صحيفة الغديرwww.zaymalbakri.blogspot.com

مكتبة العلويون

من كتاب

المسلمون العلويون بين "مفتريات األقالم وجور

"الحكام

لمؤلفه فضيلة الشيخ العلوي "حسين محمد المظلوم"

ننتقي الفصل التالي:

الشيخ "علي عزيز ابراهيم"

ودفاعه المشبوه عن العلويين

تمهيد. - محاولته تقسيم العلويين. - العشائرية واتهامات متفرقة. - الزكاة. - د.المساج -

الصيام. - الحج. - تحريم الخمر. - انعزال العلويين. - ماء الجبلين.الصالت بين عل - الجمود الفكري. - ثنائية الشريعة. - هل العلويون غالة؟ -

تمهيد. -

من أعجب العجب أن يتيه الغرور كلمة احلق بصاحبه إىل حد اإلدعاء بأن

من فمه, وكأنـها تنزيل من ال خترج إال عليم حكيم.

والشيخ "علي عزيز ابراهيم" يف معرض

كتابه عن املسلمني العلويني )حبجة الدفاع عنهم( حاول أن يقول ذلك,

وبال خجل ...

لقد اعترب نفسه ومن دون وجه حق الناطق الرمسي باسم هذه الطائفة, فراح

اء عنها, وميحو ما يشاء يثبت ما يش

منها, ويقدم ويؤخر على هواه, ويقرر ويؤكد ما يراه, فاستبدل الدفاع باهلجوم,

وزاد على اهلموم مسوما.

أراد الدفاع عن العلويني كما ادعى فقال )ويا ليته ما قال(:

فإن من أدق األمور وأصعبها على -)ن ضمري الباحث األمني احملايد املتجرد ع

كل هوى, أو مصلحة, أو مأرب مادي أو زمين أن يكتب يف موضوع الطائفة العلوية اجلعفرية, فقد تشعبت األقوال حوهلا واختلفت وجهات النظر بني الكتاب الذين تداولوها اختالفا شديدا يصل إىل حد التضاد والتباين بني قائل بإسالمها ومعرتف بتشيعها اجلعفري

عشري, وبني مرج هلا من اإلمامي األثينربقة الدين وامللة والشريعة قائال فيها بالغلو والكفر, نافيا إسالمها وعروبتها, وألن العلويني حىت املاضي القريب مل يكونوا قادرين على الكتابة لتفشـي اجلهل الذي فرضه احلكام عليهم يف املاضي, وهذا الشد واجلذب جاء ألن

ال يريدون أن يفصحوا فريقا من القومعن أنفسهم بوضوح لباطنية مذهبية, أو سرية افرتض البعض أهنا أساس مقدس

ال جيوز املساس به, أو بسبب الغلو الذي مال إليه فريق منهم, وانقسم القوم إىل مثقـفني: منهم يف جانب من التفكري السوي, والعامة يف جانب آخر من

ركام املاضي, التفكري الذي حيمل وأوضار السنني, وعشائرية عمياء متثـل روح القبلية القدمية بسبب التعصب األعمى للباطل وباخلنوع املذل لزعيم

العشرية ومشائخها...(

وقال:)ابتليت األمة بفريق من جهلة املشائخ الذين وجهوا الدين وفق مصاحلهم فنشأت عقائد ال متت للدين بصلة منها

كانوا حىت األمس القريب ينذرون أنه املرأة للزيارة أو للمشائخ الذين صارت الزكاة وقفا عليهم خالفا للشرع

املقدس...وهؤالء املشائخ ال يأتون املساجد ألداء

صالة اجلمعة وال اجلماعة وال يف األعياد ومسلكهم هذا جعل بعض الناس

يقلدوهنم...املاضي ... وكان كثري من املشائخ يف

يدعون إىل تعطيل فرض الصيام يف شهر رمضان زاعمني أن الصيام كبقية

املفرتضات معرفة أشخاص وكفى. وأن الصوم هو صوام احلواس وليس الصيام عن األكل والشرب, وقد رأينا يف املاضي كيف أن معظم املشائخ كانوا يقاطعون احلج زاعمني أنه معرفة أشخاص فرض

وحمبتهم. وقد كان فريق كبري اهلل معرفتهم من املشايخ يف املاضي يزعمون أن اهلل مل

حيرم اخلمر وإنا أمر باجتناهبا...(

وقال:)وقد انقطع العلويون أكثر من ثالمثائة عام يف اجلبال عن العلم واحلضارة... واجليل ينشأ بعد اجليل... وقد سادهم

فيها الثالوث املدمر:واملرض مما يتحتم بسببه اجلهل والفقر

األرعن التقهقر, ثقافيا واجتماعيا, واقتصاديا, فانتشرت األمية املزرية باإلنسان وبنت هلا دولة خيم فيها اجلهل ونبتت فيها اخلرافات واألساطري واألوهام والشعوذة وأضاليل اجلن والطالسم, نعم مل يبق عندهم معاىف حمتفظا جبالله إال:

آن الكرمي, وأما السرية النبوية القر واحلديث الشريف فقد شوهه التحريف

على مرور األيام...(

وقال )بعد كالم له عن تقدم العلويين(

: )ولكن يالحظ أن القيم الروحيـة بدأت تنحسر شيئا فشيئا مع هذا املد التقدمي الغامر احنسارا يكاد يتناسب عكسا مع

ي. بسبب مجود املشائخ التقدم املادالفكري والعلمي وأميتهم الثقافية وتقليد العوام هلم تقليدا أعمى, فانصرف شرذمة من الشباب عن الدين وتوهـموا أن الدين هو بعينه تلك اخلرافات اليت مسيت عادات وتقاليد, على أن انصرافهم عن الدين جعلهم يشعرون بفراغ روحي راحوا

مبادئ وعقائد وضعيـة دون ميألونه من أن يفكروا يف غاياهتا... وأمـا مبادئ

–وعقائد اإلسالم السامية فقد ظنوها بال حتقيق وال متحيص, ونتيجة لردة فعل لتحجـر املشائخ, عاجزة عن مسايرة ركب احلضارة... والتقدم... فراحوا يهيمون يف صحارى املبادئ الوضعية

بني الغلو والفلسفة )كتاب العلويون ...اخل(

والتصوف والتشيع: الشيخ علي عزيز إبراهيم

.م(5991الصادر عن مؤسسة األعلمي

هذا ما قاله الشيخ علي عزيز إبراهيم يف معرض )دفاعه( عن املسلمني العلويني!

