رواية ما زال هناك أمل

44

Upload: mashal-alshammri

Post on 26-Mar-2016

223 views

Category:

Documents


1 download

DESCRIPTION

رواية دراما قصيرة، تتحدث عن شاب صار ضحية مجتمع مهمل وظروف صعبه !

TRANSCRIPT

Page 1: رواية ما زال هناك أمل
Page 2: رواية ما زال هناك أمل

تأليف

مشعل

تصميم وضبط وتدقيق لغوي

آسيةبازرارة

شكر خاص

مصطفىالكندري

آسيةبازرارة

مانةالقحطاني ج

صفاءالعنزي

روابيالزهراني

عبدالرمحن

Page 3: رواية ما زال هناك أمل

المقدمة

وهي تتحدث عن بفضل هللا تعالى انتهيت من كتابة هذه الرواية التي تعتبر أول رواية أنشرها

حتى أصبح بليد اإلحساس ، .. ور صار ضحية ألب مهمل ، وجد متسلط قاس شاب في عمر الزه

لكن وفي لحظة لم يتوقعها يقع في إعجاب ابنة جاف المشاعر، كثير المشاكل، تغمر قلبه الكراهية

.خالته التي كانت سببا بتورطه في قضية أدخلته السجن

هديها ألولئك الذين فقدوا أ ،اتها الكثير من األملتحمل في طي ( ما زال هناك أمل) رواية

فلعل هذه الرواية تنتشلهم إلى األمل حتى سيطر عليهم اليأس فأصبحوا ضحايا في بئره المظلم

.البساتين الخضراء

“ منفذ “

في وسط الظالم ابحث عن بصيص [

]فهناك يكمن األمل .. النور

:لإلقتراحات والنقد والدعم

Twitter: @ma8roo6

Email: [email protected]

Page 4: رواية ما زال هناك أمل

الفصل األول

سرة جالسون على مائدة الطعام، ينظر الجد إلى الوجوه التي اعتاد أن يراها كل يوم كي األ

الذي -لكنه الحظ أن سعد ليس موجودا بينهم فنظر إلى أبا سعد يتأكد من وجودهم جميعا هنا ،

"أين ذهب سعد؟ : " بغضب وقال -يدعى حمد

:حمد أطرق برأس قائل

... "ال أدري، فمنذ الصباح "

:ه على المائدة بقوة ويتهيأ للوقوف ي فقاطعه الجد غاضبا وهو يضرب بكف

"كيف ال تدري وهو ابنك؟ "

:ثم جلس على كرسيه وأردف

"؟ !!أي إهمال هذا "

ال يملك إجابة على أسئلته تلك، فأمر الجد ابنه لم ينطق حمد بأي كلمة فالتزم الصمت ألنه

ألن سعد يعلم أن أباه يتصل ! أن يتصل على سعد ، فاتصل مرارا وتكرارا لكن ال مجيبد حم

!!وهو يرى أنه قد كبر وال يحتاج من أحد أن يخاف عليه كل هذا الخوف المبالغ به بسبب جده،

، تفقد الجد األسرة فوجد أن سعد مازال غائباعند الظهيرة حصل كما حصل في الصباح

:فغضب وقال لحمد

"إن لم تأتيني بسعد فسوف أعاقبك يا مهمل "

Page 5: رواية ما زال هناك أمل

قال تلك الكلمات وهو يشير بسبابته التي كانت ترتجف بتوتر ممزوج بالغضب خصوصا أن

ا وال يكترث بتعليمات الجد بعدما كان يخافه عندما كان سعد شاب في نهاية مراهقته وعنيد جد

.وهذا األمر الذي جعل الجد يفكر مرارا بطريقة يخلص فيها سعد من هذا العناد صغيرا ،

كما هو شائع اسمه ( أنجفه ) في تلك اللحظة كان سعد يلهو مع أصحابه عند بحر سلوى أو

قرب من الشاطئ، ويسبحون في هناك كانوا يعيشون طفولتهم في األلعاب الموجودة بال، في الكويت

.البحر

كان الطقس حينها دافئا قبل فصل الشتاء فاستغل الشباب كعادتهم كل سنة أن يذهبوا منذ

ومن بعدها يعود الجميع إلى منازلهم ليستحموا ويغيروا من ردائهم ومن ثم ، الصباح حتى الظهيرة

ع في المجمعات . يذهبوا إلى التسك

رجع سعد إلى المنزل ودخل بهدوء ، فهو يعلم يقينا أن جده نائم في هذا الوقت بعد تناول

وصالة العصر فيظل نائما حتى قبيل صالة المغرب، وبينما سعد يستحم أحست ، وجبة الغداء

:فطرقت الباب ورد عليها، شقيقته ريم بشخص في دورة المياه

"من ؟ "

"أأنت سعد ؟ "

"نعم سعد، ماذا تريدين ؟ "

! "ال شيء ، لكن أبي خائف عليك وذهب ليبحث عنك "

:مستغرباتوقفت يدا سعد التي كانت تفرك فروة الرأس وقال في نفسه

ماذا دهاه؟ ومنذ متى أبي يبحث عني وأنا قد كبرت وصرت !! إنه ألمر غريب! يبحث عني "

!! همممم حسنا ال يهمني ذلك!!! لكن اآلن ليس من حقه طفولتي له الحق في ذلك نعم في!!! رجال

"إنها مشكلته أن يخاف علي ويبالغ بخوفه، يجب أن أنتهي سريعا وأذهب إلى أصدقائي

:وبينما هو كذلك غارق في تفكيره وحديث نفسه قاطعته أخته ريم

"سعد لماذا سكت ؟ "

"ياريم، فقد أخذني تفكيري إلى مكان آخر ها؟ ال شيء"

Page 6: رواية ما زال هناك أمل

"حسنا آه"

فهي ( عالم الحيوان ) ذهبت ريم إلى صالة المنزل وجلست تشاهد أحد البرامج على قناة

. مهووسة بحب الحيوانات السيما القطط

ر بعد لحظات خرج سعد من الحمام وذهب إلى غرفته المبعثرة المهملة، فقميصه ملقى األ

وقد بلي بعد شهور من اإلهمال، وسريره تكدست فوقه المنشفة وبع المالبس التي تم تنظيفها

في ركن الغرفة، وأحذيته اهيك عن الكتب المدرسية الملقاةلكنه لم يضعها في دوالب مالبسه، ن

ارتداء ، وبعدما انتهى من!التي ليست على أرففها المركونة بجانبها وكأن تلك األرفف زينة

:مالبسه ذهب ألخته ريم ووقف أمامها وهو يعر نفسه

"ما رأيك يا ريم؟ هل أبدو أنيقا ؟ "

ا يا أخي .. ياي " "أنيق جد

"رغما عنك "

فصادف أباه الذي ركن .. ، ثم خرج من المنزل قد غضبتوضحك ممازحا إياها حينما رآها

.السيارة ونزل منها

ر سعد إلى أبيه الغاضب، ووقف وقفة الالمبالي وهو يتأمل نظرات أبيه لينظر ماذا سيفعل نظ

!!!به بعد هذا البحث والعناء منذ الظهيرة

Page 7: رواية ما زال هناك أمل

الفصل الثاني

نظر األب إلى ابنه وهو ينزل من سيارته نوع كوروال أبي اللون، وعندما وصل إليه

:سأله ! توقف أمامه وقد تغير وجهه غضبا

"أين كنت يا سعد منذ الصباح ؟ "

"مع أصدقائي " :أشاح سعد بوجهه عن أبيه وقال بنبرة استياء

:وقال غضب األب

"وقل لي أين كنت بالضبط ؟ !! عندما يتحدث إليك الكبير، ال تشح وجهك عنه "

:يه لم يعجبه ثم قالنظر سعد إلى عيني والده وقد رفع حاجبا وكأن كالم أب

... "وال يهم أين كنت فقد أصبحت رجال ويحق لي أن ! قلت لك مع أصدقائي"

خرجت جيرانه الذين أ فقاطعه األب غاضبا وهو يرفع سبابته بوجه سعد وصرخ صرخة

:بجانب منزله

حقي كأب أن أعرف كل ومن ! فما زلت تحتاج إلى أن تتعلم الكثير ،إياك أن تقلها مرة أخرى "

"ما يحصل في المنزل

وفي لحظة صمت ملت المكان، ينظر سعد إلى عيني والده وتارة ينظر إلى أصبعه السبابة

فهي المرة األولى التي يغضب فيها والده منه، ولم يملك الجيران المتجمعون !!وال يملك شيئا يقوله

نصراف، ثم دخل كل من حمد وابنه سعد طلب منهم االحولهما إال محاولة تهدئة الوضع لكن األب

.للمنزل ليكمال لهيب الحوار

:نظر األب إلى مالبس سعد نظرات ازدراء من أعلى ألسفل ثم قال

"أنت ذاهب اآلن ؟ أين وما هذا اللباس الغريب؟ وإلى"

:ضحك سعد بسخرية ثم قال

"مع أصدقائي وأنا ذاهب! ةهذا لبس الموض!! غريب ؟"

Page 8: رواية ما زال هناك أمل

:ع االب شفته بغيظ وجحظت عيناه من الغضب وقال

!! "ليذهب أصدقاؤك إلى الجحيم، فقد كرهتهم بسببك "

:رفع سعد يده بوجه أبيه وهو يصرخ

!! "ال أرضى ألحد أن يتكلم عنهم أو يمسهم بسوء ! إال أصدقائي "

تلك اللحظة استيقظ الجد بسبب صراخ سعد، ففتح يد سعد مصدوما، وفينحو نظر األب

وهو يفرك عينيه ثم ارتدى نظارته ثم حدق النظر وقال نافذته وقد أطل عليهم من الدور األول

:غاضبا

"ال تجعله يخرج يا حمد، ائت به إلى غرفة الجلوس فلي حساب معه "

:ه من ضوء الشمس وقالنظر حمد إلى الجد وهو يحتمي بيده اليمنى عيني

".حسنا يا أبي سآتي به اآلن "

