طرق اإلنجاب في الطب الحديث وحكمها

الشرعي

لفضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد

بسم الله الرحمن الرحيمطرق اإلنجاب في الطب الحديث وحكمها الشرعي الحمد لله وحده والصالة والسالم على من ال نبي

بعده : أما بعد ، فمن نوازل العصر وقضاياه المستجدة في أعقاب تطور الطب الحديث - أمور جدت في علمي األجنة والوراثة . ومنها ما يتعلق باإلنجاب سلبا أو

ايجابا نحو :

اإلجهاض .-1 منع الحمل .-2 تحديد النسل .-3 الوالدة مع العقم وفيه :-4

جدت طرق اإلنجاب التي يجمعها حمل المرأة من غيرطريق الوقاع بما اكتسب اللقب :

) أ ( طفل األنابيب . ) ب ( التلقيح الصناعي . واألول واحد من أساليبه بل

تطور " التالعب العضوى " بالخاليا اإلنسانية إلى طموحات أخرى تشتعل فى : الحيوان والنبات .(1وبدأت تطبيقها على اإلنسان في عدة مظاهر )

) أ ( بحث التحكم في جنس الجنين : ذكر أم أنثى ؟) ب ( إشباع الرغبة بجهاز إلكتروني .

) ج ( تكاثر الخاليا الجسدية بتحويلها إلى خاللجنينية .

) د ( وجود إنسان مجتر بخلط خالياه مع خاليابهيمية .

ومحل البحث هنا هو " طرق " اإلنجاب في الطب الحديث " وقد تكاثرت فيه الدراسات وعقدت له

الندوات والمؤتمرات وبهر العالم وجود هذا النوع الجديد في الجنس البشري من حيث تغير طريق

الحمل بغير طريق التواصل أو االلتقاء العضوى بين

الزوجين ، فثارت حوله أقاويل ، وقامت أمامه شكوكوشبهات وصار الناس منه في أمر مريج قبوال وردا .

__________ ( مستخلص من بحث األستاذ أحمد شرف الدين فى1)

.142 - 136: كتاب اإلنجاب :   

ففي الوقت الذي أبته مجموعة من الغرب ، وعللوه بغيرتهم على الجنس البشري والحفاظ عليه وسالمته

من مواليد يلحق بهم عالمات استفهام في شرعيةسبب الحمل ؟

تقبل آخرون لهذا ورأوا أنه سبيل إلغاثة العقيمالبائس من نعمة األوالد .

وبعد أن دبت إلى المسلمين في ديار الغرب أو في ديارهم نازلهم علماء الشريعة بدارسة هذه النازلة

وتنزيل الحكم التكليفي الشرعي عليها كل بما وصل إليه علمه ومارسه دارسة وبحثا فألفت في ذلك وسائل وأعدت بحوث ودراسات وصدرت فتاوى

وقرارات مجمعية . ونهض فريق من األطباء المسلمين فأعطوا التصور

الكامل عن هذه الواقعة والطبيعة الطبية لها من حين الشروع فيها وحتى المرحلة األخيرة بشتى أساليبها وصورها بل منهم من جمع النظرة الشرعية الفقهية لدى العلماء ولجميع أوالء األجلة : فضل السبق لفتق الرتق في هذه النازلة ، وتجسيدها واقعا وشرعا لكن

لما كانت هذه األبحاث متناثرة واآلراء فيها متباينة أضحى من الضرورة بمكان تصنيف القول فيها واقعا

وحكما بتصوير الواقعة وأساليبها لما هو معلوم من مبادئ العلم األولية " الحكم فرع التصور وهذا بحكم

المفروغ منه . وتكييفها فقها بترتيب النتيجة على البحث ال لنصرةرأى بعينه . ولهذا تصنيف البحث فيها على ما يلى :

المبحث األول : في بيان ما كتب في هذه النازلة .المبحث الثاني : قواعد شرعية أمام البحث .

المبحث الثالث : المصطلحات الطبية في هذهالنازلة .

المبحث الرابع : تاريخها .المبحث الخامس : والئدها .المبحث السادس : صورها .

المبحث السابع : حكمها شرعا .__________

 المبحث األول :

بيان ما كتب في هذه النازلة تبعا أو استقالال .حصل بالتتبع ما يلى :

أوال : الفتاوى :

فتاوى شيخ األزهر محمود شلتوت-1 .329 - 326ص

فتاوى حسنين مخلوف .-2 من حقيبة المفتي ، ألحمد-3

.211العسكري ص نماذج من الفتوى لعطية خميس-4

1/201. فتاوى المنار .-5 فتاوى معاصرة ، ليوسف-6

.495 - 490القرضاوي ص / قرارات المجمع الفقهي اإلسالمي-7

بمكة المكرمة وهي : القرار الرابع والقرار الخامس عام1402عام

1405 هـ والقرار الثاني عام 1404هـ

فتوى شيخ األزهر جاد الحق عام-8 هـ باسم : التلقيح الصناعي1400

رقم3228 - 9/3213في اإلنسان " من كتاب " الفتاوى1225الفتوى /

اإلسالمية من دار اإلفتاء المصرية " .ثانيا : البحوث المستقلة أو في كتاب :

الجنين في اإلسالم ، محمد سالم -9 وما بعدها .129مدكور . ص /

اإلسالم عقيدة وشريعة لمحمود -10 .208 ، 204شلتوت ص /

البيان في تصحيح اإليمان لمحمد -11 .129فؤاد عبد الباقي ص /

الحالل والحرام ، ليوسف -12 .163 - 162القرضاوي ص

ثالثا : بحوث المنظمة اإلسالمية للعلوم الطبية هـ ، فيها مجموع في كتاب مع1403بالكويت ، عام

أبحاث أخرى باسم : " اإلنجاب في ضوء اإلسالم "وفيها ما يلى مع ما لحقها من مناقشات :

أطفال األنابيب - الرحم الظئر . -13 -188الطبيب : حسان حتحوت ص

236.

اإلنجاب في ضوء اإلسالم للشيخ -14 .374 - 365إبراهيم القطان ص /

-470 ص / ... أطفال بالكتالوج -15476.

__________

أطفال األنابيب مشكلة أخالقيات -16 -467" ص /...- أمهات بالوكالة

469. طفل األنابيب للشيخ مصطفى -17

.482 - 477الزرقاء ص / آراء في التلقيح الصناعي . للشيخ -18

.487 - 483بدر المتولى ص آراء في التلقيح الصناعي . للشيخ -19

.490 - 488على الطنطاوي ص / حكم االستنجاب في الشريعة -20

اإلسالمية والقانون . ألحمد شرف من مجموعة406 - 391الدين ص /

أبحاث المؤتمر العالمي الثالث عنالطب اإلسالمي .

