١٦

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

א א אא א א

א دراسة مقارنة

))١((وفاء النعسان. د

א١ :אارة شاء الهندسي للعم يهدف هذا البحث إلى مهمة في ترسيخ المعلومات الهندسية في مجال اإلن

رة العصر ال د، خالل فت ي الهن المية ف ة اإلس ذي يواآب العصر التاريخي المي، وال ولي اإلس مغ .العثماني في المشرق العربي آخذة بالحسبان نوعية المواد اإلنشائية وطرائق تنفيذها

:א٢إن لهذا البحث أهمية في أنه يكشف عن جانب من المعرفة في التراث العلمي العربي

م ا ياق العل ل ضمن س ن قب ولج م سبق أن ع م ي المي، ل تتم اإلس لهندسي المعاصر، إذ سة د في نفس الحقب دراسة مقارنة بين ما هو متبع في العمارة التاريخية اإلسالمية في الهنصر رة الع ق فت ي تواف ي، وه شرق العرب ي الم اني ف صر العثم رة للع ة المعاص الزمنيصر الل الع ي خ شرق العرب ي الم ع ف و متب ا ه ين م د، وب ي الهن المي ف ولي اإلس المغ

شائية، العثما ات اإلن ا في المكون ني، وذلك لرصد نقاط التشابه ونقاط االختالف وإبرازهم .والجمل اإلنشائية للمباني التي تعود للعمارة التاريخية اإلسالمية في تلك الفترة الزمنية

٣:تظهر المباني عند أمة ما مقدار ما وصلت إليه من مبتكرات وتقنية، وما لها من ذوق

ا، وثقافة ، آما تسهم مواد البناء المتوافرة لدى األمم في إعطاء الشخصية المميزة لعمائرهبن أو اآل ى الل اء عل ي البن اس ف د الن دان اعتم ي بعض البل ر فف ى الحج ر، وبعضها عل ج

ي ر ف تخدام الحج ى اس أ إل شب، فيلج ه الخ وافر لدي ا ال يت وت، ومنه شيم، أو المنح الغو ا من يت سقيف، ومنه دران فر لدياالت ة الج ي إقام ه ف د علي رة، فيعتم ن . ه الخشب بكث وم

. باحثة يف معهد التراث العلمي العريب حبلب (1))

١٧

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

صور، ر الع ى م ت صامدة عل ي بقي ي الت الحجر ه شيدة ب اني الم ون المب الطبيعي أن تكل اطق التي حوت الحجارة، مث شام، : خاصة في المن الد ال اطق األناضول، وشمال ب من

ة والقاهرة، ومعظم المناطق في الهند، لتقدم لنا صورة متزنة، تتآلف فيها العناصر المحليوع ع تن ت م ي تحقق المية الت ارة اإلس دة العم ا وح ا آله شائية، تجمعه اليب اإلن ع األس م

.العناصر اإلنشائية في المباني التاريخية اإلسالميةصور ى ت ساعد عل زمن، ي ع ال المية م ة اإلس اني التاريخي ور المب د تط إن رص

اني شاء المب ق إن اء وطرائ أتي استعماالت مواد البن اني ي شاء المب ا أن إن ا، آم اني فيه للمبكالها ل أش ة، بك ة االجتماعي ة للحاج ة، وتلبي ن جه ة م ة، والبيئي شروط المناخي تجابة لل اسا ة اإلسالمية، وم اني التاريخي ام للمب إن اإلطار الع ا ف وأبعادها من جهة أخرى، ومن هن

ت اس الخ و انعك ا ه ال، إنم ذا المج ي ه تالف ف ه اخ ن أوج أتي م اخ، ي روف المن الف ظد ين أحجار وقرمي واد ب ك الم وعي تل اء، ون وطبيعة الشكل التضاريسي، ووفرة مواد البن

. وأخشابن ارتين م شاء لكال العم ق اإلن اء، وطرائ واد البن ذا البحث رصد م تم في ه سوف ي

:خالل األمثلة الميدانية، إلجراء الدراسة المقارنة بينهماא٤ א אא א א א :א

ي ١ ـ ٤ ي المشرق العرب اني ف صر العثم ارة الع ة عن عم ذة تاريخي ـ ٩٢٢(ـ نب ):م١٩١٨ ـ ١٥١٦ / ه١٣٣٧

د ى م ت عل سالجقة، وعمل ى ال انيين عل صار العثم د انت ة بع ة العثماني ت الدول قاما ان، وم ى البلق صغرى إل يا ال ن آس لطانها م صرب، ء وراس ار، وال ن أراضي البلغ ا م ه

ة ر التون ى نه لوا إل دانوب(ووص سطنطينية )ال ى الق را عل تولوا أخي م اس تمرت . ، ث واسا فتوحاتهم إلى الشرق والغرب، فبسطوا سلطانهم على بالد الجزيرة، والشام ومصر، وم

رة العرب، وا . لبثوا أن اتخذوا لقب الخالفة اإلسالمية م جزي د خضعت له وذهم وق د نف متا ون فيه ائر . إلى شمال إفريقية، وزادت هيبة الدولة العثمانية، وازدهرت الفن وآانت العم

اني ى الطراز العثم سلجوقي إل دو . العثمانية في بداية أمرها حلقة انتقال من الطراز ال ويب ). م١٤ / ه٨(ذلك في المساجد التي شيدت في القرن

ع أخذت المباني العثمانية تظهر في ال ا في مطل اني له تح العثم د الف مشرق العربي بعا، وال سيما القرن السادس عشر، ممتزجا مع التقاليد المحلية التي استمرت تعبر عن ذاته

وآي شاء الممل ى عناصر اإلن . )٢(في مباني بالد الشام خاصة مدينة حلب التي حافظت علاطر، ففي العهد العثماني تغير تصميم المساجد، وتحولت قاعة الصالة من صفوف القن

ة آبيرة ذات رقبة متعددة النوافذ، وبذلك بوالبالطات المتوازية إلى قاعة مربعة مسقوفة بق أصبح المصلى قليل األعمدة والعضائد، ويتقدم المصلى رواق مسقوف بالقباب، وبدال من

دة ا حدث تطور في . المدارس شاعت التكايا، آمجمع معماري له وظائف عدي شاء آم إنسوق مجموعة ادل التجاري، فأصبح ال و االقتصادي والتب األسواق والخانات، نظرا للنم

ام ة، والمسجد والحم د العلمي ة، والخان والمعاه . معمارية متكاملة تضم المخازن التجاريا ي ببنائه وات، وعن اب أو القب سقوفا بالقب ا م دا معظمه ات، وغ اء الخان ور بن ا تط آم

ا بالحل ة وزخرفته ارة الملون ة والحج ات المعماري ان (ي شق، وخ ي دم ا ف عد باش ان أس خشامي ). الوزير في حلب آما ارتقى بناء الحمامات، والبيوت والقصور، ووصل البيت ال

سورية دن ال ة في الم زال حي ا ت وت التي م ك عشرات البي ى ذل شهد عل ه، ت ة رقي إلى قم

.٢٥٣، ص ١٩٧٩ رحياوي، عبد القادر، العمارة العربية اإلسالمية، دمشق، (2)

١٨

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

). قصر العظم في دمشق، ودار أجقباش بحلب(شائع في أما من ناحية العناصر اإلنشائية فقد أصبحت القباب واألقبية هي العنصر ال

ودة اء المعق ود . التغطية، وقد حلت محل األسقف الجمالونية، أو األقب واس أو العق ا األق أمواس ة أق ن أربع ون م دبب، المتطور المك د الم د شاع العق ز٤(فق ة ) ( مراآ اطر التكي قن

أما األعمدة فقد شاع . شاع العقد الموتور فوق األبواب والنوافذ، آما)السليمانية في دمشقاج ن الت ور ع دة متط ن األعم د م اج جدي ر ت صة، وظه ان المقرن تعمال التيج ا اس فيه

رنص ب(المق ردوس بحل ة الف ي ). مدرس ه ف ستغنى عن صرا ال ي صات عن ت المقرن وظلاب، م ا القب ي زواي ا ف ة، وأحيان اني العام ات المب ود بواب ين عق ال ب أمين االنتق ل ت ن أج

رة األضالع، طوانية أو آثي ي أس ز، فه كل ممي آذن ش ة، وأصبح للم ستويات المختلف المة سوة مخروطي ا شاع القاشاني . صغيرة القطر، ممشوقة القوام، تنتهي في أعالها بقلن آم

ات دران والواجه سوة الج ي آ ي ف صر زخرف شقة . آعن صية المع ذ الج ورت النواف وتطارف ا شق، بالزخ ي دم ق ف ا األبل اع منه ة، وش ساء الرخامي ورت الفسيف ا تط ة، آم لملون

سقوف . المكون من المعجونة الملونة واطن ال ة األخشاب شاع العجمي في ب وفي زخرفارزة ة األخشاب وظهر . تغطيه الرسوم المصنوعة من المعجونة الب ا تطورت زخرف آم .العجمي في سقوف الغرف، وفي آسوة الجدران

اء ة وإلعط اني التاريخي ي المب ي ف شاء الهندس ق اإلن ن طرائ صيلية ع ة تف دراسة حلب ة من مدين رت أمثل اني، اخت ي، خالل العصر العثم اإلسالمية في المشرق العرب

.آنماذج إليضاح الدراسة٤٢:

: ـ نبذة تاريخية١ـ٢ ـ٤ك، وهو يقع في محلة الجديدة في شارع الياسمين، بجوار آاتدرائي سريان الكاثولي ة ال

يالد ذا . )٣(من الدور الحلبية القديمة، يعود بناؤه إلى مطلع القرن الثامن عشر للم رف ه عاش وهو ترآي األصل، هالمنزل باسم بانيه األول قر د باسم أجقب ا بع علي، ثم عرف فيم

ة سكنت البيت أما تسمية أجقباش تعني بالترآية الرأس المكشوف، فهو اسم لعا ة حلبي . ئلة ة لوحات فني تتميز الدار بواجهاتها المزينة بزخارف حجرية نباتية تعلو النوافذ على هيئرائعة تدل على الدقة المتناهية، آما تجسد روح الفنان الحلبي الذي مزج في الزخرفة بين

د ساعدت بفن الروآوآو في أ )٤(األشكال النباتية والهندسية مزجا رائعا، تذآرنا ا، وق وربه، سهيل عمل ان في ت ار الفن ي حلب المعم وفرة ف سية البيضاء والمت ة األحجار الكل نوعي

دار . وتمكينه من نقش وحفر هذه الزخرفة الفريدة شمالي من ال تم اقتطاع غرف الجزء الا أن الي، آم حين توسيع الشارع المؤدي من ساحة الحطب إلى بوابة القصب، وجادة الكي

وتتميز الدار بوجود برآة ماء في . القاعة الغربية سقف خشبي فقط وهي بحالة جيدةسقف ورة )٥(القبو الغربي، يلجأ إليه سكان البيت هربا من حر الصيف باإلضافة إلى مغارة محف

بالصخر، ومخصصة للمؤونة، وهو معروف بواجهاته الحجرية التي يظهر فيها زخارف .آومملوآية، وزخارف الروآو

א٤٢٢ :א

.٨٢، ص ١٩٩١ارخيية، منشورات جامعة حلب، شعث، شوقي، حلب تارخيها ومعاملها الت (3) .١٢٦، ص ١٩٨٣ احلمصي، فايز، حلب القدمية، منشورات املديرية العامة لآلثار واملتاحف، دمشق، (4) .٥٠، ص ١٩٩٠ حجار، عبد اهللا، معامل حلب األثرية، منشورات جامعة حلب، ومجعية العاديات حبلب، (5)

