قوله بتناسخ األ .

واخذوا من عباد بن سليمان الضميري قوله بان الذين مسخهم اهللا قردة وخنازير آانوا بعد المسخ ناسا وآانوا .معتقدين للكفر بعد المسخ

ن واخذوا من جعد بن درهم الذى ضحى به خالد بن عبد اهللا القسري قوله بان النظر الذى يوجب المعرفة تكو .تلك المعرفة فعال ال فاعل لها

ثم زعموا بعد ذلك ان الخمر ليست من فعل اهللا تعالى وإنما هي من فعل الخمار ألن اهللا تعالى ال يفعل ما يكون .سبب المعصية

ان وزعموا ان االنسان قد يخلق أنواعا من الحيوانات آاللحم اذا دفنه االنسان او يضعه في الشمس فيدود زعموا تلك الديدان من خلق االنسان وآذلك العقارب التي تظهر من التبن تحت اآلجر زعموا انها من اختراع من جمع بين

.اآلجر والتبن

وهؤالء شر من المجوس الذين اضافوا اختراع الحيات والحشرات والسموم الى الشيطان ومن عدهم من فرق االمة آمن عد المجوس من فرق االمة

{ ل الخامس عشرالفص }

من فصول هذا الباب

في ذآر اليزيدية من الخوارج وبيان خروجهم عن فرق االسالم

هؤالء اتباع يزيد بن ابى أنيسة الخارجي وآان من البصرة ثم انتقل الى نون من ارض فارس وآان على رأي ل يبعث رسوال من العجم وينزل عليه االباضية من الخوارج ثم انه خرج عن قول جميع االمة لدعواه ان اهللا عز وج

آتابا من السماء وينسخ بشرعه شريعة محمد وزعم ان اتباع ذلك النبى المنتظر هم الصابئون المذآورون فى القرآن فاما المسمون بالصابئة من اهل واسط وحران فما هم الصابئون المذآورون في القرآن وآان مع هذه الضاللة يتولى

Page 101: الفرق بين الفرق

101  

وة من اهل الكتاب وان لم يدخل في دينه وسماهم بذلك مؤمنين وعلى هذا القول يجب ان يكون من شهد لمحمد بالنب .العيسوية والرعيانية من اليهود مؤمنين النهم أقروا بنبوة محمد عليه السالم ولم يدخلوا في دينه

السالم من يقول بنسخ وليس بجائز ان يعد في فرق االسالم من يعد اليهود من المسلمين وآيف يعد من فرق ا .شريعة االسالم

{الفصل السادس عشر}

من فصول هذا الباب

فى ذآر الميمونية من الخوارج وبيان خروجهم عن فرق االسالم

هؤالء اتباع رجل من الخوارج الشخرية آان اسمه ميمونا وآان على مذهب العجاردة من الخوارج ثم انه خالف ر واالستطاعة وقال في هذه االبواب الثالثة بقول القدرية المعتزلة عن الحق وزعم مع ذلك العجاردة فى االرادة والقد

.أن أطفال المشرآين فى الجنة

ولو بقى ميمون هذا على البدع التى حكيناها عنه ولم يزد عليها ضاللة سواها لنسبناه الى الخوارج لقوله بتكفير ه بتكفير أصحاب الذنوب والى القدرية لقوله فى باب االرادة والقدر على وطلحة والزبير وعائشة وعثمان وقول

.واالستطاعة بأقوال القدرية فيها

ولكنه زاد على القدرية وعلى الخوارج بضاللة اشتقها من دين المجوس وذلك أنه أباح نكاح بنات االوالد من لى فى تحريم النساء بالنسب االمهات والبنات واالخوات االجداد وبنات أوالد االخوة واالخوات وقال انما ذآر اهللا تعا

والعمات والخاالت وبنات االخ وبنات االخوات ولم يذآر بنات البنات وال بنات البنين وال بنات أوالد االخوة وال ر بنات أوالد االخوات فان طرد قياسه فى امهات االمهات وامهات اآلباء واألجداد المخض فى المجوسية وان لم يجنكاح الجدات وقاس الجدات على االمهات لزمه قياس بنات االوالد على بنات الصلب وان لم يطرد قياسه فى هذا

.الباب نقض اعتالله

وحكى الكرابيسى عن الميمونية من الخوارج انهم انكروا أن تكون سورة يوسف من القرآن ومنكر بعض القرآن .آمنكر آله

المحارم فى حكم المجوس وال يكون المجوسى معدودا فى فرق االسالمومن استحل بعض ذوات .

{الفصل السابع عشر}

من فصول هذا الباب

فى ذآر الباطنية وبيان خروجهم عن جميع فرق االسالم

اعلموا اسعدآم اهللا ضرر الباطنية على فرق المسلمين اعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوز عليهم بل من مضرة الدهرية وسائر أصناف الكفرة عليهم بل اعظم من ضرر الدجال الذى يظهر في آخر الزمان ألن اعظم

الذين ضلوا عن الدين بدعوة الباطنية من وقت ظهور دعوتهم الى يومنا اآثر من الذين يضلون بالدجال فى وقت ة اآثر من عدد الرمل والقطرظهوره الن فتنة الدجال ال تزيد مدتها على اربعين يوما وفضائح الباطني .

Page 102: الفرق بين الفرق

102  

وقد حكى أصحاب المقاالت أن الذين أسسوا دعوة الباطنية جماعة منهم ميمون بن ديصان المعروف بالقداح وآان مولى لجعفر بن محمد الصادق وآان من االهواز ومنهم محمد بن الحسين الملقب بذيذان وميمون بن ديصان

السجن مذاهب الباطنية ثم ظهرت دعوتهم بعد خالصهم من السجن من جهة فى سجن والى العراق اسسوا فى ذلكالمعروف بذيذان وابتدأ بالدعوة من ناحية فدخل فى دينه جماعة من اآراد الجيل مع اهل الجبل المعروف بالبدين ثم

من نسله فلما رحل ميمون بن ديصان الى ناحية المغرب وانتسب فى تلك الناحية الى عقيل بن ابى طالب وزعم انهدخل فى دعوته قوم من غالة الرفض والحلولية منهم ادعى انه من ولد محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق فقيل

.االغبياء ذلك منه على أصحاب االنتساب بان محمد بن اسماعيل بن جعفر مات ولم يعقب عند علماء األنساب

ه حمدان قرمط لقب بذلك لقرمطه فى خطه او فى خطوه وآان ثم ظهر فى دعوته الى دين الباطنية رجل يقال ل .فى ابتداء أمره اآارا من اآرة سواد الكوفة واليه تنسب القرامطة

ثم ظهر بعده فى الدعوة الى البدعة ابو سعيد الجنابى وآان من مستجيبة حمدان وتغلب على ناحية البحرين .ودخل فى دعوته بنو سنير

االيام بهم ظهر المعروف منهم بسعيد بن الحسين ابن احمد بن عبد اهللا بن ميمون بن ديصان القداح ثم لما تمادت فغير اسم نفسه ونسبه وقال التباعه أنا عبيد اهللا بن الحسن بن محمد بن اسماعيل ابن جعفر الصادق ثم ظهرت فتنته

.بالمغرب واوالده اليوم مستولون على أعمال مصر

المعروف بابن آرويه بن مهرويه الدندانى وآان من تالمذة حمدان قرمط وظهر مأمون اخو حمدان وظهر منهم .قرمط بارض فارس وقرامطة فارس يقال لهم المأمونية الجل ذلك

.ودخل أرض الديلم رجل من الباطنية يعرف بابى حاتم فاستجاب له جماعة من الديلم منهم أسفار بن شرويه

ابور داعية لهم يعرف بالشعرانى فقتل بها فى والية أبى بكر بن محتاج عليها وآان الشعرانى قد دعا وظهر بنيس الحسين بن على المروردى قام بدعوته بعده محمد بن احمد النسفى داعية أهل ما وراء النهر وابو يعقوب السجزلى

ب آتاب اساس الدعوة وآتاب تأويل المعروف ببندانه وصنف النسفى لهم آتاب المحصول وصنف لهم ابو يعقو .الشرائع وآتاب آشف االسرار وقتل النسفى والمعروف ببندانه على ضاللتهما

وذآر أصحاب التواريخ أن دعوة الباطنية ظهرت أوال فى زمان المأمون وانتشرت فى زمان المعتصم وذآروا ابك الخرمى وآان الخرمى مستعصيا بناحية انه دخل فى دعوتهم االفشين صاحب جيش المعتصم وآان مراهنا لب

البدين وآان أهل جبله خرمية على طريقة المزدآية فصارت الخرمية مع الباطنية يدا واحدة واجتمع مع بابك من أهل البدين وممن انضم اليهم من الديلم مقدار ثلثمائة الف رجل وأخرج الخليفة لقتالهم االفشين فظنه ناصحا للمسلمين

ره مع بابك وتوانى فى القتال معه ودله على عورات عساآر المسلمين وقتل الكثير منهم ثم لحقت األمداد وآان فى سباالفشين ولحق به محمد بن يوسف الثغرى وابو دلف القسم بن عيسى العجلى ولحق به بعد ذلك قواد عبد اهللا ابن

وا النفسهم البلدة المعروفة ببيرزند خوفا من طاهر واشتدت شوآة البابكية والقرامطة على عسكر المسلمين حتى بنبيان البابكية ودامت الحرب بين الفريقين سنين آثيرة الى ان أظفر اهللا المسلمين بالبابكية فأسر بابك وصلب بسر من

رأى سنة ثالث وعشرين ومائتين ثم اخذ أخوه اسحاق وصلب ببغداد مع المازيار صاحب المحمرة بطبرستان تل بابك ظهر للخليفة غدر االفشين وخيانته للمسلمين فى حروبه مع بابك فامر بقتله وصلبه فصلب وجرجان ولما ق

.لذلك

وذآر اصحاب التواريخ ان الذين وضعوا اساس دين الباطنية آانوا من أوالد المجوس وآانوا مائلين الى دين غمال منهم اساسا من قبلها منهم صار فى اسالفهم ولم يجسروا على إظهاره خوفا من سيوف المسلمين فوضع األ

الباطن الى تفصيل اديان المجوس وتأولوا آيات القرآن وسنن النبى عليه السالم على موافقة اساسهم وبيان ذلك ان

Page 103: الفرق بين الفرق

103  

الثنوية زعمت ان النور والظلمة صانعان قديمان والنور منهما فاعل الخيرات والمنافع والظالم فاعل الشرور سام ممتزجة من النور والظلمة وآل واحد منهما مشتمل على اربع طبائع وهى الحرارة والبرودة والمضار وان االج

والرطوبة واليبوسة واالصالن االوالن مع الطبائع االربع مدبرات هذا العالم وشارآهم المجوس في اعتقاد صانعين شيطان محدث فاعل للشرور وذآر غير أنهم زعموا ان أحد الصانعين قديم وهو االله الفاعل للخيرات واآلخر

زعماء الباطنية فى آتبهم ان االله خلق النفس فاالله هو االول والنفس هو الثانى وهما مدبرا هذا العالم وسموهما االول والثانى وربما سموهما العقل والنفس ثم قالوا انهما يدبران هذا العالم بتدبير الكواآب السبعة والطبائع االول

ول والثانى يدبران العالم هو بعينه قول المجوس باضافة الحوادث صانعين احدهما قديم واآلخر محدث وقولهم ان االاال أن الباطنية عبرت عن الصانعين باالول والثانى وعبر المجوس عنهما بيزدان وأهر من فهذا هو الذى يدور في

.قلوب الباطنية ووضعوا اساسا يؤدى اليه

ادة الثيران فاحتالوا بأن قالوا للمسلمين ينبغى ان تجمر المساجد آلها وأن تكون فى آل ولم يمكنهم إظهار عب مسجد مجمرة يوضع عليها الند والعود فى آل حال وآانت البرامكة قد زينوا للرشيد أن يتخذ فى جوف الكعبة

كعبة وأن تصير الكعبة بيت نار فكان مجمرة يتبخر عليها العود أبدا فعلم الرشيد أنهم أرادوا من ذلك عبادة النار فى ال .ذلك أحد أسباب قبض الرشيد على البرامكة

ثم ان الباطنية لما تأولت اصول الدين على الشرك احتالت ايضا لتأويل أحكام الشريعة على وجوه تؤدى الى هم قد اباحوا التباعهم رفع الشريعة أو الى مثل أحكام المجوس والذى يدل على ان هذا مرادهم بتأويل الشريعة أن

.نكاح البنات واالخوات وأباحوا شرب الخمر وجميع اللذات

ويؤآد ذلك ان الغالم الذى ظهر منهم بالبحر بن واالحساء بعد سليمان بن الحسين القرمطى سن ألتباعه اللواط بيده وبقطع لسان من اطفأها وأوجب قتل الغالم الذى يمتنع على من يريد الفجور به وأمر بقطع يد من اطفأ نارا

بنفخة وهذا الغالم هو المعروف بابن أبى زآريا الطامى وآان ظهوره فى سنة تسع عشرة وثلثمائة وطالت فتنته الى .أن سلط اهللا تعالى عليه من ذبحه على فراشه

وهو مواد لهم منتظر ويؤآد ما قلناه من ميل الباطنية الى دين المجوس أنا ال نجد على ظهر االرض مجوسيا إال لظهورهم على الديار يظنون أن الملك يعود اليهم بذلك وربما استدل أغمارهم على ذلك بما يرويه المجوس عن

زرادشت أنه قال لكتتاسب ان الملك يزول عن الفرس الى الروم واليونانية ثم يعود الى الفرس ثم يزول عن الفرس جاماسب المنجم على ذلك وزعم ان الملك يعود الى العجم لتمام الف الى العرب ثم يعود الى الفرس وساعده

.وخمسمائة سنة من وقت ظهور زرادشت

وآان فى الباطنية رجل يعرف بأبى عبد اهللا العردى يدعى علم النحوم ويتعصب للمجوس وصنف آتابا وذآر المشترى والقوس وقال عند ذلك يخرج فيه ان القرن الثامن عشر من مولد محمد يوافق االلف العاشر وهو نوبة

انسان يعيد الدولة المجوسية ويستولى على االرض آلها وزعم انه يملك مدة سبع قرانات وقالوا قد تحقق حكم زرادشت وجاماسب فى زوال ملك العجم الى الروم واليونانية فى ايام االسكندر ثم عاد الى العجم بعد ثلثمائة سنة ثم

لعجم الى العرب وسيعود الى العجم لتمام المدة التى ذآرها جاما سب وقد وافق الوقت الذى زال بعد ذلك ملك اذآروه ايام المكتفى والمقتدر وأخلف موعدهم وما رجع الملك فيه الى المجوس وآانت القرامطة قبل هذا الميقات

.يتواعدون فيما بينهم ظهور المنتظر فى القران السابع فى المثلثة النارية

وخرج منهم سليمان بن الحسين من االحياء على هذه الدعوى وتعرض للحجيج وأسرف فى القتل منهم ثم دخل مكة وقتل من آان فى الطواف وأغار على استار الكعبة وطرح القتلى فى بئر زمزم وآسر عساآر آثيرة من

ل فيهاعساآر المسلمين وانهزم فى بعض حروبه الى هجر فكتب للمسلمين قصيدته يقو :

أغرآم منى رجوعى الى هجر عما قليل سوف يأتيكم الخبر

Page 104: الفرق بين الفرق

104  

اذا طلع المريخ فى ارض بابل وقارنه النجمات فالحذر الحذر

ألست أنا المذآور فى الكتب آلها ألست أنا المبعوث فى سورة الزمر

روان الروم والترك والخزرسأملك أهل األرض شرقا ومغربا الى قي

واراد بالنجمين زحل والمشترى وقد وجد هذا القران فى سنى ظهوره ولم يملك من االرض شيئا غير بلدته التى خرج منها وطمع فى ان يملك سبع قرانات وما ملك سبع سنين بل قتل بهيت رمته امرأة من سطحها بلبنة على رأسه

ء أخس قتيل واهون فقيدفدمغته وقتيل النسا .

وفى آخر سنة ألف ومائتين واربعين لالسكندر تم من تاريخ زرادشت ألف وخمسائة سنة وما عاد فيها ملك االرض الى المجوس بل اتسع بعدها نطاق االسالم فى األرض وفتح اهللا تعالى للمسلمين بعدها بالد بال ساعون

لهم بعدها جميع ارض الهند من لمفات الى قنوح وصارت أرض الهند وارض التيب واآثر نواحى الصين ثم فتح الى سيتر سيقا بحرها من رقعة االسالم فى أيام أمين الدولة أمين الملة محمود بن سبكتين رحمه اهللا وفى هذا زعم

مانيهم بوارا لهم انوف الباطنية والمجوس الجاماسبية الذين حكموا بعود الملك اليهم فذاقوا وبال أمرهم وآان عاقبة ا .بحمد اهللا ومنه

ثم ان الباطنية خرج منهم عبيد اهللا بن الحسن بناحية القيروان وخدع قوما من آتامه وقوما من المصامدة وشرذمة من أغنام بربر بحبل ونيرنجات آظهرها لهم آروية الخياالت بالليل من خلف الرداء واالزار وظن االغمار

الجلها على بدعته فاستولى بهم على بالد المغرب ثم خرج المعروف منهم بابى سعيد الحسين أنها معجزة له فتبعوهبن بهرام على أهل االحساء والقطيف والبحرين فأتى باتباعه على اعدائه وسبى نساءهم وذراريهم واحرق

معروف منهم المصاحف والمساجد ثم استولى على هجر وقتل رجالها واستعبد ذراريهم ونساءهم ثم ظهر البالصناديقى باليمن وقتل الكثير من اهلها حتى قتل االطفال والنساء وانضم اليه المعروف منهم بابن الفضل فى اتباعه

.ثم ان اهللا تعالى سلط عليهما وعلى اتباعهما االآلة والطاعون فماتوا بهما

يه وقاال لمن تبعهما هذا وقت ملكنا وآان ثم خرج بالشام حفيد لميمون بن ديصان يقال له ابو القاسم بن مهرو ذلك سنة تسع وثمانين ومائتين فقصدهم سبك صاحب المعتضد فقتلوا سبكا فى الحرب ودخلوا مدينة الرصافة

واحرقوا مسجدها الجامع وقصدوا بعد ذلك دمشق فاستقبلهم الحمامى غالم بن طيون وهزمهم الى الرقة فخرج اليهم مكتفى فى جند من اجناد المكتفى فهزمهم وقتل منهم االلوف فانهزم الحسن بن زآريا بن محمد بن سليمان آاتب ال

مهرويه الى الرملة فقبض عليه والى الرملة فبعث به وبجماعة من اتباعه الى المكتفى فقتلهم ببغداد فى الشارع باشد .عذاب

.ثم انقطعت بقتلهم شوآة القرامطة الى سنة عشر وثلثمائة

ظهر بعدها فتنة سليمان بن الحسن فى سنة احدى عشرة وثلثمائة فانه آبس فيها البصرة وقتل اميرها سبكا و .المقلجى ونقل اموال البصرة الى البحرين

وفى سنة اثنتى عشرة وثلثمائة وقع على الحجيج فى المتهيبر لعشر بقين من المحرم وقتل اآثر الحجيج وسبى ل الكوفة فى سنة ثالث عشرة وثلثمائة فقتل الناس وانتهب االموالالحرم والذرارى ثم دخ .