فلم يرتك شاردة وال واردة قيلت حبقنا قدميا وحديثا على جهة اإلساءة إال

اته, وإن إبن تيمية مع وأكـدها يف كتابشدة تعصـبه علينا وبغضه لنا مل يتهمنا بكل هذه اإلهتامات اليت أتى على

ذكرها.

لقد اعرتف هذا الكاتب بدقـة املوضوع وصعوبته, وعلـل ذلك بتضاد األقوال وتباينها, فلو أنـه نقل عنها بأمانة, وكتب بصدق, واكتفى مبا أعلنه القوم عن

ا هو احلق( ملا وجد أنفسهم )وهذ صعوبة يف ذلك.

ولكنـه كغريه ترك احملكمات الصرحية وهام بكليـته خلف املتشاهبات القبيحة اليت ألصقت بالقوم يف املاضي البعيد

والقريب.

هذا الكاتب ولألسف الشديد مع أنـه عاصر القوم وحاور علماءهم جيهل حقيقتهم أو يتجاهلها لغاية يف نفسه

هلها.لسنا جن

لقد صدق كل ما قيل فيهم واعتربه من سلـمات, واألبعد منه عنـا كذب هذه

امل

املفرتيات ورفضها برمـتها واعتربها من املوضوعات, وشكـك بقائليها أصحاب الغايات, جملرد أنه عايشنا عن كثب ونقل عن الثقات, وهذه نقطة سوداء تسجل يف صحيفته املليئة باألخطاء إذ

أنـه يعترب نفسه مسلما علويا!.

فأول المالحظات التي نسجلها عليه ونرد عليها هي قوله:

)إن العلويني حىت املاضي القريب مل يكونوا قادرين على الكتابة لتفشـي اجلهل الذي فرضه احلكـام عليهم يف املاضي. وهذا الشد واجلذب جاء ألن

يفصحوا فريقا من القوم ال يريدون أنعن أنفسهم بوضوح لباطنية مذهبية, أو سرية افرتض البعض أنـها أساس مقدس ال جيوز املساس به, أو بسبب الغلو

الذي مال إليه فريق منهم(.

أقول:

فليخجل من نفسه هذا املغرور املتحامل, فالعلويون مل يكونوا جهالء كما يظن ويدعي بل كان وما يزال فيهم

والفقهاء واألدباء والشعراء الذين العلماء ال جيارون بفضل, وال يقاسون بغريهم, وإن عدم كتابتهم يف املاضي مل يكن بسبب اجلهل املتفشي كما تصور, بل سببه احلقيقي هو ما فرض عليهم من قبل احلكـام الظـالم الذين كانوا عليهم باملرصاد, فال يسمحون هلم بالتعبري عن

وإبداء رأيهم يف القضايا املتعلقة أنفسهم هبم دينيا, حىت جمرد الصالة على مذهب أهل البيت )ع( فلم يكن يسمح هلم بأدائها بل كانوا جمربين على إقامة الصالة وفق املذهب احلنفي, وهو املذهب الذي كان معموال به يف العصر

العثماين.

وإن هذا الضغط الذي ال يطاق كان هو ل األساسي والسبب املباشر لعدم العام

كتابتهم.

وما أن أفل سلطان الظلم والتعدي والطغيان حىت بادروا إىل اإلعالن عن أنفسهم, وأصدروا كتاباهتم ومقاالهتم

النثرية والشعرية اليت طار صيتها يف اآلفاق واطـلع عليها القاصي والداين والدالة على سالمة عقيدهتم العلوية

ذهبهم اإلمامي.وصحة م

أمـا التعليل الثاين الذي افرتضه أو أكـده فباطل من أساسه وال صحة له فال باطنيـة يف مذهبهم, وال سرية يف عقيدهتم, وإنـما التقية اليت اضطروا إىل استعماهلا قسرا, وعدم تفهم البعض هلا, سببت اهتامات كثرية افتعلتها جهات

مغرضة.

لعلوي إىل استعمال تقيته لقد اضطر ااملشروعة عند احلاجة حفاظا على نفسه, وحقنا لدمه فاتـهم بالباطنية والغلو عند

منكري التقيـة.

أما الغلو فال اساس لوجوده عند أي فريق منهم فكلهم فريق واحد ومذهب واحد, ظاهره اإلقرار بالشهادتني, وباطنه

اإلقرار بالشهادتني.

حاولته تقسيم العلويين.م -

مث قسـم العلويني إىل خاصـة وعامـة, بقوله:

)وانقسم القوم إىل: مثقفني منهم يف جانب من التفكري السوي, والعامـة يف جانب آخر من التفكري الذي حيمل ركام املاضي, وأوضار السنني, وعشائرية

عمياء متثـل روح القبلية ومشائخها(.

فأقول: ها ال ختلو طائفة من الطوائف من إنـ

وجود طبقتني إن جاز التعبري, طبقة العلماء, وطبقة املتعلمني, ولكن هذا ال يعين أن الطبقة العامـة أي طبقة املتعلمني )حتمل ركام املاضي وأوضار السنني( كما أفرز هذا الكاتب الذي أراد أن يتهرب

ه من اتـهام سائر العلويني بالغلو فوجـ محلته اإلتـهامية على عامـتهم مستغال طهارهتم وطيبتهم, ومتجنـبا اتـهام العلماء خوفا من أقالمهم الناطقة ومن الوقائع

اليت تدحض مفرتياته.

وأراد بركام املاضي الذي محـله للعامـة هو )الغلو(, والغلو كما أوضحنا يف عدة

, مواضع ال أساس لوجوده عند العلوينيعوامهم وخواصـهم وليس هو حالة طارئة سببه العزلة واحلرمان واجلهل واملشائخيـة اجلاهلة كما قال وعلـل. بل هو تعد سافر على هذه الطائفة من قبل فقهاء السوء وقـضاة الرشوة, املعروفني بأزالم األمراء, وأجراء امللوك والسالطني.

ستحدث ال

ينطبق إن هذا التقسيم امل

على العلويني ال من قريب وال من بعيد, ثقفني علويا

ومبا أنـه يعترب نفسه من امل

فلن يستطيع أن يتـهم اجلميع بالغلو والتطرف ألنـه سيتـهم نفسه بالنهاية,

هذا من جهة.ومن جهة أخرى فإنـه هبذا التقسيم قد

جنـب نفسه املوقف احلرج الذي بل العلماء الذين سيتعرض له من ق

حاورهم وحتقق منهم صحـة العقيدة, هذا إن كان يعرف أن مييز ما بني

الصحيح والفاسد.

