الأمثال في القرآن

41
ال ث م الأ ي ف ن را لق ا م ي ر لك ا ف ي ل أ تأم م$ الأ س م ش ن ي الد مد ح م ن0 ي ي0 ب ا ر ك0 ت ون ق ف ا ث م ل ا ي ف0 اب ث ك له ال مس0 ب له ال ن م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا مد ح ل ا له ل0 رب ن مي ل عا ل ا لأة ص ل وا لأم س ل وا ي عل ر ي خ Q ه ري0 لي ا مد ح م له وا ه0 ب ح ص و ن عي م0 ح ا ال ق ا ن ح ي ش مه ح ر له ال ع ف و ي ف ن را لق ا ال ث م ا وان ال ث م ا ن را لق ا لأ ها ل ق ع ي لأ$ ا ون م ل عا ل ا ها ن وا ه بf ب ش ء ي ش ء ي ش0 ب ي ف مه ك ح0 ب ير ق ي و ول ق ع م ل ا ن م وس س ح م ل ا و ا حد ا ن شي و س ح م ل ا ن م ر خ الأ ار0 ث ت ع وا ما ه حد ا ر خ لأ أ0 ت وله ق ك ي ل عا ي ي ف ق ح ن ي ق ف ا ث م ل ا م ه ل ث م و ل ث م ك ي الد د وق ت ش ا أرا ت ما ل ق ءب ا ض ا مأ وله ح0 ب ه ذ له ال م ه ور ت0 ب م ه ك ر ت و ي ف ماب ل ظ لأ رون0 صي ي م ص م ك0 ت ي م ع م ه ف لأ ون ع0 جر ت و ا0 ب ي ص ك ن م ماء س ل ا ه ب ف ماب ل ظ ورعد رق0 ت و ون ل ع0 ج ي م ه ع0 ي ضا ا ي ف م ه ن ا ذ ا ي ل$ ا وله ق ن$ ا له ال ي عل ل ك ء ي شر ت د ق0 رب ض ف ن ي ق ف ا ث م ل ل0 ب س ح0 ي م ه ل حا ن لي ث م لأ ث م أ أرت ت لأ ث م و ا ث ب مأ ما ل ي ف ماء ل ا ار ث ل وا ن م اءة ض$ الأ راق ش$ والأ اة ث ح ل وا ن$ ا ق ار ث ل ا مأذة ور ت ل ا ماء ل وا مأذة اة ث ح ل ا د وق ل ع0 ج له ال ه حاي0 ي ش ي ح و ل ا ي الد ل¤ ر ت ا ن م ماء س ل ا ا ث م ض ت م اة ث ح ل0 وب ل ق ل ا ها ن ار ث« شب وا ا هد ل و ماة ش روحا ورا ن و ل ع0 ج و ه ب ل0 ت ا ق اء ث ح ا ي ف ور ت ل ا ن م و م ل ع فر ت ه0 ي شا را أ وات م ا ي ف ماب ل لظ اQ ر0 ي خ وا ن ع حال ن ي ق ف ا ث م ل ا ه0 ب س لن أ0 ت ي ل$ ا م ه ظ ح ن م ي ح و ل ا م ه ن ا Q له ر مي0 ب ن م د وق ت ش ا أرا ت ء ي ض ت ل له ع ق ي¤ ب ي و ها0 ن ا وهد م ه ن لأ وا ل ح ذ ي ف لأم ش$ الأءوا ا ص ت ش ا ق ه0 ي وا ع ق ي¤ ب وا ه0 ي

Upload: ahmed-rashed

Post on 19-Mar-2016

220 views

Category:

Documents


3 download

DESCRIPTION

الأمثال في القرآن كتاب لابن القيم الجوزية

TRANSCRIPT

Page 1: الأمثال في القرآن

الكريم القرآن في األمثالبن محمد الدين شمس اإلمام تأليف

بكر أبي

الله كتاب في المنافقونخير على والسالم والصالة العالمين رب لله الحمد الرحيم الرحمن الله بسم

أجمعين وصحبه وآله محمد البريةإال يعقلها ال القرآن أمثال وان أمثال القرآن في وقع الله رحمه شيخنا قال

أو المحسوس من المعقول وتقريب حكمه في بشيء شيء شبيه وأنها العالمون حق في تعالى كقوله باآلخر أحدهما واعتبار األخر من المحسوسين أحد

الله ذهب حوله ما أضآءت فلما نارا استوقد الذي كمثل ومثلهم المنافقين كصيب أو يرجعون ال فهم عمي بكم صم يصبرون ال ظلمات في وتركهم بنورهم

إن قوله إلى آذانهم في أصابعهم يجعلون وبرق ورعد ظلمات فيه السماء من ومثال ناريا مثال مثلين حالهم بحسب للمنافقين فضرب قدير شيء كل على الله النور مادة النار فإن والحياة واإلشراق اإلضاءة من والنار الماء في لما مائيا

متضمنا السماء من أنزل الذي الوحي سبحانه الله جعل وقد الحياة مادة والماء النور في أحياء قابليه وجعل ونورا روحا سماه ولهذا واستنارتها القلوب لحياة إلى بالنسبة المنافقين حال عن وأخبر الظلمات في أمواتا رأسا به يرفع لم ومن

ألنهم وهذا بها وينتفع له لتضيء نارا استوقد من بمنزلة أنهم الوحي من حظهم به وانتفعوا به فاستضاءوا اإلسالم في دخلوا

وخالطوا به وآمنوا والبرق والرعد للظلمة المصاحب بالمطر الكفار تشبيه طغى اإلسالم نور من قلوبهم من مادة لصحبتهم يكن لم لما ولكن المسلمين

فذهب واإلحراق اإلضاءة فيها النار فإن نارهم يقل ولم بنورهم الله وذهب عنهم ال ظلمات في وتركهم اإلحراق من فيها ما عليهم وأبقى اإلضاءة من فيها بما الله

ثم اإلسالم في ودخل أنكر ثم وعرف عمي ثم أبصر من حال فهذا يبصرون يرجعون ال فهم قال ولهذا إليه يرجع ال بقلبه فارقه

المطر وهو صيب بأصحاب فشبههم المائي المثل إلى بالنسبة حالهم ذكر ثم بصائرهم فلضعف وبرق ورعد ظلمات فيه السماء من ينزل أي يصوب الذي

وخطابه ونواهيه وأوامره وتهديده ووعيده القرآن زواجر عليهم اشتدت وعقولهم وبرق ورعد ظلمة فيه مطر أصابه من كحال فحالهم الصواعق يشبه الذي

نحن شاهدنا وقد تصيبه صاعقة من خشية أذنيه في أصبعيه جعل وخوفه فلضعفه آيات من شيئا سمعوا إذا والمبتدعة الجهمية تالميذ مخانيث من كثيرا وغيرنا

حمر كأنهم معرضين عنها رأيتهم لبدعتهم المنافية الصفات وأحاديث الصفات

Page 2: الأمثال في القرآن

غير شيئا واقرأوا الباب هذا عنا سدوا مخنثهم ويقول قسورة من فرت مستنفرة وأسمائه تعالى سبحانه الرب معرفة لثقل يجمحون وهم مولية قلوبهم وترى هذا

جرد إذا شركهم اختالف على المشركون وكذلك وقلوبهم عقولهم على وصفاته المبطلة نصوصه عليهم وتليت التوحيد لهم

الحياة به الذي الماءلفعلوا آذانهم سد إلى السبيل وجدوا لو عليهم وثقل قلوبهم اشمأزت لشركهم

وهذا قلوبهم فأنكرته جدا عليهم ذلك ثقل الله رسول أصحاب أعداء نجد وكذلك ضربه الذي المثل في المنافقين من اخوانهم من محقق ومثل ظاهر شبه كله أعمالهم تشابهت قلوبهم تشابهت لما فإنهم بالماء لهم الله

حق في ولكن الرعد سورة في والناري المائي المثلين سبحانه ذكر وقد فصل السيل فاحتمل بقدرها أودية فسالت ماء السماء من أنزل تعالى فقال المؤمنين

يضرب كذلك مثله زبد متاع أو حلية ابتغاء النار في عليه يوقدون ومما رابيا زبدا أنزله الذي بالماء واألبصار واألسماع القلوب لحياة أنزله الذي الوحي شبه الله

كواد عظيما علما يسع كبير فقلب باألودية القلوب وشبه بالنبات األرض لحياة أودية فسالت الصغير كالوادي بحسبه يسع إنما صغير وقلب كثيرا ماء يسع كبير

األرض خالط إذا السيل أن كما بقدرها والعلم الهدى من قلوب واحتملت بقدرها فيها ما أثار القلوب خالط إذا والعلم الهدى فكذلك وزبدا غثاء احتملت عليها ومر البدن من شربه وقت الدواء يثير كما ويذهبها ليقلعها والشبهات الشهوات من

ال فإنه بها ليذهب أثارها فانه الدواء نفع تمام من وهي شاربه بها فتكرب أخالطه المثل ذكر ثم والباطل الحق الله يضرب وهكذا يساكنها وال يجامعها

الخبث وهو مثله زبد متاع أو حلية ابتغاء النار في عليه يوقدون ومما فقال الناري وتميزه النار فتخرجه والحديد والنحاس والفضة الذهب سبك عند يخرج الذي

الشهوات فكذلك جفاء ويذهب ويطرح فيرمى به ينتفع الذي الجوهر عن وتفصله ذلك والنار السيل يطرح كما ويجفوها ويطرحها المؤمن قلب يرميها والشبهات

منه يسقي الذي الصافي الماء الوادي قرار في ويستقر والخبث والغثاء الزبد اإليمان وجذره القلب قرار في يستقر كذلك أنعامهم ويسقون ويزرعون الناس

المثلين هذين يفقه لم ومن غيره به وينتفع صاحبه ينفع الذي الصافي الخالص الموفق والله أهلهما من فليس منهما يراد ما ويعرف يتدبرهما ولم

به فاختلط السماء من أنزلناه كماء الدنيا الحياة مثل إنما تعالى قوله ومنها فصل ازينت و زخرفها األرض أخذت إذا حتى واألنعام الناس يأكل مما األرض نبات لم كأن حصيدا فجعلناها نهارا أو ليال أمرنا أتاها عليها قادرون أنهم أهلها وظن في الدنيا الحياة سبحانه شبه يتفكرون لقوم اآليات نفصل كذلك باألمس تغن منه اغترارا ويهواها إليها فيميل وتعجبه بزينتها فتروقه الناظر عين في تتزين أنها بينه وحيل إليها كان ما أحوج بغتة سلبها عليها قادر لها مالك أنه ظن إذا حتى بها

فشبهها وبينها

Page 3: الأمثال في القرآن

للناظر منظرها ويروق نباتها ويحسن فتعشب عليها الغيث ينزل الذي باألرض بغتة اآلفة نباتها فتدرك الله أمر فيأتيها لها مالك عليها قادر أنه ويظن به فيغتر

الدنيا حال فهكذا منهما صفرا يداه وتصبح ظنه فيخيب قبل تكن لم كأن فتصبح لهذه عرضة الدنيا كانت فلما والقياس التشبيه أبلغ من وهذا سواء بها والواثق فسماها السالم دار إلى يدعوا والله تعالى تعالى قال منها سليمة والجنة اآلفات

إليها بالدعوة فعم الدنيا في ذكرها التي اآلفات هذه من لسالمتها السالم دار هنا فضله وهذا عدله فذلك شاء من بالهداية وخصهل والسميع والبصير واألصم كاألعمى الفريقين مثل تعالى قوله ومنها فصل

ما بأنهم ووصفهم الكفار ذكر وتعالى سبحانه فإنه تذكرون أفال مثال يستويان باإليمان ووصفهم المؤمنين ذكر ثم يبصرون كانوا وما السمع يستطيعون كانوا