.وفى سنة خمس عشرة وثلثمائة حارب ابن أبى الساج وأسره وهزم أصحابه

وفى سنة سبع عشرة وثلثمائة دخل مكة وقتل من وجده فى الطواف وقيل انه قتل بها ثالثة آالف وأخرج منها االسود وحمله الى البحرين ثم ردفها الى الكوفة ورد بعد ذلك من الكوفة الى مكة على يد سبعمائة بكر واقتلع الحجر

.ابى إسحاق إبراهيم بن محمد ابن يحيى مزآي نيسابور فى سنة تسع وعشرين وثلثمائة

Page 105: الفرق بين الفرق

105  

ة فقتلته وقصد سليمان ابن الحسن بغداد فى سنة ثمانى عشرة وثلثمائة فلما ورد هيت رمته امرأة من سطحها بلبن وانقطعت بعد ذلك شوآة القرامطة وصاروا بعد قتل سليمان بن الحسن مبدرقين للحجيج من الكوفة والبصرة الى

.مكة فحضاة ومال مضمون لهم إلى ان غلبهم األصغر العقيلى على بعض ديارهم

ذى آان قد استولى على وآانت والية مصر واعمالها لالخشادية وانضم بعضهم الى ابن عبيد اهللا الباطنى ال قيروان ودخلوا مصر فى سنة ثالث وستين وثلثمائة وابتنوا بها مدينة سموها القاهرة يسكنها اهل بدعته واهل مصر

.ثابتون على السنة الى يومنا وان اطاعوا صاحب القاهرة فى اداء خراجهم اليه

ا من ايدي الباطنية وآتب على اعالمه بالسواد وآان ابو شجاع فناخسرو بن بويه قد تأهب لقصد مصر وانتزاعه بسم اهللا الرحمن الرحيم الحمد هللا رب العالمين وصلى اهللا على محمد خاتم النبيين الطائع هللا أمير المؤمنين ادخلوا

:مصر ان شاء اهللا آمنين وقال قصيدة أولها

أما ترى االقدار لى طوائعا قواضيا لى بالعيان آالخبر

ويشهد االنام لى بأنى ذاك الذى يرجى وذاك المنتظر

لنصرة االسالم والداعي الى خليفة اهللا اإلمام المفتخر

فلما خرج مضاربه للخروج الى مصر غامضه االجل فمضى لسبيله فلما قضى فناخسرو نحبه طمع زعيم مصر عوهم الى البيعة له فاجاب قابوس بن وشمكين عن آتابه بقوله انى ال اذآرك اال فى ملوك نواحى الشرق فكاتبهم يد

قل يا {على المستراح وأجابه ناصر الدولة ابو الحسن محمد بن ابراهيم بن سيمجور بان آتب على ظهر آتابه اليه قتل دعاته الى بدعته الى آخر السورة وأجابه نوح بن منصور والى خراسان ب} أيها الكافرون ال أعبد ما تعبدون

ودخل فى دعوته بعض والة الجرجانية من ارض خوارزم فكان دخوله فى دينه شؤما عليه فى ذهاب ملكه وقتله اصحابه ثم استولى يمين الدولة وامين الملة محمود بن سبكتكين على ارضهم وقتل من آان بها من دعاة الباطنية

فذاق وبال امره في ذلك وقبض عليه والى خراسان نوح بن منصور وآان ابو على بن سيمجور قد وافقهم فى السر .وبعث به الى سبكتكين فقتل بناحية غزنه

وآان ابو القسم الحسن بن على الملقب بد الشمند داعية ابى على بن سيمجور الى مذهب الباطنية وظفر به عرفبكفوزن صاحاحب جيش السامانية بنيسابور فقتله ودفن فى مكان ال ي .

وآان اميرك الطوسى والى ناحية ثارويه قد دخل فى دعوة الباطنية فأسر وحمل الى غزته وقتل بها فى الليلة .التى قتل فيها ابو على بن سيمجور

وآان اهل مولتان من ارض الهند داخلين فى دعوة الباطنية فقصدهم محمود رحمه اهللا فى عسكره وقتل منهم ى ألف منهم وباد بذلك نصراء الباطنية من تلك الباطنية ومن هذا بيان شؤم الباطنية على منتحليها االلوف وقطع ايد

.فليعتبر بذلك المعتبرون

.وقد اختلف المتكلمون فى بيان اغراض الباطنية فى دعوتها الى بدعتها

لتى يتأولون عليها القرآن والسنة فذهب اآثرهم الى ان غرض الباطنية الدعوة الى دين المجوس بالتأويالت ا واستدلوا على ذلك بان زعيمهم االول ميمون بن ديصان آان مجوسيا من سبى االهواز ودعا ابنه عبد اهللا بن ميمون

الناس الى دين ابيه واستدلوا ايضا بان داعيهم المعروف بالبزدي قال فى آتابه المعروف بالمحصول ان المبدع ن األول والثانى مدبر العالم بتدبير الكواآب السبعة والطبائع األربع وهذا فى التحقيق معنى األول أبدع النفس ثم إ

قول المجوس ان أليزدان خلق اهرمن وانه مع اهرمن مدبران للعالم غير ان أليزدان فاعل الخيرات واهرمن فاعل .الشرور

Page 106: الفرق بين الفرق

106  

على ذلك بان حمدان قرمط داعية الباطنية بعد ومنهم من نسب الباطنية الى الصابئين الذين هم بحران واستدل ميمون بن ديصان آان من الصابئة الحرانية واستدل ايضا بان صابئة حران يكتمون اديانهم وال يظهرونها إال لمن .آان منهم والباطنية ايضا ال يظهرون دينهم اال لمن آان منهم بعد احالفهم اياه على ان ال يذآر اسرارهم لغيرهم

ال عبد القاهر الذى يصح عندي من دين الباطنية انهم دهرية زنادقة يقولون بقدم العالم وينكرون الرسل ق .والشرائع آلها لميلها الى استباحة آل ما يميل اليه الطبع

سالة والدليل على انهم آما ذآرناه ما قرأته في آتابهم المترجم بالسياسة والبالغ االآيد والناموس االعظم وهي ر عبيد اهللا بن الحسن القيرواني الى سليمان بن الحسن بن سعيد الجناني اوصاه فيها بان قال له ادع الناس بان تتقرب اليهم بما يميلون اليه وأوهم آل واحد منهم بأنك منهم فمن انست منه رشدا فاآشف له الغطاء واذا ظفرت بالفلسفي

هم مجمعون على ان نواميس االنبياء وعلى القول بقدم العالم لو ماما يخالفنا فاحتفظ به فعلى الفالسفة معولنا وانا وإيا .فيه بعضهم من ان للعالم مدبرا ال يعرفه

وذآر فى هذا الكتاب إبطال القول بالمعاد والعقاب وذآر فيها ان الجنة نعيم الدنيا وان العذاب انما هو اشتغال .أصحاب الشرائع بالصالة والحج والجهاد

.وقال ايضا فى هذه الرسالة إن اهل الشرائع يعبدون إلها ال يعرفونه وال يحصلون منه إال على اسم بال جسم

وقال فيها ايضا اآرم الدهرية فانهم منا ونحن منهم وفى هذا تحقيق نسبة الباطنية الى الدهرية والذى يؤآد هذا ه من اهللا تعالى والصائبين يدعون نبوة هرمس وواليس ان المجوس يدعون نبوة زرادشت ونزول الوحي علي

ودوروتيوس وافالطن وجماعة من الفالسفة وسائر اصحاب الشرائع آل صنف منهم مقرون بنزول الوحي من السماء على الذين اقروا بنبوتهم ويقولون ان ذلك الوحى شامل لالمر والنهى والخبر عن عاقبة بعد الموت وعن

نار يكون فيها الجزاء عن االعمال السالفة والباطنية يرفضون المعجزات وينكرون نزول ثواب وعقاب وجنه والمالئكة من السماء بالوحى واالمر والنهى بل ينكرون ان يكون فى السماء ملك وانما يتأولون المالئكة على دعائهم

.الى بدعتهم ويتأولون الشياطين على مخالفيهم واالبالسة على مخالفيهم

ويزعمون ان االنبياء قوم أحبوا الزعامة فساسوا العامة بالنواميس والحيل طلبا للزعامة بدعوى النبوة واالمامة وآل واحد منهم صاحب دور مسبع اذا انقضى دوره سبعة تبعهم فى دور آخر واذا ذآروا النبى والوحى قالوا ان

نطق الناطق على ما تراه يميل اليه هواه فمن صار الى النبى هو الناطق والوحى اساسه الفاتق والى الفاتق تأويل .تأويله الباطن فهو من المالئكة البرره ومن عمل بالظاهر فهو من الشياطين الكفرة

ثم تأولوا لكل رآن من ارآان الشريعة تأويال يورث تضليال فزعموا ان معنى الصالة مواالة امامهم والحج بالصوم االمساك عن افشاء سر االمام دون االمساك عن الطعام والزنى عندهم افشاء زيارته وادمان خدمته والمراد

.سرهم بغير عهد وميثاق

} واعبد ربك حتى يأتيك اليقين{وزعموا ان من عرف معنى العبادة سقط عنه فرضها وتأولوا فى ذلك قوله .وحملوا اليقين على معرفة التأويل

الته الى سليمان بن الحسن انى اوصيك بتشكيك الناس فى القرآن والتوراة والزبور وقد قال القيروانى في رس واالنجيل وبدعوتهم الى ابطال الشرائع والى ابطال المعاد والنشور من القبور وابطال المالئكة فى السماء وابطال

لك عون لك على القول بقدم الجن فى االرض واوصيك بان تدعوهم الى القول بانه قد آان قبل آدم بشر آثير فان ذ .العالم

Page 107: الفرق بين الفرق

107  

وفى هذا تحقيق دعوانا على الباطنية انهم دهرية يقولون بقدم العالم ويجحدون الصانع ويدل على دعوانا عليهم القول بابطال الشرائع ان القيروانى قال أيضا فى رسالته الى سليمان بن الحسن وينبغى ان تحيط علما بمخاريق

تهم فى اقوالهم آعيسى بن مريم قال لليهود ال ارفع شريعة موسى ثم رفعها بتحريم االحد بدال من االنبياء ومناقضا .السبت واباح العمل فى السبت وابدل قبلة موسى بخالف جهتها ولهذا قتلته البالد لما اختلفت آلمته

ن امر ربى لما لم يحضره ثم قال له وال تكن آصاحب االمة المنكوسة حين سألوه عن الروح فقال الروح م جواب المسألة وال تكن آموسى فى دعواه التى لم يكن له عليها برهان سوى المخرقة بحسن الحيلة والشعبذة ولما لم

يجد المحق فى زمانه عنده برهانا قال له لئن اتخذت إلها غيرى وقال لقومه انا ربكم االعلى النه آان صاحب الزمان .فى وقته

آخر رسالته وما العجب من شىء آالعجب من رجل يدعى العقل ثم يكون له اخت او بنت حسناء ثم قال فى وليست له زوجة فى حسنها فيحرمها على نفسه وينكحها من اجنبى ولو عقل الجاهل لعلم انه أحق باخته وبنته من

و االله الذى يزعمونه واخبرهم االجنبى ما وجه ذلك اال ان صاحبهم حرم عليهم الطيبات وخوفهم بغائب ال يعقل وهبكون ماال يرونه ابدا من البعث من القبور والحساب والجنة والنار حتى استعبدهم بذلك عاجال وجعلهم له فى حياته

فكان امره معهم نقدا } ال اسألكم عليه أجرا إال المودة فى القربى{ولذريته بعد وفاته خوال واستباح بذلك بقوله ئة وقد استعجل منهم بدل ارواحهم واموالهم على انتظار موعد ال يكون وهل الجنة إال هذه الدنيا وأمرهم معه نسي

.ونعيمها وهل النار وعذابها إال ما فيه اصحاب الشرائع من التعب والنصب فى الصالة والصيام والجهاد والحج

ن الذين يرثون الفردوس وفى هذه الدنيا ثم قال لسليمان بن الحسن فى هذه الرسالة وانت واخوانك هم الوارثو ورثتم نعيمها ولذاتها المحرمة على الجاهلين المتمسكين بشرائع اصحاب النواميس فهنيئا لكم ما نلتم من الراحة عن

.امرهم

.وفى هذا الذى ذآرناه داللة على ان غرض الباطنية القول بمذاهب الدهرية واستباحة المحرمات وترك العبادات

ثم ان الباطنية لهم فى اصطياد االغنام ودعوتهم الى بدعتهم حيل على مراتب سموها التفرس والتأنيس .والتشكيك والتعليق والربط والتدليس والتأسيس والمواثيق بااليمان والعهود وآخرها الخلع والسلخ

ى التلبيس وعارفا بوجوه تأويل الظواهر فاما التفرس فانهم قالوا من شرط الداعى الى بدعتهم ان يكون قويا عل ليردها الى الباطن ويكون مع ذلك مخبرا بين من يجوز من يطمع فيه وفى اغوائه وبين من ال مطمع فيه ولهذا قالوا

فى وصاياهم للدعاة الى بدعتهم ال تتكلموا فى بيت فيه سراج بعنون بالسراج من يعرف علم الكالم ووجوه النظر وا ايضا لدعاتهم ال تطرحوا بذرآم فى ارض سبخة وارادوا بذلك منع دعاتهم عن اظهار بدعتهم عند والمقاييس وقال

من ال يؤثر فيهم بدعتهم آما ال يؤثر البذر فى االرض السبخة شيئا وسموا قلوب اتباعهم االغنام ارضا زاآية النها لقابلة للدين القويم والصراط المستقيم وهى التى تقبل بدعتهم وهذا المثل بالعكس اولى وذلك ان القلوب الزاآية هى ا

ال تصدأ بشبه اهل الضالل آالذهب االبريز الذى ال يصدأ فى الماء وال يبلى فى التراب وال ينقص فى النار واالرض السبخة آقلوب الباطنية وسائر الزنادقة الذين ال يزجرهم عقل وال يردعهم شرع منهم ارجاس أنجاس

قد قسم لهم الحظ من الرزق من قسم رزق الخنازير فى } ان هم إال آاالنعام بل هم أضل سبيال{ أموات غير أحياء ال يسأل عما يفعل وهم يسألون{مراعيها وأباح طعمه العنب فى براريها }.

وقالوا ايضا من شرط الداعى الى مذهبهم ان يكون عارفا بالوجوه التي تدعى بها االصناف فليست دعوة الصناف من وجه واحد بل لكل صنف من الناس وجهه يدعى منه الى مذهب الباطنا .

فمن رآه الداعى مائال الى العبادات حمله على الزهد والعبادة ثم سأله عن معانى العبادات وعلل الفرائض .وشككه فيها

Page 108: الفرق بين الفرق

108  

نيل اللذات وتمثل له بقول الشاعر ومن رآه ذا مجون وخالعة قال له العبادة باله وحماقته وانما الفطنة فى :

من راقب الناس مات هما وفاز باللذة الجسور

ومن رآه شكا فى دينه او فى المعاد والثواب والعقاب صرح له بنفى ذلك وحمله على استباحة المحرمات واستروح :معه الى قول الشاعر الماجن

وعدوه من لحم وخمرأأترك لذة الصهباء صرفا لما

حياة ثم موت ثم نشر حديث خرافة يا ام عمرو

ومن رآه من غالة الرافضة آالسبابية والبيانية والمغيرية والمنصورية والخطابية لم يحتج معه الى تأويل اآليات .واالخبار النهم يتأولونها معهم على وفق ضاللتهم

ضة زيديا او اماميا مائال الى الطعن فى اخبار الصحابة دخل عليه من جهة شتم الصحابة ومن رآه من الراف وزين له بغض بنى تيم ألن ابا بكر منهم وبغض بنى عدى الن عمر بن الخطاب آان منهم وحثه على بغض بنى

بن عباد أمية النه آان منهم عثمان ومعاوية وربما استروح الباطنى فى عصرنا هذا الى قول اسماعيل :

دخول النار فى حب الوصى وفى تفضيل أوالد النبى

أحب الى من جنات عدن اخلدها بتيم أو عدى

:قال عبد القاهر قد أجبنا هذا القائل بقولنا فيه

أتطمع فى دخول جنات عدن وأنت عدو تيم أو عدى

وهم ترآوك أفضح من دعى وهم ترآوك أشقى من ثمود

وفى نار الجحيم غدا ستصلى اذا عاداك صديق النبي

ومن رآه الداعى مائال الى أبى بكر وعمر مدحهما عنده وقال لهما حظ فى تأويل الشرعية ولهذا استصحب النبى ويل شريعته فاذا سأله الموالى ألبى بكر وعمر عن التأويل أبا بكر الى الغار ثم الى المدينة وأفضى اليه فى الغار تأ

المذآور ألبى بكر وعمر اخذ عليه العهود والمواثيق فى آتمان ما يظهره له ثم ذآر له على التدريج بعض التأويالت جل ذلك فى فان قبلها منه اظهر له الباقى وان لم يقبل منه التأويل االول ربطه فى الباقى وآتمه عنه وشك الغر من أ

.ارآان الشريعة

والذين يروج عليهم مذهب الباطنية أصناف احدها العامة الذين قتلت بصائرهم بأصول العلم والنظر آالنبط .واالآراد وأوالد المجوس

.والصنف الثانى الشعوبية الذين يرون تفضيل العجم على العرب ويتمنون عود الملك الى العجم

الث اغنام بنى ربيعة من اجل غيظهم على مضر لخروج النبى منهم ولهذا قال عبد اهللا بن خازم والصنف الث السلمى فى خطبته بخراسان ان ربيعة لم تزل غضابا على اهللا مذ بعث نبيه من مضر ومن أجل حسد ربيعة لمضر

بنى مضر نبى فاذا استأنس بايعت بنو حنيفة مسيلمة الكذاب طمعا فى ان يكون فى بنى ربيعة نبى آما آان من االعجمى الغر او الربعى الحاسد المطز يقول الباطنى له قومك أحق بالملك من مضر سأله عن السبب فى عود الملك الى قومه فاذا سأله عن ذلك قال له ان الشريعة المضرية لها نهاية وقد دنا انقضاؤها وبعد انقضائها يعود الملك اليكم

Page 109: الفرق بين الفرق

109  

ر شريعة االسالم على التدريج فاذا قبل ذلك منه صار ملحدا خرسا واستثقل العبادات واستطاب ثم ذآر له تأويل إنكا .استحالل المحرمات فهذا بيان درجة التفرس منهم

ودرجة التأنيس قربية من درجة التفرس عندهم وهى تزيين ما عليه االنسان من مذهبه فى عينه ثم سؤاله بعد وتشكيكه اياه فى اصول دينه فاذا سأله المدعو عن ذلك قال علم ذلك عند االمام ووصل ذلك عن تأويل ما هو عليه

بذلك منه الى درجة التشكيك حتى صار المدعو الى اعتقاد ان المراد بالظواهر والسنن غير مقتضاها فى اللغة وهان .عليه بذلك ارتكاب المحظورات وترك العبادات

عو بطلب تأويل ارآان الشريعة فإما ان يقبل منهم تأويلها على وجه يؤول الى والربط عندهم تعليق نفس المد .رفعها وإما ان يبقى على الشك والحيرة فيها

ودرجة التدليس منهم قولهم للغر الجاهل بأصول النظر واالستدالل ان الظواهر عذاب وباطنها فيه الرحمة وذآر فاذا سألهم الغر عن } باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فضرب بينهم بسور له{له قوله فى القرآن

واذا أخذنا من النبيين {تأويل باطن الباب قالوا جرت سنة اهللا تعالى فى أخذ العهد والميثاق على رسله ولذلك قال وال تنقضوا {قوله وذآروا له } ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا

فاذا حلف الغر لهم بااليمان المغلظة } االيمان بعد توآيدها وقد جعلتم اهللا عليكم آفيال إن اهللا يعلم ما تفعلونوبالطالق والعتق وبسبيل االموال فقد ربطوه بها وذآروا له من تأويل الظواهر ما يؤدى الى رفعها بزعمهم فان قبل

الزنادقة باطال واستتر باالسالم ظاهرا وان نفر الحالف عن اعتقاد تأويالت الباطنية االحمق ذلك منهم دخل فى دين الزنادقة آتمها عليهم النه قد حلف لهم على آتمان ما اظهروه لهم من اسرارهم واذا قبلها منهم فقد حلفوه وسلخوه

من القشرعن دين االسالم وقالوا له حينئذ ان الظاهر آالقشر والباطن آاللب واللب خير .

