اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية

وزارة التعليم العايل والبحث العلمي كلية احلقوق بن عكنون زائر ــــــــــــــــــــــــــــــامعة اجلـــــــــــــــــــج مال ــــــــانون األعــــــــرع قــــــــف ـــــــــــــــــــاجيستريــــــــــــــــــسم املـــــــــــــــــــــــــــــــق

النظام القانوني للحساب اجلاري

مذكـرة لنيـل شهادة املاجستري يف قانون األعمال

:إشراف الدكتور بوغزالة حممد الناصر

: إعــــداد الطـــالــــبة قـــــدة حبيبـــــــة

2002/2003 السنة اجلامعية

إىل اليت ارتشقت من فؤادها عبق احلنان وأغرقتنا يف فيض حبها و نبع حناهنا الدافئ الدافق باحلنان إىل من تعجز الكلمات عن الوفاء حبقها

أمي احلبيبة..…………………واإلشادة جبميلها .أبي .……………ا و سعى من أجلنا إىل العامل البسيط الذي علمن

. بشري : إىل الدين عشت ـ وال أزال ـ أعيش معهم أمجل و أعذب حلظات حياتي أشقائي و زوجي العزيز حممد قوراري و حسني.بلخري

إىل جدي و جدتي .أخوايل وخاالتي و مجيع أزواجهم و زوجاهتم وأبنائهم و خاصة زينة

ونمنادية رمح.… درب املعاناة املخلصة إىل العزيزة الغالية و رفيقةإىل من استعذبت معهم حالوة الدراسة اجلامعية االخوة يوسف، حسني، آسيا، جيهان،

.، لطيفة ، فهيمة، نوال، حياةةسهام، زوهري، نبيلإىل من عشت معهم أمجل أيام حياتي كانوا يل سندا يف غربيت الغاليات علي قليب ميمي،زهرة،

………يحة ،هدى،سامية،كلثوم ،صباح،مليكة ، فتإىل من تذوقت بصحبتهم شهد األخوة الصايف و نبع الصداقة احلقيقية طلبيت لقسم سنة الرابعة

.إىل كل هؤالء أهدي عصارة اجلهد و السهر.2000حقوق دفعة

نتقدم بشكرنا اجلزيل إىل كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد يف إجناز هذا العمل

:ر على وجه اخلصوص ونذك "بنك اجلزائر "السيد الضيف إبراهيم

.على جمهوداته اجلبارة ووقوفه معنا وتوجيهاته لنا "يوسف " إىل عمال مكتبة احلقوق بكلية بن عكنون وخنص منهم

إىل عمال املكتبة الوطنية باحلامة باجلزائر العاصمة على مساعدهتما لنا" ي حياة قون" و األخت " سليمة بن عروس " وخنص منهم

إىل كافة عمال مكتبة كلية احلقوق والعلوم االقتصادية جبامعة ورقلة "اهلامشي ومجعة" وخنص بالذكر

"يوسف منصوري " وإىل األخ إىل مجيع عمال مكتبة املدرسة العلية للصريفة بوزريعة أخص بالذكر موسى وبن حبيلس رضا

علي قوراري مشسة علي و: و إىل أستاذي الفاضل األخضري نصر الدين و إىل أستاذي و أخي

*مكتب الواحات للخدمات املكتبية واإلعالم اآليل *إىل مسريي "بومادة علي " وإىل عمال مكتبة الوالية وخنص منهم األخ

فاتح مبكتبة دار الثقافة ورقلةوإىل األخ بورقعة

يدخل االقتصاد العالمي إلى األلفية الثالثة ،التي يطلق عليها قرن العولمة االقتصادية نتيجـة تأثره بمجموعة من التغيرات االقتصادية والمصرفية العالمية التي لها تأثير كبير علي أعمال

النشـاط االقـــتصادي المحلـي و المصارف بحيث تلعب هذه األخيرة دورا حيويا في العالمي ، فتعتبر المصارف التجارية المولد والمسير في هيكل الجهاز المصرفي ،ودورهـا األساسي يتمثل في عملية االيداع، لكونها المكان الذي يا من الناس فيه ،علي أمـوالهم مـن

.السرقة والضياع

ة بحاجـة إلى الدراسة و البحث التـجاري ما تزال الكثير من المؤسسات و األعمـالو التوضيح، و ما تزال المؤلفات قليلة و نادرة في هذا المـوضوع و تـعــتبر المصارف و األعمال المصرفية هي إحدى هذه المؤسسات و تلك األعمال التي تؤدي دورا هامـا فـي

ـ ه، لضـبط الحياة االقتصادية دون أن يجد أصحاب العالقة بهما، مصدرا وطنيا يرجعون إلي .قواعدها و معرفة األحكام القانونية التي تطبق عليها

و لعل األعمال التي تقوم بها المؤسسات المصرفية في دولة ما، هي من أهم الفعاليات .التي تستدعي اهتمام الباحث ألنها وثيقة الصلة بالحياة االقتصادية

لى مختلـف جوانـب الحيـاة للمصارف في المجتمع الحديث، دور بالغ األهمية و التأثير ع االقتصادية فضال عن وظائفها التقليدية في مجال النقود و أعمال الصرف ذلك أن المصارف من األجهزة المتخصصة حاليا في مجال االئتمان المصرفي ومن ثم فهي مراكز التحكم فـي

تسهيل حركة التبادل التجاري و اإلنتاج وذلك لقدرتها على تمويل المشروعات، من جهة، و التعامل بين التجار من جهة أخرى، حيث تقوم المصارف بمباشرة نشاطها بجمــلة أعمال

عمليات المصارف أو العمليات " و خدمات، هي المتعارف على تسميتها من الناحية القانونية ،و هي في األصل تعتبر عقود تجارية إال أنها تتميز بعدة خصـائص عامـة أو " المصرفية

.أصالتها و استقاللها عن تلك العقودمشتركة تبرز و المضمون التطبيقي لألعمال المصرفية، يشمل قبول الودائع وما يتصل بها من خـدمات

و . كفتح، الحسابات و إدارتها و تنفيذ أوامر النقل، و القيام باألعمــال المـــتعلقة بهـا لداخلية و الخارجية، ثم القيام يلحق بهذا القبول إيداع األوراق التجارية و إجراء التحويالت ا

عادي، أو بطريق االعتمـاد بالحسـاب بالعمليات االئتمانية بصورها المختلفة، من إقراض

ــة، و كــذا الكفــاالت المصــرفية و االعتمــادات الجــاري أو بخصــم األوراق التجاري. لغير وكذلك القيام بأعمال الوديع األمين ثم بتأجير الصناديق الحديدية ل ) المستندية(المصرفية

ومع 1 .و فوق كل هذا و ذاك تقوم ممارسة األعمال المتعلقة بالصرف األجنبي بيعا و شراءذلك فهي حاليا تعتبر مهنة تجبر من يحترفها على إبرام العديد من العقود الالزمة لتجارتـه

الالزم لتسـيير نشـاطه، وعلـى و على اللجوء إلى المصارف للحصول منها على االئتمان .الخدمات المصرفية التي ترصدها لعمالئها

إن المصرف في المفهوم الحديث، هو مشروع تجاري يباشر عمليات المضاربة على و بداهـة ال يـزاول المصـرف عمليـات اإلنتـاج . النقود، غايته في ذلك تحقيق الـربح

وذلك في حلقات اإلنتاج ) ت المصرفية الحسابا( المــباشر، و لكنه يتدخل بمقتضى عمليات و قد أصبح للمصارف الدور الرئيسي في دعم نشاط . و التداول من أجل تسيير هذه العمليات

المشروعات االقتصادية، لذا تعتبر المصارف من مستلزمات تطـور النشـاط االقتصـادي أفراد أوللمجتمع و تكون المصارف عادة على شكل شركات مساهمة تملك أسهمها شركات

.و يسيطر عليها عدد كبير من كبار رجال األعمال

وعلى الرغم من هذه األهمية للمصارف، فإنه ما تزال رؤوس األمـوال تقبـع فـي الخزائن بعيدة عن االستـثمار و اإلنتاج، و ما يزال الناس يحجمـون عـن خـوض هـذا

ت متأخرة و ألن التنظـيم المعترك، كل ذلك ألن القواعد التنظيمية التي يشترط توافرها جاء التشريعي لم يحدث أثره الهام في بعث ثقة الناس بهذه المؤسسات، مما يدفعهم إلى التعامـل

.معها و تنشيط حركتها

و فوق ذلك كله فإن هناك عوامل عديدة تجعل الناس ينظرون إلى المصارف بنـوع يخزنوا أموالهم عاطلة في من الريبة و عدم الثقة حتى إن عددا كبيرا من التجار يفضلون أن

الصناديق على أن يودعوها في حسابات جارية لتسهيل معامالتهم و صفقاتهم، نـذكر منهـا مثال غياب تقنيات خاصة و منظمة ألحكام هذه العمليات و التي ال تعرف حقيقتها ألنه عـادة

و بعض رجال المستنيرة من التجار و الشركات األجنبية الفئة ما يكون زبائن المصرف هم .المهن الحرة

و هكذا يتضح أن دور المصارف في النهوض باالقتصاد القومي هو دور أساسـي وذلـك باعتبار المصارف، مخزنا للودائع ثم مموال لألنشطة االقتصادية و التجارية على

، مكتبـة 1ج_العقود التجارية _احملل التجاري _التجار_األعمال التجارية _الوسيط يف شرح القانون التجاري : أنظر عبد القادر حسني العطري - 1

.393، ص 1999ثقافة للنشر و التوزيع، عمان ، األردن، دار ال

اختالف أنواعها فهي مدين تارة و دائن تارة أخرى، و تتبع في ممارستها ألنشطتها،

ى كي تحول المدخرات من رأس مــال نقـدي خامل، إلى رأس مـال نشـط و طرقا شت منتج للربح، و هذه الممارسة تتم بشكل عقود تجارية ذات طبيعة خاصة تتفـق و متطلبـات

2 .الحياة التجارية كما تتفق مع نشأته في أحضان العرف و العادة التجاريين

المـصارف مع الـعمالء، متنوعة و مع أن العقود التجارية المصرفية التي تـبرمها و متعددة فهي تندرج في وديعة النقود و وديعة األوراق المالية و عقـود إيجـار الخـزائن الحديدية و النقل المصرفي و عقد فتح االعتماد و خاصة االعتماد المستندي بما يمثل من ثقل

عقـد الخصـم و عقـد و وزن في الحياة التجارية على المستويين الداخلي و الخارجي، ثم خطاب الضمان، و أخيرا عقد الحساب الجاري، إال أن مشرعنا الوطــني لم يـول هـذه العقود و العمليات المصرفية األهمية التي تستحقها خاصة أن التجارة تسـعة أعشار الرزق

3.و أنها في مجتمعنا تشكل الجزء األكبر من النشاط االقتصادي

ن أهم المعطيات التي يقوم بهـا المصـرف بمختلـف و الحسابات المصرفية تبدو م أنواعها و التي من خاللها تمنح االئتمان المصرفي و ذلك بتلقي الودائع التي تسحب بعد أجل معين أو ادخارية و كذا الودائع القابلة للسحب لدى اإلطالع أو بعد أجل قصير و هي التـي

.الحسابات الجارية: تدعى

معروفا في القانون الروماني بل هو وليد العرف الذي ظهر خالل ولم يكن الحساب الجاري القرن الثاني عشر ميالدي في التعامل التجاري بين المدن اإليطالية الكبرى سواء بين التجار أنفسهم، أو بين التجار و المصارف، و قد صاحب هذا التعامل ظهور صـكوك قانونيــة،

حيث وضحت األفكار الخاصة به خالل القرن التاسع تكفل الفقه و القضاء بحلها حال عمليا ب عشر، خاصة فكرة التجديد و عدم التجزئة، حيث اختلف الفقهاء في بداية هذا القـرن حـول تحديد مفهوم الحساب الجاري و بالتالي تحديد الطبيعة القانونية و نتج عن اختالفهم هذا عدة

نوعا خاصا من الحساب بل هـو فـي نظريات أهمها تلك القائلة بأن الحساب الجاري ليس و ال يمكن أن ) عمليات سحب و عمليات إيداع (الواقع جدول يتضمن المطالب و الموجودات

.يترتب عليه أي أثر خاص به

5،ص 1،1988يعقوب يوسف صرخوه، عمليات البنوك من الوجهة القانونية يف القانون الكوييت، الكويت، ط أنظر- 2 .394 أنظر عبد القادر حسني العطري، مرجع سابق، ص - 3

غير أن الفقهاء في فرنسا قد تخلوا عن هذه النظرية في منتصف القرن التـاسع عشر

و حاول البعض منهم أن يربطـه بـبعض و أجمعوا على اعتبار أن الحساب الجاري عقدا؛ " العقود األخرى المنصوص عليها في القانون المدني أو القانون التجـاري، فذهب كل مـن

إلى القول أن الحساب الجاري يشبه إلى حـد ," Masset ماسيه"و " Pardessus بارد سوبر بمثابة قـرض و ذلك ألن الدفعات التي يقدمها أحد طرفي الحساب تعت 4.بعيد عقد القرض

.لصالح الطرف اآلخر

غير أن أصحاب هذه النظرية تناسوا أن الحساب الجاري قد يتضمن عمليات عديـدة غير عمليات القرض، وقد تكون الدفعات المقيدة في الحساب تحتـوي علـى غيـر النقـود

.رنسي من قانون التجارة الف393كالسندات المصرفية أو قيم البضائع، كما نصت عليه المادة

و قد بقيت األعراف و اآلراء الفقهية مصدرا لقواعد أحكام الحساب الجاري، حتـى أمكـن وضع تشريع خاص بالحساب الجاري لكنه كان من خالل نصوص قانونية مبــعثرة هنـا

.و هناك

فالحساب الجاري لم يلق ما يستحق من عناية و اهتمام من قبل المشرع، لذلك بقي من 5.ية التي أوجدها العرف التجاري و فصل أحكامهااألنظمة القانون

إن الحساب الجاري تحديدا هو عقد نشأ عن العرف، و لم يكن على الدوام موضوع تنظيم قانوني معين، بل هو بناء قانوني تم التوصل إليه من قبل التطبيق المصرفي، و يـتم

مستمرة و متبادلة، سواء فتح الحساب الجاري عندما يكون شخصان تربطهما عالقات أعمال تعاقدا بصفة صريحة أو ضمنية خالل فترة محددة سوف تفقد الديون الناتجة عن عملياتهمـا صفتها الفردية لتصبح ببساطة ديون و حقوق في الجانب السلبي و الجانب اإليجابي للحساب

فيها إعداد على الترتيب، مكونة بذلك عناصر حساب واحد حتى نهاية الفترة المحددة أين يتم 6 .الميزانية بين الديون و الحقوق في جانب كل طرف منهما

و غالبا ما يفتح الحساب الجاري لرجال األعمال من التجار ،و الصـناعيين سـواء كـانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين ويتعلق ذلك بالمعامالت التجارية و المالية،ن و يمثل العالقـة

للغة العربية يف البيئة املصرفية، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، اجلزائر، دون سنة، املنهج الوصفي: ملزيد من التفصيل أنظر حممد جيجلي- 4

. ، يوضح العالقة بني احلساب املصريف و القرض و هي عالقة طردية36ص .80، ص 2000حماضرات يف اقتصاد البنوك، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، : راجع شاكر القز ويين- 5 .17، ص 2001، اجلزائر، 1تقنيات البنوك، ديوان املطبوعات اجلامعية ط: الطاهر لطرش أنظر- 6

ليات متبادلة و يتفقان على تحويـل حقوقهمـا و ديونهمـا الموجودة بين طرفين يجريان عم الناشئة عن هذه العمليات إلى عناصر دائنة و مدينة تختلط ببعضها الـبعض فـي وحـدة ال

،و ينبغي أن تكون هذه الحسابات منفصـلة عـن حسـاباتهم الشخصيــة كـأفراد 7 تتجزأننا تبعا للتـدفقات الماليـة عـاديين؛ و من خصائص الحساب األساسية إمكانية أن يكون مدي

لصاحب هذا الحساب و هذا يعني أن يسمح له بالسحب على هذا الحساب حتى و لو لم يكن 8 .)على المكشوف(به أي رصيد

على أن المبالغ التي يتضمنها هذا الحساب في جانبيه الدائن و المـدين تشـكل كتلـة لحساب ال يزال مفتوحـا بينمـا يمكـن واحدة، فال يمكن القول بأنه مدين أو دائن طالما أن ا

9 .معرفة الرصيد في نهاية السنة المالية أو عند اختتام ميزانية نشاط العميل

:أهمية الموضوعنحاول في هذا البحث دراسة الجوانب القانونية للحساب الجـاري، وكيفيـة تعامـل

متعـاملين المشرع مع هذا النوع من التعـامالت بـين األفـراد والمؤسسـات ومختلـف ال االقتصاديين و الماليين وبالتالي صياغة قانون خاص ينظم المعامالت في إطـار الحسـاب

وال يخفى على أحد تزايد اإلقبال على فتح حسابات جارية لدى البنوك في اآلونـة . الجارياألخيرة، وال نبالغ إذا قلنا أنه يكاد يكون كل فرد في العصر الحديث صاحب حـق حسـاب

أضـف إلـى ذلـك أن التقـدم . لدى أحد البنوك وخاصة في الدول المتقدمة جاري مفتوح سـواءا إتخـذت شـكل الشـركات أو -الصناعي و التكنولوجي أدى بالمشروعات التجارية

إلى أن تلجأ إلى البنوك لتمويل مشروعاتها من خالل فتح حساب جـاري -المنشآت التجارية في جانب البنك، في مقابل حصول هذا األخير لتستفيد بالقروض و االعتمادات المسموح بها

. على تأمينات توفر له سهولة اقتضاء حقه في الموعد المحددويكتسي الموضوع أهمية بالغة إذ يبرز التوجهات القانونية الحديثة التي تحكم الحساب

الجاري والتي غابت عن المشرع الجزائري، وذلك بعرض مختلـف المصـادر القانونيـة د التشريعية في البحث عن القواعد األكثر مالئـمة للتطورات الحديثـة في هذا واألبعا

. 177أنظر يعقوب يوسف صرخوه، عمليات البنوك مرجع سابق، ص - 7 . 224، ص 1971، دار النهضة العربية، اإلسكندرية، 1املوسوعة االقتصادية، ط: أنظر راشد الرباوي- 8و دون ذكر مكان أو سنة أو (عمليات، تقنيات، تطبيقات، جامعة منتوري، قسم االقتصاد، _الوجيز البنوك التجارية: وس أنظر عبد احلق بو عتر- 9

. 21ص )دار النشر . 27، ص1993، دار النهضة العربية للطباعة و النشر بريوت، 2الفنون التجارية، ج. ويف نفس السياق أنظر فاطمة مروة يونس

المجال، ومن ثم محاولة إدماج هذه التوجهات القانونية الحديثة ضمن المنظومة التشريعية في .القانون الجزائري

و تتجلى أهمية دراسة هذا الموضوع أيضا تحديدا في الدور البارز الذي تتميز بـه بنوك و العمليات المصرفية بوجه عام، و الحساب الجاري بوجه خاص أهمية كبيـرة مـن ال

الناحية االقتصادية سواء في نطاق محلي أو دولي، في حياة األعمال، و ذلك من خالل دفع عجلة التنمية االقتصادية و تمويل المشاريع االقتصادية خاصة في ظل اقتصاد السوق، حيث

و كـذا فـي ) التجارية و الماليـة ( ي حركة مختلف النشاطات االقتصادية أن الدور الفعال ف و تداول األموال في الدورة النقدية من خالل الوسـاطة الماليـة التـي تقـوم بهـا . حركة

المصارف، وهو ما يقتضي منها إبراز دور الحساب الجاري في تسيير نشـاط و وظـائف ."االئتمان البنكي"المصارف، خاصة وظيفة

لتالي ينبغي مراجعة األساليب التقليدية التي أستخدمها المشـرع الجزائـري لمواجهـة وباالتغيرات االقتصادية واالجتماعية والثقافية والسياسية والتجارية والمالية، والتوجـه نحـو تفتح القانون على التغيرات الدولية في مجال العولمة االقتصادية وإعطاء القانون بعد تقني

.تساب المرونة الكافية لمواجهة التغيرات السريعة في مجال الحساب الجارييمكنه من اك : دوافع اختيار الموضوع

:تتمثل هذه الدوافع في ما هو ذاتي، وفي ما هو موضوعي نجملها على الوجه اآلتيوالدافع األساسي الختيارنا لهذا الموضوع، وذلك بغية إحداث التوافق والتكامل بين

كاديمية، والجهود التي يبذلها المشرع في سن القوانين التي تستجيب للتغيرات الدراسات األالحديثة خصوصا مع االنفتاح االقتصادي المرتقب والتوجه نحو عولمة اإلقتصاد

والتعامالت التجارية والمالية وبالتالي الوصول إلى تشريع قانون للحساب الجاري في .الجزائر

ولة مجاراة مختلف القوانين التي سبقتنا في إصدارها الكثير الدافع الثاني يتمثل في محا من الدول الرائدة في هذا المجال ومنها دول عربية لديها كفاءة في مجال التشريع وبالتـالي

.البد من تدارك هذا التأخر في سن مثل هذا القانون في المستقبل القريب

ي و الثقافة المصـرفية فـي و لعل من أبسط هذه الدوافع، هو نقص أو انعدام الوع أوساط المواطنين و نقص التعامل مع المصارف ، حيث أن الكثير يفضلون ادخار أمـوالهم

في منازلهم عوض وضعها في المصارف على شكل حسابات مصرفية

خاصة فـي ظـل الحمايـة التـي يوفرهـا المــصرف )حساب ودائع أو حساب جاري ( .و الخدمات المصرفيةلـعمالئـه، و ذلك من خالل الضمانات

ومن بين الدوافع التي تحمل الباحث على اختيار مثل هذا الموضـوع ، هـو الميـل الذي نتعامل جميعا معـه يوميـا ) الحساب الجاري (الشخصي الستكشاف طبيعة هذا الجهاز

تقريبا، ومعرفة حقيقة اإلجراءات، التي تجري في إطاره، تفصــيال، وتحديــدا ومن ثم ي دراسة هذا الفرع الحقوقي، وهو قانون األعمال الذي يهتم بالبحث في القوانين التخصص ف

.المصرفية على وجه الخصوص

: الهدف من الدراسةوتهدف هذه الدراسة من جهة أخرى إلى محاولة التعرض للتقنيات المـــصرفـية

انات لكسب ثقة المواطنين ، و إبراز المزايا و الضم )الحسابات الجارية (و عمليات المصارف عموما ،و المتعاملين االقتصاديين خصوصا و التجـار، و تشـجيعهم علـى التعامـل مـع المصارف، و ذلك من أجل المساهمة في تنمية االقتصاد الوطني ،و دعمه و تنشيط الـدورة

.االقتصادية في المجتمع اب الجـاري تسـاعد نهدف من خال ل الموضوع إلى إجراء دراسة قانونية لمجال الحس

المشرع علي إصدار القوانين المالءمة المرنة مرونة كبيرة بحيث تتكيـف مـع التطـورات و بالتالي تذليل العقبات والعراقيـل .السريعة في هذا المجال الذي يغلب عليه الجانب التقني

.أمام تطور و نمو المعامالت المصرفية وتشجيعها

:الصــعــوبــاتضوع تتطلب صياغة النظرية القانونية للحساب الجاري، من جديـد ودراسة هذا المو

فالنظريات القانونية ال تولد مكتملة، ولكنها تخضع لتطور مستمر تحت تأثير المعطيـات العملية، وال يشذ الحساب الجاري على هذه القاعدة، حيث أنه قد خضع لتطـور جـذري

، لدرجة أن بعض الفقهاء قد عزفوا عن باعتباره عملية مرنة ال تتسم بالجمود أو الثبات وضع تعريف الحساب الجاري تجنبا لحصره في إطار قوالب محددة سلفا ، وأثاروا ترك

لقد واجهتني خالل .الحساب يتطور وفقا لمستجدات المعطيات العملية التي نشأ في كنفها :إعدادي لهذه الدراسة العديد من الصعوبات منها

يحتلها الحساب الجاري في العمل المصرفي، و نظرا لما طرأ على هذه و نظرا لألهمية التي .1العالقة التعاقدية من تطور و تجديد أثار مشاكل قانونية عديدة، فقد وجدت أنه مـن األهميـة

.بمكان تناول الحساب الجاري في جميع جوانبه القانونية و مظاهره في دراسة حديثة

يم القانوني بالدراسة و البحث، حتى أن معظم المراجـع ندرة المراجع التي تناولت هذا التنظ .2 .التي تعرضت للحساب الجاري بالدراسة ال تتناسب مع التطور الذي طرأ عليه

تعرضت لـه فـي إحـدى جوانبـه , معظم المراجع المحلية التي تعرضت للحساب الجاري .3 األمر الذي يقلل مـن القانونية، و لم تتعرض له كوحدة واحدة، أو كتنظيم قانوني قائم بذاته،

.أهمية هذا التنظيم

معظم التشريعات العربية، عاجزة عن مواجهة التطور الذي لحق بهذا التنظيم القانـــوني، .4و عن مواجهة التطور الذي لحق بالعمل التجاري و المصرفي ككل، و يعزى ذلك إلـى أن

.ع الجديدأصول قديمة، شرعت في ظروف مختلفة عن الظروف التي تواجه المجتم .ندرة المبادئ القانونية و االجتهادات القضائية العربية المتعلقة بموضوع الدراسة .5

و الصعوبات التي تواجه طريق أي باحث علمي في مرحلة جمع المادة العلمية و هي قلة المراجع الوطنية المتخصصة في الموضوع وهو ما جعلني ألجأ إلى المراجـع األجنبيـة

قتا في ترجمتها واستخالص النتائج منها خدمة للبحث العلمـي وللمكتبـة التي أخذت مني و .الجزائرية

:إشـكالـيـة البـحــث

تتمحور إشكالية هذا البحث، في التساؤالت الذاتية التي تطرح نفسها علي بساط البحث :وتبحث عن إجابات شافية ، ومحاولة اإلجابة عنها بكل موضوعية

.ية التي تمكن المشرع من وضع اإلطار القانوني للحساب الجاري ؟ما هي الحلول القانون

ما هي األحكام العامة التي تحكم الحساب الجاري؟-1 . ما هي آثار الحساب الجاري ؟-2

إلى أي مدي يمكن اعتبار الحساب الجاري ينفرد بأحكام خاصـة تميـزه عـن بـاقي -3 الحسابات ؟

لحساب ؟ما هي أحكام انقضاء ا-4

والي أي مدى يمكن اعتبار بطاقات االئتمان كوسيلة حديثة من وسائل الوفاء التي تحـل -5 محل الشيك في ظل التطورات المصرفية الحديثة؟

ما هو الدور الذي لعبته التشريعات العربية في صياغة نظم قانونية لمختلـف اآلليـات -6 والتقنيات التي ترد على الحساب الجاري؟

:مـــنهجيةالـــ

لقد اتبعت منهجا تحليليا عند دراسة موضوع البحث يعتمد هذا المنهج علـي تحليـل –ولو كانت مـن مسـلمات الحسـاب الجـاري –مبادئ وقواعد الحساب الجاري مفاهيمه

لمحاولة استخالص مفهوم محدد لألحكام القانونية للحساب الجاري ولم أتردد فـي اقتـراح ة لبعض المشاكل العملية في نظرية الحساب الجاري،و االجتهـاد فـي مفاهيم أو حلول جديد

.التأصيل القانوني لكل حل أو اقتراح ويتمثل في عرض جـوهر كـل – عند معالجة كل نقطة –كما اتبعت أسلوبا منطقيا

ثم بيان األساس القانوني الذي يرتكز عليه، وأخيرا . عنصر الذي نتناوله في موضعه المحدد .لعملية المترتبة عليه، أو بعض التطبيقات القضائيةاآلثار ا

كما قد استخدمنا المنهج االستقرائي من خالل التعرض لمختلف القوانين األصلية التي نظمت معامالت الحساب الجاري وكذا مختلف القوانين المستمدة منها ومشاريع القـوانين لمختلـف

ساب الجاري ومن ثم تفسير مختلف البنـود الدول التي كان لها سبق في مجال التشريعي للح . واألحكام واستخالص القواعد التي تساهم في تنظيم التعامل بهذه التقنية

في إطار دراسة مقارنة لمختلف تقنيات الحساب الجاري في مجال القانون المقارن -أ ). ننةخاصة في ظل غياب أعراف مصرفية مق(،ثم التركيز خصوصا،على القانون الجزائري

. في إطار دراسة تحليلية لمختلف التقنيات،المتعلقة بطبيعة الحساب الجاري-ب

:وقد قسمنا الموضوع إلى بابين يتناول كل منهما

يتعرض إلى األحكام العامة وكذا آثار الحساب الجاري، وذلك من خالل عرض :الباب األول :ره وذلك من خالل الفصلين نشأته وتعريفه والطبيعة القانونية له وأركانه وأثا

.األول يتناول ماهية الحساب الجاري

. الثاني يتناول أثار الحساب الجاري : يتعرض إلى األحكام الخاصة بالحساب الجاري في:الباب الثاني

الفصل األول من خالل عرض القيد المعاكس األوراق التجارية وكـذا إسـتعمال بطاقـات .على الحساب الجاري وضماناته االئتمان والحجز

.الفصل الثاني ذكر أسباب انقضائه بشيء من التفصيل .الخاتمة أوجزنا فيها أهم النتائج المتوصل إليها من خالل هذه الدراسة

العامة للحساب الجاري األحكام : الباب األوللتجاري، حيث أنه نشأ في أول عهده بين القانون ا ابتكاراتيعد الحساب الجاري أحد

ـ ـ ات متشاب ـالتجار وفي خضم الحياة التجارية، إذ أن هؤالء التجار تـربطهم عالق كة ــ

عبة، اقتضت الحاجة إلى تسوية ناتج معامالتهم بطريقة مبسطة وسهلة، تتناسب مـع ـومتشة التجارية للحساب ال تنفي إال أن هذه النشأ .التجاريةالمرونة والبساطة اللتان تتسم بهما الحياة

.أن للجميع أن يعملوا بمثل هذا الحساب في تسوية معامالت متبادلة بينهم ونظـرا لتـأخر التنظـيم . كما يعد الحساب الجاري أكثر عمليات البنوك انتشارا في العمل

التشريعي له، فإن الفضل في تشييد وبناء النظرية القانونية للحساب الجـاري يرجـع إلـى هودات الفقهاء وألحكام القضاء، التي أخذت تلتمس الحلول القانونية والعملية لهـذا العقـد مج

.هامة يمثل عملية مصرفية وفنية باعتباره

سنتناول في هذا الباب دراسة ماهية الحساب الجاري و ذلك من خـالل البحـث فـي ديـة بـين األفـراد ماهية الحساب الجاري بإعطاء لمحة تاريخية التي تشكل العالقـة التعاق

والحسابات الجارية، ثم نتعرض إلى تحديد مفهوم الحساب الجاري وإلى التمييز بـين هـذا ـ النوع من الحسابات و الحسابات المصرفية األخرى، ثم نتطرق إل ـ ــ ـ ـى البح ي ـث ف

ه، و المدفوعات في هذا الحساب و آثار القيد فيه التي ـته و تكوين ـفــبيعته و ص ـــطـ تتمثل في ا ا ـألثر التجديدي، كما نتعرض إلى مبدأ عدم تجزئة الحساب بإالضافة إلى تناولن

وذلك علـى النحـو . وائد و العموالت و كذا اتفاقات وحدة الحساب ، يوجه عام ــــللف :التالي

.ماهية الحساب الجاري: األول الفصل

.آثار الحساب الجاري: الفصل الثاني

ية الحساب الجاريماه : الفصل األوليبدو من غير الصعب تحديد الوقت الذي ظهر فيـه الحسـاب الجـاري بالصـفقات

وفي رأي بعض الفقهاء، إن مؤسسة الحساب الجاري كانت معروفـة . والعناصر المميزة له

روما في ARGENTARITالصيارفةأن ) قانونيةالمدونة( "الديجست" عند الرومان فقد جاء فيعمليات كثيرة، وكان الحساب الجاري أحد تلك العمليـات وكـانوا يسـمون كانوا يتعاطون

الرصيد اإليجابي في الحساب، والرصيد السلبي وكان عميل الصرف يظهر في دفاتره تـارة .بي، وتارة في عمود الرصيد اإليجابيـفي عمود الرصيد السل

نه ال يقتصـر الحساب الجاري هو نوع خاص من الحسابات المصرفية، يتميز بأ إن على مجرد تمثيل العمليات التي تقيد فيه تمثيال ماديا، و لكنه يعد أداة لتسوية جميع العمليات

.المتبادلة بين طرفيه، و في نفس الوقت لضمان حقوق كل منهما تجاه اآلخر

و يمكن تعريف الحساب الجاري قانونا بأنه عقد يتعهد بمقتضاه شخصـان بتحويـل كافـة أن تقـع ى، عل لتزامات التي تنشأ عن العمليات المتبادلة إلى بنود في الحساب وق و اال ـالحق

ـ مقاصة تلك العمليات فيما بينهما تباعا، بحيث ال يتحدد مركـز أي منهمـا إال بق فل ـــ . على اآلخراألحد همالحساب و بيان الرصيد النهائي الذي يعتبر هو الدين المستحق

:لى تناول النقاط التاليةو لتوضيح و تفصيل ذلك عمدنا إ

.مفهوم الحساب الجاري: المبحث األول .طبيعة ومميزات الحساب الجاري : المبحث الثاني

.أركان و شروط الحساب الجاري: المبحث الثالث

.المدفوعات: المبحث الرابع

مفهوم الحساب الجاري : المبحث األول

الجاري ينبغي أن نقدم لمحة تاريخية حول نشأته ثـم نعـرض مفهوم الحساب إلبرازمختلف التعريفات التي أوردتها له التشريعات العربية و التشـريع الفرنسـي ثـم نعـرض

. إضافة إلى ذكر أنواعه. المتعاملين االقتصاديين فه و مزاياه التي يحققهاــوظائ

.نشأة الحساب الجاري : المطلب األول . ريف الحساب الجاري عت : المطلب الثاني

.وظائف الحساب الجاري : المطلب الثالث . الحساب الجاري عأنوا: عالمطلب الراب

نشأة الحساب الجاري : المطلب األول

ـ يبدو من غير الصعب تحديد الوقت الـذي ظهـر ف يه الحسـاب الجـاري ــــك أن مؤسسة الحساب الجاري كانت معروفـة العناصر المميزة له، ويبدو كذل فات و ـبالص

عند الرومان فقد كان الصيارفة في روما يتعاطون عمليات كثيرة وكان الحساب الجاري أحد .هذه العمليات

ينكر أن يكون الرومان قـد عرفـوا "هامل "ولكن بعض الفقهاء وعلى رأسهم العالمة ال شك بأن العالقات بين الصـيارفة ":مؤسسة الحساب الجاري كما هي معروفة اليوم، قائال

في روما وعمالئهم كانت تخضع لبعض القواعد الخاصة ومنها المقاصة، مما جعل بعـض .الفقهاء يعتقد أن الحساب الجاري كان معروفا في روما

ولكن في الواقع كانت المقاصة قاعدة عامة دائما في عالقة المصرف مع عمالئه، ولم يكـن 10." تأثير عليهاللقيد في الحساب أي

قرن ــي ال ــولم تظهر عمليات الحساب الجاري بعناصرها المميزة لوجودها إال ف ، بعد أن استتب األمن، أثر الثورات الدامية التي احتاجت معظم دويالت البحر المتوسـط 16

وكان أول مصرف تعامل مع عمالئه عن طريق الحساب الجاري، هو المصرف المؤسـس م وكانت تسمية الحساب الجاري تستعمل في التعامل المصرفي 1157ة عام في مدينة البندقي

م 1796في فرنسا قبل الثورة الفرنسية، من طرف المصرف الذي أسس فـي فرنسـا عـام ."بصندوق الحسابات الجارية"والذي حل محله فيما بعد مصرف فرنسا المسمى

سة الحساب الجاري كان ولكن على الرغم من ذلك، فإنه من الصعب القول بأن مؤس نفس األهمية التي أعطيت لها فيما بعد بفضل االجتهـاد القضـائي 19لها في مطلع الفرن

الفرنسي ويالحظ قانون التجارة الفرنسي،لم يتعرض لهذه المؤسسة إال في مادة وحيدة تتعلق : والتي تنص على مايلي574باإلفالس وهي المادة

ع كلها أو بعضها ما دامت موجودة عينا أو كانت مسلمة إلى يجوز طلب استرداد البضائ )" 1 .المفلس على سبيل الوديعة أو ألجل بيعها لحساب مالكها

طلب استرداد ثمن تلك البضائع أو جزء من ثمنها إذا كان لم يدفع ،أو لم تجري ويجوز-)2

11." عليه المقاصة في حساب جار بين المفلس والمشتري

& . 486 ص 1999املوسوعة التجارية معلقا عليها بأحدث حمكمة الـنقض دار الكتـاب الـذهيب القـاهرة أنظر موريس صادق - 10 joseph Hamel:banques et Opérations de banques, tome1,22rue Soufflot,paris,1990,pp220,p367.

. من قانون التجارة السوري725ق تماما مع نص المادة وهذه المادة تتطاب

يظهر إذا، أن الفضل في إيجاد هذه المؤسسة القانونية في فرنسـا، يرجـع إلـى االجتهـاد . القضائي الذي أقامها خالل القرن التاسع عشر على أساس نظريتي التجديد وعدم االنقسـام

على مـا –حساب الجاري إنما تم ربطها فجميع اآلثار التي استخلصها االجتهاد من مؤسسة ال 12. بهاتين النظريتين-يبدو

تعريف الحساب الجاري و تمييزه عن غيره :المطلب الثاني

14 ص 1969 رزق اهللا االنطاكي احلسابات واالعتمادات املصرفية دار الفكر -11

.10 ص 1999ملزيد من التفصيل أنظر ناجي مجال احملاسبة والعمليات املصرفية املؤسسة اجلامعية والدراسات والنشر والتوزيع القاهرة 519 ص 1993علم الدين حمي الدين امساعيل موسوعة أعمال املصارف من الناحيتني القانونية والعملية دار النهظة العربية القاهرة . راجع د-12

إن الحساب الجاري، هو الحساب الذي يفتح مبـدئيا مـن قبـل المصـرف للتجـار لعميل المصرف ال تكفـي والصناعيين من أجل أعمالهم التجارية، غير أن الصفقة التجارية

وحدها العتبار الحساب المفتوح، باسمه لدى المصرف حسابا جاريا، فقد يكـون الحسـاب المفتوح للتاجر من نوع آخر غير الحساب الجاري، كحساب الودائع الذي يطلب التاجر فتحه

.من أجل أمواله الخاصة التي ال يستعملها في التجارة

أحد طرفي الحساب تاجرا والطرف اآلخر مصرفا ليتصف هذا وليس من الضرورة أن يكون الحساب بصفة الحساب الجاري، فقد يجوز أن يكون لشخص غير تاجر، حساب جاري، مع

-01-03أحد المصارف، وهذا ما يؤيده الحكم الصادر عن محكمة استئناف باريس بتاريخ تاجر ومهما تكـن ال يوجد أي نص يمنع من إنشاء حساب جاري يبن :" الذي جاء فيه 1931

صفة األشخاص الذين تم بينهم االتفاق على إنشاء الحساب، و يخضع هذا الحسـاب لقواعـد 13."الحساب الجاري وخاصة فيما يتعلق بالفوائد المركبة

تعريف الحساب الجاري: الفرع األول

أن مفهوم الحساب الجاري، مستقل كل االستقالل عـن صـفة " هامل "يرى األستاذ لذي فتح له الحساب، فالحساب يكون من نوع الحساب الجاري عندما تتـوافر فيـه الرجل ا

المدنية أو التجاريـة العناصر المميزة له، وتترتب عليه النتائج المقررة، فال تهم إذن الصفةلصاحب الحساب، كما ال تهم اإلعفاءات المالية التي يستفيد منها بعـض أنـواع الحسـابات

14.الحساب الجاري ،وغيره من الحساباتالجارية للتفريق بين

وقد يعتقد أن الحساب الجاري، هو مجرد عملية حسابية، تتعلـق بمسـك الحسـابات تلفة، ولكن الواقع أن الحساب الجاري، هو أوسع من ذلك بكثير، فهو اتفاق ذو صفات ـالمخ

كان ذلك في مميزة وآثار خاصة، يتدخل في تطبيقه وسيره عدد من القواعد القانونية سواءالنظرية العامة لاللتزامات، أم في القواعد الخاصة بالحقوق التجارية فهو إذن مـزيج

15.من عمليات حسابية ومن قواعد قانونية ذات آلية معقدة

1- Ammour Ben halima: pratique de Techniques Bancaire Référence Algérien adition dahlab Algérien 1998 page

48 312 ص 1968العقود التجارية وعمليات املصارف مطبعة النجوى بريوت سنة . يد عإدوارد -13 .10ابق، ص راجع رزق اهللا أنطاكي احلسابات واإلعتمادات املصرفية املرجع الس-14 70 ص 1970راجع مسيحة القليويب الوجيز يف القانون التجاري منشأة املعارف اإلسكندرية - 15

ولم ينكر الفقه صعوبة وضع تعريف جامع مانع للحساب الجاري، باعتبـاره نظامـا ثم يرى أنصار هذا الرأي أنه مـن األجـدى انونيا، له شروط وتترتب آثار متعددة، ومن ـق

16.عرض الحساب الجاري ،كما جرى عليه العمل المصرفي وما تقتضي به المحاكم

مـن قـانون التجـارة 393وقد عرف المشرع السوري الحساب الجاري في المادة يراد بعقد الحساب الجاري االتفاق الجاري بين شخصين على أن ما يسلمه كل " السوري بأنه

هما لآلخر بدفعات مختلفة من نقود، وأموال وإسناد تجارية قابلة للتمليك، يسجل في حساب منواحد لمصلحة الدافع ودينا على القابض دون أن يكون ألي منهما حق مطالبة األخـر بمـا سلمه له بكل دفعة على حدة بحيث يصبح الرصيد النهائي وحده، عند إقفال هذا الحساب، دينا

17." لألداءمستحقا ومهيئا

الحساب الجاري " على أن : من قانون التجارة 217وعرفه المشرع العراقي في المادة عقد يتفق بمقتضاه شخصان على أن يقيدا في حسـاب عـن طريـق مـدفوعات متبادلـة

لة، من الديون الناشئة عن العمليات التي تتم بينهما من تسليم نقود أو أموال أو ــــمتداخللتمليك وغيرها وأن يستعيضا عن تسوية هذه الديون عن كل دفعة على . لهأوراق تجارية قاب

"حدة تسوية نهائية ينتج عنها رصيد الحساب عند غلقه

من قـانون التجـارة 106أما المشرع األردني، فيعرف الحساب الجاري في المادة ن يسلمه كل يراد بعقد الحساب الجاري، االتفاق الحاصل بين شخصين على أ "األردني يقوله

منهما لألخر ،بدفعات مختلفة من نقود وأموال وإسناد تجاري قابلة للتمليك يسجل في حساب واحد ، لمصلحة الدافع ودينا على القابض دون أن يكون ألي منهما حق مطالبة اآلخر بمـا سلمه له بكل دفعة على حدى، بحيث يصبح الرصيد النهائي وحده عند إقفال هذا الحساب دينا

18"ستحقا ومهيئا لألداءم

-على أننا نميل إلى عدم وضع تعريف للحساب الجاري، ألنه نظام في تطور مستمر ومرتبط مـع العمـل -وذلك من خالل الخدمات التي أصبح يحتويها الحساب الجاري حاليا

سبيل التخفيف من آثاره التي عرفت في ظل النظريـة التقليديـة ، في التجاري والمصرفيومـع ، 19ة على التجديد وعدم القابلية للتجزئة لمفردات الحساب الجاري بصفة مطلقةالقائم

.48 ص 1975أنظر علي مجال الدين عوض الوجيز يف القانون التجاري دار النهضة العربية اإلسكندرية - 16 74 ص 1987ات والنشر والتوزيع القاهرة مسري عالية الوجيز يف القانون التجاري املؤسسة اجلامعية يف الدراس- 17

.35 يوسف يعقوب صرخو املرجع السابق، ص -18 سليمان عودة حممد أبو جودة، احلساب اجلاري يف التشريع األردين، دراسة مقارنة، جامعة آل البيت، كلية الدراسات الفقهية و القانونية، قسـم -19

.30، ص 1992القانون، غري منشور،

ذلك يمكن التركيز على الفكرة األساسية التي يقوم عليها الحساب الجـاري ،وهـي وجـود . شخصين بينهما عالقات متشابكة ومستمرة يتولد عنها حقوق و التزامات من طبيعة واحـدة

معامالتهما في حساب يفتح بينهما لتقيد فيه تعامالتهم خـالل وهذان شخصان يفضالن تسوية أيهمـا حيث ال تجرد هذه القيود إال في نهاية المدة فيظهر أي منهما المـدين و مدة معينة ،

الدائن وغالبا ما يفتح هذا الحساب بين المصرف وأحد عمالئه، ويمكن أن يفتح حساب جاري 20.بالعمولة وبين من يوكلونه بالبيع والشراءأيضا بين تاجر وآخر، أو بين الوكيل

عقد بمقتضاه يلتزم شخصـان بتحويـل " بأنه) مصطفى كمال طه(ومع ذلك يعرفه الباحث ي الحسـاب تتقـاص فيمـا ـــالحقوق والديون الناشئة عن عالقاتهما المتبادلة إلى قيود ف

21."ستحق األداءبينهما، بحيث يكون الرصيد النهائي عند إقفال الحساب وحده دينا ي

حساب يخضع للقواعد التي " يعرف الحساب الجاري على أنه " هامل"على أن األستاذ تحكم جميع الحسابات سواء من حيث أهلية الطرفين، وحساب الفوائد والعمـوالت ،أو مـن حيث وقفه وانتهائه، وهو يخص للقواعد القانونية التي تخضع لها العقود عامة، وككل حساب

حساب الجاري من فرعين، فرع المطالب وفرع الموجودات وينصهر هذان الفرعان يتألف ال عند ختام الحساب الجاري، في حساب واحد ويصبح الرصيد وحده هو المسـتحق، وفضـال عن ذلك يتشكل الحساب الجاري من عدة عمليات تتابع بسرعة ولذلك أطلق عليـه تسـمية

."الحساب الجاري

عقد بين شخصين " فقد عرف الحساب الجاري من جهته بأنه،"ليون كان" أما األستاذيتعهد بموجبه المتعاقدان نتيجة للعمليات التي تجري بينهما ،والتي قد تؤدي إلى تسليم أحدهما لآلخر نقود ،أو أمواال بأن تفقد الديون التي تنشأ عن هذه العمليات ذاتيتها ،وتتحـول إلــى

ودات، بحيث يصبح الرصـيد النهـائي الناشـئ عـن دفعـات تقيـد في المطالب أو الموج 22 ."المقاصـة الجاريـة بين هذه الدفعات وحدة دينا مستحق األداء

وبخصوص التعريفات التي أشارت إليها التشريعات العربية لنظام الحساب الجـاري أن المشرع المصري لم ينظمه تنظيما تشريعيا مسـتقال، و إنمـا وردت بعـض : نذكر مثال ضمن فروع القانون األخرى بصفة عرضية بمناسبة مواضيع أخرى، مثالها المـواد أحكامه

ورد بهـا ذكـر 1961 لسـنة 117 القانون رقم قانون التجارة المصري 378-381-393

Jacque ferronnier les opérations de Banque Dalloz 1999 page 53. -20

536 ص1989القانون التجاري األوراق التجارية واإلفالس الدار اجلامعية بريوت : طه مصطفى كمال- 21 379ص، 1999، عويدات للنشر و التوزيع، لبنان، 1الكامل يف قانون التجارة اجلزء الثالث، املصارف، ط: ناصف الياس- 22

القانون المدني المصري نظام الفوائد في 233الحساب الجاري، في عالقته باإلفالس والمادة تتكلم عن أثر قيد المدفوعات في الحساب الجاري مـن مدني 355الحساب الجاري والمادة

و إنما تركها للعرف المصري ،والقضاء اللذان كان لهما . حيث مدى اعتباره تجديد الحساب .الفضل األكبر في إرساء قواعد هذا النظام

الحساب الجـاري بأنـه 298 فتعرفه المادة 1942 عام أما القانون التجاري اللبناني

كما اتفق شخصان أحوالهما تستدعي أن يتبادال تسليم األمـوال علـى ساب جارييتكون ح"يتألف منها حساب واحد بحيـث . لهما من ديون إلى بنود بسيطة للتسليف والسلف تحويل ما

23."يصبح الرصيد النهائي وحده عند إقفال هذا الحساب دينا مستحقا ومهيئا لألداء

نشأت في صـورة قواعـد عرفيـة ومبـادئ ولما كانت قواعد الحساب الجاري قد فإن الهيكل القانوني لهذا النظام المصرفي ينبني في مجموعـه -كما سبقت اإلشارة -قضائية

24.على ما جرى عليه الفقه والقضاء

إلـى 298الجاري في المواد من وقد تضمن التقنين التجاري اللبناني تنظيما للحساب بعض النــواحي، ومن ثم ينبغي لسد هذا الـنقص لكن هذا التنظيم يشويه النقص من 306

.الرجوع إلى الفقه والقضـاء

وقد تعرض القانون الكويتي التجاري للحساب الجاري حيث أورد له تعريفا في المادة عقد يتفق بمقتضاه شخصان على أن يقيدا في حساب عن طريـق " التي جاء فيها بأنه388

ـ ناشئة عن العمليات التي تتم بينهم مدفوعات متبادلة ومتداخلة الديون ال ا مـن تسـليم ـــودا و أموال أو أوراق تجارية قابلة للتمليك وغيرها، وإن يستعيضا عن تسـوية هـذه ــنق

25."الديون كل دفعة على حدة بتسوية نهائية ينتج عنها رصيد الحساب عند قفله عرفه ري لكن في حين أغفل المشرع الجزائري أن يورد تعريفا خاصا بالحساب الجا

هـو حسـاب يخـص :" ألستاذ االقتصاد شاكر القز ويني جاء فيـه ا علماء اإلقتصاد منهم المعامالت التجارية والمالية ويمثل العالقة الموجودة بين طرفين يجريان عمليـات متبادلـة ويتفقان على تحويل حقوقهما وديونهما الناشئة على هذه العمليات ،إلى عناصر دائنة ومدينـة

.28 ص 1997 عودة سليمان حممد أبو جودة احلساب اجلاري يف التشريع األردين دراسة مقارنة - 23 65ص أنظر حممد حسين عباس عمليات البنوك ، املرجع السابق -24 343 ،ص 1994 راجع هاين حممد دويدار، العقود التجارية والعمليات املصرفيية، الدار اجلامعية اجلديدة لبنان، -25

لط ببعضها البعض في وحدة ال تتجزأ بحيث يكون الرصيد الناتج حين قفل الحساب هـو تخت 26."وحده المستحق األداء

المشرع الجزائري لم يتعرض إلى الحساب الجاري ولم يخصه بنص حتى فـي لكنالقانون التجاري وبالتالي تسري عليه القواعد العامة للعقود واألعراف المصرفية ذلك علـى

.الحساب الجاري هو عبارة عن عقد وديعة عند الطلباعتبار إذا كانت الوديعة بغير أجر وجب علـى : " 592لكنه نص القانون المدني في المادة

وإذ كانـت الوديعـة . المودع لديه أن يبذل من العناية في حفظ الشيء ما يبذله في حفظ ماله ومن هذا النص يتبين لنـا ، بـأن ". ر، فيجب أن يبذل في حفظها عناية الرجل المعتاد ـبأج

المشرع الجزائري أجاز الوديعة بأجر، فالقاعدة العامة هي أن تكون بغير أجر، إال إذا كان قانون مدني نصت أن األصل في الوديعـة أن 592فالمادة . هناك إتفاق يقضي بغير ذلك

اء الوديعة ما لـم تكون بغير أجر فإذا أتفق على أجر وجب على المودع أن يؤديه وقت انته ومن هنا نرى بأن الوديعة المدنية تتطلب حفظ الشـيء مـن . يوجد إتفاق يقضي بغير ذلك

المودع لديه ويلتزم بالمحافظة والرقابة الجيدة لها حتى يتمكن من ردها في الوقت المحدد إذ لتزامـه كان هناك اتفاقا على هذا الوقت وإال فإنه يلتزم بردها بمجرد طلب إذا لـم يقـوم با

عقـد شـريعة " من القانون المدني الجزائري 106تترتب عنه مسؤولية عقدية حسب المادة ". المتعاقدين، فال يجوز نقضه، وال تعديله إال باتفاق الطرفين أو األسباب التي يقررها القانون

المتعلق بالنقض والقرض في المـادة 1027-90و القاعدة المطبقة في القضاء أن قانون رقم المتعلقة بالوديعة النقدية المصرفية هو وحدة الذي تطرق إلى معنى الوديعـة النقديـة 111

المصرفية ورغم أهمية هذه الوديعة في الحياة اليومية واالقتصادية إال أن القضـاء ال يـزال لحد اآلن يحل النزاعات الخاصة بها معتمدا على العرف المصرفي ومطبقا نصوص القانون

من المفروض أن نصوصه تطبق على الوديعة المدنية، إال أن الواقع هوالمدني الذي

ـ أن هذه النصوص يطبقها القاضي على عة ـ النزاعات التي تقابله والتي تخص الوديالمصرفية، وما تم تحديده من التزامات المودع والمودع لديه في نصوص القانون

80 ،ص 2000 انظر شاكر القزويين، حماضرات واقتصاد املصارف ،ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر، -26 يتعلق بالنقد والقرض1990 أبريل سنة 14 املوافق 1410 رمضان عام 19 املؤرخ يف -27

ديعة النقدية المصـرفية فـي المدني يجتهد القاضي ويطبقها على أطراف العقد الو . قانون مدني جزائري 601 إلى 590المواد من

إال أن عقد الوديعة النقدية المصرفية باعتباره عمال مصرفيا يخضـع للقـانون التجـاري من القانون التجاري أن هذا القانون لم يذكر أي شيء عن الوديعة، بل 2/13حسب المادة

عتمد على النصوص المدنية الخاصة بالوديعة ،وهذا هد، وي ــالقاضي التجاري يجت ترك ما قد يؤدي إلى نتائج غير منطقية ،وبذلك تؤدي إلى نزاعات ومشاكل تضارب ،وهذا ما

.نراه في الفصل الثاني لتنظـيم 111إن قانون النقد والقرض تطرق إلى الوديعة النقدية المصرفية بالمـادة

عنى الوديعة النقدية المصرفية من جهة أخـرى أعمال المصرف من جهة ومن أجل تباين م والتي تختلف عن الوديعة النقدية المدنية، فهذا القانون له قوة أو حجية القانون التجاري، طبق

من قانون النقد والقرض، لكن القاضي ال يطبقه بسبب عدم تخصصه في الميدان 214للمادة حكامه إال أنه نـادرا مـا يحصـل المصرفي وجهله له، فمن المفروض أن يطبق القضاء أ

، فربما يرجع للفراغ الموجود في هذا القانون لذلك البد من إضافة نصوص تخص كــذلكل األعمال المصرفية وبما فيها الوديعة مع تحديد التزامات طرفي العقد كما يرجع إلى جهل

خصـيص القاضي لهذا النصوص بسبب عدم تخصصه في الميدان المصرفي لذلك البد من ت حتى يسهل لهم إصدار األحكام ومن هنا تظهر التزامات المصـرف فيمـا يخـص . القضاة

حرص ،و يقظته لحسن سير عمله المصرفي و هذا حتى ال يمس الثقة التي يكنهـا النـاس ماله المصرفية المتعلقة باإليداع ــله،وخاصة وأن المصرف ملتزم باليقظة في مباشرته ألع

يل المصرفي فالتزامه هو إلتزام الرجل المحتـرف الحـريص، أي و السحب و أوامر التحو يلتزم بيقظة الرجل الحريص المتكونة من التزامه بالرقابة والحذر وعدم اإلهمال واإلعـالم وإستعماله لألجهزة بحث التزامه يؤدي إلى اكتشاف انحرافـات قـد تعرقـل حسـن سـير

ف ال يضر الغير وهذا ما يزيد في ثقة المعامالت المصرفية و تضر بالغير، فالشخص المحتر 28.الناس به

. 26ص.2002 مالك نسيمة، دراسة لعقد الوديعة النقدية املصرفية، جامعة اجلزائر، غري منشور -28

التفرقة بين الحساب الجاري وحساب الودائع : الفرع الثاني

إن الحساب الذي يفتحه شخص لدى المصرف الذي يتعامل معه، عادة إنما يمثل أرقام بواسـطته ولهذا الحساب فوائد كثيرة، إذ تتم . العمليات الجارية بين هذا الشخص والمصرف

.في الغالب تصفية العالقات القائمة نتيجة هذه العمليات

والشك أن جميع العمليات التي تقوم بها المصارف لحساب األشخاص الذين يتعاملون إذ يصدق أن يتقدم شخص . معها، ال تقيد دائما في حساب يفتحه المصرف لهؤالء األشخاص

فتح له حساب بها، لـدفع قيمـة صـك إلى المصرف بغية إجراء بعض العمليات دون أن ي مسحوب من المصرف أو شراء العمالت األجنبية وبيعها، أو االكتتاب باألسـهم أو إسـناد

.القرض التي تصدرها الشركات المغلفة أو لحسم إسناد تجارية

وتسمى هذه العمليات بعمليات الصندوق وهي ال تحتاج، في الغالب إلى فتح حسـاب .رفبها بين العميل والمص

ولكن عندما تكثر هذه العمليات و تتشعب بين العميل والمصرف الذي يتعامل معه، يصـبح فقد تقضي الضـرورة . من المتعذر جدا أن تسوى هذه العمليات بصورة مباشرة وعلى الفور

29.في مثل هذه الحالة للجوء إلى فتح حساب للعميل لدى المصرف

ويمكن تصنيف المسائل القانونيـة التـي Compte-Courant وأهم حساب هو الحساب الجاريـ المسـائل المشـتركة بـين جميـع أن : تثيرها الحسابات للمصرفين في الفئتين واع ــــ

الحسابات، والمسائل الخاصة بالحساب الجاري ،وقبل أن نبحث بالتفصـيل فـي الحسـاب بين هـذا الجاري نرى من الضروري أن نشير بإيجاز إلى بعض الفوارق الجوهرية الكائنة

30.:الحساب وحساب الودائع وهي كاآلتي

يمثل حساب الودائع األموال التي يودعها األشخاص من غير التجار أو الشـركات -1 التجارية أو األموال التي يودعها التجار أنفسهم ولكن من أجل استعمالها في حياتهم الخاصة

ير، إلى حد ما، ويكـاد يكـون وهو حساب قليل التغي . وأعمالهم الخارجة عن نطاق تجارتهم وهـو متجـدد، دائـم . أما الحساب الجاري، فإنه يمثل غالبا ودائع التجار والصناعيين . ثابتا

17ص.1969احلسابات و اإلعتمادات املصرفية ،دار الفكر ،:رزق اهللا األنطاكي -29

-Theirry Bonneau_ Droit Bancaire2 édition Montchrestien 1999. P.187 ، 3هناد السباعي ورزق اهللا أنطاكي، موسوعة احلقوق التجارية، ج30.245 ، ص1962املصارف واألعمال املصرفية، مطبعة جامعة دمشق،

وهذه الحركة تستدعي بالضـرورة . الحركة، ألن أعمال هذه الفئة من الناس، تتابع باستمرار 31. والمدينةإجراء القيود بكثرة في جهتي الحساب، اإليجابية والسلبية، أي الدائنة

ال يرتكز حساب الودائع على فتح اعتماد ما لصالح صاحبه، إال في القليل النـادر -2 ويعود ذلك إلى األموال المودعة في هذا الحساب الموضوعة على سبيل الحفـظ، بانتظـار

أما الحساب الجاري فيصحبه غالبا . استعمالها في االستهالك، الذي ال يقتضي عادة االعتماد عتمادات، ألن أصحابه يقومون بأعمال إنتاج، وألن مـن األحسـن تشـجيع االعتمـاد فتح ا

32.اإلنتاجي دون االعتماد االستهالكي

ويترتب على ذلك أن حساب الودائع يكون في أغلب األحيان دائنا وبالتالي ال يعرض ـ و. المصرف ألي خطر أما الحساب الجاري، فقد يكون دائنا وقد يكون مـدينا ة فـي الحال

األخيرة يتعرض هذا الحساب المدين إلى جميع آثار الهزات المالية واالقتصادية التـي قـد وكثيرا ما يؤدي االلتماس في . تصيب المدين نفسه، وتنعكس هذه اآلثار على المصرف الدائن

فتح االعتماد إلى إفالس المصرف، يوم يعجز المدين عن الوفاء ويعجز المصـرف كـذلك . طلبات المودعين الذين يتقدمون منه طالبين استرداد ودائعهمبالتالي عن إجابة

إضافة إلى ما سبق هناك اختالفات فنية في قيود حساب الودائع والحساب الجاري وفي آثار القيد فـي -3 33.كل منهما

:التمييز بين عقد الحساب الجاري و األنظمة المشابهة له :الفرع الثالث تشابه ببعض العقود خاصة فيما يخـص المحافظـة والحـذر إن عقد الحساب الجاري ي

. إال أن له خصائص تميزه عن العقود األخرى.والحرص والرقابة :لذلك ارتأيت أن أميز بين

.التمييز بين عقد الحساب الجاري وعقد البيع : أوال .التمييز بين عقد الحساب الجاري وعقد القرض : ثانيا . الحساب الجاري وعقد الوكالة التمييز بين عقد: ثالثا

.التمييز بين عقد الحساب الجاري وعقد الحراسة : رابعا

145 ص 1973 أنظر مجال الدين عوض األوراق جتارية و عمليات املصارف القاهرة -31 عودة سليمان حممد أبو جودة احلساب اجلاري يف التشريع األردين دراسة مقارنة جامعة آل البيت كلية الدراسات الفقهية والقانونية قسم القانون . أ- 32

32 غري منشورة، ص2000، ص 1982النقود واملصارف والعالقات االقتصادية الدولية، الدار اجلامعية بريوت :عبد العزيز عجمية ومصطفى رشدي شيحةحممد . أنظر د- 33

.220 ص 1985االقتصاد النقدي واملصريف، الدار اجلامعية بريوت : وأيضا مصطفى رشدي شيحة149

: التمييز بين عقد الحساب الجاري وعقد البيع : أوالبأنه عقد يقصد به طرفاه أن يلتزم أحدهما وهو البائع عرف بعض الفقه عقد البيع ،

التزام الطرف الثاني ،وهو المشتري بثمن أن ينقل ملكية شيء،أو حقا ماليا آخر في مقابلـب 34.نقدي

كما عرفه البعض اآلخر بأنه عقد ملزم للجانبين ، ا ذ هو يلتزم البـائع بـأن ينقـل .للمشتري ملكية شيء،أو حقا ماليا آخر

وهذا التعريـف قريـب مـن . ويلتزم المشتري بأن يدفع للبائع مقابل لذلك ثمنا نقديا من القانون المدني 351والمادة 418ون المدني المصري في مادته تعريف المشرع في القان

:الجزائري وهي تنص علي ما يلي عقد البيع عقد يلتزم بمقتضاه أن ينقل البائع للمشتري ملكية شئ أو حقا ماليا آخر في "

هو ناقل للملكية من تلقاء نفسه كقاعـدة عامـة ألنـه عقـد ، وعقد البيع "مقابل ثمن نقدي وعدم تنفيذ أي التزام،ال يسبب قيام الجريمة،وقـد .وهو ليس من عقود األمانة ئي،اــرض

يكون البيع مصحوبا باإليداع ،كما إذا انفق علي الشيء المبيع ،يظل وديعة عند البائع،إلى أن يستلمه المشتري أو أن يظل الثمن وديعة عند المشتري إلى أن يطلبه البائع بغير أن يكـون

فنستطيع أن نقول أننا بصدد خيانة األمانة إذا بـدد البـائع . في استعمال النقود للمودع لديه .35أو إذا بدد المشتري الثمن والتسليم يكون معنويا ال ماديا الشيء المبيع ، :التمييز بين عقد الحساب الجاري وعقد القرض : ثانيا

. القرض قبل التمييز بين عقد الحساب الجاري وعقد القرض علينا أن نعرفالقرض هو المال الذي يعطيه المقرض للمقترض ليرد مثله إليه عند : المعني اللغوي

قدرته عليه ،وهو في األصل لغة القطع ،وسمى المال الذي يأخذه المقترض بـالقرض ألنـه .المقترض لمقرض يقطعه قطعة من ماله

تنص االستهالكي، و الخاصة بالقرض 450في مادته أما القانون المدني الجزائري ، قرض االستهالك هو عقد يلتزم به المقرض أن ينقل إلى المقترض ملكية :"علي ما يالي

Henrie et leon Meazeau, Leçon de droit civil,obligation théorie / 681،ص 335عبد الرزاق السنهوري ، املرجع السابق ،فق 34-

Général, T2,V1, Editions Montechrestien 1978, P1145.. . 13،ص1983نظرية اإللتزام ، ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر ،:حممد حسنني -35

مبلغ من النقود أو أي شيء مثلي آخر على أن يرد إليه المقترض عند نهاية القرض نظيـره " .من النقود والصفة

ي الغالب تكـون ويتضح لنا من هذه النصوص ،بأن عقد القرض محله شيئا مثليا ،وف نقودا ،فيكون في بداية نقل المقرض للمقترض نقودا، على أن يستردها من المقترض ،فـال

36.يستردها بعينها ،ولكن مثلها ،وقد يكون بمقابل ،وهي الفائدة كما يكون من غير مقابل وتعرف القروض المصرفية ، بأنها تلك الخدمات المقدمـة للعمـالء ،مـن طـرف

اعد بها األفراد والمؤسسات والمنشآت في المجتمع بـاألموال المسـتحقة المصرف والتي يس . على أن يتعهد المدين بسداد تلك األموال وفوائدها

للحصول المورد األساسي الذي يعتمد عليه المصرف ، وتعتبر القروض المصرفية ، عناية خاصة على إيراداته ،فهي أهم ما يستخدمه لذلك حيث تقوم المصارف التجارية بإعطاء

37.للقروض المصرفية إذن القرض ،ينقل ملكية الشيء المقترض إلى المقترض ،أما في عقد الحساب الجاري فإن المصرف يستلم المال على سبيل الوديعة ،وليس له أن يتصرف فيه ،لكن مع ذلك فـإن

.المصرف يفتح للعميل اعتماد ،أي يصبح يسحب على المكشوف المدني الفرنسي ،فانه قد كيف عقد الحساب الجاري على أنه عقـد أما بالنسبة للقانون

قرض ،لكن ذلك مردود عليه ألن التزامات الطرفين في عقد الحساب الجاري مـن طبيعـة 38.خاصة تختلف عن القرض

و القرض يعرض المصرف للمخاطر ،لذلك يقوم المختصون بفحص طلبات القروض .ظر أليها كمبادئ أساسية لإلقراض ،حيث تدخل اعتبارات كثيرة والتي ين

:التمييز بين عقد الحساب الجاري وعقد الوكالة : ثالثا :الوكالة طبقا للقواعد العامة – 1

الوكالـة أو اإلنابـة عقـد "علي أن :من القانون المدني الجزائري 571 نصت المادة وتقابل هذه "ه بمقتضاه ،يفوض شخص شخصا آخر، للقيام بعمل شيء لحساب الموكل وباسم

.دىن املصري من القانون امل538من القانون املدىن اجلزائري وتقابله املادة 450املادة -36

.104،ص2000البنوك الشاملة عملياهتا ادارهتا ،الدار اجلامعية اإلسكندرية ،:راجع عبد املطلب عبد اجمليد -37 38 -Jack Vezian –la responsabilite du banquier en droit prive francais ,3e-Lthechnique –paris 1983 P140.

ضاه يلتزم الوكيـل تالوكالة عقد بمق:"التي تنص699المادة في القانون المدني المصري المادة ".،بأن يقوم بعمل قانوني لحساب الموكل

مدني جزائـري أمـا 571فالوكالة محلها تصرف قانوني ،وهذا ما نصت عليه المادة هذا ليس لحسابه ولكن لحسـاب الموكـل الوكيل فيقوم بعمل سواء باسمه أو باسم مستعار و

.39بحيث يعطي حسابا للموكل عند انتهاء الوكالة كما تتميز الوكالة بتغلب االعتبار الشخصي ،بحيث تنتهي بموت الوكيـل أو بمـوت الموكل كما إن الموكل له حق نحو الوكيل وهذا سواء قبل البـدء بالعمـل أو قبـل إتمـام

40.العقد التصرف القانوني الذي هو محل نص القانون التجاري إن الوكالة عمال تجاريا التي يقوم بها المصرف يتوسط في بيع بعض العقارات أو المنقوالت أو القيم العقارية لصالح العميل ،وهذا ما نصت عليـه المـادة

.من القانون التجاري الجزائري 14/2ون الوكالة تبرعية و باعتبار المصرف وكيال لصاحب الحساب الجاري ،األصل أن تك

،إال إذا اتفق على غير ذلك ،فقد تكون بأجر منتظم ،كما قد تكون بالعمولة ،ويعتبر الوكيـل بالعمولة خائنا لألمانة ،إذا اختلس األشياء المسلمة إليه ولم يسدد ثمنها عنـد مطالبتـه بهـا

طيع المصرف خاصة وان الحساب الجاري هو عبارة عن وديعة عند الطلب وبالتالي ال يست . .التصرف بها ألنه معرض لطلب العميل لها في أي وقت

.التمييز بين عقد الحساب الجاري وعقد الحراسة : رابعاالحراسة عقد يلتزم بموجبه الحارس أن يحرس ويحافظ علي األشياء المعهـودة إليـه

كل من تولى حراسة شيء وكانـت لـه قـدرة :" مدني جزائري 138حراسته ،نصت المادة ويعفي من االستعمال والتسيير الرقابة ،يعتبر مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه ذلك الشيء ،

مثـل هذه المسؤولية الحارس للشيء ،إذا أثبت أن ذلك الضرر حدث بسبب لم يكن يتوقعه ، 41".أو الحالة الطارئة ،أو القوة القاهرة عمل الضحية ،أو عمل الغير ،

.من القانون اللبناين 769من القانون العراقي واملادة 927وري ،واملادة من التقنني الس665تقابلها املادة - 39

.374راجع عبد الرزاق السنهوري ،املرجع السابق ،ص -40 -41 -Cass.Com.c22 november.1988.j.C.P1989-1-29 not J.STOUFFLOT.