وهذا البحث دقيق وبالغ األهمية .رابعا : بحوث مجمع الفقه اإلسالمي بجدة . وفيه :

أطفال األنابيب . للشيخ عبد الله -21البسام .

التلقيح الصناعي وأطفال -22األنابيب للطبيب : محمد علي البار .

"أطفال األنابيب" للشيخ رجب -23التميمي .

خامسا : المؤلفات المفردة : - الحكم اإلقناعي في إبطال التلقيح الصناعي ،24

وما يسمى بشتل الجنين ، للشيخ عبد الله بن زيد آلمحمود.

هذا ما أمكن الوقوف عليه حين كتابة هذا الحبث وثمة أبحاث متناثرة في كتب : اإلجهاض وتحديد النسل ،

وعالج العقم ، وكتب الطب المعاصرة .والله الموفق .

المبحث الثاني :قواعد شرعية أمام البحث :

التمهيد بين يدي البيان للحكم التكليفي والحكم الوضعي لهذه النازلة يعطي توطينا للنفس بالوقوف

على الحكم الشرعي بأمان من إبعاد النجعة في الرأي.

ولهذا فهذه قواعد شرعية ومواصفات علمية تنيرالسبيل في هذا البحث المهم الخطير.

__________القاعدة األولى :

تواضع علم الناس وعملهم على أن عملية اإلنجاب في سيرها الفطري والشرعي تبدأ من التقاء عضوي

التناسل بين الزوجين فيعلق حيوان الزوج المنوي ببيضة زوجته أمشاجا في رحمها في ذلكم القرار

المكين ، لتنمو خالل عدة مراحل حيث تتكاثر الخاليا وينفخ فيها الروح حتى تنتهي عملية الحمل بوالدة

( بإذن الله تعالى :1المولود )

ل�ة� م�ن� ط�ين� ال� ان� م�ن� س� �ن�س� ن�ا اإل� ل�ق� د� خ� ل�ق� قال تعالى } و�ك�ين� )12) ار� م� ر� ة� ف�ي ق� ع�ل�ن�اه� ن�ط�ف� ن�ا13( ث�م� ج� ل�ق� ( ث�م� خ�

غ�ة� ن�ا ال�م�ض� ل�ق� خ� غ�ة� ف� ة� م�ض� ن�ا ال�ع�ل�ق� ل�ق� خ� ة� ف� ة� ع�ل�ق� الن�ط�ف�ر� ا آ�خ� ل�ق� أ�ن�اه� خ� �ن�ش� ا ث�م� أ م� ن�ا ال�ع�ظ�ام� ل�ح� و� ك�س� ا ف� ع�ظ�ام�

ين� { . ال�ق� ن� ال�خ� ك� الل�ه� أ�ح�س� ت�ب�ار� ف�ل�ق� ) ان� م�م� خ� �ن�س� ل�ي�ن�ظ�ر� اإل� ل�ق� م�ن�5وقال تعالى } ف� ( خ�

اء� د�اف�ق� ) ائ�ب� {6م� ل�ب� و�الت�ر� ج� م�ن� ب�ي�ن� الص� ر� ( ي�خ�ين� ) اء� م�ه� ك�م� م�ن� م� ل�ق� �ل�م� ن�خ� (20وقال تعالى } أ

ك�ين� ) ار� م� ر� ع�ل�ن�اه� ف�ي ق� ج� ع�ل�وم� )21ف� د�ر� م� (22( إ�ل�ى ق�ون� { . اد�ر� ن�ع�م� ال�ق� ن�ا ف� د�ر� ق� ف�

اج� م�ش�ة� أ� ان� م�ن� ن�ط�ف� �ن�س� ن�ا اإل� ل�ق� �ن�ا خ� وقال تعالى : } إ

ا { ير� يع�ا ب�ص� م� ع�ل�ن�اه� س� ج� ن�ب�ت�ل�يه� ف� وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق

فقال : )) أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما

نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح (( متفق

عليه.القاعدة الثانية :

لكل مولود بأبيه صلة : تكوين ووراثة وأصل ذلك "الحيوان المنوي " فيه . وله بأمه صلتان :

األول : صفة تكوين ووراثة ، وأصلها " البيضة "منها .

الثانية : صلة حمل ووالدة وحضانة وأصلها " الرحم "منها .

فهذا هو المولود المتصل بأبويه شرعا وطبعا وعلى هذه الوصلة تترتب جميع األحكام الشرعية التي رتبها

الله تعالى على ذلك . فإذا كان " الحيوان المنوي " من رجل غريب متبرع

لزوجة رجل ما فهذا أصبح مقطوع الصلة عقال وواقعاوطبعا وشرع�ا .

فالولد للفرش وللعاهر الحجر .__________

391( الطب اإلسالمي . مقال أحمد شرف الدين : 1) 

وإذا كانت البييضة " من امرأة غريبة متبرعة لزوجة رجل آخر لقحت فيها ، فحينئذ انفصمت إحدى

الصلتين قطعا وهي " البييضة " من الزوجة ذاتهاوهذا معلوم االنقطاع عقال وواقعا . وطبعا وشرعا .

وإذا كان مجموع الخلية اإلنسانية " الحيوان المنوي " من الزوج و " البيضة " من الزوجة ، لكن زرعا أو

لقحا في رحم امرأة أجنبية متبرعة فالصلة الثانية لألم وهي " الحمل والوالدة " منفصمة قطعا : عقال

وواقعا وشرعا .وعليه :

فإذا انقطعت الصلتان من الزوجة فهى ليست أما بأي حال من األحوال . وال قائل باألمومة من

المسلمين وال من سائر البشر أجمعين .وإذا تحققت الصلتان كانت أما طبعا وواقعا وشرعا .

ل�ة� م�ن� ال� ان� م�ن� س� �ن�س� ن�ا اإل� ل�ق� د� خ� ل�ق� قال الله تعالى : } و�ك�ين� {12ط�ين� ) ار� م� ر� ة� ف�ي ق� ع�ل�ن�اه� ن�ط�ف� ( ث�م� ج�

وبإجماع المسلمين الضروري من الدين أن القرارالمكين رحم األم الشرعية ال غير .

�ن�ث�ى ) ي�ن� الذ�ك�ر� و�األ� و�ج� ل�ق� الز� �ن�ه� خ� أ قال الله تعالى : } و�ن�ى {45 ة� إ�ذ�ا ت�م� ( م�ن� ن�ط�ف�

فالنطقة المحترمة من جميع الوجوه هي التي منالزوجين وهي محل االمتنان من الله على عباده .