وختاما نقول أن غايته األساسية من هذا التقسيم الذي ال وجود له هو طرح

نفسه كمرشد للطبقة العامـة ومنقذ هلم من فساد العقيدة.

لسنا حباجة إىل وهنا أقول له ولغريه: أنـنا

مرشدين ومنقذين من أمثاله خيتلقون وجود داء عند قوم أصحـاء ليظهروا على الساحة العامـة بصفة أطبـاء, فإن كان به

داء أعياه فلدينا من الدواء ما يتمنـاه.

العشائرية واتهامات متفرقة. -

أمـا العشائرية العمياء اليت حتدث عنها ذل لزعيم العشرية ومشائخها واخلنوع امل

فتلفيق مبالغ به, روج له البعض تشويها علينا, فالتعصب األعمى ليس من ذل

صفات العلوي وأخالقه, واخلنوع امل

أبعد األشياء عنه, فالعلوي ال يتعصب وال خيضع إال للحق مهما كانت الظروف قاسية, والعلويون إخوة أينما

افات بينهم, فال كانوا ومهما بعدت املسعشائرية تفرقهم, وال زعيم يقسـمهم وإن محلة األمري "حسن بن مكزون السنجاري" للدفاع عن إخوانه املضطهدين خري برهان على ذلك, وإن احرتامهم ملشائخهم, ومراجعهم ال يعترب

ذال ألهنم يـرون فيهم أمسى مكارم األخالق, والصفات احلميدة. وإن هذا

حرتام هلو دليل عافية وخري, وإن مل اإل يسر اآلخرين.

فالعشائريـة اليت أججها معاوية وابنه يزيد ال وجود هلا عند العلويني فليبحث عنها

يف مكان آخر.

أمـا قوله: )إن األمـة ابتليت بفريق من جهلة املشائخ الذين وجهوا الدين وفق مصاحلهم فنشأت عقائد ال متت إىل

الدين بصلة(.

فهذا كالم إن دل على شيء فإنـما يدل على أن هذا الكاتب ال حيرتم نفسه, وال يتمتـع بأدىن مستوى من مكارم األخالق, فكيف يسمح لنفسه أن يطلق هذا الوصف الشائن على الشيوخ العلويني, ويتـهمهم بأنـهم وجهوا الدين

نا أمساء وفق مصاحلهم؟ وملاذا مل حيدد لهذا الفريق الذي نعته هبذا النعت,

واتـهمه هبذا اإلهتام؟

فشيوخ هذه الطائفة كانوا وما زالوا رجال علم وأخالق, يتمتـعون بأمسى معاين الفضيلة, وجيتنبون سائر األوصاف الرذيلة, مل يوجهوا الدين وفق مصاحلهم

بل حافظوا عليه, –كما ادعى –وأرشدوا األمـة إىل وعملوا على تطبيقه,

التمسـك بالثقلني كتاب اهلل والعرتة.

وأمـا قوله )عن وجود عقائد نشأت ال متت إىل الدين بصلة(, فكنـا نتمنـى أن خيربنا عنها, فهل أراد هبا ما نقله يف كتابه عن اآلخرين, فإن كان هذا مراده, فنقول له أن هذه العقائد أنشأها

ها إلينا, وقد أوضحنا اآلخرون ونسبو ذلك يف مواضع عدة.

وأمـا العقائد العلوية فمنشؤها كتاب اهلل الذي يدعو إىل اإلميان باهلل ورسوله واليوم اآلخر, والتمسـك بوالية أمري املؤمنني وأبنائه املعصومني عليهم السالم.

الزكاة. -

وبعد هذا أتانا بتهمة مل يسبقه إليها القلقشندي, وابن األثري, الشهرستاين, و

وابن تيمية, وغريهم, حيث قال: )إنـهم كانوا حىت األمس القريب ينذرون املرأة للزيارة أو للمشائخ الذين صارت الزكاة وقفا عليهم خالفا للشرع

املقدس(.

إن هذا الكالم اخلايل من النظام نقله عن الكاتب حممد علي إسرب صاحب

ليدنا" الذي ليس له كتاب "عاداتنا وتقا أي عالقة بعادات العلويني وتقاليدهم.

وكنت أمتىن أن يوضح لنا كيف تنذر املرأة للزيارة أو املشائخ؟

وحينما قرأت كتابه "العلويون يف دائرة الضوء" تبيـن لنا معىن كالمه, من أنـه أراد القول أن مهر املرأة هو الذي ينذر

, ومع هذا فإنـا (5)وليس املرأة عينها نقول له وملن نقل عنه:

إن هذا الكالم بعيد عن الواقع, خال من املنطق, جمانب للصدق, فمهر املرأة عندنا يدفع هلا كما أمر اهلل تعاىل يف

وآتوا النساء صدقاهتن حنلة فإن كتابه )ه طب لكم عن شيء منه نـفسا فكلو

( سورة النساء.4)هنيئا مريئا

واملسلم العلوي ال ينذر إال ما ميلكه, ومهر املرأة ليس من أمالكه بل هو ملك هلا, وعلى هذا األساس تسقط هذه الفرية الباطلة والتهمة العاطلة اليت

ألصقت بنا كغريها.

أمـا الزكاة الشرعية واليت هي ركن من فليست وقفا (2)سالميأركان الدين اإل

على املشائخ وحدهم كما حياول أن يؤكـد, بل توزع على أهلها ومستحقيها املنصوص عنهم يف كتاب اهلل, قال

ا الصدقات للفقراء تعاىل: ) إنها والمؤلفة والمساكني والعاملني عليـ

لغارمني ويف سبيل قـلوبـهم ويف الرقاب واالله وابن السبيل فريضة من الله والله

.(3)( سورة التوبة06)عليم حكيم وهي كما أوضحها اإلمام علي الرضا

)ع( بقوله:)والزكاة املفروضة من كل مئيت درهم مخسة دراهم وال جتب يف ما دون ذلك

درهم درهم وال وفيما زاد يف كل أربعنيجتب فيما دون األربعينات شيء, وال جتب حىت حيول احلول, وال تعطى إال

)حتف العقول: إلبن شعبة ألهل الوالية واملعرفة(

.احلراين(وهي جتب يف النقدين "الذهب

والفضـة". واألنعام الثالثة "اإلبل والبقر والغنم".

والغالت األربع "احلنطة والشعري والتمر والزبيب". وتستحب يف غريها.

