بالدّين مؤمن غير صفّ دائماً، تتكرر وقد التديّن يدّعيان صفّين ساحة عاشوراء إنّ عاشوراء من عِبَر

وقلوبه الوالية ازاء صمّاء وأسماعه إيمانه، عدم على عالمة أبرز وهو الحرام األكل من بطونه امتألت وقد

ففي .اهلل حدود تنفذ وجوارحه هلل، خاضعة وقلوبه الدّين يقدّس وصفّ عداء،لأل المشؤومة لألقوال مفتوحة

الصعبة؟ واالختبارات الفتن خالل نحن سنكون صفّ أي

األصيل والعمل الفكر بين مواجهة عاشوراء،

الغرباء فيها يرتع التي القلوب وبين

ويضعف النبوية، والسنّة اهلل بوحي يؤمن ال مَن قلوبهم إلى ينفذ كالم، كلّ إلى يستمعون الّذين إنّ

بهيمة، لكل قلوبهم مراتع فتحوا لقد اهلل، وحي أمام فكرهم ويسدّون نظرية أو بترجمة وطاعتهم إيمانهم

يشير الذي الحديث بالمصطلحات المعجبون يسمع ألم .الحق آذانهم تسمع وال أعينهم ترى ال ولذلك

الحائط؟ عرض يضرب معه يتطابق ولم عليه عُرض فإن م،المعصو كالم صحة معيار هو القرآن أنّ إلى

.المعصوم غير بكالم بالك فما

تناقضات في كتاباً وكتب القرآن في يبحث وراح لسنين البيت باب نفسه على أغلق رجالً أن يسمعوا ألم

فأوضح "سالمال عليه" الصادق باإلمام والتقى .إليه توصّل بما فرحاً يطير ويكاد بنشره يفكر وكان القرآن

.تعالى اهلل أراده ما غير هو القرآن من فهمه ما يكون أن الممكن من إن :اإلمام له

وزينة نفسه بسرور الطويلة السنين هذه في خُدع أن وأدرك اإلمام، قالها التي الجملة بهذه نفسه واستيقظت

.اليقظة بنار له، فخراً يعتبره كان الذي الكتاب باحراق فقام .الشيطان

الجمل وأصحاب الخوارج مثل جمل فيهم تؤثر لم مَن هناك الجملة، بهذه استيقظ حيث سعيداً كان كمو

.الغدير وغاصبو الشام في الخضراء القصور وأصحاب

.والظاهر الخفي النفاق في دائماً وقعوا والشبهات الشكوك بوجه االخالص باب فتحوا الّذين إنّ

وسياستهم بسلوكهم الحكم خواص ويعجب الروح بوجه الشام في المسلمين فكر حدود تفتح وحين

كان لقد ؟"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول سيرة على والتأكيد بالعقائد االلتزام يتوقّع فكيف وثقافتهم،

المسجد وكان مثلهم، ويعيش الناس، بين ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" األكرم الرسول العظيم، اإلنسان ذلك

القيادة، حول التصورات جميع غيّر وقد .زمانه في والزعماء باألمراء أبداً شبيهاً سلوكه يكن ولم خالفته، دار

القلوب أصبحت وحينما !والعقائدية والصداقة !الحدود فتح زمن في مذمومة أصبحت الطريقة تلك ولكن

الخداع على تقوم وسياسة حاسبة،م بال وتصرّفاً مفتوح مال وبيت وقصراً، كبكبة يريد إنّه .للوحوش مراتع

"السالم عليه" علي ألن ،"السالم عليه" علي لدى وليس معاوية لدى كالذي ودهاء المكر، طابعها وثقافة

!!ذلك وليس األموية، للسياسة ضروري وهذا بها، يتقيد ال ومعاوية اهلل، ألحكام متعصّب

.(1){القهّار الواحد اهلل أم خير متفرّقون أأرباب} القرآن التمثيل في ورد

هكذا أصبحت فإن .تعالى هلل خالصة تكون أن يجب عمل بأي والقيام بالتوحيد واالعتقاد بالوحي اإليمان ان

كالم في خلل هناك كان وهل .يُفلحوا ولم اهلل، إالّ إله ال :قالوا الّذين أكثر فما واالّ الفوز، نتيجتها فإنّ

"اله" ينكرو لم الّذين أو تفلحوا؟ اهلل إالّ إله ال قولوا :قال حيث ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول

الفالح؟ على يحصلوا كي كماالً اهلل يتخذوا ولم

----------

.39 :يوسف سورة (1)

(1/3)

كي العرب بطل مع القتال ساحة في الخصم صدر عن نهض الذي "السالم عليه" علي اإلمام ان

قبل لقد .الناس لهداية واُختير "موحّد" لصفة الئقاً أصبح تعالى، اهلل رضا أجل نم ويقتله الغضب، يخمد

اهلل براءة قراءة وهو فقط التكليف بأداء يفكّر وكان "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول براءة بيان

الكفار تياءاس أو سرور وال النفس على المحافظة ال ـ آخر شيء يهمّه أن دون من المشركين، من ورسوله

.اإلسالمي المجتمع زمام يمسك أن صالحاً وأصبح ـ والمشركين

بهيمة، كلّ بوجه قلوبهم حدود فتحوا ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ابن بوجه وقفوا الّذين انّ

عيونهم تر ولم قلوبهم في وأصحابه "وسلم وآله عليه اهلل صلى" للحسين الحق الكالم يدخل لم ولذلك

."وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي كتف على "السالم عليه" الحسين

بحجة ضحّوا اليوم ذلك وفي وعالمية، وأقليمية قومية مصالح أجل من ورسوله اهلل بطاعة مراراً ضحّوا لقد

.رغباتهم اجل من اهلل

.يزيد أمر معيارهم كان اليوم ذلك وفي والباطل، الحق تقييم بمعيار مراراً يلتزموا ولم

عليه اهلل صلى" اهلل رسول منبر على السيء الفكر وذوي المنحرف الفكر وذوي الغاصبين سابقاً استقبلوا لقد

!!اهلل حكم وحكمه المؤمنين أمير يزيداً اعتبروا اليوم ذلك وفي ،"وسلم وآله

.الغير أحكام هامحل حلت اإللهيّة، األحكام على التأكيد ذهب وإذا .النفاق جاء ذهب، إذا االخالص إنّ

القلوب تضحى الحدود ترفع وعندما .وفاسد ظالم حاكم األمر يتولى والمتقي، العادل الحاكم يذهب وحين

.السماء من تنزل ال وهذه .ورأي فكر لكل مراتع

إلى األمر ويصل والنفس األجنبي يد وداخل خارج من وتتصل أحسنت وكلمة وجلسة بابتسامة تبدأ بل

.الحال ذلك

(1/4)

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" األكرم الرسول جدّه، سنّة أحياء "السالم عليه" الحسين يعرّف لماذا

يأتي حتّى "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي سنّة لها تعرضت التي الخاطئة واألفكار البِدَع وما لثورته؟ هدفاً

؟آله ويُسبى وأصحابه هو الساحة على "السالم عليه" الحسين

الميزان وجعلت األجنبي بوجه وعملها فكرها خندق فتحت فئة فئتين، بين مواجهة ساحة كربالء كانت لقد

على حافظت فئة مع والطغيان، االنحراف إلى وتعرّض ورسوله هلل الخالصة بالطاعة تهذّبه لم الذي عقلها

ميزاناً "السالم عليه" الحسين مثل يقظاً حارساً وجعلت أجنبي كلّ من الوالية كوثر زالل في وعملها فكرها

.وعملها فكرها وسقم لصحة

منثوراً، هباءً اإلنسان أعمال تكون دونه ومن وكماله اإلنسان سعادة في كبيرة أهميّة له الذي االخالص ان

.كربالء في دوره تجلّي ذروة ظهرت

النفس، مع المستمر الجهاد نتيجة الرذائل في يقعوا لم الّذين والخالصة النقية والعقائد األفكار ذوي ووقف

باقية الدنيا ومادامت الناس، اليقاظ أبدياً مؤتمرا وأقاموا الشهادة يستقبلون "السالم عليه" الحسين صف في

باعوا الّذين مواجهة في الصف هذا في االخالص، بطمغة وفكره عمله وطمغ إلهيّة صبغة له كانت من يقف

غير صبغة له من أي شرقية، صبغة أو غربية صبغة سواء إلهيّة، غير صبغة له من ويقف بدنياهم، دينهم

.الزمان حسيني مواجهة في الدنيا طالب صف في الوالية،

من كلّ أمام المفتوحة القلوب لفضح كربالء ساحة في الخلّص أصحابه مع "السالم عليه" الحسين وقف لقد

القبيح عملهم عاقبة ولتكون ظنهم، سراب على اهلل، لغير قلوبهم فتحوا الّذين ليتحسر وقف يرتع، أن يريد

المقدسة الحدود .الدنيا نهاية حتى الدم بلون ومشخصة معيّنة والعمل العقيدة حدود لتكون وقف .مؤلمة

هي وهذه .والفشل العار غير والحُرَم الحدود على المعتدين األجانب عاقبة هي وما الكبرياء، حريم والقلوب

."كربالء أرض ولك عاشوراء يوم لك" عاشوراء عبرة

(1/5)

للدّين، فكرين بين المواجهة تجلّي عاشوراء،

النبويّة بالسنّة ملتزم وفهم الشريعة بسط إلى يدعو فكر

ليس التصور، هذا في والدّين .الدين ازاء والتساهل التسامح من منبسط فكر هناك الساحة، أطراف أحد في

الصالة في يتلخص بل المسلمين، وكافة الجماعة اطار في اإللهيّة األحكام اءوإجر وصدور لظهور محالًّ

الذي القاضي لشريح الدينية المعرفة في حصل الذي االنبساط هو وما .األخروي والثواب والحج والصوم

في "السالم عليه" علي باقالة يتكلم الذي األشعري موسى أبو أو ،"السالم عليه" علي بن الحسين بقتل يفتي

االنبساط ذلك نتيجة فهذه الدينية، المعرفة يبسط الدنيا معيشة وعقل الزمان اقتضاء كان وإذا التحكيم؟ قضية

اميّة وبني سفيان أبو يظهر عندما الشريعة في حصل الذي البسط هو وما .المقدمة مع تماماً تنسجم والنتيجة

المنادين صف في دائمياً، نفياً "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول نفاهما اللذين والوليد مروان مثل

والعلوي، النبوي النص مقابل في أموي اجتهاد ويجتهدون؟ الحكم ويتسلمون الدينيين والحكّام بالشريعة

ثمرته؟ هذه الذي البسط ذلك أليس

في الخمر بشرب !!اهلل رسول خليفة يقوم حيث النبويّة والسنّة الدين أحكام في حصل وتساهل تسامح وأي

عن النظر وغض اهلل حرمات هتك تبرير وأصبح الخالفة دار في الراقصون ويرقص المطربون ويغنّي مجلس

لديهم أضحى بل كال، بالدين؟ والمؤمنين الصحابيين من خالٍ الشام بالط كان وهل الديانة؟ عين يعتبر ذلك

تلك مثل واعتبروا قلوبهم والمؤلفة اهلل رسول طلقاء ينشره كان الذي الفكر من مستمد للدّين معيّن فهم

فوقع حصل الذي الديني والحلم التسامح هو وما !األمّة وتدبير المعاش وعقل الزمان اقتضاء عين المحرمات

تدبير !!المؤمنين أمير يعلّمون مسلمين غير مستشارون ويزيد معاوية قصر في كان إذا للحدود، الخلل ذلك

والحكم؟ السياسة

(1/6)

غير فهي اهلل، أحكام من حكم إهمال إلى انتهت إن كانت، مفهوم بأي الدين، في المداراة انّ

.خطوة خطوة المجتمع من الدين إزالة ويريدون الدين حقّانية يعادون الّذين الظالمين تلقين ومن صحيحة

باب من ليس فذلك سلمين،الم لمصلحة مراعاة قصيرة لفترة حكم بتعطيل ومتقي عادل فقيه أو إمام قام وإذا

سالح هي المنظار هذا في والتقيّة .المسلمين وتقوية اإلسالم قوة على للمحافظة بل والتسامح، المداراة

.ضعف نقطة وليست وشرعي، عقالني وتدبير نفاقاً، وليست اهلل، أحكام من حكم وهي خضوع، وليست

والخوف بالجبن شخص يتهمه ال السقيفة، قضية بعد الغمد في السيف "السالم عليه" علي يضع وحين

مشعل يظل كي وتقويتها، اإلسالمية األمّة وحدة أجل من اهلل رضا في نفسه حبس ألنه به يُشيد بل والنفاق،

على للناس المتكرر حثّه رغم النار إطالق وقف قرار على اإلمام سماحة وافق وحينما .مضيئاً الحق هداية

كان الذي والتدبير المداراة انّ .باإلسالم والمؤمن المضحي الشعب ومصلحة اهلل برضا إالّ يفكّر لم الدفاع،

وهل .ودوامهم وقوامهم المسلمين بمصلحة واإلضرار اهلل أحكام لحريم هتك كان وأسالفه، يزيد به يقوم

من دمستفي غير وهو وعزتها، قوتها على والمحافظة اإلسالمية االُمّة شؤون بتدبير شخص يقوم أن يمكن

وعزّته؟ اإلسالم

الماء شريعة وسد معاوية جيش اقتصادياً يحاصر أن "السالم عليه" علي اإلمام يقبل لم "صفّين" وفي

أحكام على يؤكد "السالم عليه" علي وكان .التدبير في االختالف فاتّضح بذلك قام معاوية ولكن بوجههم،

كلّ يرى فكان معاوية أما بتعصب، الدينية بالعقيدة تزميل وكان عامرة دنيا لبلوغ اهلل بدين يضحي وال اهلل،

.المعنى هذا في بينهما والفرق مباحاً، شيء

(1/7)

قصيرة، زمنية لفترة الشام على والياً معاوية يُبقي ان "السالم عليه" علي اإلمام من طُلب وحين

هذا كان يريد، بما يقوم ثم سلطته ختترس حتى البصرة إلى راضيين ويرسلهما شيئاً والزبير لطلحة ويعطي

أصحابه بنصيحة "السالم عليه" علي اإلمام يقبل لم لماذا الباطل؟ أهل مع وتساهالً وتسامحاً مداراةً االقتراح

الغافلين؟

أمر ولي يد على اإلسالم في هوّة هكذا حصلت وإذا .جبرانه يمكن ال كسر لإلسالم، كسر هنا المداراة انّ

غير أم مدبّر أنّه من خائفاً يكن لم "السالم عليه" علي اإلمام ان الهوّة؟ تلك ردم يمكنها يد ةفأي المسلمين،

المسلمين حكم يتولّ ولم .يواجه أو يُتّبع يذم، أو يمدح ينتصر، ال أو ينتصر أن من خائفاً يكن ولم مدبّر،

هداية ساحة إلى جاء لقد .قدانهاف على خوفاً النوع هذا من وتسامح بتدبير يقوم حتى األمور هذه أجل من

أعداء وليس وطاعته، اهلل رضا يهمّه وكان .للهداية خالفاً وقول عمل ذرّة عنه تصدر ولم اهلل، أجل من األمّة

علي لحرب استمرار ويزيد "السالم عليه" الحسين وكان .األعداء يُرضي بعمل يقم ولم كالماً يقل فلم اهلل،

في يصب ذلك ومجرى بالشريعة التزام وهو وطاعته اهلل برضا يفكر كان دهماأح .ومعاوية "السالم عليه"

الّذين المختلفة واألفكار األذواق ذوي باستقبال يفكر كان واآلخر وكرامتهم وعزّتهم المسلمين مصلحة

نتيجة تهيأت التي اللذائذ على القلق وكان لهم مركزاً الشام بالط واتخذوا والتساهل التسامح نتيجة اجتمعوا

يزيد التزام عدم وأدّى .عمل بأي القيام إلى دفعهم قد سفيان أبي دين الدينية، المعرفة في البسط هذا

نهب بسبب بطونهم بسطت مثلما جهنم، مع للسنخية معرفتهم بسط إلى اهلل وأحكام بالدين ومقرّبيه ومستشاريه

.النار بحمرة وجوههم وتلونت المال، بيت

(1/8)

إجراء يريد النبوية، والسنّة للقرآن المتبّع العلوي، الفكر هناك كان الساحة، من اآلخر جانبال وفي

وادي في سقطوا ومن الدنيا أهل رضا ويرفض وتعالى، تبارك اهلل رضا يسرّه المجتمع، في اهلل أحكام

اإلسالم مع كلّه الكفر مواجهة عن النظر يغض حتى واالنعزال التحجر قبضة في ليس والترهيب، الترغيب

حاجات يلبّون وال فكر بال بذكر يقومون كانوا الّذين الزمان ذلك في الشخصيات بعض حال كان كما كلّه،

ويضع المؤمنين أمير منصب في بيزيد يقبل حتى "اهلل حدود أزاء والتسامح التساهل" بسط في وال الزمان،

اهلل أحكام عن دفاعاً بحميّة هؤالء وقف لقد .اهلل رضوان على زخارفهم ويفضّل األموي الكفر يد في يده

وسبي بأرواحهم التضحية الوقوف هذا ثمن كان وإن إزاءها والتعامل للتسامح استعداد على يكونوا ولم

الطافحة قلوبهم في يؤثّر ولم الوالية في يتجه للدّين هؤالء فهم إن المنبسطين المتدينين قبل من نسائهم

ووسوسة الجموح النفس فرس هؤالء حوّل لقد .الواسعة ودعايتهم األموية الجاهلية صدأ البيت أهل بمودة

أيدي بواسطة الجهل، وضاللة الكفر ظلمات ساحة في مضيء ومصباح هادئ مركب إلى والعقل العلم

لصوص بوجه اهلل سبيل وسدّوا للخالئق هدى ومصباح نجاة سفينة دائماً أصبحوا بحيث الكفوءة الوالية

.الوالئي للهدي المتعطشين بوجه وفتحوه الدينية فةالمعر

اإلسالم، خدّام يخون أن هيهات ولكن العالم، ناهبي مع المساومة طريق نعرف ال أننا شخص يتصوّر ال"

عقدهم إخفاء يمكنهم وال األصيلين للعلماء قديم بغض لديهم الّذين انّ إلى مطمئنون نحن وطبعاً شعبهم،

وال يساومون ال الحقيقيين العلماء أن بيد .الظروف هذه في البذيء الكالم إلى أولئك يدفعون وحسدهم

أمام أمالكنا ونُهبت وأوالدنا نساؤنا سُبيت ولو فقرة، فقرة عظامنا فصلت ولو والشرك الكفر أمام يخضعون

."والشرك الكفر أمان ورقة على أبداً نوقّع لن فإنّنا أعيننا،

(1/9)

كلّ بوجه سنقف فإنّنا ديننا، بوجه يقفوا أن العالم ناهبو أراد لو انّه العالم لكل زمبح أعلن إنني"

.(1)"عليهم القضاء حتى ننثني ولن دنياهم

للقيادة، رؤيتين بين مجابهة عاشوراء،

األموي اإلسالمي ورؤية األصيل اإلسالم رؤية

موجبة وهي "خم غدير" في اهلل من تنصيباً القيادة يعتبرون ال اُناس هناك كان الساحة هذه جانبي أحد في

بيعة ان إلى ويشيرون .آخر باتجاه بطل شعبي اتجاه يرونها بل اإلسالم، من األعداء ويأس الدين إلكمال

المؤامرات انّ ورغم .لشرعيتهم مدعاة "ساعدة بني سقيفة" في الناس بيعة ويعتبرون القيادة علّة هي الناس

"السالم عليه" طالب أبي بن وعلي "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول تبي ألهل والبغض والعداوة

باألفراد، القيادة تعلّق أساس تبرير في استمراراً ولكن االنتخاب، هذا مسير في تامة بصورة وثبتت اتضحت

راختيا ويدل شورى إطار في الوصية نشاهد ثم الشعب، انتخاب تنقض التي األول الخليفة وصيّة نشاهد

في اهلل آل من القيادة غُصبت أن وبعد ."عثمان" المطلوب الشخص بانتخاب الموصي معرفة على فيها األفراد

.المسلمين خليفة صفة أبيه من يزيد وورث .األموية الوراثة إلى وصلت فإنّها لقريش، الجاهلية السياسة خضم

وكانوا الخالفة يريدون كانوا لقد لناس،ا وانتخاب بتشخيص وال اإللهي بالتنصيب يعتقدون اولئك يكن ولم

بايعوا فانّهم حقّ، الناس انتخاب كان وإذا .العوام الناس نظر في الحق بمظهر يظهروا كي لها عباءة يحوكون

وتقوية سيرته مواصلة أجل من اهلل لرسول خليفة وقبلوه اهلل حكم ابالغ بعد خم غدير في "السالم عليه" عليّاً

الخواص، شيوخ ولكن الوالية، حقّ جريان إمكانية تعطي بيعتهم وكانت .اإلسالمي المجتمع في الوحي

الرؤية تلك وفي .كذلك الناس وبيعة اإللهي التنصيب أهملوا وهكذا دارهم باب عند الخالفة ناقة أجلسوا

وان ،"األمر ولي" يُسمّى المجتمع على يسيطر من كلّ كان

----------

.الحرام اهلل بيت حجّاج إلى ندائه في "الشريف سره قدس" يالخمين اإلمام سماحة (1)

(1/10)

"السالم عليه" الحسين ويُسمّى اهلل أحكام حريم هتك على وصمم المال بيت نهب الذي يزيد كان

يضع لم ألنه مباحاً دمه ويصبح خارجياً الجنّة، أهل شباب وسيّد "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول بن

انّه .للخليفة أصدقاء المستشارين، كسوة في والنصارى اليهود إلى وينظر الملوّثة، يزيد يد في الطاهرة يده

الكاذبة البشرية للديمقراطية وجهاً ويعرض الديمقراطية النزعة ذوي من الدنيا أهل قلوب يجذب مُزيّن ظاهر

.والفساد والخداع المكر على القائمة

بن وعمرو ويزيد معاوية واعتبرت ساعدة بني سقيفة في اليوم ذلك في تبلورت التي الديمقراطية هي وهذه

الخيانية األعمال بواسطة المجتمع في يحكم حيث ذلك األمر ولي كان وإذا أمر، والة وامثالهم العاص

هذه من القيادة إلى النظر نتيجة هي وهذه .متوقّعاً أمراً كانت العظيمة كربالء واقعة فإن والمكر، والجرائم

.اإلسالمي العالم في هذا غير نشاهد ال واليوم الزاوية،

بيعة ويرون الغدير، في إلهيّاً تنصيباً القيادة يعتبرون كانوا بصالبة قليلون أشخاص وقف اآلخر الجانب وفي

لهداية زينة "السالم عليه" الحسين اإلمام اهلل رسول سبط واعتبروا الوالية إلجراء إمكاناً اهلل، اختيار مع الناس

النبي نهج على يسير الذي الشخص هو النظرة هذه في األمر وولي .به وأحاطوا والفالح الكمال نحو الناس

الوالية أساس النظرية هذه ضوء على وكالغدير .مطلقة بصورة تعالى اهلل ويطيع "وسلم وآله عليه اهلل صلى"

اإلسالمية االُمّة النقاذ وسيلة القرآن مع البيت وأهل ."وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول لسيرة واستمرار

.عاشوراء في حصل الذي الوضع هو النقص، لهذا الواضح والمصداق اآلخر، دون من ناقص منهما كلّ ويعتبر

األمّة شبّان ألفضل مسلخاً كربالء أصبحت فلماذا صحيحة، السقيفة بيعة وكانت يكفي القرآن كان ولو

اإلسالمية؟

(1/11)

خمر شارب وسيطرة النبوية، والسيرة لالسالم هدم النظرة، هذه ضوء على معاوية، بن ليزيد البيعة انّ

اتكأ غاصب حول ومكر بجهل كثيرون اناس اجتمع وإن اإللهيّة، األحكام وتجاهل المسلمين مصالح على

أموي، وإسالم أصيل إسالم باطل،و حقّ هنا والقلة، الكثرة المعيار ليس وهنا .المسلمين حكم أريكة على

واحياء حياة الرأس، بدم المحاسن وتخضيب بالنفس التضحية فإنّ لذلك اإلسالم، وقشرة اإلسالم روح

.وذلة موت ذلك، على القائم والنظام اليزيدي لالستكبار والخضوع فيه، اإلسالم روح ونفخ األصيل لالسالم

الشرف، بدم مضرّجين ربّنا ولقينا السوفيتي واالتحاد ألمريكا ةالمجرم اليد على الدهر صفحة من محينا لو"

سيرة هذه وكانت الغرب في األسود الشرق في األحمر الجيش راية تحت مرفّهة حياة نعيش أن من خير فهو

.(1)"نتّبعها أن ويجب المبين الدين وعلماء المسلمين وأئمة العظام األنبياء وطريقة

وخوفهم وانعزالهم خواص،ال مماطلة نتيجة عاشوراء،

----------

.اإللهية السياسية وصيته في "الشريف سره قدس" الخميني اإلمام سماحة (1)

(1/12)

من لرغباته، فداء الحق أصحاب يقتل كي عاشوراء يوم كربالء في وقف الذي الكبير الجيش انّ

قبل من مجتمع بناء على مضت التي لزمنيةا الفترة تكن ألم الوحي؟ آل لمحاربة جاؤوا وكيف جمعه؟ الذي

رسول كالم يتذكر كان الناس من وكثير سنة، خمسين على تزيد ال ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول

إلى وصلوا كيف علي؟ بن الحسين وسيّدهم العظام الرجال لهؤالء وحبّه "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل

اليوم ذلك في يتسابق حتى الوحي منادي بناه الذي المجتمع في حصل لذيا االنحراف هو ما الحالة؟ هذه

الظاهرة، في الصغيرة الساحة تلك في اليوم ذلك في يشاهد كان ما ان ؟"السالم عليه" الحسين قتل في

هوآل عليه اهلل صلى" اهلل رسول اُمّة على السقيفة في جرى الذي االنحراف حصيلة كان التاريخ، بسعة ولكنّها

جملة في والعناد المنافسة وانعكست الغدير في اإللهي التنصيب جانباً وضع حينما االنحراف بدأ لقد ."وسلم

والذي بالطريق والعارف والعادل والقائد واإلمام الولي عن يكفي اهلل كتاب كان ولو ."هلل كتاب حسبنا"

دين من الكفار ويأس النعمة واتمام دينال إكمال يوم الغدير، يوم تعالى اهلل وصف فلماذا باألمة، يهتم

والعترة القرآن مراراً، "الثقلين" حديث في "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول اعتبر ولماذا المسلمين؟

أن ولو واالنحراف؟ للضالل مساوياً بينهما االفتراق ووصف الناس لهداية اآلخر أحدهما جانب إلى الزمين

وقفوا السقيفة يوم في اهلل رضا واختاروا دنياهم تركوا قد الغدير منطقة في ضرينحا كانوا الّذين األصحاب

على الهجوم على اليوم ذلك في شخص تجرأ لما والتزوير، المكر يستبطن كان الذي الخاطئ الكالم بوجه

اهلل سالم) اءوالزهر "السالم عليه" علي اإلمام بيوتهم أبواب طرق الّذين أن ولو .كربالء في اهلل رسول خيام

في وسخطه رضاهما في اهلل ورضا الحق مع وهما معهما والحق للحق، مضيئان مشعالن وهما ـ (عليها

في سيوفهم يضعوا ولم ذلك الحق الكالم من يتهربوا لم بالغدير، يشهدوا كي ـ سخطهما

(1/13)

رؤوس اليوم ذلك في شخص قطع لما الدنيا، في رغبة يسكتوا ولم العافية وطلب الدنيا حب أغماد

احتفاالً المدينة بوابات وزيّنوا المقطّعة أبدانهم على الفرح بهالهل وهتفوا الرماح، على وحملها اإلسالم اعزاء

!السبايا الخوارج بدخول

علي اإلمام بيت باب عند وقفوا لمّا الناس انّ بحيث درجة إلى عاماً 25 فترة خالل االنحراف اتّسع وقد

عطر من وحرموا والتمييز الظلم إلى تعرضوا أن بعد اُمورهم زمام يتولى أن عليه يصرّون "سالمال عليه"

فترة معظم خاللها انقضت حروباً "السالم عليه" علي اإلمام عهد في وقعت األصيل، المحمدي اإلسالم

"السالم عليه" علي اإلمام يتمكن ولم .الخوارج يد على العبادة محراب في استشهاده العاقبة وكانت حكمه

اهلل رسول رحلة بعد الباطل على والثورة الحق اداء على الدنيا اختاروا الّذين ألن الهوّة، تلك هدم من

عالم حالوة ذاقوا وقد الزمان ذلك من تعلّقاً أكثر ذلك في قلوبهم كانت ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى"

شدّوا "السالم عليه" علي اإلمام حكم أيام وفي وا،يشهد لم اليوم ذلك وفي .المحرّف واإلسالم التمييز

أعظم وقعت كربالء وفي .الجمل واقعة في "السالم عليه" علي اإلمام على وخرجوا والمواجهة الشغب رحال

الّذين أن ولو .الناس أنظار أمام اإلمامة وشاهدي الحق أدعياء سكوت نتيجة تظهر كي التاريخ في فاجعة

لما الفتنة، سيوف من خوف دون من الحق رسالة بتبليغ وقاموا أنفسهم، على يخافوا مل الحق يعرفون كانوا

الحسين وتلطخ "السالم عليه" الحسين واإلمام علي اإلمام سدّها عن عجز حد إلى االنحراف فتحة وصلت

.االنحراف ذلك فتحة في بالدم "السالم عليه"

(1/14)

على بالشهادة يقوموا وأن علمهم، على السكوت ستارة يضعوا ال أن العلماء من عهداً اهلل أخذ لقد

التي الخسارة نفس والصادقين، الصدق وبيان الحق اظهار في التأخير على وتترتب .الزمة تكون عندما الحق

.كليهما من االنحراف فتحة وتتسع الحالتين كلتا من المنحرفون ويستفيد .واالنعزال السكوت على تترتب

االنعزال مثل هو المناسب، الوقت في والقيام والهتاف التكلّم عدم ان .للسكوت اآلخر الوجه هي ةوالمماطل

.والباطل الحق بين المواجهة عن

وظلّت الساقية إلى ذهب الذي الماء إعادة ممكناً يكن لم ولكن بعد، فيما خطئهم األصحاب بعض وأدرك

.اإلسالم نحرافا على مقصّرين شاهدين وكانوا قلوبهم في الحسرة

واحد، يوم في كلهم كربالء شهداء قُتل وقد .كربالء شهداء أضعاف عدة التاريخ في التوابين عدد كان"

يساوي ال التاريخ في التوابون تركه الذي األثر ان الحظوا ولكن .أيضاً واحد يوم في كلّهم التوابون وقتل

في بعمل يقوموا ولم المناسب، الوقت في يأتوا لم مألنه كربالء، شهداء تركه الذي األثر من باأللف واحد

الالزم، الوقت في الخواص قبل من القرار اتخاذ ...متأخراً وتشخيصهم متأخراً، قرارهم وكان لحظته،

في الخواص وعمل الالزمة اللحظة في الدنيا عن الخواص وتخلّي الالزم، الوقت في الخواص وتشخيص

.القيم على وتحافظ والقيم التاريخ تنقذ وهذه الالزمة، اللحظة في الالزمة كةبالحر القيام ويجب اهلل، سبيل

.(1)"...ذلك بعد فائدة فال الوقت مر وإذا الالزمة، اللحظة في الالزمة بالحركة القيام ويجب

الجهاد قمة من الساقطين بين مواجهة عاشوراء،

القمة على ثابتين وقفوا الّذين وبين الرفيعة

----------

."وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول محمّد 27 فرقة في ألقاها كلمة الخامنئي، اهلل آية (1)

(1/15)

أعظم يصنعوا كي األخرى أحداهما مواجهة في وقفتا اللتين الفئتين بين االختالف وجوه من ان

بالجهاد تقم لم الفئتين احدى أن هو للمسلمين، وعبرة اإلسالمية لألمة وتجربة البشري التاريخ في حادثة

تغفل لم االُخرى والفئة ومستمر، شامل جهاد هو األكبر، الجهاد انّ تعلم لم أو األصغر، الجهاد بعد األكبر

.اليوم ذلك في كربالء في بينهما شوهدت التي الهوّة هو بينهما والفارق األكبر، الجهاد عن لحظة

العلوم وأكثر الكالم أفضل لديه إنسان، أعظم هو الذي "وسلم وآله عليه اهلل صلى" األكرم الرسول انّ

لنصرتهم فرحين األصحاب وكان الضارية، الحروب إحدى من أصحابه عاد وحين .اإللهي بالوحي ومتّصل

وآله عليه اهلل صلى" النبي لهم قال التوفيق ذلك على حصلوا الّذين بسعادة ويفكرون والدّين اهلل رسول

:قال األكبر؟ الجهاد وما اهلل رسول يا :قيل .األكبر الجهاد وبقي األصغر الجهاد قضوا بقوم مرحباً :"وسلم

اهلل رسول قاله الذي الحديث بهذا اهتموا أصحاب وهناك .ذلك في كثيراً يفكروا لم ولعلّهم .النفس جهاد

سر ان أدركوا وقد .أنفسهم مع دائم بجهاد يقوموا بأن أنفسهم، وعاهدوا "وسلم وآله عليه اهلل صلى"

.غيره وليس هذا هو وحنين وخبير واُحد بدر في حصلت التي الكبيرة المنجزات على المحافظة

اهلل، عدو ضد الجهاد جبهة الشهادة، فوز نلتم كنتم لو :هو الجملة هذه معنى ان صحيحة بصورة فهموا لقد

أن يجب الدنيا، وزينة والحوادث راتلالختبا عرضة وأصبحتم بقيتم حيث واآلن .عروجكم المالئكة لغبطت

قمة في وتبقون والفوز والقيمة المفخرة تلك على تحافظوا أن أردتم ان لحظة كلّ في دائماً أنفسكم تراقبوا

خير اهلل عند ما" ان دائماً أنفسكم تلقّنوا أن ويجب الدنيا أهل سباق ساحة في تدخلوا وال الرفيعة الجهاد

."وأبقى

(1/16)

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل لرسول القيّمة الموعظة هذه اليوم ذلك في سمعت التي الفئة انّ

ضعفاء من أشخاصاً المسلمين، مائدة وتلوّنت اإلسالم فيها انتشر التي المرحلة في شاهدت بها، تقتنع ولم

وقامت سباق في خسرت أنها نّتفظ اإلبل، من واالكثار المال بجمع وقاموا الدنيا ملذات على أقبلوا اإليمان

تًكسر كانت ذهبهم قطع ان بحيث درجة إلى السباق في تقدموا لقد !جبران من له ويا ذلك، بجبران

الجهاد من سنين وحصيلة القيم كلّ فقدوا لقد النتيجة؟ كانت فماذا .ورثتهم على توزّع كي بالفاس

كان الذي الحديقة صاحب مثل .الحسرة غير لهم لتظ ولم "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ومصاحبة

برق بصعقة محصوله جميع احترق يوم ذات صباح وفي اهلل، ذكر عن وغفل دائماً سيظل محصوله أن يظن

الجهاد ساحة في واحدة غفلة في فقدوا كذلك وهؤالء .{كفّيه يقلّب فأصبح} شيء يظل ولم واحدة