قال عبد القاهر حكى له بعض من آان دخل فى دعوة الباطنية ثم وفقه اهللا تعالى لرشده وهداه الى حل ايمانهم أنهم لما وثقوا منه بايمانه قالوا له ان المسمين باالنبياء آنوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وآل من ادعى النبوة

الزعامة على العامة فخدعوهم بنيرنجات واستعبدوهم بشرائعهمآانوا أصحاب نواميس ومخاريق احبوا .

قال هذا الحاآى لى ثم ناقض الذى آشف لى هذا السر بان قال له ينبغى أن تعلم أن محمد بن اسماعيل بن جعفر ال فقلت ق} إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى{هو الذى نادى موسى بن عمران من الشجرة فقال له

سخنت عينك تدعونى الى الكفر برب قديم الخالق للعالم ثم تدعونى مع ذلك الى االقرار بربوبية انسان مخلوق وتزعم انه آان قبل والدته الها مرسال لموسى فان آان موسى عندك رازقا فالذى زعمت انه ارسله اآذب فقال لى

ن بدعتهمانك ال تفلح أبدا وندم على افشاء اسراره الى وتبت م .

فهذا بيان وجه حيلهم على اتباعهم وأما ايمانهم فان داعيهم يقول للحالف جعلت على نفسك عهد اهللا وميثاقه وذمته وذمة رسله وما أخذ اهللا تعالى من النبيين من عهد وميثاق انك تستر ما تسمعه منى وما تعلمه من امرى ومن

اعه واتباعه فى هذا البلد وفى سائر البلدان وامر المطيعين له من أمر االمام الذى هو صاحب زمانك وأمر أشيالذآور واالناث فال تظهر من ذلك قليال وال آثيرا وال تظهر شيئا يدل عليه من آتابة او اشارة إال ما أذن لك فيه

يؤذن لك فيه وقد االمام صاحب الزمان او أذن لك فى اظهاره المأذون له فى دعوته فتعمل فى ذلك حينئذ بمقدار ما جعلت على نفسك الوفاء بذلك وألزمته نفسك فى حالتى الرضاء والغضب والرغبة والرهبة قال نعم فاذا قال نعم قال له وجعلت على نفسك أن تمنعنى وجميع من اسميه لك مما تمنع منه نفسك بعهد اهللا تعالى وميثاقه عليك وذمته وذمة

ال تخون االمام وأولياءه واهل دعوته فى أنفسهم وال فى أموالهم وأنك ال رسله وتنصحهم نصحا ظاهرا وباطنا وأتتأول فى هذه االيمان تأويال وال تعتقد ما يحلها وإنك إن فعلت شيئا من ذلك فانت برىء من اهللا ورسله ومالئكته

تحج الى بيته مائة حجة ومن جميع ما أنزل اهللا تعالى من آتبه وانك ان خالفت فى شىء مما ذآرناه لك فلله عليك انماشيا نذرا واجبا وآل ما تملكه فى الوقت الذى أنت فيه صدقة على الفقراء والمساآين وآل مملوك يكون فى ملكك يوم تخالف فيه او بعده يكون حرا وآل امرأة لك اآلن او يوم مخالفتك او تتزوجها بعد ذلك تكون طالقا منك ثالث

Page 110: الفرق بين الفرق

110  

نيتك وعقد ضميرك فيما حلفت به فاذا قال نعم قال له آفى باهللا شهيدا بيننا وبينك فاذا طلقات واهللا تعالى الشاهد علىحلف الغر بهذه االيمان ظن انه ال يمكن حلها ولن يعلم الغر انه ليس اليمانهم عندهم مقدار وال حرمة وانهم ال يرون

يكون لليمين باهللا وبكتبه ورسله عندهم حرمة فيها وال فى حلها إثما وال آفارة وال عارا وال عقابا فى اآلخرة وآيفوهم ال يقرون بإله قديم بل يقرون بحدوث العالم وال يثبتون آتابا منزال من السماء وال رسوال ينزل عليه الوحي من

السماء وآيف يكون اليمان المسلمين عندهم حرمة ومن دينهم أن اهللا الرحمن الرحيم انما هو زعيمهم الذي يدعو اليه ومن مال منهم الى دين المجوس زعم أن اإلله نور بازائه شيطان قد غلبه ونازعه فى ملكه وآيف يكون لنذر الحج والعمرة عندهم مقدار وهم ال يرون للكعبة مقدارا ويسخرون بمن يحج ويعتمر وآيف يكون للطالق عندهم حرمة

موهم يستحلون آل امرأة من غير عقد فهذا بيان حكم االيمان عنده

فأما حكم االيمان عند المسلمين فإنا نقول آل يمين يحلف بها الحالف ابتداء بطوع نفسه فهو على نيته وآل يمين يحلف بها عند قاض او سلطان يحلفه ينظر فيها فان آانت يمينا فى دعوى لمدع شيئا على الحالف المنكر وآان

ان آان المدعى محقا والمنكر ظالما للمدعى فيمين المنكر على المدعى ظالما للمدعى عليه فيمن الحالف على نيته و .نية القاضى او السلطان الذي أحلفه ويكون الحالف خائنا فى يمينه

واذا صحت هذه المقدمة فالباحث عن دين الباطنية اذا قصد اظهار بدعتهم للناس او اراد النقض عليهم معذور استثنى بقلبه مشيئة اهللا تعالى فيها لم ينعقد عليه ايمانه ولم يحنث فيها باظهاره فى يمينه وتكون يمينه على نيته فاذا

أسرار الباطنية للناس ولم تطلق نساؤه وال تعتق مماليكه وال تلزمه صدقة بذلك وليس زعيم الباطنية عند المسلمين آر الحديث المأثور اذآروا إماما ومن اظهر سره لم يظهر سر امام وانما اظهر سر آافر زنديق وقد جاء فى ذ

.الفاسق بما فيه يحذره الناس فهذا بيان حيلتهم على االغمار بااليمان

فاما احتيالهم على األغمار بالتشكيك فمن جهة أنهم يسألونهم عن مسائل من احكام الشريعة يوهمونهم فيها ان فيها علوما ال يحيط بها إال زعيمهم خالف معانيها الظاهرة وربما سألوهم عن مسائل فى المحسوسات يوهمون

فمن مسائلهم قول الداعى منهم للغر لم صار لالنسان أذنان ولسان واحد ولم صار للرجل ذآر واحد وخصيتان ولم صارت األعصاب متصلة لدماغ واألوراد متصلة بالكبد والشرايين متصلة بالقلب ولم صار االنسان مخصوصا

لى واالسفل وسائر الحيوان ينبت الشعر على جفنه األعلى دون االسفل ولم صار ثدى بنبات الشعر على جفنيه األعاالنسان على صدره وثدى البهائم على بطونها ولماذا لم يكن للفرس غدد وال آرش وال آعب وما الفرق بين الحيوان

هذا آثير يوهمون ان العلم الذى يبيض وال يلد وال يبيض وبماذا يميز بين السمكة النهرية والسمكة البحرية ونحو .بذلك عند زعيمهم

ومن مسائلهم فى القرآن سؤالهم عن معاني حروف الهجاء فى أوائل السور آقوله الم وحم وطس وبس وطه وآهيعص وربما قالو ما معنى آل حرف من حروف الهجاء ولم صارت حروف الهجاء تسعة وعشرين حرفا ولم

ن النقط ولم جاز وصل بعضها بما بعدها بحرف وربما للغر ما معنى قوله عجم بعضها بالنقط وخال بعض مولم جعل اهللا تعالى أبواب الجنة ثمانية وأبواب النار سبعة ؟ وما معنى } ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية{

موا انه ال يعرف ومافائدة هذا العدد ؟ وربما سألوا عن آيات أوهموا فيها التناقض، وزع} عليها تسعة عشر{قوله فوربك لنسألنهم {مع قوله فى موضع آخر } فيومئذ ال يسأل عن ذنبه إنس وال جان{تأويلها اال زعيمهم، آقوله

.{أجمعين

ومنها مسائلهم فى أحكام الفقه آقولهم لم صارت صالة الصبح رآعتين والظهر اربعا والمغرب ثالثا ولم صار لم آان الوضوء على اربعة اعضاء والتيمم على عضوين ولم وجب الغسل من فى آل رآعة رآوع واحد وسجدتان و

المنى وهو عند اآثر المسلمين طاهر ولم يجب الغسل من البول مع نجاسته عند الجميع ولم أعادت الحائض ما وهال قطع ترآت من الصيام ولم تعد ما ترآت من الصالة ولم آانت العقوبة فى السرقة بقطع اليد وفى الزنى بالجلد

الفرج الذى به زنى فى الزنى آما قطعت اليد التى بها سرق فى السرقة فاذا سمع الغر منهم هذه االسئلة ورجع اليهم

Page 111: الفرق بين الفرق

111  

فى تأويلها قالوا له علمها عند امامنا وعند المأذون له فى آشف أسرارنا فاذا تقرر عند الغر ان امامهم او ما دونه د بظواهر القرآن والسنة غير ظاهرها فاخرجوه بهذه الحيلة عن العمل باحكام هو العالم بتأويله اعتقد ان المرا

الشريعة فاذا اعتاد ترك العبادة واستحل المحرمات آشفوا له القناع وقالوا له لو آان لنا اله قديم غنى عن آل شىء بين جبلين فاذا قبل منهم لم يكن له فائدة فى رآوع العباد وسجودهم وال فى طوافهم حول بيت من حجر وال فى سعى

.ذلك فقد انسلخ عن توحيد ربه وصار جاحدا له زنديقا

قال عبد القاهر والكالم عليهم فى مسائلهم التي يسألون عنها عند قصدهم الى تشكيك االغمار فى اصول الدين :من وجهين

العالم وتثبتوا له صانعا قديما عالما حكيما أحدهما أن يقال لهم انكم ال تخلون من أحد أمرين اما أن تقروا بحدوث يكون له تكليف عباده ما شاء آيف شاء وإما ان تنكروا ذلك وتقولوا بقدم العالم ونفى الصانع فان اعتقدتم قدم العالم وا ونفى الصانع فال معنى لقولكم لم فرض اهللا آذا ولم حرم آذا ولم خلق آذا ولم جعل آذا على مقدار آذا اذا لم تقرباله فرض شيئا أو حرمه او خلق شيئا او قدره ويصير الكالم بيننا وبينكم آالكالم بيننا وبين الدهرية فى حدوث

العالم وإن أقررتم بحدوث العالم وتوحيد صانعه وأجزتم له تكليف عباده ما شاء من االعمال آان جواز ذلك جوابا ذلك منه إن أقررتم به ويجواز تكليفه وآذلك سؤالهم عن لكم عن قولكم لم فرض ولم حرم آذا القرارآم بجواز

خاصية المحسوسات يبطل إن أقروا بصانع احدثها وان أنكرواالصانع فال معنى لقولهم لم خلق اهللا ذلك مع انكارهم .أن يكون لذلك صانع قديم

لهم آيف يكون زعماء الباطنية والوجه الثانى من الكالم عليهم فيما سألوا عنه من عجائب خلق الحيوان ان يقال مخصوصين بمعرفة علل ذلك وقد ذآرته االطباء والفالسفة فى آتبهم وصنف ارسطا طاليس فى طبائع الحيوان آتابا

وما ذآرت الفالسفة من هذا النوع شيئا إال مسروقا من حكماء العرب الذين آانوا قبل زمان الفالسفة من العرب ية وسائر االصناف الحميرية وقد ذآرت العرب فى اشعارها وأمثالها جميع طبائع القحطانية والجرهمية والطسم

الحيوان ولم يكن فى زمانها باطنى وال زعيم للباطنية وإنما أخذ ارسطاطاليس الفرق بين ما يلد وما يبيض من قول يبوضا الن لها أذنا العرب فى أمثالها آل شرقاء ولود وآل صكاء بيوض ولهذا آان الخفاش من الطير ولودا ال

.شرقاء وآل ذات أذن صكاء بيوض آالحية والضب والطيور البائضة

وذآر أبو عبيدة معمر بن المثنى وعبد الملك بن قريب األصمعى أن العرب قالت بتحريمها فى الجاهلية أن آل فن األعلى واالسفل وقالوا آل حيوان لعينيه أهداب على الجفن األعلى دون االسفل ال االنسان فان اهدابه على الج

.حيوان ألقى فى الماء يسبح فيه إال اإلنسان والقرد والفرس االعسر فانه يغرق فيه إال أن يتعلم االنسان السباحة

وقالوا في االنسان انه اذا قطع رأسه وألقى فى الماء انتصب قائما فى وسط الماء وقالوا آل طائر آفه فى رجليه لقرد فى اليد وآل ذى أربع رآبته فى يده ورآبتا االنسان فى رجليه وقالوا ليس للفرس غدد وال وآف االنسان وا

آرش وال طحال وال آعب وليس للبعير مرارة وليس للظليم مخ وآذلك طير الماء وحيتان البحر ليس لها ألسن وال ها آذلك وال تتنفس وقالت العرب من أدمغة وقد يكون حوت النهر ذا لسان ودماغ وقالوا ان السموك آلها ال رئة ل

تجاربها ان الضأن تضع فى السنة مرة وتفرد وال تتيم والماعز تضع فى السنة مرتين وتضع الواحدة واالثنتين والثالثة والعدد والنماء والبرآة فى الضأن اآثر منها فى الماعز وقالوا ايضا اذا رعت الضان نبتا وفصيال نبت وال

اعز ألن الضأن تقرضه بأسنانها والماعز تقلعه من أصله وقالوا ان الماعز اذا حملت انزلت اللبن ينبت ما يأآله الماول الحمل الى الضرع والضائنية ال تنزل اللبن اال عند الوالدة وقالوا إن اصوات الذآور من آل جنس أجهر من

.اصوات االناث اال المعزى فان اصوات اناثها اجهر من اصوات ذآورها

ومن امثال العرب فى الحيوان فهو لهم آل ثور افطس وآل بعير اعلم وآل ذى ناب افرج وقالوا بالتجربة ان االسد ال يأآل شيئا حامضا وال يدنو من النار وال يدنو من الحامض وقالوا ان حمل الكلب ستون يوما فان وضعت

ب يحضن لسبعة اشهر ثم ان الكلبة تحيض فى آل حملها ألقل من ذلك لم تكد اوالدها تعيش وقالوا ان اناث الكال

Page 112: الفرق بين الفرق

112  

سبعة ايام وعالمة حيضها ورم اثغارها وقالوا فى الكلب انه ال يلقى من اسنانه شيئا اال الثامن وقالوا فى الذئب انه :ينام باجدى عينيه ويحترس باالخرى ولذلك قال فيه حميد بن ثور

فهو يقظان نائم ينام باحدى مقلتيه ويتقى باخرى المنايا

واالرنب تنام مفتوحة العينين وقالوا ليس في الحيوان ما لسانه مقلوب اال الفيل وليس في ذوات االربع ماثديه على صدره اال الفيل وقالوا ان الفيل تضع لسبع سنين والحمار لسنة والبقرة في ذلك آالمرأة وقالوا في قضيب

لوا آل ذى رجلين اذا انكسرت احداهما قام على االخرى وعرج اال الظليم فانه اذا االرنب والثعلب انه عظم وقا :انكسرت احدى رجليه جثم في مكانه ولهذا قال الشاعر فى نفسه واخيه

فانى واياه آرجلى نعامة على ما بنامن ذى غنى وذى فقر

عامة أنها تبيض من ثالثين بيضة الى اربعين لكنها تخرج ثالثين يريد ال غنى ألحدهما عن صاحبه وقالوا في الن :منها تحضن عليها آخيط ممدود على االستواء وربما ترآت بيضها وحضنت بيض غيرها ولهذا قال فيها ابن هرمة

آتارآة بيضها بالعرا وملبسة بيض اخرى جناحا

البياض والصفرة غذاؤهما وقالوا فى القطا انها ال تضع اال فردا وفى وقالوا فى الفرج والفروج انهما يخلقان من العقاب انها تضع ثالث بيضات فتخرج بيضتين وتطرح واحدة فيخرجها الطير المعروف بكاسى العظام ولهذا قيل

حسولة فى المثل أبر من آاسى العظام وقالوا فى الضب انها تضع سبعين بيضة ولكنها ولكنها تأآل ما خرج من العن البيض إال الحسل الذى يعدو ويهرب منها ولهذا قالوا فى المثل أعق من ضب والضب ال يرد الماء ولهذا قالوا فى المثل اروى من ضب وقالوا في الضب إنه ذو ذآرين ولألنثى من الضباب فرجان من قبل وقالوا في الحية لها

ت آلها تكره ريح السذاب والبنفسج وتعجب بريح التفاح لسانان ولسانها اسود على اختالف الوان قشرها والحياوالبطيخ والجرو والخرذل واللبن والخمر وقالوا في الضفادع انها ال تصيح اال وفي افواهها الماء وال تصيح في

:دجلة بحال وان صاحت في الفرات وسائر االنهار وقال الشاعر فى الضفدع

نق والنقيق يتلفهيدخل في االشداق ما ينضفه حتى ي

يعنى ان نقيقها يدل عليها الحية فتصيدها فتأآلها وقالوا ان الضفادع ال عظام لها وقالوا في الجعل انه اذا دفن في .الورد سكن آالميت فاذا اعيد الى الروث تحرك

ها بالتجارب من غير رجوع فهذا وما جرى مجراه من خواص الحيوانات وغيرها قد عرفته العرب في جاهليت منها الى زعماء الباطنية بل عرفوها قبل وجود الباطنية في الدنيا باحقاب آثيرة وفي هذا بيان آذب الباطنية في

دعواها أن زعماءها مخصصون بمعرفة أسرار االشياء وخواصها وقد بينا خروجهم عن جميع فرق االسالم بما فيه آفاية والحمد هللا على ذلك

.