ولهذا قال سبحانه ممتنا على مريم عليها السالم :م�ك� ب�غ�ي�ا {

ا ك�ان�ت� أ� و�ء� و�م� أ� س� ر� �ب�وك� ام� ا ك�ان� أ } م�ات�ك�م� ال� ه� م�

ك�م� م�ن� ب�ط�ون� أ� ج� ر� الل�ه� أ�خ� وقال تعالى : } و�ي�ئ�ا { ت�ع�ل�م�ون� ش�

م� { ل�د�ن�ه� ئ�ي و� م� إ�ال� الال� ات�ه� ه� م�وقال تعالى : } إ�ن� أ�

ا م�ن� ل�ق� ات�ك�م� خ� ه� م�ك�م� ف�ي ب�ط�ون� أ� ل�ق� وقال تعالى : } ي�خ�

ل�ق� { ب�ع�د� خ�ات�ك�م� { ه� م�

ن�ة� ف�ي ب�ط�ون� أ� ج��ن�ت�م� أ� �ذ� أ إ وقال تعالى : } و�

ن�ا ع�ل�ى و�ه�ن� { ه� و�ه� م�ل�ت�ه� أ� م� وقال تعالى : } ح�

ا { ه� ع�ت�ه� ك�ر� ا و�و�ض� ه� ه� ك�ر� م�ل�ت�ه� أ� م� وقال تعالى : } ح�

فاألم في هذه اآليات هي األم الشرعية واألب المذكور في آيات كريمة وكثيرة من التنزيل هو :

األب الشرعي .__________

فاألبوة واألمومة الشرعية هي مجموع الهيئة الحاصلة لمولود وقع لقاحه وتكوينه بماء أبويه على فراش

الزوجية فحملته به أمه في بطنها مستقرا في رحمها قراره المكين ، فهذا هو المولود الذي يكتسب األبوة

واألمومة الشرعية ومتى اختلت واحدة من هذه الصالت الثالث فالحال كما علمت قبل في صدر هذه

القاعدة مفصال .والله أعلم .

القاعدة الثالثة : التدافع بين المضار والمنافع ، فحيث وقع التغلب

فالحكم للغالب منهما حال وحرمة ، وحيث استويا صارمجال نظر الفقية .

وعليه : فصور من التلقيح الصناعي تخضع لهذهالقاعدة فيخرج عليها بالمقابلة بين سوالبه ومنافعه . وهذا ما ستراه بإذن الله تعالى في بعض صوره التي

( .1يمكن تخريجها على هذه القاعدة )القاعدة الرابعة :

تفيد النصوص أن جسد اإلنسان ومنافعه مملوكة له لكن ليس له حق التصرف في هذا الملك إال في حدود

الشرع فتصرفه منوط بالمصلحة شرعا . فكما أن نعمة النظر مملوكة له فليس له مد نظره

إلى ما يحرم النظر إليه . وكما أن الشهوة مركبة فيه وشرع له إطفاؤها بماء

الزوجية حرم عليه إطفاؤها بماء الزنا واللواطة .

وكما ملكه الشرع أن يطأ لطلب اإلنجاب من ماء الزوجية حرم عليه اإلنجاب من غير ماء الزوجية

ووعاء الحمل ، فتدبر والله أعلم .القاعدة الخامسة :

أن مواطن الحاجات والضرورات ال يفتى بها فتوى عامة وإنما إذا ابتلي المكلف استعلم أظنها ممن

تسوغ فتياه لدينه وعلمه .القاعدة السادسة :

المتعين إخضاع الواقع لشريعة الله وعليه فال يجوزالعكس إجماعا .

__________398/ 3( الطب االسالمي : 1)

القاعدة السابعة : حفظ النسب والعرض من مقاصد الشرع األساسية

وهما من الضروريات الخمس التي دارت عليها أحكامالشرع .

فهذه الخلية اإلنسانية من حيث دفقها بل وقبل ذلك وفي جميع مراحل تكريمها ونموها إلى استهاللها

يجب أن تكون بيضاء نقية خالية من أى شيء يخدشها أو شكوك تحيط بها أو مخاطر تحف بها فهى بالغة

الحساسية في التأثر بما يخل بكرامتها وقيمتهااإلنسانية ذات محل للعقل وتحمل للحنيفية السمحة .

ولهذا صار من قواطع األحكام في اإلسالم : تحريمالزنا والقذف وسد جميع األبواب الموصلة إليهما .

فكم من إشارة ستكون حول هذا المواليد الصناعيةوكم من تساؤل واستفهام ؟

وقد هيأ الزوجات مجاال واسعا للخدش بالقذفوالتجريح ؟

فماذا سيكون وضع أمة مشكوك في أصل بنيتهاوتكوينها ؟

إن الشرع المطهر يوصد كل باب يوصل إلى ما هو أقل من هذا مما هو معلوم لكل من خبر الشريعة في

مصادرها ومواردها . والله أعلم . إن هذه القاعدة سد منيع للتالعب بالخلية اإلنسانية

والبنية اآلدمية . فلنقل : ما هو حجم االضطرابات والشكوك ، وعوامل

التجريح والخدش التي ستحدثها هذه النازلة في اآلدميين . وما هي آثارها على النظام االجتماعي

وترابطه مكرما بأسباب هندسة الطب للبشر وجعلهساحة للتجارب كاألمصال للبقر ؟

وما مدى صدمات المستقبل التي سيواجههااإلنسان ؟

وما مدى اضطراباته العارمة الهادمة لبنيته ؟ وما مدى سحق الطفل األنبوبي والمولود الصناعي

للمولود الطبيعي ؟ وبالتالى ما مدى سحق هذا لألخالق والفضائل

والكرامة والتكريم من الرب الرحيم بعباده بمسار هذااآلدمي في جوهر نظيف يحمد الشرع الحنيف .

ت�ن�وك� ع�ن� ب�ع�ض� م�ا ه�م� أ�ن� ي�ف� ذ�ر� قال الله تعالى } و�اح��ل�ي�ك� { ل� الل�ه� إ �ن�ز� أ

وعليه : فإن كل ما يفضي أو يغالب حفظ اإلنسان واألعراض

محرم شرعا .القاعدة الثامنة :

واجب حملة الشرع من أهل العلم تمحيص مكتسبات العلم الحديث على ضوء التنزيل منعا للمسلمين من

( .1التلبس بشطحات وهفوات العلم الحديث ) وواجب أهل اإلسالم عدم اإلقدام إال بعد الفتيا من

علماء الشريعة المستضيئين بنورها. والتولي عن هذين الواجبين سقوط في الحظر . قال

ا ي�ر�يد� الل�ه� أ�ن� �ن�م� اع�ل�م� أ ل�و�ا ف� إ�ن� ت�و� الله تعالى } ف�

ون� ق� اس� ا م�ن� الن�اس� ل�ف� إ�ن� ك�ث�ير� م� و� م� ب�ب�ع�ض� ذ�ن�وب�ه� يب�ه� ي�ص�. }