، حينما سمع سعد كلمات جده تلك استغل فرصته للهروب بينما والده منشغل مع الجد بالكالم

!ففتح الباب وهرب بعيدا

فقال ،فقد توارى عن األنظار بين األزقة والطرقات.. حاول أباه اللحاق به لكن ال جدوى

: غاضباب األ

ا لقد أفلت مني " بحث عن سعد أفسوف عصاهأقسم لو ضربني ب؟ يا إلهي ماذا سأقول ألبي ،تب

!"وألقنه درسا مؤلما لن ينساه

رجع حمد إلى المنزل وهو يجر خطاه خائبا على هروب سعد فاستقبله الجد جالسا على

يم تقوم بتدليك قدميه كعادتها كل يوم قبل الغروب، ور كوب الماء، كرسيه، والجدة بجانبه حاملة

-وهو عكس سعد تماما -وزوجة حمد بالمطبخ تعد الشاي والقهوة العربية، وبدر الذي يصغر سعد

:حمد وقال بنبرة قاسيةنحو عصاهمنشغل على جهاز الكمبيوتر، فرفع الجد

"مساكه ؟ إطع اللحاق به وأيها الجبان، كيف هرب منك ذلك المراهق ؟ ألم تست"

Page 9: رواية ما زال هناك أمل

:ودار حول حمد حتى وقف خلفه ثم قال ةقام الجد من كرسيه ومشى بخطوات بطيئ

هل خرجت من ظهري لتكون !! وأنت !! ما كنت في سنك كنت أسرع أقراني عند ؟أتدري"

"كأمك ضعيفا ؟

اكتفى وما حمد فلم ينطق حرفا، أ - ةالجد -قال جملته األخيرة وعيناه تتجه نحو زوجته

فهو إن أجابه بالنفي فسوف يحكي له مغامراته أيام شبابه وإن ، وشحب وجهه ألما بزفرة خفيفة

.أجابه بالتأييد فسوف يكذبه ولن يصدقه

:صمت الجميع بعد ذلك وفي تلك اللحظة جاءت زوجة حمد وقالت للجد

"ي والقهوة، وقد جهزتهما في غرفة الجلوس عمي لقد انتهيت من إعداد الشا"

"هممم حسنا سآتي اآلن "

.كان سعد في تلك األثناء جالسا في بيت صديقه عادل الذي لم يأته منذ أمد بعيد

قلت رأسه بسبب مجيئه، كلما حاول أثوعالمات االستفهام قد متعجبا عادل ينظر إلى سعد

أن يحرجه بأسئلته الفضولية، لكن فضوله كان أقوى فكسر يرد فهو لم أن يسأله عن السبب تردد

:قال بنبرة هادئة يشوبها الفضولوحاجز الصمت

"اممم ممكن سؤال ؟ "

:قطع ذلك السؤال حبل أفكار سعد فقال

"تفضل "

ا لم تأت إلي خصوصا أنك منذ مدة طويل ،من مجيئك في هذا الوقت أنا متعجب بصراحة " ة جد

..... "بل وحتى بالمناسبات لم تتصل بي فكيف

:قاطعه سعد قائال بشكل متقطع

"؟ !إليك ؟.. في مجيئي .. إزعاجا .. لك .. سببت .. أنني .. ذلك .. يعني .. هل "

:اد قال عادل مترد

!! "مجرد فضول الال ال ال يا صاحبي لـ لـ لم أقصد ذلك لكنه مـ"

Page 10: رواية ما زال هناك أمل

:حدق سعد النظر في وجه عادل وقال

"ل عنك فاترك الفضو ،فضول ؟ ال تنسى أنك رجل "

"ماذا تعني ؟ "

! "شارة يفهم عنيت ما عنيت، واللبيب باإل"

للمقصد ثم سكتا وبدأ عادل يفكر في مقصده لكنه لم يعر للمر اهتماما ألنه أصال لم يتوصل

:يعرف سبب مجيئه، لكن قاطع تفكيره سعد فقال أن هو كل ما يهمه ، فمن كلماته

"أتيتك ألجل أن أطمئن وأسلم عليك ،حسنا يا ذا الفضول، سأشفي غليل فضولك "

فال يعقل بشاب مثل سعد طائشا أن يبادر بمثل تلك ، ذلك المبرر لم يقنع عادل أبدا

!المبادرات

، ثم طلب سعد من عادل أن بعد ذلك دخال في أحاديث أخرى ومن ثم احتسيا الشاي األخضر

وطلب ، فأوصله إلى هناك ودخل في منزله إلى منطقة مشرف حيث يسكن صديقه محمد، يذهب به

منه أن يذهب به إلى بحر الزور فورا قبل أن يأت أخاه أو أباه، فهناك يكون قد ابتعد عن منزله

.ل أهلهب لية وجوده تكاد تكون معدومة من ق واحتما

كان أهل سعد يشغلهم التفكير بأمره، فاألب ينتقل من مكان إلى مكان باحثا وقد ذهب وقدم

.بالغا في المخفرالذين قاموا بدورهم مشكورين بالبحث عنه

ا أما الجد فقد شعر بالتعب وهو يفكر بأمر سعد فتارة يغضب وتارة يبكي أ لما فهو يحبه حب

ا ..طفولته وهما يمرحان في حديقة المنزل ووسط البراري وعلى الشواطئ ذكرياتخصوصا جم

.كلما تذكر تلك األيام فإن نار الغضب تطفئها دموع الحنينف

مد عليه، فتجمع حوله أهله باستثناء ح غشيوبينما هو كذلك غارق في التفكير شعر بالتعب وأ

وبدر الذي كان يبحث أيضا عند أصدقاء سعد المقربين، ولسوء ان خارجا يبحث عن سعد،الذي ك

:على الهاتف حينما جاءه اتصال من المنزل فقال وهو يمسك هاتفه حظ الجد أن بدر لم يرد سريعا

! "همال ي سعد ،كعادتهم يسألون عن ؟؟ماذا يريدون"

Page 11: رواية ما زال هناك أمل

رد -أكثر من عشر مرات -ت مع تكرار االتصاالو فارغ بجانبه،قذف بجهازه على المقعد ال

:ه ترتعد أمسك بالهاتف ويد ،عندما أحس بخطر ما قد حصل عليهم

"نـ نــعم م ماذا تريدون؟ "

:جاء صوت ريم بنبرة خائفة مضطربة تبكي

"المشفى لقد أغمي على جدي وأبي بعيد عنا، أرجوك تعال بسرعة لتأخذه إلى "

:رد عليها بنبرة ال تقل خوفا منها وكان مصدوما مما سمع

"سآتي حاال .. يا إلهي "

أسرع بدر بسيارته وقد كانت منطقة مشرف بجانبه، فهو كان في طريقه لمنزل محمد

.لكن االتصال جاءه قبل أن يصل إليه

لجد في سيارة حمد ثم انطلق مسرعا إلى تزامن وصوله مع وصول والده ، وبسرعة أدخلوا ا

أما بدر فقد لحق بأبيه ومعه أهله، وفور وصولهم أدخل األطباء الجد إلى العناية الفائقة،، المشفى

فهم اآلن وقعوا في ؛ وحمد وابنه بدر بالخارج وباقي أهله أيضا موجودون ينتظرون ويبكون

.ليس لهم اآلن سوى الصبر والرضا والدعاءو( !! مصيبة الجد ومصيبة هروب سعد ) مصيبتين

Page 12: رواية ما زال هناك أمل

الفصل الثالث

ا فالثواني اصبحت الجميع ينتظر خروج الطبيب المعالج وكان الوقت يمر عليهم بطيئا جد

:وبعد انتظار خرج الطبيب وقال بالنسبة إليهم لحظات طويلة عصيبة

... "إنه في غيبوبة "

:رأسه مردفا بأسى وأطرققليال سكت

"فإن استفاق منها صار مشلوال وإن لم يستفق فادعوا له بالرحمة ! وربما ستطول به الغيبوبة "

ثم أدار ظهره ومضى إلى مكتبه، بينما حزن الجميع لسماع ما حصل للجد، وصاروا

.يزورونه كل يوم لينظروا إليه والدعاء له فقط

ها المصحف لتقرأ عند رأسه القرآن كل يوم ، فهي تعلم يقينا أن القرآن ريم كانت تأتي وبيد

ونفسي وروحي، وبدر يتصدق ويدعو كل يوم واألب أصبح ينفق شفاء وقاهر لكل مر عضوي

فهي تقوم بدورها بالصالة في وكذلك أم سعد، بما يقدر على الفقراء والمحتاجين بنية شفاء والده

صار هذا ديدنهم، وصار لسان حالهم ء له بالشفاء، حتى باقي األهل واألقاربآخر الليل والدعا

:يقول

"ما زال هناك أمل بالشفاء "

، واألم تبكي كلما مرت ساعة لم تر فيها لمنزل وصاروالده يفكر به كثيراسعد لم يرجع إلى ا

.وبدر المسكين كل يوم يبحث عنه ابنها

سعد في عملية الهروب واالختباء ، فهو يختار أماكن ال تخطر في ذكاء المشكلة تكمن في

ا ولن بال أهله أبدا وربما سبب ذلك أن أهله ال يعلمون شيئا عن تلك األماكن أو أنها بعيدة جد

!يتوقعوا أن يكون هناك أبدا

إلى ه أن يذهبلكن بدر أيضا كان يبحث في كل مكان سواء قريب منهم أم بعيد، وخطر ببال

في حل المشاكل والذي يسكن بالقرب من منطقتهم وبالتحديد في صديقه مساعد المعروف بحكمته

.منطقة األندلس

Page 13: رواية ما زال هناك أمل

وصل إليه ونزل من سيارته ثم طرق الباب فخرج أبو مساعد ، فتقدم بدر نحوه وقبل رأسه

.نتهي مساعد من االستحمامطلب من بدر أن يتفضل في مجلس الرجال حالما ي، فوسأله عن مساعد

بعد دخل بدر المجلس وجلس أبو مساعد أمامه وتحدثا عن دراسة بدر وطموحه الذي يريده،

ذلك الحديث الملهم دخل مساعد الحكيم المجلس فقبل رأس أبيه ثم سلم على بدر وانطلق إلى حيث

. مه وأمام بدر كوبا من الشايوبعدما شربا القهوة وضع أما ، الشاي والقهوة العربية وجاء بهما

اعتدل بدر من جلسته كي يبدأ بسرد تفاصيل مشكلة سعد، وحكى له كل ما حصل ، ومساعد

ينصت بإحكام ويقظة دون شرود ودون أن ينشغل بشيء آخر، وفجأة انقطعت عنهم الكهرباء

أتى بها وهي فذهب ثم ،أذن مساعد من بدر أن يأت بشمعةبسبب عطل حصل في المنزل فاست

.مشتعلة وقد بدأت تذوب من حرارة اللهب، وحرارة المشكلة العقيمة

:ينصت من جديد حتى إذا انتهى بدر قال مساعد بوقار بدر بجانبمساعد جلس

"انتهيت يا صديقي ؟ "

"نعم انتهيت "

د المزاج وحذر حسنا أنت ذكرت أن سعد شاب طائش ومتهور، وذكرت أنه طويل اللسان وحا"

"وهو قد هرب منذ أيام لكنكم لم تجدوه، هل بحثتم عنه في مكان بعيد عن الفردوس ؟ جدا وذكي،

"نعم في كل مكان "

صدقني يا بدر لم تبحثوا في كل مكان، فهو لم يخرج من الكويت بسبب أن أمن الحدود لديهم "

"ه ك ثمة مكان لم تبحث فيربما هنا صورته وبياناته،

: سكت وهو يفكر ثم أردف بهمس

! "بل ربما أماكن يا صديقي "

:صمت بدر قليال ثم قال

"ربما أنك على صواب لكن أين تتوقع أن نجده "

:تنحنح مساعد وقال

"صديقي بدر هل بحثت في شاليهات منطقة الجليعة ؟ "

Page 14: رواية ما زال هناك أمل

أن سعد ليس لديه أصدقاء بالقرب من تلك المنطقة، لكن بصراحة ال، لم أفكر بها أبدا خصوصا "

" ولم تقل مثال شاليهات الدوحة ؟ ؟قل لي لماذا الجليعة بالذات

ألن شاليهات الدوحة قريبة من منزلكم، ولربما شاهده أحد قريب منكم أو جار لكم في مكان "

"ما بالقرب من هناك ، أفهمت يا صديقي ؟

"نه ال يملك شاليها بالجليعه أيضا نعم فهمت، لك"

: ابتسم مساعد بثقة وقال

! " ال تدري ،يزي ربما استأجروا شاليها هناكيا عز"

:هز بدر رأسه وهو يفكر بكالم مساعد مؤيدا إياه ثم قال

"حسنا ، ما رأيك أن نذهب معا لنبحث عنه هناك؟ "

حث عن سعد، وحينما بدر إلى شاليهات منطقة الجليعة للب وافق مساعد على أن يرافق

!! آهومرا من سوق مركزي هناك فعر بدر صورة سعد للموظفين لعلهم ر ،وصال بحثا عنه

وبالفعل حينما تعرف الموظف الذي يعمل محاسبا هناك عليه ذكر لهما أنه قد رآه قبل ساعة

م خرج وجلس في السيارة مع مساعد ينتظرانه حتى يأتي ث هنا وخرج ، اطمئن بدر لسماعه ذلك،

على المخفر ليخبرهم أن ابنه مرة أخرى إلى السوق، ثم اتصل على أبيه الذي قام بدوره باالتصال

.سعد موجود في منطقة الجليعة لكي يقوموا بضبطه ومن ثم يتم تسليمه إلى ذويه

Page 15: رواية ما زال هناك أمل

الفصل الرابع

كثب في السيارة التي ركنوها في مكان قريب بين السيارات بدر ومساعد يراقبان عن

:المزدحمة هناك في المواقف حتى ال ينتبه لوجودهما، وبعد لحظات جاء أبو سعد واتصل على بدر

"أين أنت ؟ "

"أنا خلف سيارة اللكزس األبي "

سعد أن من أبا ذهب إلى حيث الوصف ووجده داخل السيارة مع مساعد فنزل مساعد وطلب

:، قال أبو سعد وركب هو في المقعد الخلفي ،يصعد في المقعد األمامي

قبل مدخل السوق، لنذهب بالقرب نقطة تفتيش بباقي المهمة، فهي قد نصبت ستتكلف الشرطة"

"ويسلموه لي إن شاء هللا بعد التحقيق من النقطة حتى يتم القب عليه

جاء سعد وصديقه فلما الحظا نقطة التفتيش اضطرب سعد وقال بعد ساعة من ذلك الوقت

:لصاحبه محمد

اهرب بسرعة قبل أن يكتشفوا أمري، أنا اعلم أن أبي زود الشرطة بصورتي ومن المؤكد أنهم "

"لو رأوني فسيقبضون علي

"تمسك جيدا .. ال تخف "

، كانت المسافة بينهما مائة متر حينما بهرطة وبحركة سريعة خالف محمد السير فاشتبهت الش

بين السيارات وكان محمد يجيد القيادة ويراوغ بسيارتهلحقت الدوريتان ..الحظ سعد نقطة التفتيش

.هبثقة كبيرة بقدرات

وقع سعد استسلما وفي النهاية ! ، وبالفعلالطريق طلب الشرطي قوة إسناد تعمل على إغالق

.دون محاولة للهرب صديقه محمد في قبضة الشرطة وكذلك

تم اقتيادهما إلى المخفر ولحقهم حمد وابنه بدر وكان مساعد بالخارج ينتظرهم، بعد التحقيقات

وطلب الضابط من األب أن يوقع تعهد بعدم التعر له بأذى بعدما ذكر له وقع سعد على تعهد

.عليهسعد أسباب هروبه فوافق ووقع

Page 16: رواية ما زال هناك أمل

ا إلى المنزل ومحمد عاد إلى منزله بعد تنازل حمد عن رفع قضية ضده، وفي ذهبوبعد ذلك

.التهديد على ما حصل ، لكن سعدا لم ينطق بشيء السياره وبخ حمد ابنه سعد توبيخا يخلو من لغة

التي تدرس في جامعة ( فاطمه) وابنتيها ( نوف ) لما وصلوا المنزل وجدوا خالة سعد

الثاني عشر ) التي ما زالت في الثانوية وبالتحديد ( شروق ) و لغة عربيةتخصص -الكويت

الذي كان مزعجا مشاكسا كعادة ( عبدهللا ) والصغير وهي مخطوبة البن عمها منيف( علمي

.الكثير من األطفال

كل من دخل األب في مجلس الرجال، أما سعد فقد تنحنح قبل دخول صالة المنزل كي تدخل

.وتبقى الخاله وطفلها المشاكس في الصالة ليسلم عليها إلى غرفة ريم فاطمهشروق و

حضرت ، ثم أسرع ابن خالته المشاكس وقفز على سعد يقبله ومن ثم بدر وسلما على خالتهما

، عانقته شوقا وحبا فاندفعت إليه بقوة! ابنها الغائبالتي كانت في غرفتها تكتحل ورأت أم سعد

.صمت على أن يوضح لها موقفهعلى فعلته وهو فضل التبكي وفي نفس الوقت تعاتبه وهي

: جلساأن سأل سعد أمه بعد

"أين جدي ؟ "

:تنهدت األم ثم قالت

"جدك في المستشفى "

:قال سعد ببرود

"أها ، ماذا به ؟ "

:تماما فقالتشعرت األم بذلك البرود، لكن لم تعر ذلك اه

"إنه في غيبوبة وال نعلم متى سيصحو "

:أحس سعد بارتياح شديد حيال سماعه لتلك الكلمات ولسان حاله يقول

"آه وأخيرا سأستنشق أوكسجين الحرية "

بالنسبة إلى سعد والحظت ان وجهه قد ابتهج فشعرت فاطمهكانت كلمات األم بشرى

.ذلك باالستياء حيال

Page 17: رواية ما زال هناك أمل

"عافاه هللا : " قال لها بكلمات يجاملها فيها

ثم استأذن وذهب إلى غرفته ليغير مالبسه، وبعد دقائق خرج من الغرفة فتصادف مع خروج

وبحركة سريعة .. فراح ينظر لها نظرات إعجاب هادئة ،وهي ذاهبة إلى المطبخ فاطمهابنة خالته

.ريعامنها صدت بوجهها حياء ودخلت س

:ظل سعد واقفا يفكر بها ويقول في نفسه

! لمهملةتلك الطفلة الشقية ا فاطمهأيعقل أنها ! منذ زمن طويل لم أرها! يا إلهي ما هذا الجمال"

بدأ قلبي ينب بسرعة وكأنني أول مرة أشعر بنبضه ، أيعقل أنني ؟ماذا دهاني حينما رأيتها

لكن يجب أال أفكر بها ! إنها جميلة بحق تقد فأنا وهي تربينا مع بعضناأع ال.. ال ال ! أعجبت بها

"حسنا سأدخل موقع تويتر ألغرد قليال قبل أن أنام .. أكثر فأنا أرف الحب ، ال يهم

دخل سعد إلى موقع تويتر وحينما هم بالكتابة شعر بإحساس غريب له طعم لذيذ كالعسل

لكنه حاول مجاهدا نفسه أن ! إحساس يقوده إلى اإلعجاب بتلك الجميلة، اوبارد كنسيم الشتاء فجر

وال جدوى من المدافعة فكلما حاول طرد ، يبعد ذلك االحساس، ولسوء حظه باءت مجاهدته بالفشل

:كتب تغريدةف. فاطمهتلك األفكار، ارتسمت في مخيلته صورة

ي، وكان ذلك النب سببه رؤية ابنة خالتي التي أيها المتابعون إنني ألول مرة أشعر بنب قلب"

فهل نبضاتي تعتبر مؤشرا ! وبعدما كبرنا افترقنا، وبالمصادفة رأيتها تربينا مع بعضنا منذ الصغر

"لإلعجاب ؟ أم أنه شعور طبيعي كالخجل مثال ؟

دما رفا، بعكان قد أرسلها على تغريدتين بسبب أن الموقع حدد لكل تغريدة مائة وأربعون ح

حتى يستبعد فكرة اإلعجاب بها ، ولكن من " إن ذلك شيء طبيعي " أرسلها تمنى أن يجيبه أحدهم

" إعجاب " فكانت تغريدات متابعيه كلها تقول بأنه سوء حظه أن الردود كانت عكس ما تمنى،

حد أيام الصغر إال أن قضية التربية تحت سقف وا دره لذلك، فهو رغم أنه أعجب بهافضاق ص

.تجعله يستبعد فكرة أن تكون له زوجة مستقبال

ا من الفردوس اتصل سعد على صديقه رائد الذي يسكن في منطقة النهضة القريبة جد

:، فلما أجاب رائد على الهاتف قال سعد ه خبرة في علم النفسفهو لدي

"رائد أريد أن أتحدث معك في موضوع أشغلني كثيرا "

Page 18: رواية ما زال هناك أمل

"حسنا قل ما لديك "

على شاطئ ويكون أفضل لو تكون الجلسة ، فالموضوع يحتاج إلى جلسة طويلة، ال ليس هنا"

"البحر

"انتظرني دقائق .. حسنا سآتيك اآلن "

وقبل أن ، بعد ربع ساعة من الزمن وصل رائد إلى منزل سعد، واتصل به كي يخرج إليه

فاطمهمن أبيه الخروج للبحر، ثم خرج إلى رائد ، وفي الطريق كان سعد يفكر بيخرج استأذن سعد

!! "كم هي جميلة : " وبال شعور همس

"من ؟ : " نظر رائد إليه باستغراب

: انتبه سعد لنفسه فضحك بكبرياء

"ال تنشغل بي اآلن ألنني بسببها أتصلت بك "

: فهم رائد مقصده وقال

"حسنا، لكن قل لي أي شاطئ بالضبط تريدنا أن نذهب إليه ؟ "

"اممم شاطئ األبراج "

منذ الصغر حتى تلك فاطمهوصال وجلسا على الشاطئ ، بدأ سعد يحكي لرائد قصته مع

:ولما انتهى صمت رائد وهو يفكر بعمق ثم قال اللحظة التي رآها فيها

لك هو أن قلبك بدأ يتعلق بها حتى وإن رف ذلك عقلك ، وكرهتها يا سعد بصراحه ما حصل "

......... "نفسك ، فالقلوب حينما تتعلق بشخص فإن المشاعر ستتدفق إليه و

:قاطعه سعد معارضا

!! "لكن يا رائد أنا أعتبرها أختا لي وال أريد أن أفكر أبدا بالزواج منها "

... "دقني أنت وقعت في بدايات حبـيا عزيزي يا سعد ص"

Page 19: رواية ما زال هناك أمل

:صرخ بغضب

( الحب ) أنا أعرف نفسي جيدا ، إنني أبغ ذلك الشيء الساذج والذي تسمونه ! ال تكمل "

فهذا ضعف وغباء وال أعترف به، فلو كان حبا يا رائد لرأيتني هزيال ضعيفا أقضي وقتي بالبكاء

"والحزن

مه الخاطئ والسطحي وأخذ يفكر بحال سعد ، فهو يدرك عناده وكبريائه وفهسكت رائد قليال

السيما تلك التي تتعلق بالمشاعر، فآثر السكوت في تلك اللحظة حالما يهدأ غضب ر، لبع األمو

سعد خصوصا أنه للمرة األولى يشعر بنب الحب في قلبه الحجري، وكذلك يدرك أن الحب األول

ليحل بها مشكلة سعد عن طريقة ما -رائد -ثم سيبحث ، ب بدايته اعجاب بالمظاهرا يكون حغالب

.المبتلى

Page 20: رواية ما زال هناك أمل

الفصل الخامس

استأذن رائد من سعد ليذهب إلى دورة المياه القريبة من الشاطئ، وبعدما انتهى لفت انتباهه

:قال في نفسه، فجلس عليه ليفكر وحده بطريقة ما لحل مشكلة سعد أحد الكراسي

اممم كيف أقنعه بأنه قد أعجب بجمالها وأن هذا اإلعجاب ربما سيتطور إلى الحب إن استمر "

والمشكلة أن هذا النوع من الحب يجف سريعا وال يدوم ،فلو اقترح عليه خطبتها على التفكير بها؟

ناعه بأن يتزوجها ألجل دينها ، سأحاول اقأتمنى ان يقبل بها! دون توضيح لذلك الشعور لكان أفضل

"وأخالقها

قام رائد من ذلك الكرسي وذهب إلى سعد الذي كان مستلقيا على ظهره يتأمل هدوء السماء،

:فجلس بجانبه وقال

ما رأيك يا سعد أن تتقدم إلى ابنة خالتك ؟ فإنني وحسبما ذكرت لي فإني اعتقد أنها تصلح "

"ء زوجة لك فهي ذات دين وحيا

ا للزواج ، كما أنها تدرس في الجامعة " "لست مستعد

" حسنا اخطبها اآلن وبعدما تتخرج هي تكون أنت مستعد للزواج بإذن هللا "

:نظر سعد نظرات حادة إلى رائد وقال

ها لكن لماذا تريدني أنا بالذات أتزوجها؟ وأنا قلت لك بأنني ال أحبها لكن مشاعري تجاه"

"مشاعر أخوية

انا قلت لك ذلك ألنني أرى أنك تصلح لها وهي تصلح لك، فأنت شاب طموح متوقد لكل جديد "

"تشجع كل من تحبه ، فإن تزوجتها فستكون لك خير داعم ومحفز للنجاح وهي منضبطة متفائلة

:فكر سعد بكالمه ثم تجهم وقال

"لي ، أرجوك يكفي، فأنا ال أحتمل التفكير بذلك ال يمكنني تخيلها شريكة .. ال "

Page 21: رواية ما زال هناك أمل

"حسنا يا سعد، ما رأيك أن نذهب إلى مطعم ميس الغانم لنتناول طعام العشاء ؟ "

:قال سعد ممازحا

"موافق لكن على حسابك الخاص "

:وقال ضحك رائد

"موافق "

:منشغال بنف التراب عن مالبسهوهو ينظر إلى سعد الذي كان ثم قال في نفسه

فإني أجس نب ،سيأتي اليوم الذي تخبرني فيه بأنك قررت الزواج منها.. صدقني يا سعد "

"قلبك كلما تحدثت عنها ، ومالمح وجهك التي تدل على أنها ملكتك

لسعد اتصال على هاتفه ذهبا وتناوال العشاء ثم عادا وركبا السيارة، كان زحاما كالعادة ، جاء

: فتعجب قائال رأى أن المتصل هو والده..

"ماذا يريد والدي رغم أنني أخبرته بذهابي معك للبحر؟ ! أمر غريب"

"أجبه يا سعد ربما أراد شيئا منك "

"أهال أبي : " ضغط سعد على الزر األخضر

"هل ستذهب معنا لزيارة جدك ؟ "

:جه سعد وقد بدت عليه مالمح االستياءتغير و

"أعتقد بأنني سأتأخر قليال لذلك ال تنتظروني "

"هل ستلحقنا هناك ؟ "

! "ربما: " قال بال مباالة

"حسنا سنذهب وإن كان لديك وقت فتعال "

"حسنا "

"إلى اللقاء "

Page 22: رواية ما زال هناك أمل

"إلى اللقاء "

:نهد وتتأفف ، قال له رائدأغلق سعد الهاتف ثم ت

"ما بك ؟ "

"ال شيء "

"ربما استطعت معالجة موضوعك، يبدو أنك مستاء من شيء ما "

!! "قلت لك ال شيء، أرجوك ال تكثر من إلحاحك : " رد بضجر

:قال رائد محاوال تهدئته

! "رد أن أزعجك هون عليك، لم أ .. حسنا يا صديقي، هون عليك "

وراح سكت اإلثنان، وظل سعد عبوس الوجه الوجه ثم اسند مرفقه األيمن على باب السيارة

فاطمه، لمح سيارة تقودها فتاة تشبه وفكره يدور بأمور أخرى أشغلته ،ينظر للسيارات التي بجانبه

:فقال في نفسه

"كيف ذلك؟ متنقبة ، فاطمهيا إلهي أيعقل أن تكون هي؟ لكن "

رائد أرجوك ألحق بتلك السيارة :" ثم قال كلمات سريعة أفزعت رائد النه كان يفكر أيضا

!! "العنابية

"أتقصد تلك الجاكوار ؟ : " نظر رائد إلى السيارة

"أقترب منها ةنعم أرجوك بسرع"

ة في غاية الجمال لكنه سريعا حين اقترب رائد ونظر من بداخل السيارة وجدها فتاة شاب

فحاول رائد صد !! أم ال فاطمهوظل سعد يحدق النظر محاوال التعرف عليها هل هي كف بصره،

.. وجه سعد عنها لكنه يرف

انتبهت الفتاة لذلك فخافت وتقدمت بسيارتها سريعا أما رائد فقد تعمد إبطاء سرعة السيارة

:لكن رائد أجبر على صفع خد سعد وقال بنبرة غضب ،ق بها مرة أخرى رغم إلحاح سعد باللحا

"هل جننت يا سعد ؟ "

Page 23: رواية ما زال هناك أمل

:سعد وضع يده على خده وهو ينظر إلى رائد مشدوها وبعد لحظة من الصمت قال

"أتصفعني يا رائد ألجل أنني طلبتك طلبا كان لحاجة في نفسي؟ "

:يصارع ضجة مدوية في قلبه كظم رائد غيظه وقال بهدوء

يا سعد كيف تطلب مني أن ألحق فتاة وأنا في حياتي لم أتجرأ لذلك ؟ لماذا تحرضني على "

"الخطأ ؟

...... "أقسم باهلل أنني لم أقصد أن ترتكب ذنبا ولكنها تشبهها "

:ثم سكت، فقال رائد

"تقصد ابنة خالتك ؟ "

!! "أجل هي : " طرق رأسه بأسى أ

"اها اعذرني اسأت الفهم يا عزيزي ولكن ليس من العقل أن نلحق بها هكذا ونثير الشبهات "

:سكت سعد قليال ثم قال

ال أدري لماذا شعرت بلذعة في قلبي حينما .. ال أدري لماذا ينشغل بها هكذا! تبا لهذا القلب"

"!!! سحقا! ر غريب ألول مرة يعترينيشعو!! تي تشبههارأيت تلك الفتاة ال

لم يرد رائد عليه بل اكتفى فقط بترك المجال لسعد أن يقول مافي قلبه لعل ذلك يخفف من

.همه ولو بالقليل

رجع سعد إلى المنزل وجلس على حاسوبه الشخصي يتنقل بين المواقع حتى وصل أهله إلى

شعر سعد حين سمع إغالق الباب أنه البد ف، ! ب ليستطلع هل ابنه موجود أم الألذهب ا، المنزل

وحينما ذهب فرآه أباه هكذا فاطفأ المصباح ومضى إلى غرفته، فمثل دور النائممن مجيء أبيه إليه

.حاول سعد أن يجلس لكن تمثيله نائما صار حقيقة فنام حتى الصباحأباه

على المائدة لتناول االفطار وسعد شارد الذهن ، -ما عدا األب -في الصباح جلس الجميع

استنكرت األم شروده

"سعد ما بك شارد الذهن ؟ : " قالت

Page 24: رواية ما زال هناك أمل

"ال شيء يا أمي ، فقط أفكر حيال أمر ما "

:ثم أمسك الخبز وهم باألكل وقال

" ال تكترثي فهو موضوع ال يستحق الخوف يا أمي.. ال عليك "

.وابتسم ابتسامة مصطنعة وبدأ يأكل، رغم كل ذلك لم تصدقه أمه

: كان سعد يفكر ، قطع حبل أفكاره قول ريم

"في الجامعة ؟ فاطمهأمي أسمعتي بما حصل ل"

"ماذا حصل لها ؟ :" لفتت كلماتها انتباه سعد فقال محاوال إخفاء مشاعره

:ا باهتمام سعد المفاجئ ، ثم أكملت ريم تعجب كل من كان موجود

إلى دكتور مادة العصر الجاهلي في الجامعة تطلب منه المساعدة بأن يعطيها فاطمهذهبت "

طلب منها أغلى ما تملك ، كعادة بع -وبخسة نفس ودناءة فكر -درجة ترفع من معدلها لكنه

ت له كلمات معبرة عن رفضها الشديد فقال، مرضى النفوس الذين ال يستحقون مسمى أكاديمي

"جعلته يغضب لكنها لم تكترث لذلك وخرجت من مكتبه

ا وقد بدا ذلك واضحا في مالمح وجهه وهو كان سعد حينما سمع تلك الكلمات غاضبا جد

: قالت أمه وهي تنظر بشفقة، قابضا يديه بقوة ويزفر غيظا

"ماذا بك يا سعد ؟ "

"ال شيء : " حوب قال في ش

: ثم استأذن وقام من كرسيه قائال بغضب

"عن اسم ذلك القذر حاال فاطمهريم يجب أن تسألي "

"؟ ....لماذا .. لكن لـ ..لـ: " قالت ريم بنبرة مضطربة

:زاد سعد من حدة نبرته فنظر إليها وصاح قائال

"ثم ابلغيني ، أفهمتي ؟؟ ال تكثري من األسئلة، قلت لك اسئليها"

"حسنا ... حـ ... حـ "

Page 25: رواية ما زال هناك أمل

"سأذهب اآلن، واتصلي بي حالما تعرفين اسمه، انتظرك ، ال تتأخري "

:بعدما خرج، نظرت ريم إلى والدتها فقالت خائفة

! "أمي ماذا دهاه ؟"

:اومأ األم بيده وقالت

"أتركي األمر لي .. ال عليك "

كي -الذي كان ذات يوم صاحب خبرة في الجرائم -لى بيت صديقه بندر مضى سعد إ

:ا في المجلس قال سعد بنبرات تفور بنار االنتقامفلما جلس ،يطلب مساعدته في هذه العملية

"بندر هل لك أن تساعدني في جريمة قتل ؟ "

:نظر بندر مشدوها

!!!! "لماذا ؟!!!!!!! قتل !!!! سعد "

"نعم قتل "

: زاد ذهول بندر وأشار بسبابته نحو سعد

"أنت ؟ أيعقل ؟ .... سعد "

:قال سعد محاوال كظم غيظه

"أتريد أن تساعدني أم ال ؟؟؟ "

"لماذا فكرت اآلن بذلك فجأة ! سعد أنت شخص طيب ولم ترتكب جريمة من قبل "

:وقف سعد غاضبا

"تساعدني أم ال ؟؟؟ .. قل لي . .أوووه "

Page 26: رواية ما زال هناك أمل

:قال بندر بهدوء

لك ما أردت، واآلن أستأذنك قليال ، فأمي تتصل بي، يبدو أنها تريدني في أمر ما .. حسنا حسنا "

!! "لن أتأخر .. سأذهب إليها في غرفتها

سيكون عزاؤك غدا أيها : " ربعد أن ذهب بندر، همهم سعد قائال وهو يتذكر موقف الدكتو

" . الخسيس النذل

Page 27: رواية ما زال هناك أمل

الفصل السادس

، فأمسك هاتفه بغضب مر وقت طويل وسعد ينتظر اتصاال من ريم لكنه شعر بأنها تأخرت

: فلما رأت ريم أن المتصل هو سعد خافت وأعطت الهاتف ألمها وقالت بنبرة خائفة ،واتصل بها

ا مع ال أرجوك " "دكتور يا أمي أنا خائفة وال يمكنني أن أجيب على سعد، فهو يـريد أن يفعل شر

:وبسطت كفها هدوء قالت أمها ب

"أذكري هللا يا ريم وأعطيني الهاتف ألرد عليه، وسيكون كل شيء على ما يرام إن شاء هللا "

رت هللا وابتسمت ثم مدت الهاتف لها ، فأخذته األم شعرت ريم بالطمأنينة بكلمات أمها، فذك

:وضغطت على الزر األخضر لتجيبه وقبل أن تتكلم صاح سعد غاضبا

"لماذا أنت باردة األعصاب ؟ أجلبتي لي رقمه أم ال ؟ "

:بهدوءابتسمت األم وقالت

"يا بني ماذا بك غاضب هكذا ؟ "

:نفسه ثم قالخف سعد من حدة صوته وضبط

"أمي أرجوك أريد أن أنهي موضوع هذا الدكتور سريعا فأنا لم أحتمل هذا التصرف الدنيئ "

"يا بني يا عزيزي اهدأ وأذكر ربك، فاألمور ال تحل بهذه الطريقة العصبية "

..... "ولكن يا أمي "

:قاطعته قائلة

لغيرة على العر والشرف ولكن أرجوك كف عن التفكير أدرك حقيقة مشاعرك التي تحمل ا"

"التي ستدخلنا في متاهات ضيقة مظلمة بهذه الطريقة

Page 28: رواية ما زال هناك أمل

:سكت سعد قليال وقب يده اليمنى بقوة، ثم أغم عينيه وقال

" آخر بأسلوب معه سأتفاهم فقط وإنما خطأ شيئا أفعل لن.. أمي يا حسنا"

: ثم قالت بوقارضحكت األم

"يا بني أتظنني غبية ؟ أرجوك يا عزيزي ال تفكر كثيرا في هذا الموضوع ألنه انتهى "

:أطرق سعد برأسه وقال بأسى

"لك ما تريدين يا أمي "

: ابتسمت األم وقالت مشجعة

"لتناول الغداء ؟ هل ستأت .. أحسنت يا بني "

"قى مع صديقي حتى الليل وبعدها سآتي سأب.. لست جائعا "

"لكن عند العصر سنزور جدك، أال تأتي معنا ؟ "

"ربما سأغفو العصر حتى المغرب "

:ابتسمت أمه والحزن يحرق قلبها على حاله ، ثم قالت معاتبة

إلى .. به لنفسك خذ وقتك وانت.. حسنا كما يحلو لك .. يا لك من ولد عنيد وغريب األطوار "

"اللقاء

"إلى اللقاء يا أمي "

:فقالت ريم .. أغلقت األم الهاتف وظلت شاحبة الوجه شاردة

"ماذا بك يا أمي ؟ ماذا قال لك سعد ؟ "

:ظلت األم شاحبة ثم قالت ببرود

"ال شيء "

:قالت ريم بإلحاح

"الحزن، أقال لك شيئا يدعو إلى ذلك ؟ أمي وجهك قد تغيرت مالمحه إلى"

Page 29: رواية ما زال هناك أمل

:دمعت عيناها ومستحهما ثم قالت

أريد أن أعيد حساباتي مع .. فإنني أحتاج ألن أختلي مع أفكاري .. ريم أرجوك دعيني لوحدي "

"نفسي

: صمتت ريم قليال ثم قالت

"؟ .أمي هل لي بسؤال "

"تفضلي "

ك مواقف فاطمهسعد صار يهتم ب ألم تالحظي أن " مشاعره وهو قبل ذلك فاطمه؟ فمنذ متى تحر

"أو يعيب تربيتها وإهمالها من قبل والديها ؟ كان إما أنه ال يهتم

: نظرت األم إلى ابنتها وفكرت قليال ثم قالت

"هذا ما يشغلني اآلن ... نعم "

"ما رأيك أن نخطبها لسعد ؟ "

: األمابتسمت

"إن خطبناها له فاطمهسعد إنسان مهمل وطائش، سنظلم "