ويقـوم التسـليم، عقد الحراسة فـي أن كالهمـا يـتم فيـه يتفق عقد الحساب الجاري مع بالحفظ،وبرد المال عند الطلب ،على الرغم من أوجه التشابه ،ما بين عقد الحساب الجـاري

:وعقد الحراسة إال أن هناك فروق كبيرة بينهما أما فـي الحسـاب .تكون الحراسة على األشياء، المراد حفظها أو المتنازع عليها -1 .يكون الشيء المودع عبارة عن أموال لدى المصرف الجاري إال أن الحراسة إما أن تكون اتفاقية أو قضائية عندما يكون حجزا تكون بـاجر ، -2

.الحساب الجاري هو عقد اتفاقي تقع الحراسة عادة على العقار إال أنه يجوزان تقع على المنقـول ،ألن الحسـاب -3

.ظ بها المصرف والتي يردها عند الطلب الجاري يقع على األموال التي يحتفالحراسة تكون بأجر ، كقاعدة عامة إال أنها يمكن أن تكون بغير أجـر أمـا فـي -4

إال أنـه ) تكون كأصل عام بغير اجر على اعتبار أنها وديعة عند الطلب (الحساب الجاري .يكون باجر ألنه عملية مصرفية

ء المتنازع عليه ،إلى من ثبت له الحق ، في الحراسة القضائية يرد الحارس الشي -5 .أما في الحساب الجاري ،فيرد المال عند نهاية الحساب إلى صاحبه

يقوم حارس الشيء في حراسة الشيء ،والمحافظة عليه ،إلى نهاية مدة الحراسـة -6إال انه في الحساب الجاري يمكن لصاحب الحساب أن يسحب مبالغ الحساب قبل انتهاء المدة

. 42حددة لها الم

.784املرجع السابق ،ص:راجع عبد الرزاق السنهوري -42

: وظائف ومزايا الحساب الجاري و مخاطره :المطلب الثالثإن الحساب الجاري يقدم خدمات هامة فـي األعمـال المصـرفية سـواء بالنسـبة للمصرف وكذا المتعاملين معه تدخل في باب التسهيالت المصرفية ،والي جانب ذلك يـوفر

:ض أصحابه ألخطار ، سنذكرها تباعا مزايا عدة ، هذا ال يمنع من أنه يعر

وظائف الحساب الجاري: الفرع األول

:تنحصر وظائف الحساب الجاري فيما يلي

إذا تعامل شخصان بالحسـاب الجـاري قيـدت : االقتصاد في استعمال النقود- )1الجانب العمليات الحاصلة بينهما فيه، وتمت تسويتها بالمقاصة بين القيود الكتابية الواردة في

ويالحظ أن الحساب الجـاري . الدائنة والمدينة، دون الحاجة إلى إرسال نقود إال عن الرصيد بذاته ال يمنع من إرسال النقود ولكن المقاصة في ديون ثابتة في الحساب، هي العامل األهـم

.في تجنب إرسال النقود

ـ : تسهيل عالقات المتعاملين-)2 ي تسـهيل ولعل أهم وظيفة للحساب الجـاري هعالقات المتعاملين، ألنه إذا كان قيد هذه العالقات في الحساب العادي يعتبر تسهيال للوقـوع المقاصة في الديون المعينة والمستحقة وإن كل دين مقيد في الجانبين الدائنة أو المدينة يعطي

.فوائد واحدة : إن هذا التسهيل أعظم ما يكون في الحساب الجاري على الوجه اآلتي

ويكفـي لتسـوية . يفقد كل دين خصائصه وضماناته ويصير أحد مفردات الحسـاب احتواء الحساب الجاري لكل العمليـات تتبسـط وبسبب. عالقات الطرفين استخراج الرصيد

.العالقات القائمة بين الطرفين بما أن تسوية هذه العالقات تؤول إلى مسألة حسابية

ت القانونية الناتجة من العمليات الحاصلة بين بعض وإذا نظرنا إلى تعدد وتعقد العالقا إجراء العمليات المتشـابكة التـي إذ بدونه يتعذر. األشخاص، أدركنا أهمية الحساب الجاري

.تتميز بها عالقة المصرف مع عمالئه، أو عالقة مصرفيين فيما بينهما

فيمـا بيـنهم قديما فكر صيارفة الرومان في تبسيط العالقات القانونيـة الناشـئة وولكن بعد أن تشعبت العالقات المصرفية أصبحت المقاصة . فاستنبطوا المقاصة في الحسابات

ال تكفي البتة، وتعين المضي قدما في تحسين هذا التبسيط لحد اندماج الديون كلها في حساب 43.واحد محقق للوحدة

Joseph Hamel.OP Cit, pp221,P369. -43

ـ وإذا كان من المحقق أن الحساب الجاري ،قد سبق فـي الوج ليـات ود عم ــــفيجب اإلقرار بما كان له من أثر . ية، وعاصر عمليات النقل المصرفي والموازنات ـالتصف

فهو ككـل . في ازدهار التجارة، وأنه صار عنصرا من أهم عناصر تقدم األعمال المصرفية 44.تقدم فني ساعد على توسيع األعمال، وزاد في الخدمات التي تؤديها المصارف للتجارة

يقوم الحساب الجاري بوظيفة أخرى متصلة بقاعدة اندماج العمليات : اإلفـالس-)3الحاصلة بين طرفي الحساب بعضها في بعض، فإذا أفلس أحـد طرفـي الحسـاب وقعـت

.اصة و قبل المفلس في ديون الطرف الثاني، الحالة والمقررة في ذمته وحقوقه اآلجلةـالمق

اصة في حالة اإلفالس، ولكن مـا دام غير أن قواعد القانون التجاري تمنع وقوع المق هذه المقاصـة تصـير التاجر لم يشهر إفالسه، وقعت المقاصة في الديون المعينة الحالة، و

مستحيلة إذا أشهر اإلفالس إذ المقاصة هي في حقيقتها وفاء مزدوج، واإلفالس يجعل الديون هذه الديون حالة بعد فوات ولكن اإلفالس يجعل . التي لم يحل أجل دفعها مستحقة الطلب حاال

.الوقت المناسب بحيث تتعذر المقاصة في الديون التي قد يكون التزم بها الدائن قبل المفلس

ومن ثم يتعين على الدائن قضاء ديونه كاملة على أن يقدم في التفليسة بما له في ذمة ، مادام األجل وال جدال في أن القيد في الحساب ال يسقط . المفلس لكي يستولي على نصيبه

المدين موسرا وإذا تقرر الرصيد قبل إشهار اإلفالس فال يظهر المفرد المقابل المدين اآلجل لكن في اليـوم الـذي و. من حساب مركز العميل" المؤجل"في هذا الرصيد، بل في جانب

هي اندماجـه فـي يسقط فيه األجل، تسري على الدين المقيد في الحساب القاعدة العامة، و .الرصيد ككل المفردات األخرى المقيدة في جانب المديونية

ـ بهذه الكيفية يستفيد الطرف الثاني للمفلس من رصيد خصـمت فيـه ح و قوقه ــبذلك يصير دائنا للرصيد الذي بدون اإلفالس قد و. ة، من الديون المقررة في ذمتهــاآلجل

.لحقوق اآلجلةيكون مدينا، أو على األقل ينخفض الرصيد المدين بقدر ا

ـ : الوكالة بالعمولـة -)4 اب ـيلجأ المرتبطون بعالقات تجارية مستمرة إلـى الحس، كالموكل والوكيل بالعمولة حيث يفتح بينهما حساب جار، يقيد في أحـد جانبيـه اريـالج

القيم المسلمة من الوكيل بالعمولة إلى الموكل تسوية للعمليات التي أبرمها الوكيل مع الغيـر،

Joseph Hamel OP Cit P.221, P.373-44

، مطبعة1937احلساب اجلاري،مقال منشور يف جملو القانون و االقتصاد السنة السابعة، العدد األول، يناير : ويف نفس السياق، أنظر حممد صاحل بك .497, مصر.فتح اهللا الياس النوري و أوالده

ما قد يكون الوكيل اقرضه إلى الموكل ، ويقيد في الجانب الثاني ثمن البضائع التي باعهـا و .الوكيل والعمولة التي قبضها الوكيل، وما قد يكون أوفاه الموكل إلى الوكيل

شاعت الحسابات الجارية في عالقات المصارف بعضـها :المصرفيين والعمالء-)5ع عمالئها، علـى أن المصـارف اعتـادت قصـر مع بعض، أو في عالقات المصارف م

الحسابات الجارية على الحسابات المفتوحة للتجار، وفتح حساب صـكوك أو ودائـع لغيـر جار، إذا كان المقصود من الحساب قيد عمليات خاصة بأموالهم الخارجة عن ـالتجار، أو للت

45.تجارتهم

منها أن المصرف يقتضي وتخضع الحسابات الجارية المفتوحة للتجار لقواعد خاصة، عمولة عن الحساب، أما الحساب المفتوح لغير التاجر فتقتضي العمولة عادة، عن كل عملية

ومنها أن الحساب الجاري المفتوح للتاجر تسري عليه فـي حالـة . قبل دخولها في الحساب .اإلفالس قواعد المقاصة

بقطـع النظـر عـن الصـفة فالحساب يعتبر جاريا وينتج كل آثاره متى توافرت شروطه، .التجارية أو المدنية لطرفي الحساب

مزايا ومخاطر الحساب الجاري : الفرع الثاني

ـ أشرنا فيما سبق إلى مزايا االقتصاد في اسـتعمال النقـود و تجنـب ت كرار ـــتحريكها، و يحقق الحساب الجاري أيضا تيسير و تسهيل تسوية الديون عن طريـق إجـراء

ائية، فال يكون إال دينا واحدا هو دين الرصيد، بغض النظر عن التذبـذبات مقاصة واحدة نه التي جرت أثناء سريان و تشغيل الحساب، و يفتح الحساب الجاري إمكانية تقديم االئتمان من

العميل التي تمثـل نوعـا مـن " مدفوعات"جانب المصرف للعميل؛ فالمصرف يعتمد على الحساب الجاري الذي يقتضي دخول كل المعـامالت الضمان، خاصة في ظل مبدأ عمومية

.بين الطرفين في الحساب

فكل طرف يأمل في أن ينتهي الرصيد الدائن لصالحه، و هذا يقتضـي منـه تغذيـة الحساب بالمدفوعات، التي تسري عنها فوائد أيضا، فالمدفوعات تمثل ضمانا متبادال لطرفي

تم قيده في الحساب، مما يعني أن " مدفوع" داد فكما رأينا، ال يملك أي طرف استر . الحساب 46 .مدفوعات كل طرف تضمن حقوق الطرف اآلخر

.497 اجلاري املرجع السابق ،ص احلساب: دكتور حممد صاحل بك- 45 .347،ص 1995 األوراق التجارية ، عمليات البنوك ، اإلفالس، دار النهظة العربية –خمتار أمحد بريري، قانون املعامالت اجلارية - 46

أما عن مخاطر الحساب الجاري، فإلى جانب الفوائد التي يحققها الحسـاب الجـاري لطرفيه، فهو يعرضهما لنوع من المخاطرة تبدو في أن كال منهما يعطي شيئا مؤكدا مقابـل

ابل مجرد قيد في الحساب يتنازل عن الحق الناشـئ مـن العمليـة شيء غير مؤكد، ففي مق األصلية، وقد يتعرض لعدم الحصول على حقه إطالقا، إذا كان الطرف األخر وقـت قفـل

وهذه المالحظة هي التي دفعت ببعض الشراح إلى أن يوصي بعدم استخدام . الحساب معسرا 47.ثقة في األخرالحساب الجاري إال بين أشخاص متعارفين ولكل منهم

أنواع الحساب الجاري: المطلب الرابع

الحساب الجاري البسيط أو المكشوف من جانب واحـد : هناك عدة أنواع نذكر منها والحساب الجاري المتبادل أو المكشوف من الجانبين وكذا الحساب الجاري البريدي وسـوف

:نفصل القول في هذه األنواع على الوجه اآلتي

الحساب الجاري المكشوف : ولالفرع األ

قد يكون الحساب الجاري على المكشوف من جانب واحد، ويسمى أيضـا الحسـاب .الجاري البسيط، أو على المكشوف من جانبين

ـ وهو الـذي يج : الحساب الجاري البسيط أو المكشوف من جانب واحد- ب أن ــنية، أو عن رصيد دائـن ألحـد فر، وفقا لالتفاق أو للعرف، عن تساوي الدائنية بالمديو ـيس

طرفي الحساب قبل الطرف الثاني كالوديعة بالحساب الجاري، فيكون العميل دائمـا دائنـا وال يمكن بأية حـال ، أن . للمصرف بالمبالغ المسلمة على وجه الوديعة الداخلة في الحساب .ينقلب هذا الحساب مدينا بدين في ذمة العميل رغم إرادة المصرف

وهو الذي قد يكون رصـيده : اب الجاري المتبادل أو المكشوف من الجانبينالحس- دائنا أو مدينا ألحد طرفي الحساب وفقا لالتفاق أو للعرف كالحساب الجاري المفتـوح بـين مصرفين كائنين في سوقين مختلفين، فهما يتداوالن أوراقا تجارية للتحصـيل، وقـد يكـون

قا لمقدار المتحصل من قيم األوراق التجارية، ويكون أحدهماأحدهما دائنا أو مدينا لآلخر طب

48.ساحبا على المكشوف أي دائنا وتارة مدنيا تبعا لميزان الحساب وقت تقريره

يكفي العتبار الحساب متبادال، أي على المكشوف من الجانبيين، أن يكـون أحـد و. ثناء سيره اتجاه واحد طرفي الحساب على المكشوف، حتى لو بقي الحساب الجاري متجها أ

ات الحساب ـفإذا فتح اعتماد بالحساب الجاري، وكانت مدفوعات المصرف أعلى من مدفوع

.261مجال الدين عوض عمليات البنوك املرجع السابق، ص .أنظر د-- 47 502لسابق ص حممد صاحل بيك، احلساب اجلاري، املرجع ا- 48

، ظل الحساب الجاري مكشوفا من الجانبين ألن االتفاق والعرف ال يمنعان العميل مـن أن يصير بدوره دائنا للمصرف بإجراء مدفوعات أعلى من المدفوعات التي استولى عليها مـن

49.المصرف

على أن التفرقة بين الحساب الجاري البسيط أو الحساب الجاري المتبادل ال تترتـب عليها أية نتيجة عملية فكال الحسابين يخضعان لقواعد واحدة متى تـوافرت فيهمـا شـروط

جانب واحد أو المكشـوف مـن المكشوف من" إنما يجب عدم الخلط بين. الحساب الجاري

وبين -وهو أمر يعتبر وصف عارض في بعض الحسابات الجارية-.50" دلالجانبين أو المتبا .الذي هو من األركان األساسية لعقد الحساب الجاري" تبادل المدفوعات"

كما أن المصارف أيضا تكتب بواسطة السندات بالحساب الجاري وليست هذه السندات ف أمام المصرف المركزي أوراقا مالية وإنما تكتب بالحساب الجاري الذي يفتحه كل مصر

51.أو الخزينة العمومية

حيث يفرض المصرف المركزي رقابة على المصارف التجارية من خالل تحديد االحتياطي 52 .اإلجباري وكذا تسيير الكتلة النقدية وسوق الصرف وأسعار الفائدة

الحـسـاب الجـاري البـريـدي : الفرع الثاني

ات جارية لديها، لألشخاص العاديين وغيرهم، في درجت دوائر البريد على فتح حساب جـانفي 7وكان أو تشريع صدر في فرنسا بهذا الشأن هـو قـانون . مراكز البريد المختلفة

الذي عدل عـدة 1941 نوفمبر 17 الذي عدل عدة مرات ثم ألغي ليحل محله قانون 1918ضـمن النصـوص الـذي ت 1952 أكتوبر 08مرات أيضا كان آخرها القانون الصادر في

.القانونية الموحدة المطبقة في دوائر البريد والهاتف

وتقدم دائرة الشيكات البريدية للجمهور خدمات جليلة، وتتجلى الفائدة التي تنتج عنهـا فـي :األمور اآلتية

وأشار إليه األستاذ على البارودي، يف العقود وعمليات املصارف التجارية، منشـأة املعـارف 198انظر ،رزق اهللا االنطاكى ،املرجع السابق ،ص- 49

.92 ، ص 1968األسكندرية و عمليات املصارف التجارية، منشأة املعارف العقود: و أشار إليه علي البارودي. 332املرجع السابق، ص : هناد السباعي و رزق اهللا أنطاكي-50

.92، ص 1968أإلسكندرية، .joseph hamel Op.Cit.par222.P374 76 ص 1991أنظر أمحد هين العملة والنقود ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر - 51 43 ص 1996تاب أنظر محيدات حممود النظريات والسياسات النقدية الطبعة األوىل املؤسسة الوطنية للك- 52

10 ص 1987 1.ج دي كوك ترمجة عبد الواحد املخزومي الصريفة املركزية دار الطليعة بريوت ط.أ.يف نفس السياق م

.االستفادة من ضمانة الدولة للودائع -

.عدم استيفاء أي رسم عن عمليات التحويل -

.فيها عملية تسجيل في الحسابإرسال بيان كل مرة تجرى -

إعفاء المراسالت بين صاحب الحساب والبريد، وبالعكس، من أجور البريد فيما يتعلـق - .بالحساب البريدي

.تسهيل إجراء تسوية الديون و المطالب دون حاجة لتكلف مشقة االنتقال وإضاعة الوقت -

تيفاء من قبل البريـد وقـبض إجراء القيود، حكما، في الجهة الدائنة للحساب بنتيجة االس - .قيمة اإلسناد والحواالت وغيرها

.وجود مصلحة دولية إلجراء الحواالت البريدية، بصورة متبادلة بين الدول -

وإذا كانت المصارف تجد في هذه المؤسسة منافسا لها فإنها بالمقابل ليست مزاحما منافسا ة فإن ودائع البريـد تفيـد الدولـة وإذا كانت ودائع المصارف تذهب إلى الصناعة أو التجار : بما يلي1952بالدرجة األولى وتتلخص القواعد التي جاءت في قانون

.توضع الحسابات الجارية البريدية تحت إشراف وزارة البريد والبرق والهاتف-1

كل شخص طبيعي أو اعتباري يستطيع أن يفتح حسابا جاريا بموافقة اإلدارة وفقا للشروط -2 .ي طلب فتح الحسابالمحددة ف

:تسجل في الجهة الدائنة للحساب البنود اآلتية-3

أو إلى أشـخاص مسـمين Chèques de retrait الشيكات التي تدفع لصاحب الحساب نفسه-)أ .آخرين

Chèques d’assignation . صكوك للحامل-)ب

. الحواالت الممنوحة لصالح أشخاص لهم حسابات جارية بريدية-)ج

.وم التي تستوفيها اإلدارة عن مختلف العمليات الرس-)د

وال يجوز سحب صكوك على الحساب بقيمـة . يجب أن يكون رصيد الحساب دائنا دوما -4وإذا خـالف صـاحب . تفوق موجودا ته منقوصا منها الرسم المترتب على العملية المذكورة جهة ، ويكون لها حـق الحساب ذلك ، فإن اإلدارة تمتنع عن دفع قيمة الشيك المسحوب من

.إغالق الحساب من تلقاء نفسها من جهة أخرى

في حالة وفاة صاحب الحساب، تغلق اإلدارة الحساب المذكور اعتبارا من يوم وصول علمها .بالوفاة

ويوزع الرصيد على الورثة بموجب حواالت بريدية، ولإلدارة أن تقرر إغالق الحساب -5 53.ب صك أو أكثر بدون مقابل كافإذا أساء صاحبه استعماله أو سح

10، على رصيد كل حساب لم تجر عليه أية عملية منـذ يسري التقادم، لفائدة الخزينة -6

54 .سنوات وقد تضمن القانون أحكاما خاصة تتعلق بالصكوك البريدية

ولقد تعرض المشرع الجزائري إلى الحساب الجاري البريدي ولكن بشكل عرضـي الذي يحدد القواعد 2000 غشت 5 المؤرخ في 2000/03القانون رقم دون تفصيل وذلك في

19 الفقرة 09العامة المتعلقة بالبريد والمواصالت السلكية والالسلكية، في القسم الثاني المادة هي أمر المكتوب وموقع يعطيه صاحب الحساب قصد أخـذ :" التي جاء فيها ) بريدي صك(

غير، أو إيداعه في الباب الدائن لحساب اآلخـر ويعتبـر مبلغ مالي من حسابه لصالحه أو لل 55." الصك البريدي األداة األساسية لسير الحساب البريدي الجاري

: وبالمقارنة أحكام الحساب الجاري العادي بأحكام حساب الصكوك البريدية توضح اآلتي

. إن الحساب البريدي ال يمكن أن يكون بالنسبة للمودع إال دائنا-1

ويعتبر دخول الدفعة في. ن كل ما يدخل في الحساب أو يخرج منه يعتبر دفعة مقيدة فيهإ-2

الحساب من تاريخ إجراء العملية في مركز البريد ال من تاريخ إعالم المرسل إلى المـودع .عنها

.ال يعطي الحساب الجاري البريدي صاحبه أية فائدة عن األموال المودعة فيه-3

ن الحساب بصورة أسبوعية أو يومية، وتستوفي إدارة البريد رسـوما يمكن أن يرسل بيا -4 .خاصة عن ذلك

تطبق قواعد الحجز نفسها على الحساب الجاري البريدي، على أن يبلغ الحجز المـذكور -5 إلى مدير المكتب المركزي

.للصكوك البريدية الذي يوجد الحساب في منطقته

.102 رزق اهللا أنطاكي، احلسابات واإلعتمادات املصرفية، املرجع السابق، ص - 53 .106 ص رزق اهللا أنطاكي احلسابات واإلعتمادات املصرفية ، املرجع السابق،-54 2000 غشت 06 املؤرخة يف 48/2000 جريدة رمسية ع -55

ري على الحساب البريدي وقد أشـار إلـى ذلـك وتطبق قاعدة عدم انقسام الحساب الجا -6 1922.56 ديسمبر 07بصراحة قرار محكمة التمييز الفرنسية الصادرة بتاريخ

.330 د هناد السياعي ورزق اهللا انطاكي، املوسوعة احلقوق املصرفية ،املرجع السابق، ص -56

:طبيعة الحساب الجاري و خصائصه :المبحث الثانيلقد شغل موضوع الطبيعة القانونية للحساب الجاري الفقهاء طوال القرن التاسع عشر

إختلفوا فيما بينهم ،في الطبيعة القانونية لهذا التنظيم المالي ،ونشأ عن إختالفهم نظريـات وعديدة أهمها النظرية التي ترى أن الحساب الجاري ليس نوعا خاص من الحساب ،بلهو فـي

وعـدة نظريـات أخـرى سـنأتي . الواقع ،جدول يتضمن عمليات سحب وعمليات إيداع الطبيعة ترتب عليها عدة خصائص هي التـي تميـز الحسـاب لي تفصيلها ، وهذه ـــع

الجاري عن غيره من الحسابات سنذكرها تباعا

الطبيعة القانونية للحساب الجاري: المطلب األول

لم تلقى طبيعة الحساب الجاري القانونية اتفاقا في الرأي بين رجـال القـانون منـذ لبداية إلى الحساب الجاري على أنه عملية منتصف القرن التاسع عشر، فقد نظر الفقهاء في ا

محاسبية بسيطة وقائمة تدون بها حقوق الطرفين، ثم في مرحلة الحقة، علـى إنـه عمليـة .قانونية أي عقد ولكن اختلف في ماهية هذا العقد

للحساب الجاري بأي طبيعة قانونية - في البداية –كما أن القضاء الفرنسي لم يعترف في حكم قديم لها بأن كلمة حسـاب جـاري تعنـي 57.تئناف باريس حيث قضت محكمة اس

الطريقة المحاسبية التي أختارها الطرفان، وال ينشأ الحساب عن عقـد مـن طبيعـة -فقط– . خاصة

غير أن اعتبار الحساب الجاري مجرد قائمة محاسبية فيه خلط بين الشكل المحاسـبي انونية تربط بين طرفين وذلك أن القائمة التـي لهذا الحساب، والحساب ذاته باعتباره عالقة ق

تقيد بها بجانبين الدائن والمدين ليست إال مظهرا خارجيا ماديا للعمليات التي ترتبط فيما بينها : كما أن حرمان الحساب الجاري من أي طبيعة قانونية يعد تجهـيال لحقيقتـين . في الحساب

مشتركة التي انصرفت للعمل بمقتضى حساب تجهيل إلرادة طرفي الحساب ونيتهما ال : األولى . جاري حقيقي

تجهيل النتائج القانونية البارزة للحساب الجاري، ولألعراف والعادات التجارية التـي : الثانية .اعترفت بهذه النتائج منذ وقت مبكر

57- C.A Paris, 25 Mars 1862, D. 1865 , 1. 488

نجده قد تراجع عن المفهوم السابق وأعترف للحساب 58لذلك فإن القضاء الفرنسي القديم بطبيعة قانونية، وتم ذلك في البداية عن طريق قضاء القنصليات الفرنسيةالجاري

"Par juridictions Consulaires." وكذلك عن طريق اآلراء الفقهية التي اجتهدت فـي . بيان طبيعة الخاصة للحساب

قد اعترفت محكمة نقض الفرنسية ذاتها بالطبيعة العقدية للحساب الجاري فـي حكـم الثابت من الحكم المطعون فيه وجود عقد " ، حين قضت بأن Sergetى بحكم شهير لها يسم

وينعقد إجماع الفقه اليوم على أن الحساب الجاري ينشأ عـن 59".حساب جاري بين الطرفين عقد ، ولكن ما هي طبيعة هذا العقد؟

في في البداية بذل الفقهاء، قصار جهدهم لربط عقد الحساب الجاري بالعقود المعروفة القانون المدني أو التجاري، فنظر بعضهم إلى المدفوعات التي تقيد في الحساب، وأسبغ على الحساب وصف العقود التي أنشأت المدفوعات المقيدة فيه، فمن قائل بأنه عقد قرض، ومـن

.قائل بأنه عقد وديعة أو وكالة، أو كل هذه العقود مجتمعة ، ويعـد اب الجاري ذاته والمفردات المقيدة فيه ولكن هذا الفقه كان يخلط ما بين الحس

.تجهيال للتغيرات التي تطرأ على المدفوعات بعد دخولها الحسابإذ أنه وليد . بيد أن االتجاه الغالب اليوم يرى أن الحساب الجاري عقد من نوع خاص

حسـاب ولكن يثور التساؤل هل يعـد ال . الحاجات التجارية، وأحد ابتكارات القانون التجاري الجاري عقدا عاديا، شبيها بالعقود المعروفة في نظرية االلتزامات ؟ أم أنه عقـد ذو طـابع

خاص؟ ينظر الفقه إلى ) Acte-Régle(الحساب الجاري اتفاق منشئ لمركز قانوني موضوعي - 1

الحساب الجاري على أنه من عقود المعاوضة والعقود الملزمة للجانبين وكذلك من العقود :يذ المستمر، ولكن هذه النظرة انتقدت لمرايلي ذات التنف

ـ ال يندرج الحساب الجاري داخل تصنيف العقود الملزمة للجانبين وم -أ لزمة لجانـب ـــليس من العقود الملزمة للجانبين ألن العقد الملزم للجـانبين يتولـد عنـه :د، فهو أوال ـواح

فال تنشأ وقت إبرامـه التزامـات أما في الحساب الجاري 60.لحظة إبرامه التزامات متبادلة متبادلة على عاتق طرفيه، بل أنه البد من وجود مدفوعات قابلة للتسوية بطريـق الحسـاب

58 - Joseph Hamel Les Comptes en Banque, Tom1, 22 Soufflot, Paris-V- 1964 . P376. 59 - Cass . Civ. 10 Mars 1852, D.P.1852, 1,363.

.71ص1992انظر عبد املنعم فرج الصده ،مصادر االلتزام ،الدار اجلامعية ،االسكندرية - 60

وقد يقال إلى االلتزامـات فـي الحسـاب .حتى يلتزم الطرفان بإدخالها إلى جوف الحساب جانبـه الجاري موجودة بصفة شرطية، أي أن إلتزام أحد الطرفين بإدخال مـدفوعات مـن

متوقف على إدخال الطرف اآلخر اللتزاماته في الحساب، بحيث تخضع التزامات كل طرف ولكن هذا الـرأي غيـر صـحيح، ألن . لشرط واقف هو إدخال الطرف اآلخر لمدفوعاته

المدفوعات في الحساب الجاري احتمالية وليست شرطية، كما أن للطرفين حرية إلقائها مـن التفرقة التقليدية بين العقد الملزم للجانبين والملزم لجانب واحـد، أضف إلى ذلك أن . عدمه

. هي تفرقة منتقدةويحاول البعض التغلب على الصعوبة الخاصة بضرورة إنشاء االلتزامات المتبادلـة لحظة إبرام العقد حتى يوصف بأنه ملزم للجانبين، بالقول إن العقد قد يخضع لتعديالت أثناء

يمكن أن يتأخر إنشاء االلتزامات المتقابلة في أية لحظة أثناء سريان هذا ه، ومن ثم ــسريانالعقد، وال يؤثر ذلك كون العقد ملزما للجانبين، وبتطبيق ذلك على الحساب الجاري نجـد أن االلتزامات تنشأ الحقا على إبرام العقد أي عند دخول المدفوعات، وهذا ال ينفي عنه وصف

.العقد الملزم للجانبينأنه ليس هناك ما يدل علـى وجـود إلتـزامين : وهذا الرأي منتقد من وجهين، األول

ن، سوف ينشأن في وقت واحد أثناء سير الحساب، بل إنما يحدث عكس ذلك، إذ أن ـمتبادليالمدفوعات الحساب الجاري متعاقبة وليست متزامنة، فالمدفوع يتبعه مدفوع مـن الطـرف

. المتصور دخول مدفوعين من الطرفين في ذات الوقتاآلخر في وقت الحق وليس منمن العقود الملزمة للجانبين تعطي لكل طرف الحق في فسخ العقـد لعـدم : أما الوجه الثاني

ذ، أو الحق برفع دعوى للمطالبة بتنفيذ التزامات الطرف اآلخر التي لم يتم تنفيـذها، ـالتنفيد كعقد الحساب الجاري، إذ أن المدفوعات على أن هذه الوسائل يتعذر تصور حدوثها في عق

تقيد به بطريقة دورية متجانسة، ومن ثم يكون من غير المستساغ عـدم التنفيـذ فـي عقـد 61.الحساب الجاري

فإذا لم يكن الحساب الجاري من العقود الملزمة للجانبين على النحو السابق فهل معنى ذلـك على هذا التساؤل تكون بالنفي، إذ ال يلتزم أحد اإلجابة ؟ أنه من العقود الملزمة لجانب واحد

بـل .طرفي الحساب وحده بتسويةحقوقه في الحساب، بينما يظل الطرف األخر بدون إلتزام

20ص2002انظر،مسري عبد العليم حممد حسن ، الضمانات الذاتية للحساب اجلاري كلية احلقوق - 61

وكذلك الحال بالنسـبة للطـرف ، تربطهم ذات القواعد، حيث تعد التزامات أحدهما احتمالية .األخر صنيف العقود إلى ملزمة للجـانبين يتضح مما سبق أن الحساب الجاري ال يدخل في ت

اإلجابة على هذا التساؤل تكون بالنفي، إذ ال يلتزم أحد طرفي الحساب .وملزمة لجانب واحد بـل تـربطهم ذات .وحده بتسويةحقوقه في الحساب، بينما يظل الطرف األخر بدون إلتزام

.للطرف األخر وكذلك الحال بالنسبة ، القواعد، حيث تعد التزامات أحدهما احتماليةفهـو كما ال يدخل الحساب الجاري في تقسيم العقود إلي عقود معاوضة وعقود تبرع، -ب

يخرج عن كونه عقد من عقود التبرع ،ألنه ليس من المتصور أن تنصرف نية أحد طرفـي الحساب وحده إلى قبول تسوية حقوقه المستقبلية في الحساب الجاري وعدم انصـراف نيـة

ومن ثم فليس من المتصور أن يتلقى الحساب مدفوعات من جانـب .لى ذلك الطرف اآلخر إ .أحد الطرفين وحده ،أو االتفاق على حق أحد الطرفين في عدم إدخال مدفوعات من جانبه

ومن ناحية أخرى فال يعد الحساب الجاري من عقود المعاوضة ،ألن عقد المعاوضة يحصل المشتري على الشيء -مثال–عقد البيع ففي .يقتضي وجود تبادل بين أداءات الطرفين

على الثمن ،كما يجب أن يكون هنـاك تـوازن بـين –في المقابل –المبيع ،ويحصل البائع أما في الحساب الجاري فيتفق الطرفان على تسوية حقوق سوف تنشأ في المستقبل .األداءات

ة ،بل إنه نظرا لهذه عن طريق مدفوعات احتمالية ،ومن ثم ليست المدفوعات محال للمعاوض االحتمالية يمكن دخول مدفوعات من جانب أحد الطرفين وحده خالل فترة من الزمن دون أن يكون ذات األداء واجبا على الطرف اآلخر ،بسبب عدم وجود مدفوعات من جانبـه قابلـة للتسوية عن طريق الحساب إذن الحساب ليس من عقود المعاوضة ،ألنه ينظم طريقة تسوية

62.وق سوف تنشأ في المستقبلحقفهـو وأخيرا ال يعد الحساب الجاري من العقود المستمرة وال حتى من العقود الفوريـة، -ج

بعكـس أوال ليس من العقود الفورية ،ألنه يجب أن يمتد لفترة من الزمن طالت أم قصرت ، لحساب الجـاري وإذا كان ا.63عقد البيع الذي ال يلعب الزمن دورا في تنفيذ التزامات طرفيه

يولد لكي يستمر فترة من الزمن ،فليس معنى ذلك أنه من العقود الزمنية حسـب التصـنيف إذ أن العقد الزمني أو المستمر يتدخل الزمن فيه باعتباره عنصرا جوهريا ،وبـه التقليدي ،

ومثال العقود الزمنية عقد اإليجار وعقـد العمـل ،إذ يختلـف أداء م األداء ، ـــيقاس ك

.73در اإللتزام، املرجع السابق ص مصا: عبد املنعم فرج الصدة- 62 .24املرجع السابق ،ص: مسري عبد العليم حممد حسن :انظر - 63

على أن األمـر فـي الحسـاب .طرفين والتزاماتهما حسب المدة التي يستمر خاللها العقد الالجاري على غير ذلك ،ألنه ينظم طريقة تسوية حقوق وديون مسـتقبلية ،وال ينشـأ بذاتـه

كما أن الزمن ال يتدخل لتحديد كم األداء الذي يؤديه التزامات على طرفيه تحتاج إلى تنفيذ ، وإنما يرجع استمرار الحساب لفترة من الزمن إلى أن االتفاق المبرم بـين ،كل من الطرفين

وأما دخول المدفوعات من جانب الطرفين فيعد أثرا لالتفاق .الطرفين يضع إطارا لعالقتهما . المبرم سابقا ،وال يحتاج لتنفيذ يمتد فترة من الزمن

داخل تصـنيفات العقـود يتبين لنا مما سبق عدم جواز تصنيف عقد الحساب الجاري التقليدية ،فهو ليس من العقود الملزمة للجانبين ،وال من عقود المعاوضة ،كما أنه ليس مـن العقود الزمنية ،ويرجع السبب في ذلك إلى أن اتفاق الحساب الجاري ال يخلق بذاته التزامات

.وأن هذه األخيرة ال تنشأ إال بدخول المدفوعات الحساب ل الفقهاء القدامى يعتبرون أن الحساب الجاري عقدا عينيا ألنه لـيس ولعل هذا ما جع

ثمة تشابه بينهما ألن التزامات الطرفين في العقد العيني تنبع من ذات العقد ،بخالف الحساب . الجاري الذي يختلف مصدر كل مدفوع فيه

طـوال القـرن وظل موضوع الطبيعة القانونية للحساب الجاري يشغل الفقهاء التاسع عشر، واختلفوا فيما بينهم في الطبيعة القانونية لهذا التنظـيم المـالي ، ونشـأ عـن اختالفهم نظريات عديدة أهمها النظرية القائلة بأن الحساب الجاري ليس نوعا خـاص مـن

-)الموجـودات (و – عمليات السحب–)المطالب(الحساب ، بل هو في الواقع، جدول يتضمن وال يمكن أن يترتب عليه أي أثر خاص به، وقد أخذ بهذه النظرية بعض -إليداع عمليات ا

وأقرتها اجتهادات بعض المحاكم الفرنسية ،وخاصة فـي (Alauzet) و (Dietz) الفقهاء وأهمهمالنصف األول من القرن التاسع عشر ولكن الفقهاء في فرنسا تخلوا عن هذه النظريـة فـي

64.التاسع عشر وأراد بعضهمالنصف الثاني من القرن

بعد أن جمعوا على اعتبار الحساب الجاري عقدا يرتبط هذا العقـد بـبعض أنـواع -، إلـى أن (Pardessus) العقود التي نص عليها القانون المدني أو قانون التجارة، فذهب العالمة

:الحساب الجاري يشبه إلى حد بعيد عقد القرضلحساب تعتبر بمثابة قرض لصالح الطرف اآلخر ،ولكـن فالدفعات التي يقدمها أحد طرفي ا

أصحاب هذه النظرية تجاهلوا أن الحساب الجاري قد يتضمن عمليات عديدة غيـر عمليـات

153عمليات البنوك ،املرجع السابق ،ص :حممد حسين عباس - 64

مـن قـانون 106كما يتبين من نـص م . الفرض، فقد تكون الدفعات الداخلة في الحساب ك كان ال بد لنا من أن نعترف التجارة غير النقود، فقد تكون إسناد تجارية أو غير ذلك، ولذل

بهذا الصدد في الحقيقة أن " ليون كان "للحساب الجاري بطبيعة خاصة به، وكما يقول العالمة الحساب الجاري هو عقد يتمتع بصفات خاصة به، وإن كان يشـبه أحيانـا بعـض العقـود

.65 األخرًى

. الفرنسيوقد تبني هذه النظرية معظم الفقهاء، وأخذ بها االجتهاد القضائي

أو قرض أو وكالة، أنـه فالحساب الجاري ليس طريقة محاسبية، كما أنه ليس وديعةعقد ذو صفات خاصة، ومجرد تسمية حساب ما بحساب جاري، ال يدل على حقيقة األمر ما لم تتوفر خصائص وشروط هذا الحساب في العقد، فهو اتفاق ذو صفات مميزة وآثار خاصة

ه عدد من القواعد الحقوقية سواء في النظرية العامة لاللتزامـات أو يتدخل في تطبيقه وسير في القواعد الخاصة بالحقوق التجارية فهو إذن مزيج من عمليات حسابية ومن قواعد حقوقية

66.ذات آلية خاصة ومعقدة

وقد أقر االجتهاد أنه ال يكفي مطلقا أن يتعامل شخصان مع بعضهما مهما كثر التعامل بينهما ضخم وال أن يمسك كل منهما حسابا بماله وما عليه بالنسبة لآلخر كي يمكن القول بوجود وت

وللمحكمـة تفسـير إرادة . حساب جار، بل يجب أن يكون تم االتفاق على العقـد المـذكور المتعاقدين ،وتقدير ما إذا كانت بنيتهما انصرفت إلى جعل عالقاتهما علـى أسـاس قواعـد

67.الحساب الجاري

ا ،قال بعض الشراح بأن الحساب الجاري، هو شـخص معنـوي ، ذلـك أن وأخيرالعمليات التي تثبت فيه تخرج من ثروة التاجر لكي يتكون منها ثروة مستقلة لها حياة ذاتيـة ويعترض على هذا الرأي بأن الثروة ، أو الذمة واحدة بالنسبة للشخص وال يجوز أن تتجزأ

.تطبيقا لقاعدة وحدة الذمة

" الملكية الجماعية " في مقدور الشراح خلق شخص معنوي في غير أحوالوليس وتخرج بنتيجة هي أن الحساب الجاري هو عقد قائم بذاته، قد يشابه بعض العقود المعروفـة

68.أصبغها عليه العمل والقضاء ولكنه يتميز عنها بخصائص

.382إلياس ناصف، املرجع السابق، ص : د-65.286 ص 1962ث، املصارف و األعمال املصرفية ،مطبعة دمشق أنظر رزق اهللا أنطاكي وهناد السباعي موسوعة احلقوق املصرفية اجلزء الثال- 66 . 26 ص 1987انظر فريد الصلح وموريس نصر ملصرف واألعمال املصرفية العلوية للنشر والتوزيع تونس -67 506ص , مرجع سابق: حممد صاحل بيك. د-68

ي من حساب إلى آخر والحساب الجاري كباقي الحسابات المصرفية يخضع للتحويل المصرف لذلك يتعين تحديد المدفوعات التي تخصـص لكـل ، 69إذا كان للعميل عدة حسابات جارية

. حساب والتي تخرج في آن واحد عن نطاق باقي الحسابات

فقد يكون أحد الحسابات مخصصا لعمليات متعلقة باالستيراد، بينما يكون الحسـاب اآلخـر الخ … ات لمصلحة إداريةلعمليات تتعلق بتنفيذ تعهد بتوريد

وقد يشترط جوازا أن يكون مركز أي من الطرفين مدينا في أي لحظة أثناء تشـغيل .الحساب

كما قد يكون مركز أحد الطرفين دائما مدينا غير دائن ويتفق على وضع حد أقصى للمديونية .فيكون لهذا الطرف أن يسحب من الحساب على المكشوف في حدود الحد األقصى

: خصائص الحساب الجاري وإستقالله :المطلب الثاني يتميز الحساب الجاري بعدة خصائص سنأتي على ذكرها تفصيال بدايـة بإلعتبـار الشخصي وكونه عقد رضائي والصفة التجارية أو المدنية وكذا إثبات العقد واسـتمراره ثـم

:ذكر العمليات المصرفية الواردة عليه على الوجه التالي

خصائص الحساب الجاري: األولالفرع

:الحساب الجاري كغيره من العقود يشترط لقيامه توافر خصائص نجملها في النقاط التالية

شخص الطرفين في عقد الحساب الجاري محل اعتبار فيـه : االعتبار الشخصي-1ـ ي ألن االعتبار الشخصي قائم بمقتضى هذه العالقة المتبادلة مـن العمليـات المسـتمرة الت

.يرتضي الطرفان دخولها في الحساب الجاري

والواقع أن هذا االعتبار الشخصي هو السبب الدافع لكل من الطـرفين علـى إبـرام عقـد وأهمية ذلك أن آثاره تتضمن مخاطر ال يقبل عليها الطرفان إال إذا توافرت بينهما . الحساب

قابل شيء غير مؤكد، إذ يرتضي فهذه اآلثار تجعل كل منهما يعطي شيئا مؤكدا م . ثقة كافية 70.انقضاء الحق المستقل الناشئ عن العملية األصلية في مقابل قيد في الحساب

ان االعتبار الشخصي ،ال يقتصر علي المصرف ،وانما حتى فيما يخص صاحب الحسـاب سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا ،بحيث أن العميل إذا ما التجأ عند المصرف لفتح حساب

المصرف أن يتأكد من شخصية العميل ،و إذا ما تأكد من شخصيته و سمعته ،على على

.27 ص 1987قود القيدية منشأة املعارف اإلسكندرية أنظر سعيد حييا الطبيعة القانونية للتحويل املصريف ارتباطا مبفهوم الن- 69.177 ص 1992أنظر مسيحة القليويب األسس القانونية لعمليات املصارف اإلسكندرية مكتبة عني مشس - 70

ومأل نموذج فتح الحساب المتقدم ،كما يقوم بـالتوقيع العميل أن يقدم هوية إثبات الشخصية ، كما تجدد بعض المصارف .فهنا يدخل االعتبار الشخصي للعميل .على شروط فتح الحساب

سنوات بسبب تغير توقيع العميل مع تقدمـه فـي السـن كمـا بطاقات التوقيع كل خمس ، . يخصص المصرف صفحة لكل عميل ،يدون فيه كافة البيانات األساسية الخاصة

لذلك تعتمد المصارف عادة على تبادل المعلومات عن عمالئها الجدد وقد تعرضت محكمـة ، و للتوظيـف بـين لحق المصارف في هذا الصدد 1946 ماي 9 )المدنية(استئناف كولمار

طريقة استعماله وواجب المصارف في المحافظة على أسرار عمالئها فقررت المحكمـة أن هذا الحق مشروع في ذاته وأنه يهدف إلى تحقيق مصلحة االئتمان واالقتصاد علـى وجـه

71.العموم

غير أنه يشترط لتحقيق هذه المشروعية أن يتم تبادل المعلومات بطريقة سرية فـإذا أخطـأ .المصرف و أفشى هذه المعلومات قامت مسئوليته

وال يقتصر االعتبار الشخصي على طرفي الحساب، كما هو الشـأن فـي القواعـد قـررت 1960 نوفمبر 28العامة، بل أن محكمة النقص الفرنسية في حكم حديث لها بتاريخ

وقـد سـبق مسؤولية المصرف في مواجهة الغير عن قبوله فتح حساب جاري ألحد العمالء مما خلق له جوا من الثقة مكنه من مواصلة حياته التجاريـة وبالتـالي مـن . شهرا إفالسه

.مضاعفة حجم ديونه

قد رفضت مسؤولية المصرف على أساس 1961 ديسمبر 6 وكانت محكمة االستئناف وبالتالي فهذا الحكم ) يعد خطأ سواء كان عمديا أم غير عمدي (وهو ما .انتفاء الغش من جانبه

يضع على عاتق المصرف التزاما جديدا، بأن يحسن المصرف اختيار عمالئه ليس لمجـرد مراعاة مصلحة المصرف، و إنما لمصلحة الغير الذين منحوا االئتمان ألشخاص ال يعرفون

72.شيء سوى أنهم أطراف في حسابات جارية في المصارف عنهم

و عقد يـتم بمجـرد اتفـاق عقد الحساب الجاري ه :عقد رضائي ملزم لجانبيه-2ـ الت الطرفين وهو ملزم لكليهما بمجرد انعقاده بوصفه وسيلة تسوية العمليـات ي تـتم ـــ

.بينهما، ويرتب آثارا بالنسبة لكل منهما

لقاهرة ص مطبعة جامعة ا39السنة ) 1( العدد 1969زكي زكي الشعراوي احلساب اجلاري مقال منشور يف جملة القانون واالقتصاد مارس . د-71

549 .

50- jean Marchal: monnaie et crédit édition Cujas paris 1989 page 33 / A.boudinot.j.c frabot : technique et pratique bancaires édition paris 1967 page 59

ورغم أنه عقد رضائي إال أن أثاره الخاصة هي إرجاء تسوية عمليات معينـة إلـى عليه بمجرد انعقاده بل ال بد أن تبرم هذه تاريخ قفل الحساب بعملية مقاصة واحدة ال تترتب

العمليات التي قصد بها تسويتها وأن تدخل الحساب، بدون تمام هذه العمليات و يظل اتفـاق .الحساب الجاري عاجزا عن أداء وظيفته المقصودة منه

وحسب النظرية الحديثة يلزم أن ينصب التراضي على فكرتي التسوية، والضمان أي تسوية حقوقهما المتبادلة بإدماجها في رصيد مفتوح فورا بحيث يؤدي ذلـك التراضي على

إلى عمليات وفاء متفرقة وكذلك التراضي على تخصيص كل حقوقهما أو بعضها كي تدخل 73.هذا الحساب، على أ ن تكون هذه التسوية وهذا الضمان على سبيل التبادل

لحرية في تحديـد آثارهـا، إال أن وتقتضي صفة الرضائية هذه أن تكون لألطراف مطلق ا الغالب أنهم يتفقون فقط على اتخاذ الحساب الجاري كوسيلة لتسوية معامالتهم، ثم يرتب هذا

.االتفاق آثار الصقة بطبيعة استقر القضاء الفرنسي على اعتبارها كذلك

يرفض القضاء في كثير من األحيان احترام الشروط التي تستبعد بعض هذه اآلثار و .و يطبقها ولكن يرفض اعتبار الحساب جاريا بسبب استبعاد هذه اآلثارأ

إن الحساب الجاري عبارة عن عقد، وإن له طبيعة خاصة فرضـتها : عقد تابع-3عليه الضرورة العملية التي أدت إلى نشأته وإن هذه الطبيعة الخاصة أدت إلى أن ينتج آثارا

.فريدة

تح الحساب الجاري هو عقد تابع وال يقصدون بذلك وجرى الفقه على القول بأن عقد ف أن عقد الحساب الجاري يفترض وجود عقد سابق عليه يعد تابعا له و مرتبطا به في وجوده وإضافة إلى أن مفهوم ذلك هو أن يفترض وجود عالقات بين طرفيه أو يتوقـع قيـام هـذه

صفية هذه العالقات القائمة أو العالقات، وإن الطرفين قصدا باالتفاق على الحساب الجاري ت ويترتب على هذه التبعية أثرا هاما نوجزه فـي أن . فهو تابع بهذا المعنى األخير . المستقبلة

المفرد الذي يقيد في الحساب ال يكون رابطة مجردة منقطعة الصلة بالعقود التـي أدت إلـى زوال المفرد من الحسـاب نشأته بل أنه يظل متصال بهذه العقود ، وقد تؤدي هذه الصلة إلى .74تبعا لزوال العقد أو العملية التي أدت إلى قيد هذا المفرد في الحساب

-73 joseph Hamel . op cit, pp224,page 377

ألوراق التجارية اإلفالس والعقود التجارية وعمليات املصارف منشورات احلليب احلقوقية بريوت ا: أنظر د حممد السيد الفقي القانون التجاري- 74 630 ص 2002

فالحساب الجاري يهدف إلى تسوية التزامات ناشئة من عقود مختلفة تدخل الحسـاب .دون أن تفقد صلتها تماما بالعقود التي نشأت منها

يمكـن أن يقـوم .قـد مسـتقل فال يصح إذن النظر إلى الحساب الجاري على أنه ع الحساب الجاري ويرتب آثارا بنفسه، باعتباره عقد تابع قصد به تسهيل تسوية تنفيـذ عقـود

.أخرى وذلك بصهرها جميعا في بوثيقة واحدة بتوحيد طرق الوفاء والتنفيذ

يكون الحساب الجاري مدنيا أو تجاريـا تبعـا : للعقد أو المدنية الصفة التجارية -4 عمليات المقيدة فيه وإذا كانت بعض هذه العمليات مدنية وبعضها اآلخر تجارية، كان لنوع ال

الحساب مدنيا أو تجاريا تبعا للصفة الغالبة على تلك العمليات ويعتبر الحساب الجاري تجاريا إذا كان مفتوحا بين تاجرين لحاجات تجارتهما حتى لو اشتمل بصفة استثنائية علـى بعـض

.ن التجارةعملية أجنبية ع

يترتب على الصفة المدنية أو التجارية للحساب الجاري بعـض النتـائج العمليـة و .كاالختصاص وسعر الفائدة وطريقة التنفيذ على الرهن

إنما تسرى من حيث اإلثبات الصفة التجارية للحساب الجاري على كل الديون حتـى اب الجـاري المـدني كـل قواعـد غير التجارية، المقيدة فيه وتسري فيما عداها على الحس

من سريان قواعـد صريومن هذه القواعد ما أخذ به القضاء الم . الحساب الجاري التجاري تجميد الحساب على كل الحسابات الجارية سواء كانت قائمة بين غير التجار، أم بين تـاجر

الفوائـد نرى أن هذا القضاء مخالف للقواعد العامة التي تحـرم و. وغير تاجر وبين تجار 75.المركبة إال في المسائل التجارية

وجود الحساب الجاري ال يفترض بل على من يدعيه أن يقيم الدليل : إثبات العقد-5 عليه وذلك ألن تسوية العالقات القانونية بطريق الحساب الجاري ليس أمرا متفقا مع القواعد

ولذلك يكون موضـوع . تدخل فيه العامة إن الحساب الجاري يؤثر كثيرا على العمليات التي اإلثبات هو وجود اتفاق بين الطرفين على تسوية عالقاتهما عن طريق قيدهما فـي حسـاب تتوافر له عناصر الحساب الجاري ويختلف طريق إثباته بحسب الرأي الـذي نعتمـده فـي

وقد يكـون فطبقا للرأي الغالب الذي يرى انه قد يكون تجاريا وقد يكون مدنيا . تجارية العقد

، املؤسسـة اجلامعيـة 1 حممد هاين دويدار، النظام القانوين للنجارة و العقود التجارية و العمليات املصرفية و األسناد التجاريـة و اإلفـالس، ط -75

joseph Hamel . op cit, pp225,page 379 . /342، ص1997وزيع، للدراسات و النشر و التيثبت كل عقد جتاري بسندات : " من القانون التجاري اجلزائري تنص 30واملادة . من القانون املدين اجلزائري332 إىل 323 أنظر املواد من -27

".ثبات بالبينة أو بأية وسيلة أخرى إذا رأت احملكمة وجوبا قبوهلا رمسية وسندات عرفية أو فاتورة مقبولة أو الرسائل أو دفاتر الطرفني اإل

مختلطا يثبت هذا العقد بالطرق التي تتفق مع وصفه فهو يثبت بكافة الطرق إذا كان تجاريـا .76وتلزم له الكتابة إذا كان مدنيا

. ويالحظ أنه كثيرا ما توجد كتابة على األقل لدى المصرف الذي يقيد العمليات في أوراقـه .وقد تصلح للداللة على المعنى الذي يدعيه

شراح الذين يعتبرون الحساب الجاري تجاريا في كافة األحـوال، فيجيـزون وأما ال إثباته بكافة الطرق وبالنسبة لطرفيه جميعا ومن هذه الطرق مسلك العميل وكونـه أعطـى

وعلـى القاضـي أن . نموذج توقيعه للمصرف أو كونه تسلم دفتر شيكات على حساب جار .ف الذي يصفه الطرفان بهيعطي الحساب وصفه الصحيح دون التقيد بالوص

يعد عقد الحساب الجاري من العقود المستمرة التـي : الصفة االستمرارية للعقد -6وهذا ما تقتضيه طبيعة الحساب نفسه فـإذا . تمثل المدة فيه، عنصرا من عناصره الجوهرية

مصرف كان المراد منه هو قيد كافة الحقوق الناشئة عن عالقات عديدة ومتنوعة تنشأ بين ال والعميل، دون أن تتم تصفية كل عالقة على حدة، فمن الضروري أن يمتـد الحسـاب فـي

ذلك أن عالقات المصرف والعميل المتعددة لن تنشأ في لحظة واحدة بل تتابع فـي . الزمان 77 .الزمان، وإن كان بعضها من الممكن أن تتعاصر

ا ما يكون كذلك، وفي هذه الحالة لكن ال يشترط أن يكون الحساب الجاري محدد المدة، ونادر يحق ألي من الطرفين طلب تصفية الحساب بشرط أخطار الطرف اآلخر بذلك وفقـا لمـا

.تقضي به القواعد العامة في شأن العقود الزمنية غير المحددة المدة

قد يتفق الطرفان على تحديد مدة معامالتهما واألجل الذي تصفى فيه هذه المعامالت فإذا لم يحدد هذا األجل كان لكل منهما أن يطلب قفـل الحسـاب طبقـا . لحسابويقفل فيه ا

للقواعد العامة في العقود غير المحددة المدة أي يشترط أخطار الطرف اآلخر و إعطائه مهلة .معقولة ويشترط أن يكون طلب قفل الحساب في وقت الئق ومتفقا مع العادات التجارية

اب الجاري لخدمة فتح اعتماد، ويحدد الطرفـان مـدة وقد يكون متفقا على فتح الحس يقفل عندها الحساب، وعندئذ يكون هذا األجل مقررا لصالح الدائن الذي يكون له أن يقفـل

الحساب عند الموعد، وأن يترخص في استخدام األجل ويطيل أمد الحساب ويكون اسـتمرار وعات فيه، على وجـه التقابـل مـن الحساب الجاري بعد الوقت المحدد ألقفاله وتبادل المدف

. 631مرجع سابق، ص. حممد السيد الفقي-77

الطرفين، امتداد ضمنيا بهذا الحساب كما أن هناك أسبابا تؤدي إلى قفل الحساب، دون تدخل 78 .، كإفالس أحد الطرفين، أو موته على الرأي الغالب نـــإرادة الطرفي

و دين إن المدفوع من الحساب الجاري هو حق للدافع : الحق في الحساب الجاري-7القابض و كأي حق يجب أن يتوافر السبب المشروع، فإذا ثبت أن سبب الحـق، كـان على

راجعا للمراهنة أو القمار، أو أي سبب آخر غير مشروع، يجب إلغاؤه و عدم االعتداد بـه عند تسوية الحساب، فإذا ثبت أن المستفيد صاحب الحساب الجاري قد تلقاها كمبالغ رشوة أو

79.من فوائد ربوية ، فإنه ال يعتد بالمبالغ الثابتة من أوراق تجارتهثبت أنها سداد ديون تتض

استقالل الحساب : الفرع الثاني

يعني استقالل الحساب الجاري أن له طبيعته القانونية الخاصة فهو بوصفه عقدا بـين طرفين على تنظيم التعامل فيما بينهما لفترة معينة، فإن شروط صحته وحاالت بطالنه تتماثل

فيكون العقد باطال إذا كان محلـه . شروط الصحة واألركان السائدة في العقود بصفة عامة وكأن يكون الحساب بين تاجر مخدرات وموزع له، وكذلك قد يكون العقد . عمال غير مشروع

قابال لإلبطال ، فشروط الصحة والبطالن تتعلق بالعقد ذاته وباألطراف المتعاقدة، ال بطبيعة ـ فمصدر المدفوعات ال يعني األط . تي يتم دفعها المدفوعات ال ـ راف ف ــ ي الحسـاب ــ

، ولذلك فهذه تستقل في هذا عن الحساب الجاري، بحيث أن بطالن أحد مفـردات اريـالج و إنما يترتب عليه إلغاء هذا المفرد . الحساب بسبب مصدره ال يترتب عليه بطالن الحساب

رصيد الحساب الدائن للسنديك وان يتقدم في إذا تم إفالس العميل يقوم المصرف بدفع .التفليسة حسب الرصيد المدين لحساب آخر

يمكن ويمكن االتفاق على حساب ضامن ،أي انه إذا تم إفالس رصيد لحساب واحد ، أن يكون الحساب اآلخر ذو الرصيد الكافي ،فيضمن الحساب المدين وهذا ما أقره القضـاء

.رنسي ـالف إليه القضاء في األخير ،هو السماح للمصرف بالربط بين الحسابات إال انه ما توصل

حتى تكون كمجموعة واحدة فتصبح حسابا واحدا ،وخوفا من تعرض أحد الحسابات اإلفالس .يقوم المصرف من التحقق من وجود رصيد كاف لدفع قيمة الصك

.. …،ص 1975مجال الدين عوض، الوجيز يف القانون التجاري، دار النهضة العربية، اإلسكندرية،-78 351، ص 5199اإلفـالس، دار النهضـة العربيـة، -عمليـات املصـارف _األوراق التجارية _قـا نون املعامالت التجارية :خمتار أمحد بريري - 79 .

العميـل وهنا إذا كان اإلفالس يتمسـك وليس فقط الحساب المسحوب عليه الصك ، . بالمقاصة بين أرصدة الحساب

من الحساب عن طريق القيد العكسي، و يعني ذلك أن عقد الحساب الجاري ليس تابعا .للمدفوعات الداخلة فيه، و إنما تصبح هذه المدفوعات تابعة له بمجرد دخولها فيه

قـد ويعني استقالل الحساب الجاري من جهة أخرى، إن له وجودا مستقال بموجب الع بمعنى أن هذا الحسـاب ال . ينشأه معنى ذلك أنه مرتبط ارتباطا مطلقا باتفاق األطراف الذي

إذ قـد تنصـرف إرادة . يختلط بغيره من الحسابات المماثلة حتى لو كانت بين ذات الطرفين 80 .الطرفين بالنسبة لنوع معين من التعامل إلى أن تنصب مفرداته في حساب آخر

ارية بين ذات الطرفين ال يعني اختالطها ببعضها، وإنمـا يكـون فتعدد الحسابات الج .لكل حساب ذاتيته واستقالله

إذ الحساب الجاري ال . واألساس في ذلك هو الطبيعة الرضائية لعقد الحساب الجاري وعـدم . ينشأ إال باتفاق الطرفين ومن ثم كان ال بد من تالقي اإلرادتين على موضوع محدد

81.ني عدم وجود العقد أصال وليس مجرد بطالن العقدااللتزام بذلك يع

العمليات المصرفية المتعلقة بالحساب الجاري :الفرع الثالث

كغيره من الحسابات المصرفية ترد عليه عدة عمليات هي على النحـو إن الحساب الجاري :التالي

تتشابه في كـل عملية فتح الحساب هي عملية واحدة :فتح لحساب الجاري وتسييره :أوالكمـا تقـوم .الحسابات ،وان اختلفت في بعض النقاط ويرجع هذا إلى طبيعة كـل حسـاب

المصارف بفتح الحساب الجاري لشخص طبيعي أو لشخص معنوي ،وال تختلف إجـراءات .فتحه تبعا لطبيعة الشخص الذي يفتح الحساب لصالحه

بين العميل و المصرف على شروط يتم فتح الحساب الجاري ،بعقد بين الطرفين ،هو اتفاق وعـدم فهو عقد رضائي ،فالرضا هو شرط لتكوين العقـد ، العقد وطريقة مسك الحساب ، .كما أن الرضا يكون غير مشوب بعيب من عيوب اإلرادة .توفره يؤدي إلى بطالن العقد

ـ ى وطلب فتح الحساب الجاري يكون عن طريق تعبير صريح ،كأن يذهب العميل مباشرة إلكما قد يكون ضمنيا ،كأن يكون نتيجة عـدة .المصرف ويبدي رغبته في فتح حساب جاري

، ص 2000، دار الفكر اجلامعي،1999 سنة 17التعليق على نصوص قانون التجارة اجلديد الصادر بالقانون رقم : أنظر حممد شتا أبو سعد-80

1038/Joseph Hamel: Op Cit, PP286, P 491. 111، ص 1993رضا عبيد عمليات املصارف من الوجهة القانونية دون مكان النشر -81

عمليات لصالح المودع ،يقوم بها المصرف بإجراء قيد مدفوعات العميل ،ويعطي المصرف دفتر شيكات و إيصاال بذلك ،وتتم هذه العملية بمجرد إبرام العقد ،وال تخضع ألحكام خاصة

لعامة وعرف العمل في المصارف التي يتضمنها االتفاق وهـذه هـي ولكن تخضع للقواعد ا والـرد وطلب فتح الحساب يكون بالكتابـة ، .إحدى المشاكل التي تعرقل المسار المصرفي

82.عليها يكون بالكتابة عن طريق البريد أو مباشرة عند المصرف إال أن لتجارة ، واألصل في فتح الحساب الجاري هو أن الحساب لكل شخص يمارس مهنة ا

هذا الحق يكون مقيدا بسمعة التاجر ،لذلك على المصرف أن يتحرى جيـدا عـن شخصـية وهوية طالب فتح الحساب مع مطالبته بمستندات تخص وظيفته ونفس اإلجراءات تتم بالنسبة للشخص االعتباري ،فأهلية الشخص االعتباري مفروضة لفتح الحساب ويطلب منه مستندات

وإذا ما قبل المصرف فتح الحساب للعميل ثم .من النائب للشركة نموذج لتوقيعه ،كما يطلب و انحرافا فإنه يقفل الحساب إال أن هناك بعض األشخاص الذين ال يمكن لهم فتح أالحظ عيبا

.وهؤالء األشخاص ما يسمون بعوارض األهلية .حساب جاري تطبيقا للقانون

إال لما نتج عنه أي يتم تزويده بالديون والحقوق ويبدأ سير الحساب و تشغيله عندما والغالـب بواسـطة ) مبالغ ماليـة (أثر فتشغيل الحساب يتم عن طريق المدفوعات المباشرة

أو تحصيل األوراق التجاريـة أو الصـكوك، ويختلـف 83.(الخصم(مدفوعات غير مباشرة لصـكوك أو أوامـر ويتم السحب بواسطة النقـود أو ا .سحب األموال حسب نوعية الحساب

.التحويل من حساب إلى أخر

وقد تولى المشرع الجزائري تنظيم العمليات المصرفية وذلك من خالل النظـام رقـم المحدد القواعد العامة فيما يتعلـق بشـروط المصـارف 1994 المؤرخ في فيفري 94/13

. المطبقة على عمليات المصارف

المتضمنة الشروط المطبقـة علـى 22/02/1995 المؤرخة في 95/07:وكذا التعليمة رقم 84.عمليات المصارف

.32 حممد حسين عباس، عمليات البنوك، مرجع السابق، ص - 82املدة اخلصم معناه أن يدفع املصرف قيمة الورقة التجارية قبل موعد استحقاقها بعد خصم مبلغ معني ميثل الفائدة من القيمة املذكورة بالورقة يف - 83

الواقعة بني تاريخ اخلصم وموعد االستحقاق وذلك باإلضافة إىل عمولة املصرف ومصاريف التحصيل أنظر يف ذلك إىل راشد الرباوي املوسوعة 228.، ص 1971االقتصادية الطبعة األوىل دار النهضة العربية اإلسكندرية

) امللحق(، من 1996 اجلامعية اجلزائر مدخل التحليل النقدي، ديوان املطبوعات: أنظر حممد محيدات-84

عمليات اإليداع: ثانيا

اإليداع النقدي، اإليداع بالصكوك ،اإليداع بقيد محاسبي نفصل ذلك علـى : وهي ثالثة أنواع :الوجه التالي

د إلى المصرف ومعه النقود المرا -أومن ينوب عنه - وهنا يحضر العميل : اإليداع النقدي )أ :إيداعها وتتم وفق اإلجراءات التالية

األصل و صورتان أو ثالثة حسب النظام الذي يتبعه : يمأل استمارة قسيمة اإليداع النقدي - .المصرف بفئات النقد المودعة

يقدم المودع القسيمة إلى المصرف، الذي يتحقق من البيانـات الـواردة بهـا ويعتمـدها - .ويختمها ويعطي صورة للمودع

المصرف بنسخة لديه من قسيمة اإليداع ليسجلها في حركـة الحسـاب الخـاص يحتفظ -بالخزينة وتحول النسخة األخرى إلى قسم الحساب الجاري ليسجل المبلـغ فـي حسـاب

.العميل

ره منا يجهز العميل الصكوك المحررة له أو ألمره أو مظهرة أل ـ وه : اإليداع بالصكوك )ب :وذلك من خالل اإلجراءات التالية. نقداوكذلك الصكوك التي يمكن تحصيلها

تمأل استمارة أو قسيمة إيداع صكوك من أصـل و صـورة تتضـمن اسـم المصـرف - .المسحوب عليه ورقم كل صك وتوقيعه ومجموع قيم الصكوك المودعة

تقديم االستمارة أو القسيمة إلى الموظف المسؤول مرفقا بها الصكوك وعادة مـا يظهـر - .ى ظهرهاالعميل بالتوقيع عل

يقوم الموظف المسؤول بمطابقة االستمارة أو القسيمة على الصكوك المرفقة للتأكد مـن - .سالمتها و استيفاء الشروط القانونية والمصرفية

يختم وجه الصك بختم الصك وبختم التسطير وعلى ظهر الصك إما أن يختم بختم يقيـد - د فروع المصرف ويتم تسويتها اإليداع بحساب العميل في حالة كون المسحوب عليه أح

أو يختم بخاتم المقاصة في حالة كون المسحوب . عن طريق المقاصة الداخلية للمصرف - 85.عليه أحد المصارف األخرى

.70، ص 2000أنظر األستاذ عبد املطلب عبد اجمليد املصارف الشاملة عملياهتا و إدارهتا، الدار اجلامعية اإلسكندرية - 85

يعتمد رئيس القسم االستمارة والصكوك وتتم عمليات التسجيل حيث تسجل قيمة االستمارة -ب الساحب وذلك في حالة ما إذا كان في حساب العميد وتجرى عملية تقيد القيمة في حسا

كل من الساحب والمستفيد لهما حساب في الفرع نفسه، ثـم تعـد اسـتمارات المقاصـة ـ الداخلية بين فروع المصرف وترسل إلـى المركـز الرئيسـي للمص رف وكـذا ــ

86.االستمارات، إلى غرفة المقاصة لقيدها في حساب المصرف لدى المصرف المركزي

تنشأ هذه اإليداعات نتيجة قيام المصـرف بخـدمات وعمليـات : د محاسبي اإليداع بقي )ج مصرفية لصالح العميل، مثل خصم السفاتج وتحصيل األوراق التجارية وتحصـيل األوراق

كل ذلك يتم بمستندات بقيود محاسبية، يكـون . المالية وقيمة األوراق المالية المباعة وغيرها تم القيد في حسابه بعد اعتماد الموظف المسؤول ويرسـل الجانب الدائن هو حساب العميل وي .إلى العميل اإلشعارات الالزمة لذلك

عمليات السحب :ثالثا

:تتم عمليات السحب بطريقتين هما

إلى )الساحب(الصك هو أمر صادر من صاحب الحساب الجاري : السحب بموجب صك -1ا محددا لشخص ثالث أو ألمـره أو بأن يدفع بمجرد اإلطالع مبلغ ) المسحوب عليه (المصرف

).المستفيد(لحامله

ويوجب القانون توافر بيانات محددة في الصك، منها أن يحتوي على كلمة صك وغير معلق ـ لى اسـم مسـتفيد أو ـعلى شرط ويحتوي على اسم المصرف الملتزم بالوفاء، ويحتوى ع

تفي بذكر كلمة أخرى بخانـة لحامله، وإذا كان المستفيد هو نفسه صاحب الحساب فإنه قد يك .اسم المستفيد

و يحتوي مكان وفائه، وبيان اسم الفرع المسحوب عليه ومكانه، يضاف إلـى ذلـك المـدة وجود توقيع الساحب، وكتابة تاريخ الصرف و الذي ال يجب أن يكون قد مضى عليه

87.ويقوم المصرف بالتأكد من جميع البيانات. القانونية المحددة لذلك

) السفتجة و السند ألمر (جب التأكيد على أن الصك يختلف عن األوراق التجارية األخرى وي .باعتبار أنه أداة للدفع بمجرد اإلطالع وليس أداة االئتمان

.08، ص 1987، دار الطليعة بريوت،1ج دي كوك، الصريفة املركزية، ترمجة عبد الواحد املخزومي، ط.أ. م- 86

.إخل……شط الشطب و وجود توقيع الساحب وتطابق املبلغ باألرقام مع املبلغ باحلروف اسم الساحب رقم احلساب يف الشيك والتاريخمثل الك- 87

ـ - ن التـاريخ ـفإن كان تاريخ الصك في المستقبل فإنه يصرف حاال بغـض النظـر عي الصك، أهمل هذا الصك ، وإن كان السحب معلقا على شرط معين مكتوب ف المستقبلي

وللعلم فإن الصك ليس لـه شـكل ). بافتراض اكتمال الشروط القانونية(وصرف الصك معين،بل له شروط معينة متى أكملت صرف الصك حتى ولو كانت هذه الشروط مكتوبة على ورقة بيضاء، لكن المصارف تجعل الصك مطبوعا بشكل معين وهذا يختلـف مـن

: نقدا فغالبا ما تتخذ اإلجراءات التالية ق بصرف قيمة الصكمصرف آلخر و فيما يتعل

يظهر الصك بمعرفة مقدمه، ويسلم إلى الموظف المختص بالمصرف الذي يتحقـق مـن - .توافر كافة الشروط القانونية والمصرفية في الصك

.يتم التحقق من شخصية مقدم الصك -

وع إلى بطاقـة التوقيـع وذلك بالرج )صاحب الحساب (التحقق من صحة توقيع الساحب - .المحفوظة لدى القسم

ينقل الصك إلى موظف الحسابات لمراجعة رصيد الحساب وتسجيل القيمة خصـما مـن - السـحب علـى -لتسهيل االئتمـاني (رصيد الدائن أو إضافته إلى رصيد حساب المدين

.وختم الصك بما يفيد إتمام العملية المحاسبية) المكشوف

.ذي سلطة عليا لصرفهيعتمد الصك من موظف -

يتم صرف الصك من الخزينة بعد التوقيع مرة ثانية أمام المصرف و يختم الصك بما يفيد - .الدفع

وهي عمليات لها أمثلة كثيرة نذكر منها على سبيل المثال : السحب بموجب قيد محاسبي )2ة الشهرية المتعلقـة ال الحصر،أن يقوم المصرف بتنفيذ أوامر عميله المتعلقة بالتعليمات الثابت

بخصم مبلغ معين كل شهر وتحويله لحساب آخر فهذه العملية تتم بمستند مع إرسال نسـخة وكذلك جميع المصروفات والعموالت للخدمات التي يقدمها المصرف لعميله، وقد .إلى العميل

من هذا باإلضافة إلى خصم قيمة الودائع والكمبياالت المصرفية . تخصم بموجب قيد محاسبي حساب العميل عندما يريد ذلك، وكذلك االكتتاب في األوراق المالية مـن أسـهم وسـندات

88.وشهادات إيداع والخدمات المرتبطة بها

.73أنظر عبد املطلب عبد اجمليد ،ملرجع السابق ، ص - 88

نطاق الحساب الجاري : المطلب الثالث

تبدو أهمية تحديد نطاق الحساب الجاري في أن العملية التي تدخله يصـيبها تعـديل . من جهة الدائن بهاجوهري قد يفيد وقد يضر

يفتح الحساب الجاري لتسوية عمليات معينة تتم بين طرفين والقاعدة هي عمومية الحسـاب إال أنه قد ال يتسع لكل العالقات . الجاري وشموله كل العمليات التي يبرمها طرفاه فيما بينهما

ة للحساب الجـاري القانونية الناشئة بينهما فيخرج منه بعضها كما أن دخول األوراق التجاري 89.يخضع ألحكام خاصة

عمومية الحساب الجاري :الفرع األول

المبدأ العام أن الحساب الجاري يخضع في تحديد نطاقه كلية إلرادة طرفيه، فهو عقد فإذا لم يحدد األطراف هذه الحدود . وبالتالي ألطرافه حرية رسم حدوده وهي القاعدة األولى

لديون الناشئة بين طرفيه وذلك بشكل حتمـي وهـي القاعـدة كان الحساب عاما وتضم كل ا الثانية، أما القاعدة الثالثة فهي عمومية الحساب إذ ال يمنع من إبعاد بعـض الـديون عنـه

90.بتخصيصها لغرض معين

:حرية الطرفين في تحديد نطاق الحساب الجاري : القاعدة األولى

التي تتم بين طرفيه بل أن اتفاقهما هو ليس بالضرورة شمول الحساب الجاري كل العالقات ويكفي طرفيه أن يحددا نوع العمليات التي تدخل . الذي يحدد طبيعة وعدد الديون التي تدخله

ومثاله أن يفتح التاجر . الديون الناشئة عنها في الحساب دون حاجة إلى تعيين كل دين مقدما ن يخص بالحساب، الحقوق التـي تتفـق الحساب لعملياته التجارية ، وإذا كانت تجاريا فله أ

.وتوقيعات طرفيه الممكن استخالصها

:عدم تحديد الطرفين لنطاق الحساب :القاعدة الثانية

فالرأي مستقر على أن نطاق الحساب يكون عاما، يشمل ما يتوقعه الطرفان ، بحيث يشمل ل دين بذاته ، وال يكون كل الديون التي تنشأ بين طرفيه دون حاجة إلى االتفاق على دخول ك

ألن دخول الدين الحسـاب . ألي من طرفيه بإرادته المنفردة أن يمنع دينا من دخوله الحساب قد يفيد المدين ،كما قد يضره ، فدخول الدين الحساب حق ألحد الطرفين وواجب على

، 2000دار الصفاء للنشر والتوزيع بريوت .1مبادئ القانون التجاري ط: أنظر سامل القضاة وياسر سكران وعبد احلليم كراجة وعلي ربابعة - 89

193ص 363مجال الدين عوض عمليات املصارف املرجع السابق، ص .أنظر د-- 90

وليس معني عمومية الحساب وضرورة شموله كل الـديون الناشـئة بـين . الطرف اآلخر رفين ، أن كل طرف ملزم بالتعامل مع الطرف اآلخر بل أن لكل منهما الحرية فـي أن الط

91.يتعامل أو ال يتعامل مع عميله ولهذا األخير القبول أو الرفض أيضا

إن مبدأ العمومية حجة على الغير ولصالحه فكما سبق ذكره لكل من طرفي الحسـاب اجب دخولها فيه دون أن يـتمكن الطـرف أن يتمسك بمبدأ العمومية أي بدخول الحقوق الو

. اآلخر بإرادته وحده من إبقائها بعيدة عنه

أيضا يمكن لكل طرف أن يتمسك بالمبدأ السابق للوصول إلى نتائجه ضد الغير، وبخاصـة كما يمكن لهذا الغير، إن كانت له مصلحة، أن يتمسك به ، هـذا مـا . دائنوا الطرف اآلخر

نسية في قضية تاجرين، بينهما حساب جار، سحب أحـدهما علـى سلكته محكمة النقص الفر اآلخر سفتجة بثمن بضاعة وردها إليه وقدمها لقبولها فرفضها ثم رفض وفائها إلى المصرف

ثم أقرت محكمة النقص بهذا الرفض و ألزمت محكمة الموضوع البحث فيما . الذي خصمها .إذا كان ثمن البضاعة قد دخل للحساب الجاري

لما كانت قاعدة عمومية الحساب -:التخصيص االتفاقي لبعض الديون: ةعدة الثالثالقاالجاري تستند في أساسها إلى إرادة الطرفين فإن هذه اإلرادة تستطيع إخراج بعض الـديون من نطاق الحساب الجاري ويحصل ذلك مثال لو أعطى العميل المصرف مبلغـا خصصـه

.خل الحساب وال يحتسب في الرصيدللوفاء بسفتجة فهذا المبلغ ال يد

ويلزم إلبعاد الدين عن الحساب الجاري وتخصيصه لغرض معين أن يكـون ذلـك باتفـاق .طرفي الحساب وهو الرأي الراجح

وقد ذهبت بعض اآلراء إلى جواز التخصيص بإرادة الدافع وحده والحجة أن الـدافع كـان ولكـن . صص ما يدفعه التخصيص الذي يراهأن يخ بوسعه أال يدفع فإذا أراد أن يدفع فال بد

هذا القول غير سليم ألنه متى نشأ الحق بين الطرفين فإنه يدخل الحساب حتما ويكون لكـل .طرف أن يتمسك بدخوله طبقا للقاعدة العمومية ولو رفض الطرف اآلخر ذلك

ويجوز أن يكون اتفاق الطرفين على هذا التخصيص صريحا أو ضمنيا، ولـيس لـه تخصيصه لضمان إذا قدم طرف مبلغا واشترط: معين، ومن الحكمة استخالصه، مثالهشكل

دين معين فقيده اآلخر في الحساب دون احتجاج، فإن سكوت القابض قد يعـد قرينـة علـى .رضاه وال يجوز له الرجوع فيه

François Dekeuwer_Defossez: Droit Bancaire, 6 Edition, Dalloz, 1999, P 51. - 91

وما نالحظه أن إخراج دين من الحساب الجاري بطريق تخصيصه لغـرض معـين يعتبـر على األصل العام ويقع عبء إثباته على من يدعيه وله أن يثبت ذلك بكـل طـرق استثناء .92اإلثبات

القيود الواردة على مبدأ العمومية : الفرع الثاني

رغم عمومية الحساب القائمة على نية الطرفية الضمنية فالرأي مستقر على أن لهـا ادة على أن رسم نطاق هذه القاعدة استثناء ين، يقومان بدورهما على تفسير إرادة الطرفين زي

:يستبعد بالضرورة بعض الحقوق منها

ال يشمل الحساب إال الديون الناشئة عن المعامالت المتوقعة التي يبرمها الطرفان بينهما -)1بإرادتهما اإليجابية ولذلك ال تدخله الديون الناشئة عن الروابط العائلية، أو األفعال الضارة أو

المألوفة بين الطرفين وأساس هذا االستثناء أن الحساب الجاري هو نظام أصيل الوقائع غير ـ نشأ بين التجار لقضاء الحاجات التجارية، وهو اسـتثناء يقـوم ع لى إرادة الطـرفين ــ

.93الضمنية، ولذلك يتسعان في تحديد نطاقه بهذه اإلرادة

لناشئة عن العالقات العادية يعتبر الرأي مستقرا على أن الحساب الجاري يشمل المدفوعات ابين الطرفين و هي العالقات التي فتح الحساب من أجلها كنتائج العمليات التجارية و

االئتمانية وفقا لالتفاق بين الطرفين، أما المدفوعات ذات الطابع الخاص كالمدفوعات الناشئة الستثنائية فالحساب عن عالقاته العائلية أو دعاوى التعويض المدنية و غيرها من الديون ا

و قضت محكمة النقض الفرنسية أن الديون التي يجب أن يتم تسويتها نقدا . الجاري ال يشملهامبالغها أو ألي سبب آخر، كدين الشريك بدفع حصته في بسبب ضرورة إيداعها أو تسليم

.رأس المال ال يجوز أن يقيد الحساب الجاري القائم بين الشركة و الشريك

بأن عدم االتفاق بين العميل و المصرف على اعتماد خصم قيمـة السـندات كما حكم اإلذنية المحررة ألمر الغير من حسابه الجاري يرتب عدم التزام البنك بسـداد قيمـة تلـك السندات و خصمها من الحساب الجاري للعميل و أن من حق المصرف تحرير بروسـتات

السندات لالحتفاظ بحقـه فـي الرجـوع علـى عند عدم الوفاء بقيمة ) إحتجاج عدم الدفع ( .المظهرين

.333 مجال الدين عوض املرجع السابق ص-92 / 92Juris_Classeur: Op Cit, P 04 ص 1968منشآت املعارف اإلسكندرية .ت املصارف التجاريةعن البارودي العقود وعمليا- 93

ويف نفس السياق حكمت حمكمة النقض الفرنسية يف التعويض عن خطأ تقصريي ما مل يتفق الطرفان على دخوله يف احلساب وأيضا يف دين تعويض ضد . مقاول عن تنفيذ شرط جزائي

وقد استقر الحكم بأنه إذا كفل أحد طرفي الحساب مدنيا للطرف اآلخر، وحل الـدين الكفيل في الحساب الجاري المفتوح بين الكفيـل والـدائن والعكـس المكفول فال يقيد التزام