وعلى هذا أقول:

إنـه يوجد بعض الشيوخ من هم فقراء ومساكني وعاملون عليها وغارمون, وهؤالء األصناف بصريح اآلية من مستحقيها, فلهم سهمهم والباقي

للباقي.ومنهم من هم أغنياء ميسورون وهي مفروضة عليهم كغريهم من أبناء هذا

ا كما فـرضت, أمـا الشعب وهم يؤدوهنالقول من أنـها )وقف عليهم( فال خيلو

من مبالغة مقصودة.

وأختم هذا الفصل مبا أورده العالمة الفيلسوف الشيخ يونس محدان بيصني )ق( يف كتابه "املبادئ واألحكام يف أصول الدين واإلسالم" حيث يقول يف

املطلب اخلامس عشر من البحث العاشر, حول الزكاة:

)إعلم أنـه ملا كان الدين اإلسالمي دين التعاون بكل ما يف هذه الكلمة من

وتـعاونوا على الرب والتـقوى وال معاين )( جعل اهلل تـعاونوا على اإلمث والعدوان

األغنياء وكالء اهلل يف أرضه, والفقراء حبني له, فإن خبل وكالؤه

على عبيده امل

أحبـائه أذاقهم الوبال الشديد, فكان هلذا التعاون األثر العظيم يف بث روح اإللفة واإليفاء والوداد, وقد ورد يف األثر "ال يؤمن أحدكم حىت حيب ألخيه ما حيب لنفسه" ففي هذا التعاون تنمو عاطفة الرمحة يف قلوب املؤمنني ليزدادوا إميانا مع

البؤس والشقاء عن إمياهنم وتدفع غائلةالفقري املسكني وتولد بني الناس الرتاحم وال حيسد فقريهم غنيـهم, ولعل أكثر األمراض اإلجتماعية املنتشرة يف العامل ترجع إىل عدم إخراج الزكاة اليت هي الدواء الشايف جلروح اإلنسانية وأوجاعها القاتلة وهلذا السبيل فرض اهلل الزكاة(

انتهى.

------------------------------------------

------------------ إن هذا التمويه ال خيلو من –( 5)

غايات سيئة, ومن توجيه إساءات مبطـنة.

الزكاة من الفرائض اخلمس, وهي –( 2)

يف اللغة النماء والطهارة, ويف الشرع عبارة عن إجياب طائفة من املال يف مال

. وقيل الزكاة مصوص ملالك مصوصصفوة الشيء وما أخرجته من مالك لتطهـره به, وهي حق معني عن األبدان

واألموال. عدمون الفاقدون –( 3)

الفقراء: هم امل ملا يرفع احلوائج احليوية.

املساكني: هم الذين دنا هبم فقرهم إىل املسكنة واملذلة..

العاملني عليها: الساعني جلمعها.م: هم الذين يعطـون سهما واملؤلفة قلوهب

من الزكاة ليسلموا أو ليدفع هبم العدو, أو ليستعان هبم على قضاء حوائج

الدين.

ويف الرقاب: كالرق الذي يكون يف كاتب الذي ال يقدر على

شدة, أو امل

تأدية ما شرطه ملواله على نفسه لعتقه. والغارمني: الذين ركبتهم الديون.

فظ اإلسالم ويف سبيل اهلل: حل واملسلمني, كاجلهاد وشق الطرق.. اخل.

وابن السبيل: املنقطع عن وطنه الفاقد ملا يعيش به...

المساجد: -

بعد هذه احلملة املسعورة على الشيوخ حول قضية الزكاة راح يتهمهم بنكران أركان الدين اإلسالمي كعدم الذهاب إىل املساجد ألداء صالة اجلمعة

عطيل فرض الصيام, واجلماعة, وتومقاطعة احلج, على أساس أنـهم )معرفة أشخاص( وجب حمبتهم, باإلضافة إىل اهتامهم بعدم حترمي اخلمر

بل اجتناهبا...

وهنا ال بد من دحض هذه المفتريات والمزاعم بالقول:

إن املساجد اليت بناها العلويون يف لبنان وسوريا تربو على املئتني, وكما هو

فإنـها ال ختلو من أئمـة وخطباء, معروفوهؤالء األئمة واخلطباء هم شيوخ علويون يديرون شؤوهنا على أمت ما يرام, صلون يؤموهنا بانتظام هم شيوخ

وامل

وغريهم. وإن وجد بعض الشيوخ من الذين ال

يذهبون إليها يوم اجلمعة فلعذر شرعي , وليس على جهة (5)أقرته كتب الفقه

اإلنكار كما يظن هذا الكاتب, فكيف ينكرون فرضا مفروض خاطبهم اهلل تعاىل

بإقامته وعدم التفريط به, قال تعاىل:يا أيـها الذين آمنوا إذا نودي للصالة )

من يـوم اجلمعة فاسعوا إىل ذكر الله ر ل كم إن كنتم وذروا البـيع ذلكم خيـ

( فإذا قضيت الصالة 9) تـعلمون فانتشروا يف األرض وابـتـغوا من فضل الله

( 56) واذكروا الله كثريا لعلكم تـفلحون سورة اجلمعة.

--------------------------------------------------------------

املعذورون من صالة اجلمعة: –( 5) –الكبري "أي الشيخ الكبري" –الصغري –املرأة –العبد –املسافر –اجملنون من كان على رأس –األعمى –املريض

فرسخني "أي ما يعادل إحدى عشر الصيب...اخل. –اخلائف –كيلومرتا"

الصيام: -

أمـا اهتامه لنا بأننا نقول )بأن فرضي يام واحلج مها معرفة اشخاص فقط(, الص

فهذا القول نقله عن ابن تيمية وغريه من املغرضني واحلاقدين, وهذه التهمة كررها عدة كتـاب نقال عن بعضهم البعض من

دون فحص كالببغاء.

فالصيام عندنا من العبادات الواجبة على كل مسلم ومسلمة لقوله تعاىل:

نوا كتب عليكم الصيام يا أيـها الذين آم )كما كتب على الذين من قـبلكم لعلكم

( أياما معدودات فمن 583) تـتـقون كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية

ام مسكني فمن تطوع خريا فـهو خيـر طع ر لكم إن كنتم له وأن تصوموا خيـ

شهر رمضان الذي ( 584) تـعلمون أنزل فيه القرآن هدى للناس وبـيـنات من

هر اهلدى والفرقان فمن شهد منكم الش فـليصمه ومن كان مريضا أو على سفر ة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر فعدة وال يريد بكم العسر ولتكملوا العدولتكبـروا الله على ما هداكم ولعلكم

سورة البقرة.( 581) تشكرون

فالصيام هو الركن الثاين من أركان العبادات وهو يف اللغة مطلقا اإلمساك, ويف الشرع عبارة عن إمساك مصوص يف وقت مصوص وهو اإلمساك عن األكل والشرب واجلماع من الصبح إىل

املغرب.

