ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال...

26
ادس�تبدل واحت�ا ض�د اً معا2012 يناير- الثف الثمل ال

Upload: bukra-syria

Post on 26-Mar-2016

243 views

Category:

Documents


13 download

DESCRIPTION

ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

TRANSCRIPT

Page 1: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

د ا س�تبد ال ا ل و حت�ا ال معا ض�د ا

الملف الثالث - يناير 2012

Page 2: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

:ملف

:ملف

اأيها الأ�صدقاء ..

في ظل مخا�ض التغيير الذي تعي�س���ه �س���وريا، �انطالقا من اأهمية اأن الحل يجب اأن يكون نتاجا لأفكار � ر�ؤى ال�س���وريين

اأنف�س���هم على مختلف اأطيافهم � اتجاهاتهم الفكرية، بحيث يت�س���اركون في اإيجاد اأر�س���ية م�س���تركة توؤ�س�ض لر�ؤية م�ستقبلية

�ا�سحة .

تطلق مجموعة »�سباب بكرا �سوريا » مجلة الكتر�نية د�رية با�سم »بكرا« تطرح في كل عدد منها محورا رئي�سيا لموا�سيع

تم�ض المواطن ال�س���وري يتم مناق�س���ته من مختلف النواحي ال�سيا�س���ية، الجتماعية، الثقافية، �القت�س���ادية، �ذلك بهدف

البحث عن مخارج لالأزمات المتجذرة في الواقع ال�س���وري، �بلورة تعريف محدد ��ا�س���ح عن المواطنة، دعم ثقافة الحوار،

تقديم م�سدر للمعلومات � التحليل، � توثيق ما يجري حاليا في �سوريا.

تمت كتابة الكثير من الدرا�س���ات �التحليالت حول الواقع ال�س���وري � لكن القا�س���م الم�س���ترك بين جميع هذه الدرا�سات

انها كانت موجهة ل�سريحة معينة من �سرائح المجتمع ال�سوري �هي �سريحة المثقفين �المهتمين بال�ساأن العام، �هذا ما خلق

فجوة كبيرة في معرفة تفا�سيل هذا الواقع �م�سببات ازماته لدى جيل ال�سباب �ذلك ب�سبب ال�سلوب الكتابة الكاديمي غالبا

�اللغة المتعالية في معظم الحيان. ال�س���باب اليوم بحاجة الى طرح كافة الآراء �التجارب بلغة ب�س���يطة �مبا�س���رة �بجرعات

مخت�سرة.

كيفية الم�شاركة

يتم تحديد المحور � جوانب الم�س���اركة فيه في �رقة عمل تعمم على الم�س���اركين � الم�ساركات �تتم الم�ساركة باإر�سال ما

ل يزيد عن 500 - 1000 كلمة تعبر عن اآراء و روؤى ، اأو تجارب و خبرات �شخ�شية ، اأو راأي اخت�شا�شي اأو درا�شات فيما

يتعلق بمحور الملف � يترك للم�س���اركين الخيار في التوقيع بالأحرف الأ�لى من اأ�س���مائهم ، اأ� باأ�س���مائهم الكاملة ،��ستحمي

اأ�سرة التحرير الأ�سماء الحقيقة بكل ال�سبل الممكنة، �يمكن للم�ساركين اختيار مو�سوع اأ� اأكثر من موا�سيع المحور للم�ساركة

به . علما باأن جميع الم�ساركات تطوعية.

اأما فيما يخ�ض حقوق التاأليف � الن�س���ر ف�س���تعتمد المجلة على حقوق »الم�س���اع الجماعي« ، اأي اأن المجلة �س���تكون قابلة

لإعادة الن�سر � الن�سر الورقي مع الحفاظ على ال�سكل � المحتوى الأ�سلي د�ن تجزئة اأ� اإعادة تحرير . علما اأن اأ�سرة التحرير

لن تقوم بممار�سة اأي نوع من اأنواع الرقابة اأيا كانت �يعود قرار ن�سر اي م�ساركة ا� عدمه لأ�سرة التحرير علما ان عدم ن�سر

اي مادة ل يعد تقييما لجودتها.

في حال عبرت م�ساركات الأفراد عن ر�ؤي المنظمات اأ� الأحزاب اأ� الموؤ�س�سات التي ينتمون اإليها ، فاإن ذلك ياأتي �سمن

اإطار الحوار � لي�ض �سمن تبني المجلة لراأي اأ� اآخر ب�سكل ح�سري.

�شباب بكرا �شوريا :

مجموعة تفكير � راأي حر ، تعمل على الم�س���اهمة في الو�س���ول اإلى مجتمع مدني ديمقراطي يحكمه القانون .� ذلك من

خالل �سفحة »بحب �سوريا.�ب�ض« على موقع الفي�ض بوك �يتم توزيع موا�سيع ال�سفحة اليومية بالبريد اللكتر�ني على �سكل

ن�سرة ا�ف لين با�سم »بحب �سوريا � ب�ض« . � من خالل مجلة د�رية با�سم »بكرا« .

ل ترتب��ط �لمجم�ع��ة ب��اأي منظم��ة �أو حزب �أو م�ؤ�س�س��ة ، علم��ا باأنها ترحب ب��اأي تعاون بي��ن �لأفر�د �أو

�لم�ؤ�س�سات بهدف تط�ير و �إثر�ء �لح��ر �ل�طني �ل�س�ري. تعتمد مجم�عة بكر� �س�ريا على �لمجه�د �لتط�عي

، و يتم تغطية �لنفقات �لخا�سة بالم�قع �أو �لخدمات �لمر�فقة من �لدخل �ل�سخ�سي للأفر�د �لم�ؤ�س�سين .

يرجى �إر�سال �لم�ساركات على �لعن��ن :

[email protected]�شباب بكرا �شوريا

�لج�لن بين هزيمة حزير�ن 67

وكذبة ت�شرين 73

الملف الثالث - يناير 2012

ه��ج�س ج�لنية.. ماأ�ساة �لمهجرين مثال

�لأ�سرى و �لحركة �ل�طنية

�س�ري�ن..و�أ�سرى... وج�لن

قر�ر �ل�سم و�لإ�سر�ب �لكبير 1982

تجربة ن�س�ال م�دني

�لج�لن في قب�سة �لنظام: ورقة لعب �سيا�سي،

مبرر لقمع �لحريات، وق�سية �س�عب متروك

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و�ل�ستبد�د

الجولن.. معا �سد الحتالل �ال�ستبداد

Page 3: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

من كذبة كبيرة اإلى اأخرى اأكبر �س����ارت تلك الأعوام ال�س����ت التي ف�س����لت بين ما ي�س����مى

نك�س����ة حزيران/يونيو 1967 � حرب ت�س����رين الأ�ل/اأكتوبر 1973 � التي تعرف بحرب ت�سرين

التحريرية، فال كانت الأ�لى نك�سة � ل الثانية تحرير..

الهزيم����ة بمعنى النهزام � الهرب هو التو�س����يف الأدق لما حدث ف����ي جبهة الجولن بين

القوات ال�سورية � القوات الإ�سرائيلية في حرب الأيام ال�ستة ، من ال�ساعة ال�سابعة �الن�سف

�سباحا من يوم 5 حزيران/يونيو �حتى ال�ساد�سة �الن�سف م�ساء 10 حزيران 1967.

تتح����دث الوثائ����ق العدي����دة التي تو�س����ف يوميات هذه الح����رب على الجبهة ال�س����ورية عن

الإ�سرائيلية، )....( ق�سف البتر�ل في حيفا �قاعدة مجيد� الجوية “ ق�س����ف م�س����افي ج����وي �مدفع����ي متبادل بين الجانبي����ن �محا�لة اختراق م����ن جانب �س����وريا اأحبطها الجي�ض

الإ�س����رائيلي.”)1( � ذلك في اليوم الأ�ل ،� اأن ال�ستباكات ا�ستمرت من د�ن اأي جديد على

الأر�����ض خ����الل اليوم الثان����ي � الثالث � الرابع ، � ف����ي اليوم الخام�����ض “ )....( بداأ الهجوم

الإ�س����رائيلي على �سوريا �اختراق الدفاعات ال�سورية �سمال ه�سبة الجولن.”)2( �في اليوم

الأخي����ر “�ا�س����لت القوات الإ�س����رائيلية اختراقها للدفاعات ال�س����ورية على ط����ول الجبهة في

الجولن ���سلت اإلى القنيطرة، فاأعلنت �سوريا قبولها �قف اإطالق النيران ال�ساعة ال�ساد�سة

�الن�سف م�ساء ذلك اليوم.”)3(

بينما يوؤكد الرائد خليل م�سطفى � الذي ا�سطلع ا�سطالعا دقيقا بكافة الملفات ال�سرية

�العلنية في تلك المنطقة بحكم عمله، )فقد كان �س����ابط المخابرات ال�س����ورية في الجولن

اآنذاك، � �س����غل �ظيفة “رئي�ض ق�سم ال�ستطالع في قيادة الجبهة في الجولن(، يوؤكد الرائد

اأنه “منذ م�ساء الخمي�ض الثامن من حزيران ، بداأت الإ�ساعات ت�سري �سريان النار باله�سيم

عن اأ�امر قد �سدرت من �زير الدفاع حافظ الأ�سد للجي�ض ال�سوري بالن�سحاب من الجولن

كيفي����ا “)4( ، اأي اأن كل قائ����د �حدة اأ� كتيبة ين�س����حب بالطريقة التي تحل����و له .� الكثير�ن

هربوا بعد اأن اأعطوا الأ�امر لجنودهم بالهر�ب..

� يقول باتريك �س����يل في كتابه “ الأ�سد ال�س����راع على ال�سرق الأ��سط “ اأن موقف �سوريا

ظ����ل �س����لبيا ط����وال الأيام الأربع����ة الأ�لى من الح����رب “ فقد اكتفت بق�س����ف الم�س����توطنات

الإ�س����رائيلية عل����ى الحد�د كما كانت تفعل في الما�س����ي ب�س����كل متك����رر)...( � كان الجمود

ال�س����وري فيما بعد �س����ببا من اأ�س����باب المرارة لدى م�س����ر � الأردن، � جلب على �سوريا تهمة

اأنها قد تخلت عنهما”)5(

� يعتب����ر الرائ����د خليل موؤلف كتاب “�س����قوط الج����ولن” اأن حركة الثامن م����ن اآذار 1963

كانت تمهيدا للهزيمة :

اأن توؤدي د�رها في ت�س����ليم البالد للعد�، “ اإن مث����ل ه����ذه الحركة ، ما كان ليتاح لها مقابل ثمن بخ�ض، لو اأنها حققت �س����يئا حقيقيا – مهما كان �س����ئيال- من ممار�س����ة الحرية

الفعلية ، ب�سورة من �سورها اأ� اأكثر.”)6(

فقد ر�سخت حركة الثامن من اآذار خالل �ست �سنوات اأ�س�ض النف�سال بدل من الوحدة ، �

خنقا للحرية بدل من اإطالقها، �تعطيل الم�ساريع الإنمائية

� الق�س����اء على النمو القت�س����ادي بدل من ال�ستراكية . اأما

فيم����ا يتعلق بالجي�ض فقد تمت ت�س����فيته � �س����لت فعاليته من

خالل الت�س����فية � العتقال � الت�سريح � الإحالة اإلى التقاعد

� النق����ل اإل����ى الوظائ����ف المدني����ة “ حت����ى بلغ ع����دد مجموع

ال�س����باط الذين اخرج����وا من الجي�����ض ، حتى اأي����ار )مايو(

1967 ، ل يقل عن األفي �س����ابط ، مع عدد ل يقل عن �س����عفه

من �س����باط ال�س����ف القدامى ، � الجنود المتطوعين الذين

ي�س����كلون المالك الحقيقي الفعال لمختلف الخت�سا�س����ات

في الجي�ض”)7( . � تم ا�س����تبدال هوؤلء باأعداد كبيرة جدا

م����ن �س����باط الحتي����اط اأغلبيتهم م����ن البعثيين � م����ن اأبناء

ط���ائفة معين���ة حتى اأ�سبح الجي�ض “موؤ�س�سة لقمع الحريات

� التنكي����ل بال�س����عب ، ل جي�س����ا قادرا على �س����ون الحد�د، �

الدفاع عن اأر�ض الوطن”)8(

اإن كل من نزح من القنيطرة اإلى دم�س����ق يوم العا�سر من

حزيران )� هم اأنا�ض ما زالوا يعي�س����ون بيننا( ، يوؤكد اأن الجي�ض ال�س����وري اأطلق تحذيرا لهم

بمغادرة قراهم � النجاة باأر�احهم، بينما لم ير �احد منهم الجي�ض الإ�سرائيلي � هو يدخل

المدينة، في نف�ض الوقت �سدحت اإذاعة دم�سق ببيان �زير الدفاع حافظ الأ�سد رقم 66 الذي

“اأعلن �سقوط القنيطرة، �لم يكن جند العد� قد راأ�ها باأعينهم بعد بل لم تكن اأقدامهم �طئت اأر�س����ها.“)9( فقد دخلت قوات الجي�ض الإ�س����رائيلي اإلى القنيطرة بعد �سبعة ع�سرة

�س����اعة من البيان ، � ذلك حين تاأكدت من ان�س����حاب � فرار قوات الجي�ض ال�س����وري �اأنها لن

تواجه اأية مقا�مة من اأي نوع. � منذ ذلك الوقت � حتى اليوم “تدعي الحكومة ال�س����ورية اأن

المدينة تعر�س����ت لتدمير متعمد من قبل اإ�س����رائيل في الأيام القليلة التي �س����بقت ان�سحابها

منها، بينما تنفي اإ�س����رائيل هذا التهام )....(�بغ�ض النظر عن الطرف الذي ت�سبب بدمار

المدينة فاإن الجزء الأكبر من ذلك الدمار كان متعمدا لذاته ل عر�سيا.” )10(

� هك����ذا ح�س����لت اإ�س����رائيل على “ 1260 كم2 من م�س����احة اله�س����بة بما ف����ي ذلك مدينة

القنيط����رة.”)11( �ه����ي المرك����ز الإداري �التج����اري لمنطقة الجولن. �ق�س����ت اإ�س����رائيل

ال�س����نوات ال�س����ت التي تلت الحرب في تح�س����ين مراكزها في الجولن � في دعم �سل�سلة من

التح�س����ينات على مواقعها في خط اآلون ، � ا�س����تخدمت مدينة القنيطرة ك�س����احة لتدريبات

قواته����ا. حت����ى اندلعت الحرب ف����ي 6 ت�س����رين الأ�ل/اأكتوبر 1973 � التي تعرف با�س����م حرب

ت�س����رين التحريري����ة في �س����ورية ، حيث خطط����ت القيادتان الم�س����رية �ال�س����ورية لمهاجمة

اإ�سرائيل على جبهتين في �قت �احد بهدف ا�ستعادة �سبه جزيرة �سيناء �الجولن.

ا�س����ترجع الجي�ض ال�س����وري “م�س����احة قدرها 684 كم2 من اأرا�س����ي اله�س����بة لمدة ب�سعة

الأيام، �لكن الجي�ض الإ�س����رائيلي اأعاد احتالل هذه الم�س����احة قبل نهاية الحرب” )12( . �

يقول باتريك �س����يل �ا�سفا الخ�سائر التي تكبدها الجي�ض ال�س����وري في الأيام الأ�لى للحرب:

اإلى الثالث ع�س����ر من ت�س����رين الأ�ل، تبخرت اأحالم “ في تلك الأيام القليلة، من الثامن الأ�س����د في تحرير الجولن � قلب ميزان القوى في المنطقة بالقوة. فكانت ال�س����ربة مريرة،

اإذ فقد ثمانمائة دبابة � مئات من ال�س����يارات الم�س����فحة، � �س����تة اآلف رجل، � اأ�سياء كثيرة

اأخ����رى.. � قدرت اأ�س����رار الحرب بثالثة مليارات � ن�س����ف ملي����ار د�لر. )...( � بدل من اأن

تكون �سوريا قادرة على تهديد اإ�سرائيل، فقد �جدت عا�سمتها تقع في مدى مرمى المدفعية

الإ�سرائيلية”)13(.

انته����ت الح����رب ر�س����ميا ف����ي 31 اأيار/ماي����و 1974 و “اأعادت اإ�س����رائيل ل�س����وريا م�س����احة

60 ك����م2 م����ن الجولن ت�س����م مدينة القنيطرة �جواره����ا �قرية الرفيد في اإط����ار اتفاقية فك

ال�س����تباك.”)14(التي تلت ما ي�سمى بحرب ال�س����تنزاف. � كان المقابل هو اللتزام باإبعاد

الجي�ض ال�سوري �راء �سريط يخ�سع لمراقبة قوات هيئة الأمم المتحدة ، � “ ت�سم التفاقية

بندا يدعو اإلى اإعادة المدنيين ال�س����وريين اإلى المناطق التي ان�سحبت اإ�سرائيل منها، �ين�ض

ملحق اأ�س����يف اإلى التفاقي�ة على اإر�س����ال قوة خا�س����ة لالأمم المتحدة )UNDOF( لمراقبة

الهدن����ة �تطبي����ق الجانبين لالتفاقي����ة، �ما تزال هذه القوة متواجدة ف����ي المنطقة منذ ذلك

الوقت �حت����ى الآن، �يقوم مجل�ض الأم����ن بتمديد مهمتها مرة

كل �ستة اأ�سهر.”)15(

اأما الكني�س����ت الإ�س����رائيلي فق����د قرر ما ي�س����مى ب� “قانون

الج����ولن” ف����ي 14 كان����ون الأ�ل/دي�س����مبر1981، حيث ين�ض

القانون “فر�ض القانون �الق�س����اء �الإدارة الإ�س����رائيلية على

ه�س����بة الج����ولن )...(�تبلغ م�س����احة المنطقة التي �س����متها

اإ�س����رائيل 1200 كم2 من م�ساحة �س����ورية بحد�د 1923 البالغة

185،449 األف كم2 �هو ما يعادل 0،65% من م�س����احة �س����ورية

�لكنه يمثل 14% من مخز�نها المائي قبل 4 يونيو 1967”)16(

�حا�لت فر�س����ت الجن�سية الإ�س����رائيلية على �سكان المنطقة

العرب.

اأما مدين����ة القنيطرة فقد بقيت مدمرة من����ذ اإعادتها اإلى

�س����ورية في 1974 و “ لم تقم الحكومة ال�سورية باأعمال ترميم

اأ�سا�س����ية للمدينة، �ما تزال المدينة خرب����ة حتى الآن تعر�ض

فيه����ا الحكومة ال�س����ورية ما تراه تدميرا متعم����دا على ز�ارها

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

الجـوالن بين

هزيمة حزير�ن 67

وكذبة ت�شرين 73

5 June 1967: the occupying Israeli forces invaded Syrian Golan Height’s.

1967 War

Page 4: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�دالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

�ترف�ض اإعادة بنائها - بالرغم من ا�س����تدعائها لإعادة النازحين في اتفاقية الهدنة- �تقول

باأنه����ا لن تعيد اعمار المدينة حتى ان�س����حاب اإ�س����رائيل الكامل اإلى ح����د�د 4 حزيران/يونيو

1967 )�سرط ل يرد في اتفاقية الهدنة(. من جانب اآخر، عملت ال�سلطات ال�سورية على بناء

مدينة �س����غيرة ب�س����واحي القنيطرة �اأطلقت عليها ا�س����م “مدينة البعث” كما اأعادت اعمار

القرى الجولنية الأخرى التي ا�ستعادتها.” )17(

تنق�ض المعطيات ال�سابقة كل الإدعاءات التي بنى عليها النظام ال�سوري �جوده �ا�ستمراره

ف����ي الحكم � التي تتلخ�ض بكلمتين هما: “الممانع����ة” و “المقا�مة” � اللتان رفعهما النظام

راي����ة عل����ى جب����ل من الخ�س����ائر ل المنجزات كما يدع����ي الآن � ادعى �قتها م����ن خالل “ ما

ردده اإعالم حافظ الأ�سد اآنذاك حرفيا: ) اإن العد� الإ�سرائيلي رغم احتالله له�سبة الجولن

بالكامل، اإل اأنه لم يحقق هدفه الذي هو اإ�سقاط النظام البعثي القومي العربي (”)18(.

فمن حيث الممانعة فقد اأخر�ست اأ�سوات الر�سا�ض على خط المواجهة في الجولن المحتل

منذ 1973. � من حيث المقا�مة فاإن “ منجزات الأ�س���د ل تزال بادية اله�سا�س���ة. )...( فلقد

ف�سل في منع اإ�سرائيل � الوليات المتحدة من �سلخ � تحييد م�سر، اأقوى بلد عربي، � اأخفق في

طرد اإ�س���رائيل من الأرا�سي الفل�سطينية بل حتى ال�س���ورية، بحيث بقيت المع�سلة الفل�سطينية

برمتها د�ن حل. كما اأن ر�ؤيته لت�س���وية اإقليمية تتحجم فيها اإ�س���رائيل �راء حد�د ما قبل حرب

حزيران/يوينو، على يد عالم عربي يعادلها في القوة، ل تزال مجرد حلم. “)19(

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4DE6AF2F-29A1-4A04-BC59-A980FE58CD73.htm 1967 1( ، يوميات حرب(

)2( نف�سه

)3( نف�سه

)4( �سقوط الجولن ، خليل م�سطفى، دار الن�سر للطباعة الإ�سالمية،1975 ، �ض 100

)5( الأ�سد ال�سراع على ال�سرق الأ��سط، باتريك �سيل، �سركة المطبوعات للن�سر � التوزيع، الطبعة العا�سرة 2007، �ض 227

)6( �سقوط الجولن ، خليل م�سطفى، دار الن�سر للطباعة الإ�سالمية1975 ، �ض 25

)7( نف�سه �ض28

)8( نف�سه �ض 28

)9( نف�سه �ض 102

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B6%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9 ،10( ه�سبة الجولن(

%84%D8%A7%D9%86)11( نف�سه

)12( نف�سه

)13( الأ�سد ال�سراع على ال�سرق الأ��سط، باتريك �سيل، �سركة المطبوعات للن�سر � التوزيع، الطبعة العا�سرة 2007، �ض 341-340

)14( نف�سه

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B6%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9 ،15( ه�سبة الجولن(

%84%D8%A7%D9%86)16( نف�سه

)17( نف�سه

http://www.dr-abumatar.net ،18( هل باع حافظ الأ�سد الجولن كما هو من�سوب لل�سادات؟، د.اأحمد اأبو مطر(

)19( الأ�سد ال�سراع على ال�سرق الأ��سط، باتريك �سيل، �سركة المطبوعات للن�سر � التوزيع، الطبعة العا�سرة 2007، �ض 799-798

Page 5: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

اإنه لمن د�اعي �س���ر�ري اأن يحل الجولن �س���يفا على “منتدى جمال الأتا�سي للحوار

الديموقراطي”. �بداية، ل بد لي من ت�س���جيل خال�ض امتناني للعزيزة �س���هير الأتا�سي،

عل���ى اهتمامها �ن�س���اطها، ثم لفتته���ا الكريمة بدعوتي تقديم هذه الورقة، �المت�س���منة

اقت���راح فكرة مو�س���وع يتم التحا�ر فيه���ا، تتعلق بهموم اأبناء الج���ولن المحتل، بانتظار

عودتهم اإلى �طنهم، اأ� عودة �طنهم اإليهم، اإذا ا�ستقام القول.

ما �س���اأطرحه، لي�ض بحثا علميا �ل هو درا�سة، اإنما اأ�سبه بمجموعة خواطر �هواج�ض

�ت�س���ا�ؤلت ت���د�ر ف���ي ذهن جولن���ي، كان قدره الغتراب ث���الث مرات. اأ�ل���ى، اأنه خلق

�الحتالل فوق راأ�س���ه �عا�ض معظم حياته تحت حكمه، �ثانية في �طن عاي�سه عن قرب

ليجده ي�سبه كل الأ�سياء اإل الأ�طان؛ �ثالثة اختيارية في رحلة بحث عن الذات.

ق�سية الجولن، رغم كل ما كتب عنها، تبقى بكرا �اأكبر من اأن تخت�سر بهذه العجالة.

اإنه���ا مرتبطة في الدرجة الأ�ل���ى بطبيعة �اأر�ض �مياه �تهجي���ر، �باأجيال كاملة، خلقت

تح���ت الحت���الل، �كبرت بعي���دا عن �طنها، في ظل قطيعة �س���به كامل���ة. اأجيال، يحمل

كثير�ن منهم اأ�سماء مدن �طنهم �قراه �اأنهاره. �طن، يهتفون با�سمه ليل نهار، �يتغنون

بانتمائهم اإليه، لكنهم مدركون في اأعماقهم حجم ماأ�ساته �كبر فجيعته.

اأ�س���ئلة �ا�ستف�س���ارات ل ح�س���ر لها، اأثيرت، �تثار، ��س���وف تثار حول ما لف ق�س���ية

الجولن، بكل ت�س���عباتها، من غمو�ض...؛ دفع اأهالي الجولن خاللها، �سواء من بقوا في

ر�ا اإلى الداخل ال�سوري بعد هزيمة حزيران، دفعوا اأغلى الت�سحيات اأر�سهم، اأ� من هج

�اأعز ما يملكون من اأر�اح �ممتلكات.

�ع���ود التحري���ر الموؤجلة، �ا�س���تمرار التعامل م���ع الحتالل على اأن���ه ظاهرة موقتة،

د�ن القي���ام باأي تحرك فعل���ي اأ� ذي جد�ى على الأر�ض، كان له���ا اآثارها المدمرة على

ال�س���احة الجولنية. فجثوم الحتالل فوق �س���د�ر الأهالي لأكثر من اثنين �اأربعين عاما

متوا�سلة، لم يولد فقط �سمودا �رف�سا �مقا�مة، بل اأفرز م�ساكل �هموما ينبغي اأخذها

في الح�سبان �اإعادة النظر في كيفية التعامل معها.

�نظ���را ل�س���خامة ملف الجولن �كث���رة تفرعاته، ارتاأي���ت اأن تك���ون البداية مع ملف

التهجي���ر، عل���ى اأن ي�س���تكمل الح���وار لحق���ا، اأ� ربما يمتد اإل���ى الداخ���ل الجولني عبر

التوا�س���ل مع الأهل هناك، لي�س���مل جوانب اأخرى تحاكي هذا الجرح النازف منذ اأربعة

عقود �يزيد.

اإ�س���كالية التهجير هذه، كما اأراها، تبداأ من الت�س���مية، بعد اأن ا�س���طلح على تعريف

�س���حاياها ب� “نازحي الجولن”. �الحقيقة �الإن�ساف يقت�س���يان ت�سحيح هذا الخلل؛

فما ح�س���ل ه���و عملية تهجي���ر فعلي �ق�س���ري �لي�ض نز�ح���ا اختياريا اأ� طوعي���ا. فكلمة

“نازح” ظلت على مدار كل هذه ال�سنوات الطويلة، لعنة تالحق مهجري الجولن المحتل ��س���ط اأهليه���م؛ فوق كل ما حل بهم م���ن هالك جراء اإجبارهم على ترك اأر�س���هم، في

�احدة من اأ�سنع الهزائم �اأكثرها غمو�سا �التبا�سا ��سبابية!!!

ر، اأي �بالعودة اإلى المعجم للتفريق بين المهجر �النازح، نرى اأن المهجر هو من هج

اأخرج من البالد اأ� الدار �اأبعد ق�سرا عن اأر�سه �اأهله �نا�سه.. �هو يختلف عن المهاجر

الذي ترك بلده اإلى اآخر غيره بق�سد ال�ستقرار لأمر اأ� �سبب دفعه للهجرة.

فيم���ا الن���ازح تعني، بعد ال�س���خ�ض ع���ن داره اأ� اأر�س���ه. �يقال، نزح م���ن الريف اإلى

المدين���ة، اأي انتقل اإليها. �مقا�مة النز�ح تكون بتوفير فر�ض عمل �خلقها. �الفعل نزح

ل يتح���دث عن الفرد كما تجمهر القوم، اإذ هو رحيل ق�س���ري بق�س���د ترك حال �س���لبية

لحال اأف�س���ل، �هو ترك يعني األ عودة اإل بتغير ال�س���ر�ط �الظر�ف التي دفعت للنز�ح

مع متغيرات جدية م�سجعة.

هم مهجرون �إذن ولي�س�� نازحين!

بعد اتفاقية ف�س���ل القوات الموقعة بينهما عام 1974، بقي ل�س���وريا في ذمة اإ�سرائيل

ما مجموعه 1250 كم2 من م�ساحة ه�سبة الجولن الكلية المقدرة ب�1860 كم2. ما تبقى

م���ن المواطنين ال�س���وريين في الج���زء المحتل، كان���وا يقدر�ن ب�7000 ن�س���مة، يتوزعون

على �س���ت قرى هي: مجدل �سم�ض، م�س���عدة، بقعاثا، عين قنيا، الغجر، ��سحيتا. لحقا،

قامت اإ�سرائيل بتدمير قرية �سحيتا �تهجير �سكانها اإلى قرية م�سعدة المجا�رة، �هوؤلء

يتركز�ن فقط على خم�سة بالمئة من م�ساحة الجزء المحتل من الجولن.

الملفت، اأن معظم من كتبوا عن الجولن �تعر�سوا لق�سية هوؤلء المهجرين، تنا�لوا

اأ�س���باب بق���اء اأهالي هذه القرى، �الذي���ن يبلغ تعدادهم راهنا حوال���ي 20 األف مواطن.

فيما المنطق كان يقت�س���ي عدم التركيز على هذه الم�س���األة، على اأهميتها، �ح�سب، كون

بقائهم في اأر�س���هم هو الطبيعي �القاعدة، بينما التهجير هو ال�ستثناء، �هو ما ي�ستحق

البحث �التنقيب في اأ�س���بابه. �خال محا�لة يتيمة بادر اإليها الباحث �النا�سط الجولني

ب�سار طربيه، في درا�سة له بعنوان “التطهير العرقي في الجولن”، في موؤتمر انعقد في

مدينة حيفا /حزيران 2008/ لأجل حق العودة �الد�لة العلمانية في فل�س���طين، فاإنه لم

يتم التطرق اإلى هذا الأمر ب�سكل جدي حتى الآن، �اإيال�ؤه الأهمية التي ي�ستحق.

ماأ�ساة �لتهجير هذه تنق�سم �إلى ن�عين:

الأ�ل���ى، تمثلت بعملية التهجير الجماعي التي طالت اأكثر من 130 األف ن�س���مة، حيث

اأزالت قوات الحتالل الإ�س���رائيلي اأماكن �سكناهم عن بكرة اأبيها �اأقامت الم�ستعمرات

اليهودية على اأنقا�س���ها. �تعدادهم راهنا يقارب ن�سف مليون ي�سكلون اأحزمة فقر حول

العا�س���مة دم�س���ق �غير مدينة �س���ورية، �اأعتقد اأن ذل���ك يرقى اإلى مرتبة جريمة �س���د

الإن�سانية.

�الثاني���ة، تمثل���ت بالتهجير الفردي لبع�ض المواطنين م���ن القرى الخم�ض التي بقيت

اآهلة ب�س���كانها. �هوؤلء، اإما كان���وا يوؤد�ن خدمة العلم في الجي�ض ال�س���وري، اأ� موظفين

في محافظات اأخرى، اأ� لأ�س���باب متفرقة، حيث نتج عن ذلك ت�س���ظي ق�سم من عائالت

الجولن بين �س���رقي خط �قف النار �غربه، �الذين يتوا�سلون راهنا عبر الميكر�فونات

على خط الف�سل المزر�ع بالألغام �الأ�سالك ال�سائكة اأ� ما يعرف ب� “تلة الدموع”.

فيم���ا يتعلق بمن ثبتوا على اأر�ض الجولن، فاإنه رغم الإحكام المطبق الذي مار�س���ته

�سلطات الحتالل الإ�سرائيلي، �انعدام اأي نوع من الدعم الع�سكري اأ� اللوج�ستي، اأ� حتى

المادي، من الوطن اأ� �سواه، لب�سعة اآلف ل يتجا�ز تعدادهم ع�سرين األف ن�سمة، راهنا،

فه���م قام���وا بواجبهم على اأكمل �جه، �اأثبتوا كفاءة عالي���ة قل نظيرها في الحفاظ على

اأر�س���هم �هويتهم ال�سورية في زمن النك�س���ارات �الخيبات العربية، �سواء في اإ�سرابهم

ال�سهير عام اثنين �ثمانين �رف�سهم قانون �سم الجولن �الجن�سية الإ�سرائيلية، اأ� عبر

تعاملهم مع الحتالل طوال اأكثر من اأربعة عقود بمقت�س���ى ال�سر�رة �انعدام البديل، ل

النفع �الم�سلحة

الأمر الم�س���تهجن هنا، اأن النظام ال�س���وري لم يعمل على ا�س���تثمار ق�سية المهجرين

هذه، ل محليا �ل حتى على �س���عيد طرحها في المحافل الد�لية رغم ما تمثله من ثقل،

كونه���ا تعتب���ر بمثاب���ة فر�ض رابح ف���ي جميع الميادي���ن �التجاهات، حتى اأنه لم ي�س���مح

لأ�س���حاب هذه الماأ�س���اة التعبير عن �جعهم؛ �اأكثر ما ميز هذه الق�س���ية الخطيرة، هو

التعتيم ثم التعتيم ثم التعتيم...! مجرد احت�ساد مئات الألوف من هوؤلء المهجرين على

خط �قف النار مع اإ�س���رائيل، �لو مرة �احدة، في ذكرى اقتالعهم من اأر�س���هم لم يتم!

رغم ما قد يحمل ذلك من ر�سائل �دللت.

في ظل �جود نظام )�س���نديد ممانع( في دم�سق، ��س���ع ن�سب عينيه )�حدة العرب

�حريتهم �ا�ستراكيتهم، اإ�سافة اإلى دك معاقل الإمبريالية �ال�سهيونية �ح�سونها حيث

�جدت؛( يلحظ اأي متابع اأن قانون الطوارئ عد من )موجبات ال�سراع مع العد�؛( �اأن

ته���م )دب الوهن في عزيمة الأم���ة �التحري�ض الطائفي �د�ض الد�س���ائ�ض على الوطن(

تقف بالمر�س���اد لكل دعاة تحرير هذا الوطن من منظومة الهالك �القمع �الفقر الذي

ي���رزح تحته، �اأن ال�س���عب ال�س���وري اأجب���ر على ابتالع ه���ذا الطعم الم�س���موم؛ لكنه من

ال�سعوبة بمكان اإيجاد م�سوغ اأ�عذر لم�ساألة الإحجام عن الحتجاج، داخل الوطن، على

عد� هجر بع�ض ال�سعب من اأر�سه ��سلبه ما يملك، �لو ا�ستعرا�سيا!

م���ن هن���ا، فاإنه من ال�س���ر�رة العودة اإلى درا�س���ة ما حدث اآنذاك، من���ذ ذلك البالغ

ال�س���هير )66( �الإع���الن ع���ن �س���قوط مدين���ة القنيط���رة قب���ل اأن تطاأها اأق���دام جنود

الحتالل، �اإعطاء الجي�ض ال�س���وري قرار الن�س���حاب الكيفي م���ن المعركة، �المقدمات

التي هياأت لتلك القرارات الملتب�سة.

ه��ج�س ج�لنية..

ماأ�ساة �لمهجرين مثال �لنازح�ن.. من �أ�سحاب �لأر�س

�إلى �أحزمة �لفق�ر ح�ل دم�س�ق

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

ح�سان �سم�س �سحافي من �لج�لن �ل�س�ري �لمحتل

Page 6: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

حت���ى نتمك���ن من فه���م ما جرى، �ال���كل مدعو لذلك، ل ب���د لنا من الع���ودة اإلى تلك

الأ�س���ول، اأ� ال�س���تعانة ب�س���هود اأحياء من تلك المرحلة، �س���واء من اأ�س���حاب الماأ�س���اة

اأنف�س���هم، اأ� الجنود �ال�س���باط الذين عاي�س���وا تلك الأيام ال�س���وداء. اأ� بما اأ�رده، على

�سبيل المثال، كل من ال�سابط ال�سوري خليل م�سطفى )المختفية اآثاره(، �ساحب كتاب

“�سقوط الجولن”، اأ� �سامي الجندي في “ك�سرة خبز”، اأ� �سعد جمعة في “الموؤامرة �معركة الم�سير”، �ذلك ريثما يفرج لعبو تلك المرحلة، ال�سيا�سيون �الع�سكريون، في

اإ�سرائيل ��سوريا، على حد �سواء، عما في اأدراجهم من �ثائق �معلومات.

من د�ن اأدنى �س���ك، اأن م�سوؤ�لية ما ح�س���ل، اإ�سافة اإلى الآلة الإجرامية الإ�سرائيلية

تق���ع، بالدرج���ة الأ�لى، على عاتق من خ�س���ر�ا الأر����ض �يتحملون، في اأ�س���عف تقدير،

جزءا كبيرا من الم�سوؤ�لية الأخالقية �التاريخية، �سيما �اأنهم ما زالوا يم�سكون بنا�سية

الحكم منذ ذلك التاريخ، �يجلد�ن ال�س���عب ال�س���وري بحجة تحري���ر الأر�ض، �يحكمونه

بقوة قانون الطوارئ، د�ن اأن يخ�سعوا اأنف�سهم لأي نوع من المراجعة اأ� المحا�سبة.

�الأخطر من هذا �ذاك، هو التفريغ المنظم �الممنهج الذي ح�سل بعد ذلك، �على

امت���داد اأكثر من اأربعة عقود، لمفهوم الد�لة من كل محتوى اأ� م�س���مون د�لتي، لدرجة

�س���ار من الم�س���تحيل معها لكل عل���وم ال�سيا�س���ة �الجتماع اجتراح تعري���ف علمي لهذا

الكيان ال�سيا�سي اأ� الجغرافي الذي يدعى �سوريا. فعندما يكون القانون معلقا عبر حالة

طوارئ م�س���تمرة اإلى ما �س���اء اهلل، فاإنها توفر اأر�س���ا خ�سبة لف�س���اد الطبقة الحاكمة،

�هذا الف�س���اد ي�سبح قاعدة �يحول الد�لة اإلى كيان ع�سوائي �متاآكل من الداخل، �هذه

كارثة �طنية بكل مقيا�ض.

�لمطروح ه�:

هل ت�سكل، حقا، ق�سية الجولن اأ�لوية للمواطن ال�سوري الذي يرزح تحت نير اأحكام

الطوارئ منذ ما يقارب الخم�سة عقود؟

هل بمقد�ر ال�س���عب ال�س���وري �قواه الحية ك�سر احتكار ال�س���لطة ق�سية الجولن، في

�قت يعجز�ن فيه عن ت�س���يير م�س���يرة �سلمية، بالع�س���رات، حتى لو كانت لغر�ض مطلبي

اأ� معي�س���ي؟ �تاليا، هل ي�ستطع، من الأ�سا�ض، �سعب مغيب محتل من الداخل العمل على

تحرير جزئه المحتل في الجولن، اأ� حتى البت في ق�ساياه، الكبرى منها �ال�سغرى؟

�بكثي���ر م���ن المرارة �اللوعة، انتقل هنا اإلى الت�س���ا�ؤل: هل م���ن العدالة �النزاهة اأن

يرمي ال�س���عب ال�س���وري همومه �اأ�جاعه على ثل���ة قليلة من اأبنائه البررة، ي�س���تفرد بها

النظام �ي�س���بعها قمعا �تنكيال، فيما ال�س���عب هانئ بذله كما لو اأنه حجز لنف�س���ه مقعدا

ل���دى مجموعة ع���دم النحياز!؟ فهل العلة تكم���ن في خمول ال�س���عب، اأ� هل هناك، من

الأ�س���ا�ض، �س���عب حي ��سعب خامل، اأم اأن ذلك مرده اإلى ق�س���ور ر�ؤية لدى من يفتر�ض

اأنهم يحملون م�سر�عه التغييري اأ� يقود�نه �عجزهم عن اإقناعه؟

التهجير الذي ح�سل بحق اأكثر من 130 األف �سوري في الجولن ل يختلف بم�سامينه

�اأبع���اده عن تهجي���ر الفل�س���طينيين اإل بتفا�ت العدد. كيف ال�س���بيل اإلى ا�س���تثمار هذه

الق�سية )المهجرين( الح�سا�سة، الحيوية، الهامة �الرابحة �التعامل معها؟

هل من المنطق التعامل مع النظام على اأ�سا�ض اأن من خ�سر الأر�ض تقع عليه م�سوؤ�لية

ا�س���ترجاعها، �بالتالي بقاء المعار�سة ال�سورية م�ستقيلة عن مقاربة كل ما خ�ض ق�سية

الجولن �احتالله اإل خ�سوعا؟

هل �سحيح اأن تحرير الجولن من محتليه م�سر�ط اأ�ل بتحرير دم�سق من طغاتها اأم

العك�ض؟ بمعنى، هل من الأفيد لنا تجميد ال�س���راع مع العد� الإ�س���رائيلي، ريثما نتمكن

م���ن بن���اء د�لة علماني���ة ديموقراطية؟ �في هذه الحالة، ما هو ال�س���بيل الأمثل لتو�س���يع

دائرة التوا�س���ل مع اأهالي الجولن المحتل �مدهم باأ�س���باب البقاء �ال�س���مود لو طالت

�سنوات الحتالل اأكثر؟

�ال�س���وؤال الأخير بر�سم الجميع، �س���عبا، مثقفين، قوى حية، معار�سة، �حتى نظاما:

اثن���ان �اأربع���ون عاما م�س���ى على احت���الل الجولن. اأكثر م���ن ثلثي �س���كانه �لد�ا تحت

ر�ا. اإلى متى يبقى الجولن �اأهله، المقيمون الحتالل لمن بقوا، �في ال�س���تات لمن هج

منهم �المهجر�ن، متر�كين لم�سيرهم؟

Page 7: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد �لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

لي�س �ليتيم من �نتهى �أب��ه من/ هم �لحياة وخلفاه ذليل

فاأفاد بالدنيا �لحكيمة منها / عا�س تعليم �لزمان بديل

�إن �ليتيم ه� �لذي تلقى له / �أما تخلت �أو �أبا م�سغ�ل �أحمد �س�قي

م���ا اإن حطت هزيمة حزيران اأ�زارها على المنطقة العربية عموما، �اأهالي الجولن

ب�س���ورة خا�س���ة، حتىانطلقت خاليا الكفاح الم�س���لح �العمل ال�س���ري في قرى اله�سبة

المحتلة. تلك الخاليا،كان لها ف�س���ل كبير في النت�س���ار الجزئي الذي حققه ال�سوريون

�الم�س���ريون في ح���رب ت�س���رين الأ�ل/اأكتوبر ع���ام 1973، �ذلك عبر نق���ل المعلومات

الدقيقة �الخرائط عن تح�س���ينات العد� على جبهتي الجولن ��س���يناء، �تمكنت بف�سل

العم���ل الج���اد �الد�ؤ�ب من تمرير اأدق التفا�س���يل عن تحركات الجي�ض الإ�س���رائيلي في

خطي بارليف �اآلون الع�س���كريين، التي اعتمدت اإ�س���رائيل في بنائهما ب�س���كل كبير على

الأي���دي العامل���ة الجولني���ة، حيث تبي���ن لها لحق���ا اأن نف�ض الأي���دي التي تبن���ي، تنقل

المعلومات اإلى اأجهزة ال�ستخبارات ال�سورية، �منها اإلى الم�سرية.