١٩

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

: أـ اختالف مستويات الدارى خمسة . يعتبر هذا البيت من بيوت الفئة الممتازة بحلب لكبره وآثرة غرفه وهو عل

:مستويات . مؤلف من المغارة المنقورة في الصخر الكلسي: المستوى األول) ١( الباحة، ويوجد فيه حوض مؤلف من األقبية، له نوافذ مفتوحة على : المستوى الثاني ) ٢(

. الماءة، ويحيط )الصحن (مؤلف من أرض الدار : المستوى الثالث ) ٣( اء وحديق ، وحوض م

ة أصغر، وغرف سية، وقاع ة الرئي رة آالقاع ا غرف آبي زل، منه ا غرف المن به . صغيرة للسكن اليومي

ع) ٤( ستوى الراب ي : الم رة أو ف وق الغرف الكبي ن غرف صغيرة وضعت ف مؤلف م .نتصف الدرجم

ي : المستوى الخامس ) ٥( سكن المنزل المربع، ويخصص للضيوف أو لل ين . ويدعى ب يب .المسقط األفقي في بيت أجقباش) ١(الشكل

:ب ـ فتحات الجدرانة اك النجف اش، فهن ي بيت أجقب ذ ف واب والنواف تنوعت أشكال الفتحات المشكلة لألب

ة ور، والنجف وس الموت ستقيمة، والق صورة الم ة ال ي )١(المختم ا ف دبب آم ، والقوس المصورة دار، ال وان ال و إي ذي يعل وس ال ة )٢(الق ارف النباتي ات بالزخ ت الفتح د زين ، وق

ة رطة زخرفي ى أش ن األعل ات م اط بالواجه ا أح سك، آم ارف األرابي ية، وزخ والهندسري ( ي حج ز زخرف صورة )إفري ات بن ). ٣(، ال واس والفتح دران واألق ع الج ت وجمي ي

. بالحجارة الكلسية والمادة الرابطة هي المالط الكلسي : ج ـ القبو

فيه مصاطب للجلوس، وحوض للماء يمضي فيه أصحاب البيت األوقات الحارة في ). ٤(الصيف، أما سقفه فهو سقف حجري من األقبية المتقاطعة آما هو مبين في الصورة

:د ـ قاعة االستقبال الرئيسيةتين، ية االستقبال بمدخل يعلوه نجفة مختمة قوسية تستند إلى دعامتين حجر تتميز قاع

ة واسعة اتتناوب فيها اللون ز فالعتب تقبال ذات طراز متمي ن األسود واألصفر، قاعة االسمزخرفة بقطع المرمر الملونة المتداخلة بشكل هندسي في أرضيتها وجدرانها، فضال عن

ع عمودين صغيرين في جبهتها األ مامية من الحجر األصفر المزخرف بدقة، وفوق الجميالعجمي، الصورة دلى من وسطه )٥(إفريز حجري، وللقاعة سقف خشبي يعرف ب ، تت

.ثعابين، آما يحيط بالسقف إطار فيه آتابات وحكم وأمثال : ـ غرفة ملحقة بقاعة االستقبال ه

ف، تقع هذه الغرفة إلى جوار قاعة االستقبال اقتطعت منها، ا جدار خفي يفصل بينهمالقبو ة ب ة داخلي صلة بغرف بها سقف خشبي، وهي لتخديم القاعة الرئيسية، وهذه الغرفة مت

. بدرج غير ظاهر، والغاية منه تأمين االتصال المباشر بين القاعة الرئيسية والقبو :وـ اإليوان

ه الك وه سقف خشبي تحيط ب دار يعل ه يقع اإليوان في الجهة الجنوبية لل ات وتتقدم تاب .مظلة خشبية تمتد على جزء من باحة الدار، آما يعلو اإليوان قوس مدبب

:ق ـ المغارةى ساعد على حفرها رخاوة التربة الكلسية التي تتميز حلب بها، ومنها يصل المرء إل

٢٠

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

. البئر وإلى الصهريج الخاص بالبيت:א٤٣

:ـ نبذة تاريخية١ـ٣ـ٤ر في حي يقع الخان في الجهة الشرقية الشمالية للمدينة شرقي الجامع األموي الكبي

في الفترة التي آانت التجارة ). م١٦٨٣( محمد باشا عام هبناه والي حلب قر . سويقة علي اني د العثم ي العه ب ف ة حل ي مدين ا ف ي أوج ازدهاره ع )٦(ف د الراب سلطان محم ام ال ، أي

. )٧( فدعي الخان بهذا االسم العثماني، والذي أصبح وزيرا فيما بعدא٤٣٢ :א

ات، ع واجه ه أرب ن حول ي من صحن واسع تلتف م سقطه األفق ألف الخان في م يتى ة عل ة سريرية ومحمول رة من الغرف المسقوفة بأقبي تتألف الواجهة من مجموعة آبي

ى طابقين ى الصحن الطابق األول يطل ع . األقواس الفارسية وهذه الغرف موزعة عل لى بواسطة سلسلة من القناطر أما الباحة فيزينها مسجد صغير توضع وسطها باإلضافة إل

ا في . موضأ ومجموعة من األشجار تلطف الجو وتؤمن التوازن الحراري ولعل أجمل مد ة بالزخارف حيث تع ذه الغني ة ونواف الخان هو مدخل الخان بواجهته الداخلية والخارجي

).٦(ات الخانات في مدينة حلب آما هو موضح في الصورة أجمل واجهة من واجه

: أ ـ األسقف. استخدم في تسقيف الفتحات المختلفة الشكل في خان الوزير أنواع مختلفة من األسقف

صورة سريرية، ال ة ال ة المقبب قف الحجري تخدمت األس د اس ة )٧(فق ى األقبي افة إل ، إضصورة ة، ال المتقاطع

تعمال )٨( م اس ا ت سبيا ، آم صغيرة ن اد ال سيطة باألبع ة الب ي األبني ستوية ف قف الم األساآن التي ال تتجاوز ديثا، واألم آالغرف، وقسم من الرواق الغربي والشمالي المضاف ح

أمتار، آما استخدمت أسقف خشبية ذات عناصر حاملة خشبية، وهي عبارة / ٤ ـ٢/أبعادها واد ع م ستطيلة م ة أو م اطع خشبية دائري ذه عن مق د ه سبيا، تباع رة ن سماآات آبي ردم ب

آذلك تم . سم، وذلك بهدف االستفادة من السطح) ٥٠ ـ ٣٠(العناصر يتراوح تقريبا ما بين ك البارز من مسجد الخان وهذا الكشك شاستعمال جوائز فوالذية آأظفار رئيسية حاملة للك

على شكل نصف ، آما استعملت قباب )٩(مضاف للمسجد في عصور متقدمة، الصورة آرة لتسقيف المساحات الكبيرة نسبيا، آالمسجد وسط ساحة الخان والصالة الرئيسية للخان في الطابق األول، ولتفادي قوى الدافع األفقية عند نقاط االستناد فقد تم سند القبة إلى جدران

ا ) ٨٠(حجرية بسماآة ة المرصوصة جنب ى سم، أما القبة فقد بنيت من القطع الحجري إلجنب، بحيث المداميك الحجرية تشكل عنصرا متماسكا، ووحدة متراصة قادرة على تحمل اه األمطار، ازل لتسرب مي ة آع ة رقيق ادة طيني ة بم د طليت القب القوى الناظمية وفيما بعوغطيت بصفائح من الرصاص ـ حاليا القبة مكسوة بطبقة إسمنتية رقيقة آما هو موضح

). ١٠(في الصورة :ـ الجدرانب

ة، ة وعناي سي األبيض المشذب والمنحوت بدق ة من الحجر الكل جدران الخان مبني

.١٣٣، ص ٣ارة، كلية العمارة، جامعة حلب، ج خضر، عبد املعطي، تاريخ العم (6) .٤٢، ص )٤( املرجع السابق (7)

٢١

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

ادي أو المشوي )٧٠(وبسماآات آبيرة نسبيا ال تقل عن ة . سم أو من الغضار الع الواجهن شاؤها م م إن د ت ده فق ن جه ار، وم ت المعم ن وق را م زا آبي غلت حي ان ش ة للخ األمامي

ا الزخارف الهندسية، الحجارة الكلسية الصفر اوب، أم شكل متن سوداء وب ة ال اء والبازلتيسي ر الكل ى الحج ا عل شها جميع م نق د ت ات، فق وك والكتاب تعمال . والرن وحظ اس د ل وق

زات األرضية، صاص اله ة آعناصر المت دران الحجري اء الج ي بن شبية ف العناصر الخشكل آامل وط أحد الجدران ب ط . ولمنع انهيار الجدار في حال هب م استخدام رواب ا ت آم

داخلي ه ال ربط الوج ك ل رة وذل مكات آبي ة ذات س دران الحجري اء الج ي بن ة ف حجريادة القصرمل . والخارجي للجدار اد (أما في زريقة الجدران فقد استخدمت م ات رم مخلف

). األفران :ج ـ الفتحات

ات تم استخدام أنواع مختلفة في تختيم الفتحات، فقد استخدمت الجوائز ا لخشبية آنجفذلك واب، آ ذ واألب يم النواف صغيرة لتخت واس ال تخدمت األق ا اس واب، آم بعض األب ل

.استخدمت الجوائز ذات القطعة الحجرية الواحدة لتختيم النوافذ : د ـ األعمدةدة الضخمة ذات المقطع ااستخدم نوع ة، األعم ل أسقف األروق دة لتحمي ن من األعم

اد ع بأبع م و) ٨٠*٨٠(المرب ة س ة بالمؤن ة صغيرة مترابط تخدام قطع حجري ة باس المبنية ثالث ة : الكلسية، أما األعمدة ذات المقطع النحيف فعبارة عن قطع حجري قاعدة حجري .مستديرة على عدة طبقات، وبدن اسطواني، وتاج مزخرف بالمقرنصات

:א٤٤ :ـ نبذة تاريخية١ـ٤ـ٤

ع الجامع في جامع العادلية بحلب هو أحد الم ساجد الجامعة، من العصر العثماني، يقام ميخان، وهو أول مسجد جامع يبنى ساحة بزة بالقرب من مدرسة السفاحية جانب حمفي حلب وفق النموذج العثماني، فيه بعض ألواح من القاشاني الجميل، بناه محمد باشا بن

ان اشتهر باسم جامع ا . )٨() م١٥١٧ / ه٩٦٣(أحمد الرومي سنة ه آ ة ألن ة أو العدلي لعادليول يقع إلى جوار دار العدل الذي آان بمثابة دار للحكومة، وهي سراي سنقار على حد ق

هذا الجامع من مشاهير جوامع حلب فخامة واتقانا وأوقافه : " الجامع قائال)٩( يصفالغزية في وسطها على آثرتها ال نظير لها، وهو مبني على نسق جوامع الروم، له رحبة متسع

حوض مدور مسقوف بزخرف، ومحاط بشبابيك من الحديد، وفي الجهة الجنوبية من هذه ا مسقوف داخلي منه سم ال ة، الق ى القبلي الرحبة رواقان ممتدان من الشرق إلى الغرب علة، ى حديق ة عل بابيك مطل ا ش ة، وله ة البهرامي شبه قبلي دا ت عة ج ة واس باألخشاب، والقبلي

في آتابه إعالم النبالء عن هذا الجامع )١٠(ويعرفنا الطباخ ". غربي وشرقي وللجامع بابان إن محمد باشا بن دوقة ين الرومي ولد السلطانة آوهر ملك شاه بنت عمة السلطان : "قائال