( "زوجوه يعقل ) لكن يا أمي إن تزوج فإنه سيصبح عاقال منتظما، فكما يقولون "

:ضحكت األم بسخرية

هذه المقولة خدعت الكثير يا ريم، فبع من يتزوج يزداد سوءا ، وبعضهم يصبح بعد الزواج "

وهو قبل ذلك لم يعرف للسوء طريق، فالزواج يا بنيتي يقاس بمدى اإليمان والرضا وصالح سيئا

على التقوى والخير والمحبة وصرف النظر الزوجين وقبولهما لبعضهما البع ومعاونة بعضهما

ؤدي أما الزواج بعينه فهو ال ي والعتب عن األخطاء إن اقتضت الحاجة ، وكذلك النصح والتوجيه

"إلى صالح الفرد بل هو وسيلة لذلك إن كان قائما على أسس سليمة

Page 30: رواية ما زال هناك أمل

: أومأت ريم برأسها مقتنعة بكالم والدتها وقالت

"نعم صحيح يا أمي "

"حسنا يا ريم قومي إلى المطبخ وأكملي إعداد الغداء قبل أن يأت أباك من العمل جائعا "

"حسنا يا أمي "

:نصرفت ريم وعادت األم تفكر بحال سعد فتمتمت قائلة ا

فبسببه أصبحت هكذا، وكذلك أباك الذي أهملك منذ .. هداك هللا يا بني وشفى جدك وغفر له "

! "صغرك

: ثم نظرت للعلى واردفت بنبرة رجاء وابتهال

"أرجوك يا إلهي اهدهم وأصلحهم واشف أبا حمد "

األثناء كان بندر قد عاد إلى سعد في مجلس الرجال وسمع كل شيء دار بين سعد في تلك

:فوجده يثور ويزمجر غاضبا فسأله ووالدته

"كنت تتحدث مع أمك ، أليس كذلك ؟ "

:قال سعد مستغربا

"كيف عرفت ؟ "

"سمعت ذلك من الباب الخلفي للمجلس "

يجب أن .. ول أن أرجع عن فكرتي لكن أقسم باهلل العظيم أنني لن أتركه نعم كانت تحا... امممم "

"يموت

:قال بندر وهو يحاول أن يهدئه

"يا صديقي تمالك نفسك واهدأ "

"أتعتقدني فاقدا للغيرة والشرف ؟ !! النجس يطلب من ابنة خالتي عرضها كيف اهدأ يا بندر وهذا"

.. "حاشاك ولكن "

Page 31: رواية ما زال هناك أمل

:سعد بيده رافضا رفع

"أرجوك من غير لكن، دعني أكمل ما بدأت به فقط ، لم يتبقى سوى أن أعرف من هو ثم أقتله "

:سكت بندر وبعد دقيقة من التفكير في كالم سعد قال

"قل لي هو في أي جامعة يحاضر ؟ .. حسنا "

"جامعة الكويت "

:اك في الجامعة لكن قاطعه سعد حاول بندر أن يتذكر أحدا يدرس هن

" بماذا تفكر يا صديقي ؟ "

"أحاول أن أتذكر أحدا أعرفه يدرس بالجامعة "

: قال سعد بعجب

"لم ؟ "

! "كي أسأله عن أسماء محاضري تلك المادة "

:ضحك بسخرية وقال

! "ذه المادة وكيف ستعرفه من بينهم ؟ فهناك محاضرين كثر له"

:قال بندر وهو واثق بنفسه

"دع األمر لي "

:ابتسم سعد وقال

"إنني أثق بأفكارك الذكية .. يا لك من مجرم خطير "

.استأذن سعد بعد ذلك حينما شعر بارتياح شديد، وعاد إلى منزله منتظرا إنهاء مهمته

ذين يحاضرون ص اللغة العربية عن أسماء الذهب بندر يسأل الطلبة الذين يعرفهم في تخص

رة كثيوسأل عمن يحر الطالبات على الزنا مقابل النجاح ، وبعد تحريات ، مادة العصر الجاهلي

Page 32: رواية ما زال هناك أمل

الذي كان جالسا في غرفته يفكر ويخطط، فلما رأى أن توصل إليه وعلى الفور اتصل بسعد

:المتصل بندر ، استبشر وأجابه فورا

" ل عرفت اسمه ؟ه"

"لكن تعال إلى بيتي اآلن حتى أخبرك به .. نعم "

"لكن لماذا ال تقول لي اآلن ؟ "

: بصوت خافتقال بندر

"قلت تعال وفقط "

: تنهد سعد وقال

"إلى اللقاء ... حسنا "

:انطلق إلى منزل صديقه بندر وهناك قال سعد بحماس

"لديك ؟ لماذا طلبت مني أن آتي إليك ؟ قل لي ماذا"

"اصبر واهدأ يا سعد، أتيت بك كي أتفق معك على الخطة "

! "حسنا لكن أرجوك استعجل "

"أنا سأراقب لك المكان وحينما أعطيك اإلشارة ادخل عليه ونفذ جريمتك "

: قال سعد وهو يفكر بكالم بندر

"قوم بعملية القتل بكل ارتياح دون خوف شيء جميل، ذلك سيجعلني أ"

: ثم أردف سعد بنبرة حماس أكبر

"ما هو اسمه ؟ ! آه نسيت .. حسنا يا صديقي موافق موافق موافق بالثالث "

"صالح "

"اسم على غير مسمى !! امم صالح "

Page 33: رواية ما زال هناك أمل

:أخرج بندر من صندوق كان بجانبه سالحا ووضعه في يد سعد

"الصوت، ستقتله ولن يسمع أحد صوت الرصاصةهذا كاتم "

:شعر سعد برعدة تسري في جسده ، قال وهو ينظر للسالح بخوف

لكن يجب ! ، إنه شعور مخيف حقا ألول مرة أحمل سالحا! ح جسدي أشعر بشيء غريب يجتا"

"أن أكمل ما تبقى

كاتم الصوت وذلك في موعد صالة الظهر حيث بعد ذلك اتفقا على تنفيذ الخطة لقتله بسالح

وكذلك فإن الدكتور يهمل صالته في وقتها لذلك ستكون مهمة ، تواجد الطلبة في أروقة الجامعة يقل

.سعد سهلة التنفيذ

في اليوم التالي بدأوا بتنفيذ الخطة ،ذهبا إلى الجامعة وهناك طرق سعد الباب على الدكتور

نظر الدكتور إلى !! ا دخل سعد أغلق الباب بهدوء ثم أشهر سالحه في وجهه فأمره بالدخول فلم

حاول أن يعرف ، هو ما زال يفكر في حقيقة ما يحصلسعد مصدوما ثم نه من كرسيه ببطئ و

:سبب ذلك وقبل أن ينطق بكلمة، قال سعد بغضب

"وال كلمة أيها القذر، سأثأر بحق ابنة خالتي لذا استعد للموت "

استعد إلطالق النار، ولكن قبل أن يضغط الزناد داهمت قوة من الشرطة المكتب وطلبت من

! كيف علمت الشرطة بما يحصل !سعد االستسالم، صعق سعد

حتى أدرك لشرطة واقفا ينظر إليه مبتسماا رجالف ما إن شاهد صديقه بندر خلو

.أنه هو من كان وراء ذلك

Page 34: رواية ما زال هناك أمل

الفصل األخير

تم تقييد سعد وأخذه إلى المخفر، واتصلوا على ذويه فأخبروهم بما حصل ، أغشي على

، أما بدر فاسترجع واستغفر ودعا ألخيه بالهداية وأخته كانت تبكي ،أما األب فبدأ يندب حظه! األم

. أما الجدة فشعرت بالحزن الشديد وذهبت لتجلس في غرفتها وحيدة، والفرج

د إلى المخفر وهناك أخبروه بتفاصيل الجريمة، ثم استأذن ليبحث عن محامين، انطلق حم

.وتم إدخال سعد إلى السجن

أخذوه إلى النيابة العامة وأمروا بحبسه في ثالثة أيام من التحقيقات من قبل المباحث وبعد

.السجن المركزي عشرين يوما

أسى إلى الشارع وكيف يستمتع الناس بحياتهم ومن ثم أخذوه إلى المحكمة وكان ينظر ب

كان يتمتم بكلمات تعبر عن الندم والحزن، وتمنى لو أنه أطاع والدته وكفى شره لكن ، وبكل حرية

.هيهات

دلة هناك في المحكمة حضر أهل سعد وأصدقاؤه وبع أقربائه، وعر القاضي عليه األ

ى المحامي الموكل لم يستطع أيضا كسب القضية بسبب األدلة بل حتر، ضده لكنه لم يستطع أن ينك

بأن الدكتور كان قد حر ابنة خالته على القوية ضد سعد، لكن لدى سعد فقط أن يخبر القاضي

تأجيل الجلسة إلى الزنا مقابل مساعدته لها فحاول الدكتور اإلنكار، فطلب المحامي من القاضي

.اهد على قول سعد فوافق القاضي الذي أنهى الجلسة حتى وقت آخرحين إحضار الدليل أو الش

وبعد فترة من الزمن تم عقد جلسة محاكمة أخرى جاء فيها بالشهود وهم بضع طالبات لدى

.السجن لمدة ال تتجاوز ثالث سنواتفحكم القاضي على الدكتور ب، الدكتور فشهدن ضده

فقد تم فصله من ف واألمانة وتحري على الفسقوبما أن قضية الدكتور مخلة بالشر

.عشر سنوات بتهمة الشروع بالقتل الجامعة من قبل اإلدارة الجامعية، وتم الحكم على سعد بالسجن

:ومن حضر ألجله باألسى بينما صديقه بندر ابتسم وقال في نفسه سعد شعر أهل

تنال عقابك ، لعل ذلك يكون سببا في أرجوك اعذرني، فأنت يجب أن ! كم أنت مغفل يا سعد"

