ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال...
DESCRIPTION
ملفات بكرا - العدد الثالث: الجولان ..معاً ضد الاحتلال والاستبدادTRANSCRIPT
د ا س�تبد ال ا ل و حت�ا ال معا ض�د ا
الملف الثالث - يناير 2012
:ملف
:ملف
اأيها الأ�صدقاء ..
في ظل مخا�ض التغيير الذي تعي�س���ه �س���وريا، �انطالقا من اأهمية اأن الحل يجب اأن يكون نتاجا لأفكار � ر�ؤى ال�س���وريين
اأنف�س���هم على مختلف اأطيافهم � اتجاهاتهم الفكرية، بحيث يت�س���اركون في اإيجاد اأر�س���ية م�س���تركة توؤ�س�ض لر�ؤية م�ستقبلية
�ا�سحة .
تطلق مجموعة »�سباب بكرا �سوريا » مجلة الكتر�نية د�رية با�سم »بكرا« تطرح في كل عدد منها محورا رئي�سيا لموا�سيع
تم�ض المواطن ال�س���وري يتم مناق�س���ته من مختلف النواحي ال�سيا�س���ية، الجتماعية، الثقافية، �القت�س���ادية، �ذلك بهدف
البحث عن مخارج لالأزمات المتجذرة في الواقع ال�س���وري، �بلورة تعريف محدد ��ا�س���ح عن المواطنة، دعم ثقافة الحوار،
تقديم م�سدر للمعلومات � التحليل، � توثيق ما يجري حاليا في �سوريا.
تمت كتابة الكثير من الدرا�س���ات �التحليالت حول الواقع ال�س���وري � لكن القا�س���م الم�س���ترك بين جميع هذه الدرا�سات
انها كانت موجهة ل�سريحة معينة من �سرائح المجتمع ال�سوري �هي �سريحة المثقفين �المهتمين بال�ساأن العام، �هذا ما خلق
فجوة كبيرة في معرفة تفا�سيل هذا الواقع �م�سببات ازماته لدى جيل ال�سباب �ذلك ب�سبب ال�سلوب الكتابة الكاديمي غالبا
�اللغة المتعالية في معظم الحيان. ال�س���باب اليوم بحاجة الى طرح كافة الآراء �التجارب بلغة ب�س���يطة �مبا�س���رة �بجرعات
مخت�سرة.
كيفية الم�شاركة
يتم تحديد المحور � جوانب الم�س���اركة فيه في �رقة عمل تعمم على الم�س���اركين � الم�ساركات �تتم الم�ساركة باإر�سال ما
ل يزيد عن 500 - 1000 كلمة تعبر عن اآراء و روؤى ، اأو تجارب و خبرات �شخ�شية ، اأو راأي اخت�شا�شي اأو درا�شات فيما
يتعلق بمحور الملف � يترك للم�س���اركين الخيار في التوقيع بالأحرف الأ�لى من اأ�س���مائهم ، اأ� باأ�س���مائهم الكاملة ،��ستحمي
اأ�سرة التحرير الأ�سماء الحقيقة بكل ال�سبل الممكنة، �يمكن للم�ساركين اختيار مو�سوع اأ� اأكثر من موا�سيع المحور للم�ساركة
به . علما باأن جميع الم�ساركات تطوعية.
اأما فيما يخ�ض حقوق التاأليف � الن�س���ر ف�س���تعتمد المجلة على حقوق »الم�س���اع الجماعي« ، اأي اأن المجلة �س���تكون قابلة
لإعادة الن�سر � الن�سر الورقي مع الحفاظ على ال�سكل � المحتوى الأ�سلي د�ن تجزئة اأ� اإعادة تحرير . علما اأن اأ�سرة التحرير
لن تقوم بممار�سة اأي نوع من اأنواع الرقابة اأيا كانت �يعود قرار ن�سر اي م�ساركة ا� عدمه لأ�سرة التحرير علما ان عدم ن�سر
اي مادة ل يعد تقييما لجودتها.
في حال عبرت م�ساركات الأفراد عن ر�ؤي المنظمات اأ� الأحزاب اأ� الموؤ�س�سات التي ينتمون اإليها ، فاإن ذلك ياأتي �سمن
اإطار الحوار � لي�ض �سمن تبني المجلة لراأي اأ� اآخر ب�سكل ح�سري.
�شباب بكرا �شوريا :
مجموعة تفكير � راأي حر ، تعمل على الم�س���اهمة في الو�س���ول اإلى مجتمع مدني ديمقراطي يحكمه القانون .� ذلك من
خالل �سفحة »بحب �سوريا.�ب�ض« على موقع الفي�ض بوك �يتم توزيع موا�سيع ال�سفحة اليومية بالبريد اللكتر�ني على �سكل
ن�سرة ا�ف لين با�سم »بحب �سوريا � ب�ض« . � من خالل مجلة د�رية با�سم »بكرا« .
ل ترتب��ط �لمجم�ع��ة ب��اأي منظم��ة �أو حزب �أو م�ؤ�س�س��ة ، علم��ا باأنها ترحب ب��اأي تعاون بي��ن �لأفر�د �أو
�لم�ؤ�س�سات بهدف تط�ير و �إثر�ء �لح��ر �ل�طني �ل�س�ري. تعتمد مجم�عة بكر� �س�ريا على �لمجه�د �لتط�عي
، و يتم تغطية �لنفقات �لخا�سة بالم�قع �أو �لخدمات �لمر�فقة من �لدخل �ل�سخ�سي للأفر�د �لم�ؤ�س�سين .
يرجى �إر�سال �لم�ساركات على �لعن��ن :
[email protected]�شباب بكرا �شوريا
�لج�لن بين هزيمة حزير�ن 67
وكذبة ت�شرين 73
الملف الثالث - يناير 2012
ه��ج�س ج�لنية.. ماأ�ساة �لمهجرين مثال
�لأ�سرى و �لحركة �ل�طنية
�س�ري�ن..و�أ�سرى... وج�لن
قر�ر �ل�سم و�لإ�سر�ب �لكبير 1982
تجربة ن�س�ال م�دني
�لج�لن في قب�سة �لنظام: ورقة لعب �سيا�سي،
مبرر لقمع �لحريات، وق�سية �س�عب متروك
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و�ل�ستبد�د
الجولن.. معا �سد الحتالل �ال�ستبداد
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
من كذبة كبيرة اإلى اأخرى اأكبر �س����ارت تلك الأعوام ال�س����ت التي ف�س����لت بين ما ي�س����مى
نك�س����ة حزيران/يونيو 1967 � حرب ت�س����رين الأ�ل/اأكتوبر 1973 � التي تعرف بحرب ت�سرين
التحريرية، فال كانت الأ�لى نك�سة � ل الثانية تحرير..
الهزيم����ة بمعنى النهزام � الهرب هو التو�س����يف الأدق لما حدث ف����ي جبهة الجولن بين
القوات ال�سورية � القوات الإ�سرائيلية في حرب الأيام ال�ستة ، من ال�ساعة ال�سابعة �الن�سف
�سباحا من يوم 5 حزيران/يونيو �حتى ال�ساد�سة �الن�سف م�ساء 10 حزيران 1967.
تتح����دث الوثائ����ق العدي����دة التي تو�س����ف يوميات هذه الح����رب على الجبهة ال�س����ورية عن
الإ�سرائيلية، )....( ق�سف البتر�ل في حيفا �قاعدة مجيد� الجوية “ ق�س����ف م�س����افي ج����وي �مدفع����ي متبادل بين الجانبي����ن �محا�لة اختراق م����ن جانب �س����وريا اأحبطها الجي�ض
الإ�س����رائيلي.”)1( � ذلك في اليوم الأ�ل ،� اأن ال�ستباكات ا�ستمرت من د�ن اأي جديد على
الأر�����ض خ����الل اليوم الثان����ي � الثالث � الرابع ، � ف����ي اليوم الخام�����ض “ )....( بداأ الهجوم
الإ�س����رائيلي على �سوريا �اختراق الدفاعات ال�سورية �سمال ه�سبة الجولن.”)2( �في اليوم
الأخي����ر “�ا�س����لت القوات الإ�س����رائيلية اختراقها للدفاعات ال�س����ورية على ط����ول الجبهة في
الجولن ���سلت اإلى القنيطرة، فاأعلنت �سوريا قبولها �قف اإطالق النيران ال�ساعة ال�ساد�سة
�الن�سف م�ساء ذلك اليوم.”)3(
بينما يوؤكد الرائد خليل م�سطفى � الذي ا�سطلع ا�سطالعا دقيقا بكافة الملفات ال�سرية
�العلنية في تلك المنطقة بحكم عمله، )فقد كان �س����ابط المخابرات ال�س����ورية في الجولن
اآنذاك، � �س����غل �ظيفة “رئي�ض ق�سم ال�ستطالع في قيادة الجبهة في الجولن(، يوؤكد الرائد
اأنه “منذ م�ساء الخمي�ض الثامن من حزيران ، بداأت الإ�ساعات ت�سري �سريان النار باله�سيم
عن اأ�امر قد �سدرت من �زير الدفاع حافظ الأ�سد للجي�ض ال�سوري بالن�سحاب من الجولن
كيفي����ا “)4( ، اأي اأن كل قائ����د �حدة اأ� كتيبة ين�س����حب بالطريقة التي تحل����و له .� الكثير�ن
هربوا بعد اأن اأعطوا الأ�امر لجنودهم بالهر�ب..
� يقول باتريك �س����يل في كتابه “ الأ�سد ال�س����راع على ال�سرق الأ��سط “ اأن موقف �سوريا
ظ����ل �س����لبيا ط����وال الأيام الأربع����ة الأ�لى من الح����رب “ فقد اكتفت بق�س����ف الم�س����توطنات
الإ�س����رائيلية عل����ى الحد�د كما كانت تفعل في الما�س����ي ب�س����كل متك����رر)...( � كان الجمود
ال�س����وري فيما بعد �س����ببا من اأ�س����باب المرارة لدى م�س����ر � الأردن، � جلب على �سوريا تهمة
اأنها قد تخلت عنهما”)5(
� يعتب����ر الرائ����د خليل موؤلف كتاب “�س����قوط الج����ولن” اأن حركة الثامن م����ن اآذار 1963
كانت تمهيدا للهزيمة :
اأن توؤدي د�رها في ت�س����ليم البالد للعد�، “ اإن مث����ل ه����ذه الحركة ، ما كان ليتاح لها مقابل ثمن بخ�ض، لو اأنها حققت �س����يئا حقيقيا – مهما كان �س����ئيال- من ممار�س����ة الحرية
الفعلية ، ب�سورة من �سورها اأ� اأكثر.”)6(
فقد ر�سخت حركة الثامن من اآذار خالل �ست �سنوات اأ�س�ض النف�سال بدل من الوحدة ، �
خنقا للحرية بدل من اإطالقها، �تعطيل الم�ساريع الإنمائية
� الق�س����اء على النمو القت�س����ادي بدل من ال�ستراكية . اأما
فيم����ا يتعلق بالجي�ض فقد تمت ت�س����فيته � �س����لت فعاليته من
خالل الت�س����فية � العتقال � الت�سريح � الإحالة اإلى التقاعد
� النق����ل اإل����ى الوظائ����ف المدني����ة “ حت����ى بلغ ع����دد مجموع
ال�س����باط الذين اخرج����وا من الجي�����ض ، حتى اأي����ار )مايو(
1967 ، ل يقل عن األفي �س����ابط ، مع عدد ل يقل عن �س����عفه
من �س����باط ال�س����ف القدامى ، � الجنود المتطوعين الذين
ي�س����كلون المالك الحقيقي الفعال لمختلف الخت�سا�س����ات
في الجي�ض”)7( . � تم ا�س����تبدال هوؤلء باأعداد كبيرة جدا
م����ن �س����باط الحتي����اط اأغلبيتهم م����ن البعثيين � م����ن اأبناء
ط���ائفة معين���ة حتى اأ�سبح الجي�ض “موؤ�س�سة لقمع الحريات
� التنكي����ل بال�س����عب ، ل جي�س����ا قادرا على �س����ون الحد�د، �
الدفاع عن اأر�ض الوطن”)8(
اإن كل من نزح من القنيطرة اإلى دم�س����ق يوم العا�سر من
حزيران )� هم اأنا�ض ما زالوا يعي�س����ون بيننا( ، يوؤكد اأن الجي�ض ال�س����وري اأطلق تحذيرا لهم
بمغادرة قراهم � النجاة باأر�احهم، بينما لم ير �احد منهم الجي�ض الإ�سرائيلي � هو يدخل
المدينة، في نف�ض الوقت �سدحت اإذاعة دم�سق ببيان �زير الدفاع حافظ الأ�سد رقم 66 الذي
“اأعلن �سقوط القنيطرة، �لم يكن جند العد� قد راأ�ها باأعينهم بعد بل لم تكن اأقدامهم �طئت اأر�س����ها.“)9( فقد دخلت قوات الجي�ض الإ�س����رائيلي اإلى القنيطرة بعد �سبعة ع�سرة
�س����اعة من البيان ، � ذلك حين تاأكدت من ان�س����حاب � فرار قوات الجي�ض ال�س����وري �اأنها لن
تواجه اأية مقا�مة من اأي نوع. � منذ ذلك الوقت � حتى اليوم “تدعي الحكومة ال�س����ورية اأن
المدينة تعر�س����ت لتدمير متعمد من قبل اإ�س����رائيل في الأيام القليلة التي �س����بقت ان�سحابها
منها، بينما تنفي اإ�س����رائيل هذا التهام )....(�بغ�ض النظر عن الطرف الذي ت�سبب بدمار
المدينة فاإن الجزء الأكبر من ذلك الدمار كان متعمدا لذاته ل عر�سيا.” )10(
� هك����ذا ح�س����لت اإ�س����رائيل على “ 1260 كم2 من م�س����احة اله�س����بة بما ف����ي ذلك مدينة
القنيط����رة.”)11( �ه����ي المرك����ز الإداري �التج����اري لمنطقة الجولن. �ق�س����ت اإ�س����رائيل
ال�س����نوات ال�س����ت التي تلت الحرب في تح�س����ين مراكزها في الجولن � في دعم �سل�سلة من
التح�س����ينات على مواقعها في خط اآلون ، � ا�س����تخدمت مدينة القنيطرة ك�س����احة لتدريبات
قواته����ا. حت����ى اندلعت الحرب ف����ي 6 ت�س����رين الأ�ل/اأكتوبر 1973 � التي تعرف با�س����م حرب
ت�س����رين التحريري����ة في �س����ورية ، حيث خطط����ت القيادتان الم�س����رية �ال�س����ورية لمهاجمة
اإ�سرائيل على جبهتين في �قت �احد بهدف ا�ستعادة �سبه جزيرة �سيناء �الجولن.
ا�س����ترجع الجي�ض ال�س����وري “م�س����احة قدرها 684 كم2 من اأرا�س����ي اله�س����بة لمدة ب�سعة
الأيام، �لكن الجي�ض الإ�س����رائيلي اأعاد احتالل هذه الم�س����احة قبل نهاية الحرب” )12( . �
يقول باتريك �س����يل �ا�سفا الخ�سائر التي تكبدها الجي�ض ال�س����وري في الأيام الأ�لى للحرب:
اإلى الثالث ع�س����ر من ت�س����رين الأ�ل، تبخرت اأحالم “ في تلك الأيام القليلة، من الثامن الأ�س����د في تحرير الجولن � قلب ميزان القوى في المنطقة بالقوة. فكانت ال�س����ربة مريرة،
اإذ فقد ثمانمائة دبابة � مئات من ال�س����يارات الم�س����فحة، � �س����تة اآلف رجل، � اأ�سياء كثيرة
اأخ����رى.. � قدرت اأ�س����رار الحرب بثالثة مليارات � ن�س����ف ملي����ار د�لر. )...( � بدل من اأن
تكون �سوريا قادرة على تهديد اإ�سرائيل، فقد �جدت عا�سمتها تقع في مدى مرمى المدفعية
الإ�سرائيلية”)13(.
انته����ت الح����رب ر�س����ميا ف����ي 31 اأيار/ماي����و 1974 و “اأعادت اإ�س����رائيل ل�س����وريا م�س����احة
60 ك����م2 م����ن الجولن ت�س����م مدينة القنيطرة �جواره����ا �قرية الرفيد في اإط����ار اتفاقية فك
ال�س����تباك.”)14(التي تلت ما ي�سمى بحرب ال�س����تنزاف. � كان المقابل هو اللتزام باإبعاد
الجي�ض ال�سوري �راء �سريط يخ�سع لمراقبة قوات هيئة الأمم المتحدة ، � “ ت�سم التفاقية
بندا يدعو اإلى اإعادة المدنيين ال�س����وريين اإلى المناطق التي ان�سحبت اإ�سرائيل منها، �ين�ض
ملحق اأ�س����يف اإلى التفاقي�ة على اإر�س����ال قوة خا�س����ة لالأمم المتحدة )UNDOF( لمراقبة
الهدن����ة �تطبي����ق الجانبين لالتفاقي����ة، �ما تزال هذه القوة متواجدة ف����ي المنطقة منذ ذلك
الوقت �حت����ى الآن، �يقوم مجل�ض الأم����ن بتمديد مهمتها مرة
كل �ستة اأ�سهر.”)15(
اأما الكني�س����ت الإ�س����رائيلي فق����د قرر ما ي�س����مى ب� “قانون
الج����ولن” ف����ي 14 كان����ون الأ�ل/دي�س����مبر1981، حيث ين�ض
القانون “فر�ض القانون �الق�س����اء �الإدارة الإ�س����رائيلية على
ه�س����بة الج����ولن )...(�تبلغ م�س����احة المنطقة التي �س����متها
اإ�س����رائيل 1200 كم2 من م�ساحة �س����ورية بحد�د 1923 البالغة
185،449 األف كم2 �هو ما يعادل 0،65% من م�س����احة �س����ورية
�لكنه يمثل 14% من مخز�نها المائي قبل 4 يونيو 1967”)16(
�حا�لت فر�س����ت الجن�سية الإ�س����رائيلية على �سكان المنطقة
العرب.
اأما مدين����ة القنيطرة فقد بقيت مدمرة من����ذ اإعادتها اإلى
�س����ورية في 1974 و “ لم تقم الحكومة ال�سورية باأعمال ترميم
اأ�سا�س����ية للمدينة، �ما تزال المدينة خرب����ة حتى الآن تعر�ض
فيه����ا الحكومة ال�س����ورية ما تراه تدميرا متعم����دا على ز�ارها
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
الجـوالن بين
هزيمة حزير�ن 67
وكذبة ت�شرين 73
5 June 1967: the occupying Israeli forces invaded Syrian Golan Height’s.
1967 War
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�دالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
�ترف�ض اإعادة بنائها - بالرغم من ا�س����تدعائها لإعادة النازحين في اتفاقية الهدنة- �تقول
باأنه����ا لن تعيد اعمار المدينة حتى ان�س����حاب اإ�س����رائيل الكامل اإلى ح����د�د 4 حزيران/يونيو
1967 )�سرط ل يرد في اتفاقية الهدنة(. من جانب اآخر، عملت ال�سلطات ال�سورية على بناء
مدينة �س����غيرة ب�س����واحي القنيطرة �اأطلقت عليها ا�س����م “مدينة البعث” كما اأعادت اعمار
القرى الجولنية الأخرى التي ا�ستعادتها.” )17(
تنق�ض المعطيات ال�سابقة كل الإدعاءات التي بنى عليها النظام ال�سوري �جوده �ا�ستمراره
ف����ي الحكم � التي تتلخ�ض بكلمتين هما: “الممانع����ة” و “المقا�مة” � اللتان رفعهما النظام
راي����ة عل����ى جب����ل من الخ�س����ائر ل المنجزات كما يدع����ي الآن � ادعى �قتها م����ن خالل “ ما
ردده اإعالم حافظ الأ�سد اآنذاك حرفيا: ) اإن العد� الإ�سرائيلي رغم احتالله له�سبة الجولن
بالكامل، اإل اأنه لم يحقق هدفه الذي هو اإ�سقاط النظام البعثي القومي العربي (”)18(.
فمن حيث الممانعة فقد اأخر�ست اأ�سوات الر�سا�ض على خط المواجهة في الجولن المحتل
منذ 1973. � من حيث المقا�مة فاإن “ منجزات الأ�س���د ل تزال بادية اله�سا�س���ة. )...( فلقد
ف�سل في منع اإ�سرائيل � الوليات المتحدة من �سلخ � تحييد م�سر، اأقوى بلد عربي، � اأخفق في
طرد اإ�س���رائيل من الأرا�سي الفل�سطينية بل حتى ال�س���ورية، بحيث بقيت المع�سلة الفل�سطينية
برمتها د�ن حل. كما اأن ر�ؤيته لت�س���وية اإقليمية تتحجم فيها اإ�س���رائيل �راء حد�د ما قبل حرب
حزيران/يوينو، على يد عالم عربي يعادلها في القوة، ل تزال مجرد حلم. “)19(
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4DE6AF2F-29A1-4A04-BC59-A980FE58CD73.htm 1967 1( ، يوميات حرب(
)2( نف�سه
)3( نف�سه
)4( �سقوط الجولن ، خليل م�سطفى، دار الن�سر للطباعة الإ�سالمية،1975 ، �ض 100
)5( الأ�سد ال�سراع على ال�سرق الأ��سط، باتريك �سيل، �سركة المطبوعات للن�سر � التوزيع، الطبعة العا�سرة 2007، �ض 227
)6( �سقوط الجولن ، خليل م�سطفى، دار الن�سر للطباعة الإ�سالمية1975 ، �ض 25
)7( نف�سه �ض28
)8( نف�سه �ض 28
)9( نف�سه �ض 102
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B6%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9 ،10( ه�سبة الجولن(
%84%D8%A7%D9%86)11( نف�سه
)12( نف�سه
)13( الأ�سد ال�سراع على ال�سرق الأ��سط، باتريك �سيل، �سركة المطبوعات للن�سر � التوزيع، الطبعة العا�سرة 2007، �ض 341-340
)14( نف�سه
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%B6%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9 ،15( ه�سبة الجولن(
%84%D8%A7%D9%86)16( نف�سه
)17( نف�سه
http://www.dr-abumatar.net ،18( هل باع حافظ الأ�سد الجولن كما هو من�سوب لل�سادات؟، د.اأحمد اأبو مطر(
)19( الأ�سد ال�سراع على ال�سرق الأ��سط، باتريك �سيل، �سركة المطبوعات للن�سر � التوزيع، الطبعة العا�سرة 2007، �ض 799-798
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
اإنه لمن د�اعي �س���ر�ري اأن يحل الجولن �س���يفا على “منتدى جمال الأتا�سي للحوار
الديموقراطي”. �بداية، ل بد لي من ت�س���جيل خال�ض امتناني للعزيزة �س���هير الأتا�سي،
عل���ى اهتمامها �ن�س���اطها، ثم لفتته���ا الكريمة بدعوتي تقديم هذه الورقة، �المت�س���منة
اقت���راح فكرة مو�س���وع يتم التحا�ر فيه���ا، تتعلق بهموم اأبناء الج���ولن المحتل، بانتظار
عودتهم اإلى �طنهم، اأ� عودة �طنهم اإليهم، اإذا ا�ستقام القول.
ما �س���اأطرحه، لي�ض بحثا علميا �ل هو درا�سة، اإنما اأ�سبه بمجموعة خواطر �هواج�ض
�ت�س���ا�ؤلت ت���د�ر ف���ي ذهن جولن���ي، كان قدره الغتراب ث���الث مرات. اأ�ل���ى، اأنه خلق
�الحتالل فوق راأ�س���ه �عا�ض معظم حياته تحت حكمه، �ثانية في �طن عاي�سه عن قرب
ليجده ي�سبه كل الأ�سياء اإل الأ�طان؛ �ثالثة اختيارية في رحلة بحث عن الذات.
ق�سية الجولن، رغم كل ما كتب عنها، تبقى بكرا �اأكبر من اأن تخت�سر بهذه العجالة.
اإنه���ا مرتبطة في الدرجة الأ�ل���ى بطبيعة �اأر�ض �مياه �تهجي���ر، �باأجيال كاملة، خلقت
تح���ت الحت���الل، �كبرت بعي���دا عن �طنها، في ظل قطيعة �س���به كامل���ة. اأجيال، يحمل
كثير�ن منهم اأ�سماء مدن �طنهم �قراه �اأنهاره. �طن، يهتفون با�سمه ليل نهار، �يتغنون
بانتمائهم اإليه، لكنهم مدركون في اأعماقهم حجم ماأ�ساته �كبر فجيعته.
اأ�س���ئلة �ا�ستف�س���ارات ل ح�س���ر لها، اأثيرت، �تثار، ��س���وف تثار حول ما لف ق�س���ية
الجولن، بكل ت�س���عباتها، من غمو�ض...؛ دفع اأهالي الجولن خاللها، �سواء من بقوا في
ر�ا اإلى الداخل ال�سوري بعد هزيمة حزيران، دفعوا اأغلى الت�سحيات اأر�سهم، اأ� من هج
�اأعز ما يملكون من اأر�اح �ممتلكات.
�ع���ود التحري���ر الموؤجلة، �ا�س���تمرار التعامل م���ع الحتالل على اأن���ه ظاهرة موقتة،
د�ن القي���ام باأي تحرك فعل���ي اأ� ذي جد�ى على الأر�ض، كان له���ا اآثارها المدمرة على
ال�س���احة الجولنية. فجثوم الحتالل فوق �س���د�ر الأهالي لأكثر من اثنين �اأربعين عاما
متوا�سلة، لم يولد فقط �سمودا �رف�سا �مقا�مة، بل اأفرز م�ساكل �هموما ينبغي اأخذها
في الح�سبان �اإعادة النظر في كيفية التعامل معها.
�نظ���را ل�س���خامة ملف الجولن �كث���رة تفرعاته، ارتاأي���ت اأن تك���ون البداية مع ملف
التهجي���ر، عل���ى اأن ي�س���تكمل الح���وار لحق���ا، اأ� ربما يمتد اإل���ى الداخ���ل الجولني عبر
التوا�س���ل مع الأهل هناك، لي�س���مل جوانب اأخرى تحاكي هذا الجرح النازف منذ اأربعة
عقود �يزيد.
اإ�س���كالية التهجير هذه، كما اأراها، تبداأ من الت�س���مية، بعد اأن ا�س���طلح على تعريف
�س���حاياها ب� “نازحي الجولن”. �الحقيقة �الإن�ساف يقت�س���يان ت�سحيح هذا الخلل؛
فما ح�س���ل ه���و عملية تهجي���ر فعلي �ق�س���ري �لي�ض نز�ح���ا اختياريا اأ� طوعي���ا. فكلمة
“نازح” ظلت على مدار كل هذه ال�سنوات الطويلة، لعنة تالحق مهجري الجولن المحتل ��س���ط اأهليه���م؛ فوق كل ما حل بهم م���ن هالك جراء اإجبارهم على ترك اأر�س���هم، في
�احدة من اأ�سنع الهزائم �اأكثرها غمو�سا �التبا�سا ��سبابية!!!
ر، اأي �بالعودة اإلى المعجم للتفريق بين المهجر �النازح، نرى اأن المهجر هو من هج
اأخرج من البالد اأ� الدار �اأبعد ق�سرا عن اأر�سه �اأهله �نا�سه.. �هو يختلف عن المهاجر
الذي ترك بلده اإلى اآخر غيره بق�سد ال�ستقرار لأمر اأ� �سبب دفعه للهجرة.
فيم���ا الن���ازح تعني، بعد ال�س���خ�ض ع���ن داره اأ� اأر�س���ه. �يقال، نزح م���ن الريف اإلى
المدين���ة، اأي انتقل اإليها. �مقا�مة النز�ح تكون بتوفير فر�ض عمل �خلقها. �الفعل نزح
ل يتح���دث عن الفرد كما تجمهر القوم، اإذ هو رحيل ق�س���ري بق�س���د ترك حال �س���لبية
لحال اأف�س���ل، �هو ترك يعني األ عودة اإل بتغير ال�س���ر�ط �الظر�ف التي دفعت للنز�ح
مع متغيرات جدية م�سجعة.
هم مهجرون �إذن ولي�س�� نازحين!
بعد اتفاقية ف�س���ل القوات الموقعة بينهما عام 1974، بقي ل�س���وريا في ذمة اإ�سرائيل
ما مجموعه 1250 كم2 من م�ساحة ه�سبة الجولن الكلية المقدرة ب�1860 كم2. ما تبقى
م���ن المواطنين ال�س���وريين في الج���زء المحتل، كان���وا يقدر�ن ب�7000 ن�س���مة، يتوزعون
على �س���ت قرى هي: مجدل �سم�ض، م�س���عدة، بقعاثا، عين قنيا، الغجر، ��سحيتا. لحقا،
قامت اإ�سرائيل بتدمير قرية �سحيتا �تهجير �سكانها اإلى قرية م�سعدة المجا�رة، �هوؤلء
يتركز�ن فقط على خم�سة بالمئة من م�ساحة الجزء المحتل من الجولن.
الملفت، اأن معظم من كتبوا عن الجولن �تعر�سوا لق�سية هوؤلء المهجرين، تنا�لوا
اأ�س���باب بق���اء اأهالي هذه القرى، �الذي���ن يبلغ تعدادهم راهنا حوال���ي 20 األف مواطن.
فيما المنطق كان يقت�س���ي عدم التركيز على هذه الم�س���األة، على اأهميتها، �ح�سب، كون
بقائهم في اأر�س���هم هو الطبيعي �القاعدة، بينما التهجير هو ال�ستثناء، �هو ما ي�ستحق
البحث �التنقيب في اأ�س���بابه. �خال محا�لة يتيمة بادر اإليها الباحث �النا�سط الجولني
ب�سار طربيه، في درا�سة له بعنوان “التطهير العرقي في الجولن”، في موؤتمر انعقد في
مدينة حيفا /حزيران 2008/ لأجل حق العودة �الد�لة العلمانية في فل�س���طين، فاإنه لم
يتم التطرق اإلى هذا الأمر ب�سكل جدي حتى الآن، �اإيال�ؤه الأهمية التي ي�ستحق.
ماأ�ساة �لتهجير هذه تنق�سم �إلى ن�عين:
الأ�ل���ى، تمثلت بعملية التهجير الجماعي التي طالت اأكثر من 130 األف ن�س���مة، حيث
اأزالت قوات الحتالل الإ�س���رائيلي اأماكن �سكناهم عن بكرة اأبيها �اأقامت الم�ستعمرات
اليهودية على اأنقا�س���ها. �تعدادهم راهنا يقارب ن�سف مليون ي�سكلون اأحزمة فقر حول
العا�س���مة دم�س���ق �غير مدينة �س���ورية، �اأعتقد اأن ذل���ك يرقى اإلى مرتبة جريمة �س���د
الإن�سانية.
�الثاني���ة، تمثل���ت بالتهجير الفردي لبع�ض المواطنين م���ن القرى الخم�ض التي بقيت
اآهلة ب�س���كانها. �هوؤلء، اإما كان���وا يوؤد�ن خدمة العلم في الجي�ض ال�س���وري، اأ� موظفين
في محافظات اأخرى، اأ� لأ�س���باب متفرقة، حيث نتج عن ذلك ت�س���ظي ق�سم من عائالت
الجولن بين �س���رقي خط �قف النار �غربه، �الذين يتوا�سلون راهنا عبر الميكر�فونات
على خط الف�سل المزر�ع بالألغام �الأ�سالك ال�سائكة اأ� ما يعرف ب� “تلة الدموع”.
فيم���ا يتعلق بمن ثبتوا على اأر�ض الجولن، فاإنه رغم الإحكام المطبق الذي مار�س���ته
�سلطات الحتالل الإ�سرائيلي، �انعدام اأي نوع من الدعم الع�سكري اأ� اللوج�ستي، اأ� حتى
المادي، من الوطن اأ� �سواه، لب�سعة اآلف ل يتجا�ز تعدادهم ع�سرين األف ن�سمة، راهنا،
فه���م قام���وا بواجبهم على اأكمل �جه، �اأثبتوا كفاءة عالي���ة قل نظيرها في الحفاظ على
اأر�س���هم �هويتهم ال�سورية في زمن النك�س���ارات �الخيبات العربية، �سواء في اإ�سرابهم
ال�سهير عام اثنين �ثمانين �رف�سهم قانون �سم الجولن �الجن�سية الإ�سرائيلية، اأ� عبر
تعاملهم مع الحتالل طوال اأكثر من اأربعة عقود بمقت�س���ى ال�سر�رة �انعدام البديل، ل
النفع �الم�سلحة
الأمر الم�س���تهجن هنا، اأن النظام ال�س���وري لم يعمل على ا�س���تثمار ق�سية المهجرين
هذه، ل محليا �ل حتى على �س���عيد طرحها في المحافل الد�لية رغم ما تمثله من ثقل،
كونه���ا تعتب���ر بمثاب���ة فر�ض رابح ف���ي جميع الميادي���ن �التجاهات، حتى اأنه لم ي�س���مح
لأ�س���حاب هذه الماأ�س���اة التعبير عن �جعهم؛ �اأكثر ما ميز هذه الق�س���ية الخطيرة، هو
التعتيم ثم التعتيم ثم التعتيم...! مجرد احت�ساد مئات الألوف من هوؤلء المهجرين على
خط �قف النار مع اإ�س���رائيل، �لو مرة �احدة، في ذكرى اقتالعهم من اأر�س���هم لم يتم!
رغم ما قد يحمل ذلك من ر�سائل �دللت.
في ظل �جود نظام )�س���نديد ممانع( في دم�سق، ��س���ع ن�سب عينيه )�حدة العرب
�حريتهم �ا�ستراكيتهم، اإ�سافة اإلى دك معاقل الإمبريالية �ال�سهيونية �ح�سونها حيث
�جدت؛( يلحظ اأي متابع اأن قانون الطوارئ عد من )موجبات ال�سراع مع العد�؛( �اأن
ته���م )دب الوهن في عزيمة الأم���ة �التحري�ض الطائفي �د�ض الد�س���ائ�ض على الوطن(
تقف بالمر�س���اد لكل دعاة تحرير هذا الوطن من منظومة الهالك �القمع �الفقر الذي
ي���رزح تحته، �اأن ال�س���عب ال�س���وري اأجب���ر على ابتالع ه���ذا الطعم الم�س���موم؛ لكنه من
ال�سعوبة بمكان اإيجاد م�سوغ اأ�عذر لم�ساألة الإحجام عن الحتجاج، داخل الوطن، على
عد� هجر بع�ض ال�سعب من اأر�سه ��سلبه ما يملك، �لو ا�ستعرا�سيا!
م���ن هن���ا، فاإنه من ال�س���ر�رة العودة اإلى درا�س���ة ما حدث اآنذاك، من���ذ ذلك البالغ
ال�س���هير )66( �الإع���الن ع���ن �س���قوط مدين���ة القنيط���رة قب���ل اأن تطاأها اأق���دام جنود
الحتالل، �اإعطاء الجي�ض ال�س���وري قرار الن�س���حاب الكيفي م���ن المعركة، �المقدمات
التي هياأت لتلك القرارات الملتب�سة.
ه��ج�س ج�لنية..
ماأ�ساة �لمهجرين مثال �لنازح�ن.. من �أ�سحاب �لأر�س
�إلى �أحزمة �لفق�ر ح�ل دم�س�ق
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
ح�سان �سم�س �سحافي من �لج�لن �ل�س�ري �لمحتل
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
حت���ى نتمك���ن من فه���م ما جرى، �ال���كل مدعو لذلك، ل ب���د لنا من الع���ودة اإلى تلك
الأ�س���ول، اأ� ال�س���تعانة ب�س���هود اأحياء من تلك المرحلة، �س���واء من اأ�س���حاب الماأ�س���اة
اأنف�س���هم، اأ� الجنود �ال�س���باط الذين عاي�س���وا تلك الأيام ال�س���وداء. اأ� بما اأ�رده، على
�سبيل المثال، كل من ال�سابط ال�سوري خليل م�سطفى )المختفية اآثاره(، �ساحب كتاب
“�سقوط الجولن”، اأ� �سامي الجندي في “ك�سرة خبز”، اأ� �سعد جمعة في “الموؤامرة �معركة الم�سير”، �ذلك ريثما يفرج لعبو تلك المرحلة، ال�سيا�سيون �الع�سكريون، في
اإ�سرائيل ��سوريا، على حد �سواء، عما في اأدراجهم من �ثائق �معلومات.
من د�ن اأدنى �س���ك، اأن م�سوؤ�لية ما ح�س���ل، اإ�سافة اإلى الآلة الإجرامية الإ�سرائيلية
تق���ع، بالدرج���ة الأ�لى، على عاتق من خ�س���ر�ا الأر����ض �يتحملون، في اأ�س���عف تقدير،
جزءا كبيرا من الم�سوؤ�لية الأخالقية �التاريخية، �سيما �اأنهم ما زالوا يم�سكون بنا�سية
الحكم منذ ذلك التاريخ، �يجلد�ن ال�س���عب ال�س���وري بحجة تحري���ر الأر�ض، �يحكمونه
بقوة قانون الطوارئ، د�ن اأن يخ�سعوا اأنف�سهم لأي نوع من المراجعة اأ� المحا�سبة.
�الأخطر من هذا �ذاك، هو التفريغ المنظم �الممنهج الذي ح�سل بعد ذلك، �على
امت���داد اأكثر من اأربعة عقود، لمفهوم الد�لة من كل محتوى اأ� م�س���مون د�لتي، لدرجة
�س���ار من الم�س���تحيل معها لكل عل���وم ال�سيا�س���ة �الجتماع اجتراح تعري���ف علمي لهذا
الكيان ال�سيا�سي اأ� الجغرافي الذي يدعى �سوريا. فعندما يكون القانون معلقا عبر حالة
طوارئ م�س���تمرة اإلى ما �س���اء اهلل، فاإنها توفر اأر�س���ا خ�سبة لف�س���اد الطبقة الحاكمة،
�هذا الف�س���اد ي�سبح قاعدة �يحول الد�لة اإلى كيان ع�سوائي �متاآكل من الداخل، �هذه
كارثة �طنية بكل مقيا�ض.
�لمطروح ه�:
هل ت�سكل، حقا، ق�سية الجولن اأ�لوية للمواطن ال�سوري الذي يرزح تحت نير اأحكام
الطوارئ منذ ما يقارب الخم�سة عقود؟
هل بمقد�ر ال�س���عب ال�س���وري �قواه الحية ك�سر احتكار ال�س���لطة ق�سية الجولن، في
�قت يعجز�ن فيه عن ت�س���يير م�س���يرة �سلمية، بالع�س���رات، حتى لو كانت لغر�ض مطلبي
اأ� معي�س���ي؟ �تاليا، هل ي�ستطع، من الأ�سا�ض، �سعب مغيب محتل من الداخل العمل على
تحرير جزئه المحتل في الجولن، اأ� حتى البت في ق�ساياه، الكبرى منها �ال�سغرى؟
�بكثي���ر م���ن المرارة �اللوعة، انتقل هنا اإلى الت�س���ا�ؤل: هل م���ن العدالة �النزاهة اأن
يرمي ال�س���عب ال�س���وري همومه �اأ�جاعه على ثل���ة قليلة من اأبنائه البررة، ي�س���تفرد بها
النظام �ي�س���بعها قمعا �تنكيال، فيما ال�س���عب هانئ بذله كما لو اأنه حجز لنف�س���ه مقعدا
ل���دى مجموعة ع���دم النحياز!؟ فهل العلة تكم���ن في خمول ال�س���عب، اأ� هل هناك، من
الأ�س���ا�ض، �س���عب حي ��سعب خامل، اأم اأن ذلك مرده اإلى ق�س���ور ر�ؤية لدى من يفتر�ض
اأنهم يحملون م�سر�عه التغييري اأ� يقود�نه �عجزهم عن اإقناعه؟
التهجير الذي ح�سل بحق اأكثر من 130 األف �سوري في الجولن ل يختلف بم�سامينه
�اأبع���اده عن تهجي���ر الفل�س���طينيين اإل بتفا�ت العدد. كيف ال�س���بيل اإلى ا�س���تثمار هذه
الق�سية )المهجرين( الح�سا�سة، الحيوية، الهامة �الرابحة �التعامل معها؟
هل من المنطق التعامل مع النظام على اأ�سا�ض اأن من خ�سر الأر�ض تقع عليه م�سوؤ�لية
ا�س���ترجاعها، �بالتالي بقاء المعار�سة ال�سورية م�ستقيلة عن مقاربة كل ما خ�ض ق�سية
الجولن �احتالله اإل خ�سوعا؟
هل �سحيح اأن تحرير الجولن من محتليه م�سر�ط اأ�ل بتحرير دم�سق من طغاتها اأم
العك�ض؟ بمعنى، هل من الأفيد لنا تجميد ال�س���راع مع العد� الإ�س���رائيلي، ريثما نتمكن
م���ن بن���اء د�لة علماني���ة ديموقراطية؟ �في هذه الحالة، ما هو ال�س���بيل الأمثل لتو�س���يع
دائرة التوا�س���ل مع اأهالي الجولن المحتل �مدهم باأ�س���باب البقاء �ال�س���مود لو طالت
�سنوات الحتالل اأكثر؟
�ال�س���وؤال الأخير بر�سم الجميع، �س���عبا، مثقفين، قوى حية، معار�سة، �حتى نظاما:
اثن���ان �اأربع���ون عاما م�س���ى على احت���الل الجولن. اأكثر م���ن ثلثي �س���كانه �لد�ا تحت
ر�ا. اإلى متى يبقى الجولن �اأهله، المقيمون الحتالل لمن بقوا، �في ال�س���تات لمن هج
منهم �المهجر�ن، متر�كين لم�سيرهم؟
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد �لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
لي�س �ليتيم من �نتهى �أب��ه من/ هم �لحياة وخلفاه ذليل
فاأفاد بالدنيا �لحكيمة منها / عا�س تعليم �لزمان بديل
�إن �ليتيم ه� �لذي تلقى له / �أما تخلت �أو �أبا م�سغ�ل �أحمد �س�قي
م���ا اإن حطت هزيمة حزيران اأ�زارها على المنطقة العربية عموما، �اأهالي الجولن
ب�س���ورة خا�س���ة، حتىانطلقت خاليا الكفاح الم�س���لح �العمل ال�س���ري في قرى اله�سبة
المحتلة. تلك الخاليا،كان لها ف�س���ل كبير في النت�س���ار الجزئي الذي حققه ال�سوريون
�الم�س���ريون في ح���رب ت�س���رين الأ�ل/اأكتوبر ع���ام 1973، �ذلك عبر نق���ل المعلومات
الدقيقة �الخرائط عن تح�س���ينات العد� على جبهتي الجولن ��س���يناء، �تمكنت بف�سل
العم���ل الج���اد �الد�ؤ�ب من تمرير اأدق التفا�س���يل عن تحركات الجي�ض الإ�س���رائيلي في
خطي بارليف �اآلون الع�س���كريين، التي اعتمدت اإ�س���رائيل في بنائهما ب�س���كل كبير على
الأي���دي العامل���ة الجولني���ة، حيث تبي���ن لها لحق���ا اأن نف�ض الأي���دي التي تبن���ي، تنقل
المعلومات اإلى اأجهزة ال�ستخبارات ال�سورية، �منها اإلى الم�سرية.
ففي الأ�س���هر الأخيرة من عام 1967، األقت ق���وات الحتالل القب�ض على مجموعة من
ال�س���بان بتهمة الت�س���ال مع ال�سوريين. كذلك في اأ�اخر عام 1969 اكت�سفت خلية فدائية
اأخرى، راح �س���حيتها م���ا يزيد على 140 معتقال، �في حزيران ع���ام 1971 األقي القب�ض
على خلية فدائية، ثم تلتها �سبكة اأخرى في ت�سرين اأ�ل عام 1972، بلغت اأحكام بع�سهم
ع�سرين عاما. تالها، في �سيف عام 1974 اكت�ساف تنظيم جديد اآخر.
