تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012...

ﻋﻤﻞ@ ﻣﺼﺮ بعد الثورة في مرحلة ما المصريعملييم لسوق ال تقستقبليةت التحديا الفرص وا2013 مارس-2012 يناير

Upload: nahdet-el-mahrousa

Post on 25-Jul-2016

230 views

Category:

Documents


4 download

DESCRIPTION

تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة الفرص والتحديات المستقبلية يناير 2012 -مارس 2013 تم تنفيذ تقييم سوق العمل هذا كجزء من عملية إعداد وتنفيذ برنامج مصر@عمل بميزانية 5 مليون دولار والمستمر لمدة أربعة سنوات، هذا البرنامج الذي يعد ثمرة تعاون المنظمة الدولية للشباب ) IYF ( وجمعية نهضة المحروسة ) NM ( غير الحكومية، بالاشتراك مع مؤسسة ماستركارد، والذي يهدف إلى توسيع دائرة التوظيف للشباب وزيادة فرص تأسيس أعمال حرة في مصر. يعد هذا التقييم نقطة انطلاق مهمة للتأكد من أن برنامج مصر@عمل مبني على حاجات الشباب الحالية وتطلعاتهم إلى جانب متطلبات سوق العمل المحلي. أُولي الشباب المصري المهمش أولوية أكبر عقب ثورة 25 يناير والتي كان نواتها الشباب، فقد كانت شرارة اشتعالها تزايد استياء الشباب من حالات البطالة والظروف المعيشية التي كانوا يحلمون بها.

TRANSCRIPT

Page 1: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

مصر@عمل

تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة

الفرص والتحديات املستقبلية

يناير 2012-مارس 2013

Page 2: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

2 | مصر@عمل

الفيوم

ة البح��

� سويف ب��

المنيا

القاهرة

قية ال��

أسيوط

قنا

ا��ق�

الوادي الجديد

ة، �� الص� �ى (ع� • القاهرة الك��ا) العمرانية، ش��

• حلوان

• أبشوي • سنورس مراكز

• المنيا• سملوط

• أبو قرقاص

• الداخلة• الخارجة• باريس

• الفرافرة

.IYFجميع الحقوق مجفوظة. ال يسمح بنسخ أي جزء من هذا التقرير إال بإذن خطي مسبق من .)IYF( 2013 المنظمة الدولية للشباب ©

يقع مقرها المستقلة حيث العالمية المنظمات ماستركارد واحدة من تعد مؤسسة

الرئيسي في مدينة تورونتو في كندا ويتجاوز حجم أصولها 6 بليون دوالر أمريكي.

تسعى افريقيا، في دولة، معظمها في 49 منظمات شريكة مع تعاونها ومن خالل

ماستركارد إلى خلق فرص تعليم وازدهار للجميع. تهدف برامج المؤسسة إلى تعزيز

االحتواء المالي والنهوض بتعليم الشباب. فقد انشئت المؤسسة في عام 2006 برعاية

ماستركارد وورلد وايد، التي أصبحت آنذاك شركة مساهمة عامة، لتمثل كياناًا منفصالاً

ومستقالاً عن الشركة. تصدر قرارات المؤسسة الخاصة بسياساتها وعملياتها وتمويالتها

من قبل مجلس إدارة المؤسسة ورئيسها والمدير التنفيذي لديها. للمزيد من المعلومات

.www.mastercardfdn.org حول المؤسسة، يُرجى زيارة الموقع

مصر

مواقع مشروع مصر@عمل

المحافظات المشمولة

القاهرة الكبرى

البحيرة

الشرقية

بنى سويف

الفيوم

المنيا

القصر

قنا

أسيوط

الوادي الجديد

تنمية مصر على إيجابي ومستمر تأثير المحروسة إلحداث نهضة تسعى جمعية

دورهم. وتفعيل المصري الشباب إشراك طريق عن واجتماعيااً واقتصاديااً ثقافيااً

يحتضن البرنامج الريادي للجمعية “حّضانة المشروعات االجتماعية المبتكرة” أفكار

صناع التغيير ذوو القدرات والمهارات العالية ويمكّنهم ليقوموا بأدوار قادة االبتكار

المجتمعي بمصر. احتضنت نهضة المحروسة منذ تأسيسها في عام 2003 ما يزيد

عن 40 مشروع مجتمعي في مجاالت متعددة مثل تنمية الشباب والتعليم والرعاية

بمصر. شخص 15000 يتعدى ما اآلن حتى منها استفاد والتي والثقافة الصحية

جمعية نهضة المحروسة هي منظمة غير حكومية غير هادفة للربح مشهرة بوزارة

التضامن االجتماعي. لمزيد من المعلومات برجاء زيارة موقع نهضة المحروسة على

اإلنترنت.

Page 3: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

المحتويات

ii تمهيد

iii الشكر والعرفان

iv االختصارات

1 الملخص التنفيذي

4 المقدمة

4 نهج التقييم ثنائي العميل

6 قطاعات النشاط االقتصادي المشمولة والطلب المتزايد على االأيدي العاملة

7 الطلب: االأمور التي يحتاج ويرغب صاحب العمل بتوافرها في المتقدم للعمل

9 العرض: تصورات الشباب حول تحديات التوظيف

11 العمل الحر: المالحظات والتحديات

13 النتائج

16 المراجع

Page 4: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

ii | مصر@عمل

تمهيد

تشكل فئة الشباب ممن هم دون سن 30 ثلثي الشعب المصري، األمر الذي يدل على االرتباط الوثيق بين مستقبل البلد ومستقبل شبابها. اليوم ولألسف، فإن فئة الشباب ما بين عمر 15 و 30 تشكل ما يقارب 90% من نسبة البطالة — هذه النسبة المربكة التي

ا منهم تظهر التحديات المهولة التي تواجه الشباب المصري في محاولتهم ليكونوا مواطنون منتجون ومنخرطون في المجتمع. وحرصاًعلى تغيير هذا الوضع، فقد كان الشباب ومنذ عامين في طليعة ثورة “الربيع العربي” إلسقاط الدكتاتور الذي تربع طويالاً على العرش

وإليجاد فرص أكثر لهم ولعائالتهم.

ا منا لهذه الرؤية المستقبلية اإليجابية، قمنا نحن المنظمة الدولية للشباب )IYF( وجمعية نهضة المحروسة )NM( غير دعماًالحكومية بالتعاون مع مؤسسة ماستركارد بإطالق مبادرة مصر@عمل بميزانية تقدر بـ 5 ماليين دوالر لفترة تدوم أربع سنوات. نهدف

من خالل هذه المبادرة إلى تزويد 10000 شاب أقل حظاًا بالمهارات والمعرفة والفرص التي يحتاجونها إليجاد فرص عمل أو تأسيس عملهم الخاص.

كما ونؤمن بأنه من أجل تزويد الشباب بالمهارات والمعرفة المطلوبة، فإنه يتعين على برامج مثل مصر@عمل إشراك الشباب وأصحاب العمل للفهم واالستجابة لتوجهات سوق العمل وفجوات واحتياجات الشركات التي ترغب بتوظيف الشباب باإلضافة إلى أسواق العمل المحلية التي سيعمل في نطاقها الرواد الجدد لألعمال الحرة. واألهم من ذلك كله، يجب أن يلبي البرنامج احتياجات

وطموحات الشباب أنفسهم.

قامت مبادرة مصر@العمل بإجراء تقييم سوق العمل هذا لتوسيع دائرة فهم هذه المسائل ووضع حجر األساس للتكافل بين الشباب والشركات وأصحاب الشأن في المجتمع — وهي جميعها أطراف تسعى إلى ازدهار البلد اقتصادياًا. يبين هذا التقرير النتائج

والتوصيات التي تم التوصل إليها من خالل هذا التقييم، وبالتالي سيتم تزويد البرنامج التدريبي وخدمات الدعم التابعة لمبادرة مصر@عمل بها، كما وإننا نأمل مستقبالاً بتنفيذ برامج التطوير االقتصادي وبرامج الشباب داخل وخارج مصر.

وليام إس. ريسالرئيس والمدير التنفيذيالمنظمة الدولية للشباب

لؤي الشواربيرئيس مجلس اإلدارة

نهضة المحروسة

Page 5: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

iii | تقييم سوق العمل

الشكر والعرفان

تتقدم المنظمة الدولية للشباب بالشكر لشركائنا المحليين في جمعية نهضة المحروسة، لتعاونهم القيم بإجراء تقييم سوق العمل هذا؛ ولفريق عمل مصر@عمل في جمعية نهضة المحروسة بإدارة السادة لؤي الشواربي وجاكلين كميل، لمساهمتهم الكبيرة في

وضع تصميم البحث وإجراء المقابالت الميدانية والتحليل وكتابة التقارير.