Page 113: الفرق بين الفرق

113  

{الباب الخامس}

من ابواب هذا الكتاب

في بيان اوصاف الفرقة الناجية وتحقيق النجاة لها وبيان محاسنها

هذا باب يشتمل على فصول هذه ترجمتها

فصل في بيان أصناف فرق السنة والجماعه (1)

فصل فى بيان تحقيق النجاة الهل السنة والجماعة (2)

اجتمع عليها اهل السنة والجماعهفصل فى بيان االصول التي (3)

فصل فى بيان قول اهل السنة فى السلف الصالح من األمة (4)

فصل في بيان عصمة أهل السنة عن تكفير بعضهم بعضا (5)

فصل في بيان فضائل أهل السنة وأنواع علومهم وذآر أئمتهم (6)

فيهما فصل في بيان آثار أهل السنة في الدين والدنيا وذآر مفاخرهم (7) .

.فهذه فصول هذا الباب، وسنذآر فى آل منها مقتضاه بعون اهللا وتوفيقه

{الفصل األول}

من فصول هذا الباب

ي بيان أصناف أهل السنة والجماعةف

:اعلموا أسعدآم اهللا أن أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس

النبوة وأحكام الوعد والوعيد، والثواب والعقاب، وشروط اإلجتهاد، صنف منهم أحاطوا علما بأبواب التوحيد و واإلمامة، والزعامة، وسلكوا في هذا النوع من العلم طرق الصفاتية من المتكلمين الذين تبرءوا من التشبيه

.والتعطيل، ومن بدع الرافضة والخوارج والجهية والنجارية وسائر أهل األهواء الضالة

أئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث، من الذين اعتقدوا في أصول الدين مذاهب الصفاتية : ي منهموالصنف الثان في اهللا وفي صفاته األزلية، وتبرءوا من القدر واإلعتزال، وأثبتوا رؤية اهللا تعالى باألبصار من غير تشبيه وال

إثبات الحزض والصراط والشفاعة وغفران تعطيل، وأثبتوا الحشر من القبور، مع إثبات السؤال في القبر، زمع .الذنوب التى دون الشرك

بدوام نعيم الجنة على أهلها، ودوام عذاب النار على الكفرة، : وقالوا

بإمامة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وأحسنوا الثناء على السلف الصالح من األمة، ورأوا وجوب : وقالوا تبرءوا من أهل األهواء الضالة، وروأوا وجوب استنباط أحكام الشريعة من القرآن والسنة الجمعة خلف األئمة الذين

Page 114: الفرق بين الفرق

114  

ومن إجماع الصحابة، ورأوا جواز المسح على الخفين، ووقوع الطالق الثالث، ورأوا تحريم المتعة، ورأوا وجوب .طاعة السلطان فيما ليس بمعصية

واألوزاعي والثوري وأبو حنيفة وابن أبي ليلى وأصحاب أبي ويدخل في هذه الجماعة أصحاب مالك والشافعي ثور وأصحاب أحمد بن حنبل وأهل الظاهر وسائر الفقهاء الذين اعتقدوا في األبواب العقلية أصول الصفاتية، ولم

.يخلطوا فقهه بشيء من بدع أهل األهواء الضالة

ار والسنن المأثورة عن النبي عليه السالم، وميزوا بين هم الذين أحاطوا علما بطرق األخب: والصنف الثالث منهم . الصحيح والسقيم منها، وعرفوا أسباب الجرح والتعديل، ولم يخلطوا علمهم بذلك بشيء من بدع أهل األهواء الضالة

والصنف الرابع منهم قوم احاطوا علما باآثر ابواب االدب والنحو والتصريف وجروا على سمت أئمة اللغة الخليل وابى عمرو بن العالء وسيبويه والفراء واالخفش واألصمعى والمازنى وأبى عبيد وسائر ائمة النحو من آ

الكوفيين والبصريين الذين لم يخلطوا علمهم بذلك بشىء من بدع القدرية او الرافضة او الخوارج ومن مال منهم الى له حجة فى اللغة والنحوشىء من االهواء الضالة لم يكن من اهل السنة وال آان قو .

والصنف الخامس منهم هم الذين أحاطوا علما بوجوه قراءات القرآن وبوجوه تفسير آيات القرآن وتأويلها على وفق مذاهب اهل السنة دون تأويالت اهل االهواء الضالة

ورضوا بالمقدور وقنعوا والصنف السادس منهم الزهاد الصوفية الذين ابصروا فاقصروا واختبروا فاعتبروا بالميسور وعلموا ان السمع والبصر والفؤاد آل اولئك مسئول عن الخير والشر ومحاسب على مثاقيل الذر فاعدوا خير االعتداد ليوم المعاد وجرى آالمهم فى طريقى العبارة واالشارة على سمت اهل الحديث دون من يشترى لهو

رآونه حياء دينهم التوحيد ونفى التشبيه ومذهبهم التفويض الى اهللا تعالى الحديث ال يعملون الخير رياء وال يتذلك فضل اهللا يؤتيه من يشاء {والتوآل عليه والتسليم المره والقناعة بما رزقوا واإلعراض عن االعتراض عليه

.{واهللا ذو الفضل العظيم

جاهدون اعداء المسلمين ويحمون حمى السابع منهم قوم مرابطون فى ثغور المسلمين فى وجوه الكفرة ي المسلمين ويذبون عن حريمهم وديارهم ويظهرون فى ثغورهم مذاهب اهل السنة والجماعة وهم الذين انزل اهللا

زادهم اهللا تعالى توفيقا بفضله ومنه} والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا{تعالى فيهم قوله .

لتى غلب فيها شعائر اهل السنة دون عامة البقاع التى ظهر فيها شعار اهل والصنف الثامن منهم عامة البلدان ا .االهواء الضالة

وانما اردنا بهذه الصنف من العامة عامة اعتقدوا تصويب علماء السنة والجماعة فى ابواب العدل والتوحيد رام ولم يعتقدوا شيئا من بدع اهل والوعد والوعيد ورجعوا اليهم فى معالم دينهم وقلدوهم في فروع الحالل والح

.االهواء الضالة وهؤالء هم الذين سمتهم الصوفية حشو الجنة

فهؤالء اصناف اهل السنة والجماعة ومجموعهم اصحاب الدين القويم والصراط المستقيم ثبتهم اهللا تعالى بالقول يرالثابت فى الحياة الدنيا وفى اآلخرة انه باإلجابة جدير وعليها قد

.

Page 115: الفرق بين الفرق

115  

{الفصل الثانى}

من فصول هذا الباب

فى بيان تحقيق النجاة الهل السنة والجماعة

قد ذآرنا فى الباب االول من هذا الكتاب ان النبى عليه السالم لما ذآر افتراق امته بعده ثالثا وسبعين فرقة لى الذين هم على ما عليه هو وأخبر ان فرقة واحدة منها ناجية سئل عن الفرقة الناجية وعن صفتها فأشار ا

واصحابه ولسنا نجد اليوم من فرق االمة من هم على موافقة الصحابة رضى اهللا عنهم غير اهل السنة والجماعة من .فقهاء االمة ومتكلميهم الصفاتية دون الرافضة والقدرية والخوارج والجهمية والنجارية والمشبهة والغالة والحلولية

يف يكونون موافقيه للصحابة وقد طعن زعيمهم النظام فى اآثر الصحابة وأسقط عدالة ابن مسعود اما القدرية فك ان السعيد من سعد فى بطن امه والشقى من شقى {ونسبه الى الضالل من اجل روايته عن النبى صلى اهللا عليه وسلم

ى عليه السالم وطعن فى فتاوى عمر وروايته انشقاق القمر وما ذاك منه اال النكاره معجزات النب} فى بطن امهرضى اهللا عنه من اجل انه حد فى الخمر ثمانين ونفى نصر بن الحجاج الى البصرة حين خاف فتنته نساء المدينة به وما هذا منه اال لقلة غيرته على الحرم وطعن فى فتاوى على رضى اهللا عنه لقوله فى امهات االوالد ثم رأيت أنهن

تى يحكم برأيه وثلب عثمان رضى اهللا عنه لقوله فى الخرقا بقسم المال بين الجد واالم واالخت يبعن وقال من هو حثالثا بالسوية ونسب ابا هريرة الى الكذب من اجل ان الكثير من رواياته على خالف مذاهب القدرية وطعن فى

رين إما لجهلهم بان ذلك ال يحل لهم فتاوى آل من افتى من الصحابة باالجتهاد وقال ان ذلك منهم انما آان ألجل اموإما النهم ارادوا ان يكونوا زعماء وارباب مذاهب تنسب اليهم فنسب اخيار الصحابة الى الجهل او النفاق والجاهل

باحكام الدين عنده آافر والمتعمد للخالف بال حجة عنده منافق آافر او فاسق فاجر وآالهما من أهل النار على مه على أعالم الصحابة الخلود فى النار التى هو بها أولى ثم انه أبطل اجماع الصحابة ولم ير الخلود فاوجب بزع

حجة وأجاز اجتماع االمة على الضاللة فكيف يكون على سمت الصحابة مقتديا بهم من يرى مخالفة جميعهم واجبا .اذا آان رأيه خالف رأيهم

الة على وابنيه وابن عباس وطلحة والزبير وعائشة وآل من وآان زعيمهم واصل بن عطا الغزال يشك فى عد شهد حرب الجمل من الفريقين ولذلك قال لو شهد عندي على وطلحة على باقة بقل لم احكم بشهادتهما لعلمى بان احدهما فاسق وال أعرفه بعينه فجائز على اصله أن يكون على واتباعه فاسقين مخلدين فى النار وجائز ان يكون

يق اآلخر الذين آانوا أصحاب الجمل فى النار خالدين فشك فى عدالة على وطلحة والزبير مع شهادة النبى عليه الفرلقد رضى اهللا عن {السالم لهؤالء الثالثة بالجنة ومع دخولهم فى بيعة الرضوان وفى جملة الذين قال اهللا تعالى فيهم

م فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريباالمؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى بطونه }.

وآان عمرو بن عبيد يقول بقول واصل فى فريقي الجمل وزاد عليه القول بالقطع على فسق آل فرقة من الفرقتين وذلك ان واصال إنما قطع بفسق أحد الفريقين ولم يحكم بشهادة رجلين أحدهما من أصحاب على واآلخر من

ل شهادة رجلين من أصحاب على وشهادة رجلين من أصحاب الجمل وقال عمرو بن عبيد ال أصحاب الجمل وقبأقبل شهادة الجماعة منهم سواء آانوا من أحد الفريقين وآان بعضهم من حزب على وبعضهم من حزب الجمل

.فاعتقد فسق الفريقين جميعا

أيوب االنصارى وخزيمة بن ثابت االنصارى وواجب على أصله ان يكون على وابناه وابن عباس وعمار وأبو الذى جعل رسول اهللا شهادته بمنزلة شهادة رجلين عدلين وسائر أصحاب على مع طلحة والزبير وعائشة وسائر

اصحاب الجمل فاسقين مخلدين فى النار وفيهم من الصحابة الوف وقد آان مع على خمسة وعشرون بدريا واآثر ار وجماعة من المهاجرين االوليناصحاب أحد وستمائة من االنص .

Page 116: الفرق بين الفرق

116  

وقد آان أبو الهذيل والجاحظ واآثر القدرية فى هذا الباب على رأى واصل بن عطا فيهم فكيف يكون مقتديا بالصحابة من يفسق اآثرهم ويراهم من أهل النار ومن ال يرى شهادتهم مقبولة آيف يقبل روايتهم ومن رد رواياتهم

سمتهم ومتابعتهم وانما يقتدى بهم من يعمل برواياتهم ويقبل شهاداتهم آدأب أهل السنة ورد شهاداتهم خرج عن .والجماعة فى ذلك

واما الخوارج فقد اآفروا عليا وابنيه وابن عباس وابا أيوب االنصارى واآفروا ايضا عثمان وعائشة وطلحة اآفروا آل ذى ذنب من االمة وال يكون على سمت والزبير واآفروا آل من لم يفارق عليا ومعاوية بعد التحكيم و

.الصحابة من يقول بتكفير اآثرها

واما الغالة من الروافض آالسبابية والبيانية والمغيرية والمنصورية والجناحية والخطابية وسائر الحلولية فقد بينا ولية من النصارى وليس لعبدة االصنام خروجهم عن فرق االسالم وبينا أنهم فى عداد عبدة االصنام أو فى عداد الحل

.وال للنصارى وسائر الكفرة بالصحابة اسوة وال قدوة

واما الزيدية منهم فالجارودية منهم يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان واآثر الصحابة وال يقتدى بهم من يكفر .اآثرهم

ه ويفسقون ناصريه ويكفرون اآثر اصحاب الجملوالسليمانية والبترية من الزيدية يكفرون عثمان او يوقفون في .

.واما االمامية منهم فقد زعم اآثرهم أن الصحابة ارتدت بعد النبى سوى على وابنيه ومقدار ثالثة عشر منهم

وزعمت الكاملية منهم أن عليا ايضا ارتد وآفر بترآه قتالهم فكيف يكون على سمت الصحابة من يقول .بتكفيرهم

ثم نقول آيف يكون الرافضة والخوارج والقدرية والجهمية والنجارية والبكرية والضرارية موافقين للصحابة وهم بأجمعهم ال يقبلون شيئا مما روى عن الصحابة فى أحكام الشريعة المتناعهم من قبول روايات الحديث والسير

بار واآلثار ورواه التواريخ والسير ومن اجل والمغازى من اجل تكفيرهم ألصحاب الحديث الذين هم نقلة االخ .تكفيرهم فقهاء االمة الذين ضبطوا آثار الصحابة وقاسوا فروعهم على فتاوى الصحابة

ولم يكن بحمد اهللا ومنه فى الخوارج وال فى الروافض وال فى الجهمية وال فى القدرية وال فى المجسمة وال فى م فى الفقه وال إمام فى رواية الحديث وال إمام فى اللغة والنحو وال موثوق به فى سائر اهل االهواء الضالة قط إما

نقل المغازى والسير والتواريخ وال إمام في الوعظ والتذآير وال إمام فى التأويل والتفسير وانما آان أئمة هذه العلوم ا الروايات الواردة عن الصحابة فى على الخصوص والعموم من اهل السنة والجماعة واهل االهواء الضالة اذا ردو

.احكامهم وسيرهم لم يصح اقتداؤهم بهم متى لم يشاهدوهم ولم يقبلوا رواية اهل الرواية عنهم

وبان من هذا أن المقتدين بالصحابة من يعمل بما قد صح بالرواية الصحيحة في احكامهم وسيرهم وذلك سنة آرناه تحقيق نجاتهم آحكم النبى بنجاة المقتدين باصحابه والحمد هللا اهل السنة دون ذوى السنة وصح بصحة ما ذ

على ذلك

.

Page 117: الفرق بين الفرق

117  

{الفصل الثالث}

من فصول هذا الباب

في بيان االصول التى اجتمعت عليها اهل السنة

قد اتفق جمهور اهل السنة والجماعة على اصول من ارآان الدين

قيقته ولكل رآن منها شعب وفي شعبها مسائل اتفق اهل السنة فيها آل رآن منها يجب على آل عاقل بالغ معرفة ح .على قول واحد وضللوا من خالفهم فيها

واول االرآان التى رأوها من اصول الدين اثبات الحقائق والعلوم على الخصوص والعموم (1)

والرآن الثانى هو العلم بحدوث العالم في اقسامه من اعراضه واجسامه (2)

رآن الثالث فى معرفة صانع العالم وصفات ذاتهوال (3)

والرآن الرابع في معرفة صفاته االزلية (4)

والرآن الخامس في معرفة اسمائه واوصافه (5)

والرآن السادس في معرفة عدله وحكمته (6)

والرآن السابع في معرفة رسله وانبيائه (7)

رامات االولياءوالرآن الثامن في معرفة معجزات االنبياء وآ (8)

والرآن التاسع في معرفة ما أجمعت االمة عليه من ارآان شريعة االسالم (9)

والرآن العاشر في معرفة احكام االمر والنهى والتكليف (10)

والرآن الحادى عشر في معرفة فناء العباد وأحكامهم فى المعاد (11)

وشروط الزعامةوالرآن الثانى عشر في معرفة الخالفة واالمامة (12)

والرآن الثالث عشر آذا في احكام االيمان واالسالم في الجملة (13)

والرآن الرابع عشر في معرفة احكام االولياء ومراتب األئمة االتقياء (14)

.والرآن الخامس عشر في معرفة احكام االعداء من الكفرة واهل االهواء (15)

اعدها وضللوا من خالفهم فيها وفى آل رآن منها مسائل اصول ومسائل فهذه اصول اتفق أهل السنة على قو .فروع وهم يجمعون على اصولها وربما اختلفوا فى بعض فروعها اختالفا ال يوجب تضليال وال تفسيقا

فأما الرآن االول فى اثبات الحقائق والعلوم،

قالوا بتضليل نفاة العلم وسائر االعراض وبتجهيل فقد اجمعوا على اثبات العلوم معانى قائمة بالعلماء و السوفسطائية الذين ينفون العلم وينفون حقائق االشياء آلها وعدوهم معاندين لما قد علموه بالضرورة وآذلك

Page 118: الفرق بين الفرق

118  

السوفسطائية الذين شكوا فى وجود الحقائق وآذلك الذين قالوا منهم بان حقائق االشياء تابعة لالعتقاد وصححوا جميع تقادات مع تضادها وتنافيها وهذه الفرق الثالث آلها آفرة معاندة لموجبات العقول الضروريةاالع .

وقال أهل السنة ان علوم الناس وعلوم سائر الحيوانات ثالثة انواع علم بديهى وعلم حسى وعلم استداللى وقالوا لخمس فهو معاند ومن انكر العلوم النظرية من جحد العلوم البديهية او العلوم الحسية الواقعة من جهة الحواس ا

الواقعة عن النظر واالستدالل نظر فيه فان آان من السمنية المنكرة للنظر في العلوم العقلية فهو آافر ملحد وحكمه حكم الدهرية لقوله معهم بقدم العالم وانكار الصانع مع زيادته عليهم القول بابطال االديان آلها وان آان ممن يقول

لنظر في العقليات وينكر القياس في فروع االحكام الشرعية آأهل الظاهر لم يكفر بانكار القياس الشرعىبا .

وقالوا بان الحواس التى يدرك بها المحسوسات خمس وهى حاسة البصر الدراك المرئيات وحاسة السمع ئح وحاسة اللمس الدراك الحرارة الدراك المسموعات وحاسة الذوق الدراك الطعوم وحاسة الشم الدراك الروا

.والبرودة والرطوبة واليبوسة واللين والخشونة بها

وقالوا ان االوراآات الواقعة من جهة هذه الحواس معانى قائمة باآلالت التى تسمى حواس وضللوا ابا هاشم بن .الجباى فى قوله ان االدراك ليس بمعنى وال عرض وال شىء سوى المدرك

وا ان الخبر المتواتر طريق العلم الضرورى بصحة ما تواتر عنه الخبر اذا آان المخبر عنه مما يشاهد وقال ويدرك بالحس والضرورة آالعلم بصحة وجود ما تواتر الخبر فيه من البلدان التى لم يدخلها السامع المخبر عنها او

عاوى االنبياء في النبوة فمعلوم لنا بالحجج النظريةآعلمنا بوجود االنبياء والملوك الذين آانوا قبلنا فاما صحة د .