جوالن ساحة الدنيا، ساحة ان !مؤلمة حسرة من لها ويا !عظيم خسران من له ويا .محصولهم جميع األكبر،

الزهد إلى دفعها ويجب والمحاسبة المراقبة في استمرار تتطلب وهي عليها والسيطرة عليها والمحافظة النفس

.وتعالى تبارك اهلل وطاعة والتقوى والقناعة

وينتصرون عونهم اإللهي التوفيق يكون للذين وهنيئاً ومرارة، مجاهدة تستلزم واألهواء النفس على السيطرة انّ

.أيضاً الجهاد هذا في

الجهاد في االمّارة النفس إلى الساحة كلهم سلّموا "السالم عليه" الحسين للقتال كربالء في اجتمعوا الّذين انّ

على منفوسه وتعوّدت الذهب وأكياس األمارة وعود خدعتهم وقد .اُمورهم بزمام الشيطان ومسك النفس مع

تتعود ولم .حقّ غير على أم حقّ على كونها إلى يلتفتوا ولم .طمعهم على السيطرة من يتمكنوا ولم الدنيا

رائحته ووصلت القلوب تلك في الجاهلي والبغض الحقد وبقي .اهلل بصبغة تُصبغ ولم الحق على انفسهم

.ساحة هكذا أهل يكونوا ولم نفسهمأ بجهاد أبداً يقوموا ولم العالم أهل مشام إلى كربالء في الكريهة

(1/17)

النفس مع الجهاد ساحة في يخسرون الّذين األشخاص سيرة هي الضيف، ومواجهة العهد خرق انّ

يريد ومَن اآلخرة، على الدنيا يختار الذي الضمير في التهديد ويؤثر .النفس من الهزيمة ذلة ألنفسهم ويهيئون

كلّ وقع ولقد .القليل حظّه ويستمر اختاره ما يفقد ال كي ساحات هكذا في الصف بذلك يلتحق الدنيا

يتمكن ال الخصم مع الجهاد سر يعرف وال يتمرّن ال ومن ما، بنوع النفس مع مشكلة في هؤالء من واحد

فرساً "النفس" جعلوا وقد .تريده ومكان مقصد أي إلى تسوقه لها مركباً هؤالء أصبح لقد .االنتصار من

عن اإللّهية، االختبارات في يردعهم وال يمنعهم ال ما الدنيا من واختاروا اهلل رضوان نحو بها يسيرون ةمنقاد

يبكون اإللهي المحضر في ركبهم على يجثون كانوا الليل، منتصف أوقات وفي .محبوبهم نحو السير

الظالمين نحو الميل من مأنفسه يمنعون كانوا النهار وفي .العالمين ربّ يدعون أيديهم ويرفعون ويصرون

وربطوا الحرام تجنّب األجل من الحالل وتركه جيداً وحرامه اهلل حالل عرفوا وقد .الدنيا طالب إلى والشوق

في سرعتهم من لحظة كلّ وزاد المستقيم اإللهي الصراط في أقدامهم وضعوا وهكذا الطاعة بسلسلة النفس

بيده عظماً يحمل وهو ذر أبو وحذّر .العالم ناهبي مال رةكث مشاهدة فيهم تؤثّر ولم .الحق إلى القرب

المؤلم واالستشهاد "الربذة" إلى النفي ووجد خلفه الدنيا ترك وقد .الدنيا من دمشق قصر في الجالسين

سأبي بن علي اإلمام ورقع عثمان خالفة ودار معاوية وتأييد الدنيا قبول عار يقبل ولم بذلك وقبل .لذيذاً

المظاهر لجميع "ال" يقول كي ملح مع بخبز واقتنع المباركتين بيديه مرات عدة حذاءه "السالم عليه" طالب

ولشرط الثالث الخليفة بوجه السيف سلّ إلى يدعونه كانوا الّذين المخلصين غير دعوات ولجميع الدنيوية

في األمان أوراق حرق وسابقاً األمان، ورقة علي بن العباس رفض وقد .الشيخين سنّة اتباع في عمر شورى

خجل وهو "السالم عليه" الحسين من العفو الرياحي يزيد بن الحر وطلب .النفس مع الجهاد ساحة

(1/18)

الجهاد ساحة في نفسه ادّب أن بعد االستشهاد، واختار اليزيديين فوج قيادة وترك قدميه على يمشي

وجميع والمرأة االسم من أكثر اعتبار للوالية يرى كان ألنّه والولد والمرأة المال زهير وترك .النفس مع

مواجهة ساحة كربالء وكانت .نفسه في األرضية هيّأ ان بعد "السالم عليه" الحسين حب في أثّر وقد الدنيا

من القلقة العيون ماسة حاجة تحتاجها عبرة وهي .النفس مجاهدي وبين األكبر الجهاد في خسروا الّذين بين

.العاقبة

كثير فيغفل االعمار مرحلة في أما .الدنيا ملذات احتقار من أسهل بصورة اإلنسان يتمكن الحرب ساحة في"

االجهزة نفس تعمل تزال ال واليوم ...الدنيا لذات مائدة على الجلوس عند المعنوية المنجزات عن الناس من

في تبقوا أن أردتم وإذا !بشر انكم ...الحرب ساحة في المؤمنة قواتنا تقدم دون الحيلولة تريد كانت التي

مع الجهاد األكبر؟ الجهاد هو وما .األكبر الجهاد تجاهدوا، أن فيجب والقيمة، الفاخرة المكانة تلك

.(1)"النفس

زرعها التي الشبهات ثمرة عاشوراء

اإليمان أرض في الجاهلون المتدينون

ان لشاهدنا ذلك، في خلفياتهما ونطالع كربالء في بالتقا اللذين للصفّين المفتوح الملف إلى جيداً نظرنا لو

الحكومي النهج واتضاح المدينة في اإلسالمية الحكومة قيام بعد تنظيم بتأسيس رويداً رويداً قامت فئة

استهدفت تحركات وبدأت ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل لرسول الحكومية واألحكام األوامر في لإلسالم

االستياء إلى الغنائم، تقسيم كيفية على االعتراض من فخطوة، خطوة سياسة وفق بدأت لكنو اإلسالم، أساس

مَلَك عليه قرأ حتى "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول يخاف كان شيء أي ومن .المنصبة القيادة من

:الغدير منطقة في الوحي

.(2){الناس من يعصمك واهلل رسالتك بلّغت ماف تفعل لم وان ربّك من اليك أنزل ما بلّغ الرّسول أيّها يا}

----------

.كربالء 25 فرقة الخامنئي، اهلل آية (1)

.67 :المائدة سورة (2)

(1/19)

:فقال الثمر مرحلة إلى وصولها دون الحيلولة أجل من تعالى اهلل أمر التي المشؤومة البذرة تلك وما

يحكموك حتى يؤمنون ال وربّك فال} :تعالى قوله أو {فانتهوا هعن نهاكم وما فخذوه الرسول أتاكم فما}

.(1){تسليماً ويسلّموا قضيت ممّا حرجاً أنسهم في يجدوا ال ثم بينهم شجر فيما

رحلة بعد هيكله، عن اإلسالم روح بفصل بالدنيا متعلّقة قلوبهم وظلت اإلسالم للحكم خضعوا الّذين وقام

.مصالحهم وفق وتفسيره وتأويله اهلل وحي في يشككون وبدأوا ،"وسلم هوآل عليه اهلل صلى" اهلل رسول

اهلل رسول بيت من الحكم وأخرجوا "اهلل كتاب حسبنا" عبارة نشر خالل من البيت أهل والية في وشككوا

رسول عن الحديث رواية ومنعوا ."السالم عليه" علي لجهاد واحترام مودة ابداء الغدير واعتبروا .بيتهم إلى

أهل فضائل تُروى وال والشريعة الرسالة بمصدر الناس ارتباط ينفصل كي "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل

ضعف نحو النموذجي اإلسالمي المجتمع جر إلى االُخرى المسمومة األفكار وعشرات هذه وأدت .البيت

.الوحي من النابعة األصلية المعرفة من والفراغ اإليمان

----------

.65 :النساء ةسور (1)

(1/20)

قلوب وأفرغوا السرّ هذا استهدفوا لقد اإلسالمي؟ الحكم دائرة واتساع اإلسالم انتصار سر كان ماذا

أنّهم رغم بالجاهلية، المرتبطة العقول صنعتها التي المسمومة السهام بواسطة السر هذا قوة من اإلسالمي العالم

القيادة في اإلسالم انتصار سر كان لقد .بهيكله األعداء ومثَّل مهلك داخلي مرض دائرة بتوسيع قاموا

السر هذا تعرّض وقد اإللهيّة، واألحكام المتجسد اإلسالمي للدّين المؤمنين وطاعة اهلل، وحي على المعتمدة

ات،االبهام وطرح الشبهات أنواع إطار في والتزوير الحيلة وأقالم ألسن بواسطة األساليب، بعشرات هجوم إلى

بداية "اهلل كتاب حسبنا" عبارة وكانت .التاريخ من الصحيحة غير االستفادة اآليات وتأويل أحاديث وتزوير

وقد .والعباسيين األمويين حكم وتبرير "السالم عليه" والحسين والحسن علي استشهاد نهايته كانت طريق

الحسين رأس العالم في مجرم شقىأ فصل عاشوراء يوم وفي السقيفة، في هيكله عن اإلسالم رأس فصلوا

.كربالء في بدنه عن "السالم عليه"

فصيحة وألسن مفكّرة عقول وتمكنت .الدينية والعقائد الشبهات لنضوج تبلوراً وكربالء عاشوراء كانت لقد

وعزتهم وقوتهم ودوامهم المسلمين قوام بأصل االخالل من األعداء وتلقين بالجاهلية متأثرة قويّة وأقالم

.لنا عظيمة عبرة وهذه .عنها المؤمنين أذهان وأبعاد

(1/21)

الجور لصالح المغصوبة، الخالفة في القرآن تفسير يجري كي الرسالة عن الوالية فصلوا الّذين انّ

وكانوا وبالدهم مدنهم في المسلمين، بين يعيشون وكانوا .المسلمين داخل في كانوا اإلسالم، وأداء والظلم

اهلل رسول نصرة في سابقة بال يكونوا ولم .المسلمين عن غرباء يكونوا ولم .الحق مجري قرب عن شاهدوا

عن اآلخرين ومنع سهمهم وأثّر كالمهم نفذ والحضور، المعرفة تلك وبسبب .الحروب في الجهاد وحتّى

فصل شعار بإطالق األمس أصحاب وقام .اهلل رسول بسيرة والمقارنة األقوال في والتدبّر الحقائق إدراك

رأي مسألة طرح خالل من ونقضوا االُمّة لهداية كافياً القرآن كبار صحابة واعتبر .البيت أهل عن الدين

الغدير على القبلي االتجاه وذات الجاهلة الديمقراطية وفضّلوا الوالية بتنصيب اهلل وصية االنتخاب، في الناس

صلى" اهلل رسول اتباع ومنع .مصالحهم على بناء والوراثة الفةالخ وشورى الوصية بمبدأ حكمهم أثناء وعملوا

حقّاً والباطل باطالً الحق واظهر !الحق يتضح ال كي المؤلمة رحلته بعد معارفه رواية "وسلم وآله عليه اهلل

أجل من براهين بطرح وقاموا .المادية الدنيا وزخارف واالجتماعات الكالم ظالل في ممكنة أصبحت وهذه

قلوب يهزّوا كي خادع بلون الكلمات وصبغوا اإلسالم المجتمع في ذلك ونشروا باطالً، الحق رإظها

اإليمان بناء تخريب في منهمكين اولئك كان بينما الروم في كمن قد اإلسالم عدو وكان المؤمنين،

وقاموا .اءاألعد قبل من االشادة يوجب بمظهر زعمهم حسب اإلسالم يظهروا كي للناس الدينية والمعرفة

الخالفة دار وزخارف سلطنة إلى "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول قيادة وسيرة والوالية االمامة بتبديل

الناس إيمان في الفساد وانتشار الحكم قبل من وتعطيلها اإللهيّة باألحكام التقيد وعدم النهب في والحرية

الذي واإلسالم سفيان أبو إسالم األموي، اإلسالم وقفو .األول عصره في اإلسالم عن وابتعادهم والشباب

انحراف في نجح ذلك عن بعيداً تعالى، اهلل قبل من المنصّب القائد فيه يكون

(1/22)

في وقعت التي القسوة ذروة وتشير ."وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول رحلة بعد المجتمع

.ذلك القدير اهلل أحبط وقد الوالية واسالم األصيل اإلسالم لىع القضاء أجل من العدو خطة إلى عاشوراء

عظيم ظلم ارتكاب بالشيطان المرتبط الصفّ واستطاع .السابقة تلك لهما صفّين بين مواجهة عاشوراء انّ

الفهم وسوء والباطل والكالم واالبهامات الشكوك تلك بمساعدة وذلك بالحق، المرتبط الصف بحق

وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول بدأت مظلومية وهي .اولئك استشهاد من أعظم وميةمظل وكانت .للقرآن

علي وجلوس "عليها اهلل سالم" الزهراء دار باب إحراق ثم وصيته يكتب أن يسمحوا لم عندما ،"وسلم

في ذروتها إلى وصلت حتى "السالم عليه" الحسن إلى السم ودس واستشهاده الدار في "السالم عليه"

من اخرى عظيمة عبرة وهذه "كربالء أرض وكل عاشوراء يوم كل"فـ كربالء في تنتهي ال ولكنها .بالءكر

وسر جذرها عن اإلسالمية الحكومة بفصل وتفكّر مظالم ارتكاب تريد وأقالم ألسن ثمة ان حيث كربالء

تكون واآلن كربالء، حادثة ووقعت سنة خمسين بعد األفكار تلك أثمرت وقد ."الفقيه والية" أي وجودها،

.العِبر على تترتب التي والبصيرة واليقظة اعتبارنا بمقدار الفترة

بعد "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي مسجد في وقفوا شخصاً عشر اثني أو عشرة بين من الزبير كان"

."السالم عليه" المؤمنين أمير عن للدفاع "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي رحلة

(1/23)

خواص الناس، عوام الصحابة، جانب، في الجميع كان حيث اليوم ذلك في .الدنيا صعوبة الحظوا

الزهراء فاطمة دار في "السالم عليه" المؤمنين وأمير .القوة بتلك وقعت قد السقيفة حادثة وكانت الناس،

في شخصاً عشر اثنى جاء ،المدينة كلّ في الظروف، تلك وفي .سمعتموها التي هذه وكان "السالم عليه"

عليه" المؤمنين أمير عن ودافعوا "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي مسجد إلى مدوّنة، وأسمائهم الظاهر

الجمل، في قتل الذي الشخص وهو .أحدهم الزبير وكان ."السالم عليه" المؤمنين أمير حقّ وعن "السالم

.اعزائي يا صعبة القضية انّ ال؟ أم يخاف أن لالنسان قيح أال الحظوا !!"السالم عليه" علي ضد حرب في

البصر أهل إالّ العلم هذا يحمل وال أال" :"السالم عليه" المؤمنين أمير قال معاوية ضد صفّين حرب وفي

أسهل العسكرية، الحرب ساحة في االستقامة ان ...واحدة والصبر البصر حروف ان جميل، هو كم "والصبر

.(1)"الحقيرة الدنيا جاذبيات الجاذبيات، أما امةاالستق من كثيراً

السياسة عن الدين فصل حصيلة عاشوراء،

االُمور في بالعقالء يسمّون من وحكم

لألمّة الدنيويّة

وقد .عثمان بيت في وارتاحت "السقيفة" منزل من تحركت لقافلة عالمة نجد كربالء، جوانب أحد في

تدبير يعرف وال شاب "السالم عليه" عليّاً ان على بذلك مستدلة القوم مشايخ بيد نفسها القافلة هذه سلّمت

!!الخالفة في الحكم تدبير من المقصود كان ماذا بالمسير القافلة استمرت كلما يتضح واآلن الحكم

----------

.الحرس مسؤولي لقاء عند الخامنئي، اهلل آية (1)

(1/24)

!!"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وسنّة سيرة عن تدريجياً االبتعاد معناه الحكم، تدبير إن

في والمؤمنين األصحاب وإشباع المال بيت توزيع الحكم تدبير ويعني !!اهلل أحكام انزواء معناه الحكم تدبير

بن اسامة وكذلك طالب أبي بن جعفر اولئك رأى لقد !!والغلمان والبيوت واإلبل بالذهب اإلسالم صدر

تلبيس ولكن .شيوخ صحابة فيه كان جيش لقيادة "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول عيّنهما اللذين زيد

أي القوّة، مصدر عن المسلمين انحراف لغرض بالعمل ذلك بعد قاموا الّذين السلطة عناصر وتلقين السياسة

فيه يعتبر الذي الفكر هو هذا أليس .البراهين أضعف استخدام إلى بهم أدى العلوية، والوالية النبوي اإليمان

شخص؟ يعرفه ال الذي معاوية دهاء هو وما ؟"السالم عليه" علي من أدهى معاوية

الحق مظهر في الباطل وإظهار وأحكامه اإلسالم مبادئ وتحريف الناس إيمان شراء في معاوية مضى لقد

هي هذه أليست !السياسة؟ في لدهاءوا الحكم في التدبير هو هذا فهل الباطل، مظهر في الحق وإظهار

يزيد جاء كربالء وفي القوم؟ عقالء تدبير البعض، ويسميها والطواغيت المستكبرين بين اليوم الرائجة السياسة

والسياسة الحكم على ليحافظوا السياسة بتلك ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ابن لمحاربة وجيشه

اهلل صلى" اهلل رسول بيت وأهل أوالد معتبراً واسعة بدعاية البداية في قام التدبير وهذا !سقيفي بتدبير األموية

رمال على الرؤوس مقطوعة عاشوراء يوم في أجسادهم ترك ثم دماءهم وأباح خوارج "وسلم وآله عليه

.كربالء

(1/25)

أحكام واجراء لنبويّةا بالسنّة االلتزام في التدبير يرى كان الساحة تلك من اآلخر الجانب وفي

أن منذ "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وسنّة اهلل أحكام على الثبات على التأكيد تم وقد .الشريعة

حتى ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول رحلة بعد جرى ما بعض (عليهما اهلل سالم) وفاطمة علي رفض

عزل على أصر وحينما الشيخين طريقة باستمرار الخالفة ينتعي شورى في "السالم عليه" علي يقبل لم حين

اطماع بوجه ووقف قصيرة، زمنية فترة الشام حكام في معاوية ابقاء اقترحوا حيث أصحابه نصيحة رغم معاوية

واعتبرت .النهروان حرب في المنافقين طمع نفسه عن وقطع الجمل حرب فوقعت وغيرهما والزبير طلحة

على ظلّوا العدو مداراة إلى يدعون الّذين المحتالين أنّ ورغم التدبير خالف بل تدبيراً، ليست ليزيد البيعة

ببركة إالّ ذلك يحصل ولم العصور مدى على عاراً أصبحوا أنهم إالّ قصيرة، زمنية مدة السلطة أريكة

الزائل الظاهر راءو من الحق انتصار رأوا الّذين المدبرون عاشوراء، يوم في المؤمنين المدبرين استقامة

.ذلك على تدبيرهم وأقاموا الباطل دعاية وضجيج

القليلة والشقة القوم، عقالء بوصفهم وأنصاره وأعوانه ليزيد يسلّمونها شقّة شقّتان، الحكم انّ هؤالء ير ولم

لها مرافقةو الديانة عين والسياسة والتدبير الحكم يعتبرون كانوا بل بالشريعة، والمطالبين للعلماء االُخرى

.اإللهيّة والسنن لألحكام وحافظاً ومتشرعاً ومخططاً ومدبّراً وسياسيّاً حاكماً اإلمام وكان .وملزومة والزمة

(1/26)

بيوتهم في بسالمة وأصحابه الحسين يعيش بأن للقبول مستعدين يزيد وأتباع يزيد كان لقد

سفيان أبو دين فهذا حاشاً، ولكن اإلسالمية، البالد في اولئك بخالفة اعترافهم مقابل وديارهم ومساجدهم

ولو .ورسوله اهلل به يرضى الذي الدين وليس اهلل، أعداء بقبول يحظى الدين وهذا .المحمدي الدين وليس

أحكام على ومواظباً ومشرفاً ملتزماً يكون أن يجب المسلمين قائد ان .نبي أي استشهد لما هذا الدين كان

في كربالء في ظهر وقد والطواغيت األنبياء بين الفارق هو هذا وكان .وشخصية شخص أي من أكثر اهلل،

أن ويجب ."كربالء أرض وكل عاشوراء يوم كل" مصداق على المستقبل وفي حالياً وسيظهر شكله أبرز

.اُخرى مرة التاريخ مكر يتكرر ال كي الغير أزياء جميع في ذلك المتّعظة العين تعرف

في به واالعتراف بيعته إلى يدعوهم ـ "السالم عليه" الحسين وخاصة ـ معارضيه إلى رسائل يديز أرسل لقد

اإليمان منتهى في بسالمة ويعيشوا الحكم أمر بتسلّمه يقبلوا وأن المؤمنين دنيا واعمار وتدبير الخالفة منصب

إيجابياً اآلخرين المعارضين جواب كان بينما الرسالة؟ بهذه "السالم عليه" الحسين يقبل لم فلماذا !!القلبي

"السالم عليه" الحسين انّ الصمت؟ والتزام الخالفة مأموري عن أنفسهم ابعاد خالل من الرسائل تلك على

هو السيرة هذه استمرار ان يرى "السالم عليه" الحسين وكان .عليها ويؤكد العظيم جدّه بسيرة يعرف كان

الطريق انّ السيرة، لهذه ناقضة وأمثالها االتصاالت وتزايد التطورات تبريع ولم االُمّة لنجاة الوحيد الطريق

ويزداد االمور جريان دائرة وتسع .ورسوله اهلل يطيعون الّذين األمر وأولي ورسوله اهلل طاعة للنجاة الوحيد

اإلمام اتبع وقد .القبيل هذا من واُمور المادية والتطورات الزمان ومرور السكان زيادة خالل من التدبير مدى

.عاما وعشرين بخمسة الرسول رحلة بعد السيرة نفس "السالم عليه" علي

(1/27)

المال أمام والته يخضع ولم المسجد، في القضايا ويتابع كوخ في المسلمين شؤون يدير وكان

.المؤمنين على الحكم أساس وهذا للمسلمين، خداماً أنفسهم يعتبرون وكانوا والمنصب

يعتبرون الّذين دائماً ويتعرض .بعد فيما تتقابل وسوف سابقاً تقابلت كما النظرتين هاتين تقابلت كربالء وفي

عن الدين فصل إلى يدعون الّذين هجوم إلى والفقاهة، واالمامه النبوّة في متجسداً ويرونه السياسة عين الدين

بها يُغطى سوف اخرى وثياب واآلخرة نالدي عن المجتمع شؤون وتدبير الوالية، عن والحكم السياسة،

.الوالئي غير لإلسالم والمزيّن الضعيف الهيكل

واالجتماعية السياسية وثقافتهم األطهار األئمة اتّباع إلى المسلمة الشعوب والعجز الجد بمنتهى أدعو"

وال بالنفوس، حيةمض قلوبهم أعماق ومن مناسبة بصورة هؤالء العظام البشرية لهداة والعسكرية واالقتصادية

سواء الشعوب، وعظمة رشد ويضمن واإلمامة الرسالة يعكس الذي التقليدي الفقه عن أنملة قيد تنحرف

والدين للحق المعاندين الخناسين لوسواس تصغى وال إسالمي فقه وكالهما الثانوية واألحكام األولية األحكام

.(1)"اإللهي العدل وحكومة اإلسالمية كامواألح الدين لسقوط مقدمة هي منحرفة، خطوة أن ولتعلم

اآلخرة طالب أمام الدنيا ملذات جذبتهم من اصطفاف عاشوراء،

.وشاملة بارزة تاريخية خصائص صف لكل وكان .واإليمان الكفر تاريخ بامتداد صفّان كربالء في تقابل

في وقفت التي الفئة وكانت .بثوالخ الكفر وذروة الرذالة منتهى في للكفر، امتداداً يمثل الذي الصف وكان

ذروة نقطة كربالء وكانت اإليمان، وذروة اإلنساني الكمال وجمال البركات لكل امتداداً اإليمان صف

.التاريخ في الناس حركة من نوعين نتيجة تكون وسوف كربالء وكانت .واإليمان الفكر بين المواجهة

----------

.اإللهيّة السياسيّة وصيّته في "الشريف سره قدس" الخميني اإلمام سماحة (1)

(1/28)

هؤالء وكان .الدين على الدنيا يفضل كان للكفر، التاريخية الظلمة من يأتي كان الذي الصف انّ

الصالحين األنبياء دعوة على الدنيا ومنال ومال والشهوة السلطة اختاروا وقد وقارون، ونمرود الفراعنة عقبة

!دنياهم عن يدافعوا كي نالبارزي وأتباعهم

الحسين لمحاربة الكوفة جيش وجهز والتهديد والتزوير بالحيلة الكوفة على زياد بن اهلل عبيد سيطر وعندما

يرتكب بحيث درجة إلى برذالة ويتصف .أمر من إليه يصل ما كل ينفذ قائد إلى بحاجة كان السالم، عليه

والية باسمه تُكتب بأن ووُعد المنصب لهذا سعد بن عمر حورُشّ السالم، عليه الحسين بحق الجرائم تلك

بن اهلل عبيد اهتمام موضع فأصبح عقيل بن مسلم استشهاد حين رذالته أثبت قد سعد بن عمر وكان ."الري"

.الصدد هذا في يفكر كي واحدة ليلة يُمهل أن فطلب زياد،

.وصيته يقول أن اللحظات آخر في مسلم لبط الكوفة، في الخالفة دار إلى وأخذوه مسلم اعتقلوا وحينما

اُذنه في وهمس وصيته لطرح قرابة، صلة به تربطه كانت الذي سعد بن عمر مسلم واختار اهلل، عبيد فأذن

زياد ابن من واطلب .قرضي وادفع وسيفي درعي فبع المدينة، هذه في درهم سبعمائة مطلوب إنني :قائالً

...الديار هذه إلى المجيء من وحذّره السالم عليه الحسين إلى رسالة واكتب وادفنّي اُقتل أن بعد جسدي

وذكر األمور هذه مني طلب مسلم ان وقال زياد ابن إلى سعد بن عمر التفت وصيته، من مسلم انتهى ولمّا

ال يؤتَمن مَن :وقال سعد بن عمر انحطاط من الرذل، الرجل ذلك زياد، ابن فغضب .مسلم وصية كلّ

.أبداً سرّه كشفت لما وأوصاني ائتمنني كان مسلماً ان ولو يخون،

.الجاه حب عليه وسيطر !!الري والية أي الدنيا له ظهرت وقد .للتفكير مهلة سعد بن عمر يطلب واآلن

يتمكن ولم .اآلخرة وخسران العار يعني بالقيادة القبول أن يعلم كان أنّه رغم زياد، ابن عرض على ووافق

.ذلك من نفسه وينقذ دنياال عن التخلي من

(1/29)

في قليلين أمثاله يكن ولم .نفسه على الشيطان وسيطر لذيذة لقمة له، بالنسبة الري والية وظهرت

الزعماء من كانوا شهاب بن وكثير األشعث بن ومحمد الجوشن ذي بن وشمر الربعي فشبث زياد؛ ابن جيش

قبل من عروة بن هاني على القبض اُلقي ولما .قليل بوعد الكثير الخير محاربة على منهم كلّ شُجّع الّذين

بسرعة نفسها بتجهيز قبيلته قامت يقتلوه، كي السجن في واُلقي شديد تعذيب إلى وتعرّض اهلل عبيد جواسيس

االمارة دار على والهجوم هاني عن للدفاع مسلّح رجل آالف أربعة أو ثالثة وتهيّأ االمارة دار وحاصرت

وانتابه اللعب في فشل انّه اهلل عبيد رآى الوقت ذلك وفي .اهلل عبيد شر من الكوفة أهل وتخليص ذهوانقا

ويطمئن االمارة دار سطح إلى يصعد أن منه وطلب "القاضي شريح" إلى والتفت حيلة فاستخدم الخوف،

سأله هاني وكان يهان وضع يعرف شريح وكان .اهلل عبيد عند باحترام وجالس حي أنّه هاني قبيلة رجال

وتهديده اهلل عبيد من وخاف جرأته فقد الحساسة اللحظة تلك وفي .النقاذه قبيلته رجال يأت لم لماذا

كانوا ألنهم قوله إلى الناس فاطمأن .اهلل عبيد منه طلبه ما وقال السطح إلى فصعد .دينه على الدنيا واختار

شريح يختر لم ولو .هانياً اهلل عبيد قتل ثم .بيوتهم ىإل وعادوا القصر أطراف عن فابتعدوا بشريح يثقون

الكوفة السالم عليه الحسين ولدخل الكوفة في الظلم قصر يتهدم أن المحتمل من لكان الحقيقة، وقال الدنيا

األوقات في الباطل نحو والتاريخ الحوادث مسير انحراف على عملوا اولئك ولكن كربالء، حادثة تقع ولم

ترجيح في يؤثران سالحان والترغيب والتهديد .االختبار طرق مفترقات وفي الصعبة ختباراتواال والحوادث

.الخطر عند اآلخرة على الدنيا اإليمان ضعفاء

(1/30)

حركة في تأثير أقل الكفر لزعماء الدنيوي البذل عروض يؤثر لم الساحة من االُخرى الجهة وفي

وآله عليه اهلل صلى) النبي على قريش عرضت وحينما .األنبياء ودعوة ةاإللهي الهداية من بدأ الذي الصف

يريده ما وكل والغلمان الذهب إعطائه مقابل في تعالى، اهلل إلى الناس وهداية النبوة دعوة ترك (وسلم

حتى األمر هذا أترك أن على يساري في والقمر يميني في الشمس وضعوا لو واهلل :وقال يديه رفع منهم،

.تركته ما فيه، أهلك أو اهلل رهيظه

حركة دون يحول أن منه وطلب (السالم عليه) علي اإلمام عم ابن عباس، بن اهلل لعبد رسالة يزيد وكتب

من أكثر أراد وإذا له، أبي قرره كان ما وأعطيه كثيرة عطايا له سأدفع :له وقال ،(السالم عليه) الحسين

.لصددا هذا في اقصّر ولن ذلك له فاضمن ذلك

ليس العالم حكم يرى وكان يزيد بعطاء يفرح حتى الدنيا يريد يكن لم (السالم عليه) الحسين اإلمام ولكن

.وأحكامه اهلل دين فيه يكن لم ان ميت، عفونة من أكثر

اهلل رسول محمداً أن وأشهد اهلل إالّ إله ال أن أشهد" الملكوتي الصوت العالم في يُردد أن يريد وكان

ولو .الناس وفالح اإلسالمية، العدالة وتجلّي اهلل، حكم الجراء العالم يريد وكان ."اهلل وليّ عليّاً نّأ وأشهد

يأت ألم .العطاءات تلك مثل على لحصل اهلل دين نصرة عن السالم عليه الحسين أصحاب من أي تخلّى

اُعطي لما ذهب كان ولو ؟العباس الفضل أبي كربالء، في الراية لحامل أمان بورقة الجوشن ذي بن شمر

.سعد بن عمر على عُرض ما أقل

الدنيا لطلب والخضوع الحقيقية بالذلة وأصحابه (السالم عليه) الحسين يقبل أن هيهات .الذلّة منا هيهات

.اهلل أعداء بمدح والسرور العدو كثرة من والخوف وأحكامه اهلل دين عن والتخلي األثرياء امام والركوع

(1/31)

لفصل دائماً األعداء ويترقب .اهلل سبيل في المجاهدين وتقوى إيمان دائماً تترقب العروض ان

طلب ولماذا اولئك، بأيدي الحق أهل على والقضاء بالترغيب المؤمنين صف عن اهلل، سبيل في المجاهدين

أهل شباب سيد (المالس عليه) علي بن الحسين أليس المهلة؟ لماذا واحدة؟ ليلة لمدة مهلة سعد بن عمر

.الدنيا ملذات أمام والتحير الكفر يد قطع في التأخير عاقبة هي هذه ان التفكير؟ فلماذا الجنة؟

يوم وكل عاشوراء من العبرة هي وهذه .ونفسها بدنها عن وشدة بسرعة تقطع أن يجب الكفر طمع يد ان

.عاشوراء

ألنه لماذا؟ .قوية طبيعة اإلسالمي، النظام وطبيعة .قوي بناء النظام، هذا وبناء .قوي نظام اإلسالمي، النظام انّ"

في اُركّز إنني تالحظون ولهذا .النقطة هذه على يركّز والعدو .المؤمنون الناس الناس، أفراد من تشكّل

.الثقافي الغزو على األخيرة السنوات

القيم على الهجوم عاصفة على ظالم،ال الملكي النظام عهد في البلد هذا في الثقافية األعمال بُنيت ولألسف

.(1)واإلسالمية المعنوية

من االمتياز طالب بين مواجهة عاشوراء،

اهلل سبيل في المجاهدين وبين المجاهدين

----------

(1/32) .كربالء 25 فرقة الخامنئي، اهلل آية (1)

أمرهم الّذين األشخاص يلتزم لم زمان ومن .اُحد في جذر العدد، كثير الصف لذلك كان لقد

وتركوا "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي بأمر الجبل، سفح بحراسة "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول

وفضّلوا المنتصرين، المسلمين داخل إلى النفوذ يريد كان العدو أنّ يعلموا ولم الغنائم جمع أجل من السفح

أصحاب من عدد وثبت .قتل "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ان في عدوال إشاعة سماع بعد الفرار

اهلل رسول حياة على فحافظوا "السالم عليه" طالب أبي بن علي مثل "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول

الغنائم "آلهو عليه اهلل صلى" النبي اعطاء زمان حتى .اإلسالمية النهضة واستمرار "وسلم وآله عليه اهلل صلى"

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي فقال سهمهم على اُحد جبل سفح تركوا الّذين واعتراض قلوبهم للمؤلفة

طعم ذاقوا ولكنهم اليوم، ذلك في الصمت التزموا وقد "إيمانكم إلى وأكلكم تالّفاً قوماً أعطي انّي" :لهم

ما جبران ساحة في اقدامهم فوضعوا رحلته بعد "وسلم آلهو عليه اهلل صلى" اهلل رسول سيرة تغيير عند الدنيا

كي "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول سيرة إلى والعودة "السالم عليه" علي عدل بوجه ووقفوا !!فات

في أفعالهم وتعكس اهلل، آل خيام بنهب يطمعون كانوا كربالء وفي .المنهوبة واالبل األموال عن يدافعوا

سفح من بدأ الذي الطمع عاشوراء يوم األختام، سلب أجل من األصابع وقطع اآلذان من بالقوة اطاالقر انتزاع

.اُحد

وكل .اإلسالمية البالد أقاليم حكم في الطمع الساحة تلك في جمعهم وقد أكثر، طمع الزعماء لدى وكان

.وانحراف خطيئة كلّ رأس هو الذي الدنيا حب كان حال، أي على كان، ما

(1/33)

الحلي ونزع مالبسه تُنهب ال كي بالية مالبس فارتدى يزيد، جيش رذالة يعرف اآلخر الصف وكان

جيش قبل من "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي آل حرمة تُنتهك ال كي والرقاب واآلذان األيدي من

الخبث من اهلل طهّرهم من على "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول طلقاء هجم اليوم ذلك وفي .يزيد

رسول رحلة بعد نُهبوا الّذين البيت أهل ."وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول بيت أهل ينهبوا كي والسوء

.للنهب شيء لديهم يكون حتى الدنيا أهل من يكونوا ولم "فدك" بفقد "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل

.نُهبت التي اهلل رسول هبة فدك وكانت

سائل يعود وال .الفقراء على النخيل بساتين تمور ويوزعون الفوار مائها بوقف ويقومون آباراً حفروني كان

حطام أعطوا حينما تعالى، اهلل مدحهم لقد .اليدين خالي المروءة، أهل من الناس هؤالء بيت باب يطرق

.أيّام ثالثة للسائل القليل افطارهم

ثالثاً، الدنيا طلّقوا وقد تعالى، اهلل رضا يكفيهم وكان .لالسالم اءفد ووجودهم وأموالهم أنفسهم كانت لقد

.العدالة واجراء الحق ألخذ إالّ عنز، عطسة من أقل عندهم الدنيا وكانت

(1/34)

(السالم عليه) علي ابن لمحاربة يزيد أصحاب صف في اُحد سفح تركوا الّذين جاء كربالء وفي

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول حريم عن دفاعاً جرحاً تسعين من كثربأ أحد معركة في اُصيب الذي

ساحة إلى وأتى ."وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول إلى الوصول من العدو قلب في اليأس وزرع

األموال نهب في آبائهم نهج لمتابعة "السالم عليه" علي ابن لمواجهة وصفّين الجمل أصحاب أوالد كربالء

اُحد سفح تاركي أوالد وكان ."السالم عليه" علي بن الحسين بيد النهج هذا قطع دون والحيلولة االبلو

الّذين اولئك ويريد ،"السالم عليه" للحسين المقابل الصف في "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وأمر

.إيمانهم وبذريعة وسيلة بأية الغنائم تلك على المحافظة المغصوبة الخالفة حريم في مكاسب على حصلوا

مثلما اإلسالم، حريم عن الدفاع في كثيرة تضحيات قدموا وقد .البداية منذ بالدنيا متعلّقين هؤالء يكن ولم

من يذهبا ولم مجهولين شخصين يكونا لم والزبير فطلحة والزبير، طلحة مثل قبلهم أصحاب هكذا كان

من أصعب اهلل، سبيل في والجهاد اإليمان على المحافظة انّ ولئكا يعلم ولم .والدنيا المال وراء البداية

عثمان خالفة طريق عن الدنيا عليهم اقبلت وحين .النفس مع األكبر الجهاد ساحة في فشلوا وقد الفتح

صلى" اهلل رسول صحابة بوصفهم المال بيت من اآلخرين من أكثر أسهماً واُعطوا عليهم المال بيت وتوزيع

في حبّها يدخل وال للدنيا ظهورهم يديروا وكيف يفعلوا؟ أن عليهم ماذا يعلما لم ،"وسلم وآله عليه اهلل

لقد .االختيار وقت في الدنيا على الدين ويقدّموا الضرورات حدود في الدنيا من يستفيدون ويظلوا قلوبهم؟

.الحرام الثروة بسبب الرياح أدراج إيمانهم ذهب

(1/35)

النخل يزرع فكان "السالم عليه" علي أما !!ويكدّسونه عليه يحصلوا ما أخذوني اولئك وكان

مجال في يعملوا ولم لجهادهم غنيمة المال بيت يعتبرون اولئك وكان .بيديه زرعه الذي بستانه ثمار ويوّزع

الذي ذر بوأ ورفض .بوقفها ويقوم القلم ويمسك آباراً يحفر فكان "السالم عليه" علي اإلمام أما االعمار،

به لعثمان اليهودي المستشار رأس وضرب عظم مسك من يتمكن كي وعثمان معاوية عطاء الربذة إلى نُفي

مقدار على يصرون فكانوا باألمس الجهاد رواد أما المال، بيت ناهبي على االعتراض في طليقاً لسانه ويكون

أسهمهم جعل الحكم "السالم عليه" علي اماإلم تولى ولمّا !!أكثر حصة على يحصلوا كي المال بيت توزيع

صداق من ولو المال بيت من المنهوب باعادة له خطبة أول في ووعد لآلخرين مساوية المال بيت من

الحق اختيار ويتطلب اكتنزوه، الذي والذهب المال أو علي الدنيا، أو الحق اختيار أمام هؤالء فأصبح النساء،

مكارة قلوب إلى الشجاعة قلوبهم التنعّم، من سنين خالل اولئك بدّل وقد اً،شجاع قلباً "السالم عليه" وعلي

"السالم عليه" وعلي واآلخرة اإليمان اختيار على القدرة االختيار، ساحة في وفقدوا .الدنيا حب نتيجة وجبانة

عودة، رجال وايكون ولم السقوط منحدر في الكثير والغنم واالبل والذهب والغلمان القصور حالوة وأوقعتهم

صفة هو بحرامها التلوّث وعدم الدنيا حالل عن التخلي انّ .بمهارة العودة طريق بوجههم الشيطان سدّ فقد

مواضع يتجنبون الّذين خصلة هي بها التعلّق وعدم الدنيا من واالستفادة .النفس مع الجهاد ساحة رجال

بعد االختيار عند عنها ويتخلى بها التشبث رغم دنيابال التعلّق عدم من يتمكن أنّه يزعم من وهناك .الشبهة

إيمانهم ان وهل العبر؟ هذه بشأن يقولون ماذا ولكن والقصور، والطعام والشهرة المناصب طعم تذوق

صلى" اهلل رسول أن حين في زعم هكذا هؤالء يطرح وكيف وأمثالهما؟ والزبير طلحة من أقوى وجهادهم

تذكّره ألنها نظره عن ملوّنة ستارة إبعاد إلى يوم تذا دعا "وسلم وآله عليه اهلل

(1/36)

يصف وكان ذلك مشقة لمس ثالثاً، الدنيا طلّق ومن جدا، صعب بالدنيا التلوث عدم ان بالدنيا؟

.عظيم خطر بوصفها ومكرها الدنيا خطبه في للمؤمنين

"السالم عليه" الحسين اختيار امام الدنيا ةزين ومحبّو المال بيت نهبوا الّذين أسالف وقف كربالء ساحة وفي

الحسين اختيار يزيد، يوزعها كان التي الذهب أكياس أو "السالم عليه" الحسين اختيار الري، خالفة أو

المتعلّقين جميع ظهر كربالء وفي .الدنيا في أكثر أيام عدة والعيش يزيد أو واالستشهاد "السالم عليه"

وكان ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ابن مواجهة في ووقفوا الماء ىعل زبد مثل الدنيا بزخارف

.عاشوراء إلى ينظر لمن عبرة أصبحوا واليوم بالدنيا لتلوثهم طبيعية نتيجة كان ولكنه سيئا اختيارهم

باألمس القاعدين عودة تجلّي عاشوراء،

الحكم إلى حالياً األكفّاء وعدم

بن الحسين دم الراقة األعداء ووقف الحكم، مقعد من الجاهلي والبغض العناد رظه الساحة، جانبي أحد في

الشرك عن الدفاع ساحة في قُتلوا الذين وقومهم اخوانهم لدماء انتقاماً األوفياء، وأصحابه "السالم عليه" علي

بل اهلل، أجل من والبغض الحب ذلك يكن ولم .اإلسالمية الحضارة وطالئع التوحيد رواد بأيدي والجاهلية

كان مضطراً، باإلسالم سفيان أبو أقرّ أن ومنذ .ورسوله تعالى هلل وعاص خبيث باطن من نشأ وبغضاً حبّاً كان

حُطّمت أن بعد اإلسالم من واالنتقام اإلسالمية المركزية السلطة إلى للوصول خطوة خطوة يسعون اولئك

.الجاهلية ملذاتهم وفقدوا األوثان

(1/37)

وغفلة سذاجة نتيجة "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول خالفة منصب غصب من تمكنوا حينماو

حارس قتل قرروا ملكية، إلى والوالية الخالفة وتبديل الغاصبين، والحكام اإلسالمية االُمّة وتشتت وانحراف

اهلل صلى" اهلل رسول آلل بغضهم كان لقد .وضع بأفجع والخندق واُحد بدر معطيات على والمحافظ الوالية

الذي البغض ذلك ،"السالم عليه" الشهداء سيد لحمزة "األكباد آكلة هند" بغض مثل ،"وسلم وآله عليه

نفس اولئك أظهر وقد .الجاهلي عنادها لتهدئة وأكله صدره من "السالم عليه" حمزة كبد اخراج إلى دفعها

يقلل لم هند بغض أن فاتهم وقد بدنه، على الخيل ومرور السالم عليها الزهراء فاطمة ابن رأس بقطع البغض

والعناد البغض ودفع لالسالم ضمانة الزهراء، أعزّاء أبدان على الخيل هجوم وكان اإلسالم انتصار من

بضعات بدماء والشرك بالخبث المليئة قلوبهم ظمأ وارواء الخالفة زمام مسك إلى األمويين الجاهلي،

.الشيطاني الظمأ من سنين بعد المحمدي، اإلسالم

المقدس الرأس ووضع عاشوراء واقعة انتهاء بعد الجاهلية والعداوة البغض هذا مظاهر جميع واتضحت

الخيزران بعصا اإلمام ثنايا بضرب قام الذي يزيد قبل من المسلمين خالفة دار في "السالم عليه" للحسين

:يقول وهو

االسل وقع من خزرجال جزع ... ... شهدوا ببدر اشياخي ليت

وهذا كربالء، مثل مؤلمة نتيجة إلى وانتهت األمويين قلب في بذرة من والحسد والعداوة البغض بدأ لقد

.النتيجة تلك إلى ويؤدى هكذا يستخدم الخبيثة والنفس للشيطان المخفي السالح

(1/38)

!فقدانها؟ على وحزناً حقداً وأ واالمتيازات المناصب إلى شوقاً تعادي وال تبغض ال القلوب أي

ذلك في القضاء وقع ولو .لالنتقام المحرقة النار واطفاء السلطة إلى التعطش إرواء إلى جميل بظاهر وتسعى

الذي الماء من خالية األيدي ورؤية بوجههم تعالى اهلل رحمة باب وغلق تامة بصورة فشلهم يوم فهو اليوم،

عليه" السجاد اإلمام خطبة نهيب في شيء كلّ فقد أنّه يزيد رآى وقد .الكفوف في رؤيته يظنون كانوا

.شكل بأسوء دنياه وخسر "السالم عليها" وزينب "السالم

االحقاد أجل من بدينهم ويضحّون .الجيدة والشعارات السوابق وتستهويهم أولئك باطن الناس عوام يرى وال

وأي !!والمسلمين اإلسالم أجل من الساحة إلى جاؤوا أنهم ويظنون .الجاهلية إلى العائدين لألصحاب الخفية

!؟"السالم عليه" الحسين اإلمام ثنايا بها ضرب التي يزيد خيزران عصا مشهد أجل من يبع لم دين

على وحريصون بالناس رأفة كلهم قليلون، أشخاص هناك فكان الساحة، من اآلخر الجانب في وأما

وصقلوا التكليف، وأداء اهلل سبيل في إالّ األغمدة، من سيوفهم تخرج ولم الخندق من خرجوا هدايتهم،

من وليصنعوا اإللهية، الهداية مصباح اتقاد على وحافظوا .اهلل دين على ليحافظوا الصف في ووقفوا السيوف

جروح إلى أبدانهم ويعرّضوا .األجيال وكل التاريخ ألبدية نجاة وسفينة هداية مصباح وكربالء عاشوراء

ورحمة هداية كوثر زالل من أرواحهم تروى كي االمويين حقد وحصار والسيوف والحجر والرماح مالسها

.اهلل

الظلمة، يبغون اولئك الرحمة، يريدون وهؤالء االنتقام، يريدون اولئك وعلياء سفلى متقابلتين، نقطتين كانوا

بالشوق يطفح وهذا الدنيا، على حريص ذلك رحيم، الصف وهذا حاقد، الصف ذلك النور، يبغون وهؤالء

المعصومين بأجدادها تفخر الفئة وهذه والفاسدين، المشركين باألجداد تفخر الفئة، تلك الحبيب، إلى

من لها ويا "العليا هي اهلل كلمة" بـ ومرتبطة طيّبة وهذه خبيثة، شجرة تلك .وخبث سوء كلّ من والمطهرين

!الحق ويطلب يعتبر لمن مواجهة

(1/39)

شكل بأقسى ما يوم في الحق إضاعة إلى دائماً يسعون الحق، أمام يوم ذات يهزمون الّذين إنّ

.العظيمة العبرة تلك هي وهذه النفوذ، خط إلى بدهاء ويتجهون

.أعظم حساب يوم جميعاً وأمامنا سيقع، آخر امتحان وغدا مضى، وقد إلهي امتحان يوم األمس، كان أجل،"

والحرب المواجهة من السنوات هذه في العظيم التكليف اداء عن كان سبب ألي اتهربو الّذين وليعلم

بأنفسهم وألحقوا اهلل مع التعامل من تهربوا أنهم الواقعة، نار عن واآلخرين وأوالدهم وأموالهم أنفسهم وأبعدوا

جميع رىاخ مرة وادعو .الحساب يوم وفي اآلخر اليوم في ذلك على يتحسرون وسوف كبير وضرر خسارة

يسمحوا وال اهلل، سبيل في المجاهدين وبين األفراد هؤالء أمثال بين يفرقوا أن إلى والمسؤولين الشعب

.الساحة إلى بالعودة باألمس، النظر قصيري والقاعدين اليوم االكفاء عدم المدّعين لهؤالء

وال .واألجانب الالئقين غير يدب تقع الثورة تدعوا ال ان جميعاً اوصيكم أكن، لم أو بينكم كنت سواء إنني

.(1)"اليومية حياتهم منعطفات في يُنسون والدم، الشهادة رواد تدعو

بيعتهم نقضوا الّذين فيه اجتمع مكان كربالء،

اليهم للمجيء دعوه الذي لإلمام

----------

."سره قدس" الخميني اإلمام سماحة (1)

(1/40)

عرض وقد .دعوتهم لبّى الذي الشخص أمام بيعتهم، نقضوا الّذين اصطف الساحة من جهة في

"السالم عليه" الحسين لدعوة كتبوها التي الرسائل الساحة، تلك في عليهم "السالم عليه" الحسين اإلمام

ال انّكم ببيعتكم رسلكم عليّ وقدمت كتبكم، أتتني وقد ... :وقال واحداً واحداً كبارهم بأسماء ونادى

ينظروا كي عيوناً وال يرفعوها كي رؤوساً بيعتهم نقضوا الّذين اولئك لدى تكن ولم ذلونيتخ وال تسلموني

العار يجلبوا وال العهد على يحافظوا كي وحميّةً غيرةً وال "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ساللة إلى

تعالى، اهلل وأمام الناس أمام العهد نقض مسؤولية ويعرفون عهدهم يعرفون الناس من كثيراً ان .ألنفسهم

زعماء بجمع زياد بن اهلل عبيد قيام بين قصيرة الزمنية الفترة وكانت .مجذوبون أو مرعوبون إما ولكنهم

الترغيب نتيجة بعضهم ذلك فقبل ،"السالم عليه" الحسين مع عهدهم نقض إلى ودعوتهم الكوفة في القبائل

شاهدوا الذي اليوم وبين والتعذيب، والسجن بالقتل التهديد يجةنت آخر بعض وقبل واالمارة، والخالفة بالمال

القصيرة المدة هذه في مسافة قطعوا ولكنهم ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ابن أمام وهم رسائلهم

أمام وبيعتهم عقيدتهم يفقدون الّذين انّ !مرعب وهبوط سقوط من له ويا .والنار الجنة بين االختالف تعادل

يقولوا أن على القدرة يفقدون والنفس، المال على ويخافون الحق منادي أمام ويتراجعون القوى، وفر كر

.والخبث والفساد والعار الخيانة طريق في دائماً ويسيرون واألثرياء للمتغطرسين "ال"

كربالء من برين،المستك المتغطرسين أمام يخضعون والّذين الدنيا تستهويهم للذين المحتوم المصير هو وهذا

.القيامة يوم حتى

(1/41)

وقلوبهم عيونهم وتعمى الدنيا حديقة باب عرض عند وقلوبهم أيديهم ترتعش الّذين مصير هو وهذا

ولحقهم العهود ونقضوا اآلخرة على الدنيا والقوة، المال ارعبهم الّذين واختار .النبالء وأبهة فخفخة رؤية حين

قبل من بالفؤوس الذهب كسر زمان حتى "السالم عليه" موسى قوم اهتمام قارون مال استقطب ان منذ العار

"السالم عليه" علي كان ان ومنذ .الورثة على الذهب لتقسيم "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي صحابة بعض

وعدم هدالع في النقض هذا "السالم عليه" علي بن الحسن ومواجهة الكوفة أهل وفاء عدم من ضجره يعلن

المدن وامارة الري بوالية طمعاً الكوفة أهل اصطف الذي اليوم وحتى معاوية مع الصلح إلى واضطراره الوفاء

.يزيد عطايا على والحصول والقرى

.المروءة وعدم العهد ونقض الوفاء عدم بصفة الكوفة أهل اشتهر وهكذا

بيت وتوزيع الحق إحقاق أجل من السلطة يريد اإللهية، الهداية بداية منذ كان الذي المقابل الصف وأما

هذا قيمة ما :عباس البن قوله "السالم عليه" لعلي المدينة أهل بيعة يوم في سمع بالتساوي، االُمّة على المال

أدفع أو حقّاً أقيم أن إالّ إمرتكم، من اليّ أحب لهي واهلل :(السالم عليه) فقال .لها قيمة ال :فقال النعل؟

األنبياء جهاد حصيلة تمثل التي القيم جميع عن للدفاع كربالء في والسيرة النهج هذا ورثة اصطفو .باطالً

كبيرة، ضجة له زبد الباطل انّ يعلمون هؤالء وكان .التاريخ وجذبهم أرعبهم من امام السالم، عليهم واألئمة

في ثابتون وهم .ماله وعرض رهتظاه يستقطبهم وال ودعايته ضجيجه يخدعهم وال .جداً قليل استمراره ولكن

.(1){باق اهلل عند وما ينفذ ماعندكم} أن ويعلمون العالمين، ربّ مع بيعتهم على وباقون اهلل سبيل

----------

.96 :النحل (1)

(1/42)

عن الدفاع عن التخلي هي بلدنا، مسؤولي وسياسة سياستنا فيه تكون يوم يأتي ال ان اهلل ادعو"

ال فهذه اهلل، معاذ .أكثر واهتمام باعتبار واألثرياء األغنياء ويحظى االثرياء دعم إلى واالتجاه المحرومين

.(السالم عليهم) المعصومين واألئمّة المؤمنين وأمير األنبياء سيرة مع تنسجم

في طريقتنا الحرمان، إزالة كانت ولما ...األبد إلى منزهة تبقى أن ويجب ذلك من منزهة العلماء وساحة

.(1)"...أيضاً المورد هذا في وشأننا يتركونا لم العالم ناهبي فإنّ الحياة،

والعوام الخواص اختبار ساحة عاشوراء

القضايا يحللون ال !يرونه ما وينكرون يسمعونه، ما يصدّقون عوام أفراد هناك كان الساحة، جانبي أحد في

.والباطل الحق ضوئها على يشخّصون رؤية لديهم وليست

----------

.الحرام اهلل بيت حجّاج إلى "الشريف سره قدس" الخميني اإلمام سماحة رسالة (1)

(1/43)

ميزان في الحق ووضعوا .السقيفة حادثة منذ والخواص الشخصيات وراء هؤالء تحرّك لقد

النظر حدّقوا روانوالنه وصفّين الجمل معركة وفي .الحق أساس على الشخصيات تقييم من بدالً الشخصيات،

وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول أصحاب صف في يوماً كانوا الّذين وراء وتحركوا والرايات باألسماء

بدم يطالبون المحضة والعدالة المتجسد الحق بوجه "السالم عليه" علي اإلمام حكم أيام ووقفوا ،"وسلم

الحكم أيام في ضاقت دنياهم ان هي الحق، بوجه وقفوا الّذين الخواص مشكلة وكانت .الثالث الخليفة

راية ورفعوا .اآلخرين مع متساوية المال، بيت من أسهمهم وأصبحت "السالم عليه" علي لالمام العادل

بمعاوية مخدوعين وأموالهم بأنفسهم العوام وضحى دنياهم، لجرح ودواء لنيّتهم غطاء الخليفة، بدم المطالبة

من كبير عدد اصطف عاشوراء يوم وفي .النهروان لجهّال السود والجباه لالجم وأصحاب العاص بن وعمرو

وحجر، وسيوف رماح من لديهم ما بكل "السالم عليها" الزهراء فاطمة كبد وفلذة اهلل رسول ابن أمام العوام

."سالمال عليه" علي بن للحسين الرفيعة المكانة يعرفون وكانوا جيّداً الحق يعرفون كانوا خواص فيهم وكان

وآله عليه اهلل صلى" النبي ووصايا كالم وسمعوا معه، "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي تعامل وشاهدوا

وراءهم وجرّوا .عيونهم أعمى اإلسالمي العالم وبالد الري بحكم والطمع الدنيا ولكن ولده، حقّ في "وسلم

من الدنيا طالب الخواص لهؤالء آخرتهم العوام وأهدى الحقيرة دنياهم إلى للوصول العوام من كبيرة أعداداً

.طويالً تستمر لم التي اولئك لملذات سلّماً وأصبحوا بالتفكير ألنفسهم يسمحوا أن دون

(1/44)

مراسيم مع وتزامنا "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول رحلة بعد الصحابة شيوخ اجتمع وعندما

المجتمع انحراف لبناء األساس الحجر ويضعوا الحكم على ستولواي كي اهلل، عباد خير ودفن تكفين

معتبراً كاذبة أخباراً معاوية نشر وحين .عنهم دفاعاً سيوفهم وشهروا بزعمائهم العوام اولئك اقتدى اإلسالمي،

في كرالم قطبي حول كبير جيش في العوام اجتمع بدمه، ومطالباً الثالث للخليفة قاتالً "السالم عليه" عليّاً

الخالفة فيه تحولت الذي الطريق في اقدامهم ووضعوا العاص بن وعمرو معاوية الشام، في األخضر القصر

.الحكم األمويون وتولى ملكية إلى

المجتبى الحسن اإلمام بين المواجهة في ذلك وشاهدنا أيضاً، النهروان وفي الجمل في ذلك رأينا وكنا

والمتعلّقين المخدوعين للخواص تبعيتهم ذروة التاريخ أمام عُرضت ربالءك وفي معاوية، وبين "السالم عليه"

ودنياهم بآخرتهم العوام ويضحّي الجماهير إلى الرأس من الفساد ويسري الخواص، من الخيانة وتبدأ .بالدنيا

.وفسادهم الخواص خيانة بناء تقوية أجل من

كان ماذا" ،"يصلّي؟ عليّ كان هل" :اآلخر ضهمبع اولئك سأل "السالم عليه" علي اإلمام استشهاد وبعد

وبعد ،"المؤمنين مذل يا" بعبارة "السالم عليه" المجتبى الحسن اإلمام وخاطبوا "المسجد؟ في عليّ يفعل

عالقة ما وتساءلوا !بالخوارج سُمّوا الّذين السبايا صالة ورؤية القرآن صوت سماع عند تحيروا كربالء، واقعة

"السالم عليه" السجاد واإلمام "السالم عليها" زينب خطبتي بعد فجأة واستيقظوا !!والصالة بالقرآن الخوارج

خوارجاً؟ "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي حريم اعتبروا حين خرباً بيتاً أصبحوا أنّهم وأدركوا

(1/45)

في لحظة يترددوا لم الّذين للحق الموالين الخواص جميع رضي الساحة، من اآلخر الجانب وفي

اهلل برسول يلتقوا أن دينهم، على يحافظوا كي أجله من بالدنيا فضحّوا اهلل، رسول وابن الدنيا بين االختيار

محضر في غداً خاسرين يكونوا ال كي الزائلة الدنيا بملذات يتعلّقوا ولم بيضاء بوجوه ولكن مقطّعة، بأبدان

الجنّة، أهل شباب سيّد بسيّده ثم بنفسه ويعرّف يرتجز القتال ساحة إلى منهم يبرز من كلّ وكان .تعالى اهلل

القيامة يوم إلى األرض على سيولد من وكل الساحة تلك في حاضرين كانوا الّذين من الجميع يعلم كي

ويعلمون جيّداً موالهم يعرفون وكانوا .عميق وأدراك وبصيرة بوعي الساحة تلك إلى دخلوا اولئك أن

يسبحون كانوا .بلذتها عقله وهام قلبه سوّدت والدنيا السلطة انّ ويعلمون جيّداً المقابل العدو عرفونوي أهدافه،

لو يتمنّون وكانوا ."السيف على ينتصر الدم" أن يعلمون وكانوا الشهادة في الحياة ويرون العدو بحر في

يرون كانوا لقد .أبدانهم وقُطّعت "السالم عليه" الحسين عن دفاعاً بالسيوف وضربوا المرات عشرات اُحيوا

توزّع التي والدنانير والدراهم البالد ووالية معاوية ابن خيام في ال ،"السالم عليه" الحسين حب في اهلل، رضا

أي وفي يفعل ماذا يعلم ال من بينهم يكن ولم اختاروه ما ويدركون خواصّاً كلهم كانوا لقد .المال بيت من

مكلفون وهم .صحيحة بصورة ويؤدوه دورهم يعرفوا أن يجب الخواص انّ شوراءعا وتوضّح .يسير طريق

الالزم الوقت في الدنيا عن والتخلي المناسب الوقت وفي الصحيح القرار واتخاذ ببصيرة الحوادث إلى بالنظر

وال ق،الطري أضاعوا الّذين قافلة إلى ينجذبوا ال كي الضرورية اللحظة في اهلل سبيل في والعمل والسعي

.الحق لجبهة نفع أي لمجيئهم يكون ال وقت في الساحة إلى يأتوا وال الدنيا، طالب من المتغطرسون يرعبهم

يفهمون انّهم والتحليل، الفكر ضوء على الطريق ويختارون المواقف ويتخذون يعملون الّذين هم الخواص"

.الخواص هم هؤالء ويعملون، ويحللون

(1/46)

دون من العام، الجو فيه يسير الذي االتجاه في يسيرون الّذين هم فالعوام .المقابلة النقطة في والعوام

هاشم، بنو وجاء السالم، عليه الحسين اإلمام عم ابن جاء قالوا الكوفة، إلى مسلم دخل فحينما ...يحللوا أن

.بهم التعريف ويجري يثوروا، أن يريدون انّهم إليهم، فاذهبوا

الكوفة، إلى القبائل رؤساء جاء ساعات ست أو خمس وبعد .شخص ألف عشر ثمانية واليح مسلم وبايع

فذهبوا .وكذا كذا بكم سيفعلون أنّهم تدافعون وعمّن تقاتلوا، أن تريدون من مع تفعلون، ماذا للناس وقالوا

.مسلم لمحاربة لئكاو جاء مسلم، العتقال طوعة ببيت زياد ابن جنود أحاط أن وبعد بيوتهم، إلى البداية في

التحليل ضوء على يكن ولم التشخيص، ضوء على يكن ولم التفكير، ضوء على ذلك يكن ولم

.(1)"الصحيح

الحرمة وانتهاك القدسية رفيع صوت عاشوراء

:قال صوتاً؟ نسمع ال لماذا :له فقيل أطبّل :قال تفعل؟ ماذا :له فقيل متجر، من قفالً يأخذ رجل شوهد

.داًغ صوته سيخرج

قدسية عن القفل رفعوا حينما الناس، تفكير طرق قُطّاع قبل من صدر طبل صوت كان كربالء في وقع ما ان

ذلك في شخص يعلم لم اهلل، رحمة وشملتهم اهلل يخشون الذين من قليل وباستثناء .اهلل وأحكام الوالية

.الحرمة وانتهاك القدسية هتك صوت عاشوراء وكانت القدسية، انتهاك صوت هو ما اليوم،

يكن لم يتوضأ، (وسلم وآله عليه اهلل صلى) اهلل رسول كان لما انّه والخناسون والحسّاد المنافقون رآى لقد

ووجوههم رؤوسهم بها ويمسحون الماء قطرات يأخذون المؤمنون كان فقد األرض، على يسقط وضوئه ماء

.تبرّكاً يشربونها، أو

----------

."وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول محمّد 27 فرقة نئي،الخام اهلل آية (1)

(1/47)

الهزيمة إلى بالكفر ويؤدّي الكفر نحر في النفس يحبس للمؤمنين الراسخ اإليمان كان كيف ورأوا

ةوالشهو المال لعالم "ال" ،(وسلم وآله عليه اهلل صلى) اهلل برسول المؤمنون يقول كيف ورأوا اإلسالم، أمام

.العروض يقدّمون الذين أيدي ويضربون بالعروض يهتمون وال اهلل، "طاعة" في عزّتهم ويجدون

.الناس أنظار في "البيت أهل" وقدسية منزلة ورأوا

اُم" بعبارة لها خطابه وسمعوا ،(السالم عليها) الزهراء ليديّ "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي تقبيل ورأوا

يعلمون وكانوا "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي كتفي على (السالم عليهما) والحسين الحسن ورأوا ."أبيها

والصدقة واالطعام التطهير بآيات وينزل البيت ألهل الوحي أمين مدح وسمعوا .الجنّة أهل شباب سيّدا أنهما

.مدحهم في الركوع في

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول نكا الكفر، انتصار واقترب شدة في اإلسالم وقع كلما انّه ورأوا

.والمسلمون اإلسالم ويفرح الكفر فيحزن القضية، وتعود الساحة إلى "السالم عليه" علياً يرسل

وبغضهم؟ حسدهم نار يخمدوا وكيف يفعلوا؟ فماذا

اهلل رسول كان .يهذي الرجل هذا إن "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول رحلة عند قالوا أن منذ وبدأوا

سهم أول الهذيان تهمة وكان .بعده الوصي في وصيته يكتب كي قلماً يريد "وسلم وآله عليه اهلل صلى"

والوسوسة الطاعة عدم خالل من مراراً االعتراض إلى سعوا سابقاً وكانوا .النبوية القدسية حرمة علناً به رُميت

.االهانة على يتجرؤوا لم ولكنهم المؤمنين بين

.فمه على المعتدي شخص، يضرب ولم حاجز أول اوهدمو

النبي حديث رواية ومنعوا .شخص يعترض ولم "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي بنت من فدكاً وغصبوا

أي يعترض ولم ونُشرت، األحاديث آالف ووضعت اهلل، أحكام وغيّروا ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى"

.أغمادها من السيوف تُسلّ ولم البيعة ألخذ عنوة المسجد إلى "السالم عليه" علي اإلمام واُخذ .شخص

(1/48)

لرضاها، اهلل يرضى التي ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول بنت بيت باب في النار وأضرمت

استهدفت الخطط تلك جميع ان والعجيب .حميتهم تتحرك ولم وجهها، في وصُفعت لغضبها ويغضب

أي لهم يتعرض ولم معاوية ذوي منابر على "السالم عليه" علي المؤمنين أمير سبّ بدأو .الوالية حرمة

ترقيتهم وتمت جوائز بذلك قام من ونال "السالم عليه" المجتبي الحسن اإلمام إلى اهانة ووجّهت .شخص

"السالم عليه" الحسين الوالية، مركز حوصر ان إلى اآلخر تلو واحداً الحواجز وهدمت .أعلى مناصب إلى

.األعداء قبل من كربالء، أرض في

الطريق تسد كانت ألنّها اإللهية الهداية في االُسوة الشخصيات هذه لقدسية اولئك معارضة سبب كان لقد

"للقدسية" معارضين اولئك يكن ولم .القدسية تلك النتهاك ذرائع افتعلوا ولذلك أولئك، نهب بوجه

ينتهكون الذين انّ .شأنهم رفع القدسية، انتهاك وراء من يريدون كانوا وانّما ،"هؤالء قدسة" يعارضوا حتى

بقدسية أنفسهم ويحيطون انتهكوها التي من أرفع مكانة في وفكرهم وطريقهم أنفسهم يضعون الدين قدسيته

امرأة تظهر حين واليوم .األوائل الغاصبون وكذلك ويزيد معاوية ذلك فعل كما انتهكوها، التي من أرفع

حرمة على االعتداء على اعتراضاً أصواتهم ترتفع الظاهر في للحرية مهداً تعتبر التي اوربا في بحجاب تدينةم

بحمية يصرون إنّهم !!مقدساتهم على تجاوز ديني التزام كلّ ويرون مقدمة، اإلباحية يعتبرون فهم !!اإللحاد

والغفلة، السذاجة نتيجة اولئك، باترغ أجل من اإللهية، بمقدساتنا نضحي ونحن أفكارهم، على وتعصب

.حماقة من يالها !!الكريهة وجوههم على الكاذبة ابتسامتهم نشاهد كي

.الغائها وليس القيم تغيير "القدسيّة هتك" طرح من المقصود انّ

(1/49)

إللهيةا األحكام عزل إلى وسعوا ."عادالً إماماً" يزيد أن يقولوا كي "خارجياً" الحسين سمّوا فقد

طوق يضعوا كي اهلل، "عبودية" إبعاد وأرادوا .األخضر الشام قصر ذهب وأكياس مقررات محلّها يحلّوا كي

المأجورة األقالم أصحاب ويقوم .اُخرى محل قيم إحالل عملية هي وهذه .األعناق في للطواغيت الخضوع

وعمالء اُجراء انهم ـ أسيادهم ومصالح مصالحهم يؤمّنوا كي العقيدة بوابة على بالسيطرة الماكرة واأللسن

لبيع استعداد على الذين وكثيرهم ضالّين، معلمين وتالميذ وجهّال أنفسهم، أهواء ويتبعون ومخدوعون

.قليلين يكونوا لم ليزيد، دينهم باعوا الذين انّ مثلما بخس، بثمن وألسنتهم أقالمهم

.ثوري وغضب مقدّسة وغيره حميّة اية تبقى ال يك !مطلق وباطل مطلق حق العالم في يوجد ال :ويقولون

من أمثالهم، ولدى لديهم اللذان هما والعلم العقل ان ويرون !!والعلم للعقل خالف التقدس ان :ويقولون

.منزوية الوحي تعاليم تصبح أن أجل

الدنيا ولتكن ا؟الدني في دور له وليس اآلخرة نيل منه والهدف اهلل مع شخصية عالقة هو الدين انّ :ويقولون

يوجهوا ثم تصرفهم تحت السلطة تصبح أن ذلك خالل من ويريدون !!العلماء بيد واآلخرة القوم، عقالء بيد

.البهلوي النظام عهد في إليه سعوا ما وهذا الناس دنيا مثل ألهوائهم وفقاً والعلماء الدين

إالّ يمكن ال وهذا معاً، الجميع يعيش أن المطلوب انّ واألخالقية؟ الفكرية الحدود معنى هو ما :ويقولون

!!المفاسد مواجهة وعدم اإللهية األحكام اجراء عن النظر غض أي والتساهل، بالتسامح

ما متى وكيله يعزل أن الموكّل وبامكان معينة زمنية بفترة محدودة فهي اذن وكالة، هي الوالية انّ :ويقولون

يزيد تولّي ويُبّرر بأهوائهم تغييرها يتم كي اإللهية، جوانبها تُلغىو أرضياً منصباً الوالية تصبح كي !!أراد

!!الحكم وأمثاله

(1/50)

في يشاهد وال جهة، من داخلها في تناقضها تحمل التي األقوال من القبيل هذا من عشرات وهناك

محله وأحلّوا تعالى، اهلل ء،هؤال أنكر لقد .منها يُستمد التي الحكومات في التفكير من النوع هذا الواقع عالم

والظلم والشهوة البطن ورسّخوا اإللهي، العقل وأنكروا العلم وعبدوا الوحي، وأنكروا وقدّسوه، اإلنسان

مثيرة مرحلة إلى الحال وصل حتى العقالء، باسم والعوائل المجتمع أعماق في والفساد األمن وعدم والحرس

!رفضها من كلّ بوحشية وضربوا اصطنعوها تيال والمقررات األحكام وقدّسوا للقلق،

.سنة خمسين بعد يحصدوا كي اليوم يزرعون فهم صدر، بسعة الحرمة انتهاك يريدون الذين ويخطط

يواجهوا لم وإذا .الحقة خطوة يخطون ثم األفعال ردود ويختبرون الظاهر في صغيرة أمور من ويبدأون

.الهدف إلى يصلوا تّىح يتقدمون فإنهم وقوية جادة وحمية بمقاومة

زمن وفي .الحدود وخرق العقائد حرمة على والتجاوز القدسيات انتهاك عن نتج مشهد كانت عاشوراء انّ

جاذبية هناك تكن لم عاشوراء يوم وفي ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي وضوء لماء حرمة هناك كانت

كان لقد !"السالم عليه" الحسين اإلمام ارتداهما يناللت "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي وعباءة لعمامة

وآله عليه اهلل صلى" النبي كتف على ويجلس "البيت أهل" من الزمن ذلك في "السالم عليه" الحسين

،"ناصر من هل" نداءه يلبّي من هناك وليس وحيداً وقف عاشوراء يوم وفي االُمة، باحترام ويحظى "وسلم

على تاجاً ،"السالم عليه" الحسين أصحاب وبقية األكبر وعلي وزهير والقاسم اسوالعبّ حبيب كان يوم وذات

ويقضون االُمة، عين قرة كانوا يوم وذات !اولئك خيول داستهم عاشوراء يوم وفي المؤمنين، رؤوس

.كربالء في وسيوفهم ورماحهم وسهامهم الناس ألحجار عرضة كانوا عاشوراء يوم وفي حاجاتها،

.أسالفهم قبل من الحرمة انتهاك حصيلة له الموالينو يزيد وحصد

(1/51)

أن بعد يزيد بنار كربالء في األوفياء وأصحابه "السالم عليه" الحسين وجود بيدر احترق وقد

.جميعاً العنهم اللهم ."القدسية منتهكي" قبل من ذلك شرارة أشعلت

:رهيمةال في "السالم عليه" الحسين قال هرم أبي على ورداً

اهلل وايم فهربت، دمي وطالبوا فصبرت، مالي وأخذوا فصبرت، عرضي شتموا امية بني ان هرم، أبا يا"

."قاطعاً وسيفاً شامالً ذالّ اهلل ليقتلوني

انّ .الدم وإراقة الوحدة ثم واإلهانة البذيء والكالم التُهم بلصق بدأت القدسية لهتك خطوة أول وكانت

يتحرك لم لماذا ولكن شخصه، عن دفاعاً دفاعه يعتبر ال كي الشتم أزاء صبر "السالم عليه" الحسين

التي اإلهانة أزاء الدينية الحميّة اإلمام سماحة يعرض لم ولو العظيمة؟ المصيبة تلك تقع ال كي المؤمنون

ائدالعق من شيئاً المستكبرون السياسيون ترك لما اعدامه، حكم يصدر ولم رشدي سلمان المرتد وجهها

الدرجة؟ هذه إلى الحكم هذا الغاء على يصرّون ولماذا النهب؟ من مصاناً اإلسالمية

الذي اهلل، نور الباطل، ظنّهم حسب يطفئوا، كي الكبرى الحادثة تلك تكرار الفاسدة واألقدام األقالم وتحاول

.الفقيه والية في تجلّى

ايران داخل في المقيمون المعاندون المتغربون رهحض المانيا في اجتماعاً االيرانيين الكتاب اتحاد وعقد

:فيه جاء بيانا وأصدر لتأسيسه الثالثين الذكرى بمناسبة وذلك وخارجها،

يحتاج وال .فقط والشك للنقد فهي قدسية ثمة كانت وإذا !الفكر عالم في مقدّس شيء هناك ليس ..."

بحاجة وليسوا عقول، لديها والناس .الفقيه والية ،والكالم الفكر يتحمل وال .قيم إلى والقلم والفكر الكالم

."!!فقيه وولي قائد إلى

(1/52)

وما عاشوراء؟ تكرار غير القليلة، السطور هذه في مالحظتها يمكن التي المشؤومة النتيجة هي وما

في والقيم الشباب؟ وخاصة الناس، قلوب في بالعقائد االلتزام وعدم والشك النفاق بذور زرع حصيلة هي

للنظام األحمر والخط اإلسالمي المجتمع ومصالح والحرام الواجب وحدود اإللهية الحدود هي هؤالء، منطق

شتم من اُمية بنو به قام ما غير يحصل فهل القيود، هذه والكالم، والقلم للفكر تكن لم وإذا اإلسالمي،

وأصحابهم؟ اُميّة بني وقلم وفكر كالم على قيّم هناك كان وهل ؟"السالم عليه" علي بن للحسين وسب

الحق إقامة ضمان هو وما يتوقف، فأين الفقيه، والية أي والسقم، الصحة معيار عن والكالم الفكر اُبعد وإذا

أن في حرّ شخص كلّ كان إذا اإلسالمية للعزة الراسخ البناء من يظل وماذا المجتمع؟ في الباطل وإزالة

ولماذا بالعدو؟ ومرتبط بالذنب وملوّث للنفس تابع كان وان "وكالم فكر" صفهبو يريد ما كلّ وينشر يقول

أنتم وهل فقيه؟ وولي قائد إلى بحاجة الناس يكن لم إذا المعاندون، المتغربون أيّها أنتم جهوداً تبذلون

هذا اُطلق دوق ؟"الشاه أمر أو اهلل أمر سواء" شعار العميل الشاه زمان في تطلقوا ألم الناس؟ على قيّمون

أي الحق، محور عن والمنفصلين الناس عن المنشقين النظر وقصيري المنحرف الفكر ذوي قبل من الشعار

"هلل إالّ حكم ال" الحق لكلمة الفهم بسوء القيادة حرمة هتكوا وقد .النهروان في اجتمعوا الذين الخوارج

.والطاغوت اهلل قطبين بين واإلنسان وكالمهم؟ كالمكم بين الفريق هو وما .معاوية أحضان في الناس وتركوا

فماذا آخر، مكان له كان ولو الطاغوت، أحضان إالّ مكان له فليس األرض، في وحكمه اهلل ينكر ومن

وبريطانيا؟ امريكا أحضان في تعملون

(1/53)

الشيطان جرةحن في وعظم اللصوص عيون في شوكة هي اإلسالمية، اإللهية والقيم الوالية قدسية ان

خالل من قاموا مستقرة الوالية تكن لم حيث المشروطة حكم أيام وفي .والخارج الداخل في وأذيابه األكبر

فضل الشيخ الشرعية، مدافع اعدام إلى الحال انتهى حتى أفكارهم بطرح المسائية والمنشورات الصحف مئات

من التنباك تحريم حكم في وقدسيتها الوالية قوة من بارقة مجرد رأوا كانوا أن بعد الناس أمام نوري اهلل

هتاك إلى تدعو التي الغربية الحرية الساحة إلى المشروطة، باب من بريطانيا وأدخلت الشيرازي، الميرزا قبل

المقدسة، االمور حرمة على المحافظة طريق عن عاشوراء تكرار دون الحيلولة وتتم الحرمة، وهدم القدسية

والوفاء والعدالة والمروءة والحب الوجود عالم كلّ اليوم ذلك ثمن كان فقد .باهضاً ذلك ثمن كان وان

.جميل شيء وكلّ والجمال والفضائل والصفاء

ذوي بوجه الطريق سد والمؤمنين للحق الموالين والخواص اليقظين على ويجب دائماً، عبرة كربالء انّ

يحول تغييرها دون والحيلولة القيم عن الدفاع انّ .الهتّاكة لسنةواأل السيئة واألعمال واألفكار المأجورة األقالم

يتأخّر لم اإلمام انّ مثلما .األعداء ضجيج اشتد وان الصدد، هذا في ذريعة أية تقبل وال .عاشوراء تكرار دون

تشكيك إلى يتعرض الحكم هذا أن في التكهن مع حتى جائزاً التأخير ير ولم ذريعة، عن يبحث ولم لحظة

قلب ابتعد وإذا اهلل، سخط ويوجب الضرر يلحق المبادرة في التأخير انّ .وضعيفة مريضة عقول قبل من

فسادٍ أو نفس بغير نفساً قتل من} والذرائع األعذار من عالم القلب ذلك يكفي فال "المقدسات" عن واحد

اتجاه إلى المناسب الوقت يف ومبادرتهم الخواص تدبير أدى وإذا ،{جميعاً الناس قتل فكأنّما األرض في

أحيا فكأنما أحياها ومن} عالماً يساوي ذلك فإن واهتدى، "الكبريائية والحرمة المقدسات" إلى واحد قلب

.(1){جميعاً النّاس

----------

.32 :المائدة سورة (1)

(1/54)

.المجتمع ذل في للناس المعارف يقول باالسالم، عهد حديث يهودي وهو األحبار كعب وكان"

وآله عليه اهلل صلى" النبي عهد في يُسلم ولم !"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول الشخص، هذا ير ولم

.عثمان عهد في وتوفي عمر عهد في وأسلم بكر، أبي عهد في يُسلم لم وكذلك ؛"وسلم

أن قرر ثم .فأسلم اليهود لعلماء رئيساً هذا كعب وكان .يهودي عالم يعني وحبر .حبر جمع واألحبار ...

شيئاً فقال ذر، أبو فدخل عثمان مجلس في جالساً كان يوم وذات !اإلسالمية بالمسائل يتعلق ما في يتكلم

النبي من األحكام هذه سمعنا لقد اإلسالمية؟ واألحكام اإلسالم عن اآلن لنا تتكلم :فقال ذر، أبو أغضب

."وسلم وآله عليه اهلل صلى"

قضوا الذين الناس في والمال الدنيا حب ويتحكّم الظواهر، وتفرغ القيم، وتضعف المعايير، تُهمل وعندما

ذلك عند العظيمة، الراية تلك رفع من وتمكنوا الدنيا بزخارف االهتمام عدم في سنين وقضوا عظيماً عمراً

يقدّموا أن البعض دويري ـ اإلسالم قاله ما ال ـ يفهمه ما ويقول شؤون في عالماً الشخص ذلك مثل يصبح

.(1)"!السابقة ذوي من المسلمين كالم على كالمه

التبعية ضعف نتيجة عاشوراء،

اهلل اختاره الذي للقائد

التاريخ ويثبت .والقريب البعيد التاريخ في جذر ولها وتيار، ثقافة هي بل حادثة، مجرد ليست عاشوراء ان

في اإلسالمية الحكومة راية "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل لرسو رفع أن منذ االعتبار، في المفيد اإلسالمي

الطاعة كانت عندما قوية، كانت وان المسلمين أمام من الحواجز ورفع وصالبة بقوة تقدم اإلسالم انّ المدينة،

نحدرم في وساروا االُخرى، تلو الواحدة القيّمة المكتسبات المسلمون وفقد .ومطلقة القلب من صادرة والتبعية

واالرتباط واألهواء الباطلة األفكار ظل في الذرائع وطرحت بوجهها الطاعة باب القلوب اغلقت حينما السقوط

.اهلل باعداء

:الناس طاعة عدم من يشكو وهو الكوفة منبر على "السالم عليه" المؤمنين أمير وقال

----------

.الجمعة لصالة االُولى الخطبة الخامنئي، اهلل آية (1)

(1/55)

وقد غامد أخو وهذا .األوطان عليكم ومُلكت الغارات، عليكم شُنّت حتى وتخاذلتم فتواكلتم ..."

الرجل انّ بلغني ولقد مسالحها، عن خيلكم وأزال البكري، حسان بن حسّان قتل وقد األنبار، خيله وردت

منه تمتنع ما ورعثها وقالئدها وقلبها لهاحج فينتزع المعاهدة واالُخرى المسلمة المرأة على يدخل كان منهم

امرأً أن فلو دم، لهم أريق وال كلم، منهم رجالً نال ما وافرين، انصرفوا ثم واالسترحام، باالسترجاع إالّ

القلب يميت واهلل ..!عجبا فيا جديراً؟ عندي به كان بل ملوماً، به كان ما أسفاً هذا بعد من مات مسلماً

صرتم حين وترهاً، لكم فقبحاً !حقكم عن وتفرقكم باطلهم، على القوم هؤالء اعاجتم من الهم ويجلب

"!وترضون اهلل ويُعصى تغزون، وال وتغزون تغيرون، وال عليكم يغار يُرمى، غرضا

اهلل أمر يؤجّلون كانوا والذين يشككون كانوا الذين قام ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول عهد وفي

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي بايذاء محاصيلهم، حصاد موسم إلى الشتاء ومن الشتاء ىإل الجهاد في

وكان .محض بخضوع ويتصفون خالصاً إيمانهم كان الذين هم األمر إجراء في يسعون الذين وكان .مراراً

في األمر نينفذو وعمار والمقداد ذر وأبو سلمان مثل المخلصون واألصحاب "السالم عليه" علي اإلمام

.نقصان أو زيادة دون من والسياسات المهام مجال

الحكومة وقوام الصحيح والتدبير السليم العقل اقتضاء كان وكذلك ورسوله، باهلل اإليمان يقتضي وهكذا

.والنفاق والشرك الكفر عالم في اإلسالمية

من جزء كانت اهلل، بأمر الخليفة وتنصيب القادة وتنصيب الوالة وايفاد الغنائم تقسيم على االعتراض انّ

القلب، أعماق من بالتسليم المؤمنين تعالى اهلل أمر وقد والطاعة، والتسليم التبعية ثقافة في حصل الذي الخلل

.الحقيقي اإليمان على عالمة ذلك وجعل رسوله حكم أزاء

قضيت ممّا حرجاً أنفسكم في يجدوا ال ثم بينهم شجر فيما يحكمّوك حتّى يؤمنون ال وربّك فال}

.(1){تسليماً ويسلّموا

----------

.65 :النساء سورة (1)

(1/56)

وغير اإليمان ضعفاء األصحاب هؤالء من "السالم عليه" علي اإلمام عانى صفّين، معركة وفي

عاوية،م رفع حينما وذلك قصيرة، فترة النصر وبين بينه كان وقد المعركة من الحساسة اللحظة في العقالء،

بيننا القرآن ليحكم" يصيحوا أن جيشه وأمر الرماح على المصاحف التامة، الهزيمة وشك على وكان

القتال بمواصلة اإلمام فأمرهم .اإلمام جيش إيمان في والشبهة الشك بإثارة بالعدو المرتبطون فقام ."وبينكم

لم ولكنهم القرآن، جلد هو رماحال على رفع ما إن موضحاً خدعة، كان الرماح على المصاحف رفع ألن

اهلل، كتاب إلى الرجوع فرفض الحرب قبل اهلل، كتاب إلى معاوية دعا أنّه اإلمام لهم فذكر بكالمه، يقبلوا

وافتعال همهمة نتيجة المحكم المنطق هذا يؤثر ولم .الهزيمة من للنجاة المصاحف برفع وقام بالحرب، وبدأ

إلى فاضطر .الطاعة باب وال ،"السالم عليه" علي اإلمام يعرفون يكونوا مل الذين األصحاب قبل من األجواء

حكماً، موسى أبو وأصبح موسى، أبو واختاروا !!ذلك فرفضوا للتحكيم، عباس ابن واختار بالتحكيم، القبول

بن عمرو مع ليتباحث والمعارضة، العصيان في سابقة ولديه العافية ويؤثر ومرعوباً وساذجاً متلوناً عنصراً وكان

اعترضوا موسى، أبو وخدع باطالً حكماً الحكمان حكم وحين !!المسلمين مصلحة ويحددا المكّار العاص،

عهده ينقض ال انّه اإلمام فذكر !التحكيم حكم بطالن باعالن "السالم عليه" علي اإلمام وطالبوا اُخرى مرة

.الخوارج فرقة وأسسوا عنه فانفصلوا .وبينهم بينه اهلل يحكم حتى وقراره

من قليل عدد إالّ العصيان، طريق وسلكوا التعامل، هذا بنفس "السالم عليه" علي بن الحسن ابنه، مع وتعاملوا

.حقيقية بصورة والمقلدين التابعين

(1/57)

هداية أمر الحكومة وتتولى .والخواص البارزين األفراد يريده بما مرتبطاً أمراً ليست الحكومة انّ

انّ بحيث درجة إلى قيّمة وأحكامه اهلل حكم ان .والفئوية الفردية المصالح من أفضل وهما .وادارته مجتمعال

يفعل وسوف وأخوه أبوه فعل مثلما وآله، وأصحابه بنفسه أجلها من ضحّى "السالم عليه" علي بن الحسين

."عج" الموعود المهدي ذلك مثل

األمر؟ في التشكيك وبين اإللهية، الحدود وإجراء لواليةوا الحكومة تقوية بين االنسجام هو وما

النفس؟ هوى عن ينطق وال معصوم وهو "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل لرسول المخالفة تعني وماذا

والطهارة، بالعصمة يتّصف والولي للنبوة، امتداد الوالية كانت إذا طاعته من والفرار الولي مخالفة تعني وماذا

اهلل؟ بأمر وتنصيبه واختياره

الفقيه والية كانت إذا وتوجيهاته، وتعليماته الفقيه الولي بسياسات االلتزام عدم إلى الهادفة الذرائع تعني وماذا

الولي على حجة "عج" العصر وولي والعدالة، بالعلم الفقيه الولي ويتصف الغيبة، في المعصوم لوالية امتداد

المولى؟ ألمر ومطيع النفس أهواء يطيع وال الدين حافظ وهو األمة، على حجة وهو الفقيه

الهجوم كان إذا للقيادة، الصريح للنص مخالفة مواضيع ونشر وعلنية خفيّة بصورة الطاعة عدم تبرير هو وما

الحجّة كانت وإذا الدينية؟ الحكومة أساس على المعادي االعالم ويتركز الفقيه والية على للعدو األساسي

"السالم عليه" الزمان إمام اعتبره الذي الفقيه الولي من أفضل حجّة فأي والعمل، الفكر لقبول اهلل عند شرط

الناس؟ على حجّة

(1/58)

ويذكر ويجلس إمامه إلى يذهب كان حينما حكيم، الحسني، العظيم عبد السيد عمل كان وكم

حالة في العقائد هذه إلى الناس عوةلد اذن على يحصل كي والمتداولة الواضحة العقائد حتى عقائده

في أنفسهم يرون الذين اولئك سذج وكم .واجتهاد وعلم وزهد تقوى من به يتمتع كان ما رغم صحتها،

!العلم من جداً قليل شيء إالّ يحملون ال وهم اإلسالمية الحكومة دائرة في العقائد على السيطرة عن غنى

إذا المسير، تغيير إلى القائد يضطر كي آرائهم طريق عن لمجتمعا في والتفرقة التشويش باثارة ويقومون

!!المعاندون سمح

حكومة، لتشكيل الثورة في اإلمام على يصر كان "السالم عليه" الصادق اإلمام أصحاب أحد ان سمعنا ولقد

أصحاب أحد جاء حتى يجبه ولم اإلمام وصمت !لألمر ومستعدون لإلمام أصحاب مثله، وآالف انّه موضحاً

محمّراً وكان المكان ذلك في كان تنور في نفسه بإلقاء مقدمة بال اإلمام فأمره .لزيارته المخلصين اإلمام

أصحاب من انّه يدّعي كان الذي الشخص ذلك فاندهش .سؤال أي دون من فيه فدخل النار، حرارة نتيجة

الصادق الصحابي ورآى تنور داخل إلى ونظر المطلقة، والطاعة الخالص اإليمان ذلك رآى حين اإلمام،

.التنور نار وسط سالماً

يصدر ال اإلمام يقوله ما انّ متيقناً كان ولكنه .اإلمام بأمر تحرقه ال النار انّ يعلم الصحابي ذلك يكن ولم

أشخاص عشرة لديه كان لو انّه اإلمام وذكر .عليه وواجباً فرضاً اإلمام طاعة يرى وكان النفس، هوى عن

.تأخّر لما مثله

(1/59)

الحريّة شعار يطلق من به يشكك الذي الشيء هو وما .اإلسالم بالد لوالي طاعة هكذا الالزم ومن

وصاياه يعتبر أو الغربية، الديمقراطية مبادئ مع تنسجم ال الفقيه والية أن يرى أو القائد، أمر مقابل واالختيار

وشرط الدين محور الوالية اُعتبرت ولماذا عليها؟ يحصل التي جةالنتي هي وما وحريته؟ لنفسه لها قيمة ال

يمكن وهل الجنّة؟ إلى والدخول للنجاة شرطاً وواليتهم البيت أهل مودّة واُعتبرت والعبادات األعمال قبول

التاريخ انّ فيها؟ والديمقراطية الحرية وممارسة الدينيّة، والحكومة اهلل واحكام والفقاهة والوالية النبوّة اختبار

في تجربة أفضل وعاشوراء أيدينا، متناول في وهذه السياسة، مختبر والتاريخ التجربة، مجال هو البشري

اختباره؟ تم ما اختبار إلى الحاجة وما والحكم، السياسة

.نصيبهم الهالك وكان القضية، هذه والمارقون والناكثون والمنافقون الخوارج اختبر اإلسالم، صدر وفي

:"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي آل يصف "السالم عليه" علي اإلمام لوقا

ظهره، انحناء أقام بهم ديته، وجبال كتبه، وكهوف حكمه، وموئل علمه، وعيبة أمره، ولجأ سرّه، موضع هم"

ىيُسوّ وال أحد، االمّة هذه من "وسلم وآله عليه اهلل صلى" محمد بآل يقاس ال ...فرائصه ارتعاد وأذهب

.(1)"اليقين وعماد الدين، أساس هم أبداً، عليه نعمتهم جرت من بهم

والعصيان، والشبهة واإلنكار المعارضة إلى تحققها، وشروط العقالنية وضرورتها الوالية قدسية تتعرض وعندما

بال ر،ناص من هل ونداء يُتّبع لم إمام أي .لذلك الطبيعية النتيجة هي عاشوراء فإن الذريعة، كانت مهما

النبي وآل الخيول داستها وأبدان الرماح، على حملت ورؤوس اإلسالم أعزاء بدماء تلوّنت ورمال مجيب،

!المدن في بهم يُطاف سبايا

----------

.2 خطبة اإلسالم، فيض البالغة، نهج (1)

(1/60)

لعدم تجلياً راءعاشو وكانت الوالية، غصب خالل من ظهرت وقد المخالفة ذروة السقيفة وكانت

الحسن واإلمام علي المؤمنين وأمير "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وآراء وتعليمات أوامر طاعة

هناك كانت ولو .وحيداً "السالم عليه" الحسين بقي لما جرى، الغدير كان ولو ."السالم عليه" المجتبى

بصدق، "السالم عليه" الحسين اإلمام بويع ولو .اءعاشور حادثة وقعت لما ،"السالم عليه" علي لالمام طاعة

.الدم بلون كربالء تلونت لما

الحسين اإلمام قال يزيد، بيعة إلى المدينة، في "السالم عليه" الحسين اإلمام الحكم، بن مروان دعا وحين

:"السالم عليه"

رأيتم فإذا سفيان، أبي آل لىع محرمة الخالفة :يقول "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول جدّي سمعت"

.الفاسق بيزيد اهلل فابتالهم يبقروا فلم المنبر على المدينة أهل رآه وقد "بطنه فابقروا منبري على معاوية

هذا ان وهل اهلل؟ رسول قبل من طرده رغم ودعمه الشام على والياً معاوية عيّن ومَن معاوية؟ يقتلوا لم لماذا

وممارسة الحرية للعبة مكان المكان هذا ان وهل فقط؟ "السالم عليه" علي بن الحسين سمعه الحديث

التدخل وعدم القيادة نيابة من باقالته اإلمام حكم الذي الشخص احياء يريدون الذين هم ومَن الديمقراطية؟

ماو العدالة، عن وخروجه مكتبه في منحرفة عناصر ونفوذ بالنظام الضرر وإلحاقه سذاجته بسبب السياسة في

من الفقيه والية إلغاء يريدون الذين هم ومَن اهلل؟ رسول منبر على معاوية قتل عدم هذا أليس هدفهم؟ هو

القلم لحرية دائرة الوالية، دائرة ان وهل لهم؟ يمهّدون الذين هم ومَن منظمة، خطة وضمن األقالم خالل

والبيان؟

كان وان وأمره، حرمته انتهاك ويؤدّي محب، عةطا ويُطاع القلب من به يُقبل أن يجب الفقيه الولي انّ

جلوس تحمّل الذي انّ .ذلك على الرد ويجب والقائد الناس بين الصميمية العالقة في هوّة إلى ذرّة، بمقدار

في شريك ،"السالم عليه" لعلي عدائه بسبب "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول منبر على معاوية

.عاشوراء

(1/61)

الرئاسة حب بسبب معاوية، أزاء وسلوكه "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي بحديث يهتم لم مَنو

.ليزيد الموالين قائمة في مسجّل اسمه فإن معاوية، عند عليها يحصل انّه يرى كان التي والدنيا والسلطة

الجبهة من العودة في مواله رأم قبول في واحدة لحظة "السالم عليه" لعلي الوفي القائد األشتر، مالك فتأخّر

.اإلمام واستمهل واحدة ساعة يستغرق معاوية مخيم إلى الوصول أن اإلمام وأخبر القريب، النصر عن والتخلي

الخالصة الطاعة وتجب .يجوز ال القصير التأخّر ذلك ان العلماء ويرى .مالك عاد الثاني األمر وصله ولما

على اإللهية، القيادة حق والتسليم .واالدراك المعرفة بعد مطلقة، عةالطا تكون أن ويجب .المطمئن والقلب

.الخواص وبالذات الناس

نائب اإللهي، البُعد في اإلسالمي والقائد وقانوني، شعبي وتعريف وحجم إلهي، بُعد لها اإلسالمية القيادة انّ

.الناس على وحجته "السالم عليه" الزمان صاحب اإلمام

حب قدسيتها على ويترتب .المادي العالم في المطروحة القيادة من أرقى مكانة اإلسالمية ةللقياد تكون وهنا

ومخالفة واالنكار النقد باب فتح ويعني .التكليف وأداء والتضحية واإليثار التبعية أنواع جميع منشأ يكون واع

.الطاعة جذر وتضعيف بالناس عالقتها قطع القيادة، من النوع هذا

(1/62)

صلى" النبي إلى إهانة بتوجيه رشدي سلمان مثل الشيطان صفة ويحمل عميل شخص يقوم وعندما

الناس وإبعاد اإللهية، األحكام حرمة وانتهاك اإلسالم لعزل مقدمة إهانته وتكون ،"وسلم وآله عليه اهلل

القتل، جزاؤه فإن مين،المسل على األجانب سيطرة أمام الطريق وفتح الديني، واإليمان الدين عن والشباب

لم ولكنه الشهداء، سيّد حمزة قاتل وحشي عن حتى "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي عفا لقد .تاب وإن

تُضعفان واإلهانة، السخرية انّ .ومعاقبتهم بمالحقتهم وأمر منه وسخروا هجوه الذين عن اهلل، بأمر يعف،

وهذا .الصالة محراب في مظلوماً استشهاده إلى "السالم عليه" عليّ سبّ وأدّى .والعقالنية الصميمية التبعيّة

المطاف، آخر في يذبح أن إلى الشيطاني وبالهمس بالتدريج أرضيته وتتهيأ واحدة، دفعة يحصل ال األمر

!الحرية خلف المخفي واالستبداد باالعالم، المخفي بالسكّين المسلخ في اإللهية، والسيادة الحق مظهر

يوماً اُمه استمهل أن بعد "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل برسول ليلتقي المدينة إلى القرني أويس وجاء

الشخص ذلك يكن ولم آنذاك، المدينة في "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي يكن ولم .األمر لهذا واحداً

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي رائحة ويشم المدينة أزقة في يتجول فراح .واحدة مرة ولو النبي رآى

انّه بحيث درجة إلى "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول بحب قلبه وانعقد .والجدران األبواب في بحب

عنه وسأل حبيبه رائحة شمّ المدينة إلى "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبّي عاد ولمّا .النهاية حتى ثابتاً ظل

!محبوب من له ويا حبيب من له يا اُمّه، إلى عاد كان اُويس ولكن

بحيث درجة إلى باهلل، اإليمان نور في اتّقد قلبها ولكن نقص، أي من تعاني فرعون زوجة آسية، تكن ولم

إلى وصولها دون تحول لالشمئزاز مثيرة نفاية فرعون، بالط في كانت التي األشياء جميع تعتبر كانت انّها

.راسخاً ظل إيمانها ولكن وقتلوها مساميرال بواسطة باألرض بدنها وربطوا المحبوب،

(1/63)

وبلغ "السالم عليه" موسى معجزة في الحقيقة تجلّي رأوا أن بعد بموسى فرعون سحرة وآمن

!سعادة وإعدامهم، أبدانهم اعضاء بقطع فرعون تهديد اعتبروا انّهم بحيث درجة، له تسليمهم

من نور بأي المظلمة قلوبهم تتنور لم وابنه، نوح وامرأة طلو امرأة مثل نماذج نجد اآلخر الجانب وفي

مع وارتباط األجانب مع صداقة عالقة لديهم وكانت .عظام أنبياء جوار إلى كانوا انّهم رغم والتسليم، اإليمان

األنبياء اولئك بقدسية وضحّوا حرمتهم، على يحافظوا لم ولكنّهم األنبياء بيوت من كانوا لقد .الفاسدين

.أصدقائهم ورغبات رغباتهم أجل من وطاعتهم رمتهموح

على للمحافظة "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل برسول أحاطوا الذي الحقيقيين المسلمين عدد كان وكم

يأذن ولم جرح بتسعين "السالم عليه" علي اإلمام اُصيب ولماذا العالم؟ وروح اإلسالمي العالم قطب

تأثراً األصحاب من كثير الميدان من فرّ بينما "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول من ينالوا أن للمشركين

في "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي فراش في "السالم عليه" علي اإلمام بات ولماذا الشياطين؟ باشاعة

واستعد يشكّ أو يسأل أن دون من المدينة، إلى مكة من "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي هجرة قضية

بسالمة؟ الهجرة من "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول يتمكن كي المشركين سيوف إلى للتعرض

والترديد للشك مكاناً قلبه في يترك ولم الوحي زالل في عقله وصُقل اهلل أحبّ مَن كلّ يفعل وهكذا

.الشيطان إلى روحه وسلّم العافية إلى خلد وإالّ والشبهة واإلبهام

بوجه درعاً يكونوا أن المسلمين على ويجب والطاعة التبعية حرمة على المحافظة يجب انّه كربالء توأثبت

.القيادة في تتجلى التي وسعادتهم وايمانهم عزتهم على المحافظة تتم كي الحرمة هذه على يرمي سهم كلّ

(1/64)

ووضعوا والرماح واألحجار السهام عشرات إلى األوفياء األصحاب من عدد تعرض كربالء وفي

اإلمام إلى الوصول من العدو يتمكن ولم الظهر، صالة العزيز قائدهم يصلّي كي السهام مسير في أنفسهم

.الخلّص أصحابه من شخص آخر استشهد حتى "السالم عليه" الحسين

وهذه اُخرى، جهة من اإللهية، القيادة حرمة لهتك ونتيجة جهة، من الصميمية البيعة تجلّي كانت عاشوراء ان

للمجتمع وعترته، "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وادارة وزعامة هداية استمرار يريد لمَن عظيمة عبرة

.اإلسالمي

ويوجب وجوهها، في تتكافأ فجعلها بعض على الناس لبعض افترضها حقوقاً حقوقه من ـ سبحانه ـ جعل ثم"

على الوالي حق الحقوق تلك من ـ سبحانه ـ افترض ما وأعلم .ببعض إالّ بعضها يستوجب وال بعضاً بعضها

وعزّاً للغتهم، نظاما فجعلها كلّ، على لكلّ ـ سبحانه ـ اهلل فرضها فريضة الوالي، على الرعية وحق الرعية،

إلى لرعيةا ادّت فاذا الرعية، باستقامة إالّ الوالة تصلح وال الوالة، بصالح إالّ الرعية تصلح فليست لدينهم،

على وجرت العدل معالم واعتدلت الدين مناهج وقامت بينهم، الحق عزّ حقها اليها الوالي وأدّى حقّه، الوالي

أو واليها الرعية غلبت وإذا .األعداء مطامع ويئست الدولة بقاء في وطمع الزمان بذلك فصلح السنن، اذاللها

محاج وتركت الدين في االدغال وكثر الجور معالم وظهرت الكلمة هنالك اختلفت برعيته، الوالي أجحف

باطل لعظيم وال عطّل، حق لعظيم يستوحش فال النفوس، علل وكثرت األحكام وعُطّلت بالهوى فعمل السنن،

ذلك، في بالتناصح فعليكم .العباد عند سبحانه اهلل تبعات وتعظم األشرار، وتعز األبرار، تذل فهنالك !فعل

.(1)"عليه التعاون وحسن

نفس له فإن حكومة، وشكّل ،(والعدالة بالقانون العلم) الخصلتين هاتين فيه تتوفر كفوء شخص ثار لو"

الناس جميع على ويجب المجتمع، ادارة في "وسلم وآله عليه اهلل صلى" األكرم للرسول كانت التي الوالية

.طاعته

----------

.207 خطبة اإلسالم، فيض البالغة، نهج (1)

(1/65)

من أكثر كانت ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" األكرم للرسول الحكومية الصالحيات بأن القول انّ

أكثر هي "السالم عليه" المؤمنين ألمير الحكومية الصالحيات أن أو ،"السالم عليه" المؤمنين امير صالحيات

أكثر "وسلم وآله عليه اهلل صلى" كرماأل الرسول فضائل ان وطبعاً .وخاطئ باطل قول الفقيه، صالحيات من

ولكن الجميع، من أكثر بفضائل يتصف الذي "السالم عليه" المؤمنين أمير بعده ويأتي العالم، جميع من

.(1)"الحكومية الصالحيات تزيد ال المعنوية، الفضائل كثرة

اإلسالمي للنظام ساطعة نقطة هي الوالية، بمركز للنظام األصلية الطرق كلّ وارتباط الفقيه والية مبدأ ان"

طيلة الشعب أثبت وقد ."الشريف سره قدس" الخميني اإلمام لسماحة يُنسى ال الذي القيّم اإلرث وتحقيق

العظيم إمامنا وكان المجاالت، جميع في المبدأ لهذا الكامل واخالصه وفاءه األخيرة عشر االحدى السنوات

تنفذ ال ذخيرة هو المبدأ وهذا .ولوازمه آثاره جميع جادة بصورة لوتحمّ المبدأ لهذا داعم وأشد مدافع أكبر

مسير في جداً الخطرة والمنافذ الحساسة اللحظات في اإلسالمية الجمهورية نظام مشكالت يحل أن ويجب

.الصعبة العقد ويحل بالمخاطر المحفوف اإلسالمية الجمهورية

أقل قبله من للقيادة للتصدي هناك يكن لم التي والقيادة، يةالوال قضية عن العزيز لالمام الغيور الدفاع وكان

هذا عن وقدرتي كياني بكل ساُدافع واليوم .الحقيقة بهذه عميق وإيمان إدراك عن ناجم ذلك، في تأثير

.الموارد جميع في بتكليفي اهلل، بعون وسأعمل، العظيم، الشخص لذلك اتباعاً ولوازمه، المبدأ

أتحمل ال سوف وإنني اإلسالمي، النظام كليّة في إخالل للقيادة، والتبعية الفقيه بوالية تزاماالل في االخالل انّ

.(2)"فئة وأية شخص أي من ذلك

والثقافية واالجتماعية واالقتصادية السياسية للتنمية مظهر عاشوراء

والعدالة الوالية محورية دون من

----------

.الفقيه والية ،"الشريف سره قدس" الخميني اإلمام سماحة (1)

.الخامنئي اهلل آية (2)

(1/66)

واقتصادية وسياسية جغرافية تنمية حققت مؤامرة السقيفة، وكانت للسقيفة نتيجة عاشوراء كانت

مواقع تغيير اُخرى وبعبارة اإللهية، واألحكام القيم وإصفاف الوالية بمحورية ليس ولكن للمسلمين، وثقافية

.القيم

.البالد تلك كربالء في اُخرى مرة عاشوراء وقوع إلى أدت تنمية، هكذا تكررت ىومت

واذنابهما، آنذاك المستكبرتين الكبريين الدولتين زعماء إلى كتباً "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي وكتب

باهلل يماناإل إلى والدعوة الدينية والحكومة اإلسالمي الدين عن عبارة وكان دعوته محور عليهما وعرض

،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول رحل حتى الدعوة هذه تحقق وفرصة امكانية تتهيأ ولم .ونبوّته

.السقيفة مؤامرة ووقعت

وتعرّف يوم بعد يوماً اإلسالمي العالم جغرافية واتسعت والثاني األول الخليفة عهد في واسعة أراض وفتحت

وحملت اقتصادية تنمية إلى الجغرافية السعة وأدت .به وآمنوا وقيمه الماإلس على البلدان سائر في الناس

االنحراف ازداد وحين .السقيفة عناصر قبل من اإلسالمي المجتمع على ووزعت المال بيت إلى كثيرة ثروات

البدع ضوء وعلى قاعدة دون من األصحاب بعض على الثروات هذه وُزّعت عثمان عهد في السياسي

.بثرواتهم يتعلق ما في عجيبة أرقام ذكرت وقد حرام، ثروات على وحصلوا

لو :وقال الكوفة والي إليه أشار ،"نشاستج" يُسمّى الكوفة، قرب مُلكاً اهلل، عبد بن طلحة للصحابي كان ـ

!!(الكوفة أهل) حياتكم في مهم انفراج إلى يؤدّي بعمل لقمت الملك هذا لديّ كان

للجهاد، قصر من ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي صحابة من وهو رياألشع موسى أبو خرج حينما ـ

بفتح المتعلقة الغنائم خمس الحكم بن مروان اشترى ـ !!بعيراً أربعين على ثمينة أشياء من لديه ما وضع

كان التي الذهب قطع كُسرت ـ !!درهم ألف بخمسمائة جدّاً، كثيرة وكانت (والمغرب تونس منطقة) افريقيا

!!وفاته بعد الورثة على لتقسيمها بالفأس، الصحابة، احد ملكهاي

(1/67)

أدّى وقد اإلسالم، دائرة في مختلفة أقوام خلت فقد واالقتصادية، الجغرافية التوسعة إلى واضافة

بمبادئ وعالمة صالحة جهة على عرض دون ومن تنقية دون من أفكار طرح وأحياناً آرائهم، تضارب

الصادق لالمام الكبير الجهد ويشير .إلهي غير نموذج ضوء على المجتمع ثقافة تنمية إلى سالم،اإل وأساس

لإلسالم واالقتصادية والسياسية والفقهية والثقافية الفكرية المباني ونشر ايضاح مجال في "السالم عليه"

تحمل ثقافية تنمية إلى المختلفة، الفرق أهل مع ومباحثاته العترة، زاوية من اليه ينظر الذي اإلسالم األصيل،

وقُسّمت مختلفة، سياسية فرق تأسست المرحلة تلك وفي .الفترة تلك في واالنحراف االلتقاط من كثيراً

إلى اتجهت وقد .حقّاً تعتبره طريق منها لكل كان فرق وهي !!فرقة سبعين من أكثر إلى اإلسالمية األمة

!!عملية بصورة الديني التكثر

أساس على المجتمع وادارة هداية مواصلة من السقيفة في حُرم الذي "السالم عليه" علي إلماما وتولى

من اإلسالمي النظام اتساع فيها شاهد سنة 25 بعد ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وسنّة القرآن

في وهاجم عليه، الناس رارإص بعد اإلسالمي، المجتمع امور زمام والسياسية، واالقتصادية الجغرافية الناحية

.عدالة دون من االقتصادية التنمية له، خطبة أول

(1/68)

وان حق بغير المال بيت من خرج ما إعادة يريد انّه للجميع "السالم عليه" علي اإلمام أوضح وقد

حرب ووقعت يةالتنم تلك من المستفيدون عليه ثار حتى العدالة دائرة وضيّق .النساء صداق به اُشتري كان

وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول عهد في الخدمات أفضل قدّموا كانوا بارزون أصحاب وأصبح .الجمل

علي عدل محكمة في متّهمون ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول قبل من عظيمة ألقاباً ونالوا ،"وسلم

عمل أنّه في عليه أشكلوا لذلك تضعفين،والمس المحرومين ألسهم مساوية أسهم لهم وقرر ،"السالم عليه"

علي اإلمام فتوكّل !!بوجهه ووقفوا الكبار للرأسماليين آمن غير المجتمع وجعل االقتصادية، للتنمية خالفاً

.المحرومون حوله والتفّ لعمله معياراً غيره رضا يجعل ولم تعالى، اهلل على "السالم عليه"

(1/69)

ان .معدودين أفراد أيدي في الثروة وتكديس الظلم دون وتحول الحرمان، لةبازا تقوم العدالة انّ

لقد العدالة، في نهجه على يسير "السالم عليه" وعلي العدل، مظهر ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول

وتقريب القلم جلفة باطالة يوصي وكان والزبير، لطلحة الشخصي الكالم إلى يستمع كي المصباح أطفأ

سهمه، من أكثر مال طلب عن يتخلى كي عقيل أخيه بدن من حارة حديد قطعة يوم ذات وقرّب السطور،

وقطع الظاهر، في عليه وحكم أسئلته على وأجاب القاضي أمام المحكمة في يهودي شخص مع ووقف

لكوفةا سوق في يتجول وكان اإللهية، الحدود الجراء المخلصين، شيعته من وكان سارق شخص يد أصابع

المظلومين حق الحقاق الحارة األيام في الكوفة أزقة في ويمشي التجار اجحاف دون يحول كي عصا وبيده

وملحاً، يابساً خبزاً ويتناول للمحرومين، تمرها بوقف ويقوم نخالً ويزرع بوقفها، ويقوم آباراً بيديه ويحفر

المدينة نقاط في ويبحث كتفه على وتمراً اًخبز فيها صرة ويضع بيديه، نعله ويخصف بسيطة، ثياباً ويلبس

الذي المسير انّ على وتدل التنمية، على العدالة أولوية إلى تشير وكلها ...وغيرها الجائعين؟ المحرومين عن

العدالة على شيء كلّ بنى وقد .كبيراً انحرافاً كان "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول رحلة بعد قُطع

يُعطى محروماً وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول زمان في يكن لم وإذا .الطريق ذلك في واستشهد

.الخالفة جهاز قبل من السياسة رسم وانحراف سقوط منحدر في ثرية طبقة رحلته بعد ظهرت فقد خمساً،

ذلك ظهور ويؤيد .لعشائهم خبزاً يملكون ال المحرومون كان وقت في كثير مال على الخواص وحصل

وعشرات الروم، ديار من تُجلب كانت التي والجواري بُنيت التي والقصور المسكوكات زخارف نحرافاال

.االُخرى األدلة

(1/70)

ثرواتها تعرّض "السالم عليه" علي والية ان ترى كانت طبقة مقاومة الجمل، معركة كانت لقد

الزاحة معروفة وجوه بتقديم قامت وقد .هازيادت من ذلك عند تتمكن ال أنها وتجد الخطر، إلى الكثيرة

!"السالم عليه" علي اإلمام أي العدالة، ومنادي للثروة، تكديسهم دون الحيلولة أراد الذي الشخص

وقراءة السود الجباه وكانت .وفكرهم عقائدهم على التلفيق سيطر قوم قبل من مقاومة النهروان، معركة وكان

وأمره المجتمع إدارة في اإلمام بحق اولئك يعترف ولم .الحق لمواجهة لةوسي الجهادية، والسابقة القرآن

جماهير يد في والسلطة هلل، الحكم واعتبروا !!جماعي وتدبير حكم إلى ذلك من بدالً واتجهوا ونهيه،

إمام إقالة وهي باطالً، بها أرادوا حق كلمة وقالوا !الحاكم وخصائص مكانة يوضّحوا أن دون من !!الناس

.الناس بجماهير بالتمسك لمسلمينا

ولم عثمان، قبل من السياسية التنمية وادي في الشام حكم إلى وصلت فئة مقاومة صفّين، معركة وكانت

لحظة نفاهم، قد "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول كان الذي اولئك "السالم عليه" علي اإلمام يتحمل

.المسلمين ادارة منصب في واحدة

وآله عليه اهلل صلى" النبي بحب يشعرون الجميع كان "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول دعه وفي

وبعد .األشخاص من قليل عدد قبل من المعارضة الظهار مجال هناك يكن ولم يطيعونه، وكانوا "وسلم

بعض وقامت لمعارضةا أنواع تبلورت اإلسالمية، البالد رقعة واتساع "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي رحلة

المجاهدين وال الخالص واالعتقاد اإليمان ذلك وال والتسليم الحب ذلك يبق ولم .نفسها باظهار الفئات

حين مؤلمة "السالم عليه" علي اإلمام شكوى كانت ولكم .اهلل سبيل في الساحات في يحضرون كانوا الذين

:قال

(1/71)

وله فولهوا الجهاد إلى وهيجوا فأحكموه، القرآن وقرؤوا فقبلوه، ماإلسال إلى دُعوا الذين القوم اين"

هلك، بعض .صفّاً وصفّاً زحافاً، زحافاً األرض بأطراف وأخذوا أغمادها، السيوف وسلبوا أوالدها، إلى اللقاح

...يامالص من البطون حمص البكاء، من العيون مره .الموتى عن يُعزّون وال باالحياء، يبشّرون ال نجا وبعض

.(1)"فراقهم على األيدي ونعض اليهم نظمأ أن لنا فحق .الذاهبون اخواني اولئك

والمعابر المنابر على والوالية العترة وسب األنظار أمام اإللهية باألحكام اإللتزام وعدم االكفاء غير امارة ان

والتمسك "وسلم وآله هعلي اهلل صلى" اهلل رسول وكلمات بسنن االهتمام وعدم آنذاك االعالم ووسائل

بفريضة العمل عن العام واالباء المجتمع في الفساد وظهور المال بيت بأموال والتالعب الخلفاء بعض ببدع

والكفر الشرك بعالم متأثرة بانحرافات ممزوجة أفكار وظهور واالباحية المنكر عن والنهي بالمعروف األمر

المريض اإلسالمي للمجتمع مشهد خاللها من يرتسم البارزة، ألدلةا وعشرات ،(القديمة وايران والروم اليونان)

بناه الذي المجتمع من تبق ولم .االشمئزاز يثير كان الضيق باطنه ولكن جذّاباً، الواسع، ظاهره كان الذي

ةمعدود عالئم إالّ بها، اعتنى التي والفسيلة فيه نفخت التي والروح "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول

.الزمان مرور مع ضعفت

إلى اإللهية القيم واعادة االقتصادية، التنمية إلى العدالة إعادة من "السالم عليه" علي اإلمام يتمكن ولم

.الطريق هذا في واستشهد السياسية، التنمية إلى الوالية وإعادة الثقافية، التنمية

ظهيراً المقطّع كبده وجعل الخواص خيانة ةنتيج الطريق "السالم عليه" علي بن الحسن اإلمام يكمل ولم

عالمة لوضع كربالء إلى "السالم عليه" الحسين وجاء .اهلل وحزب المستقيم اإللهي والصراط الحق للدين

.اولئك لفضح أصحابه ودماء دمه وقدّم الحق، بلون تلوّن وإن الباطل، جبين على األبد إلى البطالن

----------

.120 خطبة اإلسالم، فيض البالغة، نهج (1)

(1/72)

هناك وأن متعددة، حق أديان ال واحدة حق دين يوجد انّه ليثبت "السالم عليه" الحسين وجاء

.صراط من أكثر وجود إلى باالستناد الحق بمظهر يزيد يظهر ال كي أكثر، ال واحد مستقيم صراط

بطون في االقتصادية، التنمية نتيجة ظلماً سباكت وما الحرام المال الظهار "السالم عليه" الحسين وجاء

.التنمية من النوع هذا عاقبة ويرسم له المواجه الجيش

وظيفة هي بل الجميع صالحية من ليس الشريعة وشرح الدين تفسير إن ليقول "السالم عليه" الحسين وجاء

.الخوارج عمل ومن باطل التحجر انّ مثلما الكفر، بثقافة تأثر الشريعة وسبط القرآن، يفارق ال الذي اإلمام

ويظل وينتصر المجتمع ادارة من يتمكن وهكذا االمامة، مع يتم الدين انّ ليقول "السالم عليه" الحسين وجاء

دون من السياسية والتنمية السياسة، من الشريعة يفصل فانّه والوالية، االمامة دون من الدين يريد ومن خالداً،

!ويزيد الشام مظهرها الوالية،

دخل إذا الثقافية التنمية من اإلسالمي المجتمع تنتظر التي المشؤومة العاقبة ليظهر "السالم عليه" الحسين وجاء

،(باالسالم عهد حديث نصراني وهو) الداري وتميم (باالسالم عهد حديث يهودي وهو) االحبار كعب أمثال

!ألسنتهم ىعل اإلسالمية المعارف وجرت للمجتمع الثقافي المجال في

والعدالة، الوالية مدار وفق تكون أن يجب تنمية كلّ ان هو "السالم عليه" الحسين كالم جوهر وكان

ما وكلّ اإللهية، األحكام أزاء حمية ولديه به ومؤمناً بالدين وعارفاً عادالً اماماً يكون أن يجب التنمية ومحور

.قيمة له ليست ذلك عدا

(1/73)

وان الرماح، على وأصحابه "السالم عليه" الحسين رأس فيه يطاف الذي المجتمع قيمة هي وما

عين لقرة يكن لم إذا الواسعة والثقافية السياسية الجغرافية قيمة هي وما ؟!المجتمع ذلك امالك كثرت

اسعة،الو المنطقة تلك في مكان الجنة، اهل شباب وسيد كبده وفلذة "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول

اإلمام سلكه الذي الطريق نفس لسلك السلطة وتسلم "السالم عليه" الحسين بقي ولو !الظاهر؟ في اإلسالمية

الحسين قتلوا ولذلك األنانية، دون والحيلولة والتقوى العدالة أساس على العمل أي ،"السالم عليه" علي

وينشرون الثروات ينهبون سفيان أبي بآل المحيطون ويظل السلطة، أريكة على يزيد يظل كي "السالم عليه"

.المحرمات

إلى والداخلين آنذاك، والغرب الكفر لديار المشؤومة باألفكار المتأثرة واالقتصاد والثقافة السياسة ونتيجة

كربالء في وأصحابه "السالم عليه" الحسين يستشهد بحيث حدّاً الوضع وصل للشك، مثيرة بصورة اإلسالم

تظل كي عيالهم وتسبى خيامهم وتحرق فريدة، خصائص من به يتصفون كانوا ما رغم ،غربة وفي عطاشى

.المنحرفة الرؤية تلك

وآله عليه اهلل صلى" النبي عترة لسيرة مخالفين وكانوا .وعلمهم البيت أهل لفقه مخالفين اولئك كان لقد

لما يزيد بايع "السالم عليه" الحسين نكا ولو .البيت أهل لعدالة مخالفين وكانوا .وسياستها وتدبيرها "وسلم

والثقافة، واالقتصاد والتدبير والسياسة الفكر هذا تأييد يزيد مبايعة وتعني ."السالم عليه" الحسين خالفوا

أن وهيهات والعار، الذلة هذه الحسين يقبل أن وهيهات األصيل، المحمدي اإلسالم هدم يعني أمر وهكذا

.وسياستهم وثقافتهم المستكبرين مبايعة ومكان زمان كلّ في سينالح نهج على السائرين يقبل

(1/74)

الرفاه فيه يتحقق نموذجي بلد بناء في يتمثّل الثورة من المرحلة هذه في األساسي الهدف انّ"

.إلسالميةا االخالقية بالقيم واالتصاف الثورية، والحالة المعنوي الجانب مع االجتماعية بالعدالة المقرون المادي

أو األربعة، األساسية األركان هذه من أي ضعف إذا المراحل مختلف وتجاوزها الثورة بقاء يمكن وال

.تجاهها غفلة حصلت

بلوغ يعني بل الغربية، للثقافة المشؤومة الهداية من هي التي االستهالكية، النزعة اشاعة المادي الرفاه يعني وال

المجتمع سالمة وتأمين الطبيعية المصادر من واالستفادة المعادن واستخراج مرانالع حيث من مقبوالً حدّاً البلد

العلم ويصبح البشرية، لقواه الذاتية القابليات على اعتماداً والتجارة، االنتاج ورواج االقتصاد وازدهار وصحته

.والتخلف الفقر مظاهر وتزول عامة، والتجربة، والبحوث والثقافة

ويشاهد ويشعر .الحرمان وأنواع الباطلة واالستفادة الطبقات بين العميقة الهوة زوال تعني ماعيةاالجت العدالة انّ

رفع نحو جادة حركة هناك ان الثورة، عن المدافعين وأوفى أوثق يعتبرون الذي والحفاة، المستضعفون

طريق عن الناس لحياة الشرعية الدائرة على والتجاوز المظلومين حقوق على التعدي بساط ويُطوى .الحرمان

..البالد في القضائي األمن وتحقيق الالزمة القوانين

العالمية القوى صلف أمام والتسليم المساومة إلى والمسؤولين المجتمع اتجاه عدم الثورية الحالة وتعني

.هةومرف مريحة حياة إلى الميل نتيجة للثورة، العالمي البُعد وتجاهل االستكبار مؤامرة عن والغفلة

هذا في وتصبح اهلل، سمح ال األساسي، هدفها والعمران الرفاه اإلسالمية، الجمهورية فيه تجعل الذي اليوم انّ

االنحطاط يوم هو للثورة، العالمي البُعد ونسيان والعالمية الثورية األهداف عن النظر لغض مستعدة الطريق

..اهلل شاء ان اليوم هذا مثل يأتي ولن اآلمال، جميع وزوال

(1/75)

واجتناب والصبر والصالح والتقوى الفضيلة روح شيوع اإلسالمية، األخالقية بالقيم االتصاف ويعني

على واالقبال المال وكنز المروءة وعدم والظلم الدنيا وحب الحرص عن واالبتعاد الممنوعة الشهوات

.(1)"أصلية قيم شكل على هاوتبلور المجتمع في األخالقية، الخصال وسائر والصالح االخالص

معرفة في الضعف حصيلة عاشوراء،

عنها والغفلة العدو

الحادثة تلك وقوع في تأثيرها بمقدار منها كلّ وساهمت عاشوراء، في دور لها كان العِبر كلّ وكأن يبدو

في والضعف والعد عن الغفلة هي لعاشوراء، كربالء أرضية هيأت التي االُخرى المهمة العِبر ومن .الكبرى

.العدو معرفة

للمشركين "ال" وقال الظاهرية، الحياة قيد على "وسلم وآله عليه اهلل صلى" األكرم الرسول كان وعندما

لم األعداء، مع وشديدا بالمؤمنين رحيما كان القرآن، تعبير وحسب منهم، وتبرأ والمعاندين والكافرين

وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول سيرة الغدير، غاصبو ترك حينو .بالمؤامرة والقيام النفوذ من العدو يتمكن

.رويداً رويداً كربالء أرضية تهيأت "وسلم

----------

.288 ـ 286ص ،1ج الوالية، حديث الخامنئي، اهلل آية (1)

(1/76)

مؤمنينال هم ومن الظنّ؟ سوء وأين الظن، حسن اين يفعل؟ وماذا يريد وماذا هو وأين العدو هو من

وسيلة والتساهل التسامح وهل بشدة؟ معه يتعامل أن يستحق الذي العدو هو ومن برحمة؟ معهم يتعامل الذي

العقائدية الحدود ازالة أداة هو أم أحوالهم ومراعاة المسلمين أعمال في والسهولة اإلسالم إلى للكسب

وان عدو العدو، انّ أم الجغرافية الحدود خارج في العدو وهل البيت؟ في العدو وادخال والقيمية والسياسية

هو وما العدو شكل هو وما معه؟ التصرف كيفية هي وما الصديق، بمظهر ويتظاهر البيت داخل في كان

العدو، يصطف وكيف عناصره؟ هم ومن مباشرة، غير بصورة أم مباشرة بصورة يعمل العدو انّ وهل باطنه؟

هذا من االُخرى األسئلة وعشرات األسئلة هذه على أجوبة تُعطى نأ يجب يستخدمها؟ التي األدوات هي وما

.لألعداء المتزايدة المؤامرات أمام قوية بصورة جبهتنا تقاوم كي العدو، معرفة اطار في القبيل

من كانوا لقد ؟"السالم عليه" علي اإلمام لمحاربة وجاؤا معاوية، الجمل، أصحاب ترك حتى جرى ماذا حقاً

وهل ،"السالم عليه" علي اإلمام بايعوا وقد جيّداً، معاوية يعرفون وكانوا عليه، والثائرين عثمان نم المستائين

أيضاً؟ به خدعتهم العوام، لخداع الرمح على بكر أبي بنت رفعته الذي القميص انّ

وعدم لمعاوية محاربته عدم على اعتراضاً "السالم عليه" علي اإلمام على الخوارج خرج حين جرى، ماذا

يقاتلوا كي النهروان في اجتمعوا معاوية على الحرب "السالم عليه" علي اإلمام اعلن لما ثم التحكيم، الغائه

المؤامرات؟ ويواصل الشام يحكم حماقتهم، نتيجة معاوية، وليظل ،"السالم عليه" علي اإلمام

(1/77)

هذا مستغالً حكمه قواعد بتقوية قام سية،السيا التنمية سياسة إثر الشام والية معاوية تولى ولما

في أيديهم وضعوا أن ومنذ .العدو يعرفون ال المسلمين انّ يدرك وكان .المسلمين لدى كان الذي الضعف

،"السالم عليه" علي وحقانية بالغدير علمهم مع قبائلهم، ورؤساء ألمرائهم اتباعاً جماعة جماعة الغاصبين أيدي

أشخاص، ستة من المؤلفة الشورى اختارت وعندما العدو؟ معرفة في الالزمة لبصيرةا يملكون ال انّهم فهل

بالقرآن فقط يعمل "السالم عليه" عليّاً وأن الشيخين، طريقة لمواصلة مستعد انّه أساس على للخالفة عثماناً

مكان بيته وأن راة،المدا أهل من عثمان أن له تأكد واجتهاده، "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وسيرة

.المنفي الحكم بن مروان مثل اإلسالم ألعداء آمن

المطالبة على عالمة الرماح على عثمان قميص رفع وحينما .هذه الضعف نقطة من جيداً معاوية استفاد لقد

وفي الشام أهل بين من األشخاص من كثيراً أن يدرك كان الرماح، على المصاحف ورفع الخليفة، بدم

الحال، كان وهكذا .العدو تشخيص في يخطأون أيضاً، العوام بين ومن الخواص بين ومن مام،اإل جيش

لم ما على حصلوا المحادثات، طاولة إلى العاص بن عمرو وصل وحين .يقع ال أن يجب كان ما ووقع

.له مثالًم تعيينه على اإلمام اُجبر الذي الشخص خداع خالل من الحرب، ساحة في عليه الحصول من يتمكنوا

(1/78)

"السالم عليه" المجتبى الحسن اإلمام جيش آمري مخيم إلى ذهب أكياس معاوية أرسل وحينما

يعتبر كان من أن وهل .ومعاوية باالمام معرفتهم عدم عمق على يدل وهذا به، يلتحقون انهم يدرك كان

يحارب كي سالحاً وحمل جيشه في انوك األمس حتى اماماً "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ابن

وكيف والصديق؟ بالعدو معرفة لديه وحيداً، اإلمام ويترك معاوية بجيش يلتحق ثم معاوية، أي الدين، عدو

اولئك إنّ عداوته؟ شدة في تغيير أي يحصل أن دون من صديقاً العدو ويرى بسهولة آرائه يغيّر بمن يوثق

.اللّوم يستحقون ولذلك للعدو، وصحيحة عميقة عرفةم وال ثابتاً إيماناً لديهم يكن لم

المباحثة على لحثهم السالم عليهما الحسن واإلمام علي اإلمام مخيّم في الخواص عن يبحث معاوية كان لقد

طاولة على ويجلسون الكاذبة ووعوده لسانه بلباقة يخدعون أشخاص يوجد انّه يدرك كان ألنّه واالرتباط،

ولم واستكباره وبغضه العدو عناد يعرفون "السالم عليه" علي اإلمام جيش في الخواص كان ولو .المساومة

عليه" علي اإلمام جيش أوشك لقد .كربالء في عاشوراء حادثة وقعت لما الحوار، إلى بدعوته يخدعوا

،األشتر مالك سيف برق من الخوف معاوية انتاب وقد السفياني الكفر مخيم إلى الوصول على "السالم

سيف يرون وال العدو بضحكة يخدعون الذين والخواص األعداء، يعرفون ال الذين الناس يحصله ماذا ولكن

والندم؟ الحسرة غير خلفه، البغض

(1/79)

الشرك بخلق قبيلته وعرفت البيت وأهل لالسالم بعدائه طويلة، لسنين عرف الذي العدو رفع لقد

وأرسل االُخرى، اليد في والقرآن يد، في زيتون غصن ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي ومعاداة والكفر

ودفعها الدنيا في والراغبة اإليمان ضعيفة القلوب لكسب المسلمين مخيم في دائمة بصورة يترددون أشخاصاً

وزرعوا الشام، حكم في معاوية استمرار في وساهموا ذلك، فعلوا وقد .الحساسة اللحظات في الخيانة إلى

القصير، المدى على ذلك ثمرة وكانت اإلمام، أصحاب بين والواسع العميق والبغض االختالف بذور

.البعيد المدى على ثمرته كربالء وكانت ،"السالم عليه" علي اإلمام واستشهاد الخوارج

بالعناد يئةالمل السيئة سوابقهم يعرف الجميع كان للذين العجيبة العودة عاشوراء، لستار البارزة الصور ومن

نفاه شخص الحكم بن فمروان .أعجب والخواص الناس قبل من قبولهم وكان اإلسالم، ومخالفة والبغض

عليه اهلل صلى" والنبي اإلسالم إلهانته المدينة من دائمة بصورة "وسلم وآله عليه اهلل صلى" األكرم الرسول

الخليفة ولكن ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول حكم والثاني، االول الخليفة بلغ ولم ."وسلم وآله

دوراً لعب مستشار .له مستشاراً وعيّنه "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي ألمر خالفاً المدينة، إلى أعاده الثالث

وصفّين الجمل حرب أي اإلسالمية، االمة بوحدة أضرت حروب ثالثة وفي الثالث، الخليفة قتل في بارزاً

جلس ثم كربالء، حادثة وتهيئة الصلح على وإكراهه "السالم عليه" علي بن الحسن لوميةومظ والنهروان،

إلى وعادوا منفيين كانوا مروان، مثل كثيرون أشخاص هناك وكان !!قصيرة زمنية فترة المؤمنين أمير مكان

.وغيرهم زياد وابن العاص بن وعمرو ومعاوية الوليد ومنهم الساحة،

:"وسلم وآله عليه اهلل صلى" لنبيا قول الناس سمع وقد

(1/80)

.(1)"بطنه فابقروا منبري على معاوية رأيتم فإذا سفيان، أبي آل على محرمة الخالفة"

بالعدالة وضحوا "السالم عليه" علي اإلمام مواجهة في ووقفوا الساحة، إلى العودة من هؤالء تمكن فكيف

يكن ولم ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول بأمر والخواص الناس يعمل لم ولماذا رغباتهم؟ أجل من

هوى؟ عن صادراً

مرحلة يصبروا أن عليهم ان يدركون والعلوية، النبوية والوالية اإلسالم على والحاقدون المنفيون كان لقد

لهملدخو األرضية بتهيئة يقومون أشخاص هناك ان يدركون وكانوا .مساعدة األرضية تصبح حتى واحدة

الديني والنظام "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول سيرة في والبدعة التساهل خالل من اُخرى مرة

ذوي هؤالء ويعرفون منعطفاته، بكل التاريخ يدركون وكانوا .اإللهية والقيم والعزة الوحي قلعة عن والعدول

.واحدة زاوية من اإلسالم إلى ينظرون الذين المرن الطبع

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي وسيرة ونظامه اإلسالم اجراء على دائماً يصرون والناس الخواص كان ولو

بالتالعب قاموا الذين الملوّثة القلوب وذوي المنفيين لعودة الساحة تهيأت لما نقيصة، أو زيادة دون من

الخالفة غصب الذي قام لقد .نحرفةالم وإدارتهم الملوّثة تفاسيرهم خالل من ودنياهم وإيمانهم الناس بعقائد

بكل عاشوراء تضم أن إلى أدت منافذ وفتحوا القيم مواقع بتغيير بعده االُمور زمام مسك والذي البداية في

.كامالً تاريخاً عظمة

ومن اللص؟ على القبض اللقاء معهم وصاح معهم ومشى الناس وسط دخل إذا اللص، معرفة يمكن وكيف

واالضطراب والهمهمة الغوغاء أجواء في صالح، شخص نحو االتهام أصابع أشارت إذا الحقيقة إلى يلتفت

الحي؟ والضمير السليم الفكر فيها يندر التي والنزاع،

----------

المدينة في اإلمام دعا الذي الحكم بن مروان على رداً "السالم عليه" الحسين اإلمام قالها الرواية هذه (1)

.يزيد مبايعة إلى

(1/81)

نتيجة وجوههم وأحمرت اإلسالم، من أصابهم عميق جرح عن لإلسالم، عنادهم يعبّر الذين انّ

وساحة المجتمع وإدارة والحكم السياسة ساحة إلى يعودوا ال أن يجب الخالص، اإلسالم من تلقّوها صفعة

كانت، ذريعة بأي أمام الطريق والخواص االصدقاء يفتح ال أن ويجب .وقيمهم وعقائدهم الناس ثقافة

بصورة والجمعيات الشخصيات خلف واآلخرة الدنيا في السعادة يريدون الذين الناس يسير ال أن ويجب

.عمياء

والذي المدبّر المدير، السياسي، التقي، العادل والفقيه والولي اإلمام وهو معالمه، ويميز الطريق يعرف الذي انّ

.الفالح توجب الخالصة وطاعته العدو، يعرف

والحسودين العنودين المنفيين عن منأى في واُمورهم وإيمانهم وعقيدتهم الناس فكر يظلّ أن دائماً ويجب

"السالم عليه" المعصوم واإلمام "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وصم والذين والمصفوعين والحاقدين

معقول غير هو اولئك، العادة تبرير وأي .قيادتهو اإلسالم عن االنحراف عار بوصمة جباهم العادل، والفقيه

الرضا إلى والميل اإلسالم العداء واالقتصادية السياسية الضغوط تدفع ولماذا .مشروع وال مقبول وال

الحوارات إلى الخواص الضغوط، وتقليل المشكالت عقد يحلّون أنّهم وهو الوهم هذا على وضحكهم

الخضوع غير شيئاً العدو يريد وهل االصدقاء؟ لدى واالضطراب ليأسا وتزرع العدو تسر التي والتصرفات

ذلك؟ من بأقل يقنع وهل اإللهية، باألحكام والعمل الخالصة العقيدة عن والتخلي للمؤمنين المحض

(1/82)

النشاطات ممارسة من مُنعوا الذين هؤالء الساحة، إلى اإلمام، قبل من المنفيين عودة معنى وما

والمصالح اإلسالم عن انحرافها واتضح أفكارها بطالن اإلمام أعلن التي والمنظمات والحركات ياسية،الس

والذين خاطئة، الصريحة القرآنية األحكام اعتبرت ألنها مرتدة اإلمام اعتبرها التي واألحزاب للشعب، الحقيقة

إذا ولماذا؟ عادوا وكيف االفطار؟ ئدةما عند والمؤمنين الحرس بذبح قيامهم إلى العقائد، في تلفيقهم أدى

اهل غدر تكرار عدم في الضمان هو فما المجال، لهم وأعطينا األصدقاء فتحها التي المنافذ من دخلوا كانوا

بالمبادئ الخواص قناعة تغيير إلى الضغوط أدت وإذا وعاشوراء؟ "السالم عليه" علي اإلمام وغربة الكوفة

اإلسالم؟ صدر مظلومية تكرار غير توقعه يمكن الذي االمر هو فما اإلسالمية، للثورة األساسية

وبين بينه ليس والتقوى، العدالة محوره والذي األصيل المحمدي اإلسالم أي الفقيه، لوالية الديني النظام انّ

وولي هللبا المرتبط والقلب تسمع التي واآلذان النافذة العيون وانّ .واحد هجوم من أكثر االستكبار مخيم فتح

سمع قد ذلك، باعالن العالم حيرة اثار والذي الماركسية عظام تهشّم صوت سمع الذي "عج" األعظم اهلل

.الغربي والرأسمالي واالستكبار الظالم النظام عظام وتهشم والمبتذلة الفاسدة الغربية الثقافة زوال صوت أيضاً

صفعهم الذين غير العدو، إلى للميل استعداد ديهمل أصبح الذين واألشخاص والمنظمات الفئات هي ما واآلن

والعالقة، بالحوار القبول ويطرحون االخوة، صفوف بين الفرقة إلثارة الساحة إلى هؤالء جاء لقد اإلسالم؟

واظهار ووفائه، المؤمن الشعب استقامة تحطيم أجل من ويعملون الوقوع، قريبة هزيمة من العدو ويخلّصون

أجل من يعملوا كي جاءوا لقد .والعلم التقنية عصر في المجتمع إدارة عن عاجزة وقيادته الديني النظام أن

اإلسالم أبناء خير قتل إلى الحال ويوصلوا "السالم عليه" عليّاً يظلموا كي وجاؤا وحيداً، علي يصبح أن

.عاشوراء في اهلل، عباد وخير

(1/83)

والديمقراطية اإلنسان حقوق مسألة يطرحون واليوم ح،الرما على المصاحف رفعوا اليوم ذلك وفي

األجهزة تصدير وعود تطرح واليوم المخيم، إلى تدخل الذهب أكياس كانت الزمان ذلك وفي .والحريّة

كسبوا الزمان ذلك وفي .ذلك وأمثال النفط أسعار ورفع الكبيرة االقتصادية والقروض والتكنولوجيا المعقدة

يأتي واليوم معاوية، مع بالحوار للقبول "السالم عليه" علي اإلمام جيش اثارة وقاموا قيس بن االشعث أمثال

علي اإلمام على خرجوا اليوم ذلك وفي .متلونة وعناصر اُخرى ومنظمات الوطنية والجبهة الحرية حركة دور

ذلك وفي .والدستور القانون من االستفادة يسيئون واليوم ،"هلل إالّ حكم ال" شعار رافعون "السالم عليه"

يقوم واليوم اإلسالمية، العقائدية والقيم المبادئ في الشبهة بالقاء الداري وتميم االحبار كعب أمثال قام الزمان

الضرر إللحاق "الشيخين سيرة" عنوان استغلوا الزمان ذلك وفي .الغرب من المرعوبون المثقفون بذلك

!"واختياره اإلنسان حرية" شعار بطرح النتيجة تلك إلى وصولال يريدون واليوم الناس، وإيمان باالسالم

عالقة بذلك يقيمون وهم، أمر وقيادته، الديني والنظام اإلسالم على والتآمر العداوة انّ يظنون الذين إن

وتبرئة وهم، مجرد وتآمرهم، وبغضهم األعداء عناد اعتبار ان .الديني النظام أعداء مع ما، بشكل صداقة

هزيمة من للتخلّص فرصة أكبر للعدو يهيّء مما الشعب غفلة إلى يؤول الديني، للنظام العداء من اراالستكب

.والجدل والنزاع الفرقة إلى الشعب وحدة تعرض إلى ويؤدّي قريبة

(1/84)

تجاه حساسية نُظهر ال أن يريد وهو .ديننا منّا يريد الخارج، أو الداخل في كان سواء العدو، انّ

المستوردة الحرية الغربي، بمفهومها الحرية سيادة ويريد .اإللهية الحدود اجراء تعطيل ويريد .اإللهية ألحكاما

إعدام حكم إصرار عدم ويريد .الحال هذا في ممكنة تصبح والمقدسات اإلسالم إهانة ألن واالستعمارية،

حكم بإجراء الحكومة تتعهد وال "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي إلى إهانة وجه الذي رشدي سلمان

وفلسطين والهرسك البوسنة في المسلمين آالف قتل إذا نتكلم ال أن ويريد .وإمام عادل مجتهد فقيه يصدره

من خالية حجنا مراسيم تكون أن ويريد .المسلمين باُمور نهتم ال وان وكوزوفو، وكشمير وأفغانستان والعراق

.المشركين من البراءة

لالسالم وطاعة حب لدينا يكون ال ان ويريد .المنكر عن والنهي بالمعروف األمر على نؤكد ال أن ويريد

اهلل، وحزب واالمة اإلمام بين المباشرة العالقة تكون أن ويريد .الفقيه والية وخاصة وقيمه وشعائره ومظاهره

وااللتزام طريقه مواصلةو اإلمام اسم عن نتخلى ان ويريد .والجمعيات والمنظمات األحزاب في محدودة

لمن سلم اني" .وديانتنا واستقاللنا عزتنا سحق يريد والخالصة .اإللهية السياسية بوصيته والعمل بسيرته

."القيامة يوم إلى حاربكم لمن وحرب سالمكم

سالم،لإل العداء عن يكفوا لم وما .لالسالم العداء عن يكفّون ال وعمالؤه االستكبار فإنّ هذه، تتحقق لم وما

أن مستعدا يكون ومن البيت، إلى دعوة يعني وابتساماته، الخضراء واشاراته ووعيده بوعوده التصديق فإن

صدقة ويأخذ وكتاباته واعماله ومواقفه كالمه خالل من والنعمة، والنور والبركات المكتسبات هذه كلّ يعطي

.ةالصداق لباس في اعطاءها يريد حتى شخص ملك ليست انها !سرية؟

والسابع بهمن 22و ايران انحاء في واالربعينيات شهريور 17 و خرداد 15 شهداء دماء حصيلة هي هذه ان

.المقدس الدفاع من سنوات وثماني شهريور شهر من والثامن تير شهر من

(1/85)

.والشهداء المعظمة وعوائلهم والمؤثرين واألحرار المضحّين ومشقات عناء حصيلة وهي

اهلل وحزب المخلصين والمتطوعين المجهولين الجنود آالف وقناعة وبناء وابتكار وسعي جهاد يلةحص وهي

.البناء جهاد في والعاملين المحبين والحرس المستضعفين

للبيع؟ الثورة مِلك وعرض العدو مع المساومة وجرأة اذن لشخص أعطى ومن

لم شرعية، واعطاه االنتخاب ذلك على القائد قوصاد ومنصب، مؤسسة أي في المسؤولين انتخبوا الذين انّ

كإمامهم، وهم للثورة، الثمين الملك على المحافظة أجل من ذلك كان بل مساومة، أجل من بذلك يقوموا

.كربالء تتكرر ال كي األمر، هذا غير رأوا إذا شخص، ألي أعطوه ما كلّ يستعيدون

.حدّه عند السيف حدة وتوقفه القوة لغة هميف انّه ادراك ويجب العدو اإلنسان، يعرف أن ويجب

.البغض من الخالية القلوب مع واالستدالل، المنطق ويفيد

.(1){وعدوّكم اهلل عدوّ به ترهبون الخيل رباط ومن قوة من استطعتم ما لهم وأعدّوا}

والعدو .آمريةالت المخططات إجراء أجل من ويعمل المناسبة الفرص دائماً ويترصد صدر سعة لديه العدوّ انّ

أجفانه، يطبق وال ثباتاً رآى إذا مكانه في ويقف الفرار، تريد انها شعر إذا الفريسة على يهجم الذئب، مثل

.غفلة يشاهد حين ويهجم

رفع مؤامرة حصيلة عاشوراء وكانت الساحة إلى والمعاندين المنفيين عودة حصيلة كانت عاشوراء ان

.صفّين في العدو قبل من الرماح على المصاحف

بن األشعث مثل مخدوعون أشخاص يطرحها كان التي والمحادثة المساومة فكرة حصيلة عاشوراء وكانت

.المباحثات طاولة عند األشعري موسى أبو تحكيم حصيلة كانت عاشوراء .وأصحابه قيس

.الباطلة وإرادتهم وحقدهم قلوبهم وخبث النهروان أهل ضالل حصيلة كانت عاشوراء

تصرف سوء حصيلة كانت عاشوراء .زياد بابن ظنهم وحسن الكوفة مجاهدي سذاجة حصيلة كانت عاشوراء

.العدوّ لصالح الكفّة رجّحوا الذين الجهلة األصدقاء

----------

.60 :األنفال (1)

(1/86)

هروظ مجهوالً وظلّ السقيفة في ظهر حقد .حقد إلى وانتهى نتيجة بدأ تيار حصيلة كانت عاشوراء

.واتّضح كربالء في

.عدوّاً والصديق صديقاً العدو واظهار االنفتاح، حصيلة عاشوراء وكانت

.الخائنة واأليدي النفاقية والخطط الزمان ألوضاع الصحيح السياسي التحليل عدم حصيلة عاشوراء وكانت

وعمالئهم االعداء مإعال بواسطة عليهم االمور والتباس للمسلمين الفكري الفراغ حصيلة عاشوراء وكانت

.لألصدقاء الخاطئ والعمل المرتزقة

وعدم الذنوب أزاء المؤمنين حساسية وضعف الحرام والثروات والشهوة الفساد انتشار حصيلة كانت عاشوراء

.المنكر عن والنهي بالمعروف األمر فريضة إجراء

التي الوسيطة األيدي قبل من الناسو اإلمام بين والمقدّسة الصميمية العالقة تضعيف حصيلة كانت عاشوراء

.السلطة إلى وصولهم طريق في حاجز هي العالقة تلك أن ترى كانت

والمدافع "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي ابن أظهروا الذين عاشوراء وقوع في سبباً اإلسالم اعداء وكان

.وخارجي اإلسالم خليفة عدوّ وكأنه الخالص، اإلسالم عن

!!اإلسالم خليفة عدو على والقضاء اهلل إلى القربة بقصد اُناس عاشوراء قوعو في ساهم وقد

أرض أي تكون أن ويمكن عاشوراء وتتكرر بالعدو، والمسلمين الخواص معرفة عدم تجلّي عاشوراء، وكانت

.{األبصار أولي يا فاعتبروا} كربالء

الكوفة دخل وحين .امية بني من وكان .وقاص أبي بن سعد بعد الكوفة حكم عقبة بن الوليد تولّى"

نزلت الوليد وهذا !وبالفساد بالحماقة معروفاً كان فالوليد للحكم، يليق ال الشخص هذا ألن الجميع استغرب

النبي زمن في ذلك وكان ."فاسق" القرآن أسماه وقد {فتبيّنوا بنبأ فاسق جاءكم إن} القرآنية اآلية بشأنه

."وسلم وآله عليه اهلل صلى"

أصبح ،"فاسق" باسم القرآن في ذكره ورد الذي الشخص وهذا .الناس مواقع وتغير والقيم المعايير حظواال

.(1)"!حاكماً بعد ما في

----------

.الجمعة لصالة االُولى الخطبة الخامنئي، اهلل آية (1)

(1/87)

بداية في اتخذت التي اراتالقر بعض ان اإلسالمية الثورة انتصار من سنوات عشر بعد اعترف انني"

لالسالم وحقيقة خالصة عقيدة لديها تكن لم لفئة البالد في المهمة واالمور المناصب تسليم في الثورة

تصدي في آنذاك راغباً أكن لم انني ورغم بسهولة، آثارها مرارة تزول وال خطأ، كانت األصيل، المحمدي

يقتنعون ال اولئك ان أيضاً اآلن اعتقد واني األصدقاء، ةموافق بعد بذلك قبلت ولكني للمسؤوليات، اولئك

ال أنّهم حين وفي للعالم، الناهبة أمريكا نحو والتحرك مبادئها جميع عن الثورة انحراف من أقل بشيء

.واالدعاء الكالم غير يجيدون

...والليبراليين بالمنظمات الكبيرة ثقتنا آثار من نعاني اآلن إلى نحن ...

اهلل، اعداء تجاه محلها غير في الرأفة بنا تؤدّي ال ان يجب انّه وهي الصدد هذا في مهمة لةمسأ وهناك

بعض أن أرى واني .اإللهية والحدود اهلل بأحكام الشك يثير بشكل بالتبليغ قيامنا إلى للنظام، والمعارضين

.منها يستفيدون األعداء وأن البلد، صالح في ليست الموارد هذه

لن :اآلخرين كالم يطرحون قد الذين والصحافة، والتلفزيون االذاعة في يعملون للذين صراحةب أقول واني

.حيّاً دمت ما الليبراليين، أيدي في يقع الحكم أدع

.حيّاً دمت ما األعزل، الشعب هذا دين على للقضاء يعملون المنافقين أدع ولن

.حيّاً دمت ما غربية، وال شرقية ال مبدأ عن أعدل لن

تام اطمئنان ولديّ حيّاً، دمت ما المجاالت جميع في السوفيتي واالتحاد أمريكا عمالء أيادي أكفّ وفس

.(1)"السابق في كما اإلسالمية، والثورة النظام يدعمون الشعب أبناء جميع أن في

الصحيح التحليل عدم حصيلة عاشوراء،

اإلسالمي المجتمع قضايا عن والغفلة،

سرّ اليوم فيها يكمن مسألة إلى ألقاها خطبة في صفّين حرب خالل "السالم عليه" علي نالمؤمني أمير أشار

.الباطل جبهة في السقوط وسرّ الحقّ جبهة في البقاء

:"السالم عليه" قال

----------

.96ص ،21الجزء النور، صحيفة ،"الشريف سره قدس" الخميني اإلمام سماحة (1)

(1/88)

."الحق بمواضع والعِلم والصبر البصر أهل إالّ العلم هذا يحمل وال أال"

لديه من انّ .خاصّين ومكان بزمان محدودة وليست مستمرة ساحة والباطل، الحق بين المواجهة ساحة ان

يفتقد ومن الساحة، هذه في الحق صف في ويقاوم يثبت الحق، طريق على صابراً ويكون صحيحة بصيرة

الحق من السقوط سرّ ان .الباطل مع المواجهة في الحقّ راية حمل من تمكني ال الصفتين هاتين إلى

االولية، لوازمها ومن البصيرة لتلك امتداد يمثل وصبر كافية بصيرة امتالك عدم الباطل، بتيار واالرتباط

.للبصيرة مقدمة الصبر يصبح أن ويمكن بالصبر ترتبط البصيرة ونتيجة

ينتابهم الذين يتزود أن دائماً يجب منها البد التي والوقائع اإلسالمي المجتمع في تحصل التي المتغيرات وفي

الرؤية تنحصر وال .للوقائع صحيح وتحليل برؤية الحق، جبهة في البقاء يهمهم والذين عقابتهم على قلق

وكانت الخصوصيات، هذه من شيء ينقصهم لم فالخوارج القرآن، وتالوة الليل صالة في الصحيح، والتحليل

يكونوا لم ولكنهم القرآن، بتالوة دائماً مشغولة ألسنتهم وكانت الليل، في الطويل السجود نتيجة سود جباههم

أي مركزه، وال الباطل يعرفون يكونوا لم انّهم كما ،"السالم عليه" علي اإلمام أي محوره، وال الحق يعرفون

إلى ظالمين ورحلوا دينهم باعوا أنّهم عاقبتهم انتوك العترة، عن يُفصل حين القرآن ينفعهم وال .معاوية

.الباقية الديار

بدعم "السالم عليه" علي اإلمام واتّهم بدمه، المطالبة على عالمة رايته على عثمان قميص العدو رفع ولمّا

وارفع عندما البصيرة أهل هم من وتبين !أعمى كان ومن بصيرة لديه كانت من اتضح الثالث، الخليفة قاتلي

ومن .القرآن محور حول المباحثات إلى "السالم عليه" علي اإلمام جيش ودعوا الرماح أسنّة على المصاحف

هذه فهم يمكنه ال األصيل، المحمدي اإلسالم وبين السفيانية والرائحة اللون ذي اإلسالم بين يميّز ال

.صحيحة بصورة الحوادث

:"السالم عليه" علي اإلمام قال

(1/89)

والعلم والصبر البصر أهل إالّ العَلَم هذا يحمل وال القبلة، أهل وبين بينكم الحرب باب فتح وقد"

."الحق بمواضع

في تؤثّر واالعالم والترهيب الترغيب انّ ؟"السالم عليه" علي اإلمام لمواجهة والمسلمون القبلة أهل جاء لماذا

الحق الصحيح، بالموقف عالمين كانوا الذين الخواص ترك لقد .الصحيح الموقف يعرفون ال الّذين نفوس

إلى مقرّبين كانوا الذين واألشخاص الناس عامة أما الحق، أمام باطالً وأصبحوا وزخارفها الدنيا حب بسبب

.للوقائع الصحيح التحليل وهي البصيرة امتالك عدم نتيجة خدعوا فقد الخواص

:"السالم عليه" ليع اإلمام قال .الدنيا تعميهم الناس أكثر ان

."المطامع بروق تحت العقول مصارع أكثر"

:ودورانها ومنعطفاتها بالدنيا الجهل يخدعهم الناس وبعض

."أعمته إليها أبصر ومَن بصّرته بها أبصر من"

الحسد نار وايقاد الشبهات وطرح خاطئة بصورة المعلومات وايصال المكاتب في والنفوذ الوساوس انّ

االفراط التجدّد، أو التحجر إلى ومدعاة القلب عمى وأسباب باطلة أعالم كلها السياسية، العيبواال واللجاجة

.الضالل أو الهالك عليه، التقدم أو الحق والمدار اإلمام عن التأخر التفريط، أو

منها يستفيد وال العدو تُسر ال بصورة تكلموا :قال حين اإلمام بكالم يستهزئ من يسير طريق أي وفي

ومن !!وهجومه وبغضه العالمي االستكبار عداء زمان في وفئوي شخصي حساب بتصفية يفكر ومن لصالحه،

يؤدّي الحالة تلك زوال ان ويرى الدولي والعرف للدبلوماسية خالفاً وقيمها، الثورة مبادئ على الثبات يعتبر

ال؟ أم الصحيح لموقفوا والصبر البصيرة طريق هو هذا وهل !!الرفاه وتحقيق المشاكل رفع إلى

(1/90)

ذوي أيدي في العوبة الوقوع عدم في يتمثل صحيح، تحليل على والحصول البصيرة طريق ان

المكاتب في األعداء لنفوذ المجال إعطاء وعدم أفكار من االعداء يطرحه بما التأثر وعدم السياسية االالعيب

كلّ واختبار الشخصيات ضوء على وليس الحق ضوء على والتفكير ودراسة ووعي صدر وسعة بتدبير والعمل

اإللهية، والنواهي األوامر طاعة هذه كلّ رأس وعلى العادل، والفقيه اإلمام ومداراة الحق، أساس على شيء

.أبعادها كلّ في التقوى ملخصة، وبعبارة المنكر، عن والنهي الدينية القيم على بالحمية واالتصاف

القرآن، مع انطباقها هو وأوامره كالمه معرفة معيار أن إلى يشير حينما الرؤية الشيعة، علّمي المعصوم اإلمام انّ

.القرآن مع ينطبق ال عندما الحائط بعرض الكالم ضرب إلى ويدعو

.اإللهي الوحي مع منطبقاً يكن لم إذا أولى، بطريق المهمالت سلّة في اآلخرين كالم يلقى االختبار هذا وفي

تيارهم اطار في والمعلومات والوعي والعلم التعليم حصر إلى طويلة سنين الفكرية الطرق اعقط سعى لقد

على يحمل سفيان أبو وكان مكة، في الجاهلي العصر في الحال كان وهكذا .نهجهم يسود كي الخاص

خاصاًأش المسلمين من وصنع ذلك، الجاهلية وثن "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي حطّم وقد التشخّص

رفع البهلوية الجاهلية أيام وفي .التشخص وليس التشخيص أهل ومن متعبدين موحدين، غيورين، واعين،

سنة، خمسين لفترة عليها وحافظوا الشاهنشاهية الجاهلية من سنة 2500 قمة على الطرق قطع راية المتعلّمون

متديناً، سياسياً، شعباً االيراني، شعبال من وصنع وثنهم، بتحطيم "الشريف سره قدس" الخميني اإلمام وقام

إلى الشعب هذا شباب ودفع للوالية، ومطيعاً ومحبّاً مضحّياً له، وعارفاً للعدو محارباً الساحات، في متواجداً

حزب أمام اهلل حزب وأصبح والجمعيات الفئات جميع واتحدت والمعبود، بالمحبوب واالتصال العرفان قمة

.كلّه الكفر أمام كلّه ماإلسال وأصبح الشيطان،

(1/91)

األعداء اتحد عندما الثورة بداية في قال حيث األذان، في يرن زمانه في محطّم صوت يزال وال

إلى المجتمع وحدة وتعرضت أهدافها، تطرح منظمة كلّ وبدأت المنظمات مئات وتأسست الثورة الستئصال

فالوقت سياسية، رؤية لديكم ليست انّكم :فيها المرغوب غير صرالعنا بين السياسية النزاعات نتيجة االهتزاز

أصحاب وخاطب ...الكبيرة الذنوب ومن معصية أكبر الوحدة، وافشال واالختالف .نزاع وقت ليس حالياً

أصحابها ان حين في الشيطان، لسان األلسن، وهذه الشيطان قلم األقالم، هذه تكون ما كثيراً :قائالً االقالم

...و الليل صالة يصلّون

الجميع مع تتعامل اإلسالم، صدر في الحال كان كما اإلسالمية الثورة انّ يرون وهم الخنّاسون استاء واليوم

على وأكدت الصالحية حيث من لألفضلية معياراً التقوى واعترت والعدالة، بالمساواة االقتصادي، المجال في

أن دون من البهلوية الجهالة عهد في المخزية مائدتهم عن لئكاو ويبحث .معاً والعلمية اإليمانية االدارة

وهم .المقوالت بهذه قناعة لديهم وليست العقل وال العلم وال الحرية يعرفون ال وهم بالشعب يفكروا

.وركوبها الموجة افتعال يريدون

القضايا يضخّمونو اإليمان، إضعاف أجل من الشبهات ويثيرون الشعب، وحدة على للقضاء النزاع ويثيرون

.والمهمة األساسية بالقضايا الناس اهتمام صرف في منهم رغبة البسيطة

مرعوبون الوقت نفس وفي وأنانيون مغرورون وهم .التنمية أمام من وقيمه للنظام الحمراء الحدود وإزالة

ىعل يحصلوا كي رضاخان مثل ثمل شخص جرس وينتظرون فعل دون من كثيراً يتكلمون .ومجذوبون

حتى المشروطة منذ االختبارات بهذه مشحون وتاريخنا اختبارهم، تمّ اولئك وكلّ .فساده ظلّ في أمانيّهم

.اآلن

(1/92)

مقولة السياسية والرؤية .آخر أمر السياسية والرؤية .آخر أمر السياسية واللّعبة أمر السياسي العمل انّ

الراحل اإلمام تكهّن يتحقق ال كي ضرورة للوقائع الصحيح ليلوالتح الرؤية ان .السياسي التعلّق عن تختلف

التحليالت بعض نتيجة سنوات عشر بعد إليه ينظر قد رشدي سلمان إعدام حكم أن توقع حيث اهلل سمح ال

زمن في موجودة وكانت .دائماً موجودة المنحرفة والتحليالت !!ايران ومصالح اإلسالمية للمصلحة خالف انّه

.التحليالت تلك مثل وجود من الشهداء لعوائل اإلمام اعتذر وقد الحرب

.لها مناسب مكان القمامة فإنّ عليه، تنطبق لم وإذا الحق، معيار على تعرض أن يجب والتحليالت الرؤى انّ

علّقت لديه ليس الّذي الفقيه أي لالُمّة، الفداء، له العالمين أرواح العصر، ولي ذكرها التي الحجّة هو والمعيار

عليه" الزمان صاحب واإلمام اهلل، ألمر والمطيع والواعي الرذائل، من نفسه صان والّذي باالسالم، وعالِم بالدنيا

رؤاهم عرض الجميع وعلى عليه، حجّة "السالم عليه" الزمان صاحب واإلمام االُمّة، على حجّة وهو ."السالم

دعا حين "السالم عليه" علي اإلمام طاعة يجب وكان .وسقمها صحتها تحديد منه والطلب عليه، وتحليالتهم

إلى الوسائط أدّت وقد .العدو يفشل كي الرماح، رؤوس على للمصاحف العدو برفع االنخداع عدم إلى

الناس أقوال هي أقواله، ان يرى حزبه وكان .اإلمام مع الجيش واسطة أصبح األشعث وحزب .دائماً الهوّة

!!ذلك نفس اإلمام من الجيش ليطلب اإلمام جيش في موقفه ربنش وقام اإلمام على وضغط

واأللسن، األقالم طريق عن الهوّة إلقامة الوسائط سعي ورغم ومتّصلة، مباشرة واالُمّة اإلمام بين العالقة انّ

يال،األج جميع أمام اإللهية، السياسية اإلمام وصية .للقائد الشعب حب تقييم في وخاطئة فاشلة تزال ال ولكنها

أكّد الّذي القائد رأي أساس وعلى الوصية هذه نص أساس على وتيار وفئة شخصية أية تحليالت وتقيّم

.معياراً اإلمام وصيّة واعتبر اإلمام نهج على دائماً

(1/93)

"السالم عليه" الحسين إمام وقف بصيرة، لديهم ليست الّذين الجهلة من صفّاً كربالء، وتبين

بين االنطباق فأين !!وخارجيّاً عدوّاً "السالم عليه" والحسين للمؤمنين، أميراً يزيداً يعتبر صفّ .لّةالق وأصحابه

جهالة بهكذا بتربيتها، "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي قام التي االّمة ابتليت وكيف والبصيرة؟ الرؤية هذه

.نظر وقصر وحماقة

والشرك الكفر مائة طي عن الناجم والعناد واألحقاد الجاهلية من بقيةالمت والرغبات القومية، النزعة لعبت وقد

.التغيير هذا في دوراً السلطة، أقطاب ونفوذ الجاهلية األفكار ورسوبات

إذا السيف بهذا اقوّمك :له وقال الثاني الخليفة أمام الغمد من سيفه أخرج الّذين الشخص ذهب وأين

والظلم انحراف ذلك كلّ بوجه للوقوف األغماد من السيوف خرجتُ لم ولماذا !اإلسالم؟ عن انحرفت

البصيرة تلك دفنت وقد وتستهدفه العدو وتعرف السيف إلى اليد تدفع كانت البصيرة انّ والفساد؟ والبدعة

.الجديدة الجاهلية خراج بيادر تحت

.التاريخ في رتهمبصي عدم لتسجيل األغماد من سيوفهم الملوّثة، األيدي أصحاب أخرج كربالء وفي

.الصبر مع البصيرة فيه تقترن مكان وأي زمان وأي لحظة أية في تتحقق السعادة انّ العلم وليصدّق

ولم .ويقينهم وإيمانهم وعلمهم ووعيهم لبصيرتهم مظهراً "السالم عليه" الحسين أصحاب أراجيز وكانت

شعور هي اإللهية، والشعائر .والشعور لبصيرةا على دليل والشعارات .بصيرة لديه تكن لم ألنّه العدو يرتجز

.(1){القلوب تقوى من فإنّها اهلل شعائر يعظم ومن} .الشعائر هذه عظيم هي وبصيرتهم المؤمنين،

باإلسالم الملوّث النظام انهيار كربالء، وأعلنت .اإلسالمية االُمّة هيكل في البصيرة تفتت كربالء عرضت وقد

.السفياني

.الجهل بمرض اُصيبوا الّذين الناس بدن رضاً،أ كربالء وألقت

.الحقّ محور عن والرؤية، والسياسة الفكر وانفصال اإلمام، عن االُمّة انفصال عاقبة كربالء، وأوضحت

----------

.32 :الحج سورة (1)

(1/94)

اإلمام انتصار عدم إلى أدى الّذي األمر ان اإلسالمي، التاريخ بقضايا يتعلق ما في مراراً قلت لقد"

التحليل وجود عدم وأدى .الناس لدى السياسي التحليل وجود عدم كان ،"السالم عليه" المجتبى الحسن

بحق الظلم وممارسة "السالم عليه" المؤمنين أمير على والضغط الخوارج فتنة وقوع إلى الناس لدى السياسي

كان وعندما .سياسي تحليل لديهم يكن لم وانّما دين، بال الناس كلّ يكن ولم .التاريخ في انسان أقوى

.الجميع بها ويصدّق مكان كلّ في بسرعة تنتشر كانت إشاعة، يفتعل العدوّ

اشعّة تحت جليد مثل العدو إشاعة لكانت الزم وعي الناس لدى كان لو هكذا؟ الحال كان لماذا

.(1)"الشمس

المؤمنين أمير ابن السالم، عليها الزهراء فاطمة ابن ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي ابن هؤالء وصف لقد

!ـ معاوية ابن يزيد وهو ـ العادل اإلمام على خارجاً ،"السالم عليه"

انّكم هل يقلقني، األمر هذا ان ؟!الناس يسكت لماذا ؟!الظالم الحكم جهاز يقوله بما الناس يصدّق لماذا

هذا إلى وتهاونت اإلسالمية االُمّة غفلت ولماذا الحال؟ ذلك إلى األمر وصل حتّى جرى ماذا أقول ملتفتون؟

األحكام بتفاصيل كثيراً تهتم كانت انها حين في الفاجعة، تلك وقعت حتّى واضحة قضيّة هكذا في الحدّ

عهد في كان الّذي المجتمع من أقوى نحن وهل .االنسان تقلق المسألة هذه ان !القرآنية؟ واآليات اإلسالمية

.(2)"؟"السالم عليه" المؤمنين وأمير "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي

المسمومة األجواء حصيلة عاشوراء

المذموم واالعالم

ويصلّيان ظاهراً، باإلسالم، يؤمن كالهما كان فئتين، بين المواجهة هو عاشوراء، يوم في مشهد أعجب لعلّ

وصفّين الجمل في هكذا كان الحال انّ ورغم .واحد نبّي وسيرة كالم من الهداية وتلقّيا واحدة قبلة باتجاه

.ذكرناها التي تلك من أبرز تجعلها لعاشوراء مؤشرات هناك كانت ولكن .والنهروان

----------

.اإلسالمية الجمهورية صحيفة الخامنئي، اهلل آية (1)

.الخامنئي اهلل آية (2)

(1/95)

يخفوا أن يجب انّه يعلمون السلطة، حب نتيجة واالنتقام حقدال نار قلوبهم في اتقدت الّذين انّ

المؤمنين غير إلى إضافة جانبهم إلى ويكسبوهم المتدينين يخدعون لعلّهم اهلل، خلق عن الحقيقي وجههم

.اإللهية واألحكام بالدين

من يخرجهم كي ة،اإللهي الهداية آيات الناس على يتلو "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول كان وعندما

اضمحالل من والخائفين للسلطة المتعطّشين الكفّار صمم الربّاني، النور إلى والنفسانية الجاهلية الظلمات

البداية في وبدوا .اهلل عباد نفوس إلى اهلل، كالم وصول دون ممكن شكل بأي الحيلولة على رئاستهم،

الّذي بالشكل للمجتمع الفكرية األجواء تسميم دفيسته المدروس هجومهم وكان .وثقافية إعالمية بمواجهة

ومليئة ملوّثة أجواء في تريد ما إلى الحق، إلى المشتاقة القلوب تصل وال الحق كالم اآلذان فيه تسمع ال

.بالضجيج

والقرآن العجم، تلقين ومن اهلل، من ليس يقوله وما مجنون، "وسلم وآله عليه اهلل صلى" محمّداً انّ فقالوا

محمد قدسية يهتكون لعلهم مكة في التهم هذه ونشروا سحر، والقرآن ساحر وهو شعر، هو يتلوه ذيالّ

إلى للهداية المتعطشين ليدفعوا البشرية المهمالت مثل واظهاره الوحي وكالم "وسلم وآله عليه اهلل صلى"

الضعيفة سدودهم ويحطّم بالقلو إلى القرآن يدخل المتعال، القادر اهلل ان فاتهم وقد نفوسهم، وحل بُرك

.الوحي طريق وعن بارادته

لم ولكنّهم ."وسلم وآله عليه اهلل صلى" محمد كالم تسمعوا ال كي اآلذان على األصابع ضعوا :وقالوا

.الروح آذان تجاه يفعلوا ماذا يعلموا

الناس، أسماع ىإل "وسلم وآله عليه اهلل صلى" محمد صوت يصل ال كي والهمهمة األصوات ارفعوا :وقالوا

."وسلم وآله عليه اهلل صلى" محمد الخالص وعبده اهلل، دين عطر نفوذ تجاه يفعلوا ماذا يعلموا لم ولكنّهم

(1/96)

تسميم طريقة استخدمت وقد واُخرى، فترة بين تُجرّب الطريقة تلك كانت الزمان ذلك ومنذ

بين المواجهة وفي عثمان زمان وفي السقيفة قضية في والمنحرف الكاذب واالعالم للمجتمع الفكرية األجواء

لالمام التاريخية المظلومية وفي معاوية، والخيانة، الخبث مظهر وبين "السالم عليه" علي والعدالة، الحق مظهر

علي اإلمام واستشهاد الحقّ، معسكر مظلومية إلى أدّى سالح أمضى وكان ،"السالم عليه" المجتبى الحسن

في "السالم عليه" علي يفعل ماذا متسائلين أصابعهم على البعض وعض العبادة، محراب في "مالسال عليه"

مُذلّ البعض يسميه كان بينما الطست في "السالم عليه" علي بن الحسن كبد قطع وسقطت !المسجد؟

!المؤمنين؟

.المسمومة جواءلأل والمشؤومة المرة الثمرة أيضاً نضجت المسلمين، من صفّان وقف حيث كربالء وفي

فإنّ النور، يعرف ال من ذلك الظلمة جيش في كان وإذا الحسين، هو من يعلم كان الجميع انّ والعجيب

رأسه على "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول عمامة فوضع .بنفسه بالتعريف قام "السالم عليه" الحسين

بذكريات وذكّرهم ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل لرسو وجدّه واُمّه وأبيه بنفسه وعرّفهم عباءته، وارتدى

"السالم عليه" الحسين قال لماذا .لجدّه بأقوال وذكّرهم للحسين، "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي حبّ

.والترديد الشبهة إلزالة بذلك قام لقد القوم؟ اولئك نحو الهيئة بتلك ذهب ولماذا ذلك،

(1/97)

طمعاً الطائفة هذه حول التفت التي المريضة والنفوس اميّة لبني الفاسدة واألقالم ناأللس قامت لقد

عليه" الحسين ضد واالشاعة والكذب والتهمة والشبهة والترديد الشك من أجواء بافتعال والطعام، الشهرة في

عدا وما اإلسالم، وحب الناس ومداراة واإلدارة والرحمة والشوكة بالقوّة والتظاهر القلّة وأصحابه "السالم

"السالم عليه" الحسين مع بقيت قليلة وفئة العزلة اختاروا ولكنهم الحقيقة يدركون كانوا الّذين الناس بعض

ثار أنّه وصدّقوا !!خارجيّ "السالم عليه" الحسين انّ وصدّقوا باالعالم الناس بقية انخدع عاشوراء، وصنعت

!!اهلل رضا توجب "السالم عليه" الحسين محاربة انّ وصدّقوا !!اهلل رسول خليفة يزيد، المؤمنين، أمير على

الحجر من ثيابهم يملؤون كانوا وأقواس سهام لديهم تكن لم الّذين انّ بحيث حدّاً هذا تصديقهم بلغ وقد

شعير كيس خيل لديهم كان الّذين وأخذ !!العظيم الثواب ذلك من يُحرموا ال كي الخشب ألواح ويحملون

من حصصهم يأخذوا كي القليلة الحصة تلك دون من كربالء، إلى خيل، لديهم تكن لم الّذين عوأسر

الحسين يعرفون فكانوا يفعلون، ماذا يعلمون الخواص أي الجيش، ذلك زعماء وكان !!الحسين قتل مائدة

القصر في يروالدنان والدراهم المسلمين، بالد حكم في يطمعون وكانوا يزيد، ويعرفون ،"السالم عليه"

الغفلة بحجاب قلوبهم حجب إلى أدى هواء استنشقوا فكانوا زياد ابن جيش عامة أما .الشام في األخضر

.والجهل

هذه في عاشوراء بروز وكان المجتمع، أجواء تلويث في الكفر تاريخ كلّ تجربة كربالء ساحة في وتجلّت

.حادثتها أبعاد من بُعد كلّ في الّذروة تحمل كانت انّها وهي المسألة

(1/98)

طريق فُتح ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول أحاديث رواية بمنع الغدير غاصبو أمر أن ومنذ

قبل من حديث، ألف أربعين من أكثر وضع نتيجة القلوب واضطربت األذهان تشوشت وقد .األكاذيب نشر

الديمقراطية باسلوب انتخابها تم والتي الظاهر في ةالشعبي الحكومة وقامت .األصيل اإلسالم من المتضررين