ن تخـرج عـن نطـاق فديون التعويض عن خطأ تقصيري أو خطأ تعاقدي يجب أ . صحيح .الحساب الجاري

الديون التي يجب أن تتم تسويتها نقدا بسبب ضرورة إيداعها أو تسليم مبالغهـا أو ألي -)2سبب آخر كدين الشريك بدفع حصته في رأس المال، فال يجوز أن يسوى بالقيد في الحساب

ية فـي مطالبـة وقد حكم أنه ال يدخل حق شركة توص . الجاري القائم بين الشركة والشريك الشريك الموصي فيها بتقديم حصته في الحساب الجاري القائم بينهما وبين هذا الشريك، بـل

94.يكون للغير كدائن الشركة بإلزام الشريك الموصي تقديم حصته للشركة نقدا

قد يتضمن عقد فتح الحساب الجـاري بعـض :االتفاق على استبعاد بعض المدفوعات -)3يمكن عدم قيد نتائج عملية معينة أو بعض العمليات به، و هو ما يطلـق االستثناءات بحيث

.L'affectation Spéciale عليه التخصيص الخاص

و أساس ذلك هو إرادة المتعاقدين التي شاءت استبعاد عملية معينـة عـن الحسـاب و مثال ذلك أن يكون هناك حساب جاري بين أحد التجار و مصرف، ثـم يخطـر . الجارير المصرف بتخصيص أحد المدفوعات المرسلة إليـه للوفـاء بقيمـة بعـض األوراق التاج

عنـد التجارية التي يسحبها عليه، و يلجأ التاجر لذلك عادة لالطمئنان إلى وجود مقابل الوفاء .تقديم السفتجة أو الصك إلى المصرف المسحوب عليه

ت التعامل العادي مـع الطـرف الديون التي تعطى للدائن حقوقا أكثر مما تعطيه عالقا -)4هو يرى أنه إذا نشأ بين طرفـي " هامل" اآلخر ال تدخل الحساب وهذا استثناء قال به ألستاذ

الحساب دين في ظروف يكون للدائن به حقوق تزول إذا دخل الدين الحساب، فـال يـدخل ا فإن قانون إذا أصبح أحد الطرفين حامال لورقة تجارية وكان اآلخر موقعا عليه : ومثال ذلك

الصرف يعطى الحامل حقوقا في الرجوع على الموقعين، أقوى مما يعطيه الحساب الجاري في مواجهة عملية تجارية فهذا الدائن، له أن يعترض على قيد حقه في الحسـاب الجـاري ليتمكن من مباشرة حقوقه الصرفية ضد الطرف الموقع ألن هذه الحقوق تزول إذا دخل دينه

.اري وكذلك الحقوق التي تحميها ضمانات قانونية أو اتفاقيةالحساب الج

.325 عوض عمليات املصارف من الوجهة القانونية املرجع السابق ص مجال الدين-94

ويبدو لنا أن هذا االستثناء ال يوجد ما يبرره أمام قاعدة العمومية خاصة أن كثيرا من الديون التي تنشأ بين طرفي الحساب تكون مصحوبة بضمانات أو تأمينات تـزول بـدخول

نه، كما أنه من الناحية األخـرى، إذا كـان الدين الحساب ومع ذلك لم يقم أحد باستبعادها م بعض الديون يفقد ضماناته أو تأميناته بدخوله الحساب فكثير من الديون غير مصحوب بأي

فوظيفة الحساب . تأمين أو ضمان ومن ثم يكسب ضمانات كثيرة من دخوله الحساب الجاري منها الضـمانات التـي الجاري هي التوحيد في التسوية بين ديون مختلفة من نواح كثيرة و

.تضمنها

لما كان األثر الحتمي للحساب الجاري هو تجديد الحقوق التي تدخله وجب أن تكون تلك -)5 .الحقوق التي تدخله قابلة للتجديد أي تكون صحيحة

ومن باب أولى، ما دام أن دخول الحق الحساب، يخول صاحبه قيدا مقابال، فقد وجـب - )6مة الدافع وقت دخوله الحساب، فإن كل حق قد خرج منها بالحوالـة أن يكون هذا الحق في ذ

.مثال فقد تعذر دخوله

إن الحق الذي يدخل الحساب يجب أن يكون قابال للمقاصة مع حقوق أخرى مقابلة فإذا - )7لم يكن لصاحبه حق التصرف فيه، لسبق الحجز عليه، مثال تعذر دخوله الحسـاب دخـوال

.هذا الحق قد خصص كضمان أو رهن لحق معينصحيحا، وكذلك لو كان

قد يتفق العميل مع المصرف على فتح عدة حسابات جارية له :تعدد الحسابات الجارية - )8في وقت واحد، و يترتب على ذلك استقالل كل حسـاب عـن اآلخـر بحيـث ال يسـتطيع

ـ . المصرف إجراء مقاصة بين هذه الحسابات بعضها من بعض د فـإذا فـرض و كـان أحالحسابات دائنا و اآلخر مدينا فإن المصرف ال يستطيع إجراء مقاصة من تلقاء نفسه، و يقر القضاء هذا العرف المصرفي و ال يجيز المقاصة بين الحسابات المتعددة إال بتوافر شـروط المقاصة التي ال تتحقق إال عند قفل الحساب، على أنه يجوز االتفاق على عمل المقاصة فـي

من الحساب، و القطع المؤقت يحتج به في مواجهة الغير بحـق المصـرف فـي لحظة ما المقاصة طالما تمت في تاريخ سابق على حق الغير على الرصيد المؤقت ،كما فـي حالـة توقيع حجز أو سحب صك على الرصيد المؤقت بعد إجراء المقاصة، و ال يحـتج باتفـاق

.صرف المقاصة إذا تم في فترة الريبة مع علم المو يجيز القضاء الفرنسي شرط المقاصة بالنسبة للحسابات المتعددة ألشخاص مختلفة رغم عدم اتحاد أشخاص الدائنين و المدينين، و يعد هذا االتفاق صحيحا يحتج به في مواجهة الغير

.طالما لم يكن يقصد اإلضرار بالغير إذا تم خالل فترة الريبة

ى حساب معين، و كان مدينا فإنه ينظر إلـى هـذا و إذا فرض و سحب أحد الصكوك عل الحساب و ليس موقف الساحب بالنسبة للحسابات األخرى و لو كان موقفه دائنا، و لما كـان من شأن ذلك اإلضرار بالمصرف في حالة إفالس العميل فإن المصارف تلجأ إلى االتفاق مع

فروع تابعة ألصل واحـد و يقـر العمالء على اندماج الحسابات المتعددة حتى تعتبر مجرد .القضاء هذا االتفاق

. و ال يمنع من اتحاد عدة حسابات اختالف نوع العملة لكل منهما أو اختالف سعر الفائدة على أنه من جانب آخر ال يجوز اندماج حساب جار مع حساب ودائع الختالف طبيعة كـل

مينات خاصـة أو كـان بطريـق منهما ،كذلك ال يجوز الجمع بين حسابين أحدهما يتمتع بتأ .التخصيص

و يترتب على اتفاق اندماج الحسابات المتعددة أثارا ليس فقط بين الشـركاء و لكـن فـي مواجهة الغير، فيجوز لحامل الصك المسحوب على أحد الحسابات المدينة اعتبار الحسـابات

.ة الدائنيناألخرى رصيدا يصلح مقابال للوفاء، وكذلك الشأن بالنسبة لمصالح جماع

تخصيص المدفوع في الحساب الجاري : الفرع الثالث

يجب أن يتم اتفاق التخصيص في وقت مناسب لينتج أثره المطلـوب ويختلـف هـذا فإذا كان المدفوع ال ينشأ إال بتسـليم الشـيء . الوقت بحسب الظروف التي ينشأ فيها الدين

تخصيص وقت هـذا التسـليم علـى كورقة تجارية أو بضاعة للقابض وجب االتفاق على ال األكثر، ولذلك حكم أنه إذا سلمت لموظف المصـرف أوراقـا تجاريـة مظهـرة لحسـاب المصرف، فذلك قرينة على رضا المظهر بدخول قيمتها الحساب ألنه إذا كان الدين الناشـئ

عند عن تظهير األوراق المسلمة يدخل الحساب تطبيقا لقاعدة العمومية وبمجرد االستالم فإنه أما إذا كان الدين الناشئ . هذه اللحظة على األكثر يجب أن يتم االتفاق على التخصيص

بمجرد االتفاق ودون حاجة إلى تسليم وجب االتفاق على التخصيص وقـت إبـرام العمليـة .المنشئة للدين

وللطرفين بعد دخول الدين في الحساب، أن يتفقا على تخصيصه لغرض معين ولكـن هـذا .ص ال يحتج به على الغير الذي قد تكون له مصلحة في اعتباره داخال في الحسابالتخصي

إذا كان األصل هو مبدأ عمومية الحساب الجاري فإن على من يدعي استبعاد حق عن الحساب الجاري أن يقيم الدليل على االتفاق ثم االستبعاد أو على تخصيص هذا الحق لغرض

لحساب وال يكون االستبعاد إال في حدود ما يثبت من قصـد دخل في ا معين فإن لم يفعل عداوعند الشك يغلب مبدأ العمومية ومتى تم االتفاق على تخصيص الدين ظل بعيـدا . الطرفين

عن نطاق الحساب الجاري وعن قواعده واستخدام الغرض المخصص من أجله طبقا للعقـد .95 الجاريالذي تم بمقتضاه التخصيص وهو طبعا عقد غير عقد الحساب

يترتب على عمومية الحساب الجاري آثار منها أن الديون التي يتسع لها تدخله فـورا بمجرد توافر شروط هذا الدخول أن القابض يعد خائنا لألمانة إذا لم يقيد بعض العمليات في الحساب و يعتبر ذلك غشا منه، كما قد يؤدي عدم القيد في الوقت المناسب إلـى مسـؤولية

وقد حكم بمسؤولية مصرف، ألنه لم يقيد قيمة صكوك كان يجـب قيـدها فـي المصرف،الحساب، وأدى ذلك إلى أن ممثل الشركة وهو الطرف في الحساب تمكن من قبض قيمتهـا

96.واختالسها

الحساب الجاري في القانون المقارن :المطلب الرابع

ام خاصـة بالحسـاب سبق القول أن القوانين المصرية والفرنسية لم تشتمل على أحك ـ اء ـالجاري، وإن المبادئ القانونية التي استند عليها هذا البحث هـي مـن وضـع القض

الفرنسي، وقد أخذ بها القضاء المختلط أيضا في معظم أحكامه، ومن هذا القبيل، بلجيكا التي من قـانون 567لم تعتني بتنظيم الحساب الجاري، اللهم إال بعض إشارات وردت في المادة

تجاري ونصوص قليلة 381/396 المقابلة للمادة 1851 أفريل سنة 18اإلفالس الصادر في خاصة بالمصرف األهلي البلجيكي وبعض قواعد جنائية وقد سار الفقهاء والقضاء البلجيكـي

.في الطريق الذي رسمه القضاء والفقه الفرنسي

، ومن هـذا القبيـل وقد أخذت بعض الدول بالمبادئ الفرنسية وأصدرت فيها قوانين وقانون ) وما بعدها 771مادة (1889الصادر في سنة لجمهورية األرجنتين قانون التجارة

و قانون التجارة لجمهورية هنـدوراس ) وما بعدها 488مادة (التجارة لجمهورية جواتيماال جدير ومما هو ) وما بعدها 375م (وقانون التجارة لجمهورية فنزويال ) ما بعدها 600مادة (

من قانون التجارة لجمهوريـة الشـيلي فقـد 605بالذكر في هذا الصدد ما قضت به المادة ال "قررت إعتماد قاعدة وحدة الحساب الجاري وعدم قابليته للتجزئة، ونصت على ما يلـي

يعتبر أحد طرفي الحساب دائنا أو مدنيا ما دام الحساب غير مقفول، وقد استلم قانون التجارة من المبادئ السابقة الذكر، فقصـت المـادة ) 350-344مادة (1888لي الصادر في البرتغا

. ونتعرض من خالل " بأنه يفترض في الحساب الجاري اشتماله على شرط التحصيل346 .الحسابات في المصارف اإلنجليزية : الفرع األول

Cass.Civ.25 Juillet , 1853 D.1853, 1, 341.51املرجع السابق، ص : حممود خمتار بريري- 95.332 مجال الدين عوض املرجع السابق ص -96

.الحساب الجاري في القانون األلماني : الفرع الثاني .الحساب الجاري في القانون اإليطالي : الفرع الثالث الحسابات في المصارف اإلنكليزية : الفرع األول

والحساب الجاري بهذه الصورة، ليس له نظير في بعض الدول، فهو غريـب عـن العادات المصرفية اإلنكليزية، وقد أهملته بعض القوانين الحديثة، فلم تشر إليه مطلقا، كقانون

وقد سلكت بعض القـوانين األجنبيـة، كالقـانون . 1932صادر في مايو التجارة الفارسي ال األلماني واإليطالي سبيال وسطا، فقد استلهمت نظام الحساب الجاري مـن معظـم المبـادئ

97الفرنسية، ولكنها تأثرت بمبادئ أخرى

تقسم المصارف اإلنكليزية الحسابات إلى نوعين، الحسـابات الجاريـة، وحسـابات : على الوجه اآلتيالودائع وذلك

وهي التي تبقى فيها النقود تحت تصرف العميل ويجوز االسـتيالء :الحسابات الجارية-1عمليهما لدى الطلب، بسحب صكوك من المصرفي، والغالب أن ال تعطى فوائد عـن هـذه الحسابات، بل قد يشترط المصرفي في بعض األحوال عمولة لنفسه، بسبب الخدمـة التـي

98.العميل وهي إمساك حساب العميليؤديها إلى

وهي الحسابات التي يخضع فيها سحب الودائـع لشـروط خاصـة : حسابات الودائع-2أيام وفي نظير تلك المزية الممنوحة للمصرفي، يجـرى هـذا كاإلخطار قبل السحب بسبعة

.األخير إلى العميل فائدة تقل بنسبة عن سعر الخصم في مصرف إنكلترا

يل حساب جار، وهو الذي يمكن العميل من سحب نقوده لدى الطلب، وحساب وقد يكون للعم الودائع، وهو الذي يقتضي سبق األخطار، وجرى العمل في المصارف اإلنكليزية على أنـه إذا سحب العميل صكا، وكان حسابه جاريا، و ال يكفي لوفاء قيمته، يقوم المصرفي بوفائـه

.مع استنزال قيمته من حساب الودائع

وال تخضع الحسابات، على أي شكل كانت، لتلك القواعد القانونيـة المعقـدة التـي .وضعها القضاء في فرنسا ومصر للحسابات الجارية

وتعتبر الوديعة قرضا إلى المصرف، فال يعتبر أن تسليمها على وجه األمانـة، مـن ـ ع المقاصـة أجل ذلك يستطيع المقترض أن يحتج بالمقاصة إذا صار دائنا للمقـرض، وتق

باستنزال القيود الجديدة من أقدم القيود المقابلة لها في الحساب الجاري، وهو ما يعتبر نوعـا

560، ص 1973نة حممد صاحل بيك، احلساب اجلاري، مقال منشور جمللة القانون و اإلقتصاد س- 97 .562حممد الصاحل بيك، املرجع السابق، ص - 98

من المقاصة المتعاقبة التي قال بها بعض المحدثين من الفقهاء، حيث وضحوا ما في النظرية ."المقاصة المتعاقبة" التقليدية للحساب الجاري من عنت وأخطار، واستعاضوا عنها

وتتفق نظرية المقاصة المتعاقبة مع خير الحلول المتعلقة بعقد الحساب الجاري، فهـي تفسر زوال المفردات المقيدة في الحساب الجاري، و إحالل الرصيد النهائي محلها وهي من جهة أخرى، تقضي على الحلول الخطيرة التي أخذ بها القضـاء الفرنسـي، وبـذلك تبقـى

وتمكن هذه النظرية مـن . مادام أنه لم يقتص بدين آخر مقابال له الضمانات الخاصة بالدين ."Saisie – arrêt "إقفال الحساب مؤقتا لكي يتسنى توقيع حجز ما للمدين لدى المصرف

وهذه النظرية على ما فيها من مزايا، فإنه ترتطم باالعتراض اآلتي، وهو أنـه مـن ي حالة اإلفالس، وخاصة فـي الـديون المزايا الجوهرية للحساب الجاري وقوع المقاصة ف

اآلجلة المقيدة في الحساب التي تصير حالة بسبب اإلفالس، ونظرية المقاصـة المتعاقبـة ال تمكن من الوصول إلى هذه النتيجة، وما دام اإلفالس يمنع المقاصة فإنه يتعذر عمليا اعتبـار

.99المقاصة المتعاقبة كافية لتفسير تركيب وسير الحساب الجاري

الحساب الجاري في القانون األلماني :الفرع الثاني

ثـالث مـواد للحسـاب 1897 مايو سنة 15خصص القانون األلماني الصادر في ، ولم يحاول المشرع األلماني تعريف الحساب، بسبب الصعاب التـي )357-355(الجاري

رتبة على الحسـاب بتصوير العالقة المت 355يكشفها التعريف، بل اكتفى المشرع في المادة إذا نشأت بين شخص وتاجر عالقات أعمـال، وقيـدت الحقـوق ": الجاري فنص على أن

وااللتزامات العينية، والفوائد المترتبة على هذه العالقات في حساب، لكي تسفر في مواعيـد معينة عن رصيد، استطاع الشخص الذي يسفر إقفال الحساب عن رصيد لصالحه أن يطالب

ـ بفوائد هذا وائد قـيم دخلـت فـي ـ الرصيد، حتى لو اشتمل هذا الرصيد الختامي علـى ف، ويتفق هذا الوصف في جملته مع ما ذهب إليه القضاء والفقه الفرنسيين، إن الذي "الحساب

يلفت النظر في ذلك هو أن المقاصة بين مختلف المفردات تقع عند استخراج الرصيد، وهـو التـي تقضـي ) 388مادة (رة في القانون المدني األلماني ما يعتبر خروجا عن القاعدة المقر

.بأن المقاصة ال تقع إال بناء على طلب

:على أن القانون األلماني يختلف عن النظرية الفرنسية من وجهين

.562 حممد الصاحل بيك، املرجع السابق، ص -99

التجديد في القانون األلماني ال يقـع منـذ دخـول المـدفوعات فـي الحسـاب -1 مما ينبني عليه بقاء الضـمانات . إقفال الحساب الجاري،ولكنه يقع بالنسبة للرصيد فقط عند

من 356الخاصة المشترطة للمدفوعات التي دخلت في الحساب الجاري، وقد صرحت المادة قانون التجارة األلماني ببقاء التأمينات وانتقالها لضمان الرصيد المستحق عند إقفال الحسـاب

.ر التأمين لمصلحتهبشرط أن ال يزيد الرصيد على الدين األصلي الذي تقر

ـ أل تجاري 357 قررت المادة -2 ـ ـماني، قاعدة تخالف م يه القضـاء ـا ذهـب إلـ ت توقيـع ـالفرنسي، فقد أجاز القانون األلماني الحجز على الرصيد المستحق للعميـل وق

الحجز، وال يستطيع المحجوز لديه بعد ذلك قيد دين متولد من عملية جديـدة الحقـة علـى الحساب قائما بين الطرفين وهو ما يعتبر حماية لحقوق الغير المشـروعة الحجز إذا استمر

.100ضنت بها النظرية الفرنسية الحساب الجاري في القانون اإليطالي : الفرع الثالث

إلـى ) 348-345المـواد (1882أشار قانون التجارة اإليطالي الصادر فـي سـنة ببيان ) 345(عقد ولكنه اكتفى في المادة الحساب الجاري، ولم يعرف المشرع اإليطالي هذا ال

اآلثار المترتبة عليه وهي انتقال ملكية المدفوع، والتجديد والمقاصة المتبادلة فـي الحقـوق .المقيدة في الحساب، والسريان الحتمي للفوائد

ال إلى النتـائج لم تشر إلى عدم قابلية الحساب للتجزئة و345و مما يلفت النظر أن المادة رتبة عليها كما قررتها األحكام الفرنسية، لكن الشراح اإليطاليين يعتبرون عـدم القابليـة المت

للتجزئة من الزم خصائص الحساب الجاري، ورتبوا على ذلك عدم جواز توقيع حجـز مـا .للمدين لدى الغير، بمعرفة دائن أحد طرفي الحساب على ما يستحقه قبل الطرف الثاني

شرط التحصيل مصاحب لكل ورقة تجاريـة قيـدت فـي الحسـاب أن 345 وتقرر المادة الجاري، وإن للقابض الخيار بين دعوى الرجوع المترتبة على السفتجة أو إجراء قيد عكسي في الحساب الجاري، ولكن الشراح يلزمون القابض في حالة إجراء هذا القيد برد الورقة إلى

قد فرقتا بين اإلقفال 348-347ى أن المادتين الدافع خالفا لما ذهب إليه القضاء الفرنسي عل 101 .القطعي واإلقفال المؤقت وفقا للمذهب الفرنسي

.563 حممد الصاحل بيك، نفس املرجع، ص -100 .564 حممد الصاحل بيك، املرجع السابق، ص -101

أركان وشروط الحساب الجاري: المبحث الثالث

عقد الحساب الجاري كغيره من العقود يشترط لتمامه أن تتوافر فيه األركان الثالثـة وذلك من خـالل )دل وتشابك المدفوعات تبا(و السبب و ) المدفوعات( المحل -الرضي: اآلتية

:المطالب التالية .الرضا : المطلب األول .األهلية : المطلب الثاني .السبب : المطلب الثالث .المحل : المطلب الرابع

إن إلرادة العاقدين في عقد الحساب الجاري نفس األهمية التـي : الـرضـا: المطلب األول يمكن تصور وجود عقد حساب بين شخصين، إذا لم يقبال دخول فال. تشغلها في أي عقد آخر فإذا كان المقصود فـتح حسـاب جـار وجـب إن . في حساب جار العمليات الحاصلة بينهما

ينصرف رضا طرفيه إلى فتح حساب له هذا الوصف، أي وجب أن ينصرف هذا الرضا إلى يطرأ علـى العمليـات التـي شروط الحساب الجاري واآلثار التي يرتبها وهي التجديد الذي

ويراقب القضاء هذا العنصر اإلرادي مراقبـة . تدخله، و أرجاء تسويتها إلى يوم قفل الحساب 102 .دقيقة فهو في الواقع العنصر الذي يميز الحساب الجاري عن الحساب غير الجاري

فـي وقد حكم باعتبار الحساب عاديا أي مجردا من كل أثر على العمليات المقيدة به قضية استوفى فيها الحساب شكل الحساب الجاري ولكن ظهر بوضوح أن أحد الطـرفين لـم يقصد التعامل مع اآلخر على أساس الحساب الجاري وكان يصرح أنه يعتبر كل عملية مستقلة ومنفصلة وأنها تسوي نقدا مما استنتجت معه المحكمة أن هذا الحساب ليس إال تمثيال عـدديا

.للحساب

حكم في نفس المعنى بإنكار الصفة الجارية لحساب كان كل من طرفيـه يعتبـر كما نفسه بالنسبة لكل عملية واردة به دائنا أو مدينا وليس مجرد طرف في حسـاب، كـذلك لـو استبعد الطرفان شرطا من شروط تنفيذ الحساب الجاري في الحكم فإن ذلك يمنع عنـه هـذا

103.الوصف

و أشار إليه أيضا خـري الـدين . 28، ص 1991 التوزيع، ، مكتبة دار الثقافة الفنية للنشر و 1شرح القانون التجاري، ج : فوزي حممد سامي -102

.Joseph Hamel, Op Cit, PP 226, P 382/07، ص 1987اجلامع للقوانني اخلاصة بعمليات املصارف، دار النجاح للنشر و التوزيع، : اآلجري .Juris_Classeur, Op Cit, P 07./ 282 مجال الدين عوض املرجع السابق ص -103

.ظاهرة أو الضمنية اإلرادة ال: الفرع األول .حقوق المصرف في ومواجهة عمالئه : الفرع الثاني .األعمال المحظورة : الفرع الثالث

اإلرادة الظاهرة أو الضمنية : الفرع األول

يفصح الطرفان في الغالب، في وقت فتح الحساب عن إرادتهما في تشـغيل حسـاب وقد . ساب المفتوح هو حساب جار حقيقي ويوقع العميل عادة على تعهد يذكر فيه أن الح . جار

ال تظهر إرادة تشغيل حساب جاري في صورة ظاهرة للطرفين، بل يستنتج من الظروف أي .من اإلرادة الضمنية

لكن لمحكمة النقض حـق الرقابـة . واثبات هذه اإلرادة الضمنية مما يتعلق بقاضي الموضوع ذا كانت الوقائع تفتـرض وجـود إرادة فـتح على التفسير المعطي للوقائع، فلها أن تقدر ما إ

.حساب جار

وقد يفصح أحد طرفي الحساب عن إرادته في فتح حسـاب جـار، ويسـتنتج قبـول الطرف الثاني من وقائع معينة كما لو أحظر المصرف العميل بفتح اعتماد مقترن بحسـاب

ماد، كـان هـذا جار ولم يجب العميل على هذا اإليجاب، ثم استولى على جزء من هذا االعت التصرف من جانب العميل بمثابة قبول منه بفتح حساب جار وقد ال يفصح أي طرف عـن

فـالحقوق . إرادته، ولكن يفتح بينهما حساب جار طبقا للعرف التجاري الساري في الحرفـة ـ والديون الناشئة بين وكيل العمولة وموكلة تندمج في حساب جار إذا تزايـدت اأعمـا لهم

كذلك ينشأ بين المصرف و عميله حساب جار كلما كانت عالقاتهما تجعـل مـن . المتبادلة .104السهل وجود وتشغيل حساب جار

آخر غيـر . وأخيرا ينشأ الحساب الجاري حتى لو أطلق الطرفان على الحساب اسما

أو "حساب الشـيكات " تاجر واسماه فإذا فتح مصرف حسابا لعميل غير"الحساب الجاري"

فال تمنع هذه التسمية من اعتبار الحساب جاريا متى تبين أن الطرفين قصدا "حساب الودائع" .إعطاءه صراحة كل آثار الحساب الجاري بشرط أن تتوافر فيه كل أركان الحساب الجاري

وعلى عكس ما تقدم ، ال يعتبر حسابا جاريا، حتى مع توافر كل أركانه متى تبين أن الجاري وما ينتجه من آثار كما أنـه ال يعتبـر حسـابا الطرفين قصدا استبعاد عقد الحساب

-104 Joseph Hamel, Op Cit, PP 228, P 384.

جاريا اتفاق الطرفين على اسم الحساب الجاري و إطالقه على الحساب الحاصل بينهما ، إذا . لم تتوافر شروط الحساب الجاري

مواجهة عمالئه حقوق المصرف في :الفرع الثاني

لى جذب العمـالء يسعى المصرف إ : مدى حق المصرف في رفض فتح حساب-)1فيقترح عليهم أن يودعوا نقودهم وأوراقهم المالية ويفتحوا حسابات لديه، ولكـن الغالـب أن

داع أو اعتماد ـيكون االقتراح من جانب العميل بمناسبة دخوله مع المصرف في عمليات إي ، وقد يشترط المصرف القيام بهذه العمليات شروطا معينة ، وقد يقبل عمليـة مـن هـذه

لعمليات ولكنه يرفض تسوية عالقاته الناشئة عنها بطريق القيد في حساب جـار ويتطلـب ا .تسويتها نقدا أو عند استحقاق حقه الناشئ عن كل منها

ويقوم رفض المصرف فتح حساب على أسباب مختلفة ، ذلك أن فتح الحسـاب أضـرارا يبدى أسبابا لذلك، ولهذا إلخ وال يجيز المصرف متى رفض فتح الحساب أن ...بمصالح الغير

فليس من حقه أن ينشر أسباب الرفض أو أن يصحب رفضه سـلوك يـؤدي بطالـب فـتح مطلق الحرية متى فتح الحساب أو رفضه ما لـم يرتكـب - وبالتالي للمصرف -الحساب

خطأ في مباشرة هذا الحق مثال الخطأ الرفض أضرار بالعميـل أو االعتبـارات دينيـة أو هذا القصد على العميل وإن كان ذلك متعذر ألن المصرف ال يـذكر سـبب سياسية واثبات

105 الرفض

متى فتح المصرف حسابا لشخص لم يعد مـن حقـه أن : االلتزام بالسر المهني-)2، وال عن مقدار الرصيد في هذا الحسـاب )عميله(يكشف للغير بسره، ال عن إسم الشخص

عميل وال يكون لهؤالء إتباع الطريق القضائي وعليه رفض اإلفضاء بشيء من ذلك لدائني ال .إلجبار المصرف على األداء بالمعلومات

وعليه فإن خرق هذا االلتزام يجعله تحت طائلة العقوبات المدنية والجزائيـة طبقـا ألحكـام 106 من قانون النقد والقرض158المادة

لسر المهنـي تترتب نتائج غاية في األهمية عند اختراق ا : مسؤولية المصرف -)3من قبل المصرف وذلك في شكل جزاءات مهنية تصل إلى حد الطرد والعزل من الوظيفة إذا

كان عضو في مجلس إدارة المصرف أو في هيئة من هيئات الرقابة تمثل األشخاص

.229 ص 1980 علي مجال الدين عوض القانون التجاري دار النهضة العربية -105 2001 أنظر حمفوظ لعشب القانون املصريف 1990-04- 14 املؤرخ يف 90/10قانون النقد والقرض -106

الطبيعية والمعنوية سواء كانت تابعة للقطاع العام أو الخاص أمام الهيئات القضائية المختصة األسئلة التي تطرح عليها أو الواردة على المسـؤولية التقصـيرية والمسـؤولية لتجيب عن

107.العقدية

جويليـة 09 المـؤرخ فـي 96/22وقد تناول المشرع الجزائري تنظيم ذلك في األمر رقم . المتعلق بالتنظيم المصرفي لحركة رؤوس األموال من و إلى الخارج1996

انون التجاري الجديد على وجوب سـرية وقد نص المشرع التجاري المصري في الق الحسابات الجارية، حفاظا على حقوق العمالء وتفاديا لهروب رؤوس األموال للخارج وكفالة

إذا كـان " علـى أنـه 377وفي ذلك نص المـادة ... حماية حرمه الملكية الخاصة لألفرادومـات عـن رقـم الحساب الجاري مفتوحا لدى بنك فال يجوز للبنك إعطاء بيانـات أو معل

الحساب أو حركته أو رصيده إال لصاحب الحساب أو وكيله الخاص أو لورثته أو الموصـى فـي شـأن سـرية 1990 لسـنة 205 رقم المصري لهم بعد وفاته أو وفقا ألحكام القانون

108 ."الحسابات

األعمال المحظورة : الفرع الثالثالقيام بها و هي عدم تمكين قد حصرت التشريعات األعمال التي يمتنع على المصرف

أحد من اإلطالع على هذه البيانات و عدم إعطاء بيانات عنهـا بطريـق مباشـر أو غيـر مباشر،و عدم الكشف عن شخصية صاحب الحساب أو الوديعة، كما نص المشرع المصري

يحظر إعطاء أو كشف أية معلومات أو بيانات عن " في المادة الخامسة من القانون على أن أو األمانات أو الخزائن الخاصة بهم أو معامالتهم الء المصارف أو حساباتهم أو ودائعهمعم

، و يمكن مـن هـذا التعـداد أن نصـنف ..."في شأنها أو تمكين الغير من اإلطالع عليها األعمـال المحظورة على البنك القيـام بها حفاظا على سريـة حسابـات العمالء و هـذه

:األعمال هـي

حظر المشرع المصري على المصارف تمكين أي شخص مـن :مكين من اإلطالع الت-)1اإلطالع على حسابات العمالء و ودائعهم و أماناتهم و خزائنهم، و التمكين مـن اإلطـالع

يقتصر على مجرد إتاحة الفرصة للشخص أن يطلع بنفسه أو بواسطة من ينيبه و الدفاتر

البنوك واملؤسسات املالية احملدد لقواعد احلذر يف تسيري 1991 أوت 14 املؤرخ يف 91/09النظام رقم - 107

1-Jack vézian O.P .page 25 pp 21

.134 ص 2002 أعمال البنوك واألوراق التجارية ونظام اإلفالس دار الكتب القانونية 1999القانون التجاري اجلديد لسنة : عماد الشراييين- 108

أن تنقل الدفاتر من المصرف، و لم يحدد المشرع موجودة لدى المصرف و في حيازته دون طريقة محددة للتمكين، و بالتالي تشمل أي وسيلة يلجأ إليها الشخص ليتمكن مـن اإلطـالع على دفاتر المصرف حتى لو كانت بطريق التحايل ولغش، و ال يخرج على هـذا األصـل

و هم النائب العام أو مـن األشخاص الذين نص عليهم المشرع في المادة الثالثة من القانون على األقل فإذا فوض النائب العام أحد وكالء النيابة فال , يفوضه من المحامين العامين األول

يجوز ذلك؛ و إذا طلب وكيل النيابة اإلطالع ال يستجيب البنك إلى طلبه و إنما يشـترط أن ـ ب العـام، أي أن يرد الطلب من النائب العام نفسه أو من محام عام أول مفوض مـن النائ

يصدر له قرار من النائب العام بهذا التفويض أوال قبل أن يطلب من المصرف التمكين مـن اإلطالع، و اشترط المشرع إن لم يكن الطلب من النائب العام من تلقاء نفسـه، إذا اقتضـى ذلك كشف الحقيقة في جريمة من الجرائم المنصوص عليها في القسم األول من الباب الثاني

من الكتاب األول من قانون العقوبات المصري، أن يكون طلب النائب العام باإلطالع بنـاء على طلب جهة رسمية، و لم يحدد المشرع المقصود بالجهة الرسمية و إن كان يقصد بهـا جهة حكومية مختصة، أو ما إذا كانت الجهة الرسمية وطنية أو أجنبية، فيجوز أن تكون هذه

الشروط الالزمـة أو جهة أجنبية، و يشترط في هذه الحالة األخيرة توافرالجهة جهة وطنيةلذلك وفقا للقواعد المعمول بها في قواعد اإلجراءات سواء كانت مدنية أو جنائية، كمـا لـم

109 .يحدد المشرع ما إذا كانت الجهة الرسمية جهة قضائية أو جهة رقابة أو جهة تحقيق

ب العام باإلضافة إلى طلب الجهة الرسمية على طلب كما يشترط أن يستند طلب النائ أحد ذوي الشأن و لكن في هذه الحالة اشترط المشرع المصـري أن يطلـب مـن محكمـة استئناف القاهرة األمر باإلطالع في إحدى الحالتين على كشف الحقيقة في جناية أو جنحـة

مناسبة حجز موقع لـدى أحـد قامت الدالئل الجدية على وقوعها، أو التقرير بما في الذمة ب .المصارف الخاضعة ألحكام هذا القانون و بطبيعة الحال بالشروط الواردة في القانون

في حين أن المشرع الجزائري أعطى الحق في اإلطالع مطلقا دون قيود أو إجرءات قبليـة من قانون الضرائب المباشرة لكن 139عكس المشرع المصري ذلك ما جاء في نص المادة

هذا الحق قد تستعمله اإلدارة بتعسف وتمس بحقوق أصحاب الحسابات مما يجعـل النـاس .يحجمون عن وضع أموالهم في المصارف

.97، ص 1994عمليات البنوك من الناحية القانونية، القاهرة، : رضا عبيد-109

حظر المشرع أيضا على المصرف إعطاء أية بيانات عن العميل، : عدم إعطاء بيانات-)2لشـخص أي و تختلف هذه الحالة عن األولى في أنه في الحالة األولى ال يعطي المصرف ل

بيانات، و إنما يمكنه من اإلطالع و يستخلص هو البيانات التي يريدها، أما في هذه الحالـة فالمصرف هو الذي يقوم بإعطاء البيانات، وهو الذي يستخلص البيانات من الدفاتر التي لديه

ن كان يعنـي و إ قصود باإلعطاء ـعرف المشرع الم ـثم يقوم بتسليمها إلى الشخص، و لم ي ذي يطلبها، و الحظر قائم ـى الشخص ال ــتسليم، أي أن يقوم المصرف بتسليم البيانات إل ال

سواء تم ذلك بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، و يقصد بالطريقة المباشـرة أن يـتم تسليم البيانات من المصرف مباشرة، و يقصد بالطريقة غير المباشرة تسليم هذه البيانات على

.تسليمها إلى الشخص الذي يطلبهاشخص يتولى

و لم يخرج المشرع على هذا الحظر إال بالنسبـة لألشخاص السابق بيـانهم و هـم النائب العام و أحد المحامين األول الذين يفوضـون في ذلك أو بناء على طلب من الجهـة

ـ ـالرسميـة أو بناء على أمر من محكمـة االستئناف بناء على إذن ممن ل ي ه مصـلحة ف 110.ذلك، و قد عبر عنه المشرع بعبارة شخص ذو شأن

العميل لدى المصرف مطالبا إياه بفـتح حسـاب يتقدم : األهليــة : المطلب الثانيجاري ،فعليه أن يذكر السبب لفتح الحساب ،وعلى المصرف أن يتحرى عن سمعة العميـل

.،الن سؤ التصرف بالحساب ،يرتب التزامات قانونية وجزائية غالبا ما يكون السبب الظاهر مشروعا ،فيقبل المصرف فتح الحساب للعميل ولكن يكون السـبب لذلك

.الحقيقي أي الباعث غير مشروع فال يمكن للمصرف معرفته

ويقدم العميل للمصرف بطاقة شخصية وطنية مظهرها صحيح ،فيقوم بملـئ نمـوذج فـتح الحسـاب قة شخصية العميل قد يكون مظهرهـا صـحيحا وفـي ،والتوقيع على شروط فتح الحساب ،إال أن بطا

.الحقيقة ،هي غير صحيحة ،ووافق عليها المصرف فهنا المصرف ال يعتبر مسؤوال

كما له حق فللمصرف حق القبول إذا توافرت في العميل شروط األهلية والسمعة الطيبة لفتح الحساب ، . الرفض ،ويجب أن يكون الرفض غير تعسفي

د الحساب الجاري الشروط العامة المطلوبة لصحة العقود فيجـب أن تطبق على عق ويؤخذ بعين االعتبار لتعيين هذه األهلية، قانون الدولة. يكون العاقد متمتعا باألهلية الالزمة

.98 رضا عبيد، مرجع سابق، ص -110

التي ينتمي إليها المتعاقدان بجنسيتهما، فهي بالنسبة للسوري ثماني عشرة سنة ميالدية ي أما بالنسبة لألجنبي، فإذا كان يخضع مبدئيا، لقانونـه الـوطني قانون مدن 46كاملة المادة

12فيما يتعلق بتعيين أهلية إال أن المشرع السوري أوجد استثناء لهذا المبدأ كما نصت المادة 111.القانون المدني السوري

من القانون 40المادة الجزائري فقد حدد األهلية بتسعة عشر سنة ميالدية كاملة أما المشرع

المدني الجزائري

أما عن أطـراف الحـسـاب الجـاري بوصفه عملية من العمليات المصرفية يعتبر المصرف بالضرورة أحد طرفيه، إال أنه يمكن لتاجرين تتشابك بينهما عالقـات متعـددة أن يرتبطا بحساب جار، لكن الفرض الذي يطرح ونحن في الحديث عن العمليات المصرفية هو

عمالء بمصرف من المصارف، أما الطرف الثاني فيكون غالبا تـاجرا حيـث ارتباط أحد ال .تتطلب تجارته الدخول في عالقات عديدة ومتنوعة من المصرف

إال أنه ليس هناك ما يمنع أن يتم عقد حساب جاري بين المصرف واحد عمالئه مـن 112 غير التجار

.األشخاص الطبيعيون : الفرع األول .خاص اإلعتباريون األش: الفرع الثاني .الشركة في فترة التأسيس : الفرع الثالث

: األشخاص الطبيعيون: الفرع األولوعليـه أن .على المصرف أن يتحرى عن شخصية صاحب الحساب وموطنه ،هويته

يلزم العميل على تقديم له مستندات يوجد فيها ما يخصه وما يخص نشاطه ،وعنـدما يـوفر ات الخاصة بالعميل من توافر شروط األهلية ،و السـمعة الطيبـة لدى المصرف كل المعلوم

.وثبوت الشخصية ،يقبل المصرف فتح حساب العميل

يفتح الحساب في المصرف لمن كانت أهلية التصرف في حقوقه أهلية كاملة وبالتالي ألنه لن تقيد فيه عملية صحيحة ما لم يكن القاصر فإن المصرف يرفض فتح حساب للقاصر

. 550زكي زكي الشعراوي، املرجع السابق، ص -111.344 املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ص 2000 هاين دويدار مبادئ القانون التجاري دراسة يف قانون املشروع الرأمسايل ط - 112

مأذون بتسليم أمواله وإدارتها فيكون له عندئذ فتح حساب ألنه يعتبر كامل األهليـة بالنسـبة 113.لتصرفاته في هذه األموال

وطلب فتح الحساب ال يقتصر علي الراشد ،بل حتى القاصـر يمكنـه طلـب فـتح ـ ديم الحساب إال أنه قد يكون القاصر مؤهال أو غير مؤهال وهذا األخير يكون حكمه حكم ع

ال يجوز للقاصر المرشد "من القانون التجاري الجزائري 5هذا ما نصت عليه المادة .األهلية سنة كاملة ،والذي يريد مزاولـة التجـارة ،أن يبـدأ فـي 18ذكرا أم أنثى البالغ من العمر

العمليات التجارية ،كما ال يمكن اعتباره راشدا بالنسبة للتعهدات التي يبرمهـا عـن أعمـال ". ية تجار

أن هناك أشخاص يمنع عليهم فتح حساب جاري أي ما يسـمى بعـوارض األهليـة :التجارية فهناك

.الجنون ،العته ،السفه،الغفلة :عوارض طبيعية الموظفون العموميون والمحامون واألطباء تنظم قـوانين خاصـة :عوارض قانونية

.العتبارات وطنية تقتضيها المصلحة العامة من القانون 3و2فق149ونصت عليها المادة .حكم شائن بالرجولة :ئية عوارض قضا

:التجاري جزائري األفراد المحكوم عليهم بجريمة أو تفليس أو سرقة أو خيانة األمانة أو االحتيـال أو -أ

اختالس مرتكب من مودع عمومي أو ابتزاز األموال أو التوقيع أو القيم أو إصدار شيك عن د أو المس باعتماد الدولة أو اليمين الكاذبة أو الشهادة الكاذبة أو إغـراء سؤ نية بدون رصي

.شاهد أو المحاولة أو االشتراك في إحدى الجرائم أو الجنح المشار اليها أعاله المفلسون الذين لم يرد لهم االعتبار ،فعلي المصرف الحرص والحذر عن عـدم -ب

. العمالء فتح حساب لهؤالء األشخاص وإال فإنه يضر ب

: األشخاص االعتباريون :الفرع الثاني المتعلق بالنقد والقرض الجزائري التي نصت علـى 90/10 من قانون رقم 91المادة نصت

أنه يحدد المصرف المركزي الشروط العامة التي يـرخص ضـمنها تأسـيس المصـارف ا تعديل وإلغاء هـذا والمؤسسات المالية في الجزائر وأيضا يحدد الشروط التي يمكن في ظله

1990- 04-14 املؤرخ يف 90/10 قانون النقد والقرض 172ة من القانون املدين اجلزائري واملاد40املادة - 113

من نفس القانون، وقد حددت المواد 120 وأيضا المادة 115-114الترخيص، وأيضا المواد :نتعرض له من خالل العمليات المصرفية التي تقوم بها المصارف116-117

يجوز فتح حساب جاري للشركات والجمعيات ،وكذلك لشركة قيد التأسيس ،وشـركة وكـذلك المؤسسـات .ة أو خاصة حتى ولو كانت تحت التأسيس المساهمة سواء كانت عام

العامة والهيئات العامة والجمعيات ،أما شركة المحاصة فليست لها شخصية اعتبارية ،وبذلك ال يجوز لها فتح حساب ،وانما يمكن فتح حساب باسم الشريك الذي يباشر أعمـال الشـركة

. جميعا ،كما يمكن للشركاء فتح حساب واحد مشترك باسمهممـن القـانون المـدني 50فأهلية الشخص االعتباري مفروضة لفتح الحساب ونصت المادة

الجزائري ،بان يكون للشخص االعتباري أهلية في الحدود التي يعينها عقد إنشـائه ،والتـي .يقررها القانون

لكل شخص اعتباري ذمة مالية مستقلة له أن يفتح حسابا في المصرف ويشغله فـي أهليته وغرضه، وعلى المصرف أن يتأكد من صحة تأسيس الشخص االعتباري ومن حدود

صفة من يمثله، ومن أن العمليات التي ستدرج في الحساب تدخل في أهلية هذا الشخص وفي ـ .سلطة ممثله ـ ـوإذا كان الشخص االعتباري شركة، فإن ل سابا باسـمها ـها أن تفـتح ح

ـ التجاري، وإذا أبطلت الشركة أو إنقضت قفل ـوكان لها حسـاب مفتـوح فاألصـل أن ي 114.الحساب، ولكنه قد يظل مفتوحا لحاجات التصفية ولمدة هذه التصفية ويشغله المصفي

الشركة في فترة التأسيس: الفرع الثالث

يمكن فتح الحساب باسم الشركة تحت التأسيس وفقا للقانون المصـري يمكـن فـتح يقرر أن النقـود 116إلى أن القضاء الفرنسي 115 املالحساب باسم المؤسسين ويشير األستاذ ه

التي تدخل هذا الحساب المفتوح باسم الشركة تحت التأسيس ال ترد إال لمديري الشركة بعـد تأسيسها واكتسابها الشخصية القانونية وقبل ذلك ال يجوز إخراج أي مبلغ عن الحساب حتى

التأسيس الشركة ويقدم المدير عمولة المصرف ويظل الحساب مجمدا حتى تنجح اإلجراءات . ما يثبت هذا النجاح وصفته

:التالية يقدم المستندات المطلوبة

292على مجال الدين عوض عمليات املصارف املرجع السابق ص - 114

115 - Joseph Hamel.Op Cit,pp230,P 386. ذي اصبحت له علي املصرف باملسؤولية بسبب ما حلقه من ضرر للتاجر ال1980جانفي 15قدم هلاحكمت حمكمة النقض التجارية الفرنسية يف -116

عالقات

.شهادة القيد في السجل التجاري -

.عقد تأسيس الشركة والنظام األساسي للشركة -

:ويضيف القانون الكويتي ما يلي

.صورة رسمية لشهادة التسجيل بغرفة تجارة وصناعة الكويت -

من محضر اجتماع مجلس اإلدارة الذي يخول فتح الحساب في المصـرف صورة مصادقة - .117المعني وتحديد من لهم حق التوقيع

:وغالبا ما يطلب في الجزائر المستندات التالية .صورة رسمية من عقد التأسيس والنظام األساسي للشركة - .صورة رسمية من شهادة القيد في السجل التجاري - .جيل لدى غرفة التجارة صورة رسمية من التس-

السبب في عقد الحساب الجاري: المطلب الثالثالسبب المنشئ للعقد هو الغاية المباشرة التي قصد اليها الملتزم من التزامه اإلرادي أو الغاية غير مباشرة عندما يكون الباعث علي التعاقد ،هو غي السبب المنشئ وال يتطابق معه

قانون المدني الجزائري يشترط في السـبب المشـروعية أي أن فهو من طبيعة معنوية ،وال مـدني 97يكون مشروعا ،أي غير مخالف للنظام العـام واآلداب العامـة ،طبقـا للمـادة

إذا إلتزام المتعاقد لسبب غير مشروع أو لسبب مخالف لنظـام العـام أو اآلداب :" جزائري " العامة كان العقد باطال

ر في العقد، ألنه هو السبب الحقيقي حتى يقوم الدليل على ويفترض في السبب المذكو ما يخالف ذلك، إذا ثبتت صورية السبب المذكور في العقد، على من يدعي أن لاللتزام سـببا آخر مشروعا أو غير مشروعا أن يقيم الدليل حسـب القـانون المـدني الجزائـري نـص

.98/02المادةقوع في المجتمعات الحديثة وفـي عمليـات هذه الحالة يمكن أن نتصورها كثيرة الو

المصارف إال أن المصرف شأنه شأن القضاء التجاري،يأخذ بالسبب الظاهر بحيـث يقـوم المصرف بعدة إجراءات قبل التعاقد ليسمح له من معرفة العميل والتحقق من شخصـيته، إال

ـ أن الواقع يبين عكس ذلك بحيث ال يستطيع موظـف المصـرف أن يعـرف الب ث اعــ .، كما ال يمكن له مطالبة عمالئه بتوضيح مصدر أموال الحساب118للعميل

69 ص 2000عبد املطلب عبد اجمليد البنوك الشاملة عملياهتا وإدارهتا الدار اجلامعية - 117

118 -In Germain Brulliard et Danil Laroche –Precis de droit commercial-7e P.U.F –Paris 1970-p239.

من قانون التجارة األردني السبب أو الباعث االتفاق شخصـين ) 106(حددت المادة على إبرام عقد حساب جاري بما يتضمنه هذا االتفاق من عدم جواز مطالبة أحدهما اآلخـر

تظـار إقفـال الحسـاب السـتخراج الرصـيد بما سلمه له بكل دفعة على حدة و إنمـا ان إن "ومع ذلك، فقد قيـل . هائي، وعندئذ فقط يتبين من يكون المدين ومن يكون الدائن ـــالن

فمـن . استبدال التسوية الفردية بتسوية جماعية ليست خاصية جوهرية للحسـاب الجـاري هو خضوع ولكن الذي ينفرد به الحساب الجاري 119…الممكن أن تحصل في كل الحسابات

إذن ال بـد مـن أن " مفرداته إلى بعض األحكام القانونية التي ال وجود لها في حساب آخر يكون الباعث التفاق طرفي الحساب الخضوع إلى هذه المبادئ في تسوية الـديون الناشـئة

ومتى تأخر هذا الباعث واقتصـرت نيـة . بينهما حتى يمكن أن نكون بصدد حساب جاري جرد إجراء تسوية إجمالية لديونهما عوضا عن التسوية الفردية لكل دين فال المتعاقدين على م

120.نكون بصدد حساب جاري

المحل في عقد الحساب الجاري : المطلب الرابع

ـ يقيد الطرفان في الحساب الجاري الحقوق التي تنشـأ لهـم ع ن عالقاتهمـا ـــبب إحدى هذه العالقات يقوم بإثبـات تبادلة، و بناء عليه فإذا كان أحدهما دائنا لآلخر بس ـالم

ذلك عن طريق القيد في الحساب الجاري و يسمى الدافع، أما الطرف اآلخر الذي يتلقى القيد . لى عاتق القابض بالمـدفوعات ـفيسمى القابض، و تعرف هذه الحقوق التي تترتب للدافع ع

ث ال نكون بصدد دائن و تندرج هذه المدفوعات في الحساب الجاري و تندمج فيما بينها بحي .و مدين و إنما بصدد مجرد قيود في الحساب الجاري إلى أن تتم تصفية الحساب

التـي :و لكي يمكن إدراج المدفوع في الحساب الجاري البد أن تتوافر فيه بعض الشـروط .نجملها في أربعة سيأتي ذكرها بالتفصيل عند التطرق للمدفوعات

من القانون المدني الجزائـري 96 إلى 62ي المواد نظم المشرع الجزائري العقد، ف على أن المحل ركن في العقد وااللتزام أثر للعقد ومحل العقد ينصب على أمـوال الحسـاب

.الجاريوجوب وجود المحل أي المدفوعات أمر ضروري أم إذا كانت غير موجودة يكـون العقـد

. مدني جزائري93باطال طبقا لنص المادة

&.84ص ,1988, الدار اجلامعية بريوت, ة و عمليات املصارفاملبادئ العامة يف العقود التجاري, جالل وفاء حممدين- 119

thierry Bonneau,Op Cit, PP 332, P 193. .297ص , 1999, عمان, دار الثقافة, األوراق التجارية و العمليات املصرفية, أكرم مالكي- 120

شريع المصرفي الشروط الموضوعية الخاصة أهمها الشكلية التي هـي مـن وقد أضاف الت شروط الموضوعية الخاصة لعقد الحساب الجاري، حيث ال يمكن إبرام العقد بدون أن تمـر

ـ كما تلزم الشـكلية قبـل فت . بإجراءات شكلية ال مفر منها وهي أساسية في العقد ح ـــ 121.وغيرها من اإلجراءات الحساب، وأثناء اإليداع والسحب والفوائد

المدفوعات في الحساب الجاري : المبحث الرابع

تعتبر المدفوعات أهم ركن في تكوين عقد الحساب الجاري، لذلك البد من التعرض البد من .التعرض إلى تعريفها و ذكر شروطها مع بيان أنواعها و تفصيل التبادل و التشابك فيها

.ت في الحساب الجاري تعريف المدفوعا: المطلب األول .شروط المدفوعات في الحساب الجاري : المطلب الثاني .أنواع المدفوعات في الحساب الجاري : المطلب الثالث .تبادل وتشابك المدفوعات في الحساب الجاري : المطلب الرابع

تعريف المدفوعات في الحساب الجاري :المطلب األول

الحساب الجاري، فقد عرفنا أن الغرض الذي يرجوه المدفوعات من الشروط الخاصة ب الطرفان من الحساب الجاري هو تسوية العمليات التي تتم بينهما وذلك بإدخال هذه العمليات في نطاق الحساب الجاري، وهذا اإلدخال يسمى الدفع في الحساب الجاري أي هو إدخال أو

تم هذا التجسيم أو اإلدخال فـي إطـار تجسيم العمليات التي تتم بين الطرفين في الحساب وي محاسبي ومعنى ذلك أن العمليات لكي تدخل الحساب يجب أن تكون قابلة للتحول إلى مفـرد

أي أن المدفوعات وهي القيم التي تقيد في الحساب تحول إلـى حـق . حسابي دائن أو مدين دات أخـرى وإنمـا ألحد الطرفين قبل اآلخر، ولذلك ال يقبل القيد في الحساب بضاعة أو سن

قيمة هذا المال نقدا، ومن هذا يبدو المدفوع ليس عملية مستقلة وإنما هـو تسـوية للعمليـة األصلية داخل الحساب، فالمدفوع هو في أصله الحق أو الدين الناشئ عن العملية األصـلية

122.ألحد الطرفين على اآلخر

ـ أحدهما يسمى دا فهناك طرفان عند الدفع في الحساب الجاري ركز ـفـع ويأخـذ مالدائن، واآلخر هو القابض أو المستلم وهو الذي يجب عليه أن يرد لآلخر ما دفعه منه فـي

.47 نسيمة مالك املرجع السابق، ص- 121

Joseph Hamel.Op Cit,pp231,P 389/Ren Roblot, Traité élément /299مجال الدين عوض املرجع السابق ص - 122de droit commercial, tome 2,10 édition, paris,1986,PP119,P129.

مركز المدين، ويسمى الدافع والقابض طرفي الحساب ويمثل الدفع في الحسـاب بقيـد فـي .الجانب الدائن لحساب الدافع بقيد في الجانب المدين لحساب القابض

حق الدافع في مواجهة القابض، وقد ينشأ عن " بأنه ف المدفوعو مما سبق يمكن تعري نقل ملكية شيء من الدافع للقابض ويمثل عندئذ حق الدافع في الثمن ولكنه ليس هو الملكية

، ومثال ذلك األعمال التـي "وال نتيجة له، بل أنه قد ال يكون هناك نقل ملكية على اإلطالق ان بينهما حساب جار، هذه األعمال تؤدي إلى قيد في الجانب يؤديها المقاول لرب العمل إذا ك

الدائن من حساب المقاول ألنها تؤدي إلى حق للمقاول في األجر ضد رب العمل وإلى قيد في .الجانب المدين من حساب رب العمل ألنه مدين للمقاول باألجر

ـ ولما كانت المدفوعات هي القيم التي تدخل الحساب الجاري ف صـور الحسـاب ال يت ـــ 123 .بدونها، وقبل حصولها يكون مجرد اتفاق لم يقم بعد بتحقيق الغرض المرجو منه

Juris_Classeur, Op Cit, P 09.123

شروط المدفوعات : المطلب الثاني

يغذي الحساب الجاري إال مدفوعات متماثلة من طبيعة واحدة ترد علـى ال يمكن أن الوجود محددة المقدار، وإن تقـدم إلـى أشياء مثلية تقبل المقاصة، كما يلزم أن تكون مؤكدة

القابض على سبيل التمليك وأخيرا أن تكون متبادلة بين طرفي الحساب ويشترط الـبعض أن .تكون أيضا متشابكة

يشترط في المدفوعات التي تدخل الحساب كلهـا : أن تكون المدفوعات مثيلة: الفرع األول واستخالص الرصيد فإذا كان أحـد طرفـي من نوع واحد حتى يمكن إجراء المقاصة بينها

الحساب مصرفا فإن المدفوعات كلها ترد نقودا وهي أشياء مثلية، سواء كانت مبلغا أو دينـا تقيد قيمته في الحساب فإذا كان بعض المدفوعات أو كلها سندات وجب أن تكون قابلـة ألن

.124تفقد ذاتيتها وتصبح مثلية

قول أن المدفوعات تكون من بضـائع أو سـندات ويجري التعبير أحيانا عن ذلك بال ولكن هذه التسمية تشير إلى موضوع العملية األصلية التي كانت سببا في نشأة المدفوع وهو الحق الناشئ عن العملية لصالح الدافع ضد القابض وقيمة هذا الحق نقدا هي التي تقيد فـي

ة هذا الحق، فال يهم في صدد الحسـاب الحساب وال أهمية للعملية القانونية التي أدت إلى نشأ ـ م أوراق ـالجاري في المصرف أن يكون هناك فـتح اعتمـاد أو وديعـة نقديـة أو خص

جارية، كما ال يلزم أن تنشأ المدفوعات عن عمليات مختلفة، بل يجوز أن تنشأ كلها عن ــتات فـي عمليات من طبيعة واحدة أو حتى عن عملية واحدة أصلية كما لو تحصلت المدفوع

قروض من مصرف تقيد في الجانب الدائن له والجانب المدين للعميل وسدادا لهذه القروض من العميل تقيد في الجانب المدين للمصرف والجانب الدائن للعميل فإن الحساب يعتبر جاريا

.في هذه الحالة إذا توافرت باقي الشروط الالحق ذكرها

النقد ـ المتعلق ب 90/10نقد في القانون رقم وقد كرس المشرع الجزائري مبدأ وحدة ال ، الصادر 20/02/1991 المؤرخ في 91/02و القرض و تبنته المادة األولى من النظام رقم

عن مجلس النقد و القرض الذي حدد شروط فتح و تسيير الحساب بالعملة الصعبة لألشخاص

Joseph ./386، ص 2000مبادئ القانون التجاري و البحري، دار اجلامعية احلديثة للنشر اإلسكندرية،: حممد فريد العريين و هاين دويدار-124

Hamel.Op Cit,pp232,P 390 /Juris_Classeur, Op Cit, P10.

أو غير مقيمين يـرخص الطبيعية و المعنوية من جنسية أجنبية، سواء أكانوا مقيمين .125لهم بفتح و تسيير حساب وحيد بالعملة الصعبة التي يختارونها لدى أي مصرف

ال يدخل الحساب إال الحقوق القائمة للدافع ضد :أن تكون المدفوعات مؤكدة: الفرع الثاني القابض فإن كانت قد إنقضت بتسوية خاصة أو لسبب ما فال محل لـدخولها الحسـاب إذ ال

ويلزم كذلك أن تكون هذه الحقوق مؤكدة خالية من النزاع، ولكن هل . ر تسويتها مرتين يتصوالمفروض أن الديون التي تدخل الحسـاب : يلزم لدخول الدين الحساب أن يكون حال األداء

تكون حالة األداء وبدخولها الحساب تؤجل تسويتها لحين قفل الحساب، ألن الطرفين بفتحهما على أجـل . واحدا لتصفية جماعية، ولذلك إذا اتفقا بالنسبة لعملية معينة حسابا يحددان أجال

خاص لتسويتها يخالف األجل المقرر لقفل الحساب أعتبر ذلك منهما أخرجا لهذه العملية من هذا بالنسبة للنظرية التقليدية أما النظرية الحديثة فالحكم مختلف حيث يرى األستاذ . الحساب

يكون الدين محدد المقدار وقت دخوله الحساب على أساس أن مـن ضرورة أن . 126"هامل"أما . الالزم معرفة المبلغ الذي يقيد به الدين في الحساب مستندا في ذلك لحكم لمحكمة النقض

وقت . فقد قررت في حكم لها أنه يجوز دخول الحساب دين عين معين المقدار " دوان"محكمة " اسكاراورو"ه األستاذ ـ في هذا الوقت هذا ما قال ب دخوله الحساب مادام سبب نشأته مؤكدا

وذلك على أساس أن العبرة في تحديد مقدار الحق ليست بوقت دخولـه " بروسر"و " تالير"و الحساب بل هي بوقت قفل الحساب ، إذ هي لحظة وقوع المقاصة النهائية أي اللحظة التـي

127.ار الدينينظر فيها إلى توافر شروط المقاصة ومنها تحديد مقد

أما النظرية الحديثة فترى أن المدفوع غير محدد المقدار وقت دخوله الحساب لكن يسجل في .الجانب المؤجل حتى يتحدد مقداره فينتقل إلى الجانب الحال

يبدو هذا الشرط واضحا في :أن تسلم المدفوعات للقابض على وجه التمليك: الفرع الثالث ن أحد طرفيها مصرفا، إذ يغلب أن يكون المدفوع ناشئا عن تسليم الحسابات الجارية التي يكو شيء مادي كنقود أو صكوكوفي هذه الحالة ال يمكن أن فتقيد قيمة هذا الشيء كمدفوع في . أو أوراق تجارية أو بضاعة

ويفسر هذا الحكم . الحساب الجاري إال إذا كان هذا الشيء قد سلم للقابض على سبيل التمليك

.99، ص 2001سلسلة القانون االقتصادي و القانون املصريف، املطبعة احلديثة للفنون املطبعية،:لعشب حمفوظ-125

Joseph Hamel ,OP.Cit, PP 233. p391. -126 . 146، ص 1999د التجارية و عمليات املصارف، دار اجلامعية، اإلسكندرية، العقو_القانون التجاري: مصطفى كمال طه-127

قابض يتلقى الشيء تقيد قيمته في الجانب المدين لحسابه وفي الجانب الـدائن لحسـاب أن ال الدافع ، أي أن القابض يدفع مقابل ما يتلقاه ولذلك فهو ال يرضي أن تقيد القيمة في حسـابه

.المدين إال إذا كان قد تلقى الشيء على سبيل التمليك

ات المادية ألنها تحتمل أن تسلم للقابض علـى وال تبدو أهمية هذا الشرط إال بالنسبة للمدفوع وأما بالنسبة للديون، أي المدفوعات القانونية، فـال يثـور . سبيل التمليك أو على سبيل آخر

خالف في حصول التمليك، ومع ذلك فإن القضاء يشترط هذا الشرط بصيغة عامـة تشـمل .128المدفوعات المادية والمدفوعات القانونية

المدفوع إلى القابض ليس له أثر في دخول المدفوع الحساب الجاري بـل غير أن نقل ملكية .على دخوله الحساب فهو شرط في المدفوع ذاته لكي يدخل الحساب الجـاري .. هو مسألة

وهو شرط جوهري بحيث أنه إذا اتضح من اتفاق الطرفين أن المدفوعات كلهـا تـدخل 129 .، لم يكن الحساب جارياالحساب ولو لم تسلم للقابض على وجه التمليك

طالما أن المدفوعات ال تعتبر :تقادم المدفوعات في الحساب الجاري: الفرع الرابع ديونا فإنه ال يرد عليها التقادم، و إنما التقادم يرد على دين الرصيد الذي يستخرج عند إقفال

.الحساب

العائد علـى ديـن و تسري القواعد العامة على تقادم دين الرصيد و عائده و يحسب من القـانون المـدني 372الرصيد من تاريخ قفل الحساب ما لم يتفق على غير ذلك المادة

130 .المصري

ويترتب على هذا الشرط عدة نتائج عملية هامة منها أن القابض إذ يتلقـى المـدفوع .لجريمة خيانة األمانة على سبيل التمليك تكون له حرية التصرف فيه وال يعد مرتكبا

وإذا نشأ المدفوع عن تنفيذ وكالة بالعمولة مبرمة بين طرفي الحساب فالبضاعة التي يعطيها العميل للوكيل تصلح مدفوعا يقيد في الحساب الجاري ولكن بعد بيعها بالشروط التي تجعـل

.الوكيل مدينا بالثمن للعميل

هن إال إذا تملكهـا وال تقيد في الحساب قيمة السندات التي تعطى للمصرف على سبيل الـر .المصرف أو حصل بطريق البيع ومن وقت هذا التملك أو من وقت التحصيل

. 405، ص 1999، مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع، عمان، األردن، 1الوسيط يف شرح القانون التجاري، ج: عبد القادر حسني العطري-128 . 406 عبد القادر حسني العطري، نفس املرجع السابق، ص -129، ص 2002أعمال البنوك و األوراق التجارية و نظام اإلفالس، دار الكتب القانونيـة، _ 1999القانون التجاري اجلديد لسنة : الشربيين عماد -130

140 .

وهذا الشرط كذلك ينتج عنه أن الدافع ال يستطيع أن يسترد المدفوع من القـابض وال مـن حسـاب تفليسته وقد تثور صعوبة بالنسبة العتبار الودائع المصرفية النقدية مدفوعـة فـي

الصعوبة يجب البحث عن توافر الشروط السابق ذكرها في المـدفوع ولحل هذه . المصرف .وأهمها تلقى القابض المدفوع على سبيل التمليك

وعلى هذا األساس إذا كانت الوديعة النقدية عادية أي يلتزم المصرف بردها بعينهـا إذا تخلف شرط التمليك و امتنع اعتبارها مدفوعا يدخل الحساب الجاري بين الطرفين، أمـا

كانت وديعة يتملكها المصرف ويلتزم فقط برد مثلها فإن المصرف يتملـك المبلـغ المـودع وتجرى المصارف علـى . ولذلك يجوز في هذه الحالة قيد اإليداع والرد في الحساب الجاري

تـوافر تسمية هذا الحساب حساب ودائع والحقيقة أنه غالبا ما يكون حسابا جاريا على فرض 131 .الشروط األخرى

فهل يعتبـر دخـول و هنا يطرح تساؤل عن وقت دخول المدفوع الحساب الجاري، المدفوع الحساب الجاري من يوم أن تتوفر فيه الشروط المطلوبة في الحقـوق التـي فـتح

إن الحساب الجاري يؤثر في الحقوق . الحساب لتسويتها أم من يوم أن يقيد فعال في الحساب؟ بحيث تزول هذه الحقوق وتتحول إلى مفردات في الحساب، وتخضع التي تدخله تأثيرا كبيرا

هذه المفردات ألحكام خاصة، بينما لو لم تدخل الحقوق في الحساب، لظلت خاضـعة لحكـم العملية األصلية التي نشأت هي عنها ومن هنا كانت أهمية معرفة ما إذا كان حق معين قـد

132 .دخل الحساب أو أنه لم يدخله بعد

.439، ص 1994الوديعة النقدية، اجمللة العربية للفقه و القضاء،: عبد العزيز النجدي-131

. أكد صحة تقدمي الوديعة املصرفية يف احلساب اجلاري، 29/01/1990 جتاري جلسة 17/89الطعن بالتمييز رقم . 47رزق اهللا أنطاكي، مرجع سابق، ص -132

:أنواع المدفوعا ت :المطلب الثالثوتدخل في زمرة المدفوعات عدة أنواع يقتضى منا الواقع العملي ذكرها وهي علـى

:الوجه اآلتي

يفرق بعض الفقهـاء ، بخصـوص :المدفوعات المادية والمدفوعات القانونيـة ) 1ع ماديا إذا سلم الدافع المدفوعات بين المدفوعات القانونية والمدفوعات المادية، ويكون المدفو

للقابض فعال مبلغا نقديا أو بضائع أو سندات وقيدت قيمتها في الحساب، ويكـون المـدفوع من أعمال قـام بهـا أو : قانونيا إذا تحصل المدفوع في حق يكسبه الدافع ضد المستلم، مثال

.فوائد المبالغ التي له في الحساب الذي يربطهما

وعين، فأثرهما واحد وهو قيد القيمة في الجانـب الـدائن للحسـاب وال أهمية للتفرقة بين الن .الدافع والجانب المدين لحساب القابض أو المستلم

يكون المدفوع مباشرا إذا تلقي القابض : المدفوع المباشر والمدفوع غير المباشر-)2لى الطـرف القيمة من الدافع مباشرة ودون وسيط أما إذا مرت القيمة في انتقالها من طرف إ

اآلخر بشخص ثالث فالمدفوع غير المباشر، مثال ذلك أن يوفي أحد الطـرفين دينـا علـى الطرف اآلخر لصالح شخص ثالث فالمدفوع غير المباشر، وأن يحصـل أحـدهما أوراقـا تجارية محررة لصالح الطرف اآلخر وتقيد نتيجة العملية في الحساب، وهذا التقسـيم أيضـا

.ليست له قيمة عملية

يهدف الحساب الجاري إلى تسـوية عمليـات : المدفوعات التي تدخل الحساب-)3 لكـن الحسـاب . قانونية، وذلك بأن تتجسم هذه العمليات داخل الحساب بواسطة المدفوعات ـ الجاري ال يتسع لكل العمليات، بل يلزم أن تتوافر في المدفوعات التي ت دخله شـروط ــ

ديها الحساب الجاري إنما عهد بها إليه طرفاه وهمـا اللـذان معينة، كما أن الوظيفة التي يؤ .133يحددان نطاقه

: األوراق المالية كمدفوعات في النصوص التشريعية-)4وضعت فرنسا قوانين ونصوص خاصة باألوراق المالية وكيفية اسـتعمالها فقـانون

ات، تفـرض المتعلق بالشيك 03/01/1975 ينظم النشاط المصرفي، وقانون 13/06/1941 يشدد وسائل البحـث 02/08/1989كما أن قانون . على العميل تقديم أدنى خدمة صندوق

. 329أنظر علي مجال الدين عوض، عمليات البنوك، مرجع سابق، ص -133

ويبحث عن التدابير الالزمة للجنة العمليات الخاصة بالبورصة لحماية التوفير ولتعقيل مهـام .المحترفين المهنيين فيما يخص إدارة األوراق المالية

منه والتي تطرقت إلـى مسـؤولية 700رها في المادة كما أن قانون اإللتزامات اللبناني ذك المصرف عن خطأ يرتكبه عندما يحصل أسهم كوديعة فإذا استعملها لصالحه ولحق ضـررا

) فسيكون مسؤوال مسؤولية تعاقدية(بالمودع إال أن القوانين الجزائرية لم يذكر فيها إدارة األوراق المالية، لذلك يعتمد المصـرف علـى

.المصرفية، وأعتمد القانون المدني فيما يخص الوكالةاألعراف من قانون النقد والقرض ذكرت بعض األعمال التي تحصـل عنهـا 117على الرغم المادة

تستحق عمولة البنك والمؤسسات :" التي تنص08وخاصة في الفقرة . المصرف على عمولة ا تستحق لها عمولة سنوية عـن ، كم 07المالية على التوظيفات حتى إذا طبقت أحكام الفقرة

"إدارة التوظيفات

تشابك المدفوعات و تبادل : المطلب الرابع

المدفوعات أن يكون في قصد طرفي الحسـاب أن يـدخل réciprocité يقصد بتبادل الحساب مدفوعات من كل منهما بحيث يكون كل منهما أحيانا دائنا وأحيانا مدنيا، بمعنـى أن

قوم كل من الطرفين بدور الدافع أحيانا ودور القـابض أحيانـا أخـرى ومعنـى تشـابك يدخول مدفوعات أحدهما مدفوعات اآلخر بحيث لو فرضنا أنه enchevêtrement المدفوعات

ـ كان دائنا اليوم فإنه يجب أن تتغير صفته من دائن إلى مدين قبل نهايـة م دة الحسـاب ــف اآلخر فإنه إذا كان اليوم مدينا فإنه يجب أال يظل مدينا فقـط وهكذا، وبالمثل بالنسبة للطر

إلى نهاية الحساب، كما أنه يجب أال يتفق على استبعاد المدفوعات من أحد الطـرفين حتـى فإذا اتفق على ذلك كان هناك تبادل في المدفوعات دون أن يكون 134.تنتهي مدفوعات اآلخر

طرفين مرة أو عدة مرات دافعا ثم مرة قابضا ثـم هناك تشابك، والواجب أن يكون كل من ال نتناول 135 . مرة دافعا وهكذا فإن شروط التبادل مجمع عليها أما شرط التشابك ففيه إختالف

:في فرعين .تبادل المدفوعات : الفرع األول .تشابك المدفوعات : الفرع الثاني

تبادل المدفوعات : الفرع األول

شرط أساسي العتبار الحساب جاريا ودونـه يعـد حسـابا إن تبادل المدفوعات هو بسيطا، وهو يقوم على قبول الطرفين أن يتعرض كل منهما لمخاطر إعسار الطرف اآلخـر طول مدة الحساب حتى تتم المقاصة الجماعية لكل العمليات عند قفل الحساب، ولكي يحقـق

ليصـبح دائنـا أحيانـا الحساب هذا الغرض يجب أن يقدم كل من طرفيه مدفوعات لآلخر وأخرى مدينا فإذا قام أحدهما فقط بدور الدافع دائما وقام اآلخر بدور القابض دائما لم تكـن للحساب صفة الحساب الجاري لتخلف شرط تبادل المدفوعات وبعبارة أخرى يجب أن تدون

بـادل المدفوعات في الجانب الدائن والجانب المدين لكل من الطرفين وألن وجـود هـذا الت أساسي لتحقيق الغاية من الحساب الجاري كان إشتراطه أمرا مجمعا عليه ويجب عدم الخلط

بين المقصود بتبادل المدفوعات كشرط الزم في كل أنواع الحساب الجاري واصطالح

291راجع مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص- 134و أشار إليه علـي البـارودي، و . 232، ص 1998حري، الدار اجلامعية، أساسيات القانون التجاري و القانون الب : مصطفى كمال طه : انظر -135

.492Joseph Hamel ,OP.Cit, PP242. p409، ص 1999القانون التجاري، دار املطبوعات اجلامعية، : حممد السيد الفقي

الحساب الجاري المتبادل أو المكشوف من جانبين والحساب الجاري البسيط أو المكشوف من المدفوعات شرط في كال النوعين، ألن كال من الطرفين في يقوم بـدور جانب واحد فتبادل

الدافع والقابض وكل ما هناك أنه في الحساب البسيط ال يمكن أن يكشف الرصيد النهائي إال 136 .عن مديونية أحدهما بالذات دون اآلخر

وهذا ال يعني حصول المدفوعات بصفة متبادلة فعال، بل يكفي أن يكون تبادل هـذه المدفوعات ممكنا أي يجب أن تكون الفرصة مفتوحة أمام كل طرف ليكون دافعا وقابضا ولو

ويعتبر حسابا جاريا إذا كان بطبيعته يكشف عن احتفاظ كل منهما في . لم يحدث ذلك بالفعل تقديم المدفوعات فالمهم إذن هو وجود التبادل قانونا ال فعال، أما إذا اتفق علـى أن أحـدهما

.يظل قابضا دائما أو دافعا دائما فإنه لن يكون الحساب جاريايجب أن

الحساب، فإذا كشف الطرفـان ويتتبع شرط التبادل ضرورة تعدد العمليات التي تدخلعن أنهما لم يتوقعا إال عملية وحيدة في اتجاه معين لم يكن الحساب جاريا، إذ يجب أن يكون

لمتبادلة و المتعددة بصورة تبرر استخدام الحساب الطرفان قد هدفا إلى سلسلة من العمليات ا الجاري قصد أن تفقد كل من هذه العمليات ذاتيتها وأن تندمج مع العمليـات األخـرى فـي

137 .حساب واحد متماسك وتظهر فيه كمجرد مفرد حسابي

تشابك المدفوعات: الفرع الثاني

اح ال يقتنـع بهـذا عرفنا أن المدفوعات يجب أن تكون متبادلة غير أن بعض الشـر هـذا " هامـل "الشرط بل يزيد عليه ضرورة أن تكون المدفوعات متشابكة ويشرح األسـتاذ

الشرط بقوله أن التشابك معناه أنه في خالل مدة معينة يجب أن تتخلل المدفوعات من أحـد الطرفين مدفوعات من الطرف اآلخر ، بحيث أن التشابك ينعدم إذا كـان متفـق علـى أن

أحد الطرفين، تبدأ فقط عند انتهاء مدفوعات الطرف اآلخر، ويؤكـد األسـتاذ أن مدفوعاتتكون المدفوعات متشابكة أو على األقل أن يكون تشـابكهما ممكنـا وال يكفـي أن تكـون

عة، ويضرب مثال لذلك بشخص يقترض مبلغا ثم يرده على دفعات فهذه المـدفوعات ـمتتابولذلك فالحساب الذي يجمع هذه . شابك مع عمليات السداد متتابعة ولكن عملية اإلقراض ال تت

بخالف ما إذا كان للمقترض، إذ سدد قسطا أن يعود فيسحبه ثم . العمليات ليس حسابا جاريا

و . 370، ص 1998دار اجلامعة اجلديدة للنشـر، مبادئ القانون التجاري، : حممد فريد العريين و جالل وفاء حممدين و حممد السيد الفقي :انظر-136

. 374، ص 2000قانون األعمال، دار اجلامعة اجلديدة للنشر، : أشار إليه أيضا حممد فريد العريين و جالل وفاد حممدين137_ J_ Vatin & A_Dusart: Droit commerciales éditions Fourcher, Paris,1992, p 164. Cass. Com 23 Mars 1993 , Rev . dr.banc 1993, p.156.