.واآفروا من انكر من السمنية وقوع العلم من جهة التواتر

.وقالوا ان االخبار التى يلزمنا العمل بها ثالثة انواع تواتر وآحاد ومتوسط بينهما مستفيض

العلم الضروري بصحة مخبره وبهذا النوع من فالخبر المتواتر الذى يستحيل التواطؤ على وضعه يوجب االخبار علمنا البلدان التى لم ندخلها وبها عرفنا الملوك واالنبياء والقرون الذين آانوا قبلنا وبه يعرف االنسان والديه

.اللذين هو منسوب اليهما

موجبة للعمل بها دون العلم وأما اخبار اآلحاد فمتى صح اسنادها وآانت متونها غير مستحيلة في العقل آانت .وآانت بمنزلة شهادة العدول عند الحاآم فى انه يلزمه الحكم بها فى الظاهر وان لم يعلم صدقهم فى الشهادة

وبهذا النوع من الخبر اثبت الفقهاء اآثر فروع االحكام الشرعية فى العبادات والمعامالت وسائر ابواب الحالل وجوب العمل باخبار اآلحاد في الجملة من الرافضة والخوارج وسائر اهل االهواء والحرام وضللوا من اسقط .

واما الخبر المستفيض المتوسط بين التواتر واآلحاد فانه يشارك التواتر فى ايجابه للعلم والعمل ويفارقه من ن ضروريا غير مكتسبحيث ان العلم الواقع عنه يكون علما مكتسبا نظريا والعلم الواقع عن التواتر يكو .

:وهذا النوع من الخبر على اقسام

منها اخبار االنبياء فى انفسهم وآذلك خبر من أخبر النبى عن صدقه يكون العلم لصدقه مكتسبا

ومنها الخبر المنتشر من بعض الناس اذا اخبر به بحضرة قوم ال يصح منهم التواطؤ على الكذب وادعى عليهم ما اخبر عنه بحضرتهم فاذا لم ينكر عليه احد منهم علمنا صدقة فيهوقوع .

Page 119: الفرق بين الفرق

119  

وبهذا النوع من االخبار علمنا معجزة نبينا فى انشقاق القمر وتسبيح الحصا فى يده وحنين الجذع اليه لما فارقه ثبوت القرآن واشباعه الخلق الكثير من الطعام اليسير ونحو ذلك من معجزاته غير القرآن المعجز نظمه فان

.وظهوره عليه وعجز العرب والعجم عن المعارضة بمثله معلوم بالتواتر الموجب للعلم الضروري

ومنها أخبار مستفيضة بين ائمة الحديث والفقه وهم مجمعون على صحتها آاالخبار في الشفاعة والحساب .والحوض والصراط والميزان وعذاب القبر وسؤال الملكين فى القبر

وآذلك األخبار المستفيضة فى آثير من احكام الفقه آنصب الزآاة واخبار الهوا وحد الخمر فى الجملة واالخبار .فى المسح على الخفين وفى الرجم وما أشبه ذلك مما اجمع الفقهاء على قبول االخبار فيها وعلى العمل بمضمونها

لخوارج في انكارها الرجم وتضليل من انكر من النجدات حد وضللوا من خالف فيها من أهل االهواء آتضليل ا .الخمر وتضليل من انكر المسح على الخفين وتكفير من أنكر الرؤية والحوض والشفاعة وعذاب القبر

وآذلك ضللوا الخوارج الذين قطعوا يد السارق في القليل والكثير من الحرز وغير الحرز آردهم االخبار ر النصاب والحرز في القطعالصحاح في اعتبا .

وآما ضللوا من رد الخبر المستفيض ضللوا من ثبت على حكم خبر اتفق الفقهاء من فريقي الرأى والحديث على .نسخه آتضليل الرافضة في المتعة التى قد نسخت إباحتها

هم بمعرفة رسوله وآتابه والعمل بما واتفق أهل السنة على أن اهللا تعالى آلف العباد معرفته وأمرهم بها وأنه أمر يدل عليه الكتاب والسنة وأآفروا من زعم من القدرية والرافضة أن اهللا تعالى ما آلف أحدا معرفته آما ذهب اليه

.ثمامة والجاحظ وطائفة من الرافضة

مه واآفروا من زعم واتفقوا على أن آل علم آسبى نظرى يجوز أن يجعلنا اهللا تعالى مضطرين الى العلم بمعلو .من المعتزلة أن المعرفة باهللا عز وجل فى اآلخرة مكتسبة من غير اضطرار الى معرفتة

واتفقوا على أن اصول احكام الشريعة القرآن والسنة وإجماع السلف واآفروا من زعم من الرافضة أن ال حجة لقرآن وحرفوا بعضه واآفروا الخوارج الذين ردوا اليوم في القرآن والسنة لدعواه فيها أن الصحابة غيروا بعض ا

جميع السنن التى رواها نقلة االخبار لقولهم بتكفير ناقليها واآفروا النظام في انكاره حجة االجماع وحجة التواتر .وقوله بجواز اجتماع االمة على الضاللة وجواز تواطؤ أهل التواتر على وضع الكذب

أهل السنة من مسائل الرآن األولفهذا بيان ما اتفق عليه .

واما الرآن الثانى وهو الكالم فى حدوث العالم،

فقد أجمعوا على ان العالم آل شىء هو غير اهللا عز وجل وعلى ان آل ما هو غير اهللا تعالى وغير صفاته م وال من جنس شىء من االزلية مخلوق مصنوع وعلى ان صانعه ليس بمخلوق وال مصنوع وال هو من جنس العال

اجزاء العالم واجمعوا على ان اجزاء العالم قسمان جواهر واعراض خالف قول نفاة االعراض فى نفيها االعراض واجمعوا على ان آل جوهر جزء ال يتجزأ واآفروا النظام والفالسفة الذين قالوا بانقسام آل جزء الى أجزاء بال نهاية

وقالوا } وأحصى آل شىء عددا{ا محصورة عند اهللا تعالى وفي هذا رد قوله الن هذا يقتضى اال تكون اجزاؤهباثبات المالئكة والجن والشياطين في اجناس حيوانات العالم واآفروا من انكرهم من الفالسفة والباطنية وقالوا

الختالف االعراض بتجانس الجواهر واالجسام وقالوا إن اختالفها في الصور وااللوان والطعوم والروائح انما هو .القائمة بها

Page 120: الفرق بين الفرق

120  

وضللوا من قال باختالف االجسام الختالف الطبائع وضللوا ايضا من قال من الفالسفة بخمس طبائع وزعم ان .الفلك طبيعة خامسة ال تقبل الكون والفساد آما ذهب اليه ارسطاطاليس

الخير من النور والشر من الظلمة وان فاعل وضللوا من قال من الثنوية إن االجسام نوعان نور وظلمة وان .الخير والصدق ال يفعل الشر والكذب وفاعل الشر والكذب ال يفعل الخير والصدق

وسألناهم عن رجل قال أنا شرير وظلمة من القائل لهذا القول فان قالوا هو النور فقد آذب وان قالوا هو الظلمة ر ال يكذب والظالم ال يصدقفقد صدق وفي هذا بطالن قولهم ان النو

وهذا الزم لهم على اصولهم فاما نحن فانا ال نثبت النور والظلمة فاعلين قديمين بل نقول انهما مخلوقان ال فعل .لهما

واتفق أهل السنة على اختالف اجناس االعراض واآفروا النظام في قوله إن االعراض آلها جنس واحد وانها هذا يوجب عليه ان يكون االيمان من جنس الكفر والعلم من جنس الجهل والقول من جنس السكوت آلها حرآات الن

وان يكون فعل النبى من جنس فعل الشيطان الرجيم وينبغى له على هذا االصل اال يغضب على من لعنه وشتمه الن .قول القائل لعن اهللا النظام عنده من جنس قوله رحمه اهللا

حدوث االعراض فى االجسام واآفروا من زعم من الدهرية انها آامنة في االجسام وانما يظهر واتفقوا على .بعضها عند آمون ضده في محله

واتفقوا على ان آل عرض حادث في محل وان العرض ال يقوم بنفسه واآفروا من قال من المعتزلة البصرية الجسام ال فى محل واآفروا ابا الهذيل في قوله ان قول اهللا عز بحدوث ارادة اهللا سبحانه ال في محل وبحدوث فناء ا

.وجل للشىء آن عرض حادث ال في محل

واتفقوا على أن االجسام ال تخلوا ولم تخل قط من االعراض المتعاقبة عليها واآفروا من قال من أصحاب عراض حتى صارت على صورة العالم الهيولي ان الهيولي آانت في االزل خالية من االعراض ثم حدثت فيها اال

وهذا القول غاية في االستحالة الن حلول العرض فى الجوهر يغير صفته وال يزيد فى عدده فلو آان هيولى العالم .جوهرا واحدا لم يصر جواهر آثيرة بحلول االعراض فيها

من زلزلة ونحوها خالف وأجمعوا على وقوف االرض وسكونها وان حرآتها انما تكون بعارض يعرض لها قول من زعم من الدهرية أن االرض تهوى أبدا ولو آانت آذلك لوجب اال يلحق الحجر الذى نلقيه من ايدينا االرض

.أبدا الن الخفيف ال يلحق ما هو أثقل منه فى انحداره

طار من الجهات الست وأجمعوا على أن االرض متناهية األطراف من الجهات آلها وآذلك السماء متناهية االق خالف قول من زعم من الدهرية انه ال نهاية لالرض من اسفل وال عن اليمين واليسار وال من خلف وال من امام وانما نهايتها من الجهة التي تالقى الهواء من فوقها وزعموا ان السماء ايضا متناهية من تحتها وال نهاية لها من

لهم ظاهر من جهة عود الشمس الى مشرقها آل يوم وقطعها جرم السماء خمس جهات سوى جهة السفل وبطالن قو .وما فوق االرض فى يوم وليلة وال يصح قطع ما ال نهاية لها من المساقة فى االمكنة فى زمان متناه

وأجمعوا على ان السماوات سبع سماوات طباق خالف قول من زعم من الفالسفة والمنجمين انها تسع واجمعوا ها ليست بكرية تدور حول االرض خالف قول من زعم انها آرات بعضها فى جوف بعض وان االرض فى ان

وسطها آمرآز الكرة فى جوفها ومن قال بهذا لم يثبت فوق السماوات عرشا وال مالئكة وال شيئا مما يثبته ماواتالموجودون فوق السماوات عرشا وال مالئكة وال شيئا مما يثبته الموجودون فوق الس .

Page 121: الفرق بين الفرق

121  

وأجمعوا ايضا على جواز الفنا على العالم آله من طريق القدر واالمكان وانما قالوا بتأييد الجنة ونعيمها وتأييد جهنم وعذابها من طريق الشرع واجازوا ايضا فناء بعض االجسام دون بعض واآفروا ابا الهذيل بقوله بانقطاع نعيم

الجهمية بفناء الجنة والنار واآفروا الجباي وابنه ابى هاشم في قولهما ان اهللا الجنة وعذاب النار واآفروا من قال من .ال يقدر على افناء بعض االجسام مع ابقاء بعضها وانما يقدر على افناء جميعها بفناء يخلقه ال في محل

ته ان الحوادث آلها ال بد لها وقالوا في الرآن الثالث وهو الكالم فى صانع العالم وصفاته الذاتية التى استحقها لذا .من محدث صانع واآفروا ثمامة واتباعه من القدرية في قولهم ان االفعال المتولدة ال فاعل لها

وقالوا ان صانع العالم خالق االجسام واالعراض واآفروا معمرا واتباعه من القدرية في قولهم ان اهللا تعالى لم االجسام وان االجسام هى الخالقة لالعراض في انفسهايخلق شيئا من االعراض وانما خلق .

وقالوا ان الحوادث قبل حدوثها لم تكن أشياء وال اعيانا وال جواهر وال اعراضا خالف قول القدرية في دعواها ان المعدومات في حال عدمها اشياء وقد زعم البصريون منهم ان الجواهر واالعراض آانت قبل حدوثها جواهر

اضا وقول هؤالء يؤدى الى القول بقدم العالم والقول الذى يؤدى الى الكفر آفر في نفسهواعر .

وقالوا ان صانع العالم قديم لم يزل موجودا خالف قول المجوس في قولهم بصانعين احدهما شيطان محدث صانعا بحلول روح اإلله وخالف قول الغالة من الروافض الذين قالوا في على جوهر مخلوق محدث بانه صار الها

.فيه تعالى اهللا عن قولهم علوا آبيرا

وقالوا بنفى النهاية والحد عن صانع العالم خالف قول هشام بن الحكم الرافضى في دعواه ان معبوده سبعة ة له من اشبار بشبر نفسه وخالف قول من زعم من الكرامية انه ذو نهاية من الجهة التى تالقى منها العرش وال نهاي

.خمس جهات سواها

واجمعوا على احالة وصفه بالصورة واالعضاء خالف قول من زعم من غالة الروافض ومن اتباع داوود الحوالى انه على صورة االنسان وقد زعم هشام بن سالم الجواليقى واتباعه من الرافضة ان معبودهم على صورة

د وان نصفه االعلى مجوف ونصفه االسفل مصمت وخالف قول االنسان وعلى راسه وفرة سوداء وهو نور اسو .المغيرية من الرافضة في دعواهم أن اعضاء معبودهم على صورة حروف الهجاء تعالى اهللا عن ذلك علوا آبيرا

واجمعوا على انه ال يحويه مكان وال يجرى عليه زمان خالف قول من زعم من الشهامية والكرامية انه مماس وقد قال امير المؤمنين على رضي اهللا عنه ان اهللا تعالى خلق العرش اظهارا لقدرته ال مكانا لذاته وقال ايضا لعرشه

.قد آان وال مكان وهو اآلن على ما آان

واجمعوا على نفى اآلفات والغموم واآلالم واللذات عنه وعلى نفى الحرآة والسكون عنه خالف قول الهشامية ولها بجواز الحرآة عليه وفي دعواهم ان مكانه حدوث من حرآته وخالف قول من اجاز عليه من الرافضة في ق

.التعب والراحة والغم والسرور والماللة آما حكى عن ابى شعيب الناسك تعالى اهللا عن ذلك علوا آبيرا

هم عن نفسه ضررا وهذا واجمعوا على ان اهللا تعالى غنى عن خلقه ال يجتلب بخلقه الى نفسه نفعا وال يدفع ب .خالف قول المجوس في دعواهم ان اهللا انما خلق المالئكة ليدفع بهم عن نفسه أذى الشيطان وأذى اعوانه

واجمعوا على ان صانع العالم واحد خالف قول الثنوية بصانعين قديمين أحدهما نور واآلخر ظلمة وخالف قول دهم بزدان واآلخر شيطان رجيم اسمه أهرمن وخالف قول المفوضة من المجوس بصانعين احدهما اله قديم اسمه عن

غالة الروافض فى ان اهللا تعالى فوض تدبير العالم الى على فهو الخالق الثانى وخالف قول الحايطية من القدرية ثانى وقد اتباع احمد بن حايط فى قولهم إن اهللا تعالى فوض تدبير العالم على عيسى بن مريم وانه هو الخالق ال

.استقصينا وجوه دالئل الموحدين على توحيد الصانع فى آتاب الملل والنحل

Page 122: الفرق بين الفرق

122  

وقالوا في الرآن الرابع وهو الكالم في الصفات القائمة باهللا عز وجل أن علم اهللا تعالى وقدرته وحياته وارادته .وسمعه وبصره وآالمه صفات له أزلية ونعوت له أبدية

لة عنه جميع الصفات االزلية وقالوا ليس له قدرة وال علم وال حياة وال رؤية وال ادراك وقد نفت المعتز .للمسموعات واثبتوا له آالما محدثا ونفى البغداديون عنه االرادة وأثبت البصريون منهم له ارادة حادثة ال في محل

اعل وفي نفى الكالم نفى المتكلموقلنا لهم في نفى الصفة نفى الموصون آما أن فى نفى الفعل نفى الف .

واجمع اهل السنة على ان قدرة اهللا تعالى على المقدورات آلها قدرة واحدة يقدر بها على جميع القدورات على طريق االختراع دون االآتساب خالف قول الكرامية فى دعواها أن اهللا تعالى انما يقدر بقدرته على الحوادث التى

ا الحوادث الموجودة فى العالم فانما خلقها اهللا تعالى باقواله ال بقدرته وخالف قول البصريين من تحدث فى ذاته فام .القدرية فى دعواها ان اهللا سبحانه ال يقدر على مقدورات عباده وال على مقدورات سائر الحيوانات

ل واتباعه من القدر فى دعواه ان وأجمع اهل السنة على ان مقدورات اهللا تعالى ال تفنى خالف قول أبى الهذي قدرة اهللا تعالى تنتهى الى حال تفنى بمقدوراته فيها وال يقدر بعدها على شىء وال يملك حينئذ الحد على ضر وال نفع

.وزعم ان أهل الجنة وأهل النار فى تلك الحال يبقون جمودا فى سكون ذاتهم تعالى اهللا عن قولهم علوا آبيرا

وارى واتباعه من المعتزلة أن اهللا تعالى إنما يقدر على أن يفعل ما قد علم انه يفعل فاما ما علم أنه وقد زعم االس .ال يفعله أو اخبر عن نفسه بانه ال يفعله فانه ال يقدر على فعله تعالى اهللا عن قوله علوا آبيرا

ات على تفصيلها من غير حس وال بديهة واجمع اهل السنة على أن علم اهللا تعالى واحد يعلم به جميع المعلوم وال استدالل عليه وزعم معمر واتباعه من القدرية أن اهللا تعالى ال يقال انه عالم بنفسه ومن العجائب عالم بغيره وال

.يكون عالما بنفسه

.وزعم قوم من الرافضة ان اهللا تعالى ال يعلم الشىء قبل آونه

ه من الرافضة أن علم اهللا تعالى وقدرته وحياته وسائر صفاته حوادث وانه لم يكن وزعم زرارة بن أعين واتباع .حيا وال قادرا وال عالما حتى خلق لنفسه حياة وقدرة وعلما وارادة وسمعا وبصرا

وأجمعوا على ان سمعه وبصره محيطان بجميع المسموعات والمرئيات وان اهللا تعالى لم يزل رائيا لنفسه كالم نفسه وهذا خالف قول القدرية البغدادية فى دعواهم ان اهللا تعالى ليس براء وال سامع على الحقيقة وسامعا ل

وانما يقال يرى ويسمع على معنى انه يعلم المرئى والمسموع وخالف قول المعتزلة فى دعواها ان اهللا تعالى يرى امع وبين البصير والمبصر حتى قال انه آان فى غيره وال يرى نفسه وخالف قول الجباى فى فرقه بين السميع والس

األزل سميعا بصيرا ولم يكن فى االزل سامعا وال مبصرا وهذا الفرق يمكن عكسه عليه فال يجد من لزوم عكسه .انفصاال

