الوقف وصلته بالمعاني قراءة في كتاب )الوقف( للهذلي

تقديم د. عبدالله محمد الخطيب

المنتدى اإلسالمي بالشارقة

النص القرآني بين التنزيل والتأويل

)لإلمام الهذلي(الوقف

أوال : مقدمات ثانيا : ترجمة المؤلف وكتابه

الكامل في القراءاتثالثا : وصف كتاب الوقف

وميزاته ومنهجه رابعا : المواضيع المطروحة

في الكتاب

- أهمية الموضوع 1- يعتبر علم الوقف و) االبتداء( من العلوم المهمة

في بابها، ألنها متعلقة بكتاب الله تعالى، وهما السبيل المؤدي إلى فهم معاني اآليات الكريمة

على الوجه الذي وضعت له. .ولقد تTيال UرVت Vآَن Uر XقUال TلYت VرVيقول الله تعالى: و - ﴾ ﴿

سئل اإلمام علي رضي الله عنه عن الترتيل »الترتيل: هو تجويد الحروف ومعرفة فقال:

فقوله هذا دليل على وجوب تعلم الوقوف« فهذا العلم : صنو التجويد الوقوف ومعرفتها

وشطر الترتيل - ولذلك اهتم الصحابة )رضواَن الله عليهم(

بمعرفة الوقوف، وكاَن هذا التوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم لهم كاهتمامهم بمعرفة

معاني القرآَن، والوقوف على حالله وحرامه، كما اهتم به سلفنا الصالح أيbما اهتمام، ولذلك يقول

اإلمام محمد بن الجزري رحمه الله: إنه - أي الوقوف - قد تواتر عندنا تعلbمه واالعتناء به من السلف. وقد بلغ من اهتمامهم بتعلbم الوقوف

واالعتناء بها أَن قالوا : » من لم يعرف الوقف لم يعرف

القرآَن « » من لم يعلم الوقف، لم يعلم وقولهم :

ما يقرأ «

- التأليف في علم 2الوقف واالبتداء نال علم الوقف واالبتداء اهتماما من -

العلماء نظرا ألهميته كما تقدم، وألف فيه العلماء قديما كتبا كثيرة، أحصى

بعض الباحثين عددها وأوصلها إلى تسعين كتابا ما بين مفقود ومخطوط ومطبوع.

على كثرة هذا الكتب إال أنه لم ير النور -منها إال القليل.