ففي الأ�س���هر الأخيرة من عام 1967، األقت ق���وات الحتالل القب�ض على مجموعة من

ال�س���بان بتهمة الت�س���ال مع ال�سوريين. كذلك في اأ�اخر عام 1969 اكت�سفت خلية فدائية

اأخرى، راح �س���حيتها م���ا يزيد على 140 معتقال، �في حزيران ع���ام 1971 األقي القب�ض

على خلية فدائية، ثم تلتها �سبكة اأخرى في ت�سرين اأ�ل عام 1972، بلغت اأحكام بع�سهم

ع�سرين عاما. تالها، في �سيف عام 1974 اكت�ساف تنظيم جديد اآخر.

لم تتاأثر م�س���يرة الأهالي الكفاحية �الن�سالية �س���د الحتالل بنتيجة اكت�ساف بع�ض

خالياه���ا، بل اأعادت تنظيم نف�س���ها م���ن جديد، حيث ا�ست�س���هد بع����ض اأفرادها خالل

القيام بواجبهم الوطني، اإما بحقول الألغام التي تف�سل قراهم المحتلة عن باقي اأجزاء

الوطن، اأ� بكمائن م�سلحة ن�سبها الجي�ض الإ�سرائيلي.

بداي���ة ثمانينات القرن المن�س���رم، �س���كلت انطالقة جديدة لأهال���ي الجولن، تميزت

���خبها الإعالمي على كافة الم�س���تويات المحلية، الإقليمية �الد�لية، �ذلك بعد اإقرار ب�س

الكني�س���ت الإ�س���رائيلي قان���ون �س���م الجولن في الرابع ع�س���ر م���ن كان���ون اأ�ل عام �احد

�ثماني���ن، �النتفا�س���ة اأ� الإ�س���راب الكبي���ر الذي نفذه الأهالي لأكثر من خم�س���ة اأ�س���هر

متوا�س���لة في الرابع ع�سر من �س���باط عام اثنين �ثمانين، �ما ترتب على ذلك من رف�ض

الأهالي تطبيق القانون المدني الإ�سرائيلي �فر�ض الجن�سية الإ�سرائيلية عليهم، مع كل ما

رافق ذلك من عنف م�سلح �اعتقالت �م�سادرات اأرا�ض �جملة �سيا�سات تنكيلية بحقهم.

في منت�س���ف الثمانينات، األقت �س���لطات الحتالل القب�ض على خلية �س���رية اأخرى،

تولت مداهمة بع�ض المع�سكرات الإ�سرائيلية �تفجير مخازن اأ�سلحة �زرع عبوات نا�سفة

اأمام الد�ريات الع�س���كرية، ��سلت اأحكام هوؤلء 27 عاما. اأحد هوؤلء، كان ال�سهيد هايل

اأب���و زي���د الذي توفي قبل اأكثر من عامين بعد ع�س���رين عاما ق�س���اها خلف الق�س���بان،

��س���راع مع �سرطان الدم، دفع �سلطات ال�سجن لنقله اإلى م�ست�سفى “رمبام” في حيفا،

حي���ث توفي في���ه. �ذلك بالتزام���ن مع توديع منتدى الأتا�س���ي في دم�س���ق م���ن بقي من

اأع�سائه خارج المعتقالت.

اإن مقا�مة الحتالل �العتقالت الأمنية �ال�سيا�س���ية، لم تتوقف في عقد الت�سعينات

�حت���ى يومنا هذا، حيث اعتقل العديد من اأبناء اله�س���بة ال�س���ورية بته���م عديدة، تتعلق

بمهاجمة المواقع الإ�س���رائيلية، كان اآخرها اعتقال اأحد ال�س���بان �الحكم عليه 20 عاما.

اأربعة منهم يعد�ن بين اأقدم 25 معتقال اأمنيا ��سيا�سيا في �سجون الحتالل الإ�سرائيلي،

حيث م�سى على اعتقالهم اأكثر من ع�سرين عاما.

ل نمل���ك اإح�س���اءات علمي���ة دقيقة عن ع���دد المعتقلي���ن ال�سيا�س���يين �الأمنيين في

الج���ولن، ممن دخلوا �س���جون الع���د�، لكن هذه العتق���الت طا�لت الآلف من �س���كان

اله�سبة البالغ تعدادهم راهنا 19 األف ن�سمة، بين حب�ض فعلي اأ� اعتقال اإداري.

اأعلم يقينا اأن طرح هذا المو�س���وع للنقا�ض المفتوح �س���يولد الكثير من الح�سا�سيات،

�يفت���ق العديد من الأح���زان �الجر�ح؛ �قد يخلق اإ�س���كالت ل تنتهي عن���د حد التخوين

�الوعيد �التهديد؛ فلي�ض �س���هال، ل على الأ�س���رى اأنف�س���هم، �ل على ذ�يهم ممن ذاقوا

الولي���ات �كل اأن���واع القه���ر �العذاب، تقبل فك���رة اأن ذلك ل���م يكن اإل هب���اء منثورا اأ�

�س���رابا؛ لكني �اإذ اأح����ا�ل اإلقاء بع�ض ال�سوء على هذه الق�سية ال�سائكة، ا�ستذكر حوارا

تلفزيونيا دار قبل نحو عامين مع اأحد ال�سعراء، �ربما هو محمد علي �سم�ض الدين، قال

في���ه ما معناه، عندما يتوقف النق����اد عن التعر�ض لكتابات��ه �س�������يلجاأ حينها اإلى حرقها

�يعتزل الم�سلحة.

دع��ون���ا نتف���ق اإذن اأن كل ظاه���رة في هذه الحي���اة ل تتعر�ض للمراجع�������ة �النقد، ل

تفق���د قدرتها على الرتق���اء �التطور �ح�س���ب، بل اإنها تنحدر ب�س���كل قاطع اإلى الهالك

المحتم؛ تماما كما تفعل الأنظمة ال�سمولية �الطاغية باأ�طانها، العراق نموذجا، ��سوريا

على الطريق!

لتكن البداية مع الت�س���مية: ففي حين اأن جميع الأ�سرى الذين يتحرر�ن من العتقال

الإ�س���رائيلي هم “اأ�س���رى محرر�ن” من منظورنا ال�سيا�سي �الأخالقي، اإل اأنه يجب اأن

نميز بين التحرير عبر اتفاقيات تبادل اأ�س���رى اأ� النعتاق من الأ�سر بفعل بطولي ذاتي،

م���ن جهة، �بين التحرر عبر اإنهاء م���دة المحكومية، من جهة اأخرى. فهذا التمييز يتيح

لنا الإ�س���ارة اإلى م�س���وؤ�لية الد�ل���ة الأم )اأ� بالأحرى اإهمالها لم�س���وؤ�ليتها( عن تحرير

مواطنيها الواقعين تحت الأ�س���ر، خا�سة �اأن بع�ض الأ�سرى خدعوا بخطاب الم�سوؤ�لين

الم���زد�ج، ذل���ك الخط���اب الذي يقول م���ا ل يعني؛ يتباه���ى بالتحري���ر �يطنطن العالم

ب�س���عارات المقا�مة، بينما ي�س���مر خالف ذلك خلف الكوالي�ض. اإن الماأ�ساة الكامنة في

ذل���ك تدعونا اإلى التمييز بين “اأ�س���رى محررين” و”اأ�س���رى مخد�عي���ن”؛ رغم ما في

هذا الو�س���ف من مرارة، �مع حفظ الحترام �التقدير كله لهوؤلء الأ�س���رى كاأ�س���خا�ض

يفكر�ن �يت�س���رفون انطالقا من �س���مائرهم الوطنية الفذة، �لي�ض باأ�امر من �سلطات

عليا �بير�قراطية تعمل بلغة مزد�جة �م�س���للة. حين نعالج م�ساألة ح�سا�سة كهذه ينبغي

األ نت���رك م�س���اعرنا ال�سخ�س���ية تحكم عقولنا، فنتنا�س���ى الإهمال الخطير للم�س���وؤ�لية

ال�سيا�سية �الأخالقية المترتبة على كل من يقود، هذا اإن لم نقل، ي�ستقطع �طنا!!

كان���ت الفت���رة الممتدة بين حربي عام 1967 و 1973 اأكثر المراحل التي �س���هدت فيها

ال�س���احة الجولنية ما يمكن ت�س���ميته كفاحا فعليا �سد القوات الإ�سرائيلية المحتلة، عبر

الخاليا �التنظيمات ال�س���رية التي �جهت �س���ربات موجعة اإلى اإ�س���رائيل، بنقلها اأ�سرار

تح�س���يناتها اإلى الجانب ال�سوري، كما �سبق ذكره. كما اأن النظام ال�سوري ذلك الزمان

كان باأم�ض الحاجة اإلى اإراحة ظهره مما ��س���فه باتريك �سيل في كتابه ال�سهير”الأ�سد-

ال�سراع على ال�سرق الأ��سط” من حمل �سليب �سياع ه�سبة الجولن.

م���ن هنا، فاإن التعامل ال�س���وري الر�س���مي في تلك الفترة ات�س���م بالحت���رام �الجدية

المطلق���ة ف���ي تعاطيه م���ع خالياه العاملة في الج���ولن المحتل. �ربما هذا ما يف�س���ر اأن

النظام ال�س���وري لم يجتهد لحقا اإل في تحرير هذه المجموعة عام 1984، التي اعتقلت

ف���ي تل���ك المرحلة من التخطيط لحرب ت�س���رين �م���ا تالها، حتى توقيع اتفاقية ف�س���ل

القوات عام 1974.

هن���ا يكمن مرب���ط الفر�ض، كما يق���ال؛ فالنظام ال�س���وري، لم يمتلك الج���راأة لحقا

لالعت���راف لمواطنيه اأنه بعد اتفاقية الف�س���ل اأ�س���قط من ح�س���اباته، �اإلى غير رجعة،

الخيار الم�س���لح!! ال�س���عب ال�س���وري، فهم تلك المعادلة من د�ن عن���اء، عبر الإجراءات

المعق���دة التي �س���ار المواطن في الداخل ال�س���وري يحتاجها لبل���وغ محافظة القنيطرة،

�الجزء المحاذي لالأرا�س���ي ال�س���ورية المحتلة على �جه التحديد؛ كحاجته اإلى ت�سريح

خط���ي من فرع فل�س���طين )�س���يء الذك���ر(، �المر�ر على ع���دة نقاط لالأمن الع�س���كري

لم�ساهدة هذا الت�سريح، ذهابا �اإيابا.

الم�س���كلة التي �اجهت النظام، هي في كيفية اإي�س���ال هذا “المر�سوم الرئا�سي”، غير

المعلن، اإلى اأهالي الجولن المحتل، من د�ن اأن يترك ذلك في اأذهانهم مئات، اإن لم نقل

���ل النظ���ام على ما يبد� العمل اآلف ال�س���كوك حول حيثيات هذا القرار �تبعاته؛ هنا، ف�س

بهدي منطق التقية �ال�ستتار بالماألوف، ريثما يق�سي اهلل اأمرا كان مفعول، �هذا ما تم!

بع����ض اأهالي الجولن المحتل فهموا الر�س���الة، لكن لعتب���ارات تتعلق بالحر�ض على

���لوا ع���دم �س���رخ الموق���ف الوطني، �تركي���ز كافة الجه���ود على مقا�م���ة الحتالل، ف�س

ع���دم تعوي���م تلك الق�س���ية. لك���ن البع�ض الآخر بل���ع الطعم ل�س���ببين، اإما لأن من�س���وب

النق���اء الوطن���ي كان مرتفعا عندهم لدرجة كان من الم�س���تحيل معها ت�س���ديق اأ� قبول

�لمقاوم�ة.. بين مط�رقة �لحت�لل

و�سند�ن �لنظام ..�أ�س��ء على ظلل

�لحركة �لأ�سيرة في �لج�لن �لمحتل

�لأ�سرى و �لحركة �ل�طنية

Page 8: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

تل���ك المعادلة، �بالتالي رف�ض المتثال لها؟ اأ� ل�س���عف مق���درة ربط الأحداث �تحليلها

���سعها في �سياقها المنطقي ال�سليم، �ربما الإثنين معا؛ رغم اأن الكثير من المجريات

�المعطيات كانت �ا�س���حة ل لب�ض فيها! �لي�ض يت�سع المجال هنا لعر�ض ع�سرات، اإن لم

نق���ل مئات ال�س���واهد �العبر التي توؤكد ذلك، ابتداء من ا�س���تثناء اأ�لئ���ك المعتقلين من

عمليات تبادل الأ�س���رى، ل �سيما التي كانت تتم بالو�ساطة بين “حزب اهلل” �اإ�سرائيل،

�عدم بذل اأي م�س���عى جدي في هذا ال�سياق، رغم منا�سدات الأهالي التي ل تح�سى في

هذا ال�سياق، ��سول اإلى الف�سيحة التي تمت لفلفتها قبل عدة اأعوام، �المتمثلة ب�سرقة

�ساتهم من قبل بع�ض عنا�سر الأمن ال�سوريين القيمين على هذه الم�ساألة، �التي مخ�س

من الأ�س���ل لم تكن تتجا�ز مائة د�لر لكل معتقل �س���هريا؛ بكالم اآخر، لم تكن ت�س���ا�ي

قيمة اإر�س���الها! �ساأنحي كل تلك الق�سايا جانبا حتى ل اتهم بالتجني، مكتفيا با�ستعارة

�احدة، فقط ل غير، �هي من جريدة “الوطن” ال�س���ورية، �سبه الر�سمية. تكون بمثابة،

اأهله”. من �ساهد “��سهد فف���ي مقال له���ا بعنوان: “ما نفع الذكرى... عندما نت�س���فح �س���جل �س���هداء الوطن

الخالدين �ل نجد فيه ا�س���م نزيه اأبو زيد”، تاريخ 2008/1/23. تقول �س���قيقة ال�س���هيد

نزي���ه اأبو زيد الذي ق�س���ى بتاريخ 1976/12/27 ف���ي المنطقة المزر�ع���ة بالألغام التي

تف�س���ل قري���ة مجدل �س���م�ض المحتلة ع���ن امتدادها ال�س���وري، اأثناء نقل���ه معلوات عن

التح�س���ينات الع�سكرية الإ�سرائيلية في الجولن اإلى الأجهزة ال�سورية، تقول في مقابلة

م���ع جري���دة الوط���ن، حرفيا: “ه���ل يعقل اأن يبق���ى اأخي نزي���ه حتى اليوم خارج �س���جل

ال�سهداء ال�س���وريين الخالدين الذين كرمهم رئي�سنا الخالد حافظ الأ�سد �جعلهم اأنبل

بني الب�سر، األم ي�ست�سهد نزيه �هو يوؤدي �اجبه الوطني؟ ما المطلوب حتى يو�سع ا�سمه

في �سجل ال�سهداء؟”.

�حتى نتمكن من �س���بر اأغوار هذه الم�ساألة البالغة الح�سا�سية، كما اأ�سلفت، ل بد من

التوقف عند بع�ض التفا�سيل، التي ل غنى عنها في اأي اجتهاد بحثي اأ� علمي، رغم اأنها

قد تزعج البع�ض، اأ� ربما يعتبرها البع�ض الآخر م�س���ا بقد�ض الأقدا�ض....؛ ل �س���ير في

ذل���ك، طالما اأن البحث يلتزم معايير تحليلي���ة �علمية، �ل يحمل في بواطنه اأي نوع من

الخبث اأ� التجني، ل قدر اهلل.

ياأت���ي ف���ي مقدمة هذه التفا�س���يل، اأن الغالبي���ة العظمى من معتلق���ي الموجة الثانية

الت���ي ب���داأت مطلع الثمانيني���ات، اإما اأنهم كان���وا مراهقين، اأ� في مقتبل �س���بابهم، �لم

يتعد ن�س���اطهم اقتحام بع�ض مخازن الأ�س���لحة اأ� زرع عبوات نا�س���فة اأمام د�يات قوات

الحتالل، تم اكت�سلف معظمها، �لم ت�سفر في مح�سلتها عن اإراقة نقطة دم �احدة من

جندي اإ�سرائيلي، اأ� حتى اإحداث خ�سائر مادية تذكر.

ف�س���غر ال�س���ن، لم ي�س���عف هولء ال�س���بان المفعمين بم�س���اعر �طنية في ا�س���تيعاب

مقومات الكفاح الم�سلح، الذي يعتمد بالدرجة الأ�لى على قرار �سيا�سي، �اأجهزة اأمنية

ذات كف���اءة عالية، �مقدرة فذة على توجيه العم���ل المقا�م �تنظيمه، ل تتمتع بها عادة

اإل الد�ل اأ� حركات المقا�مة التي المدعومة من الد�ل.

ففي ظل الإحكام المطبق الذي مار�س���ته �س���لطات الحتالل الإ�سرائيلي، �انعدام اأي

نوع من الدعم الع�سكري اأ� اللوج�ستي، اأ� حتى المادي، من الوطن اأ� �سواه، لب�سعة اآلف

ل يتج���ا�ز تعدادهم ع�س���رين األف ن�س���مة، راهنا، في اأبعد تقدير، كان الن�س���راف اإلى

العمل ال�سيا�س���ي �حده كاف لأهالي اله�سبة ال�سورية المحتلة، الذين اأثبتوا كفاءة عالية

قل نظيرها في الحفاظ على اأر�س���هم �هويتهم ال�سورية في زمن النك�سارات �الخيبات

العربي���ة، عبر اإ�س���رابهم ال�س���هير عام اثنين �ثمانين، �رف�س���هم قانون �س���م الجولن

�الجن�س���ية الإ�س���رائيلية، �تعاملهم مع الحتالل طوال اأربعة عقود بمقت�س���ى ال�سر�رة

�انعدام البديل، ل النفع �الم�س���لحة، لدرجة تغنى ببطولتهم ��س���مودهم كبار الأدباء

�ال�سعراء، اأذكر منهم حيدر حيدر، �فوزي البكري، �كثير�ن غيرهم.

ل���ن اتوق���ف كثيرا عن���د بع�ض الظواه���ر الن�س���الية، التي ات�س���مت بالطي����ض �التهور

�الفانتازي���ا، كاإقدام بع�ض ال�س���باب حديثي ال�س���ن، ممن اأغراهم الن�س���مام اإلى باقي

المعتقلين، على اإحراق من�ساأة هنا �اأخرى هناك، ثم ت�سليم اأنف�سهم ل�سلطات الحتالل

بحجة حر�سهم على األ تعتقل اإ�سرائيل اآخرين بجريرة فعلهم؛ �كل ذلك من اأجل حيازة

مهنة توزيع نيا�سين الوطنية �تهم التخوين على هذا �ذاك من المواطنين.

اأخيرا، لي�ض بو�س���ع اأي مراقب اأ� محلل لما يد�ر على ال�س���احة الجولنية، اإل النحناء

اأمام ت�سحية هولء ال�سبان الذين ي�سجون بالم�ساعر الوطنية الخال�سة �النبيلة، �اأمام

عذاب���ات اأهلهم �ت�س���حياتهم، التي ل يمك���ن للحبر مهما اأ�تي من بالغة ت�س���ويرها اأ�

اخت�س���ارها، لكن���ه بالتاأكيد لن يقف على الحياد في م�س���األة �س���عف مقدرتهم على فك

�س���يفرات النظ���ام ال�س���وري، غير المعق���دة، في عدم دعم���ه �ت�س���جيعه اأي عمل مقا�م

لإ�سرائيل، �سواء انطالقا من اأرا�سيه، اأ� في الجزء المحتل من الجولن على ال�سواء!

اأ�سئلة �ا�ستف�سارات ل ح�سر لها، اأثيرت، �تثار، ��سوف تثار حول ما لف ق�سية الجولن،

بكل ت�س���عباتها، من غمو�ض...؛ دفع اأهالي الجولن خاللها، �سواء من بقوا في اأر�سهم، اأ�

م���ن نزح���وا اإلى الداخل ال�س���وري بعد هزيمة حزي���ران، دفعوا اأغلى الت�س���حيات �اأعز ما

يملك���ون من اأر�اح �اأمالك؛ ف���داء من...؟ اهلل اأعلم!! ربما، يج���در بنا جميعا البحث عن

�سابط �سوري ا�سمه خليل م�سطفى، األف كتابا بعنوان: “�سقوط الجولن”، �اختفى!!!؟

ح�سان �سم�س

منق�ل عن م�قع “ثروة” /�سباط/2008

http://syrianelector.com/index.php?option=com_content&task=view&id=628&Itemid=111

�س���رف لقب”اأ�س���ير محرر” بعد خر�جه، اأ� اإر�س���ال ب�سعة ر�س���ائل من خلف الق�سبان

لأهاليه���م �اأ�س���دقائهم، ممه���ورة بتواقيع فخمة، مث���ل: “ح.م.����ض” اأي حركة مقا�مة

�س���رية، �م���ا اإلى ذل���ك! اأ� البع�ض ال���ذي لجاأ اإل���ى الإنترنت �اأجهزة الهات���ف المحمول

للترتي���ب لعملي���ات خطف جن���ود �اأعمال اأخرى!؟ اإ�س���افة اإلى عدم �س���قل �سخ�س���يات

البع�ض من خريجي المعتقالت الإ�س���رائيلية، بدليل خر�ج ق�سم منهم من خلف زنازين

الع���د� مبا�س���رة اإلى تقدي���م قرابين الطاعة �ال���ولء اإلى نظام د�لتهم، ال���ذي يزج منذ

عقود طويلة زمالء لهم في اأقبيته المظلمة، لق�س���ايا ل تقل عدالة �نزاهة �قدا�س���ة عن

الأ�س���باب التي اعتقلتهم �س���لطات الحتالل بموجبها!؟ �كذلك احت���راف البع�ض منهم

Page 9: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

حقها اأن تن�س���ب اإليه ما يلي: »�جه هايل ابو زيد اأ�ل ر�س���الة اإعالمية من خالل جريدة

»ت�س���رين« اأك���د فيه���ا اعتزازه �رفاقه الأ�س���رى خل���ف الق�س���بان �اأبناء الج���ولن الوفي

بالمواقف القومية �الوطنية للقائد المفدى ب�س���ار الأ�س���د الذي ي�س���ع الجولن في اأ�لى

�سلم الأ�لويات..«

طي���ب. هايل لم يقل ذلك! ربما ن�س���ي، اأ� ربما ل يحب اأن يق���ول كالما كهذا. الواقعة

ال�سلبة التي ل تقبل الحذف �التالعب اأنه لم يقل هذا الكالم. �حين ين�سب اإلى �سخ�ض

كالما لم يقله فاإن هذا ي�سمى تز�يرا اأ� كذبا.

تبره���ن »جري���دة ت�س���رين الغراء ب���دءا برئي����ض تحريره���ا د. خلف الج���راد �مر�را

بمديري �اأمناء التحرير الأعزاء �محرريها الأخوة الأ�فياء« اأن عالقتها بق�سية الجولن

ل تتفوق في �سيء على عالقتها بالحقيقة. تبرهن كذلك اأنها لفرط ما تحدثت ز�را عن

الن�س���ال �الكفاح �البطولة �ال�س���مود �الكرامة �الت�سحية لم تتعرف عليها حين التقت

بها فعال، مج�سدة في �سخ�ض هايل ابو زيد. تبرهن اأنها معنية باأر�سنا المحتلة ل كحياة

ملمو�سة لب�سر ملمو�سين، بل كتجريد بر�سم الدعاية لل�سلطة �تمجيدها. بالمنا�سبة، اية

جدارة اأخالقية ��طنية في اأن تمتدح ال�سلطة ذاتها �رجالها في ��سائل اإعالم تحتكرها

هي؟ من �جهة نظر ال�سيا�سة المدنية، بل المر�ءة فح�سب، هذا المديح الذي ل يكل �ل

يم���ل اإهان���ة للد�لة �للحكام، تمام���ا كما يهينك اأ� يزعجك من يمتدحك في ح�س���ورك،

�بالخ�سو�ض اإن كان خائفا منك اأ� تابعا لك. هذه النرج�سية المطلقة تتعار�ض تعار�سا

تاما مع الغيرية �الإيثار الذين اأظهرهما هايل ابو زيد في كلماته، �قبل ذلك في ت�سحيته

ال�سامية. هل ي�سعر كادر جريدة ت�سرين انه يعبث بق�سية منا�سل ق�سى اكثر من ن�سف

عمره �س���جينا دفاعا عن بلده �حياته مهددة بالخطر.. حين ي�س���عها في �س���ياق تمجيد

ال�سلطة �الدعاية لها! هل ي�سعر؟ اأم انه ف�سيحة اإثر ف�سيحة فقد الح�ض �ال�سعور؟

يا اإخوان، لديكم »األف �سغلة« لتع�سقوا انف�سكم �تحتفوا بمجدكم! لكن ارفعوا ايديكم

عن ت�سحيات ال�سجناء �ال�سهداء، رجاء!

لي�ض هكذا تعاملت ��س���ائل الإعالم الإ�س���رائيلية مع عزام عزام �هو جا�س���و�ض �لي�ض

ا�س���يرا، �لم يق�ض ع�س���رين عاما مثل هايل، �لم يخرج من ال�سجن في حالة �سحية مثل

حالة هايل.

هايل اأبو زيد... �سامحنا! نحن نت�سرف بك �برفاقك، �احدا �احدا!

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

��س���لت كاتب هذه ال�س���طور الر�سالة التالية من �س���ديق في الجولن المحتل: »مرفق

م���ادة تعر�س���ت الى الحذف �ال�س���افة �التز�ير ن�س���رت ي���وم 2005/2/28 في جريدة

»ت�س���رين« بالزا�ية ال�سيا�س���ية. ار�س���ل لك، بناء على طلب رفيقي هايل، الن�ض الحرفي

للقاء اتمنى ان يعمم �ين�سر على كافة المواقع التي ن�ستطيع الو�سول اليها فهذه الطريقة

اللوحيدة للرد على هذا الت�سويه �التز�ير الحا�سل«.

.ي�س���عب العثور على كلمات منا�س���بة لو�سف ما فعلته جريدة ت�س���رين بالحوار الذي

اأجراه با�سمها ال�سحفي علي الأعور مع الأ�سير ال�سوري المحرر من ال�سجون الإ�سرائيلية

هايل اأبو زيد. الأمر ل يرتد اإلى خلل �س���حفي فادح فقط �اإنما يتعداه اإلى خطاأ �سيا�س���ي

�س���نيع. في عالم �سيا�سي �اإعالمي يحترم نف�سه يعتبر ما اقدمت عليه الجريدة ف�سيحة

اأخالقية ��سيا�سية �مهنية، ي�ستقيل ب�سببها ر�ؤ�ساء تحرير �محرر�ن.

ق�س���ى هاي���ل ابو زيد 20 عاما في ال�س���جون الإ�س���رائيلية من عمره البال���غ 36 عاما،

لأنه �ا�س���دقاء له من مواطني الجولن ا�س�س���وا مجموعة اأطلقوا عليها »حركة المقا�مة

ال�سرية« تقوم بعمليات مقا�مة �سد قوات الحتالل. �قد نجحوا في العديد منها يذكرها

هاي���ل في حديثه الأ�س���لي �في الق�س���م الذي ن�س���رته »ت�س���رين« منه )تجد�ن الن�س���ين

هنا(. اإثر اعتقاله حكم عليه بال�س���جن 27 عاما، �لم يفرج عنه اإل ب�س���بب تدهور ��سعه

ال�س���حي. فقد خرج في ال�س���هر الأخير من العام الما�س���ي م�س���ابا ب�س���رطان الدم مع

تراجع في قدرته الب�س���رية حتى 10% فقط ��س���كايات في العم���ود الفقري.. �هو يعالج

الآن في م�س���فى بحيفا، �يجمع مواطنوه �اأ�س���دقائه ما ي�س���تطيعون من مال ل�س���تكمال

عالجه)مرف���ق نداء لجمع التبرعات مع رقم ح�س���اب لتر�س���ل اإلي���ه(. نتحدث اإذن عن

�احد من اأبطال ال�سعب ال�سوري �لي�ض عن اأحد المت�سكعين اأ� »الم�سوؤ�لين«.

ماذا فعلت جريدة »ت�سرين«؟

1- ن�سرت 1272 كلمة من الحوار الأ�سلي المكون من 3642، اأي اأنها حذفت اأكثر من

65% منه. �هي بالطبع لم ت�ستاأذن هايل، �فقا لما اأ�سارت اإليه ر�سالة ال�سديق الجولني

في م�ستهل هذه الكلمات.

2- ��سعت العنوان التالي للحوار مع هايل: »الأ�سير المحرر هايل ابو زيد ل�«ت�سرين«:

اأعتز بعر�بتي �انتمائي الوطني �قيادة الرئي�ض ب�سار الأ�سد«. في الحوار مع هايل اعتزاز

بوطنه �سوريا ��سعبها، �لم يذكر »قيادتنا العربية ال�سورية �كافة الم�سوؤ�لين عن �سوؤ�ننا

المحلي���ة في الجولن المحتل« اإل في �س���ياق نداء �جهه اإلى �س���عبنا �اإليهم كيال ين�س���وا

اأ�س���رانا: قال هايل: »اأ�س���رانا هم اأمانة في اعناقنا، فهم اأ�لئك الجنود البوا�س���ل الذين

م�س���وا اإلى الواجب متى طلبتهم اأر�س���نا المباركة، �هم اأ�لئ���ك الرجال الذين اخترقوا

جدار الخوف �ال�س���مت، ��س���نعوا ماثرا في البطولة �الكبرياء التي �سانها لنا الأجداد

�الآباء من ابناء �س���عبنا العربي ال�س���وري العريق«. ال�س���م الوحيد الذي نوه به هايل هو

ال�س���يد نواف الفار�ض محافظ القنيطرة »على ما بذله �يبذله من جهود لن�س���رة ق�سية

الأ�سرى«. لكن من الوا�سح اأن الجريدة مهتمة بولءاتها هي �لي�ض بتو�سيل �سوت البطل

الجولني. الجولن �اأ�سرى الجولن �ق�سية الجولن هي مح�ض منا�سبة اإ�سافية للتعبير

عن الولء لل�سلطة.

3 - حذفت الجريدة كالما لهايل يظهر توا�سعه �حر�سه على اأن ل يميز نف�سه ب�سيء

عن رفاقه؛ حذفت كالما يقول اإنه �رفاقه »رف�س���وا الوقوف لق�س���اة محكمة الغا�س���بين

على امتدادا كل الجل�س���ات«؛ �س���طبت كالما موؤثرا لهايل عن فقدان���ه لأبيه �عن »رف�ض

ه���وؤلء الجالدي���ن كل الطلبات التي تقدم بها رفاقي من اأجل ال�س���ماح ل���ي باإلقاء نظرة

ال���وداع الأخير على ج�س���ده«؛ حذف���ت اإجابته على ال�س���وؤال الخام�ض كل���ه الذي يتحدث

في���ه ع���ن اعتقال اأخيه حمد الذي كان ال�ساد�س���ة من عمره حي���ن اعتقل هو عام 1984؛

حذف���ت كالم���ا رائعا عن ا�س���تقباله عند ��س���وله اإلى الج���ولن �عن �س���حكته المبتورة

مرتي���ن: م���رة لأنه خلف رفاق���ه �راءه في �س���جون المحتلين، �مرة »لني ل���ن اأتمكن من

معانقة اأ� تقبيل اأي �احد من اأ�س���دقائي اأ� اأخوتي اأ� اأي اإن�س���ان اأتى فقط ليقول �س���يئا ،

ب�سبب المر�ض الذي اأ�سابني« )األي�ض تعبيرا عن انعدام الح�ض الإن�ساني �الإخالقي فوق

ح�ض اللتزام بالحقيقة حذف هذه العبارت الموؤثرة التي يفتر�ض اأن تت�س���رف ال�سحف

المحترمة بالتقاطها �تنقلها لقرائها على �س���در �سفحتها الأ�لى؟(؛ حذفت كالم هايل

عن م�س���اعره لحظة اإبالغه خبر الإفراج عنه م���ن »رفيق دربي �زنزانتي اأيمن ابو جبل«

الذي »�س���اخت عيونه قبل موعدها« �بح�س���ور رفيق زنزانته الآخر كنج اأبو �س���الح؛ �لم

ت�س���عر بالحاجة اإلى نقل كلماته عن ال�س���اعات الأربعة التي لبثها مقيدا �ال�سجان يعتدي

بوجوده على حريته بعد علمه بقرار الإفراج عنه لأن خبر حكم الق�ساء باإطالق �سراحه

�س���بق تبليغ اإدراة ال�سجون الإ�سرائيلية بالحكم؛ حذفت بكل �ح�سية الكلمات التالية التي

ت�سع بالنبل �ال�سهامة: »�اأنا لن اأتحرر من عبء انتظار رفاقي هناك في الأ�سر اإل ر�ؤيتي

لهم جميعا هنا معي، �لكن لن اغفر لأحد بما فيهم نف�س���ي اإن رايتهم ي�س���لون اإلى مثل

الحالة التي ��س���لتها، �تحررت بموجبها من العتقال، اإ�سابتي ب�سرطان الدم. اأقول اإذا

ا�س���تمر ن�س���يانهم كما هو الآن اأخ�س���ى اأن يحررهم المر�ض اإن ن�س���يانهم ل يقل ب�س���اعة

عن الأ�س���ر نف�س���ه« )ربما اأخذت الجريدة على خاطرها من اإ�س���ارة هايل اإلى الن�سيان،

اأ� ربما خد�س���ت كلماته النبيلة حياء اأخالقياتها المهني���ة �الإيديولوجية(؛ حذفت قوله

اإنه كان يتمنى لو ان ا�ل �سخ�ض عانقه هو ابيه؛ حذفت دعوته »للمزيد من هذا الر�سد

ل�س���احة الجولن تعزيزا لمحاربة الن�س���يان الذي يجرحنا �توا�سال مع اأبنائنا �اأهلنا في

الوطن، خا�سة الجيل النا�سئ الذي قد ل ت�سمح له الظر�ف للتعرف على جزء من �طنه

يقا�م الحتالل ال�س���هيوني الب�س���ع، كل التحية �الحترام �التقدي���ر لكل الأقالم الحرة

التي تحارب ال�سمت �تحارب الن�سيان«، حذفت هذه الكلمات رغم اأنها �ردت في �سياق

تعبي���ره عن المتنان لجريدة »ت�س���رين« بعد اأن اأخبره ال�س���حفي المح���ا�ر اأن الجريدة

خ�س���ت الجولن ب 73 مقال عام 2004 بينها 7 عنه )هايل( هو نف�س���ه، حذفت كلماته

الموجهة ل�س���قيته هدية المتز�جة في �سوريا من الأ�سير ال�سابق �ع�سو »مجل�ض ال�سعب«

الحال���ي مدحت �س���الح الذي قال هايل اإنه »ا�س���تاق ج���دا اإلى م�ساك�س���ته« على مواقفه؛

حذفت عبارته الرقيقة: »لم القي براأ�س���ي على كتفها �لم اأ�سم رائحة �سعرها«، �اإهدائه

»األ���ف قبلة« لها �لز�جاه �ل�س���غيرهما ج���ولن؛ �بلغت ذر�ة انعدام الح����ض �الذ�ق معا

حين حذفت ا�ستح�س���ار هايل �تحيته اإلى رفاقه، �سجناء �سوريا �اأبطالها، �احدا �احدا

�بال�س���م في �س���جون الحتالل: »تحية اليك�م، يا عا�سم ��سيطان ��سدقي �ب�سر �عبا�ض

�كميل �كمال ��س���ميح ��ئام �اأمال ��س���ام. �عميق التحية الى اأ�س���رى الجولن من ابناء

قرية الغجر ال�س���ورية ابو يو�س���ف �س���عد قهموز، �احمد �يو�س���ف قهموز، �حاتم �ح�سين

الخطيب، �ر�ؤ�ف عي�سى، �ح�سين قهموز، على اأمل اللقاء بكم قريبا على ار�ض الجولن

المحرر اإن�س���اء اهلل«. �حذفت تذكره النبيل لفاقه �اإخوته من الأ�س���رى غير ال�س���وريين:

»لن ان�س���ي رفاقي من الأ�س���رى الفل�س���طينين �خا�س���ة عرب ال48، �الى عميد الأ�سرى

اللبنانيين �س���مير القنطار«. �يختم الأ�س���ير المحرر: »تحياتي لجميع ا�سرى الحرية في

العالم«. �سلمت يا هايل!

اأما جريدة ت�س���رين فتختم الحوار كالتالي: »في النهاية ا�س���محوا لي اأي�س���ا ان اأ�جه

التحيات لأ�س���رة جريدة ت�سرين الغراء انطالقا من التزاماتها الوطنية �القومية.. بدءا

برئي�ض تحريره���ا د. خلف الجراد �مر�را بمديري �اأمن���اء التحرير الأعزاء �محرريها

الأخوة الأ�فياء �معهم ��سائل اعالمنا المحلية �التلفزيون ال�سوري«. ثم ختام كل ختام:

»�كل الوفاء �الولء �العتزاز �التقدير اأحمله لقيادتنا ال�سيا�س���ية الحكيمة �على راأ�سها

قائد الوطن ال�س���يد الرئي�ض ب�س���ار الأ�س���د«. �كانت الجريدة قد ��سعت على ل�سان هايل

���ل الموت عزيزا كريما مرفوع الراأ�ض كح���ال اأبناء الجولن �اأبناء ه���ذه العبارات: »اأف�س

�س���ورية العر�بة.. �س���ورية الأ�س���د على اأن تلفظ �س���فتاي كلمة خنوع �احدة.. فاأنا عربي

�س���وري.. �هويتي عربية �س���ورية.. �اأر�س���ي منذ الأزل عربية �س���ورية«. �اعتبرت اأن من

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

�لإعلم �لف�سيحة:

ماذ� فعلت جريدة -ت�سرين- بالح��ر مع �لأ�سير �لمحرر هايل �ب� زيد؟

يا�سين �لحاج �سالح - دم�سق 1 �آذ�ر 2005

Page 10: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

التي تجا�زت كل ال�س���رائع �القوانين �المعاهدات، هي اليوم ا�س���ا�ض لمعركة ال�س���مود

�البقاء �التحدي بين مديرية ال�سجون بمختلف طواقمها �بين الحركة الوطنية الأ�سيرة

بمختل���ف تنظيماتها اأ�س���راها داخل ال�س���جون �المعتقالت الإ�س���رائيلية، ه���ذه الحركة

الوطني���ة العتقالي���ة اأثبتت �تثبت كل يوم، اأنه���ا على قدر كبير من ال�س���مود �الكبرياء

�البطولة الفردية �الجماعية في معارك الإرادة داخل زنازين ��سجون الحتالل..

. كيف تلقيت نباأ وفاة و�لدك د�خل �ل�سجن؟

.. ان �ف���اة �ال���دي كان���ت اأكبر جرح يدمين���ي، �اأنا في الأ�س���ر اأن اأ�س���مع من عد�ي

تل���ك الكلم���ات التي مازلت اأح����ض بثقلها في �س���دري، تلك الكلمات التي رف�س���ت دائما

اأن اأ�س���دقها اأ� تمنيت اأن ل اأ�س���دقها، كانت �سدمة موجعة ��س���عرت للحظة طويلة جدا

بالبرد �الفراغ، لم ينت�سلني من هذا ال�سيق اإل اإ�سراري على األ اأترك لعد�ي فر�سة اأن

يراني انهار اأ� ي�س���مت من �س���عفي اأمام فقداني لأقد�ض اإن�سان. كان اأبي المحب الحنون

�ال�س���ديق الوفي حين �سرقه الغياب، خ�س���ر الجولن رمزا منا�سال �ثائرا، �خ�سرت اأنا

ظهري الذي كنت ا�ستند عليه، �لم اأتمكن من اأن اأقول له اخر كلمات الوداع.

. �لأ�سي��ر مدح��ت �ل�سالح، رفيق دربك في �لن�س��ال، وزميلك في �لزنز�نة

لفت��رة ط�يل��ة، حبذ� ل� تحدثنا ع��ن دوركما في تعزي��ز �لم�قف �لن�سالي

لأ�سرى �لج�لن و�خ��نكم �أ�سرى لبنان وفل�سطين؟

.. لقد �س���كل اأ�س���رى الجولن العرب ال�س���وريون داخل ال�سجون ال�س���رائيلية، اإطارا

�طنيا عربيا �س���وريا، حركة المقا�مة ال�س���رية، بعد مرحلة العتق���ال، �كان هذا الإطار

العربي ال�س���وري جزءا مكمال لل�س���احات الن�س���الية العربية داخل المعتقالت �ال�سجون

ال�س���رائيلية، فحرك���ة المقا�م���ة ال�س���رية اإطار �طن���ي يمثل الهوية ال�س���ورية لل�س���احة

الجولني���ة الى جانب الهوية اللبنانية التي تمثلت باأ�س���رى المقا�م���ة الوطنية اللبنانية،

�اأ�س���رى المقا�مة ال�سالمية، �تمثلت الهوية الفل�سطينية، عبر ف�سائل منظمة التحرير

الفل�س���طينية، حيث توحدت ال�س���احات العربية في الخندق الأمامي في مواجهة مديرية

ال�س���جون �مختلف اأجهزتها، للحفاظ على الإن�س���ان الوطني الملتزم، الذي يتعر�ض الى

جرائ���م �انتهاكات خطرة بحقه �كيان���ه �كرامته داخل هذه المعتقالت، �قد تج�س���دت

هذه ال�س���احات في بوتقة ن�س���الية �احدة موحدة �س���د اإدارة ال�س���جون. �نحن كاأ�س���رى

جولن عرب �سوريين جمعنا الهم الوطني، فقد كنا جميعا �معنا الرفيق مدحت ال�سالح

�سركاء في الن�سال من اأجل كرامة �حرية جولننا.

في النهاية ا�سمحوا لي اأي�سا ان اأ�جه التحيات لأ�سرة جريدة ت�سرين الغراء انطالقا

م���ن التزاماته���ا الوطني���ة �القومية.. ب���دءا برئي�ض تحريره���ا د. خلف الج���راد �مر�را

بمدي���ري �اأمن���اء التحرير الأع���زاء �محرريها الأخ���وة الأ�فياء �معهم ��س���ائل اعالمنا

المحلية �التلفزيون ال�سوري.

�كل الوف���اء �ال���ولء �العت���زاز �التقدير اأحمل���ه لقيادتنا ال�سيا�س���ية الحكيمة �على

راأ�سها قائد الوطن ال�سيد الرئي�ض ب�سار الأ�سد.

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

حا�لت �س���لطات الحتالل ال�س���رائيلي طيلة �ستة اآلف �ت�س���عمئة ��ستة ��سبعين يوما

النيل من الرادة الوطنية ال�س���لبة لالأ�سير المحرر هايل ح�سين اأبو زيد م�ستخدمة �ستى

اجراءاتها ���س���ائلها التع�سفية �الالان�س���انية من قهر �تعذيب �حرمان.. �لكنها ف�سلت

ف�س���ال »ذريعا«، �قبل اطالق �س���راحة باأيام قليلة اثبت ال�س���ير اأبو زيد اأ�س���الة النتماء

لوطنه الأم �س���ورية بعدما رف�ض طلبا »اإ�س���رائيليا« �هو على �سرير المر�ض القاتل داخل

زنزانته حيث عر�س���ت عليه جنرالت الرهاب العتذار عن مواقفه الوطنية الم�سر�عة

�س���د المغت�س���بين مقابل الفراج عنه.. �لكنه اأجاب بكل عزيمة رغم تمكن »اللوكيميا«

���ل الموت عزي���زا كريما مرفوع الراأ����ض كحال اأبناء م���ن دم���ه لدرجة خطرة فقال: اأف�س

الجولن �اأبناء �سورية العر�بة.. �سورية الأ�سد على اأن تلفظ �سفتاي كلمة خنوع �احدة..

فاأنا عربي �سوري.. �هويتي عربية �سورية.. �اأر�سي منذ الأزل عربية �سورية«.

»�اأق���ول لأبناء �طني �اأهلنا في الج���ولن.. اأن معنوياتي كفولذ اإرادتكم �اعدكم باأن

ق�سبان ال�سجن �ست�سداأ قبل اأن ت�سداأ اإرادتي �عظامي..«.