أحد جعل وبالباطن الظاهر بعبودية فوصفهم ربهم إلى واإلخبات الصالح والعمل عن أصم الحق رؤية عن أعمى قلبه كان حيث من واألصم كاألعمى الفريقين

سماع عن أصم وسمعه األشياء أحق رؤية عن أعمى بصره بمن فشبهت سماعه فتضمنت األذن وسميع العين كبصير سميعه القلب بصير اآلخر والفريق األصوات

هل بقوله الفريقين عن التسوية نفى ثم للفريقين تمثيلين و قياسين اآلية مثال يستويان

العنكبوت كمثل أولياء الله دون من اتخذوا الذين مثل تعالى قوله ومنها فصل أولياء اتخذوهم الذين وأن ضعفاء إنهم سبحانه فذكر

بالعنكبوت المشرك مثلاتخذت كالعنكبوت األولياء اتخاذ من قصدوه وما ضعفهم في فهم منهم أضعف

ما أضعف المشركين هؤالء أن المثل هذا وتحت وأضعفها البيوت أوهن وهو بيتا ضعفا إال أولياء اتخذوهم بمن يستفيدوا فلم أولياء الله دون من اتخذوا حيث كانوا بعبادتهم سيكفرون كال عزا لهم ليكونوا آلهة الله دون من واتخذوا تعالى قال كما

ال ينصرون لعلهم آلهة الله دون من واتخذوا تعالى وقال ضدا عليهم ويكونون األمم هالك ذكر أن بعد وقال محضرون جند لهم وهم نصرهم يستطيعون التي آلهتهم عنهم أغنت فما أنفسهم ظلموا ولكن ظلمناهم وما المشركين

فهذه تتبيب غير زادوهم وما ربك أمر جاء لما شيء من الله دون من يدعون و به يتعزز وليا الله دون من اتخذ من أن على تدل القرآن في مواضع أربعة ذلك من أكثر القرآن وفي مقصوده ضد إال به له يحصل لم به ويستنصر به يتكثر وحصوله صاحبه وخسارة الشرك بطالن على وأدلها األمثال أحسن من وهذا فكيف العنكبوت بيت البيوت أوهن أن يعلمون فهم قيل فإن مقصوده ضد على يعلمون كانوا لو بقوله ذلك علم عنهم نفى

علمهم نفى وإنما العنكبوت بيت بوهن علمهم عنهم ينف لم سبحانه أنه فالجواب فعلوه لما ذلك علموا فلو بيتا اتخذت كالعنكبوت دونه من أولياء اتخاذهم بأن

ما بخالف األمر فكان وقوة عزا يفيدهم دونه من األولياء اتخاذهم أن ظنوا ولكن

Page 4: الأمثال في القرآن

ظنوا

لجى بحر في أو كسراب عمله من مثلفصلحتى ماء الظمآن يحسبه بقيعة كسراب أعمالهم كفروا والذين تعالى قوله ومنها

أو الحساب سريع والله حسابه فوفاه عنده الله ووجد شيئا يجده لم جاءه إذا بعض فوق بعضها ظلمات سحاب فوقه من موج يغشاه لجي بحر في كظلمات

نور من له فما نورا له الله يجعل لم ومن يراها يكد لم يده أخرج إذاألن وذلك المتراكمة بالظلمات ومثال بالسراب مثال مثلين للكافرين سبحانه ذكر

له فيتبين شيء على أنه يظن من أحدهما نوعان والحق الهدى عن المعرضين البدع وأهل الجهل أهل حال وهذه يظنه كان ما خالف الحقائق انكشاف عند

أنهم لهم تبين الحقائق انكشفت فإذا وعلم هدى على أنهم يظنون الذين واألهواء كسراب كانت عليها ترتبت التي وأعمالهم عقائدهم وأن شيء على يكونوا لم

وجل عز الله لغير التي األعمال وهكذا له حقيقة وال ماء الناظرين أعين في يرى التي األعمال هي وهذه كذلك وليست له نافعة العامل يحسبها أمره غير وعلى

وتأمل منثورا هبآء فجعلناه عمل من عملوا ما إلى وقدمنا فيها وجل عز الله قال والشجر البناء من القفر الخالية األرض وهي بالقيعة السراب سبحانه الله جعل

لجي بجر في أو كسراب عمله من مثلله حقيقة ال والسراب بها شيء ال قفر أرض السراب فمحل والعالم والنبات

تحت ما وتأمل والهدى اإليمان من أقفرت التي وقلوبهم ألعمالهم مطابق وذلك ماء فظنه السراب فرأى عطشه اشتد الذي والظمآن مآء الظمآن يحسبه قوله أعمالهم كانت لما هؤالء فكذلك إليه كان ما أحوج خانه بل شيئا يجده فلم فتبعه كالسراب جعلت الله ولغير والسالم الصالة عليهم الرسل طاعة غير على

فجازاهم ثم سبحانه الله ووجدوا شيئا يجدوا فلم إليها كانوا ما أظمأ لهم فرفعت الله رضي الخدري سعيد أبي حديث من الصحيح وفي حسابهم ووفاهم بأعمالهم

كأنها تعرض بجهنم يؤتى ثم القيامة يوم التجلي حديث في النبي عن عنه فيقال الله ابن عزيرا نعبد كنا فيقولون تعبدون كنتم وما لليهود فيقال السراب

اشربوا فيقال تسقينا أن نريد قالوا تريدون فما ولد وال صاحبة لله يكن لم كذبهم نعبد كنا فيقولون تعبدون كنتم ما للنصارى يقال ثم جهنم في فيتساقطون

أن فيقولون تريدون فما ولد وال صاحبة لله كان ما كذبتم فيقال الله ابن المسيح صاحب كل حال وهذه الحديث وذكر فيتساقطون اشربوا لهم فيقال تسقينا كإسمه وهو له حقيقة ال الباطل فإن إليه كان ما أحوج باطله يخونه فإنه باطل كانت إذا وكذلك باطال متعلقه كان حق وال مطابق غير االعتقاد كان فإذا باطل بطل أمره غير على أو وجل عز الله لغير كالعمل باطلة العمل غاية

Page 5: الأمثال في القرآن

بغيره وعمل والهدى الحق عرف من مثليذهب فلم يؤمله كان ما ضد وبحصول ببطالنه عامله وتضرر غايته ببطالن العمل

النفع ضد وبحصول نفعه بفوات معذبا صار بل عليه وال له ال واعتقاده عمله عليه مثل فهذا الحساب سريع والله حسابه فوفاه عنده الله ووجد تعالى قال فلهذا

هدى على أنه يحسب الذي الضالفصلوالهدى الحق عرفوا الذين وهم المتراكمة الظلمات مثل أصحاب الثاني النوع

النفوس وظلمة الطبع ظلمة عليه فتراكمت والضالل الباطل ظلمات عليه وآثروا والهوى الغي اتباع وظلمة جاهلين فصاروا بعلمهم يعلموا لم حيث الجهل وظلمة ذلك فوق ومن موج غشيه وقد له ساحل ال لجي بحر في كان من كحال فحالهم وظلمة الموج وظلمة البحر ظلمة في فهو مظلم سحاب فوقه ومن موج الموج

نور إلى منها الله يخرجه لم التي الظلمات من فيه هو ما نظير وهذا السحاب والظلمات الماء وهو الحياة مادة ظنه الذي بالسراب المثالن وهذان اإليمان

المثل وهما والمؤمنين للمنافقين ضربهما اللذين المثلين نظير للنور المضادة وحظ واإلشراق الحياة منهما المؤمنين حظ وجعل الناري والمثل المائي

في الكفار فكذلك للحياة المضاد والموت للنور المضادة الظلمة منهما المنافقين له حقيقة وال فيه الناظر يغرر الذي السراب الماء من حظهم المثلين هذين

من طائفة كل حال به المراد يكون أن يجوز وهذا المتراكمة الظلمات وحظهم فيكون الوحي عن بإعراضهم واإلضاءة الحياة مادة عدموا وأنهم الكفار طوائف وأن الكفار أحوال تنويع به المراد يكون أن ويجوز واحد لموصوف صفتين المثالن عملوا الذين هم األول المثل أصحاب

عليهم والمغضوب والضالين عليهم المنعم مثليحسبون فكانوا باألسالف ظن وحسن جهل على بل بصيرة وال علم غير على الهدى على الضاللة استحبوا الذين هم الثاني المثل وأصحاب صنعا يحسنون أنهم

فهذا عرفوه أن بعد وجحدوه أبصروه إذ بعد عنه وعموا الحق على الباطل وآثروا المنعم لحال مخالف الطائفتين وحال الضالين حال واألول عليهم المغضوب حال

كمشكاة نوره مثل واألرض السموات نور الله تعالى قوله في المذكورين عليهم ويزيدهم عملوا ما أحسن الله ليجزيهم قوله إلى زجاجة في المصباح مصباح فيها الفرق أوصاف اآليات فتضمنت حساب بغير يشاء من يرزق والله فضله من

والمغضوب السراب أصحاب وهم والضالين النور أهل وهم عليهم المنعم الثالثة المثلين من األول فالمثل أعلم والله المتراكمة الظلمات أهل وهم عليهم

وهؤالء الباطل العمل أصحاب فأولئك ينفع ال الذي الباطل العمل ألصحاب الحق ودين للهدى مضاد وكالهما الباطلة واالعتقادات ينفع ال الذي العمل أصحاب

والعلوم والشبهات الشكوك أمواج تالطم في الثاني الفريق حال مثل ولهذا فوقها من متراكمة أمواج وأنها فيه البحر أمواج بتالطم قلوبهم في الفاسدة قد التي المظلمة قلوبهم في والشبه الشكوك أمواج وهكذا مظلم سحاب

الفريقين أحوال اللبيب فليتدبر والباطل والهوى الغي سحب عليها تراكمت

Page 6: الأمثال في القرآن

حكيم من تنزيل وأنه وجالله القرآن عظمة يعرف المثلين وبين بينهما وليطابق على تركهم بل نورا لهم يجعل لم أنه لذلك الموجب أن سبحانه وأخبر حميد

الذين ولي سبحانه فإنه النور إلى منها يخرجهم فلم فيها خلقوا التي الظلمة عمر بن الله عبد حديث من المسند وفي النور إلى الظلمات من يخرجهم آمنوا النبي أن عنهما الله رضي

يعقل وال يسمع من مثلذلك من أصابه فمن نوره من عليهم وألقى ظلمة في خلقه خلق الله إن قال

فالله الله علم على القلم جف أقول فلذلك ضل أخطأه ومن اهتدى النور به يحيى وجوديا نورا له جعل هدايته أراد فمن ظلمة في الخلق خلق سبحانه

البدن حياة حياتان فهي فيه ينفخها التي بالروح بدنه يحيى كما وروحه قلبه الحياة لتوقف روحا الوحي الله سمى ولهذا بالنور والقلب الروح وحياة بالروح

من يشاء من على أمره من بالروح المالئكة ينزل تعالى قال كما عليه الحقيقية أوحينا وكذلك وقال عباده من يشاء من على أمره من الروح يلقي وقال عباده نهدي نورا جعلناه ولكن اإليمان وال الكتاب ما تدري كنت ما أمرنا من روحا إليك

فهو الروح بهذا يحيه لم فمن ونورا روحا وحيه فجعل عبادنا من نشاء من به نور من ماله الظلمات في فهو منه نورا له يجعل لم ومن ميتفصلكاألنعام إال هم إن يعقلون أو يسمعون أكثرهم أن تحسب أم تعالى قوله ومنها

في التساوي النوعين بين والجامع باألنعام الناس أكثر فشبه سبيال أضل هم بل البهيمة ألن األنعام من سبيال أضل األكثرين وجعل له واالنقياد الهدى قبول عدم