- أشهر المؤلفات 3في هذا العلم

اسم الكتاب المؤلف سنة الوفاة

الوقف واالبتداء في كتاب الله عز وجل

أبو جعفر، محمد بن سعداَن الضرير الكوفي

هـ231

إيضاح الوقف واالبتداء في كتاب الله عز وجل

أبو بكر، محمد بن القاسم بن بشار األنباري

هـ 328

أبو جعفر، أحمد بن محمد القطع واالئتناف المرادي النحاس

هـ 338

شرح كال وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله عز

وجل

مكي بن أبي طالب القيسي

هـ 437

اختصار القول في الوقف على كال وبلى ونعم

مكي بن أبي طالب القيسي

هـ 437

المكتفى في الوقف واالبتداء أبو عمرو الداني، عثماَن بن سعيد بن عثماَن

هـ 444

أبو القاسم، يوسف بن الوقف علي الهذلي

هـ 465

الوقف واالبتداء أبو الحسن، علي بن أحمد الغزال

هـ516

نظام األداء في الوقف واالبتداء ابن الطحاَن، عبدالعزيز بن علي

هـ560

علم االهتداء في معرفة الوقف واالبتداء

السخاوي ،علي بن محمد هـ 643

أوال: الكتب القديمة )المصادر(

اسم الكتاب المؤلف سنة الوفاة

االقتداء في معرفة الوقف واالبتداء

للنكزاوي، عبدالله بن محمد بن عبدالله

هـ683

المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف واالبتداء

زكريا بن محمد األنصاري هـ926

تقييد وقف القرآَن الكريم لإلمام الهبطي، محمد بن أبي جمعة

هـ930

القول الفصل في اختالف السبعة في الوقف والوصل

البن القاضي، عبدالرحمن بن أبي القاسم

هـ1085

منار الهدى في بياَن الوقف واالبتدا

لألشموني، أحمد بن محمد بن عبدالكريم

من علماء القرَن الحادي عشر

الكتب القديمة )المصادر(

اسم الكتاب المؤلف سنة التأليف

الوقف واالبتداء عند النحاة ) دكتوراه(

خديجة احمد المفتي ه1406ـ

الدرس النحوي في الوقف القرآني ) ماجستير(

محمد اليمالحي ه1407ـ

الوقف بين القراء والنحاة ) ماجستير(

عبدالرحيم بودالل ه1407ـ

القراءات والوقف واالبتداء ) بحث منشور(

أحمد خطاب العمر ه1408ـ

الوقف وأثره في التفسير ) ماجستير(

مساعد بن سليماَن الطيار

ه1414

ظاهرة الوقف واالبتداء عند معين الدين النكزاوي ) دكتوراه(

عبدالله بن محمد ه1415ـ

المهمات في علم الوقف واالبتداء ) بحث(

أيمن عبدالرزاق الشوا

ه1419ـ

الوقف بين اللغة والقرآَن ) كتاب(

حسانين إبراهيم حسانين

ه1425ـ

معرفة الوقوف )رسالة موجزة في تعريف الوقف واالبتداء (

أحمد مياَن التهانوي -

ثانيا : الكتب الحديثة ) المراجع (

التعريف ياإلمام الهذلي

ترجمة المؤلف

- اسمه ونسبه: 1 يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس ابن وربليس بن هديد ...

بن عكرمة وهو أبو ذؤيب الهذلي بن خالد بن خويلد بن زيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهلة

البسكري.أبو القاسم -كنيته:2اشتهر بين القراء بكنيته - شهرته ونسبته : 3

ونسبته إلى قبيلة هذيل التي ينحدر منها أصله، ، وهو من ذرية أبو فقيل: أبو القاسم الهذلي

ذؤيب الهذلي.

إلى بلدته التي ولد ونشأ فيها، - ونسب أيضا وتعرف لبسكريوهي بلدة بسكرة، فيقال: ا

أيضا ببسكرة النخيل من أقاليم المغرب العربي ) الجزائر(، وصفها ياقوت الحموي بأنها مدينة

مسورة ذات نخل وأسواق وحمامات، وأهلها على مذهب أهل المدينة.

- والدته: 4كانت والدته في رمضاَن سنة ثالث وأربع في الزماَن: -

هـ( وقيل : في حدود سنة تسعين وثالث 403مائة للهجرة )هـ( تخمينا . واألول ذكره ياقوت والصفدي 390مائة )

والذهبي وهو األرجح.ولد في بلدة بسكرة، وتعرف أيضا ببسكرة - وفي المكاَن:

النخيل من أقاليم المغرب العربي، وصفها ياقوت الحموي بأنها مدينة مسورة ذات نخل وأسواق وحمامات، وأهلها

على مذهب أهل المدينة. وكاَن ينسب إليها أيضا.

- نشأته، وتنقسم إلى مرحلتين:5 عاما لم يذكر عنها 22هـ( : 425 - 403)المرحلة األولى:

في الكتب شيء، واألغلب أنه قضاها بين أهله في بسكرة، وفيها تلقى علومه األولى.

هـ سنة وفاته (: وهذه 465 – 425) المرحلة الثانية: المرحلة كانت حافلة بكثرة التجوال والتنقل بين األمصار طلبا للعلم، فلقي عددا كبيرا من الشيوخ لم يسبق إليه.