وهذا الفرض الشريف هو ركن يف كل دين مساوي كما دلت اآلية وهو هتذيب

ماعي, وتربية إرادية, وصرب وتضحية اجتوإيثار, ومنافعه اإلجتماعية والصحية واخللقية واملالية مجة, ال تكاد حتصر يف

كتاب.

وهذا الفرض يف اإلسالم أيام معدودات وهذه األيام هي شهر رمضان الذي أنزل

فيه القرآن. وقد تضمـنت آيات الكتاب لى إباحة الفطر ملن كان مريضا أو ع

سفر مع التزام القضاء يف أيام أخر. كما وإن الضعيف املزمن الذي يشق معه الصوم يبيح الفطر بال قضاء مع التزام

الفدية )طعام مسكني(.

وإذا حبثنا يف تاريخ الصوم تبيـن لنا أنـه مفروض على البشر من لدن آدم )ع( إىل عصر اإلسالم, وال خالف يف ذلك

رسلني.كما يعلم من شر ائع األنبياء وامل

فخالصة القول:

إن احلديث عن الصيام وفوائده وأحكامه واحلكمة منه حيتاج إىل جملدات عديدة.

الحج: -

أمـا احلج الذي اتـهمنا )صاحبنا( بأنـنا نقاطعه فهو عندنا ويف مفهومنا ومنهاجنا: الركن الثالث )بعد الصالة

, وهو يف والصيام( من أركان العبادات اللغة القصد.

ويف الشرع الشريف: قصد لبيت اهلل احلرام بصفة مصوصة يف وقت مصوص

بشرائط مصوصة.وهو من أركان اإلسالم. قال تعاىل: ولله على الناس حج البـيت من استطاع )

( سورة آل عمران.99... ) إليه سبيال

ماعي يف اإلسالم إذ واحلج أكرب ركن اجتفيه يتمكن املسلمون من اإلجتماع يف مكان واحد يف يوم واحد, يشهدون منافع هلم, ويذكرون اهلل يف أيـام معدودات, ويتوبون إليه, وهو فريضة يف العمر مرة على من توفـرت فيه وسائل

اإلستطاعة.

وتشريع هذا الفرض املقدس ال خيلو من ضها:أحكام جليلة نذكر بع

منها تقوية الروابط بني الشعوب اإلسالمية على اختالف أجناسها وتباين أقطارها وإزالة ما بينها من الفوارق اجلنسية والقومية لتتحقق الوحدة اإلسالمية اليت هي أهم ما يدعو إليه اإلسالم, فإذا اجتمع املسلمون يف موسم احلج يف بقعة واحدة ليؤدوا املناسك

كل مظاهر احلياة الفانية ويتجردوا من

فال بد أن يتولـد يف نفوسهم بأنـهم أعضاء جمتمع إسالمي كبري له خصائصه ومميزاته, وأنـهم ال حييون إال حبياته وال يسعدون إال بسعادته, فتتصل قلوهبم

وترتبط برابط احملبة واملودة واإلخالص.

هتذيب النفوس, فإن احلاج يتجرد ثانيا:ناء احلج عن كل مظاهر احلياة اليت يف اث

متأل القلب يقينا باهلل, وشعورا بعظمته, وسلطانه الغييب الذي تعنو له الوجوه, وختضع له مجيع الكائنات, ووجود اإلنسان يف هذه املواطن اليت نزل فيها القرآن الكرمي وهبط فيها جربيل األمني على خامت األنبياء, كل ذلك كفيل بأن

بروح اإلنسان عن أقذار تسمو الشهوات, وعن املنازع الدنيـة اليت تـفسد قلبه, وخـلـقه, إىل الغايات الفاضلة اليت

جتعله إنسانا كامال.

ومن املعلوم أنـه ليس من عبادة فرضها اهلل على عباده أو ندهبم إليها إال إذا كان القصد منها تطهري النفوس وهتذيب

ية اهلل يف القلوب األخالق وتنمية خشفإنـا جند أن احلج قد احتوى من كل عبادة طرفا, وذلك ألنـه ملا كان يف

الصالة انقطاع عن شؤون الدنيا واتصال باخلالق كان يف احلج انعزال املرء عن أهم مشتهياته وانقطاع معتاده, فإذا أثـرت الصالة يف النفوس خلق الصرب فلئن يؤثـر

ذلك اإلنقطاع أوىل ما يف احلج من وأوضح, وإذا كان يف الزكاة إنفاق وبذل فإن يف احلج إنفاقا أغزر واحنالال من املال أكثر, ولئن كان يف الصوم انقطاع املرء عن مالذة ومشتهياته ففي احلج كذلك احنباس عن مالذ ومشتهيات كثرية فليس يف احلج نساء وال طيب وال

ء فيه مطالب أن لباس وال تزيـن بل املر يكون أوضح مظاهره اإلخنالع من شؤون تلك احلياة فإذا كان يف الصيام تعويد النفوس الصرب على مالذها ومشتهياهتا فللحج أعمق يف ذلك أثرا

وأشد تعويدا.

تحريم الخمر: -

أمـا ادعاءه بأن فريقا كبريا من الشيوخ مر يزعم أن اهلل مل حيرم اخلمر وإنا أ

باجتناهبا فكالم باطل ينفيه ما جاء يف "اهلداية الكربى" لشيخ العلويني السيد أيب عبد اهلل احلسني بن محدان اخلصييب

)ق( حيث أورد يف الباب الثاين بعض األدلة يف حترميها عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم واحلديث طويل خنتصر

منه موضع احلاجة :

تنهانا عن شرهبا يا )فقال املسلمون ملرسول اهلل , أنزل فيها أمرا عند اهلل

فنعمل به ؟ فأنزل اهلل عز وجل :ا اخلمر والميسر واألنصاب واألزالم ) إن

رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ( لعلكم تـفلحون

جتناب فقال املسلمون : إنا أمرنا باإل

عنها ومل حترم علينا فأنزل اهلل تبارك وتعاىل :

نكم ) ا يريد الشيطان أن يوقع بـيـ إنالعداوة والبـغضاء يف اخلمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصالة فـهل

