المحاضرة الرابعة التكرار

عرف علماء البالغة التكرار بأنه: ))تناوب األلفاظ وأعادتها في سياق التعبير،

" يتقصده الناظم " موسيقيا بحيث تشكل نغما في شعره أو نثره((

أو تكرار كلمة أو جملة أكثر من مرة لمعاني متعددة كالمدح والتهديد والوعيد

واإلستبعاد والتعجب.....لخ.

ومن تلك األغراض المدح كما في قوله تعالى:

@َك< <ِئ وBلC @قCوَن< * أ اب Fوَن< الَّسCق@ اب Fو<الَّس)

Cوَن< ) الواقعة / ب Fق<رCمB 11- 10الوفي التهديد والوعيد كما في قوله

تعالى:Bح<اقFةC )) الحاقة / Bح<اقFةC * م<ا ال 2-1 (( ال

أنواع التكرار من يتقصى آراء علماء البالغة قديما وحديثا

يجد أنهم قد قَّسموا التكرار ألى نوعين : النوع األول: تكرار اللفظ والمعنى: وفيه

يتناوب اللفظ من دوَن إختالف في المعنى .والنوع الثاني: تكرار المعنى من دوَن اللفظ

وجعلوا أمثلته قصص األنبياء مع أقوامهم والجنة والنعيم والنار والجحيم.

ما هو رأيكم في التقسيم؟

رأينا نجد أَن هذا التقَّسيم يحتاج لمراجعة وتدبر ألسباب:

- كونه ال يكشف عن جمالية 1التكرار وأبعاده .

- يفقد حجيته وفوائده القائمة 2 على أَن لكل تكرار معنى يختلف

عن المعنى الخالي منه.

وباإلمكاَن الرجوع الى التقَّسيم القائم على أساس الداللة التي تتغير إبتداء من الحرف وإنتهاء

بالجملة وهو كاآلتي:

تكرار الحرف ) الصوت(: والصوت أصغر وحدة في الكلمة تتضح أهميته في بناء المعنى من خالل صفته

ومخرجه وموقعه في الكلمة ضمن التركيب ، لذلَك من الضرورة

اإلهتمام بمميزاته الداللية من تكرار وتجانس وتأكيد وصفة.

ولم يغفل الدارسوَن القدامى تلَك الخاصية ، هـ(إلى ذلَك فأكد 392إذ أشار ابن جني )ت

أَن

))مقابلة األلفاظ بما يشاكل أصواتها من @ب األحداث فباب عظيم واسع ، ونهج مCتلِئ" ما عند عارفيه مأموم ، وذلَك أنهم كثيرايجعلوَن أصوات الحروف على سمت

Fر بها عنها...(( األحداث المعب

وهذا ما يظهر لدينا جليا في تكرار الفاصلة القرآنية في

نهاية السور القرآنية القصيرة كسورة الزلزلة وقد مر

الحديث في فاصلة األلف وكذلك السين في سورة

الناس

مثال تطبيقي سورة الناس

GاسHالن GكGل Iم * GاسHالن Kِّب IرGب MوُذMعIأ Oْل Mق GاسIو OسIوOال Kر Iن َشGم * GاسHالن GهIلG * ِإ

GورMد Mي صGف MسGو OسIوMي يGذHال * GاسHن IَخOال GاسHالن Iو GةHن GِجOال IنGم* GاسHالن

مميزات صوت السين

يعد صوت الَّسين من أصوات الصفير عند - 1األصواتيين.

- يعد صوت الَّسين من األصوات الرخوة 2التي يجري فيها الهواء.

- يعد من األصوات المهموسة المنفتحة.3 ما عالقة الصوت في المعنى وكيف

دلْل على المعنى.

في العــودة إلى مــا وثقتــه التفاـسير من مـعنى الوـسواس نجــــــدها تشــــــير إلى أَن : )) الوســواس حــديث النفس

بما هو كالصوت الخفي((

ة ة الدالـل د أَن يـصل لحقيـق ه لمن يرـي نفَّـسالقرـآنيــة من ـخالل الربـــط بين مــا طرحــه ـة والـتَّـستر اـلذي يظـهر المفَّـسروَنـ من خفـيهـ الوـسواس ـوبين ـما أـقره األـصواتيين علـيمن خـصيـصة ـصوتية ـللفاـصـلة القرآنـية اـلتي بينـ أـيدينا كونـها مـن أـصوات الـصفير فكـيف ــه توجــه داللي أو نوفـــق بين ذلــَك وهــل ل

ـجمالي؟

رآني أَن التصـوير الـق ه أعلم ـب دو والـل يـبلقضـــية) وسوســـة الشـــيطـاَن ( ـيتخـــذ

جانبين: األول: تصـوير وسوسـة الشـيطاَن على ة اس ـبخفـي ل بصـدورـ الـن ل يـتمـث ة رـج هيِـئ

وتَّستر.