اليوم �بعد �سهر �ن�سف من اإطالق �سراحه.. بل تحريره من الأ�سر خرج البطل اأبو

زيد من الزنزانة المظلمة �الظالمة الى ال�س���جن الأكب���ر �هو الجولن المحتل �في قلبه

��جدانه �س���وق كبير لتقبيل ثرى دم�س���ق العر�بة �كل بقعة من الوطن الحبيب متنا�س���يا

ال�سجن المتنقل في دمه »اللوكيميا«.

�رغم الحجر ال�س���حي عليه �ظر�فه ال�س���حية �الج�سدية ال�س���عبة �جه اأ�ل ر�سالة

اإعالمية من خالل جريدة »ت�س���رين« اأكد فيها اعتزازه �رفاقه الأ�س���رى خلف الق�س���بان

�اأبناء الجولن الوفي بالمواقف القومية �الوطنية للقائد المفدى ب�سار الأ�سد الذي ي�سع

الجولن في اأ�لى �سلم الأ�لويات..

. ف��ي �لبد�ية حدثنا عن دورك �لن�سالي مع رفاقك في حركة �لمقاومة

�ل�سري��ة و�لعلنية �س��د �لحتلل، ب�سكل عام في �نتفا�س��ة �لر�بع ع�سر من

�سباط 1982 و�ل�سر�ب �لمفت�ح؟

.. كان���ت انتفا�س���ة الجماهي���ر الجولنية ع���ام 1982 هي الحا�س���نة الحية �المولدة

الحقيقي���ة ل���كل ما تالها من اأعم���ال مقا�مة علنية كانت اأم �س���ريه. �بالتالي فاإن حركة

المقا�م���ة ال�س���رية كتنظي���م ع�س���كري جولني، ��س���ع ن�س���ب عينيه مقا�م���ة الحتالل

بالطرق الكفاحية الم�س���لحة، كاأحد اأرقى ا�سكال الن�سال �سد عد� ل يفهم اإل لغة القوة

المعتمدة، على اإيقاع اكبر قدر ممكن من الخ�سائر المادية �الب�سرية في �سفوفه. �على

هذا الأ�س���ا�ض ��سعت حركة المقا�مة ال�سرية على راأ�ض �س���لم اأ�لوياتها هدف الت�سدي

للقوات الع�س���كرية ال�سرائيلية المحتلة الموجودة على امتداد الجولن المحتل، �تكبيده

خ�سائر معنوية �مادية �ج�سدية قدر الإمكان.

كن���ا مجموعة من ال�س���باب الوطن���ي الذين انجبتهم ه���ذه النتفا�س���ة المباركة، لم

نتجا�ز الثامنة ع�س���رة من العمر بعد، ترعرعنا على حب الوطن �ع�س���قه، �تقدي�ض هذه

الأر����ض المبارك���ة التي يدن�س���ها الجنود الغزاة، لم نك���ن جنودا، اأ� تابعين لميلي�س���يات

ع�س���كرية مدرب���ة، �اإنما اأبناء لفالحي���ن �مزارعين، جبلتهم ار�س���نا، فجبلوها بعرقهم

�دمهم �كبريائهم الوطني الأ�سيل.

لق���د كان د�ري في هذا ال�س���ياق جزءا مكمال �متوا�س���ال م���ع د�ر الرفاق الآخرين،

لتحقيق الهدف المن�س���ود. حيث قمنا بال�س���تيالء على مخازن ا�سلحة �ذخيرة ع�سكرية

متنوع���ة، كان���ت موجودة ف���ي مالجئ تابع���ة للم�س���تعمرات ال�س���رائيلية ف���ي الجولن،

ا�س���تخدمنا ه���ذه الأ�س���لحة �المعدات الع�س���كرية، بعدة عمليات ن�س���الية، ا�س���افة الى

عملي���ات نوعية اخرى، نجحن���ا فيها من اختراق مواقع ع�س���كرية تابعة لجي�ض الحتالل

ال�س���رائيلي، حي���ث نزعنا حقول الألغام الأر�س���ية من محيطها المطل �الم�س���رف على

بيوتنا �قرانا �خا�س���ة في منطقة »تل الريحان« داخل مجدل �س���م�ض، �ا�س���تخدمنا هذه

الألغ���ام في عملياتنا اي�س���ا، فقمنا بزرعها، �تركيب عب���وات متفجرة اأخرى الى جانبها

على الطرق الع�سكرية، على امتداد مناطق خط �قف اإطالق النار، �نفذنا عملية تفجير

كبرى في اأحد المخازن الع�س���كرية ال�س���رائيلية في الجولن المحتل، حيث احتوى هذا

المخ���زن عل���ى قذائف دبابات بلغت حوالي 1400 قذيفة، لقد �س���كلت عملية تفجير هذا

المخ���زن الواقع ق���رب قرية بقعاثا في منطقة »بئر الحديد« قلق���ا بالغا، �هلعا كبيرا في

�سفوف قوات الجي�ض الإ�سرائيلية، �اأجهزة ال�ستخبارات الع�سكرية، �تفجير عدة اآليات

�م�سفحات ع�سكرية �جدت في المكان الذي احترق �دمر تماما، ��ساهمت مع عدد اآخر

من رفاقي في المقا�مة ال�سرية، في عدة عمليات ا�ستهدفت المجال�ض المحلية العميلة،

�اعوان �سلطة الحتالل، هذا بال�سافة الى العديد من الن�ساطات الن�سالية الجماهيرية

التي �سملت رفع العلم ال�سوري �توزيع المنا�سير �البيانات المنددة بالحتالل.

. وقفت مع رفاقك �لأ�سرى �ل�سجعان، وقفة عز و�إباء في قاعة �لمحكمة

�لإ�سر�ئيلي��ة ورددعم �لن�سيد �ل�طني �ل�س�ري، رد� على �لتهم �لم�جهة من

قبل �لق�ساة �لجز�رين، كيف ت�سف ذ�ك �لي�م وتلك �للحظة؟

.. لقد مار�س���نا حقن���ا المطلق �نحن في قب�س���تهم، في رف�ض الحت���الل �محاكمه،

�رف�ض القانون الغا�سب الذي يحاكموننا بموجبه، قلنا لهم �على مراأى �م�سمع ق�ساتهم

��س���باطهم �كافة ��س���ائل الإعالم ال�س���رائيلية التي جاءت لتحتفل بمحاكمتنا: اإننا لم

�ل���ن نكون اإل عربا �س���وريين، �لم �ل���ن يمثلنا اإل القانون ال�س���وري، �لنفهمهم، اأننا هنا

فوق اأر�سنا باقون.

. معاناتك في زنازين �معتقالت العد�، خالل الع�سرين عاما، كيف كانت؟

.. اإن المعان���اة في ظر�ف الحتالل تمتزج بالغ�س���ب، كل ج���رح يزهر ثورة، �داخل

اأ�س���وار ال�س���جون تزداد هذه المعاناة �يزداد معها الغ�سب، اإن �س���لطة ال�سجون القمعية

امتداد تنفيذي لقوات الحتالل الغا�س���م، �تحا�ل جهدها اأن تك�سر اإرادة الأ�سير الثائر،

�اإن تنال من �سموده �تلجاأ للح�سول على هدفها الى اأب�سع الطرق.فمثال تحا�ل الت�سييق

على المعتقل �اأ�س���رته، تحا�ل اإذلله عن طريق ا�ستخدام القوة للتفتي�ض العاري، �منعه

م���ن لقاء اأهل���ه �زيارتهم، �العب���ث الدائم بحاجياته الخا�س���ة، �اأي�س���ا �سيا�س���ة القتل

البط���يء �الهم���ال الطبي المتعمد، الذي كنت اأحد �س���حاياه، كل ذلك بهدف �احد هو

ك�سر �سموخنا �اإرادتنا، ان الحديث عن معاناة الأ�سير في �سجون الحتالل ال�سرائيلي،

تحتاج الى اأكثر من اجابة مح�س���ورة ب�س���وؤال محدد، اإننا لن ن�س���تطيع فهم اأ�سباب هذا

الع���ذاب �التعذي���ب، �التنكي���ل اإن لم ن�س���تطع فه���م �اإدراك الطبيع���ة الجرامية لقادة

»اإ�س���رائيل«، فالحقد �الكراهية، �تدري�ض احدث فنون التعذيب النف�س���ي �الج�سدي، في

د�رات خ�س�س���ت لذلك، هي ��س���يلة من الو�س���ائل التي تنفذ لغاية اليوم بحق الأ�س���رى

�المعتقلي���ن في �س���جون الحتالل ال�س���رائيلي، عدا عن اإخ�س���اع ال�س���رى الى تجارب

طبية �عالجية، �تخ�س���ي�ض حلقات درا�س���ية لطواقم الهند�سة الب�سرية داخل ال�سجون

لإجراء التجارب �البحوث على الإن�س���ان داخل المعتقالت اإ�س���افة الى التقليل من �سان

الإن�سان �اهانته، �اإذلله، �جعله مجرد كم مهمل على �سعبه �مجتمعه، هذه النتهاكات

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

�لأ�سير �لمحرر هايل �أب� زيد ل� »ت�سرين«..

�عتز بعروبتي و�نتمائي �ل�طني وقيادة �لرئي�س ب�سار �لأ�سد

دم�سق - �سحيفة ت�سرين - �لثنين 28 �سباط 2005- �أجرى �للقاء: علي �لأع�ر عبر »�لنترنت«

�لن�س �لمحرف لللقاء �ل�سحفي �لذي �أجرته جريدة ت�سرين

Page 11: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

�قواتن���ا العربية ال�س���ورية، لقد �س���كلت عملية تفجير ه���ذا المخزن الواق���ع قرب قرية

بقعاث���ا في منطق���ة »بئر الحدي���د« قلقا بالغا، �هلعا كبيرا في �س���فوف ق���وات الجي�ض

الإ�سرائيلي، �اأجهزة ال�ستخبارات الع�سكرية، �تفجير عدة اليات �م�سفحات ع�سكرية

تواج���دت في المكان الذي احترق �دمر تماما. ��س���اهمت مع ع���دد اخر من رفاقي في

المقا�مة ال�سرية، في عدة عمليات ا�ستهدفت المجال�ض المحلية العميلة، �اعوان �سلطة

الحتالل، هذا بال�سافه اإلى العديد من الن�ساطات الن�سالية الجماهيرية التي �سملت

رفع العلم ال�س���وري �توزيع المنا�س���ير �البيانات المنددة بالحتالل. �ل بد من الإ�سارة

اإلى اإن الن�س���ال في �س���فوف حرك���ة المقا�مه األ�س���ريه ي�س���تند اإلى الجماعي���ة �توزيع

الأد�ار بطريقة تنا�س���ب كل رفيق �ظر�فه. كنا نمار�ض العمل التنظيمي المنظم �س���من

قواعد العمل ال�س���ري، التي حكمت علينا بالكثير من الم�س���اعب �العراقيل، مع الأخذ

بعي���ن العتبار العمر الزمني له���ذه المجموعة الجريئة، �التجربة الب�س���يطة في العمل

التنظيمي، لكن ما �س���بب لنا بع�ض النجاحات هو ذلك الأيمان الرا�سخ بق�سية الجولن

�عدالتها ��س���رعية الكفاح بكل المتاح من ��سائل في �سبيل تحريره، �عودته اإلى ح�سن

الوطن الم �س���وريا الخالدة. �لكل رفيق من رفاقنا ماآثره ال�سخ�س���ية �سمن المجموع،

الذي �سطر هذا العمل باآيات من العز �الفخار.

�ل�س�ؤ�ل �لثاني:

وقفت مع رفاقك �ل�سرى �ل�سجعان، وقفة عز و�باء في قاعة �لمحكمة

�لإ�سر�ئيلية، ورددتم �لن�سيد �ل�طني �ل�س�ري، رد� على �لتهم �لم�جهة من

قبل �لق�ساة �لجز�رين، كيف ت�سف ذ�ك �لي�م وتلك �للحظة؟؟

نحن طالب حق، �ل�س���نا مجرمين. نحن �رثة تاريخ �سعب �ح�سارة مجيدة �عريقة،

نعت���ز �نفخ���ر بكوننا م���ن اأبنائه���ا. �تاري���خ �س���وريا، �منطقة الج���ولن خا�س���ة، مليئة

بال�س���فحات المنيرة �الم�سرقة، نحن اأ�س���حاب حق، لق�سية عادلة، كيف نقر �نعترف

ب�سرعية هذه المحاكم التي ل تمثل اإل قانون اأ�سيادها القتلة الغا�سبين. هذه المحاكم ل

تملك �سرعية اأخالقية ا� قانونية ا� ان�سانية بمحاكمتنا، فنحن حاربنا �نحارب قانونهم

الباطل فكيف نتعامل ب�س���رعيتها. لقد ذكرت �سابقا اننا كنا مجموعة من ال�سباب التي

لم تتجا�ز الثامنة ع�س���ر من العمر بعد، يعن���ي غريزتنا ��عينا الوطني، �هذا الندفاع

الثوري في نفو�س���نا تج�سد برف�سنا العتراف ب�سرعية هذه المحاكم، فوقفنا �قفة تليق

بهذا الحمل الذي �رثناه، �اآمنا به. لقد مار�س���نا حقنا المطلق �نحن في قب�س���تهم، في

رف�ض الحتالل �محاكمه، �رف�ض القانون الغا�سب الذي يحاكموننا بموجبه، قلنا لهم

�على مراأي �م�س���مع ق�ساتهم ��سباطهم �كافة ��سائل الإعالم الإ�سرائيلية التي جاءت

لتحتف���ل بمحاكمتن���ا. اننا ل���م �لن نكون اإل عربا �س���وريين، �لم �لن يمثلن���ا اإل القانون

ال�س���وري، �لنفهمه���م، اأننا هنا فوق اأر�س���نا الباقون. رف�س���نا الوقوف لق�س���اة محكمه

الغا�س���بين على امتداد كل الجل�س���ات، التي ا�س���تغرقت اكثر من �س���تة ا�س���هر، �اأن�سدنا

الن�س���يد العربي ال�س���وري في الجل�س���ة المقررة لق���رار حكمهم الجائر الغير �س���رعي،

تاأكيدا على انتمائنا لما يمثله هذا الن�س���يد، �م���ا يمثله هذا الموقف الذي عبرنا به انا

�رفاقي في قاعة المحكمة ال�سرائيلية. �األن عندما اأتذكر تلك اللحظات اأح�ض بهامتي

�هامة الجولن ت�س���مو فوق كل الأ�س���الك لتعانق �سماء �س���وريا �طننا الحر ال�سامخ. ان

رفعة �سان الوطن هو بالأ�سا�ض ارتفاع من �سان الفرد، فمتى حافظنا نحن الفراد على

قد�سية هذا النتماء لهذا الوطن، �سيعلو �يرتفع �ي�سمو هذا الوطن الحبيب.

�ل�س�ؤ�ل �لثالث:

معانات��ك ف��ي زنازين ومعتق��لت �لعدو، خ��لل �لع�سرين عام��ا، حبذ� ل�

تطلعنا عليها؟

اإن المعان���اة في ظ���ر�ف الحتالل تمت���زج بالغ�س���ب. كل جرح يزهر ث���وره. �داخل

اأ�س���وار ال�س���جون تزداد هذه المعانات �يزداد معها الغ�سب. اإن �سلطة مديرية ال�سجون

القمعي���ة امت���داد تنفي���ذي لقوات الحتالل الغا�س���م، �تح���ا�ل جهدها اأن تك�س���ر اإرادة

الأ�س���ير الثائر، �ان تنال من �س���موده �تلجاأ للح�س���ول على هدفها اإلى اأب�س���ع الطرق.

فمثال تحا�ل الت�س���ييق على المعتقل �اأ�س���رته، تحا�ل اإذلله عن طريق ا�ستخدام القوة

للتفتي����ض العاري، �منعه من لق���اء اأهله �زيارتهم، �العبث الدائم بحاجياته الخا�س���ة،

�اأي�س���ا �سيا�س���ة القتل البط���يء � الإهمال الطب���ي المتعمد،الذي كنت احد �س���حاياه،

كل ذلك بهدف �احد هو ك�س���ر �س���موخنا �اإرادتنا. ان الحديث عن معاناة الأ�س���ير في

�س���جون الحتالل الإ�س���رائيلي، تحتاج اإلى اكثر من اإجابة مح�سورة ب�سوؤال محدد. اإننا

لن ن�س���تطيع فهم اأ�س���باب هذا الع���ذاب � التعذيب �التنكيل اإن لم ن�س���طع فهم �اإدراك

الطبيعي���ة الإجرامية لقادة الد�ل���ة العبرية. فالحقد �الكراهي���ة �تدري�ض احدث فنون

التعذيب النف�س���ي �الج�س���دي، في د�رات خ�س�س���ت لذلك، هي ��س���يلة من الو�س���ائل

التي تنفذ لغاية اليوم بحق الأ�س���رى �المعتقلين في �س���جون الحتالل الإ�سرائيلي. عدا

عن اإخ�س���اع الأ�س���رى اإلى تجارب طبية �عالجية، �تخ�سي�ض حلقات درا�سية لطواقم

الهند�س���ة الب�س���رية داخ���ل ال�س���جون لإج���راء التجارب �البح���وث على الإن�س���ان داخل

المعتق���الت. اإ�س���افة اإلى التقليل من �س���ان الإن�س���ان �اهانته، �اإذلل���ه، �جعله مجرد

كم مهمل على �س���عبه �مجتمع���ه. هذه النتهاكات التي تجا�زت كل ال�س���رائع �القوانين

�المعاهدات، هي اليوم اأ�سا�ض لمعركة ال�سمود �البقاء �التحدي بين مديرية ال�سجون

بمختل���ف طواقمها �بين الحركة الوطنية الأ�س���يرة بمختلف تنظيماتها اأ�س���راها داخل

ال�س���جون �المعتقالت الإ�س���رائيلية. هذه الحركة الوطنية العتقالية اأثبتت، �تثبت كل

ي���وم، انها عل���ى قدر كبير من ال�س���مود �الكبري���اء �البطولة الفردي���ة �الجماعية، في

معارك الإرادة داخل زنازين ��سجون الحتالل .

�ل�س�ؤ�ل �لر�بع:

كيف تلقيت نباأ وفاة و�لدك د�خل �ل�سجن؟

�احدة من اأكثر الأفكار المرعبة التي تقلق الأ�س���ير هي فقدان اأي عزيز خا�س���ة �ان

الأ�س���ير قد »فقد« ب�سكل اأ�لي �موؤقت اأهله ��طنه �اأ�سدقاءه. اأن �فاة �الدي كانت اكبر

جرح يدميني �اأنا في الأ�سر، اأن ا�سمع من عد�ي تلك الكلمات التي مازلت اأح�ض بثقلها

في �سدري، تلك الكلمات التي رف�ست دائما اأن اأ�سدقها، اأ� تمنيت اأن ل اأ�سدقها، كانت

�س���دمة موجعة ��سعرت للحظة طويلة جدا بالبرد �الفراغ. لم ينت�سلني من هذا ال�سيق

اإل اإ�س���راري على اأن ل اترك لعد�ي فر�س���ة اأن يراني انهار اأ� ي�س���مت من �سعفي اأمام

فقداني لأقد�ض اإن�س���ان. كان اأبي المحب الحنون �ال�سديق الوفي حين �سرقه الغياب،

خ�س���ر الجولن رمزا منا�س���ال �ثائرا، �خ�س���رت اأنا ظهري الذي كنت ا�ستند اإليه، �لم

اأتمكن من اأن اأقول له اأخر كلمات الوداع، لم اقل له كم �ساأفتقده اليوم حين اأعانق اأمي

�اأخوتي �اأخواتي �انظر اإليه فال اأجد اإل �سوته البعيد �رائحته التي تمال ر�حي. »ها قد

ع���دت اإلى البيت يا اأبي، �لم اأجدك بانتظاري كما �عدتني منذ 20 �س���نة، فافخر باني

ابنك كما افخر باأنك اأبي«.

�س���يبقى هذ1 الجرح مفتوحا، كلما �س���رحت عيناي في جدران المنزل الذي ما زال

يفوح برائحة ج�س���ده، �اأزقة الح���ارة، التي عرفته �جبلته. �س���اأبقى افتقده، كلما اأتاأمل

عين���اي �الدت���ي �اأخواتي �اخوتي. لقد رف�ض هوؤلء الجالدي���ن، كل الطلبات التي تقدم

بها رفاقي، من اجل ال�س���ماح لي باإلقاء نظرة الوداع الأخير على ج�س���ده الطاهر، لكن

عزائي بان �الدي فخور بي.

لقد انت�سرت ارادتي على عوامل ال�سجن القاهرة �عامل الزمن. هذا النت�سار، في

انتزاع حريتي اأقدمه اإلى ر�حه الطاهرة، هناك حيث ترقد ب�سالم.

�ل�س�ؤ�ل �لخام�س:

�أ�س��رت �إ�سر�ئيل ، �سقيقك �لأ�سغر حمد، بماذ� ت�سف لنا �سع�رك عندما

�لتقيته ور�ء �لق�سبان، وكيف تعاملت مع �لم�قف ؟؟

ا�س���تطاعت ا�س���رائيل، من �س���جن الج���ولن كله، �عزل���ه جغرافيا ع���ن �طنه الم

�س���وريا، لكنها لن ت�ستطع حب�ض النتماء �التوا�سل �ال�ستمرارية �القناعة. حين علمت

ان اآخ���ى الأ�س���غر حمد قد اعتقلته �س���لطات الحت���الل بتهمة النتماء ال���ى المقا�مة،

�س���عرت بتناق�ض ال�سياء �الم�س���اعر في اأعماقي. حمد اآخى ابن ال� 6 اعوام ا�سبح من

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

فيما يلي ن�س �للقاء �لحرفي :

بي���ن الجولن �دم�س���ق م�س���افات ، م�س���افات طويل���ة تخت�س���رها الآم���ال �الأحالم

�التطلعات، بعد خر�جي من المعتقل الإ�س���رائيلي، �عودتي بعد اأ�س���بوعين من تحرري

اإلى م�س���قط راأ�س���ي، مرتفعات الجولن العربية ال�س���ورية المحتلة،لم يخطر ببالي قط

اإنني �س���اأكتب �من �راء الأ�س���الك �الق�س���بان مرة اأخرى، لخاطب �اتوا�سل مع ابناء

�طني، �اخوانني في الوطن الحبيب، �هذه المرة لي�ض مع مدحت �هدية الذين اأتحادث

معهما هاتفيا لب�س���عة دقائق بعد ان تحررت، �لي�ض مع اأعمامي فار�ض �ا�سعد ابو زيد ،

الذي���ن لم التقيهم، في حياتي اأبدا، لكن هذه المرة مع �احد من ابناء الوطن الحبيب،

لم التقيه �ل اعرفه �لم يجمعني به ، �س���وى هذا النتماء الأ�س���يل، �هذا الوجدان الحر

الذي يوؤجج م�س���اعره تجاه اخوته �اهله في ار�ض المحتلة، �هنا ل ي�س���عني ال ان اقف

�س���اكرا �محيي���ا كل تلك الجه���ود التي بذله���ا الخ العزيز على الأعور، �اأ�س���رة جريدة

ت�سرين على مواقفها �التزاماتها الوطنية تجاه الهل في الأر�ض المحتلة حين ا�ستلمت

الأ�س���ئلة، �قراتها ل���م اعرف كيف �س���اأبداأ، �لكنني بداأت حيث انطلق���ت ا�لى الكلمات

الم�ستوحاة، من هذا المجهود الرائع الذي بذله الخ على العور، لت�سل جريدة ت�سرين

الى الجولن �ي�س���ل الجولن الى كل �سوريا �انحاء الوطن العريق. ف�سكرا لكم، �عميق

التقدي���ر �المحب���ة لخي علي الع���ور على هذه اللفته الكريمة.�كل ال�س���كر �من خالل

جريدة ت�س���رين الى كافة ��س���ائل العالم المحلية �العربية الت���ي �قفت جانبنا، �تبنت

ق�س���يتنا العادل���ة، �ن�س���رت مق���ال ا� تقريرا ا� بيانا، يك�س���ف حجم معاناتنا، �يف�س���ح

النتهاكات الإ�سرائيلية بحق اأ�سرانا في �سجون �معتقالت الحتالل ال�سهيوني.

�ل�س�ؤ�ل �لأول:

�لأ�سير هايل �ب� زيد، حبذ� ل� تطلعنا عن دورك �لن�سالي مع رفاقك في

حرك��ة �لمقاومة �ل�سرية و�لعلنية �سد �لحتلل، ب�سكل عام في �نتفا�سة

�لر�بع ع�سر من �سباط1982 و�لإ�سر�ب �لمفت�ح؟

كان���ت انتفا�س���ة الجماهي���ر الجولنيه ع���ام 1982 هي الحا�س���نة الحي���ة �المولدة

الحقيقي���ة لكل م���ا تالها من اأعمال مقا�مة علنية كانت اأم �س���ريه. �بالتالي فان حركة

المقا�م���ة ال�س���رية كتنظيم ع�س���كري جولني، ��س���ع ن�س���ب عينيه مقا�م���ة الحتالل

بالطرق الكفاحية الم�سلحة، كاأحد ارقي اإ�سكال الن�سال �سد عد� ل يفهم اإل لغة القوة

المعتمدة، على اإيقاع اكبر قدر ممكن من الخ�سائر المادية �الب�سرية في �سفوفه. �على

هذا الأ�س���ا�ض ��س���عت حركة المقا�مة ال�سرية على راأ�ض �سلم اأ�لوياتها هدف الت�سدي

للقوات الع�سكرية ال�سرائيلية المحتلة المتواجدة على امتداد الجولن المحتل، �تكبيده

خ�سائر معنوية �مادية �ج�سدية قدر الإمكان.

كن���ا مجموع���ة من ال�س���باب الوطني الذي���ن اأنجبتهم هذه النتفا�س���ة المباركة، لم

نتجا�ز الثامنة ع�س���رة من العمر بعد، ترعرنا على حب الوطن �ع�س���قه، �تقدي�ض هذه

الر����ض المباركة التي يدن�س���ها الجنود الغ���زاة، لم نكن جنودا، ا� تابعين لميلي�س���يات

ع�س���كرية مدربة، �انما اأبن���اء لفالحين �مزارعين، جبلتهم ار�س���نا، فجبلوها بعرقهم

�دمهم �كبريائهم الوطني ال�سيل .

ان كنت �س���اأتحدث عن الد�ر ال�سخ�س���ي في عمل المقا�مة ال�س���رية �سد الحتالل،

فانن���ي �س���ارتكب ظلم���ا كبيرا بح���ق رفاق���ي �اللف من النا����ض �الن�س���طاء هنا داخل

جولننا الحبيب، لكن �سانح�س���ر بطبيعة ال�س���وؤال �اقول: د�ري في هذا ال�س���ياق كان

جزءا مكمال �متوا�س���ال مع د�ر الرفاق الآخرين، لتحقيق الهدف المن�سود. حيث قمنا

بال�س���تيالء على مخازن اأ�سلحه �ذخيرة ع�س���كرية متنوعة،كانت متواجدة في مالجئ

تابعة للم�س���تعمرات ال�س���رائيلية في الجولن، التي بنيت بحيث تحا�سر القرى العربية

المتبقية في الجزء المحتل من الجولن، ا�ستخدمنا هذه الأ�سلحة �المعدات الع�سكرية

في عدة عمليات ن�س���الية، ا�س���افة الى عمليات نوعية اخ���رى، نجحنا فيها من اختراق

مواقع ع�س���كرية تابع���ة للجي�ض ال�س���رائيلي، حيث نزعن���ا حقول اللغام الر�س���ية من

محيطها المطل �الم�س���رف على بيوتنا �قرانا �خا�س���ة في منطقة » تل الريحان« داخل

مجدل �س���م�ض، �ا�س���تخدمنا هذه الألغام في عملياتنا اي�س���ا، فقمن���ا بزرعها، �تركيب

عب���وات متفجرة اأخ���رى اإلى جانبها على الطرق الع�س���كرية، على امت���داد مناطق خط

�قف اإطالق النار، �نفذنا عملية تفجير كبرى في اأحد المخازن الع�س���كرية الإ�سرائيلية

ف���ي الج���ولن المحتل، حي���ث احتوى هذا المخزن عل���ى قذائف دباب���ات بلغت حوالي

1400 قذيف���ة كانت مع���دة كاحتياطي لدبابات العد� عند ح���د�ث اأي طارئ بين العد�

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

تلقينا ر�سالة من �لأ�سير

�لم�ح�رر ه��ايل �أب� زي�د

يطل�ب م�ن�ا فيه�ا م�ا يلي:

�لخ�ة و�لأخ��ت �لعز�ء في م�قع �لج�لن، �أر�سل

�ليك��م هذ� �للقاء �ل�سحفي، بن�س��ه �لأ�سلي، ولي�س كما

ورد على �سفحات جريدة ت�سرين في عددها �لذي يحمل

��ستغر�ب��ي �أ�سج��ل وهن��ا تاريــخ 28\02\2005.

و��ستنكاري �ل�سديد لكل �إ�سافة وحذف وتعديل �أجري

بالنياب��ة عني، ودون م��فقتي، في �لن�س �لذي ن�سر في

جريدة ت�سرين في عددها �لمذك�ر.

�للقاء �ل�سحفي �لذي �أجرته جريدة ت�سرين، مع �لأ�سير �لمحرر هايل �أب� زيد عبر �لنترنت.

�جرى �للقاء: �ل�ستاذ �ل�سحفي علي �لع�ر .

�لن�س �لحرفي لللقاء �ل�سحفي �لذي �أجرته جريدة ت�سرين

Page 12: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

�ل�س�ؤ�ل �لتا�سع:

م��ن ه��� �ول �سخ���س تمني��ت �ن تلق��اه، وت�سمه

لحظ��ة �ط��لق �سر�ح��ك �و ع�دت��ك �ل��ى م�سقط

ر��سك ؟

تمني���ت اأن اأ�س���م اأبي اإلى �س���دري، �لكن���ي رجعت اإلى

الج���ولن �لم اأجده، بحثت عنه كثي���را في كل تلك الأماكن

التي اعرف انه يحبها، بحثت عنه بين اأ�س���جار التفاح فلم

اأجد اإل ��س���اياه اأن نحب الأر�ض لأنه���ا تحبنا. رائحته ما

زالت عالقة في ز�ايا البيت ��س���وته اأي�سا، لكني لم اأتمكن

من �س���مه، �حدها اأمي تعو�س���ني عن غيابه �اأخوتي اأي�سا

�اأ�سدقائي لأنهم ي�سبهونه قليال �يحفظون ��ساياه كثيرا.

�ل�س�ؤ�ل �لعا�سر:

جري��دة ت�سري��ن ن�سرت ع��ن �لج���لن �لمحتل

خ��لل �لع��ام 2004 �كثر من 73 مق��ال، عن ن�سال

�أبن��اء �لج���لن ومعاناته��م، وعن��ك �كث��ر م��ن 7

مقالت، م��اذ� تق�ل لد�رة �لجري��دة و�لمحررين

�لذين ي��كب�ن ن�س��ال �بناء �لج�لن علما �نه من

و�جبهم؟

ه���ذه معان���اة اأخ���رى.. جميل���ة �قا�س���ية 73 مق���ال عن

الج���ولن و7 عني تحدي���دا د�ن اأن اأتمكن من متابعتها لن

الحت���الل يمنع ��س���ولها اإلينا. حتى �لو ��س���لت فان اإدارة

ال�س���جن ل ت�س���مح بدخولها اإلى المعتقل لأنهم يخافون من ن�س���ج هذه العالقة الثقافية

بيننا. هم يعتقد�ن اإنهم قادرين على حرماننا من التوا�س���ل مع اأهلنا ��س���عبنا العربي

ال�س���وري �ين�س���ون اأن كل �سيء فينا �سوري: اأنفا�س���نا كلماتنا، اأفكارنا، همومنا، لم �لن

تك���ون اإل عربية �س���ورية حرة. اإنني ا�س���عر بفرح غامر لن اأحدا م���ا زال يذكر الجولن

�معان���ات اأهله الأح���رار ال�س���امدين، �اأ�جه دعوتي للمزيد من هذا الر�س���د ل�س���احة

الجولن تعزيزا لمحاربة الن�سيان الذي يجرحنا �توا�سال مع اأبنائنا � اأهلنا في الوطن،

خا�سة الجيل النا�سئ الذي قد ل ت�سمح له الظر�ف للتعرف على جزء من �طنه، يقا�م

الحتالل ال�س���هيوني الب�س���ع. كل التحية �الحترام �التقدير ل���كل الأقالم الحرة التي

تحارب ال�سمت �تحارب الن�سيان، �فية لفكرها الحر �معبرة عن

ال�س���مير الحي في هذا الوطن، تحية لكم في ت�س���رين �لكل من يكتب حر�س���ا على

رفعة ��سموخ �طننا، في ت�سرين �في باقي ال�سحف التي تحمل اأنفا�ض الحرية. �لكنني

�من منطلق الخوة، ان ت�س���تثمر�ا كل الأقالم �كل الطاقات من اجل رفعة الجولن لن

في���ه رفعة ل�س���وريا �العرب جميعا. نحن ن���درك ان الحرب اليوم اأي�س���ا حرب اإعالمية

�ثقافية �ح�سارية �نحن ر�اد ح�سارة عريقة مجبولة بالكبرياء.

�ل�س�ؤ�ل �لحادي ع�سر:

م��اذ� تق���ل لأختك هدية �لمقيم��ة في �ل�طن، وزوج��ة �لأ�سير �ل�سابق

مدح��ت �ل�سال��ح، و�لت��ي ل ي�سم��ح له��ا �لحت��لل بالذه��اب �إل��ى �لج�لن

�لمحت��ل، م��ع �لعلم �إنه��ا كانت طالب��ة في جامع��ة دم�سق، م��اذ� تق�ل وهي

�لمت�س�قة لك كثير�ن وماذ� تق�ل لبنها ج�لن؟

اإن���ي افتقده���ا كثيرا كاأخت ��س���ديقة، اتوق جدا الى معانقتها، ��س���مها، ف�س���نوات

العتق���ال الطويلة �س���رقت م���ن �جهها البرئ الكثي���ر، اختى ال�س���غرى هديية اعرفها

�اعرف انها �س���احبة ر�س���الة مقد�س���ة في الحياة، هديه القريبة لي كاأحالمي �حدها

من اأ�س���رتي ل���م اأعانقها بع���د.. لم القي براأ�س���ي على كتفها �لم اأ�س���م رائحة �س���عرها

عندما ا�س���مع �سوتها القادم من �راء هذه الأ�سالك، ا�سعر باألم �كاأنني ما زلت اأ�سيرا

للم�س���افة، ه���ذه الم���رة اأ�س���يرا له���ذه الأ�س���الك التي

تحرمن���ي م���ن عناق اأختي ��س���مها اإلى �س���دري، هي

التي انتظرتني طويال �لم نلتق بعد، اأين الحرية اإذا...

كلنا اأ�س���رى �لكن يعزيني ثقت���ي باأنها هناك في اأجمل

�اأقد�ض ار�ض، مع اإن�سان عزيز جدا �غالي على قلبي،

يبذل ما ا�ستطاع لي�س���عدها �معهما طفل با�سم ر�حي

با�س���م الجولن ال���ذي افديه ب�س���بابي كل���ه. اأقول لك

اأيته���ا الأخت الحبيبة الغالية اإن الطريق الذي تعبرين

عليه �سماءه عالية، �ان ال�سوء في اآخر الطريق يطلب

من���ا اأن نتعب كي ي�س���مع كل من ل ي�س���مع �س���راخاتنا

�هم�س���اتنا �اآهاتنا �دموعنا �اأحالمنا، ل تياأ�س���ي من

�س���متهم، ل تبك���ي اأيتها الغالية عل���ى اغترابنا، �ثقي

اأن���ى اأقد�ض خط���اك �اأدرك كم تتعبين، �ان�س���د معك

ن�س���يد الحري���ة اإل���ى اأن تع���م الحري���ة ، رفاقن���ا اأ�ل،

�جولنن���ا، �فل�س���طيننا، �عراقنا، �كل م���ن يقف في

�جه الظلم راف�س���ا الذل. اأخت���ي ارغب جدا بتقبيلك

�عناقك �ارغب اأي�سا اأن اأراك منت�سرة قبلي، جولن

ال�س���غير الذي ل يعرفني بعد، �ل اعرفه اأي�سا، علميه

كل م���ا اآمنت به، �اأمن ب���ه �الدنا، هذا الفالح القر�ي

ال�سوري الأ�سيل، �كل الأحرار الثائرين، من فوق هذه

الأ�س���الك التي تك�س���ر حلمنا، ابعث لك م���ع اأ�ل فجر

لهفتي ��س���وقي �غمر �س���نابل يدلنا اإل���ى طريق اللقاء

القريب، األف قبلة لك �لمدحت �جولن، الذي اعرف

كم �سي�س���بهك �ي�س���به مدحت �ي�س���بهني �ي�س���به ��س���ايا اأبي. لك منى دعواتي بالخير

��سلواتي بال�سبر، �من قلبي اعمق الأمنيات باللقاء القريب على ثرى جولننا الجريح.

�ل�س�ؤ�ل �لثاني ع�سر :

�لأخ هايل هل ترغب في ت�جيه �أي كلمة �أخيرة ؟

نع���م اآخ���ي العزيز، ارغب ف���ي توجيه نداء احمل���ه اأمانة في عنقي، اإلى �س���عبنا �الى

قيادتن���ا العربية ال�س���ورية، �كافة الم�س���وؤ�لين عن متابعة �س���وؤ�ننا المحلية في الجولن

المحت���ل، اأ�س���رانا ه���م اأمانة في اأعناقن���ا جميعا، فه���م اأ�لئك الجنود البوا�س���ل الذين

م�س���وا اإلى الواجب متى طلبتهم اأر�س���نا المباركة، �هم اأ�لئك الرجال الذين اخترقوا

جدار الخوف �ال�س���مت، ��سنعوا ماثرا في البطولة �الكبرياء التي �سانها لنا الأجداد

�الآباء من ابناء �س���عبنا العربي ال�س���وري العريق. ارغب بتوجيه اأحر التحيات اإلى كافة

الأ�س���وات �الأقالم �الحناجر التي رافقت �ما زالت ترافق معاناة الأ�س���رى �المعتقلين

�ق�سية الجولن، �تجعله يدخل �عي �اإدراك الأجيال ال�سابة من ابناء �سعبنا. �في هذا

ال�س���ياق اح���ي جهود الأخ ن���واف الفار�ض محاف���ظ القنيطرة، على ما بذل���ه �يبذله من

جهود لن�سرة ق�سية الأ�سرى.

�ا�س���محوا ل���ي اأن ا�ج���ه عمي���ق التحي���ات �المحب���ة �ال�س���وق ال���ى رفاقي ال�س���رى

�المعتقلي���ن م���ن ابناء الجولن ال�س���وري المحتل الذي���ن ما زالوا هناك خلف ق�س���بان

المعتقالت الإ�س���رائيلية، �ا�سمحوا لي با�ستح�سارهم جميعا: تحياتي اإليكم في �سجون

الحتالل ايها الرفاق الأ�س���دقاء، تحية اليك يا عا�سم ��سيطان ��سدقي �ب�سر �عبا�ض

�كميل �كمال ��س���ميح ��ئام �اأمال ��س���ام. �عميق التحية الى اأ�سرى الجولن من ابناء

قرية الغجر ال�س���ورية ابو يو�س���ف �سعد قهموز، �احمد �يو�س���ف قهموز ، �حاتم �ح�سين

الخطيب، �ر�ؤ�ف عي�سى، �ح�سين قهموز على اآمل اللقاء بكم قريبا على ار�ض الجولن

المحرر اإن�س���اء اهلل. �لن ان�س���ي رفاقي من الأ�سرى الفل�س���طينين �خا�سة عرب ال48،

�الى عميد الأ�سرى اللبنانيين �سمير القنطار. تحياتي لجميع ا�سرى الحرية في العالم.

��سكرا لكم .

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

رجال المقا�مة في الجولن، اأح�س�س���ت فجاأة بطول الزمن الذي ق�س���يته متنقال داخل

المعتقالت الإ�س���رائيلية، �اأح�س�ست ببعد الم�سافة بين اعتقالي �اعتقال اخي ال�سغر.

هكذا... فجاأة... اأرى اأخي منت�س���با اإمامي حامال ذات الجرح �ال�س���موخ الذي احمل،

تاركا في بيتنا �رائه دمعة اخرى ت�س���يل على �جه امي، التي انهكتها �س���نوات النتظار

�ال�س���بر 20 عاما، تتنقل من �سجن الى �سجن اخر، �من �سارع الى �سارع اخر، لتراني

�لو للمحة ب�س���ر خلف الق�س���بان. كان اعتقال اأخي يحمل لي تناق�سا فمن جهة اعرف

ان���ه مثل كل الأ�س���رى يرف�ض القيد �الأ�س���ر �مكانه الطبيعي خارج هذه الأ�س���وار، �من

جهة ثانية، اإن اعتقاله �سي�س���بع في نف�س���ي عط�ض لقائة �التعرف عليه، ��ساأتمكن بعد

18 �س���نة اأن اأ�س���مه اإلى �س���دري، اأن اقبله �اعانقه، �ا�س���اله عن كل �سئ، ل اأخفى عنه

م�س���اعري �عواطفي �ا��س���اعي، ��س���يخبرني عن امي �اخوتي �اخوات���ي د�ن حواجز

�ق�سبان �خوف،

�سيت�س���نى ل���ي التع���رف اليه عن ق���رب، فقد كان عم���ر اأخي حمد عندم���ا اعتقلت 6

�س���نوات كب���ر د�ن اأن اأتمكن م���ن مواكبة اأحالمه �اأفكاره �همومه. 18 �س���نه لم اأتمكن

مرة �احده اأن اأ�س���اله عن الأ�س���ياء الت���ي يحبها اأ� يكرهها، لأني ل���م اأره اإل من خالل

�س���بك الزيارة �لدقائق قليلة، في فترات متباع���دة. اإن اعتقاله كان هما يوؤرقني لأني

اعرف كم �س���يتعب �كم �ستتعب اأمي معه »معنا«، �كان اأي�سا فخرا لي لني اأح�س�ست به

ذاتي �رايته رجال ثائرا يمكن اأن يعتمد عليه .

�ل�س�ؤ�ل �ل�ساد�س:

�لأ�سي��ر مدح��ت �ل�سالح، رفيق درب��ك في �لن�سال، وزميل��ك في �لزنز�نة

لفت��رة ط�يلة، حبذ� ل��� تحدثنا عن دوركما في تعزي��ز �لم�قف �لن�سالي

ل�سرى �لج�لن و�إخ��نكم �أ�سرى لبنان وفل�سطين؟؟

لقد �س���كل اأ�س���رى الج���ولن العرب ال�س���وريين داخ���ل ال�س���جون الإ�س���رائيلية اإطارا

�طنيا عربيا �س���وريا- حركة المقا�مة ال�س���رية، بعد مرحلة العتقال. �كان هذا الإطار

العربي ال�سوري، جزءا مكمال لل�س���احات الن�سالية العربية داخل المعتقالت �ال�سجون

الإ�س���رائيلية. فحرك���ة المقا�م���ة ال�س���رية اإط���ار �طني يمثل الهوية ال�س���ورية لل�س���احة

الجولني���ة اإلى جان���ب الهوية اللبنانية التي تمثلت باأ�س���رى المقا�مة الوطنية اللبنانية،

�ا�سرى المقا�مة الإ�سالمية، �تمثلت الهوية الفل�سطينية، عبر ف�سائل منظمة التحرير

الفل�س���طينية، حيث توحدت ال�ساحات العربية في الخندق الأمامي في مواجهة مديرية

ال�س���جون �مختلف اأجهزتها، للحفاظ على الإن�سان الوطني الملتزم، الذي يتعر�ض الى

جرائ���م �انتهاكات خطيرة بحقه �كيانه �كرامته داخل هذة المعتقالت. �قد تج�س���دت

هذه ال�س���احات في بوتقة ن�س���الية �احدة موحدة �س���د ادارة ال�س���جون. �نحن كاأ�سرى

ج���ولن عرب �س���وريين جمعن���ا الهم الوطن���ي، فقد كنا جميع���ا �معن���ا الرفيق مدحت

ال�س���الح �س���ركاء في الن�س���ال من اجل كرامة �حرية جولننا. ��س���ركاء في الم�سير

�الهدف �الحلم �الآمال �التطلعات ال�سخ�س���ية �الوطنية �الإن�س���انية. لقد ا ان�س���وينا

تحت راية المقا�مة الم�سلحة، �الن�سال الجماهيري على ال�ساحة الجولنية، �ا�ستركنا

ف���ي عدة عمليات للمقا�مة، حتى مرحلة العتقال، ثم خ�س���نا معارك �جودنا، الوطني

�الن�س���الي �الإن�س���اني، عبر رحلة العتقال الطويلة �الأليمة. اإن �جود ع�سرات الرفاق

�مئات ال�س���دقاء، الذين ينا�س���لون من اجل رفع معاناتك، �المطالبة بالفراج عنك،

�تخفيف �طاأة العتقال �لد لدينا �س���عورا بالمان �الراحة، ��س���اهم في رفع معنوياتنا

على اإننا ل�س���نا �حدنا في المعركة فهناك الع�س���رات �المئات من الرفاق معنا. مدحت

ال�س���الح اأ�س���وة بباقي الرق���اق �ع�س���رات المئات م���ن المدافعين عن حقوق الأ�س���رى

�المعتقلين، هذا يجعلنا نتم�سك باأيماننا، �يخفف من �سدة ال�سغوطات �العقوبات التي

تفر�سها اإدارة ال�سجون علينا كاأ�سرى. الرفيق ال�سديق مدحت ال�سالح رفيق لم نعرفه

�سوى ثابتا على ايمانه، �را�سخا في مواقفه، التي ا�ستاق جدا الى م�ساك�سته بها كثيرا.

�ل�س�ؤ�ل �ل�سابع:

بم��اذ� ت�سف �سع���رك و�أن��ت ت�ستقبل ��ستقب��ال �لأبطال من قب��ل �أبناء

�لج�لن، وخا�سة لحظة ترى فيها منزل و�لدك، �لذي ترعرعت فيه على

حب �ل�طن و�لذود عن حماه؟

للحظ���ات طويل���ة كنت احب����ض دموعي، بعد غياب 20 �س���نه ها اأنا م���رة اأخرى اعبر

فوق تراب الجولن ال�س���وري المقد�ض. لم اأتمالك نف�س���ي حين �س���معت �س���وت اأخ�ساب

ج�س���ر بنات يعقوب تهتف تحت عجالت ال�س���يارة التي كانت تقلني ففا�ست الدموع من

عيون���ي لأني �س���دقت اأخيرا حلم���ي الذي طال ل� 20 �س���نه �حين التقي���ت بعيون الآلف

الذي���ن انتظر�ن���ي بكيت ثاني���ة لن رفاقي الذين حلم���ت معهم اأن نكون �س���وية في مثل

هذه اللحظة لي�س���وا معي »هل علينا دائما اأن نخت�سر �سيئا من الحلم لنبكي حين يجب

اأن نفرح؟ اإلى متى �س���تظل �س���حكتنا مبتورة«، �في حالتي فان �س���حكتي مبتورة مرتين

لغي���اب رفاق���ي �لني لن اأتمكن من معانق���ة اأ� تقبيل اأي �احد من اأ�س���دقائي اأ� اأخوتي

اأ� اأي اإن�س���ان اأتى فقط ليقول �س���يئا، ب�س���بب المر�ض الذي اأ�س���ابني. ان تكريم الهل

ف���ي الج���ولن، �احتفالهم بتحرري م���ن المعتقالت ال�س���رائيلية، ه���و تكريم لظاهرة

�سيا�س���ية �طنية اأخالقية من الدرجة العليا، تلك الظاهرة التي مثلها المئات من قافلة

ال�سرى �المعتقلين منذ �سنوات الحتالل ال�لى في الجولن. ان هذا التكريم هو لي�ض

�سخ�س���يا، بقدر ما ه���و تكريم لهذه الظاهرة الخالقية ال�س���امية، ظاه���رة العتقال،

�ظاهرة المقا�مة التي حتما يجب ان تدخل في الوعي الوطني �الجتماعي �ال�سيا�س���ي

لكافة ابناء �سعبنا في المحتل من الجولن �كافة انحاء الوطن ال�سوري الحبيب.

�ل�س�ؤ�ل �لثامن:

عندم��ا و�سلك نباأ �لإفر�ج عنك، بماذ� �سعرت؟ وهل تحن �لى رفاقك في

�لمعتقلت �لذين ل يز�ل�ن تحت قب�سة �ل�سجان؟

هن���اك حين تم نقلي اإلى م�ست�س���فى رمبام، بمرافقة حرا�ض ال�س���جن، لم اكن اعلم

ماذا يد�ر خارج الق�س���بان، بعد اأن ا�س���تطاع الأهل �الرفاق من زيارتي بالم�ست�س���فى،

علمت منهم انهم اأطلقوا حملة قانونية �اإعالمية لالإفراج عني. لم اكن اأتوقع اأن يحدث

هذا الأمر ب�سرعة مذهلة، كنت ا�ستمع اإلى �عوداتهم �تحركاتهم �ات�سالتهم العديدة،

لكنني في داخلي كنت على قدر كبير من ال�س���ك في ا�س���تجابة ال�س���لطات الإ�س���رائيلية

لطل���ب الإف���راج عن���ي، الذي تق���دم به محام���و الدفاع، �ه���ذا يعود لع�س���رات التجارب

�الحالت التي رف�سها الإ�سرائيليون لمعتقلين اآخرين .

لك���ن حين اقتحم غرفة الم�س���فى رفيق درب���ي �زنزانتي ايمن ابو جب���ل، �في عيونه

التي �س���اخت قبل موعدها غيوم تنتظر لفتة مني لتمطر على ج�س���دي ��جهي �ر�حي،

كلماته الأ�لى ��سط دموعه المنهمرة �غير اآبه لوجود ال�سجانين �اأفراد ال�سرطة الذين

تفاجئ���وا م���ن هذا القتح���ام »هايل انت�س���رنا، اأنت حر، حر«!!! »�س���مني اإلى �س���دره

الداف���ئ مبلال خ���د�دي بدمعه، �على بعد خطوة �احده �قف �رائه رفيق زنزانتي الآخر

كنج ابو �س���الح، ال���ذي اخفى عينيه عن ناظ���ري، ربما لأنه كان يح���ا�ل اأن يخبئ �راء

كفه تعب �س���نين طويلة، �ربما لن عيوني متعبة لم اأتمكن من ر�ؤية مالمح �جهه، لكني

كنت ا�س���مع لهفته �هو ي�س���هق من فرح غير ملمو�ض لي منذ �سنوات ...كان ذلك للحظة

ثم بداأت اأ�س���عر بال�س���يق.. برغبة اأن ا�سرخ كاأني ل ا�س���دق، فما زالت �سال�سل القيود

تنه����ض ي���دي �رجلي، �ما زال ظل ال�س���جان اأمام �جهي على بعد هم�س���ه ي�س���غي لهذه

ال�س���ور، �هو م�ستت ي�سمع انت�س���ارنا في المعركة الق�س���ائية التي �سهدتها المحكمة،

حيث خا�س���ها المحاميان نبيه خنجر �مجد اأبو �س���الح، �هذا ال�س���جان ل يعرف �سيء

عما يد�ر. �اأنا بداأت ا�س���عر بالغ�س���ب اإذا تحررت، فلماذا ما زالت يدي الحرة مقيدة،

�لماذا ل يخرج ال�سجان - الغير مرغوب به- من هذه الغرفة في م�ست�سفى رمبام. لقد

�س���تغرقهم الأمر اأكثر من اأربع �ساعات، ليتاأكد�ا من قادتهم �اإدارة ال�سجون، اأنني قد

تح���ررت فعال منهم. �اأنا لن اأتحرر من عبء انتظار رفاقي هناك في الأ�س���ر اإل ر�ؤيتي

لهم جميعا هنا معي، �لكن لن اغفر »لأحد بما فيهم نف�سي »اإن رايتهم ي�سلون اإلى مثل

الحالة التي ��سلتها، �تحررت بموجبها من العتقال، اإ�سابتي ب�سرطان الدم. اأقول اإذا

ا�س���تمر ن�س���يانهم كما هو الآن اأخ�س���ى اأن يحررهم المر�ض »اإن ن�سيانهم ل يقل ب�ساعة

عن الأ�سر نف�سه.

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

Page 13: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

بعد 23 �س���نة ق�ساها في �سجون الإحتالل الإ�سرائيلي، عاني خاللها مرارات الأ�سر

�اآلم �سل�س���لة من الأمرا�ض )المعدة �المفا�س���ل �تاآكل العظام �اأ�جاع الظهر، ف�س���ال

عن داء ع�س���ال(، نجمت في الإجمال عن ظر�ف احتجاز بربرية، ا�س���تجابت �سلطات

الإحتالل اإلي التقارير الطبية الخطيرة التي قدمها المحامي مجد كمال، فاأفرجت عن

الأ�س���ير ال�سوري الجولني �سيطان نمر الولي )42 �سنة(، مخت�سرة بذلك اأربع �سنوات

فق���ط من م���دة حكمه. �كان الولي ق���د اعتقل يوم 1985/8/23، بتهمة الم�س���اركة في

تاأ�س���ي�ض حركة المقا�مة �س���د الحتالل الإ�س���رائيلي، �هو من اأبناء بلدة مجدل �سم�ض

البديعة العريقة، �اأحد اأبرز الأ�سماء في �سفوة من ال�سوريين الجولنيين الأ�سري )ب�سر

المقت، �س���دقي المقت، كميل خاطر، �سام �سم�ض، محمد عبد� �سمالي، �ئام عما�سة،

جولن اأبو خير، لوؤي مرعي، نديم ق�سماني، عا�سم الولي، محمود الخطيب…(.

�اإذ اأهنئ ابن بلدي بمالقاة الأهل �ال�س���حب �الحرية، متمنيا له ال�سفاء �العافية،

�اثقا من اأن ت�س���حيات اأمثاله لم تذهب هدرا، �لن تكف عن �سناعة الأمثولة، �تر�سيخ

الجولن ال�س���ليب في �س���ميم الوجدان الوطني ال�س���وري؛ فاإني ل�س���ت علي الثقة ذاتها

م���ن اأن النظام ال���ذي يحكم بلدنا �س���وف يحفظ القيم���ة ال�سيا�س���ية �الأخالقية لهذه

الت�س���حيات، حين �س���يفا��ض، ثم يقبل، ما �ستعر�س���ه عليه الد�لة العبرية من اأرا�ض في

الج���ولن. �الأرجح اأن بلدات �قري �ينابيع �مزارع �ب�س���اتين الج���ولن لن تعود تماما اإلي

اأهل الجولن الذين كانوا هناك قبل ال�ساد�ض من حزيران )يونيو( 1967، حتي اإذا رفرف

العلم ال�س���وري في ما �س���تطلق عليه اآلة اإعالم النظام �س���فة الأرا�س���ي المح���ررة . �هذا

الإفترا�ض الأليم ينه�ض علي حقيقة ب�س���يطة قا�س���ية تقول اإن الجولن �س���وف يكون اإقليما

منز�ع ال�سالح �منز�ع الحياة في اآن معا: م�ساحات من ال�No Man’s Land، مقفرة

اإل من عنا�سر حفظ �مراقبة ال�سالم .

�للمرء، في هذا ال�س���دد، اأن يتخيل ما ي�س���به المعجزات ال�سوريالية في اإدارة الجولن

ما بعد اأي اإتفاقية �سالم �سورية � اإ�سرائيلية، كاأن ت�سير الأر�ض �سورية د�ن اأن تعود تماما

اإلي ال�س���يادة ال�س���ورية؛ �اأن تنتقل مواقع مثل جبل ال�س���يخ � تل اأبو الندي � تل الفر�ض اإلي

�س���ورية اإ�س���ما فقط، علي اأن تكون تحت التد�ي���ل الأمريكي اأ� الياباني اأ� الفرن�س���ي. هذه

درر الجولن الأهم �س���تراتيجيا، �بافترا�ض اأن اإ�سرائيل �سوف تتنازل عنها تحت اأي ثمن،

فاإن المع�س���لة لن تتوقف عند اإ�سرار الإ�س���رائيليين علي تحييدها �تجريدها من ال�سالح

���س���عها في قب�س���ة فريق ثالث �س���امن �حليف، بل علي اأن توا�س���ل هذه الجبال �التالل

خدمة الأمن الإ�سرائيلي.

�لدين���ا مث���ال مدينة القنيط���رة، التي حررت ، بعد توقيع اتفاقية �سع�س���ع �س���نة 1974،

�لكنها بقيت مدينة اأطالل �خرائب �اأ�س���باح، تماما كما تركتها القوات الإ�س���رائيلية عند

الإن�س���حاب منها �ت�سليمها اإلي ال�سيادة ال�س���ورية. �قد يجهل الكثير�ن اأن اأبناء القنيطرة

ممنوعون من زيارتها، لأ�سباب اأمنية �ع�سكرية كما يقال، �ز�ارها الوحيد�ن كانوا �سيوف

�سورية الر�سميين العرب �الأجانب، الذين كان النظام ي�ستطيب ا�سطحابهم اإلي المدينة

ال�سهيدة لكي ي�سهد�ا علي البربرية الإ�سرائيلية، �لكي يتبرعوا، �اهلل يحب المح�سنين!

الق���ري الأخري التي اأعادتها الد�لة العبرية اإلي �س���ورية بموجب اتفاقية �سع�س���ع، مثل

الرفي���د � خ���ان اأرنب���ة � نبع الفوار � مزرعة بي���ت جان ، ل تقطنها اليوم �س���وي اأعداد من

ال�سكان تقدر اأحيانا بالمئات �لي�ض بالآلف. �في ظل غياب اأي برنامج لإعادة اإعمار قري

الجولن المحررة هذه، لم يبق اأمام ع�س���رات الآلف من النازحين �سوي خيار الإ�ستيطان

)نع���م، �ل منا�ض من ا�س���تخدام هذه المفردة!( في مخيمات �مدن �س���فيح علي هوام�ض

العا�س���مة ال�س���ورية. �لق���د مر زمن كانت فيه اأحي���اء كاملة، مثل ب���رزة � جرمانا ، موطنا

للنازحين من الجولن.

�في منا�س���بة اإطالق �سراح �س���يطان الولي، ابن مجدل �سم�ض، اأ�ستعيد حكاية �سبق لي

اأن �س���ردتها اأ�اخ���ر الع���ام 1999، حين لح اأن اتفاقية �س���ورية � اإ�س���رائيلية تطبخ علي نار

هادئة، �قد تن�س���ج في اأي �قت قريب، اآنذاك. ففي اأ�اخر ال�س���بعينيات، �بحكم عملي مع

الأمم المتحدة حينئذ، اأتيحت لي فر�س���ة ن�سف �سهرية لالإطالل علي مجدل �سم�ض، من

خ���الل الطق�ض العجي���ب الذي يدعي لقاء العائالت ، �الذي ت�س���رف عل���ي تنظيمه )حتي

اليوم( قوات الف�س���ل �ال�س���ليب الأحمر الد�لي. كان اأبناء البلدة المحتلة يحت�سد�ن علي

اأطرافها ال�س���فلية، حاملين مكبرات ال�س���وت اليد�ية، فيتحا�ر�ن مع اأهلهم المحت�سدين

علي اله�سبة الثانية المواجهة في الأر�ض ال�سورية، �تختلط

المو�سوعات �الأخبار �الحكايا �الهموم، �يتحول الم�س�����هد

اإل���ي جوقة �س���وتية معق���������دة ل ي�س���تطيع فرزه���ا �التقاط

تفا�سيلها �سوي المعني بالجملة المنطوقة علي الجانبين.

�لكن كان يحدث اأن تتوقف الأ�سوات بغتة، �تحل محلها

اأهز�ج���ة م�س���تركة توؤديها الن�س���اء علي الطريق���ة الدرزية

الفري���دة. �ذات م���رة �س���األني �س���ابط نم�س���ا�ي، كان ق���د

ان�س���م حديثا اإلي قوات الف�سل: لماذا ي�س�����در�ن اأ�سوات

الفرح هذه فجاأة ؟ فاأجبته: كلما زفت اأ�س���رة الب�س���ري باأن

اأح���د اأبنائها بلغ �س���ن الر�س���د، �اأحرق الهوية الإ�س���رائيلية

ف���ي احتف���ال جماعي اأق���رب اإلي تد�س���ين ط���ور الرجولة .

اآنذاك اأطرق ال�س���ابط النم�س���ا�ي، ثم غام���ر بالتخلي عن

الحياد الدبلوما�س���ي المفر��ض عليه، �قال: اأي غباء يجعل

الإ�سرائيليين يعتقد�ن اأن في ��سعهم تقوي�ض هذه الر�ح؟ .

�سبحي حديدي

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

روح �سيطان �ل�لي

�هو الذي �س���ير�ي لنا كيف تدرب على الإقامة الطويلة في ذلك الليل الموح�ض

د�ن اأن يفق���د الر�ؤي���ا ت���اركا لالأر����ض اأن تجري في دمه، �ال�س���ماء تمل���ي عليه كل

الكلمات.

�هو الطليق في الأبي�ض ملفوفا بالعكوب �الزنبق �هواء الجليل، ل يوجعه الموت

كاأنه �س���فة من �س���فات الحياة �اللقاءات الدائمة، �نجمة ظل���ت تد�ر في المجرة

�عادت ر�حا تحلق باأحالم المحر�مين �المعذبين، م�سد�دة الى طاقة من الإن�ساد

تاأخذه الى ب�ساتين معلقة فوق الغيوم.

�س���يطان الولي �داعا، اأيها الأ�س���ير العري�ض الجليلي القادم من �س���احة �سلطان

با�س���ا الأطر�ض الى �س���احة الإ�سراء �المعراج، علما ��س���وتا �ناطقا با�سم ال�سهيد

�الآيات �الأ�سرى �المالئكة الم�س���لوبين على كتفيك قتلى �مجر�حين ��سابرين

يدقون في ج�سدك بوابات الحديد.

�سيطان الولي �داعا، اأيها المقتول بالقهر علنا، �قد �سبرت على حافة القيامة

طويال ريثما تنتهي اأن�س���ودة ع�سقالن، �يرحل ال�سجان من �عيك كي ت�سرب الماء

من ينابيع الجليل �ي�ستريح التاريخ في رئتيك.

توفي �س���يطان نمر الولي يوم الأحد 2011/4/24، عن عمر ناهز الخام�س���ة

�الأربعين، بعد �سراع طويل مع مر�ض ع�سال اأ�سابه خالل فترة اأ�سره التي امتدت

على 22 عاما.

عن م�قع �لقد�س

Page 14: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

�س- كم �أ�سير من �لج�لن �لمحتل ي�جد في �سج�ن �لحتلل �لإ�سر�ئيلي؟؟

ج- وهل ي�جد حقا �أ�سرى ج�لنيين في �سج�ن �لحتلل؟

ج- كيف يك�ن هناك �أ�سرى ول ي�جد مقاومة في �لج�لن؟

ج- �أنا �أعرف عدد �لمعتقلين �ل�س�ريين في �ل�سج�ن �ل�س�رية.

ج-�لج���لن؟ �أهلها يعي�س�ن �أف�سل منا، �سبابه��ا يدر�س�ن في دم�سق �ستاء، ويعمل�ن

في �إ�سر�ئيل �سيفا، معظم �أهل �لج�لن يحمل�ن �لجن�سية �لإ�سر�ئيلية!!!

ج- ..........�أنت تعملين مع �سركة “اأريبا” للت�سالت؟!!!

***

كان الن���داء الذي �جهه مركز الخيام لتاأهيل �س���حايا التعذيب م���ن اأجل اإنقاذ حياة

الأ�سير المحرر هايل اأبو زيد اأ�ائل هذا العام،بداية لإثارة ق�سية بقيت بعيدة عن دائرة

الهتم���ام �س���نوات طويلة..م���ع توجيه هذا النداء، تنب���ه كثير�ن اإلى �جود �س���وريين في

�س���جون الحتالل منذ حوالي العقدين، ده�ض كثير�ن لكون النداء موجه لجمع تبرعات

لأ�س���ير محرر من اأجل اإنقاذ حياته المهددة بالخطر .. رغم اأنه من البديهي اأن تتحمل

الد�لة م�سوؤ�لية هكذا ق�سية ل تحتمل التاأخير..�مع ذلك فلم تاأخذ رد�د الأفعال اأبعادا

اأكث���ر م���ن عدة مقالت م���ن قبل بع�ض الكت���اب ال�س���وريين، �القيام بعدد من الأن�س���طة

المتوا�سعة كاإر�سال ر�سائل الت�سامن لالأ�سرى..

�فيما �س���كل موؤخرا عدد من الن�س���طاء لجنة لدعم اأ�س���رى الج���ولن، انطلقت حملة

دعم اأهالي الأ�س���رى بالتعا�ن ما بين �س���ركة اأريبا لالت�س���الت ��زارة العمل �ال�س���وؤ�ن

الجتماعية، فيما اعتبره البع�ض بداية ا�س���تجابة لل�سجالت التي دارت حول اإهمال هذه

الق�سية على الم�ستويين الر�سمي �ال�سعبي..

يوجد حاليا اأحد ع�سر اأ�سيرا بينهم امراأة، في �سجون الحتالل، اأربعة منهم معتقلون

من���ذ ع���ام 1985 �البقية على فت���رات مختلفة منذ عام 1999 �حتى ع���ام 2003، �تترا�ح

�سنوات الحكم ما بين �سنتين �27 عاما..

بالإ�س���افة اإلى ت�س���عة معتقلين من قرية الغجر، تختلف النظرة اإليهم، ما بين كونهم

معتقلي���ن بتهم���ة التعا�ن مع ح���زب اهلل، �تز�ي���ده بالمعدات الع�س���كرية مقاب���ل تز�يد

الم�ستوطنين بالمخدرات، �ما بين كونهم اعتقلوا لأ�سباب جنائية ل اأكثر..

عب���ر عدد م���ن اللقاءات “اللكتر�نية” مع بع�ض الن�س���طاء �الأ�س���رى المحررين في

الجولن، حا�لنا اإلقاء ال�س���وء على ق�س���ية �طنية يعتقد اأنها مهمل���ة بامتياز..متنا�لين

على التوالي المحا�ر التالية: تعاطي كل من ال�سلطة الر�سمية �المجتمع المدني ال�سوري

مع ق�س���ية الجولن �اأ�س���راه، م���دى اإحاطة اأهل الجولن بالأ��س���اع الداخلية ال�س���ورية،

الموقف من مبادرة ابنة الجا�س���و�ض كوهين لتحرير الأ�س���رى، بالإ�س���افة اإلى جملة من

النقاط الأخرى ذات ال�سلة..

�لجن�سية غير معروفة!!

ي�ساع خطاأ باأن معظم اأهالي الجولن المحتل يحملون الجن�سية الإ�سرائيلية، كان من

نتائج ذلك اأن ا�ستثني الأ�سرى ال�سوريون من �سفقة تبادل الأ�سرى الأخيرة، بحجة اأنهم

يحملون الجن�س���ية الإ�سرائيلية..�قد ثار الكثير من اللغط حول هذا المو�سوع، فاإذا كان

ال�س���يد ن�س���ر اهلل ل يعلم تماما اأ��ساع الأ�سرى ال�س���وريين، فاأين د�ر الحكومة ال�سورية

في هذا المو�سوع...

تق���ول ال�س���يدة ليلى ال�س���فدي)*( ح���ول ه���ذه النقطة :”ربم���ا تكون ه���ذه الفكرة

الخاطئة لدى العديد من ال�س���وريين هي خير دليل على اأن ق�س���ية الجولن ق�سية مغيبة

�من�سية من �عي ال�سوريين، فلو علم ال�سوريون قليال عن تاريخ الجولن القريب، لو كان

هن���اك اهتمام اإعالمي حقيقي، لعرفوا اأن الإ�س���راب الذي قام به �س���كان الجولن عام

1982 �الذي ا�ستمر قرابة �ستة اأ�سهر قد جاء نتيجة لمحا�لة ال�سلطة الإ�سرائيلية فر�ض

الجن�سية الإ�س���رائيلية بالقوة على ال�سكان، �بالتالي فر�ض القوانين المتعلقة على حملة

الجن�س���ية �من اأخطرها الخدمة الإجبارية في الجي�ض الإ�سرائيلي، �قد حقق الإ�سراب

اأهدافه الأ�سا�س���ية، �ما يحمله الجولنيون الآن ه���و عبارة عن بطاقة تعريف فقط كتب

عليها في خانة الجن�س���ية: “الجن�س���ية غير معر�فة”!! �هي التي ت�س���كل لهم الكثير من

المعاناة في معامالتهم ال�سخ�س���ية �ال�س���فر خ�سو�سا، �بالن�س���بة لالإ�سرائيليين عرف

الجولنيون على اأنهم “مقيمين موؤقتين على اأر�ض اإ�سرائيل”.

اإن اعتقاد ال�سوريين �اللبنانيين �على راأ�سهم ال�سيخ “ح�سن ن�سراهلل” الأمين العام

لحزب اهلل اأن العرب ال�سوريين في الجولن يحملون الجن�سية الإ�سرائيلية هو اكبر �سفعة

تلقاها الجولنيون خالل م�س���يرة ن�س���الهم، �قد كان لهذه ال�س���فعة �قعها الخا�ض على

الأ�س���رى تحديدا، �الذين �هبوا اأجمل �س���نيهم في �س���بيل تر�س���يخ النتم���اء �دفاعا عن

الحرية، خا�س���ة اأن هذه الحجة اأتت في �س���ياق التبرير ل�س���تثنائهم من �س���فقة التبادل

الأخي���رة. اذكر الآن كلمة اأتت على ل�س���ان اح���د المقربين من الأ�س���رى حين قال: “بعد

هذه ال�س���فقة �س���عر الأ�سرى اأنهم بالفعل قد حكموا 27 عاما �لكن هذه المرة كان الحكم

�س���ادرا من دم�سق”. ل يعتب الأهالي هنا كثيرا على ن�سر اهلل فهو بالنهاية غير م�سوؤ�ل

عنهم، �قد حقق الكثير للبنانيين، بل يعتقد�ن اأن المذنب الأ�سا�سي هو الحكومة ال�سورية

�الت���ي كان م���ن المفتر�ض اأن تن�س���ق مع حزب اهلل في هذه ال�س���فقة. البع����ض يعتقد اأن

ا�س���تثناء اأ�س���رى الجولن من ال�س���فقة كان مق�س���ودا.. البع�ض ل ي�س���تبعد �جود رائحة

طائفية في الطبخة!!، ربما هناك جهات م�ستفيدة من بقائهم داخل الأ�سر، من المرجح

اأن بع�ض ال�سخ�سيات على م�ستوى �سغار الموظفين في الأمن �ال�ستطالع كانوا ي�سرقون

من الأموال القليلة التي تحول اإلى الأ�سرى. �من الموؤكد اأن الكبار غير مهتمين”.

في الجولن المحتل، اأخذ بع�ض الن�س���طاء �الأ�س���رى المحررين على عاتقهم ق�س���ية

اأ�س���راهم، �هي في النهاية جهود فردية قيمة لكنها بالتاأكيد غير كافية، فيما عدا ذلك

يوجد لجنة �احدة هناك تهتم بهذه الق�س���ية هي لجنة دعم الأ�س���رى �المعتقلين..تقول

ليلى عن فعالية هذه اللجنة: “هي موؤ�س�سة اأهلية ت�سكلت ا�ستمرارا لعمل اللجان ال�سابقة

التي قامت بمتابعة الأ�س���رى منذ 1967�ت�سم اأ�س���رى محررين � قوى �طنية �اجتماعية

�ت�س���كلت في العام 1998�هي تعمل بالتن�س���يق مع موؤ�س�سات فل�س���طينية �لبنانية ��سورية

�د�لية مهتمة بق�سايا حقوق الإن�سان �موؤ�س�سات اإ�سرائيلية اأي�سا، اأما عن مدى فعاليتها

فهي كاأي موؤ�س�س���ة اأهلية تطوعية في القرية محكومة بمزاجية اأع�سائها اأ�ل، �بمزاجية

الأهالي ثانيا، من الممكن لأمور �سخ�س���ية كثيرة اإن ت�سجع هذه اللجنة �في نف�ض الوقت

لأ�س���باب غير مو�س���وعية اأن تقل���ب كل الموازين �ينقلب الت�س���جيع اإلى معار�س���ة �عدم

اعتراف، كل هذه الأمور تعيق فعالية اللجنة �تحددها.

من الممكن اأن يعمل مع اللجنة محامي ن�سيط �يوفر الكثير من الخدمات �الت�سهيالت

لالأ�س���رى اأ� اآخ���ر مهمل ف���ال تعمل، �لكن يبق���ى لوجودها اأث���را معنويا عل���ى الأقل لدى

الأ�سرى اأنف�سهم”.

هذا عن التعاطي مع الق�س���ية من داخل الجولن المحتل..اأما عن ال�س���لطة ال�س���ورية

�المجتمع المدني حديث الن�ساأة، فللحديث �سجون اأخرى..

�سدر �لقر�ر من دم�سق..!!...

يقول الأ�س���ير المحرر يا�س���ر خنجر “بداأت ا�سدق تماما ما ي�س���دقه كل المواطنين

ال�س���وريين في الكل المحرر من الوطن ال�س���وري اأن ل حقيقة لدعاء البع�ض اأن الجولن

م���ا يزال محت���ال. لقد تحرر الجولن منذ اأكث���ر من ثالثين عام. اإنها محا�لة مك�س���وفة

لالإ�ساءة اإلى القيادة الحكيمة في دم�سق.

اعني اأن القيادة ال�س���ورية ل تقي���م اأي عالقة مع الجولنيين في الجولن المحتل عدا

النموذج ال�سيئ “للف�س���ادين” مما جعلني ا�سدق ر�اية اأن الجولن قد تحرر �اأ�ساأل من

اأنا اإذن؟ اإذا كانت األقيادة ل تراني اإل من خالل الت�سفيق �اأ�سوات بع�ض رجالها الذين

ل يهتمون اإل بذ�اتهم المتخمة فاأنا حقا ل�ست موجودا �اقر بتحرر الجولن.

لقد كان ينبغي اأن ترانا القيادة في دم�س���ق م�س���ر�عا ن�ساليا �اجتماعيا �ان تمالأ كل

هذا الفراغ الذي يعي�سه اأبناء الجولن المحتل ل اأن تترك الجولن لم�ساريع “ال�سرلة”

التي باتت تغل في ال�س���باب اأكثر �اأكثر لتزاحم �س���راخ المقا�مين لي�ض لن ال�سباب غير

مت�س���امن مع األحالة الوطنية �لكن لأنه �س���ار يفتقد لل�س���ند �يوؤرقه ال�س���وؤال: لأي �سبب

ن�س���حي �نقا�م؟ لقد �س���وه تجاهل القيادة لهمومنا كل مفاهيم الجيل ال�س���اب، ت�سوهت

�سورة األمقا�مه �الت�سحية. هذا بكل تاأكيد مبرر غير مقنع لي لأني اأرى الفارق الوا�سح

م���ا بين “�طن” و”اأ�س���خا�ض” حتى �ان كانوا في موقع المفاتي���ح �القرار �لكن الفراغ

�س�ري�ن..و�أ�سرى... وج�لن

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

Page 15: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

الج���ولن المحت���ل لتقل اأهمية عن اأي ق�س���ايا م�س���يرية �ا�س���تراتيجية �طنية �س���ورية

محلي���ة ا� عربية اقليميه، اإن الأر�ض ال�س���ورية المحتلة ابتلي���ت بعدة �يالت اأبرزها كان

خ�س���وعها م���ن جديد اإلى احت���الل اأجنب���ي متغطر�ض،دخل الأر�ض ال�س���ورية �هو يحمل

م�سر�عا �سيا�سيا �ا�ستيطانيا �اقت�ساديا �ا�سحا تم الإعداد له قبل عد�ان حزيران عام

1967 ب�س���نوات كثيرة، �قد ترجم هذا الم�س���ر�ع على ار�ض الواقع حين احتلت اإ�سرائيل

الجولن، �ما زالت متم�سكة فيه، بعد اأكثر من ثمانية �ثالثون عاما على احتالله من اجل

تعزيز م�س���ر�عها في ال�سيطرة على الأر�ض �ثر�اتها، �التو�س���ع الجغرافي �ال�ستيطان

الب�س���ري على اأ�سا�ض مكانته ال�ستراتيجية بالن�سبة للد�لة العبرية “ عيون الد�لة “كما

يطلق عليه قادة اإ�س���رائيل الع�س���كريين. تحا�ل اإ�سرائيل رغم مر�ر ثمانية �ثالثون عاما

على احتاللها للجولن تهجير من تبقى من �س���كانه الأ�س���ليين البال���غ عددهم اليوم 20

األف ن�سمة، اأ� باأ�سواأ الأحوال تطويعهم �تجنيدهم،� دمجهم بالمجتمع المدني �الإداري

�الق�س���ائي �القت�س���ادي الإ�س���رائيلي، عن طري���ق فر�ض الجن�س���ية الإ�س���رائيلية على

اأبناء الجولن، �م�س���ادرة اأرا�سيهم �اقتالع اأ�س���جارهم، �ربطهم بالعجلة القت�سادية

�الثقافية �الجتماعية الإ�سرائيلية.

لكن ا�س���د الويالت التي عان���ى منها الجولن على مدار كل تلك ال�س���نوات كان غيابه

الكامل عن الوعي �الإدراك ال�سوري ر�سميا ��سعبيا، �اقت�سار �جوده فقط على ا�ستح�سار

ا�س���مه ��س���مود اأهله في بيانات موؤتمرات القمم العربية، �الإ�سالمية �اجتماعات �زراء

الخارجية العرب، �الحتفالت الر�س���مية، حتى الموؤ�س�سات الثقافية �الفنية �الإعالمية

ال�س���ورية الر�س���مية كانت �سريكة لهذا الإهمال �التنا�س���ي عن الق�سية الوطنية ال�سورية

في الجولن، اإن ا�ستح�سار الجولن في فترات متباعدة لي�ض ذي �ساأن كبير �مهم. حين

نتحدث عن الإن�سان ال�سوري في الجولن اإن�سانا، �سطر اأر�ع مالحم البطولة �ال�سمود،

في �جه د�لة معتدية عاتية، تتعامل بالحقد �الكراهية �العن�سرية �الظلم �ال�سطهاد،

�م�س���ادرة اأدنى حقوق الإن�سان، اإن�سان كان �س���دره عاريا في مواجهة جي�ض الحتالل،

�م�س���اريع �سيا�س���ية كب���رى، كانت لو تحققت �ست�س���كل خط���را على امن �م�س���ير لي�ض

الجولن ��سوريا فح�سب �اإنما د�ل المنطقة جميعها.

اأما هايل ح�سين ابو جبل)***(..

فيرى اأن” ال�س���لطة ال�سورية هي �س���لطتنا الوطنية �هي �س���احبة ال�سيادة على ار�ض

الجولن، �تتعاطى هذه ال�س���لطة مع ق�س���ية الجولن ب�س���يء فيه الكثير من عدم الدراية

لما ح�س���ل �يح�س���ل عندنا، �ان دل ذلك على �س���يء فاإنما يدل على انه ل يوجد توا�سل

بين ال�س���لطتين الأمنية �ال�سيا�سية، اهتمام ال�س���لطة الأمنية من�سب على” من مع �من

�سد، من يحب �من ل يحب، �من موالي لنا، �لي�ض للقطر” لأنهم يعلمون جيدا اأن اأبناء

الجولن مع �طنهم قلبا �قالبا، �مع الأ�س���ف ال�سديد �جد في الجولن اأ�سخا�ض بع�سهم

جديد على �س���احة الن�سال يت�س���ا�قون مع هذا التفكير �الأ�سلوب. اأما ال�سلطة ال�سيا�سية

فاإل���ى حين لم يكن لديها معرفة اأن هناك الع�س���رات بل المئات من اأبناء الجولن �قفوا

�س���د الحتالل منذ اليوم الأ�ل، اعتقلوا ��س���جنوا بع�سهم ل�سنوات طويلة �كان ن�سالهم

في مرحلة �س���عبة، كان العد� يومها يح�س���ي اأنفا�ض الوطنيي���ن، بع�ض اأبناء الجولن ما

زالوا في المعتقالت ال�سهيونية حتى يومنا هذا.

اأما اهتمام المجتمع المدني �المعار�سة، ل اثر لتعاطيها مع ق�سية الجولن عامة، �مع

ق�سية الأ�سرى خا�سة،لن تعاطيها قليل جدا �ل يترك الأثر المطلوب عند اأبناء الجولن

المحتل، قد يعود �س���بب عدم الهتمام اإلى تهمي�ض �اقعنا الن�س���الي في ��سائل اإعالمنا

الوطنية،�اقت�سار ذلك على بع�ض المنا�سبات الوطنية، التي تقام على خط �قف اإطالق

الن���ار، اأما باقي الن�س���اطات �المنا�س���بات الوطنية التي تحدث في الج���ولن، تتجاهلها

��سائل اأعالمنا �خ�سو�سا الف�س���ائية ال�سورية،�اخت�سار عالقاتها مع اأفراد �اأ�سخا�ض

لي�ض لهم التاأثير المطلوب في حركة ال�سارع الن�سالية في الجولن المحتل”.

اأما ليلى فتقول: “ حيرني ال�س���وؤال قلي���ال فحقيقة لم اعرف هل اأبداأ من يوم الجمعة

الما�سية �اأقيم هذه “ال�سحوة”، اأم ابداأ منذ عام 1967؟

باخت�سار تعاطي ال�سلطة ال�سورية مع ق�سية الجولن كان تعاطيا -اإذا اأردنا اأن نهذب

كلماتنا قليال- نقول خجول جدا.

الجولن كان من�س���يا حتى عام 1981 �هو تاريخ �س���م الكني�ست ال�سرائيلية مرتفعات

الجولن �ما تاله من اإ�سراب في عام 82 �الذي جاء ردا على محا�لة فر�ض قانون ال�سم

�الجن�س���ية ال�س���رائيلية على المواطنين، خالل هذا الإ�س���راب �بعده تذكرت ال�س���لطة

ال�س���ورية اأن هناك جولنا محت���ال، �بداأ الجولن يظهر على �سا�س���ة التلفزيون من �قت

لآخر، �لكنه لم يدخل اإلى بيت المواطن ال�س���وري ��س���ميره، اأنا كنت في �سوريا في هذه

الفترة )�بالمنا�س���بة اأنا من �س���هبا في ال�س���ويداء(، اأذكر اأنني تعرفت على الجولن من

خالل اأغاني الفنان �س���ميح �سقير )�التي ل ي�سمعها اإل قلة من ال�سوريين(، ل اأذكر اأننا

تعلمنا في مدار�س���نا عن الجولن، �ل اأقمنا ن�س���اطا لدعم الجولن �ل �س���اهمنا في اأية

مبادرة نحوه، اإل الزيارة ال�س���نوية اإلى موقع عين التينة في عيد الجالء �التي بداأت في

اأ�ا�س���ط الثمانينات �اأ�س���بحت تقليدا �س���نويا للترفيه �المرح. �ربما من ال�سعب اإخفاء

الطابع الطائفي لهذا الن�س���اط �الذي اقت�س���ر في غالب الأحيان على الطائفة الدرزية

ل اأكثر. �ل اعتقد اأنها ال�س���دفة التي جعلت الفنان �س���ميح �س���قير �حده من بين مغني

�س���وريا الكثر يغني للجولن، حتى العمل ال�س���ينمائي الوحيد الذي تنا�ل ق�س���ية الجولن

كان )درزيا( للمخرج غ�سان �سميط، في حين ا�ستخدم المخرج محمد مل�ض القنيطرة

تحدي���دا كبيئة جغرافية مالئمة لعر�ض �س���يرته الذاتية، ل اأعل���م اإن كان يعلم عن �جود

قرى اأخرى محتلة لم تحرر بعد.

المجتمع المدني ال�سوري.. الأحزاب، �الموؤ�س�سات المعار�سة لم اأ�سمع عنهم �سيئا...

اإل كاأفراد.. �احد اأ� اثنين.. ربما ثالثة..”

مع ذلك فليلى �جهت نداء اإلى الن�س���طاء ال�س���وريين في مقالة لها موؤخرا، من اأجل

اإعطاء اهتمام اأكبر لق�سية اأ�سرى الجولن المحتل:

“ ه���و ن���داء لل���ذات قبل كل �س���يء، في مجتمع �س���ار التفكير بال�س���اأن العام تهمة يحا�س���ب عليها المواطن �س���واء كان في الوطن اأ� هنا في الجولن، كان لبد من اإطالق

نداء يتجا�ز همومنا قليال �يذكرنا قبل غيرنا باأهم ق�سايانا “ق�سية الأ�سرى”.

لي�ض المطلوب فقط الم�ساعدة في ق�سية الأ�سرى، المطلوب تذكر ق�سية الجولن عموما،

الحاج �سالح. يا�سين اأن تترك لنظام من�سغل بذاته” كما قال اأكبر من “الجولن ق�سية الحتالل قارب العقد الرابع �مثقفوا �نا�س���طوا �س���وريا لم يعرفوا بنا، ربما من �س���نة

�اح���دة فقط عرفنا البع�ض، �لك���ن الكثير�ن لم يعرفوا بعد.. رغم اجتهادهم ال�س���ديد

ج���دا جدا بق�س����ض التاريخ البعي���د �تخيالته���م �فانتازياتهم....، فم���اذا تريديني اأن

اطلب من ن�سطاء �منظمات لم يقارب اهتمامها حد�د المعرفة؟؟!

اأقول لن�سطاء �سوريا فقط اعرفونا... تذكر�نا... �اأنتم �ستحدد�ن �سقف اإمكانياتكم،

هذا اإن كان الجولن ي�ستحق �قفة بنظركم”.

�للراأي الآخر هنا ن�س���يب اآي�س���ا..يقول الأ�س���ير المحرر عماد �س���امي المرعي “اإن

العالقة ال�سورية على ال�سعيد الر�سمي اأ� ال�سعبي بكل اأطيافه هي عالقة حبل الم�سيمة

ما بين الوطن الأم ككل �بين الجولن كجزء ل يتجزاأ من �سوريا �الوطن العربي... �مما

ل �س���ك فيه اأن الجولن كان دائما �اأبدا في �س���مير اأبناء �س���عبنا العربي ال�سوري كاأر�ض

غالية �س���لبت منه عام 1967... �منذ اأن احتل الجولن �حتى يومنا هذا ��س���عبنا ي�س���عى

ل�س���تعادة الجولن، عن طريق الحرب �س���ابقا اأ� عن طريق ال�س���لم بع���د موؤتمر مدريد.