كما ونشكر فريق األبحاث في جمعية نهضة المحروسة لعملهم المتفاني بمشاركتهم في العمل الميداني وتحليل البيانات وتحضير التقرير بإشراف رانيا السيد، مديرة برنامج مصر@عمل، باإلضافة إلى فريق عمل مصر@عمل وهم لينا زاالت وسوزان فرانسيس ومحمد حمزة. كما ونخص بالشكر السيدة نهى السبعي من جمعية نهضة المحروسة التي أشرفت على كافة جوانب البحث والتحليل باإلضافة إلى آرائها القيمة المنبثقة من خبرتها االقتصادية. وجميع أعضاء الفريق ممن قاموا بإثراء عملية تنفيذ التقييم ومراجعة النتائج األولية.

تم دعم هذا البحث باالستعانة باستشاريين من ضمن فريق العمل؛ وهم شريف شعيب، ومروى فوزي، ومنى شادي، ورضوى أحمد. فقد أسهمت مساعدتهم بشكل أساسي في نتائج البحث. إضافة إلى ذلك، نود أن نعرب عن امتنانا لشركائنا المحليين المنفذين وهم علشانك يا بلدي للتنمية االجتماعية، ومؤسسة رؤية حياة وجمعية الشباب للسكان والتنمية، الذين ساندوا فريق البحث في تحديد

ا بالشكر للعديد من ممثلي الوزارات والوكاالت الحكومية، وتعبئة المشاركين من الشباب لتكوين مجموعات البحث. نتقدم أيضاًوالجهات المانحة، والغرف التجارية، ومؤسسات المجتمع المدني، وشركات القطاع الخاص ممن أسهموا في إجراء المقابالت الرئيسية

ألصحاب المصالح على ضوء هذه الدراسة.

كما ونعرب عن امتنانا للعاملين في المنظمة الدولية للشباب ممن ساعدونا في إعداد التقرير: كايتي ريموند، وكريستي ماسي، وكات كرامير، وسارابيكا مولن، واستشارية الكتابة ليزا واكر. كما ونشكر جيليان ماككاليون لمساهمتها في تصميم هذا التقرير.

وفي الختام، يدين هذا التقرير بالكثير من الشكر للشباب المصري ممن شاركوا في نقاشات مجموعات البحث ومشاركتهم لنا بوقتهم وأفكارهم وتطلعاتهم. إن إدراكنا للظروف المحيطة والفجوات والتحديات التي تلف سوق العمل المصري كان بفضل رؤيتهم التي تم

عرضها من خالل هذا التقرير.

Page 6: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

االختصارات

مصر@عمل E@W

نقاشات مجموعات البحث FGDs

السلع االستهالكية سريعة التداول FMCGs

مقابالت متعمقة IDIs

منظمة العمل الدولية ILO

المنظمة الدولية للشباب IYF

الشركاء المحليين المنفذين LIPs

تقييم سوق العمل LMA

مؤسسة ماستركارد MCF

شركة متعددة الجنسيات MNC

نهضة المحروسة NM

برنامج األمم المتحدة اإلنمائي UNDP

البنك الدولي WB

Page 7: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

تقييم سوق العمل | 1

الملخص التنفيذي

الغاية ومنهجية البحثتكمن داخل الشباب المصري طاقة مذهلة كفيلة بإنعاش المجتمع اقتصادياًا واجتماعياًا. لكن هذه الفئة المهمة من المجتمع أمست تشكل الغالبية العظمى من نسبة العاطلين عن العمل وشبه العاطلين عن العمل في المجتمع والمصري. فقد بلغت البطالة الكلية ا لإلحصائيات الحالية فإن الشباب في الربع الرابع من عام 2012 نسبة 13% )الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء 2012(؛ ووفقاً

بأعمار بين 15 و30 سنة يشكلون ما يقارب 90% من إجمالي العاطلين عن العمل )بنك التنمية األفريقي 2012(. كما وتعد نسبة اإلناث العامالت من الشباب هي األقل مقارنة بالشباب الذكور، حيث بلغت نسبة اإلناث 13.4% والذكور %61.4.

تم تنفيذ تقييم سوق العمل هذا كجزء من عملية إعداد وتنفيذ برنامج مصر@عمل بميزانية 5 مليون دوالر والمستمر لمدة أربعة سنوات، هذا البرنامج الذي يعد ثمرة تعاون المنظمة الدولية للشباب )IYF( وجمعية نهضة المحروسة )NM( غير الحكومية،

باالشتراك مع مؤسسة ماستركارد، والذي يهدف إلى توسيع دائرة التوظيف للشباب وزيادة فرص تأسيس أعمال حرة في مصر. يعد هذا التقييم نقطة انطالق مهمة للتأكد من أن برنامج مصر@عمل مبني على حاجات الشباب الحالية وتطلعاتهم إلى جانب متطلبات سوق

العمل المحلي. أُولي الشباب المصري المهمش أولوية أكبر عقب ثورة 25 يناير والتي كان نواتها الشباب، فقد كانت شرارة اشتعالها تزايد استياء الشباب من حاالت البطالة والظروف المعيشية التي كانوا يحلمون بها.

ولهذا السبب هدف هذا التقييم إلى جمع بيانات ومعلومات بشكل سريع دون القيام بأي دراسات اقتصادية وطنية شاملة. وتكاثفت جهودنا في دمج الجهات الحكومية والشركات والشباب لتعميق إدراكنا للتحديات والفرص التي يواجهها سوق العمل المصري

والمساعدة في إثراء جهود مبادرة مصر@عمل لبناء التحالف والقوة المحلية الالزمين للتعامل معها. كما ونأمل بأن يتم استخدام نتائج وتوصيات هذا التقرير من قبل جهات حكومية ومؤسسات أخرى لتحسين جهودهم التطويرية الشبابية، وبشكل خاص توظيف

الشباب. وسعياًا لجعل هذا التقرير يأخذ منحناه — ولضمان تحقيق الجهود المستقبلية في مصر — فقد ركز هذا التقييم على النتائج التي توصلنا إليها فيما يتعلق بمتطلبات سوق العمل في مصر وأصحاب العمل وتطلعات الشباب حول التوظيف وأراء الشباب حول

تأسيس عملهم الخاص. كما تعكس أجزاء التقييم معتقدنا وهو أننا ما دمنا نبحث عن حلول فيجب علينا األخذ بالحسبان مسائل العرض والطلب وتزايد الوظائف وإيجاد فرص العمل.

يتبنى هذا التقييم منهج “ثنائية العميل” والذي يعتمد دراسات تطبق على كال من صاحب العمل والشباب وقد تم اعتماد هذا المنهج بشكل واسع من قبل المنظمة الدولية للشباب لتطوير برامج كسب العيش التدريبية الخاصة بها على مستوى العالم. تؤمن المنظمة الدولية للشباب أن نجاح برامج التوظيف تعتمد على المعرفة واالستجابة بالشكل الصحيح للظروف المنفردة لسوق العمل المحلي

في كل منطقة مشمولة وتكييف هذه البرامج لتتالئم مع معطيات واحتياجات الشباب المحلي. برامج كسب العيش التي تتماشى مع ا على أصحاب العمل — الذين من المرجح أن يقوموا بتوظيف وإبقاء الشباب من حملة الشهادات متطلبات السوق تعود بالنفع أيضاً

مما يجعلهم شركاء في أنشطة التدريب والدعم على المدى الطويل.

Page 8: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

2 | مصر@عمل

ملخص النتائج والتوصياتيبين الجزء التالي لمحة حول نتائجنا وتوصياتنا ببرامج الشباب المنبثقة من هذا البحث.

قطاعات النشاط االقتصادي المشمولة والطلب المتزايد على االأيدي العاملة يتوقع نمو القطاعات التصنيعية والغذائية والمعلوماتية وتكنولوجيا االتصاالت واألعمال الزراعية. بالرغم من تراجع المشاريع

ا للسنة المالية 2012/2011 )حلمي االستثمارية وركودها في أعقاب ثورة يناير 2011، إال أن النمو الكلي البسيط كان ُمتوقعاًوعبدالرؤوف 2012(. القطاعات ذات الكثافة العمالية واالعتماد التكنولوجي األقل والمناسبة لفرص تنامي الطلب العمالي المالئم

للشباب المهمش )وعليه بالتدريب الوظيفي ومشاركة القطاع الخاص( تشمل القطاعات التصنيعية والغذائية والمعلوماتية وتكنولوجيا االتصاالت )ICT( واألعمال الزراعية.