وأجمع اهل السنة على أن اهللا تعالى يكون مرئيا للمؤمنين في اآلخرة وقالوا بجواز رؤيته في آل حال ولكل حى من طريق العقل ووجوب رؤيته للمؤمنين خاصة في اآلخرة من طريق الخبر وهذا خالف قول من أحال رؤيته من القدرية والجهمية وخالف قول من زعم أنه يرى في اآلخرة بحاسة سادسة آما ذهب اليه ضرار بن عمرو وخالف

قصينا مسائل الرؤية فى آتاب مفردقول من زعم ان الكفرة ايضا يرونه آما قاله ابن سالم البصرى وقد است

واجمع اهل السنة على ان ارادة اهللا تعالى مشيئته واختياره وعلى ان ارادته للشىء آراهة لعدمه آما قالوا ان امره بالشىء نهى عن ترآه وقالوا ايضا ان ارادته نافذة في جميع مراداته على حسب علمه بها فما علم آونه منها

لوقت الذى علم انه يكون فيه وما علم انه ال يكون اراد أال يكون وقالوا إنه ال يحدث في العالم شىء اراد آونه في ا

Page 123: الفرق بين الفرق

123  

اال بارادته ما شاء آان وما لم يشأ لم يكن وزعمت القدرية البصرية ان اهللا تعالى قد شاء مالم يكن وزعمت القدرية أ وهذا القول يؤدى الى ان يكون مقهورا مكرها على البصرية ان اهللا تعالى قد شاء ما لم يكن وقد آان ما لم يش

.حدوث ما آره حدوثه تعالى اهللا عن ذلك علوا آبيرا

واجمع أهل السنة على ان حياة اإلله سبحانه بال روح وال اغتذاء وأن األرواح آلها مخلوقة خالف قول .النصارى في دعواها قدم أب وابن وروح

شرط في العلم والقدرة واإلرادة والرؤية والسمع وان من ليس بحى ال يصح ان يكون وأجمعوا على أن الحياة عالما قادرا مريدا سامعا مبصرا خالف قول الصالحي واتباعه من القدرية في دعواهم جواز وجود العلم والقدرة

.والرؤية واالرادة في الميت

غير مخلوق وال محدث وال حادث خالف قول القدرية وأجمعوا على أن آالم اهللا عز وجل صفة له أزلية وانه في دعواهم ان اهللا تعالى خلق آالمه في جسم من االجسام وخالف قول الكرامية في دعواهم ان أقواله حادثة في ذاته

.خالف قول أبى الهذيل ان قوله للشىء آن ال في محل وسائر آالمه محدث في اجسام

يه النه ليس بمحل للحوادث وال في غيره النه يوجب ان يكون غيره به متكلما وقلنا ال يجوز حدوث آالمه ف .آمرا ناهيا وال في غير محل الن الصفة ال تقوم بنفسها فبطل حدوث آالمه وصح ان صفته له ازلية

يف عليها إما وقالوا في الرآن الخامس وهو الكالم في اسماء اهللا تعالى وأوصافه ان مأخذ اسماء اهللا تعالى التوق بالقرآن واما بالسنة الصحيحة واما باجماع االمة عليه وال يجوز اطالق اسم عليه من طريق القياس وهذا خالف قول

المعتزلة البصرية في اجازتها اطالق االسماء عليه بالقياس وقد افرط الجباى في هذا الباب حتى سمى اهللا مطيعا نساء اذا خلق فيهن الحبل وضللته االمة في هذه الجسارة التى تورثه الخسارةلعبده اذا اعطاه مراده وسماه محبال لل .

فقال اهل السنة قد جاءت السنة الصحيحة بان هللا تعالى تسعة وتسعين اسما وان من احصاها دخل الجنة ولم يرد ل الجنة وانما اراد باحصائها باحصائها ذآر عددها والعبارة عنها فان الكافر قد يذآرها حاآيا لها وال يكون من اه .العلم بها واعتقاد معانيها من قولهم فالن ذو حصاة واطإة آذا اذا آان ذا علم وعقل

وقالوا ان اسماء اهللا تعالى على ثالثة اقسام قسم منها يدل على ذاته آالواحد والغنى واالول واآلخر والجليل .والجميل وسائر ما استحقه من االوصاف لنفسه

وقسم منها يفيد صفاته األزلية القائمة بذاته آالحى والقادر والعالم والمريد والسميع والبصير وسائر االوصاف المشتقة من صفاته القائمة بذاته وهذا القسم من اسمائه مع القسم الذى قبله لم يزل اهللا تعالى بهما موصوفا وآالهما

.من اوصافه األزلية

من افعاله آالخالق والرازق والعادل ونحو ذلك وآل اسم اشتق من فعله لم يكن موصوفا به وقسم منها مشتق قبل وجود افعاله وقد يكون من اسمائه ما يحتمل معنيين أحدهما صفة ازلية واآلخر فعل له آالحكيم إن أخذناه من

تقانها آان مشتقا من فعله ولم يكن من الحكمة التى هى العلم آان من اسمائه االزلية وان أخذناه من احكام افعاله وا .أوصافه االزلية

وقالوا في الرآن السادس وهو الكالم في عدل االله سبحانه وحكمته ان اهللا سبحانه خالق االجسام واالعراض .خيرها وشرها وانه خالق اآساب العباد وال خالق غير اهللا

عالى لم يخلق شيئا من اآساب العباد وخالف قول الجهمية ان وهذا خالف قول من زعم من القدرية أن اهللا ت العباد غير مكتسبين وال قادرين على اآسابهم فمن زعم ان العباد خالقون الآسابهم فهو قدرى مشرك بربه لدعواه ان

ات وقد العباد يخلقون مثل خلق اهللا من االعراض التى هى الحرآات والسكون فى العلوم واالرادات والقوال واالصو

Page 124: الفرق بين الفرق

124  

أم جعلوا هللا شرآاء خلقوا آخلقه فتشابه الخلق عليهم قل اهللا خالق آل {قال اهللا عز وجل فى ذم اصحاب هذا القول ومن زعم أن العبد ال استطاعة له على الكسب وليس هو معامل وال مكتسب فهو جبرى } شىء وهو الواحد القهار

تسب لعمله واهللا سبحانه خالق لكسبه فهو سنى عدلى منزه عن والعدل خارج عن الخبر والقدر ومن قال أن العبد مك .الجبر والقدر

وأجمع اهل السنة على ابطال قول أصحاب التولد فى دعواهم ان االنسان قد يفعل فى نفسه شيئا يتولد منه فعل لها فى نفسه وخالف قول فى غيره خالف قول اآثر القدرية بان االنسان قد يفعل فى غيره افعاال تتولد عن اسباب يفع

.من زعم من القدرية ان المتولدات افعال ال فاعل لها آما ذهب اليه ثمامة

وأجمعوا على ان االنسان يصح منه اآتساب الحرآة والسكون واالرادة والقول والعلم والفكر وما يجرى مجرى طعوم والروائح واالدراآات خالف قول بشر هذه االعراض التى ذآرناها وعلى انه ال يصح منه اآتساب االلوان وال

بن المعتمر واتباعه من المعتزلة في دعواهم ان االنسان قد يفعل االلوان والطعوم والروائح على سبيل التولد وزعموا ايضا انه يصح منه فعل الرؤية في العين وفعل ادرك المسموع فى محل السمع وأفحش من هذا قول معمر

ى لم يخلق شيئا من االعراض وان االعراض آلها من افعال االجسام وآفاه بهذه الضاللة خزياالقدري بان اهللا تعال .

:وقال اهل السنة ان الهداية من اهللا تعالى على وجهين

احدهما من جهة ابانة الحق والدعاء اليه ونصب االدلة عليه وعلى هذا الوجه يصح اضافة الهداية الى الرسل الى دين اهللا عز وجل النهم يرشدون اهل التكليف الى اهللا تعالى وهذا تأويل قول اهللا عز وجل في والى آل داع

اى تدعو اليه} وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم{رسوله .

فمن يرد اهللا أن يهديه {والوجه الثانى من هداية اهللا سبحانه لعباده خلق االهتداء في قلوبهم آما ذآره في قوله وهذا النوع من الهداية ال يقدر عليه اال اهللا } ره لإلسالم ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجايشرح صد

.تعالى

والهداية االولى من اهللا تعالى شاملة لجميع المكلفين والهداية الثانية من خاصته للمهتدين وفى تحقيق ذلك نزل من يشاء إلى صراط مستقيمواهللا يدعو إلى دار السالم ويهدى {قول اهللا تعالى }.

ومن يرد أن {واالضالل من اهللا تعالى عند اهل السنة على معنى خلق الضالل في قلوب اهل الضالل آقوله .{يضله يجعل صدره ضيقا حرجا

على وقالوا من أضله اهللا فبعدله ومن هداه فبفضله وهذا خالف قول القدرية في دعواها ان الهداية من اهللا تعالى معنى االرشاد والدعاء الى الحق وليس اليه من هداية القلوب شىء وزعموا ان االضالل منه على وجهين احدهما

التسمية بان يسمى الضالل ضالال والثانى على معنى جزاء اهل الضالل على ضاللتهم ولو صح ما قالوا لوجب أن ان ابليس أضل االنبياء المؤمنين النه سماهم ضالين يقال انه اضل الكافرين النه سماهم ضالين ولوجب ان يقال

ولزمهم ان يكون من أقام الحدود على الزناة والسارقين والمرتدين مضال لهم النه قد جازاهم على ضاللتهم وهذا .فاسد فما يؤدى اليه مثله

عله اهللا أجال لعمره واهللا وقال أهل السنة في اآلجال ان آل من مات حتف انفه أو قتل فانما مات باجله الذى ج تعالى قادر على ابقائه والزيادة في عمره لكنه متى لم يبقه الى مدة لم تكن المدة التى لم يبقه اليها أجالله وهذا آما ان

المراة التى يتزوجها من قبل موته وهذا آما أن المرأة التي يتزوجها قبل موته لم تكن امرأة له وان آان اهللا سبحانه على أن يزوجها من قبل موته وهذا خالف قول من زعم من القدرية ان المقتول مقطوع عليه اجله وخالف قادرا

وهذه بدعة ذهب اليها } آل نفس ذائقة الموت{قول من زعم منهم أن المقتول ليس بميت وجحد فائدة قول اهللا تعالى .الكعبى وآفى بها خزيا

Page 125: الفرق بين الفرق

125  

يه اآلن وان آل من أآل شيئا او شربه فانما تناول رزقه حالال آان أو وقال اهل السنة في االرزاق بما هى عل .حراما خالف قول من زعم من القدرية ان االنسان قد يأآل رزق غيره

وقالوا في ابتداء التكليف ان اهللا تعالى لو لم يكلف عباده شيئا آان عدال منه خالف قول من زعم من القدرية أنه حكيما لو لم يكلفهم لم يكن .

وقالوا لو زاد في تكليف العباد على ما آلفهم او نقص بعض ما آلفهم آان جائزا خالف قول من ابى ذلك من .القدرية

.وآذلك لو لم يخلق الخلق لم يلزمه بذلك خروج عن الحكمة وآان السابق حينئذ في علمه انه ال يخلق

االحياء جاز ذلك منه خالف قول من قال من القدرية أنه لو لم يخلق وقالوا لو خلق اهللا تعالى الجمادات دون .االحياء لم يكن حكيما

وقالوا لو خلق اهللا تعالى عباده آلهم في الجنة لكان ذلك فضال منه خالف قول من زعم من القدرية انه لو فعل عليه بل نقول له االمر والنهى وله القضاء ذلك لم يكن حكيما وهذا حجر منهم على اهللا سبحانه ونحن ال نرى الحجر

.يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد

وقال في الرآن السابع المفروض في النبوة والرسالة اثبات الرسل من اهللا تعالى الى خلقه خالف قول البراهمة المنكرين لهم مع قولهم بتوحيد الصانع

من نزل عليه الوحى من اهللا تعالى على لسان ملك من المالئكة وقالوا في الفرق بين الرسول والنبى ان آل وآان مؤيدا بنوع من الكرامات الناقضة للعادات فهو نبى ومن حصلت له هذه الصفة وخص ايضا بشرع جديد او

.بفسخ بعض احكام شريعة آانت قبله فهو رسول

ول الرسل ابو جميع البشر وهو آدم عليه السالم وقالوا ان االنبياء آثير والرسل منهم ثلثمائة وثالثة عشر وا وآخرهم محمد صلى اهللا عليه وسلم خالف قول المجوس في دعواهم ابو جميع البشر آيكومرت الملقب بكل شاة

.وخالف قولهم ان اجزاء الرسل زراذست وخالف قول من زعم من الخرمية ان الرسل تترى ال آخر لهم

نه خالف قول منكريه من البراهمة والمانوية الذين انكروه مع اقرار المانوية بعيسى وقالوا بنبوة موسى في زما .عليه السالم

.وقالوا بنبوة عيسى عليه السالم خالف قول منكريه من اليهود والبراهمة

الدجال ويقتل وانكروا قتل عيسى واثبتوا رفعه الى السماء وقالوا انه ينزل الى االرض بعد خروج الدجال فيقتل الخنزير ويريق الخمور ويستقبل في صالته الكعبة ويؤيد شريعة محمد ويحيى ما احياه القرآن ويميت ما أماته

.القرآن

وقالوا بتكفير آل متنبئ سواء آان قبل االسالم آزراذشت ويود اسف ومانى وديصان ومزفيورومزدك أو بعده نسى وسائر من آان بعدهم من المتنبينآمسيلمة وستجارح واالسود ثم يزيد الع .

وقالوا بتكفير من ادعى لالنبياء االهية او ادعى االئمة الخالفة نبوة او االهية آالسبابية والبيانية والمغيرية .والمنصورية والخطابية ومن جرى مجراهم

ر القدرية بتفضيل المالئكة على وقالوا بتفضيل االنبياء على المالئكة خالف قول الحسين بن الفضل مع اآث .االنبياء

Page 126: الفرق بين الفرق

126  

وقالوا بتفضيل االنبياء على االولياء من امم االنبياء خالف قول من زعم ان في االولياء من هو افضل من .االنبياء

وقالوا بعصمة االنبياء عن الذنوب وتأولوا ما روى عنهم من زالتهم على انها آانت قبل النبوة خالف قول من أجاز عليهم الصغائر وخالف قول الهشامية من الروافض الذين أجازوا عليهم الذنوب مع قولهم بعصمة االمام من

.الذنوب

وقالوا في الرآن الثامن المضاف الى المعجزات والكرامات ان المعجزة أمر يظهر بخالف العادة على يدى رضته بمثلها على وجه يدل على صدقة فى زمان التكليفمدعى النبوة مع تحديه قومه بها ومع عجز قومه عن معا .

وقالوا ال بد للنبى من معجزة واحدة تدل على صدقه قاذا ظهرت عليه معجزة واحدة تدل على صدقه وعجزوا عن معارضته بمثلها فقد لزمتهم الحجة فى وجوب تصديقه ووجوب طاعته فان طالبوه بمعجزة سواها فاألمر الى اهللا

ل إن شاء أيده بها وان شاء عاقب المطالبين له بها لترآهم االيمان بمن قد ظهرت داللة صدقه وهذا خالف عز وج .قول من زعم من القدرية ان النبى عليه السالم ال يحتاج الى معجزة اآثر من استقامة شريعته آما ذهب اليه ثمامة

يق عليه وال يجوز ظهور معجزة التصديق على وقالوا الصادق فى دعوى النبوة يجوز ظهور معجزة التصد المتنبى فى دعوى النبوة ويجوز أن يظهر عليه معجزة تدل على آذبه آنطق شجرة او عضو من أعضائه بتكذيبه

وقالوا يجوز ظهور الكرامات على االولياء وجعلوها داللة على الصدق فى احوالهم آما آانت معجزات االنبياء داللة اويهمعلى صدقهم فى دع .

وقالوا على صاحب المعجزة إظهارها والتحدى بها وصاحب الكرامات ال يتحدى بها غيره وربما آتمها وصاحب المعجزة مأمون العاقبة وصاحب الكرامة ال يأمن تغيير عاقبته آما تغيرت عاقبة بلعم بن باعورا بعد

ا من فرقهم ذا آرامةظهور آراماته وأنكرت القدرية آرامات االولياء النهم لم يجدو .

وقالوا باعجاز القرآن في نظمه خالف قول من زعم من القدرية ان ال إعجاز في نظم القرآن آما ذهب اليه النظام وقالوا في معجزات محمد بانشقاق القمر وتسبيح الحصا في يده ونبوع الماء من بين اصابعه واشباعه الخلق

وقد خالف النظام واتباعه من القدرية ذلك الكثير من الطعام اليسير ونحو ذلك .

وقالوا في الرآن التاسع المضاف الى أرآان شريعة االسالم إن االسالم مبنى على خمسة ارآان شهادة أن ال إله .اال اهللا وأن محمدا رسول اهللا وإقام الصالة وإيتاء الزآاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام

رآن من هذه األرآان الخمسة أو تأولها على معنى مواالة قوم آما تأولوا عليها وقالوا من اسقط وجوب .المنصورية والجناحية من غالة الرافضة فهو آافر

وقالوا في الصلوات المفروصة انها خمس وأآفروا من اسقط وجوب بعضها وآان مسيلمة الكذاب قد أسقط المرأته سجاح المتنبية فكفر وألحد وجوب صالتى الصبح والمغرب وجعل سقوطها مهرا .

وقالوا بوجوب عقد صالة الجمعة واآفروا من الخوارج والروافض من قال ال جمعة اليوم حتى يظهر إمامهم .الذى ينتظرونه

وقالوا بوجوب زآاة االعيان فى الذهب والورق واإلبل والبقر والغنم اذا آانت هذه االصناف الثالثة من النعم ائمة وأوجبوها في الحبوب المقتاتة التى يزرعها الناس ويتخذونها قوتا وأوجبوها في ثمار النخيل واألعناب فمن س

قال ال زآاة في هذه االشياء التى ذآرناها آفر ومن أثبت زآاتها في الجملة وآان خالفه في نصبها على ما اختلف .فيه فقهاء االمة لم يكفر

Page 127: الفرق بين الفرق

127  

ان وحرموا الفطر فيه إال بعذر صغر أو جنون أو مرض او سفر أو نحو ذلك من وقالوا بوجوب صوم رمض .األعذار

وقالوا باعتبار شهر الصيام من رؤية هالل رمضان أو بكمال شعبان ثالثين يوما ولم يفطروا في آخره اال برؤية لهالل بيوم وافطر قبل الفطر هالل شوال او بكمال ايام رمضان ثالثين يوما وضللوا من صام من الروافض قبل ا

.بيوم

وقالوا بوجوب الحج في العمرة مرة واحدة على من استطاع اليه سبيال واآفروا من أسقط وجوبها من الباطنية .ولم يكفروا من أسقط وجوب العمرة الختالف األمة في وجوبها

لوقت واستقبال القبلة على حسب االمكان وقالوا من شرط صحة الصلوات الطهارة وستر العورة ودخول الوقت ا ومن اسقط اعتبار هذه الشروط أو اعتبار شىء منها مع االمكان آفر وقالوا بوجوب الجهاد مع االعداء لالسالم حتى

.يسلموا أو يؤدى الجزية منهم من يجوز قبول الجزية منه

جملةوقالوا بجواز البيع وتحريم الربا وضللوا من اباح الربا فى ال .

وقالوا بان الفروج ال تستباح إال بنكاح صحيح او ملك يمين واآفروا المعبضية والمحمرة والخرمية الذين اباحوا .الزنى واآفروا ايضا من تأول المحرمات على قوم زعم ان مواالتهم حرام

خمر والرجم من الخوارجوقالوا بوجوب اقامة حد الزنى والسرقة والخمر والقذف واآفروا من اسقط حد ال .

وقالوا اصول احكام الشريعة الكتاب والسنة واجماع السلف واآفروا من لم ير اجماع الصحابة حجة واآفروا الخوارج فى ردهم حجج االجماع والسنن واآفروا من قال من الروافض ال حجة فى شىء من ذلك وانما الحجة فى

وم حيارى فى التيه وآفاهم بذلك خزياقول االمام الذى ينتظرونه وهؤالء الي .

وقالوا في الرآن العاشر المضاف الى االمر والنهى أن افعال المكلفين خمسة اقسام واجب ومحظور ومسنون .ومكروه ومباح

.فالواجب ما أمر اهللا تعالى به على وجه اللزوم وتارآه مستحق للعقاب على ترآه

نه وفاعله يستحق العقاب على فعلهوالمحظور ما نهى اهللا ع .

.والمسنون ما يثاب فاعله وال يعاقب تارآه

.والمكروه ما يثاب تارآه وال يعاقب فاعله

.والمباح ما ليس فى فعله ثواب وال عقاب وليس فى ترآه ثواب وال عقاب

الطفال فانها ال توصف باالباحة والوجوب والخطر وهذا آله في افعال المكلفين فاما افعال البهائم والمجانين وا .بحال

وقالوا ان آل ما وجب على المكلف من معرفة او قول او فعل فانما وجب عليه بامر اهللا تعالى اياه به وآل ما شىء ولم حرم عليه فعله فبنهى اهللا تعالى اياه عنه ولو لم يرد االمر والنهى من اهللا تعالى على عباده لم يجب عليهم

.يحرم عليهم شىء

.وهذا خالف قول من زعم من البراهمة والقدرية أن التكليف يتوجه على العاقل بخاطرين بقلبه

Page 128: الفرق بين الفرق

128  

.احدهما من قبل اهللا سبحانه يدعوه به الى النظر واالستدالل

.واآلخر من قبل الشيطان يدعوه به الى العصيان وينهاه به عن طاعة الخاطر االول

وهذا يوجب عليهم ان يكون ذلك الشيطان مكلفا بخاطرين احدهما من قبل اهللا تعالى واآلخر من قبل شيطان آخر ثم يكون القول فى الشيطان اآلخر آالقول فى االول حتى يتسلل ذلك بشياطين ال الى نهاية وهذا محال وما يؤدى الى

.المحال محال

لمضاف الى فناء العباد واحكامهم فى المعادوقالوا فى الرآن الحادى عشر ا

ان اهللا سبحانه قادر على افناء جميع العالم جملة وعلى افناء بعض االجسام مع بقاء بعضها خالف قول من زعم من القدرية البصرية انه يقدر على افناء آل االجسام بفناء يخلقه ال فى محل وال يقدر على افناء بعض االجسام مع بقاء

ابعضه .

وقالوا ان اهللا عز وجل يعيد فى اآلخرة الناس وسائر الحيوانات التى ماتت فى الدنيا خالف قول من زعم انه انما .يعيد الناس دون االحياء الباقين

.وقالوا بخلق الجنة والنار، خالف قول من زعم انهما غير مخلوقتين

عذاب النار على المشرآين والمنافقين خالف قول من زعم انهما يفنيان وقالوا بدوام نعيم الجنة على اهلها ودوام .آما زعم جهم وخالف قول ابى الهذيل القدري بفناء مقدورات اهللا تعالى فيهما وفى غيرهما

.وقالوا بان الخلود فى النار ال يكون اال للكفرة خالف قول القدرية والخوارج بتخليد آل من دخل النار فيها

وقالوا بان القدرية والخوارج يخلدون في النار وال يخرجون منها وآيف يغفر اهللا تعالى لمن يقول ليس هللا ان .يغفر ويخرج من النار من دخلها

.وقالوا باثبات السؤال فى القبر وبعذاب القبر ألهل العذاب وقطعوا بان المنكرين لعذاب القبر يعذبون فى القبر

لحوض والصراط والميزان ومن انكر ذلك حرم الشرب من الحوض ودحضت قدمه من الصراط الى وقالوا با .نار جهنم

وقالوا باثبات الشفاعة من النبى ومن صلحاء امته للمذنبين من المسلمين ولمن آان فى قلبه ذرة من االيمان .والمنكرون للشفاعة يحرمون الشفاعة

شر المضاف الى الخالفة واالمامة ان االمامة فرض واجب على االمة الجل إقامة وقالوا في الرآن الثانى ع االمام ينصب لهم القضاة واالمناء ويضبط ثغورهم ويغزى جيوشهم ويقسم الفىء بينهم وينتصف لمظلومهم من

.ظالمهم

س من النبى نص على امامة وقالوا بأن طريق عقد االمامة لالمام فى هذه االمة االختيار باالجتهاد وقالوا لي واحد بعينه خالف قول من زعم من الرافضة انه نص على امامة على رضى اهللا عنه نصا مقطوعا بصحته ولو آان آما قالوه لنقل ذلك نقل مثله وال ينفصل من ادعى ذلك فى على مع عدم التواتر فى نقله ممن ادعى مثله فى أبى بكر

.او غيره مع دعم النقل فيه

وقالوا من شرط االمامة النسب من قريش وهم بنو النضر بن آنانة ابن خزيمة بن مدرآة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان خالف قول من زعم من الضرارية أن االمامة تصلح فى جميع أصناف العرب وفى الموالى

Page 129: الفرق بين الفرق

129  

وغيرهم آنافع بن االزرق الحنفى ونجدة بن والعجم وخالف قول الخوارج بامامة زعمائهم الذين آانوا من ربيعة عامر الحنفى وعبد اهللا بن وهب الراسى وحرفوص بن زهير النجلى وشبيب بن يزيد الشيبانى وأمثالهم عنادا منهم

االئمة من قريش{لقول النبى صلى اهللا عليه وسلم }.

ه مقدار ما يصير به من اهل االجتهاد فى وقالوا من شرط االمام العلم والعدالة والسياسة وأوجبوا من العلم ل االحكام الشرعية وأوجبوا من عدالته أن يكون ممن يجوز حكم الحاآم بشهادته وذلك بأن يكون عدال في دينه مصلحا لماله وحاله غير مرتكب لكبيرة وال مصر على صغيرة وال تارك للمروءة في جل اسبابه وليس من شرطه العصمة

ف قول من زعم من االمامية أن االمام يكون معصوما من الذنوب آلها وقد اجازوا له في حال من الذنوب آلها خال .التقية أن يقول لست بامام وهو إمام وقد اباحوا له الكذب في هذا مع قولهم بعصمته من الكذب

د والعدالةوقالوا ان االمامة تنعقد بمن يعقدها لمن يصلح لالمامة اذا آان العاقد من أهل االجتها .

وقالوا ال تصح االمامة اال لواحد فى جميع ارض االسالم اال أن يكون بين الصقعين حاجز من بحر أو عدو ال يطاق ولم يقدر أهل آل واحد من الصقعين على نصرة اهل الصقع اآلخر فحينئذ يجوز ألهل صقع عقد االمامة

.لواحد يصلح لها منهم

كر الصديق بعد النبى خالف قول من اثبتها لعلى وحده من الرافضة وخالف قول الروندية وقالوا بامامة أبى ب الذين أثبتوا إمامة العباس بعده

.وقالوا بتفضيل أبى بكر وعمر وعلى من بعدهما وإنما اختلفوا في التفاضل بين على وعثمان رضى اهللا عنهما

.وقالوا بمواالة عثمان وتبرءوا ممن اآفره

.وقالوا بامامة على في وقته وقالوا بتصويب على في حروبه بالبصرة وبصفين وبنهروان

وقالوا بان طلحة والزبير تابا ورجعا عن قتال على لكن الزبير قتله عمرو بن حرمون بوادى السباع بعد الجمل بسهم فقتله منصرفه من الحرب وطلحة لما هم باالنصراف رماه مروان بن الحكم وآان مع أصحاب .

وقالوا إن عائشة رضي اهللا عنها قصدت االصالح بعد الفريقين فغلبها بنو ضبة واألزد على رايها وقاتلوا عليا .دون اذنها حتى آان من األمر ما آان

فيه وقالوا في صفين إن الصواب آان مع على رضى اهللا عنه وأن معاوية وأصحابه بغوا عليه بتأويل أخطئوا .ولم يكفروا بخطئهم

وقالوا إن عليا أصاب في التحكيم غير أن الحكمين أخطأ في خلع على من غير سبب أوجب خلعه وخدع أحد .الحكمين اآلخر

وقالوا بمروق أهل النهروان عن الدين الن النبى صلى اهللا عليه وسلم سماهم مارقين النهم اآفروا عليا وعثمان باس وطلحة والزبير وسائر من تبع عليا بعد التحكيم واآفروا آل ذنب من المسلمين ومن اآفر وعائشة وابن ع

.المسلمين واآفر أخيار الصحابة فهو الكافر منهم

وقالوا في الرآن الثالث عشر المضاف الى االيمان واالسالم إن اصل االيمان المعرفة والتصديق بالقلب وانما رار وطاعات االعضاء الظاهرة ايمانا مع اتفاقهم على وجوب جميع الطاعات المفروضة اختلفوا في تسمية االق

وعلى استحباب النوافل المشروعة خالف قول الكرامية الذين زعموا أن االيمان هو االقرار الفرد سواء آان معه الذنوب اخالص او نفاق وخالف قول من زعم من القدرية والخوراج ان اسم المؤمن يزول عن مرتكبى .

Page 130: الفرق بين الفرق

130  

.وقالوا ان اسم االيمان ال يزول بذنب دون الكفر ومن آان ذنبه دون الكفر فهو مؤمن وان فسق بمعصيته

وقالوا ال يحل قتل امرىء مسلم اال باحدى ثالث من ردة او زنى بعد احصان او قصاص بمقتول هو آفره وهذا .خالف قول الخوارج فى اباحة قتل آل عاص هللا تعالى

ولو آان المذنبون آلهم آفرة لكانوا مرتدين عن االسالم ولو آانوا آذلك لكان الواجب قتلهم دون اقامة الحدود .عليهم ولم يكن لوجوب قطع يد السارق وجلد القاذف ورجم الزانى المحصن فائدة الن المرتد ليس له حد اال القتل

ولياء واألئمة أن المالئكة معصومون عن الذنوب لقول اهللا تعالى وقالوا في الرآن الرابع عشر المضاف الى اال ال يعصون اهللا ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون{فيهم }.

وقال اآثرهم بفضل االنبياء على المالئكة خالف قول من فضل المالئكة على االنبياء والتزم من اجل ذلك فضل .الزبانية على اولى العزم من الرسل

قالوا بفضل االنبياء على االولياء من االمم خالف قول من فضل بعض االولياء على بعض االنبياء من و .الكرامية

.واختلف اهل السنة فى امامة المفضول فأباها شيخنا ابو الحسن االشعرى وأجازها القالنسى

من اهل الجنة وهم الخلفاء االربعة وطلحة وقالوا بمواالة العشرة من اصحاب النبى عليه السالم وقطعوا بأنهم .والزبير وسعد بن أبى وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن ثقيل وعبد الرحمن وأبو عبيدة ابن الجراح

وقالوا بمواالة آل من شهد بدرا مع النبى عليه السالم وقطعوا بانهم من اهل الجنة وآذلك القول فيمن شهد معه زمان فانه قتل باحد جماعة من المشرآين وقتل نفسه وآان ينسب الى النفاق وآذلك آل من احدا إال رجال اسمه ق

.شهد بيعة الرضوان بالحديبية من اهل الجنة

وقالوا قد صح الخبر بان سبعين الفا من هذه االمة يدخلون الجنة بال حساب وان آل واحد منهم يشفع فى سبعين شة بن محصنالفا وقد دخل في هذه الجملة عكا .

.وقالوا بمواالة آل من مات على دين االسالم ولم يكن قبل موته على بدعة من ضالالت اهل االهواء الضالة

وقالوا فى الرآن الخامس عشر المضاف الى احكام أعداء الدين أن اعداء دين االسالم صنفان صنف آانوا قبل سالم وتستروا باالسالم فى الظاهر وآادوا المسلمين وابتغوا ظهور دولة االسالم وصنف ظهروا فى دولة اال

.غوائلهم

.فالذين آانوا قبل االسالم اصناف تختلف فيهم االوصاف

.منهم عبدة االصنام واالوثان

ومنهم عبدة انسان مخصوص آالذين عبدوا جمشيذ والذين عبدوا نمروذ بن آنعان والذين عبدوا فرعون ومن مجراهمجرى .

ومنهم الذين عبدوا آل ما استحسنوا من الصور على مذاهب الحلولية فى دعواها حلول روح اإلله بزعمهم فى .الصور الحسنة

Page 131: الفرق بين الفرق

131  

ومنهم الذين عبدوا الشمس أو القمر أو الكواآب جملة او بعض الكواآب خصوصا ومنهم الذين عبدوا المالئكة إن الذين ال يؤمنون باآلخرة ليسمون المالئكة تسمية األنثى{اهللا تعالى وسموها بنات اهللا وفيهم نزل قول }.

.ومنهم من عبد شيطانا مريدا ومنهم قوم عبدوا البقر ومنهم الذين عبدوا النيران

.وحكم جميع عبدة االصنام والناس والمالئكة والنجوم والنيران تحريم ذبائحهم ونكاح نسائهم على المسلمين

واختلفوا في قبول الجزية منهم فقال الشافعى ال تقبل منهم الجزية وانما يجوز قبولها من اهل الكتاب أو ممن له شبهة آتاب وقال مالك وابو حنيفة بجواز قبولها منهم غير أن مالكا استثنى القرشى منهم واستثنى أبو حنيفة العربى

.منهم

وفسطائية المنكرة للحقائق ومنهم السمنية القائلون بقدم العالم مع انكارهم ومن أصناف الكفرة قبل االسالم الس للنظر واالستدالل ودعواهم انه ال يعلم شىء اال من طرق الحواس الخمس ومنهم الدهرية القائلون بقدم العالم ومنهم

الوا بقدم العالم وأنكروا الصانع القائلون بقدم هيولى العالم مع اقرارهم بحدوث األعراض منها ومنهم الفالسفة الذين قوبه قال منهم بيثاغورس وقاوذروس ومنهم الفالسفة الذين أقروا بصانع قديم ولكنهم زعموا ان صنعه قديم معه وقالوا بقدم الصانع والمصنوع آما ذهب اليه ابن قلس ومنهم الفالسفة الذين قالوا بقدم الطبائع االربع والعناصر

ض والماء والنار والهواء ومنهم الذين قالوا بقدم هذه االربعة وقدم االفالك والكواآب معها االربعة التى هى االر .وزعم ان الفلك طبيعة خامسة وانها ال تقبل الكون والفساد ال فى الجملة وال فى التفصيل

ال نكاح نسائهم وقد اجمع المسلمون على ان هؤالء االصناف الذين ذآرناهم ال يحل للمسلمين اآل ذبائحهم و واختلفوا في قبول الجزية منهم فمن قبلها من اهل االوثان قبلها منهم ومن لم يقبلها من اهل االوثان لم يقبلها منهم وبه

.قال الشافعى واصحابه

وقالوا فى المجوس انهم اربع فرق زروانية ومسخية وخرمدينية وبهافريدية وذبائح جميعهم حرام وآذلك نكاح م حرام وقد اجمع الشافعى ومالك وأبو حنيفة واألوزاعى والثورى على جواز قبول الجزية من الروزانية نسائه

والمسخية منهم وانما اختلفوا في مقدار دياتهم فقال الشافعى دية المجوسى خمس دية اليهودى والنصرانى ودية م وقال ابو حنيفة دية المجوسى واليهودى اليهودى والنصرانى ثلث دية المسلم فدية المجوسى اذا خمس دية المسل

.والنصرانى آدية المسلم

واما المزدآية من المجوس فال يجوز قبول الجزية منهم النهم فارقوا دين المجوس االصلية باستباحة المحرمات .آلها وبقولهم ان الناس آلهم شرآاء فى االموال والنساء وفى سائر اللذات

ة ال يجوز قبول الجزية منهم وان آانوا احسن قوال من المجوس االصلية الن دينهم ظهر من وآذلك البهافريدي .زعيمهم بها فريد فى دولة االسالم وآل آفر ظهر بعد دولة االسالم فال يجوز اخذ الجزية من اهله

لجزية آحكم النصارى في واختلف الفقهاء في الصابئين من الكفرة فقال اآثرهم ان حكمهم في الذبيحة والنكاح وا جواز ذلك آله ومنهم من قال إن من قال من الصابئين بقدم الهيولى فحكمه آحكم اصحاب الهيولى آما ذآرناه قبل

.هذا ومن قال منهم بحدوث العالم وآان الخالف معه في صفات الصانع فحكمة حكم النصارى وبه نقول

ين ينكرون جميع االنبياء والرسل ال تحل ذبائحهم وال نكاح نسائهم واجمع اصحاب الشافعى على ان البراهمة الذ وان وافقوا المسلمين في حدوث العالم وتوحيد صانعه والخالف في قبول الجزية منهم آاالخالف في قبولها من اهل

.االوثان

نسائهم وعلى جواز وأجمع فقهاء االسالم على استباحة ذبائح اليهود والسامرة والنصارى وعلى جواز نكاح .قبول الجزية منهم

Page 132: الفرق بين الفرق

132  

وانما اختلفوا في مقدار الجزية فقال الشافعى ان بذل آل حالم منهم دينار واحدا حقن دمه وقال ابو حنيفة على .الموسر منهم ثمانية واربعون درهما وعلى المتوسط اربعة وعشرون وعلى الفقير اثنا عشر

الشافعى انها آحدود المسلمين ويرجم الزانى منهم اذا آان محصنا وقال ابو حنيفة ال واختلفوا في حدودهم فقال .رجم عليهم

واختلفوا في ديانهم فقال الشافعى دية الرجل منهم ثلث دية المسلم ودية المرأة منهم ثلث دية المرأة المسلمة وقال مسلم سواءمالك دية الكتابي نصف دية المسلم وقال ابو حنيفة آدية ال .

واختلفوا في جريان القصاص بينهم فقال الشافعى ال يقتل مؤمن بكافر بحال وقال ابو حنيفة يقتل المسلم بالذمى .وال يقتل المستأمن

واختلفوا ايضا في وجوب الجزية على الشيخ الفانى منهم فأوجبها الشافعى ولم يوجبها ابو حنيفة اال على من ير في الحروبآان منهم ذا تدب .