( أنتم منتـهون

أن ننتهي ومل حترم علينا . فقالوا : أمرنا فأنزل اهلل عز وجل :

) يسألونك عن اخلمر والميسر قل فيهما إمث كبري ومنافع للناس وإمثهما أكبـر من

( نـفعهما

فقال املسلمون : فيه منافع للناس وإن

رم شرهبا كان اإلمث أكرب من املنافع ومل حي علينا فأنزل اهلل تعاىل :

ا حرم ريب الفواحش ما ظهر ) قل إنها وما بطن واإلمث والبـغي بغري احلق ( منـ

فصح حترمي اخلمر يف قوهلم :

إن اإلمث إسم من أمساء اخلمر ويستشهد مبا تقدم من قول امرئ القيس بن حجر

الكندي حيث يقول :شربت اإلمث حىت زال عقلي = = كذاك

اإلمث يذهب بالعقول

) الهداية الكبرى للثقة األقدم السيد ... الخ(

.أبي عبد اهلل الحسين بن حمدان الخصيبي )ق( (

فليعلم من ال يعلم وليفهم من يعلم أن كتاب "اهلداية" كما هو معروف مل يبق

يني القدماء شيخ من الشيوخ العلو واملعاصرين إال وقرأه بإمعان واستفاد منه وأخذ عنه. فكيف يزعمون هذا الزعم

كما ادعى ؟؟

وكأنه أراد هبذا القول اهتامهم باجلهل يف أحكام كتاب اهلل, وعدم معرفتهم

باحلالل واحلرام.واخلصييب )ق( باعرتافهم مجيعا من كبار ثقاة شيوخهم األجالء, وكتابه من

ملراجع القدمية واملعتربة عندهم وعند ابغض النظر عن بعض الزيادات شيوخهم

اليت طرأت عليه عمدا وهي غري خافية علينا.

إنعزال العلويين: -

نتابع حديثنا مع هذا الكاتب لنقول له:صحيح أن العلويني انقطعوا أكثر من

ثالمثائة عام يف اجلبال عن العلم ا سائدين يف املدن واحلضارة اللذين كان

آنذاك ولكنـهم مل ينقطعوا عن تالوة كتاب اهلل وفهم علومه الذي يرتجم احلضارة بأهبى قيمها, وأرقى صورها, ويوضـح العلم بأجلى معانيه, وأوضح مبانيه, وما دام املرء يقر بكتاب اهلل منهاجا ودستورا له, ويعمل بأحكامه فهو على جانب عظيم من العلم

احلضارة ألنـهما فيه ومنه وعنه.و

ومن زعم أن العلم واحلضارة حمصوران يف املدينة والتمدن والعلوم العصرية املاديـة فقط فهو على خطأ كبري. فالعلم واحلضارة يف كتاب اهلل يوجدان, ومنه يؤخذان, وال خيلو بيت من بيوت العلويني قدميا وحديثا يف اجلبل أو املدينة

…منه وليصغ أولئك الذين ينسبونا إىل اجلهل

ملكوثنا يف اجلبال مدة مديدة ورغما عنـا, وليسمـع عشـاق التمدن إىل قول العالمة الكبري الشيخ سليمان األمحد )ق( حيث

يقول: تمدن اإلنسان في عصرنا

عبارة عن قلة الدين نفسي أن عشرتـهم جانبت خوفا على

فتردينيتعدو

وهنا ال بـد يل من القول: أن املسلمني العلويني بالرغم من أنـهم عاشوا يف أكناف تلك اجلبال الشمـاء إال أنـهم والفضل هلل تعاىل حافظوا بثبات على صحة عقيدهتم اإلسالمية, ومذهبهم العلوي, وأرومتهم العربية, وأخالقهم اهلامشية, وعاداهتم احلمدانية,

رفضوا كل ما يتناىف مع عقائد اإلسالم و من البدع واألحكام الوضعيـة.

فإن وجـدت بعض احلاالت الشاذة فهي فرديـة ونادرة, وال جيوز إطالقها على اجلميع تعميما, وإدراجها ضمن العقيدة العلوية للنيل من كرامة هذه الطائفة. وهذا األمر كان وما يزال دأب احلاقدين

ن وجدوا شذوذا ما, يف جهة ما, وإن فإكان صغريا كبـروه وألصقوه باجلميع, وأدخلوه زورا وهبتانا على عقائد القوم. فعقيدة العلوي يف األصول مأخوذة من كتاب اهلل وأقوال الرسول ص وآله وهنج إمام اهلـدى أمري املؤمنني علي بن أيب طالب )ع( الذي أوضحها جليـة يف

التوحيديـة, ومذهبه يف الفروع فهو خطبه ما روي موثـقا عن األئمـة املعصومني )ع( وتـعرف أخبارهم من موافقتها

لكتاب اهلل.

وصحيح أن العلويني مل ميتلكوا ذلك الكم اهلائل من املراجع واملوسوعات الفقهية ولكنـهم كانوا يستنبطون أحكام

اهلل ومبا العبادات واملعامالت من كتاب توفـر لديهم من األخبار املوثـقة عن أهل

البيت )ع( اليت حفظها هلم آباؤهم األقدمون. وحينما انتشرت املراجع واملوسوعات الفقهية ووصلت إليهم اتـفقت مع ما توارثوه من األصول

والفروع واآلداب.

الصالت بين علماء الجبلين: -

لقد جرت مباحثات عدة, ولقاءات كثرية بني علماء اجلبلني العلوي والعاملي وتباحثوا على متلف الصعد, ويف كل اجملاالت وكنت قد أتيت يف اجلزء األول من هذا الكتاب على بعض املقاالت لكبار علماء الشيعة اليت تـثبت ذلك,

ولدينا منها املزيد وأكثرها منشورة.