يرده ويسحب وهكذا فالحساب هنا جاريا لوجود تشابك بين عمليـات المصـرف وعمليـات .العميل المقترض

ودع العميل مبلغا ثم استرد هذا المبلغ علـى دفعـات مثال آخر فإذا فتح حساب وديعة بأن أ فالعمليات غير متشابكة وبالتالي فالحساب ليس جاريا، أما إذا اشترط جزءا من الوديعة ثـم أعاده وهكذا كانت عمليات اإليداع من العميل والرد من المصرف متشابكة وكان الحسـاب

ما التبادل فيفرضه ما تقدم من ضرورة بذلك جاريا ويبدو لنا أن شرط التشابك غير الزم ، إ أما التشابك فليسـت هنـاك حكمـة مـن . اتجاه نية كل طرف في التعرض إلعسار اآلخر

يكفي أن يكون تبادل المدفوعات ممكنا وأن يكون الطرفان قد استهدفا سلسلة إشتراطه ولذلك .من العمليات تدخل الحساب وتذوب فيه

عات يمكن أن يلعب دورا فـي إثبـات انصـراف نيـة وكل ما في األمر أن تشابك المدفو األطراف إلى تبادل المدفوعات أي أن هذا التشابك يعد قرنية يستعين بها القاضي على كشف

138.هذه النية ، ولكنه ال يعتبر شرطا قانونيا العتبار الحساب جاريا

.262، ص 2000منري حممد اجلنبيهي وممدوح حممد اجلنبيهي، أعمال البنوك ، دار الفكر اجلامعي، األسكندرية، - 138 25/01/1968 ق جلسة 31 لسنة 289 طعن رقم -نقض مدين جمموعة أحكام النقض. 28/11/1996 ق جلسة 65 لسنة 1446طعن رقم-نقض مدين

آثار عقد الحساب الجاري: الفصل الثاني جاري عقد ذو آثار خاصة لما لهذا العقد من ظروف إظطـرت طرفيـه عقد الحساب ال

.إلبرامه وهو إجراء تسوية نهائية عند قفل الحساب الجاري في نهاية مدته و بالتالي فإن آثار عقد الحساب الجاري ال تنصرف لعاقديه، و إنما تنصرف كـذلك

ب إذ أن هذا الحق بمجرد قيده للتأثير على طبيعة المدفوع ذاته ،وهو الحق الذي يدخل الحسا بالحساب يصبح مفرد من مفردات الحساب وال يجوز المطالبة به إال عند قفل الحساب ،وهو

فـتح على يترتبما يطلق عليه األثر التجديدي للحق الناشئ عن عقد الحساب الجاري هذا ،، لكن من أهم حساب جاري إمكانية إلقاء المدفوعات المتمثلة في حقوق الطرفين في الحساب

آثار الحساب الجاري إن الحق الملقى فيه يفقد ذاتيته واستقالله ويتحول إلى مجرد مدفوع أو .قيد في هذا الحساب، ويفسر الفقه هذا األثر بأن الدين يتجدد بمفرد قيده في الحساب الجاري

ـ ه ويترتب على إلقاء المدفوعات من جانب آخر أنه يتعين النظر إلى الحساب على أنكل ال يتجزأ ذلك أنه خالل مدة بقاء الحساب مفتوحا ال تنشأ أية عالقة مديونية بين الطرفين فهما في حالة حساب جار وال يكون أحدهما دائنا لآلخر حتى يكون اإلطـالع علـى قيـود

.الحساب في لحظة معينة فيكشف عن مديونية أحد الطرفين إزاء اآلخر

لحساب الجاري ضرورة إجراء قيد في الجانـب ويترتب كذلك على دخول الحق في ا الدائن لحساب الدافع وإذا تحول هذا الحق إلى مجرد قيد أو مفرد فـي الحسـاب ال يمكـن

ـ المطالبة به حتى قفل الحساب و يمكن القول أن الحق يزول تمهيـدا فل ـلتجديـده عنـد قيد الناشـئ عـن الحساب، ويحل محله بمجرد دخوله الحساب، مفرد حسابي وهذا هو التجد

فتح حساب جاري إمكانية إلقاء المدفوعات المتمثلة في حقـوق على يترتب.الحساب الجاريالطرفين في الحساب، لكن من أهم آثار الحساب الجاري إن الحق الملقى فيـه يفقـد ذاتيتـه

ين واستقالله ويتحول إلى مجرد مدفوع أو قيد في هذا الحساب، ويفسر الفقه هذا األثر بأن الد .يتجدد بمفرد قيده في الحساب الجاري

ويترتب على إلقاء المدفوعات من جانب آخر أنه يتعين النظر إلى الحساب على أنـه كل ال يتجزأ ذلك أنه خالل مدة بقاء الحساب مفتوحا ال تنشأ أية عالقة مديونية بين الطرفين

اإلطـالع علـى قيـود فهما في حالة حساب جار وال يكون أحدهما دائنا لآلخر حتى يكون .الحساب في لحظة معينة فيكشف عن مديونية أحد الطرفين إزاء اآلخر

ويترتب كذلك على دخول الحق في الحساب الجاري ضرورة إجراء قيد في الجانب الدائن لحساب الدافع وإذا تحول هذا الحق إلى مجرد قيد أو مفرد في الحساب ال يمكن المطالبة به

لتجديده عند قفل الحساب، ويحل محله و يمكن القول أن الحق يزول تمهيداحتى قفل الحساب .بمجرد دخوله الحساب، مفرد حسابي وهذا هو التجديد الناشئ عن الحساب الجاري

متماسكة ال يجوز تجزئتها إال عند قفل الحساب سواء و الحساب الجاري يعتبر كتلة محاسبية فاق اطرافه أو ألي سبب آخر يؤدي الي قفل الحساب كان هذا القفل بإنتهاء المدة أو بإت

،ويعتبر من أهم آثار عقد الحساب الجاري هو عدم تجزئته أثناء فترة سريانه وبالتالي فإن .مركز طرف الحساب ال يمكن معرفته إال عند قفل الحساب

ولما كان الحق ال يمكن المطالبة به أثناء سير الحساب فـإن الحقـوق التـي تـدخل اب تظل كلها متماسكة فيه وفيما بينها، فال تجوز معاملة مفرد منهما معاملة خاصة دون الحس

.غيره من المفردات، وهو ما يسمى بتماسك أو عدم تجزئة الحساب الجاري

وفي نهاية المدة المحددة للحساب أو بناء على طلب أي من طرفيـه إذا كان العقد غير محدد يتضح وفي هذه الحالة فقط يظهر مركز كل من الطرفين والمدة تتم تصفية هذا الحساب،

كذلك فإنه يتم سريان الفوائد على مدفوعات الحساب الجاري لهمـا من هو دائن لآلخر . ،وكذلك فإنه قد تكون هناك اتفاقات لألطراف على وحدة الحساب والمقاصة

.األثر ألتجديدي: المبحث األول

.تماسك و عدم تجزئة الحساب الجاري: المبحث الثاني

.الفوائد و العموالت في الحساب الجاري : المبحث الثالث .اتفاقات وحدة الحساب أو المقاصة: المبحث الرابع

لجارياألثر التجديدي للحساب ا: المبحث األولأول أثر يترتب على دخول الدين للحساب الجاري لصالح القابض هـو ضـرورة إن

إعطاء ائتمان يقابله لصالح الدافع، وبعبارة أخرى فإن من يقدم مدفوعا في الحساب الجـاري يفقد قيمته وينتظر أن يتلقى عنها مقابال، فالقيمة التي يقدمها تقيد في الجانب الدائن لحسـاباته

.بح دائنا للطرف اآلخر بقيمتها، بينما تقيد القيمة في الجانب المدين للطرف اآلخرألنه يص

ويعتبر القيد في الجانب الدائن للدافع ائتمانا مقابال للمدفوع ولهـذا يجـب أن يكـون مساويا لقيمة المدفوع وقت دخوله الحساب، ولذلك حكم أن المصرف الذي يتلقى في الحساب

ج مسحوبة من لندن بالجنيه اإلسترليني، عليه أن يقيـد قيمتهـا بعـد الجاري من عملية سفات تحويلها مع مراعاة الفائدة التي تترتب على العميل من التحويل، دون أن يكون للمصرف أن

139.يحل هذا التحويل قيمة يقدرها هو بطريقة تحكيمية جزافية وبالنسبة لعمليات متعددة

ل الحساب وقيد في حساب دافع االئتمـان المقابـل األصل أنه مادام المدفوع قد دخ و ه، فإن هذا القيد يعتبر نهائيا ال يجوز ألحد الطرفين الرجوع فيه، بمعنـى أن القـابض إذ ـل

يتلقى المدفوع إنما يتلقاه على سبيل التمليك ويتحمل مخاطره، وليس له أن يرجع في االئتمان .و نقصت قيمتهالذي أعطاه للدافع بحجة أن المدفوع قد هلك أ

:سنتناول هذا المبحث في أربعة مطالب هي كالتالي .المبدأ العام لألثر التجديدي :المطلب األول

.األثر التجديدي و النظرية التقليدية : المطلب الثاني

.األثر التجديدي و النظرية الحديثة :المطلب الثالث

.اآلثار الناتجة عن تجديد المدفوعات:ب الرابع المطل

.357املرجع السابق ،ص:ن عوض مجال الدي -139

المبدأ العام لألثر التجديدي: المطلب األول

أن دخول الدين في الحساب الجاري يؤدي إلى تجديده و المقصـود على الرأي استقر الدين يتحول إلى مجرد مفرد في الحساب الجاري، يحل محله مقابل في الجانب بذلك أن هذا

.مدين للقابض و المستسلم من ناحية و قيد في الجانب الدائن للدفع من ناحية أخرىال

هذا القيد األخير يعتبر مقابل للدفع عن حقه الذي أنتقل إلى المسـتلم و دخـل بـذلك .الحساب الذي يعتبر فيما بعد عنصرا في تكوين الرصيد النهائي للحساب

فق عليه صراحة أو يستخلص يوضح من أساس التجديد ال يفترض، بل يجب أن يت و استقر القضاء الفرنسي و القضاء المصري على أن التجديد ينشأ من الظروف، و تطبيقا لذلكـ إلدخـال ال و هو ينشأ من مجرد نية الطرفين ,عقد الحساب الجاري ديون الحسـاب ـــ

ـ فالجاري، فالدافع ال يمكنه أن يحتفظ بحقه و أن يقيد قيمته في الوقت ذاتـه ي حسـابه ــالدائن، وكل ما يستطيع االحتفاظ به هو الحصول على رضا الطرف آلخر باستبعاد الدين من

140.الحساب

.في عدة مسائل إن خصوم فكرة تجديد الدين للحساب الجاري يوجهون له النقد

األولى إن التجديد يجب أن يؤدي إلى إحالل دين جديد محل دين قديم بينما تقرر النظريـة ينقضي يحل محله مفرد حسابي، فـي حـين أن قليدية في الحساب الجاري إن الدين الذيالت

ـ _وهو المفـرد الحسـابي _وحدة قانونية و الثاني_وهو الدين الذي ينقضي_ األول دة ـوححسابية، فالمنطق يؤدي إلى القول أن مـا حـدث ال يمكـن أن يكـون تجديـدا بـالمعنى

ي يدور حولها النقد، فهي تأمينات الدين الذي يدخل الحسـاب وأما المسألة الثانية الت .القانونيحيث أنه من الصعب افتراض انصراف نية الدائن المضمون إلى التنازل عن تأمينه بمجـرد

. دخول دينه الحساب

ألن فيـه أنه ال أثر للحساب الجاري، و هو مبدأ مستقر ال عيب التجديد فكرة و يرى أنصار

تفسره العادة التجارية، بحيث إذا أقبل األفراد على الحساب الجـاري معقولة، و آثاره منطقيةآثاره المستقرة عرفا، وهذا ما يفسر انقضـاء تأمينـات فإنهم يقبلون كل ،كنظام أقره القضاء

الدين الذي يدخله، فانقضاء التأمينات أثر يقره العرف ولألطراف إذا أرادوا أن يبقـوا علـى دين خارج الحساب، ــا أن يستبقوا الـإم ي سبيل ذلك و سيلتانهذه التأمينات؛ وأمامهم ف

.342عمليات البنوك ،املرجع السابق ،ص:راجع مجال الدين عوض 140-

141.و إما أن يتفقوا على نقل التأمينات بحيث تضمن الرصيد الذي ينشأ في المستقبل

تطور القضاء إلى إقرار أثر التجديد للحساب الجاري سدا لحاجة عملية تتفـق مـع أدى وي وقت واحـد و ـــعمليات متعددة ف وظيفة الحساب الجاري المقصودة منه وهي تسوية

بطريقة واحدة، حيث تكون هذه التسوية أسهل من إجراء تسوية بمناسبة كـل عمليـة علـى 142 .حيث يكون في هذه التسوية اإلجمالية مصلحة للطرفين دون إضرار بالغير،انفراد

القانون المدني و نظرية التجديد : المطلب الثاني

نتطرق إلى نظرية التجديد من خالل منظور كـل مـن و في هذا الشأن يجدر بنا أن القانون المدني من جهة و نظرية القاصات المتتابعة من جهة أخرى، و هـو مـا سـنتناوله

:بالتفصيل فيما يلي

القانون المدني: الفرع األول

ورد في القانون المدني المصري نص خاص بالحساب الجاري حيث تناول قواعـد تحديـد .فيه االلتزامات

:على أنه مصري مدني355حيث نصت المادة

ال يكون تجديد مجرد قيد االلتزام في الحساب الجاري، و إنما يتجدد اللتزام إذا قطع "رصيد الحساب و تم إقراره ، على أنه إذا كان اللتزام مكفوال بتأمين خاص ، فإن هذا التأمين

."يبقي ما لم يتفق على غير ذلك

االعتراف بالتجديد بالنسبة متناقضا وخاصة بين استبعاد التجديد، و بيند ور ويبدو أن النصألنه استبعد أهم نتائج التجديد و هي انقضاء التأمينات، فقرر الـنص مبـدأ بقـاء للرصيد،

ـ االستثناء هو زوال التأمينات الخاصـة إذا اتفـق ع تأمينات االلتزام األصلي وجعل لى ــلتجديد هو زوال تأمينات االلتزام األصلي ألن الحـق ينقضـي ا في زوالها، بينما أن األصل

.بدخوله الحساب

المشرع المصري قد عدل عن نظرية الحساب الجاري كما أن و هناك رأي ذهب إلى مدني بمجرد 355استقر عليها الفقه والقضاء وإن المدفوعات ال تفقد ذاتيتها تبعا لنص المادة

141 -Josiph Hamel Les comptes en Banque OP.CIT.p420. 142 -Charistian gavalda et jean stauffet droit bancaire 4 edition 1999 page 145pp301

ى الحق محتفظا بخصائصه واستقالله وتوابعه، ويظل الحـال دخولها الحساب الجاري بل يبق 143.كذلك حتى يقطع الرصيد فإذا قطع الرصيد وتم إقراره وقع التجديد

منطق التجديد يقتضي انقضاء التأمينات الضامنة لاللتزام األصلي بانقضاء قد كان ومة في هذا الصـدد االلتزام األصلي عند قفل الحساب غير أن المشرع خرج عن القاعدة العا

.وقرر بقاء هذه التأمينات ضمانا للوفاء برصيد الحساب الجاري

والراجح أن االلتزام الذي جرى قيده في الحساب الجاري، تفنى ذاتيته بإدماجـه فـي الحساب، وفقا للقواعد المقررة في الحسابات الجارية وهي قواعـد تقتضـيها طبيعـة هـذه

دخوله في الحساب مفردا من مفرداته، ومن ثم ينقضـي الحسابات، فيصبح المدفوع بمجرد هذا االلتزام قبل أن يتم تجديده، وال يحل محله التزام جديد إال عند قطـع الحسـاب، ولكـن يختلف ذلك عن انقضاء االلتزام األصلي، خالل تشغيل الحساب مفردا باعتباره عنصرا مـن

مكفوال بتأمين خاص، أن ينقضي هذا عناصر الحساب، وكان من المفروض إذا كان االلتزام التأمين بانقضاء االلتزام األصلي، ولكن النص الصريح يبقى هذا التأمين الخاص، ما لم يتفق

144 .على غير ذلك

نظرية التجديد ونظرية المقاصات المتتابعة : الفرع الثاني

وذهب رأي آخر إلى تكييف طبيعة تحول المدفوعات داخل الحساب الجاري، علـى نها نتيجة عمليات مقاصة متتابعة، ألن كل مدفوع يدخل الحساب ينقضي انقضـاء كليـا أو أ

جزئيا تبعا لقيد المدفوعات، أما انقضاء المدفوعات فإنه يترتـب علـى عمليـات المقاصـة 145 .المتوالية

وهكذا تفسر هذه النظرية طريقة القيد المحاسبي للحساب الجاري، ذلك أن المصـرف كلمـا ـ يد بمناسبة قيد كل ع ـيدا بين الرص ـرى ق ـمدفوع في الحساب، أج أجرى قيد ملية، ـــ

والمقصود ببيان الرصيد هو تحديد مركز العميل عقب كل عملية، ولكن يترتب علـى هـذه أن يطالب بالرصيد بمجرد ليس له الذي المقاصة المحاسبية أن يتحدد المركز القانوني للعميل

إال بمقدار المطالبة حق كذلك للعميل وليس .قيد مدفوع من المدفوعات

.359 السابق،صاملرجع:مجال الدين عوض :راجع 143-. 359علي مجال الدين عوض عمليات البنوك املرجع السابق ص- 144 .83 عباسي حسين عمليات البنوك املرجع السابق ص- 145

الرصيد عند قفل الحساب، عندئذ تجرى عملية مقاصة واحدة تشمل مجموع عناصر الجانب .المدين للحساب ومجموع عناصر الجانب الدائن للحساب

وفضال عن ذلك، فإن نظرية المقاصة ال تفسر تحول المدفوعات داخل الحساب إلى مفرداته ـ ذلك، فإن القول بأن الحساب الجاري يتضـمن عمليـات مق بل على لعكس من اصة ـــ

متتابعة، قول يتناقص مع ما استقر عليه القضاء من أن المدفوعات تفقد خصائصها األصلية بدخول الحساب، فليست لها صفة القرض وليست لها صفة الوفاء بالتزام، بينما أن المقاصـة

.تفيد معنى الوفاء

النظرية الحديثة التجديدي فياألثر: المطلب الثالث

يفرق بعض الباحثين بين دخول الحق في الجانب المؤجل ودخوله في الجانب الحال :وسوف نفصل ذلك في الفرعين اآلتيين

المؤجل الجانب في الدين دخول آثار : الفرع األول

يترتب عن دخول الدين في المؤجل نتائج تضمها فكرة أساسية هي أن الحقوق التـي تدخله، هي التي تصلح لوفائها فورا وإن كانت تستخدم كضمان للحقوق المقابلة في الجانـب الحال، للطرف اآلخر في الحساب، ولهذا فكل اآلثار التي تتفرع عن فكرة الوفـاء، تسـتبعد ترتيب كل ما يقوم على فكرة تخصيص هذه الحقوق كضمان، وتدور حول محاور ثالث هي

:كالتالي

ألن دخول الحق للحساب ال يعد وفاءا وبعبـارة النظريـة :ل ليس تسويةالمؤج: أوالفيبقى مؤجال أو معلقـا إن (فيظل قائما بتأميناته ودعا ويه وأوصافه "يتجدد الدين ال"التقليدية

كان كذلك كما يستمر خاضعا لنظام الفوائد الخاص به أن كان، ولهذا يميل عادة إلى قيد حقه دم وفاء ورقة قام بخصمها، في المؤجل حيث تظل ضـمانات هـذا الصرفي، الناشئ من ع

.الحق الصرفي قائمة

مادامت الحقوق التي تدخل المؤجل تكون بالضرورة ضمانا للحقوق المقيدة في الجانب :ثانياالمقابل فإن للطرف اآلخر في الحساب حقا في هذا الضمان ال يعطله سـبب، فتظـل هـذه

. يها وال لحوالتها وال للحجز عليها من دائن آخر، لمن قـدمها الحقوق غير قابلة للتصرف ف كما ال يؤثر إفالس هذا الطرف على حق المستفيد من هذا الضمان ألن اإلفالس إنما يمكن

ـ ذا ـالتصرف فيها وإخراجها من هذا الضمان، متى قبل الطرف اآلخـر فـي الحسـاب ه .146 التصرف

جل إلى الجانب الحال متى توفر لها شروط صـالحياتها تنتقل الحقوق المقيدة في المؤ :ثالثاللوفاء ، كحلول األجل أو تحقق الشرط أو أصبحت مقدرة ، وذلك تلقائيا دون حاجـة إلـى

147.تدخل أحد الطرفين، تطبيقا لقاعدة عمومية الحساب الجاري الحق في الجانب الحال آثار دخول: الفرع الثاني

في أصله قد نشـأ الحق بأن كان ,مباشرة ي الجانب الحالمتى توافرت شروط دخول الحق ف للوفاء أو أصبح كذلك بعد دخوله المؤجل، فينتقل إلى الجانب الحال، ويترتب عن ذلك صالحا

.النظرية التقليدية بفكرتي التجديد والتماسك األثران اللذان يعرفان في

الوفاء، أي دخول الحـق وتؤكد النظرية الحديثة، أن األثر الجوهري هو التسوية أو بمعنى أن الحق ينقضي بال خالف على ذلك في أي نظرية قيلت . الحساب الذي ساوي وفاءه

وهنا ينتهي الطريق الخاص الذي تسلكه النظرية الحديثة، وتبدأ السـير فـي نفـس طريـق ق النظرية التقليدية، فتترتب نفس اآلثار المستقرة النقضاء الحق الذي دخل الحسـاب، فـالح

ينقضي وتنقضي معه دعاواه وضماناته ونظامه القانوني عموما، ويكون انقضاؤه نهائيا فـال .رجوع فيه من جانب الدافع إذ ال يمكن إخراج هذا الحق من الحساب لمعاملته معاملة خاصة

وتخضع هذه التسوية لنظام قانوني خاص قوامه فكرتان أساسيتان هما ، إن الحقـوق 148. حصل وفاؤها وذلك بطريق اندماجها في رصيدتنقضي كما وكان قد

وتقول محكمة النقض الفرنسية أن دخول الحق :فالحقوق تنقضي بما يشبه الوفاء: أوالأن تنقضـي جميـع : الحساب يعد وفاء أو يساوي الوفاء، ويرتب القضاء الفرنسي على ذلك

فوائـده وإذا كـان ضمانات الحق أيا كان نوعها ومصدرها، وتنقضي دعاواه، ويقف سريان القابض في الحساب يريد الحلول محل الدافع في حقه ضد المدين وجب أن ال يتـأخر هـذا الحلول عن لحظة القيد في الحساب الجاري ألن هذه هي لحظة انقضاء الحق ، ويخضع القيد في الحساب ألحكام عدم النفاذ الخاصة باإلفالس والتي تنطبق على وفاء الـديون، ويعتبـر

.ول الحق الحساب نهائيا كما يعتبر الوفاء نهائيادخ

363 علي مجال الدين عوض عمليات املصارف من الوجهة القانونية املرجع السابق ص - 146

.364مجال الدين عوض ،املرجع السابق،ص:راجع 147- .365ل الدين عوض ،نفس املرجع صمجا:راجع - 148

أي أن الحق ينقضي بأن يندمج في رصـيد، ويترتـب :رصيد واحد في اندماج الحق: ثانياعلى ذلك نتائج أخذ بها القضاء الفرنسي وإن كان ينسبها إلى مبدأ عدم تجزئة الحساب الذي

:على وجه التحديدنادي به الشراح وأهم النتائج التي توصلوا إليها هي

استبعاد قواعد انقطاع الديون، الواردة بالقانون المدني وذلك ألن الحقوق، إذ تندمج في .بعينه في الجهة المقابلة رصيد واحد، فإنه ال محل القتطاع المدفوع من حق آخر

وال يعتبر المدفوع في الحساب الجاري وفاء المدفوع في الجانب اآلخـر وال وفـاء ؤقت للحساب، فكل حق إنما يندمج في الرصيد، القائم قبل دخوله الحساب، ليكون للرصيد الم

صحيح إن دخـول . معه رصيد جديدا، ولكنه ال يعتبر وفاء للرصيد القائم وال وفاء جزئيا له الحق قد يؤدي إلى إنقاص الرصيد القائم بوقوع مقاصة بينهما إال أن االندماج قد يؤدي إلـى

.ف عنهامقاصة إال أنه مختل

فالحساب الجاري تنظيم مبسط لتسوية الحقوق بطريق تكوين متتابع للرصيد وليس فقط مجرد .تسوية بطريق المقاصة

ويالحظ أن القاعدة القائلة أن أي مدفوع ال يعتبر وفاء لمدفوع آخر يقابله ال تنطبق إال فـي دفوع قد تم بأمانة وفي حدود، وذلك عندما يكون الحساب يسير سيره الطبيعي، ويكون هذا الم

نطاق التوقيعات األصلية لعقد الحساب الجاري، فلو كان المـدفوع مجـرد أداة مصـطنعة لتخفيض الرصيد المدين و إعطاء القابض ميزة على الدائنين اآلخرين كان المـدفوع وفـاء

149 .حقيقيا، والقضاء يطبق عليه األحكام الخاصة بالوفاء

.366 علي مجال الدين عوض عمليات البنوك من الوجهة القانونية املرجع السابق ص - 149

آلثـار الـنـاشئـة عن تجديد المـدفـوعـاتا : المطلب الرابع

إن تجديد المدفوعات في الحساب الجاري ينشأ عنه آثار هامة تخص الحساب الجاري :عامة و الديون بوجه خاص و هو ما سنتناوله تباعا على الوجه التالي

:تحول المدفوع إلى بند في الحساب -1

نه متى ألقي الدين كمدفوع في الحساب فإنـه القاعدة العامة في الحساب الجاري هي أ يتحول إلى مجرد بند من بنوده وينقضي وتزول صفاته الخاصة بحيث ال يعتبر الدافع دائنـا

ففي هذه الحالة فإن ديـن . لقابض إال إذا قفل الحساب وظهر الرصيد النهائي دائنا لمصلحته تماما عن الدين الذي انقضـى الرصيد الذي يتحدد عند قفل الحساب هو دين مختلف ومستقل

مـن قـانون التجـارة 303نصت عليه المـادة و هو ما كمدفوع في الحساب أثناء تشغيله من قـانون التجـارة 303 من قانون التجارة السوري والمادة 398المصري وتقابلها المادة

لم يورد أي في حين ان التشريع الجزائري من قانون التجارة األردني؛111اللبناني والمادة .150نص في ذلك

:زوال الدعاوى المتعلقة بالدين المدفوع - 2مما يترتب على تجديد الدين أن انقضاء الدعاوى التي تحمي الديون بمجرد إدراجهـا في الحساب الجاري وتحل محل هذه الدعاوى دعوة واحدة تحمي دين الرصيد، إذا كـان الـدين

151 .محميا

لجاري إلى مجرد مفرد حسابي، و ذلك طبقا للنظرية و يتحول الدين بدخوله الحساب ا التقليدية، و بذلك يمتنع على أي من طرفي الحساب أن يدعي بخصوص هـذا الـدين علـى أساس العقد الذي أنشأه، بل كل ما له هو االستناد إلى عقد الحساب الجاري، و هـذا األثـر

تي تدخل الحساب إلى وقت قفلـه يتفق و نية الطرفين التي تهدف إلى إرجاء تسوية الديون ال وبالتالي تسويتها جميعا بشروط واحدة هي شروط الحساب الجاري، كما حكم تطبيقـا لهـذا األثر، أنه إذا كان بيد الدائن سند تنفيذي بالدين فقد صح استخدام هذا السند بمجـرد دخـول

ة و تراضي معه الدين الحساب، كذلك فإن المودع الذي علم أن الوديع قد تصرف في الوديع في ثمنه في حساب جار قائم بينهما، فإنه يفقد حقه في مقاضاته بعد ذلك على أساس عقد

مـن قـانون 111ذكرهتا املواد . 416أشار إليها عبد القادر حسني العطري، املرجع السابق، ص .643حممد السيد الفقي، املرجع السابق، ص -150

. جتاري كوييت395 جتاري عراقي، 219 جتاري لبناين، 303 جتاري سوري، 398ا املادة التجارة األردين، تقابله151 _ Joseph Hamel: Op Cit, PP 252, P 430.

الوديعة، و إذا كان القابض مدينا للطرف اآلخر بدين، بوصفه وكيال عنه، و دخل هذا الدين مـن الحساب، فإن هذا الدخول يخلق رابطة قانونية جديدة، ألن التزام القابض لم يعد ناشـئا

ابتـداءا مـن هـذه _ عقد الوكالة و إنما من عقد الحساب الجاري، لذلك لم يعد هناك محل لجريمة خيانة األمانة من جانب القابض، و لهذه الفكرة تطبيقات كثيرة في عالقـة _ اللحظة

التجار بالوكالء بالعمولة، الذين يعاملونهم من ناحية فيما يتعلق، بثمن األشياء التـي يتـولى الوكالء بيعها، و من ناحية أخرى بالعمولة المستحقة لهم و المصاريف، فهذه المبـالغ هؤالء

يظل الوكالء مدينين بها بوصفهم كذلك حتى دخولها الحساب الجاري فتصبح ديونهم ناشـئة 152 .عن الحساب الجاري ال عن الوكالة بالعمولة

جاري سقوط الضـمانات يترتب على تجديد القيد في الحساب ال :زوال التأمينات-3 تقابلهـا من القانون المدني المصري التـي 188المقررة لمصلحة الدين القديم تطبيقا للمادة

تقضي بأن التأمينات التي كانت علـى الـدين من القانون المدني الجزائري التي 355المادة غيرهمـا مـن القديم ال تكون على الدين الجديد فتزول الرسوم وحقوق االمتياز والكفاالت و

.153 التأمينات الضامنة للدين منذ اللحظة التي يدخل فيها الحساب الجاري

وقد يتفق الطرفان عند دخول الدين في الحساب على إبقاء التأمينات، كمـا صـرحت إذا تبين من العقـد أو مـن قـرائن إال …" من القانون المدني حيث تنص188بذلك المادة

الجديد وإذا كانت قاعدة عدم قابلية الحسـاب تقالهما على الديناألحوال أن قصد المتعاقدين انالجاري للتجزئة ال تجيز أن يكون ألحد المفردات لحساب تأمين خاص ولكن ال يوجد ثمة ما يمنع من انتقال التأمين المقرر ألحد الديون إلى رصيد الحساب، إذا اتفق الطرفان على ذلـك

يجوز للمحكمة أن نستنتج توافر هذه النية مـن سـلوك عند دخول الدين في الحساب كما أنه " .الطرفين

وهذا هو الرأي الذي أخذت به محكمة النقض الفرنسية فقضت بأن قضاة الموضـوع هم الذين يفصلون في إثبات نية انتقال التأمين المقرر ألحد الديون الداخلـة فـي الحسـاب

ضوع قابال للنقض إذا قضـى ببقـاء الجاري إلى رصيد هذا الحساب ويكون حكم قضاة المو 154 .التأمينات دون إثبات اتفاق طرفي الحساب على هذا البقاء

.346ص , مرجع سابق, علي مجال الدين عوض- 152 . قانون مدين جزائري254 تقابلها املادة - 153 .1935/1/387سريي _ عرائض فرنسي1935 يوليو 29 هذا ما قضت به حمكمة النقض الفرنسية يف - 154

لكن خصم ورقة تجارية من الحساب الجاري، ال يدخل في هذا الحساب، ذات الـدين الـذي تمثله الورقة المخصومة لذلك ال يترتب على هذه العملية زوال التأمينات القدرة لهده الورقـة

امات الموقعين عليها، وعن الدين لديهم يدخل في الحساب الجاري، تابعـا للكيفيـة وهي التز فيتم الوفاء بـه بـدفع ثمـن المحال عليه التي يفسر بها عملية الخصم، أما دين المحيل قبل

.الورقة التجارية

عميلـه المظهـر إلـى المصرف إن القرض المضمون بالورقة التجارية الذي قدمهالرجوع على حلول ميعاد االستحقاق، وعدم قيام المسحوب عليه بالوفاء ، يجوزللورقة، فعند

فيكون بإلغاء قيد الورقة -الدافع–بقية الموقعين، أما رجوع المصرف على من يسلمه الورقة .بإجراء قيد عكسي

وبما أن دخول المدفوع في الحساب الجاري يزيل الدين، فهو يزيل أيضا كل دعـوى فإذا تعاقبت عدة مصارف فبي إمساك حسـاب جـار، وقـع .ا الدين األصلي مترتبة على هذ

التجديد كلما يغير أحد طرفي الحساب بسبب قيد أرصـدة الحسـاب القـديم فـي حسـاب . قانون مدني جزائـري 254ويزيل هذا القيد الدين الناتج عن كل رصيد تقابلها المادة .جديد

وإذا لم يستول .لمستخرج من آخر حساب جديد وال يكون للعميل إال حق المطالبة بالرصيد ا في حالة إفالس المصرف األخير ،فال يكون له حق الرجوع .من هذا الرصيد األعلى نصيب

155. على المصارف السابقة على المصرف المفلس : حلول المفرد الحسابي محل الدين األصلي-4

عليه كل قواعـد يزول الدين األصلي ويحل محله مفرد من مفردات الحساب وتسري :الحساب الجاري، من ذلك مثال

: تطبيق التقادم الخاص بالرصيد-)أ

من مظاهر التحول أو التغيير في أحكام الدين الذي دخل الحساب أنه يصبح خاضع للتقـادم الذي كان يحكمه قبل دخوله الحساب، بل يخضع للتقادم المقرر للرصيد الناشـئ مـن عقـد

تقادم العادي، و يفسر الشراح هذا األثر بفكرة التجديـد، و يفسـره الحساب الجاري، و هو ال مادام الوضع أثناء سير الحساب هو أنه لـيس " كذلك مبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري، فإنه

هناك دائن و ال مدين بل مجرد مفردات ال تجوز المطالبة بها إلى وقت قفل الحسـاب فـإن ، فدخول الدين الحسـاب يوقـف "قف التقادم الخاص به الدين يظل معلقا بالنسبة للطرفين و ي

. 345املرجع السابق ،ص:مجال الدين عوض - 155

سريان تقادمه لتعذر إمكان المطالبة به، و يؤدي قفل الحساب و استخراج الرصيد إلى تطبيق 156.تقادم موحد بالنسبة لكل عناصر هذا الرصيد

و تطبيقا لذلك، فإذا كان الدين الذي دخل الحساب مكونا من فوائد تتقادم بمضي خمس نه ال يتقادم إال بالتقادم الطويل المقرر للرصيد، و إذا كان الدين بعد دخوله الحساب سنوات فإ

تترتب عنه فوائد فإن هذه الفوائد ال تتقادم بدورها حتى وقت قفل الحسـاب، و لكـن فوائـد الرصيد ذاته تتقادم بخمس سنوات من تاريخ بدء سريانها، كذلك إذا سحب شخص من الغير

طرفين إلذن الطرف اآلخر، و دخلت قيمتها الحساب فإن التزام المسحوب سفتجة على أحد ال بل يخضع للتقادم وفقا ألحكام السفتجة في القـانون التجـاري عليه ال يتقادم بالتقادم الخمسي

البته ـ، بخالف ما إذا المسحوب عليه شخصا من الغير فتجب على المستفيد مط الجزائـري فقالت محكمة , ذلك القضاء المصري ـقادم الخمسي، قد حكم ب و إال تعرض للتمسك عليه بالت

من المتفق عليه علما و قضاء أن رصيد الحساب ال تسـري عليـه " أن 157استئناف األهلية قانون تجاري و لكنه يقع تحت أحكام التقادم العادي فـال 194قاعدة التقادم المقررة في المادة

يضا أنـه لـو دخلـت قيمـة إحـدى األوراق سنة، و من الثابت أ 15تسري عليه إال مدة تجاري و اندمجت في الحساب الجاري فإن هذا التصـرف 194المنصوص عليها في المادة

يعتبر قانونا استبداال للدين و يخرج من حكم القواعد المبينة بتلك المادة و ال تسري عليه فيما 158." سنة15يتعلق بالتقادم إال المدة الطويلة أي

قد هاجم بعض الشراح هذا األثر الخاص بالتقادم في بعض نواحيه، قائال و مع ذلك، ف أن األثر التجديدي للحساب الجاري يوجد التقادم بالنسبة للديون كلها، و لكـن هـذا التقـادم

ـ و لكن هـذا ال . يسري ليس من وقت قفل الحساب و إنما من وقت دخول الحساب رأي ـــ معاملة كل مفـرد ع _ كقاعدة عامة _ يمنع منتقد، ألن مبدأ تماسك الحساب الجاري لى ــ

انفراد، فضال عن أن التقادم يفترض إمكان المطالبة بالدين و هو مـا ال يجـوز مـع قيـام ـ و يبدو رأي هذا الفريق غريبا إذا تصورنا حسابا مفتوحـا منـذ م . الحساب الجاري دة ــ

ة التمسك بتقـادم ديـون طويلة، كثالثين سنة مثال فهو يؤدي إلى إعطاء أحد الفريقين فرص .دخلت الحساب و هو ما لم يقل به أحد

.348املرجع السابق ،ص:مجال الدين عوض- 156.1926يونيه15حمكمة إستئناف مصر األهلية -157

.3661ص1854 دالوز الدورى 1953مارس 08نقض فرنسي - 158

: الصفة المدنية و التجارية للدين-)ب

الدين مدنيا و الحسـاب تجاريــا يكسب الدين وصف الحساب الذي دخله، فإذا كانـ جاري يصبح مدنيا ب ــصار الدين كذلك، و العكس صحيح، فالدين الت دخوله حسـابا ــ

ففيما يتعلق بالفائدة، إذا . اء على ذلك نتائج هامة فيما يتعلق بفوائد الدين مدنيا، و يرتب القض فوائد فال يرتـب الـدين بعـد كان الدين ينتج فوائـد و كان الحساب بمقتضى العقد ال ينتج

دخوله أية فائدة، لكن هذا وضع نادر و الغالب أن الدين الذي ال ينتج فوائـد يرتـب فوائـد مستقر هو أن هذه الفوائد تترتب بقوة القانون دون حاجة إلى االتفـاق بدخوله الحساب، بل ال

.عليها

أما بخصوص المهلة القضائية فقد ثارت المناقشـة بمناسـبة : المهلة القضائية -)جحساب تتكون عناصره كلها من ديون صرفية، فالقانون يقضي بتحريم إعطاء مدين نشأ دينه

، فهل للمدين برصيد حساب مكون من ديون صـرفية عن ورقة تجارية مهلة قضائية للوفاء أن يطلب مهلة للوفاء؟ في هذه المسألة خالف، و القضاء يؤكد على أن الدين الـذي يـدخل الحساب الجاري يفقد ذاتيته األصلية و بذلك يكون دين الرصيد، دينا عاديا، يمكن للمدين بـه

159.بتحريم المهلة هو نص استثنائياإلستفادة من مهلة قضائية السيما و أن النص الخاص

فـي كـل بالنظر في الحساب الجـاري، تفصل المحكمة المختصة : االختصاص-)دالمنازعات المترتبة على أي مفرد من مفردات هذا الحساب ،يقطع النظر عن المكان الـذي

160 . تمت فيه العمليات التي تولدت عنها الديون الداخلية في الحساب

تستحيل االلتزامات الطبيعية التـي تـدخل فـي الحسـاب : بيعيةااللتزامات الط-)وجاري، إلى مفردات طبقا لقواعد التجديد، بشرط أن يقبل المدين دخـول التزامـه فـي ـال

الحساب، كالدين المتقادم الذي يدخل في الحساب الجاري، ويعتبر المدين أنـه تنـازل عـن 161.التقادم الذي اكتسبه

على دين القمار، عند وجود 1885ية هذه القاعدة قبل سنة وقد طبقت المحاكم الفرنس حساب جار بين سمسار في البورصة وعميله ورفضت دفع دين المقامرة الذي تمسك به

العميل معتمدة على نظرية التجديد، في حالة ما إذا قيد السمسار في جانبـه ومـن حسـاب .ل في صفقاته اآلجلة في البورصةالعميل، الفروق المترتبة على الخسائر التي لحقت العمي

.368نونية املرجع السابق ص علي مجال الدين عوض عمليات البنوك من الوجهة القا- 159 ..369نفس املرجع ص : علي مجال الدين عوض - 160

161 _ Josseph Hamel; Op Cit, PP 254, P433.

وال يتفق هذا الرأي مع ما ذهب إليه القضاء ، من انه ال يترتب على تحريـر سـند ـ تجديد دين القمار ،وال يحيله إلى دين مدني، ومن ثم لـم تأخـذ بـه محكمـة الن قض ــ

ا يعتبـر فرنسية، على أن القضاء لم يقرر هذا االستثناء ، ال بالنسبة لدين القمار، وهو م ـال .خروجا عن القاعدة العامة في االلتزامات الطبيعية

: بعض الروابط بين المفرد الحسابي والدين األصلي بقاء -5

ال يقطع دخول الدين في الحساب الجاري، وما يترتب على هذا الدخول مـن تجديـد وتظهر هـذه .التعهد، الروابط بين المفرد الحسابي والدين األصلي الذي تولد عنه هذا المفرد

: الروابط فيما يلي

يدخل في المفرد الحسابي في الجانب المدين متحمال باألجل المقرر علـى : األجل-)أ .الدين األصلي الذي يمثله المفرد

إذا زال الدين األصلي، وإذا قضى ببطالنه لفعل الحـق لدخولـه فـي : البطالن-)ب التجديد، فإذا كان الدين األصلي بـاطال الحساب الجاري صار المفرد بال سبب، طبقا لقواعد

ألنه دين ربوي، فال يطهره التجديد من هذا العيب ويتعين حذف ما يقابل تلك الفوائد الربوية .من الحساب

إلى وكيل بالعمولة، وباعها ودخل الـثمن إذا ما سلمت بضاعة :استرداد الثمن-)جـ لمشتري، جاز لمالك البضـاعة، وه في الحساب الجاري القائم بين الوكيل بالعمولة وا و ــ

الموكل، أن يسترد الثمن من المشتري كله أو بعضه إذا وقعت فيه المقاصة بحيث صار هذا 381/396المشتري مدينا للوكيل بالعمولة عند إقفال الحساب بسبب إفالس الوكيـل المـواد

.ائري القانون المدني الجز365 تقابلها المادة رقم قانون التجاري المصري

إذا اشترى تاجر بضاعة، وأرسلها البائع إلى المشتري، وفـي أثنـاء : فسخ البيع-)د .وجودها في الطريق شهر إفالس المشتري، جاز للبائع فسخ البيع

تجاري مصري يجوز استرداد البضاعة المرسلة للمفلس ما دامت لم 383/398وتؤكد المادة ولة المأمور بيعها على ذمتـه، إذا كـان المفلـس مخازنه أو مخازن الوكيل بالعم تسلم إلى

المذكور لم يدفع ثمنها كله، أو حررت بإسمه ورقة تجارية أو دخل في الحساب التجاري بينه 162.وبين البائع له

.351املرجع السابق ،ص :مجال الدين عوض- 162

افتراض اشتمال األوراق التجارية المخصومة في الحساب التجاري على شـرط -)وسبب، اشتمال األوراق التجارية المخصومة يفترض الشراح اعتمادا على نظرية ال: التحصيل

التحصيل، ويجيز هذا الشرط، في حالة عـدم دفـع الورقـة شرطفي الحساب الجاري على التجارية، إجراء قيد عكسي وهو ما يعتبر وسيلة لرجوع القابض، على الدافع والقيد العكسي

ن هذا الرجوع إلى يجعل دعوى الرجوع الصرفي عديمة الجدوى، إذ يتحول الحق المتولد ع مفرد بسيط يقيد في جانب المديونية في الحساب الجاري ،وتسرى عليه كل قواعد الحسـاب

و القيد العكسي هو حق اختياري . الجاري، وبخاصة التقادم الطويل بدال من التقادم الخماسي ـ اري للمصرف فيلجأ إليه إذا قبل التنازل على الحقوق الشديدة التي أعطاهـا القـانون التج

للحامل، ويعتبر القيد العكسي بمثابة وفاء للورقة التجارية، وال يستطيع المصرف بعد ذلـك 163.لالحتفاظ بملكيتها أن يستند على عدم وفاء الورقة

.123املرجع السابق ،ص :منري فهيم - 163

ي تماسك أو عدم تجزئة الحساب الجار: المبحث الثاني

جاري الـذي حظـي إن األثر الثاني للحساب الجاري هو مبدأ عدم تجزئة الحساب ال باهتمام كبير من جانب مختلف التشريعات و كذا الفقه و القضاء، لذلك سنتطرق إلى معالجته

،ثم التعرض إلى اإلستثناءات الواردة علي المبدأ ،ثـم تفصيال مستهلين ذلك بتوضيح مفهومه .نعرج علي التطور الذي مس المبدأ

ب الجاريمفهوم مبدأ عدم تجزئة الحسا: المطلب األول

المبدأ هو أن الدين بدخوله الحساب يتحول إلى مفرد الحسابي ، ويفقد بذلك كثيرا من صفاته إنه يندمج مع غيره مـن التي كانت له؛ ونرى اآلن هذا المفرد الحسابي ال يعيش منفردا، بل

164 .المفردات داخل الحساب حتى يحين موعد قفله ليشارك معها في تكوين الرصيد

تعريف مبدأ التجزئة الحساب الجاري: ولالفرع األ

المفرد يندمج مع المفردات األخرى، وإنه أن فالمقصود بعدم تجزئة الحساب الجاري،طالما أن الحساب مفتوح ال يمكن النظر فيه إلى مفرد بعينه لمعرفة مركز طرفيه من الدائن

أن عمليات الحسـاب " عن ذلك بقولها 165النقض الفرنسية ومن المدين؟ وقد عبرت محكمةالجاري تتتابع إلى أن يحين وقت قفله، وهي تكون كال غيـر قابـل للتجزئـة، ومـا دام أن الحساب مفتوح، فال يوجد حق وال دين وإنما هناك مفردات تقيد في جانب األصول وأخـرى في جانب الخصوم، ويظل الحال كذلك حتى يحـين وقـت تسـوية الحسـاب واسـتخراج

مركز كان معلقا إلى هـذا عندئذ مركز كل من الطرفين إزاء األخر وهود، فيتضح ـالرصي " 166الحين

فكرة التماسك، ولكنه يخالف النظرية التقليدية من حيـث أن التماسـك " هامل"يؤيد األستاذ - :عنده يقوم على أفكار ثالثة

ـ -1 ال يمكـن إذا نظرنا ال إلى داخل الحساب وجدنا المفردات متماسكة مع الحساب ذاته ف .استخراج الرصيد منها والمطالبة بأحدها وال معاملة مفرد منا معاملة خاصة

إذا تبني من غرض الطرفني أن . ام إذا ورد على حمل ال يقبل االنقسام بطبيعتهال يقبل االلتزام باالنقس: القانون املدين اجلزائري262أنظر املادة - 164

.تنفيذ االلتزام ال ينقسم، وانصرفت نيتهم إىل ذلك Joseph Hamel, Op Cit, PP 255,P 437 ؛ آيلتان 1932مايو 24 قد أقرت هذا املبدأ صراحة حمكمة االستئناف املختلطة يف حكمها بتاريخ 1903/1/472 يونيو 24نقض مدين _ 165

. 302 ص 44العدد 166 -Christian gavalda et jean stouffet O.P page 150 pp. 311

إلى عالقة المفردات فيما بينها وجدنا كل – ال إلى عالقة المفردات بالحساب – إذا نظرنا -2 .مفرد منها مستقال عن األخر كأنها فروع من شجرة واحدة، فال عالقة بين مفرد وأخر

أثناء سير الحسـاب، ظم الشراح القدامى عدم إمكان معرفة الدائن والمدين بينما يرى مع-3أن من الممكن دائما وقف الحساب مؤقتا لمعرفـة " هامل"ويترتب على ذلك نتائج عدة يرى

.مركز طرفيه في خطة اإليقاف

أساس مبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري: الفرع الثاني

الذي يهدف إلى إرجاع المقاصة بين الديون إلى ويرجع هذا األثر إلى قصد الطرفين وقت اإلقفال النهائي للحساب، وقبل ذلك فليس هناك سوى مفـردات فـي الجانـب الـدائن والجانب المدين، وفكرة التماسك هي وحدها التي تفسر هذه الفترة المعلقة بين دخول الـدين

167.للحساب حتى وقت إقفاله، إذ هي التي تربط المفردات بالحساب

:ينتج عن األخذ بمبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري عدة نتائج أهمها

ال تجوز المطالبة باستحقاق أي مفرد فـي :امتناع المطالبة بأي مفرد من الحساب -1الحساب ويقوم هذا الحكم على إرادة الطرفين إذا قصدا تأجيل تسوية الديون حتى وقت قفل

تصدر هذه المطالبة من دائن ألحد الطرفين على حق الحساب، كما ال تقبل بحسب األصل أن ..لهذا الطرف متى دخل الحساب

فإذا دخلت الحساب ديون بنقود مختلفة و لـم : يدفع الرصيد النهائي بعملة واحدة -2تحول عند الدخول إلى نقود موحدة وجب إجراء هذه العملية عند استخراج الرصيد و ذلـك

.لكي يدفع الرصيد بنقود موحدة

و أساس ذلك أن الدافع ال يقصد بالـدفع : لمدفوع ليس وفاءا و لكنه يساوي الوفاء -3وفاء أي مفرد في الحساب، و الدليل على ذلك أن الوفاء يفترض وجود دين سـابق وهـذا

و لو كان المدفوع وفاءا لما كان متصورا إال من طرف المدين وحده في . الدين غير موجود أي اعتبـار -مدفوعات و لو كان دائنا فضال عن أن هـذا التكييـف حين أن كل طرف يقدم

ال يتصور بالنسبة األول مدفوع في الحساب ألنه ليس هناك مـدفوع أو ديـن -المدفوع وفاء .قبله

وبما أن الحساب الجاري أداة لتسوية الحقوق فإن الدفع فيه يقضي على الحق ،و يعتبر هـذا .الحق كأنه وفاء

.371مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص :راجع - 167

في الحساب ،له مضمون اقتصادي، و أسلوب قانوني مختلف عـن وهكذا فان الدفع المدين باألداء المطلوب منه و هو محل االلتزام، أي تقـديم الوفاء إذ ليس فيه قيام من جانب

مبلغ نقدي معين بل مجرد قيد في تنظيم جماعي للتسوية وبما أن للدفع في الحسـاب نفـس إلى إشباع و ترضية الدائن تنفيذ اتفاق الطـرفين األثر القاضي على الحق كالوفاء فأنه يؤدي

.في الحساب ال تقع المقاصة بـين مفـرد و مفـرد، ألن : عدم وقوع المقاصة بين المفردات -4

و تقع المقاصة مرة واحدة عند قفل . المقاصة وفاء و استيفاء و الدفع في الحساب ليس وفاء 168 .لقاالحساب و تسويته ،و مع ذلك لم يعد هذا األثر مط

استثناءات مبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري : المطلب الثاني

ال يجوز وقف الحساب مؤقتا لمعرفة مركز حد طرفيه و إنه ال طبقا للنظرية التقليدية .يمكن استخراج مفرد منه أو النظر إليه مستقال أو معاملته معاملة خاصة

لى المبدأ األصيل، نزوال منه في ذلك علـى لكن القضاء حاد عن هذه القواعد خارجا بذلك ع ما جرى عليه العمل والعرف المصرفي، فهذا األخير يقر وقف سير الحساب مؤقتـا ولـو للحظة ذهنية لعمل ميزان مؤقت لجانبيه المصرف يفعل ذلك في كل وقت ليحدد مسلكه إزاء

؟ وهـل يمكنـه قبـول العميل، وليعرف ما إذا كان االعتماد الذي فتحه له قد استغرق أوال الشيكات مسحوبة عليه أوال؟ وجرى العرف كذلك على كل طرف في الحساب يعتبر نفسـه مدينا أو دائنا بالرصيد الحالي المؤقت أن يسلك على هذا األساس السلوك لمناسب المناسـب مع الطرف اآلخر، كما أن عملية حساب الفوائد، وكذلك في حالة ما إذا كان التأمين المقـرر أثناء فتح الحساب بمدة معينة إذ يلزم معرفة الرصيد القائم عند انتهاء هذه المدة ولـو كـان الحساب لم يقفل بعد كما أن القضاء الفرنسي أجاز للمصرف أن يطالب الشريك المتضـامن الذي يخرج من الشركة أن يدفع رصيدها المدين في الحساب المفتوح بينها و بين المصرف

169.روجهو القائم عند خ

:يضم ثالث إستثناءات نفصلها في ثالث فروع على الوجه التالي .القطع الدوري المؤقت للحساب الجاري :الفرع األول

.مباشرة الدعوى البوليصية :الفرع الثاني

.373مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص:راجع - 168 .243منري اجلنبيهي و ممدوح اجلنبيهي املرجع السابق ،ص- 169

.التصرف في الرصيد المؤقت بالصك و السفتجة :الفرع الثالث .لحساب الجرد والميزانيةقيد الشركات للرصيد المؤقت في ا: الفرع الرابع

التمسك بصفة الـدائن أثنـاء سـير (القطع الدوري المؤقت للحساب الجاري : الفرع األول .)الحساب

جرى العرف المصرفي على أن لكل من المصرف والعميل أن ينظر فـي الحسـاب ـ ب ليعرف مركزه في لحظة معينة ويالحظ أن النظرية التقليدية في أولها لم تكن تسمح بترتي

لكن القضاء الحديث يعترف لكـل طـرف 170.أثر قانوني على هذا اإليقاف المؤقت للحسابباإلستفادة من صفته كدائن التي قد يكشف عنها القطع المؤقت ويقوم هذا القضاء على أنه لو قفل الحساب في أي لحظة ألسفر عن رصيد لصالح أحد الطرفين، تكون له قيمة مالية حالية

صحيح أن هذا الرصيد تصوري ألنه ناشئ عن قفل تصوري للحساب فـي ال يمكن إنكارها غير موعده المقرر ، فهو إذن رصيد احتمالي، ولكنه على كل حال له قيمة مالية يمكن فـي بعض الحاالت أن يترتب على وجودها آثار قانونية تستهدف تحقيق مصالح عمليـة ألحـد

خطت خطوة واسعة وجريئة عندما قررت ومحكمة النقض الفرنسية .طرفي الحساب أو للغير أنه لما كان الرصيد المؤقت للحساب الجاري بالضرورة عنصرا في ذمة المدين التـي تعـد الضمـان العـام الدائنين فان هذا الرصيد المؤقت يشمله الحجز الذي وقعه الـدائن ألحـد

171.طرفي لحساب

وق داخل الحساب يمزجها فـي ويؤيد الفقه الحديث هذا المضمون بقوله أن تجمع الحق لكن هذا التجمع إنمـا هـو . مزيج واحد وهذا امتداد لفكرة األثر التجديدي أو لفكرة االندماج

فل الحساب ــإرادة الطرفين في وقف أو تأجيل تسوية هذه الحقوق إلى تسوية واحدة عند ق إنما ال تتصـرف ، ومع ذلك فهذا التأجيل إلى وقف قفل الحساب ال ينصب إال على التسوية،

إرادتهما إلى أنه حتى هذا التاريخ ال يوجد حق وال دين وليس لطرف على اآلخر حق ، ألن .مركز الحساب أثناء سير يعبر عن حقيقة قانونية

فإذا كان الحساب مفتوحا بين شريك وشركة تضامن وخرج أحد الشركاء من الشركة على أساس أن المصرف كـان دائنـا فهل يستطيع المصرف مطالبة هذا الشريك المتضامن

.422، أشار إليه عبد القادر حسني العطري، املرجع السابق ص 197هشام القانون التجاري الربي مرجع سابق ص راجع فرعون - 170 عرب منشورة ص 1998 راجع عبد اهللا أنور عبد اهللا دنون أحكام احلساب اجلاري يف القانون األردين كلية الدراسات العليا اجلامعة األردنية -171

116.

للشركة في هذا الوقت ؟ تقضي النظرية التقليدية أن المصرف أثناء سير الحساب ال يستطيع .التمسك بصفته كدائن

ولكن القضاء عدل عن موقفه في قضية كان الحساب فيها مفتوحـا بـين المصـرف ا محلهما التجاري كحصة والزوجين، وكان رصيد الزوجين المدين في الحساب كبيرا ثم قدم

في شركة، وقام المصرف بتوقيع حجز علي رصيد الزوجين، وكان رصيد الزوجين مـدينا ثم رفـع المصـرف دعـوى علـى 1909 مارس 18حفظا لحقوقه ضدهما تطبيقا للقانون

فدفع الزوجان بأن مبدأ عدم تجزئـة الزوجين والشركة تنفيذا لهذا القانون مطالبا بوفاء دينه،ساب الجاري يمنع المصرف من المطالبة بدين في حساب جار لم يقفل بعد، كما أن مـا الح

بقبـول 172وقد قضت محكمـة الـنقض .يطلبه ليس مستحقا له فورا وال يمكن تحديد مقداره بأن من كان الرصيد المؤقـت …" دعوى المصرف وأبقت على مبدأ التماسك ولكنها قضت

أال يتغير مركزه قبل التسوية النهائية الرصيد بشرطلصالحه يكون له حق الحق في استبقاءتتمسك بمبدأ عدم التجزئة،ولكنها تحوره وفقا للحاجة العملية، وهي على . لقيد مفردات جديدة

أي حال إذا أقرت لكل طرف حقا الحقا في استيفاء الرصيد أقرت أيضـا أن هنـاك دائنـا . بالرصيد ومدينا به

عوى البوليصيةمباشرة الد: الفرع الثاني

ذا غش أحد طرفي الحساب وقام بتصرفات من شأنها األضرار بمصالح الطرف آلخر فهل إيجوز لهذا ألخير الطعن بالدعوى البوليصية في هذه التصرفات ؟لكن لو قبلت هذه الـدعوى

173. لكان معنى ذلك إال قرار له ثناء سير الحساب بصفته كدائن، وهذا ما فعله القضـاء

للدعوى ليس دائنا بدين بسيط وحال، ولكنـه الطرف الرافع أن آخر إلى رأي بو ذهعلى فرض أنه دائن بدين شرطي، فالحساب يمكن أال يتغير وضعه ويمكن أن يظـل دائنـا

لكن يعترض هذا التفسـير أوال أنـه . فلماذا ال نحميه من اآلن دون انتظار لقفل الحساب ؟ للنظـر البوليصية للدائن بدين معلق، وهو محـل دعوىال رفع بحق يستوجب اإلقرار مقدما

وثانيا أن اعتبار طرف الحساب دائنا شرطيا هو بذاته يحتاج إلى تعليل، مع وجود مبدأ عدم تجزئة الحساب وقال بعض الشراح أن الطرفين قد اتفقنا ضمنا عند فـتح الحسـاب علـى

اض يصعب نسبته إلى الطرفين استعمال الدعوى البوليصة رغم وجود الحساب لكن هذا افتر

.1936،دالوز الدوري1935أفريل1،تعليق هامل،325_1931، دالوز األسبوعي،1931يوليو 21 نقض مدين -172 .126 عبد اهللا أنور عبد اهللا دنون، املرجع السابق، ص - 173

إذ من الغريب وهما في سبيل إبرام عقد يقوم على الثقة المتبادلة ،أن يواجها أعمـال غـش 174 .تصدر من أي بينهما

:التصرف في الرصيد المؤقت بالصك و السفتجة: الفرع الثالث

حـق نذهب النظرية التقليدية في الحساب الجاري إلى انه قبل قفل الحساب ليس هناك وال دين مستحق، وبالتالي فال يصلح المفرد الحسابي الممثل لحق أحد الطرفين في مواجهـة اآلخر مقابال لوفاء ورقة تجارية تسحب من أحدهما على اآلخر، وليس السـاحب أن ينقـل

175.للمستفيد أكثر مما له في مواجهة المسحوب عليه

ـ اء ،إذا كـان الرصـيد وقـت بينما يرى فريق آخر في الرصيد المؤقت مقابل وفاالستحقاق مساويا لقيمة الورقة أو أكثر منها ويظل حق الحامل و لو أصبح الرصيد بعـد

. ذلك دائنا لصالح المسحوب عليه

وذلك ألن المدفوعات الالحقة من المسحوب عليه في الحساب ال تعد وفاء وال تـؤدي .ملإلي انقضاء الرصيد المؤقت لدى تعلق به حق الحا

ويفرق رأى ثالث بين فرضين، الفرض األول وهـو حالـة السـفتجة المظهـرة أو المسحوبة قبل فتح الحساب بين الساحب والمستفيد وفيه يكون الدين المعـد كمقابـل للوفـاء خارج الحساب الذي فتح بعد التظهير ألنه يدخله محمال بحق المستفيد عليه إذا ما كان يجب

لفرض الثاني ففيه ال تحرر الورقة إال بعد فتح الحساب وفي هذه الحالة أما ا . إدخاله الحساب الغالبة ، وال يستطيع المستفيد أن يكون له في هذه الحالة حقوق أكثر من الساحب، فله حـق على الرصيد المؤقت الحالي، ولكنه ال يستطيع مباشرة حقه إال على الرصيد النهائي عند قفل

.الحساب

: قيد الشركات للرصيد المؤقت في حساب الجرد والميزانية :الفرع الرابع

يتعين على الشركات قيد الرصيد المؤقت في حساب الجرد والميزانية، وباألخص إذا كان هذا صورية أن هي قامت بتوزيع األرباح الحساب مدينا، وذلك حتى يتعين عليها صرف أرباح

176.لمدين في حساباتهاعلى مساهمين مع إغفالها لقيد الرصيد المؤقت ا

.379مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص:راجع 174- . 571 أنظر السنهوري يف الوسيط اجلزء الثاين، ص-175، ص 2002أعمال البنوك و األوراق التجارية و نظام اإلفالس، دار الكتب القانونيـة، _1999يد لسنة القانون التجاري اجلد : عماد الشربيين -176

143

الذين يفرض عليهم القانون تنظيم ميزانيـة سـنوية لرصـيد تسجل الشركات و التجار حيثالحساب الجاري المؤقت الخاص بالشركة أو بالتاجر في هذه الميزانية، سواء أكان الرصـيد

لتي يجـري دائنا أو مدينا و ذلك لبيان حقيقة مركزها المالي بتاريخ تنظيم هذه الميزانية، و ا 177 .على أساسها معرفة األرباح و الخسائر

تطور مبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري : المطلب الثالث

مما تقدم يتضح أن مبدأ تجزئة الحساب الجاري قد أهتز اهتزازا عنيفا بسـبب كثـرة االستثناءات ،والتحفظات التي أوردها عليه القضاء ففي بعـض الحـاالت يكـون مـدفوعا

العملية، وفي بعض تلك االستثناءات تمس المبدأ ذاته، ويرتـب نتـائج بعيـدة بالضرورات .المدى

وقد حاول بعض الشراح الدفاع عن مسلك القضاء وخروجه في بعض الحاالت علـى ليم الزم ــاألحكام التقليدية لمبدأ عدم تجزئة الحساب، فقال بعضهم أن مبدأ التماسك، مبدأ س

ولكـن . أثاره بين طرفيه ،فإنه ال يحكم عالقة الطرفين بـالغير ، وكل ما هناك أنه أن أنتج 178 .الواقع أن هذا المبدأ كأثر للعقد، ينفذ على طرفي العقد وخلفائهم طبقا للقواعد العامة

إلى أن األصـل -من الشراح في تفسير القطع المؤقت للحساب-اآلخر البعض وذهب وظيفته، ومع ذلك هناك حـاالت يكـون هو عدم قطع الحساب أثناء سيره، ألن ذلك يعرقل

للغير فيها مصلحة مشروعة في عمل قطع مؤقت دون أن يؤدي هذا القطع إلى التأكـد مـن لذلك تجب التفرقة بين القطع الذي يؤدي إلى سير الحساب وذلك الذي يؤدي . مسير الحساب

يميز ذلـك،هو إلى عرقلته، المقصود به الكشف عن حالة واقعية لمركز كل من طرفيه،وما 179.أن الحساب المؤقت وسيلة للبحث في العناصر المدينة للطرفين

ـ و ماسك ـال يستخدم أنصار النظرية الحديثة عبارة عدم تجزئـة الحسـاب الجـاري وال تالحساب، بل يفسرون اآلثار التي تترتب على هذه العبارات بالنظر فـي طبيعـة الرصـيد

و يرون أنه مادامت الحقوق .جاري ،كوسيلة للضمان المؤقت للحساب وفي وظيفة الحساب ال تستوفي بطريق اندماجها في رصيد واحد فإنه عند دخول كل حق ينشأ رصيد جديد، وهـو

.الرصيد المؤقت

.424 عبد القادر حسني العطري، مرجع سابق، ص-177 .407 علي مجال الدين عوض عمليات البنوك من الوجهة القانونية املرجع السابق ص - 178 .247،املرجع السابق ،صمنري اجلنبيهي وممحمود اجلنبيهي:راجع - 179

ويرى الفقه أن هذا الرصيد المؤقت ليس له وجود قانوني وإنما هو مجـرد بيـان محاسـبي هـذا حكـم محكمـة الـنقض يسمح فقط بمعرفة مركز كل من الطـرفين، ويعبـر عـن

مادام الحساب مفتوحا فليس هناك حـق وال ديـن " الذي أكد انه 1903الفرنسية،الصادر في وإنما مجرد مفردات في الجانب الدائن والجانب المدين و ال يتحدد حق كل من الطـرفين إال

هـذه عند استخراج المركز النهائي،ولهذا فإن صفة الدائن وصفة المدين تظل معلقـة إلـى 180"اللحظة

إن هذا التفكير يقوم على ما يبدو تفسير خاطئ إلرادة الطرفين فليس صـحيحا أن الطـرفين وتسويتها إلى وقت قفل الحساب، بل من الواضـح المؤكـد حقوقهما، أرادا أرجاء استحقاق

.ةأنهما ينظران إلى مركز كل منهما دائما مدينا ويترتب على ذلك ما يترتب من نتائج قانوني

وتدريجيا اعترف كل من الفقه والقضاء بأن الرصيد المؤقت حقيقة قانونية قائمة ويعتبر حقا ومن تطبيقات هذا الفكـر .أو دينا بالمعنى القانوني الكامل مؤكدا ومقدرا ،وقابال للتصرف فيه

:الجديد ما يلي

.أن لعميل المصرف أن يسحب شيكا على الرصيد المؤقت للدائن -

مصرف محال مختارا للوفاء بالسفتجة يكون مقابل وفائها بالرصيد الـدائن وله أن يعين - .في الحساب

تحت يد المصرف على الرصيد الـدائن لهـذا - بشروط معينة -ولدائن العميل أن يحجز - على أساس 1973 نوفمبر 13العميل، وقد أيد هذا الحل حكم محكمة النقض الفرنسية في

مكن إخراجه من الضمان العام للـدائن للحـاجز وعلـى الرصيد المؤقت الدائن وي " أن " القاضي أن يبحث في المقدار الجائز لتصرف فيه من حساب يوم توقيع الحجز

وجـود رصـيد مؤقـت ال " 1974 نوفمبر 25ثم قضت محكمة النقض الفرنسية في يسمح للطرف آلخر في الحساب إن يباشر دعوى قضـائية ضـد الطـرف المـدين بهـذا

" ما لم يوجد اتفاق مخالفيد،ـالرص

كان ذلك بمناسبة دعوى رفعها أحد طرفي حساب جار على كفيل مفادها،أن الـدائن .بالرصيد المؤقت ليس له أن يطلبه قضائيا

ولما كان للكفيل أن يتمسك بدفوع المدين، فإن له بدوره أن يتمسك بعدم جواز مطالبته .،هو قضائيا بدين مدينه المكفول

.410 علي مجال الدين عوض عمليات البنوك من الوجهة القانونية املرجع السابق ص- 180

د محكمة النقض الحق في الرصيد المؤقت من جزائه المدني وهو الدعوى وهكذا تجر .التي تحميه، إال إذا كان الطرفان قد اتفقا على وجود هذه الدعوى بإجازة المطالبة القضائية

181 أن من الجائز االتفاق مقدما على حق الطرف الدائن بمباشرة دعوى أمـام القضـاء - 1

.االشتراط ال يتعارض مع جوهر الحساب الجاريمطالبا بالرصيد، وهذا االتفاق أو

فالمحكمة لم تقل أن الرصيد المؤقت غيـر . أن الممنوع وحده هو الدعوى القضائية - 2 182 .مستحق

تجـوز ال – في حالة عدم وجود شرط خاص-الظاهر أن الرصيد في الحساب الجاري و

األخرى التي تترتـب عـن ائجالمطالبة القضائية به، ولكن ذلك ال يمنع من ترتيب كافة النت كون مركز كل من الطرفين دائنا أو مدينا ، ولهذا فان الرصيد المؤقت يجوز التصرف فيه

Disponible بدال من أنه مستحق. Exigible

أما بخصوص وظيفة الحساب بوصفه وسيلة ضمان فيقولون أن اندماج الحقوق في رصيد -انب تكون ضمانا للديون في جانب آخر، وكـذلك فالحقوق في ج . واحد يقوم بوظيفة ضمان

الحقوق في الجانب اآلخر تضمن الديون التي في الجانب األول وكل من طرفي الحساب لـه حق مكتسب في هذا الضمان، وهو ما يؤدي إلى عدم إخراج حق من الحساب ألن ذلك يحرم

.أحد طرفي الحساب من النظر إلى هذا الحق بوصفه ضمان له

فالذي يعتبر ضمانا ليس فقط كل عنصر من الحساب أو على عنصر من الحساب ومع ذلك على انفراد، بل أن الرصيد المؤقت نفسه يقوم ضمانا للحقوق المقيدة في الجانـب المؤجـل

.وهذه الحقوق بدورها تضمن الرصيد

ج عدم جواز استخرا .ويترتب على ما تقدم استثناءات على مبدأ جواز حجز الرصيد المؤقت حق من الحساب ، فال يجوز ألي من طرفي الحساب أن يستخرج بإرادته المنفردة حقا مـن

واضـحا أنـه . الحساب ألنه بذلك يضر بحق اآلخر في الضمان الذي يعطيه إياه هذا الحق . يجوز هذا االستخراج بإرادة الطرفين

نقض فرنسي يقوم احلكم على قصد الطرفني يف احلساب اجلاري، فإن أفصحا عنه اتبع، و إال وجب البحث عنه عن طريق املوافقة مـع الغايـة - 181

. ارياالقتصادية و العملية للحساب اجل

.413 علي مجال الدين عوض عمليات البنوك من الوجهة القانونية املرجع السابق ص - 182

الرجوع في الوفاء يجوز ) 2 مانحق الطرف اآلخر في الض) 1:لهذا الحكم تبريران .كمبدأ عام

إن مبدأ عدم جواز استخراج حق من الحساب مبدأ ينطبق كذلك على الغير، فال يجـوز لـه فالحجز ال يمكن أن ينصب علـى " الحال " الحجز على حق معين دخل الحساب في جانب

.حق تم وفاءه

: استثناءات على مبدأ جواز حجز الرصيد المؤقت

. حقا مؤكدا ومقدرا وجائز التصرف فيه فمن المنطق أن يجوز حجزه ومادام الرصيد المؤقت 183 .1973-11-13قد أقرت ذلك محكمة النقض الفرنسية في كمها في

فوائد وعموالت الحساب الجاري : المبحث الثالث

يتضمن الحساب الجاري مجموع العمليات التي تجري بـين المصـرف وعميلـه ،وهـي وهـذه .خالها في الحساب أو التي جرى العرف على قيدها فيـه العمليات التي اتفق على إد

العمليات ال تتم بصورة مجانية فإذا قام المصرف بمنح خدمة للعميل، فمن حقـه إن يطالبـه كأن يكلف العميل المصرف مثال بشراء أسهم أو إسناد قرض له . بالعمولة وباسترداد النفقات

ال نقدية مـن أجـل اسـتخدامها فـي نشـاطه بالعكس فإذا كان المصرف بحاجة إلى أمو . المصرفي، فقد يعد الجمهور بأداء وائد عن المبالغ التي تودع صندوقه ويفتح حساب ودائع أو حسابا جاريا بها ، وكذلك إذا قام المصرف بفتح اعتماد للعميل وتسليفه مبلغا من المال، عن

لغ التي يستلفها العميـل ، فـي طريق فتح حساب جار له ، فقد يشترط عليه فوائد عن المبا .184حدود االعتماد المفتوح له

.فوائد الحساب الجاري : المطلب األول .أحكام فوائد الحساب الجاري : المطلب الثاني .موقف الشريعة اإلسالمية من الفوائد : المطلب الثالث . العموالت في الحساب الجاري : المطلب الرابع

لحساب الجاري فوائد ا :المطلب األول

إن الحساب الجاري كغيره من العقود التجارية ، وبما يقيد فيه من عمليات مختلفـة بد أن تنعقد لقاء فائدة ، ما لم يرد بين أطرافه إال أن تلك العقود ال تنعقد بشكل مجاني بل ال

.414 علي مجال الدين عوض عمليات البنوك من الوجهة القانونية املرجع السابق ص- 183

-184 Rene robolot,Op Cit,P 133

نتفـاع فالفائدة التي يقيدها أحد األطراف تكون لقاء تمكينه مـن اال . نص يقضي بخالف ذلك بمبالغ يضعها أحد طرفي الحساب تحت تصرف الطرف اآلخر، والفائدة تمثل تعويضا عـن االنتفاع بهذه المبالغ ، وال يشترط االنتفاع الفعلي ، بل بمجرد وضع المبلغ في حساب ذلـك

.الطرف تتحقق الفائدةحسـاب تنتج المدفوعات في الحساب الجاري ،فوائد بقوة القانون من يوم قيدها في ال

تكون الفائدة بالنسبة للمصرف بسعر أعلـى .،خالفا للحساب العادي الذي يفرض فيه اتفاق من سعرها بالنسبة للعميل ،وإذا جمدت الفوائد في الحساب الجاري ،فإنهـا تحتسـب بضـم الفوائد الي األصل في كل شهر ،ثم تحتسب في الشهر التالي بعدما يتم ضم الفوائد المستحقة

ابق ،وإذا تم قفل الحساب ورصيده يكون مدينا ،يصبح دينا عاديا يخضع للقواعـد للشهر الس .العامة ،كما ال يجوز له تقاضي فوائد مركبة عنه

استثناء ما تقضى به القواعد والعادات التجارية ،وال يجوز تطبيق التقادم المسقط على 185.ضع للتقادم الخمسي الفوائد ،وإذا استمر الرصيد منتجا للفوائد البسيطة ،فإنه يخ

186وقد استقر العرف التجاري على أن المدفوعات في الحساب الجاري تنـتج فوائـد بمجرد إدخالها في الحساب وذلك بصورة تلقائية ، أي بقوة القانون، ودون توقف على اتفاق

تقـرر سـريان خاص بين طرفي الحساب ، ويعتبر ذلك خروجا على القواعد العامة التـي . لتأخيرية من تاريخ المطالبة القضائيةالفوائد ا

ويبدو هذا العرف التجاري أكثر خروجا على القواعد العامة إذا علمنا أن الفوائد التي يبدأ سريانها تكون لدين مستحق األداء، ولكن في الحساب الجاري تنتج الفوائد بمجرد دخول

.الدين كمدفوع في الحساب

قانون التجارة وكذا المشرع األردني في 397ادة وهذا ما أقره المشرع السوري الم قانون التجارة ، خروجا على هذا العرف، اعتبر المشرع العراقي فـي المـادة 110المادة قانون التجارة إن الدفعات في الحساب الجاري ال ينتج فوائد إال إذا اتفق علـى غيـر 225 … ذلك

إذا كان رصيد الحساب دائنا لصالحه بينما تقيد الفائدة وتقيد المصارف عادة الفائدة لصالح العميل، الح ـعلى حساب العميل، إذا كان رصيد الحساب مكشوفا لجهته، وعندما يكون الحساب دائنا لص

.155املرجع السابق ،ص:مالك نسيمة - 185 . 448، ص 1999رية، معلقا عليها بأحدث أحكام حمكمة النقض، دار الكتاب الذهيب،املوسوعة التجا: موريس صادق- 186

ـ نا ـالمصرف، فإن الفائدة تكون ذات معدل أعلى من المعدل الذي يقيد للعميـل ،إذا كـان الحسـاب دائ أيـة - من جانب واحد أو من جانبين - يتفقا على أن ال تنتج الدفعات لصالحه، كما أنه يجوز للطرفين أن

187 .فائدة الحساب الجاريأحكام فوائد: المطلب الثاني

من قانون التجارة أال ردنـي ، فـإن الفوائـد قـد تكـون 110وباالستناد إلى نص المادة .انونية، أو اتفاقيةـق

رع الي ثالثة نقاط نتناول فيهـا الفوائـد سنقسم هذا الف : أنواع الفوائد :الفرع األول .القانونية و اإلتفاقية و معدل الفائدة

: الفوائد القانونية : أوال

وهي الفوائد التي يتم تحديد معدلها بموجب القوانين واألنظمة، وفي المملكة األردنيـة يـتم المخولة لـه بـنص تحديدها من قبل البنك المركزي األردني وذلك باالستناد إلى الصالحية

للمصرف المركـزي أن يصـدر أوامـر :" من القانون التجارة التي تنص على 43المادة -:للمصارف المرخصة تنشر في الجريدة الرسمية وبوسائل اإلعالم األخرى ويحدد فيها

الحد األعلى لمعدالت الفوائد التي تتقاضاها المصارف المرخصة علـى تسـهيالتها - 1 .حها لعمالئهااالئتمانية التي تمن

الحد األعلى واألدنى بمعدالت العموالت التي تتقاضاها على التسـهيالت االئتمانيـة - 2 .وإدارة حسابات العمالء وعلى خدماتها لهم

." ... الحد األعلى لمعدالت الفوائد التي تدفعها على الودائع لديها - 3

:الفوائد االتفاقية: ثانيا

ى معدالتها بإرادتهم، على أن ال تتجاوز فـي وهي تلك التي يتفق أطراف الحساب عل .معدالتها الفائدة المحددة في األنظمة القانونية وإال اعتبرت فوائد ربوية تخالف النظام العام

ينظم المشرع األردني بدء سريان فوائد الحساب الجاري ،كما فعل بالنسـبة لحسـاب لم :نصت على أنه من قانون التجارة قد 3/ 115الودائع ، حيث نجد م

تحسب الفائدة عند االقتضاء ابتداء من اليوم الذي يلي كل إيداع أن لم يكن يوم عطلة ولغاية ... النهار الذي يسبق إعادة كل مبلغ ما لم يكن هناك اتفاق مخالف

،مراجعة نوال الثلج مسـعود، املؤسسـة احلديثـة للكتـاب،طرابلس 1العمليات املصرفية و السوق املالية، ج : أنطوان الناشف و خليل اهلندي _ 187 .75، ص 2000لبنان،

ولقد جرى العرف المصرفي على أن تسري الفوائد لصالح المصرف ابتداء من يـوم يوم العمل التالي ليوم الدفع ما لم يكن يوم عطلة، وإال فمن أول يوم الدفع ولصالح العميل من

.188عمل يلي يوم العطلة

الطريقة المباشرة والطريقة : وهناك طرق مختلفة لحساب الفوائد في الحساب الجاري، منهما غير المباشرة والطريقة الهامبورجوازية ، وهذه الطريقة األخيرة هي األكثر استعماال وهي

.189م على إجراء المقاصة بصورة مستمرة ، وعلى احتساب فوائد األرصدة المتتاليةتقو معدل الفوائد :ثالثا

سنويا لذا ال يجوز %) 9(حددها قانون التجارة األردني الحد األعلى لسعر الفائدة بـ االتفاق على معدل فائدة أعلى ،إال إذا كان أحد أطراف الحساب الجاري مصرفا أو مؤسسـة

حيث يخضع معدل الفوائد التـي تتقاضـاها المصـارف ومؤسسـات . راض متخصصة إقفي حين أن المشرع الجزائـري حـرم . اإلقراض متخصصة لتعليمات المصرف المركزي

" من القانون المدني الجزائري، التي جاء فيها 454التعامل بين األطراف بالفائدة بنص المادة ؛ لكن أجـازه ."جر و يقع باطال كل نص يخالف ذلك القرض بين األفراد يكون دائما بدون أ

يجـوز " من نفس التقنين يؤكد انه 455بالنسبة لمؤسسات القرض حيث جاء في نص المادة لمؤسسات القرض في حالة إيداع أموال لديها أن تمنح فائدة يحدد قدرها بموجب قرار الوزير

"المكلف بالمالية لتشجيع االدخار

العراقي ،وخروجا على العرف التجاري المصرفي قد اشترط في المـادة بينما نجد المشرع قانون التجارة ،أن ال تتجاوز الفائدة االتفاقية أو المقـررة بموجـب العـرف الحـد 225/1

190. المنصوص عليه في القانون المدني لسعر الفائدة القانونية

المركـزي، وقـد فاألمر إذن متروك إلتفاق الطرفين، بما يتفق وتعليمات المصرف يقضي االتفاق بين المصرف والعميل على أن يكون معدل الفائدة التي تحسب للعميل أقل من

.58 عودة سليمان املرجع السابق ص - 188 .يف املدنية % 7– 5و % 9 و 8. حدد املشرع العرايف يف القانون املدين مقدارمها -189 تقوم الطريقة املباشرة على احتساب فوائد كل دفعة تدخل يف احلساب اعتبار من تاريخ سرياهنا وحىت وقف احلساب مث جتمع هذه الفوائد الدائنة - 190

.لفوائدأو املدنية ، ويقارن بني رصيدمها إلجياد ميزان ا تقوم الطريقة غري املباشرة على احتساب فوائد وأمهية لكل مبلغ من تاريخ فتح احلساب أو إرسال كشف دوري به وحىت تاريخ سريان لفوائد سواء -

.كانت دائنة أو مدنية

معدل الفائدة التي تحسب للمصرف ويتوقف معدل الفائدة مصرفيا على ما يسمونه بأجر رأس .معدل الفائدة كما يجيز زيادتها المال، وكما قد يجيز االتفاق تخفيض

)الفوائد المركبة(الفوائد على متجمد الفوائد : الفرع الثاني

: من قانون التجارة األردني على أنه05تنص المادة

:الفائدة المركبة في االقتراضات غير جائزة إال

إذا لم يعيد تسليم دفعات من طرف المدين في ظرف ثالث سنوات على حسـاب - 1 .المبلغ المستقرض

ى ضم فائدة الثالث سنوات الي حساب القابض لها إذا حصل اتفاق بين الدائن والمدين عل - 2إلى أصل المال فيمكن حينئذ أن تضاف فائدة مركبة ألجل ثالث سنين فقط، وإن معـامالت الفـائض المركب الناشـئ عن الحساب الجاري بين التجار توفيقا ألحكام قـانون التجـارة

191 .مستثنـاة وهي

ء الحساب الجاري بين التجـار، وقـد اسـتقر إستيفاء الفائدة المركبة محظور باستثنا العرف التجاري، على جواز إضافة الفوائد إلى رأس المال ، عند إجـراء القطـع الـدوري للحساب الجاري، وتسري الفوائد الجديدة على الرصيد الناتج عن القطع، بما فيه من الفوائـد

.اضي فوائد على متجمد الفوائدالسابقة، وهذا يعتبر خروجا على القواعد العامة التي تحظر تق

وقد برز الفقه خروج العرف التجاري على ما تقضي به القواعد العامة، بمـا لهـذا العرف من قوة تعتمد على ثبوته منذ زمن بعيد، باإلضافة إلى أن الفوائد في الحساب الجاري

هذا النوع مـن لها في الحقيقة طابع الربح الذي من شأنه تنشيط عملية االئتمان داخل نطاق 192.الحسابات

وأساس هذا الخروج عن القواعد العامة يعود إلى هذه القواعد ذاتها، التي نصت على .ضرورة مراعاة العرف التجاري، ومعنى ذلك إعالء شأن األعراف والعادات المصرفية

وتجدر اإلشارة إلى أن الفوائد في الحساب الجاري ،ال تتقادم إال مـن تـاريخ قفلـه .تتقادم ضمن الرصيد النهائي،بحيث

إن " قانون التجارة 302،فقد قنن العرف التجاري إذ تنص المادة المشرع التجاري اللبناني أما الدفعات تنتج حتما لمصلحة المسلم على المستلم ،فائدة تحسب على المعدل

-191 Christian Gavalda: Le droit bancaire, 6 édition, Dalloz, 1999, PP 300, P 135.