توقع بصمود قطاعات العمل ذات األهمية التاريخية. لقد بُنيت مقابالت أصحاب المصالح على فرضية أن مصر لديها مزايا نسبية في قطاعات محددة وأن هذه القطاعات ستظل محل أولوية. وعند عودة االستثمارات الخارجية، فإنه يُتوقع أن يتم توجيهها بشكل أساسي

إلى هذه القطاعات نفسها.

فرص التوظيف تتوافر لمن هم يمتلكون األدوات التي من شأنها حمايتهم. أعرب الشباب المصري عن استيائهم من التحديات التي تواجههم بسبب الثورة، ولكن أثناء إجراء المقابالت في عام 2012 وبداية 2013، أبدى الشباب تفاؤلهم حول قدرتهم على الحصول على وظيفة واالنخراط في أعمال خاصة بهم لثقتهم في قدرتهم على العمل بجد واألخذ بزمام المبادرة. يؤمن الشباب المصري أن هذه الفرص موجودة، لكنها تقتصر فقط على أولئك الذين يمكنهم مواجهة العراقيل في طريقهم مثل التدريب غير الكافي وعدم

توافر المعلومات حول احتياجات السوق.

الطلب: ما يريده ويحتاجه أصحاب العمل أصحاب العمل يشيرون إلى ندرة األيدي العاملة المؤهلة. يشتكي أصحاب العمل في شتى القطاعات من عدم توافق ملحوظ بين العرض والطلب والذي يستمر بغزو شركات القطاع الخاص. بالرغم من حاجة أصحاب العمل المستمرة للعمالة المؤهلة والمتمرسة

إال أن األيدي العاملة المتوافرة تعجز عن سد متطلبات السوق.

برامج التدريب التقليدية تفتقر إلى التنسيق مع أسواق العمل الحالية. تفتقر العديد من برامج التدريب الوظيفية والمهنية إلى التحديث وال تتماشى مع حاجات العمل الحالية.

تدريب المهارات الحياتية واإلرشاد من شأنها تقليص الفجوات. على الرغم من حاجة البرامج التدريبية للمهارات التقنية والوظيفية ذات الجودة العالية إلى أن يتم تحسينها، إال ان أصحاب الشأن في المجتمع قد أجمعوا أن تقديم برامج تدريبية حول المهارات

الحياتية والجاهزية للعمل هو أمر ضروري لمواجهة عدم توافق المهارات مع االحتياجات.

العرض: إدراك الشباب لحاجات صاحب العمل تقدير الشباب ألهمية التعليم، لكن احساسهم بعدم الجاهزية للعمل بسبب نظام التعليم الحكومي. يعي الشباب مدى ضعف نظام التعليم الحكومي وتأثيره على فرصهم بالحصول على وظائف، إال إنهم يدركون أن الحصول على شهادات تدريبية و/أو درجات علمية

من شأنه تحسين فرص عملهم المستقبلية.

هناك فجوة اتصال بين الشباب الباحثين عن عمل وأصحاب العمل. يصعب على الشباب الحصول على المعلومات حول فرص العمل المتوافرة والمهارات التي يحتاجونها للحصول على وظيفة والبرامج التدريبية الموجودة. إضافة إلى ذلك، فإن االعتماد بشكل كبير على

ما يصلهم من أقاويل من عائالتهم وأصدقائهم من شأنه أن يحد من معرفتهم بالوظائف المتاحة.

عدم حصول الشباب على القدر الكافي من فرص اإلرشاد والنصح الوظيفي، وهو األمر الذي يعد ضرورياًا لتخطيط المسار الوظيفي وإدراك امكانيات وظائف محددة على المدى الطويل.

Page 9: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

تقييم سوق العمل | 3

العمل الحر: المالحظات والتحدياتمشاركة الشباب باألنشطة االقتصادية الفردية ال تزال منخفضة بشكل كبير، حيث يشكل أصحاب العمل ممن يعملون بشكل حر أو

يوظفون غيرهم ما نسبته واحد بالمئة فقط تقريباًا من فئة الشباب بين عمر 15 و 29.

اإلجراءات الرسمية هي إحدى تحديات مشاريع الشباب الحرة. يواجه الشباب ممن يطمحون بإنشاء مشاريع حرة مجموعة من التحديات لدى تأسيسهم لمشاريعهم الخاصة أو العمل لحسابهم الخاص. فبالنسبة لهم تعد اإلجراءات الرسمية البيروقراطية عائق

يصعب التغلب عليه أكثر من الحصول على التمويل.

الشباب من أصحاب المشاريع الحرة يفتقرون للمعلومات األساسية حول احتياجات السوق كما يفتقرون لمهارات تصميم، أو إطالق، أو إدارة مشروع جديد.

ا في بداية مرحلة العشرينات، القيام بأي ربة األسرة تميل إلى إنشاء مشروعها الخاص. يتجنب الشباب من الجنسين، خصوصاًمخاطرة لبدء عمل خاص بهم بل يفضلون الحصول على وظائف تقليدية بدالاً من ذلك. ولكن مع تقدمهم بالعمر، تصبح مخاطر

المشاريع الحرة مقبولة أكثر. تميل النساء مع تقدمهن بالعمر إلى بدء أعمالهن الخاصة التي تتيح لهن إمكانية االهتمام بعائلتهن إلى جانب عملهن.

ملخص التوصيات مالئمة البرامج التدريبية الحتياجات أصحاب العمل. يجب أن تالئم برامج التدريب التقنية والوظيفية حاجات الشركات المحلية

بشكل أفضل. حالياًا تعد هذه البرامج قديمة الطراز وال تلبي االحتياجات أو تقوم على الكفاءة أو يعتمدها أصحاب العمل.

بناء شراكات وجسور تعاون بين المنظمات غير الحكومية وأصحاب العمل. إن توسيع قاعدة برامج النصح واإلرشاد الوظيفي سيساعد الباحثين عن عمل برسم توقعاتهم الوظيفية طويلة المدى، كما سيعزز جهود أصحاب العمل في إيجاد فرص العمل التي تعمل على

ا بيد مع أصحاب العمل لتطوير هذه الخدمات. جذب المرشحين المؤهلين. يتعين على المنظمات غير الحكومية العمل يداً

دعم المؤسسات المجتمعية للشباب خالل رحلة بحثهم عن عمل. تلعب مؤسسات المجتمع المدني دور مهم في تلقي الشباب للمعلومات حول الوظائف المتاحة، وفرص التدريب الوظيفي، وتوجهات السوق.

تحسين قنوات التواصل بين الشباب وأصحاب العمل حول الفرص الوظيفية المتاحة. يجب على المنظمات غير الحكومية التعاون مع أصحاب العمل لتنظيم بنوك ومعارض للوظائف واالستفادة من محركات البحث ووسائل التواصل االجتماعي الخاصة بالوظائف

إلبقاء الشباب على اطالع بالبرامج التدريبية وفرص العمل.

التركيز على المهارات األساسية لألعمال وتبسيط اإلجراءات القانونية والرسمية الخاصة بإنشاء أعمال حرة. يحتاج الشباب من أصحاب المشاريع الحرة إلى المزيد من خدمات التدريب والتوجيه في مجاالت مثل تطوير خطط األعمال ومهارات أخرى الزمة إلدارة األعمال يمكن دمجها في البرامج التدريبية الحالية المتعلقة بالمشاريع الحرة والتي تنظمها المنظمات غير الحكومية. كما

ا بيد لتسهيل منح التراخيص، وطرق تسديد القروض الصغيرة، ويتعين على الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية العمل يداًواإلجراءات القانونية األخرى التي تقف في وجه المشاريع الشبابية الحرة الطموحة.

Page 10: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

4 | مصر@عمل

المقدمة

بالرغم من بلوغ التعليم مراحل متقدمة في مصر، إال أن الشباب يشكلون الغالبية العظمى من البطالة، فقد أظهرت دراسات حديثة أن الشباب بين عمر 15 و30 يشكلون نسبة ما بين 78% إلى 90% من إجمالي البطالة في البلد )بنك التنمية األفريقي 2012(. فالقوى العاملة النسائية الشابة تعد منخفضة بالنسبة للشباب من الذكور حيث تشكل الشابات نسبة 13.4% مقارنةاً مع الذكور

ا النساء، ممن ال يتاح لهم فرص الحصول على أي تدريب أو 61.4%. يعود سبب ذلك بشكل كبير إلى الشباب األقل حظاًا، وخصوصاًاالستفادة من أي أنظمة دعم أخرى من شأنها تهيئهم للوظائف في القطاع الخاص.