__________142 - 141( اإلنجاب : 1) 

المبحث الثالث : فى تفسير مصطلحات طبية ونحوها يذكرها الباحثون

في هذه النازلة .األمشاج :

ان� م�ن� �ن�س� ن�ا اإل� ل�ق� �ن�ا خ� هى األخالط قال الله تعالى } إا { . ير� يع�ا ب�ص� م� ع�ل�ن�اه� س� ج� اج� ن�ب�ت�ل�يه� ف� م�ش�

ة� أ� ن�ط�ف� فيتكون من الماءين نطفة األمشاج هذه " الزيجوت "

المتكونة من التحام نواة البييضة من األنثى بنواة الحيوان المنوي من الرجل فيتحدان وعندئذ يحصل

التالقي والتالقح وتنتقل إلى ما حدده الله بقولهك�ين� { . ار� م� ر� ع�ل�ن�اه� ف�ي ق� ج� } ف�

وإذا ما تم هذا التالقح بينهما بدأت هذه البييضة الملقحة تنقسم انقساماتها المعروفة المتتالية

الخلية األمشاج " الزيجوت " المكونة من التحام نواة البييضة بنواة الحيوان المنوي : تنقسم فتصبح الخلية

واألربع ثماني ....خليتين .. والخليتان أربعا ثم تدخل فيما يعرف باسم مرحلة ) التوتة ( وذلك في

اليوم الرابع منذ التلقيح ، ألنها تشبه ثمرة التوتة المعروفة . ثم تتحول هذه التوتة إلى ما يعرف باسم

" الكرة الجرثومية " في الرحم . وفى هذه األمشاج يقول الطبيب / حسان حتحوت كما

:217في كتاب اإلنجاب : الحيوان المنوي والبويضة كزراعي المقص كل منهما

ال يقص فإذا اشتبكا كان المقص وكان مكونا منهما

فإذا التحما كانت خلية واحدة....معا هي بداية الحياة اإلنسانية أول دور

في تكوين اإلنسان . وتنقسم بعد هذا 128 - 64 - 32 - 16 - 8 - 4 - 2إلى

وهكذا وتبتدئ بالتدرج تكوين خاليا منها كبيرة قليال وصغيرة ومتوسطة

وعلى مدى شهرين يتكون إنسان " انتهى...صغير ثم يأخذ في النمو

باختصار . ( مصطلح فقهى قديم يعني :1 ( )1االستدخال : )

حقن ماء الرجل في قبل المرأة وقد رتبوا عليه أبحاثافي حكمه ، وحكم طالق من استدخلت مني زوجها . األم المستعارة : وهي التي نقل إلى رحمها البييضة

اللقيحة وتسمى أيضا " مؤجرة البطن " .البييضة :

وهى المعبر عنها لدى األطباء بلفظ " البويضة " ( وهي هنا : مني2وتصغير بيضة في اللغة : بييضة )الزوجة أو يقال : خلية األنثى " .

__________ ،3/245 ، 3/291، 3/243( شرح المنهاج : 1)

.397 ، 3/393 . والطب اإلسالمي : 2/248 ، 3/347 .16والبار : /

.488( اإلنجاب : 2)الحاضنة :

والشيخ ابن محمود في رسالته " الحكم اإلقناعي " يرفض هذه التسمية ويقول :13ص /

) إن هذا من باب الحقائق فإنه ال حضانة إال للطفل الصغير متى خرج إلى الوجود حيا وما دام في بطن

أمه فإنه يسمى حمال ، وأمه حامال . ال يقال حاضنة ( .

وهذا تفريع منه على أن الولد لصاحبة الرحم التي ولدته ال لصاحبة البييضة وأن حكمه حكم ولد الزنا "

الولد للفراش " والله أعلم .وتسمى أيضا : " األم المستعارة " :

الحوين :( .1هو ماء الرجل ، أى " الحيوان المنوي . )

ل�ي�ن�ظ�ر� وخلية المرأة " البييضة " قال الله تعالى } ف�ل�ق� ) ان� م�م� خ� �ن�س� اء� د�اف�ق� )5اإل� ل�ق� م�ن� م� ج� م�ن�6( خ� ر� ( ي�خ�

ائ�ب� { ) الت�ر� ل�ب� و� (2ب�ي�ن� الص� فإذا التقيا واختلطا سيما باألمشاج . ويقولون :

الحيوان المنوي والبييضة كذراعي المقص كل منهما ال يقص فإذا اشتبكا كان المقص ، وكان مكونا منهما

معا ، وحينئذ تكون األمشاج .الرحم :

ع�ل�ن�اه� ج� هو القرار المكين المذكور في قوله تعالى } ف�ك�ين� { وهو " الحوض الحقيقي " الذي ار� م� ر� ف�ي ق�

تلتقي فيه الخليتان من ماء الزوجين وحينئذ تعلق فيجدار الرحم وتصبح علقة عالقة .

تم تنمو بعد ذلك نموا طبيعيا إلى مضغة ، ومن مضغة إلى عظام يكسوها اللحم ثم ينشئها الله خلقا آخر

(3فتبارك الله أحسن الخالقين )الرحم الظئر :

الظئر بكسر الظاء المشالة بعدها همز هي : العاطفة على ولد غيرها المرضعة له في الناس وغيرهم

وجمعه " أظئر " و " آظار " كما فى : تاج العروس مادة " ظئر "460 / 12

ومن هنا قيل للبذرة األنثوية " البيضة " من امرأة بعد تعرضها لمني الزوج مثلها حتى يلتحم بها ثم إيداع

ذلك في رحم امرأة أخرى ، قيل لذلك " الرحم الظئر( وهذا اكتسب بعد اسم : " شتل الجنين " .4" . )

شتل الجنين :

الشتل: القطع " شتل الجنين هو واحد من المصطلحات للرحم الظئر وحقيقته : أن يجامع رجل

امرأته التي هي غير صالحة للحمل ، ثم ينقل الماء منها إلى رحم امرأة ذات زوج بطريقة طبية فتحمله

( وطريقة النقل هذه هي " الشتل5إلى نهاية وضعه ). "

ويعترض الشيخ ابن محمود فى : رسالته على تسمتيه " الجنين " وإنما يسمى " منيا " لقوله تعالى :

ل�ق� ) ان� م�م� خ� �ن�س� ل�ي�ن�ظ�ر� اإل� اء� د�اف�ق� {5} ف� ل�ق� م�ن� م� ( خ�

إلخ ....فال يكون جنينا حتى تنفخ فيه الروح وتسمى الحاملة به أيضا " المضيفة

. " قناة فالوب : القناة هنا هي الطريق الطبيعي التي

تصل بين الرحم والمبيض . وسميت بذلك : نسبة إلى( .6عالم التشريح اإليطالى الذي اكتشفها )