وفيها تكونت شخصيته العلمية، وعليها انصب اهتمام أصحاب التراجم.

- رحلته في طلب العلم وثناء العلماء 6عليه :

طاف اإلمام الهذلي بالدا واسعة ابتدأها من بسكرة في أقصى الغرب إلى أقصى الشرق وكاَن مما قاله بعد هذا

)) ... ولو علمت أحدا تقدم علي في هذه الطبقة التطواف: في جميع بالد اإلسالم لقصدته((.

)) أحد الجوالين في الدنيا في طلب - وصفه الذهبي بقوله:

القراءات، ال أعلم أحدا رحل في طلب القراءات بل وال في الحديث أوسع من رحلته، فإنه رحل من أقصى الغرب إلى أَن أنتهى إلى مدينة فرغانة، وهي من بالد الترك((.

)) األستاذ الكبير الرحال، - ووصفه ابن الجزري بقوله: والعلم الشهير الجوال... طاف البالد في طلب القراءات،

فال أعلم أحدا في هذه األمة رحل في القراءات رحلته، وال لقي من لقي من الشيوخ، كذا ترى همم السادات في

الطلب((

" من وجوه القراء ورؤوس قال عنه عبد الغفار الفارسي: -".األفاضل، عالم بالقراءات

البالد التي ارتحل إليها اإلمام الهذلي رحمه الله

: بسكرة – فاس – القيرواَن – - المغرب العربي طرابلس

االسكندرية – دمياط – القاهرة - مصر:والمدينة المنورة مكة المكرمة- الحجاز:

عسقالَن – أرسوف – بيت المقدس – - فلسطين: الرملة – صور – صيدا – بيروت - لبناَن :

الالذقية – دمشق – المعرة – قنسرين – - سورية: اَن – الرقة – الخانوقة – الرحبة bحلب – حر

عانة – هيت – األنبار – بغداد – الموصل – - العراق : آمد – ميافارقين – جزيرة ابن عمر – دير العاكول –

جرجرايا – الكوفة – واسط – األهواز – البصرة – األXبXلة .

كازروَن – شيراز – كرماَن – أصبهاَن – - بالد فارس: همداَن – نيسابور- بخارى – سمرقند – بXست – باب

فرغانة

شيوخه وتالميذهأوال: شيوخه :

لم يسم أبو القاسم جميع شيوخه في كتابه ، ولم ينسب كل من ذكره نسبة تامة ، بل اقتصر على

ذكر أسماء جملة منهم بشكل مختصر قد تصل إلى ذكر اسم الشهرة أو الكنية أو النسبة، مما جعل أمر

.نسبتهم و التعرف عليهم ليس باألمر الهينوهو أمر أقر به الحافظ الذهبي إذ قال حين ذكر شيوخه : " إنما ذكرت شيوخه ، وإَن كاَن أكثرهم

مجهولين ، ليعلم كيف كانت همة الفضالء في ولكن اإلمام الهذلي ذكر عدد شيوخه طلب العلم ".

)) فجملة من لقيت في في مقدمة كتابه بقوله: هذا العلم ثالث مئة وخمسة وستوَن شيخا، من آخر

المغرب إلى باب فرغانة، يمينا وشماال، وجبال وبحرا، ولو علمت أحدا تقدbم عليb في هذه الطبقة،

في جميع بالد اإلسالم، لقصدته...(( وعلbق الحافظ الذهبي في هذا المقام بقوله : )) لم يتهيbأ ألحد قبله وال بعده فيما علمت((.

أبو نعيم األصبهاني وأبو ومن أبرز شيوخه :

العباس المصري تاج األئمة ونصر بن أحمد الحدادي شيخ سمرقند والخبازي شيخ القراء بنيسابور وأبي القاسم القشيري شيخ النحو

والقراءات

ثانيا : تالميذه : أسند إلى أبي القاسم الهذلي تدريس

علم القراءات في المدرسة النظامية هـ إلى أَن 458ثماني سنوات، من سنة

هـ، لذا فإَن عدد تالميذه 465توفي سنة ال يمكن حصرهم.

وفاته أصيب اإلمام الهذلي بالعمى في كبره، وتوفي غريبا في أقصى الشرق، في بلدة نيسابور سنة

هـ(، عن ثالث وستين سنة، قضاها في طلب 465) العلم وتدريسه، وحضر جنازته األمير ومن دونه

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

:آثاره

- لم يكثر أبو القاسم الهذلي من التأليف، بسبب انشغاله في طلب العلم وتدريسه حتى آخر حياته، إذ لم يقف الباحثوَن إال على عدد قليل من المصنفات

)) وألbفت ذكرها في مقدمة كتابه الكامل، فقال: كتاب الكامل، فجعلته جامعا للطرق المتلوة، والقراءات المعروفة، ونسخت به مصنفاتي:

كالوجيز، والهادي(( . فمصنفاته التي ذكرها هي:

الكامل في القراءات ،: وكتاب الوقف جزء منه -الوجيز في القراءات : مفقود.-الهادي في القراءات : مفقود.-درر الوقوف : مفقود ، وقد ذكره المؤلف في -

كتابه الوقفالجامع في الوقف ، ذكره أيضا في كتابه الوقف -

وقال عنه: )) وبينت فيه وقف الفقهاء والصوفية، والمتكلمين، والقراء، وأهل

المعاني((.

التعريف بكتاب الكامل في

القراءات لإلمام الهذلي

التعريف بكتاب الكامل كتاب ) الوقف ( هو جزء من كتاب الكامل في

القراءات العشر واألربعين الزائدة عليهااسم الكتاب :

- اتفق المترجموَن على جزء من اسم الكتاب وهو: الكامل.

- ووقع الخالف في الزائد على ذلك على النحو اآلتي:

- الكامل في القراءات 1 - الكامل في القراءات المشهورة والشواذ2 - الكامل المحكم على كتاب ) كتب ( أهل العصر 3

في القراءات - الكامل في القراءات العشر واألربعين الزائدة 4

عليها.- الكامل في القراءات الخمسين. 5

ليس هناك من شك في نسبة نسبة الكتاب للمؤلف: الكتاب إلى أبي القاسم الهذلي ، وهناك أدلة عديدة

متوافرة على ذلك، أهمها: إجماع المصادر التي ترجمت ألبي القاسم الهذلي أَن له كتابا في

القراءات يسمى ) الكامل(.

مادة كتاب ) الكامل ( وقيمته العلمية

هذا الكتاب يعد من أوسع وأغزر كتب القراءاترواية، فهو أشمل كتاب عرف في القراءات .

جمع بين دفتيه القراءات العشر المشهورة واالربعين الزائدة عليها ، من خمسين رواية و

أكثر من ألف طريق ، باالضافة الى باب واسع في األسانيد.

كما أشتمل على أسماء عدد كبير من القراء الذكر لهم في غيره ، وفي كل ورقة من

ورقات كتاب )غاية النهاية في طبقات القراء( لإلمام الحافظ ابن الجزري دليل على ذلك ،

فهو أصل من أصوله ، وركن اساسي من أركانه ، وأصل من اصول كتابه )النشر في

القراءات العشر(، وأثره واضح في كتب اإلمام الحافظ الذهبي و غيره من كتب طبقات

القراء و رجال القراءات.

وقد احتوى على كنوز من المعرفة المتعلقةبالقراءات والتجويد و فضائل سور القرآَن

الكريم وفضل قارئ القرآَن الكريم ، وفضائل المقرئين السبعة و األخبار الواردة في األحرف

السبعة التي نزل بها ، و بعضا من حوادث أسباب النزول ، وذTكUرX عVدVدT آيات القرآَن الكريم، وذكر ما نVزلV بمكة المكرمة و بالمدينة المنورة،

ل مرتين، والوقف و اإلبتداء VزVوغيرها و ما ن ،من الكنوز و الفوائد.

كما أشتمل الكتاب على قراءات ال تتوجد فيأي كتاب آخر إال عنده.

وحفظ لنا الكتاب جانبا من الحديث الشريفبرواية مؤلفه ، فقد عرف عنه انه كاَن محد�ثا،

ولم يصل لنا شيئ من روايته إال ما كاَن في صدر الكتاب.

واآلَن مع كتاب

الوقف

القيمة العلمية لكتاب الوقف الكتاب يبحث في علم من أهم علوم القرآَن

الكريم،التي يجب على كل قارئ للقرآَن أَن يعرفه.

،مؤلف الكتاب عالم من كبار علماء األمة األجالءوقد تبين من سيرته جاللة قدره، وغزارة علمه،

وتطوافه في مختلف األمصار لتحصيل هذا العلم العظيم.

يعتبر الكتاب أثر نادر من آثار أبي القاسم

الهذلي، إذ لم يصل إلينا مما كتبه سوى كتاب الكامل، الذي يضم هذا كتاب الوقف بين دفتيه.

اشتمل الكتاب على مقدمة نافعة في بياَن أهميةعلم الوقف واالبتداء، وإبراز مكانته بين العلوم.

اشتمل الكتاب على نصوص قيمة لعلماء كبار يبدوأنه اقتبسها من كتبهم المفقودة في هذا الفن، كأبي حاتم السجستاني، والكسائي، ومنصور بن

أحمد العراقي، وغيرهم. .اشتمل الكتاب على مسائل معللة مؤيدة بالدليل

تحقيق الكتاب حقق الكتاب تحقيقا مستقال

وحققه: الدكتور عمار أمين الددو

المتخصص في النحو والقراءاتونشر في مجلة كلية الشريعة

والقانون بجامعة اإلمارات العربية

المتحدة م 2008عام

منهج المؤلف في كتاب الوقف وضع المؤلف في كتابه مقدمة وأربعة -

عناوين رئيسة وخاتمة

ففيها بيbن أهمية علم أما المقدمة: الوقف وافتقار القارئ إليه، فقال:

)) إعلم أَن المقاطع والمبادئ علم مفتقر إليه يعلم به الفرق بين المعنيين المختلفين،

والقصتين المتنافيتين، واآليتين المتضادتين، والحكمين المتقاربين، وبين الناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفسر، والمحكم والمتشابه، ويميز به بين الحالل والحرام، وبين ما يقتضي الرحمة

: فإذا� الوقف حلية التالوة، ثم قال والعذاب... وتحلية الدراية، وزينة القاري، وبالغة التالي،

وفهم المستمع، وفخر للعالم ((.

أما العناوين األربعة الرئيسة فهي:

معرفة ما يبتدأ به، ويوقف األول:عليه.

فصل في الهجاء، يعني الثاني: فيما رسم في المصاحف

معرفة ما ال يجوز الوقف الثالث: عليه.

ضروب الوقف، يعني الرابع: أنواعه.

مصادر أبي القاسم الهذلي في كتابه الوقفلم يذكر أبو القاسم الهذلي المصادر التي استقى منها

مادة كتابه، لكنه ذكر في خاتمته عشرة علماء ممن ألbفوا في الوقف واالبتداء ، مما يشير إلى اطالعه على

كتبهم وتأثره بها، ال سيما أنه أشار في الخاتمة كما تقدم نصيحته لطالب هذا العلم بالرجوع إلى هذه

المؤلفات .وقد ورد في ثنايا كتابه ذكر أقوال بعضهم والرد عليها ،

وهؤالء العلماء هم: ، المقرئ نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم المدني1.

هـ.167المشهور ، ت، أبو المنذر نصير بن يوسف بن أبي نصير الشيرازي2.