وممـا يزيد ذلك وضوحا الرسالة اليت ا العالمة احلكيم فضيلة املغفور له أرسله

الشيخ "عبد اللطيف إبراهيم" إىل العالمة األغر فضيلة املغفور له الشيخ

"عبد اهلادي حيدر" ويقول له فيها:

أهديت إىل فضيلتكم ثالثة 5 9)يف كتب جديدة فريدة من نوعها "اهلل والعقل", "النبوة والعقل", "اآلخرة

العالمة اجلليل والعقل", من مؤلفات الشيخ حممد جواد مغنيـة مستشار احملكمة اجلعفرية العليا يف بريوت وهو خريج النجف األشرف له املكانة املرموقة بني الفقهاء ألـف عدة مؤلفات قيـمة ترون أمساءها على غالف ما أرسلته لكم من الكتب إذا أردمت اطلبوا ما تريدونه

"اإلسالم مع منها وخريها كما رأيت احلياة" و "مع الشيعة اإلمامية" وقد عرفتـه على إمسكم وإسم األخ الشيخ يونس ياسني سالمة وذكرت له أنـكم

اخل( …سرتاسلونه )اختصرنا من هذه الرسالة موضع احلاجة

(.5906/ 5/ 55وهي مؤرخة يف

فأجابه بقوله:)وصلت هديتكم القيـمة وكتابكم الكرمي

أدري بأيـهما كنت أسر, أمـا فلست الكتب الثالثة واحلق يقال من خري ما أنتجته القرائح يف هذا العصر احلافل بغرائب العلوم املاديـة وأعاجيب اإلخرتاعات الذرية اليت طغت أو كادت على القيـم الروحيـة واملثاليـة احلقـة فكانت هذه الكتب من ضروريات هذا العصر

ملا تتضمنه من أفكار سامية ولوازمه

ومواضع عالية من وجوب اإلعرتاف بواجب الوجود واليوم املوعود مؤيدة حبجج عقلية وبراهني منطقيـة ال تقبل جدال وال ردا فجزى اهلل مؤلفها عن

اخل(…العلم والعلماء خريا )اختصرنا من هذه الرسالة موضع

احلاجة وهي مؤرخة بنفس التاريخ كور أعاله(.املذ

وقال يف رسالة أخرى خياطب هبا العالمة الشيخ "عبد اللطيف إبراهيم" رمحه اهلل:

)أستاذنا العالمة اجلليل الشيخ عبد اللطيف إبراهيم احملرتم أدام اهلل جمده حتيـة طيبة وسالما عاطرا وشوقا وافرا, واهلل سبحانه أسأل أن تكونوا على ما أمتنـاه

صفاء ورخاء وصحة وسعادة لكم من وبعد.

نزوال عند رغبتكم كتبنا لفضيلة العالمة املتبحر الشيخ حممد جواد مغنية وطلبنا إليه أن يرسل لنا من مؤلفاته كتايب "اإلسالم مع احليلة" و "مع الشيعة اإلمامية" وأن ال يضن علينا مبا تفيض به عبقريته اجلبارة من مؤلفات قيمة يف

بل وأشعرناه بأنـه حصل لدينا من املستقإنتاجه ما تكرمتم بإرساله من الكتب

الثالثة, وأحطناه علما مبا رغبتم إلينا به من وجوب مراسلته, وثنائكم عليه مبا

هو أهله فأجاب مبا يلي:

)تناولت كتابكم الكرمي فشكرا جزيال لكم ولفضيلة األخ الشيخ عبد اللطيف

هبذا التعاون األخوي وإنـي جدا مغتبطيف سبيل احلق ونشر كلمته وهو سبحانه املسؤول أن يكثر يف هذه األمـة من أمثالكم وأمثاله إنـه خري مسؤول, أمـا ثناؤكم وثناء األخ الفاضل علي فأنتما أوىل به ولست أهال لبعضه وإين أمحد اهلل سبحانه الذي جعلين حمل ثقتكم

قين ملرضاته ومرضاة وأبتهل إليه أن يوفـ الطيبني أمثالكم, وتلبية لطلبكم أرسلت لكم يف الربيد املضمون كتاب "اإلسالم" وكتاب "مع الشيعة" وبعد أن انتهيت من كتاب "علي والقرآن" الذي سيصدر قريبا إن شاء اهلل باشرت بوضع سلسلة فقه السنـة والشيعة على املذهب اجلعفري

شافعي واحلنبلي. واحلنفي واملالكي والوربـما أصدرته دار العلم للماليني وطبعته على حساهبا ألنـها طلبت ذلك

إىل آخر كتابه..(… ووعدهتا به

وأنا بدوري أرفع ملقامكم الكرمي جزيل شكري وخالص اعتباري وتقديري هلذا التعارف امليمون بفضيلة هذا العالمة الكبري والبحاثة املتبحر ذي األخالق

لسمحة والسجايا الكرمية والعلوم االواسعة أكثر اهلل يف هذه األمة اإلسالمية من أمثالكم وأمثاله وقد عزمت أن أكون معه على اتصال تام ومراسالت دائمة وطلب كل ما ينتجه قلمه السيال يف شىت املواضيع ألن إنتاجه ال خيلو من فوائد علمية

صر واجتماعية وأدبية ملالئمته روح العوحرصه على مجع الكلمة وتأليف مشل األمة وهذه هي الضالة املنشودة اليت فقدهتا األمة العربية منذ بضعة قرون وها هي تتمثل يف شخصية هذا الرجل

م(.28/2/5906العظيم(. )يف

فأجابه العالمة الشيخ عبد اللطيف إبراهيم هبذه الرسالة خنتصر منها موضع

احلاجة:

خ الكرمي إن اتصالك بالعالمة )أيـها األاجلليل الشيخ حممد جواد مغنية كله

فائدة فهو اليوم من كبار اجملتهدين من الذين يؤلفون لعصرهم وخيتارون األجود فاألجود واألحسن فاألحسن وباألمس أتاين حترير من بعض األصدقاء يف املهجر يطلب مين أن أدلـه على أحسن

يت ليطبعه كتاب يف فضائل أهل البعلى نفقته بشرط أن يكون مالئما لروح العصر فاستشرت صديقنا العالمة الشيخ حممد جواد مغنية فدلـين على كتاب له ألـفه يف فضائل أهل البيت وامسه "أهل البيت" ولعلكم قرأمتوه واقرتح علي أن أحذف منه بعض الفصول اليت ال عالقة

اب هلا باملوضوع وأن نضيف إليه كت"علي والقرآن" فوافقته على اقرتاحه اجلميل وبذلك خيرج للعامل العريب كتاب ممتع يقرأه بشوق وهلفة املسلم واملسيحي ملا فيه من عذوبة األسلوب واملعاين

م(.20/4/5906)يف …( والروايات

فهذه الرسائل مع الكثري من مثيالهتا تـثبت ما قدمناه سابقا من كثرة

حملاورات واللقاءات اليت املراسالت وا جرت بني علماء اجلبلني.

الجمود الفكري: -

مث ختم الشيخ "علي عزيز" كتابه بشن هجوم جديد على املشائخ واتـهمهم باجلمود الفكري والعلمي, واألمية

الثقافية.