ولى حلب سنة ليمان، وت ده س ه٩٥٧سليمان بن عثمان، تولى الوزارة للسلطان سليم وولصلوات الخمس، وهو موضع جامع العادلية من الجوام ه ال وم في ع المشهورة في حلب تق . المسقط األفقي لجامع العادلية بحلب) ٢(ويبين الشكل ". عناية الجهات المسؤولة

، ص ١٩٥٦ طلس، أسعد، اآلثار اإلسالمية والتارخيية يف حلب، مطبوعات مديرية اآلثار العامة يف سورية، مطبعة الترقي، دمشق، (8)

١٢٧. .١١١، ص ٢ الغزي، كامل، ر الذهب يف تاريخ حلنب ج (9)

.٢٠٢، ص ٣باخ، حممد راغب، إعالم النبالء، ج الط (10)

٢٢

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

א٤٤٢ :א :أـ القبلية

ة جامع المدرسة الخسروفية التي بنيت شابه قبلي تقع القبلية جنوب الصحن، وهي تم، عدا عن االيوانات التي ترتفع عن )١٦ ×١٦(من الداخل تقارب أبعادها (. ه٩٥١(عام

والي ة بح ية القبلي ن ) ٤٠(أرض دمها رواق م ع، يتق ي مرب سقط أفق ة ذات م م، فالقبلي سشكل ة، ت اني إحدى عشرة فتح مجازين، في المجاز األول خمس فتحات، وفي المجاز الث

.في المجاز األول مصطبتانالفتحة الوسطى ممرا إلى القبلية ترتفع على جانبيه

ين د ب جامع العادلية هو أول مسجد جامع في حلب يتقدم القبلية فيه رواق، وهو الوحيه من مجازين دم قبليت ذي يتق رواق ال ة . المساجد القديمة بحلب يتشكل ال ة آتل شكل القبلي ت

ذ ع الجهات بنواف رة مستقلة بعيدة عن السور الخارجي للمنشأة، وهي مفتوحة من جمي آبيشكل جامع الرواق، ي شمالية ب ة ال على الساحات والحدائق المحيطة بها، وتتصل في الجه

.العادلية بكل عناصره الهندسية مثاال نموذجيا للمساجد العثمانية :ب ـ التسقيف

يغطي القبلية قبة واحدة آبيرة على شكل قطاع من آرة تكسوها من الخارج صفائح ا مهما آبيرا في فن العمارة بحلب، تستند القبة إلى رقبة دائرية الرصاص، فكان هذا إنجاز

ة عنصران ذة، وفي آل زاوي روزين ناف يدعمها من الخارج ستة عشر بروزا، بين آل بشأة د تعرض المن ي عن دفع األفق ة ال وس لمقاوم ى شكل نصف ق ا عل ل منهم ان آ داعم

زالزل ر ال شكالن)١١(لخط ة ). ٤(و) ٣(، ال دم الرقب ات يتق سهل عملي رفة ت داخل ش ن ال مواس التنظيف والصيانة للقبة ورقبتها، تستند الشرفة والرقبة إلى ثمانية أقواس، خلف األقة صفوف صفر من المقرنصات ة ثماني ة، وتحت آل حني ات رآني ة حني األربعة الزاوي

. تؤمن مع الحنيات الرآنية االنتقال من المربع إلى الدائرةز األول من الرواق أمام القبلية خمس قباب نصف آروية مغطاة بصفائح سقف المجا

الرصاص، تستند آل قبة منها مباشرة وبدون رقبة إلى األقواس المدببة األربعة المحيطة . بها، ويتم االنتقال من الدائرة إلى المربع بمثلثات آروية

:ج ـ المئذنةسية لمساجد أدخل العثمانيون إلى حلب شكال جديدا للمآذن أصبح من المميزات الرئي

العصر العثماني، برغم عدم انتشاره على نطاق واسع، ونفذ في عدد محدود من الجوامع، ة آذن العثماني شكل النموذجي للم وق . ومئذنة جامع العادلية تجسد ال ة ف ع جسم المئذن يرتف

ى شري ن األعل ه م تة عشر ضلعا يحيط ب ن س ا بمقطع م سطح عالي زررات ال ن الم ط مى مقرنصات . المشكلة من تداخل المرمر األبيض واألسود ستندة إل ه م شرفة فوق رز ال تب

تارة من الحجر المخرم، توضع في الوسط جسم آخر دقيقة وجميلة، وتحيط بالشرفة سة مكسوة بصفائح الرصاص، ة مخروطي وه نهاي ع من ستة عشر ضلعا تعل قصير ورفي

.وية الشمالية الغربية من آتلة القبلية مشكلة جزءا منهاوتوضعت المئذنة في الزا :د ـ الصحن

ة خشبية وه قب شكل تعل يقع الصحن شمال القبلية، يتوسطه حوض وضوء مسدس ال

، ١٩٩٩ النعسان، وفاء، حتليل العناصر اإلنشائية للمباين يف التراث العلمي العريب، رسالة دكتوراه، معهد التراث العلمي العريب، (11) .٢٧٢ص

٢٣

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

د رين طويلين، وق ر مم شرقية عب ة وال ين الغربي الصورة، ويدخل إلى الصحن من الجهتاه ان باتج شئت أحواض الوضوء غرب أ). شرق، غرب (امتد في قسمه الجنوبي رواق ن

ام والي ع وء ح واض الوض مت أح ي ض ة الت شئت الحجازي رواقين، وأن ـ١٣٨٠(ال / ه ).م١٩٧٥(وجعل سقف الرواق الخارجي من البيتون المسلح عام . )١٢()م١٩٦٠

:هـ ـ الواجهاتصات أولى العثمانيون الواجهات الداخلية لجوامع حلب عناية آبيرة، فزينوها بالمقرن

ى . وبتناوب األلوان وتعددها، وبالقاشاني وألوانه الزاهية ة عل واجهة رواق العادلية المطلى ذالصحن من أقواس ح وة الفرس المدبب، وهو أول استعمال لهذا النوع من األقواس عل

انبي القوس ى ج نطاق واسع، ويتناوب الحجر األسود مع الحجر األبيض في القوسين علا وضعت ط، آم ة األوس دة دائري ى أعم واس إل ستند األق ين، ت ل قوس ين آ ة ب ذة دائري نافصة ان مقرن ا تيج رة . تعلوه ة آبي رواق عناي ة ضمن ال دخل القبلي انيون م نح العثم ا م آم

المزررات والمقرنصات، اوب الحجر األسود واألصفر ب ن بتن وان، وزي فجعل ضمن إي مدخل قبلية العادلية، وملئت المساحة والمدليات والزخارف الحجرية وهذا ما نشاهده في

ا، ة وخارجه بين نجفات النوافذ واألقواس ذات المراآز األربعة بالقاشاني من داخل القبليا واب في الجامع، أم ذ واألب آما نالحظ استعمال القوس الموتور في بعض فتحات النواف

بالواجهات الخارجية بصورة بالنسبة للواجهات الخارجية للجامع، فإن العثمانيين لم يعتنوا .عامة، فجاءت الواجهات الخارجية للجامع بسيطة خالية من الزخارف

ولي ٥ د خالل العصر المغ ـ طرائق اإلنشاء الهندسي للعمارة التاريخية اإلسالمية في الهن :اإلسالميد ١ ـ ٥ / هـ ١٢٧٥ ـ ٩٣٣( ـ نبذة تاريخية عن العمارة اإلسالمية المغولية في الهن ):م١٨٥٨ ـ ١٥٢٦

ة اإلسالمية، وهو الطراز نشأ الطراز الهندي المغولي في ظل أسرة المغول الهندية في ا من أساليب فني ا دخل عليه الهندي اإلسالمي وقوامه األساليب الهندية القديمة، وم

الطرز ال ة، حتى عماري مالعصر اإلسالمي، وقد تأثرت عمارة الهند اإلسالمية ب ة اإليرانييرون من مؤرخي الفن أن األساليب المعمارية الفنية اإلسالمية في الهند منذ عهد رأى الكث

، ولكن في الواقع أن العمائر اإلسالمية )١٣(المغول اإلسالمي من الطراز الصفوي اإليراني التي قامت في الهند بين القرنين السادس عشر والثامن عشر الميالديين، احتفظت بظواهر

ة معمارية، ثم تطورت ارة . تطورا مستقال عن العمائر اإليراني ان للعم ذا العصر آ في هي ان ف ا آ ة، آم ؤثرات الخارجي ن الم ستقلة ع زة والم ة الممي شآتها التراثي المية من اإلسالعصر السابق لها الذي آانت العمارة اإلسالمية فيها متأثرة بالعمارة الهندية القديمة، فمنذ

ن حكمه وسلطانه على البالد رأينا أباطرة المغول يفوقون أن استولى بابر على دلهي وأعلة ابرهم التذآاري شاء مق ي إن ك ف اولون ذل انوا يح ل آ ى األق دمين، أو عل ة األق )١٤(الفراعن

:لتحقيق غرضين) األضرحة المغولية (

.استعمال هذه األضرحة في حياتهم الدنيا آصاالت احتفاالت واجتماعات: أوالهماا تعما: ثانيهم ت اس د آان اتهم، وق د وف م بع رة له ن آلها مقب ة م ا غالي ا تحف ارهم حق ث

.٢٦٧، ص ١٩٩٢ عثمان، جنوى، اهلندسة اإلنشائية يف مساجد حلب، منشورات جامعة حلب، (12) .٣٠، ص ١٩٨٩ نظيف، عبد السالم، دراسات يف العمارة اإلسالمية، اهليئة املصرية العامة للكتاب، (13) .٢٤٦ص / ١٩٦٩، مكتبة األجنلو املصرية، ٢ عبد اجلواد، توفيق أمحد، تاريخ العمارة والفنون اإلسالمية، ج (14)

٢٤

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

سطحات اآن والم ار األم ين االعتب ذ بع ا أخ ة إذا م ة، خاص ة والفني وجهتين المعماري الال سيق والتخطيط، وجم اني من حسن التن ذه المب ة ه الضخمة التي آانت تخصص إلقام

افورات و دها بالن دائق، وتزوي ق الح ة، وتنمي ا أضفى الطبيع اه، مم ان المي ساقي وخلج الف ).تاج محل في أآرا(على هذه األبنية سحرا وجماال

ارة اإلسالمية، اذج العم د، الفرصة لنم وقد أتاحت الفترة المغولية اإلسالمية في الهنذا المية، وه ة اإلس ارة الهندي راز العم ا عرف بط تج مزيج ة لتن ة المحلي ارة الهندي والعم

ة إسالمية، الطراز آان نفحة د معماري من عناصر معمارية وإنشائية وفنية عربية، وتقالي .إضافة إلى التقاليد المعمارية التي آانت سائدة في الهند

د وقد اهتم المغول المسلمون على غرار بقية الشعوب اإلسالمية في بناء المساجد، فق مسقوف بالقباب بقي المصلى يبنى على شكل بالطات متوازية، تفصلها صفوف القناطر،

المسجد الجامع (البصلية يتقدمه رواق يطل على الصحن مسقوف بأسقف حجرية مستوية راج في ). في دلهي ى أب ا عل ة باشتمال معظمه زت المساجد المغولي د تمي آذن فق ا الم أم

ة، ر رشاقة، وأطول قام آذن أآث زوايا المسجد إلى جانب المئذنة البرج، آما أصبحت المصلية مغطاة فهي أسطوانية ا بخوذة ب أو مضلعة، أو آثيرة األضالع، وتنتهي في أعاله