هـ.240صاحب الكسائي، ت هـ.310، ت العباس بن فضل الرازي3.هـ.253المقرئ، ت محمد بن عيسى بن إبراهيم 4.هـ.255، سهل بن محمد ، ت أبو حاتم السجستاني5.هـ. 328، ت ابن األنباري محمد بن القاسم6.هـ.215، ت األخفش األوسط، سعيد بن مسعدة7.هـ.381، ت ابن مهراَن، أحمد بن الحسين8.، أبو نصر العراقي، ت منصور بن أحمد بن إبراهيم9.

هـ.465. ، أبو عبداللهالزعفراني، الحسين بن مالك. 10

نماذج من المواضيع المطروحة

في الكتاب

أحكام وقواعد عامة في الوقف واالبتداء مما ذكره اإلمام الهذلي في كتابه

:الوقف مسامير القرآن ودسره ) أي الحكم األول ما يشد القرآن ويوثقه ويحفظ معانيه ونظمه( تشبيها

Sق. بمسامير السفينة ودسرها التي تشد بها وتوث

:ال يبتدأ بساكن وال يوقف على الحكم الثاني متحرك

:الواقف إما أن يكون عالما أو ناقال: الحكم الثالثفإن كان عالما : فله أن يقف في كل موضع يبين له

معنى، وإن كان ناقال: فليس له أن يعدو المقول.

:يتجنب الوقف على ما يوهم ، الحكم الرابعوأمثلته:- ال يقف على قوله تعالى: )فبعث ( ويبتدئ )) الله

(31) المائدة غرابا(( - ال يقف )) وقالت اليهود عزير(( ويبتدئ )) ابن

( 30) التوبة الله(( - ال يقف )) لقد كفر الذين قالوا (( ويبتدئ )) إن

( 17) المائدة الله ((

العناوين الرئيسة في كتاب الوقف للهذلي وأمثلة عليها

العنواَن األول: معرفة ما يبتدأ به ويوقف أربعة مواضع متفق عليها يبتدأ فيها ب ) أَن( المخففة -1 )) وأَن تعفوا أقرب و( 184) البقرة )) أَن تصوموا خير لكم ((

و )) وأَن تصدقوا ((( 237) البقرة للتقوى(( )) وأَن تصبروا خير لكم (( و( 280) البقرة

(.60)النور : واختلف في قوله تعالى )) وأَن يستغففن(

، مثل )) أنbه من ال يبتدأ ب ) أَنّ ( الثقيلة المفتوحة -2 (63)التوبة يحادد الله((

( الثقيلة المكسورة -3 bإال في مواضع اإلبهام: يبتدأ ب ) إَنمثل

قوله تعالى: )) لقد سمع الله قول الذين قالوا(( ثم يبتدا ( 181)آل عمران )) إَن الله ((

: يجوز االبتداء بها ، ألَن الشرط يأتي ) إَن( الشرطية -4 في صدر الكالم.

ألَن فيها ) من، مهما، أينما، أين، كيف، أنbا، حيث( ومثلها (28)القصص ) أيbما( معنى الشرط. و

(110)اإلسراء ) أيbا ما(

يتبع العنواَن األول: معرفة ما يبتدأ به ويوقف - ) الذين ( يبتدأ بها في أربعة مواضع 5

و )) الذين آتيناهم ( 121)البقرة )) الذين آتيناهم الكتاب(( (89و20)األنعام الكتاب يعرفونه((

( 7) غافر و)) الذين يحملوَن العرش(( وزاد المتأخروَن ثالثة مواضع : في سورة البقرة

الذين )) ( و 146) )) الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه (( ( 274)ينفقوَن أموالهم بالليل ((

(275))) الذين يأكلوَن الربا(( و)) الذين ينفقوَن أموالهم في سبيل الله : وزاد المؤلف أيضا

(262) البقرة (( ) الفرقان )) الذين يحشروَن على وجوههم (( وزاد بعضهم :

34)

-نقل اإلمام الهذلي قول أبي محمد الطبري : يجب أَن يصل 6( ب 5) سورة الفيل )) مأكول(( القارئ

ألَن الكالم يقتضي تعلقه بما (، 1) قريش إليالف قريش(( )) قبله.