واألكثرون شماال وال يمينا عنها تحيد فال الطريق وتتبع فتهتدي سائقها يهديها فال السبيل ويهدونهم الرسل يدعونهم

ما وبين يضرهم ما بين يفرقون وال يهتدون وال يستجيبون بالله الشرك مثل ينفعها وما فتجتنبه والطريق النبات من يضرها ما بين تفرق واألنعام ينفعهم وأعطى بها تنطق ألسنة وال بها تعقل قلوبا لألنعام يخلق لم تعالى والله فتؤثره

واألسماع واأللسنة والقلوب العقول من لهم جعل بما ينتفعوا لم ثم لهؤالء ذلك مع الطريق وإلى الرشد إلى يهتدي ال من فإن البهائم من أضل فهم واألبصار

معه دليل ال حيث يهتدي ال ممن حاال وأسوأ أضل له الدليلفصلمن أيمانكم ملكت ما من لكم هل أنفسكم من مثال لكم ضرب تعالى قوله ومنها

نفصل كذلك أنفسكم كخيفتكم تخافونهم سواء فيه فأنتم رزقناكم ما في شركاء المشركين على به سبحانه الله احتج قياسي دليل وهذا يعقلون لقوم اآليات من صحتها يعرفون حجة عليهم فأقام شركاء وملكه عبيده من له جعلوا حيث

من اإلنسان يأخذ أن الحجاج أبلغ ومن غيرهم إلى فيها يحتاجون وال نفوسهم ما من لكم هل فقال لها معلوم عندهم مقرر نفسه في هو بما عليه ويحتج نفسه

Page 7: الأمثال في القرآن

يشارككم هل أي واألهل المال في شركاء وإمائكم عبيدكم من أيمانكم ملكت يقاسموكم أن تخافون سواء ذلك في وهم فأنتم أهليكم و أموالكم في عبيدكم شريكه الشريك يخاف كما عليكم ببعضها ويستأثرون إياها ويشاطروكم أموالكم

هل والمعنى بعضا بعضكم يرث كما يرثوكم أن تخافون عباس ابن وقال

في يساويه حتى وأهله ماله في شريكه عبده يكون أن منكم أحد يرضى هل غيره يخاف كما فيه يتصرف بأمر ماله في ينفرد أن يخاف فهو ذلك في التصرف

من خلقي من بي عدلتم فلم ألنفسكم ذلك ترضوا لم فإذا واألحرار الشركاء من جائز أنه مع وعقولكم فطركم في باطال الحكم هذا كان فإن لي مملوك هو

إخوانكم هم وإنما حقيقة لكم ملكا عبيدكم ليس إذ حقكم في ممكن عليكم في الحكم هذا مثل تستجيزون فكيف عبادي وهم وأنتم أيديكم تحت الله جعلهم تفصيل يكون فهكذا وخلقي وملكي عبيدي شركاء لي جعلتموهم من أن مع حقي

العقول ألولي اآلياتومن شيء على يقدر ال مملوكا عبدا مثال الله ضرب تعالى قوله ومنها فصل

بل لله الحمد يستوون هل وجهرا سرا منه ينفق فهو حسنا رزقا منا رزقناه وهو شيء على يقدر ال أبكم أحدهما رجلين مثال الله وضرب يعلمون ال أكثرهم

وهو بالعدل يأمر ومن هو يستوي هل بخير يأت ال يوجهه أينما مواله على كل مستقيم صراط علىعلته لنفي الحكم نفى وهو العكس قياس من قياسين متضمنان مثالن هذان

لثبوت الفرع في الحكم اثبات يقتضي طرد قياس نوعان القياس فإن وموجبه الحكم علة لنفي الفرع عن الحكم نفي يقتضي عكس وقياس فيه األصل علة المالك هو سبحانه فالله ولألوثان لنفسه سبحانه الله ضربه ما األول فالمثل فيه ال مألى يمينه ونهارا ليال وجهرا سرا عبيده على يشاء كيف ينفق شيء لكل

شيء على تقدر ال عاجزة مملوكة واألوثان والنهار الليل سحاء نفقة تغضيها والفرق العظيم التفاوت هذا مع دوني من وتعبدونها لي شركاء تجعلونها فكيف ابن وقال وغيره مجاهد قول هذا المبين

والكافر للمؤمن تعالى الله ضربه مثل وهو عباس تعلمون ال وأنتم يعلم الله إن على منه ينفق فهو حسنا رزقا منه رزقه ثم عنده الذي الخير في المؤمن ومثل على يقدر ال عاجز مملوك عبد بمنزلة الكفار و وجهرا سرا غيره وعلى نفسه األول والقول العقالء من أحد عند الرجالن يستوي فهل عنده خير ال ألنه شيء في وأعظم المخاطب عند وأوضح الشرك بطالن في أظهر فأنه بالمراد أشبه من رزقا لهم يملك ماال الله دون من ويعبدون بقوله نسبا وأقرب الحجة إقامة

وأنتم يعلم الله إن األمثال لله تضربوا فال يستطيعون وال شيئا واألرض السموات قال ثم تعلمون ال

يكون أن وأحكامه المثل هذا لوازم ومن يقدر ال مملوكا عبدا مثال الله ضرب المملوك كالعبد المشرك والكافر حسنا رزقا منه رزقه كمن الموحد المؤمن

Page 8: الأمثال في القرآن

عباس ابن فذكره إليه وأرشد المثل عليه نبه مما فهذا شيء على يقدر ال الذي ابن كالم في كثيرا تجده فإنك فتأمله به اختصت اآلية ألن إرادته على منبها

التي اآلية معنى ذلك أن الظان فيظن القرآن فهم في السلف من وغيره عباس قوله فيحكيه غيره لها معنى ال

دونه من يعبدون ولما لنفسه سبحانه الله ضربه مثل فهو الثاني المثل وأما فصل هو بل ينطق وال يعقل ال أبكم رجل بنزلة دونه من يعبدون الذي فالصنم أيضا القلبي النطق عدم قد واللسان القلب أبكم

هذا ومع البتة شيء على يقدر ال عاجز فهو هذا ومع واللساني العبودية كمال متكلم قادر حي سبحانه الله و حاجة لك يقضي وال بخير يأتيك ال أرسلته فأينما فإن والحمد الكمال بغاية له وصف وهذا مستقيم صراط على وهو بالعدل يأمر لعباده آمر به راض له معلم به عالم سبحانه أنه يتضمن الحق وهو بالعدل أمره

والسفه والظلم الجور هو الذي ضده عن ينزه بل بسواه يأمر ال ألهله محب به وهم وأحباؤه أولياؤه هم العدل وأهل كله عدل وشرعه أمره بل والباطل

الشرعي األمر يتناول بالعدل وأمره نور من منابر على يمينه عن المجاوروه الحديث في كما ما بوجه فيه جور ال عدل وكالهما الكوني القدري واألمر الديني

الصحيحفي عدل حكمك في ماض بيدك ناصيتي أمتك ابن عبدك ابن عبدك اني اللهم

كن له يقول فإنما شيئا أراد إذا أمره فإنما الكوني أمره هو فقضاؤه قضاؤك في كان وإن وعدل حق به القائم وقدره وقضاؤه وعدل بحق يأمر فال فيكون

المقدر غير والقدر المقضي غير القضاء فإن وظلم جور هو ما المقدر المقضي الصالة عليه شعيب قول نظير وهذا مستقيم صراط على أنه سبحانه أخبر ثم

ربي إن بناصيتها آخذ هو إال دابة من ما وربكم ربي الله على توكلت إني والسالم ناصيتي قوله نظير بناصيتها آخذ هو إال دابة من ما فقوله مستقيم صراط على فاألول قضاؤك في عدل قوله نظير مستقيم صراط على ربي إن وقوله بيدك صراط على سبحانه وكونه الحمد وله الملك له سبحانه وهو حمده والثاني ملكه

هو ما إال يفعل وال بالعدل إال يأمر وال الحق إال يقول ال أنه يقتضي مستقيم وعدل وحكمة مصلحة

الصراط لمعنى جرير ابن تفسيروال به له طالما يكون ما العبد على يقضي فال وأفعاله أقواله في حق على فهو

التي غير سيئات من عليه يحمل وال شيئا حسناته من ينقصه وال ذنبه بغير يأخذه ماال قط يفعل وال غيره بذنب أحدا يؤاخذ وال شيئا إليها يتسبب ولم يعملها لم

فإن المطلوبة والغايات الحميدة العواقب فيه له ويكون عليه به ويثنى عليه يحمد كله ذلك يأبى مستقيم صراط على كونهربي إن يقول مستقيم صراط على ربي إن وقوله الطبري جرير بن محمد قال يظلم ال بإساءته المسيء و بإحسانه خلقه من المحسن يجازي الحق طريق على

Page 9: الأمثال في القرآن

من مجاهد عن حكى ثم واإليمان اإلسالم إال منهم يقبل وال شيئا منهم أحدا الحق قال مستقيم صراط على ربي إن عنه نجيح أبي ابن عن شبل طريق وهذا لبالمرصاد ربك إن قوله مثل هي فرقة وقالت عنه جريج ابن رواه وكذلك والمسيء بإحسانه المحسن مجازاة هو بالمرصاد كونه فإن عبارة اختالف صراط على يحثكم ربي إن تقديره حذف الكالم في فرقة وقالت بإساءته فليس بها أريد التي اآلية معنى هذا أن أرادوا إن وهؤالء عليه ويحضكم مستقيم

المقدر هذا على دليل وال زعموا كماوإن مستقيم صراط على كونه وبين بالعدل آمرا كونه بين سبحانه فرق وقد

فقد مستقيم صراط على جملة من المستقيم الصراط على حثه أن أرادوا العباد مرد أن مستقيم صراط على كونه معنى أخرى فرقة وقالت أصابوا

كلها واألمور

وإن كذلك فليس اآلية معني هذا أن أرادوا أن وهؤالء منها شيء يفوته ال الله إلى فهو موجبه و مقتضاه ومن مستقيم صراط على كونه لوازم من هذا ان أرادوا

وقبضته ملكه وفي وقهره قدرته تحت شيء كل معناه أخرى فرقة وقالت حق والسالم الصالة عليه شعيب فرق وقد اآلية معنى هو فليس حقا كان وإن وهذا مستقيم صراط على ربي إن قوله وبين بناصيتها آخذ هو إال دابة من ما قوله بين

تحتمل وال التفسير أئمة قول وهو مجاهد قول فالقول مستقالن معنيان فهما أمير ... العزيز عبد بن عمر يمدح جرير قال استكراه على إال غيره العربية

مستقيم الموارد اعوج إذا ... صراط على المؤمنين ...وإذا مستقيم صراط على يجعله يشأ ومن يضلله الله يشأ من تعالى قال وقد على وأتباعهم والسالم الصالة عليهم رسله جعل الذي هو تعالى الله كان

صراط على يكون أن أحق سبحانه فهو وأفعالهم أقوالهم في المستقيم الصراط أمره موافقة هو وأتباعهم الرسل صراط كان وإن وفعله قوله في مستقيم قول من ومجده وكماله حمده يقتضيه ما هو عليه سبحانه هو الذي فصراطه

التوفيق وبالله وفعله الحقللمؤمن الله ضربه مثل أنه سواء األولى اآلية مثل ثان قول اآلية وفي فصل

الموفق والله القول هذا معنى في ما تقدم وقد والكافر

الله كالم عن أعرض من مثلعن لهم فما وتدبره كالمه عن أعرض من تشبيه في تعالى قوله ومنها فصل

إعراضهم في شبههم قسورة من فرت مستنفرة حمر كأنهم معرضين التذكرة التمثيل بديع من وهذا منه ففرت والرماة األسد رأت بحمر القرآن عن ونفورهم