__________448( اإلنجاب : 1) .7( البسام : 2)( البار .3) .189( اإلنجاب : 4) ، الطب اإلسالمي :12 ، 6 ، 2( الحكم اإلقناعي : 5)

، مجلة العربي مفاد : الطبيب حسان404 ، 3/392488حتحوت ، وعنه فتاوى معاصرة :

.42( الزرقا : 6) 

واذا اعترى القناة انسداد أو غياب صار سببا لعدم( .1قابلية الحمل )

ويحسن أن نسميها قناة الرحم " كما يفيد ذلك إطالق( .2 . وتسمى " البوق " )7الطبيب : محمد البار :

اللقيحة :( .3هى البيضة الملقحة )

المضيفة : المرأة األخرى التي ينقل إلى رحمها البييضة اللقيحة

( . وهي أيضا " الحاضنة " .4) مؤجرة البطن ، وتسمى أيضا األم بالوكالة ، وتسمى

( .5أيضا أجنة بالوكالة ) المتبرعة : وهي التي تتبرع ببيضتها المرأة أخرى ذات

( .6زوج )المانحة : وتسمى المتبرعة بها : المانحة أيضا .

الميزان العصبي : هو البداية األولى لتكوين الجهاز( .7العصبي بعد اليوم الرابع عشر من التلقيح )

المبحث الرابع :( :8تاريخ نشوء هذه النازلة زمانا ومكانا )

أول مولود أنبوبي خرج إلى العالم هي : لويزا 10بروان ، التي ولدتها ليزلي بروان " وذلك في

م . وذلك في بريطانيا على يد1977نوفمبر عام الطبيبين استبتوا ، وأدواردر إذ قاما بتلقيح بويضتها

بماء زوجها فاشتهرت هذه الطفلة باسم " طفلة األنبوب " وتفجر بركان خبرها في العالم ، وشغل

وسائل اإلعالم ، فصار حديث الساعة ، ثم توالت مواليد أطفال األنابيب إلى المئات في أنحاء العالم

منهم مجموعة من التوائم . وفى أعقاب ذلك تولدت أيضا مجموعة من القضايا والمشاكل األخالقية ، وأثارت الشكوك واالشتباه ،

وصار العالم الغربي بين القبول والرفض حتى قال رائد هذه النازلة الطبيب " أدواردر " : " إن هناك حاجة صارخة إلى وضع إطار آداب وأخالقيات هذا

الميدان". ثم خرجت بعد أول طفلة من الرحم الظئر لكن في

أعقاب والدتها دخلت قضيتها المحاكم اإلنجليزية ذلك ألن األم بالوكالة أو الرحم الظئر رفضت تسليم

الطفل لصاحبة البييضة بعد والدتها على الرغم من

أنها وقعت عقدا بتسليم الطفل بعد أن تلده لصاحبةالبييضة .

__________ .6 ، والبار : 189( اإلنجاب : 1)188( اإلنجاب : 2) أحمد شرف الدين .391 / 3( الطب اإلسالمي : 3) مقال ألحمد شرف3/391( الطب اإلسالمي : 4)

الدين .467( انظر في هذه األسماء اإلنجاب 5) .15( البار : 6) .5( البار : 7) ،194( انظر : البار : وكتاب اإلنجاب الصفحات : 8)

197 ، 199 ، 200 ، 201 ، 215 ، 217 ، 218 ، 226، 228 ، 230 ، 231 ، 467 ، 469.

  ثم تنوعت أساليب وصور : طفل األنابيب و : التلقيح

الصناعي . وجدت بعد هذا قضايا مهمة في هذا المضمار إذ الطب الغربي بمهارة يضرب السبل التي تجعل بني اإلنسان

" ساحة تجارب ، ومعمل اختبار فما جد في ذلك .

بنك المني .-1 تجميد األجنة .-2 زرع الخصية .-3 زرع الرحم .-4 إجارة البطون ، ويسمين ، -5

مؤجرات البطون ، أو أمهات بالوكالةأو أجنة بالوكالة .

األم المتبرعة أى ببيضتها . -6

األب المتبرع أى " بمنيه " -7 المعروف قديما في صعيد مصر باسم

الصدفة . تلقيح االستبضاع . -8 زرع المبيض . -9

مواليد الكاتلوج . -10 الحمل بعد الوفاة لزوجها وهذا -11

الواقعات مواليد . طفل األنابيب . -12 التلقيح الصناعي . -13 الرحم الظئر " الحاضنة " والتي -14

توسعت إلى مؤجرات البطون كما (5تقدم برقم ) المبحث الخامس :

فى والئد هذه النازلة التي تستحق البحث والدرس من أهل الصنعة والعلم لبيان الحكم الشرعي فيها

للناس تكليفا ووضعا : وقد تقدم ذكر رؤوس المسائل لها فى : المبحث

الرابع .__________

المبحث السادس :فى صور هذه النازلة :

ليعلم أن هذا االصطالح " طفل األنابيب " أصبح لغة ميتة إلنه يمثل اآلن واحدة من الصور وليس جميع

الصور وألن األنبوب أصبح البديل المستعمل " الطبق " فكان األولى أن يتحول إلى هذا اللقب " طفل

الطبق " كما تقدم في المبحث .

فصار " طفل األنبوب " واحدة من صور وأساليب ما اكتسب اسم " التلقيح الصناعي " والذي ذكرت فيالمبحث قيل أن االسم الذي يحسن التسمية به هو :

وهذه األساليب والصور آخذة في سبيل التكاثرواالنقسام .

وقد نهج الباحثون في تقسيم هذه الصور واألساليب إلى قسمين بحكم السبب الجامع الذي تندرج تحته

تلك الصور . لكن جرى الخالف في التسمية على ما(1يلى )

القسم األول: التلقيح االصطناعي الداخلي ، أو يقال اإلخصاب الداخلى ، أو يقال : التلقيح اإلخصابي

الذاتي : وهو ما أخذ فيه ماء الرجل وحقن في محله المناسب داخل مهبل المرأة زوجة أو غيرها . وفي

هذا صورتان . القسم الثاني : التلقيح االصطناعي الخارجي أو يقال

: اإلخصاب المعملي ، حيث يتم اإلخصاب في وسط معملي : وهو ما أخذ فيه الماءان من رجل وامرأة

زوجين أو غيرهما وجعال في أنبوب أو طبق اختبار ثم تزرع في مكانها المناسب من رحم المرأة وفي هذا

خمس صور . وفى الواقع أن هذا التقسيم هو باعتبار واحد هو : مكان اإلخصاب لكنه ينقسم أيضا باعتبار الماء إلى

قسمين: األول : تلقيح ذاتي أى بماء الزوجين ذاتهما في ذات

رحم الزوجة .وهذا له صورتان : واحدة داخلية وأخرى معملية .