ثم أردف بقوله: قلت : هذا إذا لم يقرأ القارئ )) بسم الله الرحمن الرحيم(( على ما روي عن حمزة وغيره

) أي بترك التسمية بين كل سورتين ووصل السورة بالسورة من غير فصل(

قوله - يبدأ باالستفهام أيضا، ألنه يأتي صدر الكالم، مثاله 7(3)ق )) أئذا متنا وكنا ترابا((: تعالى

) أي ما رسم في العنواَن الثاني: فصل في الهجاء المصاحف(

- )) أَن ال (( في القرآَن متصلة إال في عشر مواضع 1 (.382) ينظر في الكتاب المحقق ص

- )) مما(( تكتب في ثالثة مواضع منفصلة 2 (.382) ينظر في الكتاب المحقق ص

( منفصل. 134في ) األنعام - )) إَن ما توعدوَن آلت(( 3 ( منفصل 38)األعراف - ))كلما دخلت أمة (( 4 مقطوعا في أحد عشر موضعا - )) في ما (( 5

(384) ينظر في الكتاب المحقق ص b في جميع القرآَن إالنقل الشيخ عن العراقي قوله : )) - 6

يبتدأ بها، استثناء كانت أو شرطا، ألنها في معنى الشرط((.ب عليه بقوله: )) وليس بصحيح فإنها ليست بمعنى bوعق

الشرط، وإنما الصحيح أَن يقال:إال إذا كانت بمعنى االستثناء المنقطع(( كقوله تعالى: )) لئال يكوَن للناس عليكم حجة إال((

(150 ) البقرة وقوله تعالى:)) أَن يقتل مؤمنا إال((

(92 )النساء وقوله تعالى: )) التبعتم الشيطاَن إال((

(83 ) النساء زقوله تعالى:)) وال رطب وال يابس

( 59إال(( )األنعام قال: الوقف على هذه المواضع مستحب، واالبتداء بإال

صحيح.

معرفة ما ال يجوز الوقف عليهالعنواَن الثالث :

- ال يجوز الوقف على المبتدأ دوَن خبره - وال على الفعل دوَن الفاعل

)) فال يجوز الوقف على: وال على الفاعل دوَن المفعول-وقتل داود (( ويبتدىء )) جالوت((

فال يقف على )) بعلي(( حتى - وال على ما قبل الحال ،(72)هود يقول )) شيخا((

وال يقف على )) وله الدين(( حتى (52)النحل يقول )) واصبا((

) الوقوف على ما قبل الحال( وأشار إلى أَن هذا موضع خالف( فبعضهم كالكسائي أجاز ذلك حتى أجاز أَن

)الدخان يقف على )) فاكهة(( ثم يبتدىء )) آمنين(( 55)

ثم قال اإلمام الهذلي: )) وهذا غير صحيح، ألَن الحال ال بد له من عامل يعمل فيه، إما قعل أو معنى فعل، وال

يفصل بين العامل والمعمول فيه((

كقوله - وال يجوز الوقف على ما قبل التفسير، تعالى )) سبعين (( حتى يقول: )) رجال ((.

)) من - وال على ما قبل المفعول ألجله، مثل: الصواعق (( حتى يقول: )) حذر الموت((.