واختلفوا في الثنوية من المانوية والديصانية والمرقيونية الذين قالوا بقدم النور والظلمة وزعموا أن العالم مرآب منهما وأن الخير والنفع من النور وأن الشر والضرر من الظالم فزعم بعض الفقهاء ان حكمهم آالمجوس واباح اخذ

م ونسائهم والصحيح عندنا ان حكمهم في النكاح والذبيحة والجزية آحكم عبدة االصنام الجزية منهم مع تحريم ذبائحه .واالوثان وقد بينا ذلك قبل هذا

واما الكفرة الذين ظهروا في دولة االسالم واستتروا بظاهر االسالم واغتالوا المسلمين في السر آالغالة من صورية والجناحية والخطابية وسائر الحلولية والباطنية والمقنعية الرافضة السبابية والبيانية والمغيرية والمن

والمبيضة بما وراء نهر جيحون والمحمرة باذربيجان ومحمرة طبرستان والذين قالوا بتناسخ االرواح من اتباع ابن وا أن شريعة أبى العوجاء ومن قال بقول أحمد بن حايط من المعتزلة ومن قال بقول اليزيدية من الخوارج الذين زعم

االسالم تنسخ بشرع نبى من العجم ومن قال بقول الميمونية من الخوارج الذين أباحوا نكاح بنات البنين وبنات البنات ومن قال بمذاهب العزاقرة من أهل بغداد وقال بقول الحالجية الغالة فى مذهب الحلولية او قال بقول البرآوآية او

حب دولة بنى العباس او قال بقول الكاملية الذين اآفروا الصحابة بترآها بيعة الرزامية المفرطة فى ابى مسلم صاعلي واآفروا عليا بترآه قتالهم فان حكم هذه الطوائف التى ذآرناها حكم المرتدين عن الدين وال تحل ذبائحهم وال

فان تابوا واال وجب قتلهم يحل نكاح المرأة منهم وال يجوز تقريرهم فى دار االسالم بالجزية بل يجب استتابتهم .واستغنام اموالهم

واختلفوا في استرقاق نسائهم وذراريهم فأباح ذلك ابو حنيفة وطائفة من اصحاب الشافعى منهم ابو اسحاق المروزى صاحب الشرح واباح بعضهم ومن اباح ذلك استدل بان خالد بن الوليد لما قاتل بنى حنيفة وفرغ من قتل

صالح بنى حنيفة على الصفراء والبيضاء وعلى ربع السبى من النساء والذرية وانفذهم الى المدينة مسيلمة الكذاب .وآان منهم خولة أم محمد بن الحنيفة

وأما اهل االهواء من الجارودية والهشامية والنجارية والجهمية واالمامية الذين اآفروا أخيار الصحابة والقدرية كرية المنسوبة الى بكر ابن اخت عبد الواحد والضرارية والمشبهة آلها والخوارج فانا المعتزلة عن الحق والب

.نكفرهم آما يكفرون اهل السنة وال تجوز الصالة عليهم عندنا وال الصالة خلفهم

ث واختلف أصحابنا في التوارث منهم فقال بعضهم نرثهم وال يرثوننا وبناه على قول معاذ بن جبل ان المسلم ير من الكافر والكافر ال يرث من المسلم والصحيح عندنا ان اموالهم فيء ال توارث بينهم وبين السنى وقد روى ان

.شيخنا أبا عبد اهللا الحرث بن اسد المحاسبى يأخذ من ميراث ابيه شيئا الن اباه آان قدريا

Page 133: الفرق بين الفرق

133  

ونفى الرؤيةوقد أشار الشافعى الى بطالن صالة من صلى خلف من يقول بخلق القرآن .

وروى هشام بن عبد اهللا الرازى عن محمد ابن الحسن انه قال فيمن صلى خلف من يقول بخلق القرآن انه يعيد .الصالة

.وروى يحيى بن اآثم ان أبا يوسف سئل عن المعتزلة فقال هم الزنادقة

ال الخطابية الذين اجازوا شهادة الزور واشار الشافعى في آتاب الشهادات الى جواز شهادة اهل االهواء إ .لموافقيهم على مخالفيهم واشار في آتاب القياس الى رجوعه عن قبول شهادة المعتزلة وسائر اهل االهواء

ورد مالك شهادة اهل االهواء في رواية اشهب عن ابن القسم والحرث بن مسكين عن مالك انه قال في المعتزلة ل يقتلونزنادقة ال يستتابون ب

واما المعاملة معهم بالبيع والشراء فحكم ذلك عند اهل السنة آحكم عقود المفاوضة بين المسلمين الذين فى اطراف الثغور وبين اهل الحرب وان آان قتلهم مباحا وال يجوز ان يبيع المسلم منهم مصحفا وال عبدا مسلما في

.الصحيح من مذهب الشافعى

الشافعى في حكم القدرية المعتزلة عن الحق فمنهم من قال حكمهم حكم المجوس لقول النبى واختلف اصحاب عليه السالم في القدرية انهم مجوس هذه االمة فعلى هذا القول يجوز اخذ الجزية منهم ومنهم من قال حكمهم حكم

المسلمين قتلهمالمرتدين وعلى هذا ال تؤخذ منهم الجزية بل يستتابون فان تابوا واال وجب على .

وقد استقصينا بيان احكام اهل االهواء فى آتاب الملل والنحل وذآرنا في هذا الكتاب طرفا من احكامهم عند اهل .السنة وفيه آفاية واهللا اعلم

{الفصل الرابع}

من فصول هذا الباب

قولنا في السلف الصالح من االمة

واالنصار من الصحابة هذا خالف قول من زعم من الرافضة أن أجمع اهل السنة على ايمان المهاجرين .الصحابة آفرت بترآها بيعة على وخالف قول الكاملية فى تكفير على بترآه قتالهم

واجمع اهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبى صلى اهللا عليه وسلم من آندة وحنيفة وفزارة وبنى اسد بن وائل لم يكونوا من االنصار وال من المهاجرين قبل فتح مكة وانما أطلق الشرع اسم وبنى قشير وبنى بكر ا

المهاجرين على من هاجر الى النبى صلى اهللا عليه وسلم قبل فتح مكة واولئك بحمد اهللا ومنه درجوا على الدين .القويم والصراط المستقيم

ا من اهل الجنة وآذلك آل من شهد معه بيعة الرضوان وأجمع اهل السنة على أن من شهد مع رسول اهللا بدر .بالحديبية

وقالوا بما ورد به الخبر بأن سبيعن الفا من امة االسالم يدخلون الجنة بال حساب منهم عكاشة بن محصن وأن .آل واحد منهم يشفع في سبعين الفا

Page 134: الفرق بين الفرق

134  

ن لهم الشفاعة في جماعة من االمة منهم اويس القرنى وقالوا بمواالة اقوام وردت االخبار بأنهم من أهل الجنة وأ .والخبر فيهم مشهور

.وقالوا بتكفير آل من اآفر واحد من العشرة الذين شهد لهم النبى بالجنة

.وقالوا بمواالة جميع ازواج رسول اهللا واآفروا من اآفرهن أو اآفر بعضهن

وقالوا بمواالة الحسن والحسين

لمشهورين من اسباط رسول اهللا عليه السالم آالحسن بن الحسن وعبد اهللا بن الحسن وعلى بن الحسين زين وا العابدين ومحمد بن على بن الحسين المعروف بالباقر وهو الذى بلغه جابر بن عبد اهللا االنصارى سالم رسول اهللا

ر وعلى بن موسى الرضا وآذلك قولهم في عليه السالم عليه وجعفر بن محمد المعروف بالصادق وموسى بن جعفسائر اوالد على من صلبه آالعباس وعمر ومحمد بن الحنفية وسائر من درج على سنن آبائه الطاهرين دون من مال منهم الى اعتزال او رفض ودون من انتسب اليهم وأسرف في عداوته وظلمه آالبرقعى الذى عدا على اهل البصرة

سابين على أنه آان دعيا فيهم ولم يكن منهمظلما وعدوانا واآثر الن .

يقولون ربنا اغفر لنا وإلخواننا {وقالوا بمواالة اعالم التابعين للصحابة باحسان وهم الذين قال اهللا تعالى فيهم .{الذين سبقونا باإليمان وال تجعل في قلوبنا غال للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم

ر اصول اهل السنةوقالوا في آل من اظه .

وانما تبرءوا من اهل الملل الخارجة عن االسالم ومن اهل األهواء الضالة مع انتسابها الى االسالم آالقدرية والمرجئة والرافضة والخوارج والجهمية والنجارية والمجسمة وقد تقدم بيان تفصيل هذه الجملة في الفصل الذى قبل

.هذا الفصل بما فيه آفاية

{ لفصل الخامسا }

من فصول هذا الباب

في بيان عصمة اهللا أهل السنة عن تكفير بعضهم بعضا

فهم إذن أهل الجماعة القائمون . أهل السنة ال يكفر بعضهم بعضا، وليس بينهم خالف يوجب التبرى والتكفير فرق المخالفين إال وفيهم تكفير بالحق، واهللا تعالى يحفظ الحق وأهله، فال يقعون في تنابذ وتناقض، وليس فريق من

بعضهم لبعض، وتبرى بعضهم من بعض، آالخوارج، والروافض، والقدرية، حتى اجتمع سبعة منهم في مجلس : واحد فافترقوا عن تكفير بعضهم بعضا، وآانوا بمنزلة اليهود والنصارى حين آفر بعضهم بعضا، حتى قالت اليهود

ولو آان من عند {: ، وقال اهللا سبحانه وتعالى}وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ليست النصارى على شيء{ .{غير الله لوجدوا فيه اختالفا آثيرا

يقولون في وقد عصم اهللا أهل السنة من أن يقولوا في أسالف هذه األمة منكرا، أو يطعنوا فيهم طعنا، فال المهاجرين، واألنصار، وأعالم الدين، وال في أهل بدر، وأحد، وأهل بيعة الرضوان، إال أحسن المقال، وال في جميع من شهد لهم النبي صلى اهللا عليه وسلم بالجنة، وال أزواج النبي صلى اهللا عليه وسلم، وأصحابه، وأوالده، وأحفاده،

رياتهم، مثل عبد اهللا ابن الحسن، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر مثل الحسن والحسين، والمشاهير من ذ

Page 135: الفرق بين الفرق

135  

بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى الرضا عليهم السالم، ومن جرى منهم على السداد من غير تبديل وال .تغيير، وال في الخلفاء الراشدين، ولم يستجيزوا أن يطعنوا في واحد منهم

لتابعين، وأتباع التابعين الذين صانهم اهللا تعالى عن التلوث بالبدع، وإظهار شيء من وآذلك في أعالم ا المنكرات، وال يحكمون في عوام المسلمين إال بظاهر إيمانهم، وال يقولون بتكفير واحد منهم إال أن يتبين منه ما

ة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب هم الذين يدخل الجن{: يوجب تكفيره، ويصدقون بقول النبي صلى اهللا عليه وسلم، أخرجه البخاري، وقد ورد أنه يشفع آل واحد منهم في عدد ربيعة }اليسترقون وال يتطيرون وعلى ربهم يتوآلون

ربنا اغفر {: أمر اهللا تعالى في آتابه حيث قالومضر، ويوجبون على أنفسهم الدعاء لمن سلف من هذه األمة، آمت ك رؤوف رحيملنا ولإخواننا الذين سبقونا باإليمان وال تجعل في قلوبنا غلال للذين آمنوا ربنا إن }.

{الفصل السادس}

من فصول هذا الباب

وأنواع علومهم وأئمتهمفي بيان فضائل أهل السنة

اعلم أنه ال خصلة من الخصال التى تعد فى المفاخر ألهل اإلسالم من المعارف والعلوم، وأنواع اإلجتهادات، إال وألهل السهنة والجماعة في ميدانها القدح المعلى والسهم األوفر، فدونك أئمة أصول الدين وعلماء الكالم من أهل

.السنة

ميهم من الصحابة علي بن أبي طالب آرم اهللا وجهه حيث ناظر الخوارج في مسائل الوعد والوعيد، فأول متكل وناظر القدرية في المشيئة واإلستطاعة والقدر، ثم عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنهما حيث تبرأ من معبد الجهني في

.نفيه القدر

عزيز، وله رسالة بليغة في الرد على القدرية، ثم زيد بن وأول متكلمي أهل السنة من التابعين عمر بن عبد ال على زين العابدين، وله آتاب في الرد على القدرية، ثم الحسن البصري، ورسالته إلى عمر بن عبد العزيز في ذم دماء القدرية معروفة، ثم الشعبي، وآان أشد الناس على القدرية، ثم الزهري، وهو الذي أفتى عبد الملك بن مروان ب

.القدرية

ومن بعد هذه الطبقة جعفر بن محمد الصادق، وله آتاب الرد على القدرية، وآتاب الرد على الخوارج، ورسالة .في الرد على الغالة من الروافض

أبو حنيفة، والشافعي، فإن أبا حنيفة له آتاب في الرد على القدرية: وأول متكلميهم من الفقهاء وأرباب المذاهب إنها : ، وله رسالة أماله في نصرة قول أهل السنة إن اإلستطاعة مع الفعل، ولكنه قال"آتاب الفقه األآبر"سماه

في تصحيح النبوة والرد على : تصلح للضدين، وعلى هذا قوم من أصحابنا، وللشافعي آتابان في الكالم، أحدهمافي الرد على أهل األهواء: الجهمية، والثاني .

المريسي من أصحاب أبي حنيفة فإنما وافق المعتزلة في خلق القرآن وأآفرهم في خلق األفعالفأما .

ثم من بعد الشافعي تالمذته الجامعون بين علم الفقه والكالم، وآان أبو العباس بن سريج أبرع الجماعة في هذه .العلوم، وله نقض آتاب الجاروف على القائلين بتكافؤ األدلة

م من بعده اإلمام أبو الحسن األشعري الذي صار شجى في حلوق القدريةث .

Page 136: الفرق بين الفرق

136  

ومن تالمذته المشهورين أبو الحسن الباهلي، وأبو عبد اهللا بن مجاهد، وهما اللذان أثمرا تالمذتهم إلى اليوم محمد اإلسفرايني، ، وأبي إسحاق إبراهيم بن]الباقالني[شموس الزمان وأئمة العصر، آأبي بكر محمد بن الطيب

.وابن فورك

أبو على الثقفي، وفي زمانه آان إمام السنة أبو العباس القالنسي الذي زادت تصانيفه في : وقبل هذه الطبقة الكالم على مائة وخمسين آتابا، وقد أدرآنا منهم في عصرنا ابن مجاهد، وابن الطيب، وابن فورك، وإبراهيم بن

يع، وهم القادة السادة في هذا العلممحمد رضي اهللا عن الجم .

وأما أئمة الفقه في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم فقد مألوا العالم علما، وليس بينهم من يناصر السنة .والجماعة، وهم أشهر من نار على علم، ففي سرد أسمائهم طول

رشيد، ال يوصم أحد منهم ببدعة، وفي طبقاتهم آتب وأما أئمة الحديث واإلسناد فهم سائرون على هذا المهيع ال خاصة تغنى عن ذآر أسمائهم هنا، وآثرهم الخالدة لم تزل بأيدى حملة العلم مدى الدهر، وآذلك أئمة اإلرشاد

.والتصوف آانوا على توالى القرون على هذا المنهج السديد في المعتقد

المفضل الضبي، وابن : على معتقد أهل السنة، فمن الكوفيين وآذلك جمهرة أهل النحو واللغة واألدب آانوا األعرابي، والرؤاسي، والكسائي، والفراء، وأبو عبيد قاسم بن سالم، وعلي بن المبارك اللحياني، وأبو عمرو .الشيباني، وإبراهيم الحربي، وثعلب، وابن األنباري، وابن مقسم، وأحمد بم فارس، آانوا آلهم من أهل السنة

أبو األسود الدؤلي، ويحيى بن معمر، وعيسى بن عمر الثقفي، وعبد اهللا بن أبي إسحاق : ومن البصريين وقد ورد من اهللا تعالى الوعد والوعيد، : الحضرمي، وبعدهم أبو عمرو بن العالء الذي قال له عمرو بن عبيد القدري

بدعته التي ابتدعها في أن العصاة من المؤمنين خالدون واهللا تعالى يصدق وعده ووعيده، فأراد بهذا الكالم أن ينصرإن الكريم إذا أوعد عفا، وإذا وعد وفي، : فأين أنت من قول العرب: مخلدون في النار، فقال أبو عمرو بن العالء :وافتخار قائلهم بالعفو عند الوعيد حيث قال

وإني إذا أوعدته أو وعدته لمخلف إبعادي ومنجز موعدي

ده من الكرم ال من الخلق المذموم، وآذا الخليل بن أحمد، وخلف األحمر، ويونس بن حبيب، وسيبويه، فع واألخفش، واألصمعي، وأبي زيد األنصاري، والزجاج، والمازني، والمبرد، وأبي حاتم السجستاني، وابن دريد،

أهل البدعة شديد، وبعد عن بدعهم بعيد، واألزهري، وغيرهم من أئمة األدب، لم يكن بينهم أحد إال وله إنكار على .ولم يكن في مشاهيرهم من تدنس بشيء من بدع الروافض والخوارج والقدرية

وآذلك أئمة القراء وحملة التفسير بالرواية من عهد الصحابة إلى عهد محمد بن جرير الطبري وأقرانه ومن الدراية إال بعض أفراد من أهل البدعةبعدهم، آانوا آلهم من أهل السنة، وآذلك المفسرون ب .

وآذلك مشاهير علماء المغازى، والسير، والتواريخ، ونقد األخبار، وحملة الرواية من أهل السنة والجماعة

.فيظهر بذلك أن جماه الفضل في العلوم في أهل السنة والجماعة، حشرنا اهللا سبحانه في زمرتهم

Page 137: الفرق بين الفرق

137  

{الفصل السابع}

فصول هذا الباب من

في بيان آثار أهل السنة في الدين والدنيا وذآر مفاخرهم فيهما

ألمنا ببعض آثار أهل السنة فى شتى العلوم، بحيث يظهر من ذلك أنهم ال يلحقون فى هذا المضمار، ومؤلفاتهم بالد اإلسالم فمشهور ماثلة أمام في الدين والدنيا فخر خالد مدى الدهر لألمة المحمدية، وأما آثارهم العمرانية في

الباحثين، خالدة في بطون التواريخ بحيث ال يلحقهم في ذلك الحق، آالمساجد والمدارس والقصور والرباطات .والمصانع والمستشفيات وسائر المبانى المؤسسة في بالد السنة، وليس لسوى أهل السنة عمل يذآر في ذلك

المسجد النبوي، ومسجد دمشق على أبدع نظام، وآان سنيا، وبنى أخوه مسلمة وقد بنى الوليد بن عبد الملك .المسجد بقسطنطينية، وآا سنيا، وآل ما في الحرمين وسائر الحواضر من شواهق اآلثار فمن عمل أهل السنة

، على أنه وأما سعي بعض العبيديين في عمارات فشيء ال يذآر أمام أعمال ملوك السنة على اختالف الدول ما آان للمشرآين أن يعمروا مساجد الله شاهدين {: الموقع لما آانوا يبنونه مع سوء اعتقادهم، آما قال اهللا تعالى

، وال يتسع المقام لسرد ما ألهل السنة من اآلثار الفاخرة في الدين والدنيا}على أنفسهم بالكفر .

ذه اإللمامة آفاية في استذآار مآثر أهل السنة التي ال آخر لها في ناحيتي الدين والدنيا، وهللا الحمد، وله وفي ه .الفضل، وصلى اهللا على سيدنا محمد وآله وصحبه أحمعين