الثاني: تصوير آلية الشر المقدم من قبل الشيطاَن

على هيِئة صوت صفير خافت غير واضح المعالم يتصف بضعف أركانه اللفظية والمعنوية لما سيعانيه

من تحديات أمام العقل اإلنَّساني الذي غالبا ما يكوَن سيفا صارما أمام وسوسة الشيطاَن ، ومن هنا كاَن مكاَن دخوله ) صدور الناس( ال ) رؤوس الناس(

وهذا ما يتضح في قول اإلمام علي ) عليه الَّسالم( : )الحلم غطاء ساتر ، والعقْل حسام قاطع ، لMقك بحلمك، وقاتْل هواك بعقلك( Mفاستر ُخ

تكرار الكلمة

ة يوـظف المتكلم ـشتى األـساليب الفنـيوالباـلغيـــة إليصــــال مضـــمـوَن كالمـــه للمـتلقي ، وقـد يجـدـ أَن ـتكـرار الكلمـة اـلواحـــدة أكــــثر من مــــرة فيـ ســـياق ده ا يرـي ـق ـم ا ـلتحقـي ا مهـم ـالكالـم ـ، جـانـبمنـ إحداث ـللتـغير فـي نفس المَّستمع.

ــرار ــة بتك ــوص القرآني ــر النص وتزخ

ــالى : ــه تع ــة كقول ةM الكلم Haaاق IحOال((ا Iaaم Iاك IرOدI ا أ IaaمIو *a Mة Haaاق IحOaا ال Iaaم*

)) Mة Hاق IحOالا وقولــه تعــالى: Iaaم* Mة IaaعGار IقOال((

ا Iaaaaم Iاك IرOدI ا أ IaaaaمIو* Mة IaaaaعGار IقOال ))MةIعGار IقOال

ة ا ورد في مقدـم رار ـم ومن التـك

في خطـــاب اإلمـــام الحCَّســـين : " ا مكـة قـائال IaمIو Gهaلل Mد Oaم Iالح((

IةHو Iaق IَالIو Iول Iaح IَالIو Mهaالل Iاء Iaَشلcى اللaaهM عIلIى IaaصIو ،GهaaاللGب IَالGِإ

))... GهGول Mس Iر

ومن ُذلaaaaك قaaaaول اإلمaaaaام السِجاد:

OنIي عGام IaaaaaaaحMالم Mا ابنIنI ))...أ Gِنaا IaaسGل Iو .a.. ينGمGلaaسMالم G aم Iر Maaح GينGaد Gر GaaاصIن Iو ،aينGد GaaابIالع Gaة Iaaكم Iح GِنaاIتaسMب Iو ،Gهaالل Gر Oaم

Iأ KيGل IوIو ،Gهaالل Gلم Gع Gة GaaaaيبIعIوa ،Gهaaaaالل Gة Iaaaaكم Gح

))...Gالله

المنشئ قصدية النصين في يتجلىلفظ فتكرار وتعالى سبحانه الله بذكرما تأمل إلى يدعو النص في الجاللة

للخطاب فنية قيمة من أضافهداللية قيمة عن التكرار أفصح إذالتكرار النفَّسية المنشئ بحاجة ترتبط " لفظا المنشئ يَّستعذب قد إذ اللفظ،

. بضمير عنه يَّستعيض وال فيكرره

العبارة أو الجملة تكرار (( : بلفظها عبارة ذكر إعادة بأنه التكرارالموضع غير أخرى مواضع في ومعناها،

يمثل بما مرة ألول فيه ذCكرت الذيالبالغية النصوص في ظاهرة

(( : Cم<ا �ك ب ر< ء آال< �ي> @أ ف<ب تعالى قوله أمثلته من

ص<لBص<ال�* م@ن اَن< @نَّس< Bاإل ل<ق< خ< <اَن@ <ذ�ب Cك تFار� * ن م�ن مFار@ج� م@ن Fج<اَنB ال ل<ق< و<خ< Bف<خFار@ <ال ك

<اَن@* <ذ�ب Cك ت Cم<ا �ك ب ر< ء آال< �ي> @أ ف<ب

اإلمام خطبة في ورد ما العبارة تكرار ومنالشام في الَّسالم عليه الحCَّسين بن علي

" قائالبGي... )) IسIحGب MهMأتIنبI أ نGي OفGعرIي OمIل OنIم

Mابن IنIا أ نIى، GمIو IةIك Iم Mابن IنIا أ بGي، IسIن Iو IاةIك Iالز IْلIم Iح OنIم Mابن IنIا أ ا، Iف HالصIو Iم Iمز Iَز Iر IزIائت OنIم Gير Iُخ Mابن IنIا أ الرGدIاء، Gاف IطرIأGب

IْلIعIانت OنIم Gير Iُخ Mابن IنIا أ وIارتIدIى، IافIط OنIم Gير Iُخ Mابن IنIا أ ى، IفIاحتIو

عIى... IسIو))

وظائف التكرار- الوظيفة التأكيدية: فيأتي التكرار 1

لترسيخ المعاني وتأكيدها في ُذهن المتلقي.

- الوظيفة اإليقاعية الِجمالية: 2تنشأ من ُخالل ُخلق ِإيقاع داُخلي داُخْل النفس ترغب في وتتفاعْل

معه .