مثل قوله: )) وهي : - وال على ما قبل المصدر تمر (( حتى يقول: )) مر السحاب((

فال يقف على وال على المؤكد دوَن ما أكد به ،-)) فسجد المالئكة(( حتى يقول )) كلهم

أجمعوَن((

....... وغير ذلك كثير -

) أي أنواعه( العنواَن الرابع ضروب الوقف

:ويعرف كذلك بالوقف التام وهو أوال: وقف التمامالوقف الذي يحسن الوقوف عليه واالبتداء بما بعده ، وال يكوَن له تعلق بما بعده، ال من جهة اللفظ وال من

جهة المعنى، كقوله تعالى: نستعين - الضالين - المفلحوَن -

وأكثر ما يكون في رؤوس اآلي وتمام القصص

: وهو ما يتميز به المعنى من ثانيا: الوقف الحسنالمعنى ، مثاله: قوله تعالى )) ذلك الكتاب ال ريب

(2)البقرة فيه(( ويبتدىء )) هدى للمتقين((.

: وهو الذي يحسن الوقوف عليه ثالثا: الوقف الكافيايضا واالبتداء بما بعده، غير أَن الذي بعده متعلق به

من جهة المعنى دوَن اللفظ، ويكثر في الفواصل وغيرها.

مثاله: قوله تعالى: )) أولئك على هدى من ربهم(( ( 5) البقرة ويبتدىء )) وأولئك هم المفلحوَن((

:وهو أَن يقف على رؤوس رابعا: وقف السنةاآلي، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

في رواية أم سلمة، حتى قطbع الفاتحة، فقال: )) الرحيم .. الدbين(( .

:وهو الوقف على كلمة خامسا: وقف البياَنإليضاح المعنى إذا كاَن الوصل يسبب التباسا في

UذTإ Vفهم المعنى المراد في ذهن السامع. مثل: ))و Vهbال� اللTإ VوَنXدXبUعVت Vال VيلTائ Vر UسTي إTنVب VاقVيث Tا مVنUذ VخVأبVى Uر XقUي الTذVانا� و Vس UحTإ TنUيVدTال VوUالTبV(( ويبتدىء ((

الUيVتVامVى Vوقوله تعالى: )) إَن ترك ( 83)البقرة وخيرا(( )) الوصية للوالدين واألقربين((

)البقرة (

:وهو قال اإلمام الهذلي: سادسا: وقف التمييزكما ذكرنا في الفرق بين ما اختص به الرسول

صلى الله عليه وسلم من التوقير، وما اختص به الله تعالى من التسبيح(.

وهو يشير إلى قول الله تعالى في )سورة الفتح (: )) وتعزروه وتوقروه(( ثم يبتدىء

)) وتسبحوه بكرة وأصبال((

وفي الخاتمة:

أشار إلى أَن في هذا العلم أشياء ال تعلم إالبالرجوع إلى الشيخ.

)) وال بد من أشياء يرجع فيها إلى األستاذ فقال: لتعلم منزلته((

وذكر جملة من العلماء الذين كتبوا فيالوقف واالبتداء.فذكر:

)) نافع ونصير والعباس بن الفضل والرازي وابن عيسى ....ألخ(

وذكر أنbه كتب في الوقف أيضا في غير هذا الكتاب )) ... وأنا في غير هذا الكتاب، فمن أراد ذلك فقال

فليتأمل درة الوقوف والجامع، وبيbنت فيه وقف الفقهاء، والصوفية، والمتكلمين، والقراء، وأهل

المعاني. :ن مقصده من وضع هذا الكتاب، فقالbوبي)) إذ المقصود منه بياَن أهميته للقارئ، ليحثه على

طلب غيره من الكتب، إذا علم هذه الجملة واحتاج إلى تفسيرها تطرق إلى المؤلفات التي ذكرناها في هذا

العلم، وما تشبع القول فيه، إذ المقصود بياَن القراءات والروايات، والله يوفق طالبه للخيرات بمنه

وفضله((

رب لله الحمد أَن دعوانا وآخرالعالمين

على وبارك وسلم الله وصلىوصحبه آله وعلى األمين نبينا

أجمعين