لم تتاأثر م�س���يرة الأهالي الكفاحية �الن�سالية �س���د الحتالل بنتيجة اكت�ساف بع�ض
خالياه���ا، بل اأعادت تنظيم نف�س���ها م���ن جديد، حيث ا�ست�س���هد بع����ض اأفرادها خالل
القيام بواجبهم الوطني، اإما بحقول الألغام التي تف�سل قراهم المحتلة عن باقي اأجزاء
الوطن، اأ� بكمائن م�سلحة ن�سبها الجي�ض الإ�سرائيلي.
بداي���ة ثمانينات القرن المن�س���رم، �س���كلت انطالقة جديدة لأهال���ي الجولن، تميزت
���خبها الإعالمي على كافة الم�س���تويات المحلية، الإقليمية �الد�لية، �ذلك بعد اإقرار ب�س
الكني�س���ت الإ�س���رائيلي قان���ون �س���م الجولن في الرابع ع�س���ر م���ن كان���ون اأ�ل عام �احد
�ثماني���ن، �النتفا�س���ة اأ� الإ�س���راب الكبي���ر الذي نفذه الأهالي لأكثر من خم�س���ة اأ�س���هر
متوا�س���لة في الرابع ع�سر من �س���باط عام اثنين �ثمانين، �ما ترتب على ذلك من رف�ض
الأهالي تطبيق القانون المدني الإ�سرائيلي �فر�ض الجن�سية الإ�سرائيلية عليهم، مع كل ما
رافق ذلك من عنف م�سلح �اعتقالت �م�سادرات اأرا�ض �جملة �سيا�سات تنكيلية بحقهم.
في منت�س���ف الثمانينات، األقت �س���لطات الحتالل القب�ض على خلية �س���رية اأخرى،
تولت مداهمة بع�ض المع�سكرات الإ�سرائيلية �تفجير مخازن اأ�سلحة �زرع عبوات نا�سفة
اأمام الد�ريات الع�س���كرية، ��سلت اأحكام هوؤلء 27 عاما. اأحد هوؤلء، كان ال�سهيد هايل
اأب���و زي���د الذي توفي قبل اأكثر من عامين بعد ع�س���رين عاما ق�س���اها خلف الق�س���بان،
��س���راع مع �سرطان الدم، دفع �سلطات ال�سجن لنقله اإلى م�ست�سفى “رمبام” في حيفا،
حي���ث توفي في���ه. �ذلك بالتزام���ن مع توديع منتدى الأتا�س���ي في دم�س���ق م���ن بقي من
اأع�سائه خارج المعتقالت.
اإن مقا�مة الحتالل �العتقالت الأمنية �ال�سيا�س���ية، لم تتوقف في عقد الت�سعينات
�حت���ى يومنا هذا، حيث اعتقل العديد من اأبناء اله�س���بة ال�س���ورية بته���م عديدة، تتعلق
بمهاجمة المواقع الإ�س���رائيلية، كان اآخرها اعتقال اأحد ال�س���بان �الحكم عليه 20 عاما.
اأربعة منهم يعد�ن بين اأقدم 25 معتقال اأمنيا ��سيا�سيا في �سجون الحتالل الإ�سرائيلي،
حيث م�سى على اعتقالهم اأكثر من ع�سرين عاما.
ل نمل���ك اإح�س���اءات علمي���ة دقيقة عن ع���دد المعتقلي���ن ال�سيا�س���يين �الأمنيين في
الج���ولن، ممن دخلوا �س���جون الع���د�، لكن هذه العتق���الت طا�لت الآلف من �س���كان
اله�سبة البالغ تعدادهم راهنا 19 األف ن�سمة، بين حب�ض فعلي اأ� اعتقال اإداري.
اأعلم يقينا اأن طرح هذا المو�س���وع للنقا�ض المفتوح �س���يولد الكثير من الح�سا�سيات،
�يفت���ق العديد من الأح���زان �الجر�ح؛ �قد يخلق اإ�س���كالت ل تنتهي عن���د حد التخوين
�الوعيد �التهديد؛ فلي�ض �س���هال، ل على الأ�س���رى اأنف�س���هم، �ل على ذ�يهم ممن ذاقوا
الولي���ات �كل اأن���واع القه���ر �العذاب، تقبل فك���رة اأن ذلك ل���م يكن اإل هب���اء منثورا اأ�
�س���رابا؛ لكني �اإذ اأح����ا�ل اإلقاء بع�ض ال�سوء على هذه الق�سية ال�سائكة، ا�ستذكر حوارا
تلفزيونيا دار قبل نحو عامين مع اأحد ال�سعراء، �ربما هو محمد علي �سم�ض الدين، قال
في���ه ما معناه، عندما يتوقف النق����اد عن التعر�ض لكتابات��ه �س�������يلجاأ حينها اإلى حرقها
�يعتزل الم�سلحة.
دع��ون���ا نتف���ق اإذن اأن كل ظاه���رة في هذه الحي���اة ل تتعر�ض للمراجع�������ة �النقد، ل
تفق���د قدرتها على الرتق���اء �التطور �ح�س���ب، بل اإنها تنحدر ب�س���كل قاطع اإلى الهالك
المحتم؛ تماما كما تفعل الأنظمة ال�سمولية �الطاغية باأ�طانها، العراق نموذجا، ��سوريا
على الطريق!
لتكن البداية مع الت�س���مية: ففي حين اأن جميع الأ�سرى الذين يتحرر�ن من العتقال
الإ�س���رائيلي هم “اأ�س���رى محرر�ن” من منظورنا ال�سيا�سي �الأخالقي، اإل اأنه يجب اأن
نميز بين التحرير عبر اتفاقيات تبادل اأ�س���رى اأ� النعتاق من الأ�سر بفعل بطولي ذاتي،
م���ن جهة، �بين التحرر عبر اإنهاء م���دة المحكومية، من جهة اأخرى. فهذا التمييز يتيح
لنا الإ�س���ارة اإلى م�س���وؤ�لية الد�ل���ة الأم )اأ� بالأحرى اإهمالها لم�س���وؤ�ليتها( عن تحرير
مواطنيها الواقعين تحت الأ�س���ر، خا�سة �اأن بع�ض الأ�سرى خدعوا بخطاب الم�سوؤ�لين
الم���زد�ج، ذل���ك الخط���اب الذي يقول م���ا ل يعني؛ يتباه���ى بالتحري���ر �يطنطن العالم
ب�س���عارات المقا�مة، بينما ي�س���مر خالف ذلك خلف الكوالي�ض. اإن الماأ�ساة الكامنة في
ذل���ك تدعونا اإلى التمييز بين “اأ�س���رى محررين” و”اأ�س���رى مخد�عي���ن”؛ رغم ما في
هذا الو�س���ف من مرارة، �مع حفظ الحترام �التقدير كله لهوؤلء الأ�س���رى كاأ�س���خا�ض
يفكر�ن �يت�س���رفون انطالقا من �س���مائرهم الوطنية الفذة، �لي�ض باأ�امر من �سلطات
عليا �بير�قراطية تعمل بلغة مزد�جة �م�س���للة. حين نعالج م�ساألة ح�سا�سة كهذه ينبغي
األ نت���رك م�س���اعرنا ال�سخ�س���ية تحكم عقولنا، فنتنا�س���ى الإهمال الخطير للم�س���وؤ�لية
ال�سيا�سية �الأخالقية المترتبة على كل من يقود، هذا اإن لم نقل، ي�ستقطع �طنا!!
كان���ت الفت���رة الممتدة بين حربي عام 1967 و 1973 اأكثر المراحل التي �س���هدت فيها
ال�س���احة الجولنية ما يمكن ت�س���ميته كفاحا فعليا �سد القوات الإ�سرائيلية المحتلة، عبر
الخاليا �التنظيمات ال�س���رية التي �جهت �س���ربات موجعة اإلى اإ�س���رائيل، بنقلها اأ�سرار
تح�س���يناتها اإلى الجانب ال�سوري، كما �سبق ذكره. كما اأن النظام ال�سوري ذلك الزمان
كان باأم�ض الحاجة اإلى اإراحة ظهره مما ��س���فه باتريك �سيل في كتابه ال�سهير”الأ�سد-
ال�سراع على ال�سرق الأ��سط” من حمل �سليب �سياع ه�سبة الجولن.
م���ن هنا، فاإن التعامل ال�س���وري الر�س���مي في تلك الفترة ات�س���م بالحت���رام �الجدية
المطلق���ة ف���ي تعاطيه م���ع خالياه العاملة في الج���ولن المحتل. �ربما هذا ما يف�س���ر اأن
النظام ال�س���وري لم يجتهد لحقا اإل في تحرير هذه المجموعة عام 1984، التي اعتقلت
ف���ي تل���ك المرحلة من التخطيط لحرب ت�س���رين �م���ا تالها، حتى توقيع اتفاقية ف�س���ل
القوات عام 1974.
هن���ا يكمن مرب���ط الفر�ض، كما يق���ال؛ فالنظام ال�س���وري، لم يمتلك الج���راأة لحقا
لالعت���راف لمواطنيه اأنه بعد اتفاقية الف�س���ل اأ�س���قط من ح�س���اباته، �اإلى غير رجعة،
الخيار الم�س���لح!! ال�س���عب ال�س���وري، فهم تلك المعادلة من د�ن عن���اء، عبر الإجراءات
المعق���دة التي �س���ار المواطن في الداخل ال�س���وري يحتاجها لبل���وغ محافظة القنيطرة،
�الجزء المحاذي لالأرا�س���ي ال�س���ورية المحتلة على �جه التحديد؛ كحاجته اإلى ت�سريح
خط���ي من فرع فل�س���طين )�س���يء الذك���ر(، �المر�ر على ع���دة نقاط لالأمن الع�س���كري
لم�ساهدة هذا الت�سريح، ذهابا �اإيابا.
الم�س���كلة التي �اجهت النظام، هي في كيفية اإي�س���ال هذا “المر�سوم الرئا�سي”، غير
المعلن، اإلى اأهالي الجولن المحتل، من د�ن اأن يترك ذلك في اأذهانهم مئات، اإن لم نقل
���ل النظ���ام على ما يبد� العمل اآلف ال�س���كوك حول حيثيات هذا القرار �تبعاته؛ هنا، ف�س
بهدي منطق التقية �ال�ستتار بالماألوف، ريثما يق�سي اهلل اأمرا كان مفعول، �هذا ما تم!
بع����ض اأهالي الجولن المحتل فهموا الر�س���الة، لكن لعتب���ارات تتعلق بالحر�ض على
���لوا ع���دم �س���رخ الموق���ف الوطني، �تركي���ز كافة الجه���ود على مقا�م���ة الحتالل، ف�س
ع���دم تعوي���م تلك الق�س���ية. لك���ن البع�ض الآخر بل���ع الطعم ل�س���ببين، اإما لأن من�س���وب
النق���اء الوطن���ي كان مرتفعا عندهم لدرجة كان من الم�س���تحيل معها ت�س���ديق اأ� قبول
�لمقاوم�ة.. بين مط�رقة �لحت�لل
و�سند�ن �لنظام ..�أ�س��ء على ظلل
�لحركة �لأ�سيرة في �لج�لن �لمحتل
�لأ�سرى و �لحركة �ل�طنية
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
تل���ك المعادلة، �بالتالي رف�ض المتثال لها؟ اأ� ل�س���عف مق���درة ربط الأحداث �تحليلها
���سعها في �سياقها المنطقي ال�سليم، �ربما الإثنين معا؛ رغم اأن الكثير من المجريات
�المعطيات كانت �ا�س���حة ل لب�ض فيها! �لي�ض يت�سع المجال هنا لعر�ض ع�سرات، اإن لم
نق���ل مئات ال�س���واهد �العبر التي توؤكد ذلك، ابتداء من ا�س���تثناء اأ�لئ���ك المعتقلين من
عمليات تبادل الأ�س���رى، ل �سيما التي كانت تتم بالو�ساطة بين “حزب اهلل” �اإ�سرائيل،
�عدم بذل اأي م�س���عى جدي في هذا ال�سياق، رغم منا�سدات الأهالي التي ل تح�سى في
هذا ال�سياق، ��سول اإلى الف�سيحة التي تمت لفلفتها قبل عدة اأعوام، �المتمثلة ب�سرقة
�ساتهم من قبل بع�ض عنا�سر الأمن ال�سوريين القيمين على هذه الم�ساألة، �التي مخ�س
من الأ�س���ل لم تكن تتجا�ز مائة د�لر لكل معتقل �س���هريا؛ بكالم اآخر، لم تكن ت�س���ا�ي
قيمة اإر�س���الها! �ساأنحي كل تلك الق�سايا جانبا حتى ل اتهم بالتجني، مكتفيا با�ستعارة
�احدة، فقط ل غير، �هي من جريدة “الوطن” ال�س���ورية، �سبه الر�سمية. تكون بمثابة،
اأهله”. من �ساهد “��سهد فف���ي مقال له���ا بعنوان: “ما نفع الذكرى... عندما نت�س���فح �س���جل �س���هداء الوطن
الخالدين �ل نجد فيه ا�س���م نزيه اأبو زيد”، تاريخ 2008/1/23. تقول �س���قيقة ال�س���هيد
نزي���ه اأبو زيد الذي ق�س���ى بتاريخ 1976/12/27 ف���ي المنطقة المزر�ع���ة بالألغام التي
تف�س���ل قري���ة مجدل �س���م�ض المحتلة ع���ن امتدادها ال�س���وري، اأثناء نقل���ه معلوات عن
التح�س���ينات الع�سكرية الإ�سرائيلية في الجولن اإلى الأجهزة ال�سورية، تقول في مقابلة
م���ع جري���دة الوط���ن، حرفيا: “ه���ل يعقل اأن يبق���ى اأخي نزي���ه حتى اليوم خارج �س���جل
ال�سهداء ال�س���وريين الخالدين الذين كرمهم رئي�سنا الخالد حافظ الأ�سد �جعلهم اأنبل
بني الب�سر، األم ي�ست�سهد نزيه �هو يوؤدي �اجبه الوطني؟ ما المطلوب حتى يو�سع ا�سمه
في �سجل ال�سهداء؟”.
�حتى نتمكن من �س���بر اأغوار هذه الم�ساألة البالغة الح�سا�سية، كما اأ�سلفت، ل بد من
التوقف عند بع�ض التفا�سيل، التي ل غنى عنها في اأي اجتهاد بحثي اأ� علمي، رغم اأنها
قد تزعج البع�ض، اأ� ربما يعتبرها البع�ض الآخر م�س���ا بقد�ض الأقدا�ض....؛ ل �س���ير في
ذل���ك، طالما اأن البحث يلتزم معايير تحليلي���ة �علمية، �ل يحمل في بواطنه اأي نوع من
الخبث اأ� التجني، ل قدر اهلل.
ياأت���ي ف���ي مقدمة هذه التفا�س���يل، اأن الغالبي���ة العظمى من معتلق���ي الموجة الثانية
الت���ي ب���داأت مطلع الثمانيني���ات، اإما اأنهم كان���وا مراهقين، اأ� في مقتبل �س���بابهم، �لم
يتعد ن�س���اطهم اقتحام بع�ض مخازن الأ�س���لحة اأ� زرع عبوات نا�س���فة اأمام د�يات قوات
الحتالل، تم اكت�سلف معظمها، �لم ت�سفر في مح�سلتها عن اإراقة نقطة دم �احدة من
جندي اإ�سرائيلي، اأ� حتى اإحداث خ�سائر مادية تذكر.
ف�س���غر ال�س���ن، لم ي�س���عف هولء ال�س���بان المفعمين بم�س���اعر �طنية في ا�س���تيعاب
مقومات الكفاح الم�سلح، الذي يعتمد بالدرجة الأ�لى على قرار �سيا�سي، �اأجهزة اأمنية
ذات كف���اءة عالية، �مقدرة فذة على توجيه العم���ل المقا�م �تنظيمه، ل تتمتع بها عادة
اإل الد�ل اأ� حركات المقا�مة التي المدعومة من الد�ل.
ففي ظل الإحكام المطبق الذي مار�س���ته �س���لطات الحتالل الإ�سرائيلي، �انعدام اأي
نوع من الدعم الع�سكري اأ� اللوج�ستي، اأ� حتى المادي، من الوطن اأ� �سواه، لب�سعة اآلف
ل يتج���ا�ز تعدادهم ع�س���رين األف ن�س���مة، راهنا، في اأبعد تقدير، كان الن�س���راف اإلى
العمل ال�سيا�س���ي �حده كاف لأهالي اله�سبة ال�سورية المحتلة، الذين اأثبتوا كفاءة عالية
قل نظيرها في الحفاظ على اأر�س���هم �هويتهم ال�سورية في زمن النك�سارات �الخيبات
العربي���ة، عبر اإ�س���رابهم ال�س���هير عام اثنين �ثمانين، �رف�س���هم قانون �س���م الجولن
�الجن�س���ية الإ�س���رائيلية، �تعاملهم مع الحتالل طوال اأربعة عقود بمقت�س���ى ال�سر�رة
�انعدام البديل، ل النفع �الم�س���لحة، لدرجة تغنى ببطولتهم ��س���مودهم كبار الأدباء
�ال�سعراء، اأذكر منهم حيدر حيدر، �فوزي البكري، �كثير�ن غيرهم.
ل���ن اتوق���ف كثيرا عن���د بع�ض الظواه���ر الن�س���الية، التي ات�س���مت بالطي����ض �التهور
�الفانتازي���ا، كاإقدام بع�ض ال�س���باب حديثي ال�س���ن، ممن اأغراهم الن�س���مام اإلى باقي
المعتقلين، على اإحراق من�ساأة هنا �اأخرى هناك، ثم ت�سليم اأنف�سهم ل�سلطات الحتالل
بحجة حر�سهم على األ تعتقل اإ�سرائيل اآخرين بجريرة فعلهم؛ �كل ذلك من اأجل حيازة
مهنة توزيع نيا�سين الوطنية �تهم التخوين على هذا �ذاك من المواطنين.
اأخيرا، لي�ض بو�س���ع اأي مراقب اأ� محلل لما يد�ر على ال�س���احة الجولنية، اإل النحناء
اأمام ت�سحية هولء ال�سبان الذين ي�سجون بالم�ساعر الوطنية الخال�سة �النبيلة، �اأمام
عذاب���ات اأهلهم �ت�س���حياتهم، التي ل يمك���ن للحبر مهما اأ�تي من بالغة ت�س���ويرها اأ�
اخت�س���ارها، لكن���ه بالتاأكيد لن يقف على الحياد في م�س���األة �س���عف مقدرتهم على فك
�س���يفرات النظ���ام ال�س���وري، غير المعق���دة، في عدم دعم���ه �ت�س���جيعه اأي عمل مقا�م
لإ�سرائيل، �سواء انطالقا من اأرا�سيه، اأ� في الجزء المحتل من الجولن على ال�سواء!
اأ�سئلة �ا�ستف�سارات ل ح�سر لها، اأثيرت، �تثار، ��سوف تثار حول ما لف ق�سية الجولن،
بكل ت�س���عباتها، من غمو�ض...؛ دفع اأهالي الجولن خاللها، �سواء من بقوا في اأر�سهم، اأ�
م���ن نزح���وا اإلى الداخل ال�س���وري بعد هزيمة حزي���ران، دفعوا اأغلى الت�س���حيات �اأعز ما
يملك���ون من اأر�اح �اأمالك؛ ف���داء من...؟ اهلل اأعلم!! ربما، يج���در بنا جميعا البحث عن
�سابط �سوري ا�سمه خليل م�سطفى، األف كتابا بعنوان: “�سقوط الجولن”، �اختفى!!!؟
ح�سان �سم�س
منق�ل عن م�قع “ثروة” /�سباط/2008
http://syrianelector.com/index.php?option=com_content&task=view&id=628&Itemid=111
�س���رف لقب”اأ�س���ير محرر” بعد خر�جه، اأ� اإر�س���ال ب�سعة ر�س���ائل من خلف الق�سبان
لأهاليه���م �اأ�س���دقائهم، ممه���ورة بتواقيع فخمة، مث���ل: “ح.م.����ض” اأي حركة مقا�مة
�س���رية، �م���ا اإلى ذل���ك! اأ� البع�ض ال���ذي لجاأ اإل���ى الإنترنت �اأجهزة الهات���ف المحمول
للترتي���ب لعملي���ات خطف جن���ود �اأعمال اأخرى!؟ اإ�س���افة اإلى عدم �س���قل �سخ�س���يات
البع�ض من خريجي المعتقالت الإ�س���رائيلية، بدليل خر�ج ق�سم منهم من خلف زنازين
الع���د� مبا�س���رة اإلى تقدي���م قرابين الطاعة �ال���ولء اإلى نظام د�لتهم، ال���ذي يزج منذ
عقود طويلة زمالء لهم في اأقبيته المظلمة، لق�س���ايا ل تقل عدالة �نزاهة �قدا�س���ة عن
الأ�س���باب التي اعتقلتهم �س���لطات الحتالل بموجبها!؟ �كذلك احت���راف البع�ض منهم
حقها اأن تن�س���ب اإليه ما يلي: »�جه هايل ابو زيد اأ�ل ر�س���الة اإعالمية من خالل جريدة
»ت�س���رين« اأك���د فيه���ا اعتزازه �رفاقه الأ�س���رى خل���ف الق�س���بان �اأبناء الج���ولن الوفي
بالمواقف القومية �الوطنية للقائد المفدى ب�س���ار الأ�س���د الذي ي�س���ع الجولن في اأ�لى
�سلم الأ�لويات..«
طي���ب. هايل لم يقل ذلك! ربما ن�س���ي، اأ� ربما ل يحب اأن يق���ول كالما كهذا. الواقعة
ال�سلبة التي ل تقبل الحذف �التالعب اأنه لم يقل هذا الكالم. �حين ين�سب اإلى �سخ�ض
كالما لم يقله فاإن هذا ي�سمى تز�يرا اأ� كذبا.
تبره���ن »جري���دة ت�س���رين الغراء ب���دءا برئي����ض تحريره���ا د. خلف الج���راد �مر�را
بمديري �اأمناء التحرير الأعزاء �محرريها الأخوة الأ�فياء« اأن عالقتها بق�سية الجولن
ل تتفوق في �سيء على عالقتها بالحقيقة. تبرهن كذلك اأنها لفرط ما تحدثت ز�را عن
الن�س���ال �الكفاح �البطولة �ال�س���مود �الكرامة �الت�سحية لم تتعرف عليها حين التقت
بها فعال، مج�سدة في �سخ�ض هايل ابو زيد. تبرهن اأنها معنية باأر�سنا المحتلة ل كحياة
ملمو�سة لب�سر ملمو�سين، بل كتجريد بر�سم الدعاية لل�سلطة �تمجيدها. بالمنا�سبة، اية
جدارة اأخالقية ��طنية في اأن تمتدح ال�سلطة ذاتها �رجالها في ��سائل اإعالم تحتكرها
هي؟ من �جهة نظر ال�سيا�سة المدنية، بل المر�ءة فح�سب، هذا المديح الذي ل يكل �ل
يم���ل اإهان���ة للد�لة �للحكام، تمام���ا كما يهينك اأ� يزعجك من يمتدحك في ح�س���ورك،
�بالخ�سو�ض اإن كان خائفا منك اأ� تابعا لك. هذه النرج�سية المطلقة تتعار�ض تعار�سا
تاما مع الغيرية �الإيثار الذين اأظهرهما هايل ابو زيد في كلماته، �قبل ذلك في ت�سحيته
ال�سامية. هل ي�سعر كادر جريدة ت�سرين انه يعبث بق�سية منا�سل ق�سى اكثر من ن�سف
عمره �س���جينا دفاعا عن بلده �حياته مهددة بالخطر.. حين ي�س���عها في �س���ياق تمجيد
ال�سلطة �الدعاية لها! هل ي�سعر؟ اأم انه ف�سيحة اإثر ف�سيحة فقد الح�ض �ال�سعور؟
يا اإخوان، لديكم »األف �سغلة« لتع�سقوا انف�سكم �تحتفوا بمجدكم! لكن ارفعوا ايديكم
عن ت�سحيات ال�سجناء �ال�سهداء، رجاء!
لي�ض هكذا تعاملت ��س���ائل الإعالم الإ�س���رائيلية مع عزام عزام �هو جا�س���و�ض �لي�ض
ا�س���يرا، �لم يق�ض ع�س���رين عاما مثل هايل، �لم يخرج من ال�سجن في حالة �سحية مثل
حالة هايل.
هايل اأبو زيد... �سامحنا! نحن نت�سرف بك �برفاقك، �احدا �احدا!
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
��س���لت كاتب هذه ال�س���طور الر�سالة التالية من �س���ديق في الجولن المحتل: »مرفق
م���ادة تعر�س���ت الى الحذف �ال�س���افة �التز�ير ن�س���رت ي���وم 2005/2/28 في جريدة
»ت�س���رين« بالزا�ية ال�سيا�س���ية. ار�س���ل لك، بناء على طلب رفيقي هايل، الن�ض الحرفي
للقاء اتمنى ان يعمم �ين�سر على كافة المواقع التي ن�ستطيع الو�سول اليها فهذه الطريقة
اللوحيدة للرد على هذا الت�سويه �التز�ير الحا�سل«.
.ي�س���عب العثور على كلمات منا�س���بة لو�سف ما فعلته جريدة ت�س���رين بالحوار الذي
اأجراه با�سمها ال�سحفي علي الأعور مع الأ�سير ال�سوري المحرر من ال�سجون الإ�سرائيلية
هايل اأبو زيد. الأمر ل يرتد اإلى خلل �س���حفي فادح فقط �اإنما يتعداه اإلى خطاأ �سيا�س���ي
�س���نيع. في عالم �سيا�سي �اإعالمي يحترم نف�سه يعتبر ما اقدمت عليه الجريدة ف�سيحة
اأخالقية ��سيا�سية �مهنية، ي�ستقيل ب�سببها ر�ؤ�ساء تحرير �محرر�ن.
ق�س���ى هاي���ل ابو زيد 20 عاما في ال�س���جون الإ�س���رائيلية من عمره البال���غ 36 عاما،
لأنه �ا�س���دقاء له من مواطني الجولن ا�س�س���وا مجموعة اأطلقوا عليها »حركة المقا�مة
ال�سرية« تقوم بعمليات مقا�مة �سد قوات الحتالل. �قد نجحوا في العديد منها يذكرها
هاي���ل في حديثه الأ�س���لي �في الق�س���م الذي ن�س���رته »ت�س���رين« منه )تجد�ن الن�س���ين
هنا(. اإثر اعتقاله حكم عليه بال�س���جن 27 عاما، �لم يفرج عنه اإل ب�س���بب تدهور ��سعه
ال�س���حي. فقد خرج في ال�س���هر الأخير من العام الما�س���ي م�س���ابا ب�س���رطان الدم مع
تراجع في قدرته الب�س���رية حتى 10% فقط ��س���كايات في العم���ود الفقري.. �هو يعالج
الآن في م�س���فى بحيفا، �يجمع مواطنوه �اأ�س���دقائه ما ي�س���تطيعون من مال ل�س���تكمال
عالجه)مرف���ق نداء لجمع التبرعات مع رقم ح�س���اب لتر�س���ل اإلي���ه(. نتحدث اإذن عن
�احد من اأبطال ال�سعب ال�سوري �لي�ض عن اأحد المت�سكعين اأ� »الم�سوؤ�لين«.
ماذا فعلت جريدة »ت�سرين«؟
1- ن�سرت 1272 كلمة من الحوار الأ�سلي المكون من 3642، اأي اأنها حذفت اأكثر من
65% منه. �هي بالطبع لم ت�ستاأذن هايل، �فقا لما اأ�سارت اإليه ر�سالة ال�سديق الجولني
في م�ستهل هذه الكلمات.
2- ��سعت العنوان التالي للحوار مع هايل: »الأ�سير المحرر هايل ابو زيد ل�«ت�سرين«:
اأعتز بعر�بتي �انتمائي الوطني �قيادة الرئي�ض ب�سار الأ�سد«. في الحوار مع هايل اعتزاز
بوطنه �سوريا ��سعبها، �لم يذكر »قيادتنا العربية ال�سورية �كافة الم�سوؤ�لين عن �سوؤ�ننا
المحلي���ة في الجولن المحتل« اإل في �س���ياق نداء �جهه اإلى �س���عبنا �اإليهم كيال ين�س���وا
اأ�س���رانا: قال هايل: »اأ�س���رانا هم اأمانة في اعناقنا، فهم اأ�لئك الجنود البوا�س���ل الذين
م�س���وا اإلى الواجب متى طلبتهم اأر�س���نا المباركة، �هم اأ�لئ���ك الرجال الذين اخترقوا
جدار الخوف �ال�س���مت، ��س���نعوا ماثرا في البطولة �الكبرياء التي �سانها لنا الأجداد
�الآباء من ابناء �س���عبنا العربي ال�س���وري العريق«. ال�س���م الوحيد الذي نوه به هايل هو
ال�س���يد نواف الفار�ض محافظ القنيطرة »على ما بذله �يبذله من جهود لن�س���رة ق�سية
الأ�سرى«. لكن من الوا�سح اأن الجريدة مهتمة بولءاتها هي �لي�ض بتو�سيل �سوت البطل
الجولني. الجولن �اأ�سرى الجولن �ق�سية الجولن هي مح�ض منا�سبة اإ�سافية للتعبير
عن الولء لل�سلطة.
3 - حذفت الجريدة كالما لهايل يظهر توا�سعه �حر�سه على اأن ل يميز نف�سه ب�سيء
عن رفاقه؛ حذفت كالما يقول اإنه �رفاقه »رف�س���وا الوقوف لق�س���اة محكمة الغا�س���بين
على امتدادا كل الجل�س���ات«؛ �س���طبت كالما موؤثرا لهايل عن فقدان���ه لأبيه �عن »رف�ض
ه���وؤلء الجالدي���ن كل الطلبات التي تقدم بها رفاقي من اأجل ال�س���ماح ل���ي باإلقاء نظرة
ال���وداع الأخير على ج�س���ده«؛ حذف���ت اإجابته على ال�س���وؤال الخام�ض كل���ه الذي يتحدث
في���ه ع���ن اعتقال اأخيه حمد الذي كان ال�ساد�س���ة من عمره حي���ن اعتقل هو عام 1984؛
حذف���ت كالم���ا رائعا عن ا�س���تقباله عند ��س���وله اإلى الج���ولن �عن �س���حكته المبتورة
مرتي���ن: م���رة لأنه خلف رفاق���ه �راءه في �س���جون المحتلين، �مرة »لني ل���ن اأتمكن من
معانقة اأ� تقبيل اأي �احد من اأ�س���دقائي اأ� اأخوتي اأ� اأي اإن�س���ان اأتى فقط ليقول �س���يئا ،
ب�سبب المر�ض الذي اأ�سابني« )األي�ض تعبيرا عن انعدام الح�ض الإن�ساني �الإخالقي فوق
ح�ض اللتزام بالحقيقة حذف هذه العبارت الموؤثرة التي يفتر�ض اأن تت�س���رف ال�سحف
المحترمة بالتقاطها �تنقلها لقرائها على �س���در �سفحتها الأ�لى؟(؛ حذفت كالم هايل
عن م�س���اعره لحظة اإبالغه خبر الإفراج عنه م���ن »رفيق دربي �زنزانتي اأيمن ابو جبل«
الذي »�س���اخت عيونه قبل موعدها« �بح�س���ور رفيق زنزانته الآخر كنج اأبو �س���الح؛ �لم
ت�س���عر بالحاجة اإلى نقل كلماته عن ال�س���اعات الأربعة التي لبثها مقيدا �ال�سجان يعتدي
بوجوده على حريته بعد علمه بقرار الإفراج عنه لأن خبر حكم الق�ساء باإطالق �سراحه
�س���بق تبليغ اإدراة ال�سجون الإ�سرائيلية بالحكم؛ حذفت بكل �ح�سية الكلمات التالية التي
ت�سع بالنبل �ال�سهامة: »�اأنا لن اأتحرر من عبء انتظار رفاقي هناك في الأ�سر اإل ر�ؤيتي
لهم جميعا هنا معي، �لكن لن اغفر لأحد بما فيهم نف�س���ي اإن رايتهم ي�س���لون اإلى مثل
الحالة التي ��س���لتها، �تحررت بموجبها من العتقال، اإ�سابتي ب�سرطان الدم. اأقول اإذا
ا�س���تمر ن�س���يانهم كما هو الآن اأخ�س���ى اأن يحررهم المر�ض اإن ن�س���يانهم ل يقل ب�س���اعة
عن الأ�س���ر نف�س���ه« )ربما اأخذت الجريدة على خاطرها من اإ�س���ارة هايل اإلى الن�سيان،
اأ� ربما خد�س���ت كلماته النبيلة حياء اأخالقياتها المهني���ة �الإيديولوجية(؛ حذفت قوله
اإنه كان يتمنى لو ان ا�ل �سخ�ض عانقه هو ابيه؛ حذفت دعوته »للمزيد من هذا الر�سد
ل�س���احة الجولن تعزيزا لمحاربة الن�س���يان الذي يجرحنا �توا�سال مع اأبنائنا �اأهلنا في
الوطن، خا�سة الجيل النا�سئ الذي قد ل ت�سمح له الظر�ف للتعرف على جزء من �طنه
يقا�م الحتالل ال�س���هيوني الب�س���ع، كل التحية �الحترام �التقدي���ر لكل الأقالم الحرة
التي تحارب ال�سمت �تحارب الن�سيان«، حذفت هذه الكلمات رغم اأنها �ردت في �سياق
تعبي���ره عن المتنان لجريدة »ت�س���رين« بعد اأن اأخبره ال�س���حفي المح���ا�ر اأن الجريدة
خ�س���ت الجولن ب 73 مقال عام 2004 بينها 7 عنه )هايل( هو نف�س���ه، حذفت كلماته
الموجهة ل�س���قيته هدية المتز�جة في �سوريا من الأ�سير ال�سابق �ع�سو »مجل�ض ال�سعب«
الحال���ي مدحت �س���الح الذي قال هايل اإنه »ا�س���تاق ج���دا اإلى م�ساك�س���ته« على مواقفه؛
حذفت عبارته الرقيقة: »لم القي براأ�س���ي على كتفها �لم اأ�سم رائحة �سعرها«، �اإهدائه
»األ���ف قبلة« لها �لز�جاه �ل�س���غيرهما ج���ولن؛ �بلغت ذر�ة انعدام الح����ض �الذ�ق معا
حين حذفت ا�ستح�س���ار هايل �تحيته اإلى رفاقه، �سجناء �سوريا �اأبطالها، �احدا �احدا
�بال�س���م في �س���جون الحتالل: »تحية اليك�م، يا عا�سم ��سيطان ��سدقي �ب�سر �عبا�ض
�كميل �كمال ��س���ميح ��ئام �اأمال ��س���ام. �عميق التحية الى اأ�س���رى الجولن من ابناء
قرية الغجر ال�س���ورية ابو يو�س���ف �س���عد قهموز، �احمد �يو�س���ف قهموز، �حاتم �ح�سين
الخطيب، �ر�ؤ�ف عي�سى، �ح�سين قهموز، على اأمل اللقاء بكم قريبا على ار�ض الجولن
المحرر اإن�س���اء اهلل«. �حذفت تذكره النبيل لفاقه �اإخوته من الأ�س���رى غير ال�س���وريين:
»لن ان�س���ي رفاقي من الأ�س���رى الفل�س���طينين �خا�س���ة عرب ال48، �الى عميد الأ�سرى
اللبنانيين �س���مير القنطار«. �يختم الأ�س���ير المحرر: »تحياتي لجميع ا�سرى الحرية في
العالم«. �سلمت يا هايل!
اأما جريدة ت�س���رين فتختم الحوار كالتالي: »في النهاية ا�س���محوا لي اأي�س���ا ان اأ�جه
التحيات لأ�س���رة جريدة ت�سرين الغراء انطالقا من التزاماتها الوطنية �القومية.. بدءا
برئي�ض تحريره���ا د. خلف الجراد �مر�را بمديري �اأمن���اء التحرير الأعزاء �محرريها
الأخوة الأ�فياء �معهم ��سائل اعالمنا المحلية �التلفزيون ال�سوري«. ثم ختام كل ختام:
»�كل الوفاء �الولء �العتزاز �التقدير اأحمله لقيادتنا ال�سيا�س���ية الحكيمة �على راأ�سها
قائد الوطن ال�س���يد الرئي�ض ب�س���ار الأ�س���د«. �كانت الجريدة قد ��سعت على ل�سان هايل
���ل الموت عزيزا كريما مرفوع الراأ�ض كح���ال اأبناء الجولن �اأبناء ه���ذه العبارات: »اأف�س
�س���ورية العر�بة.. �س���ورية الأ�س���د على اأن تلفظ �س���فتاي كلمة خنوع �احدة.. فاأنا عربي
�س���وري.. �هويتي عربية �س���ورية.. �اأر�س���ي منذ الأزل عربية �س���ورية«. �اعتبرت اأن من
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
�لإعلم �لف�سيحة:
ماذ� فعلت جريدة -ت�سرين- بالح��ر مع �لأ�سير �لمحرر هايل �ب� زيد؟
يا�سين �لحاج �سالح - دم�سق 1 �آذ�ر 2005
التي تجا�زت كل ال�س���رائع �القوانين �المعاهدات، هي اليوم ا�س���ا�ض لمعركة ال�س���مود
�البقاء �التحدي بين مديرية ال�سجون بمختلف طواقمها �بين الحركة الوطنية الأ�سيرة
بمختل���ف تنظيماتها اأ�س���راها داخل ال�س���جون �المعتقالت الإ�س���رائيلية، ه���ذه الحركة
الوطني���ة العتقالي���ة اأثبتت �تثبت كل يوم، اأنه���ا على قدر كبير من ال�س���مود �الكبرياء
�البطولة الفردية �الجماعية في معارك الإرادة داخل زنازين ��سجون الحتالل..
. كيف تلقيت نباأ وفاة و�لدك د�خل �ل�سجن؟
.. ان �ف���اة �ال���دي كان���ت اأكبر جرح يدمين���ي، �اأنا في الأ�س���ر اأن اأ�س���مع من عد�ي
تل���ك الكلم���ات التي مازلت اأح����ض بثقلها في �س���دري، تلك الكلمات التي رف�س���ت دائما
اأن اأ�س���دقها اأ� تمنيت اأن ل اأ�س���دقها، كانت �سدمة موجعة ��س���عرت للحظة طويلة جدا
بالبرد �الفراغ، لم ينت�سلني من هذا ال�سيق اإل اإ�سراري على األ اأترك لعد�ي فر�سة اأن
يراني انهار اأ� ي�س���مت من �س���عفي اأمام فقداني لأقد�ض اإن�سان. كان اأبي المحب الحنون
�ال�س���ديق الوفي حين �سرقه الغياب، خ�س���ر الجولن رمزا منا�سال �ثائرا، �خ�سرت اأنا
ظهري الذي كنت ا�ستند عليه، �لم اأتمكن من اأن اأقول له اخر كلمات الوداع.
. �لأ�سي��ر مدح��ت �ل�سالح، رفيق دربك في �لن�س��ال، وزميلك في �لزنز�نة
لفت��رة ط�يل��ة، حبذ� ل� تحدثنا ع��ن دوركما في تعزي��ز �لم�قف �لن�سالي
لأ�سرى �لج�لن و�خ��نكم �أ�سرى لبنان وفل�سطين؟
.. لقد �س���كل اأ�س���رى الجولن العرب ال�س���وريون داخل ال�سجون ال�س���رائيلية، اإطارا
�طنيا عربيا �س���وريا، حركة المقا�مة ال�س���رية، بعد مرحلة العتق���ال، �كان هذا الإطار
العربي ال�س���وري جزءا مكمال لل�س���احات الن�س���الية العربية داخل المعتقالت �ال�سجون
ال�س���رائيلية، فحرك���ة المقا�م���ة ال�س���رية اإطار �طن���ي يمثل الهوية ال�س���ورية لل�س���احة
الجولني���ة الى جانب الهوية اللبنانية التي تمثلت باأ�س���رى المقا�م���ة الوطنية اللبنانية،
�اأ�س���رى المقا�مة ال�سالمية، �تمثلت الهوية الفل�سطينية، عبر ف�سائل منظمة التحرير
الفل�س���طينية، حيث توحدت ال�س���احات العربية في الخندق الأمامي في مواجهة مديرية
ال�س���جون �مختلف اأجهزتها، للحفاظ على الإن�س���ان الوطني الملتزم، الذي يتعر�ض الى
جرائ���م �انتهاكات خطرة بحقه �كيان���ه �كرامته داخل هذه المعتقالت، �قد تج�س���دت
هذه ال�س���احات في بوتقة ن�س���الية �احدة موحدة �س���د اإدارة ال�س���جون. �نحن كاأ�س���رى
جولن عرب �سوريين جمعنا الهم الوطني، فقد كنا جميعا �معنا الرفيق مدحت ال�سالح
�سركاء في الن�سال من اأجل كرامة �حرية جولننا.
في النهاية ا�سمحوا لي اأي�سا ان اأ�جه التحيات لأ�سرة جريدة ت�سرين الغراء انطالقا
م���ن التزاماته���ا الوطني���ة �القومية.. ب���دءا برئي�ض تحريره���ا د. خلف الج���راد �مر�را
بمدي���ري �اأمن���اء التحرير الأع���زاء �محرريها الأخ���وة الأ�فياء �معهم ��س���ائل اعالمنا
المحلية �التلفزيون ال�سوري.
�كل الوف���اء �ال���ولء �العت���زاز �التقدير اأحمل���ه لقيادتنا ال�سيا�س���ية الحكيمة �على
راأ�سها قائد الوطن ال�سيد الرئي�ض ب�سار الأ�سد.
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
حا�لت �س���لطات الحتالل ال�س���رائيلي طيلة �ستة اآلف �ت�س���عمئة ��ستة ��سبعين يوما
النيل من الرادة الوطنية ال�س���لبة لالأ�سير المحرر هايل ح�سين اأبو زيد م�ستخدمة �ستى
اجراءاتها ���س���ائلها التع�سفية �الالان�س���انية من قهر �تعذيب �حرمان.. �لكنها ف�سلت
ف�س���ال »ذريعا«، �قبل اطالق �س���راحة باأيام قليلة اثبت ال�س���ير اأبو زيد اأ�س���الة النتماء
لوطنه الأم �س���ورية بعدما رف�ض طلبا »اإ�س���رائيليا« �هو على �سرير المر�ض القاتل داخل
زنزانته حيث عر�س���ت عليه جنرالت الرهاب العتذار عن مواقفه الوطنية الم�سر�عة
�س���د المغت�س���بين مقابل الفراج عنه.. �لكنه اأجاب بكل عزيمة رغم تمكن »اللوكيميا«
���ل الموت عزي���زا كريما مرفوع الراأ����ض كحال اأبناء م���ن دم���ه لدرجة خطرة فقال: اأف�س
الجولن �اأبناء �سورية العر�بة.. �سورية الأ�سد على اأن تلفظ �سفتاي كلمة خنوع �احدة..
فاأنا عربي �سوري.. �هويتي عربية �سورية.. �اأر�سي منذ الأزل عربية �سورية«.
»�اأق���ول لأبناء �طني �اأهلنا في الج���ولن.. اأن معنوياتي كفولذ اإرادتكم �اعدكم باأن
ق�سبان ال�سجن �ست�سداأ قبل اأن ت�سداأ اإرادتي �عظامي..«.
اليوم �بعد �سهر �ن�سف من اإطالق �سراحه.. بل تحريره من الأ�سر خرج البطل اأبو
زيد من الزنزانة المظلمة �الظالمة الى ال�س���جن الأكب���ر �هو الجولن المحتل �في قلبه
��جدانه �س���وق كبير لتقبيل ثرى دم�س���ق العر�بة �كل بقعة من الوطن الحبيب متنا�س���يا
ال�سجن المتنقل في دمه »اللوكيميا«.
�رغم الحجر ال�س���حي عليه �ظر�فه ال�س���حية �الج�سدية ال�س���عبة �جه اأ�ل ر�سالة
اإعالمية من خالل جريدة »ت�س���رين« اأكد فيها اعتزازه �رفاقه الأ�س���رى خلف الق�س���بان
�اأبناء الجولن الوفي بالمواقف القومية �الوطنية للقائد المفدى ب�سار الأ�سد الذي ي�سع
الجولن في اأ�لى �سلم الأ�لويات..
. ف��ي �لبد�ية حدثنا عن دورك �لن�سالي مع رفاقك في حركة �لمقاومة
�ل�سري��ة و�لعلنية �س��د �لحتلل، ب�سكل عام في �نتفا�س��ة �لر�بع ع�سر من
�سباط 1982 و�ل�سر�ب �لمفت�ح؟
.. كان���ت انتفا�س���ة الجماهي���ر الجولنية ع���ام 1982 هي الحا�س���نة الحية �المولدة
الحقيقي���ة ل���كل ما تالها من اأعم���ال مقا�مة علنية كانت اأم �س���ريه. �بالتالي فاإن حركة
المقا�م���ة ال�س���رية كتنظي���م ع�س���كري جولني، ��س���ع ن�س���ب عينيه مقا�م���ة الحتالل
بالطرق الكفاحية الم�س���لحة، كاأحد اأرقى ا�سكال الن�سال �سد عد� ل يفهم اإل لغة القوة
المعتمدة، على اإيقاع اكبر قدر ممكن من الخ�سائر المادية �الب�سرية في �سفوفه. �على
هذا الأ�س���ا�ض ��سعت حركة المقا�مة ال�سرية على راأ�ض �س���لم اأ�لوياتها هدف الت�سدي
للقوات الع�س���كرية ال�سرائيلية المحتلة الموجودة على امتداد الجولن المحتل، �تكبيده
خ�سائر معنوية �مادية �ج�سدية قدر الإمكان.
كن���ا مجموعة من ال�س���باب الوطن���ي الذين انجبتهم ه���ذه النتفا�س���ة المباركة، لم
نتجا�ز الثامنة ع�س���رة من العمر بعد، ترعرعنا على حب الوطن �ع�س���قه، �تقدي�ض هذه
الأر����ض المبارك���ة التي يدن�س���ها الجنود الغزاة، لم نك���ن جنودا، اأ� تابعين لميلي�س���يات
ع�س���كرية مدرب���ة، �اإنما اأبناء لفالحي���ن �مزارعين، جبلتهم ار�س���نا، فجبلوها بعرقهم
�دمهم �كبريائهم الوطني الأ�سيل.
لق���د كان د�ري في هذا ال�س���ياق جزءا مكمال �متوا�س���ال م���ع د�ر الرفاق الآخرين،
لتحقيق الهدف المن�س���ود. حيث قمنا بال�س���تيالء على مخازن ا�سلحة �ذخيرة ع�سكرية
متنوع���ة، كان���ت موجودة ف���ي مالجئ تابع���ة للم�س���تعمرات ال�س���رائيلية ف���ي الجولن،
ا�س���تخدمنا ه���ذه الأ�س���لحة �المعدات الع�س���كرية، بعدة عمليات ن�س���الية، ا�س���افة الى
عملي���ات نوعية اخرى، نجحن���ا فيها من اختراق مواقع ع�س���كرية تابعة لجي�ض الحتالل
ال�س���رائيلي، حي���ث نزعنا حقول الألغام الأر�س���ية من محيطها المطل �الم�س���رف على
بيوتنا �قرانا �خا�س���ة في منطقة »تل الريحان« داخل مجدل �س���م�ض، �ا�س���تخدمنا هذه
الألغ���ام في عملياتنا اي�س���ا، فقمنا بزرعها، �تركيب عب���وات متفجرة اأخرى الى جانبها
على الطرق الع�سكرية، على امتداد مناطق خط �قف اإطالق النار، �نفذنا عملية تفجير
كبرى في اأحد المخازن الع�س���كرية ال�س���رائيلية في الجولن المحتل، حيث احتوى هذا
المخ���زن عل���ى قذائف دبابات بلغت حوالي 1400 قذيفة، لقد �س���كلت عملية تفجير هذا
المخ���زن الواقع ق���رب قرية بقعاثا في منطقة »بئر الحديد« قلق���ا بالغا، �هلعا كبيرا في
�سفوف قوات الجي�ض الإ�سرائيلية، �اأجهزة ال�ستخبارات الع�سكرية، �تفجير عدة اآليات
�م�سفحات ع�سكرية �جدت في المكان الذي احترق �دمر تماما، ��ساهمت مع عدد اآخر
من رفاقي في المقا�مة ال�سرية، في عدة عمليات ا�ستهدفت المجال�ض المحلية العميلة،
�اعوان �سلطة الحتالل، هذا بال�سافة الى العديد من الن�ساطات الن�سالية الجماهيرية
التي �سملت رفع العلم ال�سوري �توزيع المنا�سير �البيانات المنددة بالحتالل.
. وقفت مع رفاقك �لأ�سرى �ل�سجعان، وقفة عز و�إباء في قاعة �لمحكمة
�لإ�سر�ئيلي��ة ورددعم �لن�سيد �ل�طني �ل�س�ري، رد� على �لتهم �لم�جهة من
قبل �لق�ساة �لجز�رين، كيف ت�سف ذ�ك �لي�م وتلك �للحظة؟
.. لقد مار�س���نا حقن���ا المطلق �نحن في قب�س���تهم، في رف�ض الحت���الل �محاكمه،
�رف�ض القانون الغا�سب الذي يحاكموننا بموجبه، قلنا لهم �على مراأى �م�سمع ق�ساتهم
��س���باطهم �كافة ��س���ائل الإعالم ال�س���رائيلية التي جاءت لتحتفل بمحاكمتنا: اإننا لم
�ل���ن نكون اإل عربا �س���وريين، �لم �ل���ن يمثلنا اإل القانون ال�س���وري، �لنفهمهم، اأننا هنا
فوق اأر�سنا باقون.
. معاناتك في زنازين �معتقالت العد�، خالل الع�سرين عاما، كيف كانت؟
.. اإن المعان���اة في ظر�ف الحتالل تمتزج بالغ�س���ب، كل ج���رح يزهر ثورة، �داخل
اأ�س���وار ال�س���جون تزداد هذه المعاناة �يزداد معها الغ�سب، اإن �س���لطة ال�سجون القمعية
امتداد تنفيذي لقوات الحتالل الغا�س���م، �تحا�ل جهدها اأن تك�سر اإرادة الأ�سير الثائر،
�اإن تنال من �سموده �تلجاأ للح�سول على هدفها الى اأب�سع الطرق.فمثال تحا�ل الت�سييق
على المعتقل �اأ�س���رته، تحا�ل اإذلله عن طريق ا�ستخدام القوة للتفتي�ض العاري، �منعه
م���ن لقاء اأهل���ه �زيارتهم، �العب���ث الدائم بحاجياته الخا�س���ة، �اأي�س���ا �سيا�س���ة القتل
البط���يء �الهم���ال الطبي المتعمد، الذي كنت اأحد �س���حاياه، كل ذلك بهدف �احد هو
ك�سر �سموخنا �اإرادتنا، ان الحديث عن معاناة الأ�سير في �سجون الحتالل ال�سرائيلي،
تحتاج الى اأكثر من اجابة مح�س���ورة ب�س���وؤال محدد، اإننا لن ن�س���تطيع فهم اأ�سباب هذا
الع���ذاب �التعذي���ب، �التنكي���ل اإن لم ن�س���تطع فه���م �اإدراك الطبيع���ة الجرامية لقادة
»اإ�س���رائيل«، فالحقد �الكراهية، �تدري�ض احدث فنون التعذيب النف�س���ي �الج�سدي، في
د�رات خ�س�س���ت لذلك، هي ��س���يلة من الو�س���ائل التي تنفذ لغاية اليوم بحق الأ�س���رى
�المعتقلي���ن في �س���جون الحتالل ال�س���رائيلي، عدا عن اإخ�س���اع ال�س���رى الى تجارب
طبية �عالجية، �تخ�س���ي�ض حلقات درا�س���ية لطواقم الهند�سة الب�سرية داخل ال�سجون
لإجراء التجارب �البحوث على الإن�س���ان داخل المعتقالت اإ�س���افة الى التقليل من �سان
الإن�سان �اهانته، �اإذلله، �جعله مجرد كم مهمل على �سعبه �مجتمعه، هذه النتهاكات
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
�لأ�سير �لمحرر هايل �أب� زيد ل� »ت�سرين«..
�عتز بعروبتي و�نتمائي �ل�طني وقيادة �لرئي�س ب�سار �لأ�سد
دم�سق - �سحيفة ت�سرين - �لثنين 28 �سباط 2005- �أجرى �للقاء: علي �لأع�ر عبر »�لنترنت«
�لن�س �لمحرف لللقاء �ل�سحفي �لذي �أجرته جريدة ت�سرين
�قواتن���ا العربية ال�س���ورية، لقد �س���كلت عملية تفجير ه���ذا المخزن الواق���ع قرب قرية
بقعاث���ا في منطق���ة »بئر الحدي���د« قلقا بالغا، �هلعا كبيرا في �س���فوف ق���وات الجي�ض
الإ�سرائيلي، �اأجهزة ال�ستخبارات الع�سكرية، �تفجير عدة اليات �م�سفحات ع�سكرية
تواج���دت في المكان الذي احترق �دمر تماما. ��س���اهمت مع ع���دد اخر من رفاقي في
المقا�مة ال�سرية، في عدة عمليات ا�ستهدفت المجال�ض المحلية العميلة، �اعوان �سلطة
الحتالل، هذا بال�سافه اإلى العديد من الن�ساطات الن�سالية الجماهيرية التي �سملت
رفع العلم ال�س���وري �توزيع المنا�س���ير �البيانات المنددة بالحتالل. �ل بد من الإ�سارة
اإلى اإن الن�س���ال في �س���فوف حرك���ة المقا�مه األ�س���ريه ي�س���تند اإلى الجماعي���ة �توزيع
الأد�ار بطريقة تنا�س���ب كل رفيق �ظر�فه. كنا نمار�ض العمل التنظيمي المنظم �س���من
قواعد العمل ال�س���ري، التي حكمت علينا بالكثير من الم�س���اعب �العراقيل، مع الأخذ
بعي���ن العتبار العمر الزمني له���ذه المجموعة الجريئة، �التجربة الب�س���يطة في العمل
التنظيمي، لكن ما �س���بب لنا بع�ض النجاحات هو ذلك الأيمان الرا�سخ بق�سية الجولن
�عدالتها ��س���رعية الكفاح بكل المتاح من ��سائل في �سبيل تحريره، �عودته اإلى ح�سن
الوطن الم �س���وريا الخالدة. �لكل رفيق من رفاقنا ماآثره ال�سخ�س���ية �سمن المجموع،
الذي �سطر هذا العمل باآيات من العز �الفخار.
�ل�س�ؤ�ل �لثاني:
وقفت مع رفاقك �ل�سرى �ل�سجعان، وقفة عز و�باء في قاعة �لمحكمة
�لإ�سر�ئيلية، ورددتم �لن�سيد �ل�طني �ل�س�ري، رد� على �لتهم �لم�جهة من
قبل �لق�ساة �لجز�رين، كيف ت�سف ذ�ك �لي�م وتلك �للحظة؟؟
نحن طالب حق، �ل�س���نا مجرمين. نحن �رثة تاريخ �سعب �ح�سارة مجيدة �عريقة،
نعت���ز �نفخ���ر بكوننا م���ن اأبنائه���ا. �تاري���خ �س���وريا، �منطقة الج���ولن خا�س���ة، مليئة
بال�س���فحات المنيرة �الم�سرقة، نحن اأ�س���حاب حق، لق�سية عادلة، كيف نقر �نعترف
ب�سرعية هذه المحاكم التي ل تمثل اإل قانون اأ�سيادها القتلة الغا�سبين. هذه المحاكم ل
تملك �سرعية اأخالقية ا� قانونية ا� ان�سانية بمحاكمتنا، فنحن حاربنا �نحارب قانونهم
الباطل فكيف نتعامل ب�س���رعيتها. لقد ذكرت �سابقا اننا كنا مجموعة من ال�سباب التي
لم تتجا�ز الثامنة ع�س���ر من العمر بعد، يعن���ي غريزتنا ��عينا الوطني، �هذا الندفاع
الثوري في نفو�س���نا تج�سد برف�سنا العتراف ب�سرعية هذه المحاكم، فوقفنا �قفة تليق
بهذا الحمل الذي �رثناه، �اآمنا به. لقد مار�س���نا حقنا المطلق �نحن في قب�س���تهم، في
رف�ض الحتالل �محاكمه، �رف�ض القانون الغا�سب الذي يحاكموننا بموجبه، قلنا لهم
�على مراأي �م�س���مع ق�ساتهم ��سباطهم �كافة ��سائل الإعالم الإ�سرائيلية التي جاءت
لتحتف���ل بمحاكمتن���ا. اننا ل���م �لن نكون اإل عربا �س���وريين، �لم �لن يمثلن���ا اإل القانون
ال�س���وري، �لنفهمه���م، اأننا هنا فوق اأر�س���نا الباقون. رف�س���نا الوقوف لق�س���اة محكمه
الغا�س���بين على امتداد كل الجل�س���ات، التي ا�س���تغرقت اكثر من �س���تة ا�س���هر، �اأن�سدنا
الن�س���يد العربي ال�س���وري في الجل�س���ة المقررة لق���رار حكمهم الجائر الغير �س���رعي،
تاأكيدا على انتمائنا لما يمثله هذا الن�س���يد، �م���ا يمثله هذا الموقف الذي عبرنا به انا
�رفاقي في قاعة المحكمة ال�سرائيلية. �األن عندما اأتذكر تلك اللحظات اأح�ض بهامتي
�هامة الجولن ت�س���مو فوق كل الأ�س���الك لتعانق �سماء �س���وريا �طننا الحر ال�سامخ. ان
رفعة �سان الوطن هو بالأ�سا�ض ارتفاع من �سان الفرد، فمتى حافظنا نحن الفراد على
قد�سية هذا النتماء لهذا الوطن، �سيعلو �يرتفع �ي�سمو هذا الوطن الحبيب.
�ل�س�ؤ�ل �لثالث:
معانات��ك ف��ي زنازين ومعتق��لت �لعدو، خ��لل �لع�سرين عام��ا، حبذ� ل�
تطلعنا عليها؟
اإن المعان���اة في ظ���ر�ف الحتالل تمت���زج بالغ�س���ب. كل جرح يزهر ث���وره. �داخل
اأ�س���وار ال�س���جون تزداد هذه المعانات �يزداد معها الغ�سب. اإن �سلطة مديرية ال�سجون
القمعي���ة امت���داد تنفي���ذي لقوات الحتالل الغا�س���م، �تح���ا�ل جهدها اأن تك�س���ر اإرادة
الأ�س���ير الثائر، �ان تنال من �س���موده �تلجاأ للح�س���ول على هدفها اإلى اأب�س���ع الطرق.
فمثال تحا�ل الت�س���ييق على المعتقل �اأ�س���رته، تحا�ل اإذلله عن طريق ا�ستخدام القوة
للتفتي����ض العاري، �منعه من لق���اء اأهله �زيارتهم، �العبث الدائم بحاجياته الخا�س���ة،
�اأي�س���ا �سيا�س���ة القتل البط���يء � الإهمال الطب���ي المتعمد،الذي كنت احد �س���حاياه،
كل ذلك بهدف �احد هو ك�س���ر �س���موخنا �اإرادتنا. ان الحديث عن معاناة الأ�س���ير في
�س���جون الحتالل الإ�س���رائيلي، تحتاج اإلى اكثر من اإجابة مح�سورة ب�سوؤال محدد. اإننا
لن ن�س���تطيع فهم اأ�س���باب هذا الع���ذاب � التعذيب �التنكيل اإن لم ن�س���طع فهم �اإدراك
الطبيعي���ة الإجرامية لقادة الد�ل���ة العبرية. فالحقد �الكراهي���ة �تدري�ض احدث فنون
التعذيب النف�س���ي �الج�س���دي، في د�رات خ�س�س���ت لذلك، هي ��س���يلة من الو�س���ائل
التي تنفذ لغاية اليوم بحق الأ�س���رى �المعتقلين في �س���جون الحتالل الإ�سرائيلي. عدا
عن اإخ�س���اع الأ�س���رى اإلى تجارب طبية �عالجية، �تخ�سي�ض حلقات درا�سية لطواقم
الهند�س���ة الب�س���رية داخ���ل ال�س���جون لإج���راء التجارب �البح���وث على الإن�س���ان داخل
المعتق���الت. اإ�س���افة اإلى التقليل من �س���ان الإن�س���ان �اهانته، �اإذلل���ه، �جعله مجرد
كم مهمل على �س���عبه �مجتمع���ه. هذه النتهاكات التي تجا�زت كل ال�س���رائع �القوانين
�المعاهدات، هي اليوم اأ�سا�ض لمعركة ال�سمود �البقاء �التحدي بين مديرية ال�سجون
بمختل���ف طواقمها �بين الحركة الوطنية الأ�س���يرة بمختلف تنظيماتها اأ�س���راها داخل
ال�س���جون �المعتقالت الإ�س���رائيلية. هذه الحركة الوطنية العتقالية اأثبتت، �تثبت كل
ي���وم، انها عل���ى قدر كبير من ال�س���مود �الكبري���اء �البطولة الفردي���ة �الجماعية، في
معارك الإرادة داخل زنازين ��سجون الحتالل .
�ل�س�ؤ�ل �لر�بع:
كيف تلقيت نباأ وفاة و�لدك د�خل �ل�سجن؟
�احدة من اأكثر الأفكار المرعبة التي تقلق الأ�س���ير هي فقدان اأي عزيز خا�س���ة �ان
الأ�س���ير قد »فقد« ب�سكل اأ�لي �موؤقت اأهله ��طنه �اأ�سدقاءه. اأن �فاة �الدي كانت اكبر
جرح يدميني �اأنا في الأ�سر، اأن ا�سمع من عد�ي تلك الكلمات التي مازلت اأح�ض بثقلها
في �سدري، تلك الكلمات التي رف�ست دائما اأن اأ�سدقها، اأ� تمنيت اأن ل اأ�سدقها، كانت
�س���دمة موجعة ��سعرت للحظة طويلة جدا بالبرد �الفراغ. لم ينت�سلني من هذا ال�سيق
اإل اإ�س���راري على اأن ل اترك لعد�ي فر�س���ة اأن يراني انهار اأ� ي�س���مت من �سعفي اأمام
فقداني لأقد�ض اإن�س���ان. كان اأبي المحب الحنون �ال�سديق الوفي حين �سرقه الغياب،
خ�س���ر الجولن رمزا منا�س���ال �ثائرا، �خ�س���رت اأنا ظهري الذي كنت ا�ستند اإليه، �لم
اأتمكن من اأن اأقول له اأخر كلمات الوداع، لم اقل له كم �ساأفتقده اليوم حين اأعانق اأمي
�اأخوتي �اأخواتي �انظر اإليه فال اأجد اإل �سوته البعيد �رائحته التي تمال ر�حي. »ها قد
ع���دت اإلى البيت يا اأبي، �لم اأجدك بانتظاري كما �عدتني منذ 20 �س���نة، فافخر باني
ابنك كما افخر باأنك اأبي«.
�س���يبقى هذ1 الجرح مفتوحا، كلما �س���رحت عيناي في جدران المنزل الذي ما زال
يفوح برائحة ج�س���ده، �اأزقة الح���ارة، التي عرفته �جبلته. �س���اأبقى افتقده، كلما اأتاأمل
عين���اي �الدت���ي �اأخواتي �اخوتي. لقد رف�ض هوؤلء الجالدي���ن، كل الطلبات التي تقدم
بها رفاقي، من اجل ال�س���ماح لي باإلقاء نظرة الوداع الأخير على ج�س���ده الطاهر، لكن
عزائي بان �الدي فخور بي.
لقد انت�سرت ارادتي على عوامل ال�سجن القاهرة �عامل الزمن. هذا النت�سار، في
انتزاع حريتي اأقدمه اإلى ر�حه الطاهرة، هناك حيث ترقد ب�سالم.
�ل�س�ؤ�ل �لخام�س:
�أ�س��رت �إ�سر�ئيل ، �سقيقك �لأ�سغر حمد، بماذ� ت�سف لنا �سع�رك عندما
�لتقيته ور�ء �لق�سبان، وكيف تعاملت مع �لم�قف ؟؟
ا�س���تطاعت ا�س���رائيل، من �س���جن الج���ولن كله، �عزل���ه جغرافيا ع���ن �طنه الم
�س���وريا، لكنها لن ت�ستطع حب�ض النتماء �التوا�سل �ال�ستمرارية �القناعة. حين علمت
ان اآخ���ى الأ�س���غر حمد قد اعتقلته �س���لطات الحت���الل بتهمة النتماء ال���ى المقا�مة،
�س���عرت بتناق�ض ال�سياء �الم�س���اعر في اأعماقي. حمد اآخى ابن ال� 6 اعوام ا�سبح من
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
فيما يلي ن�س �للقاء �لحرفي :
بي���ن الجولن �دم�س���ق م�س���افات ، م�س���افات طويل���ة تخت�س���رها الآم���ال �الأحالم
�التطلعات، بعد خر�جي من المعتقل الإ�س���رائيلي، �عودتي بعد اأ�س���بوعين من تحرري
اإلى م�س���قط راأ�س���ي، مرتفعات الجولن العربية ال�س���ورية المحتلة،لم يخطر ببالي قط
اإنني �س���اأكتب �من �راء الأ�س���الك �الق�س���بان مرة اأخرى، لخاطب �اتوا�سل مع ابناء
�طني، �اخوانني في الوطن الحبيب، �هذه المرة لي�ض مع مدحت �هدية الذين اأتحادث
معهما هاتفيا لب�س���عة دقائق بعد ان تحررت، �لي�ض مع اأعمامي فار�ض �ا�سعد ابو زيد ،
الذي���ن لم التقيهم، في حياتي اأبدا، لكن هذه المرة مع �احد من ابناء الوطن الحبيب،
لم التقيه �ل اعرفه �لم يجمعني به ، �س���وى هذا النتماء الأ�س���يل، �هذا الوجدان الحر
الذي يوؤجج م�س���اعره تجاه اخوته �اهله في ار�ض المحتلة، �هنا ل ي�س���عني ال ان اقف
�س���اكرا �محيي���ا كل تلك الجه���ود التي بذله���ا الخ العزيز على الأعور، �اأ�س���رة جريدة
ت�سرين على مواقفها �التزاماتها الوطنية تجاه الهل في الأر�ض المحتلة حين ا�ستلمت
الأ�س���ئلة، �قراتها ل���م اعرف كيف �س���اأبداأ، �لكنني بداأت حيث انطلق���ت ا�لى الكلمات
الم�ستوحاة، من هذا المجهود الرائع الذي بذله الخ على العور، لت�سل جريدة ت�سرين
الى الجولن �ي�س���ل الجولن الى كل �سوريا �انحاء الوطن العريق. ف�سكرا لكم، �عميق
التقدي���ر �المحب���ة لخي علي الع���ور على هذه اللفته الكريمة.�كل ال�س���كر �من خالل
جريدة ت�س���رين الى كافة ��س���ائل العالم المحلية �العربية الت���ي �قفت جانبنا، �تبنت
ق�س���يتنا العادل���ة، �ن�س���رت مق���ال ا� تقريرا ا� بيانا، يك�س���ف حجم معاناتنا، �يف�س���ح
النتهاكات الإ�سرائيلية بحق اأ�سرانا في �سجون �معتقالت الحتالل ال�سهيوني.
�ل�س�ؤ�ل �لأول:
�لأ�سير هايل �ب� زيد، حبذ� ل� تطلعنا عن دورك �لن�سالي مع رفاقك في
حرك��ة �لمقاومة �ل�سرية و�لعلنية �سد �لحتلل، ب�سكل عام في �نتفا�سة
�لر�بع ع�سر من �سباط1982 و�لإ�سر�ب �لمفت�ح؟
كان���ت انتفا�س���ة الجماهي���ر الجولنيه ع���ام 1982 هي الحا�س���نة الحي���ة �المولدة
الحقيقي���ة لكل م���ا تالها من اأعمال مقا�مة علنية كانت اأم �س���ريه. �بالتالي فان حركة
المقا�م���ة ال�س���رية كتنظيم ع�س���كري جولني، ��س���ع ن�س���ب عينيه مقا�م���ة الحتالل
بالطرق الكفاحية الم�سلحة، كاأحد ارقي اإ�سكال الن�سال �سد عد� ل يفهم اإل لغة القوة
المعتمدة، على اإيقاع اكبر قدر ممكن من الخ�سائر المادية �الب�سرية في �سفوفه. �على
هذا الأ�س���ا�ض ��س���عت حركة المقا�مة ال�سرية على راأ�ض �سلم اأ�لوياتها هدف الت�سدي
للقوات الع�سكرية ال�سرائيلية المحتلة المتواجدة على امتداد الجولن المحتل، �تكبيده
خ�سائر معنوية �مادية �ج�سدية قدر الإمكان.
كن���ا مجموع���ة من ال�س���باب الوطني الذي���ن اأنجبتهم هذه النتفا�س���ة المباركة، لم
نتجا�ز الثامنة ع�س���رة من العمر بعد، ترعرنا على حب الوطن �ع�س���قه، �تقدي�ض هذه
الر����ض المباركة التي يدن�س���ها الجنود الغ���زاة، لم نكن جنودا، ا� تابعين لميلي�س���يات
ع�س���كرية مدربة، �انما اأبن���اء لفالحين �مزارعين، جبلتهم ار�س���نا، فجبلوها بعرقهم
�دمهم �كبريائهم الوطني ال�سيل .
ان كنت �س���اأتحدث عن الد�ر ال�سخ�س���ي في عمل المقا�مة ال�س���رية �سد الحتالل،
فانن���ي �س���ارتكب ظلم���ا كبيرا بح���ق رفاق���ي �اللف من النا����ض �الن�س���طاء هنا داخل
جولننا الحبيب، لكن �سانح�س���ر بطبيعة ال�س���وؤال �اقول: د�ري في هذا ال�س���ياق كان
جزءا مكمال �متوا�س���ال مع د�ر الرفاق الآخرين، لتحقيق الهدف المن�سود. حيث قمنا
بال�س���تيالء على مخازن اأ�سلحه �ذخيرة ع�س���كرية متنوعة،كانت متواجدة في مالجئ
تابعة للم�س���تعمرات ال�س���رائيلية في الجولن، التي بنيت بحيث تحا�سر القرى العربية
المتبقية في الجزء المحتل من الجولن، ا�ستخدمنا هذه الأ�سلحة �المعدات الع�سكرية
في عدة عمليات ن�س���الية، ا�س���افة الى عمليات نوعية اخ���رى، نجحنا فيها من اختراق
مواقع ع�س���كرية تابع���ة للجي�ض ال�س���رائيلي، حيث نزعن���ا حقول اللغام الر�س���ية من
محيطها المطل �الم�س���رف على بيوتنا �قرانا �خا�س���ة في منطقة » تل الريحان« داخل
مجدل �س���م�ض، �ا�س���تخدمنا هذه الألغام في عملياتنا اي�س���ا، فقمن���ا بزرعها، �تركيب
عب���وات متفجرة اأخ���رى اإلى جانبها على الطرق الع�س���كرية، على امت���داد مناطق خط
�قف اإطالق النار، �نفذنا عملية تفجير كبرى في اأحد المخازن الع�س���كرية الإ�سرائيلية
ف���ي الج���ولن المحتل، حي���ث احتوى هذا المخزن عل���ى قذائف دباب���ات بلغت حوالي
1400 قذيف���ة كانت مع���دة كاحتياطي لدبابات العد� عند ح���د�ث اأي طارئ بين العد�
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
تلقينا ر�سالة من �لأ�سير
�لم�ح�رر ه��ايل �أب� زي�د
يطل�ب م�ن�ا فيه�ا م�ا يلي:
�لخ�ة و�لأخ��ت �لعز�ء في م�قع �لج�لن، �أر�سل
�ليك��م هذ� �للقاء �ل�سحفي، بن�س��ه �لأ�سلي، ولي�س كما
ورد على �سفحات جريدة ت�سرين في عددها �لذي يحمل
��ستغر�ب��ي �أ�سج��ل وهن��ا تاريــخ 28\02\2005.
و��ستنكاري �ل�سديد لكل �إ�سافة وحذف وتعديل �أجري
بالنياب��ة عني، ودون م��فقتي، في �لن�س �لذي ن�سر في
جريدة ت�سرين في عددها �لمذك�ر.
�للقاء �ل�سحفي �لذي �أجرته جريدة ت�سرين، مع �لأ�سير �لمحرر هايل �أب� زيد عبر �لنترنت.
�جرى �للقاء: �ل�ستاذ �ل�سحفي علي �لع�ر .
�لن�س �لحرفي لللقاء �ل�سحفي �لذي �أجرته جريدة ت�سرين
�ل�س�ؤ�ل �لتا�سع:
م��ن ه��� �ول �سخ���س تمني��ت �ن تلق��اه، وت�سمه
لحظ��ة �ط��لق �سر�ح��ك �و ع�دت��ك �ل��ى م�سقط
ر��سك ؟
تمني���ت اأن اأ�س���م اأبي اإلى �س���دري، �لكن���ي رجعت اإلى
الج���ولن �لم اأجده، بحثت عنه كثي���را في كل تلك الأماكن
التي اعرف انه يحبها، بحثت عنه بين اأ�س���جار التفاح فلم
اأجد اإل ��س���اياه اأن نحب الأر�ض لأنه���ا تحبنا. رائحته ما
زالت عالقة في ز�ايا البيت ��س���وته اأي�سا، لكني لم اأتمكن
من �س���مه، �حدها اأمي تعو�س���ني عن غيابه �اأخوتي اأي�سا
�اأ�سدقائي لأنهم ي�سبهونه قليال �يحفظون ��ساياه كثيرا.
�ل�س�ؤ�ل �لعا�سر:
جري��دة ت�سري��ن ن�سرت ع��ن �لج���لن �لمحتل
خ��لل �لع��ام 2004 �كثر من 73 مق��ال، عن ن�سال
�أبن��اء �لج���لن ومعاناته��م، وعن��ك �كث��ر م��ن 7
مقالت، م��اذ� تق�ل لد�رة �لجري��دة و�لمحررين
�لذين ي��كب�ن ن�س��ال �بناء �لج�لن علما �نه من
و�جبهم؟
ه���ذه معان���اة اأخ���رى.. جميل���ة �قا�س���ية 73 مق���ال عن
الج���ولن و7 عني تحدي���دا د�ن اأن اأتمكن من متابعتها لن
الحت���الل يمنع ��س���ولها اإلينا. حتى �لو ��س���لت فان اإدارة
ال�س���جن ل ت�س���مح بدخولها اإلى المعتقل لأنهم يخافون من ن�س���ج هذه العالقة الثقافية
بيننا. هم يعتقد�ن اإنهم قادرين على حرماننا من التوا�س���ل مع اأهلنا ��س���عبنا العربي
ال�س���وري �ين�س���ون اأن كل �سيء فينا �سوري: اأنفا�س���نا كلماتنا، اأفكارنا، همومنا، لم �لن
تك���ون اإل عربية �س���ورية حرة. اإنني ا�س���عر بفرح غامر لن اأحدا م���ا زال يذكر الجولن
�معان���ات اأهله الأح���رار ال�س���امدين، �اأ�جه دعوتي للمزيد من هذا الر�س���د ل�س���احة
الجولن تعزيزا لمحاربة الن�سيان الذي يجرحنا �توا�سال مع اأبنائنا � اأهلنا في الوطن،
خا�سة الجيل النا�سئ الذي قد ل ت�سمح له الظر�ف للتعرف على جزء من �طنه، يقا�م
الحتالل ال�س���هيوني الب�س���ع. كل التحية �الحترام �التقدير ل���كل الأقالم الحرة التي
تحارب ال�سمت �تحارب الن�سيان، �فية لفكرها الحر �معبرة عن
ال�س���مير الحي في هذا الوطن، تحية لكم في ت�س���رين �لكل من يكتب حر�س���ا على
رفعة ��سموخ �طننا، في ت�سرين �في باقي ال�سحف التي تحمل اأنفا�ض الحرية. �لكنني
�من منطلق الخوة، ان ت�س���تثمر�ا كل الأقالم �كل الطاقات من اجل رفعة الجولن لن
في���ه رفعة ل�س���وريا �العرب جميعا. نحن ن���درك ان الحرب اليوم اأي�س���ا حرب اإعالمية
�ثقافية �ح�سارية �نحن ر�اد ح�سارة عريقة مجبولة بالكبرياء.
�ل�س�ؤ�ل �لحادي ع�سر:
م��اذ� تق���ل لأختك هدية �لمقيم��ة في �ل�طن، وزوج��ة �لأ�سير �ل�سابق
مدح��ت �ل�سال��ح، و�لت��ي ل ي�سم��ح له��ا �لحت��لل بالذه��اب �إل��ى �لج�لن
�لمحت��ل، م��ع �لعلم �إنه��ا كانت طالب��ة في جامع��ة دم�سق، م��اذ� تق�ل وهي
�لمت�س�قة لك كثير�ن وماذ� تق�ل لبنها ج�لن؟
اإن���ي افتقده���ا كثيرا كاأخت ��س���ديقة، اتوق جدا الى معانقتها، ��س���مها، ف�س���نوات
العتق���ال الطويلة �س���رقت م���ن �جهها البرئ الكثي���ر، اختى ال�س���غرى هديية اعرفها
�اعرف انها �س���احبة ر�س���الة مقد�س���ة في الحياة، هديه القريبة لي كاأحالمي �حدها
من اأ�س���رتي ل���م اأعانقها بع���د.. لم القي براأ�س���ي على كتفها �لم اأ�س���م رائحة �س���عرها
عندما ا�س���مع �سوتها القادم من �راء هذه الأ�سالك، ا�سعر باألم �كاأنني ما زلت اأ�سيرا
للم�س���افة، ه���ذه الم���رة اأ�س���يرا له���ذه الأ�س���الك التي
تحرمن���ي م���ن عناق اأختي ��س���مها اإلى �س���دري، هي
التي انتظرتني طويال �لم نلتق بعد، اأين الحرية اإذا...
كلنا اأ�س���رى �لكن يعزيني ثقت���ي باأنها هناك في اأجمل
�اأقد�ض ار�ض، مع اإن�سان عزيز جدا �غالي على قلبي،
يبذل ما ا�ستطاع لي�س���عدها �معهما طفل با�سم ر�حي
با�س���م الجولن ال���ذي افديه ب�س���بابي كل���ه. اأقول لك
اأيته���ا الأخت الحبيبة الغالية اإن الطريق الذي تعبرين
عليه �سماءه عالية، �ان ال�سوء في اآخر الطريق يطلب
من���ا اأن نتعب كي ي�س���مع كل من ل ي�س���مع �س���راخاتنا
�هم�س���اتنا �اآهاتنا �دموعنا �اأحالمنا، ل تياأ�س���ي من
�س���متهم، ل تبك���ي اأيتها الغالية عل���ى اغترابنا، �ثقي
اأن���ى اأقد�ض خط���اك �اأدرك كم تتعبين، �ان�س���د معك
ن�س���يد الحري���ة اإل���ى اأن تع���م الحري���ة ، رفاقن���ا اأ�ل،
�جولنن���ا، �فل�س���طيننا، �عراقنا، �كل م���ن يقف في
�جه الظلم راف�س���ا الذل. اأخت���ي ارغب جدا بتقبيلك
�عناقك �ارغب اأي�سا اأن اأراك منت�سرة قبلي، جولن
ال�س���غير الذي ل يعرفني بعد، �ل اعرفه اأي�سا، علميه
كل م���ا اآمنت به، �اأمن ب���ه �الدنا، هذا الفالح القر�ي
ال�سوري الأ�سيل، �كل الأحرار الثائرين، من فوق هذه
الأ�س���الك التي تك�س���ر حلمنا، ابعث لك م���ع اأ�ل فجر
لهفتي ��س���وقي �غمر �س���نابل يدلنا اإل���ى طريق اللقاء
القريب، األف قبلة لك �لمدحت �جولن، الذي اعرف
كم �سي�س���بهك �ي�س���به مدحت �ي�س���بهني �ي�س���به ��س���ايا اأبي. لك منى دعواتي بالخير
��سلواتي بال�سبر، �من قلبي اعمق الأمنيات باللقاء القريب على ثرى جولننا الجريح.
�ل�س�ؤ�ل �لثاني ع�سر :
�لأخ هايل هل ترغب في ت�جيه �أي كلمة �أخيرة ؟
نع���م اآخ���ي العزيز، ارغب ف���ي توجيه نداء احمل���ه اأمانة في عنقي، اإلى �س���عبنا �الى
قيادتن���ا العربية ال�س���ورية، �كافة الم�س���وؤ�لين عن متابعة �س���وؤ�ننا المحلية في الجولن
المحت���ل، اأ�س���رانا ه���م اأمانة في اأعناقن���ا جميعا، فه���م اأ�لئك الجنود البوا�س���ل الذين
م�س���وا اإلى الواجب متى طلبتهم اأر�س���نا المباركة، �هم اأ�لئك الرجال الذين اخترقوا
جدار الخوف �ال�س���مت، ��سنعوا ماثرا في البطولة �الكبرياء التي �سانها لنا الأجداد
�الآباء من ابناء �س���عبنا العربي ال�س���وري العريق. ارغب بتوجيه اأحر التحيات اإلى كافة
الأ�س���وات �الأقالم �الحناجر التي رافقت �ما زالت ترافق معاناة الأ�س���رى �المعتقلين
�ق�سية الجولن، �تجعله يدخل �عي �اإدراك الأجيال ال�سابة من ابناء �سعبنا. �في هذا
ال�س���ياق اح���ي جهود الأخ ن���واف الفار�ض محاف���ظ القنيطرة، على ما بذل���ه �يبذله من
جهود لن�سرة ق�سية الأ�سرى.
�ا�س���محوا ل���ي اأن ا�ج���ه عمي���ق التحي���ات �المحب���ة �ال�س���وق ال���ى رفاقي ال�س���رى
�المعتقلي���ن م���ن ابناء الجولن ال�س���وري المحتل الذي���ن ما زالوا هناك خلف ق�س���بان
المعتقالت الإ�س���رائيلية، �ا�سمحوا لي با�ستح�سارهم جميعا: تحياتي اإليكم في �سجون
الحتالل ايها الرفاق الأ�س���دقاء، تحية اليك يا عا�سم ��سيطان ��سدقي �ب�سر �عبا�ض
�كميل �كمال ��س���ميح ��ئام �اأمال ��س���ام. �عميق التحية الى اأ�سرى الجولن من ابناء
قرية الغجر ال�س���ورية ابو يو�س���ف �سعد قهموز، �احمد �يو�س���ف قهموز ، �حاتم �ح�سين
الخطيب، �ر�ؤ�ف عي�سى، �ح�سين قهموز على اآمل اللقاء بكم قريبا على ار�ض الجولن
المحرر اإن�س���اء اهلل. �لن ان�س���ي رفاقي من الأ�سرى الفل�س���طينين �خا�سة عرب ال48،
�الى عميد الأ�سرى اللبنانيين �سمير القنطار. تحياتي لجميع ا�سرى الحرية في العالم.
��سكرا لكم .
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
رجال المقا�مة في الجولن، اأح�س�س���ت فجاأة بطول الزمن الذي ق�س���يته متنقال داخل
المعتقالت الإ�س���رائيلية، �اأح�س�ست ببعد الم�سافة بين اعتقالي �اعتقال اخي ال�سغر.
هكذا... فجاأة... اأرى اأخي منت�س���با اإمامي حامال ذات الجرح �ال�س���موخ الذي احمل،
تاركا في بيتنا �رائه دمعة اخرى ت�س���يل على �جه امي، التي انهكتها �س���نوات النتظار
�ال�س���بر 20 عاما، تتنقل من �سجن الى �سجن اخر، �من �سارع الى �سارع اخر، لتراني
�لو للمحة ب�س���ر خلف الق�س���بان. كان اعتقال اأخي يحمل لي تناق�سا فمن جهة اعرف
ان���ه مثل كل الأ�س���رى يرف�ض القيد �الأ�س���ر �مكانه الطبيعي خارج هذه الأ�س���وار، �من
جهة ثانية، اإن اعتقاله �سي�س���بع في نف�س���ي عط�ض لقائة �التعرف عليه، ��ساأتمكن بعد
18 �س���نة اأن اأ�س���مه اإلى �س���دري، اأن اقبله �اعانقه، �ا�س���اله عن كل �سئ، ل اأخفى عنه
م�س���اعري �عواطفي �ا��س���اعي، ��س���يخبرني عن امي �اخوتي �اخوات���ي د�ن حواجز
�ق�سبان �خوف،
�سيت�س���نى ل���ي التع���رف اليه عن ق���رب، فقد كان عم���ر اأخي حمد عندم���ا اعتقلت 6
�س���نوات كب���ر د�ن اأن اأتمكن م���ن مواكبة اأحالمه �اأفكاره �همومه. 18 �س���نه لم اأتمكن
مرة �احده اأن اأ�س���اله عن الأ�س���ياء الت���ي يحبها اأ� يكرهها، لأني ل���م اأره اإل من خالل
�س���بك الزيارة �لدقائق قليلة، في فترات متباع���دة. اإن اعتقاله كان هما يوؤرقني لأني
اعرف كم �س���يتعب �كم �ستتعب اأمي معه »معنا«، �كان اأي�سا فخرا لي لني اأح�س�ست به
ذاتي �رايته رجال ثائرا يمكن اأن يعتمد عليه .
�ل�س�ؤ�ل �ل�ساد�س:
�لأ�سي��ر مدح��ت �ل�سالح، رفيق درب��ك في �لن�سال، وزميل��ك في �لزنز�نة
لفت��رة ط�يلة، حبذ� ل��� تحدثنا عن دوركما في تعزي��ز �لم�قف �لن�سالي
ل�سرى �لج�لن و�إخ��نكم �أ�سرى لبنان وفل�سطين؟؟
لقد �س���كل اأ�س���رى الج���ولن العرب ال�س���وريين داخ���ل ال�س���جون الإ�س���رائيلية اإطارا
�طنيا عربيا �س���وريا- حركة المقا�مة ال�س���رية، بعد مرحلة العتقال. �كان هذا الإطار
العربي ال�سوري، جزءا مكمال لل�س���احات الن�سالية العربية داخل المعتقالت �ال�سجون
الإ�س���رائيلية. فحرك���ة المقا�م���ة ال�س���رية اإط���ار �طني يمثل الهوية ال�س���ورية لل�س���احة
الجولني���ة اإلى جان���ب الهوية اللبنانية التي تمثلت باأ�س���رى المقا�مة الوطنية اللبنانية،
�ا�سرى المقا�مة الإ�سالمية، �تمثلت الهوية الفل�سطينية، عبر ف�سائل منظمة التحرير
الفل�س���طينية، حيث توحدت ال�ساحات العربية في الخندق الأمامي في مواجهة مديرية
ال�س���جون �مختلف اأجهزتها، للحفاظ على الإن�سان الوطني الملتزم، الذي يتعر�ض الى
جرائ���م �انتهاكات خطيرة بحقه �كيانه �كرامته داخل هذة المعتقالت. �قد تج�س���دت
هذه ال�س���احات في بوتقة ن�س���الية �احدة موحدة �س���د ادارة ال�س���جون. �نحن كاأ�سرى
ج���ولن عرب �س���وريين جمعن���ا الهم الوطن���ي، فقد كنا جميع���ا �معن���ا الرفيق مدحت
ال�س���الح �س���ركاء في الن�س���ال من اجل كرامة �حرية جولننا. ��س���ركاء في الم�سير
�الهدف �الحلم �الآمال �التطلعات ال�سخ�س���ية �الوطنية �الإن�س���انية. لقد ا ان�س���وينا
تحت راية المقا�مة الم�سلحة، �الن�سال الجماهيري على ال�ساحة الجولنية، �ا�ستركنا
ف���ي عدة عمليات للمقا�مة، حتى مرحلة العتقال، ثم خ�س���نا معارك �جودنا، الوطني
�الن�س���الي �الإن�س���اني، عبر رحلة العتقال الطويلة �الأليمة. اإن �جود ع�سرات الرفاق
�مئات ال�س���دقاء، الذين ينا�س���لون من اجل رفع معاناتك، �المطالبة بالفراج عنك،
�تخفيف �طاأة العتقال �لد لدينا �س���عورا بالمان �الراحة، ��س���اهم في رفع معنوياتنا
على اإننا ل�س���نا �حدنا في المعركة فهناك الع�س���رات �المئات من الرفاق معنا. مدحت
ال�س���الح اأ�س���وة بباقي الرق���اق �ع�س���رات المئات م���ن المدافعين عن حقوق الأ�س���رى
�المعتقلين، هذا يجعلنا نتم�سك باأيماننا، �يخفف من �سدة ال�سغوطات �العقوبات التي
تفر�سها اإدارة ال�سجون علينا كاأ�سرى. الرفيق ال�سديق مدحت ال�سالح رفيق لم نعرفه
�سوى ثابتا على ايمانه، �را�سخا في مواقفه، التي ا�ستاق جدا الى م�ساك�سته بها كثيرا.
�ل�س�ؤ�ل �ل�سابع:
بم��اذ� ت�سف �سع���رك و�أن��ت ت�ستقبل ��ستقب��ال �لأبطال من قب��ل �أبناء
�لج�لن، وخا�سة لحظة ترى فيها منزل و�لدك، �لذي ترعرعت فيه على
حب �ل�طن و�لذود عن حماه؟
للحظ���ات طويل���ة كنت احب����ض دموعي، بعد غياب 20 �س���نه ها اأنا م���رة اأخرى اعبر
فوق تراب الجولن ال�س���وري المقد�ض. لم اأتمالك نف�س���ي حين �س���معت �س���وت اأخ�ساب
ج�س���ر بنات يعقوب تهتف تحت عجالت ال�س���يارة التي كانت تقلني ففا�ست الدموع من
عيون���ي لأني �س���دقت اأخيرا حلم���ي الذي طال ل� 20 �س���نه �حين التقي���ت بعيون الآلف
الذي���ن انتظر�ن���ي بكيت ثاني���ة لن رفاقي الذين حلم���ت معهم اأن نكون �س���وية في مثل
هذه اللحظة لي�س���وا معي »هل علينا دائما اأن نخت�سر �سيئا من الحلم لنبكي حين يجب
اأن نفرح؟ اإلى متى �س���تظل �س���حكتنا مبتورة«، �في حالتي فان �س���حكتي مبتورة مرتين
لغي���اب رفاق���ي �لني لن اأتمكن من معانق���ة اأ� تقبيل اأي �احد من اأ�س���دقائي اأ� اأخوتي
اأ� اأي اإن�س���ان اأتى فقط ليقول �س���يئا، ب�س���بب المر�ض الذي اأ�س���ابني. ان تكريم الهل
ف���ي الج���ولن، �احتفالهم بتحرري م���ن المعتقالت ال�س���رائيلية، ه���و تكريم لظاهرة
�سيا�س���ية �طنية اأخالقية من الدرجة العليا، تلك الظاهرة التي مثلها المئات من قافلة
ال�سرى �المعتقلين منذ �سنوات الحتالل ال�لى في الجولن. ان هذا التكريم هو لي�ض
�سخ�س���يا، بقدر ما ه���و تكريم لهذه الظاهرة الخالقية ال�س���امية، ظاه���رة العتقال،
�ظاهرة المقا�مة التي حتما يجب ان تدخل في الوعي الوطني �الجتماعي �ال�سيا�س���ي
لكافة ابناء �سعبنا في المحتل من الجولن �كافة انحاء الوطن ال�سوري الحبيب.
�ل�س�ؤ�ل �لثامن:
عندم��ا و�سلك نباأ �لإفر�ج عنك، بماذ� �سعرت؟ وهل تحن �لى رفاقك في
�لمعتقلت �لذين ل يز�ل�ن تحت قب�سة �ل�سجان؟
هن���اك حين تم نقلي اإلى م�ست�س���فى رمبام، بمرافقة حرا�ض ال�س���جن، لم اكن اعلم
ماذا يد�ر خارج الق�س���بان، بعد اأن ا�س���تطاع الأهل �الرفاق من زيارتي بالم�ست�س���فى،
علمت منهم انهم اأطلقوا حملة قانونية �اإعالمية لالإفراج عني. لم اكن اأتوقع اأن يحدث
هذا الأمر ب�سرعة مذهلة، كنت ا�ستمع اإلى �عوداتهم �تحركاتهم �ات�سالتهم العديدة،
لكنني في داخلي كنت على قدر كبير من ال�س���ك في ا�س���تجابة ال�س���لطات الإ�س���رائيلية
لطل���ب الإف���راج عن���ي، الذي تق���دم به محام���و الدفاع، �ه���ذا يعود لع�س���رات التجارب
�الحالت التي رف�سها الإ�سرائيليون لمعتقلين اآخرين .
لك���ن حين اقتحم غرفة الم�س���فى رفيق درب���ي �زنزانتي ايمن ابو جب���ل، �في عيونه
التي �س���اخت قبل موعدها غيوم تنتظر لفتة مني لتمطر على ج�س���دي ��جهي �ر�حي،
كلماته الأ�لى ��سط دموعه المنهمرة �غير اآبه لوجود ال�سجانين �اأفراد ال�سرطة الذين
تفاجئ���وا م���ن هذا القتح���ام »هايل انت�س���رنا، اأنت حر، حر«!!! »�س���مني اإلى �س���دره
الداف���ئ مبلال خ���د�دي بدمعه، �على بعد خطوة �احده �قف �رائه رفيق زنزانتي الآخر
كنج ابو �س���الح، ال���ذي اخفى عينيه عن ناظ���ري، ربما لأنه كان يح���ا�ل اأن يخبئ �راء
كفه تعب �س���نين طويلة، �ربما لن عيوني متعبة لم اأتمكن من ر�ؤية مالمح �جهه، لكني
كنت ا�س���مع لهفته �هو ي�س���هق من فرح غير ملمو�ض لي منذ �سنوات ...كان ذلك للحظة
ثم بداأت اأ�س���عر بال�س���يق.. برغبة اأن ا�سرخ كاأني ل ا�س���دق، فما زالت �سال�سل القيود
تنه����ض ي���دي �رجلي، �ما زال ظل ال�س���جان اأمام �جهي على بعد هم�س���ه ي�س���غي لهذه
ال�س���ور، �هو م�ستت ي�سمع انت�س���ارنا في المعركة الق�س���ائية التي �سهدتها المحكمة،
حيث خا�س���ها المحاميان نبيه خنجر �مجد اأبو �س���الح، �هذا ال�س���جان ل يعرف �سيء
عما يد�ر. �اأنا بداأت ا�س���عر بالغ�س���ب اإذا تحررت، فلماذا ما زالت يدي الحرة مقيدة،
�لماذا ل يخرج ال�سجان - الغير مرغوب به- من هذه الغرفة في م�ست�سفى رمبام. لقد
�س���تغرقهم الأمر اأكثر من اأربع �ساعات، ليتاأكد�ا من قادتهم �اإدارة ال�سجون، اأنني قد
تح���ررت فعال منهم. �اأنا لن اأتحرر من عبء انتظار رفاقي هناك في الأ�س���ر اإل ر�ؤيتي
لهم جميعا هنا معي، �لكن لن اغفر »لأحد بما فيهم نف�سي »اإن رايتهم ي�سلون اإلى مثل
الحالة التي ��سلتها، �تحررت بموجبها من العتقال، اإ�سابتي ب�سرطان الدم. اأقول اإذا
ا�س���تمر ن�س���يانهم كما هو الآن اأخ�س���ى اأن يحررهم المر�ض »اإن ن�سيانهم ل يقل ب�ساعة
عن الأ�سر نف�سه.
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
بعد 23 �س���نة ق�ساها في �سجون الإحتالل الإ�سرائيلي، عاني خاللها مرارات الأ�سر
�اآلم �سل�س���لة من الأمرا�ض )المعدة �المفا�س���ل �تاآكل العظام �اأ�جاع الظهر، ف�س���ال
عن داء ع�س���ال(، نجمت في الإجمال عن ظر�ف احتجاز بربرية، ا�س���تجابت �سلطات
الإحتالل اإلي التقارير الطبية الخطيرة التي قدمها المحامي مجد كمال، فاأفرجت عن
الأ�س���ير ال�سوري الجولني �سيطان نمر الولي )42 �سنة(، مخت�سرة بذلك اأربع �سنوات
فق���ط من م���دة حكمه. �كان الولي ق���د اعتقل يوم 1985/8/23، بتهمة الم�س���اركة في
تاأ�س���ي�ض حركة المقا�مة �س���د الحتالل الإ�س���رائيلي، �هو من اأبناء بلدة مجدل �سم�ض
البديعة العريقة، �اأحد اأبرز الأ�سماء في �سفوة من ال�سوريين الجولنيين الأ�سري )ب�سر
المقت، �س���دقي المقت، كميل خاطر، �سام �سم�ض، محمد عبد� �سمالي، �ئام عما�سة،
جولن اأبو خير، لوؤي مرعي، نديم ق�سماني، عا�سم الولي، محمود الخطيب…(.
�اإذ اأهنئ ابن بلدي بمالقاة الأهل �ال�س���حب �الحرية، متمنيا له ال�سفاء �العافية،
�اثقا من اأن ت�س���حيات اأمثاله لم تذهب هدرا، �لن تكف عن �سناعة الأمثولة، �تر�سيخ
الجولن ال�س���ليب في �س���ميم الوجدان الوطني ال�س���وري؛ فاإني ل�س���ت علي الثقة ذاتها
م���ن اأن النظام ال���ذي يحكم بلدنا �س���وف يحفظ القيم���ة ال�سيا�س���ية �الأخالقية لهذه
الت�س���حيات، حين �س���يفا��ض، ثم يقبل، ما �ستعر�س���ه عليه الد�لة العبرية من اأرا�ض في
الج���ولن. �الأرجح اأن بلدات �قري �ينابيع �مزارع �ب�س���اتين الج���ولن لن تعود تماما اإلي
اأهل الجولن الذين كانوا هناك قبل ال�ساد�ض من حزيران )يونيو( 1967، حتي اإذا رفرف
العلم ال�س���وري في ما �س���تطلق عليه اآلة اإعالم النظام �س���فة الأرا�س���ي المح���ررة . �هذا
الإفترا�ض الأليم ينه�ض علي حقيقة ب�س���يطة قا�س���ية تقول اإن الجولن �س���وف يكون اإقليما
منز�ع ال�سالح �منز�ع الحياة في اآن معا: م�ساحات من ال�No Man’s Land، مقفرة
اإل من عنا�سر حفظ �مراقبة ال�سالم .
�للمرء، في هذا ال�س���دد، اأن يتخيل ما ي�س���به المعجزات ال�سوريالية في اإدارة الجولن
ما بعد اأي اإتفاقية �سالم �سورية � اإ�سرائيلية، كاأن ت�سير الأر�ض �سورية د�ن اأن تعود تماما
اإلي ال�س���يادة ال�س���ورية؛ �اأن تنتقل مواقع مثل جبل ال�س���يخ � تل اأبو الندي � تل الفر�ض اإلي
�س���ورية اإ�س���ما فقط، علي اأن تكون تحت التد�ي���ل الأمريكي اأ� الياباني اأ� الفرن�س���ي. هذه
درر الجولن الأهم �س���تراتيجيا، �بافترا�ض اأن اإ�سرائيل �سوف تتنازل عنها تحت اأي ثمن،
فاإن المع�س���لة لن تتوقف عند اإ�سرار الإ�س���رائيليين علي تحييدها �تجريدها من ال�سالح
���س���عها في قب�س���ة فريق ثالث �س���امن �حليف، بل علي اأن توا�س���ل هذه الجبال �التالل
خدمة الأمن الإ�سرائيلي.
�لدين���ا مث���ال مدينة القنيط���رة، التي حررت ، بعد توقيع اتفاقية �سع�س���ع �س���نة 1974،
�لكنها بقيت مدينة اأطالل �خرائب �اأ�س���باح، تماما كما تركتها القوات الإ�س���رائيلية عند
الإن�س���حاب منها �ت�سليمها اإلي ال�سيادة ال�س���ورية. �قد يجهل الكثير�ن اأن اأبناء القنيطرة
ممنوعون من زيارتها، لأ�سباب اأمنية �ع�سكرية كما يقال، �ز�ارها الوحيد�ن كانوا �سيوف
�سورية الر�سميين العرب �الأجانب، الذين كان النظام ي�ستطيب ا�سطحابهم اإلي المدينة
ال�سهيدة لكي ي�سهد�ا علي البربرية الإ�سرائيلية، �لكي يتبرعوا، �اهلل يحب المح�سنين!
الق���ري الأخري التي اأعادتها الد�لة العبرية اإلي �س���ورية بموجب اتفاقية �سع�س���ع، مثل
الرفي���د � خ���ان اأرنب���ة � نبع الفوار � مزرعة بي���ت جان ، ل تقطنها اليوم �س���وي اأعداد من
ال�سكان تقدر اأحيانا بالمئات �لي�ض بالآلف. �في ظل غياب اأي برنامج لإعادة اإعمار قري
الجولن المحررة هذه، لم يبق اأمام ع�س���رات الآلف من النازحين �سوي خيار الإ�ستيطان
)نع���م، �ل منا�ض من ا�س���تخدام هذه المفردة!( في مخيمات �مدن �س���فيح علي هوام�ض
العا�س���مة ال�س���ورية. �لق���د مر زمن كانت فيه اأحي���اء كاملة، مثل ب���رزة � جرمانا ، موطنا
للنازحين من الجولن.
�في منا�س���بة اإطالق �سراح �س���يطان الولي، ابن مجدل �سم�ض، اأ�ستعيد حكاية �سبق لي
اأن �س���ردتها اأ�اخ���ر الع���ام 1999، حين لح اأن اتفاقية �س���ورية � اإ�س���رائيلية تطبخ علي نار
هادئة، �قد تن�س���ج في اأي �قت قريب، اآنذاك. ففي اأ�اخر ال�س���بعينيات، �بحكم عملي مع
الأمم المتحدة حينئذ، اأتيحت لي فر�س���ة ن�سف �سهرية لالإطالل علي مجدل �سم�ض، من
خ���الل الطق�ض العجي���ب الذي يدعي لقاء العائالت ، �الذي ت�س���رف عل���ي تنظيمه )حتي
اليوم( قوات الف�س���ل �ال�س���ليب الأحمر الد�لي. كان اأبناء البلدة المحتلة يحت�سد�ن علي
اأطرافها ال�س���فلية، حاملين مكبرات ال�س���وت اليد�ية، فيتحا�ر�ن مع اأهلهم المحت�سدين
علي اله�سبة الثانية المواجهة في الأر�ض ال�سورية، �تختلط
المو�سوعات �الأخبار �الحكايا �الهموم، �يتحول الم�س�����هد
اإل���ي جوقة �س���وتية معق���������دة ل ي�س���تطيع فرزه���ا �التقاط
تفا�سيلها �سوي المعني بالجملة المنطوقة علي الجانبين.
�لكن كان يحدث اأن تتوقف الأ�سوات بغتة، �تحل محلها
اأهز�ج���ة م�س���تركة توؤديها الن�س���اء علي الطريق���ة الدرزية
الفري���دة. �ذات م���رة �س���األني �س���ابط نم�س���ا�ي، كان ق���د
ان�س���م حديثا اإلي قوات الف�سل: لماذا ي�س�����در�ن اأ�سوات
الفرح هذه فجاأة ؟ فاأجبته: كلما زفت اأ�س���رة الب�س���ري باأن
اأح���د اأبنائها بلغ �س���ن الر�س���د، �اأحرق الهوية الإ�س���رائيلية
ف���ي احتف���ال جماعي اأق���رب اإلي تد�س���ين ط���ور الرجولة .
اآنذاك اأطرق ال�س���ابط النم�س���ا�ي، ثم غام���ر بالتخلي عن
الحياد الدبلوما�س���ي المفر��ض عليه، �قال: اأي غباء يجعل
الإ�سرائيليين يعتقد�ن اأن في ��سعهم تقوي�ض هذه الر�ح؟ .
�سبحي حديدي
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
روح �سيطان �ل�لي
�هو الذي �س���ير�ي لنا كيف تدرب على الإقامة الطويلة في ذلك الليل الموح�ض
د�ن اأن يفق���د الر�ؤي���ا ت���اركا لالأر����ض اأن تجري في دمه، �ال�س���ماء تمل���ي عليه كل
الكلمات.
�هو الطليق في الأبي�ض ملفوفا بالعكوب �الزنبق �هواء الجليل، ل يوجعه الموت
كاأنه �س���فة من �س���فات الحياة �اللقاءات الدائمة، �نجمة ظل���ت تد�ر في المجرة
�عادت ر�حا تحلق باأحالم المحر�مين �المعذبين، م�سد�دة الى طاقة من الإن�ساد
تاأخذه الى ب�ساتين معلقة فوق الغيوم.
�س���يطان الولي �داعا، اأيها الأ�س���ير العري�ض الجليلي القادم من �س���احة �سلطان
با�س���ا الأطر�ض الى �س���احة الإ�سراء �المعراج، علما ��س���وتا �ناطقا با�سم ال�سهيد
�الآيات �الأ�سرى �المالئكة الم�س���لوبين على كتفيك قتلى �مجر�حين ��سابرين
يدقون في ج�سدك بوابات الحديد.
�سيطان الولي �داعا، اأيها المقتول بالقهر علنا، �قد �سبرت على حافة القيامة
طويال ريثما تنتهي اأن�س���ودة ع�سقالن، �يرحل ال�سجان من �عيك كي ت�سرب الماء
من ينابيع الجليل �ي�ستريح التاريخ في رئتيك.
توفي �س���يطان نمر الولي يوم الأحد 2011/4/24، عن عمر ناهز الخام�س���ة
�الأربعين، بعد �سراع طويل مع مر�ض ع�سال اأ�سابه خالل فترة اأ�سره التي امتدت
على 22 عاما.
عن م�قع �لقد�س
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
�س- كم �أ�سير من �لج�لن �لمحتل ي�جد في �سج�ن �لحتلل �لإ�سر�ئيلي؟؟
ج- وهل ي�جد حقا �أ�سرى ج�لنيين في �سج�ن �لحتلل؟
ج- كيف يك�ن هناك �أ�سرى ول ي�جد مقاومة في �لج�لن؟
ج- �أنا �أعرف عدد �لمعتقلين �ل�س�ريين في �ل�سج�ن �ل�س�رية.
ج-�لج���لن؟ �أهلها يعي�س�ن �أف�سل منا، �سبابه��ا يدر�س�ن في دم�سق �ستاء، ويعمل�ن
في �إ�سر�ئيل �سيفا، معظم �أهل �لج�لن يحمل�ن �لجن�سية �لإ�سر�ئيلية!!!
ج- ..........�أنت تعملين مع �سركة “اأريبا” للت�سالت؟!!!
***
كان الن���داء الذي �جهه مركز الخيام لتاأهيل �س���حايا التعذيب م���ن اأجل اإنقاذ حياة
الأ�سير المحرر هايل اأبو زيد اأ�ائل هذا العام،بداية لإثارة ق�سية بقيت بعيدة عن دائرة
الهتم���ام �س���نوات طويلة..م���ع توجيه هذا النداء، تنب���ه كثير�ن اإلى �جود �س���وريين في
�س���جون الحتالل منذ حوالي العقدين، ده�ض كثير�ن لكون النداء موجه لجمع تبرعات
لأ�س���ير محرر من اأجل اإنقاذ حياته المهددة بالخطر .. رغم اأنه من البديهي اأن تتحمل
الد�لة م�سوؤ�لية هكذا ق�سية ل تحتمل التاأخير..�مع ذلك فلم تاأخذ رد�د الأفعال اأبعادا
اأكث���ر م���ن عدة مقالت م���ن قبل بع�ض الكت���اب ال�س���وريين، �القيام بعدد من الأن�س���طة
المتوا�سعة كاإر�سال ر�سائل الت�سامن لالأ�سرى..
�فيما �س���كل موؤخرا عدد من الن�س���طاء لجنة لدعم اأ�س���رى الج���ولن، انطلقت حملة
دعم اأهالي الأ�س���رى بالتعا�ن ما بين �س���ركة اأريبا لالت�س���الت ��زارة العمل �ال�س���وؤ�ن
الجتماعية، فيما اعتبره البع�ض بداية ا�س���تجابة لل�سجالت التي دارت حول اإهمال هذه
الق�سية على الم�ستويين الر�سمي �ال�سعبي..
يوجد حاليا اأحد ع�سر اأ�سيرا بينهم امراأة، في �سجون الحتالل، اأربعة منهم معتقلون
من���ذ ع���ام 1985 �البقية على فت���رات مختلفة منذ عام 1999 �حتى ع���ام 2003، �تترا�ح
�سنوات الحكم ما بين �سنتين �27 عاما..
بالإ�س���افة اإلى ت�س���عة معتقلين من قرية الغجر، تختلف النظرة اإليهم، ما بين كونهم
معتقلي���ن بتهم���ة التعا�ن مع ح���زب اهلل، �تز�ي���ده بالمعدات الع�س���كرية مقاب���ل تز�يد
الم�ستوطنين بالمخدرات، �ما بين كونهم اعتقلوا لأ�سباب جنائية ل اأكثر..
عب���ر عدد م���ن اللقاءات “اللكتر�نية” مع بع�ض الن�س���طاء �الأ�س���رى المحررين في
الجولن، حا�لنا اإلقاء ال�س���وء على ق�س���ية �طنية يعتقد اأنها مهمل���ة بامتياز..متنا�لين
على التوالي المحا�ر التالية: تعاطي كل من ال�سلطة الر�سمية �المجتمع المدني ال�سوري
مع ق�س���ية الجولن �اأ�س���راه، م���دى اإحاطة اأهل الجولن بالأ��س���اع الداخلية ال�س���ورية،
الموقف من مبادرة ابنة الجا�س���و�ض كوهين لتحرير الأ�س���رى، بالإ�س���افة اإلى جملة من
النقاط الأخرى ذات ال�سلة..
�لجن�سية غير معروفة!!
ي�ساع خطاأ باأن معظم اأهالي الجولن المحتل يحملون الجن�سية الإ�سرائيلية، كان من
نتائج ذلك اأن ا�ستثني الأ�سرى ال�سوريون من �سفقة تبادل الأ�سرى الأخيرة، بحجة اأنهم
يحملون الجن�س���ية الإ�سرائيلية..�قد ثار الكثير من اللغط حول هذا المو�سوع، فاإذا كان
ال�س���يد ن�س���ر اهلل ل يعلم تماما اأ��ساع الأ�سرى ال�س���وريين، فاأين د�ر الحكومة ال�سورية
في هذا المو�سوع...
تق���ول ال�س���يدة ليلى ال�س���فدي)*( ح���ول ه���ذه النقطة :”ربم���ا تكون ه���ذه الفكرة
الخاطئة لدى العديد من ال�س���وريين هي خير دليل على اأن ق�س���ية الجولن ق�سية مغيبة
�من�سية من �عي ال�سوريين، فلو علم ال�سوريون قليال عن تاريخ الجولن القريب، لو كان
هن���اك اهتمام اإعالمي حقيقي، لعرفوا اأن الإ�س���راب الذي قام به �س���كان الجولن عام
1982 �الذي ا�ستمر قرابة �ستة اأ�سهر قد جاء نتيجة لمحا�لة ال�سلطة الإ�سرائيلية فر�ض
الجن�سية الإ�س���رائيلية بالقوة على ال�سكان، �بالتالي فر�ض القوانين المتعلقة على حملة
الجن�س���ية �من اأخطرها الخدمة الإجبارية في الجي�ض الإ�سرائيلي، �قد حقق الإ�سراب
اأهدافه الأ�سا�س���ية، �ما يحمله الجولنيون الآن ه���و عبارة عن بطاقة تعريف فقط كتب
عليها في خانة الجن�س���ية: “الجن�س���ية غير معر�فة”!! �هي التي ت�س���كل لهم الكثير من
المعاناة في معامالتهم ال�سخ�س���ية �ال�س���فر خ�سو�سا، �بالن�س���بة لالإ�سرائيليين عرف
الجولنيون على اأنهم “مقيمين موؤقتين على اأر�ض اإ�سرائيل”.
اإن اعتقاد ال�سوريين �اللبنانيين �على راأ�سهم ال�سيخ “ح�سن ن�سراهلل” الأمين العام
لحزب اهلل اأن العرب ال�سوريين في الجولن يحملون الجن�سية الإ�سرائيلية هو اكبر �سفعة
تلقاها الجولنيون خالل م�س���يرة ن�س���الهم، �قد كان لهذه ال�س���فعة �قعها الخا�ض على
الأ�س���رى تحديدا، �الذين �هبوا اأجمل �س���نيهم في �س���بيل تر�س���يخ النتم���اء �دفاعا عن
الحرية، خا�س���ة اأن هذه الحجة اأتت في �س���ياق التبرير ل�س���تثنائهم من �س���فقة التبادل
الأخي���رة. اذكر الآن كلمة اأتت على ل�س���ان اح���د المقربين من الأ�س���رى حين قال: “بعد
هذه ال�س���فقة �س���عر الأ�سرى اأنهم بالفعل قد حكموا 27 عاما �لكن هذه المرة كان الحكم
�س���ادرا من دم�سق”. ل يعتب الأهالي هنا كثيرا على ن�سر اهلل فهو بالنهاية غير م�سوؤ�ل
عنهم، �قد حقق الكثير للبنانيين، بل يعتقد�ن اأن المذنب الأ�سا�سي هو الحكومة ال�سورية
�الت���ي كان م���ن المفتر�ض اأن تن�س���ق مع حزب اهلل في هذه ال�س���فقة. البع����ض يعتقد اأن
ا�س���تثناء اأ�س���رى الجولن من ال�س���فقة كان مق�س���ودا.. البع�ض ل ي�س���تبعد �جود رائحة
طائفية في الطبخة!!، ربما هناك جهات م�ستفيدة من بقائهم داخل الأ�سر، من المرجح
اأن بع�ض ال�سخ�سيات على م�ستوى �سغار الموظفين في الأمن �ال�ستطالع كانوا ي�سرقون
من الأموال القليلة التي تحول اإلى الأ�سرى. �من الموؤكد اأن الكبار غير مهتمين”.
في الجولن المحتل، اأخذ بع�ض الن�س���طاء �الأ�س���رى المحررين على عاتقهم ق�س���ية
اأ�س���راهم، �هي في النهاية جهود فردية قيمة لكنها بالتاأكيد غير كافية، فيما عدا ذلك
يوجد لجنة �احدة هناك تهتم بهذه الق�س���ية هي لجنة دعم الأ�س���رى �المعتقلين..تقول
ليلى عن فعالية هذه اللجنة: “هي موؤ�س�سة اأهلية ت�سكلت ا�ستمرارا لعمل اللجان ال�سابقة
التي قامت بمتابعة الأ�س���رى منذ 1967�ت�سم اأ�س���رى محررين � قوى �طنية �اجتماعية
�ت�س���كلت في العام 1998�هي تعمل بالتن�س���يق مع موؤ�س�سات فل�س���طينية �لبنانية ��سورية
�د�لية مهتمة بق�سايا حقوق الإن�سان �موؤ�س�سات اإ�سرائيلية اأي�سا، اأما عن مدى فعاليتها
فهي كاأي موؤ�س�س���ة اأهلية تطوعية في القرية محكومة بمزاجية اأع�سائها اأ�ل، �بمزاجية
الأهالي ثانيا، من الممكن لأمور �سخ�س���ية كثيرة اإن ت�سجع هذه اللجنة �في نف�ض الوقت
لأ�س���باب غير مو�س���وعية اأن تقل���ب كل الموازين �ينقلب الت�س���جيع اإلى معار�س���ة �عدم
اعتراف، كل هذه الأمور تعيق فعالية اللجنة �تحددها.
من الممكن اأن يعمل مع اللجنة محامي ن�سيط �يوفر الكثير من الخدمات �الت�سهيالت
لالأ�س���رى اأ� اآخ���ر مهمل ف���ال تعمل، �لكن يبق���ى لوجودها اأث���را معنويا عل���ى الأقل لدى
الأ�سرى اأنف�سهم”.
هذا عن التعاطي مع الق�س���ية من داخل الجولن المحتل..اأما عن ال�س���لطة ال�س���ورية
�المجتمع المدني حديث الن�ساأة، فللحديث �سجون اأخرى..
�سدر �لقر�ر من دم�سق..!!...
يقول الأ�س���ير المحرر يا�س���ر خنجر “بداأت ا�سدق تماما ما ي�س���دقه كل المواطنين
ال�س���وريين في الكل المحرر من الوطن ال�س���وري اأن ل حقيقة لدعاء البع�ض اأن الجولن
م���ا يزال محت���ال. لقد تحرر الجولن منذ اأكث���ر من ثالثين عام. اإنها محا�لة مك�س���وفة
لالإ�ساءة اإلى القيادة الحكيمة في دم�سق.
اعني اأن القيادة ال�س���ورية ل تقي���م اأي عالقة مع الجولنيين في الجولن المحتل عدا
النموذج ال�سيئ “للف�س���ادين” مما جعلني ا�سدق ر�اية اأن الجولن قد تحرر �اأ�ساأل من
اأنا اإذن؟ اإذا كانت األقيادة ل تراني اإل من خالل الت�سفيق �اأ�سوات بع�ض رجالها الذين
ل يهتمون اإل بذ�اتهم المتخمة فاأنا حقا ل�ست موجودا �اقر بتحرر الجولن.
لقد كان ينبغي اأن ترانا القيادة في دم�س���ق م�س���ر�عا ن�ساليا �اجتماعيا �ان تمالأ كل
هذا الفراغ الذي يعي�سه اأبناء الجولن المحتل ل اأن تترك الجولن لم�ساريع “ال�سرلة”
التي باتت تغل في ال�س���باب اأكثر �اأكثر لتزاحم �س���راخ المقا�مين لي�ض لن ال�سباب غير
مت�س���امن مع األحالة الوطنية �لكن لأنه �س���ار يفتقد لل�س���ند �يوؤرقه ال�س���وؤال: لأي �سبب
ن�س���حي �نقا�م؟ لقد �س���وه تجاهل القيادة لهمومنا كل مفاهيم الجيل ال�س���اب، ت�سوهت
�سورة األمقا�مه �الت�سحية. هذا بكل تاأكيد مبرر غير مقنع لي لأني اأرى الفارق الوا�سح
م���ا بين “�طن” و”اأ�س���خا�ض” حتى �ان كانوا في موقع المفاتي���ح �القرار �لكن الفراغ
�س�ري�ن..و�أ�سرى... وج�لن
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
الج���ولن المحت���ل لتقل اأهمية عن اأي ق�س���ايا م�س���يرية �ا�س���تراتيجية �طنية �س���ورية
محلي���ة ا� عربية اقليميه، اإن الأر�ض ال�س���ورية المحتلة ابتلي���ت بعدة �يالت اأبرزها كان
خ�س���وعها م���ن جديد اإلى احت���الل اأجنب���ي متغطر�ض،دخل الأر�ض ال�س���ورية �هو يحمل
م�سر�عا �سيا�سيا �ا�ستيطانيا �اقت�ساديا �ا�سحا تم الإعداد له قبل عد�ان حزيران عام
1967 ب�س���نوات كثيرة، �قد ترجم هذا الم�س���ر�ع على ار�ض الواقع حين احتلت اإ�سرائيل
الجولن، �ما زالت متم�سكة فيه، بعد اأكثر من ثمانية �ثالثون عاما على احتالله من اجل
تعزيز م�س���ر�عها في ال�سيطرة على الأر�ض �ثر�اتها، �التو�س���ع الجغرافي �ال�ستيطان
الب�س���ري على اأ�سا�ض مكانته ال�ستراتيجية بالن�سبة للد�لة العبرية “ عيون الد�لة “كما
يطلق عليه قادة اإ�س���رائيل الع�س���كريين. تحا�ل اإ�سرائيل رغم مر�ر ثمانية �ثالثون عاما
على احتاللها للجولن تهجير من تبقى من �س���كانه الأ�س���ليين البال���غ عددهم اليوم 20
األف ن�سمة، اأ� باأ�سواأ الأحوال تطويعهم �تجنيدهم،� دمجهم بالمجتمع المدني �الإداري
�الق�س���ائي �القت�س���ادي الإ�س���رائيلي، عن طري���ق فر�ض الجن�س���ية الإ�س���رائيلية على
اأبناء الجولن، �م�س���ادرة اأرا�سيهم �اقتالع اأ�س���جارهم، �ربطهم بالعجلة القت�سادية
�الثقافية �الجتماعية الإ�سرائيلية.
لكن ا�س���د الويالت التي عان���ى منها الجولن على مدار كل تلك ال�س���نوات كان غيابه
الكامل عن الوعي �الإدراك ال�سوري ر�سميا ��سعبيا، �اقت�سار �جوده فقط على ا�ستح�سار
ا�س���مه ��س���مود اأهله في بيانات موؤتمرات القمم العربية، �الإ�سالمية �اجتماعات �زراء
الخارجية العرب، �الحتفالت الر�س���مية، حتى الموؤ�س�سات الثقافية �الفنية �الإعالمية
ال�س���ورية الر�س���مية كانت �سريكة لهذا الإهمال �التنا�س���ي عن الق�سية الوطنية ال�سورية
في الجولن، اإن ا�ستح�سار الجولن في فترات متباعدة لي�ض ذي �ساأن كبير �مهم. حين
نتحدث عن الإن�سان ال�سوري في الجولن اإن�سانا، �سطر اأر�ع مالحم البطولة �ال�سمود،
في �جه د�لة معتدية عاتية، تتعامل بالحقد �الكراهية �العن�سرية �الظلم �ال�سطهاد،
�م�س���ادرة اأدنى حقوق الإن�سان، اإن�سان كان �س���دره عاريا في مواجهة جي�ض الحتالل،
�م�س���اريع �سيا�س���ية كب���رى، كانت لو تحققت �ست�س���كل خط���را على امن �م�س���ير لي�ض
الجولن ��سوريا فح�سب �اإنما د�ل المنطقة جميعها.
اأما هايل ح�سين ابو جبل)***(..
فيرى اأن” ال�س���لطة ال�سورية هي �س���لطتنا الوطنية �هي �س���احبة ال�سيادة على ار�ض
الجولن، �تتعاطى هذه ال�س���لطة مع ق�س���ية الجولن ب�س���يء فيه الكثير من عدم الدراية
لما ح�س���ل �يح�س���ل عندنا، �ان دل ذلك على �س���يء فاإنما يدل على انه ل يوجد توا�سل
بين ال�س���لطتين الأمنية �ال�سيا�سية، اهتمام ال�س���لطة الأمنية من�سب على” من مع �من
�سد، من يحب �من ل يحب، �من موالي لنا، �لي�ض للقطر” لأنهم يعلمون جيدا اأن اأبناء
الجولن مع �طنهم قلبا �قالبا، �مع الأ�س���ف ال�سديد �جد في الجولن اأ�سخا�ض بع�سهم
جديد على �س���احة الن�سال يت�س���ا�قون مع هذا التفكير �الأ�سلوب. اأما ال�سلطة ال�سيا�سية
فاإل���ى حين لم يكن لديها معرفة اأن هناك الع�س���رات بل المئات من اأبناء الجولن �قفوا
�س���د الحتالل منذ اليوم الأ�ل، اعتقلوا ��س���جنوا بع�سهم ل�سنوات طويلة �كان ن�سالهم
في مرحلة �س���عبة، كان العد� يومها يح�س���ي اأنفا�ض الوطنيي���ن، بع�ض اأبناء الجولن ما
زالوا في المعتقالت ال�سهيونية حتى يومنا هذا.
اأما اهتمام المجتمع المدني �المعار�سة، ل اثر لتعاطيها مع ق�سية الجولن عامة، �مع
ق�سية الأ�سرى خا�سة،لن تعاطيها قليل جدا �ل يترك الأثر المطلوب عند اأبناء الجولن
المحتل، قد يعود �س���بب عدم الهتمام اإلى تهمي�ض �اقعنا الن�س���الي في ��سائل اإعالمنا
الوطنية،�اقت�سار ذلك على بع�ض المنا�سبات الوطنية، التي تقام على خط �قف اإطالق
الن���ار، اأما باقي الن�س���اطات �المنا�س���بات الوطنية التي تحدث في الج���ولن، تتجاهلها
��سائل اأعالمنا �خ�سو�سا الف�س���ائية ال�سورية،�اخت�سار عالقاتها مع اأفراد �اأ�سخا�ض
لي�ض لهم التاأثير المطلوب في حركة ال�سارع الن�سالية في الجولن المحتل”.
اأما ليلى فتقول: “ حيرني ال�س���وؤال قلي���ال فحقيقة لم اعرف هل اأبداأ من يوم الجمعة
الما�سية �اأقيم هذه “ال�سحوة”، اأم ابداأ منذ عام 1967؟
باخت�سار تعاطي ال�سلطة ال�سورية مع ق�سية الجولن كان تعاطيا -اإذا اأردنا اأن نهذب
كلماتنا قليال- نقول خجول جدا.
الجولن كان من�س���يا حتى عام 1981 �هو تاريخ �س���م الكني�ست ال�سرائيلية مرتفعات
الجولن �ما تاله من اإ�سراب في عام 82 �الذي جاء ردا على محا�لة فر�ض قانون ال�سم
�الجن�س���ية ال�س���رائيلية على المواطنين، خالل هذا الإ�س���راب �بعده تذكرت ال�س���لطة
ال�س���ورية اأن هناك جولنا محت���ال، �بداأ الجولن يظهر على �سا�س���ة التلفزيون من �قت
لآخر، �لكنه لم يدخل اإلى بيت المواطن ال�س���وري ��س���ميره، اأنا كنت في �سوريا في هذه
الفترة )�بالمنا�س���بة اأنا من �س���هبا في ال�س���ويداء(، اأذكر اأنني تعرفت على الجولن من
خالل اأغاني الفنان �س���ميح �سقير )�التي ل ي�سمعها اإل قلة من ال�سوريين(، ل اأذكر اأننا
تعلمنا في مدار�س���نا عن الجولن، �ل اأقمنا ن�س���اطا لدعم الجولن �ل �س���اهمنا في اأية
مبادرة نحوه، اإل الزيارة ال�س���نوية اإلى موقع عين التينة في عيد الجالء �التي بداأت في
اأ�ا�س���ط الثمانينات �اأ�س���بحت تقليدا �س���نويا للترفيه �المرح. �ربما من ال�سعب اإخفاء
الطابع الطائفي لهذا الن�س���اط �الذي اقت�س���ر في غالب الأحيان على الطائفة الدرزية
ل اأكثر. �ل اعتقد اأنها ال�س���دفة التي جعلت الفنان �س���ميح �س���قير �حده من بين مغني
�س���وريا الكثر يغني للجولن، حتى العمل ال�س���ينمائي الوحيد الذي تنا�ل ق�س���ية الجولن
كان )درزيا( للمخرج غ�سان �سميط، في حين ا�ستخدم المخرج محمد مل�ض القنيطرة
تحدي���دا كبيئة جغرافية مالئمة لعر�ض �س���يرته الذاتية، ل اأعل���م اإن كان يعلم عن �جود
قرى اأخرى محتلة لم تحرر بعد.
المجتمع المدني ال�سوري.. الأحزاب، �الموؤ�س�سات المعار�سة لم اأ�سمع عنهم �سيئا...
اإل كاأفراد.. �احد اأ� اثنين.. ربما ثالثة..”
مع ذلك فليلى �جهت نداء اإلى الن�س���طاء ال�س���وريين في مقالة لها موؤخرا، من اأجل
اإعطاء اهتمام اأكبر لق�سية اأ�سرى الجولن المحتل:
“ ه���و ن���داء لل���ذات قبل كل �س���يء، في مجتمع �س���ار التفكير بال�س���اأن العام تهمة يحا�س���ب عليها المواطن �س���واء كان في الوطن اأ� هنا في الجولن، كان لبد من اإطالق
نداء يتجا�ز همومنا قليال �يذكرنا قبل غيرنا باأهم ق�سايانا “ق�سية الأ�سرى”.
لي�ض المطلوب فقط الم�ساعدة في ق�سية الأ�سرى، المطلوب تذكر ق�سية الجولن عموما،
الحاج �سالح. يا�سين اأن تترك لنظام من�سغل بذاته” كما قال اأكبر من “الجولن ق�سية الحتالل قارب العقد الرابع �مثقفوا �نا�س���طوا �س���وريا لم يعرفوا بنا، ربما من �س���نة
�اح���دة فقط عرفنا البع�ض، �لك���ن الكثير�ن لم يعرفوا بعد.. رغم اجتهادهم ال�س���ديد
ج���دا جدا بق�س����ض التاريخ البعي���د �تخيالته���م �فانتازياتهم....، فم���اذا تريديني اأن
اطلب من ن�سطاء �منظمات لم يقارب اهتمامها حد�د المعرفة؟؟!
اأقول لن�سطاء �سوريا فقط اعرفونا... تذكر�نا... �اأنتم �ستحدد�ن �سقف اإمكانياتكم،
هذا اإن كان الجولن ي�ستحق �قفة بنظركم”.
�للراأي الآخر هنا ن�س���يب اآي�س���ا..يقول الأ�س���ير المحرر عماد �س���امي المرعي “اإن
العالقة ال�سورية على ال�سعيد الر�سمي اأ� ال�سعبي بكل اأطيافه هي عالقة حبل الم�سيمة
ما بين الوطن الأم ككل �بين الجولن كجزء ل يتجزاأ من �سوريا �الوطن العربي... �مما
ل �س���ك فيه اأن الجولن كان دائما �اأبدا في �س���مير اأبناء �س���عبنا العربي ال�سوري كاأر�ض
غالية �س���لبت منه عام 1967... �منذ اأن احتل الجولن �حتى يومنا هذا ��س���عبنا ي�س���عى
ل�س���تعادة الجولن، عن طريق الحرب �س���ابقا اأ� عن طريق ال�س���لم بع���د موؤتمر مدريد.
اأما اإذا دخلنا اإلى تفا�س���يل العالقة المبا�س���رة مع الأهل في الجولن �مع الأ�سرى ب�سكل
خا�ض، فاني اأرى اأنها ات�س���مت دائما بالحركة �لكنها اأحيانا كانت بطيئة �غير ملمو�س���ة
بق���وة، �للحقيقة فقد ارتبطت بوتيرة التطورات �الإحداث الجارية على �س���عيد الجولن
المحتل ذاته. فوتيرة هذه الإحداث �نوعيتها عك�س���ت نف�س���ها ب�سكل مبا�سر على م�ستوى
تفاع���ل الوطن الأم �الجه���ات �الأفراد الذين كلفوا مهمة متابع���ة ملف الجولن المحتل
�ق�ساياه.. فالعملية هنا هي هرمية �ان لم تكن قاعدة الهرم معنية �ن�سطة، فاأمر متوقع
اأن تكون الحركة في قمة الهرم بطيئة اأ� جامدة..