شيئا تعقل ال فهي كالحمر رسوله سبحانه الله بعث بما جهلهم من القوم فإن لهؤالء الذم غاية وهذا النفور أشد منه نفرت الرامي أو األسد صوت سمعت فإذا

يهلكها عما الحمر كنفور وحياتهم سعادتهم فيه الذي الهدى عن نفروا فإنهم استنفر قد نفورها لشدة فإنها النافرة من أبلغ معنى المستنفرة وتحت ويعقرها

Page 10: الأمثال في القرآن

على زائدا قدرا الطلب من االستفعال في فإن النفور على وحضه بعضا بعضها الفاء بفتح قرأها ومن عليه وتواطأت بالنفور تواصت فكأنها المجرد الفعل

وشدته ببأسه النفور على وحملها استنفرها القسورة أن فالمعنىالحمار كمثل يحملوها لم ثم التوراة حملوا الذين مثل تعالى قوله ومنها فصل القوم يهدي ال والله الله بآيات كذبوا الذين القوم مثل بئس أسفارا يحمل

إليه ويدعو به ويعمل ويتدبره به لؤمن كتابه حمله من سبحانه فقاس الظالمين اتباع وال تفهم وال تدبر بغير به فقرأه قلب ظهر على إال يحمله ولم ذلك خالف ثم فيها ما يدري ال أسفار زاملة ظهره على كحمار بموجبه وعمل له تحكيم وال له

فحظه إال ليس ظهره على حملها منها وحظه

التوراة حملوا الذين مثلكان وإن المثل فهذا ظهره على التي الكتب من الحمار هذا كحظ الله كتاب من به العمل فترك القرآن حمل لمن المعنى حيث من متناول فهو لليهود ضرب قد

رعايته حق يرعه ولم حقه يؤد ولمفأتبعه منها فانسلخ آياتنا آتيناه الذي نبأ عليهم واتل تعالى قوله ومنها فصل

واتبع األرض إلى أخلد ولكنه بها لرفعناه شئنا ولو الغاوين من فكان الشيطان القوم مثل ذلك يلهث تتركه أو يلهث عليه تحمل إن الكلب كمثل فمثله هواه كتابه آتاه من سبحانه فشبه يتفكرون لعلهم القصص فاقصص بآياتنا كذبوا الذين

على الله سخط وآثر هواه واتبع به العمل فترك غيره منعه الذي العلم وعلمه أخبث من هو الذي بالكلب الخالق على والمخلوق آخرته على ودنياه رضاه

شرها وأشدها بطنه تتعدى ال وهمته نفسا أخبثها و قدرا أوضعها و الحيوانات حرصا يتروح و يتشمم األرض في وخطمه إال يمشي ال أنه حرصه ومن وحرصا إليه رجع بحجر له رميت وإذا أجزائه سائر دون دبره يشم يزال وال وشرها بالدنايا وأرضاها للهوان وأحملها الحيوانات أمهن من وهو نهمته فرط من ليعضه

وإذا الحلوى من إليه أحب والقذرة الطري اللحم من إليه أحب المروحة والجيف وقهره عليه هر إال شيء منه معه يتناول كلبا يدع لم كلب مائة تكفي بميتة ظفر

وثياب رثة هيئة ذا رأى إذا أنه وحرصه أمره عجيب ومن وشره وبخله لحرصه وإذا قوته في ومنازعته له مشاركته يتصور كأنه عليه وحمل نبحه زرية وحال دنية ولم له وخضع باألرض خطمه له وضع ورئاسة جميلة وثياب حسنة هيئة ذا رأى على وعاجلها الدنيا آثر من تشبيه وفي رأسه إليه يرفع

بالكلب علمه وفور مع اآلخرة والدار الله به يعمل ولم الكتاب أوتى الذي مثل واتباعه آياته من انسالخه من الله ذكره ما حاله الذي أن وهو بديع سر لهثه في

فهو اآلخرة والدار الله عن قلبه النقطاع الدنيا على لهفه لشدة كان إنما هواه وتركه ازعاجه حال في الدائم الكلب لهف نظير ولهفه عليها اللهف شديد

الكلب جريج ابن قال والمعنى اللفظ في وأخوان شقيقان واللهث واللهف يترك الذي مثل فهو يلهث تتركه أو يلهث عليه تحمل أن له فؤاد ال الفؤاد منقطع

Page 11: الأمثال في القرآن

فؤاد له ليس أنه فؤاده بانقطاع مراده قلت ينقطع فؤاده إنما له فؤاد ال الهدى معه يبق لم الله آيات من انسلخ الذي وهكذا اللهث وترك الصبر على يحمله

من الدنيا على يلهف فهذا عليها اللهف وترك الدنيا عن الصبر على يحمله فؤاد الحيوانات أقل من فالكلب الماء على صبره قلة من يلهث وهذا عليها صبره قلة

الجوع عن صبر كان وإن العطش من الثرى أكل عطش وإذا الماء عن صبرا وواقفا وماشيا وقاعدا قائما يلهث لهثا الحيوانات أشد من فهو حال كل وعلى

مشبهه فهكذا اللهث دوام له توجب كبده في الحرص فحرارة حرصه لشدة ذلك اللهث دوام له توجب قلبه في الشهوة حرارة شدةيلهف فهو تعظه ولم تركته وإن يلهث فهو والنصيحة بالموعظة عليه حملت فإن إن عباس ابن وقال به يعمل ولم الكتاب أوتى الذي مثال وذلك مجاهد قال

الخير إلى يهتد لم تركته وإن يحملها لم الكلمة عليه تحمل

وهو الحسن وقال لهث طرد وإن لهث رابضا كان إن كالكلب االنسالخ سبب يلهث كالكلب يوعظ لم أم وعظ يدع لم أو دعي الحق على يثبت ال المنافق

بن محمد وقال عليه تحمل لم أو عليه حملت إن ينبح عطاء وقال ترك أو طرد في يلهث فإنه الكلب أال عطش أو إعياء من يلهث إنما يلهث شيء كل قتيبة مثال الله فضربه والعطش المرض وحال الصحة وحال الراحة حال أو الكالل حال ضال فهو تركته وإن ضال فهو وعظته إن عطية ابن وقال بآياته كذب لمن

وإن تعالى قوله ونظيره لهث حاله على تركته وإن لهث طردته إن كالكلب صامتون أنتم أم أدعوتموهم عليكم سواء يتبعوكم ال الهدى إلى تدعوهم

فأخبر آياتنا وآتيناه قوله فمنها المعنى و الحكم من المثل هذا في ما وتأمل فأضافها عليه بها أنعم الذي هو والله نعمة فإنها آياته آتاه الذي هو أنه سبحانه

وفارقها جلدها من الحية تنسلخ كما منها خرج أي منها فانسلخ قال ثم نفسه إلى إلى تسبب الذي هو ألنه منها فسلخناه يقل ولم اللحم عن ينسلخ الجلد فراق

وأدركه لحقه أي الشيطان فأتبعه سبحانه قوله ومنها هواه باتباع منها انسالخه محروسا محفوظا فكان مشرقين فأتبعوهم فرعون قوم في تعالى قال كما

وخطفة غرة غلى إال شيئا منه ينال ال الشيطان من بها الجانب محمي الله بآيات من فكان بفريسته األسد ظفر الشيطان به ظفر الله آيات من انسلخ فلما

ويعملون الحق يعرفون الذين علمهم بخالف العاملين الغاوين

شئنا ولو قال سبحانه أنه ومنها السوء كعلماء بخالفه األرض إلى الخلود سبب من كان هذا فإن العلم بمجرد ليست عنده الرفعة أن سبحانه فأخبر بها لرفعناه من كان هذا فان تعالى الله مرضاة وقصد إيثاره الحق باتباع هي وإنما العلماء

ينفع ال علم من بالله فتعوذ به ينفعه ولم بعلمه الله يرفعه ولم زمانه أهل أعلم لم وإن العلم من الله آتاه بما شاء إذا عبده يرفع الذي هو أنه سبحانه وأخبر سبحانه الله الرافع الخافض فإن رأسا به أحد يرفع ال موضوع فهو الله يرفعه ومنزلته قدره ورفعنا وشرفناه فضلناه شئنا ولو والمعنى يرفعه ولم خفضه

Page 12: الأمثال في القرآن

بها بعلمه لرفعناه شئنا ولو عنهما الله رضي عباس ابن قال آتيناه التي باآليات شئنا ولو والمعنى الكفر على عائد لرفعناه قوله في الضمير طائفة وقالت

الكفر عنه لرفعنا وعطاء مجاهد قال آياتنا من معه بما الكفر عن لرفعناه وقد المراد لوازم من وهذا اآلية مراد واألول حق المعنى وهذا وعصمناه باإليمان

هو ذلك أن الظان فيظن اآلية معنى الزم على ينبهون ما كثيرا السلف أن تقدم األرض إلى ركن جبير بن سعيد قال األرض إلى أخلد ولكنه وقوله منها المراد وقال بالدنيا رضي مقاتل وقال سكن مجاهد وقال

الدواب ومن مشيته تبطئ الذي هو الرجال من والمخلد وأبطأ لزمها عبيدة أبو من وأصله واحد وأخلد خلد الزجاج وقال رباعيته تخرج أن إلى ثناياه تبقى الذي

بن مالك قال به أقام إذا بالمكان والذ أخلد فالن يقال والبقاء الدوام وهو الخلود وأخلدوا أقاموا يربوع بن وعمرو مالك قبائل من حي بأبناء نويرهال لذلك للبقاء خلقوا قد أي مخلدون ولدان عليهم يطوف تعالى قوله ومنه قلت

آذانهم في المقرطون وقيل أبدا واحد سن على وهم يكبرون وال يتغيرون وذلك لوازمه ببعض اللفظ فسروا القول هذا وأصحاب أيديهم في والمسورون

القولين ينافي فال السن ذلك على التخليد إلى إشارةروق أبو وقال معاليها وترك األمور مسافل اتبع الكلبي قال هواه واتبع وقوله عطاء وقال اآلخرة على الدنيا اختار

حاربوا الذين يعني القوم مع هواه كان زيد ابن وقال شيطانه وأطاع الدنيا أراد حملته التي هي ألنها امرأته اتبع يمان وقال وقومه والسالم الصالة عليه موسى

أو قبلها ما نفي بعدها يثبت أن يقتضي بلكن اإلستدراك قيل فإن فعله ما على فعلت لما شئت ولو أعطه لم لكني ألعطيته شئت لو تقول كما أثبت ما ينفي

فلم أو نشأ لم ولكنا بها لرفعناه شئنا ولو يقتضي فاالستدراك فعلته لكني كذا شئنا ولو قوله بعد األرض إلى أخلد ولكنه بقوله استدرك فكيف أخلد ولكنه نرفع

مراعاة عن فيه المعدول المعنى فيه الملحوظ الكالم من هذا قيل بها لرفعناه يتعاط لم أنه بها لرفعناه شئنا ولو قوله مضمون أن وذلك المعاني إلى األلفاظ

آثر ولكنه هواه على ومرضاته الله ايثار من باآليات رفعه تقتضي التي األسباب آياتنا لزم ولو المعنى الزمخشري وقال هواه واتبع األرض إلى وأخلد الدنيا

إلى ترى أال قال عنه ومسببة له تابعة هي ما والمراد المشيئة فذكر بها لرفعناه ولو تكون أن فوجب فعله هو الذي بإخالده المشيئة فاستدرك أخلد ولكنه قوله شئنا ولو يقال أن لوجب ظاهره على الكالم كان ولو فعله هو ما معنى في شئنا

العامة للمشيئة ناف قدري من نعرفها شنشنة منه فهذا نشأ لم ولكنا لرفعناه معتزليا الله كالم جعل في للنجعة مبعد