البيت أهل مع كانت القلوب انّ ورغم .والحوادث السياسية الوقائع على الناس اطالع بعدم السقيفة، منظار من

أهداف مسير في وسيوفهم الناس ألسن دفع العام الرأي وموجّهي السياسة أهل تزوير أن إالّ "السالم عليهم"

تأثيره يكون أو األصيل، النبوي اإلسالم عطر يشموا ال كي "السالم عليهم" البيت أهل من بعدهموأ اولئك،

من الزمان ذلك في الفاسدة واأللسنة األقالم طرحته ما ان .السياسي التحليل الناس فقد وهكذا .قليالً

اإلسالمي الفقه من فرع كوهنا والناس، والحوزات العلماء منها يعاني اآلن حتّى تزال ال موضوعة، أحاديث

مرض قلوبهم في والّذين المعاندين لدى وسيلة منها السقيمة وأصبحت السقيم، عن منها الصحيح تمييز يعالج

.اإلسالم حرّاس هم الّذين والعلماء الحوزات بضرب بها، التمسك طريق عن يقوموا كي اإلسالم، تجاه

في التخريبي الدور وندرك الزمان ذلك في الناس ىعل جرى ما على أفضل بصورة نطّلع أن األفضل ومن

"السالم عليه" الحسين رأس ان قلنا ولو .المرتزقة وألسن أقالم قبل من والترديد الشبهة أجواء إيجاد

خراب تلوّن األقالم ان .جزافاً قوالً قلنا لما المدن في بها وطيف المرتزقة أقالم على رُفعت األوفياء وأصحابه

النفوس عن األزمّة وترفع الحرية، بعطر الشهوات، وعفونة الفساد وحل األقالم وتعطّر جذّاب، بلون الباطل

.الباطلة الشبهات طرح خالل من واألفكار، القلوب عن الحقّ األقالم وتُبعد بالسوء، األمّارة

(1/99)

على جماعة وتشجيع رىاُخ فئة لدى اليأس وزرع فئة بعزل النزاعات، إثارة طريق عن األقالم وتقوم

مصالحهم، لخدمة األقالم سخروا الّذين والمتغطرسين لألثرياء األرضية تهيأ كي متشددة مواقف اتخاذ

.مظلوم بحاكم وتشهّر ظُلماً، الحكم إلى طريقها عن شخص يصل حيث ظلماً، األقالم وترتكب

!!بدمه مطالباً معاوية واظهار عثمان، بقتل "السالم عليه" علي اإلمام إلتهام القلم اُستخدم لقد

!رؤوفاً معاوية وإظهار !!ومستأثراً وقاسياً شديداً "السالم عليه" علي اإلمام إلظهار القلم واستخدم

.معزّهم بصفة معاوية ووصف المؤمنين، مذلّ بصفة "السالم عليه" الحسن اإلمام وصف في القلم واستخدم

الحسين اإلمام ضحّى حتى الموضوعة األحاديث من كبير عددب اهلل رسول سيرة إحاطة في القلم واستخدم

.السيرة تلك إيضاح أجل من بيته، أهل وسُبي كربالء في وأصحابه بنفسه "السالم عليه"

!!بخارجي "السالم عليه" الحسين ووصف المؤمنين، أمير بصفة يزيد وصف في القلم واستخدم

في الصالحين غير وتعيين الثروة وتكديس الكالب بيةوتر والزنا الخمر تناول وصف في القلم واستخدم

والعدالة المال بيت ازاء التشدد ووصف والسهل، السمح باإلسالم اإللهية، باألحكام االلتزام وعدم االمارة

وعدم المنكر عن والنهي بالمعروف واألمر اإلسالمية باألحكام واإللتزام اإللهية بالقيم والتقيّد االجتماعية

الرؤوف المؤمنين أمير معاوية، أصبح ولذلك المتعصب، باالسالم والمستكبرين، اإلسالم أعداء مع ةالمساوم

!!ومتشدداً متعصباً "السالم عليه" وعلي الناس، يداري الّذي

(1/100)

من الحرية هذه واين .النتيجة هذه غير عليها تترتب أن يمكن ال معاوية، يريدها التي الحرية انّ

ومن االستكبار من أحراراً هناك كانوا لقد !؟"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول بها جاء التي ةالحري

الكذب ومن والشهوة والمنصب الثروة أمام والذلّ الحقارة ومن الناس عبادة ومن بالسوء األمّارة النفس

ومن اإللهية الحدود ومن المقدسات ومن اهلل طاعة من أحرار وهنا الواجب، وترك الحرام ومن والخداع

منظماً هجوماً ذلك وكان والثروة، والمقام للشهوة والخضوع والفئوية الشخصية بالمصالح ومقيّدون الصدق،

."وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول بها جاء التي والقيم العقائد على

والدينار بالدرهم ملوثينال صف ووقف .الهجوم هذا الفشال الساحة إلى "السالم عليه" الحسين وجاء

اتمام وسمع الرمل، من تل مثل ،"السالم عليه" الحسين أمام الفاسدة، واأللسن األقالم وساوس عن والغافلين

إلى أدّت االقاليم، حكم تسليم في والوعود الذهبية المسكوكات بريق ان يدرك سعد بن عمر وكان .حجته

بأن جيشه أمر احتمال، أي تجنب ولغرض .جيشه أفراد في وسالمدر االعالم واثر جيشه، آمري قلوب قساوة

.الضجة وسط "السالم عليه" الحسين صوت يضيع كي يهلهلوا

الشبهة اثارة غير يُجيد وال الحقّ يريد ال من بيد القلم اعطاء تبرير هو وما األجواء؟ بتلويث يُسمح لماذا

عقل ان وهل ال؟ أم شرعاً حرام الناس، اضالل ان وهل األلفاظ؟ اطار في والعناد والحسد الحقد وزرع

واذن األعداء رضا هدفنا ان وهل لالختبار؟ ساحة وإيمانهم، وآخرتهم ودنياهم وأعمارهم وقلوبهم الناس

غير األفواه في األلسن وتتتحرك األقالم تكثر وعندما تعالى؟ اهلل رضا أم الغربية، الحضارة إلى الدخول

،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول زمان في الكفّار بها قام التي الضجة نفس تحصل السليمة،

.كربالء في سعد بن عمر جيش واستخدمها

(1/101)

موجة بنشر المشروطة بداية في الصحف مئات قامت فقد .عاشوراء عبرة من أقرب المشروطة وعبرة

تهم اُلصقت وكم لالسالم، اهانات وجّهت كم .ةللعدال المحبين الناس وقلوب أذهان في الغربية الثقافة من

وكم الحقائق، قلب مجال في عملوا وكم الصحف، تلك أصحاب خدعة شخّصوا الّذين الواعين للعلماء

وروسيا، انگلترا مثل خطيراً عدوّاً تناسوا لقد .ومبدئية كبرى قضايا وتناسوا بسيطة قضايا تضخيم في عملوا

المجتهد نوري، اهلل فضل الشيخ اعدام النتيجة وكانت والشعب، للبلد عدوّاً ن،المؤمني المتدينين واعتبروا

وأصبح !!االستبداد على االنتصار إلى اشارة الساحة في الناس وصفّق "توپخانه" ساحة في طهران، في العظيم

!!الحرية أنصار من الغربي، زاده وتقي االرمني ويبرم اتابك وأصبح لالستبداد، مظهراً نوري، اهلل فضل الشيخ

المسلّمة، واإللهية العقلية المبادئ في والشبهة الحق وأهل الحق قدسية انتهاك بدايتها تكون التي الحرية انّ

وطرفها اإلسالم، أعداء عليقة في اطرافها أحد يكون التي والحرية ."السالم عليه" الحسين لقتل محالًّ تكون

قتل عن تتأخر ال كي كربالء إلى تسرع قاسية قلوب نتيجتها والقوّة، بالمال المرعوبين المتأثرين لدى اآلخر

!!أموالهم ونهب البيت أهل

الكفر إلى الدعوة مسلّماً، مبدءً اإللهية، غير القيود من االنسان حرية فيه تعتبر الّذي اإلسالم، في تُحرم ولماذا

اآلخرة؟ في األبدية والعقوبة القتل، أي الدنيا، في الشديدة بالعقوبة ذلك زعماء وهُدّد والنفاق والشرك

"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل ورسول األنبياء حرمة على تحافظ ال التي األقالم بكسر أمر هناك ولماذا

ابليس جنود انها بسبب هذا أليس الحرمة؟ بانتهاك وتقوم الضرورية، اإلسالمية واألحكام األطهار واألئمّة

بهذا؟ يقبل ال سليم عقل وأي السعادة؟ نحو الهداية حرمة وصيانة اإلنسانية مكانة سمو صيانة يعني ومنعها

كثيرة؟ جهود عليه بذلت الّذي الزرع في والتكاثر بالنمو لألدغال ويسمح

(1/102)

لالستكبار، أجير وقلمه .توبته تقبل وال واجب، وقتله مرتداً، رشدي سلمان يعتبر رؤية هكذا وفي

يتلق لم وإذا .المسلمين قلوب من اإليمان ثمرة قطف اإللهية، المقدّسات اهانة خالل من ستكباراال ويريد

.أيديهم متناول عن بعيداً يكون ال كربالء تكرار فإنّ مؤثرة، ضربة هكذا

وسط تنمو الّتي األدغال على يترتب ما نفس هو المذموم واالعالم المسمومة األجواء على يترتب ما ان

عبرة ساحة وعاشوراء .المناسب الوقت في والعالج الوقاية تتم لم إذا األصابع على العض ينفع وال الزرع،

.البصيرة للعيون

.العوامل لتلك ظهور فرصة تهيأت إذا تتكرر عاشوراء ان حيث اليوم لهذا العبر تلك من زاد وهذا

وقمنا جدّاً، الفاسد السد ذلك وهدمنا فاسدال النظام اسقطنا عندما البداية، منذ ثورية بصورة عملنا أننا لو"

نشاط منع واعلنّا رؤسائها، بمحاكمة وقمنا الفاسدة، والصحافة الفاسدة المجالت جميع صدور بايقاف

لما والفاسدين، المفسدين وحصدنا الكبرى الساحات في المشانق أعواد ونصبنا وعاقبناهم الفاسدة، األحزاب

...المشقات تلك وقعت

بصورة معها سنتعامل اننا ايران أنحاء في الفاسدة الفئات لهذه وأعلن ارتكبته، الّذي الخطأ هذا من بأتو اني

ذلك العالم، في النموذجي الرجل ذلك ،"السالم عليه" المؤمنين أمير موالنا قام لقد .يكفوا لم ان ثورية،

والتقوى الزهد في الشكل وبذلك العبادة في الشكل بذلك كان الّذي الشخص ذلك الكلمة، بمعنى االنسان

يتآمرون الّذين لمحاربة ـ السيف ـ بسل المستضعفين، مع الشكل وبذلك والمروّة الرحمة في الشكل وبذلك

ولعلّ الصهاينة، يشبهون كانوا الّذين قريظة بني يهود من شخص سبعمائة (رُوي كما) واحد يوم في وقتل

.اولئك نسل من هؤالء

(1/103)

إمام وكان االنتقام، موضع في وشديد والرحمة، العفو موضع في رحيم وتعالى تبارك اهلل انّ

ضدنا يكتبوا أن نخاف ال ونحن .انتقام االنتقام وقت وفي الرحمة، وقت في الرحمة .أيضاً هكذا المسلمين

وفي ...نايرا في وجاهة نريد ال ونحن ايران، خارج تصدر التي الصحف وفي السابقة الصحف في شيء

.(1)"نعمل وسوف اهلل بأمر نعمل أن نريد البلد، خارج

الخبيثين مع الحوار حصيلة عاشوراء،

!!لالختيار منهم الفرصة وطلب واألعداء والمعاندين

ليزيد "السالم عليه" الحسين من البيعة ألخذ كربالء إلى الكوفة من جاء الّذي الجيش زعماء بين من كان

الشام، في الخالفة دار إلى وتحمل الرماح رؤوس على رؤوسهم وترفع وأصحابه هو يقتل أو معاوية، بن

بحوار القبول خالل من "السالم عليه" الحسين مع المواجهة ورطة من سيتخلصون انّهم يظنون كانوا اشخاص

هايجيد التي الوساوس فخ في سقوطهم بداية كان الساذج، الظن هذا ان فاتهم وقد زياد، ابن مع قصير

.ضعفهم نقاط على الدقيق االطالع بعد والخوف، الحرص بنار نفوسهم بحرق ويقومون الشيطان أصحاب

.(2){ترونهم ال حيث من وقبيله هو يريكم انّه}

بن هاني كان ولو معيار؟ وبأي من؟ قبل ومن محور؟ أي وعلى والظالم؟ والباطل الكفر مع الحوار لماذا

نفسه مع وتساءل قليالً فكّر قصيرة، فترة معاً للتباحث الكوفة في الخالفة دار ىإل زياد ابن دعاه الّذي عروة،

البغض وأدرك زياد بن شخصية في فكّر ولو زياد، ابن وبين بينه يُطرح ان يُراد الّذي الكالم هو ما عن

نفسه وضع ولما أبداً الدعوة بتلك قبل لما وتبسّمه، الماكر ظاهره وراء نفسه في يشتعل كان الّذي والعداء

شريح من سمعتها التي الزور بشهادة قبيلته خُدعت ولما المكّار، زياد ابن تصرف تحت السهولة بهذه

.الشكل بذلك وقعت كانت ما كربالء حادثة ولعلّ القاضي،

----------

.252 ـ 251ص ،8ج النور صحيفة ـ "الشريف سره قدس" الخميني اإلمام سماحة (1)

.27 :األعراف (2)

(1/104)

لعلّه معهم، للتحاور النهروان في الخوارج إلى عباس ابن ،"السالم عليه" علي اإلمام أرسل ولما

:قائالً أوصاه الحق، طريق إلى يعيدهم

لن فإنّهم بالسنّة، حاججهم ولكن ويقولون، تقول، وجوه، ذو حمّال القرآن فإنّ بالقرآن، تخاصمهم ال"

."محيصا عنها يجدوا

مسلمين مع والقرآن، العلم مجال في االُمة حبر كالم يكون وحينما ومعاير، طريق له التباحث انّ حظونال

التي ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول سيرة عن يتكلم أن عليه فإنّ نتيجة، بال وضالين، مخدوعين

ذهب الجمل، حرب وفي .فيه جدال ال أمر وهو المعاصر، تاريخهم عن أي ويتذكرونها، الخوارج رآها

وذكّرهما معهما وتحدث حدة على منهما واحد كلّ ودعا والزبير، بطلحة لاللتقاء "السالم عليه" علي اإلمام

وأنتم إالّ تموتنّ وال} منحرفين يموتا أن من وحذّرهما "وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول باحاديث

.{مسلمون

تجاه قلب ورقّة ورحمة برأفة يتصف كان الّذي "الشريف سره سقد" الخميني اإلمام سماحة رفض وقد

النفاق انّ ويدرك جيّداً، يعرفهم كان ألنّه ،1981 عام في معه والتباحث به لاللتقاء المنافقين دعوة الصديق،

لم إذا األساسية المالحظات هذه ان .لالصالح احتمال يوجد وال الحقّ لقبول مكاناً قلوبهم في يترك لم

إلى الخالفة دار سطح على من هاني جسد يلقى أن تصبح النتيجة فإنّ المباحثات، في االعتبار بنظر خذتؤ

.عاشوراء وتقع األرض

.اإلسالمي التاريخ في كثيرة اُخرى نماذج وتكررت

(1/105)

عم من أسئلة، عدة أجوبة مالحظة دون ومن اإلمام اذن دون من تجرى التي المحادثات حصيلة ان

قلب جدار ويضرب .األصيل لالسالم باألوفياء والتضحية اإلسالمية العزّة ضياع هي وكيف؟ ولماذا؟ من؟

.إيمانه باطن إلى طريق يفتح كي المباحثات خالل النفوس في تنفخ التي بالوساوس يتباحث، الّذي الشخص

أدى لقد واحدة؟ ليلة لمدة ةمهل سعد بن عمر طلب لماذا بسيطة؟ أمور ووعودهم األعداء مقترحات ان وهل

يدرك وكذلك ضعفه يدرك كان الّذي سعد بن عمر ان ولو .سعد بن عمر اضطراب إلى زياد ابن مكر

ليلة لمدة مهلة طلب لقد .نفسه في اضطراب حصل لما وساوسه، عن نفسه أبعد وبغضه، زياد ابن دهاء

وتلك الحوار ذلك نتيجة وكانت !يزيد وأ الحسين الدنيا، أو الدين اختيار في النفس لمجادلة واحدة

والرسل اهلل من األبدي اللعن ونال البشري، التاريخ في فاجعة اعظم ارتكب الّذي الجيش قيادة المهلة،

.والمؤمنين والمالئكة

ماذا؟ وإلثبات حضارة أية مع !الحضارات حول والحوار وكيف؟ الحوار، طاولة على الجلوس يتم من ومع

وما العدو؟ قبل من والمواجهة االجراء ذروة في الحوار مشروع ينسجم منطق أي ومع ف؟وكي من؟ وباذن

الدعم ويقدم المنطقة في يتواجد العدو كان إذا الحوار باب فتح عليها ينطبق التي التاريخية التجربة هي

النتيجة على حصلوا قوم وأي الحوار؟ فتح باب ينطبق تاريخية تجربة أية وعلى والفساد والنفاق للظلم

ظروف؟ هكذا في المطلوبة

(1/106)

هذه عن به، العدو وترحيب الباب هذا فتح حوار ويعبّر للعدو، انتصار هو الحوار، باب فتح ان

ويتعرض .الكاذبة ضحكته خلفه، بالدم الملطخ الخنجر ويفضح عدائه في شك يحصل لم بينما الحقيقة،

حقيقتهم يخفون الّذين المتسللين من الحذر وعليهم والعبرة، التجربة ذهه إلى دائماً والخواص القوم زعماء

اإلمام اذن هو معرفتهم، وكيفية رويداً، رويداً العدو نحو القلوب دفع يستهدف وكالماً اخباراً ويطرحون

معسكر ويشتت .العدو ويفرح الفرقة يثير واإلمام، الولي ورضا اذن دون من ذلك كالم وطرح .ورضاه

حيث وجازماً عازماً العدو معسكر وتجعل الّذلة، توجب تفرقة إلى العزة توجب التي الوحدة ويبدّل ديق،الص

.ظهرت المنافذ وانّ قريباً أصبح انتصاره ان يرى

(1/107)

في أو المشركين إلى أصحابه أحد إرسال يريد حين ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وكان

اليدين، خالي يعود كان آخر شخصاً يرسل كان وحينما ،"السالم عليه" علي اإلمام يختار نكا اُخرى، مهام

وتتوقف تتضح "السالم عليه" علي اإلمام منزلة كانت وهكذا العقدة يحل "السالم عليه" علي اإلمام وكان

اُعطي لو حتى الناس، ودين بايمانه ابداً "السالم عليه" علي اإلمام يتاجر ولم .المغرضين المنتقدين ألسنة

موسى أبو خدع كما !ويبيع ويتاجر بالوساوس يسقط الحوار في يتاجر الّذي والشخص .العالم جميع

العالم في والشرك الكفر زعماء إلى رسائل "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي أرسل ولمّا .األشعري

مع بذلك العصر هذا في اإلمام قام كما لعزيز،ا واإلسالم تعالى باهلل اإليمان أي الحقّ، إلى دعاهم آنذاك،

قمامة في والقائه بانهياره والتكهن الكفر من االستياء اظهار الرسالة وتضمنت .الشرك قطبي أحد رئيس

األنبياء رسائل في يوجد وال والشرك، الكفر على للحق القريب واالنتصار العالم في اإلسالم وانتشار التاريخ

ولم .وأفعالهم الكفّار أفكار من جزء تأييد رائحة منها تستشم وال والشرك الكفر يُفرح كالم اهلل، وأولياء

له، تأييد ذرّة معاوية، إلى ،"السالم عليه" المجتبى الحسن واإلمام "السالم عليه" علي اإلمام رسائل تتضمن

الحال فكيف ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول وخالفة اإلسالم يدّعي شخص إلى كتبت رسائل وهي

.وكفار ومشركين مسلمين غير زعماء إلى رسائل أرسلت لو فيما

(1/108)

به المعتقد يجني ال سراب هو ذكرت، التي المبادئ مالحظة دون من والشرك الكفر مع الحوار انّ

جسد القاء انّ .ااخراجه عند ماء فيها يظل ال مفتوحة الماء تحت ادخالها يتم التي واأليدي .الضياع غير

معسكر إلى عباس ابن اهلل عبيد وذهاب يزيد، جيش قيادة سعد بن عمر وتولي الخالفة، سطح على من هاني

تجارب عن البحث عن تُغنينا مرّة تجارب هي ...(1)الجندب دومة في األشعري موسى أبو وانخداع معاوية

.قليلة ليست اليوم هذا في والتجارب جديدة،

في جيداً، بعضها وكان أهدافهم تحقيق إلى يطمحون كانوا السياسة عالم في قليلين يرغ أشخاص وفشل

الفرصة طلب فإنّ وشفافاً، واضحاً الحقّ يكون وحينما .شعوبهم ولدى لديهم ما كلّ وخسروا الحوار طاولة

والمدبّر لمديروا والعادل العالِم الفقيه أي الحق، محور ان وخاصة الفخ، في وقوع هو الحوار، باب وفتح

اإللهية العقوبة يستحق عنه، والتخلف واجبة، وطاعته الخطاب، فصل هي واشارته حاضر، العدو، يعرف والّذي

.الشديدة

أو المخدوعين بعض بواسطة اليوم له الترويج يتم لالسالم، حديث فهم وهو لالسالم، آخر فهم هناك"

.التساهل دين اإلسالم ان ونفيقول التساهل، اسم تحت الغربية، الثقافة عمالء

ازاء اإلسالم تساهل مسألة يتركون انهم ماذا؟ وازاء متى؟ ولكن شك، بال تساهل، اإلسالم في يوجد أجل،

.المطلق بالتساهل ويعتقدون مبهمة، أمر، أي

وال اإلسالمية، األحكام من بأي العمل في الحقيقة، في يرغبون، ال الّذين فهم وهذا .الفهم من نوع وهذا

العدو يأتي كي العدو، على االنفتاح يريدون وهم .اإلسالمية االلتزامات من التزام بأيّ العمل في يرغبون

.(2)"التجديدية والنزعة التساهل نتيجة فعل برد يواجهوا وال يريدون ما اإلسالم من ويلغوا لالسالم والمخالفين

----------

وهل المسلمين خالفة حول العاص بن وعمرو االشعري موسى أبو بين الحواريين فيه جرى مكان اسم (1)

.موسى أبو العاص، بن عمرو خدع وقد !!معاوية مع أم "السالم عليه" علي اإلمام مع الحق

.الخامنئي اهلل آية (2)

(1/109)

:قال واإلسالم، اليران االمريكي النظام لعداء طويالً فهرساً اإلسالمية، الثورة قائد ذكر ان وبعد

العدو نحو الصداقة يد االيرانية والحكومة الشعب يمدّ أن الواضحة، الحقائق هذه ضوء على يمكن كيف"

والشعب اليران ضربة توجيه المتوالية، بهزائمه مر وشعور بالحقد مليء بقلب اآلن، حتى يحاول الّذي

.(1)"!يده؟ في مسموماً اًخنجر اليوم يحمل الّذي للعدو المسمومة بالضحكة ينخدع وكيف االيراني،

المنكر عن والنهي بالمعروف األمر فريضة تعطيل حصيلة عاشوراء

الشقاء، قمّة في أحدهما وكان البشر، تاريخ في عاشوراء واقعة ليوجدا كربالء في وقفا اللّذان الصفّان امتاز

.المنكر عن والنهي بالمعروف األمر بفريضة اآلخر، أحدهما عن الطهر، قمّة في واآلخر

األمر احياء إلى دائماً يشير كان كربالء، إلى وصل حتى حركته "السالم عليه" الحسين اإلمام بدأ أن ومنذ

نتيجة الحقيقة، في عاشوراء، وكانت .لثورته األساسية األهداف من بوصفهما المنكر عن والنهي بالمعروف

على والحث المنكرات بوجه الوقوف في "وسلم هوآل عليه اهلل صلى" اهلل رسول وسنّة فريضة لتعطيل طبيعية

.المعروف

حرام، ثروات قليلين أشخاص وجمع المال ببيت الحكومية العناصر تالعب على اعترض الّذي ذر أبو ونُفي

ينهون وال اآلخرون يسكت كي الربذة، إلى المدينة ومن المدينة، إلى الشام من ثم الشام إلى المدينة من

مولى قاله ما وجميالً بليغاً كان وكم .اإلسالمي المجتمع في بسرعة تنتشر كانت التي المنكرات عن

:ذر أبا توديعه عند "السالم عليه" علي اإلمام الموحدين

----------

.الخامنئي اهلل آية (1)

(1/110)

لىع وخفتهم دنياهم، على خافوك القوم انّ .له غضبت من فارج هلل، غضبت انّك ذر، أبا يا"

وما منعتهم، ما إلى أحوجهم فما عليه، خفتهم بما منهم واهرب عليه، خافوك ما أيديهم في فاترك دينك،

عبد على كانتا واألرضين السماوات انّ ولو .حُسّداً واألكثر غداً، الرابح من وستعلم !منعوك عمّا أغناك

قبلت فلو الباطل، إالّ يوحشنّك وال الحق، إالّ يُؤنسنّك ال !مخرجاً منهما له اهلل لجعل اهلل، اتّقى ثم رتقاً،

.(1)ألمّنوك منها قرضت ولو ألحبّوك، دنياهم

النبي رحلة بعد ظهر بل عثمان، الخليفة زمان في يبدأ لم بالمعروف واألمر المنكر عن النهي تعطيل ان

صلى" النبي كان والّذي للمجتمع، الطريق ينير كان الّذي القليل الضوء ورغم ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى"

يده أحدهم ووضع يصمتوا لم األشخاص بعض هناك كان انّه ورغم مصباحه، أوقد "وسلم وآله عليه اهلل

وكان .المسلمين والية غصب كان المنكرات أساس ولكن انحرفت، إذا نقوّمك :وقال السيف قبضة على

ارتكب الّذي ير ولم "السالم عليها" الزهراء إلى اهانة ووجّهت .عنه يُنهى لم آخر منكر فدك غصب

كان الّذي الطهارة معيار وجهة تغيير إلى أدّت أساسية منكرات تلك وكانت .عليه يعترض شخصاً االهانة،

وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول قبل من المنفيين عودة وكانت أوضحه، "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي

لوّثت ومنكرات مفاسد إلى وأدّى الناس، بعض إالّ عليه يعترض لم منكراً، عثمان، الخليفة زمان في ،"وسلم

والسنّة لالسالم والمعاندين السيئة واألفكار األعمال وذوي المفسدين عودة وكانت لألسف، بسرعة، المجتمع

يكونوا أن والعوام الخواص على يجب كان كبيراً منكراً اإلسالمي، المجتمع امكانات على وسيطرتهم النبوية

كي استخدامها في وتدبير حادّاً وسيفاً يخاف ال ورأساً ناهياً لساناً يستلزم ذلك وكان تجاهه، حساسين

.المنكر يستأصل

----------

.130 خطبة صالح، صبحي البالغة، نهج (1)

(1/111)

امتد ولما لسقيفةا انحراف وقع لما لها، قيمة ال بتبريرات المنكر عن النهي فريضة تُعطّل لم ولو

.عاشوراء حادثة وقعت بحيث حدّ إلى االنحراف

إذا المجتمع، في انتشاره سرعة وتزداد .لتقبّله مستعدة البشرية والنفوس بسرعة، السراية هو الفساد طبع ان

األيادي لتلك الواسع االعالم وأرعبهم وجذبهم المسلمون غفل إذا وخاصة الشاعته خطّة هناك كانت

.المعادية

انّه كما استعداداً، أكثر وظاهره باطنه ألن للفساد، واألساسية االولية الموجات إلى الشاب الجيل ويتعرض

.والتهذيب الهداية لقبول استعداداً أكثر

كي .والمدروسة المنظمة المنكرات هجوم مطمع هي المثابة وهذه اإلسالمي النظام مثابة هو الشاب الجيل انّ

.وعناء مشقّة دون من األعداء نصيب من الكنز يصبح ثم شبابه لدى الكبرى لطاقةا من اإلسالم يُحرم

والنهي بالمعروف واألمر .المنكر عن والنهي بالمعروف األمر فريضة في الحل وتعالى، تبارك اهلل جعل وقد

المعروف وتعميق الثبات على مستمرة وتذكرة وصميمية عقالنية وحساسية ورقابة دائم حضور هما المنكر عن

تعرف الناس عامة لدى حتى السليمة والعقول اإلسالم، في مجهول غير والمعروف .المنكرات وازالة

.بسهولة المنكرات

اإلسالم بحب قلوبهم تخفق الّذين اإلسالمي، والنظام اإلسالم أبناء على واجب الفريضة، هذه احياء ان

واُمي أنت بأبي" .وأموالهم وأوالدهم ونسائهم أنفسهم من أعزّ والقيم والمقدّسات الحدود يعتبرون والّذين

."اهلل عبد أبا يا ونفسي وولدي ومالي

وثبات المجتمع طهر وبين جهة من والحاقدين والمعاندين المنتقدين بين صلح هناك كان ومتى

دنياهم ةوعز وجودهم يمثل الّذي دينهم الناس من يسلبوا لم ما بال لهم يهدأ لن اولئك ان !المقدّسات؟

.آخرتهم ورفعة وراحتهم

.(1){ملّتهم تتّبع حتى النصارى وال اليهود عنك ترضى ولن}

----------

.120 :البقرة (1)

(1/112)

بأنّهم الكريم القرآن يصرّح اإلفساد، وليس اإلصالح يريدون أنّهم يدّعون الّذين المنافقينِ انّ

ذلك يرى المساومة، تقبل ال التي وروحه ببصيرته اإلمام كانو المسلمين، وحرث نسل في الفساد يريدون

.دينه الشعب هذا من يسلبوا أن للمنافقين أسمح لن حيّاً دمت ما :قائالً يهتف وكان المنحرف والفكر العناد

آنوالقر الدين قدسية على الثابتين القلّة الرجال ليقود الكوفة إلى "السالم عليه" الحسين اإلمام تحرك ولمّا

القرآن، وبين "السالم عليه" البيت أهل بين والفاصلين الحدود منتهكي ضد ،"السالم عليهم" البيت وأهل

القلوب ذوي المنافقين أيدي من اإلسالم انقاذ وصف الوالئي، والتدين الدين لحب مقتالً كربالء ويجعل

.لحركته أساساً األمويين، والحاقدين العمياء

اهلل صلى" اهلل رسول رحلة بعد ظهر نفاقي تيار اإلسالم، صدر منذ ظهرا لتيارين اًامتداد عاشوراء، وكانت

كي كربالء في المخدوعين العوام بجمع وقام النبوي، المجتمع تغيير إلى بالتدريج وسعى ،"وسلم وآله عليه

ولم األصيل باإلسالم وود بصدق تعلّق وتيار .السالم عليهم البيت أهل على القضاء في خطته تنفيذ يتم

.ورسوله اهلل أمر عن يتخلف

لما بالعبرة مشحون ومقطع التاريخية عللها حصيلة كانت بل بدايته، وال المطاف نهاية عاشوراء تكن ولم

.بعدها

(1/113)

بالمعروف، واألمر المنكر عن النهي ترك معلولة "السالم عليه" الحسين منظار في عاشوراء وكانت

وأمر المنكر عن نهي كلّها وأصحابه، هو قبله من واألراجيز الخطب وكانت باحيائهما، لديه ما بكل هو وقام

أدى حرمه، وسبي وأصحابه "السالم عليه" الحسين استشهاد ان رغم انّه وهي هنا، العبرة ولكن بالمعروف،

خراب قّعتو فيجب مصدره من الماء تلوث إذا ولكن واحيائه، المعروف واظهار المنكرات فضح إلى

المجتمع طهارة استهداف ويتم التبرير، كان مهما المنكرات، أزاء بواجبهم الخواص يعمل ال وحينما .المزرعة

عن النهي تأثير فإنّ وظاهرة، خفية أيادي قبل من دقيق وتخطيط منظمة بصورة المنكرات إشاعة خالل من

مرة الطهارة إلى والعودة االُمّة صحوة صبحوت والسبي والشهادة بالثورة ينحصر بالمعروف واألمر المنكر

.تجبر وال صعبة اُخرى،

وآله عليه اهلل صلى" النبي أعزاء ورؤوس المقطّعة، واألبدان الدم، بلون تلونت التي كربالء صحراء وترسم

والظهر باالسواط، ضربت التي واألبدان اُحرقت التي والخيام الرماح، رؤوس على حُملت التي ،"وسلم

عليه" الحسين ثنايا به تضرب كانت الّذي والسوط الشام، وخرابات "السالم عليه" السجاد لإلمام حنيالمن

لترك العظيمة المصيبة وغيرها، "السالم عليهم" البيت أهل حرم وإهانة والشام، الكوفة أهل وفرح ،"السالم

.حيّة قلوب ناكه كانت إذا قيّمة، عبرة من لها ويا المنكر، عن والنهي بالمعروف األمر

:فقال ثورته هدف الحسين اإلمام ذكر الحنفية بن لمحمد وصيته وفي

."طالب أبي بن عليّ وأبي جدّي بسيرة وأسير المنكر عن وأنهى بالمعروف آمر أن اُريد"

الهداية أساس هي التي ،"السالم عليه" علي واإلمام "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي سيرة تتعرض وحينما

اإلمام يثور أن يجب والتأويالت، والتفاسير والتحريف البدع إلى اإللهية، والحكومة الدينية والمعرفة سالميةاإل

.مكانها إلى الهداية أركان ويعيد "السالم عليه" الحسين

(1/114)

:وقال المسألة هذه على فيها أكّد البصرة، أهل إلى رسالة "السالم عليه" الحسين اإلمام وكتب

قد البدعة وإنّ اُميتت قد السنّة فإنّ ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" نبيّه وسنّة اهلل كتاب إلى أدعوكم وأنا ..."