"أن يجعل منك رجال مسئوال عن تصرفاتك

Page 35: رواية ما زال هناك أمل

.وبعدها أخذوهما إلى السجن المركزي ووضعوا سعد في عنبر والدكتور في عنبر آخر

هناك ظل سعد يتقلب بين الحسرة واأللم على ما فرط من طيش وغدر صديقه به، وبعد شهر

غارق في بحر اليأس إذ سمع صوتا هادئا بجانبه، وكان الذي -قبيل منتصف الليل -وبينما كان

:مسندا ظهره على الحائط يقول بجانبه

بحره أسود اللون ال حياة فيه، .. فتقاسيم وجهك تدل على أنك غارق في بحر اليأس ! ال تيأس "

وإن كنت قد فتأكد أن هللا سبحانه معك وإن كنت تعتقد نفسك معك الحق مازال في الوقت متسع،

"ارتكبت جريمة فتب إلى هللا واطلب منه أن يعفو عنك كي ترتاح من عذاب الضمير

نظر إليه سعد بذهول فهو ألول مرة في حياته يجد شخصا ينصحه بهذه الطريقة فانشرح

: صدره لنصيحته قال

"ب ؟ وما هي قضيتك أيها الشاب الطي "

:نظر إلى سعد وابتسم وقال بتأمل ورضا قلب

كنت غافال وكدت أقتل نفسا ، لكن من حسن حظه أن أبا المجني عليه جاء في الوقت المناسب "

فتم الحكم علي عشرة سنوات ولم يتبقى لي سوى القليل، ربما خمس وكان معه رجال الشرطة

الحزن مع علمي بأن الخالق تباركلما دخلت هنا كنت أشعر ب ل حال،لكن الحمدهلل على ك! سنوات

ومع مرور الوقت تعرفت على ،وتعالى لم يقدر لي ذلك إال لمصلحة ، فكنت أبتسم حينما أتذكر ذلك

عرفت هللا سبحانه أكثر فتبت ورجعت ، ن ذنوبه فوعظني ونصحني، فمنه سجين تاب إلى هللا م

"لي هذا السجن خيرة عظيمة حقا إليه، فكان

ابتسم سعد لكالمه الذي كان مؤنسا له، شعر بأن هنا شخصا يشعر بمعاناته، ثم نظر أمامه

: قال وهو يحدث نفسه، ثم بشحوب واستغرق في التفكير

شخص يا إلهي ما هذه الثقة العظيمة بالخالق عز وجل والرضا بالقدر التي يمتلكهما هذا ال"

لم أسأله عن آه... إنني أجد نورا يتوهج كالشمس يضيئ وجهه، آه ياليتني كنت مثلك يا !!الطيب

"اسمه

Page 36: رواية ما زال هناك أمل

:ثم نظر إليه وقال

"بالمناسبة ما هو إسمك ؟ "

:نظر إلى سعد مبتسما وقال

"اسمي عثمان ، وأنت؟ "

"اسمي سعد ..تشرفت بمعرفتك يا عثمان كثيرا "

"وأنا أكثر يا سعد "

:ساد الصمت قليال ثم قال عثمان

دعاء واجعلهم من أساسيات سأسدي إليك نصيحة يا سعد، عليك بقيام الليل واالستغفار وال"

ا عليك ، فنحن البشر طاقاتنا المحدودة ربما في يوم ما ، حياتك فبدونهم ستكون الحياة صعبة جد

لكن لو تسلحنا بما ذكرت لك فإنها بإذن المولى ستكسر كل قا عن التقدم بسبب الظروف،تكون عائ

وإنما ستجد المتعة والسعادة ة أبدا في أن الحياة صعبة وممل الحواجز والعوائق وبالتالي لن تفكر

"والقوة

لمتلألة بالفوائدارتسمت على وجه سعد عالمات اإلعجاب بتلك الكلمات ، بل بتلك الدرر ا

"أرجوك أكمل إن كان يوجد من الحديث بقية .. كالم رائع يا عثمان "

وأخبر سعد أن هناك شاب يريد أن يراه فاعتقده صديقه شرطي وقبل أن يكمل حديثه جاء

ف من خل -فنظر سعد إليه !ة أن ذلك الشاب هو بندرأذهب سعد وكانت المفاج عادل أو محمد

:نظرات تحمل الغضب وقال -القضبان الحديدية

"ماذا تريد مني ؟ ... أهال بالخائن "

:ابتسم بندر ساخرا

"خائن؟ بل يجب أن تشكرني على هذا المعروف يا صديقي "

Page 37: رواية ما زال هناك أمل

:رفع سعد حاجبا وأرخى حاجبا وفكر بكلماته الغريبة ثم قال

، ك أيضا وأغشي على أمي بسببكوبكى والداي بسبب! بالسجن بسببك أتسخر مني؟ حكم علي "

"وتقول لي بأنه معروف ؟ أرجوك ال وقت لدي أضيعه مع تافه مثلك ! وجدتي لم تنم الليل بسببك

:فصاح بندر قائال بنبرة جادة

لصك من تهورك ؟ إنني ولماذا تنظر إلى األمور على ظاهرها ؟ أال تعتقد أن السجن سيخ"

"أردت أن أعلمك درسا كي تتجنب الطيش

:قالقليال ثم سكت سعد

"ولماذا لم تنصحني بأن أكف عن تهوري إذا حينما كنا في بيتك؟ "

:ابتسم بندر وقال

فكيف بي أنا فأنت رفضت طلب من أنجبتك ! لقد كنت يا سعد في وضع ال يقبل أبدا بالنصيحة"

"صاحب السوابق ؟

:أخذ بندر نفسا عميقا ثم زفر وأردف

أعتقد أن الزيارة ستنتهي خالل دقائق لذلك يا سعد قبل أن أخرج أريد أن أوضح لك الحقيقة "

بسبب وهي أن ذلك السالح كان فارغا لئال ترتكب جريمة فتدمر سمعة أهلك وتضيع كل شيء

ألنني لو أعطيتك سالحا محشوا بالرصاص وقتلته ربما تم ..صدقني ..ال أريد الضرر لك طيشك،

إن لم يتم -أو أصدقاؤه عندما تخرج قتلك أبناء الدكتور أو أقرباؤهالحكم عليك باإلعدام ، أو

ستخرج وبإذن هللا، سأوصي عليك صديقي الضابط ليهتم بك ! لذلك أرجوك تفهم الموقف -إعدامك

"في أمان الرحمن ... واآلن استأذنك يا صديقي العزيز ... شخصا آخر

أدرك سعد الذي كان يحد النظر باتجاه بندر الذي مضى خارجا أن مافعله به صديقه كان

وأن السجن سيخلصه من قوى الشر التي تمكنت منه ثم رجع إلى الزنزانة كدرس له على تهوره

على فراشه واضعا قدمه اليمنى فوق اليسرى وكفيه خلف رأسه وراح يسبح في تفكيره واستلقى

.فيما فعل وبعد ذلك بدأت مرحلة محاسبة النفس والندم والتوبة

Page 38: رواية ما زال هناك أمل

:همس سعد له قائال وبعد السالم والكالم ه صديقه محمد رزابعد مرور أقل من شهر، و

! "محمد أرجوك أسد لي خدمة "

"تفضل "

لست متأكدا لكنها ! فأنا أشك بأنه مخبر لدى الشرطة .. أرجوك أريد منك أن تتحرى عن بندر "

"شكوك

"سأتحرى األمر وبإذن هللا خالل ثالثة أيام سآتيك بالخبر األكيد .. حسنا "

لدى الشرطة فهز سعد رأسه جاءه الخبر األكيد بأن بندر يعمل مخبرا أسبوعوفعال بعد

:وقال مفكرا

"شكرا يا صديقي العزيز ! هممم توقعت ذلك "

"حسنا استأذنك اآلن فلدي أعمال كثيرة ! ولو"

"حسنا وأبلغ سالمي إلى جميع األصدقاء "

"إلى اللقاء .. إن شاءهللا سأوصل لهم سالمك "

"إلى اللقاء "

ث سنوات من تلك الحادثة كان حمد وابنته ريم عند الجد في المستشفى جالسان، فريم بعد ثال

بأن يشفيه هللا سبحانه -الجد -عند رأس جدها، واألب حمد يدعو ألبيه ترتل القرآن بصوت عذب

:وبعد لحظات حرك الجد يده اليمنى حركات بطيئة وبدأ يتمتم قائال من هذا المر ،

"ـل ...ــعــ...ــش...مـ"

:استبشر كل من حمد وابنته ريم فصاحت ريم فرحا

"الحمدهلل .. لقد استفاق يا أبي ! ياااي جدي"

Page 39: رواية ما زال هناك أمل

ابتسم حمد ومسح جبين أبيه وأسرع للطبيب المختص وأتى به ، كان وجه الطبيب تتبين عليه

.مالمح الصدمة من هول ما سمع

فطرح أن الجد بدأ يسترد وعيه من جديد بل سيستعيد صحته قريبابدأ بفحصه فصعق ب

:لطالما تمنى أن يعرف تفسيره سؤاال

"كيف حصل ذلك ؟؟ "

:قال حمد واثقا وأشار بإصبعه نحو السماء

إنها قدرة الخالق عز وجل، فهو من وضع هذا المر في أبي وهو أيضا من يمكنه رفع "

ا،نه لذلالمر م أحسنا الظن به وصبرنا وتفائلنا ثم كانت هذه ك كان اعتمادنا عليه كبير جد

، وكذلك الصدقة التي لها أثر عظيم في الشفاء مصداقا لقوله صلى هللا النتيجة التي رأيتها بنفسك

" ( داووا مرضاكم بالصدقة ) عليه وسلم

:نزع الطبيب نظارته ومسح عرق جبينه وقال

أحيانا من هول الصدمة قد ال نستوعب الحقائق لكننا يجب أن نصدقها لطالما هي واضحة جلية "

فهذا هو ما حصل ، سبحانك يا هللا، ليتنا نحن األطباء جميعا نخبر المري أوال ...أمامنا باألدلة

فقط، وأن نبتعد عن المقولة ثم نبذل نحن األسباب، ه ويعتمد عليه ويحسن الظن بهبأن يلجأ إلى خالق