اأما اإذا دخلنا اإلى تفا�س���يل العالقة المبا�س���رة مع الأهل في الجولن �مع الأ�سرى ب�سكل

خا�ض، فاني اأرى اأنها ات�س���مت دائما بالحركة �لكنها اأحيانا كانت بطيئة �غير ملمو�س���ة

بق���وة، �للحقيقة فقد ارتبطت بوتيرة التطورات �الإحداث الجارية على �س���عيد الجولن

المحتل ذاته. فوتيرة هذه الإحداث �نوعيتها عك�س���ت نف�س���ها ب�سكل مبا�سر على م�ستوى

تفاع���ل الوطن الأم �الجه���ات �الأفراد الذين كلفوا مهمة متابع���ة ملف الجولن المحتل

�ق�ساياه.. فالعملية هنا هي هرمية �ان لم تكن قاعدة الهرم معنية �ن�سطة، فاأمر متوقع

اأن تكون الحركة في قمة الهرم بطيئة اأ� جامدة..

ف���ي الآ�ن���ة الأخيرة، �م���ع حالة التغير �التطوير التي تح�س���ل في الوط���ن الأم �التي

عك�س���ت نف�س���ها على الأه���ل بالجولن �عل���ى ملف الأ�س���رى تحديدا، اأ�س���بحت الأبواب

مفتوحة اأكثر اأمام المواطنين ال�س���وريين في الأر�ض المحتلة لتو�س���ل �س���وتها عاليا اإلى

ل بد اأن ي�س���غله حيز ما اإن لم ت�س���غله م�س���اريع الوطن �س���غلته مخططات الحتالل �هذا

م�سدر القلق الأ�سا�سي الذي يحثنا على مطالبة القيادة بت�سحيح هذه العالقة.

الأ�س���رى كحالة مميزه �لي�س���ت �حيده تعر�س���ت لالإهم���ال ذاته �لم يت���م النظر اإلى

تميزه���ا �ت���رك هذا القطاع م���ن المجتمع د�ن اأي م�س���اهمة �ل اعني اأب���دا اأن الإهمال

مقت�س���ر عل���ى الجوانب المالي���ة �التي هي اأخر همنا. اذكر بغ�س���ة �حرق���ة قاتله عدم

اهتمام القيادة بمو�سوع �سفقة التبادل مع حزب اهلل لدرجة اأن احد اأ�سدقائنا الأ�سرى

الفل�س���طينيين قال لنا يومها بنبرة موجعة “ل باأ�ض �س���در قرار جديد من المحكمة في

دم�سق اأن تكملوا بقية اأحكامكم”

�ساأبكي الأن

�سدر القرار من المحكمة في دم�سق

ثم اأين الإعالم ال�س���وري من ق�سايانا؟! األ ي�س���تحق الجولن �اأ�سراه �ساعة في اليوم

في الأ�س���بوع في ال�س���هر؟ ل نريد اإعالمنا مبنيا على ردة الفعل اأي انه ينتظر ا�ست�س���هاد

هايل اآخر ليتذكر�نا ب�س���ع دقائق ثم تخطفنا برامج ما زالت تجتر منذ ثالثين �س���نة اأ�

خ�سر راق�سة.

للتذكر فقط في مقابلة مع معا�نة �زير الخارجية ال�س���يدة بثينه �س���عبان تحدثت عن

الأ�سرى الفل�س���طينيين �اللبنانيين �لم يخطر ببالها اأن تذكر الأ�سرى ال�سوريين اأ�سرى

الج���ولن “ربما خجلت من���ا لأننا مدعاة للخجل؟” �في اإحدى مداخالته تحدث اأ�س���ير

لبنان���ي محرر �س���ديق عن الأ�س���رى �خ�ض بالذكر اأ�س���رى الجولن رغ���م ذلك حافظت

ال�س���يدة معا�ن���ة الوزير على خجلها �حيت فقط اأ�س���رى لبنان �فل�س���طين، هذه العالقة

التي توجعنا.

هذا ينطبق اأي�س���ا على موؤ�س�س���ات المجتمع المدني التي كان���ت مهملة تماما للجولن

كاأنه���ا �س���لمت باحتكار النظام لهذه العالق���ة نظرا لما تمثله من جوان���ب اأمنية. تعاطي

موؤ�س�س���ات المجتمع المدني �المعار�سة مع ق�س���ايانا هي اأي�سا هام�سيه �ل تم�ض العمق

“نعذرهم” لأننا نعرف ما يتعر�سون له �رغم ذلك يحا�لون الهتمام فنرى على �سبكات النترنت مثال تميز للمعار�سة على المواقع األر�سمية.

عندنا في الجولن خلط كبير جدا بين الوطن كمفهوم لعالقة ال�س���كان بالأر�ض �بين

الوط���ن كر�ؤية �سيا�س���ية، معظم ال�س���كان ل ير�ن الوطن ال�س���وري اإل م���ن خالل اأجهزة

الحكم، ف�سوريا هي الرئي�ض �الموؤ�س�سات األر�سميه �البقية تتمة اأي اأننا نرى األقيادة اأ�ل

ثم بقية تفا�س���يل الوطن، هذا قاد الكثيرين اإلى العتقاد اأن موؤ�س�سات المجتمع المدني

�كل اأطي���اف األمعار�س���ة هي نقي�ض ل”الوطن” هذه الر�ؤي���ة عززتها ادعاءات الحكومة

اأن المعار�س���ين عمالء �اأعداء لم�سلحة �سوريا �حمالت العتقالت لبع�ض المعار�سين

�طبعا ل ننكر اأبدا �جود مثل هذه األمعار�س���ة المتحالفة مع اأعداء �س���وريا �المحت�س���نة

من قبل اأمريكا �ندينها ب�س���كل كامل �نرف�س���ها �نرف�ض اأي عالقة معها لأنها اأ�ل �اآخرا

نقي����ض لنتمائن���ا �حريتن���ا �تاريخنا لكن لي�س���ت األمعار�س���ة كلها نقي����ض لل�”الوطن”

�حدهم حلفاء اأعدائنا نتبراأ منهم.

�بتقديري اأن الخلط بين �طن ��سيا�سيين اأ� جهاز حكم من اأكثر الأمور التي اأ�ساءت

لعالقتنا مع الوطن لن الغالبية ترى ب�س���كل �ا�س���ح التق�س���ير �الإهمال الر�سمي ف�سار

الوطن هو الذي يهملنا �ين�س���انا �ل يعتبر �جودنا كحالة ا�س���تثنائية “�ربما ل يب�س���رنا

اأ�سال” د�ن تحديد �ا�سح لمن هو المهمل �اعني األموؤ�س�سه األحاكمة.

يقول ال�ساعر الفل�س���طيني محمود در�ي�ض “يحبونني ميتا ليقولوا لقد كان منا �كان

لنا” بتنا ن�ستهي هذا الموت ليقول احد اأننا كنا له �كنا منه �ل�سنا “نكرة”.

في المو�سوع نف�سه يقول الأ�سير المحرر اأيمن اأبو جبل)**(:

“بداي���ة �ساأ�س���تهل جواب���ي على �س���وؤالك هذا، بان الق�س���ية الوطنية ال�س���ورية في

Page 16: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

العمل من اجل اإطالق �س���راح اأ�س���رانا، بتنا ل نرغب ب�س���يء اإل الحرية حريتهم اأ�ل ثم

تاأتي باقي التفا�سيل، لن نر�سى باأقل من الحرية بعد 20 �سنة ن�سيان. كنا نر�سى بن�ساط

كهذا لو انه لم يتوج كل هذا الإهمال. تمخ�س���ت 20 �س���نه فرك�سنا. ل. لي�سمعها الجميع

ل لكل �سيء اقل من الحرية.

قبل اأ�سهر قليلة كان من الممكن اأن تقنعنا حمالت الت�سامن اأما الآن �قد بداأنا ندفع

ثمن الإهمال �الن�س���يان من اأعمار رفاقنا الأ�س���رى، ال�س���هيد هايل هو بال �س���ك �سحية

الإهمال �هذا موجع جدا اأن ي�س���ترك ال�س���جان �الم�س���وؤ�لون في الوط���ن بعملية اغتيال

�احدة �الثنين نقي�ض. منذ اأن �سبق ال�سيف �اأنا ل اأ�ستطيع اأن اأفكر اإل باحتمال اأن يتابع

ال�سبق �ل ياأتي الت�سامن اإل على اأنقا�ض اأج�سادهم.

ل لمحا�ل���ة تكمي���م الأفواه هذه باأن نرك�ض �نغفر بالرك�ض كل هذا العمر الم�س���فوك

اإهمال �ن�س���يانا اإما اأن نقدم لهم الحرية اأ� اأن ننتظرهم �س���هداء �نكفنهم بعلم ل يليق

اإل باأمثالهم،

ثم اإننا ل نريد اأن يتحول الأ�سرى اإلى عبء على المواطن نريد لعالقتنا مع المواطنين

ال�س���وريين اأن تكون عالقة محبة �انتماء لما تمثله حالة الأ�س���رى من بعد اإن�ساني �طني

ثوري �لن نغفر الإهمال اأبدا اإل اإذا توج بحرية الأ�سرى.

ل. اإن اأ��س���اع عائالت الأ�س���رى ل تتطلب هذه األ” �سحذه” اأ��ساعهم لي�ست باأف�سل

ح���ال �لكن هنالك فارق بين األ”�س���حذه” �تحديدا من المواط���ن الذي اأنا على ثقة انه

بحالة اقت�س���ادية اأ�سواأ من حال اأهالي الأ�س���رى �بين تبني الم�ساريع التي من �ساأنها اأن

تع���زز د�ر الحركة الوطنية، اإننا نطالب الحكومة بتبني الأ�س���رى �عائالتهم ل اأن ترمي

هذا الحمل على جيوب المواطنين حر�سا منها على عدم اعترا�ض طريق ال�سرقة الذي

مثله في ال�سابق بع�ض قيادي جهاز ال�ستطالع، الأجدر اأن تفر�ض األد�لة هيبتها �تمار�ض

د�رها تجاه ق�ساياها ل اأن تزاحم المواطن على ال50 ليرة التي هي من حقه اأ�ل.

اإن عائالت الأ�س���رى بحالة قلق على م�س���تقبل اأبنائهم، اأ�ل قلق على حياتهم ثم قلق

على تفا�س���يل معي�س���تهم �تاأمينها، لن تجدي نفعا اأي محا�له لتاأمين هذا الم�ستقبل اإن

لم ن�س���من عودتهم اأ�ل ذلك اإننا نرف�ض الآن اأن يتذكر احد معي�س���ة الأ�س���رى �ين�س���ى

حياتهم األمهددة.

الحكومة ل تقدم للعائالت اأي م�ساعدة، هنالك فقط 100$ ت�سرف لالأ�سرى لتاأمين

م�س���تلزماتهم ال�س���ر�رية داخل المعتقل، طبعا هذا المبلغ يتعر�ض لل�سرقة! نعم �سدقوا

لل�س���رقة، �س���ابقا كان ي�س���ل من المبلغ ن�س���فه فقط 50$ �قبل اأكثر من عامين �س���در

مر�س���وم رئا�س���ي بموجبه ي�س���رف لالأ�س���رى 200$ �حتى الآن ل ي�سل اأي�س���ا اإل ن�سف

ه���ذا المبلغ 100$. هذا المبلغ لالأ�س���رى لي�ض لعائالتهم �هو مبلغ زهيد ن�س���بة لظر�ف

المعي�سة في د�لة الحتالل.

تقول ليلى: ح�س���رني هنا كالم م�س���حك مبكي لم

احد الأ�س���رى عندما علمت بحملة الت�س���امن الأخيرة

حيث قالت: “اأي الحمد هلل ياربي انو خبر�هون”

ل اع���رف اإذا كان اهتمام الأم بابنها بعد ع�س���رين

عاما من العذاب �الحرمان �منحه القليل من الحنان

�سينفع؟ ا� �سيكون دليال يثبت عدم �سحة الدعاءات،

ف���ي حي���ن ل���م يك���ن يطلب ط���وال ه���ذه ال�س���نوات اإل

العتراف به �تذكره �موا�ساته في اأ�سواأ الأحوال، �مع

هذا نبلع الغ�س���ة �نقول ع�س���ى اأن تك���ون هذه الحملة

بداية لن�س���اط �فعاليات ل تنتهي اإل بخر�ج الأ�س���رى

من معتقالتهم.

م���ن المبك���ر تقيي���م ه���ذه الفعالي���ة لأنها ل���م تنته

بعد �ل نعرف مدى ال�س���فافية المرافق���ة لعملية جمع

التبرعات �ما اإلى هنالك.. هذه نقطة، النقطة الثانية

مع انه من المهم اأن تكون هذه الحملة �س���عبية لتحفيز

الراأي العام �تذكير المواطن ال�سوري بق�سية الأ�سرى

ب�س���كل خا�ض �الجولن ب�س���كل عام، �لكن من الأهم اأن تكون هنالك خطوات موازية لها

�على م�ستوى عال من قبل ال�سلطة.

نعم الو�س���ع المادي لأهالي الأ�سرى بهذا ال�س���وء، �الحكومة لم تقدم غير القليل من

الم�ساعدات المادية لأهالي الأ�سرى.

ممكن اأن ننظر اإلى ال�سوؤال �الجواب بهذه ال�سطحية �لكن الأمر اأعمق من ذلك بكثير

لأنه لي�ض من ال�س���هل على اأهالي الأ�س���رى �الأ�سرى التكلم �ال�سكوى من الو�سع المادي،

�كوني محايدة قليال ا�س���تطيع التكلم بحرية رغم اأنني اأعلم اأن ق�سما من اأهالي الأ�سرى

�سيغ�س���بون مني. الو�سع القت�سادي لأهالي الأ�س���رى �لكثير من مواطني الجولن هذه

اليام �س���عب، م�س���ر�ف الأ�س���ير خالل فترة اأ�س���ره يقع على عاتق اأهله �عليهم تحويل

المبالغ الالزمة لهم �س���هريا، هذا من جهة.. �من جهة ثانية �هي الأهم اأن الأ�س���ير بعد

خر�جه من المعتقل بعد كل هذه ال�س���نوات م�س���طر لن يبداأ حياته من ال�س���فر، فعدا

عن ال�ستقبال الفرح �الدعم المعنوي من الأهالي ل يتلقى الأ�سير اأي دعم اآخر، �يجب

الأخ���ذ بعي���ن العتبار اأن الأ�س���ير الذي يخرج بع���د 12 اأو 20 اأو 27 عاما من الأ�س���ر يجد

�س���عوبة �س���ديدة في التاأقلم �تاأمين العمل �تاأمين لقمة العي�ض، غالبا ما يخرج الأ�س���ير

منهكا �يعاني من م�س���اكل �س���حية، اإن اأقل م���ا على �طنه �مجتمعه اأن يقدم له م�س���كنا

يليق به �اإن لم يكن فر�سة عمل منا�سبة فمبلغا منا�سبا ي�ستطيع اأن يبداأ به من جديد.

ايمن ابو جبل يقول: “كاأ�س���ير �س���ابق اأم�سى اثنتي ع�سر عاما من عمره داخل �سجون

الحتالل الإ�س���رائيلي، �كنا�س���ط من داخل الأر�ض ال�س���ورية المحتلة في الجولن، كنت

اأتمنى اأن ل يترافق تفعيل ال�س���ارع ال�سوري، �المواطن ال�سوري الب�سيط،) �هذا مطلوب

جدا ( باأي طلب منه لتقديم العون �الم�ساعدة المادية لالأ�سير اأ� ذ�يه، نحن ل نتحدث

عن دعم مادي فقط ت�س���تطيع الحكومة �ب�س���هولة جدا من توفيره �زيادته لالأ�سير داخل

المعتقل عبر ال�س���ليب الأحم���ر الد�لي، نحن ل نطلب اأن تكون اأ�س���كال الدعم فقط في

الجانب الإعالمي �المادي �المعنوي، نحن ل نتوقع اأ�سال اأن تبادر الهيئات القت�سادية

�الإعالمية �التجارية،اإلى م�س���اعدة �سكان الجولن ماديا من خالل اقتطاع مبلغ ب�سيط

جدا من جيبة المواطن ال�سوري، ربما يكون هو اأحوج اإليها منا، نحن هنا نطالب �نتمنى

�نحل���م �يحق لن���ا اأن نحلم بالطبع، اأن تر�س���د الأم���وال �الميزانيات م���ن كافة الهيئات

الحكومي���ة �ال�س���عبية �النقابي���ة �الثقافية �الريا�س���ية �التجارية، �اللج���ان �الجمعيات

�المنتديات ال�س���عبية، لتعزيز �س���مود الأهل ف���ي الأر�ض المحتلة عل���ى اختالف فئاتهم،

الأ�س���رى هم جزء �احد ��ا�س���ع، �المعلمين هم ج���زء، �المزارعين هم ج���زء، �العمال

�التجار، �الن�ساء، �الأطفال، �الأ�قاف الدينية، �الموؤ�س�سات القائمة المهنية �ال�سيا�سية

�الجتماعي���ة �الثقافي���ة هي جزء، هذه الأج���زاء هي الجولن كله، �جميعه���ا تحتاج اإلى

الدعم �الم�س���اعدة، لي�ض بم�س���اعدات تدفع لهم ب�سكل عيني عن طريق ال�سليب الأحمر

الموق���ع ال�س���حيح الذي ي�س���تطيع الهتم���ام اأكثر �ان يفع���ل القنوات �الآليات الأف�س���ل

�الأفيد لدعم الأهل في الجولن اإن كان على ال�سعيد الر�سمي اأ� ال�سعبي ...

�بالطبع لن نن�س���ى الحدث الجلل با�ست�س���هاد عميد الأ�سرى ال�سوريين في المعتقالت

ال�سهيونية، ال�سهيد هايل اأبو زيد الذي اأعطى با�ست�سهاده حافزا اكبر للجهات الم�سئولة

عن متابعة �س���وؤ�ن الجولن لتقديم المزيد من الهمة �الن�س���اط لما تحتاجه قد�سية هذه

الق�س���ية من اهتمام �التي قد �س���بقها اأي�س���ا الحكم الجائر على الأ�س���ير �ئام عما�س���ه

بال�سجن لمده 20 عاما”.

�لد�خل �ل�س�ري في نظر �لج�لنيين

الحدي���ث عن ال�س���غوط التي تتعر�ض لها المعار�س���ة ال�س���ورية �موؤ�س�س���ات المجتمع

المدني الم�ستقلة، لي�ض لتبرير اأي تق�سير في مجال الهتمام بق�سية الجولن �اأ�سراه..

لكن هل يعي �سكان الجولن المحتل ما نقبع فيه من ظر�ف �سيا�سية �اأمنية �اقت�سادية

�ساغطة حد الختناق...

تقول ليلى: “عالقة الجولن بالداخل كانت ب�س���كل اأ� باآخر انعكا�س���ا لعالقة الداخل

به، �لكن يزيد عليها التعلق العاطفي �الذي لي�ض من ال�س���هل التجرد منه �هو الذي كان

بمثابة ال�س���ند المعنوي لل�سكان في ن�س���الهم، فالمواطن في الجولن مغيب عن تفا�سيل

الحياة ال�سيا�س���ية �القت�س���ادية، �ل يعرف اإل بالعموميات كاأن يقول مثال: “اإن الو�سع

القت�سادي في �سوريا �سعب، �فر�ض العمل قليلة، �حرية التعبير معد�مة”.

اأما فيما يخ�ض متابعة ن�ساط المعار�سة �المجتمع المدني فاعتقد اأن هذه المفردات

جدي���دة على المواطن ف���ي الجولن كما هي جدي���دة على المواطن في �س���وريا، يتابعها

بحذر لن النتقاد �المعار�سة ارتبطت لوقت طويل بكلمة “العمالة”.

يمكنن���ا الق���ول اأن متابع���ة �س���وؤ�ن الداخل اقت�س���رت على قل���ة من المثقفي���ن، �هذا

الهتمام ات�س���م اأحيانا بال�سطحية خا�س���ة ممن لم تكن لهم تجربة الدرا�سة اأ� التواجد

في الوطن”.

اأما يا�سر خنجر فيرى اأنه “تنعك�ض حالة الداخل ال�سوري على النخبة ال�سيا�سية فقط.

اأ�س���ال اإن الو�س���ع في الداخل ال�س���وري لي�ض بو�س���وح يخول الأهل في الجزء المحتل من

التفاعل معه لأنه ل ثقة بما ي�سلنا من ر�ؤى عبر الإعالم ال�سوري. الإعالم ال�سوري يالم�ض

التفاهة في نقله لالأخبار ال�سورية لدرجة اأني ل اذكر متى �سمعت ن�سرة الأخبار اآخر مرة،

بالتاأكيد قبل تحرري من المعتقل!!، ابحث عن ال�س���اأن الداخلي في بع�ض مواقع النترنت

التي ل دخل لالإعالم الر�سمي بها في محا�لة لإيجاد �سيغه فهم للواقع ال�سوري.

األنخب���ه الت���ي تجهد لمتابعة الأحداث في دم�س���ق �حده���ا تتاأثر به���ذه األحاله �طبعا

ن�س���تثني الأحداث البارزة لأنها تفر�ض نف�سها على األمنطقه ككل �هنا الفت النتباه لأن

�سعف الإعالم يوؤدي اإلى ا�س���تغالل الم�ستجدات ال�سيا�سية في ال�سام بالتر�يج اإلى ر�ؤية

تخدم الم�ساريع الحتاللية اأي اإننا نخ�سر كل المعارك الإعالمية لح�ساب الحتالل �في

مقدمة اأ�سباب هذه الخ�سارة الإهمال ال�سوري �التق�سير الر�سمي �ال�سعبي.

طبعا كل هذا ل يلغي عملنا الم�ستمر �بكل جهد ممكن للتاأكيد على امتدادنا ال�سوري

�محا�لة �س���د �سيا�سة التجهيل التي تمار�سها موؤ�س�س���ة الحتالل، اإننا ل نرى اأنف�سنا اإل

امتدادا حقيقيا طبيعيا لكافة فئات ال�س���عب ال�س���وري ترابنا الواحد معمد بدمنا الواحد

الذي �سال فوق فارتوى التراب من كرامة ال�سهداء اأقد�سنا “.

�يرى اأيمن اأبو جبل اأنه “نحن مواطنون عرب �سوريين اأبا عن جدا، جن�سيتنا العربية

ال�س���ورية تنتق���ل من الأجداد لالآب���اء لالأبناء، رغم اأننا ل نحمل اأ�راق���ا ثبوتية اأ� هويات

مدنية �س���ورية، اأ� جوازات �سفر، �س���ادرة عن �زارة الداخلية ال�سورية، تثبت ذلك اأمام

د�ائ���ر التفتي�ض في المطارات الد�لية، اأ� الموؤ�س�س���ات الد�لي���ة المختلفة، لكن انتماءنا

العربي ال�س���وري ل يخ�سع لأي اأ�راق اأ� م�ستندات، انه مجبول بدماء �ت�سحيات ج�سام.

نحن عرب �سوريون، �لكوننا نعتز بهذه ال�سفة الخالدة، فانه يهمنا بكل تاأكيد ما يجري

الي���وم �بالأم�ض �في الغد على ال�س���احة الداخلية في �طننا الحبي���ب، هذا الوطن الذي

جبلته دماء اأجدادنا �اآباءنا، في الدفاع �الذ�د عنه منذ القدم، حتى يبقى ح�سنا دافئا

ل���كل اأبنائ���ه، لكل فئاته، لكل طوائفه، ل���كل مواطنيه، عربا �اآ�س���وريين �اآرميين �اأكراد.

نحن نتابع ب�سغف �حب ��سوق �قلق كل ما يجري على �ساحتنا الداخلية، �لي�ض الخارجية

فق���ط، نح���ن نتطلع اإلى �طنن���ا كما حلمنا به �كم���ا اأراد له الأجداد اأن يكون من �س���ناع

ا�س���تقالله �حريت���ه، �طن الجمي���ع، �طن المواطني���ن كلهم، �طن يكون ح�س���نا �درعا

لل�سعوب الم�سطهدة، �التواقة اإلى الحرية �العدل �الم�سا�اة �الديمقراطية فنحن �سعب

له تاريخ �ح�سارة عريقة، يحب الحياة الحرة، �يحب الموت متى كان الموت طريقا اإلى

الحياة، �س���عب متمي���ز بمجتمعه �مكانته �تركيبته �نف�س���يته �ثقافته �نظرته اإلى الحياة

بمختلف جوانبها.

اإنني �من منطلق هذا الع�سق الأزلي لهذا الوطن الحبيب اأقول اأن هناك مكانا يت�سع

للجمي���ع، لإظه���ار الحقيق���ة ل بد اأن يكون هن���اك اختالفات ف���ي الآراء ��جهات النظر

�البرام���ج ال�سيا�س���ية، �الجتماعية المختلفة، بعيدا عن اإلغاء الآخر، اأ� تهمي�س���ه، نحن

اأقوياء باختالفنا ��سعفاء في اإجماعنا، ل �جود لالإجماع الوطني �الجتماعي �الفكري

بي���ن الب�س���ر، هذه تج���ارب ال�س���عوب اأمامنا، ما من �س���عب حقق هذا الإجم���اع منذ بدء

ت�سكل المجتمعات الإن�سانية، �الإن�سان نف�سه يحمل في ذاته تناق�سات كثيرة، فما بالك

بمجتم���ع مدرك �يع���ي حريته �احتياجات���ه. يحذ�ني الأمل اأن نحمل ه���ذا العبء �هذه

الهموم الوطنية الكبرى بم�سوؤ�لية ��عي �اإدرك لمواجهة المخاطر الخارجية، �مخاطر

الفقر �البطالة �العوز، �حالت الغتراب التي يعي�س���ها البع�ض من اأبناء �سعبنا، لن كل

هذا يهدد �جودنا �م�س���تقبلنا، �نتطلع اإلى كيفية اأن ي�سعر هذا الإن�سان ال�سوري بالأمان

�الرخاء �ال�س���تقرار اأكثر فهو فعال ي�س���تحق اأن نلتفت اإليه �الى م�ستقبله، لن�سمن بقاء

هذا الإن�سان الحر المعطاء”.

�م���ن �جهة نظ���ر هايل اأن���ه “ يتعاطى اأبناء الج���ولن، بكل ما يح���دث داخل �طنهم

�كل م���ا يحدث يتم تنا�له بالنقا�ض �التحليل، لذلك نعي �اقع �حال �س���عبنا، ال�سيا�س���ي

�القت�س���ادي �اأكثرنا يرىان �س���عبنا الذي يع�س���ق �طنه �ي�س���تعد للت�س���حية في �س���بيله

ي�س���تحق ��س���عا اقت�ساديا ��سيا�س���يا اأف�س���ل من القائم حاليا، يحفظ كرامة المواطن،

الذي يطلب منه الت�سحية بحياته في �سبيل �طنه”.

�في ال�س���ياق نف�س���ه يعتبر عماد اأن “الجولن ح�سا�ض ب�سكل مرهف لأي تطور يحدث

داخل �طنه. اإن �سرخت في قا�سيون �سي�سمع جبل ال�سيخ �ان رميت حجر من عين التينة

ف�ستحت�س���نه حجارة عين التفاحة �ان منخف�س���ا في الالذقية �س���ير�ي بحبات اأمطاره

تف���اح الج���ولن، فكيف بالإحداث ال�سيا�س���ية �الجتماعي���ة �القت�س���ادية، فهمنا �احد

�م�س���يرنا �احد �قلوبنا تنب�ض بذات الحب للوطن ليكون باأجمل �س���وره �اأف�سل اأحواله

�م���ن الطبيع���ي اأي نتابع الأ��س���اع الداخلية في �طنن���ا �هذا اإن دل فيدل على ال�س���عور

بالم�س���وؤ�لية لدى اأهالي الجولن �قلقهم الدائم على �س���عبهم �د�لتهم �رغبتهم بمعرفة

اأدق تفا�سيل عن �طنهم الأم...

بالن�س���بة للمعار�سة فان كانت معار�سة �طنية ��س���ادقة �غيورة على م�سلحة بلدها

فهذا �سيء اأما اأن تكون معار�سة متذيلة لالأمريكان �تخدم اأعداء الوطن فهذا اأمر اأخر

�نحن في الأر�ض المحتلة تربطنا عالقة ر�حية خا�سة جدا �مرهفة جدا مع الوطن بكل

اأطيافه �تنوعاته الأ�س���يلة �المعبرة عن �جدان �س���عبنا الحقيقي �تختلف هنا القناعات

�المواقف من �س���خ�ض اإلى اأخر �هي حالة �س���حية �من الجميل اأن نتعود التعاي�ض معها

�سرط اأن تبقى في حد�د الثوابت �المواقف الوطنية الملتزمة.”

تمخ�ست ع�سرين �سنة فرك�سنا...

في ظل هذا الجو من الإحباط �خيبة الأمل تجاه التعاطي الر�سمي �ال�سعبي مع ق�سية

الجولن �اأ�س���راه، جاءت حملة “ارك�ض من اأجل الجولن” كاأ�ل حملة اإعالمية بالتعا�ن

ما بين �زارة العمل �ال�سوؤ�ن الجتماعية ��سركة اأريبا لالت�سالت، لإثارة ق�سية الأ�سرى

�دعمهم..لقيت هذه الخطوة ردات فعل متباينة، مابين ترحيب ��سجب..

يا�سر خنجر، يرى في هذه الفعالية: “محا�لة فا�سلة للتكفير عن 20 �سنة اإهمال.

20 �سنة اإهمال ��سهيد

لي����ض هذا ما انتظرن���اه. كان من الأجدر اأن يتذكر�نا في �س���فقة التبادل �ان ترك�ض

األقيادة اإلى حزب اهلل لتذكره بالأ�س���ير ال�س���وري المن�سي، �الآن اإن نطلب �سيء هو فقط

Page 17: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

�يتوج���ه عماد مرع���ي اإلى القائمي���ن على هذه الفعالية بال�س���كر فيقول: كل ال�س���كر

للقائمي���ن على هذه الفعالية، فقد اأحرزت نجاح���ا كبيرا �اأثرت في نفو�ض اأبناء الجولن

كافة �ذ�ي الأ�سرى خا�سة لما كان لهذا الم�سهد من ر�عة �جمال �لقد تزامن الماراتون

في دم�س���ق مع ماراتون م�س���ابه ف���ي الجولن تعبيرا �تج�س���يدا لوحدة الح���ال بيننا �ان

فرقتنا حد�د م�سطنعة.

اإن العالقة مع الوطن، كما ذكرت �سابقا، قد ات�سمت ما بين مد �جزر بجمود �بحركة

�كان ه���ذا الأمر مرتبط بتاأثيرات لي�س���ت فقط محلية على م�س���توى الجولن المحتل اأ�

الداخ���ل ال�س���وري.... �هن���ا اأريد الإ�س���ارة اإلى اأن ترتي���ب �تنظيم الأمور على ال�س���احة

الجولنية تعك�ض نف�سها ايجابيا على التعامل الر�سمي في الوطن مع ق�سايا الجولن ...

الو�س���ع القت�سادي يختلف من اأ�سرة لأ�سرة. �لكن يجب اأن نو�سح هنا اأن الأهم من

جمع التبرعات الذي يقام من قبل جهات معينة اأ� موؤ�س�سات ر�سمية ��سعبيه في �طننا،

الأه���م هو البعد المعنوي تعبير للت�س���امن مع اأ�س���رانا في المعتقالت. ل���م يكن اأبدا من

طلب خا�ض من قبل الأ�سرى �ذ�يهم �هذا اأمر طبيعي تت�سم فيه ثقافتنا العربية، الأهم

هو الت�سامن المعنوي علما اأن حكومتنا ال�سورية تقدم معا�سا �سهريا لكل من يحاكم من

قبل العد� ال�سهيوني ي�سل لذ�يه عبر ال�سليب الأحمر...

عظام ك�هين..�سايلينها للزنقة!!

حول عظام الجا�سو�ض الإ�سرائيلي كوهين، �حيوات الأ�سرى في �سجون الحتالل، ثار

في الفترة الأخيرة لغط كبيرة في ال�س���احة الجولنية، موقع بانيا�ض الذي تديره ال�سيدة

ليلى ال�سفدي، يت�سمن الت�سويت التالي:

“ راأيك حول مبادلة جثة كوهين بالأ�سرى ال�سوريين”...�حتى اإعداد هذا المو�سوع،

كانت النتائج:

34،88% )459م�سوتين( : هذا من �ساأن القيادة في الوطن �ل يحق لنا التدخل

47،80% )500 م�سوتين( : هذا �ساأننا �يحق لنا التدخل �محا�لة ال�سغط

فيما اعتبرت بقية الأ�سوات “اأن هذا �ساأن الأ�سرى �اأهاليهم فقط”.

تقول ليلى: “ربما ال�س���جة الإعالمي���ة المحلية �ردة الفعل القوي���ة من بع�ض الجهات

هن���ا في الجولن على ه���ذه المبادرة تجعل الحديث عنها �س���عبا �حذرا، �لكني �س���اأقول

راأيي �الذي ل ي�س���تند اإل على اإح�سا�سي ال�سخ�سي �معرفتي المتوا�سعة، اأنا اأرى اأن هذه

ال�سفقة منا�س���بة جدا �اأ�ستغرب لماذا لم تتم منذ زمن، �نحن م�سطر�ن لل�سوؤال لماذا

الحتفاظ بهذه العظام �الى متى؟!! �هل تعتقد بع�ض الجهات اأن لهذه العظام قيمة اأكبر

من ذل���ك بكثير... تحرير الجولن مثال!!!! اأ� ربما “�س���ايلينها للزنق���ة....!!” اأتمنى اأن

ن�سمع جوابا على هذه الأ�سئلة من اأحد الم�سوؤ�لين، ربما يكون جوابهم مقنعا .. ل اأدري..

ربما. �قد �ساأل ال�سهيد هايل اأبو زيد هذا ال�سوؤال قبل �فاته �حتى الآن ما من مجيب.

ن�س���طاء الجولن منق�سمون حول هذه الق�س���ية �التي اأثارت �سجة كبرى هنا.. �سجة

انتهت اإلى �سبه اإخماد لالأ�سوات المطالبة بهذه المقاي�سة باعتبار اأنها من �ساأن القيادة

في الوطن ل غير”.

�ي���رى ايمن ابو جبل اأنه “اأ�ل ق�س���ية الجا�س���و�ض ال�س���رائيلي “ ايل���ي كوهين” هذه

ق�س���ية د�لة اإنها ق�سية �سيا�س���ية من الدرجة الأ�لى تخ�ض الحكومة �القيادة ال�سورية،

�هي �ساحبة الحق الأ�حد في البت بها مع حكومة الحتالل اأ� مع اأي جهة د�لية اأخرى،

بمعنى اأننا في الجولن المحتل نا�س���طين �اأ�س���رى �ذ�ي اأ�س���رى اأ� موؤ�س�س���ات �لجان ل

نمل���ك ال�س���الحية �ل الق���درة للبت ف���ي هذا المو�س���وع. اإل اأنن���ا حين نطال���ب الد�لة

بممار�س���ة م�سوؤ�لياتها تجاه الأ�سرى فاإننا نطالب اأ�ل في ا�ستثمار كل الفر�ض ال�سيا�سية

�القانونية �العالقات ال�س���ورية الد�لية من اجل تاأمين الإفراج عن اأ�س���رانا من �س���جون

الحت���الل. هن���اك فر�ض �سيا�س���ية كثير تم تفويتها م���ن قبل الأجهزة ال�س���ورية المعنية

اأبرزها �س���فقة تحرير الأ�س���رى بين المقا�مة الإ�س���المية ح���زب اهلل �الد�لة العبرية،

�هناك ق�سايا الت�س���ويات الأمريكية ال�سورية الأمريكية، �عالقات الحكومة ال�سورية مع

التحاد الأ�ربي، �هناك م�سر التي لعبت في �قت �سابق د�ر ��سيط من اجل الإفراج عن

اأ�س���رى فل�سطينيين، بعد طلب ال�س���لطة الفل�سطينية منها ذلك. اإ�سافة اإلى ملف الجنود

الإ�س���رائيليين في ال�س���طان يعقوب اأثن���اء العد�ان عل���ى لبنان، ملف ر�ن اأراد م�س���اعد

الطيار الإ�سرائيلي �لن اذكر عمليات التبادل ال�سابقة، �الفر�ض الكثيرة التي غيب عنها

اأ�سرانا ال�سوريون في المعتقالت منذ �سنوات طويلة.

ل نطل���ب العمل م���ن اجل انتزاع حرية اأ�س���رانا ب���اأي ثمن، فهم ط���الب حق �حرية،

يعون اأنه من اجل الحرية هناك �سريبة غالية علينا �عليهم،�اإنما انتزاع حريتهم اأ�سبح

مطلبا �هما �ق�سية بعد مر�ر ع�سرين عاما على اعتقالهم في ال�سجون الإ�سرائيلية، هم

لي�س���وا �سعفاء اأبدا، ن�ستمد قوتنا منهم �من اإرادتهم ��سمودهم . العتقال في الجولن

هو ظاهرة ن�س���الية �اإن�سانية �اأخالقية من الدرجة الأ�لى، المطالبة في العمل من اجل

انتزاع حريتهم هي ق�س���ية ت�س���ب في تعزيز ال�س���مود، �تفعيل ذ�اتنا، �ك�سب حياتهم

م���ن جديد، لي�ض من المعقول اأبدا اأن يبقى اأ�س���ير مقا�م ع�س���رين عاما داخل �س���جون

المحتلين �من �رائه د�لة ��سعب �حكومة فهذا اأمر ي�ستحق ال�سفقة على �اقعنا �اأحيانا

الخج���ل. ن�س���تطيع اإخراجهم من المعتقل �براأيي اإن جثة الجا�س���و�ض الإ�س���رائيلي �رقة

�س���غط بيد حكومتنا ال�سورية، مقابل ك�سب حياة �حرية ع�سرات �مئات الأ�سرى العرب

�تحريره���م من �س���جون الحت���الل، اإذ انه ل يعيبن���ي اأن تحررني حكومت���ي �د�لتي من

المعتقل �تنتزع حريتي رغم انف المحتلين حتى �ان كان المقابل اإعادة رفات جا�س���و�ض

اعتدى على �س���عبنا �كرامتنا قبل اأكثر من اأربعة �اأربعين عاما، لأنني مقتنع اأن جثته لن

تبقى اإلى الأبد مدفونة في التراب ال�سوري، �سياأتي يوم �تعاد جثته اإلى ذ�يه �الى د�لته

التي ما زالت تطالب به �ت�سغط ب�ستى الو�سائل على الحكومة ال�سورية من اجل اإعادته،

فان كانت �ستعاد فلماذا ل تعاد اليوم �يك�سب اأبناءنا �اأ�سرانا العرب من اأبناء فل�سطين

عام 1948 �اأبناء القد�ض �اأ�س���رى لبنان �الأ�سرى ال�سوريين من الجولن المحتل، اأ�لئك

الذين ل اأمل بانتزاع حريتهم اإل ب�سفقة �سيا�سية كبرى تجبر اإ�سرائيل على القبول بها،

الد�ل���ي اأ� عن طريق العا�س���مة الأردنية عمان اأ� بتحويالت بنكية، لي�ض هذا المق�س���ود

باأ�س���كال الدع���م، نح���ن نطالب ب�س���مان برامج تاأهيل لالأ�س���رى المحررين من �س���جون

الحتالل البالغ عددهم حوالي 350- 400 اأ�سير محرر ام�سوا فترات مختلفة في ال�سجون

ال�سرائيلية ترا�حت فترة حكمهم بين ال�سنة ��سبعة �ع�سرين �سنة، عدا عن الآلف من

المعتقلي���ن الذين اعتقلتهم قوات الحتالل، للتحقيق اأ� اعتقالت اإدارية �اقامات جبرية

لفترات طويلة. م�س���اعدات ت�س���من لهم لقمة عي�ض حرة كريم���ة، لهم �لعائالتهم..�بناء

م�س���اريع، تعو�ض العمال �الفالحين عن خ�س���ائرهم اأمام مناف�س���ة اأرباب العمل �التجار

الإ�س���رائيليين �اإقام���ة موؤ�س�س���ات تربوية خا�س���ة لطالبن���ا �طالباتنا �ريا����ض الأطفال،

تواجه �سيا�س���ة “ غ�س���يل الدماغ” التي تمار�سها الأجهزة الإ�سرائيلية تجاه اأبناءنا، �بناء

جهاز �س���حي بكادر جولني موؤهل، �هوموجود �متوفر، يتنقل في العمل بين الموؤ�س�س���ات

الإ�سرائيلية ��ر�ض البناء، �تخ�سي�ض مراكز ثقافية �تربوية �ترفيهية،.

نع���م هناك اإهم���ال، نقولها بالفم المالآن، �بمرارة تكاد تقتلن���ا، الوطن هو اأم غالية

�مقد�س���ة علينا، لكن حين تخت�سر الأم �اجبها تجاه اأبناءها بتوفير الطعام فقط، فان

هذا البن، �س���يحمل مرارة في نف�س���ه، �نحن اأبناء كنا �ما زلنا مخل�سين �اأ�فياء لدماء

ال�س���هداء �العظماء الذين �س���نعوا لهذا الوطن عزته، نحن اأ�سحاب عزة نف�ض عالية، ل

نطلب ال�سدقة نطلب الإن�ساف �العدل، كيف يكون ال�سمود اإذن د�ن اأن نعزز مقوماته

�ركائزه، حتى الآن هذا ال�س���مود العملي على ار�ض الواقع كان بف�س���ل الإيمان �الإرادة

�ق���وة الح���ق �المطلب، �عمق النتماء المقد�ض لهذا الوط���ن. لكن هل يكفى ذلك �نحن

اأمام تحديات الحياة، �لقمة العي�ض الحرة الكريمة، كيف نواجه الإغراءات التي تقدمها

اإ�سرائيل لأجيالنا �لمجتمعنا، �هي كثيرة جدا، لدرجة �سي�سعب ت�سورها لمن هو بعيد

عن الواقع من اجل تفريغه من محتواه، �دمجه بالقيم الإ�س���رائيلية، �الأفكار الم�سمومة

التي تغز� مجتمعنا في عالم التكنولوجيا �الت�سالت �العولمة.

نعم هناك تق�س���ير، الأنا�س���يد �الخطاب���ات �الموؤتمرات �الماراثونات الريا�س���ية،

�المعار�ض، �فتح الأ�س���واق ال�س���ورية اأمام المنتجات الزراعية، �تقديم منح درا�سية في

جامع���ات الوطن للطالب، �لقاء اأبناء الجولن داخل الوطن باأعلى الم�س���تويات، كل ذلك

مطلوب، ��س���ر�ري جدا، لكن هل هذا كله يكفي؟؟ هل ه���ذا كله يلبي الحاجيات الوطنية

�الجتماعي���ة للجولن، نحن حين نتحدث عن تق�س���ير �اإهمال ل نج���رح باأحد، �ل نوجه

الإهانة لأي اإن�س���ان مهما كان، �ل نحا�ل الم�ض باأي �س���كل ب�س���معة �مكانة احد، لكن من

يزعج���ه كالمنا ال�س���ريح �الذي قلن���اه �نقوله اليوم بعالنية ���س���وح، عليه اأن يبحث عن

اأ�سباب انزعاجه من كالمنا هذا . ال�سيد الرئي�ض ب�سار الأ�سد قالها �بو�سوح اأكثر من مرة،

علينا اأن ننتقد، علينا اأن ن�س���ير اإلى الأخطاء �التق�س���يرات، علين���ا اأن نحارب من يعرف

ان���ه على خطاأ �يرف�ض ت�س���حيح الخطاأ، �هذا الخطاأ ما زال متوا�س���ال، رغم التوجيهات

الجديدة التي �سدرت اأكثر من مرة للهيئات المعنية في معالجة �سوؤ�ن الجولن.

�س���عبنا في الجولن ال�س���وري المحتل، �منا�س���ليه �اأحراره، لي�س���وا مرتزقة، �لي�سوا

ماأجورين، لدينا عزة نف�ض ت�س���مو �ترتفع عن كل اأموال الدنيا، نعلم اأن هدف التبرعات

هو لتعزيز ال�سمود، لكن لي�ض في تقديم الم�ساعدة �اقت�سار اأ� اخت�سار الدعم لفئات

�مجموعات، اأكانوا اأ�سرى اأ� ذ�ي اأ�سرى اأ� معلمين، اأ� مزارعين، نحن نطالب بواجبات

الد�لة تجاه مواطنيها، �نطالب بحقوق م�سر�عة لنا، حقوق اأن يكون لنا م�ساريع �خطط

ت�س���مل جميع المت�س���ررين، ل اع���رف بيتا �احد في الجولن لم يت�س���رر اقت�س���اديا في

الج���ولن، اأقول هذا لأنه هناك حديث عن تقديم الد�لة تعوي�س���ات مادية اإلى الأ�س���رى

المحررين الذين اعتقلوا ��س���جنوا في الج���ولن، هذه اأمور جيدة، �مطلوبة جدا، لكنها

اإن افتق���دت اإلى اأد�اته���ا �الياتها �ترجماتها العملية المو�س���وعية بكل م�س���وؤ�لية ��عي

�ثقة فاأنها �س���تتحول اإلى ق�س���ية مدمرة جدا ��س���ينتج عنها افرازات �سلبية كبيرة على

كرامتنا �قد�سية ن�سالنا �الو�سع ال�سحي للعديد من الأ�سرى يتطلب ر�سد اأموال كبيرة

م���ن اج���ل” ترميمه “ �هذا حال معظم الأ�س���رى في الجولن، لكن مرة اأخرى اأ�س���كال

الدع���م يجب اأن ت�س���ير �فق برنامج �ا�س���ح �الية عمل �ا�س���حة،د�ن الأخذ في العتبار

م�س���الة ال���ولءات �النتماءات الفكري���ة �ال�سيا�س���ية المختلفة، لن ذلك ل ي�س���اهم في

تعزيز ال�سمود �اإنما ي�ساهم في قتل الر�ح �الإرادة، �الحب �الإخال�ض �الت�سحية،، ما

نطالب به هي تخ�س���ي�ض الدعم من اجل ال�ستمرارية �التوا�سل، بين �سعب يرزح تحت

الحت���الل ��طن كامل، لخلق بدائل �طنية محلية عن الو�س���ع القائم في ظل الحتالل،

ت�سمن لكل المت�سررين حقوقهم ��اجباتهم بال�سكل الذي يلبي الم�سلحة الوطنية التي

يجب اأن تبقى فوق كل اعتبار �اعتبار.

اأجمال ل يوجد هناك اأي عائلة من ذ�ي الأ�سرى بحاجة اإلى �سدقات اأ� م�ساعدات

ي�س���اهم فيها المواطن ال�سوري داخل الوطن اأ� المواطن ال�سوري في الجولن،من جيبه

الخا�ض. اأ��ساع ذ�ي الأ�سرى القت�سادية لي�ست بهذا التدهور الحاد،لكن هناك هموم

في الحياة تنتظر اأبناءهم بعد تحررهم من تامين الم�س���كن �مكان عمل �م�سر�ع يعيله

�يعيل اأ�س���رته ليعو�ض ما فقده من اأجمل �سنوات عمره، �خا�سة عند الحديث عن اأ�لئك

الذي���ن دخل���وا فتيانا �خرجوا في �س���نوات الربعيي���ن من اأعمارهم. �خا�س���ة ان ذ�ي

الأ�س���رى يتحملون العبء الأكبر ف���ي توفير الدعم المادي لبناءه���م داخل المعتقالت،

�ي�س���اهم المواطن���ون بين فت���رة �فترة من خالل جم���ع التبرعات لتغطي���ة “ الكانتين”

لالأ�س���رى الع���رب اإجم���ال �لأ�س���رى الج���ولن، ان كان ذلك دع���م عيني م���ادي اأم دعم

بالألب�سة �الغذاء الم�سموح به . �ت�ساهم الحكومة ال�سورية في توفير مبلغ 50-100 د�لر

�سهريا منذ �سنوات ي�ستلمها ال�سجين عبر ال�سليب الأحمر الد�لي، هذا الدعم يجب ان

ي�ستمر لي�ض من منطلق الحاجة اليه بقدر ما هو الحاجة الى تر�سيخ ال�سعور بان الأ�سرى

�ذ�يهم لي�س���وا �حدهم في المعركة مع الحتالل �اإنما هناك د�لة �قيادة ��س���عب يقف

�رائهم معنويا ��سيا�سيا.”

اأم���ا الأ�س���ير المحرر هاي���ل فيقول:” اإنن���ي اأقيم ايجابي���ا كل من يتعاطى مع ق�س���ية

الجولن العامة �خا�س���ة ق�س���ية الأ�سرى، �س���حيح انه يوجد األن اإحدى ع�سر اأ�سيرا في

معتقالت العد�، �قد اأم�سى بع�سهم ع�سرين عاما، يعانون الكثير داخل المعتقالت،لكن

هن���اك المئ���ات من الذي���ن اعتقلوا �عا�س���وا نف�ض الم�س���ير �بظر�ف قد تكون اأ�س���عب

خ�سو�س���ا اأ�لئك الذين اعتقلوا في اأ�اخر �س���نوات ال�س���تينيات �اأ�ائل ال�س���بعينيات. ان

التاريخ لم يبداأ من اليوم، �الن�س���ال �المقا�مة لم لن تنتهي،اأما الهتمام بكل الجولن،

باعتقادي هذا الهتمام هو من �اجب ال�سلطة الر�سمية �يجب ان يكون معنويا بالدرجة

الأ�لى، �لي�ض ماديا فقط، �يجب ان يكون دائم �م�ستمر �لي�ض مو�سميا، لذلك ل ت�ستطيع

ال�سركات الخا�سة، القيام بهذا الد�ر ب�سكل دائم.

لقد لوحظ اهتمام اكثر من قبل ال�سلطة الر�سمية باأ�سرى الجولن بعد ا�ست�سهاد المنا�سل

هايل ح�سين ابو زيد، �تغطية حدث ال�ست�سهاد ب�سكل كبير من قبل ��سائل الإعالم العربية

الخرى بعدها بدا الإعالم ال�سوري يهتم بالجولن �بالأ�سرى ب�سكل ملحوظ.”

لم يفكر اأي منا�س���ل م���ن اأبناء الجولن قبل ان يقوم بفع���ل المقا�مة بالأمر المادي،

�عندما ي�س���تعد اأي اإن�س���ان ان يدفع حياته في �س���بيل الق�س���ية الوطنية ل يفكر، بالعائد

الم���ادي مطلقا.لقد كان���ت المقا�مة في المراحل الأ�لى بعد الحتالل تاأخذ �س���كل تتبع

قوات العد� �ر�س���د تحركاته �نقل المعلومات المتوفرة الى ال�س���لطة الوطنية لال�ستفادة

منه���ا، �تطل���ب ذل���ك عبور خط �قف اط���الق النار ذهاب���ا �ايابا عدة م���رات. متحدين

الخط���ر، �قد ا�ست�س���هد المنا�س���ل عزت �س���كيب رابو جبل في ليل���ة 27/-1973/1/28،

عندما تعر�ض الى كمين �س���رقي مجدل �س���م�ض، �ا�ست�س���هد المنا�س���ل نزيه ابو زيد في

تاريخ 1976/12/27، عندما انفجر فيه لغم اثناء عبوره خط �قف اطالق النار �بحوزته

معلومات ع�س���كرية �امنية مهمة، �ا�ست�س���هد المنا�س���ل فايز محمود في 1989/11/23،

في ا�س���تباك مع قوات العد� في جبل ال�س���يخ عندما كان يق���وم بواجبه الوطني المقد�ض

في نقل معلومات هامة جدا الى الأجهزة المنية في الوطن، �ا�ست�س���هدت غالية فرحات

اأثن���اء تفريق اإحدى المظاهرات التي خرجت �س���د الحتالل ف���ي قرية بقعاثا في تاريخ

1987/3/8 . كل تل���ك الت�س���حيات، من اعتقالت �ا�س���طهاد المواطنين، �ال�ست�س���هاد

قدمت بطيب خاطر لن الوطن اأغلى من كل الت�سحيات.

امابخ�س���و�ض الو�سع القت�سادي فهو متاأثر بالو�سع القت�سادي العام في ا�سرائيل،

فهناك غالء اأ�سعار، تقابله بطالة كبيرة، �تدهور في المرد�د القت�سادي الأ�ل، القطاع

الزراع���ي، الذي يعتبر العماد الأ�سا�س���ي لقت�س���اد اأبن���اء الجولن، مع الإ�س���ارة اإلى اأن

متطلبات المعي�سية اليومية مكلفة عندنا جدا.

Page 18: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�دالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

لتجنب جنازة اأخرى �تابوت اأخر، �مرارة اأخرى من حق اأ�س���رانا اأن يتمتعوا بالقليل من

ما تبقى لهم من �سنوات في كنف ذ�يهم �في ح�سن �سعبهم قبل فوات الأ�ان.

فيم���ا يرى هايل اأنه: “منذ فت���رة طويلة، تقوم عائلة الجا�س���و�ض ايلي كوهين بعر�ض

ق�س���يته على ��س���ائل الإع���الم ال�س���رائيلية، �العالمية، ف���ي الآ�نة الأخي���رة قامت ابنة

كوهين بزيارة مجدل �س���م�ض تبحث عن ��س���يلة تو�سلها اإلى �س���لطاتنا الوطنية، لم تجد

�س���التها طبعا، خالل النقا�ض مع احد العنا�س���ر الوطنية علمت ابنة كوهين �كما تدعي

اإنه���ا لأ�ل مرة تعرف اأن هناك اأ�س���رى م���ن اأبناء الجولن لذلك ق���ررت، اأن تقترح على

حكومتها العمل على اإطالق �س���راح هوؤلء لقاء اإعادة عظام �الدها، �قامت بزيارة ا�سر

بع�ض الأ�س���رى المعتقلي���ن، اإن هذه المبادرة هي مبادرة ذاتية، قامت بها بالتن�س���يق مع

المخابرات الإ�س���رائيلية ح�سب تقديري، �ل عالقة لأي من اأبناء الجولن، بهذه الخطوة

حت���ى اأ�لئك الذين التقتهم ابنه كوهين، �هي خطوة م�س���بوهة �ل توجد اأي نية لأي من

اأبن���اء الجولن لدعم هذه المبادرة اأ� الهتمام بها. �لكن ل بد من التنويه هنا ان عائلة

كوهين �كبار الم�س���ئولين ال�س���هاينة تر�ج دائما، اإن �سوريا �سوف ت�ستجيب لل�سغوطات

الأمريكي���ة �تعيد جثة كوهين لذا ارت���اأى بع�ض اأبناء الجولن، انه من المفيد التذكير اأن

تطالب �س���وريا باإطالق �سراح اأبناءها مقابل ذلك اإذا تم، �لكن اأكثرية اأبناء الجولن اإن

لم يكن كلهم تعتقد اأن هذا الأمر بيد �س���لطاتنا الوطنية، �ل يحق لأي من اأبناء الجولن

ا� غيرهم اأن يقر ما هو الأف�سل �رغبتنا الأكيدة اأن ت�سمد �سوريا بوجه كل ال�سغوطات

الممار�سة عليها من اأي جهة كانت”.

�يتف���ق معه عم���اد اإلى حد ما: “هذا ال�س���اأن هو �س���اأن القيادة في الوط���ن �هي الجهة

الر�س���مية �الوحي���دة المخولة بفتح اأ� بالتعاطي مع هذا الملف. نح���ن نقبل باأي حل تبادر

اإلي���ه حكومتنا فهي الممثل الوحيد لأهالي الجولن في الوطن الأم �س���وريا... �لما �رد في

�س���حافة د�لة الحتالل ما �رد من تزيي���ف متعمد للحقائق اأظهرت فقط الجانب الخا�ض

بم�سالحهم �اخفت الجانب الحقيقي لما ح�سل حيث طرد �رف�ض الأ�سرى ال�سوريين في

المعتقالت الحوار مع ابنة الجا�س���و�ض كوهين �اأ��س���لوا لها ر�س���الة �حيدة �هي اأن الجهة

المخول���ة �الممثلة لهم هي القيادة في الوطن �هي فقط �س���احبة القرار... �قد تابع هذا

الحدث ذ�� الأ�سرى في الجولن �قد رف�سوا ا�ستقبال ابنة كوهين اأ� التعاطي معها. الر�ؤية

�اح���دة: الأمر من اخت�س���ا�ض الجهات الم�س���وؤ�لة ف���ي الوطن �هي �س���احبة القرار الأ�ل

�الأخي���ر �نحن نرف�ض اأن ت�س���تغل معاناتنا �معاناة اأ�س���رانا �ذ�يهم لتنفيذ م�س���اريع على

ح�ساب �طننا �م�سلحته. ما تراه حكومتنا منا�سبا في هذا الملف هو المقبول علينا.

اأما يا�س���ر خنجر المتاألم دائما ..فيقول “اأنا اأرى اأن القرار في دم�سق �حدها، �لكن

لنا كامل الحق بال�س���وؤال �الت�س���ا�ؤل عن م�س���ير رفاقنا، ل نهتم بالدرجة الأ�لى برفات

كوهي���ن “رغ���م اأني ل اأج���د اأي فائدة من الحتفاظ بها اكثرمن اإطالق �س���راح اأ�س���رانا

الذين ما زالوا منذ 20 �س���نه ينتظر�ن لحظة عناقهم لأمهاتهم، 20 �س���نه لم يعانق احد

منه���م اأمه”، �لكن اإذا كان اأ�س���حاب القرار يرغبون اأن يحتفظ���وا بعظامه لغاية اأخرى

عليهم اأن يقدموا بديال لإطالق �س���راح الأ�س���رى �ان كانت هذه العظام �ستعاد يوما اإلى

د�ل���ة الحتالل فالأف�س���ل اأن يكون ذلك األن لأننا نخت�س���ر الكثير م���ن المعاناة �الألم

�ربما ال�س���هداء، ما اأخ�س���اه هو اأن تعاد هذه العظام اإلى د�لة الحتالل حتى د�ن مقابل،

اإن القرار في دم�س���ق يتعر�ض لهجوم مرعب من حلفاء اإ�س���رائيل �نخ�س���ى اأن يطال هذا

الهجوم عظام كوهين اأي�س���ا فتعاد �يتم ن�س���يان الأ�سرى “كما هي العادة”، نحن بحالة

قل���ق دائم لما يحدث في مركز القرار في �طننا �ل يعني اهتمامنا بتحرير ال�س���رى اأن

يكون من بعده الطوفان �لكننا ل نرى اأي مبرر لمتابعة م�س���ار ا�ست�س���هادهم حين نملك

ما قد يعيد لهم الحرية، نحن نريدهم اأحياء بيننا ل ل ل نحبهم �سهداء من اجل �ساعة

اإعالمية �عمر �مليون حلم يك�سر�ن في قلوب اأمهاتهم �اأ�سدقائهم، نريدهم اأحياء، األ

ي�س���تحقون منا هذا الحلم الب�سيط اأن يبت�سموا مرة �احدة ابت�سامة حقيقية �ان يعانقوا

اأمهاته���م اأ� اأن ي�س���موا رائحة التراب بعد المطر قبل اأن ن�س���م رائح���ة التراب بعدهم..

اأكاد ابكي..... ابكي الآن.... من فكرة اأننا لن نراهم اإل في الوداع الأخير جنازة تجهز

لجنازة �كفنا يالحق كفن ل نريدهم �سهداء نريد لهم الحرية”.

طالما بد�أنا بالرك�س فربما �سن�سل ي�ما؟

قبل فكرة الماراثون ��س���عار ارك�ض من اأجل الجولن..ت�سكلت لجنة باإيعاز من رئي�ض

الجمهورية لالهتمام بق�سايا الجولن �اأ�سراه، اإلى اأي حد يمكن لمثل هذه اللجان خدمة

ق�سية الجولن؟، خطوة اختلف الراأي حولها ..

يق���ول ايمن ابو جبل “رحم اهلل الأ�س���ير ال�س���هيد هايل اأبو زيد، ال���ذي في مماته اأعاد

جزءا من الوعي �الإدراك �الح�ض بالم�س���وؤ�لية في ق�س���ية الجولن الوطنية، كنت برفقة

الأ�س���ير ال�س���هيد حين علم بان جريدة ت�س���رين قد حذفت من اأقواله الكثير �اأ�سافت ما

لم يقله الكثير في لقاءها ال�س���هير معه في اأ�اخر �سباط 2005 قبل ا�ست�سهاده. بالحرف

الواح���د ق���ال “ �س���ياأتي يوم �هو قريب ج���دا، ليذرفون بدل الدموع دم���اء الندم، على ما

فعل���وه ب���ي” هايل اأبو زيد م���ات، �احتاجت العي���ون اإلى دماء كثيرة كي ت���ذرف على هذا

الإن�س���ان، كعادتن���ا طبعا نحن نكرم اإبطالن���ا �اأحرارنا فقط بع���د اأن يرحلون، لن تعرفي

اأب���دا، حجم الأل���م �كبر الجرح الذي اأحدثته جريدة ت�س���رين في نف����ض رفيقنا هايل ابو

زيد، فان تعود الجريدة اإلى ن�سر اللقاء كامال، د�ن اأي نق�سان موؤخرا، �ان يلتقي �سيادة

الرئي�ض ب�س���ار الأ�سد مع �س���قيقة ال�سهيد، لتقديم العزاء �ال�س���تماع اإلى ق�سايا الجولن

الجريحة �الأليمة، �ان ي�س���در �س���يادته توجيهاته الجديدة، با�ستحداث لجنة اأ� مكتب

لمتابع���ة �س���وؤ�ن الج���ولن المحتل، كل ذلك لن يعي���د هايل اأبو زيد اإلى الحي���اة، هذا اأمر

معر�ف ��ا�س���ح، لكن اإن كانت ق�س���ايا الهتمام في الجولن تحتاج اإلى ا�ست�سهاد اإن�سان

اأح���ب �ع�س���ق الحياة، كما احبها هايل ابو زيد، فاأنني لن اأب���ادل هذا الهتمام بحياة اأي

اإن�سان يحمل ما حمله هذا الأ�سير ال�سهيد الإن�سان، من �سدق �ع�سق ��سمت �كبرياء.

لكنني �ساأكون قارئا جيدا للواقع ال�سيا�سي �الجتماعي لدينا في الجولن، اإن الجولن

يحت���اج اإل���ى اأكثر من لجن���ة اأ� مكتب لتلبي احتياجات���ه، �اأكثر ما يحتاجه هو اأن ت�س���عر

الد�لة بكل مواطني الجولن من خالل عالقة �طنية ��سيا�سية مبنية على اأ�سا�ض ن�سالي

��سيا�س���ي،لتعزيز هذا ال�سمود �لي�ض من اجل تعزيز الولءات، �مراكز �سخ�سية لفالن

ا� ع���الن. فان كان الأ�س���خا�ض الذي���ن كلفتهم الد�ل���ة يتمتعون بالكفاءة �الم�س���داقية

�يتمتع���ون بالولء فه���ذا مقبول، �مطلوب ج���دا . اأما ان توكل الد�لة هذه الم�س���وؤ�ليات

لأ�س���خا�ض فق���ط موالون �مهلل���ون، �ل يتمتعون بالكف���اءات �الم�س���داقية الجتماعية

�الأخالقية فهذه م�س���يبة الم�سائب، للق�سية الن�سالية في الجولن، نحن اأدرى بواقعنا

اأكثر، ندرك �نعي الحتياجات �الق�س���ايا �طبيعة الأ�س���خا�ض هنا، �ل يجب اأن تفر�ض

الد�ل���ة اعتباراتها ا�س���تنادا عل���ى اعتب���ارات �اآراء فئة قليلة من النا����ض هنا، هي مثار

جدل �نقا�ض �خالف، �ا�سع، هنا في الجولن. هل تعلمين اأن تقارير الف�سائية ال�سورية

الإعالمية عن الجولن تلك التقارير القليلة جدا التي ر�س���دت الأحداث الن�س���الية في

الجولن، ا�ستثنت كل المقابالت �اللقاءات التي اأجراها مرا�سليها ب�سبب ق�سية الولءات

تلك . �ا�ستنادا على تقارير فئة من النا�ض ل تمثل �سوى مجموع مواطني الجولن بالحد

الأدنى من التمثيل، في بث هذا اأ� ذاك التقرير �اللقاء بناء على ال�س���خ�ض المتحدث،

�م���دى قرب���ه اأ� بعده منها، في محا�ل���ة لحتكار حتى العمل الإعالمي ال�س���وري لطم�ض

الراأي �الوجود الوطني الأخر.، الذي تمثله الموؤ�س�سات �القوى الوطنية الأخرى .

م���ن هنا اأقول اأن ت�س���كيل المكتب ا� اللجن���ة هي التفاتة جيدة �موفق���ة جدا، لكنها

ل تكف���ي طبعا،فم���ا زال���ت الأمور ت���دار ب�سخ�س���انية د�ن برامج �خطط تطوي���ر �اإنماء

�ا�س���تمرارية تنظيمية �ن�س���الية ��سيا�س���ية، ما المعيب هنا في ت�س���كيل �زارة باأكملها،

���س���ع برنام���ج �طني متكامل للتعامل مع هذه الم�س���األة �عدم تركه���ا حكرا للموازيين

ال�سخ�س���انية �المزاجية، لدى اأ�س���حاب القرار في الوطن، د�ن رقابة �عناية �اأ�سراف

�درا�س���ة لدى الهيئات العليا المعنية في القيادة، �لماذا ل يتم طلب الم�س���اعدة الد�لية

من المنظمات �الهيئات الد�لية �ال�سديقة لق�سيتنا ��سعبنا في ترجمة هذا الدعم من

خالل موؤ�س�س���ات �جمعيات ر�س���مية، تطبق برنامجها �فق ر�ؤية م�ستركة ما بين الجولن

�داخل الوطن �تلبي هموم مواطني الجولن �ق�س���اياهم، تلك المنظمات التي تنا�س���ر

ق�سيتنا العادلة، في اأ�ربا �اليابان �بلدان مختلفة

�ما المعيب اأن نتعامل مع هذه الموؤ�س�س���ات �المنظمات حتى عودة �س���يادة القوانين

الإداري���ة �المدني���ة �الحقوقية ال�س���ورية اإلى الج���ولن. اإن التجربة الفل�س���طينية مليئة

باليجابي���ات، �كذل���ك التجربة اللبناني���ة، في كيفي���ة اإقامة الم�س���اريع �برامج الدعم

�الإ�س���ناد لتعزيز �س���مود الإن�سان في اأر�س���ه �الحفاظ على �جوده �تاريخه �م�ستقبله،

�ال فان معادلت ال�س���مود �الكفاح �الن�سال التي ج�س���دها مواطني الجولن باإرادتهم

�قوتهم �عمق انتماءهم قد تدخل في ذاكرة الن�س���يان، بعد ان يفتقد الجولن اإلى �قوده

��س���علته التي ج�س���دتها ن�س���الت الكوادر الأ�لى من الرعيل الأ�ل ال���ذي اأعلن المقا�مة

الوطنية في الجولن، �الذي �س���يرحل د�ن اأن يرى لحظة النت�سار، حينها نقول يا ليت

يكون ما كان.خا�سة حين نرى ما تفعله اإ�سرائيل لأبناء الجيل النا�سئ من عمليات هدم

منظمة �ممنهجة للقيم �الأ�س���ول �العادات �التراث العربي في الجولن �اإ�سقاطه على

Page 19: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

الجوانب الن�سالية �ال�سيا�سية �الجتماعية “.

بينما يرى هايل اأن المطلوب هو “: ان تت�س���كل لجنة �سيا�س���ية، عالية الم�س���توى على

درج���ة من الوعي �الم�س���وؤ�لية �الكف���اءة، تهتم لق�س���ايا الجولن، �عليه���ا ان تدرك ان

مهمتها �سعبة لنه بعد اربعين عاما تحت الحتالل، تراكمت ا�سياء كثيرة، �على اللجنة

الهتمام بها �عليه ان تتوا�س���ل مع ا�سخا�ض ذ�ي ما�ض ن�سالي م�سرف، �معرفة �دراية

ب���كل ما دار �يد�ر في الج���ولن منذ ايام الحتالل ال�لى، لك���ن اذا كان اهتمام اللجنة

مقت�س���ر على �س���وؤ�ن الأ�س���رى، الذين ل زالوا يعانون داخل المعتقل، �هم ي�ستحقون كل

اهتمام، �س���يكون العمل مجز�ءا، خ�سو�سا ان هناك المئات من الأ�سرى ال�سابقين، يتم

تجاه���ل د�رهم الم�س���رف، هذا مع العلم ان لجنة دعم ال�س���رى قامت في دم�س���ق منذ

ت�س���عة اعوام، لتكون امتدادا للجنة دعم ال�س���رى الموجودة في الجولن المحتل، �تقوم

ب���د�ر فعال لخدمة ال�س���رى �هذا موؤك���د �موثق، بالرغم من تنك���ر البع�ض لتلك اللجنة

�د�رها، �هي توا�س���ل عملها قدر الم�س���تطاع، ناأمل ان تتوا�س���ل اللجنتان علهما تقومان

معا للعب الد�ر المطلوب لد�ر ال�سرى �ق�سيتهم العادلة

اأم���ا عماد مرعي فيرى باأنه “للمرة الأ�لى ي�س���تحدث مكتب مبا�س���ر لمتابعة �س���وؤ�ن

الج���ولن المحتل عالقته مع رئا�س���ة ال���وزراء �هذا تطور ايجابي ج���دا �لم يكن له مثيل

�س���ابقا. �اعتقد انه يعود اإلى العالقة ال�س���حيحة التي يعمل على تعزيزها مجموعة من

ال�س���باب الوطن���ي هنا على �س���احتنا �قد ب���داأت تثمر �ها نحن ن���رى بوادرها �هذا يعود

بن���ا اإلى ما قلناه �س���ابقا من اأن الأمور هرمية ال�س���كل �الحركة بالقواعد تعك�ض نف�س���ها

على قمة الهرم �العك�ض �س���حيح.. �ل بد اأن نذكر هنا الد�ر المميز �الهمة العالية التي

�س���ار بها مدير هذا المكتب الم�س���تحدث �رئي�ض لجنة دعم الأ�س���رى �المعتقلين الرفيق

مدحت ال�س���الح. باعتقادي �سوف يقوم هذا المكتب بد�ر مهم �فعال ��ستجد امتدادها

في ار�ض الجولن المحتل”

� يا�سر خنجر “ياأمل” اأنه ..” طالما بداأنا بالرك�ض فربما �سن�سل يوما؟

م���ن المنطق���ي اأن نتفاءل لهذه اللجنة �هذا ما كان لك���ن اأ�ل على القائمين على هذه

اللجن���ة اأن يلتفتوا اإلى اهتماماتنا �اأ�جاعنا، م���ا كان حقيقيا قبل عامين اأ� اأكثر لم يعد

كذلك الآن، اإننا ل نبحث عن التفا�س���يل األ�س���كلية في العالقة مع ال�س���ام، لدينا ق�س���ايا

اأ�سا�سية مبدئية هي ما يجب التركيز عليه �لي�ض الجهد في كيفية اإ�سكاتنا عن مطالبنا،

اعتقد اأن التذكر بعد 38 �س���نة احتالل �20 متوا�س���لة لالأ�س���رى ��س���هيد، ل���و ان األقيادة

تذكرت���ه في الوقت المنا�س���ب، كان الآن يم�س���ك بيد حبيبته �يقبل اأم���ه �ربما راأينا ابنه

يلع���ب م���ع الأطفال في الح���ارة، ل اأريد اأن اأتم�س���ك بما كان اأبدا �لك���ن اأريد األعبرة من

الأم�ض اإذا كانت هذه اللجنة �ستعمل على اإيجاد الطرق لتحرير الأ�سرى اإنها كل نوؤمن به

�لها مطلق ال�سرعية، اإما اإذا كانت �ستخت�سر همومنا بجولة رك�ض اأ� حلبة مالكمة فهي

من الآن محا�لة لغتيال اأ�س���رانا �هم اأحياء، محا�لة لغتيال ال�س���هيد هايل مرة ثانية،

اأرجوكم ل نحتمل اإعدامنا لأكثر من مرة اإما الحرية اإما اأعلنوا �سمتكم نحترمكم اأكثر،

ا�ساألونا اعتبر�نا.. كما نحن ب�سر �ل تقرر�ا تفا�سيلنا اغت�سابا.

�ل تناف�س���وا المواط���ن على كرامت���ه �50 ليرة انه اأج���در بها من اأي اح���د تماما كما

الأ�سرى اأجدر بالحرية منا كلنا.”

�آخر �لكلم:

ليل���ى: “ختاما اأق���ول: لقد تعودنا في حياتن���ا اليومية على المعاناة �اأ�س���بحت بحكم

العادة ر�تينا نقبله ب�س���هولة اإلى اأن تحل م�س���يبة تذكرنا كم نحن ل اإن�سانيين، معاناتنا

هذه ل يعي�س���ها ب�سر!! �تبداأ الأ�سئلة التي ل تنتهي: هل هو عجزنا المتوارث الذي يمنعنا

من المطالبة باأب�س���ط حقوقنا؟!، اأم هو الحتالل قدر �سنم�س���ي حياتنا في ظله؟، ا� هو

�طن قريب بعيد يذكرنا في منا�س���بات �ين�سانا ل�س���نوات؟!، �ل يعرف اأن هذه ال�سنوات

تم�سي من عمرنا �من عمر من نحب د�ن لقاء �د�ن توا�سل حقيقي...، فقط هي جملة

�احدة بقي اأن اأقولها: ل اأريد التباكي اأمامكم �عذرا على اللهجة ال�سخ�سية، اأنا ام�سي

�س���نتي الثامنة هن���ا في الجولن �قبل اأيام تلقيت اأ�س���عب خبر في حيات���ي... اأبي الذي

تركته في ال�سام قبل 7 �سنوات.ي�سج بالحياة هو الآن مري�ض ب�سرطان الرئة... ل اأعرف

كم �سيعي�ض ... ل اأعرف اإن كنت �ساأراه/ اأ�دعه... هو الآن بحاجة اإلي اأكثر من حاجتي

له اآلف المرات....ل يف�سلني عنه اإل �ساعة �سفر... �ق�سية.

عماد مرعي “اأمنيتنا على الجميع اأن ي�س���عى لدعم اأ�س���رانا �العمل من اجل الإفراج

عنهم بالطرق التي تبقي هاماتهم مرفوعة ...

�اإننا نحيي كل مهتم بق�سيتنا كاأر�ض محتلة... �من ربوع الجولن نحيي �سعبنا البا�سل

�جي�س���ا �قيادتنا �نقف خلفها �س���فا �احدا دفاعا عن �طننا الذي يتعر�ض للح�سار من

العد� ال�س���هيوامركي متمنين من اهلل اأن ي�س���ون هذه الأر�ض الطيبة... �اأخيرا كرمال

ال�سام �اأهل ال�سام ر�احنا ترخ�ض....

يا�سر خنجر

�سننتظر الحرية

�سننتظر حرية رفاقنا

قد نغفر كل �سيء اإل 20 �سنة ��سهيد..

لن نغفر لمن اغتال رفيقنا هايل

فقط لأنه مهمل �الإن�سان الخطاأ

لن نقبل اإل الحرية لرفاقنا الأ�سرى

�لمن ين�ساهم ؟؟؟؟؟؟؟

�أجرى �للقاء�ت عبر �لبريد �للكتروني: رز�ن زيت�نة

)*( ال�سيدة ليلى ال�سفدي- محررة جريدة بانيا�ض- الجولن المحتل

)**( : مواطن عربي �س���وري من الجولن، معتقل �سيا�س���ي �سابق، اأم�سى 12 عاما في �سجون الحتالل الإ�سرائيلي بتهمة المقا�مة الوطنية الم�سلحة . ع�سو لجنة دعم الأ�سرى

�المعتقلين في الجولن ال�سوري المحتل

)***( اإحدى ال�سخ�س���يات ال�سيا�س���ية الفاعلة في الجولن ال�س���وري المحتل. اعتقل �س���من �س���بكة خاليا المقا�مة الوطنية في العام 1973، �ام�س���ي 7�س���نوات في معتقالت

الحتالل الإ�سرائيلي

http://www.metransparent.com/old/texts/razan_zaitouna/razan_zaitouna_syrians_prisoners_and_the_golan.htm

Page 20: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

الرابع ع�س���ر م���ن كانون اأ�ل عام �احد �ثمانين، تاريخ كئي���ب في ذاكرة الجولنيين،

اإذ نجحت الحكومة الإ�س���رائيلية التي كان يراأ�سها مناحيم بيكن في تمرير قانون ال�سم

بالقراءة الثالثة �الأخيرة تحت قبة برلمانهم.

قلة من المواطنين، ل حول لهم �ل قوة، لم يتجا�ز تعدادهم �س���بعة اآلف ن�س���مة من

مجموع �س���كان الجولن، البالغ اأنذاك مائة �ثالثين األف ن�س���مة، هم من بقوا في قراهم

بعد ذلك البالغ ال�س���هير )66(، الموقع با�س���م �زير الدفاع اللواء حافظ الأ�س���د، معلنا

�سقوط القنيطرة قبل بلوغ جنود العد� لها، �تاليا نجاج اإ�سرائيل في ب�سط �سيطرتها على

ما مجموعه 1860 كم2، هي م�ساحة اله�سبة، بقي منها تحت الحتالل 1250 كم2 بعد

اتفاقية ف�سل القوات بين �سوريا �اإ�سرائيل عام اأربعة ��سبعين.

الحتالل تم، �لم ت�سدق تكهنات الأهالي اأن اأيامه �ستكون معد�دة، �اأن الأمور �ستعود

اإلى مجاريها بوقت ق�س���ير. ف�س���كان الجولن، �ككل العرب، لم ي�سدقوا بادئا ما كانت

تراه عيونهم، بعد اأن اأ�همتهم الحكومات العربية ���سائل الإعالم )الت�سليل( المتوفرة

اآنذاك بالقزم الإ�سرائيلي، الذي لن يحتمل حتى مجرد ت�سميم العرب على قتاله، فيعود

اليهود اإلى البلدان التي منها اأتوا! لكن الحقيقة كانت اأبلغ من كل ما �س���اهد�ا ��س���معوا.

فالعرب، تعر�سوا لهزيمة نكراء لم ي�سهد لها تاريخهم، �ل حتى تاريخ ال�سعوب مثيال.

ه���ل كت���ب الحتالل عليهم مرة اأخرى …؟ �هم الذين لم يذ�قوا طعم الحرية حتى

في عهد ال�ستقالل!؟ منذ اليوم الأ�ل لحتاللها اله�سبة ال�سورية، راحت اإ�سرائيل تعمل

عل���ى تثبيت اأقدامها في المنطق���ة، فالقرى �المدن التي كانت اآهل���ة )تقارب المائتين،

بين مدينة �قرية �مزرعة، على ذمة بع�ض المراجع( تم م�س���حها عن �جه الأر�ض، بعد

نز�ح اأهلها الجماعي اإلى الداخل ال�سوري، �بداأت تظهر المخططات لإقامة م�ستوطنات

يهودية على اأنقا�سها.

اأما فيما تبقى من القرى )مجدل �سم�ض، م�سعدة، بقعاثا، عين قنية(، بداأت اإ�سرائيل

ر�سم �سيا�سات ا�ستيعابية لها. فاأ�ل ما قامت به هو ال�ستيالء على جهاز التعليم، فاألغت

المنهاج الدرا�س���ي ال�سوري م�ستبدلة اإياه باآخر اإ�س���رائيلي، يهدف اإلى تكري�ض ما ي�سمى

بالقومي���ة الدرزية، �ف�س���ل اأبن���اء القرى عن جلدتهم العربية. اأ�س���بح طالب اله�س���بة

ال�س���ورية يدر�سون ق�س���را التاريخ الدرزي منف�س���ال عن تاريخ العرب �الإ�سالم، مدعما

بما ي�س���مى تراث الدر�ز، على اعتبار اأن الدر�ز �س���عب؛ اإ�س���افة اإلى طرد جميع المدراء

�المدر�سين المعينين من قبل �زارة التربية ال�سورية.

عم���دت �س���لطات الحتالل بعد ذل���ك اإلى تعيي���ن مجال�ض محلية �مذهبي���ات درزية،

تتول���ى تنفي���ذ �سيا�س���ة اإ�س���رائيل �مخططاته���ا، فعين���ت موظفيه���ا م���ن الموالي���ن لها

�المنبوذين اجتماعيا، ثم ربطت قرى الجولن باقت�سادها، فاأ�سبح التعامل يتم بالعملة

الإ�س���رائيلية. �بما اأن اأ�س���واق الوطن الأم �منتجاته محرمة على �س���كان اله�س���بة، �سار

من المحتم في هذا الإطار التعامل مع الأ�س���واق الإ�س���رائيلية، �سواء في ا�ستيراد الموؤن

اأ� توريد الحا�س���الت الزراعية، علما باأن �س���لطات الحتالل حرمت على �سكان اله�سبة

اإقامة غرف تجارية �التعامل مبا�سرة مع الأ�سواق العالمية .

لجاأت اإ�س���رائيل بعدها اإلى ربط �س���بكة الكهرباء بمحطاتها، كما ا�س���تولت على ق�سم

كبي���ر من م�س���ادر المي���اه بما فيها برك���ة رام )بحيرة م�س���عدة(، التي يق���در مخز�نها

خ�سعت بحوالي 3.2 مليون م3 من المياه. فحرم الأهل من ا�ستثمارها تحت ال�سغط، �اأ

ل�س���ركة المياه الإ�سرائيلية )موكور�ت(، ��سخت مياهها اإلى الم�ستعمرات التي اأقامتها

في ال�سمال. كما منع الأهالي من حفر الآبار الرتوازية في اأرا�سيهم، بحجة اأن المخز�ن

الجوفي من المياه هو ملكا لد�لة اإ�سرائيل.

بعد ف�س���ل العد� في ال�س���تيالء عل���ى الينابيع المنت�س���رة داخل الأرا�س���ي الزراعية،

قام بحفر اآبار ارتوازية بمحاذاتها، فن�س���بت هذه الينابيع ��س���حت مياهها، ثم �سحبت

اإ�س���رائيل مياهها اإلى الكيبوت�س���ات �الم�س���توطنات اليهودية في اله�س���بة. هذا عدا عن

م�س���ادرة اآلف الد�نم���ات الزراعي���ة بحجة اأنه���ا مناطق ع�س���كرية مغلقة بع���د زرعها

بالألغام ��سرب طوق من الأ�سالك ال�سائكة حولها.

نجحت اإ�سرائيل اأي�سا في ا�ستثمار الجولن �سياحيا، بعد تهويد الأر�ض �طم�ض اآثارها

العربية �زرعها بالأج�س���ام اليهودية الم�سطنعة؛ ف�سيطرت على منتجع بانيا�ض �الحمة

�جبل ال�سيخ، م�ستقطبة ماليين ال�سياح من �ستى اأ�سقاع العالم.

بالن�سبة لل�سرائب، فاإن الحاكم الع�سكري الإ�سرائيلي حا�ل فر�ض �سريبة الدخل على

ال�س���كان، د�ن جد�ى ، لكن موقف الأهالي راح يتزعزع مع تزايد ارتباطهم بالقت�س���اد

الإ�س���رائيلي، فاأ�سبحت ال�س���رائب تقتطع ق�س���را من اأجور العمال، اإ�سافة اإلى حمالت

المداهمة �العتقال بحجة التهرب من دفع ال�س���رائب، اإلى اأن اأ�س���بحت هذه الغرامات

مع م�سي الوقت تثقل كاهل الأهالي اإلى حد الخنق.

ماذ� كان �لرد �ل�طني … ؟

اإن ن�س���ال اأهال���ي الج���ولن – �عل���ى عك�ض ما كت���ب البع�ض اأنه جاء عم���ال عفويا –

فه���و، كان كفاحا منظما �مق�س���ودا، �من���ذ اليوم الأ�ل الذي �طئت في���ه اأقدام المحتل

الإ�س���رائيلي اأر�س���هم. فاأهالي الجولن، اتخذ�ا موقفا �طنيا موحدا، �ا�سحا يتالءم مع

اإمكانياتهم كاأنا�ض عزل من ال�سالح في الت�سدي لالحتالل.

ا�س���تقبل اأهالي الج���ولن الحتالل الإ�س���رائيلي منذ يوم���ه الأ�ل بالرف�ض، معتبرين

اأن عهد الحتالل عهد حزن �حداد. ا�س���تعد مواطنو الج���ولن، لمقا�مة الحتالل، على

اأمل ت�س���فيته �العودة لأح�س���ان الوطن الأم بوقت قريب، فاأقام بع�ض ال�سبان الوطنيين

ات�س���الت �س���رية مع الوطن الأم، بغية ت�س���كيل خاليا كفاح م�سلح �س���د الحتالل. �في

ال�سهور الأخيرة من عام 1967، األقت قوات الحتالل القب�ض على مجموعة من ال�سبان

بتهمة الت�سال مع ال�سوريين.

كذلك في اأ�اخر عام 1969 اكت�س���فت خلية فدائية اأخرى، راح �سحيتها ما يزيد على

140 معتقال، �على اإثرها انفلت الإ�س���رائيليون الغا�س���بون من عقالهم �راحوا ي�سيقون

الخناق على اأهالي الجولن �يزيد�ن من اإجراءاتهم القمعية بحقهم.

ف���ي حزيران ع���ام 1971 األق���ي القب�ض على خلي���ة فدائية، ثم تلتها �س���بكة اأخرى في

ت�سرين اأ�ل عام 1972 . بلغت اأحكام بع�سهم ع�سرين عاما.)1( �بتاريخ27 / 1 / 1973

ا�ست�س���هد ال�س���اب عزت اأبو جبل �بيده ملفات �معلومات عن مواقع ع�س���كرية اإ�سرائيلية،

�هو في طريقه اإلى الوطن الأم �س���وريا، �ذلك بكمين ن�سبته قوات العد� له في المنطقة

المزر�عة بالألغام، التي تف�سل مجدل �سم�ض عن الأرا�سي ال�سورية الأخرى. بعدها، في

�سيف عام 1974 اكت�سف تنظيم جديد للمقا�مة، �في 27 / 12 / 1976 ا�ست�سهد ال�ساب

الثان���ي نزيه اأبو زي���د في نف�ض المنطقة �لالأ�س���باب ذاته���ا. هذه الخالي���ا �التنظيمات،

�ساعدت على نقل كثير من المعلومات عن خطي بارليف �اآلون الع�سكريين الإ�سرائيليين،

�تح�سينات العد� الأخرى اإلى الوطن الأم، �منها اإلى القوات الم�سرية.

�لأطماع �ل�سهي�نية في �لج�لن

مرتفعات الجولن ال�سورية تعد من اأهم المواقع ال�ستراتيجية، حيث ت�ستند اإلى جبل

ال�س���يخ من ال�سمال ��ادي اليوموك من الجنوب، اإ�سافة لإ�سرافها المبا�سر على الجليل

الأعلى في فل�س���طين المحتلة، ��سهل الحولة �بحيرة طبريا، فالجولن بهذه الموا�سفات

ي�سكل مفتاحا لل�سيطرة على المناطق المذكورة.

اأهمي���ة الج���ولن هذه، قدرت ب�س���كل �س���ليم من قبل جمي���ع الد�ل الت���ي احتلتها، من

الأتراك اإلى ال�ستعمار الفرن�س���ي �من قبلهم الغا�سبين القدماء. �الإ�سرائيليون نظر�ا

اإلي���ه بعي���ن الغدر لفترة طويلة تمتد اإلى ما قبل عد�ان حزيران، �ذلك لأجل تاأمين عمق

دفاعي، �اإبعاد الخطر المبا�س���ر عن المناطق الحيوية الآهلة بالم�س���توطنين اليهود في

ال�س���مال، الأمر الذي يجعل اإ�س���رائيل قادرة على التحرك ب�سهولة �سد القوات ال�سورية.

هذا اإ�س���افة لما للجولن من اأهمية طبيعية باعتب���اره – �بحق – خزانا للمياه. �اأطماع

ال�سهيونية باله�سبة قديمة، تعود اإلى ما قبل قيام اإ�سرائيل. ففي عام 1918 جاء ذكرها

في الخريطة التي اأ�سدرها ديفيد بن غريون لإ�سرائيل.

�ع���ام 1920، بعث ممثل المنظمة ال�س���هيونية الأميركية لوي����ض براندي�ض برقية اإلى

حايي���م �ايزمن، جاء فيها اأن الحد�د الوطنية ال�س���مالية ال�س���رقية ل غن���ى عنها لقيام

مجتم���ع يعيل نف�س���ه بنف�س���ه، لذا ينبغي اأن ت�س���م فل�س���طين مفارق مي���اه الليطاني عند

قر�ر �ل�سم و�لإ�سر�ب �لكبير

1982/تجربة ن�س�ال م�دني

Page 21: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

على الجولن لخلق حقائق �اقعية في المنطقة، قبل بدء المفا��سات مع دم�سق.)6(

اإن اإذاعة هذا الإعالن، اعتبر موقفا ر�سميا لحكام اإ�سرائيل. �في ال�سدد نف�سه، كتب

رئي�ض ق�سم ال�ستيطان في الوكالة اليهودية رعنان فايت�ض في جريدة عل هم�سمار في 7

ت�س���رين اأ�ل عام 1976 اأحد الممهدات لإعالن ال�س���م. فتحت عنوان )اإلى اأين ن�سير(،

اقترح فايت�ض اأن تكون ه�س���بة الجولن جزءا من لواء �س���فد، الذي ي�سم ق�ساءي �سفد

�طبري���ا. �اأخيرا، ارتفع �س���وت غيوؤ�ل كوهين، نائبة الكني�س���ت �رئي�س���ة حزب هتحيا،

حيث رفعت مع مجموعة لوبي الجولن، التي ت�س���م عددا من اأع�س���اء الكني�ست م�سر�عا

للحكومة يق�سي ب�سم الجولن.)7(

�سدور �لقان�ن �لإ�سر�ئيلي ب�سم �لج�لن:

رغم اأن �س���د�ر القانون الإ�س���رائيلي ب�س���م الجولن جاء ف���ي 1981/12/14، اإل اأن

الممار�سات العملية لل�سم بداأت منذ الأ�سبوع الأ�ل لالحتالل. فاإ�سافة اإلى ت�سريد معظم

�س���كانه �تهويد اأر�سه، بداأت اإ�سرائيل تتعامل معه �كاأنه جزء ل يتجزاأ من اأمالكها. فلم

يكن م�س���تغربا اأن حكومة مناحيم بيغن الليكودية اأدرجت م�ساألة �سم الجولن على �سلم

اأ�لوياتها، بعد اإعالنها �س���م القد�ض المحتلة ف���ي الفترة الأ�لى من حكمها، �تيقنها من

امت�سا�ض نقمة المجتمع الد�لي بف�سل الموقف الأمريكي الم�ساند لها.

اإن م�ساألة �سم الجولن كانت تحظى تقريبا باإجماع من قبل جميع الأحزاب ال�سيا�سية

الإ�سرائيلية، �حتى عام 1981 فاإن ن�سبة المطالبين ب�سم اله�سبة لم تنخف�ض عن 70 %.

�في تاريخ 1980/12/22، تقدمت ع�سوة الكني�ست غيوؤ�ل كوهين بم�سر�ع يق�سي ب�سم

الجولن، لكن هذا الم�س���ر�ع �س���حب، �ذلك تجنبا لإحراج الولي���ات المتحدة الملتزمة

بكامب ديفيد. لذلك ارتاأى مناحيم بيغن، خلق جو �سيا�س���ي منا�س���ب قبل البدء بتطبيق

القرار ب�س���كل قانوني، فاأراد اأن ي�سدر بطاقات هوية اإ�س���رائيلية للمواطنين ال�سوريين،

�بذلك تقول اإ�سرائيل للعالم اإن مواطني الجولن قد تخلوا عن مواطنتهم ال�سورية.

قوبل���ت ه���ذه المب���ادرة بالرف����ض القاط���ع م���ن قب���ل الأهال���ي، م���ا دف���ع بيغ���ن في

1981/12/14 اإل���ى اتخاذ قراره ب�س���م المرتفعات ال�س���ورية المحتل���ة، اإثر خر�جه من

م�ست�س���فى “هدا�سا” في القد�ض المحتلة، حيث كان يعالج �س���اقه المك�سورة. دعا بيغن

مجل�ض �زرائه لجل�س���ة ا�س���تثنائية، اأحيطت ب�س���رية تامة، �افق المجتمعون خاللها على

م�س���ر�ع قانون �سم الجولن. �بعد مناق�سة الكني�س���ت لهذا الم�سر�ع، تم تاأييده باأغلبية

63 �سوتا مقابل 21. �ن�ض القانون على ما يلي:

1 � اإن قانون د�لة اإ�سرائيل ��سالحياتها �اإداراتها، �ستطبق على مرتفعات الجولن.

2 � يعمل بهذا القانون فور موافقة الكني�ست.

3 � يكلف �زير الداخلية يو�سف بورغ بتنفيذ هذا القرار.

ب���رر بيغ���ن اإ�س���دار قانون ال�س���م بقوله: اإن �س���وريا ل تقب���ل العتراف باإ�س���رائيل اأ�

التفا��ض معها م�ست�سهدا بت�سريح الرئي�ض حافظ الأ�سد ل�سحيفة الراأي العام الكويتية

في 1981/12/13 �الذي قال فيه: اإن �س���وريا لن تعترف باإ�س���رائيل حتى لو اعترف بها

الفل�س���طينيون)8(. �اأ�س���اف بيغن: لقد ح���ان الوقت لتخاذ قرارات م���ن جانب �احد،

مدعي���ا اأن الجولن كانت في الما�س���ي جزءا من الأرا�س���ي الفل�س���طينية، �اأنها اأعطيت

اعتباطيا ل�سوريا.

حزب العمل المعار�ض الذي ا�س���ترك نيابة عنه في الت�س���ويت خم�س���ة ع�س���ر ع�سوا،

�س���بعة منهم �افقوا على الم�س���ر�ع، فيما عار�س���ه الثمانية الباقون. �كان �سمعون بيريز

جبل ال�س���يخ، �اإلى ال�س���رق �س���هول الجولن �حوران. �في عام 1921،كتب هورا�ض مئير

كالين، اليهودي الأميركي في كتابه )ال�سهيونية �ال�سيا�سة العالمية( يقول: اإن م�ستقبل

فل�سطين باأكمله هو باأيدي الد�لة التي تب�سط �سيطرتها على الليطاني �اليرموك �منابع

نهر الأردن.)2(

بعد قيام اإ�س���رائيل عام 1948، تمثلت اإ�س���تراتيجيتها باأطم���اع جغرافية �ديمغرافة،

�اعتب���ارات دفاعي���ة �اأمنية ��سيا�س���ية، اإ�س���افة اإلى ال�س���يطرة على م�س���ادر المياه في

الج���ولن. راحت اإ�س���رائيل اأ�ل الأمر، تخرق اتفاق �قف اإطالق النار الموقع مع �س���وريا

عام 1949 بق�سد الو�سول اإلى غايتها النهائية ب�سم هذه المنطقة، ��سرعت عام 1950

بتنفي���ذ م�س���ر�ع تجفيف م�س���تنقعات الحولة، كذل���ك بادرت مدفعيتها بق�س���ف منطقة

الحمة ال�سورية ��سواحيها.

ف���ي كان���ون ثان���ي ع���ام 1953، اأنج���ز الإ�س���رائيليون بناء القن���اة الخا�س���ة بتجفيف

م�س���تنقعات الحول���ة، ثم بناء محطة كهربائية على ج�س���ر بنات يعقوب، �س���مالي بحيرة

طبريا. �في كانون اأ�ل عام 1955، �س���ن الإ�سرائيليون غارة �ا�سعة النطاق على المواقع

ال�س���ورية �س���مال �س���رق بحيرة طبريا، لهدف ال�س���يطرة الكاملة عليها، كذلك با�س���ر�ا

بتحويل مياه نهر الأردن اإلى النقب �المنطقة ال�ساحلية عام 1956.

ردا عل���ى ذل���ك، اأقر موؤتمر القمة العربي الأ�ل الذي عق���د في القاهرة في 13 كانون

ثاني 1964، م�سر�عا لتحويل ر�افد هذا النهر في المنطقة العربية، لقطع الطريق على

م�ساريع اإ�سرائيل .)3(

لكن الم�س���ر�ع، ما اإن دخل قيد التنفيذ حتى قامت الطائرات الإ�س���رائيلية بق�سفه،

�كان هذا الم�س���ر�ع العربي فيما بعد �س���ببا مبا�س���را لت�س���عيد حدة التوتر بين �س���وريا

�اإ�س���رائيل، �الذي انتهى اإلى ن�س���وب عد�ان حزيران . على اأر�ض الواقع اإذن، لم يبق اإل

خم�سة قرى اآهلة ب�سكانها، فيما اأجبر الباقون على النز�ح عن اأر�سهم �بيوتهم �سائرين

�سرقا باتجاه الوطن الأم، كما تقدم ذكره. �هنا يطرح ال�سوؤال ،عن �سر بقاء هذه القرى

قائمة �اآهلة … ؟

ل �س���ك اأن هذا الت�س���ا�ؤل، بقي مثار جدل لفترة لي�س���ت قليلة، �ما �س���يطرح هنا جاء

اعتمادا على خال�س���ة مراجع �اأبحاث ميدانية، تحتوي على ا�س���تنتاجات ��جهات نظر

الأهالي. �سكان القرى المتبقية، كانت لديهم خبرة �ممار�سة تفوق بكثير تلك التي كانت

لدى من نزح، فهم لم ين�س���وا بعد تجربتهم القا�س���ية مع الم�س���تعمر الفرن�س���ي، فمجدل

�س���م�ض �حدها دفعت حوالي 117 �س���هيدا اإبان الثورة ال�س���ورية الكب���رى، لذلك لم يكن

من ال�س���هل على اإ�سرائيل دفعهم اإلى ترك منازلهم. �هذه القرية، حرقت زمن الأتراك

�س���ت م���رات، حيث ذاق اأهلها الكثير م���ن التنكيل �الخراب. اإ�س���افة اإلى حرقها �نهبها

�تهجي���ر اأهلها مرات عدة اأيام الفرن�س���يين، اإذ �س���قطت بعد �س���تة اأ�س���هر من المعارك

ال�س���ارية. �يقال اإنها من اأ�اخر المناطق ال�سورية التي ��سل اإليها الفرن�سيون. القاعدة

القت�سادية المتينة التي قامت عليها قرى الجولن، كانت اأي�سا من الأ�سباب الجوهرية

لبقائهم. فاأر�سهم هذه، كانت الأ�سا�ض لوجودهم �من اأجلها دفعوا الغالي �النفي�ض.

طبيعة الموقع الذي ترب�ض فيه هذه القرى على �س���فح جبل ال�س���يخ، زرعت في نفو�ض

اأهلها ال�ستقرار، نظرا لت�ساري�سه القا�سية ��سعوبة اختراقه.

رجال الدين اأي�س���ا �الم�س���نون، لعبوا د�را كبيرا في اإبقاء ال�س���كان، ب�س���بب خبرتهم

الوا�س���عة بالم�س���ائب �الك���وارث الت���ي تعر�س���ت له���ا المنطقة اإب���ان الحك���م العثماني

�الفرن�سي لها.

�سبب اآخر اأي�سا لعب د�ره في هذا المجال، �هو اأن المعارك الع�سكرية لم تدر ب�سكل

مبا�س���ر ف���وق هذه الق���رى، لكن هذا لي�ض معن���اه اأن القرى نجت من الق�س���ف �الدمار،

ف�سكان قرية م�سعدة �بقعاثا �عين قنية لجوؤ�ا اإلى قرية مجدل �سم�ض بعد ق�سف قراهم،

�حتى نهاية المعارك. اإ�سافة اإلى اأن مجدل �سم�ض نف�سها لم ت�سلم من الق�سف.

عامل اآخر �هام، �هو المخطط الإ�س���رائيلي الحالم باإقامة د�لة درزية، ت�س���ون لها

حد�دها ال�سمالية ال�سرقية مع �سوريا، الم�سر�ع الذي اأف�سله الأهالي لحقا، ما حدا بها

اإلى التخفيف ن�سبيا من �طاأة نيرانها على القرى الأربع.

اأم���ا القرية الخام�س���ة فه���ي الغجر، �التي تقع عل���ى تقاطع ما بين الحد�د ال�س���ورية

اللبنانية الفل�س���طينية، اإذ تم احتاللها بعد اأ�س���بوعين من الحرب. اإن بعد هذه القرية،

حفز الإ�سرائيليين على عزلها، �نتيجة لل�سغوطات �البتزاز، تمكنت اإ�سرائيل فعليا من

عزلها عن اأخواتها القرى الأربع المتبقية. �كتب على هذه القرية األ تخط �سطرا �احدا

في كتاب الجولن الن�سالي الطويل �سد الحتالل الإ�سرائيلي.

ب��در �إعلن �سم �لج�لن:

اإن العقلية ال�س���هيونية ل تن�سجم مع الإبقاء على م�س���احة اإ�سرائيل �سغيرة. فالد�لة

ال�س���غيرة ل تملك مقومات للبقاء كالد�لة الكبي���رة، �الد�لة الكبيرة قادرة على تطوير

ذاتها بمختلف مجالت الحياة. �اإ�سرائيل، لم توجد ح�سب الفكر ال�سهيوني لتكون عالة

عل���ى اأح���د، اأ� تكون تحت رحمة اأحد، بل لتكون كيانا م�س���تقال يمتلك اإرادته �يت�س���رف

بحريته. �يخطئ من يعتقد، اأن القادة الإ�س���رائيليين �س���يتخلون في يوم ما عن مثل هذا

التفكير، لأن في ذلك مقتل فكرة د�لة اإ�سرائيل.)4(

بن���اء على ما تقدم، فاإن حكومات العمل المتعاقبة �س���عت اإلى تغيير معالم الأرا�س���ي

الت���ي احتلتها. اأما حكومة الليكود التي خلفتها، �س���ارت على نف����ض خطاها، فعملت على

التهام الجولن ب�س���ورة اأكثر �سرامة. فمع تكثيف حكومة مناحيم بيغن اليمينية لحركة

ال�س���تيطان، جاءت مبادرة اأنور ال�س���ادات لت�س���جع ال�س���هاينة على بدء التحرك ل�س���م

الجولن ب�س���كل نهائي، حيث بداأت تتعامل مع الجولن بطريقة توؤدي اإلى �س���مه ب�سورة

�سرعية.)5(

ظه���رت اأ�ل���ى بوادر اإعالن ال�س���م بتاريخ 12كان���ون ثاني 1978،حي���ث ذكرت اإذاعة

اإ�س���رائيل باللغة العبرية اأن الإ�س���رائيليين يطالبون بتطبيق القانون المدني الإ�سرائيلي

Page 22: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

�لإ�سر�ب �لكبير

اقت�س���رت جهود العالم اأجمع، �الد�ل العربية، ��س���وريا على �جه الخ�س���و�ض، على

كونها مبادرات كالمية �نظرية �عاجزة عن ردع اإ�سرائيل، التي لم تتراجع عن قرارها،

بل �سعدت من نقمتها �اإجراءاتها القمعية بحق �سكان المرتفعات ال�سورية.

قرر اأهالي الجولن مواجهة اإ�س���رائيل على طريقتهم. فبعد ف�س���لها بفر�ض جن�سيتها

على �سكان المرتفعات ال�سورية المحتلة، بادرت اإ�سرائيل اإلى اإقرار ت�سريع �سم الجولن

م�سعدة اإجراءاتها القمعية بحق المواطنين ال�سوريون، من اعتقالت اإدارية اإلى حمالت

تفتي�ض �مداهمة، �اإعالن منطقة الجولن منطقة ع�سكرية مغلقة.

�ردا على ذلك، عقد �س���كان اله�س���بة اجتماعا في خلوة مجدل �س���م�ض، قرر�ا خالله

اإعالن اإ�سرابهم المفتوح �ال�سامل في 1982/2/14. �سحيفة هاآر�ض الإ�سرائيلية، كتبت

في افتتاحيتها بعد يومين: يخطئ من يعتقد اأنه بالعتقال �غيره من ممار�س���ة �سيا�س���ة

اليد الحديدية، يمكن اإخماد مقا�مة �س���كان الجولن.)12( اأما �س���حيفة عل هم�سمار،

كتب���ت ف���ي اليوم نف�س���ه: ربما تفلح �سيا�س���ة الي���د الحديدية في ك�س���ر الإ�س���راب �ملء

ال�سجون، لكنها لن تزيد من التاأييد لإ�سرائيل.)13(

اإن اإعالن الإ�س���راب، جاء �س���ربة قا�سية لإ�س���رائيل �غير متوقعة، فمواطنو الجولن

التزموا بالقرار ال�سعبي ب�سكل تام، حيث اأغلقت المحالت التجارية، �توقف المزارعون

ع���ن اأعمالهم، �اأغلقت المدار�ض اأبوابه���ا، �لم يذهب العمال اإلى اأماكن عملهم، ما دعا

اإ�س���رائيل اإلى ف�س���ل العاملي���ن �حرمانهم م���ن كل حقوقهم. كما األغ���ت المقابالت مع

الأق���ارب في �س���وريا، �التي كانت تتم في المنطقة المعز�لة ال�س���الح، الت���ي تبعد اأمتار

قليلة عن مجدل �س���م�ض، �ذلك اأيام الحكم الع�س���كري لله�سبة. تال ذلك، التهديد الذي

اأطلقه اآرييل �سار�ن، �مردخاي ت�سيبوري لل�سكان بالطرد، اإذا هم �ا�سلوا رف�ض القانون

الإ�س���رائيلي. كما امتنعت العيادات التابعة لدائرة الخدمات ال�س���حية الإ�سرائيلية عن

ا�ستقبال اأي مواطن �سوري ل يحمل الجن�سية الإ�سرائيلية.

اأدى هذا الت�س���عيد الإ�سرائيلي اإلى زيادة نقمة الأهالي، ما حدا باإ�سرائيل للجوء اإلى

دفع ع�س���و الكني�ست الليكودي المت�سدد، اأمل ن�س���ر الدين للقيام بو�ساطة لدى ال�سكان

لردم الهوة بين الطرفين، �جاء رد اأهالي الجولن باأنهم يرف�سون حتى مجرد اأ�ستقباله،

اأ� �جوده على اأر�س���هم. اأر�س���لت �زارة الحرب بعدها ممثال عنها بتاريخ 1982/2/20

لحث الأهالي على قبول الجن�سية الإ�سرائيلية، �التاأكيد اأن اإ�سرائيل لن تجبرهم على اأن

يكونوا �سهاينة، �اإنما مواطنين م�سالمين �ح�سب.

جاء الرد ال�س���عبي حا�س���ما، راف�س���ا ل�س���تالم الجن�س���ية، �طالب الأهالي المند�ب

الإ�س���رائيلي باإطالق �سراح المعتقلين، �لم �سمل العائالت على جانبي خط �قف اإطالق

النار، �طالبوا من خالله �زير الحربية �س���ار�ن، التعهد ب�س���كل مكتوب بعدم اإلزام اأبناء

الجولن بالخدمة ب�سفوف جي�سه.)14(

بعد ف�س���ل الو�سيط ال�سالف الذكر، زار الجنرال اأمير در�ري قائد المنطقة ال�سمالية

قرى الجولن، طالبا من الأهالي فك الإ�س���راب، محذرا �موؤكدا اأن قرار حمل الجن�سية

الإ�س���رائيلية ل يحتم���ل التاأ�ي���ل، م�س���يفا اأن اإ�س���رائيل �حدها هي من يق���رر، �اأن على

ال�س���كان الطاعة �اللتزام، مهددا اأنه �سيتم ترحيل كل من يرف�ض الجن�سية الإ�سرائيلية

اإلى داخل الأرا�سي ال�سورية.

ل���م تلق محا�لة در�ري الأخيرة حظا اأ�فر من �س���الفتها، م���ا دفع قوات الحتالل اإلى

اإغالق القرى الأربع بقرار ع�س���كري، �فر�ض ح�سار خانق على ال�سكان، تم خالله قطع

ال�س���لة بي���ن الق���رى الأربع، �منع الدخ���ول اإليها اأ� الخ���ر�ج منها. كما قل�س���ت المياه،

�قطع التيار الكهربائي، �فر�س���ت ال�س���لطات حظرا على ��س���ول الم���واد الغذائية. مما

دفع ال�س���وريين لإر�س���ال قوافل محملة بالمواد الغذائية �الأد�ي���ة اإلى المنطقة المعز�لة

ال�س���الح، المحاذية لبلدة مجدل �س���م�ض في 1982/2/26، لكن الإ�س���رائيليين رف�س���وا

ال�سماح لها بالدخول.

ف���ي خ���الل ذل���ك، داهمت ق���وات الحت���الل الإ�س���رائيلي البي���وت معتقلة ع���ددا من

رئي�ض الح���زب اآنذاك �الموجود في الوليات المتحدة، طال���ب نوابه بالعمل على تاأجيل

القت���راع �لي�ض رف�س���ه، �اإتاحة الفر�ض لمناق�س���ات اأ��س���ع في هذا المج���ال. اأما اآرييل

�س���ار�ن �زي���ر الح���رب، اأكد اأن اإ�س���رائيل م�س���تعدة لأي احتمال ع�س���كري عل���ى الجبهة

ال�سورية، �اأنها لن تتراجع عن قرار ال�سم الذي اأ�سدرته.

رد �لم��طنين �ل�س�ريين في �لج�لن �لمحتل على �لقر�ر �لإ�سر�ئيلي:

اأ�ل رد�د الأهالي، جاء في 1979/1/16، حيث اأ�سدر حوالي 1200 مواطن من اأبناء

اله�سبة مذكرة رد�ا فيها على م�سر�ع ت�سليم الهوية الإ�سرائيلية لهم، برف�ض هذا العمل

جملة �تف�سيال، حيث جاء في المذكرة: ل ي�سعنا اإل اأن نوؤكد من جديد، �اأن نعلن للمالأ،

اأن���ه مهم���ا طال ليل الحت���الل علينا، فلن نتنازل ع���ن هويتنا، �عن كوننا �س���وريين. تال

ذلك، توجيه بيان للراأي العام العالمي �الإ�س���رائيلي، كذبوا فيه ادعاءات اإ�س���رائيل، اأن

�سكان الجولن �سلموا باأمر الحتالل.

في تاريخ 1981/3/25، عقد اجتماع حا�س���د في بلدة مجدل �س���م�ض، ح�س���ره اآلف

المواطنين من جميع القرى، اأ�س���در�ا خالله �ثيقتهم الوطني���ة، التي حدد�ا بموجبها

م�سيرة حياتهم اليومية، �تعاملهم مع العد�، �مع بع�سهم. �هذا ن�ض الوثيقة كامال.

�ل�ثيقة �ل�طنية للم��طنين �ل�س�ريين في �لمرتفعات �ل�س�رية

�لمحتلة

نح���ن المواطن���ون ال�س���������وريون في المرتفع���ات ال�س��������ورية الم���ح����تلة، ن���رى لزاما

علين���ا اأن نعل���ن لكل الجهات الر�س�������مية �ال�س��������عبية في العالم اأجم���ع، �لمنظمة الأمم

المتح���دة �موؤ�س�س���اتها، �لل���راأي الع���ام الع����الم���ي �الإ�س������رائيلي، �من اأج���ل الحقيقة

�التاريخ، �ب�س���راحة ���س���وح تامين عن حقيق���ة م����وقفنا من الح����تالل الإ�س���رائيلي،

�داأب���ه الم�س�������تمر لبت���الع �س����خ�س���يتنا الوط���نية، �محا�لته �س���م اله�س���بة ال�س���ورية

المحتل���ة حين���ا، �تطبي���ق القانون الإ�س���رائيلي علينا حين���ا اآخر، �جرنا بط���رق مختلفة

لالندماج بالكيان الإ�سرائيلي، �الن�سهار في بوتقته، �لتجريدنا من جن�س����يتنا العربية

ال�س�������ورية، التي نعتز �نت�س���رف بالنت�س���اب اإليها، �ل نريد عنها بديال، �التي �رثناه���ا

ع���ن اأجدادنا الك���رام، الذين تح����درنا من اأ�س���������البهم، �اأخ����ذنا عنه���م لغتنا العربية

التي نتكلم����ها بك����ل فخر �اعتزاز، �لي�ض لنا لغ���ة قومية �س���واها، �اأخذنا عنهم اأرا�سينا

الغالية على ق��لوبنا ��رثناها اأبا عن جد منذ �جد الإن�س������ان العربي في هذه البالد قبل

اآلف ال�سنين.

اأرا�س���ينا المجبولة بعرقنا �بدماء اأهلنا �اأ�س���الفنا، حيث لم يق�سر�ا يوما في الذ�د

عنه���ا �تحريره���ا من كل الغزاة �الغا�س���بين على م���ر التاريخ، �التي نقط���ع العهد على

اأنف�سنا اأن نبقى ما حيينا اأ�فياء �مخل�سين لما خلفوه لنا، �اأن ل نفرط ب�سيء منه مهما

طال زمن الحتالل الإ�س���رائيلي، �مهما قويت ال�س���غوط علينا من قبل ال�سلطة المحتلة

لإكراهن���ا اأ� اإغرائنا ل�س���لب جن�س���يتنا، �لو كلفن���ا ذلك اأغلى الت�س���حيات، �هذا موقف

بديهي �طبيعي جدا اأن نقفه، �هو موقف كل �س���عب يتعر�ض كله اأ� جزء منه لالحتالل.

�انطالقا من �س���عورنا بالم�س���وؤ�لية التاريخية الملقاة على عاتقنا تجاه اأنف�س���نا �اأبنائنا

�اأجيالنا القادمة اأ�سدرنا هذه الوثيقة.

1� ه�سبة الجولن المحتلة، هي جزء ل يتجزاأ من �سوريا العربية.

2 � الجن�س���ية العربية ال�س���ورية، �س���فة مالزمة لنا ل تز�ل، �هي تنتقل من الآباء اإلى

الأبناء.

3 � اأرا�س���ينا ه���ي ملكية مقد�س���ة لأبناء مجتمعنا ال�س���وريين المحتلي���ن، �كل مواطن

ول له نف�سه اأن يبيع اأ� يتنازل اأ� يتخلى عن �سبر منها للمحتلين الإ�سرائيليين يقترف ت�س

جريمة كبرى بحق مجتمعنا، �خيانة �طنية ل تغتفر.

4 � ل نعترف باأي قرار ت�س���دره اإ�س���رائيل من اأجل �سمنا للكيان الإ�سرائيلي، �نرف�ض

رف�سا قاطعا قرارات الحكومة الإ�سرائيلية الهادفة �سلبنا �سخ�سيتنا العربية ال�سورية.

5 � ل نعترف ب�س���رعية المجال����ض المحلية �المذهبية، لكونه���ا عينت من قبل الحكم

الع�س���كري الإ�سرائيلي �تتلقى تعليماتها منه، �ر�ؤ�ساء �اأع�ساء هذه المجال�ض ل يمثلوننا

باأي حال من الأحوال.

6 � اإن الأ�سخا�ض الراف�سين لالحتالل من خالل مواقفهم الملمو�سة، �الذين هم من

كافة قطاعاتنا الجتماعية، هم الجدير�ن �الموؤهلون لالإف�س���اح عما يختلج في �سمائر

�نفو�ض اأبناء مجتمعهم.

7 � كل �سخ�ض من ه�سبة الجولن ال�سورية المحتلة، ت�سول له نف�سه ا�ستبدال جن�سيته

بالجن�س���ية الإ�س���رائيلية، ي�س���ئ لكرامتنا العامة، �ل�س���رفنا الوطن���ي �لنتمائنا القومي

�لديننا �تقاليدنا، �يعتبر خائنا لبالدنا.

8 � قررن���ا ق���رارا ل رجعة فيه �هو: كل من يتجن�ض بالجن�س���ية الإ�س���رائيلية، اأ� يخرج

عن م�س���مون هذه الوثيقة، يكون مجحودا �مطر�دا من ديننا �من ترابطنا الجتماعي،

�يح���رم التعامل معه، اأ� م�س���اركته اأفراح���ه �اأحزانه اأ� التزا�ج معه، اإل���ى اأن يقر بذنبه

�يرجع عن خطاأه، �يطلب ال�سماح من مجتمعه، �ي�ستعيد اعتباره �جن�سيته الحقيقية.

لق���د اعتمدنا هذه الوثيقة، م�س���تمدين العزم من تراثنا الر�حي �القومي �الإن�س���اني

���نا على حف���ظ الإخوان، �الأم���ر بالمعر�ف، �النه���ي عن المنكر، الأ�س���يل، الذي يح�س

�الوفاء العميق للوطن .25 �3 �1981

في 14 / 12 / 1981، كما �سلف، �سدر القانون الإ�سرائيلي ب�سم المرتفعات ال�سورية

المحتل���ة، حيث قوبل هذا القرار بالرف�ض القاطع �ال�س���تنكار الع���ام، فقام المواطنون

بمهاجمة ال�سيارات الع�سكرية �ترديد العبارات المنددة باإ�سرائيل، تاله اإ�سدارهم نداء

يدعو اإلى اإ�سراب �سامل لمدة ثالثة اأيام في اليوم الثاني ل�سد�ر القرار.

رادي���و اإ�س���رائيل، اأذاع ف���ي 27 / 12 / 1981 اأن الحركة التجاري���ة في قرى الجولن

توقفت تماما. �اأغلقت المدار�ض �امتنع العمال عن الذهاب اإلى اأماكن عملهم.)9( مما

دف���ع قوات الحتالل اإلى اإعالن حالة التاأهب الق�س���وى، �قال���ت �كالة ر�يتر في التاريخ

نف�س���ه: اإن القوات الإ�سرائيلية اعتقلت عددا كبيرا من المواطنين اإثر اإعالن الإ�سراب.

)10( اأم���ا �كال���ة فران�ض بري����ض، قالت في تقرير لها من مجدل �س���م�ض في 17 / 12 /

1981: اإن المواطني���ن ال�س���وريين تجمعوا في ميدان كبير، �هم يتابعون اإذاعة دم�س���ق،

لمواكبة الرد�د ال�سورية المحتملة.)11(

ا�س���تكمال لت�س���عيد المقا�م���ة، �س���هدت بل���دة مجدل �س���م�ض ف���ي 18 / 12 / 1981

مظاهرة عارمة، حمل المواطنون خاللها اأعالما �س���وداء معلنين ا�س���تياءهم �رف�س���هم

للقرار الإ�س���رائيلي، ما دفع رئي�ض لجنة الم�س���توطنين في الجولن المحتل لتقديم طلب

اإلى الجنرال داني مات، الم�س���وؤ�ل عن المناط���ق المحتلة، يحثه فيه على اإبقاء الأحكام

الع�سكرية في الجولن، حتى بعد �سمها، نظرا لت�ساعد مقا�مة الأهالي فيه.

خالل الفترة الآنفة الذكر من 14 اإلى 18 كانون اأ�ل 1981، قامت القوات الإ�سرائيلية

بحمالت مداهمة �تفتي�ض �اعتقال، طالت العديد من �س���كان القرى المحتلة. �س���حيفة

التحاد الناطقة با�س���م الحزب ال�س���يوعي الإ�س���رائيلي )راكاح(، ذك���رت اأن اإجراءات

الجي�ض الإ�سرائيلي في قرى الجولن لن تثني �سكانه عن ال�ستمرار بمقاطعتهم لد�ائر

الحاكم الع�سكري، �رف�سهم للهوية الإ�سرائيلية.

اأم���ا رئي�ض اأركان الجي�ض الإ�س���رائيلي رفائي���ل اإيتان، اأعلن بعد ع���������دة اأيام اأنه من

الممكن ا�س���تدعاء �س���كان اله�س���بة في اأي �قت لتاأدية الخدمة الع�س������كرية في الجي�ض

الإ�س���رائيلي. ثم ت���اله ته����ديد ي�س���رائيل كينغ، حاكم ل���واء ال�س��������مال لالأهالي بالويل

�الثب���ور اإذا �ا�سلوا رف�سه���م للهوية الإ�سرائيلية.

�في الإطار نف�سه، �سعدت اإ�سرائيل من اإجراءاتها القمعية، فبداأت حمالت المطاردة

�التفتي����ض �العتق���ال، �فر����ض الأحكام الجبري���ة �حظر التجول على ال�س���كان، �قامت

بتبديل اأرقام ال�س���يارات العائدة ل�س���كان الجولن باأرقام مدنية اإ�س���رائيلية، �اإجراءات

تمهيدية �س���اغطة اأخرى كتمهيد لتطبيق قرار ال�سم، فاأعلنت الجولن منطقة ع�سكرية

مغلقة يحظر الدخول اإليها �الخر�ج منها اإل بت�سريح ع�سكري.

بذلك، تكون اآلية القمع الع�سكرية الإ�سرائيلية فر�ست �اقعا متاأزما في قرى اله�سبة

ال�س���ورية، حيث عا�ض ال�س���كان في الفترة ما بين �س���د�ر قرار ال�سم اإلى تاريخ اإعالنهم

اإ�س���رابهم الكبير المفتوح، في الرابع ع�س���ر من �س���باط عام 1982 حالة غليان �س���عبي

�مواجهات م�ستمرة ��سغوطات دائمة متجددة، ��سول اإلى الإ�سراب.

Page 23: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

الم�سادر :

)1( الجولن ملحمة �سمود – نظير مجلي �ض 53-52

)2( ا�ستراتيجية ال�سهيونية �اإ�سرائيل تجاه المنطقة العربية �الحزام المحيط بها – حبيب قهوجي- �ض 51

)3( نف�ض الم�سدر – �ض 59

)4( مرتفعات الجولن – د . عبد ال�ستار قا�سم -�ض90

)5( نف�ض الم�سدر �ض92

)6( الجولن �سجل اأحداث �ض22

)7( الجولن �سجل اأحداث � م�سدر �سابق � نف�ض ال�سفحة

)8( مرتفعات الجولن � م�سدر �سابق �ض101

)9( اإذاعة �سوت اإ�سرائيل – 27 / 12 / 1981

)10( �كالة ر�يتر – 27 / 12 / 1981

)11( �كالة فران�ض بري�ض 17 / 12 / 1981

)12( �سحيفة هاآرت�ض 1982/2/16

)13( �سحيفة عل هم�سمار 1982/2/16

)14( �سحيفة هاآرت�ض 1982/2/21

)15( �سحيفة هاآرت�ض � دافار � عل هم�سمار 15 / 3 / 1982

المواطني���ن، �مرفق���ة ذلك با�ستعرا�س���ات ع�س���كرية لجنودها داخل الق���رى، ثم حظر

التجول على �سكانها، �منعت الأطباء �الم�ساعدات المقدمة من ال�سفة الغربية �الجليل

�النا�س���رة من الو�س���ول اإلى المنطقة، كما منعت مر�س���ى اله�س���بة من الخر�ج للعالج

خ���ارج قراهم. اإ�س���افة اإلى منعها ال�س���حفيين من الدخ���ول اإلى الجولن للك�س���ف عن

الواقع الماأ�س���ا�ي الذي يعي�سه الأهل. حتى الموا�سي، اأخ�سعتها اإ�سرائيل لقرارات حظر

التجول، �لم تتردد من ت�سويب بنادقها على الرعاة الذين لم يلتزموا به.

راح الو�سع يزداد �سوءا في اله�سبة يوما بعد يوم، �اأخذت اإ�سرائيل ت�تفنن في ابتكار

��س���ائل الإرهاب �القم���ع، فزجت بعدد كبير من جنودها في �س���وارع الق���رى، �كاإجراء

تخويفي اآخر ا�س���تقدمت قوات العد� عددا م���ن المجنزرات الحربية، التي راحت تجوب

ال�سوارع ليال نهارا، في محا�لة لدب الرعب في قلوب الأهالي.

�ف���ي ه���ذه الفترة، تمكن ع���دد من ال�س���بان من تهريب بع�ض الر�س���ائل التي ت�س���رح

�اقعه���م ال�س���عب، ما دفع العديد م���ن الإ�س���رائيليين اإلى الحتجاج اأم���ام مكتب رئي�ض

الحكوم���ة، �تنظيم مظاهرات في القرى �المدن العربية في اإ�س���رائيل. كذلك قام عدد

من المحامين العرب �اليهود بجهود جبارة لإي�س���ال �س���وت اأح���رار الجولن اإلى الراأي

العام العالمي �المنظمات الد�لية �الإن�سانية.

�اإثر تدهور الأ��ساع في الجولن، توجه اأربعة نواب من الجبهة الديمقراطية لل�سالم

�الم�سا�اة اإلى قرى الجولن لالطالع على اأ��ساعهم عن كثب، لكن قوات الجي�ض منعتهم

م���ن دخوله���ا، ما حدا بهم اإلى اإ�س���دار مذكرة اإلى ال���راأي العام الإ�س���رائيلي �العالمي،

��سفوا فيها حقيقة ما يجري في الجولن.

عق���ب تلك الحادث���ة اأدانت �س���حيفة هاآرت�ض ف���ي افتتاحيتها بتاري���خ 15/ 3 /1982

ممار�س���ات اإ�س���رائيل في الجولن، �مثله���ا فعلت دافار �عل هم�س���مار.)15( في الإطار

نف�سه، اأحكمت اإ�سرائيل ح�سارها، �كان حليب الأطفال نفذ، �الأمرا�ض تف�ست

حت���ى بلغ عدد الأطفال الم�س���ابين بالح�س���بة ح�س���ب بع�ض الإح�س���ائيات 40% من

مجموع من تقل اأعمارهم عن 14 عاما.

ف���ي ه���ذه الأثناء، راح عدد م���ن الجنود الإ�س���رائيليين يجوبون الق���رى، معلنين عبر

مكبرات ال�س���وت اأن كل من ل يتقدم بطلب الح�س���ول على الهوية الإ�س���رائيلية حتى 1

ني�سان من العام نف�سه، �سيقدم اإلى المحاكمة �يغرم بمبالغ طائلة.

�بتاريخ 17/ 3 / 1982، ا�س���تيقظ اأهالي مجدل �سم�ض على اأ�سوات األوف ال�سوريين

الذين احت�س���د�ا على الجانب ال�س���رقي لخ���ط �قف اإطالق النار. فاندفع �س���كان القرى

لمالقاته���م من خلف الأ�س���الك ال�س���ائكة �حقول الألغ���ام، مما دفع بخم�س���مائة جندي

اإ�سرائيلي مدججين بال�سالح اإلى تفريقهم بالقوة.

ا�ستمر هذا الو�سع بالتاأزم حتى تاريخ 31/ 3 / 1982، حيث ا�ستقدمت اإ�سرائيل با�ستقدام

حوال���ي 16 األ���ف جندي اإل���ى قرى اله�س���بة، فمقابل كل طفل اأ� �س���يدة اأ� �س���يخ كان هناك

جندي اإ�س���رائيلي مدجج بال�س���الح �يزيد، معززين بعدد كبير م���ن المجنزرات �الحافالت

الع�س���كرية، مدعمين بالحوامات. عزلت قرى الجولن تماما عن العالم الخارجي، �حو�سر

اأهله���ا ف���ي خلوة مجدل �س���م�ض �محيطها، حيث ح�س���ر اآرييل �س���ار�ن �زي���ر الحرب �قائد

المنطقة ال�سمالية اأمير در�ري، �هددا بق�سف الخلوة �محيطها بمن فيهما.

�في �س���باح 4/1/ 1982 اأحكم تطبيق الح�س���ار، �توزع عدد من الجنود على اأ�سطح

المن���ازل، �من���ع الأهالي من مغادرة بيوته���م اأ� حتى فتح �س���تائر نوافذهم. ثم انطلقت

قوات الجي�ض الإ�س���رائيلي على �س���كل مجموعات، كل منها تتاألف من حوالي 15 جنديا،

دخلوا اإلى كل بيت في القرى الأربع.

راح الجنود يدخلون المنازل م�س���تخدمين الحوار �الطرق الدبلوما�سية بادئا، لإقناع

الأهالي بت�س���لم الهويات التي اأعدت لهم م�س���بقا، �ما اإن يرف�سونها، حتى ينهال الجنود

عليه���م بال�س���رب باأعق���اب بنادقهم، ث���م اعتقال من يقا�م بط�س���هم. حولت اإ�س���رائيل

المدار�ض اإلى معتقالت، بعد اأن خرب الجنود اأثاثها، �لجاأت اإلى اأ�ساليب تعذيب بدائية

�ح�سية، اإ�سافة لإطالق النار على البع�ض، �الذي اأدى لإ�سابات بالغة الخطورة

ا�س���تمرت ه���ذه الحملة ثالث���ة اأي���ام متوا�س���لة، بتغطية �دع���م كاملين م���ن الإذاعة

�التلفزة في اإ�س���رائيل، �التي حا�لت عبثا ت�س���ميم نفو�ض المواطنين، تارة بالإعالن اأن

�جه���اء اله�س���بة �كبار ال�سخ�س���يات الوطنية فيها ا�س���تلموا الهويات الإ�س���رائيلية، �ما

عل���ى المواطنين اإل قبولها، �تارة اأخرى بالتهديد �اإطالق الويالت على ال�س���كان بهدف

ال�سغط �التخويف.

فك الح�س���ار بعدها، �كانت النتيجة ف�سل القوات الإ�س���رائيلية بكل ��سائل الترغيب

�القوة �التهديد �اإطالق الر�س���ا�ض بتوزيع الهوية الإ�س���رائيلية على ال�س���كان. �بعد فك

الح�سار، احت�سد الأهالي في �ساحات القرى الأربع، جامعين الهويات التي تركها الجنود

خلفهم في ال�س���وارع �الأر�س���فة �الأزق���ة، �اأمام اأعين الجنود �عد�س���ات ال�س���حفيين،

دا�سوها باأرجلهم �حرقوا بع�سها، �تم ��سع بع�سها الآخر في �سناديق، ثم اأر�سلوها اإلى

رئي�ض �زراء اإ�سرائيل، مناحم بيغن في ديوانه.

نتيجة ما تقدم، تكون اإ�س���رائيل ف�س���لت في ك�س���ر �س���وكة الإ�س���راب �اإرغام المواطنين

عل���ى ا�س���تالم هوياتها. �من جديد، عادت المظاهرات �الم�س���يرات تجوب �س���وارع القرى،

معلنة رف�س���ها لالحت���الل، �عازمة على ال�س���تمرار في الرف�ض حتى تتراج���ع حكومة بيغن

ع���ن ت�س���ريعها. �اإلى يومه الأخير، ل���م يخل يوم �احد م���ن اأيام الإ�س���راب د�ن مظاهرات

�ا�س���تباكات م���ع القوات المحتلة، لكن ف���ي مقابل ذلك كانت الأمرا�ض ا�س���تفحلت، �المواد

التموينية تال�ست، �الأ��ساع على كافة الأ�سعدة تدهورت حتى ��سلت اإلى حد غير معقول.