ا بعد نهضة ثورة 25 يناير، تكاتفت تلبيةاً للحاجة الملحة لزيادة فرص توظيف الشباب وإنشاء مشاريعهم الخاصة في مصر، وخصوصاًالمنظمة الدولية للشباب )IYF( وجمعية نهضة المحروسة )NM( غير الحكومية باالشتراك مع مؤسسة ماستركارد بإطالق مبادرة

مصر@عمل بميزانية 5 مليون دوالر وتستمر هذه المبادرة لمدة أربعة سنوات. يهدف تقييم سوق العمل هذا إلى المساعدة في وضع وتنفيذ برنامج مصر@عمل، لضمان تطبيقه على واقع احتياجات وتطلعات شباب مصر باإلضافة إلى حاجة أصحاب العمل المحليين

من الموظفين. يُفّصل هذا التقرير النتائج هذه المتعلقة بالطلب على التوظيف في مصر، ورغبات وتطلعات كل من الشباب وأصحاب العمل حول احتياجات التوظف ومتطلباته باإلضافة إلى التوجهات فيما يتعلق بالمشاريع الشبابية الحرة.

ا بعد ثورة 25 يناير التي كان نواتها الشباب، حيث كان الدافع ورائها تزايد أعداد أصبح الوصول للشباب المصري المهمش أكثر إلحاحاًالشباب العاطلين عن العمل وعدم رضاهم عن مستقبلهم االقتصادي. لذا فإنه من المهم أن يكشف هذا التقييم عن التحديات الحالية التي يواجهها الشباب والشركات المحلية على حٍد سواء. وعليه فإن الهدف هو إجراء جمع بيانات ومعلومات بشكل سريع دون القيام

بأي دراسات اقتصادية وطنية شاملة. وقد ركز التقرير على آراء المشاركين في سوق العمل حول التحديات والفرص التي يواجهونها وكيفية التعامل معها. ما يُأمل على المدى الطويل هو أن تساعد هذه النتائج والتوصيات برنامج مصر@عمل في تطوير تحالفات قوية متعددة القطاعات وزيادة القدرة المحلية لدعم أهدافها — كما ستكون مفيدة للمنظمات والجهات الحكومية المعنية بتشجيع سبل

العيش المستدامة المماثلة في مجتمعاتها.

نهج التقييم ثنائي العميل

تؤمن المنظمة الدولية للشباب )IYF( وجمعية نهضة المحروسة )NM( بأن نجاح برامج التوظيف يعتمد على المعرفة واالستجابة بالشكل الصحيح للظروف المنفردة لسوق العمل المحلي في كل منطقة مشمولة وتكييف هذه البرامج لتتالئم مع معطيات

واحتياجات الشباب المحلي. بمعنى آخر، فإنه يجب على المنظمات الشبابية والشركاء اآلخرون اعتبار أن كال من الشباب وأصحاب العمل هم العمالء األساسيون لبرامج التوظيف هذه.

قامت المنظمة الدولية للشباب )IYF( على مدار السنوات بتطوير منهج “ثنائية العميل” من أجل برامجها التوظيفية العالمية، مع إدراك أنه حين تعود البرامج التدريبية لكسب المعيشة بالنفع على الشركات فإن أصحاب العمل سيعمدون إلى توظيف المتخرجين

من الشباب مما يجعلهم شركاء مع المنظمات غير الحكومية والجهات الحكومية في برامج التدريب والدعم على المدى الطويل. ا على ضمان استفادة كل من الشباب والشركات التي ستقوم بتوظيفهم، قامت المنظمة الدولية للشباب بتبني عملية نموذجية وحرصاًلتطوير البرامج تضم تقييمات ثنائية العميل )DCAs( للبيئات الوظيفية المحلية — وهي أصحاب العمل والشباب — بكونها النشاط

األساسي في العديد من الدول حيث تنشط المنظمة الدولية للشباب مع شركائنا.

باتباع منهج ثنائية العميل، تم إجراء مجموعة من المقابالت مع أصحاب العمل في القطاع الخاص وإدارة نقاشات داخل مجموعات بحث تضم شباب أقل حظاًا في الفترة من شهر يناير 2012 حتى شهر مارس 2013 على ضوء هذا التقييم. ونظراًا لتذبذب االقتصاد المصري الكلي وعدم معرفة القطاعات التي ستمثل المجاالت المستهدفة المثلى لتوظيف الشباب في فترة بعد الثورة، تم إجراء

مسح تكميلي حول الظروف االقتصادية العامة مستخدمين بيانات منشورة ومجموعة من المقابالت المتعمقة مع شخصيات هامة من أصحاب الشأن وواضعي السياسات.

Page 11: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

تقييم سوق العمل | 5

تجدر اإلشارة هنا إلى أن التحديات التي واجهت البحث ظهرت بفعل استخدام دراسات وتقارير منشورة. فالدراسات المتعلقة باأليدي العاملة واالقتصاد التي تم إجراؤها من قبل الحكومة أو الجهات األخرى قبل الثورة لم يكن الوصول إليها سهالاً إلى جانب محدودية البيانات التي تم الحصول عليها بعد الثورة. الوثائق التي تستخدمها المنظمة الدولية للشباب عادةاً من أجل التقييمات

مثل التوقعات العمالية والتعليمية والخطط الخاصة بفئات عمالية محددة لم تتوفر بعد عن الفترة منذ عام 2011. وعلى نحو مماثل، فإن التقارير االقتصادية والعمالية الحكومية وغير الحكومية الحديثة تعتمد في الغالب على البيانات اإلحصائية أو الخطط للفترة التي

تسبق الثورة.

عملية جمع البيانات ساعدت المقابالت المتعمقة مع أصحاب الشأن الرئيسيين وواضعي السياسات من القطاعات الحكومية والمدنية والخاصة بتحديد

قطاعات االقتصاد المصري أو القطاعات الفرعية التي تمثل احتمال أكبر لالزدهار وخلق فرص عمل مناسبة للشباب المبتدئين األقل حظاًا خالل السنوات الثالث المقبلة. تمت مقابلة ثالثة عشر مندوب عن أصحاب العمل — من مدراء أقسام الموارد البشرية ومدراء

ذوي درجات عليا ومتوسطة في القطاعات المشمولة — حول حاجاتهم المستقبلية المتوقعة من األيدي العاملة، وعن تجاربهم السابقة في تشغيل الشباب والمؤهالت التي يرغبونها في الشباب في الوقت الحاضر والمستقبل. كما ويجدر بالذكر أن تحديات

إشراك القطاع الخاص في هذه الدراسة تمثلت لنا خالل بحثنا هذا من خالل االتصال عدة مرات بثالثين شركة من أجل المقابالت إال أن ثالث عشرة شركة فقط قد أبدت موافقتها على مقابلة الباحثين التابعين لنا. وبالرغم من هذا التحدي إال أن أصحاب العمل ممن شاركوا في المقابالت كانوا منفتحين ونتج عن ذلك قدر كبير من البيانات ومستوى جيد من التوافق بالرغم من اختالف القطاعات.

جدول رقم 1: األشخاص الذين تمت مقابلتهم من القطاع الخاص صاحب العملالقطاع

التصنيع

نيسان

BMW

بيكو

ال فارج

هيلكو ميتلز

ياسمينا لمستحضرات التجميل

جت للمنسوجات

ترينتكس

سيزونز )مجموعة أولمبية(

باباجونزاالأغذية

)ICT( المعلومات وتكنولوجيا االتصاالت)إنيرجيا )السويدي للكابالت

أغذية الرومياالأعمال الزراعية

ا بإجراء نقاشات لمجموعات البحث )FGDs( التي تضم شباب عاطلين وشبه باإلضافة إلى المقابالت مع القطاع الخاص، قمنا أيضاًعاطلين عن العمل الستيعاب مؤهالتهم ورغباتهم حول التعليم والتدريب والوظائف المستقبلية. ولقياس احتياجات وتوقعات الشباب،

قمنا بإجراء سلسلة من ستة نقاشات لمجموعات بحث تضم 44 شاب من القاهرة الكبرى والشرقية، وهي محافظة شمال مصر، وتشمل نسب متساوية تقريباًا من األفراد الموظفين والشباب العاطلين عن العمل في ذلك الوقت.1

تمت تعبئة الشباب المشاركين من بين مستفيدين حاليين من برامج تقدمها منظمتين غير حكوميتين من الشركاء المحليين ممن لهم نشاط في إيجاد فرص عمل والقضاء على الفقر. اختارت هذه المؤسسات الشباب ممن لديهم طموح في تحقيق تمثيل

متوازن للجنس والعمر والحالة الوظيفية، مع بعض الشباب ممن يمثلون أصحاب األعمال الحرة. تراوحت أعمار المشاركين بين

1 تضمنت نقاشات مجموعات البحث 23 شابة )7 منهن بعمر بين 15 و22؛ 16 منهن بعمر بين 22 و29( باإلضافة إلى 21 شاب )10 منهم بعمر بين 15 و22؛ 11 منهم بعمر بين 22 و29(. من بين

المشاركين، الغالبية )16( أتموا تعليمهم الثانوي )تجاري أو غير ذلك(؛ 10 قد حصلوا على دبلومة )دبلومة غير محددة، لكن تشمل التجارة، والسياحة والفندقة(؛ 8 مشاركين أنهوا بعض أو كل تعليمهم

اإلعدادي؛ 2 حاصلين على شهادات جامعية، 2 أتموا تعليمهم االبتدائي.

Page 12: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

6 | مصر@عمل

15 إلى 29 كما وتضمن مجموعاتهم سكان من الشرقية وأربع مناطق كبري في القاهرة الكبرى: مصر القديمة )الجهة الجنوبية من القاهرة( وعين الصيرة )أحد أحياء مصر القديمة( والعمرانية )في محافظة الجيزة، الجهة الشرقية من القاهرة( وشبرا )أحد أحياء

شمال وسط القاهرة(.

قطاعات النشاط االقتصادي المشمولة والطلب المتزايد على االأيدي العاملة

يتعين على البرامج الفعالة لدعم وتعزيز توظيف الشباب أن تحدد القطاعات ذات اإلمكانيات األكبر للنمو وخلق فرص العمل، وما هي سبل العيش التي يهتم بها الشباب ويشعرون بأنها وظائفهم الدائمة التي يرغبون بها.

النتائج الرئيسية:�بالرغم من تراجع المشاريع االستثمارية وركودها في أعقاب ثورة يناير 2011، بدأت العديد من القطاعات بالتعافي في �•

الربع األخير من سنة 2.2011

�باستعراض المجاالت القابلة للنمو، ركز أصحاب الشأن على القطاعات ذات الكثافة العمالية الكبيرة والتدخل التقني �•ا على إمكانية تزايد الوظائف في القطاعات التصنيعية والغذائية المنخفض والتأثر بالطلب المحلي. وتركز اهتمامهم تحديداً

والمعلومات وتكنولوجيا االتصاالت )ICT( واألعمال الزراعية.

�أظهرت الدراسة والتقارير المنشورة من قبل أصحاب الشأن أن ثالثة من هذه القطاعات )األعمال الزراعية والتصنيع �•والمعلومات وتكنولوجيا االتصاالت( كانت قوية اقتصادياًا قبل ثورة يناير وما تزال كذلك في ظل الظروف الراهنة.

تميز قطاع المعلومات وتكنولوجيا االتصاالت بقوته خالل السنتين إلى الثالثة الماضية وباعتباره قطاع ذو طلب مرتفع على األيدي العاملة على المدى القصير، وخصوُصا في المجاالت المهنية التي ال تستخدم التكنولوجيا مثل صيانة أجهزة الحاسوب والهواتف

الخلوية ومراكز خدمات العمالء. كذلك يعد قطاع األغذية والمشروبات مصدراًا متنامياًا لفرص العمل. شهد االقتصاد المصري في فبراير ا شامالاً نتيجةاً للتظاهرات والظروف االقتصادية والسياسية المتذبذبة والتي تبعت سقوط نظام مبارك. فالقطاعات ذات 2011 تراجعاً

التأثير الكبير في فترة ما قبل الثورة معروفة وموثقة باألرقام من قبل البنك المركزي المصري. ولكن هل ستبقى هذه القطاعات قابلة للتغيير في ظروف ما بعد الثورة. إن أحد أهداف هذا التقييم هو معرفة ما إذا كانت الثورة وتغيير النظام قد يحدث تغييراًا

عن السابق.

لهذا السبب، تمت االستعانة في هذا التقييم بدراسة للتقارير االقتصادية المنشورة باإلضافة إلى سلسلة من المقابالت مع أصحاب الشأن وواضعي السياسات. وفيما يتعلق بتوقعات أصحاب الشأن حول أين سيستمر الطلب على األيدي العاملة بالتركز في االقتصاد ا خاص بالقطاعات ذات الكثافة العمالية والتي ال تتطلب الكثير من المدخالت التكنولوجية والتي المصري، أظهر المشاركون اهتماماً

تلبي بشكل خاص حاجات السوق المحلي أكثر من توجهات التصدير أو احتياجات السوق العالمي.

تشير استطالعاتنا ألصحاب الشأن والتقارير االقتصادية المنشورة إلى عدم وجود أي تغيير ملحوظ. عالوةاً على ذلك، تم التنبؤ بزيادة الطلب على األيدي العاملة ألربعة مجاالت في اقتصاد القطاع الخاص خالل السنوات الثالثة إلى الخمسة المقبلة: وهي التصنيع،

واألغذية والمشروبات، والمعلومات وتكنولوجيا االتصاالت، واألعمال الزراعية.

أثبتت ثالثة من هذه المجاالت — األعمال الزراعية والتصنيع والمعلومات وتكنولوجيا االتصاالت — قوتها في اقتصاد ما قبل الثورة من خالل القطاعات التي كانت محركة لالقتصاد المصري في السنتين الماليتين 2009 و2010، سواء أكان ذلك بسبب معدل

ازدهارهم أو نصيبهم بنمو الناتج المحلي اإلجمالي فيما يمثله كل منهم.3 بالرغم من بعض التراجع بعد الثورة، إال أن أصحاب الشأن توقعوا أن تحافظ هذه المجاالت على قوتها نتيجة الستمرار نموها وطلبها لأليدي العاملة. شهد قطاع المعلومات وتكنولوجيا

ا باالستهالك الخاص واالستثمارات في قطاعي التعدين والعقارات )حلمي وعبد 2 قامت ECES بقياس متوسط نمو االقتصاد المصري خالل األشهر التسعة األولى من السنة المالية 2012/2011، مدفوعاً

الرؤوف 2012(.

3 راجع الرسم البياني ألعوام 2008-2009 و2009-2010 من ECES، حيث تدل الزراعة )يطلق عليها اسم "األعمال الزراعية" في هذا التقرير(، والتصنيع، واالتصاالت على أن االقتصاد بخير - الزراعة

.)ECES 2012( والتصنيع من حيث حصتها القطاعية كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي، واالتصاالت من حيث نسبة النمو القطاعية

Page 13: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

تقييم سوق العمل | 7

االتصاالت، على وجه الخصوص، صعوداًا قوياًا في السنوات التي تسبق الثورة.4 فقد كان يعد من المجاالت التي تتطلب الكثير من ا في الوظائف المهنية التي ال تحتاج إلى تقنيات مثل صيانة أجهزة الحاسوب االيدي العاملة على المدى القريب، وخصوصاً

والهواتف الخلوية ومراكز خدمات العمالء. كذلك استمر قطاع األغذية والمشروبات بكونه مجاالاً رئيسياًا للنمو، يعود جزء من ذلك على تركيزه على األيدي العاملة.

ا للحكومة المصرية أو لشركات أجنبية — يعد أحد العوامل المهمة لنمو القطاعات يجدر باإلشارة إلى أن االستثمار — سواء أكان تابعاًوالطلب على األيدي العاملة. وقد تمت مناقشة هذا العامل في مقابالت أصحاب الشأن، إال أن االستثمار يبقى المساحة التي تفتقر

للمعلومات مما يعيق قدرة المختصين على الفهم الكامل لما سيكون عليه األمر بعد الثورة وتحديد القطاعات الواعدة ليتم استغاللها. لكن في أعقاب الثورة، تراجع توافد االستثمارات األجنبية للدولة.5 وقد أشار المشاركون إلى انخفاض مستوى الفهم الحقيقي لشكل

ا بنسبة 3% على المستوى الكلي في اإلنعاش االقتصادي في األشهر والسنوات القادمة، على الرغم من أن الحكومة المصرية تتنبأ نمواًعام 2013.

مع عدم إفصاح أصحاب الشأن عن أي بيانات واقعية حول التدفق المتوقع لالستثمارات، فإن هذه التوقعات والتوصيات تبقى مبنية على حجم القطاع العام ومعدالت النمو السابقة. يدفع أصحاب الشأن من الذين تمت مقابلتهم بجهدهم من منطلق أن مصر لديها

ميزات مماثلة في مجاالت معينة وبالتالي فإن هذه المجاالت ستستمر وتبقى ضمن األولويات. وعند انتعاش االستثمارات مرة أخرى، فمن المتوقع توجيهها بشكل أساسي إلى القطاعات نفسها.

الطلب: االأمور التي يحتاج ويرغب صاحب العمل بتوافرها في المتقدم للعمل

يبرز هذا التقييم أن عدم توافق العرض والطلب على األيدي العاملة سيبقى هو نفسه كما كان موجوداًا قبل ثورة 2011. الشركات ا في حاجة لموظفين مؤهلين، لكن الباحثين عن عمل ال تستوفيهم هذه االحتياجات. فالقضاء على هذه الفجوات يعد تحدياًا ُملٍحاً

ا بالنسبة للقطاع الخاص المصري في هذا الوقت. عمل هذا التقييم على دراسة كل من أصحاب العمل والشباب ليلم بشكل وحساساًأفضل بمدى تعقيد عدم التوافق هذا وليتم تحديد المجاالت التي من خاللها يمكن للبرامج التدريبية أن تحل المشكلة.

النتائج الرئيسية:�يرتبط عدم التوافق بين العرض والطلب على األيدي العاملة بين الشباب بعدم توافر المهارات الحياتية البسيطة إلى �•

جانب المهارات التقنية والمهنية.

�في العديد من النواحي، يعد االفتقار لتدريب المهارات الحياتية أهم من االفتقار للمهارات التقنية المناسبة واألمر الذي �•يستدعي إيجاد حل له. فأصحاب العمل يشعرون بأنهم مهيأون لتوفير التدريب التقني والمهني الالزم ولكنهم ال يجدون

أي محفز أو رغبة في تقديم برامج تدريبية للمهارات الحياتية والجاهزية للعمل.

�في كثير من الحاالت، تم إعطاء المتدربين مهارات قديمة ال يحتاجها أصحاب العمل المحليين. �•

�تقوم فئة قليلة من أصحاب العمل بتوفير النصح واإلرشاد الوظيفي باعتبارهما طرق لتعزيز الخطط الوظيفية طويلة األمد �•للباحثين عن عمل. وفي هذا المجال، يمكن للبرامج المعنية أن تُوجد حلول مبتكرة.

د مشكلة أصحاب العمل بكونهم غير قادرين على إيجاد األيدي العاملة المؤهلة مع تزايد أعداد سكان مصر، الذين رغم ارتفاع تتصعَّدرجاتهم العلمية في بعض األحيان يفتقرون إلى جودة في التعليم والتدريب تتماشى مع تزايد الطلب من قبل الشركات المحلية.

يجب االستمرار بالتركيز على البرامج التدريبية والتحضيرية للوظائف التي تتطلب كفاءة. أما بالنسبة للمشاركين، فإن األيدي العاملة التي لم يتم إيجادها هي خاصة بالوظائف التي تعتمد على المهارات، مثل الموظفين العاملين في مجال الصيانة، والميكانيكا،

والحدادة، والكهرباء، والوظائف التي ال تتطلب مهارات مثل مراقبة الجودة، والتغليف، والسياقة، وخدمات العمالء، وخطوط االنتاج.

4 نمى التوظيف المباشر في قطاع المعلومات وتكنولوجيا االتصاالت بمعدل 19% بين عامي 2006 و 2009 )وزارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات 2009(، وبمعدل سنوي قدره 6.89% بين عامي

2007 و 2011 )وزارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات 2012(.

استناداًا على البيانات الرسمية والتوقعات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء. 5

Page 14: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

8 | مصر@عمل

احتياجات التدريب التقني إن الزمة تشيع بين التقارير العامة وتوصيات السياسات تهدف لحل مشكلة عدم توظيف الشباب المصري هي بمثابة نداء إلصالح

التعليم األساسي والتعليم المهني التقني والتدريب )TVET( )منظمة العمل الدولية، التوظيف العالمي 48-50؛ منظمة العمل الدولية؛ توظيف الشباب 36(. أشارت المقابالت التي أجرينها إلى حاجتين محددتين في هذا السياق: )1( ضرورة التخطيط لبرامج التدريب الوظيفية بالتعاون مع أصحاب العمل لضمان تلبية برامج التعليم المهني التقني والتدريب لحاجات سوق العمل المحلي؛

و)2( افتقار الباحثين عن عمل ليس للمهارات التقنية والمهنية فحسب بل للمهارات الحياتية وفهم المسار الوظيفي المتاح لهم.

أشار أصحاب العمل إلى أنه في مجال المهارات التقنية، تم إعطاء المتدربين مهارات أو تقنيات قديمة ال تلبي حاجات سوق العمل الحالية. كما أشار أحد المشاركين، “ال تقوم جميع الجهات بإجراء األبحاث المناسبة قبل تقديم التدريبات المهنية المحددة... فيتم

تدريبهم على تقنيات أو معدات تختلف عن تلك المستخدمة لدى أصحاب العمل.” أما التفسير الممكن لذلك بأن المنظمات غير الحكومية لديها ورش العمل والمناهج التدريبية الخاصة بها وال تسعى إلى تغييرهم أو تحديثهم. أثار أحد الممثلين أن بعض

المنظمات غير الحكومية “]ال[ تُعلم أصحاب العمل بشكل مسبق حول هذه البرامج التدريبية. يتعين على ]المنظمات[ تقصي ذلك واالستفسار عما يحتاجه أصحاب العمل.”

برامج تدريب المهارات الحياتية استناداًا للتقييم، فإن عدم توافر المهارات الحياتية — بما في ذلك ضعف أخالقيات العمل وعدم المعرفة بثقافة مكان العمل — قد ا سبب مشكلة الدوران يكون أحد تبريرات عدم قدرة الشركات على إيجاد الموظف المؤهل. يمكن للعجز بالمهارات أن يفسر أيضاً

ا السريع لأليدي العاملة، وهي الشكوى المستمرة من أصحاب العمل الذين شملتهم الدراسة. يفتقر العديد من الموظفين، وفقاًللدراسات التي شملت أصحاب العمل، إلى الفهم األساسي لاللتزام المصاحب للعمل، بما في ذلك كيفية التعامل مع الجهات العليا،

وااللتزام بساعات العمل، وااللتزام بأخالقيات العمل، وتقبل الخالفات، والنقد.

أعرب العديد من أصحاب العمل ممن خضعوا للدراسة عن رغبتهم بتمويل برامج التدريب التقني للموظفين )سواء داخل أو خارج الشركة( طالما يمكنهم تحديد مرشحين للعمل بأخالقيات مناسبة لسوق العمل. انطالقاًا من هذا، فإن الحصول على مهارات حياتية ا بالنسبة للمتقدمين للعمل أكثر من حصولهم على المهارات التقنية والمهنية. اقترح أحد المشتركين بالقدر الكافي يعد أمراًا مهماًبأنه في حال قيام المنظمات غير الحكومة بالتواصل مع أصحاب العمل بشكل أفضل، فقد يدركوا أنه في قطاعات معينة ال يولي

أصحاب العمل أهمية للمهارات التقنية بقدر مهارات العمل غير التقنية كالتسويق أو المهارات الحياتية. وقد وافق أصحاب الشأن في المنظمات غير الحكومية على أن تحسين مستوى المهارات الحياتية في بعض األحيان من أجل تحسين فرص العمل هو أهم من

المهارات التقنية.

أظهرت دراسة غير رسمية لبرامج توظيف الشباب الحالية في مصر أنه في حين كانت هناك توصيات لدمج المهارات الشخصية مع برامج تدريب المهارات الوظيفية )منظمة العمل الدولية 2010(، فإن هذه البرامج تعمد إلى التركيز على جوانب أو مهارات معينة

والقليل منها يتضمن برامج شاملة للتدريب على المهارات الحياتية.

التوجيه الوظيفييرى بعض أصحاب العمل أن الشباب يواجهون صعوبة في تقييم فرص العمل المتوفرة ويفتقرون إلى فهم الصورة األوسع للمسار المهني المتاح لهم. يؤثر هذا على عملية التوظيف وعلى العالقة بين صاحب العمل والموظف بما في ذلك االحتفاظ بالموظفين

والدوران السريع لأليدي العاملة. قد ال يدرك الموظفين فوائد االستمرار في وظيفة، أو فرص الترقي في مؤسسة، أو شركة، أو قطاع. بل يشتكي أصحاب العمل من قصر نظر بعض الموظفين واألخذ باالعتبار المردود المادي قصير المدى لدى بحثهم في سوق العمل،

ال أن يأخذوا بالحسبان الفوائد على المدى البعيد مثل التطور الوظيفي، ومعاش التقاعد، والتأمين.

ا للتقييم فقد سعى عدد من أصحاب العمل لمعالجة هذه الفجوة المعرفية من خالل تقديم توجيه مبدئي لكل موظف بشأن ووفقاًالمسار الوظيفي الخاص به داخل المؤسسة. أما في الشركات الكبيرة فيتبع ذلك في بعض األحيان تقييم وظيفي. ومع ذلك، فئة قليلة ا لالحتفاظ من أصحاب العمل يوفرون خدمات استشارية وبرامج إرشاد لموظفيهم، حتى وإن كان عدم توفر هذه الخدمات يعد عائقاً

بالموظفين. يقوم أصحاب العمل بدالاً من ذلك بترك موظفيهم الجدد ليتدبروا أمر أنفسهم ويعتمدوا على مشاهدة سلوك وأداء

Page 15: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

تقييم سوق العمل | 9

زمالئهم في مكان العمل. هذه الفجوة التي قد تتمكن برامج التوظيف التي تديرها المنظمات غير الحكومية أو القطاع الحكومي من القضاء عليها بفعالية.

العرض: تصورات الشباب حول تحديات التوظيف

كشفت المقابالت وحوارات مجموعات النقاش مع الشباب عن طريقة تفكيرهم فيما يتعلق بآفاقهم الوظيفية، وما يتوقعونه من أصحاب العمل، وماهية العقبات التي ينبغي التغلب عليها إليجاد الوظيفة المناسبة.

النتائج الرئيسية:�يعي الشباب عدم كفاية النظام التعليمي الحكومي، وكذلك يدركون أهمية التعليم والحصول على الشهادات لقدرتهم �•

التنافسية في سوق العمل.

ا للشباب األقل حظاًا. �تعمل برامج تدريب العمل على ملء فجوة مهمة في التحضير الوظيفي وخصوصاً �•

�تؤثر الصعوبات التي تعيق تدفق المعلومات على مسألة عدم توافق سوق العمل من كل من جهة أصحاب العمل �•ا الشباب إلى إنهم يعتمدون على الكالم المتناقل والعالقات الشخصية والشباب. فيشير الباحثون عن عمل وخصوصاً

ليجدوا طريقهم في مرحلة اإلعداد للعمل وسوق العمل بشكل مباشر.

�يشير الشباب إلى أن ندرة فرص الحصول على االستشارات المهنية و اإلرشادية هي بمثابة عائق للحصول على وظيفة. �•

�في حوار مجموعات البحث األخير في مارس 2013، كان يشعر الشباب بالقلق اتجاه مستقبل البلد بسبب الظروف �• السياسية المضطربة واالقتصاد غير المستقر، إال إنهم مازالوا يشعرون بالتفاؤل حول قدرتهم على إيجاد عمل جيد

وتحقيق مسارات وظيفية ناجحة.

ضعف النظام التعليمي يدرك الشباب المصري أن عدم توافق العرض والطلب في سوق العمل هو مشكلة يرجع جزء من سببها األصلي إلى نظام

ا. يواجه الشباب األقل حظاًا بشكل خاص تحديات بارزة في الحصول على شهادة، بما في التعليم األساسي للدولة الذي يعد ضعيفاً ذلك السياسات الصارمة التي تثبط من عزيمة الشباب لمواصلة تعليمهم بعد اضطرارهم إليقاف دراستهم لفترة معينة ألي سبِب

كان، بما في ذلك المرض. يشير الشباب باستمرار في هذه المقابالت إلى تردي مستوى التعليم الحكومي المتاحة لهم. في الواقع، يجد معظم الطالب أنه من الضروري االستعانة بمعلميهم كمدرسين خصوصيين من أجل النجاح باالمتحانات. فهناك طالب ممن

اجتازوا الصفوف األولى ال يمكنهم القراءة والكتابة حتى اآلن. ومع ذلك كله فإن الشباب المصري ما زال يعتبر الشهادة أو الدرجة العلمية ضرورة لتأمين وظيفة.

يؤكد هذا التقييم على أن البرامج التدريبية، بسبب ضعف النظام التعليمي الحكومي، هي العنصر الهام إلعداد الشباب للعمل. يمكن للبرامج التدريبية أن تحل مشكلة ندرة الكفاءات التي يواجهها الطالب ممن أنهوا مرحلة التعليم األساسي. كما وأوضح الشباب أهمية

دورات رخصة قيادة الحاسوب الدولية )ICDL( لشعورهم بأهمية اإللمام باستخدام الكمبيوتر للعديد من الوظائف المطلوبة.

االفتقار للمعلومات المتعلقة بسوق العملذكر الشباب الباحثين عن عمل، بغض النظر عن درجة استعدادهم، أنهم يواجهون مجموعة من العقبات لدى محاولتهم تحديد

أصحاب العمل المحتملين. يواجه أولئك الباحثون عن عمل صعوبة في الحصول على معلومات حول أصحاب العمل الذين لديهم وظائف شاغرة، وماهية المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل، وكيفية الحصول على هذه المهارات. وقد ذكر بعض الشباب أن اإلعالنات تكون في بعض األحيان غير واضحة من حيث طبيعة الوظيفة المتاحة دون تحديد أية مؤهالت مطلوبة، وأنه في بعض

األحيان يقوم أصحاب العمل باإلعالن عن عدة شواغر ال تكون متاحة فعلياًا.

Page 16: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

10 | مصر@عمل

يعتمد كل من أصحاب العمل والباحثين عن وظائف على الكالم المتناقل والعالقات الشخصية إليجاد وظائف ممكنة أو تشغيل موظفين جدد. ويشير العديد من الشباب أنهم يفضلون استخدام االنترنت للبحث عن وظائف، لكن العديد من أصحاب العمل ال

يستخدمون خدمات الوظائف الشاغرة عبر االنترنت لإلعالن عن وظائفهم المتوفرة.

ا للشباب المشاركين في هذا التقييم وكما هو الحال مع البحث عن عمل، فإنهم يستدلون على البرامج التدريبية المتوافرة من وفقاً خالل الكالم المتناقل. أشار المشاركون في حوارات مجموعات البحث إلى أنهم عرفوا عن البرامج من خالل جيرانهم، أو أصدقائهم، ا البرنامج التدريبي بنجاح. بينما علم البعض عن هذه الفرص من المنشورات الدعائية للبرنامج أو أفراد عائلتهم ممن قد أتموا أيضاً

في منطقتهم.

عدم كفاية فرص الحصول على استشارة مهنيةيعد نقص االستشارات، واإلرشادات، والمعلومات المهنية حول توافر الوظائف هو أحد العوائق الكثيرة التي تواجه شباب اليوم

الباحثين عن عمل. دون وجود وسائل الدعم هذه، سيتجه الشباب لمجموعة من المصادر التي تأثر على قرارهم حول نوع التدريب الذي يرغبون في االشتراك به ومجموعة المهارات التي يرغبون باكتسابها. تتضمن هذه العوامل التفضيالت الشخصية، والحوافز

المالية، وتوصيات الزمالء. صرح بعض الشباب المشاركين، “لدّي بعض الخبرة السابقة في ]المجال الذي قمت أنا باختياره[، وقد أحببته” )أنثى، 24 سنة(؛ “]إن المجال الذي قمت باختياره[ مصدر دخل جيد وذو طلب مستمر” )ذكر، 25 سنة(؛ “تمتلك أختي

متجراًا، وسأتمكن من مساعدتها بعد أن أحصل على بعض الدورات التدريبية وأتمنى أن اكتسب الخبرة التي تمكنني من فتح ]متجر[ خاص بي” )أنثى، 26 سنة(. التحق شابين ممن تمت مقابلتهم ببرامج تدريب في مجال صيانة الكمبيوتر بشكل خاص، ليس بسبب شغفهم لهذا المجال، ولكن ألنهم شعروا أن هناك فرص عمل حقيقية متاحة في هذا المجال. أعرب الرجال والنساء بأعمار بين 23

و29 عن مواجهتهم لمجموعة كبيرة من التأثيرات الواقعية على قرارتهم المهنية والتدريبية أكثر مقارنةاً بالمشاركين األصغر سناًا.