ثم لزمها ولو قوله من شئنا ولو قوله فأين قدريا االغتياب التجسس الظن مثل

Page 13: الأمثال في القرآن

إن وقوله أصله بطل الحق وهو الله مشيئة على موقوفا لها اللزوم كان إذا سبحانه الله فمشيئة وجل عز الله لمشيئة تابعة آلياته للزومه تابعة الله مشيئة وجب الله شاء فما مقتضى ال مقتضي وموجب مسبب ال وسبب التابعة متبوعة وجوده امتنع يشأ لم وما وجودهالظن بعض إن الظن من كثيرا اجتنبوا آمنوا الذين أيها يآ تعالى قوله ومنها فصل

ميتا أخيه لحم يأكل أن أحدكم أيحب بعضا بعضكم يغتب وال تجسسوا وال إثم فانه التمثيلي القياس أحسن من وهذا رحيم تواب الله إن الله واتقوا فكرهتموه

في أخيه عرض يمزق المغتاب كان ولما لحمه بتمزيق األخ عرض تمزيق شبه كان لما بالموت عنه روحه غيبة حال في لحمه يقطع من بمنزلة كان غيبته

الذي الميت بمنزلة كان ذمه عن غائبا بكونه بنفسه دفعه عن عاجزا المغتاب التراحم األخوة مقتضى كان ولما نفسه عن يدفع أن يستطيع وال لحمه يقطع

والطعن والعيب الذم من مقتضاها ضد المغتاب عليها فعلق والتناصر والتواصل ولما عنه والذب وصيانته حفظه تقتضي واألخوة أخيه لحم تقطيعه نظير ذلك كان تقطيعه بعد أخيه لحم بأكل شبه بذلك متحليا وذمه بغيبته متفكها المغتاب كان ومحبته ميتا أخيه لحم أكل يحب بمن شبه به معجبا لذلك محبا المغتاب كان ولما هذا فتأمل تمزيقه على زائد قدر أكله أن كما أكله مجرد على زائد قدر لذلك

أخباره وتأمل للمحسوس فيه المعقول ومطابقة موقعه وحسن والتمثيل التشبيه في عليهم واإلنكار اآلية آخر في بذلك ووصفهم ميتا األخ لحم أكل بكراهة عنهم يجب أن أولها

ما يحبون فكيف طباعهم في مكروه هذا أن فكما ذلك أحدهم الكفار أعمال مثل بما يحبونه ما لهم وشبه أحبوه ما على كرهوه بما عليهم فاحتج ونظيره مثله هو والفطرة العقل يوجب فلهذا عنه نفرة شيء أشد وهم إليهم شيء أكره هو

التوفيق وبالله ومشبهه نظيره هو عما نفرة شيء اشد يكونوا أن والحكمةالريح به اشتدت كرماد أعمالهم بربهم كفروا الذين مثل تعالى قوله ومنها فصل

فشبه البعيد الضالل هو ذلك شيء على كسبوا مما يقدرون ال عاصف يوم في شديدة ريح عليه مرت برماد بها االنتفاع وعدم بطالنها في الكفار أعمال تعالى

المنثور كالهباء باطال وذهابها حبوطها في أعمالهم سبحانه فشبه عاصف يوم في غير على وجل عز الله لغير وكونها واإلحسان اإليمان من أساس غير على لكونها شدة وقت منه شيء على صاحبه يقدر فال العاصف الريح طيرته برماد أمره

مما القيامة يوم يقدرون ال شيء على كسبوا مما يقدرون ال فلذلك إليه حاجته فإن نافعة فائدة وال ثواب من أثرا لها يرون فال شيء على أعمالهم من كسبوا

أربعة واألعمال لشرعه موافقا لوجهه خالصا كان ما إال العمل من يقبل ال الله ال لله يكون أن فالخالص الصواب الخالص فالمقبول مردودة وثالثة مقبول فواحد

ما المردودة والثالثة رسوله لسان على شرعه مما يكون أن والصواب لغير ذلك خالففي الرماد وبين أعمالهم بين الذي للتشابه وذلك بديع سر بالرماد تشبيهها وفي

وجل عز الله لغير التي األعمال فكانت وهذا هذا ألصل وإذهابها النار إحراق

Page 14: الأمثال في القرآن

من لهم الله وينشئ أصحابها على النار تسعر وبها للنار طعمة مراده غير وعلى ألمره الموافقة األعمال ألهل ينشئ كما وعذابا نارا الباطلة أعمالهم

الطبية الكلمة مثلأولئك أعمال في النار فأثرت وروحا نعيما أعمالهم من لوجهه خالصة هي التي النار وقود الله دون من يعبدون وما فهم رمادا جعلتها حتى

طيبة كشجرة طيبة كلمة مثال الله ضرب كيف تر ألم تعالى قوله ومنها فصل الله ويضرب ربها بإذن حين كل أكلها تؤتي السماء في وفرعها ثابت أصلها

ألن الطيبة بالشجرة الطيبة الكلمة سبحانه فشبه يتذكرون لعلهم للناس األمثال ظاهر وهذا النافع الثمر تثمر الطيبة والشجرة الصالح العمل تثمر الطيبة الكلمة

إال إله ال أن شهادة هي الطيبة الكلمة يقولون الذين المفسرين جمهور قول على صالح عمل فكل الباطنة و الظاهرة الصالحة األعمال جميع تثمر فإنها الله

ابن عن طلحة أبي بن علي تفسير وفي الكلمة هذا ثمرة وجل عز لله مرضي المؤمن قلب في الله إال إله ال قول ثابت أصلها قال عنهما الله رضي عباس

بن الربيع وقال السماء إلى المؤمن عمل بها يرفع يقول السماء في وفرعها ال الذي الثابت وأصلها الطيبة الشجرة واإليمان اإليمان مثل هذا طيبة كلمة أنس أصح القول هذا على والتشبيه الله خشية السماء في وفرعه فيه اإلخالص يزول

الطيبة بالشجرة القلب في التوحيد شجرة شبه سبحانه فإنه وأحسن وأظهر كل ثمرتها تؤتي تزال ال التي علوا السماء في الفرع الباسقة األصل الثابتة

التوحيد لشجرة مطابقا رأيته التشبيه هذا تأملت وإذا حين الصالح العمل رفع إلى صاعدة الصالحة األعمال من فروعها التي القلب في الراسخة الثابتة

في ثباتها بحسب وقت كل الصالحة األعمال تثمر الشجرة هذه تزال وال السماء ومراعاتها بحقها وقيامه بحقيقتها ومعرفته فيها وإخالصه لها القلب ومحبة القلب

حقيقتها هي التي بحقيقتها قلبه في الكلمة هذه رسخت فمن رعايتها حق حقيقة فيعرف منها صبغة أحسن ال التي الله بصبغة بها وانصبغ بها قلبه واتصف

الحقيقة تلك ونفى جوارحه وتصدقها لسانه بها ويشهد لله قلبه يثبتها التي الهيئة النفي هذا في لسانه قلبه وواطأ وجل عز الله سوى ما كل عن ولوازمها ذلال ربه سبل سالكة طائعة بالوحدانية له شهد لمن جوارحه وانقادت واإلثبات

بدال الحق معبوده سوى القلب يبتغي ال كما بدال سواها باغية وال عنها ناكبة غير من ثمرتها تؤتى تزال ال اللسان هذا على القلب هذا من الكلمة هذه أن ريب فال

كلما طيبا كثيرا تثمر الطيبة الكلمة وهذه تعالى الرب إلى الصاعد الصالح العمل يصعد إليه تعالى قال كما الطيب الكلم الصالح العمل فيرفع صالح عمل يقارنه الكلم يرفع الصالح العمل أن سبحانه فأخبر يرفعه الصالح والعمل الطيب الكلم

وقت كل صالحا عمال وقت كل لقائلها تثمر الطيبة الكلمة أن وأخبر الطيبنفيا وحقيقتها بمعناها عارفا بها المؤمن شهد إذا التوحيد كلمة أن والمقصود

هذا من الكلمة فهذه بشهادته وجوارحه ولسانه قلبه قائما بموجبها متصفا واثباتا

Page 15: الأمثال في القرآن

متصلة وفروعها قلبه في راسخ ثبات أصلها الشاهد

من السلف ومن وقت كل لثمرتها مخرجة وهي بالسماء والمؤمن النخلة مثل ومنهم الصحيح عمر ابن حديث عليه ويدل النخلة هي الطيبة الشجرة إن قال عمي حدثني أبي حدثني سعد بن محمد قال كما نفسه المؤمن هي قال من

طيبة كلمة مثال الله ضرب كيف تر ألم قوله عباس ابن عن أبيه عن أبي حدثني األرض في الثابت باألصل ويعني المؤمن الطيبة بالشجرة يعني طيبة كشجرة وعمله قوله فيبلغ ويتكلم األرض في يعمل المؤمن يكون السماء في والفرع طيبة كلمة مثال الله ضرب في العوفي عطية وقال األرض في وهو السماء صالح وعمل طيب كالم منه يخرج يزال ال المؤمن مثل ذلك قال طيبة كشجرة

الله إلى يصعدضرب المؤمن ذلك قال السماء في وفرعها ثابت أصلها أنس بن الربيع وقال أصل قال ثابت أصلها قال له شريك ال وحده وعبادته وحده لله اإلخالص في مثله

بين اختالف وال السماء في ذكره قال السماء في وفرعها األرض في ثابت عمله كانت وإذا بها مشبه وهو به مشبهة والنخلة المؤمن بالمثل فالمقصود القولين من قال ومن كذلك يكون أن أولى بها المشبه فالمؤمن طيبة شجرة النخلة

الجنة أشجار أشرف من فالنخلة الجنة في شجرة إنها السلف

اإليمان تجديدتكلم الذي علم ويقتضيه يليق ما والمعارف والعلوم األسرار من المثل هذا وفي

وفروع وساق عروق من لها بد ال الشجرة أن ذلك فمن وحكمته سبحانه به فعروقها به المشبه المشبه ليطابق واإلسالم اإليمان شجرة فكذلك وثمر وورق توجبه ما وثمرتها األعمال وفروعها اإلخالص وساقها واليقين والمعرفة العلم

الزكية واألخالق الممدوحة والصفات الحميدة اآلثار من الصالحة األعمال في الشجرة هذه غرس على فيستدل المرضى والدل والهدى الصالح والسمت

أنزل الذي لمعلومه مطابقا صحيحا العلم كان فإذا األمور بهذه فيه وثبوتها القلب رسله عنه به وأخبرت نفسه عن به أخبر لما مطابقا واالعتقاد به كتابه الله

لألمر موافقة واألعمال القلب في قائم واإلخالص عليهم وسالمه الله صلوات اإليمان شجرة أن علم لها مناسب األصول لهذه مشابه والسمت والدل والهدى

القائم أن علم بالعكس األمر كان وإذا السماء في وفرعها ثابت أصلها القلب في ومنها قرار من مالها األرض فوق من اجتثت التي الخبيثة الشجرة هو إنما بالقلب

أوشك السقي عنها انقطع فإذا وتنميها تسقيها بمادة إال حية تبقى ال الشجرة أن كل بسقيها صاحبها يتعاهدها لم إن القلب في اإلسالم شجرة فهكذا تيبس أن

على والتفكر التفكر على بالتذكر والعود الصالح والعمل النافع بالعمل وقت رضي هريرة أبي حديث من أحمد اإلمام مسند وفي تيبس أن أوشك وإال التذكر

الثوب يخلق كما القلب في يخلق اإليمان إن الله رسول قال قال عنه الله إيمانكم فجددوا

Page 16: الأمثال في القرآن

هنا ومن يهلك أن أوشك صاحبه يتعاهده لم إن فالغرس وبالجملة الطيب الغرس األوقات تعاقب على العبادات من به الله أمر ما إلى العباد حاجة شدة يعلم