__________ مقال : أحمد394 - 393 / 3( الطب اإلسالمي : 1)

350شرف الدين . وهو مهم ، وكتاب االنجاب :  

الثاني : التلقيح األجنبي وهو الذي يكون فيه أحد الماءين أو كالهما أجنبيا وينقسم باعتبار الرحم الذي

تزرع أو تستنبت فيه اللقيحة إلى ثالثة أقسام .األول : رحم الزوجة ذاتها .

الثاني : رحم ضرتها .الثالث : رحم امرأة أجنبية .

وتنقسم باعتبار الزوجية إلى قسمين : األول : ما يتم بين زوجين زوج وزوجته منيا وبييضة

ورحما . الثاني : ما كان فيه طرف ثالث أجنبي أو كان أجنبيا

متمحضا أو كان فيه طرفان أجنبيان .ثم هذان القسمان باعتبار الطريق على نوعين .

نوع داخلى .-1 ونوع خارجي معملي .-2

ومن هذه الصور ما يجمع هذه التقاسم أو بعضهافمثال .

ماء رجل وزوجة يلقح ماؤه ببويضة امراة أجنبية ثم تنقل من وسطها المعلمي إلى رحم زوجته أو أجنبية

أخرى سوى البييضة . فهذا تلقيح معملي أجنبيباعتبار البييضة أجنبي باعتبار الرحم .

هذا ما يمكن فيه تقسيم صور هذه النازلة التي حدثت حتى تاريخه ووصل إلينا علمها وأصبحت حقيقة

تنتظر الفتيا بشأنها . وبعد هذا فإلى بيان هذه الصور واألساليب على ما

يلي كما وردت محررة مبنية في قرار المجمع في عام2الفقهي اإلسالمي بمكة المكرمة رقم

هـ :1404 للتلقيح الداخلى فيه أسلوبان وللخارجي خمسة من

الناحية الواقعية بقطع النظر عن حلها أو حرمتهاشرعا ، وهي األساليب التالية :

فى التلقيح االصطناعي الداخلى

األسلوب األول : أن تؤخذ النطفة الذكرية من رجل متزوج وتحقن في

الموقع المناسب داخل مهبل زوجته أو رحمها حتى تلتقي النطفة التقاء طبيعيا بالبويضة التي يفرزها مبيض زوجته ، ويقع التلقيح بينهما ثم العلوق في جدار الرحم بإذن الله كما في حالة الجماع ، وهذا

األسلوب يلجأ إليه إذا كان في الزوج قصور لسبب ماعن إيصال مائه في المواقعة إلى الموضع المناسب .

__________ 

األسلوب الثاني : أن تؤخذ نطفة من رجل وتحقن في الموقع المناسب

من زوجة رجل آخر حتى يقع التلقيح داخيا ، ثم العلوق في الرحم كما في األسلوب األول . ويلجأ

إلى هذا االسلوب حين يكون الزوج عقيما ال بذرة فيمائه فيأخذون النطفة الذكرية من غيره .

فى طريق التلقيح الخارجياألسلوب الثالث :

أن تؤخذ نطفة من زوج وبويضة من مبيض زوجته فتوضعا في أنبوبة اختبار طبي بشروط فيزيائية

معينة حتى تلقح نطفة الزوج بويضة زوجته في وعاء االختبار ، ثم بعد أن تأخذ اللقيحة باالنقسام والتكاثر

تنقل في الوقت المناسب من أنبوب االختبار إلى رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة لتعلق في جداره

وتنمو وتتخلق ككل جنين. ثم في نهاية مدة الحمل الطبيعية هذه تلده طفال أو طفلة وهذا طفل األنبوب

الذي حققه اإلنجاز العلمي الذي يسره الله وولد به إلى اليوم عدد من األوالد ذكورا وأناثا وتوائم تناقلت

أخبارها الصحف العالمية ووسائل اإلعالم المختلفة ويلجأ إلى هذا األسلوب الثالث عندما تكون الزوجة عقيما بسبب انسداد القناة التي تصل بين مبيضها

ورحمها ) قناة فالوب ( .

األسلوب الرابع : أن يجرى تلقيح خارجي في أنبوب االختبار بين نطفة

مأخوذة من زوج ، وبويضة مأخذوة من مبيض امرأة ليست زوجته ) يسمونها متبرعة ( ثم تزرع اللقيحة

في رحم زوجته . ويلجأون إلى هذا األسلوب عندما يكون مبيض الزوجة

مستأصال أو معطال ولكن رحمها سليم قابل لعلوقاللقيحة فيه .

األسلوب الخامس : أن يجرى تلقيح خارجي في أنبوب اختبار بين نطفة رجل وبويضة من امرأة ليست زوجة له ) يسمونهما

متبرعين ( ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة أخرىمتزوجة .

ويلجأون إلى ذلك حينما تكون المرأة المتزوجة التي زرعت اللقيحة فيها عقيما بسبب تعطل مبيضها لكن

رحمها سليم وزوجها أيضا عقيم ويريدان ولدا .__________

 األسلوب السادس :

أن يجرى تلقيح خارجي في وعاء االختبار بين بذرتى زوجين ، ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة تتطوع

بحملها . ويلجأون إلى ذلك حين تكون الزوجة غير قادرة على

الحمل لسبب في رحمها ، ولكن مبيضها سليم منتج ، أو تكون غير راغبة في الحمل ترفها ، فتتطوع امرأة

أخرى بالحمل عنها .األسلوب السابع :

هو السادس نفسه إذا كانت المتطوعة بالحمل هي زوجة ثانية للزوج صاحب النطفة فتتطوع لها ضرتها

لحمل اللقيحة عنها .

وهذا األسلوب ال يجري في البالد األجنبية التي يمنع نظامها تعدد الزوجات بل في البالد التي تبيح هذا

التعدد . هذه هي أساليب التلقيح االصطناعي الذي حققه

العلم لمعالجة أسباب عدم الحمل .المبحث السابع :

فى تنزيل الحكم الشرعي على هذه النازلة : بعد استيعاب التصور لما وصل إليه الطب من طرائق

لإلنجاب ، وبيان تقاسيمها باعتبارات مختلفة فإن النظر الشرعي للفقيه يختبر أوصاف المحل بمنظار

الشرع المطهر حتى ينزل هذه الدخوالت منزلتها . لمعرفة المحرم لذاته فهو تحريم غاية ال مجال

إلباحته في أى حال . أو المحرم لما يحف به فهو تحريم وسيلة ، وهل يباح

بحال ؟أو المباح ؟

واالنفصال عن هذا في الفروع اآلتية :الفرع األول :

ماءان أجنبيان في رحم امرأة متزوجة أو أحد الماءينأجنبي .

__________الفرع الثاني :

الماء من الزوجين في رحم الزوجة ذات البييضة بعدوفاة زوجها .

الفرع الثالث :الماء من الزوجين والرحم أجنبي من الزوجية .

الفرع الرابع : الماء من الزوجين في رحم زوجة له أخرى بتلقيح

داخلى أو خارجي .الفرع الخامس :

الماء من الزوجين في رحم الزوجة ذات البييضة بتلقيح داخلى أو خارجي . وتأسيسا على هذا التفريع

فإلى بيان ما يظهر فيها شرعا .حكم الفرع األول :

وهو ما كان فيه الماءان أجنبيين سواء في أجنبيةالحيوان المنوي والبييضة أو أحدهما.

فإذا حملت الزوجة من أجنبيين أو من بييضتها وماء أجنبي فهو حمل سفاح محرم لذاته في الشرع تحريم

غاية ال وسيلة قوال واحدا . واإلنجاب منه شر الثالثة هو " ولد زنا " وهذا ما ال

نعلم خالفا بين من بحثوا هذه النازلة . وهذا ما توجبه الفطرة السليمة وتشهد به العقول

القويمة وقامت عليه دالئل الشريعة . وقد أبان الشيخ محمود شلتوت عن مجامع االستدالل في هذا ،

بما يشفي ويكفي فيحسن329 - 328في فتاويه ص الرجوع إليه فإنه مهم .

حكم الفرع الثاني : تلقيح ماء الزوج بعد انفصام عقد الزوجية بوفاءة أو

طالق .حكم الفرع الثالث :

الرحم أجنبي مستعار : فهذان الفرعان يشملها حكم الفرع األول وهو

التحريم لعدم قيام الزوجية في الفرع الثاني والختالف رحم الزوجية في الفرع الثالث الذي هو من

دعائم الهيئة الشرعية المحصلة لألبوة واألمومة . وقد أثبتت اإلحصائيات واألخبار العالمية الموثقة

وجود أعداد غير قليلة من القضايا والمنازعات على المواليد من هذه الطرق بين ذات الرحم وذات الماء

وبين ذات الرحم وصاحب الماء وهكذا في سلسلةمشاكل طويلة الحلقات في ذات البنية اآلدمية .

كما أثبتت وجود ربع مليون طفل ال يعرف لهم أبنتيجة التلقيح الصناعي .

__________ 

حكم الفرع الخامس : ما كان فيه الماء من الزوجين في رحم الزوجية ذاتها

ذات البويضة حال قيام الزوجية بتلقيح داخلي أوخارجي :

وهذا الفرع محل خالف كبير بين علماء العصر علىأقوال :

األول : التحريم فيهما .الثاني : الجواز فيهما بشروط .

الثالث : الجواز في الداخلي دون الخارجي بشروط .الرابع : التوقف .

الخامس : أنه من مواطن الضرورات فال يفتى فيه بفتوى عامة وعلى المكلف المبتلى سؤال من يثق

بدينه وعلمه . هذا مع اتفاق الجميع على أن هذا الطريق يحف بهعدد من المخاطر والمحاذير وبيانها على ما يلى :

المخاطر والمحاذير : إن هذه المخاطر والمحاذير الشرعية هي واردة على

جميع أنواع طرق اإلنجاب لكن لما كانت األربعة األولى منها محرمة لذاتها فهو من باب حرمة الغايات

ال الوسائل أكتفي بذلك عن ذكرها معه أما في هذا الفرع الخامس فإن هذه المحاذير اعتبارا وعدما

يتأسس عليها القول بالحكم التكليفى جوازا أو منعا . ويمكن تكييف هذه المحاذير من خالل األبحاث

( :1الصادرة في ذلك على ما يلى : )

ففى النسب : االحتمال الكبير -1 الخطأ بأن تؤخذ عينة من شخص

وتنسب لشخص آخر ، فإذا استبدل عمدا أو خطأ ماء رجل أو بويضة امرأة

بآخر تحقق هدم المحافظة على النسب وحفظه من ضروريات

الشرع . وفي العرض : فإن هذا المولود -2

الذي حصل بطريقة يكتنفها اإلخالل سيعرض هذه البنية اإلنسانية إلى

توجيه الشكوك حولها . وتوسيع دائرة الكالم في الوسط االجتماعي تصريحا أو تعريضا ، والمحافظة على العرض

من ضروريات الشرع .__________

( بحث خاص الطبيب / محمد علي البار . قرار1) المجمع الفقهى بمكة المكرمة كتاب : اإلنجاب في

ضوء اإلسالم وليست هذه قضايا أعيان ال يحتمل وقوعها في المدينة الواحدة إال لفرد أو فردين بل لها صفة التكاثر واالنتشار ولتسبيبات يبديها المتاجرون

لتحسين النسل وأمن التشويه ، ونحو ذلك وحنيئذ على الصعيد بقوة الوضع : جنس موهوم النسب

مقذوف العرض . وهذا ما يأباه دين الله وشرعه . ) أ ( في مجموعة الضروريات الست التي جاء بها

الشرع وهي :

حفظ الدين .-1حفظ النفس .-2حفظ العقل .-3حفظ النسب .-4

حفظ العرض .-5حفظ المال .-6

ع الله أحكاما للمحافظة عليها فللمحافظة على شر� النسب شرع الله حد الزنا وحرم كل وسيلة تؤدي إليه

. وللمحافظة على العرض : شرع الله حد القذف ،

وحرم كل وسيلة تؤدي إليه . كل هذا محافظة على كيان المسلم وسالمة بنيته

ومعنويته وخلوصها من أى مؤثر على قوتها وشرفهاحسا ومعنى .

وعليه فإن طريق اإلنجاب هذه فيها محاذير على النسب وأخرى على العرض ، بل موجبات للشك في

شرعتيه أصال . ) ب ( وقد أثبت الواقع األثيم المطالبة بوجود بنوك

المني ، مراكز لحفظ المني " . وهذه سوق جديدة للمتاجرة بالنطف ووجود طراز

جديد السترقاق بني اإلنسان فأين هذا من تحططهمعلى اإلسالم ببيع الرقيق .