ام اء . بالرخ ى بن افة إل شاء األضرحة، إض ة خاصة بإن ولي عناي د المغ ي العه ظ ف ونلحى دل عل ا زال بعضها ي ة التي م ى جانب القصور الفخم المدارس واألسواق والقالع إل

ا أصبحت حي. عظمة العمارة المغولية اإلسالمية في الهند اء القصور أنه ث يالحظ في بن، )١٥(أآثر جماال واتساعا فالمظهر الداخلي للباحات والغرف مترف جذاب غني بالزخارف

ستوية، هي العنصر وأصبحت القباب البصلية إضافة إلى القبيبات واألسقف الحجرية المآما استخدمت القباب . الشائع في التغطية إلى جانب األسقف الجمالونية واألقباء المعقودة

ة رس . )١٦(البنغالي دوة الف ب ح ى جان ع إل اق واس ى نط دبب عل اع الم د ش واس فق ا األق أمدة المضلعة ذ تخدام األعم شر اس ا انت دبب والمفصص، آم ى اتالم شاقولية إل وات ال القن

ة بتيجان مقرنصة ة المنتهي د شاع . (١٧(جانب األعمدة الدائري ة فق ة الزخرفي ا من الناحي أمتخ ة اس تخدام األحجب اع اس ا ش ر، آم ر األحم ى الحج يض عل ام األب يم بالرخ دام التطع

.(١٨(الحجرية المصنعة من الرخامة اني التاريخي ي المب ي ف شاء الهندس ق اإلن ن طرائ صيلية ع ة تف اء دراس وإلعطدينتي اإلسالمية في المشرق الهند، خالل العصر المغولي اإلسالمي، اخترت أمثلة من م

. آنماذج إليضاح الدراسةدلهي وأآرا٥٢:

: ـ نبذة تاريخية١ ـ ٢ ـ ٥

، ص ٢٠٠٢ندي للعالقات الثقافية، نيودهلي، اهلند، الطبعة األوىل، الشريف إيهاب، اهلند أسرار ومفاتيح، منشورات الس اهل (15)٢٨.

رجب، أمحد حممد علي، تاريخ وعمارة املساجد األثرية يف اهلند، منشورات الدار املصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة األوىل، (16) .١٥٨، ص ١٩٩٧

(17) Asher, Catherine, Architecture of Mughal India, Cambridge University, 1992, Press, p 114.

(18) Bolkhari, Hassan, The Manifestation of The Unity of Existence in Art and Architecture of Iran and India, Doctorate Letter in Islamic Studies, Hamdard University, 2004, p 348.

٢٥

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

ة ود بداي امتازت العمارة المغولية اإلسالمية في الهند ببناء األضرحة الضخمة، وتعارة . )١٩()م١٣(انتشار األضرحة اإلسالمية في الهند إلى القرن وأشهر األضرحة في العم

ة الهندية المغولية اإلسالمية هو ضري اج محل حيث ترجع معظم األضرحة المغولي ح تة ). م١٧ ـ ١٤(للفترة ما بين ة، وقب ة أو مثمن وقد التزمت آلها بنفس الروح، قاعدة مربع

.ضخمة ومسجد صغيران في اه جه شأها اإلمبراطور ش ة التي أن يعتبر تاج محل من أهم المنشآت المعماري

امي ين ع ه ب ث دام حكم را حي د . (٢٠()م١٦٥٨ ـ ١٦٢٨(أآ ه أرجمن دا لزوجت ك تخلي وذلور محل، ) آفاءة خانم أي السيدة الرفيعة القدر والشأن(، وتعني (٢١(بانو التي اتخذت اسم ن

أي المرأة المختارة من بين نساء (وما لبثت أن لقبت بلقب شاع بين الناس هو ممتاز محل از )٢٢(غير أن االسم أخذ يحرف شيئا فشيئا، حتى صار تاج محل ). القصر د بقيت ممت ، وق

ة ا المني ال، حتى وافته ة عشر طف ه بأربع سعادة، ورزقت من محل تنعم بجوار زوجها بالر سنة ا األخي اء ). م١٦٣١(وهي تضع مولوده ان ببن اه جه ا اإلمبراطور ش أمر زوجه ف

ذآراها دا ل ر . ضريح تخلي ن نه ة م ضفة الجنوبي ى ال يم عل ا(أق ر ) جمن ضا بنه وورد أير بحق هو أعظم وأشهر . (٢٣()م١٦٤٨ ـ ١٦٣١ (عام) يمنى( اج محل يعتب أن ت والشك ب

د ارة بالهن اريخ العم ألمع جوهرة في ت ذا . )٢٤(اآلثار اإلسالمية، حتى لقب ب ا عرف ه آمدائق اال لح ر مث احثين يعتب اد والب ي نظر بعض النق ارة اإلسالمية، وف ؤة العم اء بلؤل البن

.ميةالجنة، وتجسيدا لعلم الزخرفة اإلسالز د تمي زوجين، وق ات ال ذي ضم رف ان ال وقد أشرف شاه جهان بنفسه على بناء المك

يا ذين حضروا من أواسط آس ة (شاه جهان بنخبة من المهندسين ال ران وترآي د وإي ) الهنة ألوضع تصميم مكتمل ال يحتاج معه إلى تعديل، أو لحذف، أو إضافة ش ائر الهندي ن العم

واشترك فيه أساطين البناء المرصعين، . (٢٥()م١٦٣١(البناء عام المغولية، وبدأ العمل في تاذ عيسى نهم، األس ذآر م ة، ن ران وترآي د وإي ضا من الهن والخطاطين الذين حضروا أي

ل (أفندي الشيرازي، ة إمن شيراز وقي ه من ترآي ر المهندس المصمم األول ) ن فهو يعتبا لخطاط المميز، ثم األستاذ محمد ضيف لهذا البناء، ثم أمانت خان الشيرازي الذي يعتبر

د د الالهوري وأخوه حمي را أحم قندهاري الذي يعتبر المسؤول التنفيذي عن البناء، وأخي .)٢٦(الالهوري، المهندسان المساعدان في التصميم المعماري لمجموعة مباني تاج محل

ة االس آذن ورده تقبال وغرف استغرق تشييد هذا المبنى من المقام إلى المسجد، والمدة ات م دران والبواب اء، والج رك الم دائق وب ة والح اليف ) ٢٢(الخدم ا، وبلغت التك عام

.١٦٤ ص ،٢ خضر، عبد املعطي، تاريخ العمارة، ج (19)

(20) Desai, Ziyaud- Din A, Indo- Islamic Architecture, Okla Industrial Area, New Delhi, First Print, 1970, P 52.

(21) Davies, Philip, Monements of India, Volume Tow Islamic Monements, Viking, 1983. P 125.

.١٤٤، ص ١٩٩٤إلسالمية، دار الشروق األوىل، عكاشة، ثروت، القيم اجلمالية يف العمارة ا (22)(23) Skelton, Robert, the Indian Heritage- Court Life and Arts Under The Mughal

Rule, Victoria and Albert Museum, London, 1982. .٢٤٦، ص ٢، ج١٩٦٩ عبد اجلواد، توفيق أمحد، تاريخ العمارة والفنون اإلسالمية، مكتبة األجنلو املصرية، (24)

(25) Pereira, Jose, Islamic Sacrsd Architecture, A stylistic History, Books and Books, New Delhi, P 147.

.، مدينة أكرا وتاج حمل٢٢٤ و ١٤٨ جملة الفيصل، دار الفيصل الثقافية، الرياض، العددين (26)

٢٦

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

ه راغ من ل الف اإلجمالية للمبنى حوالي عشرة ماليين من الدوالرات، وتطلب األمر لتعجياني . )٢٧(ألف عامال ) ٢٠(استخدم اد يكون أقرب المب وذهب الكثير من نقاد الفن إلى أنه يكذهب التي ش يدها اإلنسان إلى الكمال، فهو على ضخامة حجمه، يبدو آما لو آان صياغ ال

هم الذين صاغوا أروع جوهرة أبدعوها، حيث يقف المرء مذهوال أمام جمال هذا المبنى، .ومن الغريب أن هذا الضريح لم يظفر قط بأي لوحة مصورة خالل حكم شاه جهان

: ـ الوصف الهندسي٢ ـ ٢ ـ ٥ا ر ت ل يعتب ر من أجم ا يعتب ة، آم ة الفني ة من الوجه ج محل من أجمل التحف الغالي

اآن، ار األم ين االعتب ذ بع ا أخ ة إذا م ة، خاص ة المعماري ن الناحي ة م ئ الثمين الآللسيق، سن التن ن ح اني م ذه المب ة ه صص إلقام ت تخ ي آان ضخمة الت سطحات ال والم

دها با دائق وتزوي ق الح ة وتنمي ال الطبيع يط وجم ان والتخط ساقي وخلج افورات، والف لن .المياه، مما أضفى على هذا المبنى سحرا وجماال

را حوالي م ) ٢٠٠(قام بناء تاج محل في أآرا على مقربة من مدينة دلهي، تبعد أآ آتمتد من . م)٣٠٠ × ٥٨٠(عن دلهي في وسط شمال الهند على رقعة من األرض قياسها

ا (ة لنهر الشمال إلى الجنوب نحو الضفة الجنوبي انج ) جمن د األصلي لنهر الغ . وهو الرافوالي شغل ح ة ت ويال حديق ستطيل المترامي ط ذا الم ي وسط ه ع ف ث يق را ) ٣٠٠(حي مت

شمالي، واآلخر في الطرف مربعا، باستثناء مستطيلين صغيرين أحدهما في الطرف الدمات، واال ة الخ ت أبني ة ارتفع ن الرقع وبي م سم الجن ى الق وبي، وعل طبالت، الجن ص

رة، ويوجد قومساآن الحراسة والبوابة الرئيسية، بينما تخترق وسط الحدي اء آبي ة برآة مى الغرب ع المسجد إل مسجد مشابه لردهة االستقبال على طرفي مبنى الضريح حيث يق

شرق من الضريح . من الضريح ى ال ع إل ي . بينما ردهة االستقبال تق ا بحجر رمل د بني وقر ي . أحم د توزعت ف ى وق ت إل ة تعال ة فارع ضريح مئذن ا ال ن زواي ل م را، ) ٤٠(آ مت

) ٤٠(، أما مبنى الضريح فيشغل ٢٨(، لتحرس مع رصيفاتها مقام سيدة التاج )١٢(الصورة بينما تستدق . مترا) ٣٢(مترا مربعا، وآل واجهة منه يعلوها عقد مدبب شاهق يرتفع إلى

دبب (قبته البصلية الشكل غ لتنتهي ب ) ذات قطاع م ذروة تبل ة ب ى الحديق ستطيل عل هالل يغ ) ٧٢( ارة قطب دلهي التي تبل ة يتجاوز من ذه القب اع ه را، وارتف را، وهي ) ٧١(مت مت

.أعلى منارة في العالم حتى اآلن باستثناء مآذن الحرمين الشريفينويزين جدران الضريح من الداخل صف من الحنايا الرآنية الكامنة على شكل أقواس

حيث تستند القبة إلى قاعدة مثمنة آما هو موضح في الشكل (وضعة على طبقتين مدببة مت ى ) ٨(مكونة من ) ٥( دورها إل فلها ) ٨(أقواس مدببة تستند ب ة أس واس مدبب وم . أق ا يق آم

ا صات قطره ا المقرن شكل تتخلله صلية ال ة ب ه قب ثمن تتوسط قمت اء م ضريح وسط بن الات ، واالنت )٦(مترا، الشكل ) ١٧(حوالي ق المثلث قال من الدائرة إلى المثمن يتم عن طريد زخرفت . الكروية زوج واآلخر للزوجة، وق ة ضريحان أحدهما لل ويقبع تحت هذه القب

ة ات القرآني ك (جدران القبة من الداخل باآلي ) سورة الفجر (و) سورة يس (و) سورة الملون (و ورة الزيت د م ). س ى عق ات المبن ن واجه ة م ل واجه ي آ تح ف اهق، وينف دبب ش

، حيث يقف المرء مذهوال أمام جمال قاعدته المشكلة من المرمر )١٤(و) ١٣(الصورتان ة ة شاهقة، ويحيط بكل مئذن ة مئذن ا األربع األبيض التي تشمخ فوق آل رآن من أرآانهل صلية أق اب ب ع قب صلية أرب ة الب ة المرآزي ثالثة شرفات دائرية متعاقبة، آما يحيط بالقب

.١٤٤، ص )٢٢( املرجع السابق (27)

(28) Carroll, David, The Taj Mahal, The United Kingdom Association limited, London, 1972, p 98.