كان���ت اإ�س���رائيل من جهته���ا، اعترفت للم���الأ بف�س���لها الذريع في تحقي���ق مخططها

في اله�س���بة ال�س���ورية المحتلة، فال �س���م الجولن تحقق، �ل نجحت بفر�ض الجن�س���ية

الإ�س���رائيلية �الخدمة الإلزامية على �س���كانها. مما دعاها اإلى التيقن با�ستحالة تطبيق

اإجراءاته���ا بكل ما تملك. �هكذا، اقتربت نهاية الإ�س���راب بعد اأن حقق معظم اأهدافه،

فدخل الأهالي في مفا��س���ات مع �س���لطات الحتالل عبر ��س���طاء عرب �فل�س���طينيين،

بهدف الو�س���ول اإلى حل مقبول ين�س���جم مع متطلبات ال�سكان، تو�سل الجانبان فيها اإلى

فك الإ�سراب في 7/20/ 1982 بعد دخول اإ�سرائيل في حرب فا�سلة قادتها �سد لبنان،

�ح�س���دت نتيجتها �مر اآثامها. يومها، كان للن�س���ال في الجولن طعم اآخر؛ �ل �سك اأن

الذين عاي�سوا تلك المرحلة يبكون دما، اإذا ما قارنوها ب� “ن�سال” اليوم، �ما ي�سوبه من

ا�س���تعرا�ض �م���زا�دة �نفاق!! من كان �اعيا تلك المرحلة، �ل���ه ذاكرة جيدة، يعرف اأنه

طوال كل تلك ال�سنين الخالدة في تاريخ الجولنيين، كان النظام ال�سوري ح�سابا �ساقطا

من كتابهم الن�سالي، �لم يكن هناك اأي ذكر له، �لكل ما يتعلق به.

اليوم، اأ�س���بح الو�سع مختلفا، �ان�سم اأهالي الجولن اإلى �سعبهم ال�سوري في تمجيد

اأ�س���باب بلوتهم �احتالل اأر�س���م، ف�س���رنا نق���راأ بيان���ات �برقيات موقعة با�س���م اأهالي

الج���ولن، كما في البرقية الموجهة اإلى الموؤتمر القطري الأخير لحزب البعث، تقول: ”

اأيها الرفاق، نهنئكم �نهنئ �س���عبنا بانعقاد الموؤتمر القطري العا�س���ر لحزبنا ال�سامد،

ال���ذي دحر القهر �التخلف �ال�س���تبداد، �اأ�س���حى نورا �س���اطعا، ب���دد مواطئ الظلمة،

�بعث الحياة في كل بقاع الوطن الغالي، �ن�س���ر الأمن �الحب �العطاء في كل بيت �حقل

�م�س���نع �معه���د”! �ل���و اأن كاتب هذه ال�س���طور يجزم اأن ه���ذه البيان���ات �البرقيات، ل

يعل���م به���ا اإل كتابها، �الذي���ن ل يتجا�ز�ن اأ�س���ابع اليد الواحدة؛ �ه���ي تفبرك من غير

علم الأهل، �م�س���امينها ل تحوز على موافقة الغالبية العظمى من ال�سكان؛ اأ� بيان على

�س���اكلة الذي �س���در قبل اأيام بمنا�س���بة ذكرى ال�سم، �الذي ي�س���ا�ي الجالد بال�سحية،

ب�سكل يثير الحيرة �الده�سة �ال�ستغراب، في اإيراده ما يلي:

مكان. كل في �ال�سمير الحرية ��سجناء المعتقلين لكل تحية .…“….. التحي���ة �الح���ب �التقدير لأبناء �س���عبنا �لجي�س���نا الوطن���ي �قيادتنا، �على

راأ�سها ال�سيد الرئي�ض ب�سار الأ�سد”.

هك���ذا ب���داأت م�س���يرة اأهالي الج���ولن الكفاحي���ة �الن�س���الية، �هذا ما انته���ت اإليه؛

فالنظام نف�س���ه الذي خ�س���ر الأر�ض، ع���اد ليقب�ض ثمن تاريخ طويل م���ن عذابات الأهل

�ت�س���حياتهم تحت الحتالل، �بقرار من الأهل اأنف�س���هم؛ اأ� من بع�س���هم، اإذا ا�س���تقام

القول!؟ اإنهم في المح�سلة جزء من �سعب اأجبر، اأ� �جد نف�سه م�سطرا، �في �سابقة لم

يح�سل لها مثيل في التاريخ، على تمجيد خيباته �هزائمه �انك�ساراته، �ت�سييد التماثيل

�نظم الأنا�سيد �القوافي لأ�سحاب تلك الهزائم �الم�سوؤ�لين عنها!

ح�سان �سم�س

Page 24: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

تقا�سيم ج�لنية على �إيقاع �لث�رة �ل�س�رية

مزاج موالي النظام في اله�س���بة ال�س���ورية المحتلة لي�ض في اأح�س���ن اأحواله هذه الأيام؛

ذلك اأن اأكثر من ثمانين نا�سطا �مثقفا جولنيا اأ�سدر�ا بيانا، نهاية اآذار المن�سرم، اأعلنوا

فيه ‘انحيازهم الكامل ل�س���عبهم ال�س���وري �س���د جالديه’، معتبرين اأن ‘كل من يقتل �سعبه

خائ���ن’، عل���ى ما �رد في بيانهم. م���ا زاد الطين بلة، تنظيم حوالي 150 �سخ�س���ا قبل مدة

اعت�س���اما في �ساحة مجدل �س���م�ض دعما للثورة ال�سورية، تبعه باأ�سابيع �قفة �سموع �سامتة

لع�سرات الجولنيين حدادا على اأر�اح �سهداء الثورة.

على المقلب الآخر، فاإن الموالين للنظام، نظموا العديد من مظاهرات التاأييد له خالل

الفترة المن�س���رمة. بع�ض هوؤلء اأعملوا تخوينا ب�س���عبهم ال�س���وري المنتف�ض على نظامه،

متبنين خطاب ال�س���لطة بحرفيته �س���د كل عا�ض عليها بل اإن عددا منهم دعا اأجهزة اأمن

النظام، عبر قنوات الإعالم الر�س���مية، ل�سرب المتظاهرين بيد من حديد، مل�سقين بهم

�ستى تهم التخوين �التاآمر على ‘الوطن �قيادته’. فيما معار�سو النظام، بخالف الموالين،

ير�ن اأن ال�ساحة تت�سع للجميع.

عل���ى ما يب���د�، اأن ثقافة الإق�س���اء �التخوين �الت�س���بيح الت���ي يعتمده���ا النظام داخل

الأرا�س���ي ال�سورية لها مثيلتها على ال�س���احة الجولنية، مع فارق اأن لي�ض فيها عنفا م�سلحا

فمحازب���و النظ���ام يحا�ل���ون فر�ض ر�ؤيته���م على الآخرين بط���رق تفتقد اإل���ى الحد الأدنى

من ال�س���فافية �التعامل الإن�س���اني في كثير من الأحيان اإ�س���افة اإلى ت�سوي�سهم الدائم على

الموؤيدين للحراك ال�س���عبي ال�س���وري، �اأحيانا العتداء الج�سدي على بع�سهم، �محا�لتهم

منع ��س���ائل الإعالم العربية �الأجنبية التي تغطي الأن�سطة المناه�سة للنظام في الجولن

المحتل. �الحجة، اأن تلك الو�سائل متاآمرة على الوطن؛ �ل توازن في تغطيتها بين الموؤيدين

للنظام �المعار�سين له.

لكن الق�س���ة التي ق�س���مت ظهر البعير، محدثة فرزا �ا�سحا على ال�ساحة الجولنية، هي

نجاح الموالين بعد محا�لتهم المتكررة الت�سييق على الم�ساندين للثورة ال�سورية في تمرير

قرار، ع����بر الهيئة الر�ح����ية، يفر�ض مقاطعة دينية �اجتماعية ��طنية على كل من يجاهر

بموقف معار�ض. جاء ذلك الموقف، بعد م�س���اركة نا�سطين جولنيين في موؤتمر المعار�سة

ال���ذي انعقد موؤخرا ف���ي اأنطاليا؛ ما اأثار حفيظة العديدين هنا، معلنين ا�س���تنكارهم لذلك

القرار �عدم التزامهم بكل ما �رد فيه. �في �قت ي�س���فح فيه الدم ال�س���وري في كافة اأرجاء

الوطن. يبد� اأن العديد من الجولنيين، الذين ا�س���تثمر�ا ‘اأجواء النفتاح’ التي �فرها لهم

المحتل اأيما ا�س���تثمار في مقا�مته �رف�ض مخططاته، ا�س���تكثر�ا تلك القيمة على بع�س���هم

محا�لين فر�ض اأجندتهم ب�س���تى ال�س���بل، تحت ذريعة عدم �س���رخ ال�س���ف الوطني، �ذلك

عبر ح�س���ر الولء للوطن من بوابة الولء للنظ���ام الحاكم فيه الأمر الذي ل يحظى باإجماع

اأهال���ي الجولن كما يخيل لأ�س���حابه؛ فالحقيقة الوحيدة المطلقة هنا، اأن الجولن �س���وري

باأر�س���ه ��س���كانه، �كل ما عدا ذلك كان قابال للنقا�ض �الت�سريح �الختالف، ��سيبقى. �هو

مخط���ئ، كل م���ن يحا�ل نقل ال�س���ورة من هنا عل���ى غير هذا النحو. من���ذ نهاية ثمانينات

القرن المن�سرم، عمدت اإ�سرائيل اإلى ا�ستبدال �سيا�سة القب�سة الحديدية بما ا�سطلح على

ت�س���ميته �سيا�س���ة ‘الكعكة المفتوحة’ التي تجبر كل مواطن جولني على النغما�ض الق�س���ري

اأ�ل باأ�ل في عجلة الحياة الإ�س���رائيلية، عبر حرب اقت�س���ادية �س���عواء، ل تبقي للمواطنين

خيارا، محققة بتلك ال�سيا�سة نجاحا ل ي�ستهان به. هنا، دخل ن�سال اأهالي الجولن المحتل

طوره ‘ال�ستعرا�س���ي، الكرنفالي �المو�س���مي’، د�ن اأي تدخل مبا�سر يذكر من قبل �سلطات

الحتالل، التي اأ�سبح تواجدها الع�سكري الغائب الأكبر في الطقو�ض الن�سالية التي يمار�سها

المواطنون، اإذ اقت�س���ر عمله���م الوطني، في معظمه، على الحتف���الت �البيانات �برقيات

التاأييد اأ� ال�سجب �ال�ستنكار، خال بع�ض الخاليا �التنظيمات هنا �هناك، التي انطلقت من

تلقاء نف�سها، في محا�لة لإزعاج العد� اأ� �سرب من�ساآته.

�بق�س���د خل���ق نوع م���ن التوا�س���ل الدائم مع الوط���ن، لتغطي���ة الفراغ الناتج عن ك�س���ر

القاع���دة الذهبية: ‘حي���ث يوجد احت���الل توجد مقا�م���ة’، �التي يتحمل النظام ال�س���وري

كامل الم�س���وؤ�لية عنها، م�س���افا اإليها العزل المحكم الذي فر�سته اإ�سرائيل على الأهالي،

�جدت اإحدى الفئات الجتماعية �س���التها، �ذلك عبر متابعة الإعالم ال�س���وري الر�س���مي،

�كلما اأدلى اأحد اأركان ال�سلطة بت�سريح اأ� اتخذ موقفا، لقوه تهليال �تعظيما �اإ�سادة، عبر

برقيات يطير�نها اإلى دم�سق، موقعين اإياها با�سم ‘جماهير الجولن’ من د�ن الرجوع اإلى

الأهال���ي غالب الأحيان �عدا بيان �احد �س���در في الأيام الأخي���رة، �قعه عدد من خريجي

جامعة دم�س���ق ممن يوؤيد�ن النظام ‘�م�س���يرة الإ�سالح’، فاإن ع�س���رات، بل مئات برقيات

التاأييد، يتنا�لها الإعالم ال�سوري، ل يعرف ب�ساأنها اإل كتابها هذه هي ال�سورة في الجولن

المحتل، من د�ن زيادة �ل نق�س���ان، �هذا ما يحتم الإ�س���ارة اإلي���ه، لإزالة اأي التبا�ض حول

موقف الأهالي هنا. اأمور كالتي �سبق ذكرها، تطفو على ال�سطح غالبا في اأ�قات الأزمات،

حي���ث يختلط على بع�ض الأهالي حابل الأمور بنابلها؛ �س���يما اأن �س���رائح جولنية �ا�س���عة،

ب�س���منها نخب متعلمة، تعاني مما يمكن ت�س���ميته ب� ‘فو�سى م�ساعر �طنية’، تتجلى بنظرة

جامدة ‘ثالثية الأبعاد’ لم�س���األة النتماء، عمادها الأر�ض �ال�س���عب �القيادة. فما ت�س���هده

�س���وريا هذه الأثناء، انعك�ض ب�س���كل �سارخ على الم�س���هد الجولني، محدثا فرزا �ا�سحا ل

يمكن التغا�س���ي عنه اأ� محا�لة تمويهه اأ� حتى اللتفاف عليه، �هو مر�س���ح للزيادة الحادة

مع تطور الأحداث داخل الأرا�س���ي ال�سورية. فال�ساحة الجولنية منق�سمة بين موؤيد للنظام

ال�س���وري �معار�ض له منذ ع�سرات ال�سنين، �هذا النق�س���ام طال حتى الأ�سرى في �سجون

الحتالل الإ�سرائيلي.

ل يمك���ن بح���ال، نكران حقيق���ة اأن فئة م���ن الجولنيين تدي���ن بولئها المطل���ق للنظام

ال�س���وري �توؤمن باأبديته، منطلقة م���ن قناعتها بد�ره )الوطني، المق���ا�م �الممانع(؛ لكن

فهم ما يد�ر على ال�س���احة الجولنية يتطلب الإ�س���ارة اإلى اأن تدخل اأجهزة الأمن ال�س���ورية

ت�س���اعف في العقدين المن�س���رمين اإلى حد�د غير م�سبوقة، تجلى ذلك في النغما�ض بكل

�س���اردة ��اردة في حياة الأهالي. زد على ذلك �س���ماح النظام لمئ���ات الطالب الجولنيين

ا�ستكمال درا�ستهم العليا في جامعة دم�سق منذ اأ�اخر �سبعينات القرن المن�سرم، �تنظيم

زيارات لرجال الدين اإلى الأماكن المقد�سة ال�سورية بداية الت�سعينات، اإ�سافة لفتح اأ�سواق

الوط���ن اأمام التف���اح الجولني اعتب���ارا من عام 2005، �تخ�سي�س���ه تعوي�س���ات �مرتبات

�س���هرية للمعلمي���ن �المعتقلي���ن �بع�ض الفئات التي قطعت �س���لطات الحتالل الإ�س���رائيلي

اأرزاقها، جراء مواقفها المناه�سة لها.

�س���بكات الم�س���الح تل���ك، م�س���افا اإليها ما ي�س���مى ‘هواج����ض الأقلي���ات’ �الخوف على

امتداداتهم الأ�س���رية �عالقات القربى داخ���ل الوطن، �تحفظ البع�ض عن اإبداء اأي موقف

�ا�س���ح تجاه الحراك ال�سعبي ال�سوري �عنف ال�سلطة الذي يقابله خوفا، بح�سب قناعتهم،

من ا�س���تثمار �سلطات الحتالل الإ�سرائيلي له، اإ�س���افة اإلى انبالج �سريحة جديدة ‘موالية

ب�سرا�س���ة’، م�س���تغلة حالة النق�س���ام بغية تلميع ما�ض يعتقد كثير�ن هنا اأنه غير مجيد كل

ذلك، كان له اأبلغ الأثر في تحديد مواقف العديدين في الجولن المحتل تجاه كل ما يحدث

على ال�ساحة ال�سورية. �الحال، فاإنه حتى �لو جعل بع�ض الجولنيين من تنبوؤات المنجمين

��سريبي المندل - �سيوف الف�سائيات اللبنانية في راأ�ض ال�سنة- بو�سلة لتحديد مواقفهم

ال�سيا�س���ية، جازمين اأن الأ�سد �س���يجتاز هذا القطوع �ي�س���لم القيادة اإلى ابنه من بعده؛ اأ�

فا�ست ‘م�ساعر الوفاء’ عند بع�سهم الآخر حد الخلط، عن عمد اأ� غير عمد، بين الف�سل

�الواجب بما يخت�ض بعالقة ال�س���لطات ال�س���ورية باأهالي اله�سبة المحتلة، فاإن ما يمار�سه

النظام بحق ال�س���عب ال�س���وري �تتناقله ��س���ائل الإعالم، رغم محا�لة ال�س���لطات ال�سورية

تكميمها، جعل المقارنة، لدى �سرائح جولنية عديدة، بين ممار�سات الحتالل الإ�سرائيلي

�النظام ال�س���وري الحا�سر الأكبر، في ظل رجحان هائل لكفة هول ما يمار�سه على ال�سعب

ال�س���وري م���ن قمع �قتل �تدمي���ر �تهجير على ال���ذي يرتكبه الحتالل الإ�س���رائيلي بحقهم

كاأبن���اء اأر�ض محتلة ما ي�س���ع النظام ال�س���وري �مواليه، حيثما �ج���د�ا، في خانة المدانين

نين لهم. ين على الآخرين اأ� المخو اأخالقيا ��طنيا ل المنق�س

ح�سان �سم�س

http://www.alquds.co.uk/indexasp?fname=data\2011\07\07-03\03qpt480.htm

�لج�لن في قب�سة �لنظام:ورقة لعب �سيا�سي، مبرر لقمع

�لحريات، وق�سية �س�عب متروك

�لج�لن وث�رة �لحرية 2011 : �سق�ط ورقة �لت�ت

�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د

Page 25: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

التي ال�سوري العظيم، كثيرة هي المحن “اأنتم ال�س���وت �نحن �سداه” يا �سعبنا ابتليت بها �س���عوب م�س���رقنا العربي، الذي عرف �س���تى اأ�س���ناف الحت���الل �التفتيت

�القه���ر على اأي���دي الدخالء �الأغراب، لك���ن البالء الأعظم الذي ميز ن�س���ف القرن

المن�سرم، ممثال باأنظمة الجور �ال�ستعباد كان، من غير ريب، الأكثر �طاأة ��بال على

اأ�طاننا ��س���عوبنا. اإن ا�س���تعرا�ض خطايا الديكتاتوريات العربية �موبقاتها لهو �سرب

من �سر�ب العبث ل اأكثر؛ كونها، من الأ�سا�ض، قامت على الف�ساد �الإف�ساد المنظمين

�س���مانا لديمومة �س���يطرتها على رقاب العباد �البالد، �ما الإجراءات الترقيعية التي

تلج���اأ اإليه���ا بين الفينة �الأخ���رى اإل ذر للرماد في العيون، فهي اأكث���ر العارفين اأن اأي

م�س���عى ج���دي لإحداث تغيير فعلي في الواقع المعا�ض ل يعن���ي اإل اأمرا �احدا ��حيدا،

هو اإعدام نف�س���ها لنف�س���ها! بغي الأنظمة العربية �فجورها �بلطجتها �عنفها الفائ�ض

ع���ن كل ح���د، جع���ل الكثيرين منا يخال اأن تجرع الذل �س���ار عند الع���رب عادة؛ لتاأتي

ث���ورة البوعزيزي ف���ي تون�ض �بعدها م�س���ر �ما اأعقبهم���ا من ثورات �انتفا�س���ات في

ليبيا �اليمن �غير بلد عربي فتقلب الموازين راأ�س���ا على عقب، بعد ت�سلم ال�سباب دفة

القيادة، م�س���تفيدين م���ن توقهم العتيق لحري���ة لم يعرفوها، �مما �فرته لهم ��س���ائل

الت�س���ال من قدرة على النت�سار ��سرعة الو�سول. �اأمام ما ت�سهده الميادين العربية،

م���ن ث���ورات على اأنظم���ة البوؤ�ض، التي تم���ادت في ا�س���تهتارها ب�س���عوبها، متخطية كل

ع���رف �منطق؛ مع ت�س���جيلها عجزا فا�س���حا في توفير حد اأدنى من �س���ر�ط النهو�ض

ب�س���عوبها �العي�ض الكريم، اإن لم نقل اإن همها، من الأ�س���ا�ض، كان اإق�س���اء المواطنين

عن حقهم في تقرير م�س���يرهم �الم�س���اركة في �س���نع حا�سرهم �م�س���تقبلهم؛ �اأمام

ما ن�س���هده م���ن اإجرام �اإرهاب �حقد تمار�س���ه هذه الأنظمة بحق �س���عوبها، نعلن على

ر�ؤ��ض الأ�س���هاد، انحيازنا الكامل لحق ال�س���عوب في الحرية �العي�ض الكريم، �رف�سنا

كافة اأ�س���كال الظلم �القهر �الإرهاب، كائنا ما كان م�س���دره. �لأننا جزء ل يتجزاأ من

�طننا ال�سوري �ن�سيجه الجتماعي، لنا ما له �علينا ما عليه، نعتقد جازمين اأن الو�سع

ال�س���وري ل ي�س���كل ا�س���تثناء عن مثيله العربي، �اأنه الأجدر بالحرية �نف�ض غبار الذل

�الإرهاب الذي يمار�ض بحقه، معلنين اأن كل من يعتدي على �س���عبنا ال�س���وري، قتال اأ�

بط�س���ا اأ� اعتقال اأ� تعذيبا اأ� ت�س���ريدا اأ� نهبا هو بمثابة عد�، ل يختلف عن الحتالل

الإ�س���رائيلي قيد اأنمله، كائنا من كان هذا الأحد! �جودنا تحت الحتالل الإ�س���رائيلي

لي�ض معناه باأي حال �قوفنا على الحياد. اإننا في مطلق الأحوال امتداد طبيعي �حتمي

ل�س���عبنا ال�س���وري، �ل�سرائح �ا�س���عة منه، تعتبر اأن ا�ستمرار الو�س���ع الراهن �تكري�سه

اأمرا �اقعا، كان له كل الأثر في الو�س���ول اإلى الح�س���ي�ض الذي نحن فيه، �اأن اإ�سرائيل

كانت الم�س���تفيد الأكبر م���ن كل ذلك. اإن �اجبنا الوطني �الإن�س���اني �الأخالقي يحتم

علينا النحياز الكامل ل�سعبنا �سد جالديه، �اأن نكون �سدى �سداحا ل�سوته، مع ��سع

اأنف�س���نا بت�سرفه �تقديم كل ما عز في �سبيل حريته �كرامته �عي�سه الكريم. فلم يعد

مقبول، باأي ب�سكل، الت�سرف بالوطن �مقدراته على اأنهما م�ساع �مزارع خا�سة، يعيث

بهم���ا الفا�س���د�ن، �يتوارثها الأبناء عن الآب���اء. �اإذ نتخذ هذا الموق���ف، فاإنه لي�ض اإل

تعبيرا �سادقا عن الت�س���اقنا بهموم �سعبنا ال�سوري �تطلعاته الم�سر�عة نحو ا�ستعادة

حريت���ه �مكانت���ه التي تليق به بين الأم���م، �ما هو اإل التزام ب���ر�ح “�ثيقتنا الوطنية”

�م���ا تمليه علينا �س���مائرنا �اأخالقنا �ارتباطنا العميق بوطننا ال�س���وري، غير مدعين

اأي �س���فة تمثيلية لأي كان، اإل لأنف�س���نا. نعلم يقينا ما قد ت�س���كل هذه المبادرة ل�سكان

يعي�س���ون في اأر�ض محتلة من ح�سا�سية؛ لكن ثقتنا مطلقة بح�سانتنا الوطنية �موقفنا

الوا�س���ح الراف�ض لالحتالل الإ�س���رائيلي �اأبعاد الم�س���ر�ع ال�س���هيوني على اأر�س���نا.

فالنظ���ام لي�ض هو الوطن باأي حال؛ حتى لو حا�ل ت�س���وير نف�س���ه عل���ى هذا النحو. اإن

منب���ع تحركنا ينطلق من م�س���وؤ�لية تاريخية �قناعة اأكيدة اأن “العيب على من ي�س���نع

العيب” �لي�ض على من ينتقده اأ� ينف�ض الغبار عنه! نحن �س���مدنا في اأر�س���نا �قا�منا

محتلنا ب�سد�رنا العارية، دافعين الغالي �النفي�ض للمحافظة عليها �سورية كما �رثناها

ع���ن اآبائنا �اأجدادنا، لكن اإبقاءنا تحت الحتالل لي�ض معناه اأن نكون �س���ياطين خر�ض

على ما يمار�سه النظام ال�سوري بحق �سعبنا من انتهاكات. فالحتالل �القهر هنا �سنو

للذل �البط�ض �القمع هناك، �ازد�اجية الأحكام �المعايير لي�ست من �سيمنا �اأخالقنا

ب�سيء. اإن التلطي خلف اأنظمة الطوارئ �تاأبيدها بحجة المقا�مة �الممانعة �ال�سراع

مع العد�، اأثبتت زيفها �عجزها عن ا�س���ترجاع حبة �احدة من تراب الجولن، مبيحة

�س���ماء الوطن �بح���ره �بره للعد� يجوبه في اأربع جهاته، �م�س���رعة اأبوابه ل�س���تى اأنواع

الف�س���اد �الإف�س���اد �النه���ب المنظم! �يقينن���ا، اأن تحرير الجولن لن يك���ون ممكنا اإل

بتحري���ر الوط���ن من قيده. ف�س���عب محتل، مقم���وع �مقهور داخل �طنه ل���ن يقوى على

تحرير اأر�س���ه من اأعدائه! من هنا، فاإننا ن�س���م �س���وتنا اإلى �س���وت �سعبنا في الداخل

ال�سوري، متوجهين للنظام باأ��سح العبارات، اأن يبادر اليوم قبل الغد اإلى اإعادة الحق

اإلى اأ�س���حابه، �المبا�سرة برفع قانون الطوارئ �اإطالق الحريات العامة ��سراح جميع

معتلقي الراأي �رفع القيود عن الإعالم، �اإلغاء المحاكم ال�ستثنائية �نتائج ال�ستطالع

ال�س���تثنائي الجائر لعام 1962، تمهيدا لنتقال �س���لمي �هادئ لل�س���لطة، يجنب الوطن

ما ل تحمد عقباه. �سيا�س���ات مد الأيدي من قبل ال�س���عب �ف�سائل المعار�سة الوطنية

ف���ي الداخل التي قابلها النظ���ام بالعتقال �البط�ض �الترهيب �ب���ث بذ�ر الفرقة بين

مكونات المجتمع ال�سوري، تقطع كل ال�سك بكل اليقين اأن النظام غير معني اإل باإبقاء

اإحكامه على ال�سلطة �ت�سلطه على رقاب العباد. فحكم ال�سعب عبر اأجهزة الأمن تارة

�اللتف���اف على مطالبه بمر�س���وم هنا اأ� ر�س���وة هناك تارة اأخرى، لن يوقفا �س���ير�رة

التغيير �حركة التاريخ. �بما اأن رد النظام على احتجاجات �س���عبنا ال�س���لمية �مطالبه

الم�س���ر�عة جاء دمويا على نحو ما �س���هدناه، محول �سد�ر ال�سوريين اأهدافا لر�سا�ض

اقتطع ثمنه من جيوبهم �من اأمام اأفواه اأطفالهم بحجة محاربة اإ�سرائيل؛ فاإننا نعلنها

على المالأ، �لي�سمعها القا�سي �الداني، اأن “كل من يقتل �سعبه خائن”، �اأن كل نقطة

دم �س���ورية تراق، �س���وف تكون حجة على مهرقيها، �لعنة تطارده���م �لو بعد حين. اإن

قدرن���ا هو العي����ض بحرية �كرامة، �منطق الحياة يوؤكد اأن ال�س���عب اأبق���ى من حكامه.

فوطن حر، ديموقراطي �علماني، يت�س���ا�ى تحت �سقفه الجميع، �لي�ض فيه مكان لجور

�ل ظلم �ل طائفية بغ�ساء هو ديننا �ديدننا، �هو جوابنا الأخير.

عا�ست �س�ريا حرة كريمة لجميع �أبنائها �س�ري�ن من �لج�لن �لمحتل

الموقعون:

1. اأر�اد اأيوب – �سيدلنية 2. اأر�اد خاطر – طالبة جامعية 3. اأريج ايوب - نا�سطه

4. اأك���رم الحلب���ي – فنان ت�س���كيلي 5. اأمل زهرة – مو�س���يقي 6. اأمير بريك – طالب

جامعي 7. اأمير فخرالدين – طالب جامعي 8. اأنيل خنجر – نا�سط 9. اأيال اأبو�سالح

10. اإياد عما�سة – �سيدلني 11. اإيهاب طربيه – �سينمائي 12. معماري – مهند�ض ادم���ى ابو زيد - نا�س���طه 13. الهام الحلبي - فنانه ت�س���كيليه 14. اليا�ض ن�س���راهلل -

مهند�ض كمبيوتر 15. امين ابو جبل - �س���حافي 16. ايمن الحلبي -فنان ت�س���كيلي 17.

بهجت ال�س���فدي - مهند�ض كمبيوتر 18. ت�س���رين ابو �سالح - نا�سطة 19. تما�سر اأبو

جبل – طالبة جامعية 20. تي�س���ير الحلبي - طالب جامعي 21. جالء ابو جبل - ادارة

اعمال 22. جالء مرعي – م�س���ور �س���حافي 23. جنان �سقير - نا�سطه 24. جولن اأبو

�س���الح – طالب جامعي 25. ح�س���ان �سم�ض – �سحافي 26. ح�س���ان مهنا ابو �سالح -

نا�سط 27. ح�سن نخله - مو�سيقي 28. خزام فخر الدين - نا�سطه 29. خوله ابراهيم

- طالب���ه جامعي���ه 30. د. ب�س���ار اأيوب – مو�س���يقي 31. د. منير فخرالدين – اأ�س���تاذ

جامعي 32. د. نزيه بريك – مهند�ض معماري 33. ديال مداح - ت�س���وير �س���وئي 34.

“ كن���ا د�م���ا حذري���ن في ط���رح مواقفنا �اآرائن���ا تجاه ما يجري ف���ي الوطن، من تغييب للحري���ات �الديمقراطية �الف�س���اد �تغييب المواطن �المواطني���ة. لكننا اأدركنا،

�تحديدا بعد اأن ا�ست�سهد اأحد رفاقنا، هايل اأبو زيد، بعد ق�ساء ع�سرين عاما في الأ�سر،

اأدركن���ا عمق ال�س���لة �الرتباط بي���ن فقداننا لحريتنا داخل الأ�س���ر �فق���دان المواطن

لحريته في ال�س���ام �عالمنا العربي عموما. نحن نرى اليوم هذه الأ�طان �س���جونا لي�ست

اأقل من �س���جننا، فاإذا كان �س���جننا المادي، �الحتالل في الجولن ق�سم العزل في هذا

ال�سجن الكبير، فاإن اأ�طاننا العربية هي �سجون تقتل كل اإمكانية تحررنا من هذا العزل

عن الوطن الأم. لقد اأدركنا باأن اأكبر توازن ا�ستراتيجي يمكن اأن نحققه كد�ل عربية هو

منح المواطن حريته �حقه في ممار�سة الديمقراطية”.

لم تاأت هذه العبارات من فم اأي زعيم معار�س���ة يطمح اإلى ا�ستالم ال�سلطة اأ� يدافع

عن حقه في تحمل م�سوؤ�ليته تجاه �طنه، �ل من قلم اأي مثقف حري�ض على فهم اأ�سباب

عج���ز البالد العربية ع���ن مواجهة الحتاللت الأجنبية، �اإنما على ل�س���ان اأحد �س���باب

المقا�مة العربية في الجولن ال�س���وري المحتل الذي لم يتجا�ز الع�س���رين من عمره اإل

قلي���ال، في ر�س���الة مهربة من ال�س���جن بعثها لي اأح���د زمالئه الذين عانوا مثله �س���نوات

ال�س���جن الطويلة. الأ�سير �ئام محمود عما�س���ة الذي كتب هذه الر�سالة يقبع في �سجون

الحتالل ال�س���رائيلي منذ �س���نوات، ي�س���كو فيها من العزلة التي يعي�س���ها �سعب الجولن

عن �طنه الأم، �تلك التي يعاني منها الأ�س���رى ال�س���وريون الذين ق�سى بع�سهم اأكثر من

ع�س���رين عاما في ال�س���جن، متر�كين لم�س���يرهم، من د�ن اأي اهتمام يذكر، ل من قبل

�سلطات بالدهم �ل حتى من قبل الراأي العام. اأ� هكذا هم ي�سعر�ن على اأية حال. دخل

�ئام ال�سجن لأ�ل مرة في ال�ساد�سة ع�سر من عمره، �قبل اأن ينهي ال�سنوات الخم�ض من

محكوميته عام 1999، اأدين بع�سرين �سنة جديدة العام الما�سي.

بهذه العبارات ح�س���م �ئام، من د�ن اأن يدري ربما، نقا�س���ا نظريا ل يزال دائرا منذ

�س���نوات عديدة في العالم العربي يجعل فيه البع�ض من الدفاع عن الأ�طان �ا�ستقاللها

ذريعة للت�س���اهل في احترام حقوق الأفراد �م�سالحهم، �تاأبيد العمل بقوانين ال�ستثناء

�الح���كام العرفية، بينما يح���ول البع�ض الآخر الدفاع عن ه���ذه الحريات �الحقوق اإلى

غاية تتجا�ز م�س���ائل ال�س���تقالل �ال�س���يادة لأنها ت�سكل م�سدر �س���رعيتهما اأ�سال. فقد

اكت�س���ف، في ماأ�س���اة الجولن المحتل من���ذ 39 عاما من د�ن اأي اأفق �ا�س���ح للخال�ض،

ماأ�س���اة الوطن الأم نف�س���ه، �من �راء ذلك الترابط الذي ل ينف�س���م بين الوطنية، بما

تعني���ه من حر�ض على ال�س���تقالل �ال�س���يادة �الدف���اع عن الأر����ض، �الوطنية من حيث

ه���ي احترام حق���وق المواطنين �الدف���اع عن حرياته���م الفردية �حقهم في الم�س���اركة

الديمقراطية. �من الملفت اأن يكتب �ئام اأن اإدراكه لهذه العالقة قد ح�س���ل مبا�س���رة،

كما ذكر في ر�س���الته، بعد �فاة ال�س���هيد هايل اأبو زيد، الذي كان رمزا للكفاح البطولي

لنخبة �س���باب الجولن، �التعبير الأنقى عن ر�ح الت�س���حية �نكران الذات التي ميزتهم

منذ بداية الحتالل، �ب�سكل خا�ض بعد اإعالن اإ�سرائيل قرار �سمه اإليها عام 1982.

كي���ف يمكن لإن�س���ان اأن ل يرى ه���ذه العالقة البديهية، التي اكت�س���فها �ئام بالتجربة

الم���رة، بين حرية الوط���ن �الحريات ال�سيا�س���ية، �اأن ل يدرك اأن النظم التي ت�س���تهين

بحق���وق مواطنيها �حرياتهم �كرامته���م لي�ض لديها اأي حافز للدفاع عنهم، �ل اأي مبرر

كي ت�س���حي من اجلهم اأ� تبذل جهودا لإخراجهم من �س���جونهم. �كيف لها اأن ت�سعر بما

ي�س���عر به الأ�سير من مهانة �مذلة �احتقار �انتقا�ض من الكرامة �الإن�سانية فت�سرع اإلى

فك اأ�سره في الوقت الذي تعتقد اأنها ل ت�ستطيع اأن ت�ستمر �ل م�ستقبل ممكنا لها من د�ن

تحويل �سجونها العديدة اإلى اأداة تاأديب يومي �مدر�سة لت�سنيع العبودية.

�س���قط الجولن في الأ�س���ر، ب�س���بب الخطاأ في الح�سابات ال�س���تراتيجية �ال�سيا�سية

�المزا�دات التي قادت اإليها المناف�س���ة على الزعامة بين النخب العربية. لكن اإذا كان

�س���قوطه هذا قد نجم ع���ن اأخطاء فادحة في الع���داد �التخطي���ط �التدريب �التقدير

�القي���ادة، فاإن العجز عن تحريره، بالطرق الع�س���كرية اأ� ال�سيا�س���ية اأ� بكالهما، خالل

العقود الطويلة الما�سية، كان �ل يزال ثمرة البتعاد المتزايد عن اللتزامات �الح�سابات

الوطنية، �ال�ست�س���الم لهوى ال�س���لطة �منافعها �اأ�هامها. �ا�س���تمر تحت الحتالل لأن

الدفاع عن الم�سالح الخا�سة �تو�سيع دائرتها، على ح�ساب الم�سالح العليا �الجماعية،

قد تحول اإلى محور ال�سيا�س���ة “الوطنية”، اأ� بالأحرى لأنهما حال محلها، �اأرجاآ م�ساألة

ا�سترجاع الجولن اإلى احتمالت تحولت م�ستقبلية خارجة عن اأي �سيطرة �طنية. �اأكثر

فاأكثر تغيب �س���ورة الجولن عن الوعي الفردي �الجمعي اأمام �سغط الم�ساكل الداخلية

القت�س���ادية �الجتماعية �ال�سيا�س���ية اليومي���ة، �تخبو مع انفراط عق���د الوطنية الذي

يواكب تغييب المجتمع �ردعه عن الهتمام ب�س���وؤ�نه العمومية. هكذا لم ي�س���قط مو�سوع

ا�س���ترجاع الأرا�س���ي المحتلة من اأجندة ال�س���لطة الر�س���مية �عقيدتها فح�س���ب، �لكنه

�س���قط اأي�س���ا من اأجندة الراأي العام نف�سه، بقدر ما اأحيل هذا الراأي اإلى اآراء �سخ�سية

�اأفرغ من محتواه العمومي ل�س���الح ا�ستراتيجيات الحفاظ على البقاء الفردية �العائلية

�الع�س���ائرية، المتباينة �المتناق�س���ة �المت�س���اربة. فلم يعد التحرير اليوم بندا حقيقيا

في جد�ل اأعمال اأي برنامج ر�سمي اأ� معار�ض، بل �ل حتى بندا في الأجندة ال�سيا�سية.

فالجولن ق�س���ية موؤجلة اليوم بالن�س���بة للجميع، بانتظار اأن تحل الم�س���ائل الأخرى التي

تحتل �س���احة الوعي �ال�سراع ال�سيا�سي الداخلي �الإقليمي. �هي تبد� موؤجلة اأكثر اليوم

بقدر ما ي�سعر النظام اأنه دخل في معركة تقرير م�سيره �الحفاظ على بقائه، �بقدر ما

ت�س���عر المعار�سة اأي�سا اأن ك�س���ب الراأي العام ل�سالحها �سد النظام القائم يتوقف على

ح�س���م معركة التغيير ال�سيا�س���ي �اإقامة نظام ديمقراطي يمثل جمي���ع الفئات �التيارات

�يعيد بناء العقد الوطني المنحل.

هذا هو الو�س���ع الذي اأحبط اأ�س���رى الجولن كما اأحبط �سعبه الذي ينتظر منذ عقود

عودته اإلى �طنه الأم �م�س���اركته في الحياة الوطنية. �هذا هو الو�سع الذي دفع باأ�سرى

الجولن اإلى النتقال مع بقية اأبناء �طنهم اإلى موقف المعار�س���ة، �اعتبار الو�س���ول اإلى

�س���مان الحريات �الحقوق الأ�سا�س���ية لكل فرد هو الطريق الحتمية نحو تحرير الجولن

��س���مان الحقوق الوطنية ل�س���كانه. �من د�ن ذلك، كما يعتقد اأه���ل الجولن، لن تخرج

ق�س���ية الجولن المحتل من حال���ة الإهمال �التجاهل �لن تعود لت�س���كل اأ�لوية في قائمة

جد�ل اأعمال الحكومات المتعاقبة. �اإذا كان اأهل الجولن قد رموا باأنف�سهم في المعركة

م���ن اأجل الديمقراطية فالأنهم اأدركوا، مثلهم مثل باقي مواطنيهم، اأن م�س���ير الجولن

لن يح�س���م ل�س���الح عودته اإلى الوطن الأم ما لم يح�س���م النزاع ال�سيا�س���ي �الجتماعي

الداخلي، الذي ارتهنت له ال�سيا�س���ة ال�س���ورية منذ اأحداث 1980 الكارثية، ل�سالح حكم

ديمقراطي يمثل المجتمع ال�س���وري باأكمله �يلغي احتكار ال�سلطة �يعيد تاأ�سي�ض الوطنية

ال�س���ورية �اأحياء ر�ح المواطني���ة المتكافئة، على قواعد العدل �الحرية �الم�س���ا�اة في

الحقوق �الواجبات �الكرامة الإن�سانية.

برهان غلي�ن/ كاتب ومفكر �س�ري

www.critique-sociale.blogspot.com/2006/03/blog-post.html

بيان ل�س�ريين من �لج�لن �لمحتلوفاء الجوالن

Page 26: ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبداد

الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد

رامي نخله - مو�سيقي 35. ربيع ال�سفدي

36. رنان ال�س���يد اأحمد – طبيب 37. رندا

مداح – فنانة ت�سكيلية 38. زاهر بريك -

طالب جامعي 39. �س���عيد مهنا ابو �س���الح

- مهند�ض معماري 40. �س���المة ال�سفدي

- م�س���ور 41. �س���ليمان عما�س���ة – محام

42. �س���ادي اأبو جبل – نا�س���ط 43. �سادي

عويدات - مو�سيقي 44. �سحاده ن�سراهلل

45. �س���ذى ال�سفدي – فنانة – مهند�ض ت�سكيلية 46. �سفاء اأبو جبل – محامية 47.

�سالح المرعي - مهند�ض كهرباء/مقا�ل

48. �س���امويل الول���ي - مهند����ض كمبيوتر

50. �س���ياء الحلب���ي - فنان ت�س���كيلي 51.

عاطف ال�س���فدي – �س���حافي 52. عزت

م���داح - مهند����ض 53. ع�س���ام ابراهي���م

- �س���يدلني 54. ع���الء ابو جب���ل - طالب

جامعي 55. عالء خنجر – فنان ت�س���كيلي

56. عمر اأبوجب���ل – طبيب 57. عمر� ابو

�س���الح - طالب جامعي 58. فادي رباح -

اكاديم���ي 59. فرا�ض مرع���ي - طبيب 60.

فهد الحلب���ي - فنان ت�س���كيلي 61. كرامة

62. ليلى ال�س���فدي اأبو �س���الح – مح���ام

- طالب���ه جامعي���ه 63. ماج���دة الحلبي-

طالب���ة جامعي���ة 64. ماجد�لي���ن مرعي/

ال�سفدي - هند�س���ة كمبيوتر 65. مجدي

ابو �س���الح )التتان( - طالب جامعي 66.

محمد ا�س���كندر ابو �س���الح - رجل اعمال

67. محمد �س���الح الق�س���ماني – نا�س���ط

68. محمد طربيه – مو�سيقي 69. محمود

محم���ود - طبيب 70. مر�س���ال ابو �س���الح

-نا�س���ط 71. معت���ز اأب���و جب���ل – نا�س���ط

72. مي�ض اإبراهي���م – طالبة جامعية 73.

نادي���ن ال�س���فدي - طالب���ه جامعي���ه 74.

ناي���ف فخرالدي���ن – طبي���ب بيطري 75.

ن�سال ال�س���وفي – قا�ض 76. نعمت مرعي

77. نه���اد الحلبي - ر�س���امه – مهند�س���ة ��س���انعة خزف 78. ه�سام ح�سين اأبوجبل

79. �ئ���ام الحلب���ي – طالب – مو�س���يقي جامعي 80. �ائل اأبوجبل – طالب جامعي

81. �ائ���ل طربي���ه – فن���ان ت�س���كيلي 82.

�هيب اأيوب – نا�س���ط �سيا�س���ي 83. يا�سر

خنجر – �ساعر/ اأ�سير محرر 84. يو�سف

ابراهيم - نا�س���ط

�سارك معنا في �لملف �لر�بع

�لتعددية ..بين �س�ريا في �لطائفي "�لتن�ع �لإيجابية و �لقنبلة �لم�ق�تة"