مادة وجعلها عليهم وضعها بأن عباده إلى وإحسانه نعمته وتمام رحمته وعظيم قلوبهم في غرسه الذي التوحيد غراس لسقييخالطه أن بد ال أنه العادة سبحانه الله أجرى قد النافع والزرع الغرس إن ومنها الغرس كمل وقلمه ونقاه ربه تعاهده فإن جنسه من ليس غريب ونبت دغل

أن أوشك تركه وإن وأزكى وأطيب لثمرته أوفر وكان نباته وتم واستوى والزرع الثمرة ويجعل األصل يضعف أو له الحكم ويكون والزرع الغرس على يغلب

ومعرفته هذا في يقيس فقه له يكن لم ومن وقلته كثرته بحسب ناقصة ذميمة هذه سقي شيئين في سعيه دائم فالمؤمن يشعر ال وهو كثير ربح يفوته فإنه به

والله وتتم تكمل حولها ما وبتنقية وتدوم تبقى فبسقيها حولها ما وتنقية الشجرة التكالن وعليه المستعان

قطرة ولعلها والحكم األسرار من الجليل العظيم المثل هذا تضمنه ما بعض فهذا التي وأعمالنا القاصرة وعلومنا المخبطة وقلوبنا الواقعة أذهاننا بحسب بحر من

وزكت األذهان وصفت القلوب منا طهرت فلو وإال واالستغفار التوبة توجب تعالى الله عن للتقي الهمم وتجردت األعمال وخلصت النفوس

وأسراره وجل عز الله كالم معاني من لشاهدنا ورسوله الخبيثة الكلمة مثل قدر يعرف وبهذا الحق معارف عنده وتتالشى العلوم عنده تضمحل ما وحكمه

وعلوم علومهم بين الذي التفاوت وإن عنهم الله رضي ومعارفهم الصحابة علوم فضله مواقع يجعل حيث أعلم والله الفضل في بينهم الذي كالتفاوت بعدهم من

برحمته يختص ومناجتثت التي الخبيثة بالشجرة فشبهها الخبيثة الكلمة مثل سبحانه ذكر ثم فصل

وال زاكية ثمرة وال عال فرع وال ثابت عرق فال قرار من لها ما األرض فوق من وال مونق أعالها وال مغدق ثابت األرض في عرق وال قائم ساق وال جنى وال ظل تعلى بلى تعلو وال لها جنىكذلك وجده وكتبهم خطابهم في الخلق هذا كالم أكثر اللبيب تأمل وإذا

وأنفعه الكالم أفضل عن به واالشتغال معه الوقوف الخسران كل فالخسران من لها ما األرض فوق من اجتثت بشجرة للكافر مثال الله ضرب الضحاك قال الكافر كذلك منفعة فيها ال و ثمرة لها وليس فرع وال أصل لها ليس يقول قرار عباس ابن وقال منفعة وال بركة فيه الله يجعل وال يقوله وال خيرا يعمل ليسفوق من اجتثت الكافر يعني خبيثة كشجرة الشرك وهي خبيثة كلمة ومثل

وال برهان وال الكافر به يأخذ أصل له ليس الشرك يقول قرار من لها ما األرض وال األرض في ثابت أصل له فليس الله إلى يصعد وال المشرك عمل الله يقبل وقال اآلخرة في وال السماء في صالح عمل له ليس يقول السماء في فرع

أنس بن الربيع

Page 17: الأمثال في القرآن

مثل الخبيثة الشجرة مثل

قوله يستقر وال فرع وال أصل لعمله وال لقوله ليس الكافر الصالح بالقول التثبيت اآلية هذه في قتادة عن سعيد وقال السماء إلى يصعد وال األرض على عمله وال ال قال الخبيثة الكلمة في تقول ما له فقال العلم أهل من رجال لقي رجال إن

صاحبها عنق تلزم أن إال مصعدا السماء في وال مستقرا األرض في لها اعلم أخبر ثم األرض فوق من استؤصلت أي اجتثت وقوله القيامة يوم بها يوافي حتى

الخبيث والكلم الطيب الكلم أصحاب الفريقين في وعدله فصله عن سبحانه واآلخرة الدنيا في إليه يكونون ما أحوج الثابت بالقول آمنوا الذين يثبت أنه فأخبر

بعدله هؤالء فأضل الثابت القول عن المشركون وهم الظالمين يضل وأنه آمنوا الذين الله يثبت قوله وتحت إليمانهم بفضله المؤمنين وثبت لظلمهم لظنته عليه وقف من عظيم كنز اآلخرة وفي الدنيا الحياة في الثابت بالقول

أن وذلك حرم فقد حرمه ومن غنم فقد منه وأنفق واقتناءه استخراجه وأحسن إيمانه سماء زالت وإال يثبته لم فإن عين طرفة الله تثبيت عن يستغني ال العبد

أن ولوال ورسوله عبده عليه خلقه ألكرم تعالى قال وقد مكانهما عن وأرضه المالئكة إلى ربك يوحي إذ تعالى وقال قليال شيئا إليهم تركن كدت لقد ثبتناك

يسألهم وهو قال البجلي حديث من الصحيحين وفي آمنوا الذين فثبتوا معكم أني فؤادك به نثبت ما الرسل أنباء من عليك نقص وكال لرسوله تعالى وقال ويثبتهم

التثبيت كيفيةوأصله التثبيت ومادة التثبيت بترك ومخذول بالتثبيت موفق قسمان كلهم فالخلق ما فكل عبده الله يثبت فيهما العبد به أمر ما وفعل الثابت القول من ومنشأه

ما فعلوا أنهم ولو تعالى قال تثبتا أعظم كان فعال وأحسن قوال أثبت كان والقول قوال أثبتهم قلبا الناس فأثبت تثبيتا وأشد لهم خيرا لكان به يوعظون

نوعان فالقول الكذب الباطل القول ضد وهو والصدق الحق القول هو الثابت فهي ولوازمها التوحيد كلمة القول وأثبت له حقيقة ال وباطل حقيقة له ثابت

أثبت من الصادق ترى ولهذا واآلخرة الدنيا في عباده بها الله يثبت ما أعظم وأقلهم تلويا وأكثرهم وأخبثهم الناس أمهن من والكاذب قلبا وأشجعهم الناس

وشجاعته االختبار وقت قلبه ثبات من الصادق صدق يعرفون الفراسة وأهل ثباتا البصيرة ضعيف على إال ذلك يخفى وال ذلك بضد الكاذب كذب ويعرفون ومهابته اال شيئا منه فهمت ما والله فقال به متكلم من سمعه كالم عن بعضهم وسئل

من أفضل منحة العبد منح فما مبطل بصولة ليست صولة لكالمه سمعت أني في إليه يكونون ما أحوج ثمرته الثابت القول أهل ويجد الثابت القول منحة

النبي عن عازب بن البراء حديث من مسلم صحيح في كما معادهم ويوم قبورهم فمنها صحاح أحاديث في مبينا هذا جاء وقد القبر عذاب في نزلت اآلية هذه أن كنا قال سعيد أبي عن نضرة أبي عن هند أبي بن داود حديث من المسند في ما فإذا قبورها في تبتلى األمة هذه إن الناس أيها يا فقال جنازة في النبي مع

Page 18: الأمثال في القرآن

عنه وتفرق دفن اإلنسان

هذا في تقول ما فقال فأقعده مطراق بيده ملك جاءه أصحابه القبر سؤال أن وأشهد له شريك ال وحده الله إال إله أال أشهد قال مؤمنا كان فإن الرجل هذا له فيقال النار إلى باب له فيفتح صدقت له فيقول ورسوله عبده محمدا إلى باب له يفتح ثم هذا به أبدلك الله فإن آمنت إذ فأما بربك كفرت لو منزلك والمنافق الكافر وأما قبره في له يفسح ثم اسكن له ينهض أن فيريد الجنة ثم اهتديت وال دريت ال فيقال أدري ال فيقول الرجل هذا في تقول ما له فيقال فإن كفرت إذ فأما بربك آمنت لو منزلك هذا له فيقال الجنة إلى باب له يفتح قمعة بالمطراق الملك يقمعه ثم النار إلى باب له يفتح ثم هذا به أبدلك الله

أحد من منا ما الله رسول يا أصحابه بعض قال الثقلين إال كلهم الله خلق يسمعه الله يثبت الله رسول فقال ذلك عند هيل إال مطراق بيده ملك رأسه على يقوم الظالمين الله ويضل اآلخرة وفي الدنيا الحياة في الثابت بالقول آمنوا الذين

يشاء ما الله ويفعلزاذان وعن عمرو عن المنهال وروى عازب بن البراء حديث من المسند وفي في يعني آت يأتيه فقال المؤمن روح قبض وذكر الله رسول قال قال البراء عن

ونبي اإلسالم وديني الله ربي فيقول نبيك ومن دينك وما ربك من فيقول قبره فذلك المؤمن على تعرض فتنة آخر وهي دينك وما ربك ما له فيقول قال محمد اآلخرة وفي الدنيا الحياة في الثابت بالقول آمنوا الذين الله يثبت الله يقول حين

صحيح حديث وهذا صدقت له فيقال محمد ونبيي اإلسالم وديني الله ربي فيقول

قال هريرة أبي عن سلمة أبي وعن عمر بن محمد عن سلمة بن حماد وقال اآلخرة وفي الدنيا الحياة في الثابت بالقول آمنوا الذين الله يثبت الله رسول قال ونبي االسالم وديني الله ربي فيقول دينك وما ربك من القبر في له قيل إذا قال

هذا على صدقت له فيقال وصدقت فآمنت الله عند من بالبينات جاء محمد زاذان عن عمرو بن المنهال عن األعمش وقال تبعث وعليه مت وعليه عشت

فترجع قال المؤمن روح قبض وذكر الله رسول قال قال عازب بن البراء عن ربك من ويقوالن وينهرانه فيجلسانه شديدان ملكان إليه ويبعث جسده في روحه

فيكم بعث الذي الرجل هذا ما فيقوالن اإلسالم فيقول دينك وما الله فيقول الله كتاب قرأت يقول قال يدريك وما له فيقوالن قال الله رسول محمد فيقول بالقول آمنوا الذين الله يثبت وتعالى تبارك الله قول وذلك وصدقت به فآمنت وفي وأحمد صحيحه في حبان ابن رواه اآلخرة وفي الدنيا الحياة في الثابت

نعالهم خفق ليسمع الميت إن قال يرفعه هريرة أبي حديث من أيضا صحيحه يمينه عن والزكاة رأسه عند الصالة كانت مؤمنا كان فإذا مدبرين عنه يولون والمعروف والصلة الصدقة من الخيرات فعل وكان يساره عن الصيام وكان

قبلي ما الصالة فتقول رأسه عند من فيؤتى رجليه عند الناس إلى واإلحسان فيقول يساره عن فيؤتي مدخل قبلي ما الزكاة فتقول يمينه عن فيؤتى مدخل

Page 19: الأمثال في القرآن

عند من فيؤتى مدخلى قبلي ما الصيام

إلى اإلحسان و والمعروف والصلة الصدقة من الخيرات فعل فتقول رجليه قدمت قد الشمس له مثلت قد فيجلس اجلس له فيقال مدخل قبلي ما الناس

دعوني فيقول تسألوني وعم فيقول عنه نسألك عما أخبرنا له فيقال للغروب ستفعل إنك فيقال أصلي حتى

بعث الذي الرجل هذا أرأيت له فيقال تسألون وعم فيقول نسألك عما فأخبرنا أشهد فيقول نعم فيقولون محمد فيقول عليه به تشهد وماذا فيه تقول ماذا فيكم

ذلك على له فيقال فصدقناه الله عند من بالبينات جاءنا وأنه الله رسول أنه قبره في له يفسح ثم الله شاء إن تبعث ذلك وعلى مت ذلك وعلى حييت

أعد ما إلى انظر فيقال الجنة إلى باب له يفتح ثم فيه له وينور ذراعا سبعون طير وهي الطيبة النسم في نسمته يجعل ثم وسرورا غبطة فيزداد فيها لك الله

الله قول وذلك التراب من منه بدا ما إلى الجسد فيعاد الجنة بشجر تعلق خضر هذا تستطل وال اآلخرة وفي الدنيا الحياة في الثابت بالقول آمنوا الذين الله يثبت

من إليه ضرورة أشد مسلم وكل بل والحاكم والشاهد فالمفتي المعترض الفصل التوفيق وبالله والنفس والشراب الطعام

حنفاء الزور قول واجتنبوا األوثان من الرجس فاجتنبوا تعالى قوله ومنها فصل أو الطير فتخطفه السماء من خر فكأنما بالله يشرك ومن به مشركين غير لله

أشرك من لحال ومطابقته المثل هذا فتأمل سحيق مكان في الريح به تهوى تشبيها تجعله أن أحدهما أمران التشبيه هذا في لك ويجوز بغيره وتعلق بالله

غيره معه وعبد بالله أشرك من شبه قد ويكون مركبا

نفسه هالك إلى تسبب قد برجل السماء من خر فكأنما بالله يشرك من مثل الطير فاختطفه السماء من خر من بصورة حاله فصور نجاة معه يرجى ال هالكا بعض في هوت حتى الريح به عصفت أو حواصلها في مزعا فتمزق الهوى في

من ومقابلته الشبه أفراد من فرد كل إلى ينظر ال هذا وعلى البعيدة المطارح به المشبهبالممثل الممثل أجزاء من واحد كل فيقابل المفرق التشبيه من يكون أن والثاني

بالسماء وشرفه وسعته علوه في والتوحيد اإليمان شبه قد فيكون هذا وعلى به تارك وشبه منها يصعد وإليها األرض إلى يهبط فمنها ومهبطه مصعده هي التي

التضييق حيث من سافلين أسفل إلى السماء من بالساقط والتوحيد اإليمان ممزق كل ويمزقه أعضاءه يخطف الذي والطير المتراكمة واآلالم الشديد

إلى وتقلقه وتزعجه أزا تؤزه عليه وتعالى سبحانه الله يرسلها التي بالشياطين من مزعة طير لكل أن كما وقلبه دينه من مزعة له شيطان فكل هالكه مظان القاء يحمله الذي هواه هو سحيق مكان في به تهوي التي والريح وأعضائه لحمه السماء من وأبعده مكان أسفل في نفسهتدعون الذين إن له فاستمعوا مثل ضرب الناس أيها يا تعالى قوله ومنها فصل

Page 20: الأمثال في القرآن

ال شيئا الذباب يسلبهم وإن له اجتمعوا ولو ذبابا يخلقوا لن الله دون من لقوي الله إن قدره حق الله قدروا وما والمطلوب الطالب ضعف منه يستنقذوه

لهذا يستمع أن عبد كل حقيق عزيز

الشرك موارد يقطع فإنه تدبره حق ويتدبره المثل ذبابا يخلقوا لن بالله الشرك وإعدام عابده ينفع ما إيجاد على يقدر أن درجاته أقل المعبود أن وذلك قلبه من ذباب خلق على تقدر لن الله دون من المشركون يعبدها التي واآللهة يضره ما

من االنتصار على يقدرون وال منه أكبر هو ما فكيف لخلقه كلهم اجتمعوا ولو هم فال منه فيستنقذونه ونحوه طيب من عليهم مما شيئا سلبهم إذا الذباب منه االنتصار على وال الحيوان أضعف من هو الذي الذباب خلق على قادرون

فكيف منها أضعف وال اآللهة هذه من أعجز فال إياه سلبهم ما واسترجاع الله أنزل ما أبلغ من المثل وهذا تعالى الله دون من عبادتها عاقل يستحسن

أن على والشهادة عقولهم وتقبيح أهله وتجهيل الشرك بطالن في سبحانه اإللهية أعطوا حيث بالكرة الصبيان تالعب من أعظم بهم تتالعب قد الشياطين

المعلومات بجميع واإلحاطة المقدورات جميع على القدرة لوازمها بعض من التي وتفريج الحاجات جميع في الرب إلى يعمد وأن المخلوقات جميع عن والغنى

عليها تمتنع وتماثيل صورا فأعطوها الدعوات وإجابة اللهفات وإغاثة الكربات لذلك اجتمعوا ولو وأحقرها وأصغرها وأذلها الحق اآللهة مخلوقات على القدرة

األقل الخلق هذا أن آلهتهم وانتفاء عجزهم على ذلك من وأدل عليه وتعاونوا يستنقذوه أن على فاجتمعوا واستلبه شيئا منهم اختطف لو الضعيف العاجز األذل

الضعف في والمعبود العابد بين سوى ثم عليه يقدروا ولم ذلك عن لعجزوا منه الطالب ضعف بقوله والعجز

عاجز فهو المعبود والمطلوب العابد الطالب قيل والمطلوب ينعق الذي مثل اإلله بين تسوية وهو والمسلوب السالب بين تسوية هو وقيل بعاجز متعلق

الذباب والمطلوب الباطل اإلله فالطالب هذا وعلى والعجز الضعف في والذباب فالذباب اآللهة والمطلوب الذباب الطالب وقيل منه استنقذه ما منه يطلب العابد فضعف الجميع يتناول اللفظ أن والصحيح عليه مما يأخذه ما منه يطلب

قدره فما العزيز القوي مع اآللهة هذا جعل فمن المستلب و والمستلب والمعبود عظمته حق عظمه وال معرفته حق عرفه وال قدره حق

دعاء إال يسمع ال بما ينعق الذي كمثل كفروا الذين ومثل تعالى قوله ومنها فصل يعقلون ال فهم عمى بكم صم ونداء

فقيل الدواب وهو به منعوقا و وغيرها بالغنم مصوتا أي ناعقا المثل هذا فتضمن الكافر حال وإن المدعو به المنعوق هو والصنم للصنم الداعي وهو العابد الناعق

بن الرحمن عبد منهم طائفة قول هذا يسمعه ال بما ينعق من كحال دعائه في إال قوله وقالوا القول هذا معه وجماعة الكشاف صاحب واستشكل وغيره زيد

هذا عن أجيب وقد نداء وال دعاء تسمع ال األصنام ألن عليه يساعد ال ونداء دعاء

Page 21: الأمثال في القرآن

بثالثة االشكال

األصمعي ذكر وقد قالوا ونداء دعاء يسمع ال بما والمعنى زائدة أن أحدها أجوبة الشاعر قول في

مناخة إال تنفعك ال جراجيجالكالم في تزاد ال إال فإن فاسد جواب وهذا مناخة تنفك ما أي

المدعو خصوصات في ال الدعاء مطلق في وقع التشبيه أن الثاني الجوابدعآءهم تفقه ال التي آلهتهم دعائهم في هؤالء مثل أن المعنى أن الثالث الجواب

المشرك وكذا ونداء دعآء في أنه غير شيئا بنعقته ينتفع فال بغنمه الناعق كمثل كالبهائم كفروا الذين ومثل المعنى وقيل العناء إال وعبادته دعائه من له ليس الكفار داعي هو فالراعي الصوت من أكثر الراعي يقول مما تفقه ال التي

الذين ومثل محمد يا ومثلك المعنى سيبويه قال بها المنعوق البهائم هم والكفار كفروا الذين ومثل المعنى فيكون قوله وعلى به المنعوق و الناعق كمثل كفروا

وأن المركب التشبيه من هذا تجعل أن ذلك بها والناعق الغنم كمثل وداعيهم عدم في للكفار تشبيها كان المركب من جعلته فإن المفرق التشبيه من تجعله غير شيئا قوله من تفقه فال الراعي بها ينعق التي بالغنم وانتفاعهم فقههم

فالذين المفرق التشبيه من جعلته وإن والنداء الدعاء هو الذي المجرد الصوت

بمنزلة والهدى الطريق إلى ودعاؤهم البهائم بمنزلة كفروا بحبه اإلنفاق مثل والله الناعق صوت مجرد البهائم كإدراك والنداء الدعاء مجرد وإدراكهم النعيق أعلمحبة كمثل الله سبيل في أموالهم ينفقون الذين مثل تعالى قوله ومنها فصل واسع والله يشآء لمن يضاعف والله حبة مائة سنبلة كل في سنابل سبع أنبتت جميع أو الجهاد به المراد كان سواء سبيله في المنفق نفقة سبحانه شبه عليم كل اشتملت سنابل سبع حبة كل فأنبتت بذرا بذر بمن بر كل من الخير سبل

وإخالصه وإيمانه المنفق حال بحسب يضاعف والله حبة مائة على سنبلة بحسب يتفاوت االنفاق ثواب فان موقعها ووقوعها وقدرها نفقته ونفع واحسانه

بقلب المال اخراج وهو النفقة عند والتثبت واالخالص االيمان من بالقلب يقوم ما خروجه قبل قلبه من وخرج نفسه به وسمحت باخراجه صدره انشرح قد ثابت ترجف نفسه متبعه وال هلع وال جزع غير اخراجه عند القلب ثابت فهو يده من طيب وبحسب بمواقعه ومصارفه اإلنفاق نفع بحسب ويتفاوت وفؤاده يده

بالبذر االنفاق شبه سبحانه أنه الفقه من المثل هذا وتحت وذكائه المنفق بذرة بحسب فمغلة زكية أرض في ماله باذر لغيره ال لله الطيب ماله فالمنفق

فإذا عنه الغريب والنبات الدغل ونفي بالسقي البذر وتعاهد أرضه وطيب وكان الجبال أمثال جاء جائحة لحقته وال نار الزرع تحرق ولم األمور هذه اجتمعت

نصب فيه المكان وهي بربوة حبة كمثل مثله

Page 22: الأمثال في القرآن

فنزل تربية أتم هناك األشجار فتربى والرياح الشمس الله سبيل في النفقة مثل ما ضعفي أكلها فآتت ونماها فرواها متتابع القطر عظيم مطر السماء من عليها القطر صغير مطر فطل وابل يصبها لم وإن الوابل ذلك بسبب غيرها تؤتيه

الوابل نوعي ذكر في أن مع عليه وتنمي الطل على تزكو منبتها لكرم يكفيها وابال إنفاقه يكون من الناس فمن والقليل الكثير اإلنفاق نوعي إلى إشارة والطل ما العامل لهذا عرض فإن ذرة مثقال يضيع ال والله طال إنفاقه يكون من ومنهم تجري وأعناب نخيل من جنة له رجل بمنزلة كان حسناته بها ويبطل أعماله يفرق

فأصابها ضعفاء ذرية وله الكبر وأصابه الثمرات كل من فيها وله األنهار تحتها من وجد األجور وإحراز األعمال استيفاء يوم كان فإذا فاحترقت نار فيه إعصار من أشد حينئذ فحسرته الجنة هذه صاحب أصاب ما أصابه قد عمله العامل النعمة لسلب الحسرة في سبحانه الله ضربه مثل فهذا جنته على هذا حسرة

الكبر أصابه قد عنه ذهبت والذي ومنفعتها قدرها عظم مع إليها الحاجة شدة عند على يقدرون ال ضعفآء ذرية فله هذا ومع نعمته إلى كان ما أحوج فهو والضعف

كانت ما أشد حينئذ نعمته إلى فحاجته عياله في هم بل بمصالحه والقيام نفعه من فيه عظيم بستان له كان إذا هذا حال يكون فكيف ذريته وضعف لضعفه

النخيل ثمر وهو وأنفعها الفواكه أجل ثمره وسلطان والثمر الفواكه جميع كله محترقا وجده وقد يوما فأصبح ذريته وكفاية بكفايته يقوم فنخله واألعناب أعظم حسرة فأي كالصريم

له يختم الذي مثل هذا عباس ابن قال حسرته من واألذى بالمن اإلنفاق مثل يموت حتى الله طاعة في المفرط مثل هذا مجاهد وقال عمره آخر في بالفساد

نفعها عنه ينقطع الله لغير ينفق الذي نفقته في للمرائي مثل هذا السري وقال عن يوما عنهم الله رضي الصحابة الخطاب بن عمر وسأل إليها يكون ما أحوج ابن فقال نعلم ال أو نعلم قولوا وقال عمر فغضب أعلم الله فقالوا اآلية هذه

تحصر وال أخي ابن يا قل قال المؤمنين أمير يا شيء منها نفسي في عباس ثم بالحسنات يعمل غنى لرجل قال عمل ألي قال لعمل مثل ضرب قال نفسك

هذا الحسن وقال كلها أعماله أحرق حتى بالمعاصي فعمل الشيطان له الله بعث ما أفقر صبيانه وكثر جسمه ضعف شيخ الناس من يعقله من أعلم والله قل مثل الدنيا عنه انقطعت إذا عمله إلى يكون ما أفقر والله أحدكم وإن جنته إلى كان

والرياء واألذى المن من يبطلها ما الصدقات من األعمال لهذه عرض فإن فصل له سببا كان الذي الثواب يبطل واألذى والمن للثواب سببا انعقادها يمنع فالرياء فأصابه تراب عليه األملس الحجر وهو صفوان كمثل عمله وبطالن صاحبها فمثل البليغ المثل هذا جزاء وتأمل عليه شيء ال صلدا فتركه الشديد المطر وهو وابل

في الحجر فإن وجاللته القرآن عظمة تعرف به الممثل أجزاء على وانطباقها في فقلبه والمؤذي المان و المرائي هذا قلب مقابلة

Page 23: الأمثال في القرآن

الحجر بمنزلة واإلحسان واإلخالص اإليمان عن قسوته ريح كمثل ينفقون ما مثل تحته ما فقوة الحجر ذلك على الذي التراب بمنزلة الله لغير الذي والعمل بالذي متصلة مادة له فليس الوابل نزول عند والنبات الثبات من تمنعه وصالبته

والنهي األمر وابل عند ثبات له ليس المرآئي قلب وكذلك الكأل وينبت الماء يقبل الذي اليسير التراب ذلك عنه انكشف الوحي وابل عليه نزل فإذا والقدر والقضاء

سبحانه الله ضربه مثل وهذا فيه نبات ال صلدا حجرا تحته ما فبرز عليه كان إليه كان ما أحوج منه شيء ثواب على القيامة يوم يقدر ال ونفقته المرآئي لعمل التوفيق وباللهمن أوالدهم وال أموالهم عنهم تغني لن كفروا الذين إن تعالى قوله ومنها فصل

الحياة هذه في ينفقون ما مثل خالدون فيها هم النار أصحاب وأولئك شيئا الله ظلمهم وما فأهلكته أنفسهم ظلموا قوم حرث أصابت صر فيها ريح كمثل الدنيا غير في ماله أنفق لمن تعالى الله ضربه مثل هذا يظلمون أنفسهم ولكن الله

والمفاخر المكارم في أموالهم من هؤالء ينفقه ما سبحانه فشبه ومرضاته طاعته عن به ليصدوا ينفقونه وما الله وجه به يبتغون ال الذكر وحسن الثناء وكسب يرجو صاحبه زرعه الذي بالزرع والسالم الصالة عليهم رسله واتباع الله سبيل الزرع من عليه يمر ما بردها يحرق جدا البرد شديدة ريح فأصابته وخيره نفعه

وأيبسته الزرع ذلك فأهلكت والثمار

رجال مثال الله ضرباألنباري وقال عباس ابن قاله النار وقيل الشديد البرد فقيل الصر في واختلف

الذي الصوت الصر وقيل االلتهاب عند لتصريتها صر أنها النار وصفت وإنما محرق شديد برد فهو متالزمة الثالثة واألقوال هبوبها شدة من الريح يصحب قوم حرث أصابت قوله وفي شديد صوت وفيه النار تحرق كما للحرث بيبسه سلط الذي فهو ظلمهم هو لحرثهم إصابتها سبب أن على تنبيه أنفسهم ظلموا التي الريح هو فظلمهم وأيبسته زرعهم أهلكت حتى المذكورة الريح عليهم وأتلفتها ونفقاتهم أعمالهم أهلكتسلما ورجال متشاكسون شركاء فيه رجال مثال الله ضرب تعالى قوله ومنها فصل الله ضربه مثل هذا يعلمون ال أكثرهم بل لله الحمد مثال يستويان هل لرجل

في مشتركين جماعة تملكه عبد بمنزلة فالمشرك والموحد للمشرك سبحانه كمثل فمثله وحده الله يعبد كان لما والموحد أجمعين رضاهم يمكنه ال خدمته

في فهو رضاه إلى الطريق وعرف مقاصده وعلم له سلم قد واحد رجل عبد رأفة مع فيه منازع غير من لمالكه سالم هو بل فيه الخلطاء تشاحن من راحة يستوي فهل بمصالحه وتوليته إليه وإحسانه عليه وشفقته له ورحمته به مالكه وهذا العبدان هذان

مستحق واحد لمالك الخالص فإن األمثال أبلغ منه لوط وامرأة نوح امرأة مثل الشركاء صاحب يستحقه ال ما بمصالحه وقيامه إليه والتفاته وإحسانه معونته من

Page 24: الأمثال في القرآن

يعلمون ال أكثرهم بل لله الحمد المتشاكسينكانتا لوط وامرأة نوح امرأة كفروا للذين مثال الله ضرب تعالى قوله ومنها فصل وقيل شيئا الله من عنهما يغنيا فلم فخانتاهما صالحين عبادنا من عبدين تحت رب قالت إذ فرعون امرأة آمنوا للذين مثال الله وضرب الداخلين مع النار ادخال القوم من ونجني وعمله فرعون من ونجني الجنة في بيتا عندك لي ابن

وصدقت روحنا من فيه فنفخنا فرجها أحصنت التي عمران ابنة ومريم الظالمين أمثال ثالثة على اآليات هذه فاشتملت القانتين من وكانت وكتبه ربها بكلمات

كفره على يعاتب الكافر أن الكفار مثل فتضمن للمؤمنين ومثلين للكافر مثل وبين بينه كان ما كفره مع ينفعه وال وأوليائه ورسوله تعالى لله وعداوته

األسباب فان االتصال سبب من سبب أو صهر وصلة أو نسب لحمة من المؤمنين عليهم رسله أيدي على وحده بالله متصال منها كان ما إال القيامة يوم تنقطع كلها

االيمان عدم مع والنكاح والمصاهرة القرابة وصلة نفعت فلو والسالم الصالة فلما وامرأتيهما والسالم الصالة عليهما ولوط نوح بين كانت التي الصلة لنفعت

شيئا الله من عنهما يغنيا لم

اآلية فقطعت الداخلين مع النار ادخال لهما وقيل لوط وامرأة نوح امرأة مثل غيره صالح ينفعه أن ورجا أمره وخالف تعالى الله معصية ارتكب من طمع حينئذ

اتصال فوق اتصال فال االتصال أشد الدنيا في بينهما كان ولو أجنبي أو قريب من إبراهيم وال ابنه عن والسالم الصالة عليه نوح يغن ولم والزوجية واألبوة النبوة عن السالم و الصالة عليهما ولوط نوح وال أبيه عن والسالم الصالة عليه

يوم أوالدكم وال أرحامكم تنفعكم لن تعالى الله قال شيئا الله من امرأتيهما لله يومئذ واألمر شيئا لنفس نفس تملك ال يوم تعالى وقال بينكم يفصل القيامة

يوما واخشوا تعالى وقال شيئا نفس عن نفس تجزي ال يوما واتقوا تعالى وقال ألطماع تكذيب كله وهذا شيئا والده عن جاز هو مولود وال ولده عن والد يجزي ال

أو نكاح أو صهر أو قرابة من الله دون من به تعلقوا من أن الباطلة المشركين الله عند لهم تشفع أو تعالى الله عذاب من تجيرهم أو القيامة يوم تنفعهم صحبة وهو الله يغفره ال الذي الشرك وهو وشركهم آدم بني ضالل أصل وهذا تعالى كتبه جميع وأنزل والسالم الصالة عليهم رسله جميع تعالى الله بعث الذي

ومعاداتهم أهله ومحاربة بإبطالهأن المثل ووجه فرعون امرأة فأحدهما للمؤمنين اللذان المثالن وأما فصل

العاصي فمعصية وعمله كفره في فارقه إذا شيئا يضره ال بالكافر المؤمن اتصال تحل التي العقوبة بسبب الدنيا في بها تضرر وإن اآلخرة في شيئا المطيع تضر ال

يضر فلم عامة فتأتي وجل عز الله أمر أضاعوا إذا األرض بأهل

ولم الكافرين أكفر من وهو به اتصالها فرعون امرأة ومريم فرعون امرأة مثل العالمين رب رسوال وهما بهما اتصالهما ولوط نوح امرأة ينفع

أصناف ثالثة فذكر كافر وال مؤمن ال لها زوج ال التي مريم للمؤمنين الثاني المثل

Page 25: الأمثال في القرآن

لها التي الصالحة والمرأة الصالح بالرجل وصلة لها التي الكافرة المرأة النساء ال فاألولى أحد وبين بينها وصلة ال التي العزبة والمرأة الكافر بالرجل وصلة عدم يضرها ال والثالثة وسببها وصلتها تضرها ال والثانية وسببها وصلتها تنفعها السورة سياق يناسب ما البديعة األسرار من األمثال هذه في ثم شيئا الصلة لم إن وأنهن عليه تظاهرهن من والتحذير النبي أزواج ذكر في سيقت فإنها

لم كما الله برسول اتصالهن ينفعهن لم اآلخرة الدار ويردن ورسوله الله يطعن مثل السورة هذه في لهما ضرب ولهذا بهما اتصالهما ولوط نوح امرأة ينفع

يحذر األول المثل الله ضرب سالم بن يحيى قال القرابة دون النكاح اتصال وفي بالطاعة التمسك على يحرضهما الثاني المثل لهما ضرب ثم وحفصة عائشة شيئا الله عند يضرها لم أنها وهو آخر اعتبار أيضا بمريم للمؤمنين المثل ضرب مع عنه الله برأهما ما إلى وابنها إياها ونسبتهم لها اليهود تعالى الله أعداء قذف يضر فال العالمين نساء على المصطفاة الكبرى الصديقة كونها

تسلية هذا وفي فيه والفساق الفجار قذف الصالح الرجل الطاعة على الحرص على نفسها وتوطين اإلفك قصة بعد نزلت السورة كانت إن المؤمنين أم لعائشة

لها تحذير ولوط نوح بامرأة التمثيل في كما قبلها كانت إن الكاذبون فيها قال ما لهن التحذير األمثال هذه فتضمنت النبي حق في اعتمدتاه مما ولحفصة

لمن النفس وتوطين والتسلية والتوحيد الطاعة على لهن والتحريض والتخويف أسرار سيما وال منه وأجل هذا فوق التنزيل وأسرار عليه وكذب منهن أوذي

الله وصلى توفيقه وحسن الله بحمد تمت العالمون إال يعقلها ال التي األمثال ومتدبرها ولقارئها لكاتبها اغفر اللهم تسليما وسلم وصحبه آله وعلى محمد على آمين والمؤمنات والمؤمنين والمسلمات المسلمين وجميع ولمصنفها تدبرها حق

العالمين رب لله والحمدولجميع ولوالديه له الله غفر آل زيد بن علي تعالى ربه إلى الفقير بقلم

المسلمينالصالحات تتم بنعمته الذي لله والحمد