٢٧

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

ا وارتف صورة حجم سة، ال ة الرئي ن القب ا ع اة )١٥(اع ي مغط ى فه ات المبن ا واجه ، أمد أشرف اني، وق بالرخام األبيض، وتحيط بالمبنى حدائق بديعة تجاوره مجموعة من المب

.شاه جهان بنفسه على زراعة بعض أشجار حدائق المبنىد رص ر، وق ي األحم الحجر الرمل ة ب عت أما بوابة مدخل تاج محل فهي ضخمة مبني

في هذه الكتابات أن الناظر إليها من أسفل يراها متشابهة شأطرافها بآيات قرآنية، والمده، وهذا النمط من رسم الخط قاعدة اتبعها الخطاط في )١٧(و) ١٦(آما وآيفا، الصورتان

سابات ى ح ة قامت عل ذت ببراع ة نف ة متناهي ستلزم دق ل، وهي ت اج مح ات ت ع آتاب جمي .ةرياضية خاصة مبتكر

اري ى األسلوب المعم ا يرتكز عل ة جميع اء في األبني وتجدر اإلشارة إلى أن فن البنل )٢٩()مع االقتصاد في الزخرف ) اإليراني(الصفوي ة وينق ، وهذا يمنح األبنية روحا حالم

د، ولي في الهن اري المغ الزائر المتخصص إلى عالم من الخيال من خصائص الفن المعمة فر ك أن ثم ى ذل ة أضف إل ى القب اب إل ن القب ع م ادة أرب اول زي لوبين يتن ين األس ا ب ق

األصلية، وهذا يعود إلى معتقدات هندوآية وبرهمانية، ترتبط بما وراء الطبيعة، وقيل إنه ة ة المرآزي ى جانب القب صغيرة إل اب ال سبب وجود القب اني، ب تأثر بطراز معماري عثم

.الكبيرةه ويمتاز هذا األسلوب المغولي اإلسال رة رخام من (مي عن األسلوب الصفوي بكث

ة ) مكران واس (الذي يغطي جميع الجدران، مثال فقي صف الحنايا الكامن شكل أق التي ) بثمن األضالع اج األساسي الم ى الت ي مبن الرواق األصلي ف يط ب آذن . تح ت الم د زين وق

ة ار ثمين ة وأحج ية بديع كال هندس يها بأش ارزة رصعت حواش وش ب ة بنق ل الرخامي مثا من حيث ارات، أم ة الغ ا في أزمن د نهب أآثره رد، وق ق والزم الياقوت الكحلي والعقيى هندسة الصوت فقد أبدع المعماريون في مراعاتها حيث أن صدى أي صوت يصل إل

ررا رتين مك سامع م المية . الم ارة اإلس راز العم ور ط ى تط ذا المبن ي ه رى ف ذلك ن آأثيرات إسالمية محضة وانصرافها عن التأثير الهندي إلى ز بالتفاصيل )٣٠(ت المبنى تمي ، ف

ؤرخين ل بعض الم ذي جع المي ال ابع اإلس ة ذات الط شائية والزخرفي ة واإلن المعماريذا المبنى )٣١(األوروبيين يظنون أن الذي صممه وبناه مهندس أوروبي ، آما يالحظ في ه

اهرة من ح سلطان حسن بالق امع ال ى ج ين مبن ه وب شبه بين ع وجه ال وين والتوزي ث التك ي .)٣٢(وجمال النسب والتعبير الدقيق

ق ور، تخل ه من ظل ون ا تحدث ا، والفتحات وم إن النسب المستخدمة في البناء ودقتهصورة جمالية متكاملة، آما أن استخدام القبة واألبراج في زوايا المبنى األربع إضافة إلى

ح ضخمة يوض ة ال ة المرتفع دخل ذي الواجه تخدام الم ة اس أثيرات المعماري زاج الت امتورها أروع ص ة ب ة والهندي المية اإليراني ة . )٣٣(اإلس ال والدق ن الجم ر ع ضريح يعب فال

وقد اختلفت اآلراء حول هذا الصرح . والتصميم الرائع، والتنفيذ الدقيق والزخرفة البديعة اني الموجود في ا ال للتصميم العثم ه مث د، المعماري الضخم، فبعض الخبراء يرى أن لهن

رة، ة الكبي ة المحيطة بالقب صغيرة األربع وقد أبدوا هذا الرأي على أساس وجود القبب ال

.٣٥٦، ص )١٨( املرجع السابق (29) .١٣٣، ص ١٩٨٢ نسي، عفيف، الفنون القدمية، الطبعة األوىل، دار الرائد العريب، لبنان، (30) .٣٠، ص ١٩٨٩ة املصرية العامة للكتاب، نظيف، عبد السالم، دراسات يف العمارة اإلسالمية، اهليئ (31) .٢٤٦، ص ٢، ج١٩٦٩ عبد اجلواد، توفيق أمحد، تاريخ العمارة والفنون اإلسالمية، مكتبة األجنلو املصرية، (32) .١٦٤، ص ٢ خضر، عبد املعطي، تاريخ العمارة، ج (33)

٢٨

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

ار األول، اء و المعم شيرازي، وهو مصمم البن دي ال وعلى حقيقة أن المهندس عيسى أفنل (هو ذو أصل ترآي و ه من شيراز إقي رى آخرون أن ). ن ا ي سبب آم ه تصميم إيراني ب

اه التأثير لضريح تيمور و ى أن ش ا إل شير هن د أن ن ة مشهد، والب لقبر إمام رضا في مدينا من الرخام ى أن يكون مبني اج محل عل سق ت جهان آان قد أمر ببناء صرح آخر على ناألسود بما يعكس الجمالية اللونية في الحضارة اإلسالمية التي ترمز إلى المجد الذآوري،

ى المق) جمنا(وذلك على الجانب اآلخر من نهر ه عل ابل لتاج محل لكي يكون ضريحه فيوب، بأن يوصل بين هذين الصرحين ين المحب والمحب ة ب ى الوحدة األبدي شير إل جسر ي

.)٣٤(ولكن لألسف تجاهل ابنه أورانجزب أمنية والده، ودفنه بجوار أمهא٥٣ :א

: ـ نبذة تاريخية١ ـ ٣ ـ ٥ديهي م امع الب سجد الج د الم اه يع شأها اإلمبراطور ش ي أن ة الت الم األثري م المع ن أه

وب ى الجن ة دلهي إل اج محل، حيث يتوسط المسجد مدين ة ت ه المعماري د رائعت جهان بعى شارع المسجد الجامع الغربي من القلعة الحمراء، ويطل المسجد بواجهته الرئيسية عل

ة ه الغربي ا واجهت ضا، أم ى شارع جاوري الذي يلتف حوله من جهة الشمال أي فتطل علا جانج (، بينما تطل واجهته الجنوبية على شارع )باجاد ذا المسجد ). داري شاء ه استمر إنرة امي ) ٦(فت ين ع ا ب نوات م ه . )٣٥()م١٦٥٠ ـ ١٦٤٤م(س ي بنائ ارك ف آالف ) ٥(وش

ذا المسجد اسم ى ه ان عل ق جه د أطل ل، وق ا (عام شر )مسجد جهانوم ، وتعني مسجد النذآ المي، وت راز الع ى ط ت عل سية بني ه الرئي سجد وخاصة واجهت ذا الم ر المصادر أن ه

ده ) جد شاه جهان (مسجد اإلمبراطور أآبر ه وال ور سيكري، حيث أطلع تح ب في مدينة فراث زا لفخر الت ر رم ان يعتب ذي آ ور سيكري ال تح ب اإلمبراطور جهانغير على جامع ف

)٣٦(المغولي اإلسالمي في الهند : الهندسي ـ الوصف٢ ـ ٣ ـ ٥

صال ساحتها، وانف داد م ولي بامت دي المغ راز الهن ة ذات الط ساجد الهندي ز الم تتميز )٣٧(أجزائها بعضها عن بعض، حتى يكاد ذلك يفقدها شيئا من الوحدة والتماسك ، آما تتمي

ا هو الحال في المسجد الجامع ذاتها، آم ة ب ة قائم ا أبني دو وآأنه بمداخلها الكبيرة التي تب .بدلهي

والي ه بح صعد إلي ة، ي ضبة صخرية مرتفع ى ه امع عل سجد الج ) ٦٠(يتوضع المآما هو مبين في . مترا) ١٦٠(درجة، وهو عبارة عن مساحة مربعة طول ضلعها حوالي

:، ويتكون المسجد من)٧(الشكل : أ ـ الصحن

طه حوض للوضوء شوف يتوس ط، مك اء أوس ارة عن فن سجد عب بلط .صحن الم مد ببالطات من الح ة، وهي ال تمت ة القبلي جر األحمر، وبالجبهة الغربية من الفناء توجد ظل

ضلع، يحيط بالصحن ة، ) ٤(بامتداد الضلع آله، وإنما تشغل نحو ثلثي امتداد هذا ال أروق

.٣٥٢، ص )١٨( املرجع السابق (34) .٢٠٢، ص )١٧( املرجع السابق (35) .١٦٢، ص )١٧(املرجع السابق (36) رجب، أمحد حممد علي تاريخ وعمارة املساجد األثرية يف اهلند، منشورات الدار املصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة األوىل، (37)

.١٥٨، ص ١٩٩٧

٢٩

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

اء ى فن ؤدي إل ة ت شمالية والجنوبي شرقية، وال وللمسجد ثالثة مداخل آبيرة في األضالع السجد األربع ان الم سجد وبأرآ د الم صالة ) ٤(ة توج ة ال انبي قبلي ى ج رة، وعل راج آبي أب

.المطلة على الصحن توجد مئذنتان مرتفعتان :ب ـ القبلية

ا من شكل، طوله توجد ظلة القبلية بالجهة الغربية من فناء المسجد، وهي مستطيلة الوب ى الجن شمال إل رب ) ١٠٠(ال ى الغ شرق إل ن ال ر، وم ة ) ٣٠(مت ون ظل را، وتتك مت

د ) ١١(آما تطل على الصحن بواجهة مكونة من . من رواقين القبلية دا مفصصا، العق عقة ببالطات راء المطعم ة الحم ود بنيت بالحجارة الرملي األوسط أوسعها، وجميع هذه العق

صورة ضاء، ال ة بي ة )١٨(رخامي از بالط ازين، ومج ى مج سمة إل ة مق ة القبلي ، وظلذات (وسطى أوسعها، وتعلوها قبة بصلية آبيرة المحراب مقسم إلى سبع فتحات، الفتحة ال

دبب شكل ) قطاع م ين في ا ل ا هو مب دائرة عن )٨(آم ى ال ع إل ال من المرب تم االنتق ، ويى . طريق الحنايا الرآنية، والمثلثات الكروية ثالث األخرى الموجودة عل ا الفتحات ال أم

نهم ، فا)جانبي بالطة المحراب (آل جانب من جانبي الفتحة الوسطى ة الوسطى م لمربعا، ا منه ل حجم ا أق رى، وإنم ة الكب ة المرآزي تغطيها قبة صغيرة بصلية الشكل، تشبه القب

ة ا الرآني ق الحناي تم عن طري دائرة ي ى ال ع إل ال من المرب ة . واالنتق ثالث مبني اب ال والقبسقفتا أما المربعتان الطرفيتا. بالحجارة الحمراء المطعمة بالبالطات الرخامية البيضاء ن ف

ة (بسقف حجري مستو، وجميع المربعات مفتوحة على بعضها بعقود مفصصة ) زآزاآية تتكون )١٩(وهي مبنية بالحجر األحمر، الصورة ، أما البالطة الخارجية من ظلة القبلي

ة المدخل ذه المربع ر ه ة المحراب األوسط، وتعتب ى محور مربع من مربعة وسطى علان . لوها عقد مفصصالرئيسي لظلة القبلية، ويع ة المدخل توجد قاعت انبي مربع ى ج وعل

عقود مفصصة محمولة على دعامتين ) ٥(مستطيلتان، آل قاعة تطل على فناء المسجد بـ ، وعلى الدعامات الرآنية من الجهة األخرى، )٢٠(مستطيلتي المقطع من جهة، الصورة

تنادا ويغطي هاتين القاعتين سقف حجري مسطح مكون من عدة بالطات ستند اس ة ت أفقيسيطا يض . ب ام األب ن الرخ ة م ة، واألرضية مبني ة القبلي ط لظل سي األوس وأرضية الرئي

.المرصعة بالرخام األسود :ج ـ المآذن

ة ل مئذن ة، وآ ي القبلي ي طرف ان ف اهقتان، تقع ان ش ان مثمنت ذنتان آبيرت سجد مئ للمة، وهي قطرها يضيق آلما اتجهنا إلى األعلى، وتتكون آل مئذن ع حطات مثمن ة من أرب

ذه الحطات ) ٣(مبنية من الحجر الرملي األحمر المطعم بالرخام األبيض، ويفصل بين هثمن مكون من شرفات محمولة على مقرنصات، وتنتهي آل مئذنة من األعلى بجوسق م

، وتحمل قبة ذات خوذة بصلية الشكل )٢١(أعمدة مبنية من الحجر األحمر، الصورة ) ٨(ة، ) ٤(آما يوجد . على رفرف حجري مائل تستند ا المسجد الخارجي را ج تحيط بزواي أب

يم ب لتعل تخدامها آكتاتي ن اس ضال ع ي اآلذان، ف ديما ف ستخدم ق ت ت راج آان ذه األب وه .األطفال، نظرا الشتمال آل برج على غرفة في أعاله

:د ـ الواجهاتة للمساجد ألف أولى المسلمون المغول الواجهات الداخلي رة، وتت ة آبي د عناي في الهن

دة ى أعم ستند إل واجهة القبلية المطلة على الصحن من األقواس المدببة المفصصة التي تا ستطيلة، تعلوه ة ) ٨(م رواق عناي ة ضمن ال دخل القبلي وا م م منح ا أنه صات، آم مقرن

أما .آبيرة، فجعل ضمن إيوان، حيث بنى بالحجر الرملي األحمر، وزين بالرخام األبيض ة شمالية، والجنوبي سجد ال ثالث للم ات ال ي الجه ع ف ي تق رى، فه ة األخ ة الثالث األروقة ة أفقي ارة عن بالطات حجري قفه عب والشرقية، وآل رواق مؤلف من مجاز واحد، وس

٣٠

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

وآل مجاز مقسم . مستندة استنادا بسيطا، واألروقة الثالثة مبنية بالحجارة الرملية الحمراءشريف، إلى قاعات وغرف، ريم، والحديث ال رآن الك يظ الق دارس لتحف ستخدم آم آانت تة للمسجد . وعلوم الدين المختلفة ذين (آما اعتنوا بالواجهات الخارجي انيون ال عكس العثم

ة من الزخارف سيطة خالي شمالية )٣٨()جاءت واجهات مساجدهم الخارجية ب ة ال ، وبالزاوية الشرقية من المسجد، وبالطرف الشرقي من الروا ة صغيرة مبني ق الشمالي، توجد غرف

من الرخام األبيض، تعلوها قبة بداخلها توجد بعض اآلثار التي ينسبها الهنود إلى الرسول وفي ء منها شعرات وحذا الخط الك وب ب ريم مكت رآن آ اب، فضال عن ق وجزء من ثي

ه، رم اهللا وجه الطبع قا (البسيط الذي ينسب إلى خط علي بن أبي طالب آ ذا ب ل للجدل ه بة صغيرة ). والمناقشة ى مشربية حجري د حوت عل ة فق ة القبلي أما الواجهة المقابلة لواجه

).٢٢(مبنية الرخام األبيض آما هو مبين في الصورة : ـ النتائج٦

شائية ة اإلن ح الهندس ق مالم د وتوثي ار ورص ث إظه ذا البح ن ه دف م ان اله آي المباني التراثية في المشرق العربي خالل المستخدمة في المنشآت التراثية اإلسالمية ف

ك ولي اإلسالمي، وذل العصر العثماني، وفي المباني الهندسية التراثية خالل العصر المغأمكن تحقيق الهدف بوساطة أمثلة لمبان . تبعا لتنوع مواد البناء، واختالف طرائق اإلنشاء

ي، وبالمسح المي ى تراثية في آتب تراثية وبالرصد المكتب ضا، وأمكن التوصل إل داني أية من خالل م تمت الدراسة المقارن ة ضمن إطار هندسي، ومن ث دراسة وصفية تحليلي

:الجداول، ويمكن تلخيص نتائج البحث حسب المواضيع التي جرت مناقشتها في اآلتيى * ه عل تبين من نتائج البحث طابع المعمار المسلم، وانعكاس بيئته وأفكاره ومعتقداتسمات أعم ة وال ر العام وين المظه ي تك ة ف ة الجغرافي ة المنطق همت طبيع ا أس ه، آم ال

.التفصيلية للمباني التراثية وأساليب البناءإن تطور إنشاء المباني التراثية آان وفقا لتوفر مواد البناء، وتنوع طرائق اإلنشاء، *

اء ي بن ة ف وارد الطبيعي ة الم ن آاف تفاد م سلم اس ار الم قف إذ أن المعم ات، واألس األساسبن شاب والل تخدم األخ ا اس آذن، آم اب والم ود والقب دران والعق ضار(والج ن ). الغ وم

ة من ر متان الطبيعي أن تكون المباني المشيدة بالحجر أآثر بقاء على مر العصور، وأآث .مباني الخشب واللبن

شائية * ة اإلن ي الهندس سلمين ف ائين الم ة البن ائج البحث أن براع ت نت ل عن بين ال تقحيث تبين من التوثيق المكتبي، والرصد الميداني، وجود . براعتهم ةفي الهندسة المعمارية

ي ة ف زت بالدق د تمي صرها، فق روف ع سب ظ ت ح ة تنوع شآت التراثي ن المن اذج م نماإلنشاء، والمهارة في البناء، واستعمال العناصر اإلنشائية إضافة للعناصر الزخرفية التي

شائية وظفت لخدمة ين الهندسة . العمارة اإلن ة ب ر بإيجاد صلة قوي ى التفكي دعو إل ذا ي وهل ورشيق، . اإلنشائية، والعمارة التزينية ين وجمي وين مت والمواءمة بينها للوصول إلى تك

وأن ال يكون العنصر الزخرفي دون فائدة إنشائية، بحيث يكون لكل حرآة زخرفية معنى شائي إنشائي، وذلك باستعمال المواد المتوفرة، وتطييعها للتعبير عن الهدف الجمالي واإلن

.المقصودد * ي الهن المية ف ة اإلس رة المغولي ارة )م١٨٥٨ ـ ١٥٢٦(أتاحت الفت اذج العم ، لنم

. اإلسالمية، والعمارة الهندية المحلية، لتنتج مزيجا عرفة بطراز العمارة الهندية اإلسالميةة وهذا الطراز آان نفحة من عناصر مع ة هندي مارية، وفنية عربية، وتقاليد معمارية وفني

، ١٩٩٩ التراث العلمي العريب النعسان، وفاء، حتليل العناصر اإلنشائية للمباين يف التراث العلمي العريب، رسالة دكتوراه، معهد (38)

.٣١٥ص

٣١

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

ارتين . آانت سائدة في الهند ين العم ات مشترآة ب في (حيث لم يكن هناك قواعد أو نظريد، ) المشرق العربي وفي الهند إال في فترة واحدة، وهي عصر العمارة اإلسالمية في الهن

. من خالل الدراسة المقارنةخاصة الفترة المغولية اإلسالمية، وهذا ما بدا واضحاي * ع ف اق واس ى نط شر عل دوآي انت راز الهن أن الط ة ب الل المقارن ن خ ا م ين لن تب

ة ات البيئ العمارة الهندسة اإلسالمية، وهو الطراز المتميز بالزخارف المستوحاة من نبات الهندية في نحت األحجار، بينما اشترآت العمارة في المشرق العربي بالكثير من صفات

ن رغم م ى ال ة، وعل ود المتراآب دة والعق صميم األعم راغ وت شكيل الف ارف، وت الزخشائية ي بعض العناصر اإلن ي بعض التفاصيل، أو ف ارتين ف اتين العم ين ه االختالف بشترك ا ت ة، أو بعض الزخارف، إال أنه ات المعماري ود والتكوين آمنحنيات القباب، والعق

شكيالت جميعا في وحدة العمارة اإلسالمية آذن والت الكامنة وراء التكوينات المعمارية للمذه . الزخرفية التي أصبحت تقليدا يحفظه البناؤون المسلمون عن ظهر قلب واستمرت ه

ام ى قي ة، وساعدت عل األشكال والتكوينات في عمارة المساجد على مر العصور متوارثمن ارتباط بين لفظي العرب وحدة الطابع اإلسالمي، مما آان من تشابه ظروف البيئة، و

دين ي اعتنقت ال بالد الت ر ال ى أآث ي سيطرت عل المية الت ة اإلس ام الخالف واإلسالم، وقيالمي لوب . اإلس دة األس ة، آوح ة المعماري ن الناحي ة م باب وظيفي ب أس ى جان ذا إل ه

ذا ذي أسفر عن ه المعماري في الجوامع آلها، نتيجة وحدة النظام في الصالة، األمر ال .تشابه في التخطيط المعماريال

اج عمل * ة، آنت رة المغولي د خالل الفت تعتبر المنشآت التراثية اإلسالمية المشيدة في الهنا المهندسون ام به ة التي ق ة، والفني د من التجارب المعماري اتج عن ا لعدي شائي ن معماري إن

ة و . المسلمون في الهند شائي فالمبنى يجمع بين العناصر اإلنشائية الهندي اإلسالمية بأسلوب إند، ام المسلمين في الهن ام الحك مميز، حيث حازت هذه المنشآت وخاصة األضرحة على اهتم

. حيث استخدموا تصاميم مختلفة في إنشاء هذه المبانيفالمهندس المسلم يضع آل حجرة في تصميم المبنى اإلسالمي في المكان الذي ينبغي أن

د، تحتله والذي ال تحدده سوى اع ارات تمس العادات والتقالي تبارات معيشية وحرارية، واعتبا ذي يضفي عليه وظيفي المنطقي ال ا االستخدام ال خالقا بذلك منشآت تراثية يطغى دائما عليه

.جماال مختلفا عن الجمال الكالسيكيا * ة، ولكنه أثرت العمارة اإلسالمية في المشرق العربي على العمارة الهندية المغولي

.أثرت بالنقوش والزخارف النباتية والهندسيةترنين * شيدة في الق اني الم الطراز اإليراني خاصة في المب ة ب ارة الهندي أثرت العم ت

ستقال عن م تطورت تطورا م ة، ث د بظواهر معماري السادس عشر والثامن عشر وبالهن .العمائر اإليرانية

ا أبدع المعمار الهندي المسلم بالزخارف والنقوش ف * ان له ا، وآ ي استنباطها وتنوعه .تأثير مباشر على النقوش في العمارة اإلسالمية في البالد اإلسالمية المجاورة لها

رز * شاهدوا الط المية، ف ات اإلس ة الفتوح العرب نتيج ود ب تالط الهن صل اخ ح الهندسية، واآتسبوا منها خبرة إنشائية، سواء الطرز الموجودة في بالد الشام واألناضول،

الظهور . أو ترآية وإيران ان خاصة ب دأت مب ا، فب ا وأضافوا عليه ا، وطوروه فتأثروا بهتحمل طابعا إنشائيا، ولمحات فنية مبتكرة اعتمد البناءون المسلمون الهنود في ذلك الوقت على الحس السليم، والتحليل المنطقي والخبرة والتجربة في تصميم وتنفيذ المنشآت، سواء

واد ال م ي مج شاء ف ق اإلن اء أو طرائ سابية . البن ة والح ادئ النظري تعمال المب ان اس وآ .محدوداصممين * رة الم ى خب دل عل وم ت ى الي ة حت ت باقي ا زال ي م ة الت شآت التراثي إن المن

٣٢

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

د ديهم اعتم شائية ل ة العناصر اإلن ة مقاوم دو أن معرف والبنائين المسلمين ومهاراتهم، ويبأ، وال ة والخط دأ التجرب ى مب سبة عل ة المكت رة، والمعرف ارة والخب سليم والمه س ال ح

ود . والموروثة من جيل إلى آخر وهذا مما يفسر انتشار استعمال األسقف واألقواس والعقة ر الزخرفي آذن، والعناص دران والم اب والج ة . والقب وائز الحجري تخدمت الج ا اس آم

.حاتوالخشبية األفقية المستندة على أعمدة أو جدران في تغطية الفتواردة في البحث يمكن * ة ال من دراسة المنشآت التراثية الموجودة من خالل األمثل

وت والقصور اء البي استنتاج الكفاءة العلمية التي آانت لدى المهندس المسلم في مجال بن .وغيرها... واألضرحة والحصون واألسوار والقالع والمساجد والمعابد

ق ا * ة لطرائ رتين من خالل البحث والمقارن ارتين في الفت ين العم شاء الهندسية ب إلناط اختالف بالمذآورتين في المشرق العر شابه ونق اط ت اك نق ي، والهند نخلص إلى أن هن

ا ة، آم سواء في المكونات الهندسية، أو في العناصر اإلنشائية، إضافة للعناصر الزخرفي ):١(هو موضح في الجدول التالي رقم

سة المقارنة بين العمارة التاريخية اإلسالمية في المشرق يبين الدرا) ١(جدول رقم العربي خالل العصر العثماني والعمارة التاريخية اإلسالمية في الهند خالل العصر

المغولي الهند المشرق العربي العناصر اإلنشائية

األسقف

ــقف األس المستوية

ـ األسقف الخشبية جــذوع [شبية اسـتخدمت القطـع الخعلى نطاق واسع، خاصة في ] وأغصان

األبنية البسيطة باألبعاد الصغيرة نـسبيا كالغرف السكنية

استخدمت القطع الخشبية بشكلها البسيط في بعض

.المنشآت التراثية

ــقف األســـ يليةالبروف

استخدمت البر وفيالت الفوالذية في بناء .األسقف على نطاق واسع

كان استخدامها نادرا في .المنشآت التراثية

استخدمت األسقف الحجرية المـستوية األسقف الحجرية .على نطاق محدود

شاع اسـتخدامها علـى نطاق واسع، خاصة في أروقة المبـاني الدينيـة

.والمدنية والحربيةاألسقف المقببة

المتطاول لتغطية المساحات استخدم القبو القبو المتطاول المستطيلة المستندة على الجدران بشكل

.واسع

اقتصر استخدامه علـى ــدهاليز ــة الـ تغطيـوالممرات، سواء فـي ــة أو ــشآت الديني المن

.المدنية أو الحربيةاستخدمت األقبية المتقاطعة في معظـم األقبية المتقاطعة

.المنشآت التراثية على نطاق واسعاســتخدمت األقبيــة المتقاطعة على نطـاق

.محدودــة األقبيــــ

الجمالونيةاســتخدمت األقبيــة .وجدت في بعض المنشآت التراثية

فــي بنــاء الجمالونيــة

٣٣

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

بعض أجنحة القصور، ــد ــي عه ــة ف خاص

.اإلمبراطور أكبرية الشكل على شاع استخدام القباب الكرو الشكل القباب

.نطاق واسعتعددت القباب، وكـان معظمها قباب بـصلية الشكل، كما اسـتخدمت

تتميـز (القباب البنغالية ) باستطالتها المستعرضة

ــة ــض أجنح ــي بع ف .القصور

استخدمت رقبة جـذع مخروطيـة، أو الرقبة استطوانية، أو مثمنة، أو اثنا عـشرية،

النوافذ، وقد زودت الرقبة بعدد كبير من .كما وجدت قباب بدون رقبة

استخدمت رقبـة جـذع مخروطية، أو اسطوانية أو مضلعة على نطـاق

وقد اسـتخدمت . واسعالقباب المرتفعة الرقبـة

.المتعددة النوافذ بكثرةطريقــة

ــال االنتقــن مــــدائرة الــى إلــ

المربع

تم بواسطة المثلثـات الكرويـة بـشكل يـان رئيسي، كما استعمل المثلثان الهرم

والمقلوبان، كما شاع استخدام الحنايـا .الركنية والمقرنصات على نطاق واسع

تم بواسـطة المثلثـات الكروية، إضـافة إلـى الحنايا الركنيـة علـى نطاق واسع، كما وجدت بعض القباب بدون مربع سفلي، أي أن مـسقطها األفقي مثمن مباشرة من

.األرضتغطيـــة

القبةغطيت بقطـع الرخـام .غطيت معظم القباب بصفائح الرصاص

األبيض، كمـا وجـدت التغطية بالرخام األبيض

.مع األحجار الكريمةاستخدمت الجدران الضخمة المبنية من الجدران

المــشذبة وغيــر (الحجــارة الكلــسية مـا وجـدت بسمات كبيرة، ك ) المشذبة

الجدران القرميدية كما في بالد ما بـين النهرين، كـذلك اسـتخدمت الجـدران

األكـشاك (الخشبية في بناء المشربيات على نطاق واسع خاصة فـي ) الخشبية

مباني األحياء االنتقاليـة فـي العـصر .العثماني

ران شاع استخدام الجـد الحجرية الضخمة على نطاق واسع، خاصة في واجهات مداخل المنشآت التراثية الدينية والمدنية ــم ــة، ومعظ والجنائزيالجدران الحجرية هـي من الحجـارة الرمليـة

هو ما تميز به (الحمراء ــور ــصر اإلمبراط ع

، إضــافة إلــى )أكبــر

٣٤

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

هو ما (الرخام األبيض ــصر ــه ع ــز ب تمي

، )اإلمبراطور شاه جهان ما وجـدت منـشآت ك

تراثية مبنية بالغرانيـت األخضر، أيضا وجدت فـي بعـض المنـشآت التراثية جدران قرميدية، كمـا وجـدت جـدران خشبية خاصة في مباني المشربيات في بعـض .أجنحة القصور الملكية

ــي ــات ف الفتح الجدران

شــاع اســتخدام النوافــذ المــستطيلة، .والمعقودة

ــذ ــدت النوافـ وجـــذ ــستطيلة، والنواف المالمعقودة، كما غطيـت

نوافذ بأحجبـة معظم ال زخــارف (حجريــة

أغلبهـا ) حجرية مفرغة .زخارف هندسية

شاع استخدام الدعائم الـضخمة لحمـل الدعائم واألعمدة القباب الكبيرة المركزية خاصـة فـي المساجد، كما تنوعت أشـكال مقـاطع األعمدة، فهناك المـستطيلة والمربعـة

دمتا علـى نطـاق واسـع، اللتان استخ وهناك األعمدة الدائرية المنتهية بتيجان مقرنصة، إضافة إلى استخدام العمـود

.المضلع ذي القنوات الشاقولية

ــدعائم ــتخدمت ال اســي ــواء ف ــع س كروافالمنـــشآت الدينيـــة، والمدنية خاصة في بناء األضرحة، كما تنوعت أشكال مقاطع األعمدة، فهنـــاك المـــستطيلة

بعة، وقـد شـاع والمراســـتخدام األعمـــدة المضلعة ذات القنـوات ــدة ــشاقولية، واألعم الالدائرية المنتهية بتيجان مقرنصة علـى نطـاق

.واسعاستخدمت القوس المدبب، والمـدبب ذو األقواس والعقود

، كما استخدم )عثماني(المراكز األربعة حدوة الفـرس المـدبب ذو المراكـز األربعة، إضافة إلى الموتور، والموتور

ــ ــزرر، واألبل ــا الم ــدرج، كم ق المتاستخدمت النجفة المـستقيمة، والعقـد

استخدم القوس المـدبب علــى نطــاق واســع، خاصة فـي المنـشآت الدينية، والحربية، كمـا استخدم العقـد حـدوة ــدبب ذو ــرس الم الف

٣٥

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

المركب، والعقود الركنية، إضافة إلـى التوأمي، والثالثي والمركب المـزدوج

.والمفصص والعاتق

ز األربعة، كمـا المراكانتشر العقد المفصص، كمــا وجــد العقــد ذو ــوذات، ــور والخ الزهــال، ــرؤوس واألفي وال

.والخراطيم والحياتمآذن رفيعة رشيقة، شاهقة االرتفـاع، المآذن

كما شاع استخدام المآذن األسـطوانية، ضلعا ) ١٦(أضالع أو ) ٨(ضلعة والم

منتهي بـشرفة تـستند إلـى قـوائم أو مقرنصات، الـشرفة مغطـاة بمظلـة خشبية، ثم نهاية مخروطيـة مـصفحة

.بالرصاص

تميزت المساجد المغولية باشتمال معظمها علـى أبراج في زوايا المسجد ــآلذان، ــستخدم لـ تـــرى ــراض أخ . وألغ

لمــآذن اســتخدمت االممشوقة إلـى جانـب المئذنة البرج، خاصـة المــآذن ذات الطوابــق الثالثة المضلعة التـي تفصل بينهـا شـرفات ضيقة، وتنتهي المئذنة بخوذة بصلية على شكل

البصلية (القبة المغولية .المضلعة) الشكل

العناصر الزخرفية

ومـــواد البناء

العناصر الزخرفية

) األبلـق (استخدمت المزررات باللونين على مداخل المنشآت التراثيـةة علـى

كمـا شـاع اسـتخدام . نطاق واسـع الزخارف النباتية والهندسية، وزخارف األرابيسك، والمقرنصات، والزخـارف

النصوص الكتابية، والقاشـاني (الكتابية ، )صية، والخزفوالعجمي، والنقوش الج

كمــا اســتخدمت زخــارف البــاروك .والروكوكو

انتشر أسلوب التطعـيم بالرخام األبيض علـى الحجر األحمـر علـى نطاق واسع، وقد شـاع

ــتخدام ــرطة اس األشــة ــصوص (الكتابي النالمنفذة بالرخام ) القرآنية

األسود علـى الرخـام األبيض، كما استخدمت الزخارف النباتية علـى نطاق واسـع، كـذلك اســتخدمت الزخــارف ــارف ــية وزخ الهندساألرابيسك، كمـا شـاع

٣٦

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

استخدام أسلوب الزخرفة على العقود، أو أفاريز ــة ــستطيلة، أو مربع م

شاع على الواجهة، كما اســتخدام المقرنــصات

.على نطاق واسعــواد مـ

البناءالكلسية في المنشآت استخدمت الحجارة الحجارة

التراثية على نطاق واسع، بينما استخدم الرخام على نطاق محدود،كما استخدمت الحجارة البازلتية والغرانيتية والجيريـة

.والحالن في بعض المنشآت التراثية

ــارة ــتخدمت الحج اسالرملية الحمراء، إضافة إلى الرخام األبيض على ــا ــع، كم ــاق واس نطــارة ــتخدمت الحج اس

الغرانيــت (الغرانيتيــة فـي بعـض ) األخضر

المنشآت التراثية خاصة .الدينية والمدنية

استخدم في المناطق التي لم يتوفر فيها اآلجر الحجارة خاصة بالد ما بين النهرين، بل توفرت التربة الجيـدة لـصنع اللـبن

).القرميد(

استخدم القرميد األحمر في بناء بعض العقـود والمقرنصات في بعض

.راثيةالمنشآت التاستخدم في المناطق التي لم يتوفر فيها الخشب

الحجارة

استخدمت البروفيالت الفوالذية في بناء الحديد األسقف المستوية في بعـض المنـشآت

.التراثية

استخدمت الفبـروفيالت الفوالذية علـى نطـاق محدود في بناء األسقف

.يةالمستوالمواد الرابطـة

بين الحجارةاستخدمت المونة الكلسية، إضافة إلـى

، )مخلفات رماد األفران (مادة القصرمل كما استخدمت مونـة الجيـر والرمـل والحمرة، كما استخدم الرابط الحجري، والكالليــب الحديديــة، إضــافة إلــى

.الرصاص المصهور

اســتخدمت المونــة الرملية، إضافة إلى مادة القصرمل، ومونة الجير والرمـــل األحمـــر، والحمرة، كما اسـتخدم الرابط الحجري علـى نطاق واسـع، أيـضا ــب ــتخدمت الكاللي اس الحديديــة والرصــاص

المصهور فـي بعـض .المنشآت

٣٧

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

:

الل ن خ ين م ة ب ث والمقارن الل البح ن خ داني، وم د المي ي والرص ق المكتب التوثية رة المغولي د في الفت ة اإلسالمية في الهن ارة التاريخي شاء الهندسي في العم ق اإلن طرائاإلسالمية وطرائق اإلنشاء الهندسي في العمارة التاريخية اإلسالمية في المشرق العربي،

ا من خالل أنانخلص إلى أن هناك نقاط تشابه، آم ين لن ا تب هناك نقاط اختالف، وهذا مك ارتين خالل تل شائية، لكال العم جدول الدراسة المقارنة بين مواد البناء، والعناصر اإلنة شآت التراثي ا المن الفترتين، إال أنهما آان لهما خصائص إنشائية عامة موحدة اتصفت به

في العناصر اإلنشائية، مراعاة التناظر، التنويع: اإلسالمية في العصرين المذآورين وهيى المقر افة إل ية إض ة والهندس ارف النباتي تخدام الزخ ات، اس ا للفراغ نوتغطيته ات، ص

ي ة ف ات الفردي همت األذواق والرغب ا أس شائية، آم ي العناصر اإلن ة ف والخطوط الكتابيا واد البن ة، وم د الموروث وفرة في آل تكوين هذه المنشآت التراثية، وأسهمت التقالي ء المت

ر ا أث ان له أثيرات، آ ا من ت ه معه في همنطقة، آما أن التيارات السياسية وما آانت تحملتأسيس مالمح الجمل اإلنشائية، فكان الطراز العثماني في المشرق العربي، وآان الطراز

د ور، اتجاهات . المغولي اإلسالمي في الهن د سياسي ظه ا نلحظ مع ظهور آل عه ألننشيئا، وتأثير يئا ف ة، ال تلبث أن تتضح ش اني التراثي ات جديدة على العناصر اإلنشائية للمب

لتعطي نتاج ذلك العهد طابعا متميزا، وبدا ذلك واضحا في استخدامات مواد البناء، وتنوع ستوية، ة آاألسقف الم طرائق اإلنشائية المستخدمة في العناصر اإلنشائية للمنشآت التراثي

قف ال ود، واألس واس والعق دران، واألق ي الج ات ف دران والفتح اب، والج ة، والقب مقبب .واألعمدة والدعائم، والمآذن، وفي النقوش والعناصر الزخرفية التي آانت مترافقة معها

تجابة أتي اس سابقتين، ت ارتين ال ال العم شاء الهندسي لك ق اإلن د أن طرائ ذا، نج وهكا من للشروط المناخية والبيئية من جهة، وتل كالها وأبعاده ة بكل أش بية للحاجة االجتماعي

جهة أخرى، ومن هنا فإن اإلطار العام للمنشآت التراثية وما يأتي من أوجه اختالف في هذا المجال، إنما هو انعكاس الختالف ظروف المناخ، وطبيعة الشكل التضاريسي ووفرة

.شابمواد البناء، ونوعية تلك المواد بين أحجار، وقرميد وأخة، والنظام المعيشي اني التاريخي شائي للمب ا أن نطالع ونراجع النظام اإلن وحري بندم ومتطور، ستقبل حديث متق ألجدادنا آي نأخذ الفائدة والخبرة، ونحن نرسم ونخطط لمى ق، واإلطالع عل د وعلمي دقي شكل جي د، ب إال أنه علينا أوال دراسة تراثنا الماضي التلي

آي نتمكن من المقارنة فيما بينها، ولكي تمكننا أيضا من المقارنة بين الحضارات األخرى .األمس واليوم الستقبال غد مشرق وحديث

א٩ א א א א :א

٣٨

١٠٦ العـربـيالتراثــــ

א٩١ א א :א

.ص٤٦٣، ١٩٨٢لى، دار الرائد العربي، لبنان، بهنسي، عفيف، الفنون القديمة، الطبعة األو) ١( . ص٢١٣، ١٩٩٠حجار، عبد اهللا، معالم حلب األثرية، منشورات جامعة حلب، وجمعية العاديات بحلب، ) ٢( . ص١٨٤، ١٩٨٣الحمصي، فايز، حلب القديمة، منشورات المديرية العامة لآلثار والمتاحف، دمشق، ) ٣( . أجزاء٣، ١٩٩٠مارة، مطبعة جامعة حلب، كلية العمارة، خضر، عبد المعطي، تاريخ الع) ٤(رجب، أحمد محمدعلي، تاريخ وعمارة المساجد األثرية في الهند، منشورات الدار المصرية اللبنانيـة، القـاهرة، ) ٥(

.ص٣٢٥، ١٩٩٧الطبعة األولى، .ص٣٠٦م، ١٩٧٩ الثقافة، دمشق، ريحاوي، عبد القادر، العمارة العربية اإلسالمية وآثارها في سورية، وزارة) ٦(م، ١٩٩٨زين العابدين، محمود، جولة تاريخية في عمارة البيت العربي والبيت التركي، الرياض، الطبعة األولى، ) ٧(

.ص٣١٠الشريف، إيهاب، الهند أسرار ومفاتيح، منشورات المجلس الهندي للعالقات الثقافية، نيودلهي، الهند، الطبعة األولى، ) ٨(

٥٠٠، ٢٠٠٢. .ص٣٣٦. م١٩٩١شعث، شوقي، حلب تاريخها ومعالمها التاريخية، منشورات جامعة حلب، الطبعة الثانية، ) ٩( .ص٣٦٧٨ أجزاء، ٧، ١٩٨٨الطباخ، محمد راغب، إعالم النبالء بتاريخ حلب الشهباء، دار القلم العربي حلب، ) ١٠(مديرية اآلثار العامة في سورية، مطبعة الترقـي، دمـشق، طلس، أسعد، اآلثار اإلسالمية والتاريخية في حلب، ) ١١(

.ص٣٩٠، ١٩٥٦ أجـزاء ١، ١٩٦٩عبد الجواد، توفيق أحمد، تاريخ العمارة والفنون اإلسالمية، مكتبـة األنجلـو المـصرية، ) ١٢(

.ص١٣١٨ .ص٦٨٠، م١٩٩٢عثمان، نجوى، الهندسة اإلنشائية في مساجد حلب، منشورات جامعة حلب، معهد التراث، ) ١٣( .م١٩٩٤عكاشة، ثروت، القيم الجمالية في العمارة اإلسالمية، الطبعة األولى، دار الشروق، مصر، ) ١٤( .ص٢٠١٧ أجزاء، ٣الغزي، كامل، نهر الذهب في تاريخ حلب، المطبعة المارونية بحلب، ) ١٥( .ص٤٧٠، ١٩٨٩ة للكتاب، نظيف، عبد السالم، دراسات في العمارة اإلسالمية، الهيئة المصرية العام) ١٦(النعسان، وفاء، تحليل العناصر اإلنشائية للمباني في التراث العلمي العربي، رسالة دكتـوراه، معهـد التـراث، ) ١٧(

.ص٣٧٠م، ١٩٩٩العلمي العربي، א٩٢ א :א .ينة أكرا وتاج محل مد٢٢٤ و ١٤٨مجلة الفيصل، دار الفيصل الثقافية، الرياض، العددين ) ١( .العدد الخاص عن حلب) ٢٠، ٢١، ٢٢(مجلة العمرا،، وزارة البلديات في سورية، األعداد ) ٢( .هـ١٤٠٧دمشق ) ٢٨، ٨(مجلة نهج اإلسالم، وزارة األوقاف بدمشق، األعداد ) ٣(

٣٩

وفاء النعسان . د ـربـيالعالتراثــــ

א٩٣ א :א

(1) Asher, Catherine, Architecture of Mughal India, Cambridge University, 1992, press, 370p.

(2) Bolkhari, Hassan, The Manifestation of the Unity of Existence in Art and Architecture of Iran and India, Doctorate letter in Islamic Studies, Hamdard University, 2004, 370p.

(3) Carroll, David, the Taj Mahal, the united Kingdom Association Limited London, 1972, 172p.

(4) Chand, Tara, Influence of Islam on India Culture, The Indian Press Ltd, Allahabad, 1946.

(5) Davies Philip, Monements of India, Volume Tow Islamic Monements, Viking 1983.

(6) Desai, Ziyaud Din A,Indo-Islamic Architecture, okhla Industrial Area, New Delhi, First print, 1970, 60p.

(7) Fiass, Virginia, the forts of India, Jaipur, 287p. (8) Havell, E.B the Art Hiritage of India. 287p. (9) Hillenbrand, Robert, Islamic Art and Architecture. (10) Pereira, Jose, Islamic Sacred Architecture, Astylistic History, Books and Books,

New Delhi, 370p. (11) Thames and Hudson, Oriental Architecture in Colour Islamic Indian. Far

Eastern Werner Speiser, Amsterdam, 1964, 504p. (12) Skelton, Robert the Indian Heritage- Court Life and Arts Under the Mughal

Rule, Victoria and Albert Museum, London, 1982.

κκκ