وعند قيام تلك فإن عامل الحصول على المال ونحن في عصر المادة واالستمتاع بالخالق - سيدفع من ال

خالق له بالتغرير بالرجل العقيم بأن ماءه يصلح لإلنجاب فيأتي محله بماء رجل آخر سليم من العقم

وهذا ليس ببعيد أبدا فهو امتداد... إلفساد قديم عرف بمصر باسم "

الصوفة " وهي طريقة بدائية تقوم على أساس من التضليل ذلك أن المرأة التي تشتكي عدم اإلنجاب

تذهب إلى من نصبت نفسها للعالج ، فتمدها المتطببة بصوفة فيها " ماء

رجل أجنبي لتضعها في قبلها فتحمل على أساس أنه دواء وترتب لها أن

يواقعها زوجها بعد فستحملين بإذن الله تعالى . فحملت المرأة ففوجئ

زوجها بهذا ألنه يعلم أنه عقيم ال يولد له ، فرفعت القضية للمحكمة

وانكشف القصة " قصة الصوفة " واتضح أن الولد من ماء أجنبي فهو

منفي النسب من زوجها .__________

فهذه القصة عملت عملها تحت ستار العالج على شكل شعبي ، واليوم تأتي نفس النتيجة على مستوى الطب الحديث بالتالعب العضوي في الخاليا اإلنسانية

بل في هذا تجسيد لطموحات أخرى أخذت تستغل في : الحيوان والنبات ، وبدأ تطبيقها على اإلنسان في

عدة مظاهر منها :

بحث التحكم في جنس الجنين-1يكون ذكرا أو أنثى .

إشباع الرغبة بجهاز إلكتروني .-2 وفى مسائل اإلمام أحمد بحث في حكم األكرميح وهو

القضيب المصنوع كما في بدائع الفوائد البن القيمرحمه الله تعالى .

تكاثر الخاليا الجسدية بتحويلها إلى-3خاليا جنينية .

وجود إنسان مجتر بخلط خالياه مع-4خاليا بهيمة .

والنتيجة : أن هذه نتائج وخلفيات تالية ال يسوغ التمهيد لفتحها ودخولها على النوع اإلنساني بصفة

عامة وال على المسلمين بصفة خاصة . وعليه : يتعين سد أى وسيلة إلى هذا وأن هذا

الطريق من طرق اإلنجاب هو عتبه الدخول للخوضفي هذه الباليا ؟

) ج ( أن هذه الطرق موصلة إلى المواليد التوائم ومعلوم ما في هذا من مضاعفة الخطر على المرأة

وذلك أن الطبيب...في حملها ووضعها عندما يشفط من مبيض المرأة

مجموعة من البويضات قد تصل إلى اثنتي عشرة بييضة يضعها في طبق اختباره " أنبوبة االختبار " لتلقيحهن والطبيب إذا أدخل بوضية واحدة فإن

10نسبة النجاح ضئيلة جدا ال تتجاوز % ولهذا ولتطلعه لنجاح اللقاح فإنه

يدخل بويضتين فأكثر وقد يحصل بإذن الله تعالى نجاحها فتعيش األم تحت

الخوف والخطر . ومعلوم أن اإلنسان ال يسوغ له التصرف في بدنه بما

يلحقه الضرر والهالك . ) د ( ومن وراء هذه المخاطر مشكلة أثارت ضجة

كبرى في الغرب وهي : أنه من مزاولة العملية المذكورة يبقى لدى الطبيب في المختبر مجموعة من

البويضات الملحقة مجمدة " األجنة المجمدة " تحسبا لفشل العملية ليقوم بإعادتها مرة ثانية وهكذا ؟ لكنفي حال نجاحها ما هو مصير هذه األجنة المجمدة " .

__________

  فهو سبيل لنقلها إلى أجنبي عنها وهذا ينسحب عليه

الحرمة القطعية كما فى : النوع األول من طرق اإلنجاب ، فقد وجد مجموعة من النساء يلقحن من

ماء رجل واحد فكأنهن أبقار يلقحن من ثور واحد ؟ وهو سبيل لتنميتها في المختبر وإجراء تجارب طبية

عليها وفي هذا اعتداء على الحرمة اإلنسانية . وهذا السبيل محل جدل عنيف بين الكفرة منعا

وجوازا !! . وهو سبيل إلى إتالفها حال نجاح العملية وهذا أمر مستبعد في عرف األطباء ألنها عملية صعبة يتعسر

الحصول عليها وتوفيرها يدر أرباحا كبيرة وخاصة فيالمستشفيات التجارية .

) هـ ( أثبت الطب ازدياد نسبة تشوهات األجنة بطرقه الحديثة هذه وذلك أن الطب الحديث اكتشف فى : الطريق الطبيعي الشرعي لإلنجاب وجود مقاومة

للحيوانات المريضة والمصابة في صبغتها ، وهذا مايفتقده التلقيح الصناعي .

) و ( بل ثبت في الواقع األثيم الظالم ، وجود شركات لبيع األرحام وتأجيرها ، وشركات لبنوك

وشركات...المني وبيع مني العباقرة والفنانين لبيع الحيوانات المنوية والبويضات . وقد ثارت قضايا أمام القضاء بأنها مثال رغبت ماء

رجل أبيض فولدت أسود أو بالعكس أو أنها حصلت على ماء رجل مصاب بمرض جنسي ، وهكذا ما يثبت أن الطب الغربي أخذ بتقدمه الجنوني إلى إعمال :

االنهيار األخالقي والكيان اإلنساني من أساس بنيته . والله سبحانه لم يمنن على خلقه بخلقه لهم إال

بطريق اإلنجاب الشرعي السليم من الشوائب فيالنسب والعرض .

) ز ( أن في طريق اإلنجاب هذه أبشع صورة للتعري وفحص السوءة أو السوئتين من رجل أجنبي عنها بل

وربما فريق عمل لها وعدم اإلنجاب ال يحتسبضرورة يباح في سبيلها هذا التبذل والهبوط .

هذه مجموعة من المخاطر والمحاذير التي تحصل فعال في هذه الطريق ، ويرتقب حصولها فيكون سببا

ووسيلة إليها . وعليه : فيظهر أن من نزع إلى المنع من باب تحريم

الوسائل وما تفضى إليه من هتك المحارم فإنه قد نزع بحجج وافرة . وما لبس المسلم في حياته

وآلخرته أحسن من لباس التقوى والعزة ، وعيشة في محيط الكرامة اإلنسانية وسالمة بنيتها ومقوماتها لتعيش في جو سليم من الوخز والهمس محافظا

على دينه وعلى نفسه ، وكما يحافظ على ماله من الربا وغباره يحافظ على نسبه وعرضه من إثارة

الغبار عليهما بالشكوك واألوهام التي تصرع شرفه وعزته وبالتالى تخل بتماسك أمته وحفظها

وصيانتها . وقد علم من مدارك الشرع أن جملة من المحرمات

تحريم وسائل قد تباح في مواطن االضطراروالضرورة تقدر بقدرها وعليه :

فإن المكلف إذا ابتلى بهذا فعلية أن يسأل من يثق بدينه وعلمه ، والله تعال أعلم ، وصلى الله على نبينا

محمد وعلى آله وصحبه وسلم .__________