وأنا بدوري أقول له ولمن كان على شاكلته:

ه إن اجلمود الفكري والعلمي إن وجد فإنـ يوجد عند أولئك املتعصبني احلاقدين الذين يكيلون التهم بإخواهنم يف اإلسالم والوالية, ويثريون النعرات الطائفية بني احلني واآلخر ألجل منافع مادية يعتاشون منها على حساب أهل

الطهارة.

وأسأله قائال هل متسـك املسلم العلوي ة بكتاب اهلل, ومبا جاء موثوقا عن العرت

الطاهرة )ع( مجودا؟

وهل يعترب رفض الشيخ العلوي للثقافات الزائفة واإلحلادية ختلفا؟

فإن كان هذا هو اجلمود والتخلف فنحن راضون به ومتمسكون بشدة.

وأتابع ألقول:

إن هذا الكاتب الذي يعترب نفسه مدافعا عن العلويني اهتمهم بالغلو وأثبت

دمون من التلفيقات ما قاله فيهم األق والتزويقات بعد تربيرها.

فما جدوى هذا الدفاع الذي ال معىن له إن كان يؤكد ما قاله الشهرستاين وابن

تيمية وغريهم حبقـنا.

فتربيره للتهم اليت ألصقت بنا حماولة منه لتأكيدها وإطالقها علينا مرفوض عندنا. كتربيره لشرب بعض املسلمني اخلمر,

ل بالتناسخ, وقدم العامل, وظهور والقو الناسوت بالالهوت, ووجود خطاب سري, إىل ما هنالك من التـهم اليت

أطلقها متعصبون وروج هلا حاقدون.

فمهما حاول أن يربر أو جيمل الصورة كما حيلو له فهذه التهم مرفوضة من أساسها وذلك لعدم وجودها. فلو كانت

ح اهلل( ملا صعب موجودة فعال )ال مس علينا تربيرها أو إظهارها بصيغة مقبولة.

ومثل هذا الكاتب كمثل من اتـهم بريئا بالسرقة مث قدم نفسه للدفاع عنه مربرا

فعلته بتحليل السرقة بعد تغيري إمسها!!.

ثنائية الشريعة: -

مث اتـهمنا كغريه بالقول بثنائية الشريعة طن, وهذه التهمة قدمية أي بالظاهر والبا

حديثة, اهتم هبا الكثريون غرينا من قبل السلطات احلاكمة اليت كانت ترى يف هذه الفرق الغري منتمية إىل مذهب السلطة خطرا يهدد أمنها فراحت تـطلق عليها هذه املفرتيات بواسطة فقهائها لصرف أنظار الناس عنهم ولتجد مربرا

ومسوغا إلبادهتم.

وقد تقدم القول فيما مضى بعدم ثنائية الشريعة عندنا, وإن ما جاء يف كتاب اهلل هو حمض عقيدتنا, فال خصوصية لألحكام, وال باطنية يف اإلسالم كما يتوهم البعض, فظاهر الشريعة هو ما جاء يف كتاب اهلل, وباطنها هو

اإلخالص يف اعتقادها والصدق يف القول بوجود تطبيقها. هذا إن جاز

ظاهر وباطن.

ألنـنا جند من يعمل بأحكام الشريعة ظاهرا من دون أن يعتقدها باطنا وهذه صفة أهل النفاق. الذين ذكرهم اهلل

تعاىل يف كتابه وقد تقدم القول فيهم.

هل العلويون غالة: -

يف الفصل الثاين عشر من كتابه "العلويون يف دائرة الضوء" طرح سؤاال

هو )هل العلويون غالة؟(.و فأجاب عنه مبتدئا بتعريف الغلو لغة مث ذكر حجج القائلني به, والذرائع اليت يتذرعون هبا من دون أن حيدد لنا هويتهم, ولكنـه أراد هبم العلويني ويتضح ذلك من خالل قوله يف مقدمة هذا الكتاب )أن الغلو طارئ عليهم سببه

جلهل واملشائخية العزلة واحلرمان وااجلاهلة(, وقوله أيضا يف كتابه "العلويون بني الغلو والفلسفة والتصوف والتشيع":

)ويري بعض العلويني أن الذي دعا للغلو به ..اخل(.

فهذا دليل واضح على اهتامه لنا بالغلو,

ولكنـه ناقض نفسه بقوله:)العلويون مسلمون شيعة موحدون,

لق عن كل مشاهبة ينزهون اخلاللمخلوق, وهم يقرون بنبوة سيد الرسل حممد ص وآله وإمامة إثين عشر إماما من أهل بيته الطاهرين, وأهل البيت عندهم بشر مميزون معصومون, وهم ال يرتضون وفق بياناهتم عن اإلسالم دينا, والعروبة حسبا, والتشيع مذهبا, بديال(.

قض كليـا مع سابقاهتا, وهذه األقوال تتنا

واجتماع النقيضني أو الضدين حمال عند الفالسفة واملنطقيني.

ومع أن هذا الكاتب قسم العلويني إىل قسمني: )معتدلني وغالة, أو مثقفني وعامة حيملون ركام املاضي(, وذلك يف مواضع عدة من مؤلفاته فقد عاب على

يم الدكتور "مصطفى الشكعة" هذا التقسواعتربه أمر غريب من رجل غيور مثله

على وحدة الصف املسلم ومجع الكلمة!!

فأقول:

إن األمر الغريب والعجيب أن يعيب غريه باختالق األكاذيب وال يعيب نفسه بقول ما حيلو له ويطيب, ويلصق بنا ما يريب, فهل يظن أن الكالم ليس عليه رقيب أو أنـه سيمر من دون حسيب؟ أم أن القوم ال يعرفون

التصويب؟

وفي الختام أقول:

إن هذا )املتطفـل( قد وضع أربع كتب حول هذه الطائفة ولكنـها باحلقيقة كتاب واحد أعاد طباعته أربع مرات مع تغيري اإلسم وبعض اإلضافات ومع هذا فإنـه مل يستطع أن جينـب نفسه من

اليت ال ختفى على الوقوع يف املتناقضات القارئ احلصيف.

وقد استند لتثبيت أقواله على ما قاله الشكعة والطويل وغريمها, وعلى بعض

الكتب اليت نسبت إلينا ظلما وعدوانا.

فمن البديهي إذا أن يصل إىل نتيجة معكوسة وخالصة مركوسة ألن القضيـة إن كان أصلها فاسدا فستكون نتيجتها

ا بين على خطأ فسيؤول إىل فاسدة. ومخطأ وحسبنا اهلل ونعم الوكيل ونعم املوىل

ونعم النصري.

وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم.