�� ذو ���

�� �� ا�� ��� / ��� � ا�� �� � �� ���ا�

لحمــد هللا الواحــد األحــد الكــريم الوهــاب الــرحيم التــواب، غــافر الــذنب، وقابــل التــوب، شــديد االعقــاب، ذي الطــول ال إلــه إال هــو، يحــب التــوابين، ويحــب المتطهــرين، ويغفــر للمخطئــين

ــــرات العــــاثرين، ويمحــــو بحلمــــ ــــل عث ــــذار المســــتغفرين، ويقي ــــل اعت ه إســــاءة المــــذنبين، ويقبال إله إال هو، إله األولين واآلخـرين، وديـان يـوم الـدين، وجـامع النـاس ليـوم ال . المعتذرين

اللهـم لـك الحمـد كلـه، ولـك الملـك كلـه، وبيـدك الخيـر . ريب فيه، يوم ال ينفع مال وال بنونه ال شريك لـه، ولـي الصـالحين، أشهد أن ال إله إال اهللا، وحد. كله، واليك يرجع األمر كله

وخـــالق الخلـــق أجمعــــين ورازقهـــم، فمـــا مــــن دابـــة فـــي األرض إال علــــى اهللا رزقهـــا، ويعلــــم مســتقرها ومســتودعها كــل فــي كتــاب مبــين، يقبــل التوبــة عــن عبــاده، ويعفــو عــن الســيئات،

ح بـه أشـهد أن محمـدا عبـد اهللا ورسـوله، أرسـله اهللا رحمـة للعـالمين؛ فشـر . ويعلم ما تفعلـونــا، صــلى اهللا ــا غلف ــا صــما، وقلوب ــا، وآذان ــا عمي الصــدور، وأنــار بــه العقــول، وفــتح بــه أعين

.عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا

وأسأل اهللا العظيم، رب العرش العظيم أن يجمعنا . السالم عليكم ورحمة اهللا وبركاتهاإليمان والذكر والقرآن، وأن يجعل آخر كالمنا من الدنيا ال واياكم في هذه الحياة على

واسأله أن يظلنا . إله إال اهللا، ثم يجمعنا بكم سرمدية أبدية في جنات ونهر تحط بكم فيهواياكم تحت ظله يوم ال ظل إال ظله، اللهم ال تعذب جمعا التقى فيك ولك اللهم ال

ا تشتاق إلى لقاك، اللهم ال تعذب أعينا تعذب ألسنة تخبر عنك اللهم ال تعذب قلوب ترجو لذة النظر إلى وجهك يا أرحم الراحمين، ويا أكرم األكرمين، اللهم كلنا ذوو خطأ، وما لنا إال عفوك وحسن الظن بك، وحب من تحب، فأقل عثراتنا، وتجاوز عن خطئنا،

وأنت أكرم األكرمين، وأرحم الراحمين، رباه لشر الناس إن لم تعف عني ***ني ظن الناس بي خيرا وا ي

وعفوك إن عفوت وحسن ظني ***ومالي حيلة إال رجائي ألبى السالم علي من يلقاني ***واهللا لو علموا قبيح سريرتي

ولبئت بعد كرامة بهوان ***وألعرضوا عني وملوا صحبتي

وحلمت عن سقطي وعن طغياني ***لكن سترت معايبي ومثالبي بخواطري وجوانحي ولساني ***حامد والمدائح كلها فلك الم

للهم اجعلني خيرا مما يظن الظانون، واغفر لي ماال يعلمون، وال تؤاخذني بما يقولون ، ا .، وأنت تجعل الحزن سهال إذا شئتاللهم ال سهل إال ما جعلته سهال

سر والعالنية فهي في ال -عز وجل-أحبتي في اهللا أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى اهللا

ينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم . (لألولين واآلخرين -جل وعال-وصية اهللا ولقد وص ) واياكم أن اتقوا اهللا

راقبوا اهللا جل وعال راقبوا اهللا جل وعال فما راقبه عبد وذل وأخطأ إال آب وعاد وحاله رب يا رب ويا رب الورى ***حماك يا رب رحماك ر

ما ترى في عبد سوء ما ترىلق اهللا السماوات سبعا وخلق األراضين سبعا وفي مجموع أحاديث النبي صلى اهللا خ

عليه وسلم الصحاح أن ما بين األرض وما بين السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام وما خمسمائة عام ومن بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام وسمك كل سماء مسيرة

فوق السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام ومن فوق ذلك عرش الرحمن ومن فوقه ربنا ما يكون من نجوى ثالثة إال هو (سبحانه وبحمده بائن عن خلقه مستو على عرشه

) رابعهم وال خمسة إال هو سادسهم وال أدنى من ذلك وال أكثر إال هو معهم أينما كانوا تى استشعرت هذا فأنت من المتقين متى علمت هذا وم

فال تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ***ذا ما خلوت الدهر يوما إ وال أن ما تخفيه عنه يغيب ***وال تحسبن اهللا يغفل ساعة

رضي اهللا عنه وأرضاه في بستان من بساتين األنصار وأنس ] عمر بن الخطاب[ا هو ه

قبه وهو ال يراه واذا بعمر يقف وقفة محاسبة بن مالك رضي اهللا عنه وأرضاه يراقبه وير ووقفة مراقبة مع نفسه ويقول عمر أمير المؤمنين بخ بخ واهللا لتتقين اهللا يا عمر أو

ليعذبنك اهللا واهللا لتتقين اهللا أو ليعذبنك اهللا عمر الذي يأتيه أعرابي قد قرض الجوع بطنه وبه من الفقر ما به و يقف على رأسه ويقول

الخير جزيت الجنةا عمر ي اكس بناتي وأمهن

وكن لنا في ذا الزمان جنة أقسم باهللا لتفعلن

:ال وان لم أفعل يكون ماذا قالق ذا أبا حفص ألمضينإ

:ال واذا مضيت يكون ماذا قالق اهللا عنهن لتسألنو

يوم تكون األعطيات منة وموقف المسئول بينهن

إما إلى نار واما إلى جنةاهللا عنــه وأرضــاه إال أن زرفــت دموعــه علــى لحيتــه رضــي اهللا عنــه لــم يملــك عمــر رضــيف

وأرضاه ودخل ولم يجد شيئا في بيته فما كان إال أن خلع ردائـه وقـال خـذ هـذا ليـوم تكـون –األعطيـات منــة وموقــف المســئول بيــنهن إمــا إلــى نــار وامــا جنــة هكــذا تكــون مراقبــة اهللا

–عز وجل –وهكذا تكون تقوى اهللا –عز وجل وهــو يلــي أمــر أمــة محمــد صــلى اهللا عليــه وســلم فــي ] عمــر بــن عبــد العزيــز[وعمــر الثــاني

يوم من األيام ويكسب أو يفيء اهللا علـى المسـلمين فيئـا وهـذا الفـيء تفـاح فـأراد أن يقسـمه على الرعية بينما هو يقسم هـذا التفـاح إذ امتـدت يـد صـبي مـن صـبيانه طفـل صـغير أخـذ

مـــا كـــان مـــن عمـــر إال أن أمســـك بفيـــه وأوجـــع فكيـــه واســـتخرج تفاحـــة ووضـــعها فـــي فمـــه فالتفاحة من فمه وردهـا بـين التفـاح والطفـل يبكـي ابـن عمـر يبكـي ويخـرج ويـذهب إلـى أمـه ويذكر لها الحادثة فترسل غالم من البيت ليشتري لهم تفاحا ويقسـم الفـيء علـى المسـلمين

يشـم رائحـة التفـاح فـي بيتـه فيقـول وينسى نفسه فلم يأخذ تفاحـة واحـدة ويـذهب إلـى البيـت ف

مــن أيــن لكــم هــذا و واهللا مــا جئــتكم بواحــدة بتفاحــة واحــدة فأخبرتــه الخبــر قالــت جــاء ابنــك يبكي فأرسلت الغالم وجاء له بهذا التفاح قال يا فاطمة واهللا لقد انتزعت التفاحة من فمـه

مــن فــيء المســلمين وكأنمــا أنتزعهــا مــن قلبــي، لكنــي واهللا كرهــت أن أضــيع نفســي بتفاحــة –هكـذا تكـون تقـوى اهللا –جـل وعـال –يأكلها قبل أن يقسم الفـيء هكـذا تكـون مراقبـة اهللا

ــــازتهم ال يمســــهم الســــوء وال هــــم (وبهــــا النجــــاة –جــــل وعــــال ــــذين اتقــــوا بمف وينجــــي اهللا المــا راقــب عبــد ربــه إال أفلــح وفــاز ومــا الحيــاة الــدنيا إال متــاع مــا راقــب عبــد ربــه ) يحزنــون

فــذلت بــه قدمــه فأخطــأ فارتكــب فاحشــة إال عــاد نادمــا حســيرا كســيرا فيتقبلــه ربــه وهــو أرحــم ــدنيا واآلخــرة الــراحمين وأكــرم األكــرمين بمنــه وكرمــه اهللا عــز وجــل رحــيم بــل هــو رحمــن ال

لــه مائــة رحمــة –ســبحانه وبحمــده –ورحيمهمــا رحمتــه وســعت كــل شــيء وســبقت غضــبه حــدة فبهــا يتــراحم الخلــق كلهــم نــاطقهم واألعجــم صــغيرهم أنــزل لنــا فــي هــذه الــدنيا رحمــة وا

والكبير حتى إن الدابة لترفع رجلها لوليدها ليرضع منها ثم يذهب بهذه الرحمـة فـإذا كـان يوم القيامة لرفع اهللا هـذه الرحمـة إلـى تسـع وتسـعين رحمـة عنـده سـبحانه وبحمـده فيتطـاول

.إبليس ويظن أن رحمة اهللا ستسعه في ذلك اليوم

فيا من رحمته وسعت كل شيء ارحمنا برحمتك اسمع له صلى اهللا عليه وسـلم كمـا يـروى يوم يأتيه سبي واذا بامرأة مـن بـين هـذا السـبي تبحـث عـن صـبي لهـا فقدتـه ]" البخاري[في

ال تلوي على شيء كلما وجدت طفال قلبته ونظرت فيـه فـإذا بـه لـيس طفلهـا ثـم تجـده تجـد صــقه ببطنهــا وترضــعه ورســـول اهللا وصــحابته صــلى اهللا عليـــه ابنهــا بعــد مشــقة وعنـــاء فتل

وسلم ورضي اهللا عنهم يرقبون الموقف واذا بها تـذرف الـدموع علـى ابنهـا وهـو علـى ثـديها دموع الفرح فيقول صلى اهللا عليه وسلم أترون هـذه طارحـة ولـدها فـي النـار قـال الصـحابة

."هذه بولدهاال واهللا يا رسول اهللا فقال اهللا أرحم بعباده من

يا كثير العفو عن من كثر الذنب لديه جاءك المذنب يرجو الصفح عن جرم لديه

نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو ( أنا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليهأحبتي في اهللا كثيرا ما يضل اإلنسان في الطريق وينحرف عن الجادة ) العذاب األليم

ى أحيانا واستجابة إلغراء عابث أحيانا أو لشهوة جامحة قوية األمر بوازع الجهل والهو الذي يهبط بمستواه اإلنسان ويحول بينه وبين الطهر والتسامي فتسقط قيمته وينحط إلى الدرك األسفل من الرذيلة والعار تتجه قواه كلها إلى إشباع غرائزه واتيان لذ ائذه فيسقط

ه بأذن ال تسمع وبعين ال تبصر وبقلب ال يفقه تجده إلى منزلة البهيمة حتى إنك لتجدبهيمة في مسالخ بشر واإلنسان قد تمر به ساعة تنام فيها قواه ويغفو فيها ضميره

وتستيقظ غرائزه فيسقط صريع الهوى والشهوة والشبهة فيا له من سقوط ويا لحقارتها من لذة مؤقتة تورث النار

من الحرام ويبقى اإلثم والعار ***فنو اللذاذة ممن نال صفوتها ت ال خير في لذة من بعدها النار ***تبقى عواقب سوء من مغبتها

كلنا ذوو خطأ والمعصوم من عصمه اهللا جل وعال على كل واحد منا أن يذكر فال و

ينسى أنه لم يخلق ملكا ولم يخلق بشرا معصوما وانما هو إنسان تتنازعه قوى الخير ه شره فهو خير من المالئكة وتارة يغلب شره خيره فهو شر من والشر فتارة يغلب خير

عليه رحمة اهللا وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ] ابن القيم[البهائم كما قال رضي اهللا عنه قال ، قال رسول اهللا ] أبي هريرة[عن ] مسلم[كلنا ذوو خطأ في صحيح

تذنبوا لذهب اهللا بكم ولجاء بقوم يذنبون والذي نفسي بيده لو لم"صلى اهللا عليه وسلم فالبد من الخطأ والبد من التقصير وكلنا ذوو خطأ " فيستغفرون اهللا فيغفر لهم

ومن له الحسنى فقط ***ن ذا الذي ما ساء قط م وهل نار تفوح بال دخان ***تريد مبرئا ال عيب فيه

ية فـــإن المعصـــية شـــؤم وان كـــن إيـــاك أن تبقـــى علـــى الخطـــأ إيـــاك أن تـــدوم علـــى المعصـــل

المعصــية عــذاب وان المعصــية وحشــة وان المعصــية غضــب مــن اهللا الواحــد الــديان وقــد

يحبس عن أمة خير بمعصية من فرد واحد لم يأمروه ولم ينهوه نسأل اهللا أال يحرمنـا خيـر -]البــن قدامــة[كمــا فــي كتــاب التــوابين –مــا عنــده مــن شــر مــا عنــدنا هــاهم بنــو إســرائيل

يـا نبـي : فاجتمعوا إلـى موسـى ، وقـالوا -عليه السالم–] موسى[بهم قحط على عهد يلحق اهللا ادع لنـــا ربـــك أن يســــقينا الغيـــث ، فقــــام معهـــم وخرجــــوا إلـــى الصــــحراء ليستســـقوا وهــــم

ــا أو يزيــدون، فقــال موســى إلهنــا اســقنا غيثــك، وانشــر علينــا رحمتــك، وارحمنــا : ســبعون ألفــع، والبهــائ ضــع، فمــا ازدادت الســماء إال تقشــعا، ذهــب باألطفــال الركـع، والشــيوخ الرم الرتـ

يـا رب استسـقيناك فلــم : السـحاب الـذي فـي الســماء، ومـا ازدادت الشـمس إال حـرارة ، فقــاليا موسى إن فيكم عبدا يبارزني بالمعصية منذ أربعـين عامـا، فمـره أن يخـرج : تسقنا، فقال

يــــا رب عبــــد ضــــعيف : منعــــتم القطــــر مــــن الســــماء، قــــالمــــن بــــين أظهــــركم؛ فبشــــؤم ذنبــــه ســــبحانه –وصــــوتي ضــــعيف، أيــــن يبلــــغ وهــــم ســــبعون ألفــــا أو يزيــــدون؟، فــــأوحى اهللا إليــــه

يـا : منك النداء وعلينا البالغ، فقام ينادي في سبعين ألف، قام ينادي فـيهم قـائال -وبحمدها، اخـرج مـن بـين أظهرنـا؛ فبشـؤم أيها العبد العاصي الذي بارز اهللا بالمعصية أربعين عام

ذنبــك منعنــا القطــر مــن الســماء، فيــوحي اهللا إلــي موســى أنــه تلفــت هــذا العبــد يمينــا وشــماال إن خرجــت افتضــحت علــى : لعلــه يخــرج غيــره، فعلــم أنــه المقصــود بــذلك، فقــال فــي نفســه

منــه ؟ فمــاذا كــان. رؤوس بنــي إســرائيل، وان بقيــت هلكــت وهلكــوا جميعــا بــالقحط والجــدبيا رب عصيتك أربعين وأمهلتنـي، واليـوم : ما كان منه إال أن ادخل رأسه في ثيابه ، وقال

-يـا أكـرم األكـرمين-قد أقبلت إليك طائعا تائبا نادما ، فاقبلني واسترني بين الخلق هـؤالء ؛ فلم يستتم الكالم حتى علت السماء سحابة بيضاء، فأمطرت كأفواه القرب، فقال موسـى

يا رب سقيتنا ولـم يخـرج مـن بـين أظهرنـا أحـد، : قال كليم اهللا لربه -سبحانه وتعالي-لربه : يا موسى أسقيتكم بالذي منعتكم به، بنفس العبد الـذي منعـتكم بـه أسـقيتكم بـه، قـال: فقال

ـــادم، قـــال ـــم أكـــن ألفضـــحه وهـــو : يـــا رب أرنـــي هـــذا العبـــد الطـــائع التائـــب الن يـــا موســـى ل يطيعني؟ يعصيني أفأفضحه وهو

وأستعيذ به مما أحاذره ***ا من ألوذ به فيما أؤمله ي وال يهيضون عظما أنت جابره ***ال يجبر الناس عظما أنت كاسره

والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا : ( إله إال اهللا، ما أرحم اهللا، ما أحكم اهللا، هو القائلالوا على ما فعلوا أنفسهم ذكروا اهللا نوب إال اهللا ولم يصرفاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذ

أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها (ما جزاؤهم ؟ ) وهم يعلمون صلى اهللا –هو القائل كما أخبر المصطفى ) جر العاملين األنهار خالدين فيها ونعم أ

يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما " في الحديث القدسي -عليه وسلمكان منك وال أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ،

تني ال تشرك بي شيئا ألتيتك بترابها يا ابن آدم لو أتيتني بتراب األرض خطايا ثم لقي " مغفرة

وال يزل مهما هفا العبد عفا ***بحان من يعفو ونهفو دائما س جالله عن العطا لذي الخطا ***يعطي الذي يخطي وال يمنعه

بسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع ي

يا عبادي إنكم تخطئون بالليل "هو القائل كما في الحديث القدسي الشمس من مغربها ،يا أيها : (هو القائل في كتابه " والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم

م ويدخلكم جنات الذين آمنوا توبوا إلى اهللا توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتك تجري من تحتها األنهار يوم ال يخزى اهللا النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين

هو الذي ! -سبحانه وتعالى-ما أكرم اهللا ! -جل وعال- ما أكرم اهللا ) أيديهم وبأيمانهم عباده ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون، ولن يهلك على اهللا إال يقبل التوبة عن

هالك ، فيا مخطئا وكلنا ذوو خطأ، ويا من سقط في المعصية وكلنا ذاك الرجل، ويا من زلت قدمه وكلنا ذاك الرجل، صحح أخطاءك، وعالج أمراضك، وغسل نفسك مما قد ران

-جل وعال-النقي النظيف، واسمع لداعي اهللا عليها، واستأنف الحياة في ثوب التوبة )وتوبوا إلى اهللا جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون : (يوم يقول

به ترأى أبواب الجنان الثماني ***وضأ بماء التوبة اليوم نادما ت

رين، ولذلك فتح باب التوبة لنا ذوو خطأ، واهللا يمهل وال يهمل، ويحب التوابين والمتطهكأمام المخطئين ليتوبوا ويؤوبوا ويعودوا إلى رشدهم، فيغفر لهم ما اقترفوه من إثم وخطيئة

.وموبقة وصغيرة وكبيرة ؛ فله الحمد أوال وآخر وظاهرا وباطنا

رجــل مـن بنـي إســرائيل أسـرف علــى نفسـه كثيـرا، وهــو موحـد لــم ]: البخـاري[هـاهو كمـا فــي قتــل وزنــا وســرق وغــش وكــذب واحتــال وشــهد الــزور وأســاء كــل -جــل وعــال– يشــرك بــاهللا

اإلســاءة، انتهــك حرمــات اهللا، تكبــر وتجبــر، وحلــت بــه ســكرات المــوت التــي لــم يعــف منهــا جمــع أبنــاءه فــي تلــك الســاعة ، ســاعة ال -صــلى اهللا عليــه وســلم–أحــد حتــى رســول اهللا

ع فيهـا منصـب، وال ينفـع فيهـا جـاه، جمـع أوالده ينفع فيها مال ، وال ينفـع فيهـا ولـد، وال ينفـفوالــذي نفســي بيــده مــا عملــت خيــرا قــط، : خيــر أب، قــال: أي أب كنــت لكــم ؟ قــالوا: وقــال

غير أني أشهد أن ال إله إال اهللا، فإذا أنا مت فأضرموا في نارا، ثم القوني في النار حتـى فنفـذوا وصـيته، أضـرموا لـه النـار، أصير فحما، ثم اسحقوني، ثم زروني مع الريح، فمـات

ــا، ثــم ســحقوه، ثــم ذروه مــع الــريح، تفــرق علــى ذرى الجبــال، ورمــوه فيهــا حتــى صــار فحموعلــى رؤوس األشــجار، وعلــى الســهول والوهــاد وعلــى األنهــار، لكــن الــذي بــدأه أول مــرة

أنـي يـا عبـدي مـا حملـك علـى مـا صـنعت؟ أمـا علمـت : كن فكان، قال: يعيده، قال اهللا لهأشـهدكم يـا مالئكتـي : يا رب خفتك وخشيت ذنوبي، قـال: أستر العيب، وأغفر الذنب، قالمـا ! مـا ألطـف اهللا بعبـاده! فـال إلـه إال اهللا، مـا أرحـم اهللا. بأني قد غفرت له وأدخلتـه الجنـة

ـــم نفســـه ثـــم يســـتغفر اهللا ! (أحلـــم اهللا علـــى عبـــاده ـــورا ومـــن يعمـــل ســـوء أو يظل يجـــد اهللا غف . وكلنا ذوو خطأ ) رحيما

هاهي امرأة بغي، بارعة الجمال، ال تمكن من نفسها إال بمائة دينار، وتمر على عابـد مـا عصى اهللا طرفة عين، يتعبد هللا في صومعة من الصوامع فيفتتن بهـا، وصـدق رسـول اهللا

افتتن بهـا فراودهـا علـى نفسـها، فأبـت " النساءفاتقوا الدنيا واتقوا : "-صلى اهللا عليه وسلم–أن تمكنــه إال بمائــة دينــار، وهــو ال يملــك ريــاال وال دينــارا وال درهمــا، فمــاذا كــان منــه؟ كــان

منه أن ترك صومعته وذهب يكد ويتعب، وجمـع المائـة الـدينار، ثـم ذهـب إلـى هـذه البغـي هـا البـاب خرجـت، ويـوم خرجـت في بيتها وفـي قصـرها، طـرق عليهـا البـاب ولمـا طـرق علي

ادخل، فدخل إليهـا فـي قصـرها، : ها أنا ذا، قد جمعت المائة دينار وجئت، قالت: قال لها: فعلت على سرير من ذهب وتزينت في كامل زينتها، ويوم تزينـت فـي كامـل زينتهـا قالـت

مـن نفسـي قـد كنـت تـزعم أنـك سـتجمع وتـأتي، فلمـا مكنتـك : هلم إلي، فسـقط جالسـا، قالـتفلــم تحملنــي أعضــائي ألقــف، فمــا -عــز وجــل–ذكــرت وقــوفي بــين يــدي اهللا : تجلــس، قــال

ال تخــرج مــن هــذا : كــان منهــا هــي أيضــا إال أن ارتعــدت وارتعشــت وخافــت ووجلــت وقالــتلكنـــي واهللا ال أتزوجـــك، وانمـــا خـــذي هـــذه الـــدنانير ودعينـــي : البيـــت حتـــى تتزوجنـــي، قـــال

بلــدي فــي : افــق علــى الــزواج منــي ، فمــاذا كــان منــه ؟ قــالال تخــرج حتــى تو : أخــرج، قالــتأمـا -وهو يريد الخـالص منهـا-المكان الفالني ، وعلك إن جئت تائبة لعلي أن أتزوجك،

هــو فــذهب وخــرج نادمــا علــى تفكيــره فــي عمــل المعصــية، نادمــا علــى تركــه العبــادة ليجمــع يـوم يجمعـون دراهمهـم -هـداهم اهللا–المائة دينار ليزني بها، كما يفعل بعض شبابنا اليـوم

ودنانيرهم ليذهبوا ليعصوا اهللا في بالد الكفر والعري، ثم يرجعوا وكأن لم يكـن شـيئا، وكـأن كأنـه ال يـراقبهم إال فـي جزيـرة العـرب -عز وجل سـبحانه وبحمـده ولـه العـزة والجـالل–اهللا

تها مـرارة المعصـية ومـا كـان ، أما هي فأقلقتها بشاعة الفاحشـة وآلمتهـا مـرارة الكبيـرة ولسـعمنهــا إال أن رجعــت إلــى اهللا، وتابــت إلــى اهللا، وذهبــت تبحــث عمــن كــان ســببا فــي توبتهــا

ذهبـت إليـه فـي قريتـه، وسـألت عنـه، فـدلت علـى بيتـه، فلمـا وصـلت -جـل وعـال -إلى اهللاإلى البيت طرقت البـاب فخـرج، فتـذكر يـوم كـادت تـزل قدمـه، فشـهق شـهقة عظيمـة فمـات

ــا عظيمــا، . -فــي كتابــه التــوابين ] ابــن قدامــة[كمــا ذكــر ذلــك – فكــان منهــا أن حزنــت حزنأتزوجــه حبــا : لــه أخ فقيــر تقــي، قالــت: ألتــزوجن قريبــا مــن أقربائــه حبــا فيــه، فقــالوا: وقالــت

فــي أخيــه، فتزوجــت هــذا العبــد الصــالح الفقيــر التقــي أخــو ذلــك الصــالح التقــي، فجعــل اهللا مــا أعظــم ! ســله ســبعة مــن الصــالحين العابــدين الزاهــدين، فــال إلــه إال اهللامــن نســلها ومــن ن

وكلنا ذوو خطأ، فهل من توبة؟ وهل من أوبـة؟، آن لنـا أن نتـوب، آن لنـا أن ! شأن التوبةقـد : قد يدعي اإلنسان التوبة ثم ال يتوب؟ إن ذلك كقول غاسل الثيـاب. نؤوب أيها األحبة

ول ال ينظـــف الثيـــاب، وادعـــاء التوبـــة ال ينظـــف القلـــوب، غســـلتها ولـــم يغســـلها بعـــد، فـــالقوالنفس البشرية كالطفل إن أهملتها ضاعت وضـلت وخسـرت وتاهـت، وان هـذبتها وأدبتهـا ونــد صــلحت واســتقامت، بــل هــي كــالبعير إن علفتــه وغذيتــه ســكن وثبــت، وان تركتــه صــد

ملــذات، وواهللا ال فــالح لــنفس وهــرب، والــنفس بطبيعتهــا تميــل إلــى الشــهوات، وتميــل إلــى القــد أفلــح مــن زكاهــا : (القائــل -ســبحانه وبحمــده-وال نجــاح وال فــوز إال بــالعودة إلــى بارئهــا

)وقد خاب من دساها حب الرضاع وان تفطمه ينفطم ***النفس كالطفل إن تهمله شب على و

فة الهوىفال خير في مخال ***خالف هواك إذا دعاك لريبة حتى متى والى متى والى متى***حتى متى ال ترعوي يا صاحبي

ممــن أســلم ] أبــو محجــن الثقفــي[ -صــلى اهللا عليــه وســلم -اهو أحــد صــحابة رســول اهللا هــ

ولكنـه تمـادى فـي شـرب -صـلى اهللا عليـه وسـلم-مع ثقيـف حـين أسـلمت ورأى رسـول اهللا صـــلى اهللا عليـــه -د بعـــد عهـــد رســـول اهللا الخمـــر، تلـــك الكبيـــرة مـــن الكبـــائر، ومـــا زال يجلـــ

فلمـا أكثـر مـن ذلـك سـجنوه وأوثقـوه ، فلمـا كـان يـوم القادسـية رأى أن المشـركين قـد -وسلم، وقـد كـان مسـجونا فـي بيـت ]سـعد بـن أبـي وقـاص[أصابوا من المسـلمين ، فأرسـل المـرأة

تخلـي عنـي ، :وما ذاك ؟ قـال: يا بنت آل حفصة هل لك إلى خير؟ قالت: سعد ، قائال فأقاتــــل مــــع المســــلمين، وهللا علــــي إن –]ســــعد بــــن أبــــي وقــــاص[فــــرس -وتعيرننــــي البلقــــاء

مـا أنـا وذاك، فرجـع يرسـف : سلمني اهللا أن أرجع فأضـع رجلـي فـي القيـد كمـا كنـت، قالـتفــي قيــوده، نفســه مشــتاقة للجهــاد فــي ســبيل اهللا، ويــرى أن المســلمين ينــال مــنهم مــا ينــال،

: فيقول وأترك مشدودا على وثاقيا ***فى حزنا أن تردي الخيل بالقنا ك

مصاريع دوني قد تصم المناديا ***إذا قمت عن نار الحديد وغلقت فقد تركوني واحدا ال أخ ليا ***وقد كنت ذا مال كثير وأخوة

ألن فرجت أال أزور الحوانيا ***فلله عهد ال أقيس بعهده

الذي كان ] سعد[لقد اخترت اهللا ورضيت بعهدك، فأطلقته، وأعطته فرس ]: سلمى[قالت ففي الدار، وأعطته مع ذلك سالحا، فخرج كاألسد يركض حتى لحق بالجيش المسلم،

فجعل ال يزال يحمل على مشرك إال دق صلبه وقتله، حمل على ميسرة القوم، ثم حمل ا عظيما، حتى تعجب الناس منه وهم ال قصف -ليلتئذ -على ميمنة القوم، كان يقصفهم

من ذلك الفارس الملثم؟ ولم يتلثم؟ ولم : يعرفونه، تعجب سعد وهو يرقب المعركة، ويقوللم يظهر إال في آخر النهار؟ تساؤالت ترد على ذهن سعد ولم يلبسوا إال قليال حتى هزم

ه في القيد، وعاد ورجع أبو محجن ورد السالح، وجعل رجلي -عز وجل-أعداء اهللا لقي : هنيئا لكم النصر، كيف قتالكم اليوم؟ فجعل يخبرها، ويقول: سعد، فقالت امرأته

جند اهللا ما لقي، ولقوا ولقوا ويذكر لها حتى بعث اهللا رجال على فرس أبلق، فلوال واهللا -واهللا-إنه : إنها بعض شمائل أبي محجن، قالت: أني تركت أبا محجن في القيد لقلت

ألبي محجن، وذكرت له ما كان من أمره؛ من أمره كذا وكذا، فما كان من سعد إال أن -واهللا-يا أبا محجن : حلوا قيوده ، وأتوني به، فأتوا به إليه، قال: ذرف الدموع، وقال

ال واهللا ما أشربها بعد اليوم : إني ألرجو اهللا أال أجلدك على خمر بعد اليوم أبدا ، قالت أشربها فتطهرني بالحد والجلد، وأما اليوم فإن شربتها فال يطهرني إال أبدا ، قد كن

. النار، فلم يشربها بعد ذلك أبدا وان هما محضاك النصح فاتهم ***خالف النفس والشيطان وأعصهما ف

فمن تجيب ) منه وفضال الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء واهللا يعدكم مغفرة (

–هاهو شـاب قـوي وسـيم . أخي المسلم؟ العز في كنف العزيز، ومن عبد العبيد أذله اهللا لقـد كـان فــي قصصـهم عبـرة ألولـى األلبــاب (وأنـا مـا أورد هـذا القصـص إال ألن فيــه عبـرة

الم فـــي أوج شـــهوته وشـــدة شـــهوته ، لكنهـــا قـــوي وســـيم حيـــي عـــ -)مـــا كـــان حـــديثا يفتـــرى، عمـره ال يجـاوز الثالثـين ؛ -صلى اهللا عليه وسلم–مربوطة شهوته بقال اهللا وقال رسوله

ار يتواصون على إفساد النـاس وليسـوا فـي ] الربيع بن خثيم[هو كان في بلده فساق وفج ،فرقـة الصـد عـن سـبيل اهللا، ، هم في بلدي وفي بلدك وفي كل بلد، ثلة تسـمى ] الربيع[بلد

يهمهـــا أن تقـــود شـــباب األمـــة وشـــيبها ونســـاءها إلـــى النـــار ، تأخـــذ بحجزهـــا لترميهـــا علـــى ، ] الربيـــع[تواصـــوا علـــى إفســـاد -وجههـــا فـــي النـــار، مـــن أطاعهـــا فلـــيس أمامـــه إال النـــار

مــن علــى قبلــة واحــدة : عــالم؟ قــالوا: هــذا ألــف دينــار، قالــت: فجــاءوا بهــذه الغانيــة، وقــالواولكــم فــوق ذلــك أن يزنــي ، ثــم ذهبــت وتعرضــت لــه فــي ســاعة خلــوة ، : ، قالــت] الربيــع[

يــا أمــة اهللا كيــف بــك إذا نــزل : وأبــدت مفاتنهــا ووقفــت أمامــه ، فلمــا رآهــا خــرج فيهــا قــائالملــك المــوت فقطــع منــك حبــل الــوتين؟ أم كيــف بــك يــوم يســألك منكــر ونكيــر؟ أم كيــف بــك