"وكأننا نحن من يحدد وقت وفاته الخاطئة التي تقول بأنك يا أيها المري ستموت خالل كذا وكذا

:شعر الطبيب بعد كلماته برعشة في جسده وأردف بصوت خاشع

! "يا إلهي ما أعظمك "

مع استخدام الدواء، فاستمرا على بعد ذلك طلب منهم االستمرار في هذا العالج الفعال

من غيبوبته ، فرح جميع من كان في زيارته فرحا الدعاء والقرآءة بضعة أيام حتى استفاق جيدا

شديدا ونقلوه إلى غرفة المالحظة ثم إلى الجناح وتأكد األطباء من أنه سليم فخرج من المستشفى

.ارة وسعادة وأخفوا عنه خبر سعدوأخذه ابنه حمد إلى البيت فاستقبلوه بحر

دخل الجد وسأل عن سعد فقالوا له بأنه قد سافر ألجل عمل ما في الخارج فلم يصدقهم بسبب

.شكوكه في حزن أم سعد حينما طرح السؤال

Page 40: رواية ما زال هناك أمل

مرت األيام واألسابيع ولم يسمع صوت سعد، وكلما طلب منهم االتصال به يبررون رفضهم

وطلب منهم قول الحقيقة ، لكنهم حاولوا إقناعه بأنه مسافر وأغلب وقته كذبهم ف ،يةبأعذار واه

.مشغول ولم يصدق أيضا

في صباح اليوم التالي كان حمد وزوجته وريم وبدر والجدة يجلسون على المائدة ينتظرون

:فقالت ريم الجد

"أبي أريد أن أذهب معكم لزيارة سعد اليوم "

قالت تلك الكلمات في وقت كان الجد قد نزل من غرفته وقريبا منهم، فسمعها وقال وهو

:يحدق النظر إليهم مصدوما

زيارة سعد ؟ ألم تقولوا لي بأنه مسافر؟ لماذا كذبتم علي؟ وأنت أيها االبن الكبير، أال تخجل "

!! "ن آخر؟ قل الحقيقة المشفى أم في مكا ؟ هل هو في من نفسك بكذبك على أبيك

تقدم الجد خطوات بطيئة مستعينا بعصاه حتى .. أطرق الجميع رؤوسهم ولم ينطقوا بكلمة

:وصل عند المائدة وقال البنه حمد

! "هيا قم اآلن وخذني إلى سعد، أريد أراه أينما كان "

:قال حمد بصوت خفي

"حاضر يا أبي "

قوم حمد نظر إلى ريم وكأنه يتوعدها بالعقاب إن حصل للجد أي مكروه ، فخفضت قبل أن ي

.رأسها سريعا من الخوف

انطلق حمد بالسيارة إلى السجن المركزي فهز الجد رأسه حينما دخلوا عبر بوابة السجن

:الخارجية وقال

"توقعت ذلك !! أممم السجن "

Page 41: رواية ما زال هناك أمل

سعد، وبعد اإلجرءات المتبعة سمحا لهما بالدخول وانتظرا طلبا زيارة ودخال إلى السجن

ه تغيرت مالمحه فاستبشر وابتسم ثم سعد في قاعة الزيارة حالما يأتي إليهما، فلما أتى ورأى جد

:وصاح فرحا سقطت دمعة من عينه

"كم أنا سعيد برؤيتك معافى .. جــــدي "

، ولم يسأله عن قضيته من لهفة الحنين وإنما حتى اطمأن الجد عليه واألشواقالحديث تبادال

اكتفى بمعرفة أخباره، وقبل أن يستأذن الجد طلب سعد منه بأن يعفو عنه عما حصل وأنه سيخرج

.سعد آخر

، وهناك في المجلس طلب الجد من ابنه حمد أن يحكي له ما انتهت الزيارة وعادا إلى المنزل

تفهم الجد شعور سعد ثم تذكر أن لديه ماال كثيرا في صندوق متوسط .. فحكى له كل شيء لحص

، (خمسة آالف دينار)فوجد مبلغ الصندوق وذهب إلى غرفته وفتحفقام ،الحجم في دوالب مالبسه

:همس لنفسه ف

! "ية آمل أن يكون هذا المبلغ كافيا الرضاء المجني عليه ليتنازل عن القض"

تعجب وفي صباح اليوم التالي طلب الجد من ابنه حمد أن يأخذه بأية وسيلة لبيت الدكتور

.االبن من هذا األمر ، لكن الجد أمره أن يسرع حاال وبال تأخير

اتصل حمد بصديق له يعرف دكتورا يحاضر في الجامعه ليجلب له عنوان منزل الدكتو

.إليه منزله -الجد -أخذ أباه ثم عندما أعطاه شكره

ه، فاسستجاب اطلب حمد منه أن ينادي أب، وولما وصال طرق حمد الباب فخرج ابن الدكتور

.منهما االنتظار ريثما يخبره بشأن ذلك طلباالبن و

، فلما نزال حيث مجلس الرجال الطابق السفليل إلى بعد دقيقة خرج االبن وطلب منهما الدخو

وجدا الدكتور يقرأ القرآن فلما رآهما وضع المصحف في مكانه ثم وقف ورحب لمجلس ودخال ا

:بهما قائال

"تفضال بالجلوس .. أهال بكما "

Page 42: رواية ما زال هناك أمل

مد الدكتور يده على الهاتف ليطلب من الخادم أن يجلب لهما كوبان من القهوة لكن الجد أومأ

فه عن نفسه وأخبره بأنه جد سعد وأنه أتى ألجل وشكره على حسن الضيافه، ثم عر رافضا،

مد الجد يده للدكتور ليعطيه المبلغ ، لكن الدكتور ابتسم ورد يده ثم ، فالتنازل مقابل مايريد من المال

:قال

أتدري يا أبا حمد أن حفيدك سعد كان سببا في تغيير حياتي للفضل ؟ لقد أعطاني درسا لن "

لكن ! ذلك الوقت لكنت اآلن تحت األر أعذب ل ولو مت قبي، ذيرا بالنسبة لن تحوكا! أنساه

فإنني أشكر هللا سبحانه ثم أشكره على ما فعله ، بسبب حفيدك عدلت عن أمور كثيرة في حياتي

صحيح أنني فرحت عندما حكم ، رغم أن في ظاهر ما حصل شر لكن في باطن ذلك خير عظيم

لكنني بعد ذلك حينما يه بالسجن وحزنت في نفس الوقت بطردي من الجامعة وسجنيالقاضي عل

ثم عقدت العزم على التوبة انتهت فترة الحكم ورجعت إلى منزلي بدأت أفكر في حالي وما فرطت

"والتغيير للفضل، لذلك فله علي فضل كبير جزاه هللا كل خير

:وأردف سكت قليال ثم أخذ نفسا عميقا

لكن يا أيها الرجل الموقر ألجل أنك أتيتني هنا في منزلي وطلبت مني ذلك فسأتنازل عنه "

"أعتقد أن تلك السنوات التي قضاها خلف القضبان كفيلة في تغييره للفضل ...مقابل ال شيء

.. استبشر الجد وابنه حمد بذلك وشكرا الدكتور شكرا حارا

وقام القاضي بإسقاط حق المجني عليه وبقي الحق العام الذي جعل مدة بقائه ازل الدكتورتن

.في السجن لمدة سنة

:، فقال عثمان مبتسماودع صديقه الجديدوعد انقضت تلك المدة وتم إخراج سبعد ذلك

ال جزاءه ؟ ن -قدر استطاعته -ألم أقل لك يا سعد أن من أحسن الظن وصبر وتفاءل وعمل "

"سنلتقي خارج السجن قريبا بإذن هللا

:قال سعد واالبتسامة تشرق في وجهه

"في أمان هللا ... لن أنسى معروفك، وسأنتظرك على أحر من الجمر "

Page 43: رواية ما زال هناك أمل

خرج سعد من السجن وكان ينتظره جده وأباه، فانطلق نحو الجد واحتضنه بشوق وبكى سعد

اه ال .ثم احتضن أباه وقبله وانطلقوا إلى المنزل صفح والعفوطالبا إي

هناك كان دخول سعد للمنزل مفاجأة جميله ألمه وجدته وأخته واخاه بدرا ، فهم كانوا على

علم بخروجه لكنهم لم يعلموا في أي ساعة سيخرج ، سعدوا كثيرا واحتضنوه وقبلوه وبكت األم

.فرحا وكذلك الجدة

ابنة خالته ، فوافقوا وتمت خطبتها ألنها شعرت بأنه فاطمهد أيام أمر الجد أن يخطبوا له بع

.فعال تغير

بعد سنة انقضت فترة حكم عثمان وخرج من السجن، علم سعد بذلك فانطلق لعنوان منزله

.في السجنالذي أعطاه إياه عندما كانا

با به وتعانقا، ثم طلب منه أن يحضر حفل زفافه بعد طرق الباب وخرج عثمان مبتسما مر ح

.شهرين فوافق

بندر، : وكان من بين الحضور.. قاء في يوم زواج سعد حضر لفيف من األهل واألصد

: ، وهمس رائد في أذن سعد، ومحمدورائد، وعادل

التي كنت ترفضها فقد كنت أتوقع أنك ستدعوني لزواجك من تلك الفتاة .. حدسي صدق فيك "

"حينما كنا على شاطئ األبراج

:ضحك سعد وقال

"هي أيام طيش يا رائد، واآلن استمتع بوقتك "

وفرحة بخروجه من .. فرحة بتوبة سعد .. بل أفراح .. كانت المناسبة ليست مجرد فرحة .. |

|..وفرحة زواجه .. السجن

(تمت )

Page 44: رواية ما زال هناك أمل

:ختاماو

..مبدع لحظات تألق لكل عقل [

..وكل عثرة ال تتذمر بها فهي تعلمك ألن تخطئ أقل

وعندما تشعر باألسى اعتبر ذلك نعمة

:ألن هناك ما بعد الكارثة

]" ورود تنبت من بين الرماد "

كين هيوجز