."اُحييت

وانحرافاته، المجتمع وضع له، خطبة أول في رسم كربالء، إلى "السالم عليه" الحسين اإلمام وصول وبعد

:وقال كربالء، واقعة تكرر حالة في اتباعه وتكليف وضع هكذا في واجبه وحدّد

تبق ولم حذاء واستمرت معروفها وأدبر وتنكرت تغيرت قد الدنيا وانّ ترون، قد ما األمر من بنا نزل قد انّه"

ال الباطل وإلى به يعمل ال الحقّ إلى ترون أال .الوبيل كالمرعى عيش وخسيس اإلناء كصبابة صبابة إالّ منها

."محقاً ربّه قاءل في المؤمن ليرغب عنه يتناهى

بتبريرات عُطّلت تكن لم المنكر عن والنهي بالمعروف األمر فريضة أن ولو .الزمان أوضاع تتغير وهكذا

الفترة وكانت .الرذائل واتسعت ظهرت ولما الفضائل إلى المجتمع افتقد لما لها، أساس ال التي الخواص

المجتمع خاللها سار سنة، خمسين كربالء، واقعة ينوب "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي رحلة بين الزمنية

األراذل قبل من محاصراً "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي ابن أصبح عاشوراء يوم وفي رويداً، التغيير نحو

.الحرارة شديد كان الذي عاشوراء يوم في الماء، وعاء في المتبقية القطرات لمحو

الشخص يكون أن ويجب .مجتمعنا يُفسدان والتضحية، التقوى وحر وفقدان الشهوات، في االستغراق ان"

أيدينا من شبابنا انتزاع إلى العدو ويسعى حيّة، للثورة، األساسية الفضائل تبقى كي الساحة وسط في التعبوي

بل ثقافي هجوم مجرد ليس الثقافي، المجال في العدو به يقوم ما ان .والفحشاء الفساد اشاعة طريق عن

.ثقافي ونهب غزو انّه قولال يجب

(1/115)

المؤمن الشاب انّه الفضائل؟ هذه عن الدفاع من يتمكن من .ضدنا العمل بهذا العدو يقوم واليوم

يقوم أن ويجب .الفضائل عن والدفاع الثبات من يتمكن وهو .الشخصية والمصالح بالدنيا يتعلّق لم الّذي

مسؤوليتكم اليوم هي المنكر عن والنهي بالمعروف واألمر ...لمنكرا عن والنهي بالمعروف باألمر الجميع

أن ويجب .دائماً الساحة في الشباب، أيّها تكونوا أن ويجب .والسياسية الثورية مسؤوليتكم وكذلك الشرعية

بحز وقوى التعبئة وقوات المؤمنة القوى تعمل أن ويجب .قوية اإلسالمية الجمهورية انّ دائمة بصورة تثبتوا

وبقية والصهاينة أمريكا يأس إلى يؤدي الّذي بالشكل البالد، هذه في المؤمنين وجميع البالد أنحاء في اهلل

.(1)"اإلسالمية الجمهورية من المعادية القوى

والذنوب الفساد انتشار حصيلة عاشوراء،

اإليمان وضعف المجتمع في اإللتزام وعدم

أن فرعون، عناصر تحريض نتيجة أراد الدعوة، ومستجاب عالماً رجالً كان الّذي باعورا بن بلعم ان قيل

.فرعون وبطالن ،"السالم عليه" موسى بحقانية معرفته رغم وأصحابه، "السالم عليه" موسى على يدعو

ثم جميالت بفتيات يأتوا بأن فرعون ألتباع قال دعاءه، تعالى اهلل يستجب ولم ذلك، من يتمكن لم وعندما

عليه" موسى يفقد الفساد، ينتشر وحينما وقومه، "السالم عليه" موسى جيش إلى وارسالهن ينهنبتزي يقوموا

.والمواجهة الثبات على القدرة "السالم

فيها المسلمين المدافعين ووجدوا األندلس على السيطرة من يئسوا حين الصليبيين انّ التاريخ في وورد

على واسعاً هجوماً فبدأوا باعورا بن بلعم أسلوب فانتهجوا ،هجماتهم أمام كالجبل يقفون المؤمن والشباب

المسلم، الشباب لخداع نصرانيات فتيات واستخدموا مجاناً بتوزيعه وقاموا بكثرة الخمر وجلبوا .الشباب إيمان

.أوربا إلى المسلمين بوابة وأغلقوا الحرب إلى حاجة دون من األندلس فتحوا حتى طويل وقت يمض ولم

----------

.الخامنئي اهلل آية (1)

(1/116)

الفساد نشر طريقة استخدام مجال في كثيرة موارد هناك ان شك وال للقصة، مشهورة نماذج وهذه

وأهل التشخيص أهل هم باعورا بن بلعم أمثال فإنّ الحالية، المعايير وفي الحق عن المدافعين إيمان الضعاف

والنتيجة مجذوبين، أو مرعوبين اما ولكنهم والباطل الحق يعرفون الّذين روالفك القلم وأهل والمعرفة العلم

.والثروة السلطة إلى والمستكبرين الظالمين وصول أجل من واالزدواجية والخداع الباطل إعانة وهي واحدة

نولك سياسي، وفساد مالي وفساد إداري فساد فهناك .مجال أي في ينتشرا أن يمكن والمعصية الفساد انّ

صالح في غيره من أكثر ويصب الفساد أنواع جميع أساس الجنسي والفساد والنساء الرجال بين الحدود إزالة

يستهدف ولهذا .العصر هذا في بلعم وأمثال الزمان ذلك في باعورا بن بعلم ذلك على أكّد وقد العدو،

يقوى ما كلّ على واسع ثقافي بغزو العدو ويقوم .هجوم إلى والرجل المرأة بين الحدود وتتعرض الحجاب

عندما الفساد بواسطة اإليمان اطار ويقطّع المجتمع اليمان القوية األركان وتهتز يضعف كي الديني اإليمان

ولم االباحية باشاعة وقاموا األقاليم حكم إلى المنفى من امية بني زعماء عاد الخالفة، عفّان بن عثمان تولى

لم الخمر، شرب أن بعد المدينة إلى الوليد استدعي وحين .الخليفة رباءأق على االعتراض من شخص يتمكن

.المفسد الفاسد ذلك بدن لضرب العقوبة سوط ومسك اإللهي الحكم الجراء مستعد شخص هناك يكن

لم أبيه، موت بعد فيروز ابنة عمر ابن قتل وحينما الحدّ، بإجراء وقام السوط "السالم عليه" علي اإلمام فأخذ

علي اإلمام بغضب سمع عندما اختفى عمر ابن اهلل عبيد ولكن الثاني، الخليفة ابن ألنّه الخليفة قبل من قيالح

عليه" علي اإلمام كان لماذا العصيان، راية رفع حين بمعاوية والتحق القصاص، على وتأكيده "السالم عليه"

من وسرق معصية ارتكب حينما له الموالين أحد أصابع قطع ولماذا اإللهية؟ الحدود اجراء على يصرّ "السالم

وضعف الذنوب وشيوع الفساد انتشار يعني اهلل حكم تعطيل ألن المال؟ بيت

(1/117)

مظلم مجتمع وهو اإلسالم، اسم يحمل كان وان جاهلي مجتمع هو مجتمع وهكذا المجتمع، إيمان

.متحضر مجتمع سُمّي وان

بيده سوطاً حامالً الكوفة سوق في يتجول "السالم عليه" علي اإلمام كان القصيرة، حكمه فترة خالل وفي

الحدود اجراء على ويصرون فساد أقل يتحملون ال وواليه اإلسالمي المجتمع انّ .شخصاً شخص يظلم ال كي

.اإللهية

العراق أمير ويكون العراق إلى يعود أن "السالم عليه" علي اإلمام على شيخ عرض صفّين، حرب وفي

فقال مسلم، دم يراق ال كي لآلخر منهما أي يتعرض وال له الشام وتكون الشام إلى معاوية جيش ويعود

:"السالم عليه" اإلمام

فلم وعينيه، أنفه وضربت وأسهرني، األمر هذا أهمّني ولقد .وشفقة نصيحة هذا عرضت انّما عرفت، لقد"

لم وتعالى تبارك اهلل ان ."وسلم وآله عليه اهلل صلى" محمد على اهلل أنزل بما الكفر أو القتال إالّ أجد

المنكر، عن ينهون وال بالمعروف يأمرون ال مذعنون، سكوت وهم األرض في يعصى أن أوليائه من يرض

.(1)"جهنّم في االغالل معالجة من عليّ أهون القتال فوجدت

بالنساء ويطاف الرماح رؤوس على بهوأصحا "السالم عليه" الحسين رأس يرفع والفحشاء الفساد ينتشر وحين

حينما األصيل المحمدي اإلسالم كيان عن للدفاع يستعد ومن .واألسواق األزقة في االبل على وأطفالهن

في بالنفس التضحية من بالشهوة تلوث من يتمكن وهل المال؟ ببيت ويتالعب الخالفة دار في الخمر يشرب

اهلل؟ سبيل

----------

.474 صفحة صفين، وقعة (1)

(1/118)

وعندما الخطر، إلى للناس الطيبة الحياة تتعرض ال كي االدغال إزالة أجل من هي اهلل، حدود ان

أهل تسلط إلى أدّت وتساهله، عثمان تسامح سياسة ان .الناس حياة تبقى ال الحدود هذه تجاوز يتم

ويزيد العاص بن وعمرو ومروان معاوية وقام الناس، وأموال نفوس على السيئة السابقة وذوي المعاصي

والشهوات األموال أسر في الناس بايقاع دمشق في األخضر القصر في واليهود النصارى والمستشارون

أبسط على المؤمنون وسُجن اولئك، من والتهم كان فقد .والفجّار الفسّاق بمالحقة يسمحوا ولم واالمارة،

!!للخليفة مخالفون أنّهم ةبتهم رقابهم أو ألسنتهم وقطعت اعتراض

!!باإلسالم التعريف يسيئون ألنهم األقالم أصحاب وهاجمهم

اللبقة األلسن ذوي يرسلوا ألم أدلّة؟ يذكرا ألم اهلل؟ حدود وتعطيل الفساد لنشر تبريراً ويزيد معاوية يقدّم ألم

الطرف وغض الرحمة إسالم وكأنّه إسالمهما يظهرا ألم الحقائق؟ وتكذيب األكاذيب لنشر وفئات واألقالم

اإلسالم؟ ذلك ظل في والفساد المعاصي تنتشر ألم والمداراة؟

الناس أولئك باطن في اثّر الّذي الحرام األكل إلى كربالء في "السالم عليه" الحسين اإلمام اشارة وتوضح

الفساد فعل ماذا الحق، عسما عن آذانهم أغلفت بحيث درجة إلى دينهم، باعوا الّذين المرتزقة االذالّء

الناس خواص يظهر لم إذا المجتمع ينتظر الّذي المشؤوم المصير هو وما المقابل الصف إيمان في والمعصية

عن يدافع ومن والمعصية؟ والشهوات الفساد وانتشار اهلل، حدود انتهاك إزاء الالزمة الحساسية وعامتهم

الوليد دعا وعندما المعاصي؟ نتيجة الدينية والحساسية والغيرة يةالحم تزول حين المساوية والعقيدة اهلل حدود

:"السالم عليه" الحسين اإلمام قال يزيد، بيعة إلى "السالم عليه" الحسين اإلمام المدينة، والي عتبة بن

."مثله يبايع ال ومثلي بالفسق، معلن المحرّمة، النفس وقاتل الخمور شارب رجل ويزيد ..."

(1/119)

:قال اهلل رسول انّ النّاس، أيّها :عليه والثناء هلل الحمد بعد فقال الحرّ، أصحاب خطب البيضة وفي

باإلثم اهلل عباد في يعمل اهلل رسول لسنّة مخالفاً عهده ناكثاً اهلل لحرام مستحالً جائراً سلطاناً رآى من

الشيطان لزموا قد هؤالء وان أالّ .مدخله دخلهي أن اهلل على حقاً كان قول وال بفعل عليه يغير فلم والعدوان

وأنا حالله وحرموا اهلل حرام وأحلوا بالفيء واستأثروا الحدود وعطلوا الفساد وأظهروا الرحمن طاعة وتركوا

."غيرّ ممن أحق

الحية والضمائر الطاهرة النفوس ذوي قبل من والقيادة الوالية وتطاع .الخالص باإليمان يتقدم اإلسالم إن

أو قيادته وأبعاد اإلسالم بتحريف السيئة واألعمال والفحشاء والفساد المعاصي أهل ويقول .البصيرة والقلوب

الطرق ويختار اإلسالمي المجتمع في والمعاصي الفساد باشاعة هذا غير يريد ال الّذي العدو ويصر قتلها،

الّذين الشباب ويستهدف .الهدف ذلك إلى يصل كي ويدعمها المجتمع داخل في عناصر عن ويبحث

من أكثر البعيد، غير المستقبل في الديني الحكم نظام إدارة عن والمسؤولون اإلسالم، جيش عقبة يمثلون

.واالبتذال واإلباحية الفساد لهجوم األول الخط في ويقعون الشرائح سائر

(1/120)

عمليات ورأى الثمان، السنوات بحر في "وسلم وآله عليه اهلل صلى" محمد جيش العدو، رأى لقد

وزوجات وآباء أمهات توديع ورأى البعث، سجون في األحرار مقاومة وشاهد والفجر، ورمضان وبدر كربالء

األمن جنود وإيثار ويقظة ومجهوليتهم والبناء اإلعمار ساحات ألبطال المستمرة الجهود ورأى لهم، المقاتلين

التعبئة، قوات أي اإللهية، المعرفة دفتر في أسماءهم سجّلوا لّذينا والمخلصين والمستضعفين المجهولين

الفساد من تأثيراً أكثر جرثومية وأية جرثومية، ضربة لهم يوجه أن وقرر والشباب، الفتية من وأغلبهم

الضربة هذه وفي والمنكر؟ الفحشاء من بالشلل اإلصابة في تأثيراً وأكثر انتشاراً أسرع غاز وأي والمعصية؟

األخرى، تلو واحدة واألكبر، األصغر الجهاد في عليها السيطرة تمت التي القمم عن والشباب، الفتية يتخلى

.عليهم نفسه ويفرض وإيمانهم قلوبهم أي وجودهم، عاصمة على يسيطر حتّى فموضعاً موضعاً العدو ويتقدم

بسيوف والمظلومين األوفياء ابهأصح وقتل المعاصي، رماح رؤوس على "السالم عليه" الحسين رأس رفع لقد

المعاصي أهل واحتفل وحرامه، اهلل حالل حرمة انتهكوا الّذين قبل من وأوالدهم نساؤهم وسبيت الفساد،

وسؤال يعتبر، لمن عاشوراء عبر من أخرى عبرة وهذه .بيته أهل وسبي "السالم عليه" الحسين باستشهاد

الساذج؟ يرالتفك متى إلى وهو الخواص وعلى عليهم يطرح

(1/121)

الحالي الجمهورية ورئيس والمستقبل، الراهن الوقت في اإلسالمي الشورى مجلس أوصي واآلن"

يدعو ال أن زمان كلّ في والحكومة القضاء ومجلس الدستور صيانة ومجلس بعد، فيما الجمهورية ورؤساء

الحرية انّ جميعاً نعلم أن ويجب .البالد حومصال اإلسالم عن تنحرف والمجالت والصحافة الخبرية األجهزة

اإلعالم ويحرم .والعقل اإلسالم بنظر مرفوضة والبنين، والبنات الشباب فساد توجب والتي الغربي بشكلها

علينا ويجب البالد، ومصالح العامة والعفة لإلسالم خالفاً تكون التي والمجالت والكتب والخطب والمقاالت

بحزم الحيلولة عدم حالة وفي .الهدامة الحريات دون الحيلولة ويجب دونها، الحيلولة المسلمين وجميع جميعاً

اعتبار ومخالفة اإلسالمية والدولة الشعب لمسير خالفاً تكون التي واألعمال الشرع بنظر المحرمة األعمال دون

المذكورة، األمور أحد ،اهلل حزب من والشباب الناس رأى وإذا .مسؤولون الجميع فإنّ اإلسالمية، الجمهورية

.(1)"بالمنع مكلفون فإنّهم قصّرت وإذا العالقة، ذات األجهزة إلى الرجوع فعليهم

----------

.اإللهية ـ السياسية الوصية ،"الشريف سره قدس" الخميني اإلمام سماحة (1)

(1/122)

.ثقافتنا في تتمثّل العالمي، راالستكبا عنجهية ضد اإليراني الشعب بين المواجهة في مثابتنا ان"

األمهات إحدى وتقول .وحبه باإلسالم واإليمان اهلل على والتوكّل اإلسالمية األخالق في تتمثّل مثابتنا ومنطقة

هذه العدو رأى وقد ..باستشهادهم راضية وهي اإلسالم، أجل من قدّمتهم إنني األربعة ابناؤها استشهد التي

هذا إخضاع يمكن ال فإنّه موجودة المثابة هذه دامت وما مثابة، الشعب لهذا أن وأدرك وحلّلها، األمور

ثقافة على للقضاء والسعي المثابة تلك بضرب وبدأ .أخرى وأمور والعسكري االقتصادي بالحصار الشعب

فمن ...والشهادة والجهاد بالقرآن وإيمانه بالقيادة وإيمانه بالدين وإيمانه وإيثاره وإيمانه وأخالقه الشعب

وقد .الحضارة على يحافظ الّذي باإليمان التزاماته عن المؤمن ابعاد إلى يسعون انّهم الثقافي الغزو أساليبهم

الشباب، أوساط في الشهوة وحب الفساد نشروا حيث الماضية القرون في األندلس في العمل بذلك قاموا

.حالياً األعمال هذه مثل وتجري

لم إذا !غداً صوته ستسمع :قال الطبل، صوت أسمع ال لماذا :قال أطبّل، :قال ل؟تفع ماذا :آلخر أحدهم قال

الخفي الهجوم عن الناجم المعنوية القيم انهيار صوت فإنّ يقظين، المثقفة والعناصر الشعب أبناء يكن

شبابنا أحد حاصروا إذا نفعل أن علينا ماذا اهلل، سمح ال العالج فيه ينفع ال وقت في يسمع للعدو والمدروس

وأثاروا وقحة جنسية أفالم لمشاهدة جهازاً أعطوه ثم البداية، في فيديو جهاز إعطائه طريق عن المؤمنين

طاقة ذروة في شاب افساد من شخص يتمكن أن الصعب من ليس انّه مجالس؟ عدة إلى أخذوه ثم شهواته

.(1)"العمل بهذا حالياً العدو ويقوم .تشكيالت المفسدين لدى كانت إذا خاصة الشباب

دوافع ونمو ظهور نتيجة عاشوراء،

المسلمين صف في مختلفة

----------

.الخامنئي اهلل آية (1)

(1/123)

هذا صورة تبلورت بل كربالء، في واحد يوم في الدور هذا يرسم ولم .آخر دور لكربالء كان

بإذن الناس، ودعا التوحيد، بنداء "وسلم وآله يهعل اهلل صلى" النبي هتف أن منذ اإلسالمي التاريخ في الدور

.كربالء في النهائية مرحلته وبلغ اإلسالم، إلى اهلل،

سنوات، عشر استمرت والتي المدينة في "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي حكم فترة في تجربتين ونشاهد

معركة في البارز نموذجها وكان اإلسالم ضد المواجهة في مختلفة بدوافع وفئات أشخاص تجمع أحدهما

الشرك وأحزاب، عناصر كلّ اجتمعت حيث األحزاب معركة المعركة هذه سمّيت السبب ولهذا األحزاب

.كلّه اإلسالم مع كلّه الكفر بين معركة ووقعت "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي اإلسالم على للقضاء

أفراد اإلسالم دائرة في دخل حيث النبوية، لحكومةا نظام وإقامة اإلسالم انتصار في كانت أخرى، وتجربة

طبيعته تظهر أن يجب كان إيمان وهو ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" بالنبي الظاهر على وآمنوا مختلفة بدوافع

العداوة في جهداً يئلوا لم أن بعد اإلسالم في وطائفته سفيان أبو دخل مكة فتح وبعد .االختبار ساحات في

ودوافع بنوايا الناس من كثير اإلسالم دائرة في ودخل والمؤمنين، "وسلم وآله عليه اهلل صلى" بيوالن لإلسالم

باسم أمنياتهم وتحقق والتهاون الغفلة نتيجة تحصل التي الفرص الستغالل يترصدون وبقوا خالصة غير

درجات وللنفاق .الفئة هذه على وتعالى تبارك اهلل أطلقه تعبير أوضح كان "منافق" تعبير ولعل .اإلسالم

في لينمو طويلة لسنين اإلسالمية األراضي في أشكاله وأخطر بأرق زرع وقد درجات، للظلمات أن كما

.المناسبة الفرصة

(1/124)

هياكلهم، على خرقة الخالفة الغدير غاصبوا وجعل القرآن، وبين والوالية العترة بين فصل وعندما

ما إن .جهة كلّ من اإللهية غير والدوافع المهذبة غير النفوس وظهرت نفاقال بذور لنمو الفرصة تهيأت

في انتصر اإلسالم ألن ثانية، تجربة كانت ،"وسلم وآله عليه اهلل صلى" األكرم النبي رحلة بعد شوهد

الخالص غير اإليمان في يتمثل كان الديني النظام يواجه كان الّذي والخطر والشرك، الكفر ضد المواجهة

النبي رحلة وبعد .والمال الشهرة في طمعاً الصعب، االختبار ساحات في زهيدة بقيمة أصحابه يبيعه الّذي

!!قليل إالّ الجميع ويسقط اهلل اختيارات غربال في المسلمون يتغربل "وسلم وآله عليه اهلل صلى"

(1/125)

للقضاء اجتمعت مختلفة دوافع من متحدة جبهة ، الخارج في األعداء محاربة في اإلسالم وواجه

يشكّلون وهؤالء مختلفة بعقائد اإلسالم في اجتمعوا وفئات وأحزاباً أفراداً الداخل في وواجه .اإلسالم على

لغرض الدينية، والحكومة اهلل دين بغض في ويتفقون يتحدون األعداء ألن تلك، وليست اإلسالم، على خطراً

الناس، وإيمان اإلسالمية الدولة داخل إلى المتحدة الجبهة هذه تنفذ لم وإذا مشتركة، منافع على الحصول

.اإلسالمية األمة في الفرقة بذور نمو إلى تؤدي وقائع بافتعال المهذبة غير النفوس وتقوم .تنجح ال فإنها

بما حزب كل} جهة إلى واحد كل متفرقة لصلحة، اإلسالم حول اجتمعت التي المختلفة الطبائع وتذهب

والمستعدة الملوثة الدوافع أصحاب باستقطاب إالّ العاص بن وعمرو معاوية يقم ولم .{فرحون ديهمل

التف اآلخر والنصف ،"السالم عليه" علي اإلمام حول التفت نصف نصفين، اإلسالمية األمة وأصبحت

والنهروان، ينوصفّ الجمل اختبار في "السالم عليه" علي اإلمام حول التف الّذي النصف وتشتت .حولهما

الحسن اإلمام فترة في سقط ،"السالم عليه" علي اإلمام لحكم القصيرة الزمنية الفترة غربال في بقي وما

إيمانهم للعالم وأظهروا بيعتهم على بقوا شخص 72 إلى عاشوراء في العدد ووصل ،"السالم عليه" المجتبى

.الرماح رؤوس على لمرفوعةوا المقطوعة الرؤوس في للعجب، المثير ويقينهم الخالص

.المقابل الصف في المختلفة الدوافع جميع حصيلة نالحظ كربالء وفي

(1/126)

فهؤالء .المقابل الصف وبين وأصحابه "السالم عليه" الحسين صف بين تمايز وجه كان واإلخالص

حول الصف ذلك والتف .الذلةب يقبلون وال بالقتل يقبلون وكانوا حدوده وإجراء اهلل رضا أجل من اجتمعوا

الفاسق وواليه يزيد بها وعد التي األموال في رغبة كربالء، في إيمانه من تبقى ما يفقد كي سعد بن عمر

وآله عليه اهلل صلى" النبي زمان في المعارك إلى يذهبون آباؤهم وكان .نفوسهم على خوفاً أو زياد، ابن

وجاء .معاوية ودنانير بدارهم دينهم باعوا "السالم عليه" علي اماإلم زمان وفي الغنائم، جمع بدافع "وسلم

عليه" علي اإلمام يد على الجهاد ساحات في قتلوا الّذين وإخوانهم آلبائهم الثأر بدافع كربالء إلى البعض

لىإ الوصول تريد كانت أخرى وفئة .والغنائم والنهب والدينار الدرهم بدافع فئة وجاءت .والمؤمنين "السالم

صلى" النبي عهد يروا لم بعض وجاء .الجاهلية القبلية بالعادة عمالً زعيمهم وراء بعض وجاء .وإمارة منصب

لنصرة دمشق، مرتزقة أثارها التي بالشبهات انخدعوا وقد "السالم عليه" علي واإلمام "وسلم وآله عليه اهلل

والثواب األجر بنيّة الشياطين، إلى ازمّتها سلّمت ضالة فئة وجاءت !الخارجي العدو على والقضاء الخليفة

والسذاجة والتحجّر والجهل والطمع والنفاق العناد ظهر لقد وغريب؟ عجيب صف من له ويا !!اإللهي

اهلل رسول ابن قتل تريد كربالء في واحد وصف في ووقفت المسلمين داخل من والعصبية والغفلة والحماقة

.حرمه وسبي ماله ونهب "وسلم وآله عليه اهلل صلى"

(1/127)

ذروة كربالء وكانت دائماً، األضرار بنفسه يلحق حيث األلم، هذا اإلسالمي العالم يحمل أين إلى

عليه اهلل صلى" النبي حرم له تعرض ما كلّ أن وهو الهتاف بهذا اإلسالمي العالم يهتف وأين الخسارة؟ هذه

تصقل لم مسلمون .بالطاعة إيمانهم بتقوية يقوموا لم ونمسلم مسلمين؟ أناس بأيدي كان ،"وسلم وآله

أو أقليم حكم أو ذهب بصرّة تتغير مواقفهم كانت مسلمون .العدو يشخصوا لم مسلمون .باإلخالص أعمالهم

.بشدّة واألصدقاء برأفة، األعداء يعاملون كانوا مسلمون .ملوث تفسير

في المختلفة الدوافع ذوي جميع اتحد كربالء وفي .المهذّبة غير النفوس من دائماً اإلسالمي العالم عانى لقد

.السماوات وأهل الدنيا ألهل مصيبة أعظم يسببوا كي "السالم عليه" الحسين قتل

"تذهبون؟ فأين" !العبرة؟ هذه من أوضح عبرة وأي

(1/128)

تدبير زمام يتولون ذينالّ اختالف كان إذا ولكن مختلفة، والدوافع واسعة، اإلسالم دائرة إن ورغم

يؤدي فإنّه ذرّة بمقدار ولو الوالية، أي اإلسالمية، الهداية قطب عن اهلل، سمح ال وانحرافهم، األمّة، شؤون

في الدقة إلى النظام مسؤولي يدفع المسألة هذه معرفة أن .السيئة للدوافع أرضية وتتهيأ األمة في شقاق إلى

إلى وإضافة .األرضية تلك مثل تحصل ال كي والقائد اإلمام سيرة على وتطبيقها والطريق والفكر الكالم

محترمة والسوابق .اإللهية واالختبارات الزمان دوران في يذوب أو يثبت واألفراد الفئات إيمان فإنّ ذلك،

تباراالخ بوتقة في إيمانهم يضعف الّذين ويقوم .اإليمان واستقامة الطريق واستمرار اإلخالص دائرة في ولكن

النظام مسؤولي وعلى بالسلطة، ويمسكون السوابق ظل في أسهم على يحصلوا كي الخدع عشرات بممارسة

النبي سيرة إنّه الذهب؟ محك هو وما .غرباء هكذا على الطريق ويسدوا والنحاس الذهب بين يميزوا أن

استخدم، المحك هذا كان ولو .العلوية والوالية "وسلم وآله عليه اهلل صلى" النبي وعترة .اإللهي والوحي

ومحك العلوية؟ والهداية العدالة من الخالئق وحرمت الوالية منصب من "السالم عليه" علي اإلمام أبعد لما

هي الذهب ومحك ،"السالم عليه" الهدى وأئمّة األنبياء طريق استمرار هي التي الفقيه والية هي الذهب

االختبار ينحصر وال .اإللهية السياسية وصيته في زبدتها على لناسا أطلع التي العظيم الراحل اإلمام سيرة

والسعادة العالج فيها التي الوصفة هذه بواسطة به يقوموا أن ويجب باالختبار يقومون فالناس بالمسؤولين،

السوابق خلف المختلفة الدوافع على ويتعرفوا الفئات تقييم ويعيدوا .الصالح خلفه توجيهات وكذلك

.كربالء واقعة تكرار عدم إلى يؤدي الّذي بالشكل ويعملوا واألبواق ياتوالشخص

والحكم السلطة إلى المجيء من المختلفة الدوافع ذوو وتمكن .تغير قد المحك كان الغدير غصب وفي

.الهدى مصباح إطفاء إلى وسعوا اإللهي، المحك أساس على العمل عدم نتيجة

(1/129)

يجن ولهم وحضوره، المعصوم اإلمام ووجود واستمرارها الهداية على المحافظة ،تعالى اهلل شاء لقد

الطريق وتلطيخ معصوم إمام فقدان إلى أدت عظيمة بفاجعة قاموا ولكنهم وحرمانهم، عنائهم غير أولئك

.اريخالت وجه في عار ووصمة عظيمة مرارة الشيعة، قتل إن .الهداية إلى المشتاقين بوجه طويلة سنين بالدم

تلك من إنسان كلّ روح وتألمت "السالم عليه" علي بن الحسين اإلمام استشهاد بعد الذروة بلغ وقد

.والعداوة والبغض القساوة

.الخالص والفكر العقيدة في والوفاء واالستقامة لإلخالص مقتل عاشوراء كانت لقد

إيمانهم، وال اإلسالم هو إسالمهم ال الّذين نالمذبذبي وبين اإليمان، على الثابتين بين مواجهة عاشوراء وكانت

.حقيقي إيمان

كلّ قام عاشوراء وفي .وقيادته الخالص اإلسالم ضد واتحادها مختلفة دوافع ظهور تجلّي عاشوراء وكانت

مسيره بتغيير خالصة، غير بدوافع يجاهد وحتى يسعى كان ولكنه المسلمين صف في يوم ذات كان من

.جانباً الوالية وضعوا الّذين ذلك، أرضية هيأ وقد يزيد، مثل للخمر وشارب زان شخص يد في يده ووضع

."ذلك على له تابع وآخر محمّد وآل محمّد حقّ ظلم ظالم أوّل العن اللّهمّ"

في وساروا والوالية الحق عن ابتعدوا الّذين األوفياء غير أصحابه ذم في "السالم عليه" علي اإلمام وقال

:الضاللة وادي

يقتدون وال نبي، أثر يقتصّون ال !دينها في حجمها اختالف على الفرق هذه خطأ من ومالي !عجباً فيا"

المعروف الشهوات، في ويسيرون الشبهات، في يعملون عيب، عن يعفّون وال بغيب، يؤمنون وال وصي، بعمل

على المهمات في وتعويلهم م،أنفسه إلى المعضالت في مفزعهم أنكروا، ما عندهم والمنكر عرفوا، ما فيهم

.(1)"محكمات وأسباب ثقات، بعرى يرى فيما منها أخذ قد نفسه، إمام منهم امرئ كلّ كأن آرائهم،

:الزمان من البرهة هذه وفي

----------

.87 خطبة اإلسالم، فيض البالغة، نهج (1)

(1/130)

واألمّة، اإلمام بين دائماً ميثاقاً وصيته تعتبرو .اإلسالمي الوطن أجواء في يرن اإلمام كالم يزال ال"

في يخطأوا ال كي فيها ويتدبروا صحيحة بصورة اإلمام كلمات المجتمع أبناء يفهم أن يجب هذا على وبناء

ونهجه، اإلمام فكر لقبول مستعد غير ولكنه اإلمام عن يتحدث من هناك الصدد هذا وفي .اإلمام نهج معرفة

.(1)"خطأ على هم ادأفر هكذا أن شك وال

الختام حسن

."السالم عليه" علي بن الحسين لإلمام األخيرة المناجاة

تشاء ما على قادر الكبرياء عريض الخالئق عن غنيّ المحال شديد الجبروت عظيم المكان متعالى اللّهمّ"

تاب لمن التوبة قابل خلقت بما محيط دعيت إذا قريب البالء حسن النعمة سابغ الوعد صادق الرحمة قريب

وأرغب محتاجاً أدعوك ذكرت إذا ذكور شكرت إذا شكور طلبت ما تدرك أردت ما على قادر إليك

بيننا أحكم اللّهم .كافياً عليكم وأتوكّل ضعيفاً بك وأستعين مكروباً وأبكي خائفاً إليك وأفزع فقيراً إليكم

عليه اهلل صلى" محمد حبيبك وولد نبيّك عترة حنون وقتلونا بنا وغدروا وخذلونا غرّونا فإنّهم قومنا وبين

.الراحمين أرحم يا ومخرجاً فرجاً أمرنا من لنا فاجعل الوحي على وائتمنته بالرسالة اصطفيته الّذي "وسلم وآله

صبراً غيرك معبود وال سواك ربّ مالي المستغيثين غياث يا سواك إله ال رب يا قضائك على صبراً ...

بما نفس كل على قائماً يا الموتى محيي يا له نفاد ال دائماً يا له غياث ال من ثغيا يا حكمك على

.الحاكمين خير وأنت وبينهم بيني احكم كسبت

:وقال التراب على وجهه وضع ثم

.(2)""وسلم وآله عليه اهلل صلى" اهلل رسول ملّة وعلى اهلل سبيل وفي وباهلل اهلل بسم"

ركاتهوب اهلل ورحمة عليكم والسالم

المحتويات

المقدّمة ـ

الغرباء فيها يرتع التي القلوب وبني األصيل والعمل الفكر بين مواجهة عاشوراء، ـ

النبويّة بالسنّة ملتزم وفهم الشريعة بسط إلى يدعو فكر للدّين، فكرين بين المواجهة تجلّي عاشوراء، ـ

----------

.الخامنئي اهلل آية (1)

.110 :اللهوف (2)

(1/131)

األموي اإلسالم ورؤية األصيل اإلسالم رؤية للقيادة، رؤيتين بني مجابهة عاشوراء، ـ

وخوفهم وانعزالهم الخواص، مماطلة نتيجة عاشوراء، ـ

القمة على ثابتين وقفوا الّذين وبين الرفيعة الجهاد قمة من الساقطين بين مواجهة عاشوراء، ـ

اإليمان أرض في الجاهلون المتدينون عهازر التي الشبهات ثمرة عاشوراء ـ

لألمّة الدنيويّة األمور في بالعقالء يسمّون من وحكم السياسة عن الدين فصل حصيلة عاشوراء، ـ

اآلخرة طالب أمام الدنيا ملذات جذبتهم من اصطفاف عاشوراء، ـ

اهلل سبيل في المجاهدين وبين المجاهدين من االمتياز طالب بين مواجهة عاشوراء، ـ

الحكم إلى حالياً األكفّاء وعدم باألسس القاعدين عودة تجلي عاشوراء، ـ

إليهم للمجيء دعوه الذي لإلمام بيعتهم نقضوا الّذين فيه اجتمع مكان كربالء، ـ

والعوام الخواص اختبار ساحة عاشوراء، ـ

الحرمة وانتهاك القدسية رفيع صوت عاشوراء، ـ

اهلل اختاره الذي للقائد يةالتبع ضعف نتيجة عاشوراء، ـ

والعدالة الوالية محورية دون من والثقافية واالجتماعية واالقتصادية السياسية للتنمية مظهر عاشوراء، ـ

عنها والغفلة العدو معرفة في الضعف حصيلة عاشوراء، ـ

اإلسالمي المجتمع قضايا عن والغفلة الصحيح التحليل عدم حصيلة عاشوراء، ـ

المذموم واإلعالم المسمومة األجواء حصيلة عاشوراء، ـ

!!لالختيار منهم الفرصة وطلب واألعداء والمعاندين الخبيثين مع الحوار حصيلة عاشوراء، ـ

المنكر عن والنهي بالمعروف األمر فريضة تعطيل حصيلة عاشوراء، ـ

إليمانا وضعف المجتمع في االلتزام وعدم والذنوب الفساد انتشار حصيلة عاشوراء، ـ

المسلمين صف في مختلفة دوافع ونمو ظهور نتيجة عاشوراء، ـ

الخاتمة حسن ـ

(1/132)