ف���ي الآ�ن���ة الأخيرة، �م���ع حالة التغير �التطوير التي تح�س���ل في الوط���ن الأم �التي
عك�س���ت نف�س���ها على الأه���ل بالجولن �عل���ى ملف الأ�س���رى تحديدا، اأ�س���بحت الأبواب
مفتوحة اأكثر اأمام المواطنين ال�س���وريين في الأر�ض المحتلة لتو�س���ل �س���وتها عاليا اإلى
ل بد اأن ي�س���غله حيز ما اإن لم ت�س���غله م�س���اريع الوطن �س���غلته مخططات الحتالل �هذا
م�سدر القلق الأ�سا�سي الذي يحثنا على مطالبة القيادة بت�سحيح هذه العالقة.
الأ�س���رى كحالة مميزه �لي�س���ت �حيده تعر�س���ت لالإهم���ال ذاته �لم يت���م النظر اإلى
تميزه���ا �ت���رك هذا القطاع م���ن المجتمع د�ن اأي م�س���اهمة �ل اعني اأب���دا اأن الإهمال
مقت�س���ر عل���ى الجوانب المالي���ة �التي هي اأخر همنا. اذكر بغ�س���ة �حرق���ة قاتله عدم
اهتمام القيادة بمو�سوع �سفقة التبادل مع حزب اهلل لدرجة اأن احد اأ�سدقائنا الأ�سرى
الفل�س���طينيين قال لنا يومها بنبرة موجعة “ل باأ�ض �س���در قرار جديد من المحكمة في
دم�سق اأن تكملوا بقية اأحكامكم”
�ساأبكي الأن
�سدر القرار من المحكمة في دم�سق
ثم اأين الإعالم ال�س���وري من ق�سايانا؟! األ ي�س���تحق الجولن �اأ�سراه �ساعة في اليوم
في الأ�س���بوع في ال�س���هر؟ ل نريد اإعالمنا مبنيا على ردة الفعل اأي انه ينتظر ا�ست�س���هاد
هايل اآخر ليتذكر�نا ب�س���ع دقائق ثم تخطفنا برامج ما زالت تجتر منذ ثالثين �س���نة اأ�
خ�سر راق�سة.
للتذكر فقط في مقابلة مع معا�نة �زير الخارجية ال�س���يدة بثينه �س���عبان تحدثت عن
الأ�سرى الفل�س���طينيين �اللبنانيين �لم يخطر ببالها اأن تذكر الأ�سرى ال�سوريين اأ�سرى
الج���ولن “ربما خجلت من���ا لأننا مدعاة للخجل؟” �في اإحدى مداخالته تحدث اأ�س���ير
لبنان���ي محرر �س���ديق عن الأ�س���رى �خ�ض بالذكر اأ�س���رى الجولن رغ���م ذلك حافظت
ال�س���يدة معا�ن���ة الوزير على خجلها �حيت فقط اأ�س���رى لبنان �فل�س���طين، هذه العالقة
التي توجعنا.
هذا ينطبق اأي�س���ا على موؤ�س�س���ات المجتمع المدني التي كان���ت مهملة تماما للجولن
كاأنه���ا �س���لمت باحتكار النظام لهذه العالق���ة نظرا لما تمثله من جوان���ب اأمنية. تعاطي
موؤ�س�س���ات المجتمع المدني �المعار�سة مع ق�س���ايانا هي اأي�سا هام�سيه �ل تم�ض العمق
“نعذرهم” لأننا نعرف ما يتعر�سون له �رغم ذلك يحا�لون الهتمام فنرى على �سبكات النترنت مثال تميز للمعار�سة على المواقع األر�سمية.
عندنا في الجولن خلط كبير جدا بين الوطن كمفهوم لعالقة ال�س���كان بالأر�ض �بين
الوط���ن كر�ؤية �سيا�س���ية، معظم ال�س���كان ل ير�ن الوطن ال�س���وري اإل م���ن خالل اأجهزة
الحكم، ف�سوريا هي الرئي�ض �الموؤ�س�سات األر�سميه �البقية تتمة اأي اأننا نرى األقيادة اأ�ل
ثم بقية تفا�س���يل الوطن، هذا قاد الكثيرين اإلى العتقاد اأن موؤ�س�سات المجتمع المدني
�كل اأطي���اف األمعار�س���ة هي نقي�ض ل”الوطن” هذه الر�ؤي���ة عززتها ادعاءات الحكومة
اأن المعار�س���ين عمالء �اأعداء لم�سلحة �سوريا �حمالت العتقالت لبع�ض المعار�سين
�طبعا ل ننكر اأبدا �جود مثل هذه األمعار�س���ة المتحالفة مع اأعداء �س���وريا �المحت�س���نة
من قبل اأمريكا �ندينها ب�س���كل كامل �نرف�س���ها �نرف�ض اأي عالقة معها لأنها اأ�ل �اآخرا
نقي����ض لنتمائن���ا �حريتن���ا �تاريخنا لكن لي�س���ت األمعار�س���ة كلها نقي����ض لل�”الوطن”
�حدهم حلفاء اأعدائنا نتبراأ منهم.
�بتقديري اأن الخلط بين �طن ��سيا�سيين اأ� جهاز حكم من اأكثر الأمور التي اأ�ساءت
لعالقتنا مع الوطن لن الغالبية ترى ب�س���كل �ا�س���ح التق�س���ير �الإهمال الر�سمي ف�سار
الوطن هو الذي يهملنا �ين�س���انا �ل يعتبر �جودنا كحالة ا�س���تثنائية “�ربما ل يب�س���رنا
اأ�سال” د�ن تحديد �ا�سح لمن هو المهمل �اعني األموؤ�س�سه األحاكمة.
يقول ال�ساعر الفل�س���طيني محمود در�ي�ض “يحبونني ميتا ليقولوا لقد كان منا �كان
لنا” بتنا ن�ستهي هذا الموت ليقول احد اأننا كنا له �كنا منه �ل�سنا “نكرة”.
في المو�سوع نف�سه يقول الأ�سير المحرر اأيمن اأبو جبل)**(:
“بداي���ة �ساأ�س���تهل جواب���ي على �س���وؤالك هذا، بان الق�س���ية الوطنية ال�س���ورية في
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
العمل من اجل اإطالق �س���راح اأ�س���رانا، بتنا ل نرغب ب�س���يء اإل الحرية حريتهم اأ�ل ثم
تاأتي باقي التفا�سيل، لن نر�سى باأقل من الحرية بعد 20 �سنة ن�سيان. كنا نر�سى بن�ساط
كهذا لو انه لم يتوج كل هذا الإهمال. تمخ�س���ت 20 �س���نه فرك�سنا. ل. لي�سمعها الجميع
ل لكل �سيء اقل من الحرية.
قبل اأ�سهر قليلة كان من الممكن اأن تقنعنا حمالت الت�سامن اأما الآن �قد بداأنا ندفع
ثمن الإهمال �الن�س���يان من اأعمار رفاقنا الأ�س���رى، ال�س���هيد هايل هو بال �س���ك �سحية
الإهمال �هذا موجع جدا اأن ي�س���ترك ال�س���جان �الم�س���وؤ�لون في الوط���ن بعملية اغتيال
�احدة �الثنين نقي�ض. منذ اأن �سبق ال�سيف �اأنا ل اأ�ستطيع اأن اأفكر اإل باحتمال اأن يتابع
ال�سبق �ل ياأتي الت�سامن اإل على اأنقا�ض اأج�سادهم.
ل لمحا�ل���ة تكمي���م الأفواه هذه باأن نرك�ض �نغفر بالرك�ض كل هذا العمر الم�س���فوك
اإهمال �ن�س���يانا اإما اأن نقدم لهم الحرية اأ� اأن ننتظرهم �س���هداء �نكفنهم بعلم ل يليق
اإل باأمثالهم،
ثم اإننا ل نريد اأن يتحول الأ�سرى اإلى عبء على المواطن نريد لعالقتنا مع المواطنين
ال�س���وريين اأن تكون عالقة محبة �انتماء لما تمثله حالة الأ�س���رى من بعد اإن�ساني �طني
ثوري �لن نغفر الإهمال اأبدا اإل اإذا توج بحرية الأ�سرى.
ل. اإن اأ��س���اع عائالت الأ�س���رى ل تتطلب هذه األ” �سحذه” اأ��ساعهم لي�ست باأف�سل
ح���ال �لكن هنالك فارق بين األ”�س���حذه” �تحديدا من المواط���ن الذي اأنا على ثقة انه
بحالة اقت�س���ادية اأ�سواأ من حال اأهالي الأ�س���رى �بين تبني الم�ساريع التي من �ساأنها اأن
تع���زز د�ر الحركة الوطنية، اإننا نطالب الحكومة بتبني الأ�س���رى �عائالتهم ل اأن ترمي
هذا الحمل على جيوب المواطنين حر�سا منها على عدم اعترا�ض طريق ال�سرقة الذي
مثله في ال�سابق بع�ض قيادي جهاز ال�ستطالع، الأجدر اأن تفر�ض األد�لة هيبتها �تمار�ض
د�رها تجاه ق�ساياها ل اأن تزاحم المواطن على ال50 ليرة التي هي من حقه اأ�ل.
اإن عائالت الأ�س���رى بحالة قلق على م�س���تقبل اأبنائهم، اأ�ل قلق على حياتهم ثم قلق
على تفا�س���يل معي�س���تهم �تاأمينها، لن تجدي نفعا اأي محا�له لتاأمين هذا الم�ستقبل اإن
لم ن�س���من عودتهم اأ�ل ذلك اإننا نرف�ض الآن اأن يتذكر احد معي�س���ة الأ�س���رى �ين�س���ى
حياتهم األمهددة.
الحكومة ل تقدم للعائالت اأي م�ساعدة، هنالك فقط 100$ ت�سرف لالأ�سرى لتاأمين
م�س���تلزماتهم ال�س���ر�رية داخل المعتقل، طبعا هذا المبلغ يتعر�ض لل�سرقة! نعم �سدقوا
لل�س���رقة، �س���ابقا كان ي�س���ل من المبلغ ن�س���فه فقط 50$ �قبل اأكثر من عامين �س���در
مر�س���وم رئا�س���ي بموجبه ي�س���رف لالأ�س���رى 200$ �حتى الآن ل ي�سل اأي�س���ا اإل ن�سف
ه���ذا المبلغ 100$. هذا المبلغ لالأ�س���رى لي�ض لعائالتهم �هو مبلغ زهيد ن�س���بة لظر�ف
المعي�سة في د�لة الحتالل.
تقول ليلى: ح�س���رني هنا كالم م�س���حك مبكي لم
احد الأ�س���رى عندما علمت بحملة الت�س���امن الأخيرة
حيث قالت: “اأي الحمد هلل ياربي انو خبر�هون”
ل اع���رف اإذا كان اهتمام الأم بابنها بعد ع�س���رين
عاما من العذاب �الحرمان �منحه القليل من الحنان
�سينفع؟ ا� �سيكون دليال يثبت عدم �سحة الدعاءات،
ف���ي حي���ن ل���م يك���ن يطلب ط���وال ه���ذه ال�س���نوات اإل
العتراف به �تذكره �موا�ساته في اأ�سواأ الأحوال، �مع
هذا نبلع الغ�س���ة �نقول ع�س���ى اأن تك���ون هذه الحملة
بداية لن�س���اط �فعاليات ل تنتهي اإل بخر�ج الأ�س���رى
من معتقالتهم.
م���ن المبك���ر تقيي���م ه���ذه الفعالي���ة لأنها ل���م تنته
بعد �ل نعرف مدى ال�س���فافية المرافق���ة لعملية جمع
التبرعات �ما اإلى هنالك.. هذه نقطة، النقطة الثانية
مع انه من المهم اأن تكون هذه الحملة �س���عبية لتحفيز
الراأي العام �تذكير المواطن ال�سوري بق�سية الأ�سرى
ب�س���كل خا�ض �الجولن ب�س���كل عام، �لكن من الأهم اأن تكون هنالك خطوات موازية لها
�على م�ستوى عال من قبل ال�سلطة.
نعم الو�س���ع المادي لأهالي الأ�سرى بهذا ال�س���وء، �الحكومة لم تقدم غير القليل من
الم�ساعدات المادية لأهالي الأ�سرى.
ممكن اأن ننظر اإلى ال�سوؤال �الجواب بهذه ال�سطحية �لكن الأمر اأعمق من ذلك بكثير
لأنه لي�ض من ال�س���هل على اأهالي الأ�س���رى �الأ�سرى التكلم �ال�سكوى من الو�سع المادي،
�كوني محايدة قليال ا�س���تطيع التكلم بحرية رغم اأنني اأعلم اأن ق�سما من اأهالي الأ�سرى
�سيغ�س���بون مني. الو�سع القت�سادي لأهالي الأ�س���رى �لكثير من مواطني الجولن هذه
اليام �س���عب، م�س���ر�ف الأ�س���ير خالل فترة اأ�س���ره يقع على عاتق اأهله �عليهم تحويل
المبالغ الالزمة لهم �س���هريا، هذا من جهة.. �من جهة ثانية �هي الأهم اأن الأ�س���ير بعد
خر�جه من المعتقل بعد كل هذه ال�س���نوات م�س���طر لن يبداأ حياته من ال�س���فر، فعدا
عن ال�ستقبال الفرح �الدعم المعنوي من الأهالي ل يتلقى الأ�سير اأي دعم اآخر، �يجب
الأخ���ذ بعي���ن العتبار اأن الأ�س���ير الذي يخرج بع���د 12 اأو 20 اأو 27 عاما من الأ�س���ر يجد
�س���عوبة �س���ديدة في التاأقلم �تاأمين العمل �تاأمين لقمة العي�ض، غالبا ما يخرج الأ�س���ير
منهكا �يعاني من م�س���اكل �س���حية، اإن اأقل م���ا على �طنه �مجتمعه اأن يقدم له م�س���كنا
يليق به �اإن لم يكن فر�سة عمل منا�سبة فمبلغا منا�سبا ي�ستطيع اأن يبداأ به من جديد.
ايمن ابو جبل يقول: “كاأ�س���ير �س���ابق اأم�سى اثنتي ع�سر عاما من عمره داخل �سجون
الحتالل الإ�س���رائيلي، �كنا�س���ط من داخل الأر�ض ال�س���ورية المحتلة في الجولن، كنت
اأتمنى اأن ل يترافق تفعيل ال�س���ارع ال�سوري، �المواطن ال�سوري الب�سيط،) �هذا مطلوب
جدا ( باأي طلب منه لتقديم العون �الم�ساعدة المادية لالأ�سير اأ� ذ�يه، نحن ل نتحدث
عن دعم مادي فقط ت�س���تطيع الحكومة �ب�س���هولة جدا من توفيره �زيادته لالأ�سير داخل
المعتقل عبر ال�س���ليب الأحم���ر الد�لي، نحن ل نطلب اأن تكون اأ�س���كال الدعم فقط في
الجانب الإعالمي �المادي �المعنوي، نحن ل نتوقع اأ�سال اأن تبادر الهيئات القت�سادية
�الإعالمية �التجارية،اإلى م�س���اعدة �سكان الجولن ماديا من خالل اقتطاع مبلغ ب�سيط
جدا من جيبة المواطن ال�سوري، ربما يكون هو اأحوج اإليها منا، نحن هنا نطالب �نتمنى
�نحل���م �يحق لن���ا اأن نحلم بالطبع، اأن تر�س���د الأم���وال �الميزانيات م���ن كافة الهيئات
الحكومي���ة �ال�س���عبية �النقابي���ة �الثقافية �الريا�س���ية �التجارية، �اللج���ان �الجمعيات
�المنتديات ال�س���عبية، لتعزيز �س���مود الأهل ف���ي الأر�ض المحتلة عل���ى اختالف فئاتهم،
الأ�س���رى هم جزء �احد ��ا�س���ع، �المعلمين هم ج���زء، �المزارعين هم ج���زء، �العمال
�التجار، �الن�ساء، �الأطفال، �الأ�قاف الدينية، �الموؤ�س�سات القائمة المهنية �ال�سيا�سية
�الجتماعي���ة �الثقافي���ة هي جزء، هذه الأج���زاء هي الجولن كله، �جميعه���ا تحتاج اإلى
الدعم �الم�س���اعدة، لي�ض بم�س���اعدات تدفع لهم ب�سكل عيني عن طريق ال�سليب الأحمر
الموق���ع ال�س���حيح الذي ي�س���تطيع الهتم���ام اأكثر �ان يفع���ل القنوات �الآليات الأف�س���ل
�الأفيد لدعم الأهل في الجولن اإن كان على ال�سعيد الر�سمي اأ� ال�سعبي ...
�بالطبع لن نن�س���ى الحدث الجلل با�ست�س���هاد عميد الأ�سرى ال�سوريين في المعتقالت
ال�سهيونية، ال�سهيد هايل اأبو زيد الذي اأعطى با�ست�سهاده حافزا اكبر للجهات الم�سئولة
عن متابعة �س���وؤ�ن الجولن لتقديم المزيد من الهمة �الن�س���اط لما تحتاجه قد�سية هذه
الق�س���ية من اهتمام �التي قد �س���بقها اأي�س���ا الحكم الجائر على الأ�س���ير �ئام عما�س���ه
بال�سجن لمده 20 عاما”.
�لد�خل �ل�س�ري في نظر �لج�لنيين
الحدي���ث عن ال�س���غوط التي تتعر�ض لها المعار�س���ة ال�س���ورية �موؤ�س�س���ات المجتمع
المدني الم�ستقلة، لي�ض لتبرير اأي تق�سير في مجال الهتمام بق�سية الجولن �اأ�سراه..
لكن هل يعي �سكان الجولن المحتل ما نقبع فيه من ظر�ف �سيا�سية �اأمنية �اقت�سادية
�ساغطة حد الختناق...
تقول ليلى: “عالقة الجولن بالداخل كانت ب�س���كل اأ� باآخر انعكا�س���ا لعالقة الداخل
به، �لكن يزيد عليها التعلق العاطفي �الذي لي�ض من ال�س���هل التجرد منه �هو الذي كان
بمثابة ال�س���ند المعنوي لل�سكان في ن�س���الهم، فالمواطن في الجولن مغيب عن تفا�سيل
الحياة ال�سيا�س���ية �القت�س���ادية، �ل يعرف اإل بالعموميات كاأن يقول مثال: “اإن الو�سع
القت�سادي في �سوريا �سعب، �فر�ض العمل قليلة، �حرية التعبير معد�مة”.
اأما فيما يخ�ض متابعة ن�ساط المعار�سة �المجتمع المدني فاعتقد اأن هذه المفردات
جدي���دة على المواطن ف���ي الجولن كما هي جدي���دة على المواطن في �س���وريا، يتابعها
بحذر لن النتقاد �المعار�سة ارتبطت لوقت طويل بكلمة “العمالة”.
يمكنن���ا الق���ول اأن متابع���ة �س���وؤ�ن الداخل اقت�س���رت على قل���ة من المثقفي���ن، �هذا
الهتمام ات�س���م اأحيانا بال�سطحية خا�س���ة ممن لم تكن لهم تجربة الدرا�سة اأ� التواجد
في الوطن”.
اأما يا�سر خنجر فيرى اأنه “تنعك�ض حالة الداخل ال�سوري على النخبة ال�سيا�سية فقط.
اأ�س���ال اإن الو�س���ع في الداخل ال�س���وري لي�ض بو�س���وح يخول الأهل في الجزء المحتل من
التفاعل معه لأنه ل ثقة بما ي�سلنا من ر�ؤى عبر الإعالم ال�سوري. الإعالم ال�سوري يالم�ض
التفاهة في نقله لالأخبار ال�سورية لدرجة اأني ل اذكر متى �سمعت ن�سرة الأخبار اآخر مرة،
بالتاأكيد قبل تحرري من المعتقل!!، ابحث عن ال�س���اأن الداخلي في بع�ض مواقع النترنت
التي ل دخل لالإعالم الر�سمي بها في محا�لة لإيجاد �سيغه فهم للواقع ال�سوري.
األنخب���ه الت���ي تجهد لمتابعة الأحداث في دم�س���ق �حده���ا تتاأثر به���ذه األحاله �طبعا
ن�س���تثني الأحداث البارزة لأنها تفر�ض نف�سها على األمنطقه ككل �هنا الفت النتباه لأن
�سعف الإعالم يوؤدي اإلى ا�س���تغالل الم�ستجدات ال�سيا�سية في ال�سام بالتر�يج اإلى ر�ؤية
تخدم الم�ساريع الحتاللية اأي اإننا نخ�سر كل المعارك الإعالمية لح�ساب الحتالل �في
مقدمة اأ�سباب هذه الخ�سارة الإهمال ال�سوري �التق�سير الر�سمي �ال�سعبي.
طبعا كل هذا ل يلغي عملنا الم�ستمر �بكل جهد ممكن للتاأكيد على امتدادنا ال�سوري
�محا�لة �س���د �سيا�سة التجهيل التي تمار�سها موؤ�س�س���ة الحتالل، اإننا ل نرى اأنف�سنا اإل
امتدادا حقيقيا طبيعيا لكافة فئات ال�س���عب ال�س���وري ترابنا الواحد معمد بدمنا الواحد
الذي �سال فوق فارتوى التراب من كرامة ال�سهداء اأقد�سنا “.
�يرى اأيمن اأبو جبل اأنه “نحن مواطنون عرب �سوريين اأبا عن جدا، جن�سيتنا العربية
ال�س���ورية تنتق���ل من الأجداد لالآب���اء لالأبناء، رغم اأننا ل نحمل اأ�راق���ا ثبوتية اأ� هويات
مدنية �س���ورية، اأ� جوازات �سفر، �س���ادرة عن �زارة الداخلية ال�سورية، تثبت ذلك اأمام
د�ائ���ر التفتي�ض في المطارات الد�لية، اأ� الموؤ�س�س���ات الد�لي���ة المختلفة، لكن انتماءنا
العربي ال�س���وري ل يخ�سع لأي اأ�راق اأ� م�ستندات، انه مجبول بدماء �ت�سحيات ج�سام.
نحن عرب �سوريون، �لكوننا نعتز بهذه ال�سفة الخالدة، فانه يهمنا بكل تاأكيد ما يجري
الي���وم �بالأم�ض �في الغد على ال�س���احة الداخلية في �طننا الحبي���ب، هذا الوطن الذي
جبلته دماء اأجدادنا �اآباءنا، في الدفاع �الذ�د عنه منذ القدم، حتى يبقى ح�سنا دافئا
ل���كل اأبنائ���ه، لكل فئاته، لكل طوائفه، ل���كل مواطنيه، عربا �اآ�س���وريين �اآرميين �اأكراد.
نحن نتابع ب�سغف �حب ��سوق �قلق كل ما يجري على �ساحتنا الداخلية، �لي�ض الخارجية
فق���ط، نح���ن نتطلع اإلى �طنن���ا كما حلمنا به �كم���ا اأراد له الأجداد اأن يكون من �س���ناع
ا�س���تقالله �حريت���ه، �طن الجمي���ع، �طن المواطني���ن كلهم، �طن يكون ح�س���نا �درعا
لل�سعوب الم�سطهدة، �التواقة اإلى الحرية �العدل �الم�سا�اة �الديمقراطية فنحن �سعب
له تاريخ �ح�سارة عريقة، يحب الحياة الحرة، �يحب الموت متى كان الموت طريقا اإلى
الحياة، �س���عب متمي���ز بمجتمعه �مكانته �تركيبته �نف�س���يته �ثقافته �نظرته اإلى الحياة
بمختلف جوانبها.
اإنني �من منطلق هذا الع�سق الأزلي لهذا الوطن الحبيب اأقول اأن هناك مكانا يت�سع
للجمي���ع، لإظه���ار الحقيق���ة ل بد اأن يكون هن���اك اختالفات ف���ي الآراء ��جهات النظر
�البرام���ج ال�سيا�س���ية، �الجتماعية المختلفة، بعيدا عن اإلغاء الآخر، اأ� تهمي�س���ه، نحن
اأقوياء باختالفنا ��سعفاء في اإجماعنا، ل �جود لالإجماع الوطني �الجتماعي �الفكري
بي���ن الب�س���ر، هذه تج���ارب ال�س���عوب اأمامنا، ما من �س���عب حقق هذا الإجم���اع منذ بدء
ت�سكل المجتمعات الإن�سانية، �الإن�سان نف�سه يحمل في ذاته تناق�سات كثيرة، فما بالك
بمجتم���ع مدرك �يع���ي حريته �احتياجات���ه. يحذ�ني الأمل اأن نحمل ه���ذا العبء �هذه
الهموم الوطنية الكبرى بم�سوؤ�لية ��عي �اإدرك لمواجهة المخاطر الخارجية، �مخاطر
الفقر �البطالة �العوز، �حالت الغتراب التي يعي�س���ها البع�ض من اأبناء �سعبنا، لن كل
هذا يهدد �جودنا �م�س���تقبلنا، �نتطلع اإلى كيفية اأن ي�سعر هذا الإن�سان ال�سوري بالأمان
�الرخاء �ال�س���تقرار اأكثر فهو فعال ي�س���تحق اأن نلتفت اإليه �الى م�ستقبله، لن�سمن بقاء
هذا الإن�سان الحر المعطاء”.
�م���ن �جهة نظ���ر هايل اأن���ه “ يتعاطى اأبناء الج���ولن، بكل ما يح���دث داخل �طنهم
�كل م���ا يحدث يتم تنا�له بالنقا�ض �التحليل، لذلك نعي �اقع �حال �س���عبنا، ال�سيا�س���ي
�القت�س���ادي �اأكثرنا يرىان �س���عبنا الذي يع�س���ق �طنه �ي�س���تعد للت�س���حية في �س���بيله
ي�س���تحق ��س���عا اقت�ساديا ��سيا�س���يا اأف�س���ل من القائم حاليا، يحفظ كرامة المواطن،
الذي يطلب منه الت�سحية بحياته في �سبيل �طنه”.
�في ال�س���ياق نف�س���ه يعتبر عماد اأن “الجولن ح�سا�ض ب�سكل مرهف لأي تطور يحدث
داخل �طنه. اإن �سرخت في قا�سيون �سي�سمع جبل ال�سيخ �ان رميت حجر من عين التينة
ف�ستحت�س���نه حجارة عين التفاحة �ان منخف�س���ا في الالذقية �س���ير�ي بحبات اأمطاره
تف���اح الج���ولن، فكيف بالإحداث ال�سيا�س���ية �الجتماعي���ة �القت�س���ادية، فهمنا �احد
�م�س���يرنا �احد �قلوبنا تنب�ض بذات الحب للوطن ليكون باأجمل �س���وره �اأف�سل اأحواله
�م���ن الطبيع���ي اأي نتابع الأ��س���اع الداخلية في �طنن���ا �هذا اإن دل فيدل على ال�س���عور
بالم�س���وؤ�لية لدى اأهالي الجولن �قلقهم الدائم على �س���عبهم �د�لتهم �رغبتهم بمعرفة
اأدق تفا�سيل عن �طنهم الأم...
بالن�س���بة للمعار�سة فان كانت معار�سة �طنية ��س���ادقة �غيورة على م�سلحة بلدها
فهذا �سيء اأما اأن تكون معار�سة متذيلة لالأمريكان �تخدم اأعداء الوطن فهذا اأمر اأخر
�نحن في الأر�ض المحتلة تربطنا عالقة ر�حية خا�سة جدا �مرهفة جدا مع الوطن بكل
اأطيافه �تنوعاته الأ�س���يلة �المعبرة عن �جدان �س���عبنا الحقيقي �تختلف هنا القناعات
�المواقف من �س���خ�ض اإلى اأخر �هي حالة �س���حية �من الجميل اأن نتعود التعاي�ض معها
�سرط اأن تبقى في حد�د الثوابت �المواقف الوطنية الملتزمة.”
تمخ�ست ع�سرين �سنة فرك�سنا...
في ظل هذا الجو من الإحباط �خيبة الأمل تجاه التعاطي الر�سمي �ال�سعبي مع ق�سية
الجولن �اأ�س���راه، جاءت حملة “ارك�ض من اأجل الجولن” كاأ�ل حملة اإعالمية بالتعا�ن
ما بين �زارة العمل �ال�سوؤ�ن الجتماعية ��سركة اأريبا لالت�سالت، لإثارة ق�سية الأ�سرى
�دعمهم..لقيت هذه الخطوة ردات فعل متباينة، مابين ترحيب ��سجب..
يا�سر خنجر، يرى في هذه الفعالية: “محا�لة فا�سلة للتكفير عن 20 �سنة اإهمال.
20 �سنة اإهمال ��سهيد
لي����ض هذا ما انتظرن���اه. كان من الأجدر اأن يتذكر�نا في �س���فقة التبادل �ان ترك�ض
األقيادة اإلى حزب اهلل لتذكره بالأ�س���ير ال�س���وري المن�سي، �الآن اإن نطلب �سيء هو فقط
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
�يتوج���ه عماد مرع���ي اإلى القائمي���ن على هذه الفعالية بال�س���كر فيقول: كل ال�س���كر
للقائمي���ن على هذه الفعالية، فقد اأحرزت نجاح���ا كبيرا �اأثرت في نفو�ض اأبناء الجولن
كافة �ذ�ي الأ�سرى خا�سة لما كان لهذا الم�سهد من ر�عة �جمال �لقد تزامن الماراتون
في دم�س���ق مع ماراتون م�س���ابه ف���ي الجولن تعبيرا �تج�س���يدا لوحدة الح���ال بيننا �ان
فرقتنا حد�د م�سطنعة.
اإن العالقة مع الوطن، كما ذكرت �سابقا، قد ات�سمت ما بين مد �جزر بجمود �بحركة
�كان ه���ذا الأمر مرتبط بتاأثيرات لي�س���ت فقط محلية على م�س���توى الجولن المحتل اأ�
الداخ���ل ال�س���وري.... �هن���ا اأريد الإ�س���ارة اإلى اأن ترتي���ب �تنظيم الأمور على ال�س���احة
الجولنية تعك�ض نف�سها ايجابيا على التعامل الر�سمي في الوطن مع ق�سايا الجولن ...
الو�س���ع القت�سادي يختلف من اأ�سرة لأ�سرة. �لكن يجب اأن نو�سح هنا اأن الأهم من
جمع التبرعات الذي يقام من قبل جهات معينة اأ� موؤ�س�سات ر�سمية ��سعبيه في �طننا،
الأه���م هو البعد المعنوي تعبير للت�س���امن مع اأ�س���رانا في المعتقالت. ل���م يكن اأبدا من
طلب خا�ض من قبل الأ�سرى �ذ�يهم �هذا اأمر طبيعي تت�سم فيه ثقافتنا العربية، الأهم
هو الت�سامن المعنوي علما اأن حكومتنا ال�سورية تقدم معا�سا �سهريا لكل من يحاكم من
قبل العد� ال�سهيوني ي�سل لذ�يه عبر ال�سليب الأحمر...
عظام ك�هين..�سايلينها للزنقة!!
حول عظام الجا�سو�ض الإ�سرائيلي كوهين، �حيوات الأ�سرى في �سجون الحتالل، ثار
في الفترة الأخيرة لغط كبيرة في ال�س���احة الجولنية، موقع بانيا�ض الذي تديره ال�سيدة
ليلى ال�سفدي، يت�سمن الت�سويت التالي:
“ راأيك حول مبادلة جثة كوهين بالأ�سرى ال�سوريين”...�حتى اإعداد هذا المو�سوع،
كانت النتائج:
34،88% )459م�سوتين( : هذا من �ساأن القيادة في الوطن �ل يحق لنا التدخل
47،80% )500 م�سوتين( : هذا �ساأننا �يحق لنا التدخل �محا�لة ال�سغط
فيما اعتبرت بقية الأ�سوات “اأن هذا �ساأن الأ�سرى �اأهاليهم فقط”.
تقول ليلى: “ربما ال�س���جة الإعالمي���ة المحلية �ردة الفعل القوي���ة من بع�ض الجهات
هن���ا في الجولن على ه���ذه المبادرة تجعل الحديث عنها �س���عبا �حذرا، �لكني �س���اأقول
راأيي �الذي ل ي�س���تند اإل على اإح�سا�سي ال�سخ�سي �معرفتي المتوا�سعة، اأنا اأرى اأن هذه
ال�سفقة منا�س���بة جدا �اأ�ستغرب لماذا لم تتم منذ زمن، �نحن م�سطر�ن لل�سوؤال لماذا
الحتفاظ بهذه العظام �الى متى؟!! �هل تعتقد بع�ض الجهات اأن لهذه العظام قيمة اأكبر
من ذل���ك بكثير... تحرير الجولن مثال!!!! اأ� ربما “�س���ايلينها للزنق���ة....!!” اأتمنى اأن
ن�سمع جوابا على هذه الأ�سئلة من اأحد الم�سوؤ�لين، ربما يكون جوابهم مقنعا .. ل اأدري..
ربما. �قد �ساأل ال�سهيد هايل اأبو زيد هذا ال�سوؤال قبل �فاته �حتى الآن ما من مجيب.
ن�س���طاء الجولن منق�سمون حول هذه الق�س���ية �التي اأثارت �سجة كبرى هنا.. �سجة
انتهت اإلى �سبه اإخماد لالأ�سوات المطالبة بهذه المقاي�سة باعتبار اأنها من �ساأن القيادة
في الوطن ل غير”.
�ي���رى ايمن ابو جبل اأنه “اأ�ل ق�س���ية الجا�س���و�ض ال�س���رائيلي “ ايل���ي كوهين” هذه
ق�س���ية د�لة اإنها ق�سية �سيا�س���ية من الدرجة الأ�لى تخ�ض الحكومة �القيادة ال�سورية،
�هي �ساحبة الحق الأ�حد في البت بها مع حكومة الحتالل اأ� مع اأي جهة د�لية اأخرى،
بمعنى اأننا في الجولن المحتل نا�س���طين �اأ�س���رى �ذ�ي اأ�س���رى اأ� موؤ�س�س���ات �لجان ل
نمل���ك ال�س���الحية �ل الق���درة للبت ف���ي هذا المو�س���وع. اإل اأنن���ا حين نطال���ب الد�لة
بممار�س���ة م�سوؤ�لياتها تجاه الأ�سرى فاإننا نطالب اأ�ل في ا�ستثمار كل الفر�ض ال�سيا�سية
�القانونية �العالقات ال�س���ورية الد�لية من اجل تاأمين الإفراج عن اأ�س���رانا من �س���جون
الحت���الل. هن���اك فر�ض �سيا�س���ية كثير تم تفويتها م���ن قبل الأجهزة ال�س���ورية المعنية
اأبرزها �س���فقة تحرير الأ�س���رى بين المقا�مة الإ�س���المية ح���زب اهلل �الد�لة العبرية،
�هناك ق�سايا الت�س���ويات الأمريكية ال�سورية الأمريكية، �عالقات الحكومة ال�سورية مع
التحاد الأ�ربي، �هناك م�سر التي لعبت في �قت �سابق د�ر ��سيط من اجل الإفراج عن
اأ�س���رى فل�سطينيين، بعد طلب ال�س���لطة الفل�سطينية منها ذلك. اإ�سافة اإلى ملف الجنود
الإ�س���رائيليين في ال�س���طان يعقوب اأثن���اء العد�ان عل���ى لبنان، ملف ر�ن اأراد م�س���اعد
الطيار الإ�سرائيلي �لن اذكر عمليات التبادل ال�سابقة، �الفر�ض الكثيرة التي غيب عنها
اأ�سرانا ال�سوريون في المعتقالت منذ �سنوات طويلة.
ل نطل���ب العمل م���ن اجل انتزاع حرية اأ�س���رانا ب���اأي ثمن، فهم ط���الب حق �حرية،
يعون اأنه من اجل الحرية هناك �سريبة غالية علينا �عليهم،�اإنما انتزاع حريتهم اأ�سبح
مطلبا �هما �ق�سية بعد مر�ر ع�سرين عاما على اعتقالهم في ال�سجون الإ�سرائيلية، هم
لي�س���وا �سعفاء اأبدا، ن�ستمد قوتنا منهم �من اإرادتهم ��سمودهم . العتقال في الجولن
هو ظاهرة ن�س���الية �اإن�سانية �اأخالقية من الدرجة الأ�لى، المطالبة في العمل من اجل
انتزاع حريتهم هي ق�س���ية ت�س���ب في تعزيز ال�س���مود، �تفعيل ذ�اتنا، �ك�سب حياتهم
م���ن جديد، لي�ض من المعقول اأبدا اأن يبقى اأ�س���ير مقا�م ع�س���رين عاما داخل �س���جون
المحتلين �من �رائه د�لة ��سعب �حكومة فهذا اأمر ي�ستحق ال�سفقة على �اقعنا �اأحيانا
الخج���ل. ن�س���تطيع اإخراجهم من المعتقل �براأيي اإن جثة الجا�س���و�ض الإ�س���رائيلي �رقة
�س���غط بيد حكومتنا ال�سورية، مقابل ك�سب حياة �حرية ع�سرات �مئات الأ�سرى العرب
�تحريره���م من �س���جون الحت���الل، اإذ انه ل يعيبن���ي اأن تحررني حكومت���ي �د�لتي من
المعتقل �تنتزع حريتي رغم انف المحتلين حتى �ان كان المقابل اإعادة رفات جا�س���و�ض
اعتدى على �س���عبنا �كرامتنا قبل اأكثر من اأربعة �اأربعين عاما، لأنني مقتنع اأن جثته لن
تبقى اإلى الأبد مدفونة في التراب ال�سوري، �سياأتي يوم �تعاد جثته اإلى ذ�يه �الى د�لته
التي ما زالت تطالب به �ت�سغط ب�ستى الو�سائل على الحكومة ال�سورية من اجل اإعادته،
فان كانت �ستعاد فلماذا ل تعاد اليوم �يك�سب اأبناءنا �اأ�سرانا العرب من اأبناء فل�سطين
عام 1948 �اأبناء القد�ض �اأ�س���رى لبنان �الأ�سرى ال�سوريين من الجولن المحتل، اأ�لئك
الذين ل اأمل بانتزاع حريتهم اإل ب�سفقة �سيا�سية كبرى تجبر اإ�سرائيل على القبول بها،
الد�ل���ي اأ� عن طريق العا�س���مة الأردنية عمان اأ� بتحويالت بنكية، لي�ض هذا المق�س���ود
باأ�س���كال الدع���م، نح���ن نطالب ب�س���مان برامج تاأهيل لالأ�س���رى المحررين من �س���جون
الحتالل البالغ عددهم حوالي 350- 400 اأ�سير محرر ام�سوا فترات مختلفة في ال�سجون
ال�سرائيلية ترا�حت فترة حكمهم بين ال�سنة ��سبعة �ع�سرين �سنة، عدا عن الآلف من
المعتقلي���ن الذين اعتقلتهم قوات الحتالل، للتحقيق اأ� اعتقالت اإدارية �اقامات جبرية
لفترات طويلة. م�س���اعدات ت�س���من لهم لقمة عي�ض حرة كريم���ة، لهم �لعائالتهم..�بناء
م�س���اريع، تعو�ض العمال �الفالحين عن خ�س���ائرهم اأمام مناف�س���ة اأرباب العمل �التجار
الإ�س���رائيليين �اإقام���ة موؤ�س�س���ات تربوية خا�س���ة لطالبن���ا �طالباتنا �ريا����ض الأطفال،
تواجه �سيا�س���ة “ غ�س���يل الدماغ” التي تمار�سها الأجهزة الإ�سرائيلية تجاه اأبناءنا، �بناء
جهاز �س���حي بكادر جولني موؤهل، �هوموجود �متوفر، يتنقل في العمل بين الموؤ�س�س���ات
الإ�سرائيلية ��ر�ض البناء، �تخ�سي�ض مراكز ثقافية �تربوية �ترفيهية،.
نع���م هناك اإهم���ال، نقولها بالفم المالآن، �بمرارة تكاد تقتلن���ا، الوطن هو اأم غالية
�مقد�س���ة علينا، لكن حين تخت�سر الأم �اجبها تجاه اأبناءها بتوفير الطعام فقط، فان
هذا البن، �س���يحمل مرارة في نف�س���ه، �نحن اأبناء كنا �ما زلنا مخل�سين �اأ�فياء لدماء
ال�س���هداء �العظماء الذين �س���نعوا لهذا الوطن عزته، نحن اأ�سحاب عزة نف�ض عالية، ل
نطلب ال�سدقة نطلب الإن�ساف �العدل، كيف يكون ال�سمود اإذن د�ن اأن نعزز مقوماته
�ركائزه، حتى الآن هذا ال�س���مود العملي على ار�ض الواقع كان بف�س���ل الإيمان �الإرادة
�ق���وة الح���ق �المطلب، �عمق النتماء المقد�ض لهذا الوط���ن. لكن هل يكفى ذلك �نحن
اأمام تحديات الحياة، �لقمة العي�ض الحرة الكريمة، كيف نواجه الإغراءات التي تقدمها
اإ�سرائيل لأجيالنا �لمجتمعنا، �هي كثيرة جدا، لدرجة �سي�سعب ت�سورها لمن هو بعيد
عن الواقع من اجل تفريغه من محتواه، �دمجه بالقيم الإ�س���رائيلية، �الأفكار الم�سمومة
التي تغز� مجتمعنا في عالم التكنولوجيا �الت�سالت �العولمة.
نعم هناك تق�س���ير، الأنا�س���يد �الخطاب���ات �الموؤتمرات �الماراثونات الريا�س���ية،
�المعار�ض، �فتح الأ�س���واق ال�س���ورية اأمام المنتجات الزراعية، �تقديم منح درا�سية في
جامع���ات الوطن للطالب، �لقاء اأبناء الجولن داخل الوطن باأعلى الم�س���تويات، كل ذلك
مطلوب، ��س���ر�ري جدا، لكن هل هذا كله يكفي؟؟ هل ه���ذا كله يلبي الحاجيات الوطنية
�الجتماعي���ة للجولن، نحن حين نتحدث عن تق�س���ير �اإهمال ل نج���رح باأحد، �ل نوجه
الإهانة لأي اإن�س���ان مهما كان، �ل نحا�ل الم�ض باأي �س���كل ب�س���معة �مكانة احد، لكن من
يزعج���ه كالمنا ال�س���ريح �الذي قلن���اه �نقوله اليوم بعالنية ���س���وح، عليه اأن يبحث عن
اأ�سباب انزعاجه من كالمنا هذا . ال�سيد الرئي�ض ب�سار الأ�سد قالها �بو�سوح اأكثر من مرة،
علينا اأن ننتقد، علينا اأن ن�س���ير اإلى الأخطاء �التق�س���يرات، علين���ا اأن نحارب من يعرف
ان���ه على خطاأ �يرف�ض ت�س���حيح الخطاأ، �هذا الخطاأ ما زال متوا�س���ال، رغم التوجيهات
الجديدة التي �سدرت اأكثر من مرة للهيئات المعنية في معالجة �سوؤ�ن الجولن.
�س���عبنا في الجولن ال�س���وري المحتل، �منا�س���ليه �اأحراره، لي�س���وا مرتزقة، �لي�سوا
ماأجورين، لدينا عزة نف�ض ت�س���مو �ترتفع عن كل اأموال الدنيا، نعلم اأن هدف التبرعات
هو لتعزيز ال�سمود، لكن لي�ض في تقديم الم�ساعدة �اقت�سار اأ� اخت�سار الدعم لفئات
�مجموعات، اأكانوا اأ�سرى اأ� ذ�ي اأ�سرى اأ� معلمين، اأ� مزارعين، نحن نطالب بواجبات
الد�لة تجاه مواطنيها، �نطالب بحقوق م�سر�عة لنا، حقوق اأن يكون لنا م�ساريع �خطط
ت�س���مل جميع المت�س���ررين، ل اع���رف بيتا �احد في الجولن لم يت�س���رر اقت�س���اديا في
الج���ولن، اأقول هذا لأنه هناك حديث عن تقديم الد�لة تعوي�س���ات مادية اإلى الأ�س���رى
المحررين الذين اعتقلوا ��س���جنوا في الج���ولن، هذه اأمور جيدة، �مطلوبة جدا، لكنها
اإن افتق���دت اإلى اأد�اته���ا �الياتها �ترجماتها العملية المو�س���وعية بكل م�س���وؤ�لية ��عي
�ثقة فاأنها �س���تتحول اإلى ق�س���ية مدمرة جدا ��س���ينتج عنها افرازات �سلبية كبيرة على
كرامتنا �قد�سية ن�سالنا �الو�سع ال�سحي للعديد من الأ�سرى يتطلب ر�سد اأموال كبيرة
م���ن اج���ل” ترميمه “ �هذا حال معظم الأ�س���رى في الجولن، لكن مرة اأخرى اأ�س���كال
الدع���م يجب اأن ت�س���ير �فق برنامج �ا�س���ح �الية عمل �ا�س���حة،د�ن الأخذ في العتبار
م�س���الة ال���ولءات �النتماءات الفكري���ة �ال�سيا�س���ية المختلفة، لن ذلك ل ي�س���اهم في
تعزيز ال�سمود �اإنما ي�ساهم في قتل الر�ح �الإرادة، �الحب �الإخال�ض �الت�سحية،، ما
نطالب به هي تخ�س���ي�ض الدعم من اجل ال�ستمرارية �التوا�سل، بين �سعب يرزح تحت
الحت���الل ��طن كامل، لخلق بدائل �طنية محلية عن الو�س���ع القائم في ظل الحتالل،
ت�سمن لكل المت�سررين حقوقهم ��اجباتهم بال�سكل الذي يلبي الم�سلحة الوطنية التي
يجب اأن تبقى فوق كل اعتبار �اعتبار.
اأجمال ل يوجد هناك اأي عائلة من ذ�ي الأ�سرى بحاجة اإلى �سدقات اأ� م�ساعدات
ي�س���اهم فيها المواطن ال�سوري داخل الوطن اأ� المواطن ال�سوري في الجولن،من جيبه
الخا�ض. اأ��ساع ذ�ي الأ�سرى القت�سادية لي�ست بهذا التدهور الحاد،لكن هناك هموم
في الحياة تنتظر اأبناءهم بعد تحررهم من تامين الم�س���كن �مكان عمل �م�سر�ع يعيله
�يعيل اأ�س���رته ليعو�ض ما فقده من اأجمل �سنوات عمره، �خا�سة عند الحديث عن اأ�لئك
الذي���ن دخل���وا فتيانا �خرجوا في �س���نوات الربعيي���ن من اأعمارهم. �خا�س���ة ان ذ�ي
الأ�س���رى يتحملون العبء الأكبر ف���ي توفير الدعم المادي لبناءه���م داخل المعتقالت،
�ي�س���اهم المواطن���ون بين فت���رة �فترة من خالل جم���ع التبرعات لتغطي���ة “ الكانتين”
لالأ�س���رى الع���رب اإجم���ال �لأ�س���رى الج���ولن، ان كان ذلك دع���م عيني م���ادي اأم دعم
بالألب�سة �الغذاء الم�سموح به . �ت�ساهم الحكومة ال�سورية في توفير مبلغ 50-100 د�لر
�سهريا منذ �سنوات ي�ستلمها ال�سجين عبر ال�سليب الأحمر الد�لي، هذا الدعم يجب ان
ي�ستمر لي�ض من منطلق الحاجة اليه بقدر ما هو الحاجة الى تر�سيخ ال�سعور بان الأ�سرى
�ذ�يهم لي�س���وا �حدهم في المعركة مع الحتالل �اإنما هناك د�لة �قيادة ��س���عب يقف
�رائهم معنويا ��سيا�سيا.”
اأم���ا الأ�س���ير المحرر هاي���ل فيقول:” اإنن���ي اأقيم ايجابي���ا كل من يتعاطى مع ق�س���ية
الجولن العامة �خا�س���ة ق�س���ية الأ�سرى، �س���حيح انه يوجد األن اإحدى ع�سر اأ�سيرا في
معتقالت العد�، �قد اأم�سى بع�سهم ع�سرين عاما، يعانون الكثير داخل المعتقالت،لكن
هن���اك المئ���ات من الذي���ن اعتقلوا �عا�س���وا نف�ض الم�س���ير �بظر�ف قد تكون اأ�س���عب
خ�سو�س���ا اأ�لئك الذين اعتقلوا في اأ�اخر �س���نوات ال�س���تينيات �اأ�ائل ال�س���بعينيات. ان
التاريخ لم يبداأ من اليوم، �الن�س���ال �المقا�مة لم لن تنتهي،اأما الهتمام بكل الجولن،
باعتقادي هذا الهتمام هو من �اجب ال�سلطة الر�سمية �يجب ان يكون معنويا بالدرجة
الأ�لى، �لي�ض ماديا فقط، �يجب ان يكون دائم �م�ستمر �لي�ض مو�سميا، لذلك ل ت�ستطيع
ال�سركات الخا�سة، القيام بهذا الد�ر ب�سكل دائم.
لقد لوحظ اهتمام اكثر من قبل ال�سلطة الر�سمية باأ�سرى الجولن بعد ا�ست�سهاد المنا�سل
هايل ح�سين ابو زيد، �تغطية حدث ال�ست�سهاد ب�سكل كبير من قبل ��سائل الإعالم العربية
الخرى بعدها بدا الإعالم ال�سوري يهتم بالجولن �بالأ�سرى ب�سكل ملحوظ.”
لم يفكر اأي منا�س���ل م���ن اأبناء الجولن قبل ان يقوم بفع���ل المقا�مة بالأمر المادي،
�عندما ي�س���تعد اأي اإن�س���ان ان يدفع حياته في �س���بيل الق�س���ية الوطنية ل يفكر، بالعائد
الم���ادي مطلقا.لقد كان���ت المقا�مة في المراحل الأ�لى بعد الحتالل تاأخذ �س���كل تتبع
قوات العد� �ر�س���د تحركاته �نقل المعلومات المتوفرة الى ال�س���لطة الوطنية لال�ستفادة
منه���ا، �تطل���ب ذل���ك عبور خط �قف اط���الق النار ذهاب���ا �ايابا عدة م���رات. متحدين
الخط���ر، �قد ا�ست�س���هد المنا�س���ل عزت �س���كيب رابو جبل في ليل���ة 27/-1973/1/28،
عندما تعر�ض الى كمين �س���رقي مجدل �س���م�ض، �ا�ست�س���هد المنا�س���ل نزيه ابو زيد في
تاريخ 1976/12/27، عندما انفجر فيه لغم اثناء عبوره خط �قف اطالق النار �بحوزته
معلومات ع�س���كرية �امنية مهمة، �ا�ست�س���هد المنا�س���ل فايز محمود في 1989/11/23،
في ا�س���تباك مع قوات العد� في جبل ال�س���يخ عندما كان يق���وم بواجبه الوطني المقد�ض
في نقل معلومات هامة جدا الى الأجهزة المنية في الوطن، �ا�ست�س���هدت غالية فرحات
اأثن���اء تفريق اإحدى المظاهرات التي خرجت �س���د الحتالل ف���ي قرية بقعاثا في تاريخ
1987/3/8 . كل تل���ك الت�س���حيات، من اعتقالت �ا�س���طهاد المواطنين، �ال�ست�س���هاد
قدمت بطيب خاطر لن الوطن اأغلى من كل الت�سحيات.
امابخ�س���و�ض الو�سع القت�سادي فهو متاأثر بالو�سع القت�سادي العام في ا�سرائيل،
فهناك غالء اأ�سعار، تقابله بطالة كبيرة، �تدهور في المرد�د القت�سادي الأ�ل، القطاع
الزراع���ي، الذي يعتبر العماد الأ�سا�س���ي لقت�س���اد اأبن���اء الجولن، مع الإ�س���ارة اإلى اأن
متطلبات المعي�سية اليومية مكلفة عندنا جدا.
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�دالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
لتجنب جنازة اأخرى �تابوت اأخر، �مرارة اأخرى من حق اأ�س���رانا اأن يتمتعوا بالقليل من
ما تبقى لهم من �سنوات في كنف ذ�يهم �في ح�سن �سعبهم قبل فوات الأ�ان.
فيم���ا يرى هايل اأنه: “منذ فت���رة طويلة، تقوم عائلة الجا�س���و�ض ايلي كوهين بعر�ض
ق�س���يته على ��س���ائل الإع���الم ال�س���رائيلية، �العالمية، ف���ي الآ�نة الأخي���رة قامت ابنة
كوهين بزيارة مجدل �س���م�ض تبحث عن ��س���يلة تو�سلها اإلى �س���لطاتنا الوطنية، لم تجد
�س���التها طبعا، خالل النقا�ض مع احد العنا�س���ر الوطنية علمت ابنة كوهين �كما تدعي
اإنه���ا لأ�ل مرة تعرف اأن هناك اأ�س���رى م���ن اأبناء الجولن لذلك ق���ررت، اأن تقترح على
حكومتها العمل على اإطالق �س���راح هوؤلء لقاء اإعادة عظام �الدها، �قامت بزيارة ا�سر
بع�ض الأ�س���رى المعتقلي���ن، اإن هذه المبادرة هي مبادرة ذاتية، قامت بها بالتن�س���يق مع
المخابرات الإ�س���رائيلية ح�سب تقديري، �ل عالقة لأي من اأبناء الجولن، بهذه الخطوة
حت���ى اأ�لئك الذين التقتهم ابنه كوهين، �هي خطوة م�س���بوهة �ل توجد اأي نية لأي من
اأبن���اء الجولن لدعم هذه المبادرة اأ� الهتمام بها. �لكن ل بد من التنويه هنا ان عائلة
كوهين �كبار الم�س���ئولين ال�س���هاينة تر�ج دائما، اإن �سوريا �سوف ت�ستجيب لل�سغوطات
الأمريكي���ة �تعيد جثة كوهين لذا ارت���اأى بع�ض اأبناء الجولن، انه من المفيد التذكير اأن
تطالب �س���وريا باإطالق �سراح اأبناءها مقابل ذلك اإذا تم، �لكن اأكثرية اأبناء الجولن اإن
لم يكن كلهم تعتقد اأن هذا الأمر بيد �س���لطاتنا الوطنية، �ل يحق لأي من اأبناء الجولن
ا� غيرهم اأن يقر ما هو الأف�سل �رغبتنا الأكيدة اأن ت�سمد �سوريا بوجه كل ال�سغوطات
الممار�سة عليها من اأي جهة كانت”.
�يتف���ق معه عم���اد اإلى حد ما: “هذا ال�س���اأن هو �س���اأن القيادة في الوط���ن �هي الجهة
الر�س���مية �الوحي���دة المخولة بفتح اأ� بالتعاطي مع هذا الملف. نح���ن نقبل باأي حل تبادر
اإلي���ه حكومتنا فهي الممثل الوحيد لأهالي الجولن في الوطن الأم �س���وريا... �لما �رد في
�س���حافة د�لة الحتالل ما �رد من تزيي���ف متعمد للحقائق اأظهرت فقط الجانب الخا�ض
بم�سالحهم �اخفت الجانب الحقيقي لما ح�سل حيث طرد �رف�ض الأ�سرى ال�سوريين في
المعتقالت الحوار مع ابنة الجا�س���و�ض كوهين �اأ��س���لوا لها ر�س���الة �حيدة �هي اأن الجهة
المخول���ة �الممثلة لهم هي القيادة في الوطن �هي فقط �س���احبة القرار... �قد تابع هذا
الحدث ذ�� الأ�سرى في الجولن �قد رف�سوا ا�ستقبال ابنة كوهين اأ� التعاطي معها. الر�ؤية
�اح���دة: الأمر من اخت�س���ا�ض الجهات الم�س���وؤ�لة ف���ي الوطن �هي �س���احبة القرار الأ�ل
�الأخي���ر �نحن نرف�ض اأن ت�س���تغل معاناتنا �معاناة اأ�س���رانا �ذ�يهم لتنفيذ م�س���اريع على
ح�ساب �طننا �م�سلحته. ما تراه حكومتنا منا�سبا في هذا الملف هو المقبول علينا.
اأما يا�س���ر خنجر المتاألم دائما ..فيقول “اأنا اأرى اأن القرار في دم�سق �حدها، �لكن
لنا كامل الحق بال�س���وؤال �الت�س���ا�ؤل عن م�س���ير رفاقنا، ل نهتم بالدرجة الأ�لى برفات
كوهي���ن “رغ���م اأني ل اأج���د اأي فائدة من الحتفاظ بها اكثرمن اإطالق �س���راح اأ�س���رانا
الذين ما زالوا منذ 20 �س���نه ينتظر�ن لحظة عناقهم لأمهاتهم، 20 �س���نه لم يعانق احد
منه���م اأمه”، �لكن اإذا كان اأ�س���حاب القرار يرغبون اأن يحتفظ���وا بعظامه لغاية اأخرى
عليهم اأن يقدموا بديال لإطالق �س���راح الأ�س���رى �ان كانت هذه العظام �ستعاد يوما اإلى
د�ل���ة الحتالل فالأف�س���ل اأن يكون ذلك األن لأننا نخت�س���ر الكثير م���ن المعاناة �الألم
�ربما ال�س���هداء، ما اأخ�س���اه هو اأن تعاد هذه العظام اإلى د�لة الحتالل حتى د�ن مقابل،
اإن القرار في دم�س���ق يتعر�ض لهجوم مرعب من حلفاء اإ�س���رائيل �نخ�س���ى اأن يطال هذا
الهجوم عظام كوهين اأي�س���ا فتعاد �يتم ن�س���يان الأ�سرى “كما هي العادة”، نحن بحالة
قل���ق دائم لما يحدث في مركز القرار في �طننا �ل يعني اهتمامنا بتحرير ال�س���رى اأن
يكون من بعده الطوفان �لكننا ل نرى اأي مبرر لمتابعة م�س���ار ا�ست�س���هادهم حين نملك
ما قد يعيد لهم الحرية، نحن نريدهم اأحياء بيننا ل ل ل نحبهم �سهداء من اجل �ساعة
اإعالمية �عمر �مليون حلم يك�سر�ن في قلوب اأمهاتهم �اأ�سدقائهم، نريدهم اأحياء، األ
ي�س���تحقون منا هذا الحلم الب�سيط اأن يبت�سموا مرة �احدة ابت�سامة حقيقية �ان يعانقوا
اأمهاته���م اأ� اأن ي�س���موا رائحة التراب بعد المطر قبل اأن ن�س���م رائح���ة التراب بعدهم..
اأكاد ابكي..... ابكي الآن.... من فكرة اأننا لن نراهم اإل في الوداع الأخير جنازة تجهز
لجنازة �كفنا يالحق كفن ل نريدهم �سهداء نريد لهم الحرية”.
طالما بد�أنا بالرك�س فربما �سن�سل ي�ما؟
قبل فكرة الماراثون ��س���عار ارك�ض من اأجل الجولن..ت�سكلت لجنة باإيعاز من رئي�ض
الجمهورية لالهتمام بق�سايا الجولن �اأ�سراه، اإلى اأي حد يمكن لمثل هذه اللجان خدمة
ق�سية الجولن؟، خطوة اختلف الراأي حولها ..
يق���ول ايمن ابو جبل “رحم اهلل الأ�س���ير ال�س���هيد هايل اأبو زيد، ال���ذي في مماته اأعاد
جزءا من الوعي �الإدراك �الح�ض بالم�س���وؤ�لية في ق�س���ية الجولن الوطنية، كنت برفقة
الأ�س���ير ال�س���هيد حين علم بان جريدة ت�س���رين قد حذفت من اأقواله الكثير �اأ�سافت ما
لم يقله الكثير في لقاءها ال�س���هير معه في اأ�اخر �سباط 2005 قبل ا�ست�سهاده. بالحرف
الواح���د ق���ال “ �س���ياأتي يوم �هو قريب ج���دا، ليذرفون بدل الدموع دم���اء الندم، على ما
فعل���وه ب���ي” هايل اأبو زيد م���ات، �احتاجت العي���ون اإلى دماء كثيرة كي ت���ذرف على هذا
الإن�س���ان، كعادتن���ا طبعا نحن نكرم اإبطالن���ا �اأحرارنا فقط بع���د اأن يرحلون، لن تعرفي
اأب���دا، حجم الأل���م �كبر الجرح الذي اأحدثته جريدة ت�س���رين في نف����ض رفيقنا هايل ابو
زيد، فان تعود الجريدة اإلى ن�سر اللقاء كامال، د�ن اأي نق�سان موؤخرا، �ان يلتقي �سيادة
الرئي�ض ب�س���ار الأ�سد مع �س���قيقة ال�سهيد، لتقديم العزاء �ال�س���تماع اإلى ق�سايا الجولن
الجريحة �الأليمة، �ان ي�س���در �س���يادته توجيهاته الجديدة، با�ستحداث لجنة اأ� مكتب
لمتابع���ة �س���وؤ�ن الج���ولن المحتل، كل ذلك لن يعي���د هايل اأبو زيد اإلى الحي���اة، هذا اأمر
معر�ف ��ا�س���ح، لكن اإن كانت ق�س���ايا الهتمام في الجولن تحتاج اإلى ا�ست�سهاد اإن�سان
اأح���ب �ع�س���ق الحياة، كما احبها هايل ابو زيد، فاأنني لن اأب���ادل هذا الهتمام بحياة اأي
اإن�سان يحمل ما حمله هذا الأ�سير ال�سهيد الإن�سان، من �سدق �ع�سق ��سمت �كبرياء.
لكنني �ساأكون قارئا جيدا للواقع ال�سيا�سي �الجتماعي لدينا في الجولن، اإن الجولن
يحت���اج اإل���ى اأكثر من لجن���ة اأ� مكتب لتلبي احتياجات���ه، �اأكثر ما يحتاجه هو اأن ت�س���عر
الد�لة بكل مواطني الجولن من خالل عالقة �طنية ��سيا�سية مبنية على اأ�سا�ض ن�سالي
��سيا�س���ي،لتعزيز هذا ال�سمود �لي�ض من اجل تعزيز الولءات، �مراكز �سخ�سية لفالن
ا� ع���الن. فان كان الأ�س���خا�ض الذي���ن كلفتهم الد�ل���ة يتمتعون بالكفاءة �الم�س���داقية
�يتمتع���ون بالولء فه���ذا مقبول، �مطلوب ج���دا . اأما ان توكل الد�لة هذه الم�س���وؤ�ليات
لأ�س���خا�ض فق���ط موالون �مهلل���ون، �ل يتمتعون بالكف���اءات �الم�س���داقية الجتماعية
�الأخالقية فهذه م�س���يبة الم�سائب، للق�سية الن�سالية في الجولن، نحن اأدرى بواقعنا
اأكثر، ندرك �نعي الحتياجات �الق�س���ايا �طبيعة الأ�س���خا�ض هنا، �ل يجب اأن تفر�ض
الد�ل���ة اعتباراتها ا�س���تنادا عل���ى اعتب���ارات �اآراء فئة قليلة من النا����ض هنا، هي مثار
جدل �نقا�ض �خالف، �ا�سع، هنا في الجولن. هل تعلمين اأن تقارير الف�سائية ال�سورية
الإعالمية عن الجولن تلك التقارير القليلة جدا التي ر�س���دت الأحداث الن�س���الية في
الجولن، ا�ستثنت كل المقابالت �اللقاءات التي اأجراها مرا�سليها ب�سبب ق�سية الولءات
تلك . �ا�ستنادا على تقارير فئة من النا�ض ل تمثل �سوى مجموع مواطني الجولن بالحد
الأدنى من التمثيل، في بث هذا اأ� ذاك التقرير �اللقاء بناء على ال�س���خ�ض المتحدث،
�م���دى قرب���ه اأ� بعده منها، في محا�ل���ة لحتكار حتى العمل الإعالمي ال�س���وري لطم�ض
الراأي �الوجود الوطني الأخر.، الذي تمثله الموؤ�س�سات �القوى الوطنية الأخرى .
م���ن هنا اأقول اأن ت�س���كيل المكتب ا� اللجن���ة هي التفاتة جيدة �موفق���ة جدا، لكنها
ل تكف���ي طبعا،فم���ا زال���ت الأمور ت���دار ب�سخ�س���انية د�ن برامج �خطط تطوي���ر �اإنماء
�ا�س���تمرارية تنظيمية �ن�س���الية ��سيا�س���ية، ما المعيب هنا في ت�س���كيل �زارة باأكملها،
���س���ع برنام���ج �طني متكامل للتعامل مع هذه الم�س���األة �عدم تركه���ا حكرا للموازيين
ال�سخ�س���انية �المزاجية، لدى اأ�س���حاب القرار في الوطن، د�ن رقابة �عناية �اأ�سراف
�درا�س���ة لدى الهيئات العليا المعنية في القيادة، �لماذا ل يتم طلب الم�س���اعدة الد�لية
من المنظمات �الهيئات الد�لية �ال�سديقة لق�سيتنا ��سعبنا في ترجمة هذا الدعم من
خالل موؤ�س�س���ات �جمعيات ر�س���مية، تطبق برنامجها �فق ر�ؤية م�ستركة ما بين الجولن
�داخل الوطن �تلبي هموم مواطني الجولن �ق�س���اياهم، تلك المنظمات التي تنا�س���ر
ق�سيتنا العادلة، في اأ�ربا �اليابان �بلدان مختلفة
�ما المعيب اأن نتعامل مع هذه الموؤ�س�س���ات �المنظمات حتى عودة �س���يادة القوانين
الإداري���ة �المدني���ة �الحقوقية ال�س���ورية اإلى الج���ولن. اإن التجربة الفل�س���طينية مليئة
باليجابي���ات، �كذل���ك التجربة اللبناني���ة، في كيفي���ة اإقامة الم�س���اريع �برامج الدعم
�الإ�س���ناد لتعزيز �س���مود الإن�سان في اأر�س���ه �الحفاظ على �جوده �تاريخه �م�ستقبله،
�ال فان معادلت ال�س���مود �الكفاح �الن�سال التي ج�س���دها مواطني الجولن باإرادتهم
�قوتهم �عمق انتماءهم قد تدخل في ذاكرة الن�س���يان، بعد ان يفتقد الجولن اإلى �قوده
��س���علته التي ج�س���دتها ن�س���الت الكوادر الأ�لى من الرعيل الأ�ل ال���ذي اأعلن المقا�مة
الوطنية في الجولن، �الذي �س���يرحل د�ن اأن يرى لحظة النت�سار، حينها نقول يا ليت
يكون ما كان.خا�سة حين نرى ما تفعله اإ�سرائيل لأبناء الجيل النا�سئ من عمليات هدم
منظمة �ممنهجة للقيم �الأ�س���ول �العادات �التراث العربي في الجولن �اإ�سقاطه على
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
الجوانب الن�سالية �ال�سيا�سية �الجتماعية “.
بينما يرى هايل اأن المطلوب هو “: ان تت�س���كل لجنة �سيا�س���ية، عالية الم�س���توى على
درج���ة من الوعي �الم�س���وؤ�لية �الكف���اءة، تهتم لق�س���ايا الجولن، �عليه���ا ان تدرك ان
مهمتها �سعبة لنه بعد اربعين عاما تحت الحتالل، تراكمت ا�سياء كثيرة، �على اللجنة
الهتمام بها �عليه ان تتوا�س���ل مع ا�سخا�ض ذ�ي ما�ض ن�سالي م�سرف، �معرفة �دراية
ب���كل ما دار �يد�ر في الج���ولن منذ ايام الحتالل ال�لى، لك���ن اذا كان اهتمام اللجنة
مقت�س���ر على �س���وؤ�ن الأ�س���رى، الذين ل زالوا يعانون داخل المعتقل، �هم ي�ستحقون كل
اهتمام، �س���يكون العمل مجز�ءا، خ�سو�سا ان هناك المئات من الأ�سرى ال�سابقين، يتم
تجاه���ل د�رهم الم�س���رف، هذا مع العلم ان لجنة دعم ال�س���رى قامت في دم�س���ق منذ
ت�س���عة اعوام، لتكون امتدادا للجنة دعم ال�س���رى الموجودة في الجولن المحتل، �تقوم
ب���د�ر فعال لخدمة ال�س���رى �هذا موؤك���د �موثق، بالرغم من تنك���ر البع�ض لتلك اللجنة
�د�رها، �هي توا�س���ل عملها قدر الم�س���تطاع، ناأمل ان تتوا�س���ل اللجنتان علهما تقومان
معا للعب الد�ر المطلوب لد�ر ال�سرى �ق�سيتهم العادلة
اأم���ا عماد مرعي فيرى باأنه “للمرة الأ�لى ي�س���تحدث مكتب مبا�س���ر لمتابعة �س���وؤ�ن
الج���ولن المحتل عالقته مع رئا�س���ة ال���وزراء �هذا تطور ايجابي ج���دا �لم يكن له مثيل
�س���ابقا. �اعتقد انه يعود اإلى العالقة ال�س���حيحة التي يعمل على تعزيزها مجموعة من
ال�س���باب الوطن���ي هنا على �س���احتنا �قد ب���داأت تثمر �ها نحن ن���رى بوادرها �هذا يعود
بن���ا اإلى ما قلناه �س���ابقا من اأن الأمور هرمية ال�س���كل �الحركة بالقواعد تعك�ض نف�س���ها
على قمة الهرم �العك�ض �س���حيح.. �ل بد اأن نذكر هنا الد�ر المميز �الهمة العالية التي
�س���ار بها مدير هذا المكتب الم�س���تحدث �رئي�ض لجنة دعم الأ�س���رى �المعتقلين الرفيق
مدحت ال�س���الح. باعتقادي �سوف يقوم هذا المكتب بد�ر مهم �فعال ��ستجد امتدادها
في ار�ض الجولن المحتل”
� يا�سر خنجر “ياأمل” اأنه ..” طالما بداأنا بالرك�ض فربما �سن�سل يوما؟
م���ن المنطق���ي اأن نتفاءل لهذه اللجنة �هذا ما كان لك���ن اأ�ل على القائمين على هذه
اللجن���ة اأن يلتفتوا اإلى اهتماماتنا �اأ�جاعنا، م���ا كان حقيقيا قبل عامين اأ� اأكثر لم يعد
كذلك الآن، اإننا ل نبحث عن التفا�س���يل األ�س���كلية في العالقة مع ال�س���ام، لدينا ق�س���ايا
اأ�سا�سية مبدئية هي ما يجب التركيز عليه �لي�ض الجهد في كيفية اإ�سكاتنا عن مطالبنا،
اعتقد اأن التذكر بعد 38 �س���نة احتالل �20 متوا�س���لة لالأ�س���رى ��س���هيد، ل���و ان األقيادة
تذكرت���ه في الوقت المنا�س���ب، كان الآن يم�س���ك بيد حبيبته �يقبل اأم���ه �ربما راأينا ابنه
يلع���ب م���ع الأطفال في الح���ارة، ل اأريد اأن اأتم�س���ك بما كان اأبدا �لك���ن اأريد األعبرة من
الأم�ض اإذا كانت هذه اللجنة �ستعمل على اإيجاد الطرق لتحرير الأ�سرى اإنها كل نوؤمن به
�لها مطلق ال�سرعية، اإما اإذا كانت �ستخت�سر همومنا بجولة رك�ض اأ� حلبة مالكمة فهي
من الآن محا�لة لغتيال اأ�س���رانا �هم اأحياء، محا�لة لغتيال ال�س���هيد هايل مرة ثانية،
اأرجوكم ل نحتمل اإعدامنا لأكثر من مرة اإما الحرية اإما اأعلنوا �سمتكم نحترمكم اأكثر،
ا�ساألونا اعتبر�نا.. كما نحن ب�سر �ل تقرر�ا تفا�سيلنا اغت�سابا.
�ل تناف�س���وا المواط���ن على كرامت���ه �50 ليرة انه اأج���در بها من اأي اح���د تماما كما
الأ�سرى اأجدر بالحرية منا كلنا.”
�آخر �لكلم:
ليل���ى: “ختاما اأق���ول: لقد تعودنا في حياتن���ا اليومية على المعاناة �اأ�س���بحت بحكم
العادة ر�تينا نقبله ب�س���هولة اإلى اأن تحل م�س���يبة تذكرنا كم نحن ل اإن�سانيين، معاناتنا
هذه ل يعي�س���ها ب�سر!! �تبداأ الأ�سئلة التي ل تنتهي: هل هو عجزنا المتوارث الذي يمنعنا
من المطالبة باأب�س���ط حقوقنا؟!، اأم هو الحتالل قدر �سنم�س���ي حياتنا في ظله؟، ا� هو
�طن قريب بعيد يذكرنا في منا�س���بات �ين�سانا ل�س���نوات؟!، �ل يعرف اأن هذه ال�سنوات
تم�سي من عمرنا �من عمر من نحب د�ن لقاء �د�ن توا�سل حقيقي...، فقط هي جملة
�احدة بقي اأن اأقولها: ل اأريد التباكي اأمامكم �عذرا على اللهجة ال�سخ�سية، اأنا ام�سي
�س���نتي الثامنة هن���ا في الجولن �قبل اأيام تلقيت اأ�س���عب خبر في حيات���ي... اأبي الذي
تركته في ال�سام قبل 7 �سنوات.ي�سج بالحياة هو الآن مري�ض ب�سرطان الرئة... ل اأعرف
كم �سيعي�ض ... ل اأعرف اإن كنت �ساأراه/ اأ�دعه... هو الآن بحاجة اإلي اأكثر من حاجتي
له اآلف المرات....ل يف�سلني عنه اإل �ساعة �سفر... �ق�سية.
عماد مرعي “اأمنيتنا على الجميع اأن ي�س���عى لدعم اأ�س���رانا �العمل من اجل الإفراج
عنهم بالطرق التي تبقي هاماتهم مرفوعة ...
�اإننا نحيي كل مهتم بق�سيتنا كاأر�ض محتلة... �من ربوع الجولن نحيي �سعبنا البا�سل
�جي�س���ا �قيادتنا �نقف خلفها �س���فا �احدا دفاعا عن �طننا الذي يتعر�ض للح�سار من
العد� ال�س���هيوامركي متمنين من اهلل اأن ي�س���ون هذه الأر�ض الطيبة... �اأخيرا كرمال
ال�سام �اأهل ال�سام ر�احنا ترخ�ض....
يا�سر خنجر
�سننتظر الحرية
�سننتظر حرية رفاقنا
قد نغفر كل �سيء اإل 20 �سنة ��سهيد..
لن نغفر لمن اغتال رفيقنا هايل
فقط لأنه مهمل �الإن�سان الخطاأ
لن نقبل اإل الحرية لرفاقنا الأ�سرى
�لمن ين�ساهم ؟؟؟؟؟؟؟
�أجرى �للقاء�ت عبر �لبريد �للكتروني: رز�ن زيت�نة
)*( ال�سيدة ليلى ال�سفدي- محررة جريدة بانيا�ض- الجولن المحتل
)**( : مواطن عربي �س���وري من الجولن، معتقل �سيا�س���ي �سابق، اأم�سى 12 عاما في �سجون الحتالل الإ�سرائيلي بتهمة المقا�مة الوطنية الم�سلحة . ع�سو لجنة دعم الأ�سرى
�المعتقلين في الجولن ال�سوري المحتل
)***( اإحدى ال�سخ�س���يات ال�سيا�س���ية الفاعلة في الجولن ال�س���وري المحتل. اعتقل �س���من �س���بكة خاليا المقا�مة الوطنية في العام 1973، �ام�س���ي 7�س���نوات في معتقالت
الحتالل الإ�سرائيلي
http://www.metransparent.com/old/texts/razan_zaitouna/razan_zaitouna_syrians_prisoners_and_the_golan.htm
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
الرابع ع�س���ر م���ن كانون اأ�ل عام �احد �ثمانين، تاريخ كئي���ب في ذاكرة الجولنيين،
اإذ نجحت الحكومة الإ�س���رائيلية التي كان يراأ�سها مناحيم بيكن في تمرير قانون ال�سم
بالقراءة الثالثة �الأخيرة تحت قبة برلمانهم.
قلة من المواطنين، ل حول لهم �ل قوة، لم يتجا�ز تعدادهم �س���بعة اآلف ن�س���مة من
مجموع �س���كان الجولن، البالغ اأنذاك مائة �ثالثين األف ن�س���مة، هم من بقوا في قراهم
بعد ذلك البالغ ال�س���هير )66(، الموقع با�س���م �زير الدفاع اللواء حافظ الأ�س���د، معلنا
�سقوط القنيطرة قبل بلوغ جنود العد� لها، �تاليا نجاج اإ�سرائيل في ب�سط �سيطرتها على
ما مجموعه 1860 كم2، هي م�ساحة اله�سبة، بقي منها تحت الحتالل 1250 كم2 بعد
اتفاقية ف�سل القوات بين �سوريا �اإ�سرائيل عام اأربعة ��سبعين.
الحتالل تم، �لم ت�سدق تكهنات الأهالي اأن اأيامه �ستكون معد�دة، �اأن الأمور �ستعود
اإلى مجاريها بوقت ق�س���ير. ف�س���كان الجولن، �ككل العرب، لم ي�سدقوا بادئا ما كانت
تراه عيونهم، بعد اأن اأ�همتهم الحكومات العربية ���سائل الإعالم )الت�سليل( المتوفرة
اآنذاك بالقزم الإ�سرائيلي، الذي لن يحتمل حتى مجرد ت�سميم العرب على قتاله، فيعود
اليهود اإلى البلدان التي منها اأتوا! لكن الحقيقة كانت اأبلغ من كل ما �س���اهد�ا ��س���معوا.
فالعرب، تعر�سوا لهزيمة نكراء لم ي�سهد لها تاريخهم، �ل حتى تاريخ ال�سعوب مثيال.
ه���ل كت���ب الحتالل عليهم مرة اأخرى …؟ �هم الذين لم يذ�قوا طعم الحرية حتى
في عهد ال�ستقالل!؟ منذ اليوم الأ�ل لحتاللها اله�سبة ال�سورية، راحت اإ�سرائيل تعمل
عل���ى تثبيت اأقدامها في المنطق���ة، فالقرى �المدن التي كانت اآهل���ة )تقارب المائتين،
بين مدينة �قرية �مزرعة، على ذمة بع�ض المراجع( تم م�س���حها عن �جه الأر�ض، بعد
نز�ح اأهلها الجماعي اإلى الداخل ال�سوري، �بداأت تظهر المخططات لإقامة م�ستوطنات
يهودية على اأنقا�سها.
اأما فيما تبقى من القرى )مجدل �سم�ض، م�سعدة، بقعاثا، عين قنية(، بداأت اإ�سرائيل
ر�سم �سيا�سات ا�ستيعابية لها. فاأ�ل ما قامت به هو ال�ستيالء على جهاز التعليم، فاألغت
المنهاج الدرا�س���ي ال�سوري م�ستبدلة اإياه باآخر اإ�س���رائيلي، يهدف اإلى تكري�ض ما ي�سمى
بالقومي���ة الدرزية، �ف�س���ل اأبن���اء القرى عن جلدتهم العربية. اأ�س���بح طالب اله�س���بة
ال�س���ورية يدر�سون ق�س���را التاريخ الدرزي منف�س���ال عن تاريخ العرب �الإ�سالم، مدعما
بما ي�س���مى تراث الدر�ز، على اعتبار اأن الدر�ز �س���عب؛ اإ�س���افة اإلى طرد جميع المدراء
�المدر�سين المعينين من قبل �زارة التربية ال�سورية.
عم���دت �س���لطات الحتالل بعد ذل���ك اإلى تعيي���ن مجال�ض محلية �مذهبي���ات درزية،
تتول���ى تنفي���ذ �سيا�س���ة اإ�س���رائيل �مخططاته���ا، فعين���ت موظفيه���ا م���ن الموالي���ن لها
�المنبوذين اجتماعيا، ثم ربطت قرى الجولن باقت�سادها، فاأ�سبح التعامل يتم بالعملة
الإ�س���رائيلية. �بما اأن اأ�س���واق الوطن الأم �منتجاته محرمة على �س���كان اله�س���بة، �سار
من المحتم في هذا الإطار التعامل مع الأ�س���واق الإ�س���رائيلية، �سواء في ا�ستيراد الموؤن
اأ� توريد الحا�س���الت الزراعية، علما باأن �س���لطات الحتالل حرمت على �سكان اله�سبة
اإقامة غرف تجارية �التعامل مبا�سرة مع الأ�سواق العالمية .
لجاأت اإ�س���رائيل بعدها اإلى ربط �س���بكة الكهرباء بمحطاتها، كما ا�س���تولت على ق�سم
كبي���ر من م�س���ادر المي���اه بما فيها برك���ة رام )بحيرة م�س���عدة(، التي يق���در مخز�نها
خ�سعت بحوالي 3.2 مليون م3 من المياه. فحرم الأهل من ا�ستثمارها تحت ال�سغط، �اأ
ل�س���ركة المياه الإ�سرائيلية )موكور�ت(، ��سخت مياهها اإلى الم�ستعمرات التي اأقامتها
في ال�سمال. كما منع الأهالي من حفر الآبار الرتوازية في اأرا�سيهم، بحجة اأن المخز�ن
الجوفي من المياه هو ملكا لد�لة اإ�سرائيل.
بعد ف�س���ل العد� في ال�س���تيالء عل���ى الينابيع المنت�س���رة داخل الأرا�س���ي الزراعية،
قام بحفر اآبار ارتوازية بمحاذاتها، فن�س���بت هذه الينابيع ��س���حت مياهها، ثم �سحبت
اإ�س���رائيل مياهها اإلى الكيبوت�س���ات �الم�س���توطنات اليهودية في اله�س���بة. هذا عدا عن
م�س���ادرة اآلف الد�نم���ات الزراعي���ة بحجة اأنه���ا مناطق ع�س���كرية مغلقة بع���د زرعها
بالألغام ��سرب طوق من الأ�سالك ال�سائكة حولها.
نجحت اإ�سرائيل اأي�سا في ا�ستثمار الجولن �سياحيا، بعد تهويد الأر�ض �طم�ض اآثارها
العربية �زرعها بالأج�س���ام اليهودية الم�سطنعة؛ ف�سيطرت على منتجع بانيا�ض �الحمة
�جبل ال�سيخ، م�ستقطبة ماليين ال�سياح من �ستى اأ�سقاع العالم.
بالن�سبة لل�سرائب، فاإن الحاكم الع�سكري الإ�سرائيلي حا�ل فر�ض �سريبة الدخل على
ال�س���كان، د�ن جد�ى ، لكن موقف الأهالي راح يتزعزع مع تزايد ارتباطهم بالقت�س���اد
الإ�س���رائيلي، فاأ�سبحت ال�س���رائب تقتطع ق�س���را من اأجور العمال، اإ�سافة اإلى حمالت
المداهمة �العتقال بحجة التهرب من دفع ال�س���رائب، اإلى اأن اأ�س���بحت هذه الغرامات
مع م�سي الوقت تثقل كاهل الأهالي اإلى حد الخنق.
ماذ� كان �لرد �ل�طني … ؟
اإن ن�س���ال اأهال���ي الج���ولن – �عل���ى عك�ض ما كت���ب البع�ض اأنه جاء عم���ال عفويا –
فه���و، كان كفاحا منظما �مق�س���ودا، �من���ذ اليوم الأ�ل الذي �طئت في���ه اأقدام المحتل
الإ�س���رائيلي اأر�س���هم. فاأهالي الجولن، اتخذ�ا موقفا �طنيا موحدا، �ا�سحا يتالءم مع
اإمكانياتهم كاأنا�ض عزل من ال�سالح في الت�سدي لالحتالل.
ا�س���تقبل اأهالي الج���ولن الحتالل الإ�س���رائيلي منذ يوم���ه الأ�ل بالرف�ض، معتبرين
اأن عهد الحتالل عهد حزن �حداد. ا�س���تعد مواطنو الج���ولن، لمقا�مة الحتالل، على
اأمل ت�س���فيته �العودة لأح�س���ان الوطن الأم بوقت قريب، فاأقام بع�ض ال�سبان الوطنيين
ات�س���الت �س���رية مع الوطن الأم، بغية ت�س���كيل خاليا كفاح م�سلح �س���د الحتالل. �في
ال�سهور الأخيرة من عام 1967، األقت قوات الحتالل القب�ض على مجموعة من ال�سبان
بتهمة الت�سال مع ال�سوريين.
كذلك في اأ�اخر عام 1969 اكت�س���فت خلية فدائية اأخرى، راح �سحيتها ما يزيد على
140 معتقال، �على اإثرها انفلت الإ�س���رائيليون الغا�س���بون من عقالهم �راحوا ي�سيقون
الخناق على اأهالي الجولن �يزيد�ن من اإجراءاتهم القمعية بحقهم.
ف���ي حزيران ع���ام 1971 األق���ي القب�ض على خلي���ة فدائية، ثم تلتها �س���بكة اأخرى في
ت�سرين اأ�ل عام 1972 . بلغت اأحكام بع�سهم ع�سرين عاما.)1( �بتاريخ27 / 1 / 1973
ا�ست�س���هد ال�س���اب عزت اأبو جبل �بيده ملفات �معلومات عن مواقع ع�س���كرية اإ�سرائيلية،
�هو في طريقه اإلى الوطن الأم �س���وريا، �ذلك بكمين ن�سبته قوات العد� له في المنطقة
المزر�عة بالألغام، التي تف�سل مجدل �سم�ض عن الأرا�سي ال�سورية الأخرى. بعدها، في
�سيف عام 1974 اكت�سف تنظيم جديد للمقا�مة، �في 27 / 12 / 1976 ا�ست�سهد ال�ساب
الثان���ي نزيه اأبو زي���د في نف�ض المنطقة �لالأ�س���باب ذاته���ا. هذه الخالي���ا �التنظيمات،
�ساعدت على نقل كثير من المعلومات عن خطي بارليف �اآلون الع�سكريين الإ�سرائيليين،
�تح�سينات العد� الأخرى اإلى الوطن الأم، �منها اإلى القوات الم�سرية.
�لأطماع �ل�سهي�نية في �لج�لن
مرتفعات الجولن ال�سورية تعد من اأهم المواقع ال�ستراتيجية، حيث ت�ستند اإلى جبل
ال�س���يخ من ال�سمال ��ادي اليوموك من الجنوب، اإ�سافة لإ�سرافها المبا�سر على الجليل
الأعلى في فل�س���طين المحتلة، ��سهل الحولة �بحيرة طبريا، فالجولن بهذه الموا�سفات
ي�سكل مفتاحا لل�سيطرة على المناطق المذكورة.
اأهمي���ة الج���ولن هذه، قدرت ب�س���كل �س���ليم من قبل جمي���ع الد�ل الت���ي احتلتها، من
الأتراك اإلى ال�ستعمار الفرن�س���ي �من قبلهم الغا�سبين القدماء. �الإ�سرائيليون نظر�ا
اإلي���ه بعي���ن الغدر لفترة طويلة تمتد اإلى ما قبل عد�ان حزيران، �ذلك لأجل تاأمين عمق
دفاعي، �اإبعاد الخطر المبا�س���ر عن المناطق الحيوية الآهلة بالم�س���توطنين اليهود في
ال�س���مال، الأمر الذي يجعل اإ�س���رائيل قادرة على التحرك ب�سهولة �سد القوات ال�سورية.
هذا اإ�س���افة لما للجولن من اأهمية طبيعية باعتب���اره – �بحق – خزانا للمياه. �اأطماع
ال�سهيونية باله�سبة قديمة، تعود اإلى ما قبل قيام اإ�سرائيل. ففي عام 1918 جاء ذكرها
في الخريطة التي اأ�سدرها ديفيد بن غريون لإ�سرائيل.
�ع���ام 1920، بعث ممثل المنظمة ال�س���هيونية الأميركية لوي����ض براندي�ض برقية اإلى
حايي���م �ايزمن، جاء فيها اأن الحد�د الوطنية ال�س���مالية ال�س���رقية ل غن���ى عنها لقيام
مجتم���ع يعيل نف�س���ه بنف�س���ه، لذا ينبغي اأن ت�س���م فل�س���طين مفارق مي���اه الليطاني عند
قر�ر �ل�سم و�لإ�سر�ب �لكبير
1982/تجربة ن�س�ال م�دني
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
على الجولن لخلق حقائق �اقعية في المنطقة، قبل بدء المفا��سات مع دم�سق.)6(
اإن اإذاعة هذا الإعالن، اعتبر موقفا ر�سميا لحكام اإ�سرائيل. �في ال�سدد نف�سه، كتب
رئي�ض ق�سم ال�ستيطان في الوكالة اليهودية رعنان فايت�ض في جريدة عل هم�سمار في 7
ت�س���رين اأ�ل عام 1976 اأحد الممهدات لإعالن ال�س���م. فتحت عنوان )اإلى اأين ن�سير(،
اقترح فايت�ض اأن تكون ه�س���بة الجولن جزءا من لواء �س���فد، الذي ي�سم ق�ساءي �سفد
�طبري���ا. �اأخيرا، ارتفع �س���وت غيوؤ�ل كوهين، نائبة الكني�س���ت �رئي�س���ة حزب هتحيا،
حيث رفعت مع مجموعة لوبي الجولن، التي ت�س���م عددا من اأع�س���اء الكني�ست م�سر�عا
للحكومة يق�سي ب�سم الجولن.)7(
�سدور �لقان�ن �لإ�سر�ئيلي ب�سم �لج�لن:
رغم اأن �س���د�ر القانون الإ�س���رائيلي ب�س���م الجولن جاء ف���ي 1981/12/14، اإل اأن
الممار�سات العملية لل�سم بداأت منذ الأ�سبوع الأ�ل لالحتالل. فاإ�سافة اإلى ت�سريد معظم
�س���كانه �تهويد اأر�سه، بداأت اإ�سرائيل تتعامل معه �كاأنه جزء ل يتجزاأ من اأمالكها. فلم
يكن م�س���تغربا اأن حكومة مناحيم بيغن الليكودية اأدرجت م�ساألة �سم الجولن على �سلم
اأ�لوياتها، بعد اإعالنها �س���م القد�ض المحتلة ف���ي الفترة الأ�لى من حكمها، �تيقنها من
امت�سا�ض نقمة المجتمع الد�لي بف�سل الموقف الأمريكي الم�ساند لها.
اإن م�ساألة �سم الجولن كانت تحظى تقريبا باإجماع من قبل جميع الأحزاب ال�سيا�سية
الإ�سرائيلية، �حتى عام 1981 فاإن ن�سبة المطالبين ب�سم اله�سبة لم تنخف�ض عن 70 %.
�في تاريخ 1980/12/22، تقدمت ع�سوة الكني�ست غيوؤ�ل كوهين بم�سر�ع يق�سي ب�سم
الجولن، لكن هذا الم�س���ر�ع �س���حب، �ذلك تجنبا لإحراج الولي���ات المتحدة الملتزمة
بكامب ديفيد. لذلك ارتاأى مناحيم بيغن، خلق جو �سيا�س���ي منا�س���ب قبل البدء بتطبيق
القرار ب�س���كل قانوني، فاأراد اأن ي�سدر بطاقات هوية اإ�س���رائيلية للمواطنين ال�سوريين،
�بذلك تقول اإ�سرائيل للعالم اإن مواطني الجولن قد تخلوا عن مواطنتهم ال�سورية.
قوبل���ت ه���ذه المب���ادرة بالرف����ض القاط���ع م���ن قب���ل الأهال���ي، م���ا دف���ع بيغ���ن في
1981/12/14 اإل���ى اتخاذ قراره ب�س���م المرتفعات ال�س���ورية المحتل���ة، اإثر خر�جه من
م�ست�س���فى “هدا�سا” في القد�ض المحتلة، حيث كان يعالج �س���اقه المك�سورة. دعا بيغن
مجل�ض �زرائه لجل�س���ة ا�س���تثنائية، اأحيطت ب�س���رية تامة، �افق المجتمعون خاللها على
م�س���ر�ع قانون �سم الجولن. �بعد مناق�سة الكني�س���ت لهذا الم�سر�ع، تم تاأييده باأغلبية
63 �سوتا مقابل 21. �ن�ض القانون على ما يلي:
1 � اإن قانون د�لة اإ�سرائيل ��سالحياتها �اإداراتها، �ستطبق على مرتفعات الجولن.
2 � يعمل بهذا القانون فور موافقة الكني�ست.
3 � يكلف �زير الداخلية يو�سف بورغ بتنفيذ هذا القرار.
ب���رر بيغ���ن اإ�س���دار قانون ال�س���م بقوله: اإن �س���وريا ل تقب���ل العتراف باإ�س���رائيل اأ�
التفا��ض معها م�ست�سهدا بت�سريح الرئي�ض حافظ الأ�سد ل�سحيفة الراأي العام الكويتية
في 1981/12/13 �الذي قال فيه: اإن �س���وريا لن تعترف باإ�س���رائيل حتى لو اعترف بها
الفل�س���طينيون)8(. �اأ�س���اف بيغن: لقد ح���ان الوقت لتخاذ قرارات م���ن جانب �احد،
مدعي���ا اأن الجولن كانت في الما�س���ي جزءا من الأرا�س���ي الفل�س���طينية، �اأنها اأعطيت
اعتباطيا ل�سوريا.
حزب العمل المعار�ض الذي ا�س���ترك نيابة عنه في الت�س���ويت خم�س���ة ع�س���ر ع�سوا،
�س���بعة منهم �افقوا على الم�س���ر�ع، فيما عار�س���ه الثمانية الباقون. �كان �سمعون بيريز
جبل ال�س���يخ، �اإلى ال�س���رق �س���هول الجولن �حوران. �في عام 1921،كتب هورا�ض مئير
كالين، اليهودي الأميركي في كتابه )ال�سهيونية �ال�سيا�سة العالمية( يقول: اإن م�ستقبل
فل�سطين باأكمله هو باأيدي الد�لة التي تب�سط �سيطرتها على الليطاني �اليرموك �منابع
نهر الأردن.)2(
بعد قيام اإ�س���رائيل عام 1948، تمثلت اإ�س���تراتيجيتها باأطم���اع جغرافية �ديمغرافة،
�اعتب���ارات دفاعي���ة �اأمنية ��سيا�س���ية، اإ�س���افة اإلى ال�س���يطرة على م�س���ادر المياه في
الج���ولن. راحت اإ�س���رائيل اأ�ل الأمر، تخرق اتفاق �قف اإطالق النار الموقع مع �س���وريا
عام 1949 بق�سد الو�سول اإلى غايتها النهائية ب�سم هذه المنطقة، ��سرعت عام 1950
بتنفي���ذ م�س���ر�ع تجفيف م�س���تنقعات الحولة، كذل���ك بادرت مدفعيتها بق�س���ف منطقة
الحمة ال�سورية ��سواحيها.
ف���ي كان���ون ثان���ي ع���ام 1953، اأنج���ز الإ�س���رائيليون بناء القن���اة الخا�س���ة بتجفيف
م�س���تنقعات الحول���ة، ثم بناء محطة كهربائية على ج�س���ر بنات يعقوب، �س���مالي بحيرة
طبريا. �في كانون اأ�ل عام 1955، �س���ن الإ�سرائيليون غارة �ا�سعة النطاق على المواقع
ال�س���ورية �س���مال �س���رق بحيرة طبريا، لهدف ال�س���يطرة الكاملة عليها، كذلك با�س���ر�ا
بتحويل مياه نهر الأردن اإلى النقب �المنطقة ال�ساحلية عام 1956.
ردا عل���ى ذل���ك، اأقر موؤتمر القمة العربي الأ�ل الذي عق���د في القاهرة في 13 كانون
ثاني 1964، م�سر�عا لتحويل ر�افد هذا النهر في المنطقة العربية، لقطع الطريق على
م�ساريع اإ�سرائيل .)3(
لكن الم�س���ر�ع، ما اإن دخل قيد التنفيذ حتى قامت الطائرات الإ�س���رائيلية بق�سفه،
�كان هذا الم�س���ر�ع العربي فيما بعد �س���ببا مبا�س���را لت�س���عيد حدة التوتر بين �س���وريا
�اإ�س���رائيل، �الذي انتهى اإلى ن�س���وب عد�ان حزيران . على اأر�ض الواقع اإذن، لم يبق اإل
خم�سة قرى اآهلة ب�سكانها، فيما اأجبر الباقون على النز�ح عن اأر�سهم �بيوتهم �سائرين
�سرقا باتجاه الوطن الأم، كما تقدم ذكره. �هنا يطرح ال�سوؤال ،عن �سر بقاء هذه القرى
قائمة �اآهلة … ؟
ل �س���ك اأن هذا الت�س���ا�ؤل، بقي مثار جدل لفترة لي�س���ت قليلة، �ما �س���يطرح هنا جاء
اعتمادا على خال�س���ة مراجع �اأبحاث ميدانية، تحتوي على ا�س���تنتاجات ��جهات نظر
الأهالي. �سكان القرى المتبقية، كانت لديهم خبرة �ممار�سة تفوق بكثير تلك التي كانت
لدى من نزح، فهم لم ين�س���وا بعد تجربتهم القا�س���ية مع الم�س���تعمر الفرن�س���ي، فمجدل
�س���م�ض �حدها دفعت حوالي 117 �س���هيدا اإبان الثورة ال�س���ورية الكب���رى، لذلك لم يكن
من ال�س���هل على اإ�سرائيل دفعهم اإلى ترك منازلهم. �هذه القرية، حرقت زمن الأتراك
�س���ت م���رات، حيث ذاق اأهلها الكثير م���ن التنكيل �الخراب. اإ�س���افة اإلى حرقها �نهبها
�تهجي���ر اأهلها مرات عدة اأيام الفرن�س���يين، اإذ �س���قطت بعد �س���تة اأ�س���هر من المعارك
ال�س���ارية. �يقال اإنها من اأ�اخر المناطق ال�سورية التي ��سل اإليها الفرن�سيون. القاعدة
القت�سادية المتينة التي قامت عليها قرى الجولن، كانت اأي�سا من الأ�سباب الجوهرية
لبقائهم. فاأر�سهم هذه، كانت الأ�سا�ض لوجودهم �من اأجلها دفعوا الغالي �النفي�ض.
طبيعة الموقع الذي ترب�ض فيه هذه القرى على �س���فح جبل ال�س���يخ، زرعت في نفو�ض
اأهلها ال�ستقرار، نظرا لت�ساري�سه القا�سية ��سعوبة اختراقه.
رجال الدين اأي�س���ا �الم�س���نون، لعبوا د�را كبيرا في اإبقاء ال�س���كان، ب�س���بب خبرتهم
الوا�س���عة بالم�س���ائب �الك���وارث الت���ي تعر�س���ت له���ا المنطقة اإب���ان الحك���م العثماني
�الفرن�سي لها.
�سبب اآخر اأي�سا لعب د�ره في هذا المجال، �هو اأن المعارك الع�سكرية لم تدر ب�سكل
مبا�س���ر ف���وق هذه الق���رى، لكن هذا لي�ض معن���اه اأن القرى نجت من الق�س���ف �الدمار،
ف�سكان قرية م�سعدة �بقعاثا �عين قنية لجوؤ�ا اإلى قرية مجدل �سم�ض بعد ق�سف قراهم،
�حتى نهاية المعارك. اإ�سافة اإلى اأن مجدل �سم�ض نف�سها لم ت�سلم من الق�سف.
عامل اآخر �هام، �هو المخطط الإ�س���رائيلي الحالم باإقامة د�لة درزية، ت�س���ون لها
حد�دها ال�سمالية ال�سرقية مع �سوريا، الم�سر�ع الذي اأف�سله الأهالي لحقا، ما حدا بها
اإلى التخفيف ن�سبيا من �طاأة نيرانها على القرى الأربع.
اأم���ا القرية الخام�س���ة فه���ي الغجر، �التي تقع عل���ى تقاطع ما بين الحد�د ال�س���ورية
اللبنانية الفل�س���طينية، اإذ تم احتاللها بعد اأ�س���بوعين من الحرب. اإن بعد هذه القرية،
حفز الإ�سرائيليين على عزلها، �نتيجة لل�سغوطات �البتزاز، تمكنت اإ�سرائيل فعليا من
عزلها عن اأخواتها القرى الأربع المتبقية. �كتب على هذه القرية األ تخط �سطرا �احدا
في كتاب الجولن الن�سالي الطويل �سد الحتالل الإ�سرائيلي.
ب��در �إعلن �سم �لج�لن:
اإن العقلية ال�س���هيونية ل تن�سجم مع الإبقاء على م�س���احة اإ�سرائيل �سغيرة. فالد�لة
ال�س���غيرة ل تملك مقومات للبقاء كالد�لة الكبي���رة، �الد�لة الكبيرة قادرة على تطوير
ذاتها بمختلف مجالت الحياة. �اإ�سرائيل، لم توجد ح�سب الفكر ال�سهيوني لتكون عالة
عل���ى اأح���د، اأ� تكون تحت رحمة اأحد، بل لتكون كيانا م�س���تقال يمتلك اإرادته �يت�س���رف
بحريته. �يخطئ من يعتقد، اأن القادة الإ�س���رائيليين �س���يتخلون في يوم ما عن مثل هذا
التفكير، لأن في ذلك مقتل فكرة د�لة اإ�سرائيل.)4(
بن���اء على ما تقدم، فاإن حكومات العمل المتعاقبة �س���عت اإلى تغيير معالم الأرا�س���ي
الت���ي احتلتها. اأما حكومة الليكود التي خلفتها، �س���ارت على نف����ض خطاها، فعملت على
التهام الجولن ب�س���ورة اأكثر �سرامة. فمع تكثيف حكومة مناحيم بيغن اليمينية لحركة
ال�س���تيطان، جاءت مبادرة اأنور ال�س���ادات لت�س���جع ال�س���هاينة على بدء التحرك ل�س���م
الجولن ب�س���كل نهائي، حيث بداأت تتعامل مع الجولن بطريقة توؤدي اإلى �س���مه ب�سورة
�سرعية.)5(
ظه���رت اأ�ل���ى بوادر اإعالن ال�س���م بتاريخ 12كان���ون ثاني 1978،حي���ث ذكرت اإذاعة
اإ�س���رائيل باللغة العبرية اأن الإ�س���رائيليين يطالبون بتطبيق القانون المدني الإ�سرائيلي
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
�لإ�سر�ب �لكبير
اقت�س���رت جهود العالم اأجمع، �الد�ل العربية، ��س���وريا على �جه الخ�س���و�ض، على
كونها مبادرات كالمية �نظرية �عاجزة عن ردع اإ�سرائيل، التي لم تتراجع عن قرارها،
بل �سعدت من نقمتها �اإجراءاتها القمعية بحق �سكان المرتفعات ال�سورية.
قرر اأهالي الجولن مواجهة اإ�س���رائيل على طريقتهم. فبعد ف�س���لها بفر�ض جن�سيتها
على �سكان المرتفعات ال�سورية المحتلة، بادرت اإ�سرائيل اإلى اإقرار ت�سريع �سم الجولن
م�سعدة اإجراءاتها القمعية بحق المواطنين ال�سوريون، من اعتقالت اإدارية اإلى حمالت
تفتي�ض �مداهمة، �اإعالن منطقة الجولن منطقة ع�سكرية مغلقة.
�ردا على ذلك، عقد �س���كان اله�س���بة اجتماعا في خلوة مجدل �س���م�ض، قرر�ا خالله
اإعالن اإ�سرابهم المفتوح �ال�سامل في 1982/2/14. �سحيفة هاآر�ض الإ�سرائيلية، كتبت
في افتتاحيتها بعد يومين: يخطئ من يعتقد اأنه بالعتقال �غيره من ممار�س���ة �سيا�س���ة
اليد الحديدية، يمكن اإخماد مقا�مة �س���كان الجولن.)12( اأما �س���حيفة عل هم�سمار،
كتب���ت ف���ي اليوم نف�س���ه: ربما تفلح �سيا�س���ة الي���د الحديدية في ك�س���ر الإ�س���راب �ملء
ال�سجون، لكنها لن تزيد من التاأييد لإ�سرائيل.)13(
اإن اإعالن الإ�س���راب، جاء �س���ربة قا�سية لإ�س���رائيل �غير متوقعة، فمواطنو الجولن
التزموا بالقرار ال�سعبي ب�سكل تام، حيث اأغلقت المحالت التجارية، �توقف المزارعون
ع���ن اأعمالهم، �اأغلقت المدار�ض اأبوابه���ا، �لم يذهب العمال اإلى اأماكن عملهم، ما دعا
اإ�س���رائيل اإلى ف�س���ل العاملي���ن �حرمانهم م���ن كل حقوقهم. كما األغ���ت المقابالت مع
الأق���ارب في �س���وريا، �التي كانت تتم في المنطقة المعز�لة ال�س���الح، الت���ي تبعد اأمتار
قليلة عن مجدل �س���م�ض، �ذلك اأيام الحكم الع�س���كري لله�سبة. تال ذلك، التهديد الذي
اأطلقه اآرييل �سار�ن، �مردخاي ت�سيبوري لل�سكان بالطرد، اإذا هم �ا�سلوا رف�ض القانون
الإ�س���رائيلي. كما امتنعت العيادات التابعة لدائرة الخدمات ال�س���حية الإ�سرائيلية عن
ا�ستقبال اأي مواطن �سوري ل يحمل الجن�سية الإ�سرائيلية.
اأدى هذا الت�س���عيد الإ�سرائيلي اإلى زيادة نقمة الأهالي، ما حدا باإ�سرائيل للجوء اإلى
دفع ع�س���و الكني�ست الليكودي المت�سدد، اأمل ن�س���ر الدين للقيام بو�ساطة لدى ال�سكان
لردم الهوة بين الطرفين، �جاء رد اأهالي الجولن باأنهم يرف�سون حتى مجرد اأ�ستقباله،
اأ� �جوده على اأر�س���هم. اأر�س���لت �زارة الحرب بعدها ممثال عنها بتاريخ 1982/2/20
لحث الأهالي على قبول الجن�سية الإ�سرائيلية، �التاأكيد اأن اإ�سرائيل لن تجبرهم على اأن
يكونوا �سهاينة، �اإنما مواطنين م�سالمين �ح�سب.
جاء الرد ال�س���عبي حا�س���ما، راف�س���ا ل�س���تالم الجن�س���ية، �طالب الأهالي المند�ب
الإ�س���رائيلي باإطالق �سراح المعتقلين، �لم �سمل العائالت على جانبي خط �قف اإطالق
النار، �طالبوا من خالله �زير الحربية �س���ار�ن، التعهد ب�س���كل مكتوب بعدم اإلزام اأبناء
الجولن بالخدمة ب�سفوف جي�سه.)14(
بعد ف�س���ل الو�سيط ال�سالف الذكر، زار الجنرال اأمير در�ري قائد المنطقة ال�سمالية
قرى الجولن، طالبا من الأهالي فك الإ�س���راب، محذرا �موؤكدا اأن قرار حمل الجن�سية
الإ�س���رائيلية ل يحتم���ل التاأ�ي���ل، م�س���يفا اأن اإ�س���رائيل �حدها هي من يق���رر، �اأن على
ال�س���كان الطاعة �اللتزام، مهددا اأنه �سيتم ترحيل كل من يرف�ض الجن�سية الإ�سرائيلية
اإلى داخل الأرا�سي ال�سورية.
ل���م تلق محا�لة در�ري الأخيرة حظا اأ�فر من �س���الفتها، م���ا دفع قوات الحتالل اإلى
اإغالق القرى الأربع بقرار ع�س���كري، �فر�ض ح�سار خانق على ال�سكان، تم خالله قطع
ال�س���لة بي���ن الق���رى الأربع، �منع الدخ���ول اإليها اأ� الخ���ر�ج منها. كما قل�س���ت المياه،
�قطع التيار الكهربائي، �فر�س���ت ال�س���لطات حظرا على ��س���ول الم���واد الغذائية. مما
دفع ال�س���وريين لإر�س���ال قوافل محملة بالمواد الغذائية �الأد�ي���ة اإلى المنطقة المعز�لة
ال�س���الح، المحاذية لبلدة مجدل �س���م�ض في 1982/2/26، لكن الإ�س���رائيليين رف�س���وا
ال�سماح لها بالدخول.
ف���ي خ���الل ذل���ك، داهمت ق���وات الحت���الل الإ�س���رائيلي البي���وت معتقلة ع���ددا من
رئي�ض الح���زب اآنذاك �الموجود في الوليات المتحدة، طال���ب نوابه بالعمل على تاأجيل
القت���راع �لي�ض رف�س���ه، �اإتاحة الفر�ض لمناق�س���ات اأ��س���ع في هذا المج���ال. اأما اآرييل
�س���ار�ن �زي���ر الح���رب، اأكد اأن اإ�س���رائيل م�س���تعدة لأي احتمال ع�س���كري عل���ى الجبهة
ال�سورية، �اأنها لن تتراجع عن قرار ال�سم الذي اأ�سدرته.
رد �لم��طنين �ل�س�ريين في �لج�لن �لمحتل على �لقر�ر �لإ�سر�ئيلي:
اأ�ل رد�د الأهالي، جاء في 1979/1/16، حيث اأ�سدر حوالي 1200 مواطن من اأبناء
اله�سبة مذكرة رد�ا فيها على م�سر�ع ت�سليم الهوية الإ�سرائيلية لهم، برف�ض هذا العمل
جملة �تف�سيال، حيث جاء في المذكرة: ل ي�سعنا اإل اأن نوؤكد من جديد، �اأن نعلن للمالأ،
اأن���ه مهم���ا طال ليل الحت���الل علينا، فلن نتنازل ع���ن هويتنا، �عن كوننا �س���وريين. تال
ذلك، توجيه بيان للراأي العام العالمي �الإ�س���رائيلي، كذبوا فيه ادعاءات اإ�س���رائيل، اأن
�سكان الجولن �سلموا باأمر الحتالل.
في تاريخ 1981/3/25، عقد اجتماع حا�س���د في بلدة مجدل �س���م�ض، ح�س���ره اآلف
المواطنين من جميع القرى، اأ�س���در�ا خالله �ثيقتهم الوطني���ة، التي حدد�ا بموجبها
م�سيرة حياتهم اليومية، �تعاملهم مع العد�، �مع بع�سهم. �هذا ن�ض الوثيقة كامال.
�ل�ثيقة �ل�طنية للم��طنين �ل�س�ريين في �لمرتفعات �ل�س�رية
�لمحتلة
نح���ن المواطن���ون ال�س���������وريون في المرتفع���ات ال�س��������ورية الم���ح����تلة، ن���رى لزاما
علين���ا اأن نعل���ن لكل الجهات الر�س�������مية �ال�س��������عبية في العالم اأجم���ع، �لمنظمة الأمم
المتح���دة �موؤ�س�س���اتها، �لل���راأي الع���ام الع����الم���ي �الإ�س������رائيلي، �من اأج���ل الحقيقة
�التاريخ، �ب�س���راحة ���س���وح تامين عن حقيق���ة م����وقفنا من الح����تالل الإ�س���رائيلي،
�داأب���ه الم�س�������تمر لبت���الع �س����خ�س���يتنا الوط���نية، �محا�لته �س���م اله�س���بة ال�س���ورية
المحتل���ة حين���ا، �تطبي���ق القانون الإ�س���رائيلي علينا حين���ا اآخر، �جرنا بط���رق مختلفة
لالندماج بالكيان الإ�سرائيلي، �الن�سهار في بوتقته، �لتجريدنا من جن�س����يتنا العربية
ال�س�������ورية، التي نعتز �نت�س���رف بالنت�س���اب اإليها، �ل نريد عنها بديال، �التي �رثناه���ا
ع���ن اأجدادنا الك���رام، الذين تح����درنا من اأ�س���������البهم، �اأخ����ذنا عنه���م لغتنا العربية
التي نتكلم����ها بك����ل فخر �اعتزاز، �لي�ض لنا لغ���ة قومية �س���واها، �اأخذنا عنهم اأرا�سينا
الغالية على ق��لوبنا ��رثناها اأبا عن جد منذ �جد الإن�س������ان العربي في هذه البالد قبل
اآلف ال�سنين.
اأرا�س���ينا المجبولة بعرقنا �بدماء اأهلنا �اأ�س���الفنا، حيث لم يق�سر�ا يوما في الذ�د
عنه���ا �تحريره���ا من كل الغزاة �الغا�س���بين على م���ر التاريخ، �التي نقط���ع العهد على
اأنف�سنا اأن نبقى ما حيينا اأ�فياء �مخل�سين لما خلفوه لنا، �اأن ل نفرط ب�سيء منه مهما
طال زمن الحتالل الإ�س���رائيلي، �مهما قويت ال�س���غوط علينا من قبل ال�سلطة المحتلة
لإكراهن���ا اأ� اإغرائنا ل�س���لب جن�س���يتنا، �لو كلفن���ا ذلك اأغلى الت�س���حيات، �هذا موقف
بديهي �طبيعي جدا اأن نقفه، �هو موقف كل �س���عب يتعر�ض كله اأ� جزء منه لالحتالل.
�انطالقا من �س���عورنا بالم�س���وؤ�لية التاريخية الملقاة على عاتقنا تجاه اأنف�س���نا �اأبنائنا
�اأجيالنا القادمة اأ�سدرنا هذه الوثيقة.
1� ه�سبة الجولن المحتلة، هي جزء ل يتجزاأ من �سوريا العربية.
2 � الجن�س���ية العربية ال�س���ورية، �س���فة مالزمة لنا ل تز�ل، �هي تنتقل من الآباء اإلى
الأبناء.
3 � اأرا�س���ينا ه���ي ملكية مقد�س���ة لأبناء مجتمعنا ال�س���وريين المحتلي���ن، �كل مواطن
ول له نف�سه اأن يبيع اأ� يتنازل اأ� يتخلى عن �سبر منها للمحتلين الإ�سرائيليين يقترف ت�س
جريمة كبرى بحق مجتمعنا، �خيانة �طنية ل تغتفر.
4 � ل نعترف باأي قرار ت�س���دره اإ�س���رائيل من اأجل �سمنا للكيان الإ�سرائيلي، �نرف�ض
رف�سا قاطعا قرارات الحكومة الإ�سرائيلية الهادفة �سلبنا �سخ�سيتنا العربية ال�سورية.
5 � ل نعترف ب�س���رعية المجال����ض المحلية �المذهبية، لكونه���ا عينت من قبل الحكم
الع�س���كري الإ�سرائيلي �تتلقى تعليماتها منه، �ر�ؤ�ساء �اأع�ساء هذه المجال�ض ل يمثلوننا
باأي حال من الأحوال.
6 � اإن الأ�سخا�ض الراف�سين لالحتالل من خالل مواقفهم الملمو�سة، �الذين هم من
كافة قطاعاتنا الجتماعية، هم الجدير�ن �الموؤهلون لالإف�س���اح عما يختلج في �سمائر
�نفو�ض اأبناء مجتمعهم.
7 � كل �سخ�ض من ه�سبة الجولن ال�سورية المحتلة، ت�سول له نف�سه ا�ستبدال جن�سيته
بالجن�س���ية الإ�س���رائيلية، ي�س���ئ لكرامتنا العامة، �ل�س���رفنا الوطن���ي �لنتمائنا القومي
�لديننا �تقاليدنا، �يعتبر خائنا لبالدنا.
8 � قررن���ا ق���رارا ل رجعة فيه �هو: كل من يتجن�ض بالجن�س���ية الإ�س���رائيلية، اأ� يخرج
عن م�س���مون هذه الوثيقة، يكون مجحودا �مطر�دا من ديننا �من ترابطنا الجتماعي،
�يح���رم التعامل معه، اأ� م�س���اركته اأفراح���ه �اأحزانه اأ� التزا�ج معه، اإل���ى اأن يقر بذنبه
�يرجع عن خطاأه، �يطلب ال�سماح من مجتمعه، �ي�ستعيد اعتباره �جن�سيته الحقيقية.
لق���د اعتمدنا هذه الوثيقة، م�س���تمدين العزم من تراثنا الر�حي �القومي �الإن�س���اني
���نا على حف���ظ الإخوان، �الأم���ر بالمعر�ف، �النه���ي عن المنكر، الأ�س���يل، الذي يح�س
�الوفاء العميق للوطن .25 �3 �1981
في 14 / 12 / 1981، كما �سلف، �سدر القانون الإ�سرائيلي ب�سم المرتفعات ال�سورية
المحتل���ة، حيث قوبل هذا القرار بالرف�ض القاطع �ال�س���تنكار الع���ام، فقام المواطنون
بمهاجمة ال�سيارات الع�سكرية �ترديد العبارات المنددة باإ�سرائيل، تاله اإ�سدارهم نداء
يدعو اإلى اإ�سراب �سامل لمدة ثالثة اأيام في اليوم الثاني ل�سد�ر القرار.
رادي���و اإ�س���رائيل، اأذاع ف���ي 27 / 12 / 1981 اأن الحركة التجاري���ة في قرى الجولن
توقفت تماما. �اأغلقت المدار�ض �امتنع العمال عن الذهاب اإلى اأماكن عملهم.)9( مما
دف���ع قوات الحتالل اإلى اإعالن حالة التاأهب الق�س���وى، �قال���ت �كالة ر�يتر في التاريخ
نف�س���ه: اإن القوات الإ�سرائيلية اعتقلت عددا كبيرا من المواطنين اإثر اإعالن الإ�سراب.
)10( اأم���ا �كال���ة فران�ض بري����ض، قالت في تقرير لها من مجدل �س���م�ض في 17 / 12 /
1981: اإن المواطني���ن ال�س���وريين تجمعوا في ميدان كبير، �هم يتابعون اإذاعة دم�س���ق،
لمواكبة الرد�د ال�سورية المحتملة.)11(
ا�س���تكمال لت�س���عيد المقا�م���ة، �س���هدت بل���دة مجدل �س���م�ض ف���ي 18 / 12 / 1981
مظاهرة عارمة، حمل المواطنون خاللها اأعالما �س���وداء معلنين ا�س���تياءهم �رف�س���هم
للقرار الإ�س���رائيلي، ما دفع رئي�ض لجنة الم�س���توطنين في الجولن المحتل لتقديم طلب
اإلى الجنرال داني مات، الم�س���وؤ�ل عن المناط���ق المحتلة، يحثه فيه على اإبقاء الأحكام
الع�سكرية في الجولن، حتى بعد �سمها، نظرا لت�ساعد مقا�مة الأهالي فيه.
خالل الفترة الآنفة الذكر من 14 اإلى 18 كانون اأ�ل 1981، قامت القوات الإ�سرائيلية
بحمالت مداهمة �تفتي�ض �اعتقال، طالت العديد من �س���كان القرى المحتلة. �س���حيفة
التحاد الناطقة با�س���م الحزب ال�س���يوعي الإ�س���رائيلي )راكاح(، ذك���رت اأن اإجراءات
الجي�ض الإ�سرائيلي في قرى الجولن لن تثني �سكانه عن ال�ستمرار بمقاطعتهم لد�ائر
الحاكم الع�سكري، �رف�سهم للهوية الإ�سرائيلية.
اأم���ا رئي�ض اأركان الجي�ض الإ�س���رائيلي رفائي���ل اإيتان، اأعلن بعد ع���������دة اأيام اأنه من
الممكن ا�س���تدعاء �س���كان اله�س���بة في اأي �قت لتاأدية الخدمة الع�س������كرية في الجي�ض
الإ�س���رائيلي. ثم ت���اله ته����ديد ي�س���رائيل كينغ، حاكم ل���واء ال�س��������مال لالأهالي بالويل
�الثب���ور اإذا �ا�سلوا رف�سه���م للهوية الإ�سرائيلية.
�في الإطار نف�سه، �سعدت اإ�سرائيل من اإجراءاتها القمعية، فبداأت حمالت المطاردة
�التفتي����ض �العتق���ال، �فر����ض الأحكام الجبري���ة �حظر التجول على ال�س���كان، �قامت
بتبديل اأرقام ال�س���يارات العائدة ل�س���كان الجولن باأرقام مدنية اإ�س���رائيلية، �اإجراءات
تمهيدية �س���اغطة اأخرى كتمهيد لتطبيق قرار ال�سم، فاأعلنت الجولن منطقة ع�سكرية
مغلقة يحظر الدخول اإليها �الخر�ج منها اإل بت�سريح ع�سكري.
بذلك، تكون اآلية القمع الع�سكرية الإ�سرائيلية فر�ست �اقعا متاأزما في قرى اله�سبة
ال�س���ورية، حيث عا�ض ال�س���كان في الفترة ما بين �س���د�ر قرار ال�سم اإلى تاريخ اإعالنهم
اإ�س���رابهم الكبير المفتوح، في الرابع ع�س���ر من �س���باط عام 1982 حالة غليان �س���عبي
�مواجهات م�ستمرة ��سغوطات دائمة متجددة، ��سول اإلى الإ�سراب.
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
الم�سادر :
)1( الجولن ملحمة �سمود – نظير مجلي �ض 53-52
)2( ا�ستراتيجية ال�سهيونية �اإ�سرائيل تجاه المنطقة العربية �الحزام المحيط بها – حبيب قهوجي- �ض 51
)3( نف�ض الم�سدر – �ض 59
)4( مرتفعات الجولن – د . عبد ال�ستار قا�سم -�ض90
)5( نف�ض الم�سدر �ض92
)6( الجولن �سجل اأحداث �ض22
)7( الجولن �سجل اأحداث � م�سدر �سابق � نف�ض ال�سفحة
)8( مرتفعات الجولن � م�سدر �سابق �ض101
)9( اإذاعة �سوت اإ�سرائيل – 27 / 12 / 1981
)10( �كالة ر�يتر – 27 / 12 / 1981
)11( �كالة فران�ض بري�ض 17 / 12 / 1981
)12( �سحيفة هاآرت�ض 1982/2/16
)13( �سحيفة عل هم�سمار 1982/2/16
)14( �سحيفة هاآرت�ض 1982/2/21
)15( �سحيفة هاآرت�ض � دافار � عل هم�سمار 15 / 3 / 1982
المواطني���ن، �مرفق���ة ذلك با�ستعرا�س���ات ع�س���كرية لجنودها داخل الق���رى، ثم حظر
التجول على �سكانها، �منعت الأطباء �الم�ساعدات المقدمة من ال�سفة الغربية �الجليل
�النا�س���رة من الو�س���ول اإلى المنطقة، كما منعت مر�س���ى اله�س���بة من الخر�ج للعالج
خ���ارج قراهم. اإ�س���افة اإلى منعها ال�س���حفيين من الدخ���ول اإلى الجولن للك�س���ف عن
الواقع الماأ�س���ا�ي الذي يعي�سه الأهل. حتى الموا�سي، اأخ�سعتها اإ�سرائيل لقرارات حظر
التجول، �لم تتردد من ت�سويب بنادقها على الرعاة الذين لم يلتزموا به.
راح الو�سع يزداد �سوءا في اله�سبة يوما بعد يوم، �اأخذت اإ�سرائيل ت�تفنن في ابتكار
��س���ائل الإرهاب �القم���ع، فزجت بعدد كبير من جنودها في �س���وارع الق���رى، �كاإجراء
تخويفي اآخر ا�س���تقدمت قوات العد� عددا م���ن المجنزرات الحربية، التي راحت تجوب
ال�سوارع ليال نهارا، في محا�لة لدب الرعب في قلوب الأهالي.
�ف���ي ه���ذه الفترة، تمكن ع���دد من ال�س���بان من تهريب بع�ض الر�س���ائل التي ت�س���رح
�اقعه���م ال�س���عب، ما دفع العديد م���ن الإ�س���رائيليين اإلى الحتجاج اأم���ام مكتب رئي�ض
الحكوم���ة، �تنظيم مظاهرات في القرى �المدن العربية في اإ�س���رائيل. كذلك قام عدد
من المحامين العرب �اليهود بجهود جبارة لإي�س���ال �س���وت اأح���رار الجولن اإلى الراأي
العام العالمي �المنظمات الد�لية �الإن�سانية.
�اإثر تدهور الأ��ساع في الجولن، توجه اأربعة نواب من الجبهة الديمقراطية لل�سالم
�الم�سا�اة اإلى قرى الجولن لالطالع على اأ��ساعهم عن كثب، لكن قوات الجي�ض منعتهم
م���ن دخوله���ا، ما حدا بهم اإلى اإ�س���دار مذكرة اإلى ال���راأي العام الإ�س���رائيلي �العالمي،
��سفوا فيها حقيقة ما يجري في الجولن.
عق���ب تلك الحادث���ة اأدانت �س���حيفة هاآرت�ض ف���ي افتتاحيتها بتاري���خ 15/ 3 /1982
ممار�س���ات اإ�س���رائيل في الجولن، �مثله���ا فعلت دافار �عل هم�س���مار.)15( في الإطار
نف�سه، اأحكمت اإ�سرائيل ح�سارها، �كان حليب الأطفال نفذ، �الأمرا�ض تف�ست
حت���ى بلغ عدد الأطفال الم�س���ابين بالح�س���بة ح�س���ب بع�ض الإح�س���ائيات 40% من
مجموع من تقل اأعمارهم عن 14 عاما.
ف���ي ه���ذه الأثناء، راح عدد م���ن الجنود الإ�س���رائيليين يجوبون الق���رى، معلنين عبر
مكبرات ال�س���وت اأن كل من ل يتقدم بطلب الح�س���ول على الهوية الإ�س���رائيلية حتى 1
ني�سان من العام نف�سه، �سيقدم اإلى المحاكمة �يغرم بمبالغ طائلة.
�بتاريخ 17/ 3 / 1982، ا�س���تيقظ اأهالي مجدل �سم�ض على اأ�سوات األوف ال�سوريين
الذين احت�س���د�ا على الجانب ال�س���رقي لخ���ط �قف اإطالق النار. فاندفع �س���كان القرى
لمالقاته���م من خلف الأ�س���الك ال�س���ائكة �حقول الألغ���ام، مما دفع بخم�س���مائة جندي
اإ�سرائيلي مدججين بال�سالح اإلى تفريقهم بالقوة.
ا�ستمر هذا الو�سع بالتاأزم حتى تاريخ 31/ 3 / 1982، حيث ا�ستقدمت اإ�سرائيل با�ستقدام
حوال���ي 16 األ���ف جندي اإل���ى قرى اله�س���بة، فمقابل كل طفل اأ� �س���يدة اأ� �س���يخ كان هناك
جندي اإ�س���رائيلي مدجج بال�س���الح �يزيد، معززين بعدد كبير م���ن المجنزرات �الحافالت
الع�س���كرية، مدعمين بالحوامات. عزلت قرى الجولن تماما عن العالم الخارجي، �حو�سر
اأهله���ا ف���ي خلوة مجدل �س���م�ض �محيطها، حيث ح�س���ر اآرييل �س���ار�ن �زي���ر الحرب �قائد
المنطقة ال�سمالية اأمير در�ري، �هددا بق�سف الخلوة �محيطها بمن فيهما.
�في �س���باح 4/1/ 1982 اأحكم تطبيق الح�س���ار، �توزع عدد من الجنود على اأ�سطح
المن���ازل، �من���ع الأهالي من مغادرة بيوته���م اأ� حتى فتح �س���تائر نوافذهم. ثم انطلقت
قوات الجي�ض الإ�س���رائيلي على �س���كل مجموعات، كل منها تتاألف من حوالي 15 جنديا،
دخلوا اإلى كل بيت في القرى الأربع.
راح الجنود يدخلون المنازل م�س���تخدمين الحوار �الطرق الدبلوما�سية بادئا، لإقناع
الأهالي بت�س���لم الهويات التي اأعدت لهم م�س���بقا، �ما اإن يرف�سونها، حتى ينهال الجنود
عليه���م بال�س���رب باأعق���اب بنادقهم، ث���م اعتقال من يقا�م بط�س���هم. حولت اإ�س���رائيل
المدار�ض اإلى معتقالت، بعد اأن خرب الجنود اأثاثها، �لجاأت اإلى اأ�ساليب تعذيب بدائية
�ح�سية، اإ�سافة لإطالق النار على البع�ض، �الذي اأدى لإ�سابات بالغة الخطورة
ا�س���تمرت ه���ذه الحملة ثالث���ة اأي���ام متوا�س���لة، بتغطية �دع���م كاملين م���ن الإذاعة
�التلفزة في اإ�س���رائيل، �التي حا�لت عبثا ت�س���ميم نفو�ض المواطنين، تارة بالإعالن اأن
�جه���اء اله�س���بة �كبار ال�سخ�س���يات الوطنية فيها ا�س���تلموا الهويات الإ�س���رائيلية، �ما
عل���ى المواطنين اإل قبولها، �تارة اأخرى بالتهديد �اإطالق الويالت على ال�س���كان بهدف
ال�سغط �التخويف.
فك الح�س���ار بعدها، �كانت النتيجة ف�سل القوات الإ�س���رائيلية بكل ��سائل الترغيب
�القوة �التهديد �اإطالق الر�س���ا�ض بتوزيع الهوية الإ�س���رائيلية على ال�س���كان. �بعد فك
الح�سار، احت�سد الأهالي في �ساحات القرى الأربع، جامعين الهويات التي تركها الجنود
خلفهم في ال�س���وارع �الأر�س���فة �الأزق���ة، �اأمام اأعين الجنود �عد�س���ات ال�س���حفيين،
دا�سوها باأرجلهم �حرقوا بع�سها، �تم ��سع بع�سها الآخر في �سناديق، ثم اأر�سلوها اإلى
رئي�ض �زراء اإ�سرائيل، مناحم بيغن في ديوانه.
نتيجة ما تقدم، تكون اإ�س���رائيل ف�س���لت في ك�س���ر �س���وكة الإ�س���راب �اإرغام المواطنين
عل���ى ا�س���تالم هوياتها. �من جديد، عادت المظاهرات �الم�س���يرات تجوب �س���وارع القرى،
معلنة رف�س���ها لالحت���الل، �عازمة على ال�س���تمرار في الرف�ض حتى تتراج���ع حكومة بيغن
ع���ن ت�س���ريعها. �اإلى يومه الأخير، ل���م يخل يوم �احد م���ن اأيام الإ�س���راب د�ن مظاهرات
�ا�س���تباكات م���ع القوات المحتلة، لكن ف���ي مقابل ذلك كانت الأمرا�ض ا�س���تفحلت، �المواد
التموينية تال�ست، �الأ��ساع على كافة الأ�سعدة تدهورت حتى ��سلت اإلى حد غير معقول.
كان���ت اإ�س���رائيل من جهته���ا، اعترفت للم���الأ بف�س���لها الذريع في تحقي���ق مخططها
في اله�س���بة ال�س���ورية المحتلة، فال �س���م الجولن تحقق، �ل نجحت بفر�ض الجن�س���ية
الإ�س���رائيلية �الخدمة الإلزامية على �س���كانها. مما دعاها اإلى التيقن با�ستحالة تطبيق
اإجراءاته���ا بكل ما تملك. �هكذا، اقتربت نهاية الإ�س���راب بعد اأن حقق معظم اأهدافه،
فدخل الأهالي في مفا��س���ات مع �س���لطات الحتالل عبر ��س���طاء عرب �فل�س���طينيين،
بهدف الو�س���ول اإلى حل مقبول ين�س���جم مع متطلبات ال�سكان، تو�سل الجانبان فيها اإلى
فك الإ�سراب في 7/20/ 1982 بعد دخول اإ�سرائيل في حرب فا�سلة قادتها �سد لبنان،
�ح�س���دت نتيجتها �مر اآثامها. يومها، كان للن�س���ال في الجولن طعم اآخر؛ �ل �سك اأن
الذين عاي�سوا تلك المرحلة يبكون دما، اإذا ما قارنوها ب� “ن�سال” اليوم، �ما ي�سوبه من
ا�س���تعرا�ض �م���زا�دة �نفاق!! من كان �اعيا تلك المرحلة، �ل���ه ذاكرة جيدة، يعرف اأنه
طوال كل تلك ال�سنين الخالدة في تاريخ الجولنيين، كان النظام ال�سوري ح�سابا �ساقطا
من كتابهم الن�سالي، �لم يكن هناك اأي ذكر له، �لكل ما يتعلق به.
اليوم، اأ�س���بح الو�سع مختلفا، �ان�سم اأهالي الجولن اإلى �سعبهم ال�سوري في تمجيد
اأ�س���باب بلوتهم �احتالل اأر�س���م، ف�س���رنا نق���راأ بيان���ات �برقيات موقعة با�س���م اأهالي
الج���ولن، كما في البرقية الموجهة اإلى الموؤتمر القطري الأخير لحزب البعث، تقول: ”
اأيها الرفاق، نهنئكم �نهنئ �س���عبنا بانعقاد الموؤتمر القطري العا�س���ر لحزبنا ال�سامد،
ال���ذي دحر القهر �التخلف �ال�س���تبداد، �اأ�س���حى نورا �س���اطعا، ب���دد مواطئ الظلمة،
�بعث الحياة في كل بقاع الوطن الغالي، �ن�س���ر الأمن �الحب �العطاء في كل بيت �حقل
�م�س���نع �معه���د”! �ل���و اأن كاتب هذه ال�س���طور يجزم اأن ه���ذه البيان���ات �البرقيات، ل
يعل���م به���ا اإل كتابها، �الذي���ن ل يتجا�ز�ن اأ�س���ابع اليد الواحدة؛ �ه���ي تفبرك من غير
علم الأهل، �م�س���امينها ل تحوز على موافقة الغالبية العظمى من ال�سكان؛ اأ� بيان على
�س���اكلة الذي �س���در قبل اأيام بمنا�س���بة ذكرى ال�سم، �الذي ي�س���ا�ي الجالد بال�سحية،
ب�سكل يثير الحيرة �الده�سة �ال�ستغراب، في اإيراده ما يلي:
مكان. كل في �ال�سمير الحرية ��سجناء المعتقلين لكل تحية .…“….. التحي���ة �الح���ب �التقدير لأبناء �س���عبنا �لجي�س���نا الوطن���ي �قيادتنا، �على
راأ�سها ال�سيد الرئي�ض ب�سار الأ�سد”.
هك���ذا ب���داأت م�س���يرة اأهالي الج���ولن الكفاحي���ة �الن�س���الية، �هذا ما انته���ت اإليه؛
فالنظام نف�س���ه الذي خ�س���ر الأر�ض، ع���اد ليقب�ض ثمن تاريخ طويل م���ن عذابات الأهل
�ت�س���حياتهم تحت الحتالل، �بقرار من الأهل اأنف�س���هم؛ اأ� من بع�س���هم، اإذا ا�س���تقام
القول!؟ اإنهم في المح�سلة جزء من �سعب اأجبر، اأ� �جد نف�سه م�سطرا، �في �سابقة لم
يح�سل لها مثيل في التاريخ، على تمجيد خيباته �هزائمه �انك�ساراته، �ت�سييد التماثيل
�نظم الأنا�سيد �القوافي لأ�سحاب تلك الهزائم �الم�سوؤ�لين عنها!
ح�سان �سم�س
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
تقا�سيم ج�لنية على �إيقاع �لث�رة �ل�س�رية
مزاج موالي النظام في اله�س���بة ال�س���ورية المحتلة لي�ض في اأح�س���ن اأحواله هذه الأيام؛
ذلك اأن اأكثر من ثمانين نا�سطا �مثقفا جولنيا اأ�سدر�ا بيانا، نهاية اآذار المن�سرم، اأعلنوا
فيه ‘انحيازهم الكامل ل�س���عبهم ال�س���وري �س���د جالديه’، معتبرين اأن ‘كل من يقتل �سعبه
خائ���ن’، عل���ى ما �رد في بيانهم. م���ا زاد الطين بلة، تنظيم حوالي 150 �سخ�س���ا قبل مدة
اعت�س���اما في �ساحة مجدل �س���م�ض دعما للثورة ال�سورية، تبعه باأ�سابيع �قفة �سموع �سامتة
لع�سرات الجولنيين حدادا على اأر�اح �سهداء الثورة.
على المقلب الآخر، فاإن الموالين للنظام، نظموا العديد من مظاهرات التاأييد له خالل
الفترة المن�س���رمة. بع�ض هوؤلء اأعملوا تخوينا ب�س���عبهم ال�س���وري المنتف�ض على نظامه،
متبنين خطاب ال�س���لطة بحرفيته �س���د كل عا�ض عليها بل اإن عددا منهم دعا اأجهزة اأمن
النظام، عبر قنوات الإعالم الر�س���مية، ل�سرب المتظاهرين بيد من حديد، مل�سقين بهم
�ستى تهم التخوين �التاآمر على ‘الوطن �قيادته’. فيما معار�سو النظام، بخالف الموالين،
ير�ن اأن ال�ساحة تت�سع للجميع.
عل���ى ما يب���د�، اأن ثقافة الإق�س���اء �التخوين �الت�س���بيح الت���ي يعتمده���ا النظام داخل
الأرا�س���ي ال�سورية لها مثيلتها على ال�س���احة الجولنية، مع فارق اأن لي�ض فيها عنفا م�سلحا
فمحازب���و النظ���ام يحا�ل���ون فر�ض ر�ؤيته���م على الآخرين بط���رق تفتقد اإل���ى الحد الأدنى
من ال�س���فافية �التعامل الإن�س���اني في كثير من الأحيان اإ�س���افة اإلى ت�سوي�سهم الدائم على
الموؤيدين للحراك ال�س���عبي ال�س���وري، �اأحيانا العتداء الج�سدي على بع�سهم، �محا�لتهم
منع ��س���ائل الإعالم العربية �الأجنبية التي تغطي الأن�سطة المناه�سة للنظام في الجولن
المحتل. �الحجة، اأن تلك الو�سائل متاآمرة على الوطن؛ �ل توازن في تغطيتها بين الموؤيدين
للنظام �المعار�سين له.
لكن الق�س���ة التي ق�س���مت ظهر البعير، محدثة فرزا �ا�سحا على ال�ساحة الجولنية، هي
نجاح الموالين بعد محا�لتهم المتكررة الت�سييق على الم�ساندين للثورة ال�سورية في تمرير
قرار، ع����بر الهيئة الر�ح����ية، يفر�ض مقاطعة دينية �اجتماعية ��طنية على كل من يجاهر
بموقف معار�ض. جاء ذلك الموقف، بعد م�س���اركة نا�سطين جولنيين في موؤتمر المعار�سة
ال���ذي انعقد موؤخرا ف���ي اأنطاليا؛ ما اأثار حفيظة العديدين هنا، معلنين ا�س���تنكارهم لذلك
القرار �عدم التزامهم بكل ما �رد فيه. �في �قت ي�س���فح فيه الدم ال�س���وري في كافة اأرجاء
الوطن. يبد� اأن العديد من الجولنيين، الذين ا�س���تثمر�ا ‘اأجواء النفتاح’ التي �فرها لهم
المحتل اأيما ا�س���تثمار في مقا�مته �رف�ض مخططاته، ا�س���تكثر�ا تلك القيمة على بع�س���هم
محا�لين فر�ض اأجندتهم ب�س���تى ال�س���بل، تحت ذريعة عدم �س���رخ ال�س���ف الوطني، �ذلك
عبر ح�س���ر الولء للوطن من بوابة الولء للنظ���ام الحاكم فيه الأمر الذي ل يحظى باإجماع
اأهال���ي الجولن كما يخيل لأ�س���حابه؛ فالحقيقة الوحيدة المطلقة هنا، اأن الجولن �س���وري
باأر�س���ه ��س���كانه، �كل ما عدا ذلك كان قابال للنقا�ض �الت�سريح �الختالف، ��سيبقى. �هو
مخط���ئ، كل م���ن يحا�ل نقل ال�س���ورة من هنا عل���ى غير هذا النحو. من���ذ نهاية ثمانينات
القرن المن�سرم، عمدت اإ�سرائيل اإلى ا�ستبدال �سيا�سة القب�سة الحديدية بما ا�سطلح على
ت�س���ميته �سيا�س���ة ‘الكعكة المفتوحة’ التي تجبر كل مواطن جولني على النغما�ض الق�س���ري
اأ�ل باأ�ل في عجلة الحياة الإ�س���رائيلية، عبر حرب اقت�س���ادية �س���عواء، ل تبقي للمواطنين
خيارا، محققة بتلك ال�سيا�سة نجاحا ل ي�ستهان به. هنا، دخل ن�سال اأهالي الجولن المحتل
طوره ‘ال�ستعرا�س���ي، الكرنفالي �المو�س���مي’، د�ن اأي تدخل مبا�سر يذكر من قبل �سلطات
الحتالل، التي اأ�سبح تواجدها الع�سكري الغائب الأكبر في الطقو�ض الن�سالية التي يمار�سها
المواطنون، اإذ اقت�س���ر عمله���م الوطني، في معظمه، على الحتف���الت �البيانات �برقيات
التاأييد اأ� ال�سجب �ال�ستنكار، خال بع�ض الخاليا �التنظيمات هنا �هناك، التي انطلقت من
تلقاء نف�سها، في محا�لة لإزعاج العد� اأ� �سرب من�ساآته.
�بق�س���د خل���ق نوع م���ن التوا�س���ل الدائم مع الوط���ن، لتغطي���ة الفراغ الناتج عن ك�س���ر
القاع���دة الذهبية: ‘حي���ث يوجد احت���الل توجد مقا�م���ة’، �التي يتحمل النظام ال�س���وري
كامل الم�س���وؤ�لية عنها، م�س���افا اإليها العزل المحكم الذي فر�سته اإ�سرائيل على الأهالي،
�جدت اإحدى الفئات الجتماعية �س���التها، �ذلك عبر متابعة الإعالم ال�س���وري الر�س���مي،
�كلما اأدلى اأحد اأركان ال�سلطة بت�سريح اأ� اتخذ موقفا، لقوه تهليال �تعظيما �اإ�سادة، عبر
برقيات يطير�نها اإلى دم�سق، موقعين اإياها با�سم ‘جماهير الجولن’ من د�ن الرجوع اإلى
الأهال���ي غالب الأحيان �عدا بيان �احد �س���در في الأيام الأخي���رة، �قعه عدد من خريجي
جامعة دم�س���ق ممن يوؤيد�ن النظام ‘�م�س���يرة الإ�سالح’، فاإن ع�س���رات، بل مئات برقيات
التاأييد، يتنا�لها الإعالم ال�سوري، ل يعرف ب�ساأنها اإل كتابها هذه هي ال�سورة في الجولن
المحتل، من د�ن زيادة �ل نق�س���ان، �هذا ما يحتم الإ�س���ارة اإلي���ه، لإزالة اأي التبا�ض حول
موقف الأهالي هنا. اأمور كالتي �سبق ذكرها، تطفو على ال�سطح غالبا في اأ�قات الأزمات،
حي���ث يختلط على بع�ض الأهالي حابل الأمور بنابلها؛ �س���يما اأن �س���رائح جولنية �ا�س���عة،
ب�س���منها نخب متعلمة، تعاني مما يمكن ت�س���ميته ب� ‘فو�سى م�ساعر �طنية’، تتجلى بنظرة
جامدة ‘ثالثية الأبعاد’ لم�س���األة النتماء، عمادها الأر�ض �ال�س���عب �القيادة. فما ت�س���هده
�س���وريا هذه الأثناء، انعك�ض ب�س���كل �سارخ على الم�س���هد الجولني، محدثا فرزا �ا�سحا ل
يمكن التغا�س���ي عنه اأ� محا�لة تمويهه اأ� حتى اللتفاف عليه، �هو مر�س���ح للزيادة الحادة
مع تطور الأحداث داخل الأرا�س���ي ال�سورية. فال�ساحة الجولنية منق�سمة بين موؤيد للنظام
ال�س���وري �معار�ض له منذ ع�سرات ال�سنين، �هذا النق�س���ام طال حتى الأ�سرى في �سجون
الحتالل الإ�سرائيلي.
ل يمك���ن بح���ال، نكران حقيق���ة اأن فئة م���ن الجولنيين تدي���ن بولئها المطل���ق للنظام
ال�س���وري �توؤمن باأبديته، منطلقة م���ن قناعتها بد�ره )الوطني، المق���ا�م �الممانع(؛ لكن
فهم ما يد�ر على ال�س���احة الجولنية يتطلب الإ�س���ارة اإلى اأن تدخل اأجهزة الأمن ال�س���ورية
ت�س���اعف في العقدين المن�س���رمين اإلى حد�د غير م�سبوقة، تجلى ذلك في النغما�ض بكل
�س���اردة ��اردة في حياة الأهالي. زد على ذلك �س���ماح النظام لمئ���ات الطالب الجولنيين
ا�ستكمال درا�ستهم العليا في جامعة دم�سق منذ اأ�اخر �سبعينات القرن المن�سرم، �تنظيم
زيارات لرجال الدين اإلى الأماكن المقد�سة ال�سورية بداية الت�سعينات، اإ�سافة لفتح اأ�سواق
الوط���ن اأمام التف���اح الجولني اعتب���ارا من عام 2005، �تخ�سي�س���ه تعوي�س���ات �مرتبات
�س���هرية للمعلمي���ن �المعتقلي���ن �بع�ض الفئات التي قطعت �س���لطات الحتالل الإ�س���رائيلي
اأرزاقها، جراء مواقفها المناه�سة لها.
�س���بكات الم�س���الح تل���ك، م�س���افا اإليها ما ي�س���مى ‘هواج����ض الأقلي���ات’ �الخوف على
امتداداتهم الأ�س���رية �عالقات القربى داخ���ل الوطن، �تحفظ البع�ض عن اإبداء اأي موقف
�ا�س���ح تجاه الحراك ال�سعبي ال�سوري �عنف ال�سلطة الذي يقابله خوفا، بح�سب قناعتهم،
من ا�س���تثمار �سلطات الحتالل الإ�سرائيلي له، اإ�س���افة اإلى انبالج �سريحة جديدة ‘موالية
ب�سرا�س���ة’، م�س���تغلة حالة النق�س���ام بغية تلميع ما�ض يعتقد كثير�ن هنا اأنه غير مجيد كل
ذلك، كان له اأبلغ الأثر في تحديد مواقف العديدين في الجولن المحتل تجاه كل ما يحدث
على ال�ساحة ال�سورية. �الحال، فاإنه حتى �لو جعل بع�ض الجولنيين من تنبوؤات المنجمين
��سريبي المندل - �سيوف الف�سائيات اللبنانية في راأ�ض ال�سنة- بو�سلة لتحديد مواقفهم
ال�سيا�س���ية، جازمين اأن الأ�سد �س���يجتاز هذا القطوع �ي�س���لم القيادة اإلى ابنه من بعده؛ اأ�
فا�ست ‘م�ساعر الوفاء’ عند بع�سهم الآخر حد الخلط، عن عمد اأ� غير عمد، بين الف�سل
�الواجب بما يخت�ض بعالقة ال�س���لطات ال�س���ورية باأهالي اله�سبة المحتلة، فاإن ما يمار�سه
النظام بحق ال�س���عب ال�س���وري �تتناقله ��س���ائل الإعالم، رغم محا�لة ال�س���لطات ال�سورية
تكميمها، جعل المقارنة، لدى �سرائح جولنية عديدة، بين ممار�سات الحتالل الإ�سرائيلي
�النظام ال�س���وري الحا�سر الأكبر، في ظل رجحان هائل لكفة هول ما يمار�سه على ال�سعب
ال�س���وري م���ن قمع �قتل �تدمي���ر �تهجير على ال���ذي يرتكبه الحتالل الإ�س���رائيلي بحقهم
كاأبن���اء اأر�ض محتلة ما ي�س���ع النظام ال�س���وري �مواليه، حيثما �ج���د�ا، في خانة المدانين
نين لهم. ين على الآخرين اأ� المخو اأخالقيا ��طنيا ل المنق�س
ح�سان �سم�س
http://www.alquds.co.uk/indexasp?fname=data\2011\07\07-03\03qpt480.htm
�لج�لن في قب�سة �لنظام:ورقة لعب �سيا�سي، مبرر لقمع
�لحريات، وق�سية �س�عب متروك
�لج�لن وث�رة �لحرية 2011 : �سق�ط ورقة �لت�ت
�لج�لن.. معا �سد �لحتلل و �ل�ستبد�د
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
التي ال�سوري العظيم، كثيرة هي المحن “اأنتم ال�س���وت �نحن �سداه” يا �سعبنا ابتليت بها �س���عوب م�س���رقنا العربي، الذي عرف �س���تى اأ�س���ناف الحت���الل �التفتيت
�القه���ر على اأي���دي الدخالء �الأغراب، لك���ن البالء الأعظم الذي ميز ن�س���ف القرن
المن�سرم، ممثال باأنظمة الجور �ال�ستعباد كان، من غير ريب، الأكثر �طاأة ��بال على
اأ�طاننا ��س���عوبنا. اإن ا�س���تعرا�ض خطايا الديكتاتوريات العربية �موبقاتها لهو �سرب
من �سر�ب العبث ل اأكثر؛ كونها، من الأ�سا�ض، قامت على الف�ساد �الإف�ساد المنظمين
�س���مانا لديمومة �س���يطرتها على رقاب العباد �البالد، �ما الإجراءات الترقيعية التي
تلج���اأ اإليه���ا بين الفينة �الأخ���رى اإل ذر للرماد في العيون، فهي اأكث���ر العارفين اأن اأي
م�س���عى ج���دي لإحداث تغيير فعلي في الواقع المعا�ض ل يعن���ي اإل اأمرا �احدا ��حيدا،
هو اإعدام نف�س���ها لنف�س���ها! بغي الأنظمة العربية �فجورها �بلطجتها �عنفها الفائ�ض
ع���ن كل ح���د، جع���ل الكثيرين منا يخال اأن تجرع الذل �س���ار عند الع���رب عادة؛ لتاأتي
ث���ورة البوعزيزي ف���ي تون�ض �بعدها م�س���ر �ما اأعقبهم���ا من ثورات �انتفا�س���ات في
ليبيا �اليمن �غير بلد عربي فتقلب الموازين راأ�س���ا على عقب، بعد ت�سلم ال�سباب دفة
القيادة، م�س���تفيدين م���ن توقهم العتيق لحري���ة لم يعرفوها، �مما �فرته لهم ��س���ائل
الت�س���ال من قدرة على النت�سار ��سرعة الو�سول. �اأمام ما ت�سهده الميادين العربية،
م���ن ث���ورات على اأنظم���ة البوؤ�ض، التي تم���ادت في ا�س���تهتارها ب�س���عوبها، متخطية كل
ع���رف �منطق؛ مع ت�س���جيلها عجزا فا�س���حا في توفير حد اأدنى من �س���ر�ط النهو�ض
ب�س���عوبها �العي�ض الكريم، اإن لم نقل اإن همها، من الأ�س���ا�ض، كان اإق�س���اء المواطنين
عن حقهم في تقرير م�س���يرهم �الم�س���اركة في �س���نع حا�سرهم �م�س���تقبلهم؛ �اأمام
ما ن�س���هده م���ن اإجرام �اإرهاب �حقد تمار�س���ه هذه الأنظمة بحق �س���عوبها، نعلن على
ر�ؤ��ض الأ�س���هاد، انحيازنا الكامل لحق ال�س���عوب في الحرية �العي�ض الكريم، �رف�سنا
كافة اأ�س���كال الظلم �القهر �الإرهاب، كائنا ما كان م�س���دره. �لأننا جزء ل يتجزاأ من
�طننا ال�سوري �ن�سيجه الجتماعي، لنا ما له �علينا ما عليه، نعتقد جازمين اأن الو�سع
ال�س���وري ل ي�س���كل ا�س���تثناء عن مثيله العربي، �اأنه الأجدر بالحرية �نف�ض غبار الذل
�الإرهاب الذي يمار�ض بحقه، معلنين اأن كل من يعتدي على �س���عبنا ال�س���وري، قتال اأ�
بط�س���ا اأ� اعتقال اأ� تعذيبا اأ� ت�س���ريدا اأ� نهبا هو بمثابة عد�، ل يختلف عن الحتالل
الإ�س���رائيلي قيد اأنمله، كائنا من كان هذا الأحد! �جودنا تحت الحتالل الإ�س���رائيلي
لي�ض معناه باأي حال �قوفنا على الحياد. اإننا في مطلق الأحوال امتداد طبيعي �حتمي
ل�س���عبنا ال�س���وري، �ل�سرائح �ا�س���عة منه، تعتبر اأن ا�ستمرار الو�س���ع الراهن �تكري�سه
اأمرا �اقعا، كان له كل الأثر في الو�س���ول اإلى الح�س���ي�ض الذي نحن فيه، �اأن اإ�سرائيل
كانت الم�س���تفيد الأكبر م���ن كل ذلك. اإن �اجبنا الوطني �الإن�س���اني �الأخالقي يحتم
علينا النحياز الكامل ل�سعبنا �سد جالديه، �اأن نكون �سدى �سداحا ل�سوته، مع ��سع
اأنف�س���نا بت�سرفه �تقديم كل ما عز في �سبيل حريته �كرامته �عي�سه الكريم. فلم يعد
مقبول، باأي ب�سكل، الت�سرف بالوطن �مقدراته على اأنهما م�ساع �مزارع خا�سة، يعيث
بهم���ا الفا�س���د�ن، �يتوارثها الأبناء عن الآب���اء. �اإذ نتخذ هذا الموق���ف، فاإنه لي�ض اإل
تعبيرا �سادقا عن الت�س���اقنا بهموم �سعبنا ال�سوري �تطلعاته الم�سر�عة نحو ا�ستعادة
حريت���ه �مكانت���ه التي تليق به بين الأم���م، �ما هو اإل التزام ب���ر�ح “�ثيقتنا الوطنية”
�م���ا تمليه علينا �س���مائرنا �اأخالقنا �ارتباطنا العميق بوطننا ال�س���وري، غير مدعين
اأي �س���فة تمثيلية لأي كان، اإل لأنف�س���نا. نعلم يقينا ما قد ت�س���كل هذه المبادرة ل�سكان
يعي�س���ون في اأر�ض محتلة من ح�سا�سية؛ لكن ثقتنا مطلقة بح�سانتنا الوطنية �موقفنا
الوا�س���ح الراف�ض لالحتالل الإ�س���رائيلي �اأبعاد الم�س���ر�ع ال�س���هيوني على اأر�س���نا.
فالنظ���ام لي�ض هو الوطن باأي حال؛ حتى لو حا�ل ت�س���وير نف�س���ه عل���ى هذا النحو. اإن
منب���ع تحركنا ينطلق من م�س���وؤ�لية تاريخية �قناعة اأكيدة اأن “العيب على من ي�س���نع
العيب” �لي�ض على من ينتقده اأ� ينف�ض الغبار عنه! نحن �س���مدنا في اأر�س���نا �قا�منا
محتلنا ب�سد�رنا العارية، دافعين الغالي �النفي�ض للمحافظة عليها �سورية كما �رثناها
ع���ن اآبائنا �اأجدادنا، لكن اإبقاءنا تحت الحتالل لي�ض معناه اأن نكون �س���ياطين خر�ض
على ما يمار�سه النظام ال�سوري بحق �سعبنا من انتهاكات. فالحتالل �القهر هنا �سنو
للذل �البط�ض �القمع هناك، �ازد�اجية الأحكام �المعايير لي�ست من �سيمنا �اأخالقنا
ب�سيء. اإن التلطي خلف اأنظمة الطوارئ �تاأبيدها بحجة المقا�مة �الممانعة �ال�سراع
مع العد�، اأثبتت زيفها �عجزها عن ا�س���ترجاع حبة �احدة من تراب الجولن، مبيحة
�س���ماء الوطن �بح���ره �بره للعد� يجوبه في اأربع جهاته، �م�س���رعة اأبوابه ل�س���تى اأنواع
الف�س���اد �الإف�س���اد �النه���ب المنظم! �يقينن���ا، اأن تحرير الجولن لن يك���ون ممكنا اإل
بتحري���ر الوط���ن من قيده. ف�س���عب محتل، مقم���وع �مقهور داخل �طنه ل���ن يقوى على
تحرير اأر�س���ه من اأعدائه! من هنا، فاإننا ن�س���م �س���وتنا اإلى �س���وت �سعبنا في الداخل
ال�سوري، متوجهين للنظام باأ��سح العبارات، اأن يبادر اليوم قبل الغد اإلى اإعادة الحق
اإلى اأ�س���حابه، �المبا�سرة برفع قانون الطوارئ �اإطالق الحريات العامة ��سراح جميع
معتلقي الراأي �رفع القيود عن الإعالم، �اإلغاء المحاكم ال�ستثنائية �نتائج ال�ستطالع
ال�س���تثنائي الجائر لعام 1962، تمهيدا لنتقال �س���لمي �هادئ لل�س���لطة، يجنب الوطن
ما ل تحمد عقباه. �سيا�س���ات مد الأيدي من قبل ال�س���عب �ف�سائل المعار�سة الوطنية
ف���ي الداخل التي قابلها النظ���ام بالعتقال �البط�ض �الترهيب �ب���ث بذ�ر الفرقة بين
مكونات المجتمع ال�سوري، تقطع كل ال�سك بكل اليقين اأن النظام غير معني اإل باإبقاء
اإحكامه على ال�سلطة �ت�سلطه على رقاب العباد. فحكم ال�سعب عبر اأجهزة الأمن تارة
�اللتف���اف على مطالبه بمر�س���وم هنا اأ� ر�س���وة هناك تارة اأخرى، لن يوقفا �س���ير�رة
التغيير �حركة التاريخ. �بما اأن رد النظام على احتجاجات �س���عبنا ال�س���لمية �مطالبه
الم�س���ر�عة جاء دمويا على نحو ما �س���هدناه، محول �سد�ر ال�سوريين اأهدافا لر�سا�ض
اقتطع ثمنه من جيوبهم �من اأمام اأفواه اأطفالهم بحجة محاربة اإ�سرائيل؛ فاإننا نعلنها
على المالأ، �لي�سمعها القا�سي �الداني، اأن “كل من يقتل �سعبه خائن”، �اأن كل نقطة
دم �س���ورية تراق، �س���وف تكون حجة على مهرقيها، �لعنة تطارده���م �لو بعد حين. اإن
قدرن���ا هو العي����ض بحرية �كرامة، �منطق الحياة يوؤكد اأن ال�س���عب اأبق���ى من حكامه.
فوطن حر، ديموقراطي �علماني، يت�س���ا�ى تحت �سقفه الجميع، �لي�ض فيه مكان لجور
�ل ظلم �ل طائفية بغ�ساء هو ديننا �ديدننا، �هو جوابنا الأخير.
عا�ست �س�ريا حرة كريمة لجميع �أبنائها �س�ري�ن من �لج�لن �لمحتل
الموقعون:
1. اأر�اد اأيوب – �سيدلنية 2. اأر�اد خاطر – طالبة جامعية 3. اأريج ايوب - نا�سطه
4. اأك���رم الحلب���ي – فنان ت�س���كيلي 5. اأمل زهرة – مو�س���يقي 6. اأمير بريك – طالب
جامعي 7. اأمير فخرالدين – طالب جامعي 8. اأنيل خنجر – نا�سط 9. اأيال اأبو�سالح
10. اإياد عما�سة – �سيدلني 11. اإيهاب طربيه – �سينمائي 12. معماري – مهند�ض ادم���ى ابو زيد - نا�س���طه 13. الهام الحلبي - فنانه ت�س���كيليه 14. اليا�ض ن�س���راهلل -
مهند�ض كمبيوتر 15. امين ابو جبل - �س���حافي 16. ايمن الحلبي -فنان ت�س���كيلي 17.
بهجت ال�س���فدي - مهند�ض كمبيوتر 18. ت�س���رين ابو �سالح - نا�سطة 19. تما�سر اأبو
جبل – طالبة جامعية 20. تي�س���ير الحلبي - طالب جامعي 21. جالء ابو جبل - ادارة
اعمال 22. جالء مرعي – م�س���ور �س���حافي 23. جنان �سقير - نا�سطه 24. جولن اأبو
�س���الح – طالب جامعي 25. ح�س���ان �سم�ض – �سحافي 26. ح�س���ان مهنا ابو �سالح -
نا�سط 27. ح�سن نخله - مو�سيقي 28. خزام فخر الدين - نا�سطه 29. خوله ابراهيم
- طالب���ه جامعي���ه 30. د. ب�س���ار اأيوب – مو�س���يقي 31. د. منير فخرالدين – اأ�س���تاذ
جامعي 32. د. نزيه بريك – مهند�ض معماري 33. ديال مداح - ت�س���وير �س���وئي 34.
“ كن���ا د�م���ا حذري���ن في ط���رح مواقفنا �اآرائن���ا تجاه ما يجري ف���ي الوطن، من تغييب للحري���ات �الديمقراطية �الف�س���اد �تغييب المواطن �المواطني���ة. لكننا اأدركنا،
�تحديدا بعد اأن ا�ست�سهد اأحد رفاقنا، هايل اأبو زيد، بعد ق�ساء ع�سرين عاما في الأ�سر،
اأدركن���ا عمق ال�س���لة �الرتباط بي���ن فقداننا لحريتنا داخل الأ�س���ر �فق���دان المواطن
لحريته في ال�س���ام �عالمنا العربي عموما. نحن نرى اليوم هذه الأ�طان �س���جونا لي�ست
اأقل من �س���جننا، فاإذا كان �س���جننا المادي، �الحتالل في الجولن ق�سم العزل في هذا
ال�سجن الكبير، فاإن اأ�طاننا العربية هي �سجون تقتل كل اإمكانية تحررنا من هذا العزل
عن الوطن الأم. لقد اأدركنا باأن اأكبر توازن ا�ستراتيجي يمكن اأن نحققه كد�ل عربية هو
منح المواطن حريته �حقه في ممار�سة الديمقراطية”.
لم تاأت هذه العبارات من فم اأي زعيم معار�س���ة يطمح اإلى ا�ستالم ال�سلطة اأ� يدافع
عن حقه في تحمل م�سوؤ�ليته تجاه �طنه، �ل من قلم اأي مثقف حري�ض على فهم اأ�سباب
عج���ز البالد العربية ع���ن مواجهة الحتاللت الأجنبية، �اإنما على ل�س���ان اأحد �س���باب
المقا�مة العربية في الجولن ال�س���وري المحتل الذي لم يتجا�ز الع�س���رين من عمره اإل
قلي���ال، في ر�س���الة مهربة من ال�س���جن بعثها لي اأح���د زمالئه الذين عانوا مثله �س���نوات
ال�س���جن الطويلة. الأ�سير �ئام محمود عما�س���ة الذي كتب هذه الر�سالة يقبع في �سجون
الحتالل ال�س���رائيلي منذ �س���نوات، ي�س���كو فيها من العزلة التي يعي�س���ها �سعب الجولن
عن �طنه الأم، �تلك التي يعاني منها الأ�س���رى ال�س���وريون الذين ق�سى بع�سهم اأكثر من
ع�س���رين عاما في ال�س���جن، متر�كين لم�س���يرهم، من د�ن اأي اهتمام يذكر، ل من قبل
�سلطات بالدهم �ل حتى من قبل الراأي العام. اأ� هكذا هم ي�سعر�ن على اأية حال. دخل
�ئام ال�سجن لأ�ل مرة في ال�ساد�سة ع�سر من عمره، �قبل اأن ينهي ال�سنوات الخم�ض من
محكوميته عام 1999، اأدين بع�سرين �سنة جديدة العام الما�سي.
بهذه العبارات ح�س���م �ئام، من د�ن اأن يدري ربما، نقا�س���ا نظريا ل يزال دائرا منذ
�س���نوات عديدة في العالم العربي يجعل فيه البع�ض من الدفاع عن الأ�طان �ا�ستقاللها
ذريعة للت�س���اهل في احترام حقوق الأفراد �م�سالحهم، �تاأبيد العمل بقوانين ال�ستثناء
�الح���كام العرفية، بينما يح���ول البع�ض الآخر الدفاع عن ه���ذه الحريات �الحقوق اإلى
غاية تتجا�ز م�س���ائل ال�س���تقالل �ال�س���يادة لأنها ت�سكل م�سدر �س���رعيتهما اأ�سال. فقد
اكت�س���ف، في ماأ�س���اة الجولن المحتل من���ذ 39 عاما من د�ن اأي اأفق �ا�س���ح للخال�ض،
ماأ�س���اة الوطن الأم نف�س���ه، �من �راء ذلك الترابط الذي ل ينف�س���م بين الوطنية، بما
تعني���ه من حر�ض على ال�س���تقالل �ال�س���يادة �الدف���اع عن الأر����ض، �الوطنية من حيث
ه���ي احترام حق���وق المواطنين �الدف���اع عن حرياته���م الفردية �حقهم في الم�س���اركة
الديمقراطية. �من الملفت اأن يكتب �ئام اأن اإدراكه لهذه العالقة قد ح�س���ل مبا�س���رة،
كما ذكر في ر�س���الته، بعد �فاة ال�س���هيد هايل اأبو زيد، الذي كان رمزا للكفاح البطولي
لنخبة �س���باب الجولن، �التعبير الأنقى عن ر�ح الت�س���حية �نكران الذات التي ميزتهم
منذ بداية الحتالل، �ب�سكل خا�ض بعد اإعالن اإ�سرائيل قرار �سمه اإليها عام 1982.
كي���ف يمكن لإن�س���ان اأن ل يرى ه���ذه العالقة البديهية، التي اكت�س���فها �ئام بالتجربة
الم���رة، بين حرية الوط���ن �الحريات ال�سيا�س���ية، �اأن ل يدرك اأن النظم التي ت�س���تهين
بحق���وق مواطنيها �حرياتهم �كرامته���م لي�ض لديها اأي حافز للدفاع عنهم، �ل اأي مبرر
كي ت�س���حي من اجلهم اأ� تبذل جهودا لإخراجهم من �س���جونهم. �كيف لها اأن ت�سعر بما
ي�س���عر به الأ�سير من مهانة �مذلة �احتقار �انتقا�ض من الكرامة �الإن�سانية فت�سرع اإلى
فك اأ�سره في الوقت الذي تعتقد اأنها ل ت�ستطيع اأن ت�ستمر �ل م�ستقبل ممكنا لها من د�ن
تحويل �سجونها العديدة اإلى اأداة تاأديب يومي �مدر�سة لت�سنيع العبودية.
�س���قط الجولن في الأ�س���ر، ب�س���بب الخطاأ في الح�سابات ال�س���تراتيجية �ال�سيا�سية
�المزا�دات التي قادت اإليها المناف�س���ة على الزعامة بين النخب العربية. لكن اإذا كان
�س���قوطه هذا قد نجم ع���ن اأخطاء فادحة في الع���داد �التخطي���ط �التدريب �التقدير
�القي���ادة، فاإن العجز عن تحريره، بالطرق الع�س���كرية اأ� ال�سيا�س���ية اأ� بكالهما، خالل
العقود الطويلة الما�سية، كان �ل يزال ثمرة البتعاد المتزايد عن اللتزامات �الح�سابات
الوطنية، �ال�ست�س���الم لهوى ال�س���لطة �منافعها �اأ�هامها. �ا�س���تمر تحت الحتالل لأن
الدفاع عن الم�سالح الخا�سة �تو�سيع دائرتها، على ح�ساب الم�سالح العليا �الجماعية،
قد تحول اإلى محور ال�سيا�س���ة “الوطنية”، اأ� بالأحرى لأنهما حال محلها، �اأرجاآ م�ساألة
ا�سترجاع الجولن اإلى احتمالت تحولت م�ستقبلية خارجة عن اأي �سيطرة �طنية. �اأكثر
فاأكثر تغيب �س���ورة الجولن عن الوعي الفردي �الجمعي اأمام �سغط الم�ساكل الداخلية
القت�س���ادية �الجتماعية �ال�سيا�س���ية اليومي���ة، �تخبو مع انفراط عق���د الوطنية الذي
يواكب تغييب المجتمع �ردعه عن الهتمام ب�س���وؤ�نه العمومية. هكذا لم ي�س���قط مو�سوع
ا�س���ترجاع الأرا�س���ي المحتلة من اأجندة ال�س���لطة الر�س���مية �عقيدتها فح�س���ب، �لكنه
�س���قط اأي�س���ا من اأجندة الراأي العام نف�سه، بقدر ما اأحيل هذا الراأي اإلى اآراء �سخ�سية
�اأفرغ من محتواه العمومي ل�س���الح ا�ستراتيجيات الحفاظ على البقاء الفردية �العائلية
�الع�س���ائرية، المتباينة �المتناق�س���ة �المت�س���اربة. فلم يعد التحرير اليوم بندا حقيقيا
في جد�ل اأعمال اأي برنامج ر�سمي اأ� معار�ض، بل �ل حتى بندا في الأجندة ال�سيا�سية.
فالجولن ق�س���ية موؤجلة اليوم بالن�س���بة للجميع، بانتظار اأن تحل الم�س���ائل الأخرى التي
تحتل �س���احة الوعي �ال�سراع ال�سيا�سي الداخلي �الإقليمي. �هي تبد� موؤجلة اأكثر اليوم
بقدر ما ي�سعر النظام اأنه دخل في معركة تقرير م�سيره �الحفاظ على بقائه، �بقدر ما
ت�س���عر المعار�سة اأي�سا اأن ك�س���ب الراأي العام ل�سالحها �سد النظام القائم يتوقف على
ح�س���م معركة التغيير ال�سيا�س���ي �اإقامة نظام ديمقراطي يمثل جمي���ع الفئات �التيارات
�يعيد بناء العقد الوطني المنحل.
هذا هو الو�س���ع الذي اأحبط اأ�س���رى الجولن كما اأحبط �سعبه الذي ينتظر منذ عقود
عودته اإلى �طنه الأم �م�س���اركته في الحياة الوطنية. �هذا هو الو�سع الذي دفع باأ�سرى
الجولن اإلى النتقال مع بقية اأبناء �طنهم اإلى موقف المعار�س���ة، �اعتبار الو�س���ول اإلى
�س���مان الحريات �الحقوق الأ�سا�س���ية لكل فرد هو الطريق الحتمية نحو تحرير الجولن
��س���مان الحقوق الوطنية ل�س���كانه. �من د�ن ذلك، كما يعتقد اأه���ل الجولن، لن تخرج
ق�س���ية الجولن المحتل من حال���ة الإهمال �التجاهل �لن تعود لت�س���كل اأ�لوية في قائمة
جد�ل اأعمال الحكومات المتعاقبة. �اإذا كان اأهل الجولن قد رموا باأنف�سهم في المعركة
م���ن اأجل الديمقراطية فالأنهم اأدركوا، مثلهم مثل باقي مواطنيهم، اأن م�س���ير الجولن
لن يح�س���م ل�س���الح عودته اإلى الوطن الأم ما لم يح�س���م النزاع ال�سيا�س���ي �الجتماعي
الداخلي، الذي ارتهنت له ال�سيا�س���ة ال�س���ورية منذ اأحداث 1980 الكارثية، ل�سالح حكم
ديمقراطي يمثل المجتمع ال�س���وري باأكمله �يلغي احتكار ال�سلطة �يعيد تاأ�سي�ض الوطنية
ال�س���ورية �اأحياء ر�ح المواطني���ة المتكافئة، على قواعد العدل �الحرية �الم�س���ا�اة في
الحقوق �الواجبات �الكرامة الإن�سانية.
برهان غلي�ن/ كاتب ومفكر �س�ري
www.critique-sociale.blogspot.com/2006/03/blog-post.html
بيان ل�س�ريين من �لج�لن �لمحتلوفاء الجوالن
الجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبدادالجوالن.. معا �سد االحتالل و اال�ستبداد
رامي نخله - مو�سيقي 35. ربيع ال�سفدي
36. رنان ال�س���يد اأحمد – طبيب 37. رندا
مداح – فنانة ت�سكيلية 38. زاهر بريك -
طالب جامعي 39. �س���عيد مهنا ابو �س���الح
- مهند�ض معماري 40. �س���المة ال�سفدي
- م�س���ور 41. �س���ليمان عما�س���ة – محام
42. �س���ادي اأبو جبل – نا�س���ط 43. �سادي
عويدات - مو�سيقي 44. �سحاده ن�سراهلل
45. �س���ذى ال�سفدي – فنانة – مهند�ض ت�سكيلية 46. �سفاء اأبو جبل – محامية 47.
�سالح المرعي - مهند�ض كهرباء/مقا�ل
48. �س���امويل الول���ي - مهند����ض كمبيوتر
50. �س���ياء الحلب���ي - فنان ت�س���كيلي 51.
عاطف ال�س���فدي – �س���حافي 52. عزت
م���داح - مهند����ض 53. ع�س���ام ابراهي���م
- �س���يدلني 54. ع���الء ابو جب���ل - طالب
جامعي 55. عالء خنجر – فنان ت�س���كيلي
56. عمر اأبوجب���ل – طبيب 57. عمر� ابو
�س���الح - طالب جامعي 58. فادي رباح -
اكاديم���ي 59. فرا�ض مرع���ي - طبيب 60.
فهد الحلب���ي - فنان ت�س���كيلي 61. كرامة
62. ليلى ال�س���فدي اأبو �س���الح – مح���ام
- طالب���ه جامعي���ه 63. ماج���دة الحلبي-
طالب���ة جامعي���ة 64. ماجد�لي���ن مرعي/
ال�سفدي - هند�س���ة كمبيوتر 65. مجدي
ابو �س���الح )التتان( - طالب جامعي 66.
محمد ا�س���كندر ابو �س���الح - رجل اعمال
67. محمد �س���الح الق�س���ماني – نا�س���ط
68. محمد طربيه – مو�سيقي 69. محمود
محم���ود - طبيب 70. مر�س���ال ابو �س���الح
-نا�س���ط 71. معت���ز اأب���و جب���ل – نا�س���ط
72. مي�ض اإبراهي���م – طالبة جامعية 73.
نادي���ن ال�س���فدي - طالب���ه جامعي���ه 74.
ناي���ف فخرالدي���ن – طبي���ب بيطري 75.
ن�سال ال�س���وفي – قا�ض 76. نعمت مرعي
77. نه���اد الحلبي - ر�س���امه – مهند�س���ة ��س���انعة خزف 78. ه�سام ح�سين اأبوجبل
79. �ئ���ام الحلب���ي – طالب – مو�س���يقي جامعي 80. �ائل اأبوجبل – طالب جامعي
81. �ائ���ل طربي���ه – فن���ان ت�س���كيلي 82.
�هيب اأيوب – نا�س���ط �سيا�س���ي 83. يا�سر
خنجر – �ساعر/ اأ�سير محرر 84. يو�سف
ابراهيم - نا�س���ط
�سارك معنا في �لملف �لر�بع
�لتعددية ..بين �س�ريا في �لطائفي "�لتن�ع �لإيجابية و �لقنبلة �لم�ق�تة"