عظـــيم؟ أم كيـــف بـــك إن لـــم تتـــوبي يـــوم تـــرمين فـــي الجحـــيم؟ يـــوم تقفـــين بـــين يـــدي الـــرب التقــوم مــن ليلهــا مــا تقــوم ، -عــز وجــل-فصــرخت وولــت هاربــة تائبــة عابــدة عائــدة إلــى اهللا

وتصــــوم مــــن أيامهــــا مــــا تصــــوم ، فلقبــــت بعــــد ذلــــك بـــــعابدة الكوفــــة، وكــــان يقــــول هــــؤالء وان تطــع أكثــر مــن فــي األرض . (أردنــا أن تفســد الربيــع فأفســدها الربيــع علينــا: المفســدون

ــؤمنين ) (يضــلوك عــن ســبيل اهللا ــاس ولــو حرصــت بم ــر الن ــا أكث فإيــاك وداعــي الشــر، ) وموهـــو يـــدعوك إلــــى أن -صـــلى اهللا عليـــه وســـلم-إيـــاك ودعـــاة الشـــر، واســـمع لرســـول اهللا

اتــق اهللا حيثمــا كنــت، واتبــع "نــت ، تضــبط نفســك فــي أي مكــان كنــت ، أو فــي أي زمــان كــك إنــك " (الســيئة بالحســنة تمحهــا ، وخــالق النــاس بخلــق حســن فاستمســك بالــذي أوحــى إلي

وكلنــــا ذوو خطــــأ، لكــــن ) علــــى صــــراط مســــتقيم وانــــه لــــذكر لــــك ولقومــــك وســــوف تســــألون ال تحقر ذنبـا، وال تستصـغر معصـية، وال تستصـغر كبيـرة، وال الحسنات يذهبن السيئات، ف

تنظــر إلــى صــغر المعصــية، ولكــن انظــر إلــى عظمــة مــن عصــيت، القائــل كمــا فــي األثــر وعزتي وجاللي ال يكون عبد من عبيدي على ما أحب فينتقل إلـى مـا أكـره إال انتقلـت لـه "

إنكم لتعملـون أعمـاال هـي : -رضى اهللا عنه وأرضاه-] أنس[يقول " مما يحب إلى ما يكره -صـلى اهللا عليـه وسـلم-أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها علـى عهـد رسـول اهللا

مــن الموبقــات يقــول هــذا لمــن؟ لخيــر جيــل عرفتــه البشــرية، ولخيــر فرقــة عرفتهــا البشــرية، ـــذلك النبـــي ـــر ب ـــه وســـلم–ولخيـــر القـــرون كمـــا أخب ـــك للصـــحابة -صـــلى اهللا علي ، يقـــول ذل

سـبحانه –فيا أيها الحبيـب إنمـا يعظـم الـذنب فـي قلـب المـؤمن لعلمـه بجـالل اهللا . ابعينوالت، إن المؤمن ليرى ذنوبه كأنه قاعد تحـت أصـل جبـل، يخـاف أن يقـع هـذا الجبـل -وبحمده

فيا أيها المخطئـون إيـاكم . عليه، وان المنافق ليرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فأطاره بيدهفــإن لهــا مــن اهللا طالبــا، وايــاكم ومحقــرات الــذنوب فإنهــا تجتمــع علــى ومحقــرات الــذنوب ،

.الرجل فتهلكه وكبيرها ذاك التقى ***ل الذنوب صغيرها خ

الشوك يحذر ما يرى ***واصنع كماش فوق أرض إن الجبال من الحصى ***ال تحقرن صغيرة

كم، واعزمـوا علـى أال تعـودوا، أفيقـوا وأقلعـوا عـن ذنـوب -وكلنـا ذو خطـأ-ا أيها المخطئـون ي

وانــدموا نــدما يــورث العــين دمعــا، والقلــب خشــية، وردوا الحقــوق إلــى أهلهــا قبــل أال يكــون درهم وال دينار، وانما التعامل يكون بالحسنات والسيئات، وعندها يعض الظـالم علـى يديـه

، ولــو كانــت الحســرة حتــى يأكلهــا وال ينفعــه نــدم، وال تنفعــه حســرة، لــو كــان النــدم هنــا لنفعــهلبيـك وسـعديك يـا عبـدى، أشـهدكم أنـي قـد : يـا رب فـي الـدنيا لقـال اهللا: هنا لنفعـه، لـو قـال

.غفرت له

أننــا علــى اهللا قــادمون، واليــه راجعــون، وبــين يديــه -وكلنــا ذو خطــأ-وتــذكر يــا مــن أخطــأ ه فرحـا، وتـراه مسؤولون، فمنا من يقدم عليه كالرجل المسافر الغريب القادم على أهلـه، تـرا

عــز -مســرورا، يــوم يلقــى أحبتــه وأهلــه وأبنــاءه وأصــحابه وخالنــه، ومنــا مــن يقــدم علــى اهللا ــا -وجــل ــا كســيرا مهان قــدوم العبــد اآلبــق الشــارد عــن ســيده، تجــده ذلــيال حســيرا وجــال خائف

شـتان بـين الفـريقين، شـتان بـين ) مـة أفمن يلقى في النار خيـر أم مـن يـأتي آمنـا يـوم القيا(ــعير (مشــرق ومغــرب ــة وفريــق فــي السيــا مــن قســا قلبــه، ويــا مــن صــدت ). فريــق فــي الجن

نفســه فأمرتــه بالســوء والفحشــاء، هــال زرت المقــابر، هــال ذهبــت وأحييــت هــذه الســنة التــي لهم لتـرى فيهـا -عز وجل-اهللا كادت تموت بيننا، هل ذهبت إلى المقابر فزرتها ودعوت

اآلباء واألمهات، لتـرى فيهـا اإلخـوان واألخـوات، لتـرى فيهـا األحبـاب واألصـحاب والخـالن قد توسدوا التراب، وارتهنوا باألعمال، ما كأنهم فرحوا مع مـن فـرح، وال كـأنهم ضـحكوا مـع

يشـتهون، ثـم اعلـم أنـك من ضحك، وال كأنهم تمتعوا مع من تمتع، قد حيل بينهم وبـين مـا ســــتكون بيــــنهم، وواهللا لــــن تكــــون إال فــــي روضــــة أو حفــــرة ، القبــــر روضــــة مــــن -قريبــــا-

الجنــان، أو حفــرة مــن حفــر النيــران، إن يــك خيــرا فالــذي مــن بعــده أفضــل عنــد ربنــا لعبــده، .وان يك شرا فما بعد أشد ، ويل لعبد عن سبيل اهللا صد

فا على نفسه، وكـان لـه أم تعظـه فـال يـتعظ ، فمـر فـي يـوم ، كان مسر ]دينار العيار[هاهو

مــن األيــام بمقبــرة كثيــرة العظــام قــد خرجــت العظــام مــن المقبــرة ، فتــذكر مصــيره ، وتــذكر ــا نخــرا فــي يــده ففتتــه، ثــم فكــر فــي نفســه نهايتــه ، وتــذكر أنــه علــى اهللا قــادم ، أخــذ عظم

رفاتــا، وجســمك ترابــا، ومــا زلــت ويحــك يــا نفســي، كــأني بــك غــدا قــد صــار عظمــك : وقــالمكبــة علــى المعاصــي واللذائــذ والشــهوات، ثــم نــدم وعــزم علــى التوبــة، ورفــع رأســه للســماء

إلهـي ألقيـت إليـك مقاليـد أمـري، فـاقبلني واسـترني يـا أرحـم الـراحمين، ثـم مضـى إلـى : قائالالبكــاء، وأخــذ فــي أمــه متغيــر اللــون، منكســر القلــب، فكــان إذا جنــه الليــل أخــذ فــي القيــام و

يــا دينــار ألــك قــوة علــى النــار؟ يــا دينــار ألــك قــوة علــى النــار؟ كيــف : النحيــب وهــو يقــولتعرضــت لغضــب الجبــار؟ وظــل علــى ذلــك أيامــا يقــوم ليلــه، وينــاجي ربــه، وينــاجي نفســه يؤدبهــــا ويحاســــبها، فرفقــــت بــــه أمــــه يــــوم رأت جســــمه قــــد هــــزل، ويــــوم رأت صــــحته بــــدأت

ـــيال، فقـــالارفـــق : تتـــدهور، فقالـــت ـــيال لعلـــي أســـتريح : بنفســـك قل ـــا أمـــاه دعينـــي أتعـــب قل يطـــويال، يـــا أمـــاه إن لـــي موقفـــا بـــين يـــدي الجليـــل، وال أدري إلـــى ظـــل ظليـــل، أم إلـــى شـــر

بنيـــاه أكثـــرت مـــن : مقيـــل؟ إنـــي أخـــاف عنـــاء ال راحـــة بعـــده، وتوبيخـــا ال عفـــو معـــه، قالـــتبـي عقيمـا، إن البنـك فـي القبـر حبسـا راحتها أريد، يا أماه ليتك كنت: إتعاب نفسك؟، قال

طويال، وان له من بعد ذلك وقوفا بين يدي الرحمن طويال، وتمر ليال وهـو يقـرأ قـول اهللا، ــــا كـــانوا يعملــــون (ويقـــوم ليلـــه، بقــــول اهللا هم أجمعـــين عمـــك لنســــألنهم ) (فوربـــك لنســــألنفورب

وكلنـا –فيبكى ويضـطرب، ثـم يخـر مغشـيا عليـه، فيـا مخطـئ ) عما كانوا يعملون أجمعين ألـم يـأن ) (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشـع قلـوبهم لـذكر اهللا ومـا نـزل مـن الحـق ( -ذوو خطأ

كمـا –] مالـك بـن دينـار[هـا هـو ) وما نزل من الحق للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اهللا

كان شرطيا مـن شـرط بنـي العبـاس، وكـان يشـرب الخمـر، وكـان صـادا -يذكر أهل السيرــا، -عــز وجــل–ويشــاء اهللا -عــز وجــل–نــادا عــن اهللا ــا عظيم أن يتــزوج بــامرأة أحبهــا حب

أن يـرزق -عز وجـل–والمساء، ويشاء اهللا لكنه كان ال يترك الخمر، يشربها في الصباح بمولودة من هذه المرأة، فما كان منه إال أن ملكت عليه لبه هذه الطفلة، ملكت عليه لبـه،

حتــى يــأتي إليهــا ليــداعبها ويمازحهــا، وكــان وملكــت عليــه قلبــه، فكــان ال ينتهــي عــن عملــهقـه، فأسـقطت الخمـر مـن يؤتى بالخمر، فإذا رأته يشرب الخمر ذهبـت وكأنهـا تريـد أن تعتن

يـده وكأنهـا تقــول يـا أبــت اتـق اهللا، مــا الخمـر لمسـلم أبــدا، هكـذا حالهــا معـه، وفــي يـوم مــن األيام يأتي من عمله ويأتي ليداعبها ويالعبها ويرميها فتسقط ميتة، فيحـزن حزنـا عظيمـا،

إال أن -فســهكمــا يخبــر عــن ن-ويجــد عليهــا وجــدا عظيمــا، فمــا كــان منــه فــي تلــك الليلــة ثــم نمــت فــي تلــك الليلــة وبــي مــن الهــم مــا ال : شــرب الخمــر، ثــم شــرب حتــى الثمالــة، قــال

كـــأن القيامـــة قـــد قامـــت، وكـــأن النـــاس قـــد -فيمـــا يـــرى النـــائم-فرأيـــت : يعلمـــه إال اهللا، قـــالخرجـــوا مـــن القبـــور حفـــاة عـــراة غـــرال بهمـــا ، يـــدوخ النـــاس فـــي عرصـــات القيامـــة، واذ بهـــذا

لعظــيم فــاغرا فــاه، يقصــدني مــن بــين هــؤالء الخلــق جمــيعهم ، ويــأتي إلــي يريــد أن الثعبــان اوأهــرب منــه ويطــاردني، وأهــرب منــه ويطــاردني ، كــاد قلبــي أن يخــرج مــن : يبتلعنــي، قــال

فتقــدمت إليـــه : بــين أضــالعي، واذا أنــا بهـــذا الشــيخ الحســن الســمت، الرجـــل الوقــور، قــالفبقــي : ال أســتطيع ، ولكــن اذهــب إلــى مــن ينقــذك، قــال :بــاهللا عليــك أنقــذني، قــال: فقلــت

: قـال. فبقى من ورائي ، وجهنم من أمـامي: يطاردني، فما وقفت إال على شفير جهنم قال: ارجـع ، لسـت مـن أهلهـا، قـال: فقلت أرمي بنفسي في جهنم ، واذا بهـاتف يهتـف، ويقـول

لــــى ذلــــك الشــــيخ لقيامــــة وهــــو ورائــــي يطــــاردني، ورجعــــت إا فرجعــــت ألدوك فــــي عرصــــاتفأمــا إنقــاذك فــال، ولكنــي أدلــك : أســألك بــاهللا أن أنقــذني أو دلنــي، قــال: الوقــور، فقلــت لــه

فانطلقــــت إلــــى القصــــر، وهــــو ال يــــزال : علــــى ذلــــك القصــــر، لعــــل لــــك فيــــه وديعــــة، قــــالواذا بهذا القصـر مـن زبرجـد ويـاقوت، مكلـل بـاللؤلؤ والجـوهر، واذا بالسـتر : يطاردني، قال

ففتحــت الســتر عــن أطفــال مثــل فلــق القمــر، واذا بكــل : افتحــوا الســتر، قــال: تحهــاينــادي بفأبتـاه، ثـم ترمـي : واحدة وواحد ينظر إلى هذا المنظر المهول، واذا بـابنتي مـن بيـنهن تقـول

فينصــرف، -هكـذا–بنفسـها مـن القصـر بينـي وبــين الثعبـان، قـال ثـم تقــول للثعبـان بيمناهـا ــم يــأن للــذين آمنــوا أن (أبتــاه : علــى صــدري، و تقــول فتضــرب علــى لحيتــي، ثــم تضــرب أل

بـل آن بـل آن ثـم قلـت مـا ذاك : قـال بـل قلـت) تخشع قلوبهم لـذكر اهللا ومـا نـزل مـن الحـققـال ومـا ذلـك الشـيخ الوقـور قالـت .الثعبان قالـت ذلـك عملـك السـيئ كـاد يرديـك فـي جهـنم

ضـــعفته حتـــى مـــا اســـتطاع أن يقـــاوم عملـــك الســـيئ قـــال ثـــم تضـــرب ذلـــك عملـــك الحســـنففزعـت : قـال) ألم يأن للذين آمنـوا أن تخشـع قلـوبهم لـذكر اهللا : (صدري ثانية وتقول أبتاه

: ثم توضأت، ثم انطلقت إلى المسجد، فـذهبت ألداء صـالة الفجـر، قـال: من نومي، قالألم يأن للذين آمنـوا أن تخشـع قلـوبهم لـذكر اهللا ومـا نـزل (أ الفاتحة، ثم يبدأ واذا باإلمام يقر

فيا أيها األحبة أعمـالكم أعمـالكم، أعمـاركم . واهللا ما كأنه يعني إال إياي: فقلت) من الحقئيل أطـاع اهللا أربعـين ها هو عبـد مـن بنـي إسـرا. كلنا ذوو خطأ ، كلنا ذوو خطأ. أعماركم

عاما، ثم انقلبت هذه المضغة وانـتكس ورجـع علـى عقبيـه، وارتـد علـى عقبيـه، فعصـى اهللا وقــــد رفــــع يديــــه إلــــى اهللا، يــــا رب أطعتــــك أربعــــين، وعصــــيتك : أربعــــين عامــــا أخــــرى فقــــال

ــت وعــدت إليــك يــا رب؟ قــال فســمعت هاتفــا : أربعــين، فهــل لــي مــن توبــة إن أنــا تبــت وأبأطعتنــا فقربنــاك، وعصــيتنا فأمهلنــاك، وان رجعــت إلينــا قبلنــاك، فــال إلــه إال : قــوليهتــف وي

أســأله برحمتــه التــي ! مــا ألطــف اهللا بعبــاده! مــا أرحــم اهللا بعبــاده! اهللا، مــا أحلــم اهللا بعبــاده .وسعت كل شيء أن يرحمنا برحمته

كيـف نفـرح : قـائلهم قلوبهم بالخوف وجلة، وأعينهم باكية، يقـول -أيها األحبة–هاهم سلفنا

والموت وراءنا، والقبر أمامنا، والقيامة موعدنا، وعلى الصراط مرورنـا، والوقـوف بـين يـدي ) كانوا قليال من الليـل مـا يهجعـون وباألسـحار هـم يسـتغفرون ! (اهللا مشهدنا، كيف نفرح ؟

يــا : نــاعم لــين، فيقــول مخاطبــا فراشــه يــأتي أحــدهم إلــى فراشــه فيلمســه فــي الليــل، فــإذا هــوكــانوا (إنــك للــين، ولكــن فــراش الجنــة ألــين، ثــم يقــوم ليلــه كلــه حتــى يصــبح -واهللا–فراشــي

ــن الليــل مــا يهجعــون وباألســحار هــم يســتغفرون يــا قــوم : ينــاجي أحــدهم ويقــول) قلــيال م–تى أترك جسر جهنم ورائى، واهللا ال أهدأ وال أسـكن حتـى ال أسكن وال يهدأ روعي ح -واهللا

كانوا إذا ذكر اهللا وجلـت قلـوبهم، وكـادت . أترك جسر جهنم ورائي، ويجب أن نكون كذلكــا مــن اهللا فــأمنهم ؛ فهــو القائــل كمــا فــي -جــل وعــال–خــافوا اهللا -جــل وعــال–تنخلــع خوف

خـوفين ، وال أجمـع لـه أمنـين؛ إن وعزتي وجاللي ال أجمـع علـى عبـدي " الحديث القدسي فته يوم القيامة، وان خافني في الدنيا أمنته يـوم القيامـة ركم اهللا " (أمنني في الدنيا خوويحـذ

كان لسان حال الواحد من سلفنا وهو يناجي ربـه فـي ثلـث الليـل ) نفسه واهللا رؤوف بالعباد ابين، ثلث المستغفرين، ثلث المخطئين، ثلـث النـادمين الـذي اآلخر، ثلث اآليبين، ثلث التو

ضيعناه ، الذي سهرنا إلـى تلـك اللحظـة، ثـم رمينـا أنفسـنا كـالجيف، ونسـأل اهللا أن يعاملنـا كـان لسـان حـال الواحـد . برحمته، وان عاملنـا بعدلـه لعـذبنا، ثـم لـم يظلمنـا سـبحانه وبحمـده

:منهم وقمت أشكو إلى موالي ما أجد ***بست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ل

ويا من عليه كشف الضر أعتمد ***وقلت يا عدتي في كل نائبة مالي على حملها صبر وال جلد *** أشكو إليك ذنوبا أنت تعلمها إليك يا خير من مدت إليه يده *** وقد مددت يدي بالذل معترفا

كل من يرد فبحر جودك يروي ***فال تردنها يا رب خائبة

ذه حال سلفنا، فما حالنا يا أيها األحبة؟ ما حالنا في ليلنا؟ وما حالنا في نهارنا؟ أما هعلى األغنيات وعلى المسلسالت وعلى التمثيليات وعلى األفالم، -إال ما رحم اهللا-ليلنا

داع وعلى قيل وقال إلى الثلث الذي ينزل فيه الرب سبحانه نزوال يليق بجالله، هل منفأستجيب له؟، وهل من مستغفر فأغفر له؟، هل من تائب فأتوب عليه؟، وفي تلك

؛ منا من هو كالجيفة البطال، ومنا من ال زال -أيضا-اللحظة نحن على قسمين سقه وعلى فجوره، أما ف مواصال في غية وظلمه، يدعوه اهللا إلى التوبة وهو مازال على

وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن (عزيز مقتدر، يخشى أن يأخذه اهللا أخذ )أخذه أليم شديد

إن الحوادث قد يطرقن أسحارا *** ا راقد الليل مسرورا بأولهيعليه رحمة اهللا، أحد ] رياح بن عمر القيسي[يف كان ليل سلفنا ؟ هاهو أحدهم؛ وهو ك

، تزوج امرأة صالحة، وأراد أن يختبرها، أراد أن يختبرها هل هي من الالتي التابعينتركن إلى زخارف الدنيا؟ هل هي الصائمة القائمة أم هي المشغولة بقيل وقال وباألزياء والموديالت وما أشبه ذلك من زخارف الدنيا؟ يوم جاء الصباح ما كان منه إال أن رآها

-واسمها دؤابة-، ]دؤابة[يا : ت تقوم ببيتها، فقالتعجن عجينها، وتعمل عمل البي، وما تزوجت ]رياحا[يا رياح إني تزوجت : أتريدين أن أشترى لك أمة لتخدمك؟ قالت

يا رياح قم، : جبارا عنيدا، ثم جاء الليل، قام يتناوم، فقامت ربع الليل األول، وقالت له -أيضا–يا رياح قم، فتناوم : ثاني، وقالتأقوم، ثم نام مرة أخرى، فقامت الربع ال: قال

: أقوم ولم يقم، فقالت: يا رياح قم، فقال: مرة أخرى، ثم قامت ربع الليل الثالث، ثم قالتيا رياح قد فاز المحسنون، وعسكر المعسكرون، يا ليت شعري من غرني بك؟، يا ليت

مع أنه يقوم -لليل شعري من غرني بك؟، تقول اتغريت فيك ووقعت بإنسان ال يقوم افهل جعلنا لثلث الليل اآلخر منا لو ركعتين عل اهللا أن . -الليل، ولكنه أراد أن يختبرها

علينا بنظرة رحمة، وبنظرة عطف فيرحمنا في الدنيا واآلخرة، فنسعد في الدنيا يرضىر أن يجعلنا من المرحومين المغفو -سبحانه وبحمده-نسأله اهللا . واآلخرة سعادة األبد

من يخرج الصباح من بيته -واهللا أيها األحبة-أما في النهار فما حالنا ؟ منا . لهمفيجمع الحرام، يبحث عن الحرام أيا كان، فيجمع الحرام، فمطعمه حرام، ومشربه حرام،

فما حال سلفك يا عبد اهللا؟ إن امرأة من السلف يوم يخرج . وملبسه حرام، وغذي بالحراماتق اهللا وال تطعمنا إال حالال، فإنا نصبر على الجوع، لكنا : صباح تقول لهزوجها في ال

ال نصبر على النار، فهل قال لنا نساؤنا كذلك ونحن نخرج ، يا أيها األحبة؟ ثم بعد ذلك نرجو النجاح، بعد هذه األعمال، وبعد هذا الليل المخزي، وبعد هذا النهار المخزي،

:نرجو النجاة إن السفينة ال تجري على اليبس ***ولم تسلك مسالكها رجو النجاةت

على ما كنت تركب من بعل ومن فرس ***ركوبك النعش ينسيك الركوب

وضمة القبر تنسي ليلة العرس ***يوم القيامة ال مال وال ولد

ه في بناؤنا كيف نربيهم؟ ربيناهم تربية مادية، وهيأناهم تهيئة مادية، فجعل الواحد هم أسيارة وفي ثوب وفي زخرف من زخارف الدنيا وفي قصر، ونسي قصور الجنة، وأنهار

الجنة، ونعيم الجنة، أشغلناه بهذا عن ذاك، ربيناه تربية البهائم، سمناه كما تسمن صلى اهللا عليه -العجول، ثم ماذا يكون؟ هل هذه هي المسئولية التي وضعها رسول اهللا

ما من راع استرعاه اهللا ...... " "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "في عنقك -وسلمهيأنا لهم كل مادة، لكنا لم نربي " رعية فبات غاشا لهم إال حرم اهللا عليه رائحة الجنة

: أرواحهم، ثم نرجو نجاتهم، فواهللا ما مثلنا إال كقول القائل ن تبتل بالماءإياك إياك أ ***لقاه في الماء مكتوفا وقال له أ

ما أبناء سلفنا فكيف كانوا؟ سأضع لكم نموذجا، كيف كانوا يربونهم؟ وكيف كانوا أ. يتعاملون معهم؟ وكيف تربوا فأصبح الطفل منهم كالرجل منا، بل كالعابد الزاهد منا

ما كان منه يوم أن دعا رسول -عليه رضوان اهللا ورحمته-] خيثمة بن الحارث[هاهو ، ]سعد[للنفرة إلى غزوة بدر إال أن جاء إلى ابن له اسمه - عليه وسلمصلى اهللا-اهللا

ابن صغير، وكان معه من النساء الكثير، ومعه من البنات واألخوات يعولهن هذا الرجل يا بني تعلم نساءنا، وليس لهن من ]: سعد[فقال البنه ] خيثمة بن الحارث[الكبير

يا أبتاه : جاهد في سبيل اهللا جل وعال ، قاليحميهن، وأريد أن تبقى معهن وأذهب ألللنساء رب يحميهن، واهللا ما تطمع نفسي في هذه الدنيا بشيء دونك، لكنها الجنة يا أبتاه، واهللا لو كان غير الجنة آلثرتك به، وانطلق يجاهد في سبيل اهللا، وجلس األب

هللا هذا الطفل، يوم جاء في سبيل ا -بإذن اهللا-الكبير مع هؤالء النساء، وقتل شهيدا فما كان -جل وعال-لقد قتل نحتسبه شهيدا عند اهللا : الخبر أباه في اليوم الثاني قالوا له

أواه أواه، واهللا لقد فاز بها دوني، واهللا لقد كان أعقل مني، لقد رأيته : منه إال أن قالأبتاه إلحق بنا، فإنا قد يا: البارحة يسرح ويمرح في أنهار الجنة وثمارها وأزهارها ، ويقول

.وجدنا ما وعدنا ربنا حقا

والباب مفتوح يـا أيهـا األحبـة، -وهللا الحمد-ومع ذلك الظالم الذي نراه اآلن فهناك بشائر

ولن يغلق إال عند طلوع الشمس مـن مغربهـا أو غرغـرة الـروح فـي الحلقـوم، المبشـرات كمـا ضــيئة كثيــرة وكثيــرة، والخيــر فــي األمــة ال زال قلــت كثيــرة وكثيــرة وهللا الحمــد، والصــور الم

ولــوال ......" ال تــزال طائفــة علــى الحــق منصــورة " ولــن يــزال بــإذن اهللا إلــى قيــام الســاعة -سـبحانه وتعـالي-هذه المبشرات لضاقت علينا األرض بما رحبت ، ولكن من فضل اهللا

.علينا نماذج من الحاضـر، وهـي مبشـرات من الماضي، فإليكم ال -كانت النماذج يا أيها األحبة

أقولها لكـل مـن آلمـه مـا يـرى مـن تـدهور حـال األمـة المسـلمة وذهابهـا إلـى الهاويـة، هنـاك بشــائر وســأذكر لكــم بعــض األمثلــة علــى ذلــك ، هــاهي عجــوز بلغــت الثمــانين مــن عمرهــا

هذه العجوز جلست مـع النسـاء فـرأت أنهـن ال ينـتفعن مـن أوقـاتهن، > الرياض<في مدينة جلساتهن في قيل وقال، فـي غيبـة ونميمـة، فـي فالنـة قصـيرة وفالنـة طويلـة وفالنـة عنـدها

إن لـم يبعـدهن عـن -كذا، وفالنة ليس عندها كذا، وفالنـة طلقـت، وفالنـة تزوجـت، كالمـا عـز -فهو تضييع ألوقـاتهن، فاعتزلـت النسـاء وجلسـت فـي بيتهـا تـذكر اهللا -اهللا عز وجل

النهار، وكان أن وضـعت لهـا سـجادة فـي البيـت تقـوم مـن الليـل آناء الليل وأطراف -وجلولهــا ولــد بــار بهــا، ال تملــك غيــر هــذا الولــد مــن هــذه -أكثــره، وفــي ليلــة مــن الليــالي قامــت

مـا كـان منهـا إال أن قامـت لتصـلى فـي ليلـة مـن الليـالي، وفـي -جل وعـال-الدنيا بعد اهللا فتقـدمت وذهبـت إليهـا، فـإذا هـي سـاجدة علـى :واذا بها تنادي، قال: آخر الليل يقول ابنهايــا بنــي مــا يتحــرك فــي اآلن ســوى لســاني، قــال إذا أذهــب بــك إلــى : هيئــة الســجود، وتقــول

وقـد -ال، واهللا ألذهـبن بـك إلـى المستشـفى : ال، وانمـا أقعـدني هنـا، قـال: المستشفى، قالـتى المستشــــفى، وتجمــــع فأخــــذها وذهــــب بهــــا إلــــ -كــــان حريصــــا علــــى برهــــا جــــزاه اهللا خيــــرا

. األطباء وقام كل منهم يدلي بما لديه من األسباب، لكن ال ينجي حذر من قدر ال يستطيع دفاع نحب قد أتى*** ن الطبيب بطبه ودوائه إ

قد كان يبرئ مثله فيما مضى*** ما للطبيب يموت بالداء الذي من اشترىجلب الدواء وباعه و *** مات المداوي والمداوى والذي

أســـألك بـــاهللا إال : ، قالـــت-ســـبحانه وبحمـــده-للـــوا وفعلـــوا وعملـــوا، ولكـــن الشـــفاء بيـــد اهللا حرددتنــي علــى ســجادتي فــي بيتــي، فأخــذها وذهــب بهــا إلــى البيــت، ويــوم ذهــب إلــى البيــت

ــــى ســــجادتها، فقامــــت تصــــلى ــــأها ثــــم أعادهــــا عل ــــيس : يقــــول. وض وقبــــل الفجــــر بوقــــت ليا بنـي أسـتودعك اهللا الـذي ال تضـيع ودائعـه، أشـهد أن : ني، وتقولبالطويل، واذ بها تنادي

فما كـان -سبحانه وبحمده-ال إله إال اهللا، وأن محمدا رسول اهللا، لتلفظ نفسها إلى بارئها ــلها وهــي ســاجدة، وكفنهــا وهــي ســاجدة، وحملوهــا إلــى الصــالة مــن ولــدها إال أن قــام فغس

إلى المقبرة وهي ساجدة، وجاءوا بها إلى القبر فـزادوا عليها وهي ساجدة، وحملوها بنعشهافي عرض القبر لتدفن وهي سـاجدة، ومـن مـات علـى شـيء بعـث عليـه، تبعـث بـإذن ربهـا

. ساجدةــاة الــدنيا وفــي اآلخــرة ويضــل اهللا الظــال ( ــالقول الثابــت فــي الحي مين يثبــت اهللا الــذين آمنــوا ب

أيعجـــز شـــبابنا، أيعجـــز شـــاباتنا، أيعجـــز نســـاؤنا، أيعجـــز رجالنـــا أن ) ويفعـــل اهللا مـــا يشـــاء يفعلوا كما فعلـت هـذه المـرأة؛ أن يقومـوا مـن لـيلهم ولـو بعضـه؛ ليقفـوا بـين يـدي اهللا، ليلقـوه

بأســـمائه الحســـنى، -عـــز وجـــل–أســـأل اهللا . وقـــد غفـــر لهـــم مـــا اقترفـــوا مـــن إثـــم وخطيئـــة؟ . فاته العليا أن يوفقنا واياكم لما يحب ويرضىوص

أورد صاحب كتاب قصص السـعداء واألشـقياء . المبشرات كثيرة جدا كما قلت أيها األحبة

سـائق اإلسـعاف كـان فظـا . هذا الحدث وفيه عبرة وعظة لمن كان له قلب أو ألقـى السـمعـــر، وال يـــتعظ إذا وعـــظ، يباشـــر ا لحـــوادث الشـــنيعة فيحمـــل أشـــالء غليظـــا، ال يتـــذكر إذا ذك

المصــابين، رأس المصــاب فــي يــد، ورجــل المصــاب اآلخــر فــي يــد أخــرى، فــال يهــزه ذلــك عــز وجــل كمــا –المنظــر، وال يــؤثر فيــه، كــان تاركــا للصــالة، مرتكبــا للموبقــات، ويشــاء اهللا

أن بلغــــت ليلــــة مــــن الليــــالي عــــن حــــادث مــــن الحــــوادث علــــى مــــدخل مدينــــة -يقــــول هــــوركبــت الســيارة، وانطلقــت مســرعا نحــو : فــي الســاعة الواحــدة لــيال، قــال: ، قــال>يــاضالر <

الحادث، ووصلت إلى موقع الحادث؛ فإذا بي أجد سيارة بيضاء قـد ارتطمـت بأحـد أعمـدة : وأدت إلــى انطفــاء الكهربــاء فــي تلــك المنطقــة، قــال: قــال -أحــد أعمــدة الكهربــاء–اإلنــارة

فانطلقـت متوجهـا إلـى بـاب السـيارة، : ا ينبعث من السيارة، قـالوالغريب أني أرى نورا خافت وجهـه كـأن –فـإذا بـي أري رجـال كـث اللحيـة، مسـتنير الوجـه : وكان في يدي سيجارة، قـال

: قــد مــأل نــور وجهــه الســيارة، وقــد ارتطمــت أجــزاؤه الســفلي بمقــود الســيارة، قــال -فلقــه قمــرنعــم، : أتريــد أن تنقــذني يــا بنــي؟ قلــت: ه، فقــالفحاولــت أن أعيــد المقعــد إلــى الخلــف ألنقــذ

فمـــا كـــان منـــي إال أن : قـــال. -جـــل وعـــال–إذا ســـمحت أطفـــئ ســـيجارتك، واتـــق اهللا : قـــالومـا اسـتطعت أن أخرجـه كمـا ينبغـي، قـال أتريـد أن : أطفأتها، ورجعت أحـاول إنقـاذه، قـال

مـن صـنع إلـيكم : وليقـ -صـلى اهللا عليـه وسـلم–فـإن النبـي : نعـم، قـال: تنقذني فعال، قـالمعروفــا فكــافئوه، واهللا يــا بنــي ال أملــك لــك مكافــأة علــى إنقــاذي إال نصــيحة أوجههــا إليــك،

عليـك بتقـوى اهللا، عليـك بتقـوى اهللا عليـك بتقـوى : تفضـل، قـال: قلـت: فهل تقبل ذلـك؟ قـال: قــال أشــهد أن ال إلــه إال اهللا وأن محمــدا رســول اهللا، ثــم مــات،. اهللا، وايــاك ورفقــة الســوء

فارتجفــت مكــاني، وأخذتــه مــن هنــاك، وأخذتــه فــي الســيارة، وســلمته فــي قســم الحــوادث فــي وقمت إلى : ولم أستطع النوم، كلماته الزالت ترن في أذني، قال: الساعة الثالثة ليال، قال

: صـالة الفجــر، وتوضـأت وصــليت، وأخبـرت إمــام المســجد الـذي بــالحي بمـا حصــل، فقــالأحياك بموت ذلك الرجل، احمـد اهللا الـذي أحيـاك بمـوت ذلـك الرجـل، وادع احمد اهللا الذي

فاسـأل اهللا : اهللا له؛ وادع اهللا عز وجل له فخير ما تكافئه به الـدعاء، ثـم يقـول هـذا الرجـلألن يهدي اهللا بك رجـال واحـدا خيـر " أن يرحمه، وأن يغفر له، وأن يجمعني به في الجنة

أيها األحبة، رجال يلفظ أنفاسه األخيرة، وعلم أنه مسـئول أمـام أرأيتم". لك من حمر النعماتـــق اهللا، : أطفـــئ ســـيجارتك، ويقـــول لـــه: اهللا أن يـــأمر وينهـــي، فمـــاذا كـــان منـــه؟ يقـــول لـــه

ــــذهب ويخــــرس ــــه شــــعرة، وي ــــال تهتــــز في وبعضــــنا يــــرى المنكــــرات والعظــــائم أمــــام عينــــه فوا كلمة الحـق، ال تخشـوا فـي اهللا لومـة الئـم؛ كالشيطان ال يتكلم بكلمة، أال فاتقوا اهللا، وقول

فإن اهللا ينفع بها، وألن يهدي اهللا بك رجال واحدا خيرا لك من حمر النعم،

وقد نقلته قبـل ذلـك فـي محاضـرة كـل يغـدو ،>لرياضا<وهاهو حدث آخر حدث في مدينة بعــين، شــاب فــي ولكــن أرى أن المقــام مناســب لــه اآلن، رجــل عمــره مــا بــين الثالثــين واألر

مقتبــل شــبابه، ال يرتــاح ليلــة مــن الليــالي إال علــى كــأس خمــر يشــربها، أو امــرأة يزنــي بهــا، حياتــه مظلمــة، عربــدة وفســاد وعنــاد وبعــد عــن اهللا الواحــد الــديان، تمــر بــه األيــام والليــالي،

عـز ويشاء اهللا أن يتزوج بزوجة، وبعد زواجه يـزداد طغيانـه، ويـزداد عصـيانه، ويرزقـه اهللاوجل بابنة من زوجتـه لتترعـرع وتبلـغ الخامسـة مـن عمرهـا، ترعرعـت وبلغـت الخامسـة مـن عمرهــا وهــي ال تــرى أباهــا إال قلــيال، يســهر ليلــه علــى معصــية اهللا، ثــم يــأتي منهكــا لينــام، ونــادرا مــا تــراه ابنتــه، فــي الليــل نائمــة وهــو ســهران علــى المعاصــي، وفــي النهــار فــي عملــه

ت، تمــر األيــام وتمــر الليــالي فــال يــزداد إال ســوء، وفــي ليلــة يتفــق مــع بعــض وهــي فــي البيــقرنــاء الســوء يجتمعــون علــى شــرب الخمــور، ويقــدر الــرحمن أن يتــأخر عــن هــؤالء الرفقــة

ذهبـــت وفتشـــت عـــنهم يمنـــة ويســـرة، نظـــرت إلـــيهم هنـــا : الســـيئين، ثـــم يقـــول هـــو عـــن نفســـهمنــي إال أن ذهبــت إلــى صــديق ســوء فمــا كــان: فلــم أجــدهم، قــال -يبحــث عــنهم–وهنــاك

آخــر، فــذهبت إليــه وأخــذت منــه فيلمــا ماجنــا خليعــا جنســيا يســتحي إبلــيس أن ينظــر إلــى ثـم أخذتـه وعـدت بـه فـي السـاعة الثانيـة لـيال ، وال إلـه إال اهللا، : ذلك، فكيف بالبشر؟، قال

ق دموعــه علــى ثلــث الليــل اآلخــر يتنــزل الــرب، هــل مــن داع فأســتجيب لــه، ومنــا مــن تهــراخده من خشية اهللا، فذلك هو الفائز، ومنا من يرضع المعاصي فـي تلـك السـاعة وخاصـة

هـــل مـــن داع : هـــذه األيـــام مـــع قـــدوم البـــث المباشـــر ، فـــي الســـاعة الثانيـــة لـــيال اهللا يقـــولفـدخلت إلـى بيتـي : قـال -جـل وعـال–فأستجيب له؟، والنـاس ينظـرون إلـى مـا يغضـب اهللا

–ودخلــت إلــى غرفــة ذلــك الجهــاز؛ : زوجتــي وابنتــي فوجــدتهم نــائمتين، قــال ونظــرت إلــى: الــذي خــرب بيــوت كثيــر مــن المســلمين، وأضــاع شــباب المســلمين، قــال -يقصــد الفيــديو

فدخلت ووضعت الشريط في ذلك الجهاز، ثم جلست، وبينما أنا جالس واذا بالبـاب يفـتح، دخل وتنظر إلـى بنظـرات حـادة، بنظـرات واذا بها ت -عمرها خمس سنوات–واذا بها ابنتي

ذهلـت : عيـب عليـك يـا والـدي، اتـق اهللا، عيـب عليـك يـا والـدي اتـق اهللا، قـال: قوية وتقـول: قـــال -ســـبحانه وبحمـــده–مـــن علمهـــا؟، مـــن أنطقهـــا؟ إنـــه رب األربـــاب : ودهشـــت، وقلـــت

: ذكر قولتهـافخرجـت وأنـا أتـ: وأغلقت الجهاز، وخرجت ونظرت إليها، فإذا هي نائمة، قالعيب عليك يا والدي، اتـق اهللا، بقيـت فـي الشـارع أمشـي وآتـي، واذا بمنـاد ينـادي اهللا أكبـر

صـلى –، اهللا أكبر نداء صالة الفجر الـذي حرمـه كثيـر مـن المسـلمين، والـذي ذكـر النبـي أن مـن عظـم األجـر فيـه لـو لـم يكـن مـن اإلنسـان إال أن يـأتي حبـوا لتلـك -اهللا عليه وسـلم

فــذهبت وتوضــأت ودخلــت فــي المســجد، ومــا كنــت أصــلي أبــدا، : الصــالة لجــاء حبــوا، قــالويوم سجدت انفجرت من البكـاء، قـال وعنـدما انتهـى اإلمـام : وكبرت مع اإلمام، قال: قال

ســبع ســنوات مــا : قلــت لــه: مــا بــك يــا أخــي؟، قــال: مــن صــالته، قــال الرجــل الــذي بجانبــهأالقــي ربــي، ســبع ســنوات مــا ركــع فيهــا هللا ركعــة، بــأي ســجدت فيهــا هللا ســجدة، بــأي وجــه

ثــم ذهــب النــاس، وبقيــت أتــذكر جرائمــي وفضــائحي، : ، قــال-جــل وعــال–وجــه يالقــي اهللا ونظـــرت فـــي الســـاعة، فـــإذا وقـــت الـــدوام : وذنـــوبي التـــي عظمـــت وعظمـــت وعظمـــت، قـــال

ولكننـي -الجل وعـ–فانطلقت إلى عملي، وكان لي زميل لطالما ذكرني باهللا : يحين، قالواهللا إنــي ألرى بوجهــك اليــوم شــيئا غيــر : دخلــت عليــه ونظــر إلــي وقــال: لــم أتــذكر، قــال

لقـــد كـــان مـــن أمـــري البارحـــة كـــذا وكـــذا وكـــذا وقـــص عليـــه : الـــذي أراه منـــك كـــل يـــوم، قـــالاحمـــد اهللا الـــذي أرســـل إليـــك ابنتـــك لتوقظـــك ومـــا أرســـل إليـــك ملـــك المـــوت : قصـــته، فقـــال

إنــي لــم أنــم البارحــة، وأريــد أن تــأذن لــي ألذهــب ألنــام، فــأذن لــه : ليقــبض روحــك، ثــم قــالفخــرج مــن عنــده، وذهــب ودخــل فــي مصــلى الــدائرة التــي يعمــل فيهــا، ثــم قــام يصــلى مــن

: وجئتـــه وظننـــت أنـــه ذهـــب إلـــى البيـــت، قـــال: الســـاعة العاشـــرة إلـــى صـــالة الظهـــر، قـــاليــا أخــي : م تــذهب وتســترح؟، قــاللــم لــ: فتقــدمت إليــه، ولمــا رآنــي انفجــر بالبكــاء، فقلــت لــه

سبع سنوات ما ركعت فيها هللا ركعة، بأي وجه أالقي ربـي، واهللا إن بـي شـوقا عظيمـا إلـى وتواعــد " وجعلــت قــرة عينــي فــي الصــالة : "يقــول -صــلى اهللا عليــه وســلم -النبــي. الصــالة

ن عمـره بدايتـه هو واياه على ليلة جديدة وعلى عمر جديد؛ ليكون عمـره تلـك الليلـة، وليكـو في ذلك اليوم، ومـا مضـى فعمـر ال يتشـرف بـه، وذهـب إلـى بيتـه يريـد أن يـرى ابنتـه التـي لم يرها منـذ أن قالـت لـه كلمتهـا، ويـدخل البيـت، واذا بزوجتـه تصـرخ فـي وجهـه أيـن أنـت؟ نتصل عليك فلم نجدك، لقد ماتت ابنتك منـذ لحظـات ومنـذ سـاعات، فمـا كـان منـه إال أن

م يتمالـــك نفســـه إال وهـــو يـــردد كلماتهـــا؛ عيـــب عليـــك يـــا والـــدي، عيـــب عليـــك يـــا انهـــار، لـــوالــدي، اتــق اهللا، ثــم مــاذا كــان؟ كــان منــه أن اتصــل بزميــل الصــالة زميلــه وأخبــره، فجــاء وكفنوهــا وصــلوا عليهــا صــالة العصــر، وذهبــوا بهــا إلــى المقبــرة، ويــوم وصــل إلــى المقبــرة

. ها في لحدها، فأخذها ودموعه تقطر على كفنها وضع -يقول زميله-خذ ابنتك : قال ولكنها روح تسيل وتقطر*** ليس الذي يجرى من العين ماؤها و

ا كان منه إال أن وضعها في القبر، ويوم وضعها في القبر قال كالما أبكى جميع من مالنور، يا أيها الناس أنا ال أدفن ابنتي، ولكني أدفن النور الذي أراني: حضر الدفن، قال

، فأسأل اهللا أن -سبحانه وبحمده-هذه البنت أخرجتني من الظلمات إلى النور بإذن اهللا . يجمعني واياها في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر

. توابا رحيما -سبحانه وتعالى-أرأيتم أيها األحبة يوم يعود العبد إلى اهللا فيجد اهللا

المولود إذا ولد أذن في أذنه اليمنى، واذا مات صلي -ذوو خطأوكلنا -يا أيها المذنبون إن ! ما أقصرها من حياة! عليه، فكأن الحياة ما بين األذان إلى الصالة، وال إله إال اهللا

. للموت أخذة تسبق اللمح بالبصر، إياكم والتسويف ؛ فإن سوف جندي من جنود إبليس ال تغنمون سوى عسى ولعلما *** عماركم تمضى بسوف وربما أ

أعماركم سفر من األسفار*** فاقضوا مشاربكم عجالى إنما أن تسترد فإنهن عوار *** وتراكضوا خيل الشباب وبادروا

ذكروا أن اليوم عمل وال حساب، وغدا حساب وال عمل، واذا كانت نظرة الخلق إليك اما بينك وبين اهللا، وتقرب إليه بطاعته؛ تمنعك من المعصية فإن اهللا أولى بذلك، أصلح

عسى أن تكون ممن يبدل اهللا سيئاتهم حسنات؛ فإنك عما قريب تحمل على أكتاف قدموني قدموني، وان كانت طالحة تصيح : الرجال ، ونفسك إن كانت صالحة تقول

يا ويلها، أين تذهبون بها؟ : بصرخات تقض منها المضاجع

اعة في العمر وأصدق لحظة في الحياة تلك الساعة التي يقف أحبتي في اهللا أسعد س العبد فيها مع نفسه محاسبا ، وقفة العتاب، وقفة المالمة ، إنها ساعة المخطئين

المنيبين إلى رب العالمين ، إنها ساعة المنكسرين من خشية إله األولين واآلخرين، إنها ا العبد ما أصاب، أيام خلت وليال ساعة العتاب، إنها ساعة الحساب التي يتذكر فيه

مضت قد قصر فيها في جنب اهللا، إذا تذكر السيئات وما أصاب من األوزار رق قلبه، وانكسر فؤاده من خشية اهللا، تذكر حقوقا هللا ضيعها، وحدودا هللا جاوزها، ومحارم هللا

اعة الحزن والندامة انتهكها فانكسر فؤاده من خشية اهللا، ورق قلبه خوفا من اهللا، إنها سواألسى على التفريط في جنب اهللا، لكن سرعان ما يزداد األلم والندم إذا تذكر أنه إلى

اهللا صائر وراجع ومسؤول، وأنه مرتحل من هذه الدنيا ليقف بين يدي جبار السماء واألرض، ثم يسأل نفسه، كيف ألقاه وحقوقه ضيعت؟ كيف ألقاه ومحارمه انتهكت؟ كيف

وحدوده تجاوزت؟ كيف ألقاه ؟ بأي وجه ألقاه بأي قدم أقف بين يديه؟ عندها ينكسر ألقاه قلبه ويرق فؤاده، وال يجد إال أن يدمع من خشية اهللا، ثم ال يملك إال أن يرفع يديه، رباه أسأت، رباه ظلمت، رباه أسرفت، رباه ذنوبي، من أرجو لها سواك؟، من يفتح الباب إن

إلى - بإذن الرب-قته؟، من يعطي العطاء إن منعته؟ فيصلح الحال، وتبدل السيئات أغلانتبه عبد اهللا وتيقظ وادخل باب التوبة المفتوح قبل إغالقه . حسنات؛ فالبدار البدار

ات أن تميلوا ميال واهللا يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهو (مبادرا منكسرا ) .عظيما

أحبتي في اهللا العيون تذنب، واآلذان تذنب، والقلوب تذنب، واألبصار تذنب، واألرجل

واهللا ال يغفر تلك الذنوب إال التوبة النصوحة، التوبة . تذنب، وكلنا ذوو خطأ وذنباستغلوا ذلك اإلقبال؛ فإن التوبة لعلكم تفلحون ، األوبة األوبة، متى ما أقبلتم على اهللا ف

اد إال إذا كانت ساخنة، فإذا بردت جمدت وصارت أشدالنفس كالحديدة ال تلين بيد الحدأال واستغلوا اندفاع األنفس إلى الخيرات؛ فإن لكل نفس إقباال وادبارا، ولكل . من الحجارة

خافق سكونا

فإن لكل خافقة سكونا*** ذا هبت رياحك فاغتمنها إ فال تدرى السكون متى يكون*** وال تغفل عن اإلحسان فيها

ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم -الملك الموكل بالسيئات-ن صاحب الشمال إ

المخطئ ؛ فإن ندم واستغفر اهللا منها ألقاها، واال كتبت عليه واحدة فضال من اهللا ومنة، التوبة على عجل قبل دنو األجل، لنندم ونقلع، ونرد والتائب من الذنب كمن ال ذنب له،

إنما التوبة على . (المظالم، ولنخالط الصالحين؛ فبخلطة الصالحين نتذكر رب العالميناهللا للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك أتوب عليهم وكان اهللا عليما

)حكيما يا نفس توبي قبل أن ال تستطيعي أن تتوبي

واستغفري لذنوبك الرحمن غفار الذنوب ن المنايا كالرياح عليك دائمة الهبوبإ

يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم األلين ويرى نياط عروقها في مخها

ك العظام النحل والمخ في تل ………………………..… رب اغفر لجمع تاب من ذالتها ما كان منه في الزمان األول

نسألك بقوتك وضعفنا، . سألك اللهم باسمك األعظم، نسألك اللهم بعزك وذلنا إال رحمتنان

عبادك سوانا . هذه نواصينا الخاطئة الكاذبة بين يديك. بغناك وفقرنا إليك إال غفرت لنانسألك . ال ملجأ وال منجى إال إليك، ال مهرب منك إال إليك. سواك كثير وال رب لنا

مسألة المسكين، ونبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وندعوك دعاء الخائف الضرير، ونسألك سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه

اللهم آمن . ، من يستر العيوب إال أنت؟من يغفر الذنوب إال أنت؟. إال رحمتنا وتقبلتناروعاتنا، واستر عوراتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا

ومن فوقنا، ونعوذ بك اللهم أن نغتال من تحتنا، اللهم تقبلنا فيمن تقبلت، اللهم تقبل منا تح الباب إن أغلقته، من يعطينا أحسن ما عملنا، وتجاوز عن سيئ ما عملنا، رباه من يف

اللهم إنا عبيدك، بنو . اللهم تقبلنا في التائبين، واغفر ذنوب المذنبين. العطاء إن منعتهعبيدك، بنو إمائك، في حاجة إلى رحمتك، وأنت في غنى عن عذابنا، اللهم جازنا

سميع العليم، وتب اللهم تقبل منا إنك أنت ال. باإلحسان إحسانا، وباإلساءة عفوا وغفراناسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم على المرسلين . علينا إنك أنت التواب الرحيم

.والحمد هللا رب العالمين وله المكارم والعال والجود*** م الكالم وربنا محمود ت

ما ناح قمري وأورق عود*** وعلى النبي محمد صلواته ************

دعــوت الشــباب إلــى أن يأخــذوا فــي طــريقهم قبــل أن يــأتوا إلــى حبــذا لــو: قــول أحــدهمي

.حضور حلقات الذكر إخوانهم الذين ربما انشغلوا وربما غفلوا

أبـا [يا أيها األحبة ألن يهدي اهللا بك رجال واحدا خير لك من حمـر الـنعم إن : فأقول لهم فيــؤمن -وســلمصـلى اهللا عليــه -يــدخل علــى المصــطفى -رضــي اهللا عنــه وأرضـاه-] بكـر

سـتة مـن العشـرة -بـإذن اهللا-برسالته ، ثم يخرج من عنـده ويرجـع وقـد أدخـل فـي ديـن اهللا فهــال ركــزت جهــدك علــى أن . المبشــرين بالجنــة، يــأتي يــوم القيامــة وهــم فــي ميــزان حســناته

إن مـــن أعظـــم األخـــوة علينـــا أن نشـــارك . تـــأتي بواحـــد لتذيقـــه مـــا ذقتـــه مـــن حـــالوة اإليمـــانإن المـــؤمنين وهـــم فـــي الجنـــة علـــى مقاعـــدهم . ا نشـــترك فيـــه فـــي حلقـــات الـــذكرغيرنـــا فيمـــ

إخوانا على سرر متقابلين يتذكرون بعض إخوانهم مـن أصـحاب الكبـائر، يتـذكرون بعـض يـا رب كيـف نـنعم واخواننـا يعـذبون؟ كيـف نـنعم واخواننـا يعـذبون؟ فيـأذن : إخوانهم فيقولـون

–س مـع آخــر ولــو لســاعة واحــدة يــذكر فيهــا اهللا بالشــفاعة لكــل رجــل جلــ -عـز وجــل–اهللا ـــه . " -عـــز وجـــل ـــاب اهللا، ويتذاكرون ـــون كت ومـــا اجتمـــع قـــوم فـــي بيـــت مـــن بيـــوت اهللا، يتل

ويتدارســـونه فيمـــا بيـــنهم، إال نزلـــت علـــيهم الســـكينة، وغشـــيتهم الرحمـــة، وحفـــتهم المالئكـــة، ــــا" وذكــــرهم اهللا فــــيمن عنــــده ــــا وايــــاكم للخيــــر أن ــــا ، وســــبحان اهللا أســــأل اهللا أن يوفقن اتجهن

.وبحمده، أشهد أن ال إله إال هو، أحمده وأستغفره وأتوب إليه

��� - :%$ ا�#"!� ��ا

cebook.com/IslamicAlNoamanhttps://www.faا+�*(�� ()#�� ا��'!�ن

���$ ا�!)#�� ��4� �! 123 �!)#�� �� 0/�ب ا���- ��ك

�ا %"��%� (��2 ا��5"���%

Mohamed Elnoaman

https://www.facebook.com/mohamed.elnoaman