.60 املرجع السابق ص سليمان عودة- 192

ول المدفوع فالفائدة تحسب من وقت دخ " .القانوني، إذ لم تكن معينة بمقتضى العقد أو العرف .في الحساب الجاري على نحو ما يقرر العرف التجاري في مصر

أما تقاضي فوائد على متجمد الفوائد فهو جائز في لبنان حتى في المواد المدنيـة، إذ يجوز أن تؤخذ فائدة عن فوائد رأس المال بإقامـة "قانون موجبات على أنه 768تنص المادة

بعد االستحقاق، وفي كال الحالتين يشـترط أن تكـون دعوى ،وإما بمقتضى عقد خاص ينشأ وذلك مع االحتفاظ بالقواعد والعادات . الفوائد المستحقة عائدة إلى مدة ال تقل عن ستة أشهر

فيجوز أن تضـم (المختصة بالتجارة ولذا فإن المصارف ال تلتزم بالتقيد بميعاد الستة أشهر فالعرف التجـاري يطلـق يـد . ل ثالثة أشهر الفوائد إلى رأس المال في الحساب الجاري ك

193.المصرف بحرية كاملة في مجال الفوائد

ـ 305أما المشرع الكويتي يقرر أن األصل أن المادة ـ ـ قانون م ام ـدني تسـتبعد نظالفوائد، سواء كانت اتفاقية وقانونية في مقابل انتفاع المدين بمبلغ من النقود أو جزاء التأخر في

النقود من كل موضوع يكون فيه محل االلتزام مبلغا من النقود، كمـا يسـتبعد الوفاء بمبلغ من وإذا انتقلنا إلى القانون التجاري نرى إن المـادة . النص القانوني الفائدة الظاهرة أو المستترة

من القانون الكويتي تلزم المدين أن يدفع للدائن على سبيل التعويض عن التـأخير فوائـد 110 تجاري االتفاق على فائدة أعلى من ذلك بحيث ال تتجاوز 111 وتجيز المادة %7هاقانونية قدر

194.الفائدة التي يقرها البنك المركزي

أن الفوائد في القانون المدني ال تستحق إال من وقت المطالبة القضائية بها فإن الفوائد الناجمة قها ما لـم يـنص القـانون أو عن التأخير في الوفاء بالديون التجارية تستحق بمجرد استحقا

قانون التجارة أما النظام القانوني للحساب الجاري نجد 113االتفاق على غير ذلك المادة تجاري تنص على أن األصل هو أن ال تنتج المدفوعات في الحساب الجاري 397أن المادة

.فوائد إال إذا اتفق على غير ذلك

لبة بالفوائد للمبالغ المودعة في الحسـاب الجـاري وقد سار القضاء على ذلك ،فرفض المطا ،ألن المدعي لم يقدم ما يقيد حصول االتفاق على الفوائد، ومن جهة أخرى، فإنه إذا كانـت

فإنه يكون للطرفين االتفاق على سعر أعلى وفـق % 7الفائدة القانونية في المسائل التجارية

.354هاين حممد دويدار ،املرجع السابق ،ص:راجع - 193 .208يعقوب صرخوه يوسف ،املرجع السابق ،ص- 194

% 10 بـ 1977ر هذا التحديد في عام ما يحدده المصرف المركزي في هذا الشأن وقد صد 195.وقد اقر القضاء االتفاق على هذا السعر فيما بين أحد المصارف و عميله

ومن جهة أخرى إذا حدث االتفاق على الفائدة دون تحديدها، فإن ذلك يترك تحديـده تجاري احتساب فوائـد علـى 397/2 تجاري و أجازت المادة 397للعرف حسب المادة

الفوائد ولكن يشترط أن تكون هذه الفوائد على الحسابات الجاريـة المفتوحـة بـين متجمد المصارف تمشيا مع ما يجرى عليه العرف المصرفي في هذا الشأن ويشرط إال تحتسب هذه

.الفوائد إال بعد مضي ثالثة أشهر من تاريخ قيد الفوائد في الحساب

115لجاري جاء خروجا عما أوردته المادة واحتساب فوائد على متجمد الفوائد في الحساب ا وذلك كله :تجاري من أنه ال يجوز تقاضي فوائد على متجمد الفوائد إال أنها استدركت بقولها

إال في األحوال المنصوص عليها في هذا القانون ودون إخالل بالقواعد والعادات التجاريـة .وبما يوضع من قواعد القروض طويلة األجل

منه حيث ذكرت بـأن الفوائـد 233نون المدني المصري بهذا المبدأ في المادة وقد أخذ القا التجارية التي تسري على الحساب الجاري يختلف سعرها القانوني باختالف الجهات ،ويتبـع

196في طريقة حساب الفوائد المركبة في الحساب الجاري ما يقصى به العرف التجاري

رف التجاري على األخذ بالفوائد المركبة فـي ويعلل الدكتور السنهوري استقرار الع الحساب الجاري، بأن ذلك قائم على مبدأ عدم قابلية الحساب الجاري للتجزئة، فال يصـح إن يتجزأ رصيد الحساب الجاري ،فيعتبر بعض هذا الرصيد فوائدا، بل أن عناصـر الحسـاب

تتميز فيها الفوائد عـن رأس الجاري تفقد ذاتيتها وتندمج جميعها بطريق التجديد في وحدة ال .المال

إن الفوائد المركبة في الحساب الجاري ال تسري إال بعد قيد الفائدة بثالثة أشهر فـإن الوضع في ظل القانون القديم يحرم الفوائد جزئيا عن أقل من سـنة أمـا القـانون الجديـد

بمـا يقضـي بـه المصري المدني حرمها تحريما كليا وكالهما أباحها في الحساب الجاري 197.العرف التجاري

.339علي البارودي، مرجع سابق، ص _ 195 .201يعقوب يوسف صرخوه ،املرجع السابق ص . د-196 .931، ص 523د رقم ، بن2الوسيط يف شح القانون املدين ج . عبد الرزاق أمحد السنهوري-197

تجـاري 397وقد أخذت المحاكم المصرية بتطبيق هذه المبادئ في أحكامها وجاءت المادة فأخذت بالمبدأ نفسه مع فارق في التطبيق وهو أن ال تسري الفوائد المركبة إال بعـد مضـى

لمركبة ال تمتد لزمن مع مالحظة أن الفوائد ا . ثالثة أشهر من قيد الفائدة في الحساب الجاري .بعد تاريخ انتهاء الحساب إال وفقا لشروط القانون العادي

يتضح مما سبق أن سبب االستثناء في تقرير الربح المركب يرجع إلى العرف التجاري الذي استقر منذ زمن بعيد ويمكننا أن نقتبس ما جاءت به محكمة النقص المصرية في مجموعـة

.من أحكامها

ال يجوز تقاضي فوائد على متجمد الفوائد وال يجوز في " القانون المدني 232تنص المادة أية حال أن يكون مجموع الفوائد التي يتقاضها الدائن أكثر من رأس المال، وذلك كلـه دون

."إخالل بالفوائد والعادات التجارية

ي يختلف سعرها إن الفوائد التجارية التي تسري على الحساب الجار :" 344كما تنص المادة القانوني باختالف الجهات ويتبع في طريقة حساب الفوائد المركبة في الحساب الجاري مـا قضي به العرف التجاري مما مفاده إن القانون وإن حظر تقاضي فوائد على متجمد الفوائد كما منع تجاوز الفوائد لرأس المال إال أنه أخرج من هذا الحظر مـا تقضـي بـه القواعـد

.لعادات التجارية واقره العرف التجاري بتجميد الفوائد في الحساب الجاريوا )الفوائد(موقف الشريعة اإلسالمية من الحساب الجاري :المطلب الثالث

إن المصارف اإلسالمية ليست كغيرها من المصارف الرأسـمالية فهـي ال تعطـى ء يمكنهم سحب كل أو جزء من ألصحاب الحسابات الجارية، أي عائد وفي المقابل فإن هؤال

نقودهم في أي وقت، ودون أي إشعار ألن مهمة المصارف تقتصر في الحفاظ على النقود ال غير لهذا فإن المصارف اإلسالمية ال تسمح لنفسها باستثمار هذه الحسـابات التـي ليسـت

.مالكها

قـود مـن وتأخذ المصارف عمولة معينة تغطى بها مصاريف إصدار الصكوك، تحويل الن حساب آلخر والعمولة ليس لها عالقة بالفائدة ألنه ال يقصد بها تحقيق أرباح ولكـن وسـيلة

198.لتغطية مصاريف الحسابات الجارية

أصحاب الحسابات الجارية لهم أن يسحبوا من أرصدتهم متى شاؤا وما دام المطلوب ال يزيد .يمته عن الرصيدعن األرصدة وكثيرا ما نسمع أن بنكا رفض صرف صك لزيادة ق

72 ص 1999البنوك اإلسالمية املؤسسة الوطنية للكتاب : حممد بوجالل- 198

وعرفنا أن الحساب الجاري يعتبر قرضا حسنا من المودع للمصرف، وإن المصرف يستفيد كثيرا من هذه الحسابات، ومع ذلك عند تحويل الحال من دائـن إلـى مـدين تحـول القرض الحسن إلى إقراض ربوي ، فالمصرف الربوي ال يمكن أن يقرض إال قرضا ربويا

199 الحسابات الجارية كقروض أو ) الودائع الجارية (ربوية فهي تتسلم أما المصارف الال

ودائع ثابتة فهي ال تتسلمها كقروض و إنما يمكن أن تتسلمها كقـروض و إنمـا يمكـن أن ة كالمضاربة ـــــتتسلمها كودائع مع توكيل للمصرف بإمكان إدخالها في عقود مشروع

. وسيطا له أحكامه الخاصة بهو المشاركة و غيرها فيكون المصرف هنا أمينا و

و عليه فمن الطبيعي أن يضمن المصرف و هو يعبر عن األسهم المشتركة فيه أموال الحسابات الجارية ألنها قروض عليه و ال معنى لتصور ضمان الحسابات الجارية من قبـل

خـل فـي المودعين ألنه ال المودعين لهذه الحسابات و ال المودعين للودائع الثانية لهم د 200.الموضوع

العموالت في الحساب الجاري :المطلب الرابع

سبق و أن أشرنا إلى أن الوضع الغالب في عقد فتح الحساب الجاري أنه يـتم بـين اب جار لعميله ــالعميل و أحد المصارف ، و يقوم المصرف بمقتضى هذا العقد بفتح حس

رف عندما يقـدم هـذه الخـدمات و تسجيل كل ما يدخل أو يخرج من هذا الحساب،و المص لعمالئه إنما يقوم بها نظير أجر معين جرى العرف المصرفي على أن يتمثل فـي عمولـة

.للمصرف

مـن أن _ نظير فتحه الحسـاب الجـاري -و ال تمنع هذه العمولة التي يتقاضاها المصرف .يتقاضى العمولة التي يحدد نسبتها على العمليات التي تدرج بالحساب

ولة تختلف في جوهرها عن الفوائد، فالعمولة من الناحية القانونية ليست نوعـا و العم لـذلك ) كفتح الحساب و تشغيله مثال ( من أنواع الفوائد ذلك ألنها تدفع مقابل أداء عمل معين

من الجائز االتفاق على أن تكون نسبتها أكثر من الحد األقصى للفوائد، أما إذا أثبت العميـل ولة الذي يتقاضاها المصرف لو لم تكن تقابل خدمة حقيقة له فإنها تأخذ حكـم أن مقدار العم

74و49ص 1980علي أمحد سالوس معامالت البنوك احلديثة يف ضوء اإلسالم جامعة القاهرة - 199 .ميالودائع املصرفية، مقال منشور يف الدورة التاسعة ملنظمة املؤمتر اإلسال: حممد علي التسخريي- 200

الفائدة و يجوز تخفيضها إلى الحد األقصى للفوائد المحددة وفقا لما تسمح بـه التشـريعات 201 .القائمة، و لقاضي الموضوع تقدير مدى وجود خدمات مقابل هذه العمولة

مصرف من العميل نظير للخدمات التي يؤديها له العمولة هي المقابل الذي يتقاضاه ال .بمناسبة فتح الحساب ومسكه أو أية أعمال نفذها له

وهذه الفوائد والعموالت تدخل حتما في الحساب الجاري وتقيد فيه لجهة المصرف أو إن وجود الحساب : من قانون التجارة بقولها 108الجهة العميل كما نصت على ذلك المادة

يمنع أحد المتعاقدين من مطالبة اآلخر بالعمولة التي استحقها عن عمل قـام بـه الجاري ال لم بالعمولة وباسترداد نفقات العمليات المختصة بالحساب الجاري، وهي تقيد في الحساب ما

إن الدفعات تنتج حتما :" من ذات القانون والتي تنص 110المادة لذلك يكن هناك اتفاق مخالف ى المستلم فائدة تحتسب على المعدل القانوني إذا لم تكن معينة بمقتضـى لمصلحة المسلم عل ." ...العقد أو العرف

وقد أجازته التشريعات العربية تقاضي العمولة ويتم تحديدها من البنك المركزي وتقيد له الخدمة أثناء سريان الحساب ويتوقف احتساب العمولـة العموالت على العميل الذي تؤدي

الحساب الجاري وظهور الرصيد النهائي وذلك النتفاء الغاية منهـا بعـد إغـالق بعد إقفال 202 .الحساب، كما أن العمولة يجرى قيدها سنويا أو وفقا التفاق األطراف

اتفاقات وحدة الحساب أو اتفاقات المقاصة : المبحث الرابع

ـ الواقع انه توجد في حالة االتفاق على رهن الحسـاب المجمـد، وكـذلك إتف اق ــالمقاصة، حسابا ت مستقلة قانونا، وأن اإلستفادة منها ال تتحقق إال في حالة قفلها جميعا حتى يمكن إجراء المقاصة بين أرصدتها، أو اإلستفادة من إتفاق الحساب المجمد الـذي يضـمن

.إستيفاء الحساب رصيد اآلخر يز، إال بالتعدي على وفي كال اإلتفاقين ال نستطيع اإلعتراف للمصرف بالمركز المتم

كما أن اإلتفاق على الـرغم أو إتفـاق .مبدأ المساواة بين الدائنين العاديين في حالة اإلفالس ـ المقاصة لم يعطي الترضية الكافية للمصرف نظرا لعدم اإلحتجاج بهـا ع لى جماعـة ــ

. العميل الدائنين، خاصة عندما يبرم اإلتفاق أثناء فترة الريبة التي تسبق حكم شهر إفالس

.179 مسيحة القليويب، مرجع سابق، ص - 201 .340على البارودي ،القانون التجاري ،املرجع السابق ،ص:انظر - 202

لذلك يحاول المصرف الوصول إلى مركز متميز يحقق له الترضية الكافيـة للتغلـب علـى إستقالل الحسابات، عن طريق إتفاق وحدة الحسابات وبما يجعلها وحدة قانونيـة، وتعامـل

.الحسابات المتعددة على أنها حساب جاري واحد من الناحية القانونية : ن نقسمه إلى فرعينويقتضي التعرض لهذا اإلتفاق أ

مضمون إتفاق وحدة الحسابات: الفرع األول .التمييز بين إتفاق وحدة الحسابات و إتفاق المقاصة : الفرع الثاني

مضمون إتفاق وحدة الحسابات : األولمطلبال

يعد إتفاق إندماج الحسابات هو الوسيلة اإلتفاقية الثالثة التي يعتمد عليهـا المصـرف ت الجارية المتعددة لنفس العميل، قد يتم هذا اإلتفاق بخطاب بسيط بين الطرفين لربط الحسابا

إتفاقنا …: " وغالبا ما يأخذ اإلتفاق الصيغة التالية . أو بالتوقيع على نموذج معد لذلك من قبل على أن الحسابات المفتوحة بيننا، أو تلك التي فتحها الحقا ،رغم اسـتقاللها مـن الناحيـة

".إال أنها ال تشكل سوى عناصر لحساب جاري ال يقبل التجزئة المحاسبية ويتضح من خالل هذا اإلتفاق رغبة الطرفين على وحدة الحسابات، فقد ال يعتـد بـه

حينما ال يعبر عن وحدة حقيقية أي رابطة فعلية بين هذه الحسابات أثناء تشغيلها، وهذا مـا و يتعلـق األمـر 204مة النقض الفرنسية وأيدتها محك 203نصت عليه محكمة إستئناف باريس

بإتفاق وحدة الحسابات، حيث رفض قضاة الموضوع إجابة المصرف إلى طلبه بوجود إتفاق وحدة الحسابات بما يسمح له بإجراء المقاصة بين األرصـدة الدائنـة والمدينـة لمختلـف

اف نيـة مؤسسة المحكمة حكمها على أساس أن الواضح من وقائع القضية إنصر . الحساباتالمصرف إلى أن يعمل بينه وبين العميل حسابات مستقلة ومتميـزة، سـواء مـن الناحيـة المحاسبية أو من ناحية عالقاته بعميله، وأن المصرف لم يتمسك بوحدة هذه الحسابات إال بعد أن وقع العميل في هاوية اإلفالس، ولكي يستفيد من الوضع المتميز الذي يحققه له خطـاب

.في حالة اإلفالس، ومن ثم ال يعتد بهذا اإلتفاق ألنه يخالف حقيقة قصد الطرفين اإلندماج وبذلك ال يكفي في رأي محكمة النقض الفرنسية مجرد وجود إتفاق على وحـدة الحسـابات الجارية المفتوحة يإسم العميل، وأشترطت توافر وحدة حقيقية خالل تشغيلها، بمعنى ضرورة

. الحسابات بخالف هذه الورقةتوافر رابطة فعلية بين

203 -C.A. Paris, 19 Janvier . 1957, REV.Banque , 1960,P .322 ; R.T.D.Com. 1960, P .612 204 - Cass.Com. 16 Mars 1960, BULL. Civ. III, No 102.

وإذا لم يوجد بين الطرفين إتفاقا صريحا ومكتوبا يعبر عـن رغبتيهمـا فـي وحـدة الحسابات التي تعمل بينهما، فهل يمكن أن يكون هذا اإلتفاق ضمنيا؟

من المستقر عليه فقها وقضاءا أن إتفاق وحدة الحسابات، كما يكون صـريحا، فقـد يكـون واقع الحال، إذ قد تدل قرائن معينة على إتجاه إرادة الطرفين إلى أن يعمل ضمنيا، يستفاد من

بينهما حساب جاري واحد من الناحية القانونية، وإن تعددت الحسابات وإستقاللها محاسـبيا، اإلعتراف –في هذه الحالة –ومن ثم يعد منطقيا . يخدم فقط الناحية المحاسبية لعالقة الطرفين

حيث تعامل الحسابات المتعددة كحساب واحد وإن أخذت شـكل فصـول بوحدة الحسابات، متعددة تماشيا مع مقتضيات الواقع العملي، تحقق وحدة الحسابات، ألن الطرفين أرادا فقـط

عاقبتهما، و ـمن تعدد الحسابات تنظيم محاسبي واضح لمراكزهما المالية، فليس من العدل م القانونية، بل يجب معاملة هذه الحسابات على أنها فروع إعتبار الحسابات مستقلة من الناحية

205.في حساب واحدوقد طبق القضاء الفرنسي فكرة وجود إتفاق ضمني على وحدة الحسابات في قضـية تتلخص وقائعها في أنه تم فتح حساب جاري لشخص ما، وتوفي هذا الشـخص، وقـد قـام

ثم إستمر فتح الحساب الجاري بإسمهم الورث بإستغالل ذات النشاط التجاري لمورثهم، ومن بالحسـاب "ويعمل كحساب شائع، وكان المورث لدى ذات المصرف حساب آخـر يسـمى

وعندما توقف المصرف عن دفع ديونه التجارية وتم شهر إفالسه ". Compte Bisالمكرر ر على إثرها وأقفل الحساب، كان رصيد الحساب الشائع مدينا في حين قدم الحساب المكـر

ففي هذه الحالة نتصور أحد الحلين، أما أن يوفي الورثـة بالرصـيد المـدين . رصيدا دائنا للحساب الشائع إلى تفليسة المصرف، ولهم التقدم في التفليسة بما ظهر لهم من رصيد دائـن

وإما اعتبار حسابين حسـابا واحـدا . حساب مكرر، ويخضعون في استيفائه لقسمة الغرماء داته ، وال يدخل الورثة في تفليسة المصرف إال بالفرق بين الرصـيدين يجب أن تصفى مفر

ـ أن وجد، بعد إجراء مقاصة بقوة القانون، بين مالهم من رصـيد دائـن ف ي الحسـاب ــ .كرر، وما عليهم من رصيد مدين في الحساب الشائعـالم

حسـابا لقد غلب القضاء الحل الثاني، على أساس أن الحساب المكرر ال يعتبر قانونا مستقال عن الحساب األصلي، وإن وجوده ال يعدو أن يكون تنظيما محاسـبيا ال يغيـر مـن

. مركز األطراف، ولذلك فإن ما يعمل بينهم حساب واحد وعام وإن تعددت فصوله

205-Cass.Civ.3, 19 Janvier. 1994 quot- Juiridi , 1994 No 30; Rev Banque 1994 P.90; D.S. .1994. Juris,P.576.

إال أن إثبات وجود اتفاق ضمني على وحدة الحسابات يخضع للسـلطة التقديريـة لقاضـي في هذا الشأن إال ضرورة وجود وحدة حقيقية بـين الحسـابات الموضوع، و ال يقيد سلطته

أثناء تشغيلها، ومن ثم ال يعتد بوحدة الحسابات إذا كانت أرصدة هذه الحسابات نابعـة مـن .عمليات منفصلة ومتميزة

ومعنى ذلك أن األصل عند تعدد الحسابات وجود قرينة على أنها تعمـل جميعـا بصـورة ل منها بذاتيته، ولكن هذه القرينة تعد قرينـة بسـيطة وليسـت منفصلة ومستقلة، ويحتفظ ك

يكون األمر في النهاية مرده تقدير قاضي الموضـوع . قاطعة، ومن ثم يجوز إثبات عكسها . للقول بوجود وحدة بين الحسابات أم ال

مفهوم المقاصة: الثانيمطلبالك من مدينهم وهذا لتحصيلها ،فعلى كثيرا ما يتحصل التجار أو الشركة على عدد كبير من الصكو

التاجر أن يلتجأ إلى عدة مصارف إذا كانت هذه الصكوك مسحوبة من مصارف مختلفة ،والـذهاب إليهـا .يتطلب وقتا كبيرا ،خاصة إذا كانت المسافة كبيرة بين المصرف والمصرف اآلخر

صيل الصكوك لهذا يتدخل المصرف للحد من متاعب هؤالء العمالء ،ويتحمل هو عبء تحوبالفعل أجرت هذه العملية عن طريق اجتماعات يومية تقوم بها داخل المقر .لحساب العمالء

ثم تم تنظيم هذه العملية والتي أصبحت االجتماعات تبرم داخل المصرف المركزي في غرفة .من قانون النقد والقرض لتأكد84طبقا للمادة .206المقاصة

ين المتقابلة بقصد اطفائها،ويكون ما بـين المصـارف فـي وتعنى المقاصة تداول أوراق الد غرفة المقاصة بالمصرف المركزي ،ويقوم المصرف بإعداد قائمة ،يذكر فيها كل ماله ومـا عليه من ديون اتجاه المصارف االخرى ليأخذها معه ممثله الشخصي ،ويجرى االجتماع في

ركزي ،وبعملية حسابية يعرف كل كل يوم داخل غرفة المقاصة الموجودة لدى المصرف الم واحد من المصارف حصيلة أوراق الدين مع كل بنك آخر ،فقد تكون اليوم حصـيلة دائنـة بمبلغ معين ،أو قد تكون مدينة بمبلغ معين ،وهنا تجرى مقاصة للحقوق المتقابلة ،حيث تكون

مثل الشخصي للمصرف النتيجة ،احتواء المبلغ األكثر للمبلغ األقل ،وبهذه النتيجة يتعرف الم .اذا كان المصرف الذي يمثله يعتبر دائنا أو مدينا

وإن المصارف التجارية لها حسابات جارية لدى المصارف المركزية ،فأن نتيجـة إجتمـاع كما تفعل المصارف المقاصة يظهر اليوم التالي لإلجتماع عن طريق القيود الحسابية ،

432حمي الدين إمساعيل علم الدين ،املرجع السابق ، 206-

لعميل –ن المتقابلة كل مرة ،فيضاف لحساب المصرف كذا التجارية ،فهي تقيد الحقوق والديو ونفس الشيء يقوم المصرف المركـزي .ويخصم من حساب العميل في المصرف كذا –لديه

.،إال أنه هذا األخير يتم ترجمته في اليوم التالي لالجتماع لديه هـا ،أي والمصارف التجارية تسهل على العمالء عملية تحصيل الصكوك التي لو لم تقـم ب

بتحصيلها الستغرقت سنين طويلة ،إال أن المصرف يسوي عن طريق غرفة المقاصة عـدد ونظام غرفة المقاصة الذي يسهل في تحصيل الصكوك ،له قيمة .كبير من الصكوك كل سنة

207.تعاقدية بالنسبة للمصارف المنضمة للغرفة فقط ارف الموجودة في العاصـمة وغرفة المقاصة الموجودة في الجزائر العاصمة تختص بالمص

.فمن غير المنطقي أن تشترك في غرفة المقاصة للعاصمة ،مصرف موجود في عنابة كما أن هذه الغرفة تلتزم بالعملة المحلية أي الدينار الجزائري ،وهنـاك مصـارف أخـرى خاصة تخص األوراق المسحوبة بعملة أجنبية ،كما تم تأسيس المصرف العربي الدولي فـي

والذي أنشأ غرفة مقاصة لخمس عمالت أجنبية هي الـدوالر ،الجنيـه اإلسـترليني مصر ، وال يتقاضى المصرف عمولـة مـن .الفرنك الفرنسي ،المارك األلماني ،الفرنك السويسري

ـ وك المسحوبة على مصـرف فـي م ــالعميل إزاء قيامه بالمقاصة، أما الصك دينة ـــ 208.أخرى، المصرف يتقاضى عنها عمولة

ويشرف المصرف المركزي 1873رفة المقاصة الموجودة في بنك فرنسا، تأسست عام أما غ . غرفة مماثلة في األقاليم الفرنسية241على

، بلغت القيمة الكلية ألوراق الدين التي قدمت إلى غرفة المقاصـة ببـاريس 1977وفي عام ـ % 90 ألف مليار فرنك جديد وتم تقاصي 25للتقاصي حوالي % 10ة أمـا من تلـك القيم

الباقية، فقد سجلت بشكل تحويالت في الحسابات الجارية للمصارف لدى مصرف فرنسا عملية المقاصة في المصرف المركزي ،تؤدي إلى تسـهيل األعمـال المصـرفية بالنسـبة للمصارف، ومصلحة للعمالء، من حيث أنها توفر عليهم جهد الحسابات ومخاطر الضـياع

209والسرقة

-207- Cass-Com. 16 Mai 1984, J,C,P 1984-02-P .234

164أنظر مالك نسيمة ، املرجع السابق ، ص - 208209 - Cass-Com. 15Join 1976, J,C,P 1977-III P .18694 Not par . J.Stoufflet .

بط بين الطرفين إتفاق على المقاصة، فإن الصك المسحوب على أحد هذه الحسابات عندما ير ـ ده، و ال ـال ينظر إلى مقابل الوفاء المتعلق به إال إلى الحساب المسحوب عليه الصك وح

ويرجع ذلك إلى أن إتفاق المقاصة ال يـؤثر علـى إسـتقالل . شأن ألرصدة باقي الحسابات .الحسابات أثناء تشغيلها

: التمييز بين إتفاق وحدة الحسابات وإتفاق المقاصة: الثالثمطلبالويختلف األمر في حالة وجود إتفاق وحدة الحسابات، حيث ينظر إلى مقابـل الوفـاء بالنسبة للصك المسحوب على أحد الحسابات ، ليس إلى هذا حساب وحده، ولكن إلى أرصدة

ابات يجعل منها وحدة واحدة وحساب جاري والسبب في ذلك أن إتفاق وحدة الحس . الحسابات .واحد، وهذه الوحدة معتبرة قانونا سواء عند قفل هذه الحسابات أو أثناء تشغيلها

ويترتب على إختالف كال اإلتفاقين نتيجة أخرى، تتمثل في أنه يجوز إجراء نقل مصرفي من أما في . اق المقاصة حساب آلخر، ويطبق على هذا النقل أحكام النقل المصرفي في حالة إتف

حالة إتفاق وحدة الحسابات، فليس ما يحدث من نقل يمثل نقال مصرفيا، بل نقل لمفرد معين من فرع إلى آخر داخل الحساب الجاري العام، ومن ثـم ال تطبـق بشـأنه أحكـام النقـل

. المصرفيت لذلك يمكن القول أن إتفاق وحدة الحسابات يشـكل ذروة اإلرتبـاط بـين الحسـابا

الجارية عند تعددها، حيث أن األمر ليس مجرد ربط بسيط بين رصـيد الحسـاب المجمـد أو مجرد ربط بين األرصـدة يسـمح . والحساب اآلخر المضمون، كوسيلة رهن أو ضمان

بإجراء مقاصة عامة بينها عند قفلها جميعا في وقت واحد، كمـا هـو الحـال فـي إتفـاق أثناء تشغيلها، بحيث ينظر لألقسام المتعددة بإعتبارها ة، ولكنه ربط للحسابات حتى ـالمقاص

.فصوال في حساب جاري واحد وغير قابل لالنقسام وكثيرا ما يخلط الفقه بين إتفاق وحدة الحسابات و إتفاق المقاصة، إذ قـد يسـمى الطرفـان

ـ ربط اتفاقهما بإتفاق وحدة الحسابات، رغم أن نيتهما حقيقية قد انصرفت إلى السماح فقـط بالحسابات عن طريق إجراء مقاصة بينها عند القفل، و ال توجد أيـة رابطـة بينهـا أثنـاء

.التشغيل

وال شك أن العبرة يجب أن تكون بالقصد الحقيقي للطرفين من إتفاقهمـا، وال يعتـد بتكييف الطرفين بهذا اإلتفاق إذا كان يخالف القصد الحقيقي، ويقع على قاضـى الموضـوع

. 210تكييف الصحيح إلتفاق الطرفينالبحث عن الويوجد فارق آخر بين اإلتفاقين، إذ ال يتصور اإلتفاق على وحدة الحسابات إال بـين

حسابات جارية بالمعنى الضيق ،وهي التي يتحقق بينها االنسجام واإلنصهار وتشكل وحـدة ت جاريـة أما إتفاق المقاصة، فيمكن إبرامه بين حسـابا 211.قانونية، أي حساب جاري عام

ع، كأن يكون أحد الحسابات حسابا جاريا وآخر حساب وديعـة مصـرفية، ـبالمعنى الواس فيكفي فقط إلتفاق المقاصة اتحاد طريقة التسوية بين الحسابات، و ال عبرة بتحقيق انسـجام

ا ا، ألن الحسابات مستقلة قانونا أثناء تشغيلها، و ال ينفذ هذا اإلتفاق إال بعد قفله ـداخلي بينه .جميعا في وقت واحد

لذلك يعد من قبيل الخطأ تكييف االتفاق الذي يربط المصرف بشركتين تتبعـان ذات المجموعة المالية ،والذي يسمح للمصرف بإجراء نقل مصرفي من حساب آلخر ،بأنه اتفاق على وحدة الحسابات ،ألن االتفاق الذي يسمح بذلك هو اتفاق مقاصة ،ولـيس اتفـاق علـى

. الحساباتاندماجإال أن جانبا من الفقه يرى أن اتفاق وحدة الحسابات يمكن أن يبرم بين حساب جارى

وحساب وديعة ،ألن كليهما يشكالن حساب جارى بالمعنى الواسع ،وكذلك بين حساب جاري وحساب مجمد ،أو حساب وديعة ألجل ألن جميع الحسابات المصرفية تمثل حساب جاري

ن هدف الطرفين من كل هذه الحسابات هو الحصول على حق واحد بالمعنى الواسع ،وأكما أن الدمج بين هذه الحسابات كثير الحدوث في الواقع .ووجود رصيد ذو نظام موحد

العملي للمصارف ،حيث يكون من الطبيعي أن يفتح التاجر لدى مصرفه حساب شخصي ن األول حساب وديعة و يكون الثاني لشؤونه العائلية ،وآخر ألعماله التجارية ،وغالبا ما يكو

.حسابا جاريا ،لذلك يجوز ربط الحسابين باتفاق وحدة الحسابات كما يرى جانب من الفقه الفرنسي أن إتفاق وحدة الحسابات جائزا بين حساب جاري حساب

إذ يشكل حساب اإلنتظار جزء من حساب " Compte D’attenteبحساب اإلنتظار " آخر يسمى م، هذا الحساب هو الذي تقيد فيه حقوق لم تخضع بعد لألثر التجديدي، إما ألنها لم جاري عا

210-cass;com.3mars;1980;D.S.1980.IR.P.18.Obs.M.Vasseur. 211 -TRI.COM.paris.10.Dec.1987.Rev.Dr.Banc.1988.No 1.obs.Gredot.et.Gerard.

تكتسب بعد الشروط المطلوبة لتسويتها، كالحقوق المعلقة على شرط أو غير معلومة المقدار أو غير متماثلة، أو كانت حقوق مؤجلة، وإما أن يدرج الطرفان في هذا الحساب حقوقا قابلة

يرغب كل منهما في تعليق خضوعها لألثر التجديدي، أي أنهـا مقيـدة فـي للتسوية، ولكن 212.حساب اإلنتظار بإختيار الطرفين

ونعتقد بوجود وحدة حقيقية بين الحساب الجاري وحسـاب اإلنتظـار، وال قيمـة إذا إلبرام إتفاق وحدة الحسابات في هذه الحالة، ألن حساب اإلنتظار يمثل قسما مـن الحسـاب

غم إنفصاله محاسبيا، إال أنه ال يشكل حسابا مستقال و قائما بذاته، بل أنه يدخل في الجاري ر – في ظل النظرية الحديثـة –ومعلوما أن الحساب الجاري . إطار الحساب الجاري الواحد

يحتوي على فصول متميزة ،وأن حساب اإلنتظار يمثل جزءا من القسم المؤجل من الحساب لكالم عن اتفاق وحدة الحسابات بين فصول ذات الحسـاب ،فلـيس الجاري ،لذلك ال يصح ا

هناك حسابات متعددة في هذه الحالة ،بل حساب جاري واحد ،ويعد االتفاق في هذا الفـرض من قبيل تحصيل الحاصل ،وال يضيف جديدا ،ألن هذا االتفاق ال يكون إال بـين حسـابات

213.متعددة ويهدف إلى إندماج هذه الحسابات موقف القضاء من إتفاقات وحدة الحساب: رابع طلب الالم

وفي ضوء ما سبق ، ثمة مشكلة أخرى أثيرت أمـام المحـاكم و هـي هـل يجبـر المصرف الذي طلب من عميله توقيع اتفاق وحدة الحساب، على استعمال هذا االتفاق و دمج

.المعطى له باالتفاق؟الحسابات القائمة بينه و بين العميل؟أم هو حر في استعمال هذا الحق

:لقد عرض هذا الموضوع على القضاء في فرنسا على الشكل التالي

فتحت شركة لدى مؤسسة مصرفية حسابين جاريين، و أجازت لهـذه المؤسسـة بكتـاب "وجهته إليها أن تدمج هذين الحسابين، و عندما شهر إفالس الشركة كان الحسابان، أحـدهما

ن الرصيد المدين مساويا تقريبا للرصيد الدائن، و على الرغم مـن مدينا و اآلخر دائنا، و كا وجود اتفاق وحدة الحساب، فإن المصرف لم يدمج الحسابين ببعضهما، بل على العكس تقدم

بالمائـة 15برصيد حسابه الدائن و طلب تثبيته و قبض من هذه التفليسة من تفليسة الشركة من دينه، و رجع بعد ذلك على الكفالء المتضامنين مع الشركة عن دينها الناتج عن الحساب

.116انظر مسري عبد العليم حممد حسن ،املرجع السابق ،ص- 212

.Cass.Com.03Mars..1980.D.S.1980. I R.p.18 obc .M.Vasseur.791عوض ،املرجع السابق ،ص أيضا مجال الدين : 213-

لتحصيل الباقي من دينه، فطلب هؤالء الكفالء من المحكمة الحكم ببراءة ذمـتهم مـن هـذا من 750المقابلة للمادة ( من القانون المدني الفرنسي 2037لمادةااللتزام، و ذلك عمال بأحكام ا

و أيدوا طلبهم هذا بأن المصرف قد ارتكب خطأ بعـدم اسـتعماله ) القانون المدني السوري 214.الحق المعطى له بكتاب وحدة الحساب، و بعدم إجراء المقاصة بين الحسابين

قبلت هـذه المحكمـة 1958 نوفمبر سنة 7بتاريخ " اورياك"و بحكم أصدرته محكمة ـ . الدفع الذي أثاره الكفالء و ردت دعوى المصرف افا بـالحكم ـفطعـن المصـرف استئن

من القـانون 2037المذكور، و دفع أمام محكمة االستئناف بعدم إمكان تطبيق أحكام المادة المدني ألن المقاصة إذا جرت خالل فترة الريبة اعتبرت باطلة في مواجهـة كتلـة دائنـي

) من قانون التجارة السوري632المادة ( من قانون التجارة446لشركة عمال بأحكام المادة ا215

الناظرة في الطعن باالستئناف لم تأخذ بالـدفع الـذي أثـاره " ريوم" و لكن محكمة استئناف و تقول . 1960 أكتوبر سنة 7المصرف، و ردت االستئناف موضوعا بحكم أصدرته بتاريخ

ية غير جائزة ــو إن كانت المقاصة االتفاق :في حكمها هذا ما فحواه " ريوم"ف محكمة استئنا و باطلة خالل فترة الريبة إال أنه في الواقع ال يمكن أن تعتبر المقاصة، في هـذه القضـية مقاصة عادية، بل مقاصة بحساب جاري، و عمال بمبدأ عدم االنقسام المطبق في الحسـاب

فعات في الحساب مستقلة عن بعضها بل تشكل وحدة و ال يؤخـذ الجاري ال يمكن اعتبار الد بعين االعتبار إال رصيد الحساب عند قفله، و بذلك إذا قام المصرف عنـد شـهر إفـالس الشركة، بإضفاء رصيده المدين برصيد الشركة الدائن الناتج عن الحساب الثاني، فإن هـذه

مـن قـانون 446ي نصت عليها المادة العملية ال تدخل ضمن حاالت البطالن الوجوبي الت التجارة؛ و هكذا، كان بإمكان المصرف باستعماله الحق المعطى لـه مـن الشـركة بـدمج الحسابين تحرير الكفالء من التزامهم دون أن يتعرض لدعوى الـبطالن، و لـذلك يكـون

216"المصرف قد ارتكب خطأ بعدم الدمج سبب للكفالء ضررا أكيدا

تهاد المصرف ملزم، تحت طائلة المسؤولية باستعمال حق الـدمج و هكذا، يعتبر االج .المعطى له من العميل، و ال تعتبر المقاصة الجارية خالل فترة الريبة في هذه الحالة باطلة

.117مسري عبد العليم حممد حسن ،املرجع السابق ،ص:راجع 214-. من القانون املدين اجلزائري299 و تقابلها املادة -215

207 -

هذا إذا كان تاريخ االتفاق على وحدة الحساب سابقا لتاريخ التوقف عن الدفع، و لكن اريخ التوقف عن الدفع، فبرأينا أن هذا االتفاق يجـب إذا تم االتفاق على وحدة الحساب بعد ت

أن يعتبر باطال في مواجهة كتلة الدائنين، و بالتالي ال يحـق للمصـرف إجـراء المقاصـة .باالستناد إليه

االبتدائية و من بعدها محكمة استئناف ريوم لم "اورياك" و يالحظ أن اجتهاد محكمة في تعليق لها على حكـم محكمـة اسـتئناف " هونورا" يسلم من االنتقاد، و مما قالته اآلنسة

إن إلزام المصرف بدمج الحسابين و إجـراء المقاصـة بينهمـا، تحـت طائلـة ":"ريوم" سيلجأ حتمـا إلـى - و تخلصا من المسؤولية -المسؤولية، يضر كتلة الدائنين ألن المصرف

حسابه الدائن لديه ،و لذلك إجراء المقاصة بين الحسابين و عدم إفادة كتلة الدائنين من رصيد ."كان من األجدر اعتبار كتاب وحدة الحسابين بمثابة حق اختياري للمصرف ال إلزامي له

في تعليق له على الحكم نفسه، لم يعتبر بـأن حكـم محكمـة " هوان"على أن األستاذ مع يعني إلزام المصرف على إجراء المقاصة، فالمصرف مخير، في عالقاته" ريوم" استئناف

الشركة بدمج الحسابين أو بعدم دمجها، و لكن بالنسبة لكفـالء الشـركة، فـإن عـدم قيـام المصرف بإجراء المقاصة يعتبر بمثابة السهو من قبله في اسـتعمال حقـه بـالحبس، ألن المقاصة الناتجة عن كتاب الدمج تشبه حق الحبس المعطى للدائن، و هذا ما حـذا بمحكمـة

. من القانون المدني2037كام المادة االستئناف بتطبيق أح

و مهما يكن من أمر، فإن المحاكم على الرغم من إقرار صحة اتفاقات وحدة الحساب، فإنها تستبعد تطبيقها إذا وجدت أن الحسابين المطلوب دمجهمـا و إجـراء المقاصـة بـين

ـ ة، اعتبارهمـا رصيدهما، مختلفان عن بعضهما اختالفا كليا و ال يمكن من الوجهة القانوني . حسابا واحدا، مجزئا إلى عدة حسابات لسهولة القيود الحسابية

األحكام الخاصة بالحساب الجاري: الباب الثاني

سنخصص هذا الباب لدراسة بعض النظم القانونية الخاصة باستعمال الحساب الجاري راق التجارية و كذا استعمال بطاقات االئتمان ثم نتوجـه التي نذكر منها القيد المعاكس لألو

بالبحث عن كيفية الحجز على الحساب الجاري وأيضا الضمانات التي يمكنها أن تصـاحب ثم نتعرض بعد ذلـك إلـى كيفيـة انقضـاء و تصـفية . الحساب الجاري بضمان مفرداته

فصل القول فـي عمليـة ساب، من خالل األسباب العامة و حالة اإلفالس، كما سوف ن ـالحالمراجعة و تصحيح الحساب ثم نتطرق أخيرا إلى الوقف الدوري للحساب، و ذلـك مـن

:خالل النقاط التالية

.النظم القانونية الخاصة بسير الحساب الجاري: الفصل األول

.انقضاء و تصفية الحساب الجاري: الفصل الثاني

نظم القانونية الخاصة بالحساب الجاريال: األول الفصل

إن الحساب الجاري ذو طبيعة خاصة، تميزه عن غيره من الحسابات التي تقتضي أن يتميز ببعض التقنيات التي تتمثل في القيد المعاكس لألوراق التجارية و كذا استعمال بطاقات

لحساب الجـاري ثـم االئتمان و التي تعتبر من أهم التطورات المصرفية التي طرأت على ا نتعرض إلى عملية الحجز على الحساب الجاري و تطور موقف القضاء مـن ذلـك ، كمـا

.نتطرق إلى الضمانات في الحساب الجاري

.القيد المعاكس لألوراق التجارية: المبحث األول

الحساب الجاري و بطاقات االئتمان: المبحث الثاني

الجاريالحجز على الحساب: المبحث الثالث

ضمانات الحساب الجاري: المبحث الرابع

القيد المعاكس لألوراق التجارية في الحساب الجاري: المبحث األولقد يتمثل المدفوع الذي يلقي في الحساب الجاري في مبلغ من النقود أو في ثمن بضائع

كما قد يتمثل المدفوع في ورقة تجارية . أخرىأو سندات، أو أوراق مالية، أو أية قيمة مالية

قدمها العميل للمصرف كمدفوع في الحساب الجاري الذي يعمـل ) سفتجة، سند ألمر، صك ( .بينهما

وقد يقدم العميل الورقة إلى المصرف لتحصيلها في ميعاد اإلستحقاق، أو قد يتسـلمها الحالتين ال يكون التظهيـر المصرف على سبيل الضمان لرصيد الحساب الجاري، ففي كلتا

تظهيرا ناقال للملكية، بل إنه يكون التظهير توكيليا في الحالة األولى أي يهدف إلـى توكيـل المصرف في تحصيل قيمتها لحساب العميل، وتعد يد المصرف يد آمين، بينما تظل ملكيتهـا

سفر عنه الحساب مـن في الحالة الثانية يكون التظهير تأمينيا لضمان ما قد ي . للعميل الدافع رصيد مدين، أو لضمان الوفاء بدين للمصرف في مواجهة العميل، ويكون المصرف دائنـا

إال أن الورقة التجارية قد تقدم للمصـرف لخصـمها . مرتهنا للورقة، وتظل ملكيتها للعميل لديه، وهو ما يهمنا حيث يلعب المصرف دورا كبير في تنشيط اإلئتمان في الحقل التجـاري

.ندما يقبل الخصم األوراق التجارية المقدمة إليه من عمالئه لذلك ع . األساس القانوني للقيد العكسي :المطلب األول . مفهوم القيد العكسي :المطلب الثاني . القيد العكسي واإلفالس :المطلب الثالث األساس القانوني للقيد العكسي: المطلب األول

القيد العكسي بناء على عقد الخصم، والـذي يتضـمن يؤسس جانب من الفقه عملية شرطا فاسخا ضمنيا هو عدم الوفاء بالورقة في ميعاد اإلستحقاق، ومن ثم يـزول المـدفوع المقيد في الجانب الدائن من حساب العميل عن طريق قيد عكسي في الجانب المـدين مـن

.حساب هذا األخير، نظرا لتحقق الشرط الفاسخ سس القيد العكسي بناء على بطالن عقد الخصم لفقدان سبب هذا العقد وهـو وجانب آخر يؤ

وجانب ثالث يؤسس القيد العكسي على أنه صورة . الوفاء بقيمة الورقة في ميعاد اإلستحقاق فهو صـورة ) أحد المظهرين (على العميل ) حامل الورقة (للرجوع الصرفي من جانب البنك

.لهذا الرجوع الصرفي وحده أن القيد العكسي صورة للرجوع على العميل بموجب عقد الخصم بناء -ى جانب رابع وير

وفي ذات الوقت صورة للرجوع الصـرفي باعتبـاره حـامال لورقـة . على شرط الضمان تجارية، لم يوف بها في ميعاد االستحقاق، لذلك فإن للحامل الرجوع بقيمتها علـى الضـمان

.والمظهرين

النظرية الحديثة للحساب الجاري، قدم أساسا آخر لتبرير رخصة كما أن الفقه في ظل القيد العكسي، واستنادا إلى أحكام الحساب الجاري ذاته واشتماله على قسم آخر إلى جانـب القسم الحال، وهو القسم المؤجل الذي قيدت فيه قيمة الورقة وقت خصمها، نظـرا لكونهـا

.بقيمتها في ميعاده االستحقاق هو الوفاء . مدفوعا معلقا على شرط واقف . تأسيس القيد على نظرية الشرط الفاسخ الضمني :الفرع األول . تأسيس القيد بناء على نظرية السبب :الفرع الثاني .تأسيس القيد بناء على دعوى الصرف : الفرع الثالث . تأسيس القيد بناء على عقد الخم ودعوى الصرف في آن واحد :الفرع الرابع

. تأسيس القيد العكسي في ظل النظرية الحديثة :الفرع الخامس :تأسيس القيد على نظرية الشرط الفاسخ الضمني: الفرع األول

حق البنك في إجراء القيد العكسي في الحساب الجاري على عقد 217يؤسس هذا اإلتجاهفسخ العقد لم يتم شرطا مقتضاه -الذي تم بين البنك والعميل-الخصم، إذ يتضمن هذا العقد

تحصيل قيمة الورقة التجارية المخصومة في ميعاد اإلستحقاق، فإذا تحقق هذا الشرط الفاسخ أصبح القيد األول ال جدوى منه، نظرا لفسخ عقد الخصم، ويجب إلغاء هذا القيد بإجراء قيد

د قيدا عكسي مقابل له، وتفسير ذلك أن قيد حق العميل في الحساب الجاري عند الخصم، يعمعلقا على الشرط فاسخ ضمني، يتمثل هذا الشرط في عدم الوفاء بقيمة الورقة في ميعاد

ود، ولكنه مهدد ـق محقق الوجـإذ أن الحق المعلق على شرط فاسخ هو ح. االستحقاقبالزوال عند تحقق الشرط، و إجماع الفقه يرى جواز قيد الحق المعلق على شرط فاسخ

في لغاءه عن طريق قيد عكسيوعند إلغاء القيد األول و إ. اريكمدفوع في الحساب الج .الجانب المدين من حساب العميل

:وقد وجهت إلى هذا األساس االنتقادات التاليةإن تأسيس القيد العكسي بناء على نظرية الشرط الفاسخ الضمني يتعارض مع األثـر : أوال

عقد الخصم، حيث إن وهر عملية الخصم تعجيل الوفاء للعميـل الناقل للملكية المترتب على . بقيمة الورقة في المقابل التزام هذا األخير بنقل ملكية الحق الثابت فيها إلى البنك الخاصـم

-217 B.Soinne : Op . cit, Not 981, p.862 .

تنتقل الملكية للمصرف بكل مخاطر عدم الوفاء بقيمتها في ميعاد االستحقاق، كما أن العميـل ، 218دينـ بضمان وجود الحق الثابت في الورقة في ذمة الم ال يلتزم بمقتضى عقد الخصم إال

لذلك تبرأ ذمة العميل من التزامه بمجرد نقل . وليس عليه إلتزام باستيفاء البنك لقيمتها بالفعل .ملكية الورقة التزاما على عاتق العميل يقتضي فسخ العقد عند عدم القيام به

د و ـن إلى حالة التي كانا عليها قبل التعاق تقتضي أحكام الفسخ أن يعود المتعاقدا : ثانيا ذلك عند تحقق الشرط الفاسخ، ولو كان القيد العكسي يمثل فسخا لعقد الخصم، لكـن يجـب إجراء القيد بذات المبلغ الذي تم قيده سابقا لعقد الخصم، لكان يجب إجراء القيد بذات المبلـغ

قـد 220 والقضـاء 219إال أن الفقـه . يلالذي تم قيده سابقا في الجانب الدائن من حساب العم قرروا إجراء القيد العكسي بالقيمة اإلسمية للورقة، في حين أن قيد قيمتها وقت عملة الخصم كان بهذه القيمة مخصوما منها مقابل تعجيل الوفاء بالورقة العمولة المستحقة للمصرف مـن

.قيام بعملية الخصم

للقيد العكسي، لكان إجراؤه إجباريا علـى لو كانت نظرية الفسخ تصلح كأساس : ثالثا المصرف، بل وألجبره العميل على القيام به إذا امتنع األول، وطبقا ألحكام الفسـخ تنتهـي

بمجرد تحقق الشرط الفاسخ، ومن ثم يجب على المصـرف - بقوة القانون -العالقة التعاقدية ا ألحكام الفسـخ تنتهـي العالقـة رد الورقة إلى العميل على القيام به إذا امتنع األول، وطبق

بمجرد تحقق الشرط الفاسخ ،ومن ثم يجـب علـى المصـرف رد –بقوة القانون –التعاقدية الورقة إلى العميل في جميع األحوال ،حيث تعود ملكيتها إليه بعد إجراء القيد العكسي ،إال أن

ف من حقه أحكام القيد العكسي تقضى بالصفة االختيارية للقيد ،فهو رخصة للمصرحيث إنه قد يفضل الرجوع بها على المظهرين اآلخرين ،متخذا سبيل .استخدامها أو إهمالها

دعوى الصرف دون إجراء قيد عكسي لها ،وأنه حتى في حالة اختياره إلجراء القيد العكسي 221.،قد يحتفظ بالورقة كما في حالة اإلفالس ،وهذا ال شك يتنافى مع أحكام الفسخ

- J. Stoufflet: Op. Cit, No 70, p.9. 218722مرجع سابق، ص : على مجال الدين عوض. د

219 - J. Stoufflet: Op. Cit, No 128, p.16.

722مرجع سابق، ص : على مجال الدين عوض.د220 - Cass Com 21 Juin 1994, Bull.Civ. No 226; G.C.P.éd .E. 1996,1, 252, No 11 obs Gavalda et Stoufflet.

.363املرجع السابق ،ص: د العليم حممدمسري عب- 221

سباب المتقدمة لم تصلح هذه النظرية لتبرير حق المصـرف فـي إجـراء القيـد ولجميع األ العكسي ذلك بأننا بصدد عملية مصرفية فنية تتمثل في الحساب الجاري الـذي وجـد تلبيـة

.مثل نظرية الفسخ .لحاجات التجارة ،ومن ثم ال يصح وضعه في القوالب المدنية : على نظرية السبب تأسيس القيد العكسي بناء :الفرع الثاني

يؤسس جانب من الفقه القيد العكسي بناء على عقد الخصم أيضا ،ولكن باإلستناد إلى نظرية السبب ،بحيث إن قيد ناتج عملية الخصم في الحساب الجاري يكمن سببه في

تحصيل قيمة الورقة في ميعاد استحقاقها ،ويتخلف ركن السبب إذا لم يتم تحصيل قيمتها الستحقاق ،ويصبح التزام المصرف بمقتضى عملية الخصم بال سبب ،ومن ثم في ميعاد ا

يبطل عقد الخصم لفقدان ركن السبب ،ويجب إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل عملية الخصم وبمقتضى ذلك أن يقيد المصرف عكسيا قيمة الورقة في الجانب المدين من حساب

ذا اإلتجاه قد وقعوا في خلط كبير في فهم ركن العميل ويبدو للوهلة األولى أن أنصار ه .السبب في عقد الخصم ،مما أدى إلى تعرض هذا األساس للنقد من كل جانب

لقد فهم الرأي السابق معنى السبب في عقد الخصم على أنه الوفـاء بقيمـة الورقـة : أوال لدافع ،مع أن هذا فهم التجارية في ميعاد االستحقاق ،إلى جانب أنه التزام على عاتق العميل ا

غير سليم ، ألن العميل قد وفى بالتزامه الناتج من عقد الخصم بنقـل ملكيـة الورقـة إلـى المصرف ،وأما الوفاء بقيمتها في ميعاد االستحقاق ،فلـيس التزامـا علـى عـاتق العميـل

.222الدافعي عقد الخصم يقوم هذا األساس على فهم مغلوط لمفهوم السبب ،حيث يرى أن السبب ف :ثانيا

هو التزام على عاتق أحد الطرفين ،رغم أن المعروف أن سبب االلتزام يختلف تمامـا عـن تنفيذ هذا االلتزام ،وأن السبب ركن في العقد يجب توافره وقت إبرام هذا العقـد ،وإال بطـل

.ومن المقرر قانونا أن السبب ليس التزاما على عاتق أحد الطرفين .النعدام السبب لو سلمنا جدال بصحة هذا الرأي في تحديد معنى السبب ،فإن استيفاء قيمة الورقة فـي وحتى

ميعاد االستحقاق ليس التزاما على عاتق العميل ،حتى يمكن القول بـأن اإلئتمـان الممنـوح والصحيح أن يقال إن السـبب اللتـزام ؛ للعميل بمقتضى عملية الخصم قد أصبح بال سبب

قة في الجانب الدائن هو التزام العميل بنقل ملكية الورقة المخصومة المصرف بقيد قيمة الور .إليه

. 70أنظر عودة سليمان حممد ،املرجع السابق ،ص- 222

بطالن لو كان هذا األساس صحيحا ،لكان جزاء انعدام سبب اإلئتمان في عقد الخصم ، :ثالثا إال أن هـذا ال حسبما تقضى به القواعد العامة ومتى وقع البطالن تم بأثر رجعـى ، –العقد

.مقررة بشأن القيد العكسي يتماشى مع األحكام الب ـأضف إلى ذلك أن القول بتأسيس القيد العكسي بناء على بطالن عقد الخصم إلنعدام السب

، يعنى إجبار المصرف على القيام بإجرائه ،هي أمور لم يقبلها القضاء ولم يقرهـا العـرف 223.المصرف ،ألنها تضر بمصالح المصرف الخاصم

: العكسي بناء على دعوى الصرف تأسيس القيد :الفرع الثالث والذي يؤسس القيد العكسـي بنـاء علـى 224وهذا هو اإلتجاه الحديث فقها وقضاء ،

من الورقة التجارية المخصومة )حامل (الرجوع الصرفي ،استنادا إلى أن المصرف مستفيد بحيث يكون للمصرف كحامل للورقـة .،وأن العميل أحد المظهرين لها طبقا لقانون الصرف

الدعوى المقررة لكل مستفيد من تظهير ناقل للملكية ،فإذا لم يكن الخصم قد تم تنفيـذه مـن متخذا سبيل خالل الحساب الجاري ،لكان للمصرف الرجوع على عميله عن طريق القضاء ،

دعوى الصرف ؛وتماشيا مع ذلك ،و نظرا لوجود عقد حساب جاري بين طرفي عقد الخصم ويمثل هذا القيـد عكسي في الجانب المدين من حساب العميل ، ،يكون للمصرف إجراء قيد

رجوعا على العميل باعتباره أحد المظهرين للورقة ،ومن ثم يعد قيدا جديدا لحق المصـرف الصرفي في مواجهة العميل وليس إلغاء للقيد السابق الذي تم في الجانب الدائن للعميل عنـد

.الخصم سس حق المصرف في إجراء القيد العكسي ،علـى أسـاس ورغم وجاهة هذا الرأي الذي يؤ

.الرجوع الصرفي وحده ألنه يفسر القيد العكسي الذي يتم أثناء تشـغيل الحسـاب الجـاري .إال أنه لم يسلم من النقد

ألن الحساب والعميل موسرا ،إال أنه يعجز عن تبرير القيد العكسي في حالة إفالس العميل ، .مع ذلك يمكن إجراء القيد العكسي بعد اإلفالس قد تم قفله باإلفالس ،و

وأجاز كل من الفقه والقضاء والعرف المصرفي للمصرف الخاصم ضمانات كثيرة في هـذه ولكن رغم أن أحكام اإلفالس ال تسمح لحامل ورقة تجارية ،باستيفائها بعد اإلفالس ، .الحالة

،ومن ثم يمكن القول بأنه إذا كـان يجب أن يدخل في التفليسة بحقه ،ويخضع لقسمة الغرماء

.356 راجع مسري عبد العليم حممد حسن، املرجع السابق، ص - 223

224 -Cass.Com.22Dec .1981.Bull.civ .IV.NO 455.

القيد العكسي يمثل فقط رجوعا صرفيا على العميل ،لما تمكن المصرف من إجرائه بعد شهر 225.إفالس هذا العميل

تأسيس القيد العكسي بناء على عقد الخصم ودعوى الصرف في آن واحد :الفرع الرابع

القيد العكسـي ، فقـد ظهـر جانـب إزاء عجز النظرية السابقة عن تبرير كل حاالت ال يستهان به ،يؤسس القيد العكسي بناء على عقد الخصم ودعوى الصـرف معـا 226فقهي

فـإن فعندما ال يوفى المدين بقيمة الورقة التجارية المخصومة فـي ميعـاد اسـتحقاقها ، .للمصرف الخاصم الرجوع على العميل على أساس وجود شرط في عقد الخصم هو شـرط

حيـث إن صورة لدعوى الصـرف ، –في ذات الوقت –ويمثل الرجوع ". التحصيل ضمان"المصرف بوصفه حامال للورقة التجارية المخصومة يحق له الرجوع على الموقعين عليهـا ،حينما ال يتم الوفاء له بها في ميعاد االستحقاق ،وبالطبع العميل هو أحد الموقعين على هـذه

:لصالح المصرف في مواجهة العميل وبذلك يتحرك ضمانان .الورقة .ضمان ناشئ من عقد الخصم تنفيذا لشرط ضمان التحصيل : األولفيكـون ضمان ناشئ من توقيع العميل على الورقة طبقا ألحكام قـانون الصـرف ، :الثاني

للمصرف اتخاذ أي من الطريقين ،حتى ولو لم تخصم الورقة في إطار الحسـاب الجـاري ذ المصرف إلجراء القيد العكسي يعد رجوعا على العميل بموجـب هـذان ومن ثم فإن اتخا .

.الضمانان إذ لو صح لوجب اإلقرار بحق المصـرف .غير أن هذا األساس لم يسلم من النقد هو اآلخر

حتى في الرجوع على العميل بموجب دعوى ضمان التحصيل المترتب على عقد الخصم ،ة بعيدا عن الحساب الجاري ،وليس بعقد الخصم ذاتـه ولو تمت عملية الخصم بطريق الخزين

حيث يقتضي تطبيقه على الخصم الذي يتم من خالل الحساب الجاري فحسب وقد دفع هـذا إلى تأسيس القيد العكسي بناء على عقد الخصـم لـيس 227النقد جانب من أنصار هذا الرأي

.سداد ما تلقاه لوجود شرط بضمان التحصيل ، وإنما لوجود التزام على العميل ب

.724املرجع السابق ،:مجال الدين عوض - 225

226 -Cass.Com.4 juin 1985.Rev Banque.1985.P.1071./H.Cabrillac .Obs Sous.C.A.Montpelier.23.Janv .1952.R.T.D.Com.1952.P387.

227-Gavalda et J.Stoufflet:Op.cit.No.331.pp156-157.

وقد تبنت محكمة النقض الفرنسية هذا الرأي ،حيث قضت بأن القيد العكسي يعد تعبيرا عـن وقد يكون هذا الحق نابعا من الورقة التجارية المخصـومة "حق المصرف القابض في السداد "

228.أو من عقد الخصم ذاته ي يجريـه المصـرف فـي وقد عيب على هذا الرأي بأنه لو صح القتصر القيد العكسي الذ

الجانب المدين من حساب العميل على المبلغ ذاته ،الذي سبق وتم قيده في الجانب الدائن وقت .عملية الخصم ،ألنه هو المبلغ الذي يلتزم العميل بسداده للمصرف

من أن إجراء القيد العكسي يتم 230 والقضاء 229وهذا القول يتعارض مع ما إستقر عليه الفقه سمية للورقة التجارية المخصومة ،وليس بالمبلغ الذي تم قيده سابقا فـي الجانـب بالقيمة اإل

.الدائن من الحساب تأسيس القيد العكسي في ظل النظرية الحديثة :الفرع الخامس

يؤسس الفقه في ظل النظرية الحديثة للحساب الجاري ،إجراء القيد العكسي بناءا على ار أن الحساب يشمل على قسمين ،هما القسم الحال مبادئ الحساب الجاري ذاته ،باعتب

والقسم الذي تقيد به حقوق الطرفين القابلة للتسوية الفورية و االندماج في الرصيد الحال ،المؤجل الذي تقيد به جميع حقوق الطرفين التي لم يكتمل لها كل الشروط

ي من هذه الحقوق وعندما يكتمل أل مطلوبة لتسويتها و االندماج في الرصيد ؛ــــالتنتقل من المؤجل إلى الحال دون توقف على قرار خاص من الشرط الذي ينقصها ،

.الطرفين بانتقالها وفى ظل المفهوم السابق ،فإن القيد الذي تم عند خصم الورقة التجارية في الجانـب الـدائن

مدفوعا ملقا علـى للعميل الدافع ،كان قد تم في القسم المؤجل من الحساب الجاري باعتباره تم إلقائه من جانب العميل ،وال يتأكد هذا المدفوع إال بتحصيل قيمة الورقـة 231شرط واقف

ومن ثم وألن هذا المدفوع معلق على شرط واقف ،فهو لم يتأكد بعد ، .في ميعاد االستحقاق ـ وية ال يمكن أن يقيد في القسم الحال من الحساب الجاري ،ونظرا لعدم إمكان خضوعه للتس

في القسم المؤجل حتى يتحقـق الشـرط -حينئذ–الفورية و االندماج في الرصيد ،وإنما يقيد

228 -Cass.Com.17Mars 1970.J.C.P.1970.II.16490.

.739املرجع السابق ،ص :مجال الدين عوض -229 230-C.A.Paris .27.Mars 1992.J.C.P.1992ed.E.I.156 obs.Gavalda et Stoufflot;Rev.Banque .1992.p.841.obs.J.-L.Rives –Lange. 231 -Cass.Com.7Janv.1998;JC.P1998.ed.E.p1143.Note.Stoufflet.

الواقف بتمام تحصيل قيمة الورقة المخصومة عند استحقاقها ؛ويتصور أحد فرضـين فـي .ميعاد استحقاق الورقة :الفرض األول

ق لم يتحقق الشرط الواقف أن يمتنع المدين بقيمة الورقة عن الوفاء بها في ميعاد االستحقافالمصرف في هذا الفرض له . وهو تحصيل قيمة الورقة، ومن ثم لم يتأكد هذا المدفوع

إجراء قيد عكسي بقيمة الورقة في الجانب المدين من القسم المؤجل، وبذلك ينهار يدان، فإذا تم القيد العكسي أثناء تشغيل الحساب، إلتزام المصرف برد الورقة إلى ـالق، أما عميل لكي يمارس بها هذا األخير الرجوع الصرفي على باقي الضمان و المظهرينال

إذا تم القيد العكسي بعد إفالس العميل الدافع، فللمصرف االحتفاظ بالورقة والرجوع بها على المظهرين اآلخرين، ويسمح للمصرف بذلك بأن قيد الورقة في القسم المؤجل ال

لمتعلق بها، و ألن المدفوع المقيد في القسم المؤجل ال يفقد يحرم المصرف من الضمان ا .ذاتيته وال يندمج مع غيره من المدفوعات

: الفرض الثانيأن تدفع قيمة الورقة المخصومة في ميعاد اإلستحقاق في هـذا الفـرض، ال يكـون

أن ينقل القيـد ، بل يجب عليه ، حيث أنه استوفى قيمة الورقة للمصرف إجراء قيد معاكس ، لكي يشـارك فـي من الجانب الدائن في القسم المؤجل إلى الجانب الدائن في القسم الحال

، ومن ثم أصبح المدفوع ، ألن الشرط الواقف قد تحقق في هذا الفرض تشكيل رصيد جديد ؛ هذا إذا تم تحصيل قيمة الورقة أثناء تشغيل الحسـاب صارحا لالندماج في الرصيد الحال

، فيجب أيضا تصفية القيـود أما عندما يتم تحصيلها بعد إفالس العميل الدافع . ل اإلفالس قب، ويكون هناك محل إلجراء المقاصة بين الرصيد المدين علـى الموجودة في القسم المؤجل

وبين قيمة الورقة التجارية – ذلك الرصيد الموجود عند قفل الحساب باإلفالس –عاتق العميل ، وال يضطر المصرف في هذه الحالة أن يؤدي القيمة المحصلة إلى المصرف التي حصلها

. تفليسة العميل الدافع وتبرر القيد العكسي بناءا على قواعد الحساب الجاري يغني عن اللجوء إلى النظريات

، ويغني كذلك عن اللجوء إلـى الرجـوع الصـرفي للتبريـر المعروفة في القانون المدني ، إذ أن المدفوع الـذي يـدخل الحسـاب ولة للمصرف بإجراء القيد العكسي الرخصة المخ

، ويخضع يعامل معاملة مختلفة عن ذي قبل - في أي من قسميه الحال أو المؤجل -الجاري

، بمـا ، خاصة أسلوب التسوية الفريدة والمبتكرة للحقوق التي تدخلـه ألحكام مختلفة تماما بصفة خاصة الطرف الذي يمنح اآلخر ائتمانا معينا ، يعطي ضمانات هامة لطرفي الحساب

، قد يتمثل هذا اإلئتمان في اإلقبال على خصم األوراق التجاريـة بمقتضى الحساب الجاري 232.، لتنشيط ائتمان العمالء ورجال األعمال في الحقل التجاري في إطار الحساب الجاري

: معاكس ومميزاتهمفهوم القيد ال: المطلب الثانيإن القيد العكسي من أهم التقنيات التي تتميز بها األوراق التجارية فهو وسيلة فنية غاية في األهمية ، حيث أن هذا القيد يحقق ضمانة هامة لصـالح المصـرف الخاصـم ، نظـرا

.إلرتباط هذا القيد بالحساب الجاري

.370راجع مسري عبد العليم حممد حسن، املرجع السابق، ص - 232

وذكـر مميزاتـه بشـيء مـن سنتناول في هذا المطلب دراسة مفهوم القيد العكسي . التفصيل

.مفهوم القيد العكسي : الفرع األول .شروط ومميزات القيد العكسي : الفرع الثاني مفهوم القيد العكسي :الفرع األول

، بأنه ال يجوز ألحد الطرفين في ذكرنا سابقا عند تعرضنا لمبدأ عدم تجزئة الحساب .، من أجل بند مقيد في الحساب بصورة منفردةالحساب الجاري ، أن يقاضي الطرف اآلخر

و قد أكد االجتهاد القضائي هذه النتيجة المستمدة من مبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري، فـي قه و ـي الف ـالف ف ـار الخ ـذي أث ــعلى أن الموضوع ال _كما رأينا سابقا _مناسبات عديدة

من عميـل لـه يتعامـل معـه ، يتعلق بحق المصرف الذي استلم سندا تجاريا ضاءــالق، ثم يخرجه مـن ، و قيد قيمة هذا السند كدفعة في الحساب لصالح العميل بالحساب الجاري

، إذا لم يدفع السند في الحساب بإجراء قيد معاكس له و يطالب بقيمته الملتزمين اآلخرين له ن إجراء عملية ؛ في هذا الصدد يحول مبدأ عدم انقسام الحساب الجاري دو موعد االستحقاق

إلـى ) المصـرف (، فاالعتماد المعطـى مـن المسـتلم للورقـة التجاريـة القيد المعاكس ، و غير قابل للرجوع بمعنى أنه ال يجوز إلغاؤه بسـبب ظـروف هو قطعي )العميل(المسلم

233.إذا اتفق الطرفان في الحساب على جواز ذلك طرأت فيما بعد إال

ساب بصورة صريحة على أن االعتماد المعطى ومع ذلك ، فقد يتفق الطرفان في الح مشروط بقبض قيمة السند، و عندئذ يتم إجراء القيد المعاكس عند عدم دفع السند تنفيذا لرغبة

، و بالعكس يمكن لطرفي الحساب أن يتفقا على أن الدفعة بسند تجاري إذا قيـدت المتعاقدين، فاء بقيمة السند فـي االسـتحقاق في الحساب تصبح قطعية و ال يخضع االعتماد لشرط الو

د ــوعـي مـد فـالسنـاء بــوفــدم ال ــعندئذ ال يجوز إجراء القيد المعاكس عند ع ، كما أن القيد المعاكس يصبح مستحيال إذا تضمن تظهير السند من المسلم إلى اقـاالستحق

إذا لم يجري بين الطرفين أي المستلم، شرط عدم الضمان و لكن الصعوبة تظهر في حالة ما ، ال يثير أية صعوبة في التطبيق إال فـي حالـة هو في الحقيقة . اتفاق حول هذا الموضوع

.اإلفالس

.107 أنظر رزق اهللا أنطاكي، املرجع السابق، ص - 233

والخصم في صورته الغالبة هو العملية التي بمقتضاها يعجل المصرف إلى المسـتفيد ل المستفيد للمصرف عـن ، في مقابل تناز بدفع قيمة الورقة التي لم يحل أجلها بعد ) العميل(

، ألن المصرف فيعد الخصم صورة من صور اإلئتمان المصرفي . ملكية الحق الثابت فيها ، ثقة منه في استرداد حقه أو استرجاع ما عجلـه عنـد يعجل ماال حاال في نظير مال آجل

234.األجل المتفق عليهحقه العميل بمقتضـى قد يقوم المصرف بتنفيذ عملية الخصم بأن يدفع المبلغ الذي يست

Escompte، ويقال في هذه الحالة أن عملية الخصم تمت عن طريق الخزينة عملية الخصم

par Caisse. كما قد يتم تنفيذ عملية الخصم في إطار عقد الحساب الجاري الذي يربط الطرفين عن

القيد يكـون ، وبمجرد هذا طريق قيد هذا المبلغ في الجانب الدائن من حساب العميل الدافع ، ألن الدفع في الحساب الجـاري يعـادل المصرف قد وفى بالتزامه الناتج من عقد الخصم

، بل أن وبذلك لم يستوفي العميل مبلغ الخصم نقداEquivaut a un Paiementالوفاء ولكن ما هو مصير هذا الخصـم فـي . هذا المبلغ قيد كمدفوع في الجانب الدائن من حسابه

؟ الوفاء بقيمة الورقة المخصومة في تاريخ االستحقاقحالة عدم للمصارف أن تجري قيدا عكسيا في الحساب 235، فقد أجاز القضاء لإلجابة على هذا التساؤل

، إما بإعتبار ، والتي لم يتم الوفاء بها في تاريخ اإلستحقاق الجاري بقيمة الورقة المخصومة وإما باعتبار أن القيد الثـاني . الذي تم عند عقد الخصم أن هذا القيد يعد إلغاء من القيد األول

يعد قيدا لحق المصرف في الرجوع الصرفي على العميل باعتباره من المظهرين لها، والقيد ارية فيـجـتـكسي لألوراق الـيد العـقـ، هو ما يعرف بال الذي يتم في الحساب الجاري

La contre-Passation des effets de commerce dans le الحسـاب الجـاري

compte courant . وجدير بالذكر أنه قد ال يوجد ما يبرر إجراء القيد العكسي إذا استوفى المصرف قيمة الورقة

، حيث أن عملية الخصم تكون قد إنتهت النهاية الطبيعيـة المخصومة في تاريخ االستحقاق . المرجوة منها

.623املرجع السابق، ص : علي مجال الدين عوض- 234

Cass. Com.25 Dec. 1995, Quot-Jurid, 30 Janv. 1996, p06 721املرجع السابق ، ص : راجع علي مجال الدين عوض235-

اقـاريخ االستحق تـي ـاء بقيمة الورقة المخصومة ف ولكن تثور الصعوبة عندما ال يتم الوف ـ ، فله أن يجر ؛ لذلك تقرر للمصرف الخاصم رخصة إجراء القيد العكسي ، ولـه أن ال هي

وى الصرف، حيث أن ـ، ويكتفي فقط بالرجوع على المظهرين اآلخرين بمقتضى دع يجريه اإلختيارية للقيد العكسـي على الصفة - منذ زمن طويل-الفقه والقضاء قد إستقر كل منهما

La caractere facultative de la contre- Passation. 236 :لقيامها ، وكذلك مميزات سنتناولها علي الوجه التالي إن عملية القيد المعاكس تستلزم توافر شروط أساسية ، :مميزات القيد المعاكس شروط و: الفرع الثاني

شرط تطبيق القيد المعاكس: أوال هو طريقة الستعمال حق -237حسب رأي محكمة النقض -اعتبار القيد المعاكس مكني

الرجوع بالسند، منحها التعامل المصرفي للمستلم ضد المسلم ، فيصبح مـن الضـروري أن يستعمل هذا الحق ضمن الحدود واألشكال التي عينها القـانون، وبالتـالي ال يكـون القيـد

، عمال بأحكام المادة احتياج عدم الوفاء ضد المسحوب عليه المعاكس ممكنا إال إذا تم تنظيم . من قانون التجارة السوري، وأيضا إال إذا تضمن السند شرط الرجوع دون مصاريف476

فإذا لم يقم المصرف، مستلم السند بتنظيم االحتجاج وتبليغه خالل الميعاد المنصوص ، فهو يفقد هـذا الحـق ، بالنسبة لمسلمه عليه في القانون، فال يحق له إجراء القيد المعاكس

، عدا الملتزم األصلي وهو بالنسبة للمظهر األخير، كما يفقده بالنسبة لجميع الملتزمين بالسند ، أو عـدم إيصـاله المسحوب عليه، القابل أو الساحب في حالة عدم قبول المسحوب عليـه

.مقابل الوفاء

مميزات القيد المعاكس: ثانيا

، في أن الحق لقد حصل اتفاق بين الفقه والقضاء :ة االختيارية للقيد المعاكس الصف-)1، هـو ي االستحقاق ــالمعطى للمصرف بإجراء القيد المعاكس لقيمة السند، غير المدفوع ف

- 236-Cass.Com.5juill.1994.Bull.Civ.IV.No.252.p.199.

. ، نقض مدين1962 نوفمرب27حكم حمكمة النقض الفرنسية _ 237

، أو أن يطالب بقيمتـه ، بمعنى أن للمصرف أن يجرى القيد المعاكس للسند حق اختياري 238.عن طريق القضاء

اية كان المصرف الذي أجرى القيد المعاكس ليس له حق في أن يحتفظ بالسند علـى ففي البد 239.سبيل التأمين

:المبالغ التي يمكن إجراء القيد المعاكس بشأنها-)2

، فهل يحق لـه قد يجري المصرف بتنظيم احتياج عدم القبول أو احتياج عدم الوفاء 372 المصروفات التي نصت عليها المـادة إجراء القيد المعاكس بقيمة السفتجة مضافا إليها

قانون التجارة السوري لو اعتبرنا القيد المعاكس يستند إلى النظرية األولى في الشرط الفاسخ ـ ـ قانون المدني الفرنسي ل 1131أو إلى النظرية الثانية بتطبيق المادة ـ ـو ك ، كـان كذل

، ولكن لو نظرنا إلـى المصاريف، القيد المعاكس بقيمة السند فقط دون لوجب علينا حصرا ، ألصبح ممكنا إجراء القيد المعاكس بقيمـة السـند و القيد المعاكس بأنه نوع من الرجوع

. من قانون التجارة السوري472الفوائد ومصاريف االحتجاج طبقا لنص المادة هل من الممكن إجراء القيد المعاكس بعد مالحقـة بعـض : كذلك يمكن التساؤل -ين بالسند ؟ وفي هذه الحالة فإنه إذا قام المصرف بمالحقة بعض الملتزمين بالسند الملتزم

بالنسـبة وقبض جزء من قيمته بنتيجة هذه المالحقة، فهل يحق له إجراء القيد المعـاكس للجزء غير المقبوض؟ لقد أجابت محكمة النقض الفرنسية باإليجاب على هذا السؤال في

طة أن ال يتم القيد المعاكس إال بالنسـبة للجـزء غيـر مشتر 1861قرار أصدرته عام إبطـال بكون ذلك هـو عبـارة عـن قد إنتقد هذا االجتهاد"فيتو"لكن العالمة. المقبوضوالشك أن هذا الرأي يتفق والنظرية القائلة بأن القيد المعاكس يعتبر بمثابة فسخ . للتظهير

\ترى أن القيد المعاكس هو نوع من النظرية التي لكن بالنظر إلى. إبطاله االعتماد و

قـانون 719الرجوع السحبي فإن اجتهاد محكمة النقض يكون في محله تقابلـه المـادة 240التجارة السوري

Réescompte القيد المعاكس بعد إعادة خصم السند-)3

544 ،ص 1993عوض على مجال الدين ،عمليات البنوك من الواجهة القانونية، دار النهظة العربية القاهرة -

238_ Joseph Hamel, Op Cit, PP304, P523. 116 رزق اهللا األنطاكي، احلسابات و االعتمادات، مرجع سابق ،ص -239 240

ـ ، هل ويتمثل ذلك فيما إذا قام المصرف الذي خصم لديه بإعادة خصمه د يحق له إجراء القي المعاكس في حالة شهر إفالس مسلمه ؟

األخيـر ال شك أن هذا السؤال ال يكون له محـل إذا لـم يالحـق حامـل السـند

رف، في حالة قيام المسحوب عليه أو أي ملتزم آخر بالسـند بوفـاء قيمتـه فـي ــالمصفالمصرف المستلم يكون قد قبض السند بفضل عملية إعادة الخصم ،وهـو لـم . االستحقاق

241 .ق بقيمته بعد ذلكيالح

لكن ما العمل إذا قام المظهر له بمالحقة المصرف المظهر؟ ألن السند لم توفي قيمته -:في هذا األمر هناك احتماالن يمكن أن يظهرا للوجود. في االستحقاق

فإما أن يالحق الحامل المصرف قبل رجوعه بالسند على الملتزمين اآلخرين، فعندئذ اء بقيمة السند ويكون الخصم الذي أجراه ،عبارة عن عملية مؤقتة لم يضطر المصرف للوف

تؤدي أية نتيجة، ويحق له عندئذ الرجوع بقيمة السند على المسلم، أي للشخص الذي ظهـر سبق له أن الحق مسلم السـند أو أن يكون الحامل قد له، وإجراء القيد المعاكس على حسابه؛سلم في حالة إفالس ولما لم يقبض من تفليسة المسـلم المصرف الذي أعاد خصمه وكان الم

األجزاء من قيمة السند، رجع على المصرف الذي خصمه بالمبلغ غير المقبوض فإذا دفـع فهل يحق له إجراء القيد المعـاكس بالنسـبة المصرف الجزء غير المقبوض من قيمة السند

للمبلغ الذي دفعه؟ على أساس أن قبض جزء من قيمة السـند رفض بعض الفقهاء مثل هذا الطرح و قد

فالسند ال يعتبر عندئذ غير موفى بقيمته والقيد المعاكس غير جـائز . من التفليسة يفيد الوفاء .إال بالنسبة لإلسناد التي لم توفى قيمتها

فالمصرف الذي قام بوفاء جزء من قيمة السند كملتـزم . ينتقد هذا الرأي " هامل"لكن األستاذ أن يرجع بما دفعه على الملتزمين السابقين له، ومنهم مسلم السند وله أن يستعمل به، من حقه

242 .هذا الحق عن طريق القيد المعاكس

ويمكن إجراء القيد المعاكس ،إذا وقع المصرف في إفالس، ألن حامل السند يكون قد .جارة السوري قانون الت819والمستلم عمال ينص المادة رجع بقيمة السند كاملة على المسلم

. املصري1999نة لس17 قانون التجارة اجلديد رقم 375وهو وارد يف نص املادة

241 _ Joseph Hamel, Op Cit, PP303, P 519. 242 _ Joseph Hamel, Op Cit, PP 307, P 526.

ال يحق ألي تفليسة الرجـوع علـى من نفس التقنين على أنه 820المادة و قد نصتفتفليسة ، التفليسات األخرى بما دفعته وإذا كان مجموع ما دفع من التفليسات يفوق قيمة السند

.البنك المستلم هي التي تستفيد من الفائض ومن حقه الرجوع على الملتزمين السابقين له

.ملكية السند بعد إجراء القيد المعاكس له - )4

بعد إجراء القيد المعاكس للسند، من يصبح مالكا له؟ وهل يبقى في ملكية المسـتلم أم 243 تعود ملكيته إلى المسلم ؟

فبعضهم قال بأن ملكية السند، تعـود إلـى . لقد كان ذلك محل خالف الفقه والقضاء أي فسخ العقد، أي إعادة الطـرفين إلـى (ط الفاسخ المسلم خصوصا إذا أخذنا بنظرية الشر

و إذا نظرنا إلى القيد المعاكس على أنه نـوع مـن الرجـوع ). الحالة التي كانا عليها قبله السـتيفاء حقـه فـي _السحبي، فالنتيجة تكون واحدة، ألن المصرف المظهر له إذا اختـار

سلمه ليتمكن مـن اسـتعمال حقـه إعادة السند لم ذلك يقتضي إجراء القيد المعاكس له_السند . بالرجوع إلى الملتزمين به

نادت بها أيضا محكمة النقض الفرنسـية مفادهـا أن فقـدان ثم ظهرت نظرية جديدةالمستلم ملكيته للسند بعد إجراء القيد المعاكس له، ال يمنعه من إبقاء السند في حوزته علـى

جرى القيد بمعاكس قبل االستحقاق بسـبب خصوصا إذا. سبيل التأمين ومطالبة الملتزمين به 244 .شهر إفالس المسلم

القيد المعاكس و اإلفالس: المطلب الثالث

تثير الصالت القائمة بين المصرف و عميله، الناتجة عن حساب الجـاري، بعـض المسائل الشائكة، في حالة إفالس العميل، ذلك أن صدور الحكم باإلفالس ،يؤدي حتما إلـى

ء عقد الحساب الجاري، ووضع حد له، وتظهر نتيجة الحساب عندئذ بشكل رصيد لصالح إنهاأحد الطرفين،و هما العميل أو المصرف وقد يحدث أن يكون الرصيد دائنا لصالح المصرف

. 120أنظر رزق اهللا أنطاكي، مرجع سابق ص _ 243 . 121أنظر رزق اهللا أنطاكي، مرجع سابق ص - 244

إذا لم يكن لديه تأمين أو رهن ويتقدم في التفليسـة حسـب - فيصبح دائنا كسائر الدائنين -غير أن هناك حالة أشارت .م الدائنين اآلخرين موجوداتها قسمة الغرماءالقاعدة العامة، ليقاس

من قانون التجارة السوري، وهي تتعلق بقيمة اإلسناد المسلمة إلى المصرف 109إليها المادة لقيد قيمتها في الحساب الجاري، ففي كثير من الحاالت يفتح البنك اعتمادا ألحد عمالئـه أو

أسـناد بشكل سلفه، ويأخذ من العميل، في مقابل ذلك، وكضمانة الستيفاء يقدم له أمواال نقدية .يسلمها إياه هذا األخير آلجال مختلفة

ولكن قد يحدث أن يكون مسلم السند، في حالة توقف عن الدفع ،وأن يكون قد صـدر عن المحكمة المختصة حكم بشهر إفالسه، فيؤدي ذلك إلى تعرض المصرف لخطـر عـدم

ادي، ــ االعتماد أو السلفة التي قدمها الضطراره الدخول في التفليسة كدائن ع تحصيل قيمة 245.وأخذ نصيب من موجوداتها قد ال يغطي إال قسما ضئيال من رصيده الدائن

وقد استطاعت المصارف باالستناد إلى الحساب الجاري، تعديل هذا الوضع بواسطة -:ألتيين القيد المعاكس وعليه سنتناولها في الفرعين ا

.حالة إفالس مسلم السند): 1الفرع

.حالة إفالس مستلم السند): 2الفرع

: حالة إفالس مسلم السند :الفرع األول

مـن -إذا كان مبدأ القيد المعاكس الذي أخذ به االجتهاد الفقهي ،والقـوانين العربيـة ذلك ،يبدو منطقيـا عنـد إجـراء القيـد فان -بينهما القانون السوري واألردني والمصري

المعاكس في حلول أجل استحقاق السند، إال أن المصارف ،ذهبت في تفسير هـذا االجتهـاد فأصبحت تقيد قيمة السند على حساب مسلمه أي حساب جار بمجرد شهر . تفسير واسعا

في االسـتحقاق إفالسه وقبل حلول تاريخ االستحقاق، ومعرفة ما إذا كانت قيمة السند ستدفع

.من قبل المسحوب عليه أم ال

وقد استطاعت المصارف باالستناد إلى الحساب الجاري تعديل هذا الوضع بواسـطة :القيد المعاكس، و يتضح ذلك من المثلين التاليين

و أن الحساب يتضـمن القيـود , لنفرض أن رصيد الحساب كان دائنا لصالح العميل _:أوال :اآلتية

245- Christian gavalda et jean stouffet O.P p 158 pp 328

.405 بدون مكان نشر ص 2001مراد املقارنة بني قانون اجلارة اجلديد لتشريعات السابقة عليه عبد الفتاح -245

المطالب الموجودات

)إلـــى) (مــن(

ــــــــــــ ــــــــــــ

نقود55000 ثمن البضائع 15000

سند5000 سلفــة 25000

ثمن العقار 10000

رصيد دائن 10000

ــــــــــــ ــــــــــــ 60000 60000

غير . فالرصيد الدائن، لصالح العميل، و قدره عشرة آالف ليرة ،يقتضي تسليمه إلى التفليسة أن هذا المبلغ الذي اعتبر المصرف مدينا به يتضمن في الواقع خمسة آالف ليـرة سـورية

بعد، فإذا دفع المصرف الرصيد كامال إلى التفليسة، فإنه ال مقابل قيمة السند التي لم تستوف بقيمة السند غير المستوفاة، و مشاركة باقي الدائنين _ كدائن عادي _يبقى أمامه إال التقدم فيها

246 .في الموجودات و اقتسامها قسمة غرماء

و ال شك أن مثل هذا الوضع يضر بالمصرف كثيرا، و لتالفي هذا المحظور يعمـد مصرف إلى إجراء القيد المعاكس، أي أنه يقيد قيمة السند على عميله، فيصبح الرصيد دائنا ال

بخمسة آالف ليرة بدال من عشرة آالف يدفعها المصرف للتفليسة و يتخلص من التقدم فيهـا نوع من االمتياز يقرره المصرف لنفسه و يخرج بـه -كما نرى -بأي دين كان، و في هذا

.الدائنين في اإلفالسعلى قاعدة تساوي

و أن الحسـاب _ أي دائنا لصالح المصـرف _ و لنفرض اآلن أن الرصيد كان مدينا _ :ثانيا

:يتضمن القيود اآلتية

المطالب الموجودات

) مــن(

ــــــــــــ ــــــــــــ

نقود 30000 ثمن العقارات40000

قسمة الغرماء يعين أن كل دائن خيسر جزء من دينه ألن موجودات تفليسة املدين ال تكفي لسداد كل ديونه و هو ما نصت عليه املادة من القانون _ 246

.التجاري اجلزائري

سند5000ثمن البضائع 25000

رصيد المدين 30000 ــــــــــــ ـــــــــــــ

65000 65000 ه في التفليسة، ــ ليرة، يكون دينا للمصرف يتقدم ب 30000فالرصيد المدين، و قدره

مانته الستيفاء أكبر حصة ممكنة من التفليسة، فإنه يعمد إلى قيد قيمة السند و لكي يزيد في ض مع بقائه محتفظا ليرة يتقدم بها المصرف ، 35000 على حساب مسلمه ،فيرتفع الرصيد إلى

.بالسند، و في ذلك و ال شك تفضيل لنفسه على غيره من الدائنين

المصرف، دائنا كان أو مدينا؛ و هذا ما وهكذا يؤدي إجراء القيد المعاكس إلى تحسين وضع 247 .يحملنا على التساؤل عن صحة هذه العملية و عما إذا كان باإلمكان إقرارها

إلى بأن الحكم بشهر اإلفالس ، يسقط أجال الديون .إحدى المحاكم الفرنسية فقد ذهبتحتى يسقط األجـل المترتبة بذمة المفلس، وإلى أن السند التجاري ليس من الديون المؤجلة ،

248 .بصدور حكم اإلفالس ، وذلك ال يجعل الديون المعلقة على شرط ديون حالة

ومما يالحظ أن المصارف ،قد حاولت التخلص من هذا االجتهاد عن طريـق وضـع نص اتفاقي في عقد فتح الحساب الجاري الذي يعطي المصرف حقا مطلقا في قيـد قيمـة

ت أراد و خاصة حين إفالس المسلم ولو لم يحل السند على حساب مسلمة، في أي وق

وقد ذهبت محكمة النقض الفرنسية التي اعتبـار هـذا الشـرط بـاطال . استحقاق السند بعد .لمخالفته مبدأ المساواة بين الدائنتين وهي المساواة التي أقرها تشريع اإلفالس

قانون التجارة التي تنص من 109/3و أخذ المشرع األردني بهذا االجتهاد في المادة -: على

في حالة إفالس مسلم السند، ال يحق للمستلم بالرغم من كل اتفاق مخالف أن يقيـده فـي " .الحساب إال بعد أن يحل أجل االستحقاق ويثبت عدم الوفاء

247 _ Joseph Hamel, Op Cit, PP 323, P 553.

. 71أنظر سليمان عودة، مرجع سابق، ص _ 248

من قانون التجـارة 396و ذهب المشرع السوري، أيضا في الفقرة الثالثة من المادة قيد قيمة السند على حساب مسلمه المفلس جائزا بعـد حلـول أجـل السوري وهكذا يكون

وقد يعمد المصرف والسند ما يزال في يده إلـى اسـتعمال حقـه . االستحقاق و باطال قبله وقد يتوصل نتيجة ذلك إلى استيفاء قيمة السند كلهـا . القانوني في الرجوع على الملتزمين به وإذا " قانون التجـارة أن 109/قرة الرابعة من المادة أو بعضها، وفي هذه الحالة أوجبت الف

قيدت إسناد على هذه الصورة وجب على متسلمها أن يخفض مبلغ طلباته في التفليسة بنسبة 249"………الدفعات التي أداها موقعو تلك اإلسناد

:حالة إفالس متسلم السند: الفرع الثاني

س، وأعطى المصرف المتسـلم حـق في الحالة السابقة ،كان مسلم السند هو الذي أفل إجراء القيد المعاكس ضمانا لمصلحته، ويمكن أن نتصور اآلن وضعا معاكسا، فنفترض أن

ـ . مسلم السند ما يزال مليئا، والمتسلم الة ـأي أن المصـرف هـو الـذي يوجـد فـي ح، فهل يجوز لمسلم السند في هذه الحالة أن يلـزم المصـرف بـإجراء القيـد 250السـاإلف كس ،تحسينا لوضعه الشخصي في الحساب؟المعا

:القيود التالية_حين إفالس المصرف_لنفرض أن الحساب كان يتضمن

المطالب الموجودات )إلـــى) (مــن (

ــــــ ــــــــــــــــــ

ثمن األسهم100000ثمن البضائع 30000

سند5000 سلفــة 20000

رصيد الدائن 100000

ــــــــــــ ـــــــــــــ 150000 150000

ليرة هـي 50000 ليرة منها 100000فرصيد هذا الحساب، هو دائن لصالح العميل بمبلغ تحقاق، فإذا أعطينـا مسـلم قيمة سند السحب المسلم إلى المصرف، و هي لم تدفع حين االس

.127،أنظر أيضار زق اهللا انطاكي مرجع سابق، ص 1941 دالوز األسبوعي،14/10/19440حمكمة النقض الفرنسية، نقض مدين _ 249

. املصري1999 لسنة 17 قانون التجارة اجلديد رقم 375وهو وارد يف نص املادة 250 _ Joseph Hamel, Op Cit, PP 28562

50000السند حق إلزام المصرف بإجراء القيد المعاكس، فإن رصيده الدائن ينخفض إلـى ليرة، يتقدم بها في التفليسة، و دون أن يكون مكلفا بدفع أي مبلغ لها، في مقابل السند الذي لم

إلى التفليسـة برصـيده يستوف قيمته، أما إذا لم يكن مسلم السند يتمتع بهذا الحق فإنه يتقدم بالمئـة 20و يأخذ منها ما تعطيه موجوداتها، و ليكن _ ليرة 100000 وهو –الدائن كامال

في حين يالحقه وكيل التفليسة بقيمة السند، أي بمبلـغ _ ليرة 20000أي أنه يأخذ منها _ مثالبين لنا من أن ليرة، باعتباره ضامنا للوفاء، و بذلك تكون خسارته محققة؛ و هكذا يت50000

.مصلحة مسلم السند طلب إجراء القيد المعاكس

على أن االجتهاد لم يقر لمسلم السند بهذا الحق، أي أنه يعطيه حق إلزام المصرف بـإجراء وحجته في ذلك أن إجراء القيد بمعاكس ذو صفة اختيارية بالنسبة للمصـرف . القيد المعاكس

.فقط، ولوكيل تفليسته من بعده

109ضح لنا أن قانون التجارة ينسجم وهذا االجتهاد ألن الفقرة الثانية من المادة و يت :ذهبت إلى أنه

إذا لم تسدد قيمة السند في موعد استحقاقه فيحق لمستلمه مع االحتفاظ به ومـع اسـتعمال "انية وهو ما يتفق به مع المشرع السوري مع هذا االجتهاد، ألن الفقرة الث ".الحقوق المنوطة به

: من قانون التجارة ذهبت إلى أنه396من المادة

251 "... إذا لم تسدد قيمة السند في الموعد استحقاقه، فيحق لمستلمه، مع االحتفاظ به

: وهنا نكون أمام وضعيتين وهما )المصرف(استرداد األوراق التجارية في حالة إفالس القابض :أوال

:لمصري أنه من قانون التجارة ا276تقضي المادة

يجوز في حالة التفليس لمالك الكمبياالت وغيرها من األوراق التجارية أو السـندات "التي توجد بعينها تحت يد المفلس وقت إفالسه، ولم تدفع مبالغهـا، أن يسـتردها إذا كـان تسليمها للمفلس بقصد تحصيل مبالغها بطريق التوكيل وحفظ تلك المبالغ تحت تصرف المالك

قـانون التجـارة 432تقابلها المـادة " أو كان تسليمها له للوفاء بهافي مدة معينة المذكورومع ذلك ال يجوز االسـترداد إذا أدرج "378 عراقي وتضيق المادة 380األردني و المادة

. "المبلغ في حساب جار وقبل المسترد هذا الحساب

.132رزق اهللا أنطاكي، مرجع سابق، ص_ 251

اريـة للمصـرف علـى سـبيل يتضح من نص المادة السالفة الذكر أن تظهير السندات التج التحصيل، وقيده لها في حساب العميل من شأنه أن يجعل يد المصرف عليها يد وكيل بتظهير توكيلي، فهي إذن ال تدخل في الحساب مادامت لم تحصل بعد ويبقى المالك لها هـو عميـل

.252 المصرف وليس المصرف

ترداد هذه األوراق التجارية وذلك وبناءا على ذلك فإنه إذا حدث و أفلس فإنه يجوز للمالك اس :بالشروط التالية

يجب أن يكون العميل قد ظهر الورقة التجارية للمصرف على سبيل التحصيل، بمقتضى -1وكالة ،ألن إعطاء الورقة للمصرف على سبيل التوكيل يجعلها بعيدة عن الحساب الجـاري

وهو يستعين بـذلك فـي صـيغة وال تقيد فيه، ويترتب عبء إثبات هذه الحالة على الدافع .253 التظهير ذاتها

أن يكون حكم اإلفالس قد صدر، والسند مازال بذاته تحت يد المصرف، وأما إذا كان قد -2 .سبق تحصيله فإن مبلغه يصبح عنصرا من عناصر الحساب كأي دين آخر

غرض معين، أتفـق عليـه مـع أن يكون المصرف قد تلقى الورقة الستخدام قيمتها في-3الدافع، ففي هذه الحالة، فإنها تبقى خارج الحساب الجاري، فمثل هـذا التخصـيص يبقـى

. إلى أن تنفذ المهمة المعينة للمصرف-رغم اإلفالس -ائما، ـقولنضرب على ذلك مثال،لو أن العميل سلم صكا إلى المصرف يوم شهر إفالسه وثبت أنـه

صد منه استخدام قيمته لسداد أوراق تجاريـة لم يسلم الصك على سبيل التمليك، فإنما كان الق 254.مسحوبة على الدافع، و بالتالي يجوز في هذه الحالة استرداد الصك

هو أن األوراق محل االسـترداد فـي كـل .إن الجامع بين هاتين الحالتين، كما هو واضح دخلـت أما إذا . منهما ظلت خارج الحساب الجاري، وذلك بسبب عدم تملك المصرف إياها .الورقة الحساب أو تملكها البنك على سبيل الخصم فهناك المحل إلستردادها

:استرداد البضاعة أو ثمنها من الوكيل بالعمولة: ثانيا

قانون التجارة المصري، استرداد البضاعة التي توجد لدى المفلـس 379تجيز المادة ا على ذمة مالكها، وينطبـق هـذا إذا كان قد عهد بها إليه على سبيل الوديعة، أو ألجل بيعه

. النص على حالة الوكيل بالبيع الذي أفلس بالنسبة لما يكـون لديـه مـن أوراق وسـندات

409 ص 1985 فرعون هشام القانون التجاري منشورات جامعة حلب -252 318عومن على مجال الدين، عمليات البنوك من الواجهة القانونية، مرجع سابق ،ص - 253.63، ص 1986القاهرة، , و النشرعقود اخلدمات املصرفية، دار التعاون للطباعة : حسين حسن- 254

قـد كذلك بجواز استرداد البضائع التي يكون الوكيل بالشراء المفلس ، 380وتقتضي المادة .اشتراها لحساب المشتري

البضائع المسلمة إليـه إذا باع المفلس: نه أ381حالة الوكيل بالبيع فقد نصت المادة و فيطرف المالك ولم يستوف من المشتري ثمنها كله أو بعضه بنقود تجارية محررة باسـمه أو تحت أذنه أو بمقاصة في الحساب الجاري بينه وبين المشتري ،يجوز استرداد كـل الـثمن

.وأبعضه على حساب ما ذكره

الخروج على قواعد الحساب الجاري بخصوص أراد 1838لكن المشرع الفرنسي في سنة passé بقيد" في الحساب الجاري محل عبارة "Compensé بمقاصة" هذه المسألة فوضع عبارة

وذلك يسمح لمالك البضاعة باستردادها أو استرداد ثمنها بالرغم مـن " في الحساب الجاري لمشتري، وهو بـذلك أراد حمايـة قيد ثمنها في الحساب المفتوح بين وكيله بالبيع المفلس وا

.مصالح مالك البضاعة أي البائع دون األضرار بمصالح المشتري

استقر الشراح على ضرورة تقدير المقاصة بين دين الثمن والديون التي دخلت الحساب ليس في وقت قيد دين الثمن في الحساب ولكن في وقت قفل الحساب يوم شهر إفالس المصـرف

لذي يجب مراعاته في هذا الخصوص هو عدم األضرار بالمشتري بإجباره والشرط ا . الوكيلعلى دفع الثمن مرتين، ولذلك يجوز للمالك مطالبته بالثمن إذا أتضح من الرصيد الحسـاب عند قفله بسبب اإلفالس أن قيد الخاص بالثمن لم تستغرقه قيود في المعنى المقابـل لصـالح

.المصرف

استغرقت القيد الخاص بدين الثمن قيود في الجانـب المقابـل، ألن ولكن يمتنع االسترداد إذا معنى ذلك أن المشتري قد دفع فعال توكيل البائع ما يقابل دين الثمن هذه المدفوعات قيدت في الحساب فإجباره على دفع للمالك بعد ذلك يؤدي إلى الدفع مرة للوكيل المفلس في الحسـاب

255 . االجاري ومرة للبائع المالك نقدوقد كانت بطاقات االئتمان من ضمن التطور المصرفية التي شهدتها الدول المتطورة

ومن ثم تبعتها المصارف في باقي دول العالم ، ومنها مصر وسوريا ، واألردن الذي أدخـل حيث أن هذا النوع من العمل المصرفي قد ظهر حديثا في . هذه الخدمة في بداية الثمانينيات

. بية الدول العر بطاقات االئتمان التي تمنحها المصارف على الحساب الجاري: المبحث الثاني

.79سليمان عودة، مرجع سابق، ص _ 255

الحساب الجاري هو عبارة عن تسجيل حركة األموال واألرقام الموجودة فيه، وهذا ال يتم إال بتغذية الحساب الجاري والسحب منه، وهو كتنظيم قانوني وجد في العمل المصـرفي

تحقق هذه الغاية، وأهم هذه األدوات هي الشيك، االعتمادات، أو يحتاج إلى وسائل و أدوات 256.ن التعامالت المصرفية األخرىـــأمر الدفع، الحواالت ، بطاقات االئتمان وغيرها م

و سنتعرض في هذا المبحث إلى ماهية بطاقات االئتمان و إلى األطراف المتعاملة بهذا النوع سنتناوله في ثالثـة .ستعمال الغير مشروع لهذه البطاقاتمن البطاقات و كذا إلى مسؤولية اال

مطالب و ذلك بتعرض إلى مفهومه وتنظيم العالقة بين أطرافها والمسؤولية المترتبـة عـن .استعمالها الغير مشروع، وأخيرا الرقابة على إصدار و تداول بطاقات اإلئتمان

مفهوم بطاقات االئتمان: المطلب األولاقات اإلئتمان بالنسبة للحساب الجاري بإعتبارها تقنيـة مصـرفية ونظرا ألهمية بط

: وتعدمن التسهيالت اإلئتمانية وجب علينا التطرق إلي تعريفها ،وذكر خصائصها تباعا

تعريف بطاقات االئتمان: الفرع األول

تعتبر بطاقات االئتمان، إحدى أهم التطورات التجارية التي طرأت علـى األسـواق مـع -نذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتكمن أهمية هذه البطاقة في أنها تـؤدي العالمية م

دور الصك كأداة وفاة نقدية، كما أنها نجحت فعليا في توسيع قاعدة المسـتفيد -مرور الزمن من التسهيالت االئتمانية وأسهمت في تعميم الخدمات االئتمانية التي كانت قبل ذلك محصورة

ة من المستفيدين، وهذا ما تسعى إليه مؤسسة الحسـاب الجـاري كمؤسسـة في فئة محدود

.قانونية

لقد قطعت المؤسسات المالية والمصرفية شوطا متقدما في مجـال تقـديم الخـدمات المصرفية المختلفة ،وتطويرها بما يتالءم مع التطور االقتصادي والتكنولوجي الحاصل األن

فية من ضمن التطورات المصرفية التي شـهدتها الـدول وقد كانت بطاقات االئتمان المصر سـوريا ،واألردن دول العالم، ومنها مصـر ، المتطورة ومن ثم تبعتها المصارف في باقيحيث أن هذا النوع من العمل المصـرفي قـد . الذي أدخل هذه الخدمة في بداية الثمانينات

257.ظهر حديثا في الدول العربية

جتدر االشارة إىل أن كل نوع من املعامالت املصرفية قد تكون صادرة من حساب العميل و قد تكون واردة إليه مبعىن أن حساب العميـل قـد _ 256 .يكون مدينا و قد يكون دائنا

08، ص 1999قانوين البطاقة االئتمان ، منشأة املعارف األسكندرية القاضي فداء حيي أمحد حممود النظام ال-257

طاقات االئتمانخصائص ب: الفرع الثانيتعتبر بطاقات االئتمان إحدى أهم أدوات التطورات المصرفية ،التـي طـرأت علـى

بطاقة تصدر باالسـتناد إلـى : أساليب استعمال الحساب الجاري ،وعليه يمكن تعريفها بأنها عقد يتعهد بمقتضاه مصدر البطاقة بفتح اعتماد ،بمبلغ معين لمصلحة حامل البطاقة، حيـث

ا األخير، الوفاء بقيمة مشترياته من السلع والخدمات التي يحصـل عليهـا لـدى يستطيع هذ البطاقة بعقود يتعهدون فيهـا بقبـولهم الوفـاء بقيمـة األشخاص الذين يرتبطون مع مصدر

المشتريات والخدمات المؤداة لصاحب البطاقة على أن تتم التسوية النهائية بين مـا يسـتحق . البطاقة بعد كل مدة محددةبذمة هذا األخير لصالح مصدر

:من هذا التعريف يتضح أن لبطاقات الوفاء ثالث خصائص

.إنها تقوم على ثالثية األطراف - 1

.إنها ترتب التزامات أصلية مستقلة في ذمة األطراف المعنيين بها - 2

.إنها ال تخضع للتنظيم الخاص بوسائل الوفاء التقليدية - 3

:ة األطرافبطاقات االئتمان تقوم على ثالثي-)1

ال يحتاج الوفاء بالوسائل التقليدية إال لطرفين إن الفكر اإلنساني قد فكر في خلق أداة وسيطة

للمبادلة والوفاء ، وكان تفكيره يتجه دوما إلى أن المعنيين هما فريق يأخذ وفريق يعطـى أي .فريق دائن وفريق مدين

ي الذي يصدر األوراق النقديـة المصرف المركز وفي الوفاء بالنقود ال يمكن اعتبار القانونية طرفا ثالثا في عملية الوفاء، وذلك أن دوره يقتصر على إصدار األداة التي يضـمن

.القانون قبولها في الوفاء وال يتدخل في الوفاء بطريقة مباشرة

ومبدأ عدم تدخل المصرف المركزي في عملية الوفاء ألية مديونية بطريقة مباشـرة عدم وجود التزام أصيل ملقى عليه اتجاه الطرف الدائن، حتى أن القانون يعفيه يجد صداه في

من أي التزام برد قيمة األوراق النقدية الصادرة عنه، التي يفقدها الطرف الدائن أو تسـرق .منه قيام المدين بأدائها له وفاء لدينه

ية، ففي الظاهر يمكـن أن و هذه النتيجة هي نفسها، في حالة الوفاء بواسطة األوراق التجار يثار في الذهن أن الوفاء قد يتم بتدخل ثالث أطراف، لكن التدقيق في األمر يظهر أنه قد قام

على ذات المرتكز التقليدي، أي على عالقة ثنائية بين

ـ فيد ـ الطرفين أما الطرف الثالث فقد أقتصر دوره على تنفيذ األمر إليه من الساحب للمست 258. كوكيل عن المدين في الدفع،أو على التصرف

كـل أما الوفاء بواسطة بطاقة اإلئتمان، فإن األمر يتطلب ثالثة أشـخاص يـرتبط ، .طرفين منهم بعقد يتضمن حقوقا و التزامات أصلية متمايزة ،وخاصة في هذا العقد

:بطاقة االئتمان ترتب التزامات أصلية مستقلة في ذمة األطراف بها-)2

اقة االئتمان يلتزم األطراف بشكل أصيل، فال يوجد تسخير أحد لمصلحة من خالل بط .آخر، فكل طرف يرتبط بعقود مستقلة يترتب عليها التزامات معينة

فمصدر البطاقة يرتبط بحامل البطاقة، بعقد يلتزم بمقتضاه إصدار بطاقـة مقبولـة كوسـيلة بفتح اعتماد بمبلغ معين لصاحب للوفاء، لدى عدد كبير من موردي السلع والخدمات، وكذلك

259 .البطاقة الستخدامه في الوفاء

كذلك يرتبط مصدر البطاقة بموردي السلع والخدمات الذين يقبلون البطاقة في الوفاء، بعقد يلتزم بمقتضاه تقديم ضمان الوفاء بقيمة السلع المشتراة، أو الخدمات المؤداة التي حصل

.لغ المحدد بهاعليها صاحب البطاقة في حدود المب

، ومـورد أخيرا هناك عالقة عقد بيع أو أداء الخدمة الذي يربط صـاحب البطاقـة . السلعة أو الخدم وهذا العقد هو في الحقيقة سبب العقدين السابقين

وإذا أجرينا مقارنة بين نظام الوفاء ببطاقة االئتمان، مع الوفاء بالصـك المصـرفي والدائن، فالمصرف يقوم بالوفاء عن المدين، وعقـد نالحظ عدم وجود عقد يربط المصرف

الحساب الجاري هو الذي يحكم العالقة بين المصرف والدائن، أما في حالة الوفاء ببطاقـة فيه، وهو ما يميز بطاقة الوفاء عن غيرها من وسائل وأدوات الوفاء التقليديـة، فهـي مـن

.وات الوفاء السابقةطبيعة مختلفة وال تدخل تحت أي نوع من وسائل و أد :بطاقة االئتمان ال تخضع للتنظيم القانوني الخاص بوسائل الوفاء التقليدية-)3

" بطاقة االئتمـان " لم تنظم التشريعات العربية، حتى الوقت الحاضر، الوفاء بواسطة ـ أسوة بما فعلته بالوسائل التقليدية للوفاء حيـث تتـدخل بنصـوص آم ره ال تجـوز ـــ

وهذا تقصير يجب معالجته، خصوصا أن التوقيعات تشير إلى انتشـار التعامـل مخالفتهما، .العربية ببطاقات االئتمان في معظم البالد

. 53 ص 1993 عبد الفتاح أمحد بطاقات االئتمان احتاد املصارف العربية بريوت -258 .96سليمان عودة، مرجع سابق، ص _ 259

و مؤخرا عمدت بعض الدول إلى استكمال تشريعاتها بأحكام قانونية ترعى إصـدار .واستعمال بطاقات االئتمان ومختلف األعمال والعمليات التي ترتبط بها

الدول نشير إلى فرنسا التي وضعت مؤخرا تشريعا خاصا هو القـانون ومن بين هذه المتعلق بحماية التعامل ببطاقات االئتمان وقد أضاف 1990-12-30 بتاريخ 1382/91رقم

.القانون المذكور فصال إلى قانون التجارة الفرنسي من هذا األخير ويختص ببطاقة االئتمان

طاقة االئتمان على أنها بطاقة مصدرة من قبل مؤسسة ، ب 57/1وعرف هذا الفصل في المادة 46/84 من قانون رقـم 8تسليف أو من قبل المؤسسات أو المصالح المشار إليها في المادة

وتعطـي لصـاحبها ..." الخزينة الفرنسية، المصرف المركزي و دوائر البريد المالية " وهي 260 .حق سحب أو تحويل األموال

تنظيم العالقة بين أطراف بطاقة االئتمان والمسؤولية المترتبة عنها :المطلب الثاني

لم تنظم غالبية التشريعات، أحكام الوفاء ببطاقة، حتى تلك التي تعرضت للموضـوع فإنهما لم تقم به بشكل دقيق وكامل على غرار ما هو معمول بـه بالنسـبة ألدوات الوفـاء

إلدارة واألطراف في تنظـيم أحكـام اسـتعماالتهم ل األخرى، لذلك فإن األمر مازال متروكا 261.لبطاقات االئتمان مع مراعاة القواعد القانونية المستقرة

تنظيم العالقة بين أطراف بطاقة اإلئتمان: الفرع األول

" و ال تعتبر بطاقة االئتمان أداة قانونية كالصك أو السند، واألصح أنها كنايـة عـن ثالثية األطراف، ترتبط بين مصـدر البطاقـة، وعـادة يكـون " ة رمز مادي لعالقة قانوني

مصرفا أو تجمعا مصرفيا، وعدد كبير من التجار، وعدد كبير من حاملي البطاقة فكل هؤالء

.97سليمان عودة، مرجع سابق، ص _ 260. 55، ص . عبد الفتاح أمحد، مرجع سابق-261

تربطهم ببعضهم اتفاقية يعدها البنك المصدر، وألطراف هذه العالقة حقوق وواجبات موزعة :بالشكل التالي

ول حق قبول البطاقة كوسيلة وفاء لتسديد مشـتريات سـلعية لحامل البطاقة، الطرف األ - 1 .يعرضها أحد طرفي االتفاق اآلخرين

-لحامل البطاقة، الحق في تسديد كامل قيمة مشترياته خالل مهلة يحددها مصدر البطاقة - 2 .أو قيد قيمة المشتريات على حسابه مع المصرف-الطرف الثاني

مترتبة عليـه ،بشـروط وبسـعر فائـدة يحـددها يلتزم حامل البطاقة بتسديد الديون ال - 3 .المصرف، مصدر البطاقة

أي (يلتزم مصرف اإلصدار بالقيمة المظهرة في سجل المعاملة لحساب الطرف الثالث - 4وكأنهـا نقـود بينما يلتزم هذا األخير بقبول بطاقة االئتمان الصادرة ، ) الشركة التجارية

.ويتحمل الرسوم المتفق عليها مسبقا

. راف الثالثة حقوق وواجبات أخرى قد يتفقوا عليها فيما بينهملألط - 5

262 : ويمكن توضيح األمر بالمخطط التالي

العالقـة ) الشركة مصدرة البطاقة(العالقة الحتمية الحتمية

عالقة مفترضـة

التاجر الذي يقبل البطاقة كأداة وفاء

المصرف الذي يتولى التسويق للبطاقة

" حامل البطاقة" ويسمى )عميل المصرف الذي يستخدم البطاقة (ميل الع

ليمان حممد بوجودة احلساب اجلار ي يف التشريع األردين دراسة مقارنة جامعة آل البيت كلية الدراسات الفقهية والقانونية قسم القانون، عودة س_ 262

.101غري منشور ص

وقد يبدو أن العالقة التي تنتج عن بطاقة االئتمان، رباعية األطراف، ولكنهـا فـي الواقـع العملي، تقتصر على ثالثة من هؤالء األطراف فقط، دون الطرف الرابع

غير المشروع لبطاقات االئتمانالمسؤولية المترتبة على االستعمال :الفرع الثاني

مسؤولية مدنية ومسـؤولية 263 بترتب على االستعمال غير المشروع لبطاقة االئتمان :الجزائية

:المسؤولية المدنية: أوال

يترتب على تخلف أي طرف من األطراف المعينـين بإصـدار و اسـتعمال بطاقـة لتزم لصالحه عن األضـرار التـي االئتمان عن تنفيذ التزاماته القيام بتعويض الطرف الذي أ

لحقت به جراء إخالله بالتزاماته ويكون لهذا األخير فضال عن ذلك، الحق في فسـخ العقـد الذي يربطه بالطرف اآلخر، وتكون أساس المساءلة المدنية عقدية، ألنها تتعلـق بـالتمنع أو

.التقاعس عن تنفيذ التزام عقدي

يحصل الضرر من قبل شخص غريب عـن أطـراف وقد تثار المسؤولية التقصيرية عندما البطاقة وذلك عند ما يحصل شخص على بطاقة ائتمان عائدة للغير، فيقوم باسـتعمالها عـن غير حق، فيكون إطار مسؤولياته بتعويض صاحب البطاقة عن جميع األضرار التي أصابته

بااللتزام العام بعـدم من استعماله غير الشرعي للبطاقة فأساس هذه المسؤولية هي اإلخالل .اإلتيان بأي عمل من شأنه أن ينجم عنه ضرر غير مشروع بمصلحة أحد

:المسؤولية الجزائية: ثانيا

مـن يمكن تصور االستعمال اإلحتيالي لبطاقة االئتمان، إما من جانب صاحبها و إما :جانب الغيرعلى الوجه اآلتي

:جانب صاحبها االستعمال االحتيالي لبطاقة االئتمان من -1

ينجم عن إبرام عقد طلب بطاقة االئتمان أو يحصل المتعامـل مـع مصـدر بطاقـة االئتمان على بطاقة خاصة به على سبيل الوديعة الستعمالها خالل المدة، وحسب الشـروط المتفق عليها ويلتزم بردها إلى مصدرها، عند انتهاء أجلها أو فسخ العقد الجاري معه، فـإذا

ازتها واستعمالها بشكل غير شرعي يكون بذلك قد أرتكب الركن المادي لجريمة أستمر في حي إساءة االئتمان وفعل االختالس، ويكفي لقيام الركن المحتوي لهذه الجريمة على القصد العام

صادية حتليله دار القلم االفتراضية والسحب املباشر من الرصيد دراسة فقهية قانونية اقت: البطاقات البنكية: عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان- 263

113 ص 1 ط1998دمشق وجممع الفقه اإلسالمي جدة

، أي علم صاحب البطاقة وقت استعماله لها بعناصر الجريمـة، أي علمـه بانتهـاء مـدة 264. وبين مصدر البطاقةصالحياتها وبفسخ العقد بينه

ويتحقق هذا الضرر الناجم عن استعمال البطاقة التي انتهت صالحياتها عـن فقـدان ثقـة الجمهور في مثل هذه البطاقة، كما يعود بأضرار مادية على مصدر البطاقة، ويشترط فـي

-ألنه قد يكون يسيرا-الضرر المكون لجريمة إساءة االئتمان أو االختالس أن يكون جسيما 265 .أو مع ذلك ليتوافر لركن المادي لهذه الجريمة

:االستعمال االحتيالي لبطاقات االئتمان من قبل الغير-2 قد يحصل تزوير لبطاقة االئتمان، كما يمكن أن تقع في يـد شـخص غريـب فيقـوم

علـى باستخدامها لوفاء التزاماتها النقدية عن طريق استخدام اسم صاحبها الحقيقي، والتوقيع اإليصاالت لدى المورد، األمر الذي يؤدي إلى قيام جريمة التزوير أي جريمة انتحال صـفة

.الغير

:ريمة السرقةج 3

إذا حصل أحد األشخاص على بطاقة االئتمان من صاحبها رغما عن إرادتـه يعتبـر لحقوق التي تمثلها هـذه ذلك سرقة ومحل هذه السرقة هو السند المادي للبطاقة ذاتها وليست ا

.البطاقة هي استعمال هذه الحقوق

:جريمة االحتيال-4

يضطر سارق بطاقة الوفاء أو الذي عثر عليها، إلى استعمال اسم صـاحب البطاقـة حتى يتوصل إلى خداع المورد إذ يوجد ضمان لصالحه بإيفاء المشتريات والخـدمات التـي

قبيل المناورات االحتيالية الرامية إلى الحصـول منوعمله هذا يعتبر . يطلب منه أداءها لهعلى أموال منقولة بدون وجه حق تخص الغير ويخضع بالتالي للجزاءات المنصوص عليها

.في قانون العقوبات

الرقابة على إصدار وتداول بطاقات االئتمان: المطلب الثالث

. 101 ص ، سليمان عودة، مرجع سابق- 264 102 سليمان عودة، نفس املرجع ، ص - 265

غراض التأكـد مـن تقوم المصارف المركزية بالرقابة على المؤسسات المصرفية أل مو االقتصادي، ـسالمة مراكزها المالية، وألغراض تنظيم حجم االئتمان ونوعيته لتحقيق الن

.ومن ضمن هذه الرقابة أعلى االئتمان الذي تمنحه المؤسسات المالية المصرفية

ونظرا لكون بطاقات االئتمان هي في النهاية نوع من أنواع االئتمان الممنـوع علـى المصارف المركزية في بعض الدول تقوم بالرقابـة علـى هـذا النـوع مـن العمالء فإن

ان، حيث يتم في بعض الدول أخذ موافقة المصرف المركزي قبل إصدار المصارف ـاالئتملهذا النوع من البطاقات، وقد يضع المصرف المركزي بعض الشـروط والمحـددات فـي

266 :موافقته ومنها على سبيل المثال

ير دورية للمصرف المركزي، وتوضح حجـم التسـهيالت الممنوحـة تقديم تقار -1 والمستعملة بموجب بطاقات االئتمان، وكذلك التصريح عن أخطارهم المصرفية التي تزيـد عن سقوف تحددها خدمة األخطار المصرفية، حتى يتبين للسلطة النقدية حجم االلتزام علـى

.حامل هذه البطاقة من مجمل الجهاز المصرفي

التقيد بأية تعليمات عامة أو خاصة يصدرها المصرف المركزي تتعلق بسـقوف -2 .االئتمان

يطلب المصرف المركزي من المصارف كجزء من توجيهاته، مراعاة األسـس -3 م، ـدار البطاقات له ـــالمصرفية السليمة لمنح االئتمان والتأكد من مالءة عمالئه، قبل إص

تهم وعدم تجاوز السقوف المحددة في البطاقة التسديد، في ومتابعة أوضاع عمالئه و مسحوبا المواعيد المحددة، كذلك يتم التحقق من خالل جهاز التفتيش بـالتزام المصـارف بتعليمـات المصرف المركزي، وأن الفوائد والعموالت تحتسب على المسـحوبات بشـكل يتفـق مـع

267.األعراف المصرفية السائدة المقيدة على حسابات العمالء

ائتمانيا فإن هنـاك مثل هذه البطاقات التي تعتبر من حيث المبدأ ، تسهيال في ضوءبعض المصارف تطلب باإلضافة إلى تأكد من مالءة العميل ضمانات ملموسة زيـادة فـي

.الحيطة و االطمئنان

وفي هذا المجال من المناسب أن نشير إلى أن هناك بعض المصارف تقوم بإصـدار لية فقط، وتعطى لحاملها حرية التعامل التجـاري ،و المـالي مـع المؤسسـات بطاقات مح

. 103 سليمان عودة، مرجع سابق، ص - 266 15 ص 1993 عبد الفتاح أمحد بطاقات االئتمان احتاد املصارف العربية بريوت -267

التجارية و الخدمية على أن تقوم الشركة المصدرة بتسديد قيمة هذه السلع والخـدمات فـي 268 .نهاية الشهر وتقوم بدورها بقيد المبالغ المستحقة على حساب عميلها لديها

ى الحساب الجاري الحجز عل :المبحث الثالث

متماسك ال يمكن تجزئته و ال فصل _وفقا للنظرية التقليدية_الحساب الجاري رأينا أنـ مفرداته، و بالتالي ال يجوز الحجز على مفرد فيه بذاته، وال علـى رص يد الميـزان ـــ

و من طبيعـة , المؤقت، و إلى أن يقفل الحساب نهائيا فال يعرف من هو الدائن و من المدين لـذلك . ساب الجاري أن يظل مفتوحا للمدفوعات التي تتحرك فيه، و تعدل مركز طرفيه الح

كان الحجز غير منتج ما دامت حركة الحساب يجب أن تظل حرة، و ال يمكن أن يرد الحجز إال على الرصيد الدائن الذي يظهر عند قفل الحساب بصفة نهائية و قد حكمت بـذلك منتجا

، قد أيد هذا النظـر بعـض الشـراح 1922 يناير 23سية في صراحة محكمة النقض الفرن .المناصرين لفكرة التماسك المطلق

ولكن هذا الرأي أثار انتقادات كثيرة بسبب النتائج العملية التي أدى إليها، و أبرزها أن ـ اب، ـالعميل في المصرف إذا كان يتوقع الحجز على رصيده الناتج عن القفل النهائي للحس

.15 ص1993د الفتاح أمحد بطاقات االئتمان احتاد املصارف العربية بريوت عب- 268

يسحب كل رصيده الدائن، قبل قفل الحساب بيوم واحد، و بذلك يجعل الحجز غير يستطيع أن سنتناول فيه مفهـوم 269 . ذي موضوع، و قد أوضح الشراح هذه العيوب في مناسبات متعددة

.الحجز ووعاء الحجز موقف كل من القضاء والقانون المقارن .مفهوم الحجز على الحساب الجاري : المطلب األول

.تحديد وعاء الحجز : الثاني المطلب .موقف القضاء : المطلب الثالث .الحجز على الحساب الجاري في القانون المقارن : المطلب الرابع مفهوم الحجز على الحساب الجاري: المطلب األول

حاول القضاء الحديث التوفيق بين المصالح العملية التي تتطلب تمكين الـدائن مـن لحجج النظرية القائمة على فكرة مبدأ عدم التجزئة التي ال تجيز الحجز توقيع الحجز و بين ا .على الرصيد النهائي

بمناسبة حسابات جارية غير محددة 270و كانت الصعوبة التي عرضت على المحاكم المدة، و قد الحظت أن األساس الذي وضعته محكمة النقض، لقصر الحجز علـى الرصـيد

على حرية حركة المدفوعات داخل الحساب، يؤدي إلى أن النهائي و هو ضرورة اإلبقاء الحجز على رصيد هذه الحسابات غير ممكن عمليا، إذ كان يكفي المـدين، الطـرف فـي

أنه ليس من المقبول أن "271الحساب، أن ال يطلب قفل الحساب، و لذلك حكمت محكمة باريس ان وسيلة لغش الدائنين، و ما دام يظل الحساب غير محدد المدة قائما إلى ما ال نهاية و إال ك

العقد قد نص على ميزان مؤقت كل ثالثة شهور، فإن الحجز و إن لم يقفل الحسـاب، يـرد لكن المحكمة لم تصل إلى حد القـول أن ". على رصيد الميزان المؤقت التالي إلعالن الحجز

ؤقت نفس آثـار الحجز يقفل الحساب فورا، وقد عيب على هذا الحكم أنه يعطي الميزان الم .الميزان النهائي

و عاود القضاء الكرة بوسائل أخرى بغية تحقيق المطلوب و حماية الدائن؛ ففي حساب لمدة لكل من طرفي الحساب أن يضـع حـدا لهـذا " غير محددة قضت محكمة السين المدنية أن

سطة الدائن الحساب، و حقه في ذلك يمكن أن يستعمله أحد دائنيه، و يعتبر إعالن الحجز بوا في إيقاف الحساب الجاري بما يؤدي إلى وقوع الحجز على رصيده في هـذه متضمنا إرادته

.53 سليمان عودة، مرجع سابق، ص -269 .1912 أوت 30حمكمة السني اإلبتدائية . 1855 سريي 241– 01– 01 1855 دالوز 1855 جانفي 27إستئناف باريس - 270 .1922 جانفي 23حمكمة النقض الفرنسية الغرفة املدنية - 271

، لكن هـذا األسـلوب "اللحظة، و كل حل آخر يخلق حالة لعدم جواز الحجز لم ترد بالقانون بدوره لم يسلم من النقد، و عيب عليه أن طلب قفل الحساب رخصـة لطرفيـه، ال يجـوز

.يستعمالها بالدعوى غير المباشرةلدائنيهما أن

و لما عرض هذا الحكم على محكمة استئناف باريس، لجأت إلى فكرة مسألة طـرف الحساب اآلخر المحجوز لديه على أساس الخطأ التقصيري، فقال المحامي العام لدى المحكمة

لطرف في ا( في مذكرته التي أخذت بها المحكمة أن الشركة المحجوز لديهاGavalda األستاذاالدعاء أن الحساب قد اشتغل بطريقة عادية بعـد الحجـز، و يعتبـر ال تستطيع) الحساب

تصرف الشركة منطويا على الغش إذا سمحت للطرف المحجوز عليـه أن يفـرغ حسـابه، بحيث لم يعد الحساب بينهما يسير سيرا عاديا مشروعا و تعتبر مخطئة إذا تركت الحسـاب

272."من الحساب الجاري إال اسمهقائما بحيث لم يعد له

وقد انتقد هذا الحكم بدوره، ألنه يضع مشكلة هي بدورها محتاجة إلى حل، إذ كيـف نحدد المقصود بالسير العادي للحساب الجاري؟ هل المرجع هو تقدير المحجوز لديه أم تقدير

لحساب يظـل الحاجز؟ فضال على أن السير العادي يعتبر شرطا غير مفهوم، إذا راعينا أن ا ي بالحالة ـرة هــعبـإذ ال, ةـتـيحدث تبادل مدفوعات بصفة مؤق جاريا و سليما ولو لم

القانونية دون الواقعية، و للمحجوز أن يحسن الظن بعميله، و ينتظر مدفوعات في المعنـى

.العكسي منه

ـ 1939 نوفمبر 09لذلك عادت محكمة استئناف باريس في ر إلـى االسـتعانة بالـدعوى غيالمباشرة فأعطت الدائن سلطة استعمال حق مدينه في إيقاف الحساب و مكنته مـن اسـتيفاء

.حقه من الرصيد الدائن وقت إعالن الحجز للمصرف

، إلى تطبيق مبـدأ عـدم 1954و لكن محكمة ليل المدنية المستعجلة عادت في حكم لها سنة سير الحساب، و إن أقرت إمكان تجزئة الحساب الجاري تطبيقا مطلقا و رفضت الحجز أثناء

273.الحجز على الرصيد النهائي عند قفل الحساب

:وعاء الحجز تحديد : لمطلب الثانيا وفي هذا المطلب سنتعرض إلى تحديد وعاء الحجز من خالل ذكر اإلعتبارات التي تـراع

:في تحديده وكذا ذكر صور وعاء الحجز تباعا على الوجه التالي

.1943 مارس 13حكم حمكمة إستئناف باريس - 272 .391 مجال الدين عوض ، املرجع السابق ، ص - 273

.عتبارات التي يجب مراعاتها في تحديد وعاء الحجز اإل: الفرع األول .صور وعاء الحجز : الفرع الثاني

االعتبارات التي يجب مراعاتها في تحديد وعاء الحجز: الفرع األول

:لتحديد وعاء الحجز البد من األخذ بعين االعتبار عدة اعتبارات نذكرها تباعا و هي

قت، الظاهر في الحسـاب، كمـا هـو يـوم توقيـع ال يقع الحجز على الرصيد المؤ -1 جز، صحيح أن الحجز منذ اإلخطار به يستتبع تجميد الحساب و يمنع دخول عمليات ــالح

جديدة في الحساب تعدل من قدر الرصيد أي الحق المحجوز، و مع ذلك فإنه لتعيين وعـاء حيـث ال يخضـع الحجز أي الحق المحجوز يلزم تصفية العمليات الجارية وقت الحجـز، ب

للحجز إال نتيجة هذه التصفية، و تقوم هذه التصفية على النظر في كل من العمليات الجديـدة .و العمليات الجارية

فبالنسبة للعمليات الجديدة يمتنع دخول أي منها بحيـث يمتنـع تعـديل الرصـيد -2اإلخطـار المحجوز، فال يجوز قيد أي حق جديد ناشئ من عملية أبرمت بين الطرفين بعـد

.بالحجز

نذ اإلخطـار بـالحجز، و ـــى تصفية تبدأ م ـأما العمليات الجارية فهي التي تحتاج إل -3نتيجة هذه التصفية تدخل الحجز، و السبيل إلى معرفتها يكون بتحديد ما هو قابل للتصـرف فيه من جانب العميل المحجوز عليه وقت إيقاع الحجز كما أقـرت ذلـك محكمـة الـنقض

فرق بين القيود المدينة و القيود ـــو في هذا الخصوص ن ,1973ية في حكمها سنة الفرنس .الدائنة

، و منهم المصـرف )غير العميل (فأما القيود المدينة، فهي التي تعبر عن حقوق الغير نفسه، ضد العميل المحجوز عليه، فإن كان أساسها أو مصدرها أو الواقعة المنشئة لها سابقة

ي من الرصيد المؤقت الظاهر بشرط أن يكون هذا الغير قد كسب بمقتضاها على الحجز، فه حقا على الرصيد، و هذا هو معيار تعيين العمليات السابقة أي الجارية و التي قد تؤدي إلـى

ن الحساب ــتخفيض قدر المحجوز، فالحق على الرصيد قد يكون تقرر لشخص غريب ع لحجز، فهذا يجب وفاؤه من الرصيد المؤقت، و ال ، كالمستفيد من صك أصدره العميل قبل ا

يمس الحجز هذا الحق، ألن رصيد الصك يكون قـد انتقـل إلـى المسـتفيد قبـل توقيـع ز، و بخالف أوامر التحويل المصرفي إذ هي ال تخول المستفيد منها حقـا قبـل ـــالحج

هـا المصـرف محـال تنفيذها فالحجز يمنع تنفيذها، و كذلك حكم األوراق التجارية المعين ل 274 .مختارا لوفائها ال يجوز وفاؤها من الرصيد المحجوز

و كذلك حقوق المصرف على الرصيد المحجوز بوصفه عنصرا لضـمان العمليـات ا الحساب، ـــالتجارية، ففي الحساب الجاري تخصص الحقوق المتبادلة منذ نشأتها لدخوله

المقابلة أي مع الرصيد المحجوز ما و للمصرف حق في أن تتقاص حقوقه مع حقوق العميل دامت حقوقه قائمة قبل الحجز، و لو لم تكن غير مؤكدة و ال حالة و ال مقـدرة فـي وقـت

خصـم ورقـة ) قبل الحجز طبعـا (الحجز و إنما تصبح كذلك بعده، مثال قد يقبل المصرف دفعه للعميل إذا تجارية لعميله اطمئنانا إلى أن الرصيد المؤقت يعد ضمانا كافيا السترداد ما

لم يستوف قيمة الورقة من المدين فيها و أجرى قيدا عكسيا بقيمتها، فالحجز ال يحرمه مـن هذا الحق، و يظل له أن يجري القيد العكسي و لو بعد الحجز، و هو ما يخفض قدر الرصيد

تى أما القيود الدائنة، فهي حقوق العميل ضد المصرف، فهي م .المحجوز بقدر هذا القيد

كانت قائمة على األقل في أساسها و مصدرها أو الواقعة المنشئة لها تدخل الرصيد المحجوز عندما تصبح مؤكدة و مقدرة و حالة، مثل ذلك ،إذا أعطى العميل قبل الحجز المصرف صكا

مصرف بقيمـة ـأو سفتجة للتحصيل، و لم تقيد قيمتها فورا في الحساب، فإن العميل دائنا لل ،و لكن بشرط واقف ،وهو وفاؤها عند تقديمها إلى المسحوب عليه،إن هذا الحـق ةـالورق

المشروط يصبح مؤكدا و باتا عند التحصيل، و لذا يصيبه الحجز عند هذه اللحظة، مـا دام .الحق كان موجودا في أساسه قبل الحجز

إليها إشارة ـ و هذه الحقوق تدخل في الرصيد المحجوز في الحساب الجاري ،و لو لم ترد 4ـ في إعالن الحجز، ألن ين ، ـالحساب الجاري من جوهره أن جميع تدخله حقـوق الطرف

فمادام الحجز واردا على الحساب الجاري دون تحديد فهو يشمل كل الحقوق التـي يضـمها .الرصيد المؤقت

صور وعاء الحجز: الفرع الثاني :ويضم عدة صور سنأتي علي ذكرها كالتالي

يمكن أن نوضح المعني العام :ز على حساب جماعي من دائن ألحد أطرافه الحج-1 :لهذا الحجز ،في التساؤل التالي

.397 علي مجال الدين عوض، مرجع سابق، ص -274

ما حكم حجز يوقعه دائن ألحد شخصين كالهما طرف في حساب مفتوح باسمهما معا لدى المصرف؟

لقد عرضت هذه الصورة أمام القضاء الفرنسي في واقعة خالصتها أن شركتين من لمقاوالت اتحدتا في شركة محاصة لتنفيذ مشروع معين و فتحتا معا حسابا لدى أحد شركات ا

المصارف، فالحساب إذن جماعي باسم الشركتين و ليس باسم شـركة واحـدة نظـرا ألن المحاصة لم يكن لها شخصية مستقلة عنهما، فحجزت مصلحة الضرائب عن دين لها، على

ذا الحساب تحت يد المصرف، و كأن أمام المصرف إحدى الشركتين على الرصيد المؤقت له إما أن يعتبر الحجز غير ذي موضوع باعتباره واقعا على نصيب إحدى الشركتين و هو قائم قانونا في حساب جماعي، و إما أن يجمد الحساب كله حتى يلجأ الحاجز و المحجوز عليـه

ما لجأ إليه المصرف باعتباره إلى تحديد قدر المال المحجوز و قصر الحجز عليه، و هذا هو اإلجراء األكثر ضمانا ؛ لكن الشركة األخرى غير المحجوز عليها لم تلجـأ إلـى القضـاء

قاضـي ( المستعجل لرفع الحجز باعتباره واقعا على حساب جار جماعي و حكم لها بـذلك تـي و قد كانـت االعتبـارات ال ).1953نوفمبر2األمور المستعجلة لمحكمة السين المدنية

استندت إليها الشركة المدعية تتصل بالصالح العام، إذ قالت الشركة أنـه ال يسـوغ وضـع العراقيل في سبيل حرية تشغيل حساب جار مفتوح لتمويل مشروع عام يتعلق إلى أقصى حد

275.بالمصلحة العامة

أن المبـالغ " أما المحكمة فإنها استندت أساسا إلى الصفة الجماعية للحساب و قالـت لتي تدفع ألحد الشريكين في الحساب تصبح ملكا مشاعا لهما، و أنه وقت الحجز ال يمكـن ا

و بالتـالي الذي سيؤول في النهاية إلى المحجوز عليه_في الحساب الجاري_معرفة النصيبيتعلق به حق الحاجز، و إن وقف الحساب ال يجوز إال بإنهاء المقاصة، و ذلك بموافقة جهة

المحكمة في حكمها أن تقيم من الشركة الغير محجوز عليها أمينـة علـى ؛ و رأت "اإلدارةو أحالت مصلحة الضرائب و الشـركة األمينـة نصيب الشركة األخرى المحجوز عليها ،

276 .لالتفاق على اإلجراء المناسب و لكنها على كل حال أمرت برفع الحجز

بالقضية السابقة، وجدنا أن فإذا نظرنا إلى المشكلة بعيدا عن هذه االعتبارات الخاصة الحساب الجماعي يثير صعوبة خاصة أمام الحاجز هي عدم إمكان تحديد نصيب المحجـوز عليه في الرصيد الدائن المؤقت، وتعرض هذا الرصيد المؤقت للتعديل من جانـب الطـرف

.402مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص:راجع 275- ..403 علي مجال الدين عوض، مرجع سابق، ص -276

أثر الشريك فيه بمدفوعات جديدة من جانبه، في الحساب و هما صعوبتان كفيلتان بتعطيل كل لمثل هذا الحجز، بخالف ما لو كان الحاجز دائنا للشريكين المتضامنين أمامـه إذ يصـبحان كما لو كانا شخصا واحدا، و أمكن الحجز على رصيدهما المؤقت الدائن وفقا للحدود التـي

.1973و في1959قضت بها محكمة النقض الفرنسية في

: الحجز على مرتبات الموظفين تحت يد المصرف-2

يثير حجز المرتبات مشكلة خاصة ترجع إلى القيود التي يفرضها المشـرع علـى حجزهـا من قانون المرافعات المصري لسـنة 309حماية ألصحابها، و مثال ذلك ما قضت به المادة

. بعدم جواز الحجز على األجور و المرتبات إال في حدود معينة1968

به من الحكومة أو من جهة عمله و وكثير من الموظفين يوكل المصرف في قبض مرت يفتح المصرف للموظف حسابا جاريا يقيد فيه المرتب عند قبضه، و قد يقيد فيـه حقوقـا أو مبالغ أخرى للموظف، و هنا يثور السؤال لمعرفة ما إذا كان عدم جواز الحجز على المرتب

.جز أصاليمنع الحجز على الرصيد المؤقت للحساب الجاري ؟على فرض جواز هذا الح

يستعين رأي في اإلجابة على هذا السؤال بالمبادئ المترتبة عن أثر الحساب الجـاري فقد طبيعته و ـــي على الديون التي تدخل فيه، و التي تقضي بأن الحق الذي يدخل الحساب

صفاته و يحل محله مفرد حسابي يظل قائما حتى ينشأ دين الرصيد النهـائي، أي أن الـدين الحساب ينقضي و إن لم يحل محله دين آخر، أما إذا كان الحساب المفتوح بين بمجرد دخوله

الموظف و المصرف حسابـا عاديـا أي غير معد لتلقي مبالغ أخرى سوى المرتـب فـإن ،هذا المرتب يظل حافظا لصفته، و تعذر الحجز عليه، و قد قضى القضاء المصـري فـي

:ذلك بقولـه

أو المستخدم أو العامل مرتبه على أحد المصارف، أن يفقـد يترتب على تحويل الموظف “هذا الراتب صفته القانونية إذ يعتبر بمثابة حساب لدى المصرف مما يجوز توقيـع الحجـز

277."التنفيذي عليه

ول المرتب حسابا جاريا ــو الصحيح عندنا أنه ال محل في هذا الخصوص للتفرقة بين دخ مرتب ال يظل محتفظا بصفته إال طالما هو دين فـي ذمـة و دخوله حسابا غير جار، ألن ال

رب العمل، فمتى خرج منه و قبضه الموظف أو وكيله فقـد هـذا الوصـف ،و إذا كـان المصرف وكيال عن الموظف فإنه متى استوفاه لحساب الموظف فكأن الموظف نفسـه هـو

.404 علي مجال الدين عوض، مرجع سابق، ص -277

في ذلك أن يكون الذي قبضه و بذلك تزول الضمانات التي تحول دون الحجز عليه، يستوي و هكذا يمكننـا القـول أن دخـول .المصرف قد قيده في حساب عادي أو في حساب جار

قد يحميه من الحجز بسبب القيود التي _على خالف الرأي السابق _المرتب الحساب الجاري كما أن دخوله حسابا غير . للحجز، على الرصيد المؤقت أثناء سير الحساب يضعها القضاء

فقط لمجرد إثبات عملية تحويل المرتب دون أن يكون معـدا السـتقبال مبـالغ مفتوح(جار 278 .ال يحميه من الحجز )أخرى

موقف القضاء من الحجز على الحساب الجاري: المطلب الثالث

أن المسألة لم ينظر إليها مـن وجهتهـا الصـحيحة، و يـرد 279يرى األستاذ هامل كرة التماسك التقليدية، و في نظره تتبسـط المسـائل و يجـوز الصعوبات التي تكتنفها إلى ف

عمل ميزان مؤقت _برغم مبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري _الحجز إذا روعي أن من الممكن .دينه في كل لحظة و معرفة من الدائن و ما مقدار

.1959رأي محكمة النقض الفرنسية في سنة : الفرع األول .1973 نوفمبر 31لنقض الفرنسية في رأي محكمة ا: الفرع الثاني

:1959رأي محكمة النقض الفرنسية في سنة

أخذ األستاذ هامل، برأي القضاء الفرنسي فقد عرض الموضوع مرة أخـرى علـى ـ ، و حكمت في هذا التـاريخ بـنقض حك 1959يونيو24محكمة النقض الفرنسية في م ــ

الدائن لصالح المحجوز عليـه وقـت ضى، بأن الحجز يقع صحيحا على الرصيد المؤقت ـقالحجز، و كذلك يصح و يشمل عموما ما يستجد من حقوق تدخل في الحساب، دون أن يحدد

.1961 ديسمرب 04 أستئناف ليل -278

Joseph Hamel, OP Cit, PP249 ,P426 ._279

فنقضت محكمة النقض الحكم، و قـررت أن الحجـز ال . الحكم مفهوم الحقوق التي تستجد إن الحجز يصيب سوى الرصيد الدائن وقت الحجز، دون أن يدفع في الحساب بعد ذلك، ألن

أمكن أن يقع على حق مشروط أو احتمالي، فإنه يجب على كل حال أن يكون هـذا الحـق على األقل وقت الحجز، و لذا يجب أن يكون المدين المحجوز En germe موجودا في أساسه

عليه، صاحب مبدأ منذ هذه اللحظة في هذا الحق، بحيث يمكن القول، أن الحق المحجوز كان ز، و لهذا عابت محكمة النقض على الحكم المنقوض عموميته عنـدما ملكه عند وقوع الحج

.قرر أن الحجز يقع على الرصيد الدائن و على كل ما يستجد بعده حتى قفل الحساب نهائيا

ترى صحة الحجـز علـى 1959وهكذا فإن محكمة النقض الفرنسية في حكمها سنة ك أن هذا الحجـز يتسـع ليشـمل الرصيد المؤقت الدائن، في الحساب الجاري، و ترى كذل

conditionnelle ou محتملة الحقوق األخرى التي تدخل الحساب متى كانت مشروطة أو

Eventuelle و كانت قائمة وقت الحجز على األقل في أساسها أي مبدئها أو الواقعة المنشئة لعميله لها، و مثلها ناتج عن خصم أوراق تجارية أو صكوك لدى المصرف لم يحصلها بعد

و لم تقيد في الحساب أي فوائد أو أرباح السندات و األوراق األخـرى المحجـوزة و التـي تحصل فيما بعد، فهذه المبالغ ينالها الحجز باعتبار أنها حقوق كانت قائمة وقت وقوعه، أمـا

التـي يـدفعها l’argent frais::الحقوق األخرى الغريبة أو ما يعبر عنه األستاذ ماران بـلعميل للمصرف أو يكفله بتحصيلها لحسابه فهذه تظل بعيدة عنـه، و لهـذا كلـف العميـل ا

المصرف بعد إعالن الحجز على الحساب بتحصيل ورقة تجارية فإن ناتج التحصيل ال يناله الحجز ألنه لم يكن قائما وقت إعالنه، و بخالف ما لو كان تكليف المصرف بالتحصيل سابقا

م ما قد يذكر في إعالن الحجز، منذ وروده علـى كـل مـا علـى على الحجز، و ذلك رغ 280.المصرف أو ما سيكون عليه للعميل المحجوز عليه

و يالحظ الشراح أنه لما كان الحساب الجاري يفترض ثقة من طرفيه متبادلة و أن مدفوعات بالرغم من صـحة وقوعـه علـى _كل منهما تضمنها مدفوعات الطرف اآلخر، فإن الحجز

ـ يجب أال يعطل سير الحسـاب ف _دائن المؤقت ـــد ال الرصي ي طريقـه الطبيعـي ـــالمألوف، و يضربون لذلك مثال بقولهم أن الحجز يوجب على المصرف تجميـد الرصـيد الدائن لصالح العميل و عدم السماح له بسحب شيء منه، و أن هذا الرصيد المحجوز يجـب

. 393مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص: راجع - 280

عكسي الذي يجريه المصرف لورقة سبق دخولها أن ال يمنع السير الطبيعي للحساب كالقيد ال الحساب و لم تكن دفعت وقت الحجز، أو كقيد العمولة و الفوائد المستحقة للمصرف، فهـذه

281 .أعمال طبيعية ليس للحاجز أن يشكو منها

هذا إذا كان الرصيد المؤقت دائنا وقت الحجز، أما إذا كان رصيد المحجـوز عليـه منتج ما دام مركز المدين قائما، و إذا كانت هناك حقوق قائمة في مدينا فإن الحجز يظل غير

فهذه الحقوق متى استحقت فإنها ) كنتائج أوراق مقدمة لتحصيلها (مبدئها لصالح المحجوز عليه تدخل الحساب و تتقاص بمجرد قيدها فيه، و ال ينالها الحجز ما دام الرصيد المؤقت مـدينا

.وقعلى العميل برغم قيد هذه الحق

:1973 نوفمبر13حكم محكمة النقض الفرنسية في : الفرع الثاني

أتمت محكمة النقض الفرنسية تطورات القضية ووصلت إلى الحل الذي يوفـق بـين لما كـان الرصـيد المؤقـت " و بصراحة أنه 1973نوفمبر13مختلف المصالح، فقضت في

الضمان العام لدائنيه فإن للحساب الجاري يعد بالضرورة عنصرا في ذمة المدين التي هيهذا الرصيد المؤقت يشمله الحجز الذي وقعه الدائن، و على القاضي أن يبحـث فـي هـذا

و قد رحب الفقه بهذا الحكم علـى " الرصيد عن العناصر الجائز التصرف فيها وقت الحجز لمبدأ أساس أنه أقر صراحة، مبدأ جواز حجز الرصيد المؤقت بعد أن كان الوصول إلى هذا ا

يحتاج إلى حيل و افتراضات، و أنه وضع القيود الالزمة على هذا المبدأ حمايـة للحقـوق 282 .المشروعة للغير

أما بخصوص المبدأ، فكل الحسابات الجارية يجوز الحجز علـى الرصـيد المؤقـت يها، سواء كان الحساب بين أفراد أو لدى المصرف، و أيا كانت صـفة الـدائن موقـع ـف

ذمة طـرف صبح تبرير الحجز يقوم على أنه لما كان الرصيد المؤقت جزءا منالحجز، و أالحساب المحجوز عليه فذلك يكفي إلمكان حجزه دون حاجة إلى القول أنه مستحق حاال، بل أن الحجز يمكن أن يصيب الحقوق المؤجلة و المعلقة على شرط، و يترتب على إيقاع الحجز

. الدائن الحاجز و تفاديا لإلضرار بمصالح الغيرتجميد الحساب، محافظة على حقوق

ـ مع ما تأخذ به النظ _تماما_و ينسجم هذا الحل رية الحديثـة فـي الحسـاب ــــالجاري، و مجاراة منها لوقوع األمور، فهي تنكر ما كان مستقرا من أنه قبل قفل الحسـاب

بل مجرد مفردات و ال ليس هناك حق و ال دين، إنما مجرد مركز كان معلقا إلى هذا الحين،

_281 Juris_Classeur, Op Cit , PP250.P428 . .395 علي مجال الدين عوض، مرجع سابق، ص-282

يتحدد مركز الطرفين، و حق كل منها إال عند استخراج المركز النهائي، و يظل هذا المركز معلقا إلى هذا الحين، هذا الكالم يقوم على تفسير خاطئ إلرادة الطرفين، فليس صحيحا أنهما

ن كـال منهمـا أرادا إرجاء استحقاق حقوقهما و تسويتها إلى وقت قفل الحساب، بل المؤكد أ ينظر إلى مركزه دائنا أو مدينا، و يترتب على ذلك نتائج قانونية، و أهمها أنه عقـب كـل مدفوع ينشأ رصيد جديد، هو حقيقة قانونية قائمة ال يمكن تجاهلها، هو حق أو دين بـالمعنى

.القانوني، مؤكد و مقدر و قابل للتصرف فيه، و بالتالي يمكن حجزه

ر تفرضه وظيفة الحساب الجاري كوسيلة للضمان، ففي كـل رصـيد لكن هناك اعتبار آخ ـ ذا ـتكون الحقوق في الجانب اآلخر و كل من طرفي الحساب له حـق مكتسـب فـي ه

ضمان، و هو ما يوجب عدم جواز إخراج حق من الحساب ألن في ذلك حرمـان ألحـد ـالأال يمس هذا الحجـز الطرفين من ضمانه، لهذا يكون واجبا عند توقيع الحجز على الرصيد

.حقوق الطرف اآلخر غير المحجوز عليه، و كذلك الغير الذي له حق جدير بالحماية

الحجز على الحساب الجاري في القانون المقارن: المطلب الرابع

من مسألة الحجز على الحساب نتعرض فيه إلى موقف مختلف التشريعات والقضاء العربية .الجاري

لحجز في القانون المصريا : الفرع األول

لقد أقرت المحاكم المختلطة في مصر عدم جواز حجـز مـا للمـدين لـدى الغيـر علـى كما قضت بقبول توقيع حجـز مـا . ساب، تطبيقا لقاعدة عدم تجزئة الحساب الجاري ــالح

للمدين على حساب جار مفتوح لعدة أشخاص و لكن بشرط أن ال يقع هذا الحجـز إال علـى 283 .يد الذي يتقرر للمدين المحجوز عليه بعد انتهاء و قفل الحسابجزء الرص

و لكنها في بعض أحكامها خرجت على تطبيق قاعدة التماسك تطبيقا مطلقا، فقضـت أنه ال يجوز انقطاع الحساب الجاري بتوقيع حجز ما للمدين لدى الغير، و لكن يجب علـى

وم الحجز و أن يمتنع عن مباشرة أعمال المصرف المحجوز لديه أن يصفي األعمال القائمة ي 284 .جديدة مع المحجوز عليه يكون من شأنها أن تؤثر في الرصيد الذي تعلق للحاجز حق به

و إزاء هذا الخالف الشديد حول صحة أو بطالن الحجز على الحساب الجاري فمن الخيـر سـه بـذلك للمصرف إذا أعلن الحجز أن ال يفصل في هذه المسـألة الشـائكة فيعـرض نف

.279،ص 1986 و النشر، القاهرة، عقود اخلدمات املصرفية، دار التعاون للطباعة: حسين حسن-283 .399 علي مجال الدين عوض، مرجع سابق،ص -284

للمسؤولية، بل عليه أن يجمد سير الحساب و يطلب إلى أصحاب المصـلحة التوجـه إلـى القضاء ليفصل هو في المسألة بحكم، برفع الحجز أو بصحته، و يكون على المصرف عندئذ

.أن ينفذه و هو مطمئن

في القانون التونسي الحجز : الفرع الثاني

هذه المشكلة بحل، راعـى فيـه االعتبـارات ) 839المادة(لقد عالج القانون المصري يجوز الحجز على الحساب الجاري في كل وقت علـى المركـز " السابق ذكرها، فقضى أنه

الدائن لهذا الحساب و ذلك بإتباع اإلجراءات التي تقضي بها القواعد العامة، و ال يضر هـذا ط يسـلب الطـرف الحجز بالحقوق التي قد تكون للطرف اآلخر في حساب، بمقتضى اشترا

."المدين حرية التصرف في كل وقت في مبلغ رصيده الدائن

لكل مـن طرفـي " من أن ) 733في المادة ( وهذا الحل منطقي مع ما يقضي به القانون ذاته الحساب حرية التصرف في كل وقت في الرصيد الدائن الذي يظهره مركز الحساب لصالحه

دام لكل طرف في الحساب أن يتصرف في الرصيد ، فما "و ذلك ما لم يتفق على خالف ذلك .الناشئ عن المركز المؤقت فال مانع إذن من جواز الحجز عليه من دائنيه

الحجز في القانون الليبي : الفرع الثالث

إذا أوقع دائن :"و في القانون الليبي تحت عنوان حجز الرصيد و ضبطه جاء ما نصه زا على ما قد يؤول من رصيد لصالح مدينـه فـال أحد المتعاقدين في الحساب الجاري حج

و ال تعد في حكم الـدفعات . يجوز للمتعاقد الثاني أن يمس حقوق ذلك الدائن بدفعات جديدة و يجب على المتعاقد الذي , الجديدة تلك الدفعات التي تجرى نتيجة لحقوق نشأت قبل الحجز

و يجوز لكليهمـا , اقد اآلخر بذلك أوقع الحجز أو الضبط على حسابه الجاري أن يشعر المتع ."التحلل من العقد

الحجز في القانون الكويتي :الفرع الرابع

: ،على ما يلي 398لقد نص القانون الكويتي في المادة

ـ مفردات الحساب الجاري بمجموعها ال تقبل التجزئة قبل إقفال الحسـاب و اسـتخراج 1ذي تنشأ عنه المقاصة اإلجمالية لجميع مفردات الرصيد النهائي و إقفال الحساب وحده هو ال

.الحساب

ـ و مع ذلك يجوز لدائن أحد طرفي الحساب توقيع الحجز أثناء سير الحساب على الرصيد 2ديه الحساب ، ميزانـا ــو في هذه الحالة يجري المفتوح ل. الدائن لمدينه وقت توقيع الحجز

285 .وقت توقيع الحجزمؤقتا للحساب ، للكشف عن مركز المحجوز عليه

ـ و في حالة االتفاق على منع المحجوز عليه من التصرف في رصيده الدائن أثناء سـير 3 .الحساب ، ال ينفذ شيء بالنسبة إلى الرصيد النهائي لمصلحته عند إقفال الحساب

ضمانات رصيد الحساب الجاري : المبحث الرابع و التحليل المالي للمؤسسة التي تطلب القرض في الحقيقة، تقدم الدراسة اإلستراتيجية

معلومات ثمينة عن هذه المؤسسة تسمح للمصرف بتقييم وضعيتها وإمكانياتها وتقدير إمكانية وبناءا على هذا التقدير يقرر فيما إذا كان يقبل منح القـرض . حدوث الخطر ونوعه ودرجته

في الواقع تختلف طبيعـة . جاري ويمتنع عن ذلك و الوضع نفسه بالنسبة لضمان الحساب ال وتتحدد طبيعة هذه األشياء . الضمانات التي يطلبها المصرف و األشكال التي يمكن أن تأخذها

بما يمكن أن يقدمه صاحب الحساب و يمكن عن البنوك تصنيف هذه الضمانات إلى صـنفين ـ . رئيسيين الضمانات الشخصية والضمانات العينية مانات مـن لكن قبل أن ندرس هذه الض

. األفضل التعرض إلى بعض االعتبارات الهامة المرتبطة بها

إن طلب الضـمانات مـن طـرف : االعتبارات المتعلقة بالضمانات : المطلب األولمن بـين . المصرف، يفتح الباب للتساؤل حول العديد من المسائل المرتبطة بهذه الضمانات

.يير إختيارههذه التساؤالت ما يدور حول قيمة الضمان ومعافي الحقيقة عندما يقدم المصرف على طلب ضـمانا مـن صـاحب : قيمة الضمان - 1

الحساب الذي يريد أن يقترض منه، فهو يصطدم بمشكلة أولى هي ما قيمة هذا الضمان؟ في الواقع ال يمكن أن ننتظر إجابة قاطعة في هذا الخصوص باعتبار أنه ال يوجد قانونا يحـدد

.403 علي مجال الدين عوض، مرجع سابق، ص -285

لك، يمكننا أن نتصور بأن قيمة هذا الضمان ال يمكـن أن تتجـاوز مبلـغ ومع ذ . هذه القيمة . االعتماد المطلوب

وعلى هذا األساس، يمكننا أن نرجع تحديد قيمة الضمان إلى بعض اإلعتبارات التي تسـاعد . وأولى هذه اإلعتبارات هي ما يتعلق بالعرف المصرفي . المصرف على القيام بهذه الخطوة

كمـا أن تجاربهـا . عامة لها عادات وتقاليد مكتسبة في شأن الضـمانات فالمصارف بصفة المتراكمة في هذا الميدان تجعلها قادرة على تحديد قيمة الضمان المطلوب حسب طبيعة كـل نوع من أنواع الحسابات وكذا االعتمادات وفي هذا المجال، ليس هناك أحسن من وجهة نظر

ساب، حيث ــان مساوية للمبلغ المسحوب على الح المصرف طبعا، من أن تكون قيمة الضم الحال

286. يسمح له ذلك بانتظار موعد التسديد في طمأنينة، ولكن ذلك أمر نسبي بطبيعة

كما أن هناك إعتبارات أخرى تدخل في تحديد قيمة الضمان وهي ترتبط بصاحب الحسـاب قـد تكـون الضـمانات الذي يطلب التمويل، فالشخص الذي يتمتع بسمعة جيدة في السوق

كما أن أي شخص ال يمكنه أن يعطي ضمانات .المطلوبة منه ال تخضع إال إلعتبارات شكلية إال في حدود ما يملك، وقد يدفعه عدم كفاية ما يملك إلى اللجوء إلى أطراف أخرى لضـمانه

. أمام المصرفصة فيما يتعلـق وقيمة الضمانات المطلوبة كما قلنا سابقا، أمر نسبي إلى حد بعيد، خا

.ببعض أنواع الضماناتفالضمان المطلوب في الوقت الراهن قد تكون قيمته في المستقبل مختلفة تماما عـن قيمتـه

إذا كان موضوع هذا الضمان . فإحتمال يفقد هذا الضمان جزء من قيمته أمر وارد جدا . اآلنر هـذه السـمعة ألي فإن تدهو ) شركة(يتمثل على سبيل المثال، في سمعة صاحب الحساب

وهناك مثال آخـر يعكـس هـذه . سبب من األسباب سوف يؤدي إلى تدهور قيمة الضمان أسـهم (القضية بشكل أفضل، وهو الحالة التي يكون فيها الضمان عبارة عن قـيم منقولـة

فإذا تدهورت أسعار هذه القيم في البورصة، فهذا يعني أن قيمتها الحقيقية أصبحت ) وسنداتولهـذه اإلعتبـارات .يمتها اإلسمية مما يؤدي إلى فقدان الضمان لجزء من قيمتـه أقل من ق

فهو أمر هـام ألنـه يضـع .،يعتبر تحديد قيمة الضمانات أمر هام و نسبي في ذات الوقت

.164، ص 2000 راجع طاهر لطرش، تقنيات البنوك، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر - 286

المصرف في مأمن ضد األخطار المحتملة ،وهو أمر نسبي ألن هذه القيمة من المحتمـل أن .قبل وهي في حوزة المصرفتعتريها بعض التغيرات في المست

. كما أن مشكلة أخرى تواجه المصرف في قضية الضمانات : اختيار الضـمانات -2 .وهذه المشكلة تتعلق بالكيفيات المتبعة في إختيار هذه الضمانات

في الحقيقة لقد سمحت التجارب المصرفية والعرف المصرفي متولدا عنها إلى خلق عـادات .وصيغ الختيار بالضمانات

تتركز هذه الصيغ بالخصوص على الربط ما بين أشكال الضمانات المطلوبة ومدة االعتمـاد وفي هذا المجال، إذا كان األمر يتعلق باعتمـاد قصـير . الموجهة لتغطية الحساب الجاري

األجل للحساب حيث أجل التسديد قريب واحتماالت تغير الوضع الراهن للشـركة صـاحبة قعها بشكل أفضل، كما أن مبلغ التغطية ليس بالمبلغ الكبيـر، فـي الحساب ضعيفة ويمكن تو

هذه الحالة يمكن أن يكتفي المصرف بطلب تسبيق على البضائع أو كفالتها من طرف شخص 287.آخر كضمان

ولكن عندما يتعلق األمر باعتماد متوسط األجل أو طويل األجل حيث أجـل التسـديد بعيـد ها تماما، فإن المصرف يمكن أن يلجأ إلى نوع آخر مـن وتطورات المستقبل غير متحكم في

الضمانات يتوافق مع طبيعة االعتماد، ويمكن أن تكون هذه الضمانات متجسدة فـي أشـياء وأهم أنواع هذه الضمانات هـو الـرهن .ملموسة وذات قيمة وتأخذ شكل رهن هذه األشياء

.العقاري الضمانات الشخصية على التعهـد ترتكز 288:الضمانات الشخصية : المطلب الثاني

الذي يقوم به األشخاص والذي بموجبه يعدون بالتسديد عن المدين في حالة عدم قدرته علـى وعلى هذا األساس فالضمان الشخصي ال يمكـن أن .الوفاء بالتزاماته في تاريخ االستحقاق

وفي . لضمان يقوم به المدين شخصيا ،ولكن يتطلب ذلك تدخل شخص ثالث للقيام بدور ا الكفالـة والضـمان :إطار الممارسة ،يمكن أن نميز بين نوعين من الضمانات الشخصـية

.االحتياطي

.165الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،املرجع السابق ،ص:راجع - 287

SURETES PERSONNELLES .-288

الكفالة هي نوع من الضمانات الشخصية التي يلتزم بموجبها شـخص 289: الكـفـالــة -1 معين بتنفيذ التزامات المدين تجاه المصرف إذا لم يستطع الوفاء بهذه اإللتزامات عند حلـول

.آجال االستحقاق ومن الواضح أن الكفالة هي فعل حالي هدفه هو اإلحتياط ضد احتماالت سيئة في المسـتقبل وال يمكن أن يتدخل الكافل بشكل فعلى إال إذا تحققت هذه االحتماالت السيئة و المتمثلة فـي

.عدم تمكن المدين على الوفاء بالتزاماته تجاه المصرف ويتطلـب أن يكـون .كضمان شخصي ينبغي أن يعطي له اهتمام أكبر ونظرا ألهمية الكفالة

وينبغي أن يمس هـذا الوضـوح كـل .ذلك مكتوبا و متضمنا طبيعة اإللتزام بدقة ووضوح :الجوانب األساسية لاللتزام و المتمثلة على وجه الخصوص في العناصر التالية

.موضوع الضمان - .مدة الضمان - )المكفول الشخص (الشخص المدين - .الشخص الكافل - .أهمية وحدود اإللتزام -

ويتمثـل وجـه .ومع كل هذه األهمية ،تبقي الكفالة عبارة عن فعل رضائي ووحيد الجانب الرضائية في أن قبول دور الكافل ال يخضع إلى أي شكل من األشكال القانونية و المألوفـة

في أن اتفاق الكفالة ال يحرر إال في نسخة كما أن عنصر أحادية الجانب في اإللتزام ينعكس . .واحدة

ومن جهة أخرى ،ونظرا ألهمية موضوع الكفالة ،تجبر األنظمة المختلفة المصـارف علـى ويمكـن .ضرورة إعالم المدين بمبلغ الدين محل اإللتزام وآجاله وذلك خالل كل فترة معينة

ومن الواضح أن مثل هذا .ذا األمر أن تسلط بعض العقوبات على المصارف التي ال تلتزم به اإلجراء يهدف إلى تفادي الكثير من المنازعات الناجمة عن سؤ التفاهم بـين المصـارف و

290.الكفالء

CAUTIONNEMENT.-289

.168الطاهر لطرش ،املرجع السابق،ص:انظر - 290

يعتبر الضمان االحتياطي من بين الضـمانات الشخصـية علـى 291: الضمان االحتياطي -2 .االعتمادات

يتعهد بموجبه على تسديد مبلغ ويمكن تعريفه على أنه التزام مكتوب من طرف شخص معين .ورقة تجارية أو جزء منه في حالة عدم قدرة أحد الموقعين عليها على التسديد

وبناء على هذا التعريف،يمكن استنتاج أن الضمان االحتياطي هو شكل من أشـكال الكفالـة .،ويختلف عنها في كونه يطبق فقط في حالة الديون المرتبطة باألوراق التجارية

األوراق التجارية التي يمكن أن يسري عليها هذا النوع من الضمان تتمثل في ثالث أوراق ووالهدف من هذه العملية هو ضمان تحصيل الورقـة .السند ألمر ،السفتجة و الشيكات :هي

وعليه ،فإن هذا الضمان يمكن أن يقدم من طرف الغير أو حتى مـن .في تاريخ االستحقاق 292".ضامن الوفاء "ويسمى هذا الشخص .على الورقة طرف أحد الموقعين

فالضمان اإلحتياطي هو التزام :كما يختلف الضمان اإلحتياطي عن الكفالة في وجهين آخرين والسبب في ذلك هو أن .تجاري بالدرجة األولى حتى ولو كان مانح الضمان غير تاجرويتمثـل وجـه .مليات تجارية العمليات التي تهدف األوراق محل الضمان إلى إثباتها هي ع

االختالف الثاني في أن الضمان اإلحتياطي يكون صحيحا ولو كان اإللتـزام الـذي ضـمنه . باطال ما لم يعتريه عيب في الشكل

293:الضمانات الحقيقية :المطلب الثالث على خالف الضمانات الشخصية ،ترتكز الضمانات الحقيقية على موضوع الشـيء المقـدم

عقارات، ــن السلع و التجهيزات وال ــوتتمثل هذه الضمانات في قائمة واسعة م .مان للضوتعطي هذه األشياء على سبيل الرهن ،وليس تحويل الملكية ،وذلك من .يصعب تحديدها هنا

ويمكن للمصرف أن يقوم ببيع هذه األشياء عنـد التأكـد مـن .أجل ضمان استرداد القرض في الواقع ،يمكنه إن يشرع في عملية البيع هذه خـالل خمسـة و.استحالة استرداد القرض

. يوما ابتداء من تاريخ القيام بتبليغ عاد للمدين ) 15(عشر ونظرا لكثرة األشياء التي يمكن أن تكون محال للضمان ، يستحيل عمليـا التعـرض إليهـا

ووفقا للقانون .تجانسة ولذلك،نقوم بدراسة هذه األشياء مصنفة إلى مجموعات كبيرة م .منفردة .الرهن الحيازي والرهن العقاري :التجاري الجزائري ،يمكن أن يأخذ الضمان أحد شكلين

AVAL .-291

.409املادة –،املتضمن القانون التجاري 1975 سبتمري26املؤرخ يف 59-75األمر رقم - 292SURETES REELLES.-293

294:الرهن الحيازي -1الرهن الحيـازي لـألدوات والمعـدات :في مجال الرهن الحيازي ،نجد أنفسنا أمام نوعين .الخاصة بالتجهيز والرهن الحيازي للمحل التجاري

يسري هـذا النـوع مـن الـرهن :الرهن الحيازي لألدوات والمعدات الخاصة بالتجهيز -أويجب على المصرف قبـل أن .الحيازي على األدوات واألثاث ومعدات التجهيز والبضائع

يقوم باإلجراءات القانونية الضرورية أن يتأكد من سالمة هذه المعدات والتجهيـزات ،كمـا البضاعة المرهونة غير قابلة للتلف وأن ال تكون قيمتها معرضـة ينبغي عليه التأكد من أن

.للتغير بفعل تغيرات األسعار من القانون التجاري الجزائري ،تتم الموافقة على الرهن الحيـازي 152وحسب نص المادة

وهـي وإذا وقع هذا العقد للمقـرض ، .أو عرفي يسجل برسم محدد بواسطة عقد رسمي ، .ر الرهن الحيازي حاصال بموجب عقد البيع حالة المصرف ،اعتب

ويقيد عقد الرهن الحيازي بالسجل العمومي الذي يمسك بكتابة المحكمة التي يوجـد بـدائرة

.اختصاصها المحل التجاري وإذا لـم .ويجب أن تتم إجراءات القيد خالل الثالثين يوما التالية لتاريخ إبرام العقد التأسيسي

295. يدخل هذا العقد تحت طائلة البطالن يحترم هذا األجل سوفوال يجوز للمدين أن يبيع األشياء المرتهنة قبل تسديد الديون المستحقة عليه إال بعد موافقـة

وإذا استعصى ذلك ،يمكن للمدين أن يطلب من قاضي األمـور المسـتعجلة .الدائن المرتهن .للمحكمة للفصل في هذا الطلب وذلك كمالذ أخير له

مـن القـانون 167الف ذلك سوف يتعرض إلى العقوبات المنصوص عليها في المادة وإذا خ . التجاري الجزائري

ويمكننا،في حالة الرهن الحيازي ،إن نتعرض إلى نوعين من األصول لهما مميزات خاصـة .وهما القيم المنقولة والسندات التجارية

ويمكن أن تقدم على سبيل الـرهن .لسندات تتمثل القيم المنقولة في األسهم وا :القيم المنقولة - .مقابل قروض مصرفية

NANTISSEMENT.-294

–القانونالتجاري اجلزائري 121و120املادتان -295

وفي هذه الحالة ،يجب أن يثبت الرهن بعقد رسمي ، ويجب أن تقيد هذه العملية على سـبيل 296.الضمان في الدفاتر المذكورة

ويمكن أخيرا أن تقدم مقابل قروض على سبيل الرهن األوراق التجارية :األوراق التجارية -ويحل المصرف محل مدينه في تحصيل هذه األوراق في حالة عـدم . لديون العمالء الممثلة

.قدرة هذا المدين على التسديد في اآلجال المحددة وبصفة عامة ،وفي حالة الرهن الحيازي ،يجوز للمصرف إذا لم يستوفي حقوقه أن يطلـب

و بسعر السوق إذا اقتضى من القاضي الترخيص له ببيع األشياء المرهونة في المزاد العلني أ ويجوز أيضا أن يطلب من القاضي أن يأمر بتمليكه هذه األشياء المرهونة وفاء للدين .الحال

مـن قـانون النقـد 178وتذهب المادة 297.على أن يحسب بيعه بقيمته حسب تقدير الخبراء والقرض في نفس اإلتجاه ،حيث يمكن للمصارف والمؤسسات المالية أن تحصل بناء علـى

عريضة تقدمها لرئيس المحكمة ،بعد مضي خمسة عشر يوما على إنذار المدين بموجب طلب غير قضاءي وبالرغم من كل اعتراض ،على قرار ببيع كل مال مرهـون لصـالحها وتخصيصه مباشرة ودون أية معاملة بناتج البيع تسديد لما يترتب لها من مبالغ كامل الـدين

.صل وفوائده وفوائد التأخير إن حيتكون المحل التجاري من عناصر عديدة ذكرت فـي :الرهن الحيازي للمحل التجاري -ب

ومن بين هذه العناصر نجد على وجه الخصوص .من القانون التجاري الجزائري 119المادة عنوان المحل التجاري و اإلسم التجاري والحق في اإليجار والزبـائن والشـهرة التجاريـة

لمعدات واآلالت وبراءات اإلختراع والـرخص والعالمـات التجاريـة واألثاث التجاري وا ولكن إذا لم يشمل عقد الرهن الحيازي المحل التجـاري .الخ…والرسوم والنماذج الصناعية

وبشكل دقيق وصريح أي العناصر التي تكون محال للرهن ،فإنه في هذه الحالـة ال يكـون . ق في الجازة والزبـائن والشـهرة التجاريـة شامال إال عنوان المحل واإلسم التجاري والح

من قانون النقد و القرض في نفس اإلتجاه ،حيث تنص هذه المادة على انه 177وتذهب المادة يمكن رهن المؤسسة التجارية لصالح المصرف والمؤسسات المالية بموجـب عقـد عرفـي

.ية مسجل حسب األصول ،ويمكن تسجيل الرهن وفقا لألحكام القانونية الساروعليه،يثبت الرهن الحيازي للمحل التجاري أو المؤسسة التجارية بعقد يسجل فـي السـجل

ويـتم هـذا القيـد .العمومي بكتابة المحكمة التي يوجد المحل التجاري بدائرة اختصاصـها

.31املادة –القانون التجاري اجلزائري - 296973القانون املدين اجلزائري املادة - 297

في الثالثين يوما الموالية لتاريخ إبرام العقد التأسيسي وإال فإنه سوف يدخل تحت ) التسجيل ( 298.البطالنطائلة

:299الرهن العقاري : الفرع الثانيالرهن العقاري هو عبارة عن عقد يكتسب بموجبه الدائن حقا عينيا على عقار لوفـاء دينه ،ويمكن له بمقتضاه أن يستوفي دينه من ثمن ذلك العقار في أي يد كان ،متقدما في ذلك

.على الدائنيين التاليين له في المرتبة يتم الرهن إال على العقار الذي يستوفي بعض الشروط التي تعطي للـرهن وفي الحقيقة ،ال

فالعقار ينبغي أن يكون صالحا للتعامل فيه وقابال للبيع في المزاد العلنـي .مضمونه الحقيقي ،كما يجب أن يكون معينا بدقة من حيث طبيعته وموقعه وذلك في عقد الرهن أو فـي عقـد

من 179وتسير المادة .لشروط فإن الرهن يكون باطال وما لم تتوفر هذه ا.رسمي الحق قانون النقد والقرض في نفس اإلتجاه حيث ينشأ رهن قانوني على األموال غيـر المنقولـة العائدة للمدين ويجرى لصالح المصارف والمؤسسات المالية ضمانا لتحصي الديون المترتبة

.لها و لاللتزامات المتخذة تجاهها ظ أن الرهن العقاري يمثل واحدة من أفضل الصيغ التـي تضـمن القـروض ومن هنا نالح

.المصرفية ،نظرا لما يقدمه من ضمانات فعلية ،وما يمثله من قيمة في ذاته وحتى يكون الرهن نافذا ،يجب أن يقيد عقد الرهن أو الحكم المثبت له وفقا لألحكام القانونية

التسجيل من وجوب التجديد خالل ثالثين عامـا التي تطبق على السجل العقاري ،ويعفي هذا كما يشترط أيضا من أجل نفاذ الرهن أن يسلم العقار المرهون إلى الدائن أو إلـي طـرف .

300.ثالث يمكن اإلتفاق بشأنه :وال يمكن ، في الواقع ، أن ينشأ الرهن العقاري إال بثالث طرق

ي هذا الرهن تبعا الرادة التعاقد ما بـين الرهن الناشئ بعقد رسمي أو الرهن اإلتفاقي ،ويأت - .األطراف المعنية والتي تملك القدرة و الحق في التصرف في هذه العقارات

.الرهن الناشئ بمقتضى القانون ،وهو ينشأ تبعا ألحكام قانونية موجودة - .الرهن الناشئ بحكم قضائي ،وهو الرهن الذي ينشأ تبعا ألمر من القاضي -

.171الطاهر لطرش ،املرجع السابق ،ص:انظر - 298

299 -HYPOTHÈQUE. .172املرجع السابق ،ص:الطاهر لطرش:انظر - 300

وهذه األنواع تم ذكرهـا بـنص .الرهن العقاري لضمان عدة أنواع الحسابات ويمكن إنشاء :وهي من القانون المدني الجزائري ،891المادة

.ديون معلقة أو شرطية - .ديون مستقبلية - .ديون احتمالية الوقوع - .قروض مفتوحة - .الحساب الجاري -

،فإنه يمكن للدائن وبعد تنبيـه المـدين وإذا حل أجل استحقاق الدين ولم يقم المدين بالتسديد بضرورة الوفاء بالديون المستحقة عليه ،أن يقوم بنزع ملكية العقار منه ،ويطلب بيعـه فـي

ويتم مثل هذا األمر دائما في حالة مـا إذا كـان .اآلجال وفقا لألشكال واإلجراءات القانونية 301.العقار ملكا للمدين

: ية للحساب الجاريالضمانات الذات: المطلب الرابع تنبع الضمانات الذاتية للحساب الجاري إما من مركز قانوني متميز أو مـن مركـز عقـدي

متميز، وتقضي بأن يستفيد الدائن من وضع يساعده على الحصول على حقـه فـي سـهولة الـدائن مركـزا وقد يكتسب . ويسر بالرغم من كونه دائنا عاديا وليس صاحب تأمين خاص

متميزا يقيه من مخاطر عدم إستيفاء حقه أو قد يحقق له استفادة من إرتباطه مـع الطـرف 302.اآلخر بعقد حساب جاري

وإذا كان الحساب الجاري يحقق ضمانات ذاتية من خالل اإلتفاق أو من خالل قواعد تشغيله، وتتنـازع عـدة مبـادئ فإنه يحقق كذلك ضمانات في حالة إفالس أحد طرفيه؛ إذ تتعارض

قانونية في هذا الشأن، فتقف مبادئ الحساب الجاري في مواجهة أحكـام اإلفـالس اآلمـرة . والمتعلقة بالنظام العام

ويرجع السبب في كثرة الضمانات التي يقدمها الحساب الجاري إلى أنه لـيس عقـدا عاديـا أي يضـع Contrat-Cadreكالعقود الموجودة في نظرية اإللتزامات، ولكنه عقدا نظـامي

إطارا لعالقات الطرفين المستقبلية، بما يجعله بمثابة قانون يحكم عالقات الطرفين، ويجمـع . بين المراكز قانونيا والمراكز العقدية المتميزة

.172املرجع السابق ،ص:الطاهر لطرش:انظر - 301

.385رجع السابق ،صمسري عبد العليم حممد حسن ،امل:انظر - 302

.وأبرز الضمانات الذاتية للحساب الجاري هي تلك التي تظهر خالل فترة الريبة I- ةالتمسك بنفاذ مدفوعات فترة الريب:

أن يحتج على جماعة الدائنين بنفـاذ مـدفوعات ) وهو غالبا مصرف (للطرف غير المفلس العميل التي قدمها أثناء فترة الريبة التي تسبق شهر إفالسه، ومن ثم ال يجب على المصرف رد هذه المدفوعات إلى جماعة الدائنين، ألنها ال تخضع للبطالن الخاص بالتصرفات التـي

رة، ففي الحالة التي يكون فيها الحساب مقفال حكما، إما بسبب فقد عنصـريه تقع في هذه الفت اإليرادي والمادي، أو فقد أحدهما، فإنه يجب لتقرير صحة أو بطالن مدفوعات العميـل أن ننظر إلى رصيد الحساب عند إلقاء مدفوعات العميل أثناء فترة الريبة، فإذا الرصـيد مـدينا

فإن هذه المدفوعات تخضع للبطالن الجوازي، حيث أنهـا تمثـل على عاتق العميل الدافع، وفاءا بالرصيد المدين الموجود وقت إلقاءها بوصفه رصيدا نهائيا لحسـاب جـاري مقفـول

حكما، وتعد مدفوعات العميل وفاءا بدين حال أثناء فترة الريبة، مما يجعلها تقع تحت طائلة . عن الدفع ) العميل(س يعلم وقتها بتوقف المدين البطالن الجوازي إذا كان الطرف غير المفل

أما إذا كان رصيد الحساب دائنا لصالح العميل الدافع أثناء تلك الفترة ، فإن هذه المـدفوعات يجب أن تخضع للبطالن الو جوبي بإعتبارها من قبيل التبرع، ألن الحساب مقفول حكما، قد

. أظهر رصيدا دائنا لصالح الدافع ال طرفيه، ـن الحساب يسير سيرا طبيعيا أثناء فترة الريبة ويستقبل مدفوعات من ك أما إذا كا

لذلك يكون للطرف غير المفلس اإلحتجاج بنفاذ المدفوعات العميل على جماعة الدائنين، ألن مدفوعات الحساب الجاري ال تعد هنا من قبيل الوفاء، ومن ثم ال يطبق عليها أحكام بطـالن

ويحتج بنفاذ هذه المدفوعات سواء كان الرصيد عند إلقائها دائنا . ترة الريبة الوفاء الخاصة بف أو مدينا على عاتق الطرف الدافع، وبصرف النظر عن علم المصرف أو عدم علمه بتوقـف عميله عن دفع ديونه التجارية، ألن الفرض أن الحساب يعمل بصورة طبيعية إلى حين قفلـه

كتسب المصرف ضمانة ومركزا متميزا من خالل تمسكه بنفاذ وبتطبيق هذا الحل ي . باإلفالسمدفوعات العميل في مواجهة جماعة الدائنين، وعدم جواز إلزامه برد هذه المدفوعات التـي

303.دخلت الحساب خالل هذه الفترة إلى تفليسة العميل

. 389مسري عبد العليم حممد حسن ،املرجع السابق ،ص:انظر - 303

انقضاء و تصفية الحساب الجاري :الفصل الثانيساب الجاري محدد المدة فإنه يتعين قفله و تصفيته عند انقضاء هـذه إذا كان عقد الح

المدة، إال أنه ليس هناك ما يمنع الطرفين من إنهاء الحساب قبل انقضاء مدته أو على مـد .الحساب مرة أخرى

لب قفله ــأما إذا كان عقد الحساب الجاري غير محدد المدة فإنه يجوز ألي من الطرفين ط نما يشترط في هذه الحالة أن يقوم بإخطار الطرف اآلخـر بقفـل الحسـاب و تصفيته، و إ

.الجاري

ـ اة ـو للحساب الجاري طابع شخصي، كسائر العمليات المصـرفية، و بالتـالي تـؤدي وف .العميل، و إفالسه أو إعساره أو الحجر عليه إلى قفل الحساب

ن إجراء أية قيود فيه، بـل و يترتب على قفل الحساب الجاري أنه ال يجوز ألي من الطرفي .تتم تصفية الحساب الجاري باستظهار رصيده النهائي

تلك الواردة في جانب األصول، و تلك الواردة في جانب : فيتم جمع كل المفردات الواردة فيه الخصوم، و تتقاص هذه المفردات فيما بينها ، بمعنى أن يتم طرح الرقم األصغر من الـرقم

وى رصيد نهائي سواء كان دائنا أو مـدينا بالنسـبة ألي طـرف مـن األكبر، فال يبقى س 304 .الطرفين

.اإلقفال النهائي للحساب الجاري: المبحث األول

.194 هاين دويدار، مرجع سابق، ص-304

.اإلفالس و الحساب الجاري: المبحث الثاني

.مراجعة و تصحيح الحساب: المبحث الثالث

.إيقاف الحساب الجاري: المبحث الرابع

و تصحيحهالجاري مراجعة الحساب : ألولالمبحث ا

إن مراجعة الحساب، هي البحث في الحساب بأكمله إلعادة تحرير حساب جديد طبقا لعناصر جديدة دون اعتبار البيانات التي كانت أساسا للحساب القديم، أما التصحيح فهو عملية

ـ مـن ا بذاتـه محدودة تنصب فقط على بعض المفردات الواردة في الحساب الذي يبقى قائم :خالل المطالب التالية

.مفهوم مبدأ مراجعة الحساب ونطاق حظره : المطلب األول .أسباب طلب التصحيح ودعواه : المطلب الثاني مبدأ مراجعة الحساب مفهوم: المطلب األول

سنتناولها من خالل التعرض لمفهومه من جهة وكذا نطاق حظر المراجعة من جهـة :أخرى في فرعين

.مفهوم مبدأ المراجعة : لفرع األول ا .نطاق حظر مراجعة الحساب : الفرع الثاني :مفهوم مبدأ المراجعة : الفرع األول

هـو البحـث فـي الحسـاب Révision المقصود بإعـادة النظـر أو المراجعـة أكمله، و إعادة تحرير حساب جديد طبقا لعناصر جديدة، دون اعتبار للبيانات التـي ــــب

ت أساسا للحساب القديم المطلوب مراجعته أو لبعضها، هذه العملية هـي التـي يـرفض كانفهو Redressement القضاء قبولها بالنسبة للحساب الذي تمت تسويته نهائيا، أما التصحيح

ذاته، ـــــعملية محدودة تنصب فقط على بعض المفردات الواردة بالحساب الذي يظل ب .فرداتهو ينصب التصحيح على بعض م

إذا تمت تسوية الحساب و قبله طرفاه صراحة أو ضمنا ال يجـوز إعـادة النظـر و ذلك تطبيقا لقاعـدة احتـرام . يه، و سواء كانت التسوية رضائية أو بطريق القضاء ــف

االتفاق على هذه التسوية في الحالة األولى، و احترام قوة الشيء المقضي فيه فـي الحالـة ا الحكم أيا كان الطرف الذي يطلبه مراجعة الحساب، و قد استقر الرأي الثانية، و ينطبق هذ

فقها و قضاء على هذا المعنى، و قد تضمنت بعض نصوص قانون المرافعات الفرنسي هذه .القاعدة و طبقها القضاء في مصر دون نص مستوحيا المبادئ المستقرة في القضاء الفرنسي

لحسابنطاق حظر مراجعة ا : الثانيفرعال

اب، ــو يتحدد نطاق المبدأ المتقدم بقيدين، فيجب أوال تحديد المقصود بمراجعة الحس فهذه المراجعة وحدها هي المقصودة بالحظر دون غيرها من صور النظر فـي الحسـاب، كذلك ال يتمتع كل حساب بعد تسويته بهذه القوة التي تحول دون إعادة النظر فيه بل ال يتمتع

.اب الذي تتوافر فيه شروط معينةبذلك إال الحس

و يالحظ أن الفرق بين مجرد التصحيح و المراجعة، ليس في الكمية أي فـي قـدر النتيجة المترتبة على العملية بل في طبيعة اإلجراء المطلوب أي من حيث العنصر المطلوب

.تعديله و سبب التعديل

هو الحساب الختامي المقفول بصـفة أما الحساب الذي تمتنع إعادة النظر فيه أو مراجعته، ف نهائية و الذي يكون إقفاله أو تسويته ملزما لطرفيه، إما باتفاقهما نتيجة فحص واردة مستنيرة و إما بحكم القضاء، فإذا كان إقفاله غير نهائي جازت مراجعته، و لـذلك تجـوز مراجعـة

قفال نهائيا، ما لم يعتبر كذلك اإلقفال الدوري الذي يرسله المصرف لعمالئه، إذ ال يعد هذا اإل بسبب قبوله من جانب الطرفين، كذلك تجوز مراجعة المخالصات البسـيطة التـي تتضـمن

305 .نتيجة الحساب إذا لم تتضمن عناصره

. 462علي مجال الدين عوض، مرجع سابق، ص - 305

أسباب طلب التصحيح :المطلب الثالث

رفيه، إن الحساب الذي ال تجوز مراجعته، هو الحساب المقفول بصفة نهائية ملزمة لط سواء كان الحساب مدينا أو تجاريا، و مع ذلك فهذا الحساب يجوز فـي كـل وقـت طلـب

. ونتعرض ألسباب تصحيح الحساب في فرع ودعوى التصحيح فـي فرع ثاني تصحيحه .أسباب طلب التصحيح : الفرع األول .دعوى التصحيح : الفرع الثاني أسباب طلب التصحيح : الفرع األول

من قـانون 541بل التصحيح إال إذا استند إلى أسباب معينة نصت عليها المادة و ال يق لط، ـــــ، و أخذ بها القضاء المصري، و هي الغ )المجموعة القديمة (المرافعات الفرنسي

و الترك، و التزوير، و االستعمال المزدوج، و يرجع الشراح هذه الصورة المتعـددة إلـى رك و االسـتعمال ــله، فالتــمن قبـ الحساب أو مأصل واحد هو غلط صادر من محرر

المزدوج ال يخرجان عن معنى الغلط، و التزوير هو استخدام وسيلة خارجة عن الحساب في .تحريره ترتب عليها خلق الغلط لدى طرفيه أو لدى المحكمة

و ال يشترط في الغلط الذي يجيز طلب التصحيح أن يكون حسابيا، بل يجوز تصحيح بسبب غلط مادي كالغلط الذي يكتشف عند تسوية الحساب و الوارد على مفرد معين الحساب

.بسبب ظهور مستندات جديدة بعد التسوية النهائية

و يلزم لقبول طلب التصحيح أن يكون الغلط المدعى ماديا، أما الغلط القـانوني فـال زوير ــالترك و الت الغلط و _و مع أن هذه األسباب األربعة . ينهض سببا لتصحيح الحساب

توسع القضـاء و قبـل دعـوى قد وردت على سبيل الحصر، فقد_ و االستعمال المزدوجالتصحيح في حاالت لم يكن فيها غلط مادي، من ذلك ما يفهم ضمنا مـن محكمـة الـنقض

التي أجازت تصحيح الحساب إذا صدر تشريع يبطـل 1929 نوفمبر سنة 19الفرنسية في .دخل الحساب صحيحا أو ينقص من القدر الذي قيد بهالدين األصلي الذي

و يالحظ أخيرا أن طلب التصحيح يكون مقبوال إذا كان المدفوع في الحسـاب قائمـا على سبب غير مشروع، تماشيا مع فكرة القضاء الذي يخفف من األثر التجديدي للحسـاب

و مثال . مثله في الحسابالجاري باإلبقاء على العالقة بين الدين األصلي و المفرد الذي ي

المفردات المتعلقة بالفوائد تزيـد علـى ذلك ما حكم به من إجازة تصحيح الحساب إذا كانت .الحد األقصى المقرر قانونا و تتضمن بذلك فوائد ربوية

دعوى التصحيح : المطلب الرابع

اب رفي الحس ـن ط ـإذا قام سبب من األسباب التي تبرر طلب التصحيح، كان لكل م و يشترط القضاء . و للورثة اللجوء إلى المحكمة حتى و لو كان قد قبل الحساب بال تحفظ

األول، أن تحدد فيه علـى وجـه الدقـة المفـردات المطلـوب : لقبول هذا الطلب شرطين تصحيحها، و الثاني أن يقدم مع الطلب كافة المستندات التي تؤيده لتستطيع المحكمـة بحـث

.جدية الطلب

تقبل دعوى التصحيح إذا كانت تسوية الحساب قد تمت باتفـاق يعتبـر صـلحا بـين و ال يه، ألن الصلح يحسم كل نزاع على الحساب فيما بعد، و كذلك ال يقبل طلب التصحيح ـطرف

306إذا كانت الدعوى قد سقطت بمضي خمس عشرة سنة تبدأ من وقت استالم كشف الحساب سـنوات مـن 5، القانون العراقي 400صفية المادة في القانون السوري ستة أشهر من الت (

شهور من تسلم نسخة الحساب التي ترسل 6، و هي 246التاريخ المعين لقفل الحساب المادة .209بالبريد المسجل في القانون الليبي المادة

.1999 لسنة 17 قانون التجارة اجلديد رقم 376و أشارت إليه املادة . 405 أنظر عبد الفتاح مراد، مرجع سابق، ص - 306

و للمحكمة أن تندب خبيرا تحدد له العناصر التي يفحصها و لها أن تتولى الفحـص قضت المحكمة بالتصحيح أعتبر الحق الذي ألغى المفرد المقابل له كأنه لـم بنفسها؛ و متى

يكن موجودا على اإلطالق، فإذا كان المطلوب هو إدخال حق في الحساب، أعتبر هذا الحق كأنه كان موجودا منذ الوقت الذي كان يجب دخوله فيه، و لذلك تجب إعادة حساب الفوائـد

.على أساس الوضع الجديد

الجاريإيقاف الحساب: ثاني المبحث ال

إن األصل في الحساب الجاري، أن يستمر مفتوحا، وفي حالـة حركـة دائمـة دون والمقصود من ذلك هـو انقطاع إلى وقت إقفاله، ومع ذلك فإنه يوقف في أثناء فترة سريانه

ن خـالل وذلك م . حيث الدائنية والمديونية عمل ميزان مؤقت يكشف عن مركز طرفيه من التعرض لمفهوم إيقاف الحساب وكذا كيفية حصول الوقف الدوري ومن ثمة آثـار الوقـف

.الدوري .مفهوم إيقاف الحساب الجاري : المطلب األول .كيفية حصول الوقف الدوري للحساب الجاري : المطلب الثاني . آثار الوقف الدوري للحساب الجاري : المطلب الثالث

الجاريفهوم إيقاف الحسابم: المطلب األول

ت و ــين وقــحظة بـاب لـي الحسـيقصد بإيقاف الحساب الجاري، توقف طرف ر، لالنتهاء من مفردات فترة سابقة و تصفيتها، لمعرفة من هو الدائن و من هو المدين، ـآخ

.في نهاية ذلك المطاف، و ثم تبدأ مرحلة جديدة بعد ذلك التاريخ

وقات التي يتم إيقاف الحساب وتصفيته المؤقتة، فإذا لـم يـنص يحدد االتفاق عادة األ االتفاق على ذلك ولم يوجد عرف محلي، بتحديد هذه األوقات، فإن القانون ذهب لي جعـل

ذلك في نهاية كل ستة أشهر، وتعمد المصاريف، في أغلب األحيان، إلى إيقاف الحساب فـي . جانفي من كل سنة31 جوان و30

يوقف الحسـاب " من قانون التجارة يقولها 400ت عليه لفقرة األولى من المادة هذا ما نص آجال االستحقاق المعينة بمقتضى العقد ولحسب العرف المحلي و األوفق نهايـة ويصفي في

."كل ستة أشهر

لكن على خالف ذلك، أجيز للمصاريف بإيقاف الحساب بالنسبة لها كل ثالثة أشهر إذا كـان . للمصرف ومدينا للعميلالرصيد دائنا

وحده الذي يحدد حالة العالقات القانونية بين الطرفين، وهو الذي " وإيقاف الحساب هو قرض واقتراض وهو الذي يعين الدائن تنشأ عنه المقاصة اإلجمالية لجميع بنود الحساب من

رزق هللاغير أن إيقاف الحساب ال يعني، في رأي األستاذ) قانون تجاري399/2"( والمدين ، فإن ذلك ال يعطي المصرف حق التنفيذ فإذا كان الرصيد المؤقت مدينا ؛307أنطاكي انتهاؤهالتي قدمها له العميل لضمان وفاء الرصيد النهـائي، ألن الضـمانة تكـون على الضمانات

.، ال لصالح الرصيد المؤقت لصالح هذا الرصيد النهائي

، تقابله من قانون التجارة السوري 400/2وسبب هذا الخالف، ناشئ عن نص المادة . من قانون التجارة للبناني305المادة

له، ــفاألصل أن يستمر الحساب مفتوحا، وفي حالة الحركة دون انقطاع إلى وقت قف ومع ذلك فإن إيقاف حركته لحظة واحدة، تكفي لعمل ميزان مؤقت يكشف عن مركز طرفيه

يقوم البنك بهذا اإليقاف من تلقاء نفسه بناء على اتفاق أو على من حيث الدائنة والمديونية، و 308.العادة أو بناء على طلب العميل

للحساب الجاريكيفية حصول الوقف الدوري: المطلب الثاني

: من قانون التجارة فإن الوقف الدوري يتم على النحو التالي113/1باالستناد إلى نص المادة

. بين العميل و المصرف بموجب عقد فتح الحساب الجاريبناء على اتفاق مسبق يتم .1

يتم اإليقاف بحسب األعراف المحلية المتبعة بين المصارف، و التـي تعتبـر اتفاقـا .2 .ضمنيا، و هذا في حال انتفاء االتفاق المسبق

.176 أنظر رزق اهللا أنطاكي، مرجع سابق، ص - 307 .201 ص 1992احلساب اجلاري يف القانون املقارن، منشورات البحر املتوسط، بريوت،: إلياس ناصف- 308

إذا لم يكن هناك اتفاق مسبق بين األطراف أو عرف مصرفي متبع، فإنه يتم وقـف .3تة أشهر، و مما تجدر اإلشارة إليه إن مـدة الشـهور السـتة الحساب الجاري كل س

.المذكورة في النص ليست من النظام العام، و لذلك ال تعتبر إلزامية

و قد جرى التعامل المصرفي على استخراج الرصيد المؤقت للحساب الجاري بعد كل ط به، و ــــبعملية قيدت فيه، و ذلك من أجل معرفة حالة هذا الحساب و االئتمان المرت

.التأكد من عدم تجاوز العميل للحد األقصى المتفق عليه

وان ــكما تقوم المصارف عادة بوقف الرصيد المؤقت للحساب الجاري في نهاية ج و ديسمبر من كل عام، و ترسل كشفا بذلك إلى العميل يوضح حركة الحسـاب و وضـعه

ترة زمنية معينة و إال يعتبر موافقا على النهائي ليطلع العميل عليه، و يبدي اعتراضه خالل ف .ما جاء فيه

و في التعامل، تتضمن الكشوفات التي ترسلها المصارف إلى عمالئها بنـدا يفيـد أن عـدم عليها خالل مدة معينة يفيد موافقتهم، و هذا الشرط صحيح و يرتب أثره متـى اعتراضهم

ـ م يكـن هنـاك مـا يمنعـه مـن كانت المدة المحددة العتـراض العميـل معقولـة و لراض، حتى أن بعض الفقهاء يسلم بوجود هذا الشرط و لو لم يـرد ذكـره فـي ـــاالعت

.الكشوف على اعتبار أنه أصبح له صفة العرف

آثار الوقف الدوري للحساب الجاري: المطلب الثالث

ويرتب القطع آثارا متعددة، فهـو شـرط إلمكـان تأجيـل الفوائـد إلـى األصـل الكشف الـذي يرسـله ا، لتقاضي عمولته ويختلف هذا القطع المؤقت من مجردــهوتجميد

البنك إلى عميله كل يوم أو كل أسبوع مثال، إذ يعد هذا الكشف مجرد جدول حسابي عـديم كما يختلف عن قفل النهائي للحساب، إذ يستمر الحساب بعد القطع في العمـل بـين . األثر

.أطرافه

اب الجاري ال يعني ختامه، إال في حال عدم متابعة المعاملة و عدم إن التوقف المؤقت للحس نقل الرصيد، و المقصود من الوقف هو إعطاء كل من الطرفين فكرة عن سـير الحسـاب

:حسابه، و يترتب على الوقف المؤقت عدة آثار منها

يستحق المصرف عمولته عن الفترة الممتدة بين وقفي حساب، بحيث أصبح من حقه أن .1 .درجها في الحسابي

إن وقف الحساب هو عبارة عن إنهاء لمرحلة من حياة الحساب الجاري، لذلك فإن القبول .2بالرصيد هو قبول نهائي ال تجوز المناقشة به ثانية،وال فرق في ذلك، سواء أكـان القبـول

.صريحا أم ضمنيا

سـحب يستطيع عميل المصرف أن يتصرف برصيده الدائن، فمثال يتمكن العميل مـن .3 .شيكات أو سندات سحب على رصيده المؤقت الدائن، معتمدا على ناتج هذا القطع

يتم احتساب الفوائد لمصلحة الفريق الدائن، الذي يحق له أن يتقاضى فوائد عن كل دفعة .4ما يتفق ـــتدخل في الحساب على أساس المعدل المتفق عليه، و إال فالمعدل القانوني، و ب

.حسابو مقتضى عقد فتح ال

يستطيع المصرف أن يعلم فيما إذا كان العميل قد تجاوز حد االعتماد المفتوح له و ذلـك .5 .قبل إيقاف الحساب بصورة نهائية

ولما كان المصرف هو الذي يمسك الحساب ويحرر مستخرجاته ويرسلها إلى العميل طالبـا رضا المصرف ومتـى موافقته فإن النظر ينصرف في المقام األول إلى رضا العميل ال إلى

.كان رضا العميل صريحا فال صعوبة

ت، فلم يوافق ولم يعترض، وهو ما يحدث غالبا فإنه يتلقى المستخرج مولكن إذا سك وال يعني بالرد رغم أن المصرف يطلب إليه أن يرد بالموافقة أو باالعتراض، فماذا تكـون

قيمة هذا السكوت ؟

وبمجرد النظر إليه ا لما ورد في هذا المسـتخرج األصل أن السكوت ال يعتبر قبوال و ألن السـكوت ال يعتبـر قبـوال إال الدوري، الذي ال يتضمن سوى بيانات غير تفصيلية،

أنه لما كان اإلثبات العرف إستثناء إذا كان تحيط به ظروف مالبسة تفيد ذلك ، ولكن الرأي .ه الحالة قد يفهم من سكوته الموافقةحرا في المسائل التجارية فإن التاجر الذي سكت في هذ

كثيرا ما ينص في عقود فتح الحساب الجاري أو فتح اعتماد مصحوب بحساب جار علـى -أن يرسل المصرف إلى طرف اآلخر في مواعيد معينة ،كشفا بمركـز الحسـاب وأن هـذا

مدة معينة الكشف يعتبر مقبوال ومعتمد نهائيا من العميل المرسل إليه إذا مضى على إرساله .دون أن يرسل العميل مالحظاته مكتوبة ومشفوعة ببيان أسبابها وقد حكم بصحة هذا الشرط

309

.177 أنظر رزق اهللا أنطاكي، مرجع سابق، ص- 309

الحساب الجاري واإلفالس : لثالمبحث الثا

رغم أن اإلفالس سبب من أسباب االنقضاء الجبري للحساب الجاري ،إال أننـا أفردنـا لـه بشكل خاص يسـتدعي تنعكس على عناصر الحساب الجاري مبحثا خاصا نظرا آلثاره التي

:منا الوقوف عنده وذلك من خالل المطالب التالية .حكم المدفوعات الحاصلة في فترة الريبة : المطلب األول .موقف القضاء : المطلب الثاني .إجراء المقاصة في الحساب الجاري بعد شهر اإلفالس : المطلب الثالث

حكم المدفوعات الحاصلة في الفترة الريبة: المطلب األول

تقتضي الفكرة التقليدية المستقرة للحسـاب الجـاري، أن المـدفوع فـي الحسـاب اري، ال يعتبر وفاء، وذلك تطبيقا لمبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري، والمدفوع ال يمكن ـالج

لخاصة بإبطـال الوفـاء التوصل إلى إبطاله إذا وقع في فترة الريبة ،و أريد تطبيق األحكام ا .استقر القضاء على هذا المعنى دون تحفظ مدة طويلة وأقره الفقه وقد.الحاصل في هذه الفترة

محكمة النقض الفرنسية حادت عن هذا المعنى أنتطور القضاء في ذلك ،حيث لكنبـار المفلس في الفترة الريبة، فقالت أنه وأن لم يمكـن اعت بعض الشيء بالنسبة للمدفوع من

ـ ـ ـالقيد في الجانب المدين وفاء فإن ذلك مشروط بأن يكون هـذا القيـد مم دفوع ـثال لمقي، صادق، تم بأمانة، وفي حدود ما توقعه عقد الحساب الجاري بحسب االتفاق ولذلك ـحقي

يمكن أبطال القيد، إذا كان القصد منه وضع القابض في مركز ممتاز ،وبهذا تكون محكمـة

مكنت مع النظريـة التقليديـة في تماسك الحسـاب، ألنهـا ال تسـمح النقض الفرنسية قد للقاضي أن يبحث في نوايا عميل الطرف المفلس وعما إذا قصد اإلفالت من قاعدة المساواة

310 .بين الدائنين

كان القضاء مستقرا على أنه ال محل لبحث ما إذا كان يمكن إخضاع التأمينات التـي اء فترة الريبة، ضمانا للرصيد لألحكام الخاصة ببطالن التصرفات كان المفلس قد قررها أثن

الواقعة في هذه الفترة ،وذلك تأسيسا على ما قضى به مبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري، من

أنه قبل قفل الحساب ليس هناك دين مستحق ،وبذلك ال يعتبر التأمين المقرر في هذه الفتـرة .ابق عليهأنه تأمينا مقررا لضمان دين س

وقد كان هذا القضاء وسيلة أمام المدين الذي ساءت أحواله تمكنه من محاباة بعـض دائينـه فترة الريبة ضـمانا لـدين الذي يكون بينه وبينهم حساب جار، فكان يرتب لهم تأمينات أثناء

الرصيد وهو مطمئن إلى قواعد بطالن التأمين الالحق لنشوء الدين من هذه التأمينـات وال 311 .يبطلها البطالن الو جوبي وإن كانت هذه التأمينات تتعرض للبطالن الجوازي

و قد أحست محكمة النقض الفرنسية بما في هذا الحكم من إرهاق للمدلول مبدأ عـدم .تجزئة الحساب الجاري وما فيه من تضحية بمصالح جماعة الدائنين، فبدأت تخفف من حدته

عن الدفع أن أمتنع المصرف عن أن ينفذ اتفـاق الحسـاب فقضت أنه إذا حدث بعد التوقف الجاري تنفيذه المعتاد، وأن هذا الحساب كان في الواقع قـد قفـل، وأنـه بمجـرد أن علـم

المتفق بينهما على أن تـدفع بسفاتجه امتنع عن الوفاء له بتوقف العميل عن الدفع المصرف، ورفض إعطاءه قرضا جديدا، ولـم وحرر ضده البروتستو ) الموطنة لديه (لدى المصرف

يفعل سوى استرداد ما قدمه والحصول على ضمانات لذلك، فإن المـدفوعات التـي قـدمها العميل لم تكن تهدف إال إلى انقضاء حق موجود للمصرف فعال أو إلى ضمان انقضاء هـذا

رصـيده الحق، وذلك بدال من أن تدخل حسابا جاريا بالفعل وتصبح من العناصر التي تكون النهائي والمفروض أن يكون رصيدا مستقبال عبر مؤكد دون أن يكون خروجا على مبدأ عدم

312.تجزئة الحساب الجاري

310 _ Joseph Hamel, Op Cit, PP 279, P 475. 311 _ Joseph Hamel, Op Cit, PP282, P481.

.472راجع علي مجال الدين عوض، املرجع السابق،- 312

موقف القضاء: المطلب الثاني

بخصوص استخراج مفرد من الحساب بقصد تخليصه من القواعـد قررت المحكمة موضوع أن يستخرج مـن الرصـيد لقاضي ال أن العامة للحساب ولضمان الخاص بالرصيد،

مفردا بعينه، وأن ال يخالف مبدأ عدم التجزئة ألنه من الممكن إبطال رهن خاص بجزء مـن :الرصيد يمثل الدين السابق على إنشائه لذلك أصدرت حكمين

منهما أنه نشأ التأمين في فترة الريبة وجبت التفرقة من مبلغ الرصيد بـين جـزء -: األولأمين، ـــوقت تقرر التأمين بالنسبة له باطال وجوبا ألن الدين سابق على الت الدين الموجود

وبين الجزء الالحق على التأمين ويكون التأمين صحيحا بالنسبة له فقط، وهـذا يفتـرض أن .يسير طبيعيا وتتأرجح فيه صفة الدائنية والمديونية بين طرفيه الحساب

دين سابق إذا تقرر في فترة الريبة ضـمانا إبطال التأمين بوصفه تأمينا عن -:الثانيلرصيد مدين من حساب جار ظل مدينا كما هو في وقت قفل الحساب دون أن يحدث تغييـر في مركز الطرفين، مما استنتجت معه المحكمة أن الحساب قد قفل في الواقـع وأن التـأمين

313.قصد به حماية هذا الدين الذي انتهى إليه الحساب

. بحل جديـد 1971-1970مة النقض الفرنسية للمسألة بحكمين في ثم تعرضت محك واقعي، ينظر إلى إرادة طرفي الحسـاب الجـاري ويحترمهـا دون تهـرب مسـتتر وراء

يعتبر بالضرورة غير نافذ على جماعة الدائنتين في حدود االفتراض، وقررت أن التأمين اللتأمين، كما قالت أن التأمين قد ينفذ وقـد الرصيد المؤقت الدين ،الذي كان قائما وقت إنشاء ا

313 _ Joseph Hamel, Op Cit, PP 283, P 485.

ال ينفذ، بل هو عقد ينفذ عليها إذا أثبت المصرف وجود دين معاصـر أو الحـق إلنشـاء هذه هي القاعدة الجديدة ولكن كيف يقيم المصرف الدليل علي وجود هذا الدين ؟314 .التأمين

موجود وقت إنشـاء التـأمين األولى مقارنة الرصيد المؤقت ال : كان أمام المحكمة طريقتان بالرصيد المدين النهائي المستخرج عند قفل الحساب، والقول أن التأمين ال يكون نافذا إال في

.حدود الزيادة في الرصيد المدين التي طرأت إنشاء التأمين

لى أما الطريقة الثانية فال تكتفي فيها بهذه المقارنة الرقمية الحسابية، بل ينظر يعمق وواقعية إ العمليات التي طرأت وقيدت في الحساب بعد إنشاء التأمين وفي كل حالة على حدة لمعرفـة

ما إذا كان المصرف قدم إلى عميله قروضا أو قام بعمليات رتبت بالفعل مديونية العميل، وبهذا الحل الثاني أخذت محكمـة الـنقض، . ويكون التأمين نافذا بالنسبة لهذه الديون الالحقة

أن المصرف غالبا ما يطلب التأمين لضمان عملية اعتماد بذاتها، كقـرض بضـمان مقدرةحقوق العميل التي تنشأ من عقد المقاولة، فهذه العملية قد ال تؤدي بالضـرورة إلـى زيـادة مديونية العميل، عما كانت عليه وقت إنشاء التأمين يضمنها وينفذ على جماعة الدائنتين ولـم

في تطورات القيود في الحساب ،وال مقارنة المديونية عند نشأة التأمين يعد هناك محل للنظر مما لم يعد معيار نفاذ للتـأمين .ويؤيد الفقه هذا المذهب الجديد . بالمديونية عند قفل الحساب

على التفليسة وهو زيادة قيمة التأمين على قيمة الرصيد المؤقت المدين وقت إنشاء التأمين بل انتظار قفل الحساب نهائيا، والنظر فيما إذا كان هذا الرصيد المؤقت قـد أصبح الواجب هو

الحقة، والناشئة يفعل تقديمات ـــأصبح مدينا بحيث يكون التأمين سابقا على هذه الديون ال دئذ، ألنه عندئذ ال يكون تأمينـا سـابق ـــألنه عن جديدة من جانب المصرف إلى عميلة،

ون معامالت ألن المألوف أن يطلب المصـرف عليه وهذا يتفق مع طبيعة ال ا لضمان دي تأمين .مستقبلة أو متوقعة للضمان ديون سابقة

إنما يلزم أن يكتفي عند النظر في وجود ديون تنشأ في ذمة العميل بعد إنشاء التأمين بالبحث عن قيود في كل من جانبي الحساب، ألن القيد في جانب المدين لحساب العميل قد ال يعبـر

عن دين جديد في ذمته، إذ قد يكون القيد مجرد تصحيح لوضع سابق، أو تأكيد لدين سـابق 315 .بينما المؤثر هنا هو نشوء دين جديد

. 473علي مجال الدين عوض، مرجع سابق، ص_ 314 .. 479علي مجال الدين عوض، مرجع سابق، ص _ 315

: إجراء المقاصة في الحساب الجاري بعد شهر اإلفالس: المطلب الثالث ومالـه مـن تقضي أحكام اإلفالس بحظر أية مقاصة بين ما على المفلس من ديون

حقوق، ألنه مجرد صدور حكم بشهر اإلفالس، تغل يد المدين المفلـس عـن إدارة أموالـه والتصرف فيها، كما يمتنع عليه الوفاء أو إستيفاء أي من حقوقه أو ديونه؛ و ألن المقاصـة

ويوجد سـبب آخـر لمنـع . لهذا السبب - بعد اإلفالس -وفاء واستيفاء، فإنها تعد محظورة و أن من آثار شهر اإلفالس وقف المطلبات الفردية من جانب كل دائـن علـى المقاصة وه

حتى يتم حصر أموال المفلس وتوزيع " جماعة الدائنين " حده، ويتم تكتل هؤالء الدائنين في .أمواله بينهم قسمة غرماء

ومن ثم فإن خضوع أحد طرفي الحساب الجاري لإلفالس أو لإلجراءات الجماعيـة الحساب وتصفيته الستخراج الرصيد النهائي الذي يكون وحـده مسـتحق األداء يقتضي قفل

لصالح، إما الطرف المفلس وإما الطرف اآلخر في الحساب، وفي الحالة األخيرة، يجب على .الدائن بالرصيد الدخول بحقه في التفليسة والخضوع لقسمة الغرماء

النهائي ،تقتضي إجراء مقاصة إال أن عملية تصفية بنود الحساب الستخراج الرصيد وهـذه بين القيود الموجودة في الجانب الدائن و األخرى الموجودة في الجانـب المـدين ،

المقاصة جائزة حتى بعد شهر إفالس أحد طرفي الحساب الجاري ؛لذلك يعتبر الفقه والقضاء ه في إجـراء ،أن من الضمانات الهامة التي يقدمها الحساب الجاري للطرف غير المفلس حق

316.هذه المقاصة بالمخالفة ألحكام اإلفالس

. 480جمال الدين عوض المرجع السابق ، ص - 316

: اإلقفال النهائي للحساب الجاري :رابع المبحث ال

يقصد بقفل الحساب الجاري منع دخول المـدفوعات الجديـد ة فيـه و اسـتخالص وتشترك في قواعد إنهاء . الرصيد من مجموع مفرداته وتحديد مركز طرفيه من هذا الرصيد

ب كافة أنواع الحساب، وآثار هذا القفل ويعتبر الحساب الجاري من العقود التي أو قفل الحسا يحكمها االعتبار الشخصي، فالمصرف قد ال يقبل أن يتعامل بحساب جـار إال مـع بعـض

ع مصرف معـين، و ـــالعمالء دون غيرهم، و قد ال يقبل التاجر أيضا بأن يتعامل إال م مكن أن تضع حدا للحساب كما أن الحساب ينقضي حتمـا كذلك فإن أحد الطرفين المنفردة ي

.بوفاة صاحبه أو بشهر إفالسه أو بفقده األهلية

ينتهي العقد في الوقت المعين بمقتضـى : " من قانون التجارة على أنه 114تنص المادة االتفاق، و إن لم يتفق على األجل بحسب إرادة الفريقين و ينتهي أيضـا بوفـاة أحـدهما أو

ون التجارة السوري ـــ من قان401و هي مطابقة لنص المادة "نه األهلية أو بإفالسهبفقدا . من قانون التجارة اللبناني316و المادة

و هناك أسباب أخرى النتهاء الحساب مستمدة من االعتبار الشخصي كـانحالل الشـركة .مثال

ضـمن فئـات و عليه يمكن جمع األسباب التي تؤدي إلى انقضـاء الحسـاب الجـاري الثة؛ وهي حلول األجل، و مشيئة أحد الطرفي، واالنقضاء الجبري، وقد ضمنا ذلـك ــث

:في النقاط التالية

اإلقفال بإرادة الطرفين: 1مطلب

اإلنقضاء بحلول األجل: 2مطلب

االنقضاء الجبري: 3مطلب

آثار انقضاء الحساب الجاري: 4مطلب

ة الطرفينإقفال الحساب بإراد : المطلب األول

يقصد بانقضاء الحساب الجاري نهائيا، هو الوصول به إلى نهاية المطاف وذلك بمنع دخول مدفوعات جديدة فيه ثم استخالص الرصيد من مجموع مفرداته و تحديد مركز طرفيه من حيث الدائنية و المديونية، و هذا ما ذهبت إليه محكمة التمييز األردنية في قرارها حيـث

من قانون التجارة أن الحسـاب 106و115يستفاد من نص المادتين : " ما يلي نصت علي ."الجاري ينتهي عند إقفاله

و تجدر اإلشارة إلى أن قواعد إنهاء أو قفل الحساب الجاري، تشترك فيها كافـة أنـواع .الحسابات المصرفية سواء أكانت جارية أم لم تكن

لحساب الجاري التي تنتج باتفـاق طرفـي و سوف نتعرض فيما يلي،إلي أسباب قفل ا .الحساب، سواء أكان هذا االتفاق صريحا أم ضمنيا

االتفاق الصريح على إقفال الحساب: أوال

إذا لم يتم االتفاق بين طرفي الحساب على مدة معينة لحلول أجله، أو علـى عمليـة ـ ائـه بم معينة ينتهي بانتهائها، فإن لكل طرف من طرفي الحساب، الحق فـي إنه جرد ــ

إرادته، و لكن عمال بالقاعدة العامة يجب أن يأتي إنهاء الحساب في الوقـت الـالزم، و إال .تعرض الطرف اآلخر للعطل و الضرر

_:و ال يجوز ألي من الطرفين أن يمارس هذا الحق إال ضمن شروط معينة

.إخطار الطرف الثاني بذلك-1 و هذه المهلة قد يكون متفق عليها مسـبقا إن يحصل هذا اإلخطار ضمن مهلة معقولة، -2

.في ذلك العرف المصرفي أو يتبع

و قد يكون إنهاء الحساب من قبل المصرف، إما بصورة انفرادية بالنسبة ألحد المتعاملين معه، أو بصورة جماعية بالنسبة لجميع عمالئه، عندما يغلق المصرف أحد فروعه، إذ يؤدي

ات المفتوحة لديه، و يستحسن في الحـالتين أن يتضـمن عقـد ذلك إلى إنهاء جميع الحساب الحساب الجاري إشارة إلى إمكانية إنهاء الحساب و شروط تحققه، لكي ال يتعرض المصرف

317.للمسؤولية

, راحة بذلك ــو قد يصادف أيضا أن يوقف العميل التعامل مع المصرف دون إبالغه ص اب منتهيا ،و يعتبر ــتاريخ الذي يعتبر فيه الحس ففي مثل هذه الحالة يصعب غالبا، تحديد ال

.تحديد هذا التاريخ من المسائل الواقعية التي تخرج عن رقابة محكمة التمييز

و يالحظ في الحياة العملية أن عقد فتح الحساب الجاري يكون بدون تحديد مدة زمنية له و ل يقوم بقفل الحساب الجاري وفقا إنما يترك ذلك إلرادة العميل المنفردة، و من ثمة فإن العمي

لحاجاته التجارية أو الشخصية، و ال يلجأ المصرف إلى طلب فسخ عقد الحساب الجاري إال نادرا و ذلك بسبب الفائدة التي تعود على المصـرف مـن وراء فـتح الحسـاب الجـاري

.85 السابق، ص أنظر عودة سليمان حممد، املرجع- 317

ه، كما لو ـفالمصرف ال يعمد إلى إغالق الحساب إال إذا كان العميل قد أساء استعمال حساب 318.أكثر من سحب صكوك بال رصيد على حسابه الجاري

اإلنهاء الضمني لعقد الحساب الجاري : ثانيا

قد يستخلص إنهاء الحساب الجاري ضمنيا من إرادة طرفيه، و هي عبارة عن مسألة موضوعية يعود أمر تقديرها لقاضي الموضوع حسب الظروف المرافقة، و هي مسألة دقيقة

حذر شديد في االستنتاج، فعلى القاضي أن يبين ما إذا كان الحساب الجاري قـد تحتاج إلى .انتهى كما عليه أن يحدد اللحظة التي انتهى فيها

ك، ــو ال يحكم بانتهاء العقد إال إذا تبينت إرادة الطرفين بصورة واضحة ال يرقى إليها الش :و فيما يلي بعض األمثلة العملية لإلنهاء الضمني

بار أن الحساب منتهيا عند آخر قطع له إذا لم تتبعه عمليات جديـدة، و لـم يرسـل اعت .1 .المصرف للعميل المدين أي ميزان آخر

كما أنه ال يعتبر قفال للحساب، إجراء الطرفين حسابا خاصا بعملية منفردة إذا لم يسـدد .2 .الحساب األصلي و لم يصادق عليه

ت متبادلة من الطرفين،فإنه يعتبر مقفال منذ هذه إذا فقد الحساب قدرته على تلقي مدفوعا .3 .اللحظة بوصفه حسابا جاريا

الميئوس منها و أبقى على العالقة معه و ) عميله(أنه متى كان المصرف يعلم حالة المدين .4 استمر العميل يدفع في الحساب لكن المصرف امتنع عن دفع الصكوك التي يسحبها العميل

دفوعات تعتبر في الحقيقة استردادا من جانب المصرف لحقه فـي ، فإن هذه الم على حسابه

.مواجهة العميل، و يعتبر الحساب مقفال بالفعل و المدفوعات إيفاء في فترة الريبة

إذا اتفق الطرفان على مد الحساب، و استبعاد إجراء مدفوعات على وجه التبادل بالنسبة .5ية، و يتحول إلى حساب عادي من وقت نفاذ للطرفين، فإن الحساب الجاري يفقد صفته الجار

319 .اتفاق الطرفين

واإلنقصاء الجبري للحساب الجاري حلول األجل :المطلب الثاني

.85أنظر عودة سليمان حممد، املرجع السابق، ص - 318

.442راجع علي مجال الدين عوض، املرجع السابق، - 319

يتضمن عادة عقد الحساب الجاري تاريخ انتهائه، فيتفق المصرف و العميل على أن يبقى ساريا طيلة عقد الحساب الجاري ،المعقود بينهما ينتهي في تاريخ معين محدد بالعقد أو

.سريان عملية معينة و ينتهي بانتهاء هذه العملية

كما هو الحال مثال عندما يقبل المصرف فتح حساب على المكشوف لعميل له لمدة معينة في العقد أو فتح اعتماد له بحساب جار إلجراء عملية معينة فالحساب يبقى ساريا طيلة المدة

. الالزم إلتمام العمليةالمعينة في العقد أو طيلة الوقت

و ال يحق ألحد الطرفين أن ينهي عقد الحساب بمجرد إرادته قبل حلـول األجـل المتفق عليه، كما ال يحق ألحد الطرفين أن يبدل من طبيعة العقد، فإذا اتفق الطرفـان مـثال على أن يكون الحساب المفتوح بينهما حسابا جاريا، فال يجوز ألحدهما أن يجعلـه حسـاب

وهذا ما أيدته محكمة التمييز األردنية في قرارها عندما نصت . دائع أو حسابا من نوع آخر و من قانون التجارة التي تنص على انتهاء عقد الحسـاب 114عمال بأحكام المادة : "علي أنه

الجاري في الوقت المعين بمقتضى االتفاق، و إن لم يتفق على األجل ينتهي العقـد بحسـب . طرفينإرادة أحد ال

االنقضاء الجبري للحساب الجاري : المطلب الثالث

ينتهي الحساب الجاري و يقفل بصورة إلزامية، إذا طرأ حادث من شأنه أن يدخل تغييرا في أهلية أحد المتعاقدين، كفقدان أحد طرفي الحساب أهليته أو صدور حكم بشهر

. ةإفالسه، أو وفاته أو انحالل الشركة وفقا للقواعد العام

و إذا فقد صاحب الحساب الجاري أهليته، فينقضي هذا الحساب، و يفتح حسـاب جار جديد له ،بناء على طلب ممثله القانوني، إذا رغب في ذلـك، و ينتقـل إلـى هـذا

ذا لم يشأ الممثل القانوني لفاقـد األهليـة فـتح ,الحساب الرصيد الدائن للحساب القديم، إ يصار عندئذ إلى تصفية الحساب، و بالعكس إذا اسـتعاد حساب جديد باسم فاقد األهلية،

فاقد األهلية أهليته، كأن يرفع الحجر عن المحجور عليه ،مثال، فيقتضي عندئـذ إغـالق الحساب ،و فتح حساب جديد بتوقيع الشخص نفسه إذا رغب فـي ذلـك ،و إال فيـؤول

.الحساب إلى التصفية الحساب

ة صاحبة الحساب الجـاري، ينقضـي الحسـاب و إذا انحلت الشخصية االعتباري المفتوح باسمها، و لكنه يبقى مع ذلك مستمرا طيلة التصفية و لضروراتها فقط، و يتأكد

. المصرف من وقوع االنحالل، إما من نظام الشركة أو الجمعية

إذا كانت الشركة أو الجمعية مؤسسة لمدة معينة، تنتهي حتما بانتهاء هذه المدة، أو مـن قرار الصادر عن الهيئة العامة غير العادية بحل الشركة، أو شهادة وفاة أحد الشـركاء ال

.في شركات األشخاص إذا كان من شأن الوفاة حل الشركة

و لكن إذا استمرت الشركة بالرغم من وفاة أحد الشركاء، فهي إما أن تستمر عندئذ مـع لشريك المتوفى، و البد للمصـرف األحياء من الشركاء، أو تستمر مع األحياء و ورثة ا

في كلتا الحالتين من أن يتأكد من أن البديل الذي حصل في الشركة قد شهر أصوال، وفقا .ألحكام قانون الشركات

و إذا توفي صاحب الحساب الجاري، ينقضي الحساب ،و علـى المصـرف أن يوقـف ية عملية فيه، و لكـن الحساب بمجرد علمه بوفاة الطرف الثاني و أن يمتنع عن إجراء أ

إذا قدم إليه شيك بعد الوفاة موقع من صاحب الحساب قبل وفاته فيجب عليه دفع قيمتـه عمال بالقاعدة القائلة بأن مقابل الوفاء يعتبر ملكا لحامل السند، و ذلك حسب نص المـادة

. من قانون التجارة األردني250

لورثة، إذا ظهر من إغالق الحساب و يجب على المصرف أن يدفع الرصيد الدائن إلى ا وثيقة _رصيد دائن للمتوفى، و ذلك باالستناد إلى وثيقة رسمية صادرة عن مرجع مختص

.بمقتضى القانون الوطني_ حصر إرث مثال .يالحق التركة بدينه للمتوفى، و إذا كان رصيد الحساب الجاري مدينا، فإن المصرف

إلى قفله فورا ،أو تلقائيا، و على المصرف أن يرد ألن وفاة أحد طرفي الحساب تؤدي و ذلكالرصيد الدائن إلى ورثة العميل، فإذا كان الرصيد دائنا لصالحه كان له أن يطـالبهم بهـذا الرصيد وإن كان عليه أن يتم العمليات التي بدأها قبل الوفاة، وأن يدفع الصكوك التي سحبها

320.العميل والتي لم يدفعها المصرف بعد

الحساب الجاري عقد يقوم على الثقة المتبادلة، و في هذا الخصوص يتشـابه مـع أن عقد الوكالة وعقد الشركة، وكل من هذين العقدين ينتهي فورا بوفاة أحد الطـرفين، فيجـب

. عقد الحساب الجاري بنفس المعاملة مادام االعتبار في كل هذه العقود واحدامعاملة

ألي عقد بين الوكالة والشركة إذ ال يقومان فقط علـى لكن هذا التشبيه في غير محله الثقة المتبادلة بل على االعتبار الشخصي أما الحساب الجاري ،فال محل لالعتبار الشخصي

.بهذا المعنى

القانون املدىن اجلزائري تنتهي العارية ميوت أحد الطرفني ما مل يوجد اتفاق يقضي بغري ذلك 548 املادة -320

و أولى أن يشبه عقد الحساب الجاري بالعقود المستمرة ،فهو ككل العقود المسـتمرة يقـوم فيذ تتطلب من كل طرفي العقد أن يركن إلى األخـر ومـن على الثقة ،ألن استطالة مدة التن

321.الثابت أن وفاة أحد طرفي العقود المستمرة ال يؤدي إلى إنهائها فورا بقوة القانون

و أخيرا إذا شهر إفالس أحد طرفي الحساب، ينقضي الحساب بمجرد صدور الحكـم ، فله ذلك و لكن الحساب يفتح بشهر اإلفالس، و إذا أراد وكيل التفليسة أن يفتح حسابا جاريا

عندئذ باسم كتلة الدائنين و ال يصار إلى تحريكه إال بتوقيع وكالء التفليسة و القاضي المنتدب الراجح أن إفالس أحد طرفي الحساب يؤدي إلى إقفاله فورا نتيجة غـل يـد مجتمعين، ألن

عات جديدة من الطرف بذلك عاجزا عن تلقى مدفو المفلس عن إدارة أمواله، فالحساب يصبح المفلس كما أن اإلفالس يوجب تصفية أموال المفلس، وهو ما يستلزم استخراج رصيده في

والصلح ال يؤدي مع المدين إلى إعادة الحساب الذي انتهى إلى الحياة بل . الحساب الجاري 322.كل ما يمكن للمفلس هو فتح حساب جديد إذا توافرت شروط ذلك

آثار انقضاء الحساب الجاري : عالمطلب الراب

ينتج عن انقضاء الحساب الجاري عدة آثار قانونية، سوف نتعرض لها على النحـو :التالي

.وقف وتصفية الحساب الجاري : الفرع األول .إستخراج الرصيد والوفاء به : الفرع الثاني تصفية الحساب الجاري وقف:الفرع األول

قف التعامل بالحساب الجاري نهائيا من جهـة وتصـفية ونتناول فيه نقطتين وهما و .الحساب الجاري من جهة أخرى

وقف التعامل بالحساب الجاري نهائيا: أوال

يؤدي إقفال الحساب الجاري إلى وقف جميع العمليات المتعلقة بالمدفوعات، فال يجوز .إدخال المدفوعات فيه، أو إخراج مسحوبات منه بعد اإلقفال

.32 ص 1993 اجلزائر 1ة الريفية دليل اإلجراءات طالوثيقة الصادرة عن البنك الفالحة والتنمي- 321 "………يترتب حبكم القانون على حكم بإشعار اإلفالس ومن تارخيه " القانون املدىن اجلزائري244/1 املادة - 322

اد الطرفان االستمرار في التعامل بعد إقفال الحساب، و رغبا بإجراء عمليات و إذا أر جديدة فإنه يتوجب عليهما عقد اتفاق جديد بينها، و عندها يدخل الرصيد النهـائي للحسـاب

.الذي تم إقفاله كمدفوع في الحساب الجديد تصفية الحساب الجاري : ثانيا

للحساب الجاري، و يتم ذلك بجمع المفـردات تعني التصفية، إظهار الرصيد النهائي المدرجة في جانب األصول و المفردات المدرجة في جانب الخصوم، و إجراء مقاصة نهائية بينهما بطرح أقلهما من أكبرهما ، فيتضح الرصيد النهائي الذي يوضح مركـز كـل مـن

ـ الطرفين، فال يعد أحد الطرفين دائنا أو مدينا للطرف اآلخـر، قبـل خ تام الحسـاب ـــالجاري، و بعد التصفية و إجراء المقاصة النهائية يتعذر دخول أي مفرد في الحساب الجاري ما لم يكن تعديال لقيد في الحساب الجاري أو ناشئا عن سبب سابق على قفله، كما في حالـة

.القيد العكسي

إستخراج الرصيد والفاء به: الفرع الثاني رصيد وإستخراجه في فترة تصفية الحساب الجاري وكـذا نتعرض فيه إلى تسوية ال

.الوفاء بهذا الرصيد ومن جهة أخرى فوائد دين الرصيد

استخراج الرصيد وتسويته فترة تصفية الحساب :أوال

متى قفل الحساب ، قام المصرف أو عميله بعمل الميزان الـذي يظهـر الرصـيد 323 .النهائي

نة جانبي الحساب، الدائن والمدين، هو الرصيد النهائي، لمـا وال يعتبر المبلغ الناتج عن مقار يحتاج استخراج هذا الرصيد إلى عملية تصفية لما يكون بين الطرفين من عالقـات جاريـة

والحساب يستقبل حقوقا تقيد في الجانب المؤجل وحقوقا . قائمة وقت وقوع سبب قفل الحساب ر لهما فيها الخصـائص التـي تجعلهـا قابلـة في الجانب الحال، واألولى هي التي ال يتواف

اء، وهذه الحقوق، وتلك تدخل الحساب تنفيذا لمبدأ عمومية الحساب الجاري، ويكـون ـللوفبعضها ضمان للبعض اآلخر بالتقابل، وبسبب ضرورة إدخال الحقوق المقيدة في المؤجل في

-323 Ren Roblote Op Cit, Pp 144, P 154.

ترة زمنيـة تسـمى فتـرة الجانب الحال باإلمكان استخراج الرصيد، فقد يحتاج األمر إلى ف 324 .تصفية الحساب

الوفاء بالرصيد: ثانيا

.يعتبر الرصيد بمجرد إقفال الحساب و تصفيته ،دينا مستحقا و مهيئا لألداء بأكمله

و إذا رفض أحد الطرفين القبول بالرصيد النهائي ،كان لـه أن يلجـأ للقضـاء، و يجـوز أن تمنح مهلة للوفاء حتى لـو كـان -داء مهيئا لأل -للمحكمة، مع أن دين الرصيد مستحقا

.الرصيد مكونا من ديون ناشئة عن أوراق تجارية

على الرصيد، و حكم القاضي باستحقاق الرصيد، فـإن و يالحظ أنه إذا حصل نزاع .حق الدائن المحكوم له يستند إلى وقت إقفال الحساب الجاري و ليس إلى تاريخ الحكم به

فوائد دين الرصيد :ثالثا

يؤلف الرصيد الباقي دينا : " من قانون التجارة األردني على أنه 113/2تنص المادة مستحق األداء ينتج إبتداءا من يوم التصفية فائدة بالمعدل المعين في الحساب الجاري إذا نقل

."هذا الرصيد إلى حساب جديد، و إال فبالمعدل القانوني

الفوائد التأخيرية، و هي عبـارة عـن فوائـد مما يؤكد أن فوائد دين الرصيد هي من نوع بسيطة تحسب بالسعر القانوني و ابتداءا من يوم تصفية الحساب، و يجوز للطرفين االتفـاق

انونيــعلى معدل آخر للفائدة غير المعدل القانوني شرط أن ال يتجاوز االتفاق المعدل الق حساب جار جديد ،فإنه تسري عليه ، و لكن إذا تم االتفاق على نقل دين الرصيد إلى بند في

.الفوائد االتفاقية للحساب الجاري الجديد

و تسقط فوائد دين الرصيد بالتقادم المسقط للفوائد و هو التقادم الخمسي، و الذي يبدأ من يوم 325.قفل الحساب الجاري، أما دين الرصيد ذاته، فإنه يتقادم بمضي خمسة عشر عاما

-324 Joseph Hamel, Op Cit, PP 262, P 446.

.447ملرجع السابق، راجع علي مجال الدين عوض، ا- 325

لقد حاولنا من خالل دراستنا لموضوع تأهيل النظام القانوني للحساب الجاري ،إعطاء المشرع الجزائري رؤية ولو بسيطة حول التوجهات القانونية الحديثة في هذه المجاالت عن طريق تحليل مختلف القوانين المستمدة من القانون الفرنسي ،و تشريعات منبثقة من

ن ،ومن ثم عرض الحلول القانونية الممكنة للخروج بتشريع العرف والقضاء المصرفيي .محلي يمكن من تنظيم التعامالت بالحساب الجاري في المستقبل القريب

وخرجنا بمجموعة من النتائج حول الحلول القانونية التي يسلكها المشرع مـن أجـل ر التعـامالت إيجاد مخرج لمختلف العوائق التي من الممكن أن تحد أو تعرقل نمـو وتطـو

:بالحساب الجاري وتتمثل هذه النتائج في إمكانية إيجاد حلول قصيرة األجل تتمثل في تكييف القواعد القانونية الحالية لتـتالءم مـع -

الطبيعة الخاصة للتعامالت بالحساب الجاري في شتى المجاالت ،بحيث تعطي مرونة كافيـة . مة االقتصادية لتفسير القواعد القانونية حسب متطلبات العول

هناك حلول متوسطة األجل تتمثل في تعديالت مختلف القوانين ومنها على سـبيل المثـال -الخ ،وذلك بإضافة عناصـر جديـدة …القانون المدني ،القانون التجاري ،قوانين الضرائب

.مستمدة من طبيعة الحساب الجاري ري ،يخصص جزء للحسـاب العمل على إصدار تشريع خاص يتمثل في قانون بنكي جزائ -

الجاري بكل أحكامه ،مستمدة من القانون التجاري الفرنسي وبعض التشريعات العربيـة ذات .السبق في التشريع المصرفي الذي يتناول الحساب الجاري

الحساب الجاري في أنه يتناسب مع ما تحتاجه الحياة التجارية من سرعة و تبدو أهمية تسوية تعامالتهم المتعددة كل على حدة، و يسمح لهما بقيد هذه ائتمان، فهو يغني طرفيه عن

التعامالت في الحساب الذي يستوي في النهاية عند قفله بإجراء مقاصة بين طرفيه فيظهـر أيهما الدائن و أيهما المدين، و ال شك أن في ذلك توفير للوقت و النفقات، هذا باإلضافة إلى

كما و يعتبر .ود و ما يترتب عليه من تقليل فرص استثمارها أنه يغني عن النقل المتكرر للنق الحساب الجاري أداة من أدوات االئتمان ألنه ال يلزم القابض بدفع الدين مباشـرة، و إنمـا يكفي قيد ما يعادله في الجانب الدائن للطرف الدافع إلى أن تسوى المعامالت فـي نهايـة

ر عقد قرض بين المـصرف والعميل يخول الحساب، كما أن فتح الحساب الجاري على إث لهذا األخير مزايا أكبر في استغالل مبلغ القرض، حيث يستطيع السحب واإليداع طيلة مدة

.القرض

يضاف إلى ما تقدم، ظهور بطاقات االئتمان التي تعتبر من أهم التطورات المصـرفية ي أنها ستحتل مع مـرور و تكمن أهمية هذه البطاقات ف , التي طرأت على الحساب الجاري

الزمن دور الشيك كأداة وفاء نقدية، كما وأنها نجحت فعليا في توسيع قاعدة المستفيدين مـن التسهيالت االئتمانية، سعيا لتحقيق أهداف الحساب الجاري كتنظيم قانوني وجد فـي العمـل

.التجاري المصرفي

جاري درجة من األهمية و للتغلب على المصاعب المتقدم ذكرها و إلعطاء الحساب ال التي تتناسب و الدور الذي يلعبه في الحياة االقتصادية، و لضبط ما ينشأ عن هـذا التنظـيم القانوني من مشاكل تستدعي إيجاد حلول قانونية لها ومنه نخلص إلى أنه يمكن بذل جهـود

ور وانتشار متعددة ،وبالتالي يتمكن المشرع من التغلب على مختلف العوائق التي تحد من تط التعامل بالحساب الجاري،كما أننا خرجنا بمجموعة من التوصيات المكملة للحلـول السـابقة

تمكن من تحقيق فوائد الحساب الجاري وإرساء قواعده إذا تـوفرت لـه البيئـة المالئمـة

والمحفزة ،والمتمثلة بالخصوص في المحاور التالية على سبيل المثال ال الحصر فإنني أقترح :ا يليم

العمل الجاد على إعادة النظر في نصوص التشريعات التجارية العربية، ليتسنى لها مواكبـة .1التطور الذي لحق بالعمل التجاري من جهـة و مواكبــة التطـور الـذي لحـق بالعمـل

.المصرفـي، و القواعد القانونية المنظمة للحساب الجاري من جهة أخرىالقـانون الـدولي (ختلف التعـامالت وبشـكل عـالمي سن النصوص القانونية المدعمة بم .2

وهذا من خالل وضع منظومة قانونية دولية تتبناها ونظمت التجارة العالمية وتوقـع )الخاصعليها الدولة التي تسمح لهذا النوع من المعامالت المصرفية وتلتزم بتطبيقها حتـى ال تثـار

كم التي يخضع لها المتنازعان و نقترح مسائل التنازع حول القانون الواجب التطبيق و المحا . والتحكيم نظرا للمشاكل الضخمة ومخاطر العمليات البنكية فكرة إنشاء محاكم مصرفية

إفراد قواعد خاصـة ضـمن هـذه التشـريعات تـنظم عمليـة الوفـاء بوسـائل الوفـاء .3ـ وذلـك .ياإللكــترونـية، أسوة بما فعلته التشريعات األوروبية و مثالها المشرع الفرنس

بتوفير البيئة المالية المناسبة والمالئمة التي تحقق عمليات الحساب الجـاري ونقتـرح هنـا .تحسين أداء المصارف التجارية على المستوى العالمي

ضرورة تدخل المشرع، و بشكل جاد في مضمون عقود فتح الحسابات الجاريـة ،و ذلـك .4 حيث أن المصارف تقوم بإعـداد نمـاذج للحيلولة دون تحول هذه العقود إلى عقود إذعان،

لعقود فتح الحسابات الجارية لديها تتضمن في بعض جوانبها شروطا تميـل مـيال شـديدا .لترجيح مصلحة المصرف على مصلحة العميل

ابد أن يصار إلى تكوين قضاء تجاري مستقل، يأخذ على عاتقه مواجهة المشاكل القانونيـة .5ري المستمر، و خصوصا العمل المصرفي منه، و ذلك بإيجاد التي يفرزها تطور العمل التجا

.اجتهادات قضائية تستند في مضمونها على العرف التجاري و المصرفي الحديثوفير العناصر البشرية ذات الكفاءة المطلوبة والمتخصصة لتسيير مختلف عمليات الحسـاب .6

ة االحتياجات وتوفير الضمانات الجاري و الهياكل المنظمة لها ومراقبة مدى نجاعتها في تلبي .الالزمة إلنجاحها

لوضع حيز التنفيذ وبدقة جميع القواعد والوسائل الخاصة بالحماية، التأمين وضمان الحقـوق .7 .في استخدام الحساب الجاري

وفير البيئة الثقافية المناسبة للتبادل المصرفي تأخذ بعين االعتبار اللغة، والتراث الثقـافي أي .8على مستوى الدول على لغات التبادل التجاري المصرفي العالمي و ضرورة تـوفير االتفاق

بيئة إدارية متطورة وقادر على التفاعل ومتطلبات التعامالت المصرفية و ما تحتاجه من رد .فعل وسرعة االستجابة والعمل ضمن زمن قياسي ودون أي قيود بيروقراطية

إلى تحقيق الفائدة المرجوة منها، فقد حرصت علـى و في سبيل إنجاز هذه الدراسة، و سعيا االستعانة بالمراجع التي تناولت هذا الموضوع و لو بشكل جزئي الستخالص نتائج و أفكار جديدة منها إضافة و بلورة أفكار جديدة،ملتزمة في ذلك بالمنهج العلمي الحديث و ما يتطلبـه

ص القانون المتعلقة بالموضوع و تحليلها من نزاهة و دقة و لقد استعنت في ذلك أيضا بنصو و تفسيرها على أساس علمي لبيان مدى انسجامها مع الواقع الجديد لموضوع هذه الدراسـة

و لقد كنا حريصـين فـي .دون إغفال النظر عن قوانين دول أخرى متعلقة بهذا الموضوع .ذلك على خلو هذه الدراسة من أي إسهاب ممل أو إيجاز مخل

ئمــة المراجــعقا

امةالمراجع العـــ ، تطبيقـات _تقنيات_عمليات_الوجيز في البنوك التجارية : أبو عتروس عبد الحق .1

. دون مكان أو سنة نشر

التعليق على القانون التجاري الجديد الصادر بالقانون رقم : أبو سعيد محمد شتا .2 .2000 ، دار الفكر الجامعي ، 1999 سنة 17

.1993 ، إتحاد المصارف العربية ، بيروت ، بطاقات اإلتمان: تاح أحمد عبد الف .3

، 1، ج العمليات المصرفية و السوق الماليـة :أنطوان الناشف و خليل النهدي .4 .2000مراجعة نوال الثلج مسعود ، المؤسسة الحديثة للكتاب ، طرابلس ، لبنان ،

المصـارف و _لمصـرفية موسوعة الحقوق ا :أنطاكي رزق اهللا و نهاد السباعي .5 . 1962مطبعة دمشق، ، 3، جاألعمال المصرفية

.1969 دار الفكر ، الحسابات واإلعتمادات المصرفية ، : أنطاكي رزق اهللا .6

البطاقات البنكية اإلقراضية للسحب المباشر من : إبراهيم عبد الوهاب أبو سليمان .7، و مجمع ، دمشق ار القلم ، د 1، ط دراسة فقهية قانونية اقتصادية تحليلية _الرصيد

.1998الفقه اإلسالمي،

نوك من الناحيتين ـــال البـــموسوعة أعم :إسماعيل علم الدين محي الدين .8 .1993، دار النهضة العربية ،القاهرة،يةـالقانونية و العمل

.1993، دار الشروق للنشر عمان، عمليات المصارف : أبو عيد إلياس .9

، مطبعة النجـوى، بيـروت، جارية و عمليات المصارفالعقود الت :إدوارد عيد .101968.

.1992، الدار الجامعية ، مصادر اإللتزام : الصدة عبد المنعم فرج .11

، دار الفكـر أعمـال البنـوك :الجهيني منير محمد و ممدوح محمد الجهيني .12 .2000الجامعي

اإلسـكندرية، ، دار النهضة العربية، 1، طالموسوعة االقتصادية :البراوي راشد .131971.

، اإلسكندرية، مكتبة عـين شـمس، األسس القانونية لعمليات البنوك :القليوبي سميحة .141992.

، دار النهضـة العربيـة، اإلسـكندرية، الوجيز في القانون التجاري :القليوبي سميحة .151975.

.2001، ديوان المطبوعات الجامعية، تقنيات البنوك :الطاهر لطرش .16

.2000، 2، جالوسيط في القانون المدني :زاقالسنهوري عبد الر .17

.2000، ديوان المطبوعات الجامعية، ط،محاضرات في اقتصاد البنوك :القزويني شاكر .18

، دار المطبوعـات الجامعيـة، القانون التجـاري :البارودي علي و محمد السيد الفقي .191999.

ف، اإلسـكندرية، ، منشـأة المعـار العقود و عمليات البنوك التجارية :البارودي علي .201968.

1996، الدار الجامعية،العقود و عمليات البنوك التجارية_القانون التجاري :علي البارودي .21.

أعمـال البنـوك و األوراق _1999القانون التجاري الجديـد لسـنة :الشربيني عماد .22 .2002دار الكتب القانونية، ، التجارية و نظام اإلفالس

، دار مبادئ القانون التجاري : ل وفاء محمدين و السيد الفقي العريني محمد فريد و جال .23 .1998الجامعة الجديدة للنشر،

، دار الجامعة الجديدة للنشر، قانون األعمال : العريني محمد فريد و جالل وفاء محمدين .242000.

، الدار الجامعية مبادئ القانون التجاري و البحري :محمد فريد و هاني دويدار العريني .25 .2000ة للنشر، اإلسكندرية، الحديث

، العلوية للنشر و التوزيـع، المصرف و األعمال المصرفية :الصلح فريد موريس نصر .261987.

العقــود _األوراق التجاريــة اإلفــالس_القــانون التجــاري :الفقــي محمــد الســيد .27 .2002،منشورات الحلبي الحقوقية، بيروت، عمليات البنوك_التجارية

.1999، المؤسسة الوطنية للكتاب، اإلسالميةالبنوك :بو جالل محمد .28

عمليـات _األوراق التجاريـة _قـانون المعـامالت التجاريـة :بريري مختار أحمـد .29 .1995، دار النهضة العربية، اإلفالس_البنوك

.1985، الجزائر،اللغة العربية في البيئة المصرفية :جيجلي محمد .30

.1979طربين، دمشق، ، مطبعة 2، جالحقوق التجارية :م جاك يوسف الحكي .31

دار ـــ، الالتجارية و عمليات البنوك المبادئ العامة في العقود :جالل وفاء محمدين .32 .1999عية، بيروت، ـالجام

دراسات ــامعية للــــ، المؤسسة الجالمحاسبة و العمليات المصرفية :جمال ناجي .33 .1999ع، ـو النشر و التوزي

ات الحسـاب الجـاري فـي الفقـه و مبدأ عدم تجزئـة مفـرد :جمعة أحمد محمود .34 .1980، ) منشأة المعارف، اإلسكندرية ( ،دراسة مقارنة(القضاء

، منشـأة المعـارف اإلسـكندرية، قضاء النقض التجاري : أحمد محمود حسني .352000.

.2000، منشأة المعارف اإلسكندرية، ملحق قضاء النقض التجاري*

.1986عاون للطباعة و النشر، القاهرة، ، دار التعقود الخدمات المصرفية :حسن حسين .36

، المؤسسـة الوطنيـة للكتـاب، 1، طالنظريات و السياسات النقديـة :حميدات محمود .371996.

، دار الجامعـة الجديـدة، العقود التجارية و العمليات المصـرفية :دويدار محمد هاني .381994.

، الدار الجامعية حريمبادئ القانون التجاري و الب :دويدار هاني محمد فريد العريني و .39 .2000الحديثة للنشر، اإلسكندرية،

العمليـات _النظـام القـانوني للتجـارة و العقـود التجاريـة :دويدار محمد هـاني .40، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع، 1، ط اإلفالس_األسناد التجارية _المصرفية

1997. ، الـدار الجامعيـة، انون البحري أساسيات القانون التجاري و الق : طه مصطفى كمال .41

1998. الـدار , األوراق التجاريـة و اإلفـالس _القـانون التجـاري :طه مصـطفى كمـال .42 .1980روت، ـــامعية، بيـــــــالج

، الـدار الجامعيـة، أساسيات القانون التجاري و القانون البحري : طه مصطفى كمال .431998.

.1999، دار الثقافة، رفيةاألوراق التجارية و العمليات المص :مالكي أكرم .44

، المطبعة الحديثة للفنون، القانون المصرفي_سلسلة القانون االقتصادي :لعشب محفوظ .452001.

بدون , ,المقارنة بين قانون التجارة الجديد و التشريعات السابقة عليه :مراد عبد الفتاح .46 . 2001 ،مكان نشر

، منشأة المعارف، اإلسكندرية، تمانالنظام القانوني لبطاقة االئ :محمود فداء يحي أحمد .471999.

.1972، دار النهضة العربية، عمليات البنوك :محمد حسني عباس .48

، دار الموسوعة التجارية معلق عليها بأحدث أحكام محكمة الـنقض :موريس صادق .49 .1999الكتاب الذهبي،

ـ ــ، ع3المصارف، ج _ الكامل في القانون التجاري :ناصف إلياس .50 دات ـوي .1999شر و التوزيع، لبنان، طنـــلل

ـ ، منشـورات بح الحساب الجاري في القانون المقارن :إلياس ناصيف .51 ر ـــ .1992روت، ـــط، بيــالمتوس

، جامعة القاهرة، معامالت البنوك الحديثة في ضوء اإلسالم :علي أحمد سالوس .521980.

معة الزقازيق ، ، جا الضمانات الذاتية للحساب الجاري : سمير عبد العليم محمد حسن .53 .2002كلية الحقوق ،

مبـادئ :سالم القضاة ياسر سكران و موسى مصر و عبد الحليم كراجة و علي ربابعة .54 .2000، 1 الصفاء للنشر و التوزيع، طدار، القانون التجاري

، مكتبـة دار الثقافـة الفنيـة 1، جشـرح القـانون التجـاري :سامي فوزي محمـد .55 .1991ع، ــــشر و التوزيــــــــللن

.1985، الدار الجامعية، بيروت، االقتصاد النقدي و المصرفي :شيحة مصطفى رشدي .56

لدراسات ــامعية لــــــ، المؤسسة الجالوجيز في القانون التجاري :عالية سمير .57 .1987ع، ـــو النشر و التوزي

النقـود و البنـوك و العالقـات :عجيمة محمد عبد العزيز و مصطفى رشدي شـيحة .58 .1982، الدار الجامعية، بيروت، صادية الدوليةاالقت

.2000، الدار الجامعية، عملياتها و إدارتها_البنوك الشاملة :عبد المطلب عبد المجيد .59

.1993، عمليات البنوك من الوجهة القانونية :علي جمال الدين عوض .60

، دار النهضـة العربيـة، الوجيز فـي القـانون التجـاري :علي جمال الدين عوض .61 1975سكندرية،اإل

.1993، دون مكان نشر، عمليات البنوك من الوجهة القانونية :رضا عبيد .62

.1985 ، منشورات جامعة حلب ، القانون التجاري البحري: فرعون هشام .63

.1990, لدار الجامعية, عمليات البنوك_العقود لتجارية_القانون التجاري: فهيم منير .64

، مطبعـة لجوانب القانونية لعمليـات البنـوك الوجيز في ا :قرمان عبد الرحمان السيد .65 .1997مادة، القاهرة، ــــح

.1991، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، العملة و النقود :هني أحمد .66

، منشأة الطبيعة القانونية للتحويل المصرفي ارتباطا بمفهوم النقود القيدية :يحي سعيد .67 .1987ارف، اإلسكندرية، ـالمع

ــر .68 ــة م ــونس فاطم ــة :وةي ــون التجاري ــة 2، جالفن ــة العربي ، دار النهض 1993روت، ــــشر، بيــــــــلطباعة و النــــــــــــل

، عمليات البنوك من الوجهة القانونية في القـانون الكـويتي :يعقوب يوسف صرخوه .69 .1988، 1مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ط

قــائمـة الرسائــل، كلية أحكام الحساب الجاري في القانون األردني : أنور عبد اهللا دنونعبد اهللا .1

.1998الدراسات العليا، الجامعة األردنية، غير منشور،

جامعة دراسة مقارنة،_الحساب الجاري في التشريع األردني :عودة سليمان أبو جودة .2 .1992نشور، آل البيت، كلية الدراسات الفقهية و القانونية، قسم القانون، غير م

، جامعة الجزائر ، كلية الحقوق دراسة لعقد الوديعة النقدية المصرفية: مالك نسيمة .3 ) .رسالة ماجستير ( 2002بن عكنون ،غير منشور ،

قــائمـة المجالت

، مقال منشور، بمجلة القانون و االقتصاد الحساب الجاري :زكي زكي الشعراوي .1

الشؤون القانونية و االقتصاديةللبحث في

.1969العدد األول، السنة التاسعة و الثالثين، : صابر جاد عبد الرحمان

.1937العدد األول، السنة السابعة، : عبد الرزاق أحمد السنهوري

, ، مجلة مختصة تعنى بشؤون التشريع و القضاءالمجلة العربية للفقه و القضاء .2العدد األول، السنة الرابعة و العشرين، : عبد العزيز النجديتصدر مرتين في السنة،

1984.

، مقال منشور بمجلة القانون و االقتصاد للبحث في الحساب الجاري :محمد صالح بيك .3 .الشؤون القانونية و االقتصادية

، مجلة دور البنوك التجارية في خلق اإلئتمان المصرفي : فاروق إبراهيم خضير .4 .1990 سنة 3دد اإلدارة ، الع

، تاريخ النظام المصرفي الجزائري في دفاتر العلوم اإلجتماعية :زريحان محمد .5أبحاث ملتقى النظام المصرفي في التنمية ( 1985 ، جامعة عنابة ، 2العدد

) اإلقتصادية للجزائر

قــائمـة المصادر و القوانين و النصوص التنظيمية

ـ .1 ي الجزائـــري الصـــادر بمقتضــى األمـــر رقــم القــانون المدن . الــمعدل و المتمــم75/58

المتضمن القانون التجاري الجزائري 1975_09_26 المؤرخ في 75/59األمر رقم .2 .المعدل و المتمم

المتضمن قانون النقـد و القـرض 1990_04_14 المؤرخ في 90/10القانون رقم .3 .المعدل و المتمم

المحدد للقواعد العامة فيما يتعلق بشروط 1994_02 المؤرخ في 94/13 النظام رقم .4 .البنوك المطبقة على عمليات البنوك

المتضمنة الشروط المطبقة علـى 1995_02_22 المؤرخة في 95/07التعليمة رقم .5 .عمليات البنوك

المتعلقة بالقواعد العامة للبريد و 2000 غشت 05المؤرخ في 2000/03القانون رقم .6 .48/2000جريدة رسمية، العدد رقم , المواصالت السلكية و الالسلكية

المحدد لقواعد الحـذر فـي تسـيير 1991 أوت 14 المؤرخ في 91/09النظام رقم .7 .البنوك و المؤسسات المالية

المحدد لشـروط فـتح و تسـيير 1991 فيفري 20 المؤرخ في 91/02النظام رقم .8 األشخاص الطبيعية و المعنوية من جنسـية أجنبيـة الحسابات بالعملة األجنبية لفائدة

.مقيمة أو غير مقيمة

المتعلق بالتنظيم المصرفي و حركـة 1996 المؤرخ في جويلية 96/22األمر رقم .9 .رؤوس األموال من و إلى الخارج

المكمل و المعدل للقانون 2001 فبراير 27 المؤرخ في 01/01األمر الرئاسي رقم .10 . المتعلق بالنقد و القرض199_04_14 المؤرخ في 90/10

يتضمن تنظيم مركزية األخطـاء 1992 مارس 22 الصادر في 92/01النظام رقم .11 .وعمـلها

المتعلق بأحكـام الشـيك بـدون 1992 مارس 22 الصادر في 92/05النظام رقم .12 .رصيد

قــائمـة القواميس

1. R Terki et M Cabbadé: Lexique Juridique Français_Arabe; 5

édition, Entreprise Nationale du livre, Alger, 1992. عربـي، دار الهـدى، عـين مليلـة، _قاموس مالي تجاري، فرنسي : مصطفى هني .2

.1991الجزائر،

عربي، مكتبة لبنان _قاموس المصطلحات الحقوقية و التجارية، فرنسي : ممدوح حقي .3 .1972، بيروت،

ة المراجـع األجنبيــةقــائمـ

1 . A_Boudinot, J_C_Frabot: technique et pratique bancaire, édition, sirey_Paris, 1967.

1. 2 . Ammour BenHalima: Pratique de techniques bancaire référence a l'Algérie, édition Dahlab, 2001. 3 . Christian Gavalda & Jean Stoufflet: Droit bancaire, 4 édition, Litec Libraire de la cour de cassation, Paris, 1999. 4 . Christian Gavalda: Droit Bancaire, 3 édition, Dalloz, 1998. 5 . Edition techniques_Juris classeurs, 1990. 6 . Françoise Dekeuwer_Defossez: Droit bancaire, 6 édition, Dalloz, 1999.

7 . J_ Vatin & A_Dusart: Droit Commercial,Les éditions Foucher, Paris,1992. 8 . Jack Ferronnier: Les opérations de banque, 3édition, Dalloz, 1998. 9 . Jack Vezian: La responsabilité du banquier en droit privé français, 3édition, Libraires techniques, 1987. 10.Jean Marchal: Monnaie et Crédit éditions, Cujas, Paris, 1996. 11.Joseph Hamel: Les comptes en banque, Tome 1, Paris, 1964. 12.Louis Rives Lange: Droit bancaire, 5édition, Dalloz, 1999. 13.René Roblot: Traité élémentaire de droit commercial, Tome 2,

éditions, Paris, 1986. 14.Thierry Bonneau: Droit bancaire, 4 édition, Montchrestien, 2001. 15 . Henri et Lean meazeau : Lécon de droit civile obligation theoriegenerale , t 02 vi edition montechrestien 1978 . 16 . jack vezian –b : responsabilité du banqueren droit prive français , 3 edition –le dthechnique paris 1983 . 17 . germain bruliard et daneil laroche : precis de droit commercial , 7edition presses universsitaires de France paris vlé 1970 .

01....................................................... : ..................................المقدمةعامة للحساب الجاري: الباب األول ال األحكام

01 .............................................................................................:تمهيد 02.................................................. ريماهية الحساب الجا: الفصل األول

02 .............................................................................................:تمهيد 03 . ...........................................................مفهوم الحساب الجاري: المبحث األول

04 ......................................................نشأة الحساب الجاري: المطلب األول 06 ..................................تعريف الحساب الجاري وتمييزه عن غيره: المطلب الثاني

06................................... ......................تعريف الحساب الجاري): 1 الفرع 12......................................التفرقة بين الحساب الجاري وحساب الودائع): 2 الفرع

13...............................تمييز عقد الحساب الجاري عن األنظمة المشابهة له): 3 الفرع 14. .....................................مييز عقد الحساب الجاري عن عقد البيعت: أوال

14.. .................................تمييز عقد الحساب الجاري عن عقد القرض: ثانيا 15.................. ...................تمييز عقد الحساب الجاري عن عقد الوكالة: ثالثا

16 ..................................تمييز عقد الحساب الجاري عن عقد الحراسة: رابعا 17 ...................................وظائف الحساب الجاري ومزاياه ومخاطره: المطلب الثالث

17 ..................................................... الجاريوظائف الحساب: الفرع األول

17 ....................................................اإلقتصاد في استعمال النقود: أوال 18............ ..........................................تسهيل عالقات المتعاملين: ثانيا 18 ........................................................................اإلفالس: ثالثا

19 ...............................................................الوكالة بالعمولة: رابعا 19 ......................................................... والعمالءالمصرفيين: خامسا

20 ..............................................مزايا ومخاطر الحساب الجاري: الفرع الثاني 21.......... ...........................................أنواع الحساب الجاري: المطلب الرابع 21 .....................................................حساب الجاري المكشوف: الفرع األول

21 ........................... الحساب الجاري البسيط أو المكشوف من جانب واحد:أوال 21 .............................لمكشوف من الجانبين الحساب الجاري المتبادل أو ا:ثانيا

22 ......................................................الحساب الجاري البريدي: الفرع الثاني 25 .......................................الطبيعة القانونية للحساب الجاري وخصائصه: المبحث الثالث

25 .............................................الطبيعة القانونية للحساب الجاري: المطلب األول 31 ........................................خصائص الحساب الجاري واستقالله: المطلب الثاني 31.............................. .......................خصائص الحساب الجاري: الفرع األول

31 ............................................................. االعتبار الشخصي:أوال 32 ....................................................عقد رضائي ملزم لجانبيه: ثانيا

ثا 33 ......................................................................عقد تابع: ثال 34............................................... الصفة التجارية أو المدنية للعقد: رابعا

34.................................. ...............................إثبات العقد: خامسا 35 ................................................... الصفة االستمرارية للعقد: سادسا

36 ................................................... الحق في الحساب الجاري: سابعا 36 ..................................................... استقالل الحساب الجاري: الثانيالفرع 37 .................................العمليات المصرفية المتعلقة بالحساب الجاري: الفرع الثالث

37 ............................ .......................فتح الحساب الجاري وتسييره: أوال 39 ................................................................عمليات اإليداع: ثانيا 40 ................................................................ عمليات السحب: ثالثا

42 .....................................................نطاق الحساب الجاري: لثالثالمطلب ا 42 ......................................................عمومية الحساب الجاري: الفرع األول

42 .......................... ...........حرية الطرفين في التحديد: القاعدة األولى: أوال 42 ........................................... عدم تحديد الطرفين: القاعدة الثانية: ثانيا

43 ............................................التخصيص اإلتفاقي: القاعدة الثالثة: ثالثا 44 .............................................القيود الواردة على مبدأ العمومية: ثانيالفرع ال

47 ....................................... تخصيص المدفوع في الحساب الجاري: الفرع الثالث 49 .............................. ..........الحساب الجاري في القانون المقارن: لمطلب الرابعا 49 .............................................. الحسابات في القانون اإلنجليزي:الفرع األول

50 .............................................................الحسابات الجارية: أوال يا 50 ...............................................................حسابات الودائع: ثان

51 ................................................الحسابات في القانون األلماني: الفرع الثاني 52................................ ................الحسابات في القانون اإليطالي: الفرع الثالث

53 .................................................... أركان وشروط الحساب الجاري:المبحث الثالث 53 ......................................................................الرضا: المطلب األول 54 ....................................................إلرادة الظاهرة والضمنيةا: الفرع األول 55 ...........................................حقوق المصرف في مواجهة عمالئه: الفرع الثاني

55........... .............................. مدى حق المصرف في رفض فتح الحساب:والأ 55 ............................................................... إلتزام بالسر المهني:ثانيا 55 .................................................................مسؤولية المصرف: ثالثا

56 ...........................................................رةاألعمال المحظو: الفرع الثالث 56 ...........................................................التمكين من حق اإلطالع: أوال 58 .......... ......................................................عدم إعطاء بيانات: ثانيا

58 .....................................................................األهلية: المطلب الثاني 59 .........................................................األشخاص الطبيعيون: الفرع األول

60 .......................................................يوناألشخاص االعتبار: الفرع الثاني 61 .....................................................الشركة في فترة التأسيس: الفرع الثالث

63 ............................................ي السبب في عقد الحساب الجار: المطلب الثالث

64 .............................................المحل في عقد الحساب الجاري: المطلب الرابع 65 ...................................................المدفوعات في الحساب الجاري: المبحث الرابع

65........................................... ...............تعريف المدفوعات: المطلب األول 67 ..........................................................شروط المدفوعات: المطلب الثاني

67 ................................................................أن تكون مثلية: الفرع األول 68 ..............................................................أن تكون مؤكدة: الفرع الثاني 68 ................................ض على وجه التمليك للقاب المدفوعات أن تسلم: الفرع الثالث 69..................................... .........................تقادم المدفوعات: الفرع الرابع 71 ...........................................................أنواع المدفوعات: المطلب الثالث 71 ...................................................المدفوعات المادية والقانونية: الفرع األول 71 ............................................المدفوعات المباشرة والغير مباشرة: رع الثانيالف 71 .......................................المدفوعات التي تدخل الحساب الجاري: الفرع الثالث 71.................................. .....................األوراق المالية كمدفوع: الفرع الرابع 73 ...................................................تبادل وتشابك المدفوعات: المطلب الرابع

73 .............................................................تبادل المدفوعات: الفرع األول 74 ............................................................تشابك المدفوعات: ثانيالفرع ال

76 ...........................................................آثار عقد الحساب الجاري: الفصل الثاني 78 .......................... ...........................األثر التجديدي للحساب الجاري: المبحث األول

79 ..................................................المبدأ العام لألثر التجديدي: المطلب األول 80 ............................................القانون المدني و األثر التجديدي: المطلب الثاني 80 ................................................. نظرية تجديد والقانون المدني:الفرع األول 81 .....................................نظرية تجديد و نظرية المقاصات المتتابعة: الفرع الثاني 82 ......................... ................األثر التجديدي في النظرية الحديثة: المطلب الثالث 82 ..........................................آثار دخول الدين في الجانب المؤجل: الفرع األول 83 ............................................آثار دخول الحق في الجانب الحال: الفرع الثاني

85 .........................................ار الناشئة عن تجديد المدفوعاتاآلث: المطلب الرابع 85 ............................................تحول المدفوع إلى بند في الحساب: الفرع األول

85 .................. ......................زوال الدعاوى المتعلقة بالدين المدفوع: الفرع الثاني 86 ...............................................................زوال التأمينات: الفرع الثالث 87 ....................................حلول المفرد الحسابي محل الدين األصلي :الفرع الرابع

87 ...................................................م الخاص بالرصيدتطبيق التقاد: أوال

89 ...................................................الصفة المدنية والتجارية للدين :ثانيا 89.............. ...................................................المهلة القضائية :ثالثا

89 ....................................................................االختصاص :رابعا 89 ...........................................................االلتزامات الطبيعية :خامسا

90 ..............................ابط بين المفرد الحسابي والدينبقاء بعض الرو :الفرع الخامس 90 ...........................................................................األجل: أوال

90............. ............................................................البطالن :ثانيا 90 ...................................................................استرداد الثمن:ثالثا

90 .....................................................................فسخ البيع: رابعا 91 .........................رقة التجارية على شرط التحصيلإفتراض إشتمال الو: خامسا 92 ...............................................تماسك أو عدم تجزئة الحساب الجاري: المبحث الثاني

92 ..............................................مفهوم مبدأ عدم تجزئة الحساب: المطلب األول 92 ......................................................تعريف مبدأ عدم التجزئة: الفرع األول

93 ...................................................... أساس مبدأ عدم التجزئة :الفرع الثاني 94.......................................... إستثناءات مبدأ عدم تجزئة الحساب: المطلب الثاني 95 ................................................القطع الدوري المؤقت للحساب: الفرع األول 96 ....................................................مباشرة الدعوى البوليصية: الفرع الثاني 97 .................................................التصرف في الرصيد المؤقت: رع الثالثالف 97 .................................................قيد الشركات للرصيد المؤقت: الفرع الرابع

98......................... ............تطور مبدأ عدم تجزئة الحساب الجاري: المطلب الثالث 101 ...................................................فوائد وعموالت الحساب الجاري: المبحث الثالث

101 ......................................................فوائد الحساب الجاري: المطلب األول 103 ...............................................................لفوائدأحكام ا: المطلب الثاني 103 .................................................................أنواع الفوائد: الفرع األول

103........................ .......................................الفوائد القانونية: أوال 103 ...............................................................الفوائد االتفاقية: ثانيا 104...... ............................................................معدل الفوائد: ثالثا

105 ..............................................................الفوائد المركبة: الفرع الثاني 108 ................................موقف الشريعة اإلسالمية من فوائد الحساب: المطلب الثالث 109........................................... ..العموالت في الحساب الجاري: المطلب الرابع

110 ...........................................اتفاقات وحدة الحساب واتفاقات المقاصة: المبحث الرابع

111 .............................................مضمون إتفاق وحدة الحسابات: المطلب األول 113 ..........................................................مضمون المقاصة: ب الثانيالمطل

115 ................................التمييز بين إتفاق وحدة الحسابات والمقاصة: المطلب الثالث 117....................... ............موقف القضاء من اتفاقات وحدة الحساب: المطلب الرابع

120 ...................................األحكام الخاصة بالحساب الجاري: الباب الثاني 121 ...........................................النظم القانونية الخاصة بالحساب الجاري: الفصل األول

122 ....................................................تجاريةالقيد المعاكس لألوراق ال: المبحث األول 122.............................................س األساس القانوني للقيد المعاك: المطلب األول 123. .............................تأسيس القيد العكسي على نظرية الشرط الفاسخ: الفرع األول 125 ......................................تأسيس القيد العكسي على نظرية السبب: الفرع الثاني 126 ....................................تأسيس القيد العكسي على دعوى الصرف: الفرع الثالث

127.........د وعقد الخصم في آن واحتأسيس القيد العكسي على دعوى الصرف : الفرع الرابع 128 ..............................تأسيس القيد العكسي في ظل النظرية الحديثة: الفرع الخامس

129 ................................................................الفرض األول: أوال 129 ................................................................لفرض الثانيا: ثانيا

131 ..............................................مفهوم القيد العكسي ومميزاته: المطلب الثاني 131....................... ...................................مفهوم القيد العكسي: الفرع األول 133 ...............................................شروط ومميزات القيد العكسي: الفرع الثاني

133 .................................................... القيد العكسي تطبيقشروط: أوال 134 ..........................................................قيد العكسيمميزات ال: ثانيا

137 .....................................................القيد العكسي واإلفالس: المطلب الثالث 137 ............... ......................................حالة إفالس مسلم السند: الفرع األول

140 .....................................................حالة إفالس مستلم السند :الفرع الثاني 141 .....................................................رية استرداد األوراق التجا :أوال

143 .....................................................بضاعة أو ثمنهااسترداد ال :ثانيا 144 ......................بطاقات اإلئتمان التي تمنحها المصارف على الحساب الجاري:المبحث الثاني

144 ....... .............................................مفهوم بطاقات اإلئتمان :المطلب األول 144 .....................................................تعريف بطاقات اإلئتمان :الفرع األول 145 ..................................................خصائص بطاقات اإلئتمان :الفرع الثاني

145 ...................................................... ..........ثالثية األطراف:أوال 146 .........................................................ترتب التزامات أصلية:ثانيا

147 ................................................ال تخضع لتنظيم قانوني خاص :ثالثا 148 ..............................تنظيم العالقة بين أطراف البطاقة و المسؤولية :المطلب الثاني

148 ............................................تنظيم العالقة بين أطراف البطاقة :الفرع األول 149 ............................ستعمال الغير مشروعالمسؤولية المترتبة على اال :الفرع الثاني

149 ...............................................................المسؤولية المدنية:أوال 150 .............................................................المسؤولية الجزائية:ثانيا

150 ........................................................االستعمال االحتيالي من صاحبه-)1 150.......................................................... االستعمال االحتيالي من الغير-)2 151........................................... ..............................جريمة السرقة-)3 151 ........................................................................جريمة االحتيال-)4

151 ................................الرقابة على إصدار وتداول بطاقات اإلئتمان:المطلب الثالث 153 ......................................................الحجز على الحساب الجاري :ثالثالمبحث ال

153 ........................................مفهوم الحجز على الحساب الجاري : المطلب األول 155.........................................................تحديد وعاء الحجز :المطلب الثاني

155..................... الحجزاالعتبارات التي يجب مراعاتها في تحديد الوعاء :الفرع األول 157..........................................................صور وعاء الحجز :الفرع الثاني

157 ...................................................ب جماعيالحجز على حسا :أوال 158 ................................................الحجز على مرتبات الموظفين :ثانيا

160 ...........................موقف القضاء من الحجز على الحساب الجاري :المطلب الثالث 160 ....................................1959رأي محكمة النقض الفرنسية سنة :الفرع األول

161 ........................................1973رأي محكمة النقض الفرنسية :الفرع الثاني 163.......................... الحجز على الحساب الجاري في القانون المقارن :المطلب الرابع

163.................................................ي الحجز في القانون المصر :الفرع األول 163 ..................................................الحجز في القانون التونسي :الفرع الثاني 164 .................................................... في القانون الليبيالحجز :الفرع الثالث 164 ..................................................الحجز في القانون الكويتي :الفرع الرابع 165........... ..........................ضمانات الرصيد في الحساب الجاري :المبحث الرابع 165 ............................................االعتبارات المتعلقة بالضمانات :المطلب األول

165 ................................................................قيمة الضمان :الفرع األول 166.......................................................... ..اختيار الضمانات :الفرع الثاني 167 .......................................................الضمانات الشخصية :المطلب الثاني

167..... ..................................................................الكفالة :الفرع األول 168 ..........................................................الضمان االحتياطي :الفرع الثاني 169 .......................................................الضمانات الحقيقية : المطلب الثالث 169.................................................... ..........الرهن الحيازي :الفرع األول 171 ..............................................................الرهن العقاري:الفرع الثاني

173 .........................................الضمانات الذاتية للحساب الجاري : المطلب الرابع 175 .................................................إنقضاء وتصفية الحساب الجاري: الفصل الثاني 176.............................................. وتصحيحه لحساب الجاريا ةع مراج :المبحث األول

176......................................ة الحساب الجاري ع مفهوم مبدأ مراج :المطلب األول 176........................................................مفهوم مبدأ المراجعة : الفرع األول

177......................................ة للحساب الجاري ع نطاق حظر المراج :الفرع الثاني 178............................................واه ع أسباب طلب التصحيح ود :المطلب الثاني

178.......................................................أسباب طلب التصحيح : األولعالفر 179.............................................................وى التصحيح عد : الثانيع الفر

180............................................................إيقاف الحساب الجاري :المبحث الثاني 180..............................................مفهوم إيقاف الحساب الجاري :ولاأل المطلب

181...............................................وري كيفية حصول الوقف الد :ثانيالمطلب ال 182.......................................آثار الوقف الدوري للحساب الجاري :المطلب الثالث

184.........................................................الحساب الجاري واإلفالس : المبحث الثالث 184..................................ات والتأمينات في فترة الريبة عحكم المدفو: المطلب األول

186.............................................................موقف القضاء :المطلب الثاني 188.....................ر اإلفالس إجراء المقاصة في الحساب الجاري بعد شه : الثالثالمطلب

189..................................................اإلقفال النهائي للحساب الجاري : عالمبحث الراب 190.....................................إقفال الحساب الجاري بإرادة الطرفين :ولالمطلب األ 190 ...........................................على إقفال الحسابتفاق الصريح اإل: األولعالفر

191.......................................اإلنهاء الضمني لعقد الحساب الجاري : الثانيع الفر 192...........................................حلول األجل واإلنقضاء الجبري : الثانيالمطلب 193...................................... اإلنقضاء الجبري الحساب الجاري :الثالثالمطلب 195............................................آثار إنقضاء الحساب الجاري : المطلب الرابع 195..............................................ي وقف تصفية الحساب الجار : األولعالفر 196...............................................إستخراج الرصيد والوفاء به : الفرع الثاني

الخاتــمة المراجــع

01 ……………………………………………………………………………………المقدمة

األحكام العامة للحساب الجاري: ألولالباب ا 01 ………………………………………..…………………………………….…: تمهيد

02 …………………………………………………ماهية الحساب الجاري: الفصل األول 02 …………………………………………………………………………………:تمهيد 03 …………………………………………………مفهوم الحساب الجاري: المبحث األول

04 ……………………………………………نشأة الحساب الجاري: مطلب األول ال 06 …….…………………تعريف الحساب الجاري وتمييزه عن غيره: المطلب الثاني

06 ……………..……………………………تعريف الحساب الجاري): 1 الفرع 12 …….…………………التفرقة بين الحساب الجاري وحساب الودائع): 2 الفرع 13 ………………تمييز عقد الحساب الجاري عن األنظمة المشابهة له): 3 الفرع

14 ……….………………………تمييز عقد الحساب الجاري عن عقد البيع: أوال 14 ……………..……………تمييز عقد الحساب الجاري عن عقد القرض: ثانيا

15 ……….……………………تمييز عقد الحساب الجاري عن عقد الوكالة: ثالثا 16 …………..………………تمييز عقد الحساب الجاري عن عقد الحراسة: رابعا

17 …………………..………وظائف الحساب الجاري ومزاياه ومخاطره: المطلب الثالث 17 ………………………………………ائف الحساب الجاريوظ: الفرع األول

17 ……………………………………………اإلقتصاد في استعمال النقود: أوال 18 ………………………………………………تسهيل عالقات المتعاملين: ثانيا 18 …………………………………………..…………………اإلفالس: ثالثا …………………………………………………..…الوكالة بالعمولة: رابعا

19 19 ……………………….…………………………المصرفيين والعمالء: خامسا

20 ………………….………………مزايا ومخاطر الحساب الجاري: الفرع الثاني 21 .......………………………………………أنواع الحساب الجاري: المطلب الرابع 21 ........………………………………حساب الجاري المكشوف: الفرع األول

21 .……………………الحساب الجاري البسيط أو المكشوف من جانب واحد: أوال 21 ..……………………الحساب الجاري المتبادل أو المكشوف من الجانبين: ثانيا

22 …………….…………………………الحساب الجاري البريدي: ي الفرع الثان 25 …………………………الطبيعة القانونية للحساب الجاري وخصائصه: المبحث الثالث

25 …………………….……………الطبيعة القانونية للحساب الجاري : المطلب األول 31 …………………………….…خصائص الحساب الجاري واستقالله: المطلب الثاني

31 …………….……………………خصائص الحساب الجاري: الفرع األول 31 ………………………..…………………………االعتبار الشخصي: أوال 32 ……………………………………………عقد رضائي ملزم لجانبيه: ثانيا 33 …………………………..…………………………………عقد تابع: ثالثا 34 …………..…………………………الصفة التجارية أو المدنية للعقد: رابعا 34 ……………………………………………..…………إثبات العقد: خامسا 35 …………………………….……………الصفة االستمرارية للعقد: سادسا 36 ……………………………………………الحق في الحساب الجاري: سابعا

36 ………………………..………….…استقالل الحساب الجاري: الفرع الثاني 37 …………………العمليات المصرفية المتعلقة بالحساب الجاري: الفرع الثالث

37 …………………………………………فتح الحساب الجاري وتسييره: أوال

39 ………………….……………………………………عمليات اإليداع: ثانيا 40 .………………………………………………………عمليات السحب: ثالثا

42 …………………….…………………………نطاق الحساب الجاري: المطلب الثالث 42 ………………………………………يعمومية الحساب الجار: الفرع األول

42 ………………………………حرية الطرفين في التحديد: القاعدة األولى: أوال 42 ……………………………………عدم تحديد الطرفين: القاعدة الثانية: ثانيا 43 ……………….……………………التخصيص اإلتفاقي: القاعدة الثالثة: ثالثا

44 ……………..…………………القيود الواردة على مبدأ العمومية: الفرع الثاني 47 …………………………تخصيص المدفوع في الحساب الجاري: الفرع الثالث

49 …………………………………الحساب الجاري في القانون المقارن: المطلب الرابع 49 …………………………….…… في القانون اإلنجليزيالحسابات: الفرع األول

50 ………………………………………………………الحسابات الجارية: أوال 50 …………………………………………………………حسابات الودائع: ثانيا

51 ……………………………………الحسابات في القانون األلماني: الفرع الثاني 52 …………… ..……………………الحسابات في القانون اإليطالي: الفرع الثالث

53 ………………………………………أركان وشروط الحساب الجاري: المبحث الثالث 53 .…………………………………………………………الرضا: المطلب األول

54 ……………………………..…………اإلرادة الظاهرة والضمنية: الفرع األول 55 …………………….………حقوق المصرف في مواجهة عمالئه: الفرع الثاني

55 ………… …………………مدى حق المصرف في رفض فتح الحساب: أوال 55 ……………………….……………………………إلتزام بالسر المهني: ثانيا 55 ….……………………….…………………………مسؤولية المصرف: ثالثا

56 ………………………………………………األعمال المحظورة: الفرع الثالث 56 …………………………………………………التمكين من حق اإلطالع: أوال 58 ………………………………………………………عدم إعطاء بيانات: ثانيا

58 …………………………………………………األهلية: المطلب الثاني 59 ……………………………………………األشخاص الطبيعيون: الفرع األول 60 .…………………………………………األشخاص االعتباريون: الفرع الثاني 61 ..………………………………………الشركة في فترة التأسيس: الفرع الثالث

63 …………………………………… السبب في عقد الحساب الجاري:المطلب الثالث 64 ..…………………………………المحل في عقد الحساب الجاري: المطلب الرابع 65 ……………………………………المدفوعات في الحساب الجاري: المبحث الرابع

65 ............………………………تعريف المدفوعات: المطلب األول 67 ..…………………………………………شروط المدفوعات: المطلب الثاني

67 ..……… ………………………………………أن تكون مثلية: الفرع األول 68 …………………………………………………أن تكون مؤكدة: الفرع الثاني 68 ……………………ضابعلى وجه التمليك للق المدفوعات أن تسلم: الفرع الثالث .…………………………………………………تقادم المدفوعات: الفرع الرابع

69 71 .....……………………………………………أنواع المدفوعات: المطلب الثالث

71 ………………………………………المدفوعات المادية والقانونية: الفرع األول 71 ..……………………………المدفوعات المباشرة والغير مباشرة: الفرع الثاني 71 ……………………………المدفوعات التي تدخل الحساب الجاري: الفرع الثالث 71 …………………………………………األوراق المالية كمدفوع: الفرع الرابع

73 ..…………………………………………تبادل وتشابك المدفوعات: المطلب الرابع 73 .…………………………………………………تبادل المدفوعات: الفرع األول 74 …………………………………………………تشابك المدفوعات: الفرع الثاني

76 ………………………………………………آثار عقد الحساب الجار: ل الثانيالفص 78 ……………………………….……األثر التجديدي للحساب الجاري: المبحث األول

79 ………………………………………المبدأ العام لألثر التجديدي: المطلب األول 80 ……………………………القانون المدني و األثر التجديدي: المطلب الثاني

80 ………………………………………نظرية تجديد والقانون المدني: الفرع األول 81 …………………………نظرية تجديد و نظرية المقاصات المتتابعة: الثاني الفرع

82 …………………………األثر التجديدي في النظرية الحديثة: المطلب الثالث 82 ………………………………آثار دخول الدين في الجانب المؤجل: الفرع األول 83 …………………………………لآثار دخول الحق في الجانب الحا: الفرع الثاني

85 ........…………………………اآلثار الناشئة عن تجديد المدفوعات: المطلب الرابع 85 …………………………………تحول المدفوع إلى بند في الحساب: الفرع األول 85 ……………………………زوال الدعاوى المتعلقة بالدين المدفوع: الفرع الثاني

86 ……………………………………………………زوال التأمينات: الفرع الثالث 87 …………………………حلول المفرد الحسابي محل الدين األصلي: الفرع الرابع

87 ……………………………………………تطبيق التقادم الخاص بالرصيد : أوال 89 ……………………………………………ن الصفة المدنية والتجارية للدي: ثانيا 89 ……………………………………………………………المهلة القضائية : ثالثا

89 ……………………..………………………………………االختصاص : رابعا 89 ..……………………………………………………االلتزامات الطبيعية : خامسا

90 …………………… المفرد الحسابي والدين بقاء بعض الروابط بين: الفرع الخامس 90 .……………………………………………………………………األجل : أوال

90 ……………………………………………………………………البطالن : ثانيا 90 ……………………………………………………………استرداد الثمن : ثالثا

90 ………………………………………………………………فسخ البيع : رابعا 91 ..……………………إفتراض إشتمال الورقة التجارية على شرط التحصيل: خامسا

92 …………………………………تماسك أو عدم تجزئة الحساب الجاري: المبحث الثاني 92 ……………………………………مفهوم مبدأ عدم تجزئة الحساب: المطلب األول

92 …………………………………………تعريف مبدأ عدم التجزئة: ول الفرع األ 93 …………………………………………… الفرع الثاني أساس مبدأ عدم التجزئة

94 ..………………………………إستثناءات مبدأ عدم تجزئة الحساب: المطلب الثاني 95 ……………………………………القطع الدوري المؤقت للحساب: الفرع األول 96 …………………………………………مباشرة الدعوى البوليصية: الفرع الثاني 97 ..……………………………………التصرف في الرصيد المؤقت: الفرع الثالث

97 ……………………………………قيد الشركات للرصيد المؤقت: الفرع الرابع 98 .……………………………دأ عدم تجزئة الحساب الجاريتطور مب: المطلب الثالث

101 ………………………………………فوائد وعموالت الحساب الجاري: المبحث الثالث 101 ………………………………………………فوائد الحساب الجاري: المطلب األول 103 ………………………………………………………أحكام الفوائد: المطلب الثاني

103 ……………………………………………………أنواع الفوائد: الفرع األول 103 …………………………………………………………الفوائد القانونية: أوال 103 …………………………………………………………الفوائد االتفاقية: ثانيا 104 ……………………………………………………………معدل الفوائد: ثالثا

105 ……………………………………………………الفوائد المركبة: الفرع الثاني 108 ……………………..…موقف الشريعة اإلسالمية من فوائد الحساب: المطلب الثالث 109 ……………………………..…….…العموالت في الحساب الجاري: المطلب الرابع

110 …………………………… … واتفاقات المقاصةاتفاقات وحدة الحساب: المبحث الرابع 111 ……………………………………مضمون إتفاق وحدة الحسابات: المطلب األول

………………………………………………مضمون المقاصة: المطلب الثاني 113

115 ………………………التمييز بين إتفاق وحدة الحسابات والمقاصة: المطلب الثالث 117 …………………………موقف القضاء من اتفاقات وحدة الحساب: المطلب الرابع

120 األحكام الخاصة بالحساب الجاري: الباب الثاني 121 …………………………………النظم القانونية الخاصة بالحساب الجاري: الفصل األول 122 ……………………………………القيد المعاكس لألوراق التجارية: المبحث األول

122 .………………………………األساس القانوني للقيد المعاكس: المطلب األول 123 ..…………………تأسيس القيد العكسي على نظرية الشرط الفاسخ: الفرع األول 125 …………………………تأسيس القيد العكسي على نظرية السبب: الفرع الثاني

126 ..………………………تأسيس القيد العكسي على دعوى الصرف: الفرع الثالث تأسيس القيد العكسي على دعوى الصرف وعقد الخصم في : الفرع الرابع

….…………………………………………………………د آن واح127

128 ..…………………كسي في ظل النظرية الحديثة تأسيس القيد الع: الفرع الخامس 129 ……………………………………………………………الفرض األول: أوال 129 ……………………………………………………………الفرض الثاني: ثانيا

131 ………………….……………………مفهوم القيد العكسي ومميزاته: المطلب الثاني 131 ………………..………………………………مفهوم القيد العكسي: ألول الفرع ا

133 ………………………………………شروط ومميزات القيد العكسي: الفرع الثاني 133 ..……………………………………………… القيد العكسي تطبيقشروط: أوال 134 ………………………………………………………مميزات القيد العكسي: ثانيا

137 …………………………………………القيد العكسي واإلفالس: المطلب الثالث 137 ..……………………………………………حالة إفالس مسلم السند: الفرع األول

140 ……………………………………………حالة إفالس مستلم السند: الفرع الثاني 141 …………………………………………………استرداد األوراق التجارية : أوال 143 …………………………………………………استرداد البضاعة أو ثمنها : ثانيا

144 ………بطاقات اإلئتمان التي تمنحها المصارف على الحساب الجاري :المبحث الثاني 144 ……………………………………………مفهوم بطاقات اإلئتمان : المطلب األول

144 …………………………………………تعريف بطاقات اإلئتمان : األول الفرع 145 …………………………………………خصائص بطاقات اإلئتمان: الفرع الثاني

145 ……………………………………………………………ثالثية األطراف : أوال 146 ……………………………………………………ترتب التزامات أصلية : ثانيا

147 ……………………………………………ال تخضع لتنظيم قانوني خاص : ثالثا

148 ……………………تنظيم العالقة بين أطراف البطاقة و المسؤولية : المطلب الثاني 148 …………………………………تنظيم العالقة بين أطراف البطاقة: الفرع األول 149 ..…………………ية المترتبة على االستعمال الغير مشروعالمسؤول: الفرع الثاني

149 …………………………………………………………المسؤولية المدنية : أوال 150 ………………………………………………………المسؤولية الجزائية : ثانيا 150 .………………………………………االستعمال االحتيالي من صاحبها-)1

150 ………………………………………… االستعمال االحتيالي من الغير -)2 151 …………………………………………………………جريمة السرقة -)3 151 …………………………………………………………جريمة االحتيال-)4

151 ..…………………الرقابة على إصدار وتداول بطاقات اإلئتمان : المطلب الثالث 153 …………………………………………الحجز على الحساب الجاري :المبحث الثالث

153 ..………………………………مفهوم الحجز على الحساب الجاري : المطلب األول 155 ..………………………………………………تحديد وعاء الحجز : المطلب الثاني

155 ……………الحجزب مراعاتها في تحديد الوعاء االعتبارات التي يج: الفرع األول 157 ………………………………………………صور وعاء الحجز : الفرع الثاني

157 ………………………………………………الحجز على حساب جماعي : أوال 158 ……………………………………………الحجز على مرتبات الموظفين : ثانيا

160 .……………………موقف القضاء من الحجز على الحساب الجاري :الث المطلب الث 160 …………………………1959رأي محكمة النقض الفرنسية سنة : الفرع األول 161 ..……………………………1973رأي محكمة النقض الفرنسية : الفرع الثاني

163 ………………………ي القانون المقارنالحجز على الحساب الجاري ف: المطلب الرابع 163 ………………………..………………يالحجز في القانون المصر: الفرع األول

163 ……..………………………………الحجز في القانون التونسي : الفرع الثاني 164 ……….………………………………الحجز في القانون الليبي: الفرع الثالث

164 ………………………………….……الحجز في القانون الكويتي: الفرع الرابع 165 ..………………………………ضمانات الرصيد في الحساب الجاري :المبحث الرابع 165 ……………………………………االعتبارات المتعلقة بالضمانات: المطلب األول

165 ..…………………………………………………قيمة الضمان : الفرع األول 166 ………………………………………………اختيار الضمانات : الفرع الثاني

167 ………………………………………………الضمانات الشخصية : المطلب الثاني 167 …………………………………………………...……الكفالة : الفرع األول 168 ……………………………………………الضمان االحتياطي : الفرع الثاني

169 ………………………………………………الضمانات الحقيقية : المطلب الثالث 169 ………………………………………………الرهن الحيازي : الفرع األول 171 ………………………………………………الرهن العقاري : الفرع الثاني

173 …………………………………الضمانات الذاتية للحساب الجاري : المطلب الرابع 175 …………………………………إنقضاء وتصفية الحساب الجاري : الفصل الثاني

176 …………………………… وتصحيحه لحساب الجاريا ةع مراج:المبحث األول 176 .…………………………ة الحساب الجاري ع مفهوم مبدأ مراج: المطلب األول 176 …………………………………………… اجعةمفهوم مبدأ المر: الفرع األول 177 ……………………………ة للحساب الجاري ع نطاق حظر المراج: الفرع الثاني 178 ..………………………………واهع أسباب طلب التصحيح ود: المطلب الثاني

178 .………………………………… أسباب طلب التصحيح : األولعالفر 179 .…..………………………………………التصحيحوى عد : الثانيعالفر

180 ………………………………………… إيقاف الحساب الجاري :المبحث الثاني 180 ………… …………………… مفهوم إيقاف الحساب الجاري:ول األ المطلب

181 ……..……………………………كيفية حصول الوقف الدوري :ثاني المطلب ال 182 ……………………………دوري للحساب الجاريآثار الوقف ال :المطلب الثالث

184 ………………………………………الحساب الجاري واإلفالس:المبحث الثالث 184 ……………...….……..ات والتأمينات في فترة الريبة عحكم المدفو: المطلب األول

186 ……………….………………………………… موقف القضاء :المطلب الثاني 188 ................إجراء المقاصة في الحساب الجاري بد شهر اإلفالس :لث الثا المطلب

189 ..................................................اإلقفال النهائي للحساب الجاري : ع المبحث الراب 190 ..……………………… إقفال الحساب الجاري بإرادة الطرفين :ولالمطلب األ

190 ..................................على إقفال الحساب اإلتفاق الصريح : األولعفرال 191 ……..……… اإلنهاء الضمني لعقد الحساب الجاري : الثانيعالفر 192 .…………………………………… حلول األجل واإلنقضاء الجبري : الثاني المطلب

193 ………………………………حساب الجاري اإلنقضاء الجبري ال :الثالث المطلب 195 ................................. ................آثار إنقضاء الحساب الجاري: المطلب الرابع

195 …………………………………… وقف تصفية الحساب الجاري : األولعالفر 196 .....................................................إستخراج الرصيد والوفاء به : الفرع الثاني

الخاتــمة المراجــع