عند االستفتاء عن ما يبحث عنه أصحاب العمل عند التوظيف، أجاب بعض الشباب أن أصحاب العمل غالباًا ما يبحثون عن الخبرة في نفس المجال باإلضافة إلى اللغة اإلنجليزية والمعرفة باستخدام الكمبيوتر ومهارات التواصل. في حين أن الشباب لم يكونوا قادرين

على شرح ما تعنيه المهارات الحياتية، إال أنهم كانوا واعين إلى حاجات أصحاب العمل إلى أشخاص يمكنهم “التعبير عن أنفسهم والتعامل بشكل فعال مع العمالء” )أنثى، 23 سنة(.

تتشكل لدى الشباب المشاركين توقعات واضحة حول ما يبحثون عنه في الوظيفة. فكال الشبان والفتيات يبحثون عن وظائف ا بالنسبة توفر لهم االستقرار، والعقود القانونية، والتدرج الوظيفي الواضح. كما أضافت الشابات إلى أن ساعات العمل مهمة جداً

إليهن، حتى ال يضطررن إلى التنقل وحدهن ليالاً مراعاةاً لألحوال األمنية.

يعرب الشباب عن رغبتهم بقبول وظائف تقع خارج منطقتهم كوسيلة لزيادة فرص حصولهم على وظيفة. ولكن ذلك يعني االبتعاد عن معارفهم الشخصية وعالقاتهم. إضافة غلى ذلك، فإن السوق ال يوفر عادةاً بدائل كافية لتوجيه الشباب الباحثين عن العمل

لمجموعة أكبر من الفرص. وقد أبدى المشاركون في مجموعات البحث رغبتهم باالنتقال، في حال توافر بدائل أخرى مناسبة. إال أن العروض التي يقدمها أصحاب العمل تكون في العادة غير مشجعة بشكل كافي بالنسبة لهم لجعلهم ينتقلون. وألن معظم الشباب ا بالنسبة إليهم. ا جداً يتلقون الدعم من أسرهم )توفير المأكل، والمسكن، والدعم النفسي، وغير ذلك(، فإن خيار االنتقال يعد مكلفاً

وفي الختام، يطمح الشباب إلى تلقي معاملة حسنة في العمل. فقد أفاد بعض الشباب بتعرضهم لإلساءة اللفظية من قبل مديريهم السابقين بينما أفصح البعض اآلخر عن حاالت تفضيل لبعض الموظفين بسبب الصالت العائلية، ودرجة الجاذبية، وعوامل سطحية

ا من تسريحهم في أي وقت دون أي سبب. أخرى. وابدى البعض اآلخر قلقاً

شعور بالتفاؤل الشخصيحين طرح سؤال في يناير 2012 عن تصور الشباب ألثر الثورة على سوق العمل المصري بشكل عام، فأوضح المشاركين أنه بالرغم من

تراجع العديد من الشركات إال أنه ال تزال توجد العديد من الفرص للتوظيف وللمشاريع الفردية. لكن في يناير 2013 أظهر الشباب إحباطهم بسبب عدم حدوث أي تغيير وإصالح في مصر كما شعر الجميع بارتفاع نسب الفساد منذ بدء الثورة. وفي دراسة أجريت على الشبان العرب في عام 2013 وعند طرح سؤال حول التوجهات المستقبلية لبلدانهم، وافق 58% فقط من الشباب المصري على أن بالدهم تتجه للطريق الصحيح مقارنةاً بـ 74% في عام 2012. وأقر 56% من جميع الشباب المصريين أنهم حظوا في عام 2013

Page 17: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

تقييم سوق العمل | 11

بفرص اقتصادية أقل من السنة السابقة. )أصداء بيرسلون-مارستلر، استطالع لرأي الشباب العربي، 2013(. تأكدت هذه اإلحصائية من قبل الشباب المشاركين بالمقابلة في منطقة الشرقية والذين أشاروا إلى إغالق أكثر من 6000 مصنع في منطقتهم خالل السنة

الماضية، مما اضطرهم للتنافس مع موظفين مؤهلين بشكل أكبر ممن فقدوا وظائفهم حديثاًا.

ا بشأن مساراتهم المهنية بالرغم من الشكوك بشأن المستقبل السياسي واالقتصادي لمصر، إال أن العديد من الشباب كانوا متفائلين جداًوالمستقبل ألنهم شعروا بالثقة في أنفسهم ألخذ زمام المبادرة لتحقيق النجاح. فقد أعرب بعضهم أنه يتوقع العمل في شركة كبيرة

بمنصب مدير، أو محاسب، أو مهندس، وأن يمتلك سيارة وشقة خاصة به خالل السنوات الخمسة المقبلة.

حدد المشاركون التحدي بالنسبة للشباب وهو الحاجة للمثابرة والرغبة بخوض التحديات. “الفرص متوافرة، لكن البعض ال يرغبون بالعمل،” هذا ما قاله أحد المشتركين بعمر 21 سنة. أضاف مشترك بعمر 29 سنة: “إذا كنت شخص مثابر وملتزم، ستتمكن من إيجاد مصدر دخل.” وأوضح مشترك ذو 22 سنة كيف أن معرفته بسوق العمل تغيرت منذ ثورة 25 يناير: “كنت أعمل كمهندس. لكن بعد الثورة، بدأت أعمل بدوام جزئي فقط بسبب التسريح من العمل. فمن الطبيعي أن احتاج إلى مصادر دخل بديلة وااللتحاق ببرامج

تدريبية في المنظمات غير الحكومية.” تتوافر الفرص، فقط للشباب القادرين على الحصول على معلومات متفرقة وتحديد البرنامج التدريبي أو النشاط االقتصادي المستقل المناسب لهم ويلبي احتياجات قطاعات القطاع الخاص التي لم تُستوفى.

العمل الحر: المالحظات والتحديات

ا في نمو االقتصاد، وفي بعض األحيان، خلق الوظائف التي تشتد الحاجة لها، فإن في حين أن الشركات الصغيرة تلعب دوراًا مهماًالشباب ممن يسعون ألن يديروا مشاريعهم الحرة الناجحة يواجهون مجموعة محددة من التحديات. وعلى الرغم من تحسن الظروف

في مصر، فإن مشاركة الشباب في النشاط االقتصادي المستقل ال تزال منخفضة للغاية، حيث يمكن تصنيف حوالي 1% فقط من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 على انهم يعملون لحسابهم الخاص أو لديهم موظفين. نظراًا لما تنطوي عليه المشاريع

الحرة من تحديات وفرص، سيتم التعامل مع هذه القضايا بشكل منفصل عن نتائج الدراسة األخرى في القسم التالي.

النتائج الرئيسية:�تعد العقبات البيروقراطية، مثل الحصول على التراخيص، واإلجراءات الضريبية، والمتطلبات القانونية تحديات أكبر من �•

الحصول على تمويل بالنسبة للمشاريع الحرة.

�يفتقر الشباب إلى فرص الحصول على معلومات عن احتياجات السوق التي لم تُلبى والمجاالت التي من الممكن استغاللها �•بإقامة المشاريع الحرة الجديدة. وبشكل مماثل، فإنهم يواجهون صعوبات في اكتساب المهارات والفهم الضروري لخطط

األعمال التي تلبي احتياجات السوق.

�في حين أن كال الشباب والشابات في مقتبل عمرهم )من 15 إلى 22سنة( يفضلون الحصول على وظائف على أن يؤسسوا �•مشاريعهم الحرة، إال أن أولئك األكبر عمراًا )من 23 إلى 29 سنة( هم أكثر إيجابية بخصوص إيجاد فرص أعمال أو مشاريع

حرة المتالكهم الخبرة في المجال الذي يبحثون فيه.

�تظهر النساء المتزوجات بشكل خاص قبوالاً أكبر لألعمال والمشاريع الحرة عند بلوغهم منتصف وأواخر العشرينات، وذلك �•لوجود مرونة في تحديد ساعات العمل بينما تقوم بمهام رعاية باألسرة.

التحديات التي تواجه رواد االأعمال الشبابيواجه أصحاب المشاريع الحرة عقبتان بارزتان: الحصول إلى االستثمارات وإدراك ما يلزم لبدء واستمرارية شركة صغيرة. إال أن أصحاب

المشاريع الحرة ممن شاركوا بمجموعات البحث أعربوا أن التمويل لم يكن أكبر تحدياتهم. وقد أكد الشباب أن القروض الصغيرة ليست بالفكرة الحسنة في مصر، حيث يتم احتساب أسعار فائدة عالية وتطبق شروط التسديد بدءاًا من الشهر األول، ومع ذلك كان

بإمكانهم الحصول على قروض ومنح صغيرة من خالل المنظمات غير الحكومية المحلية. إال أنهم اشتكوا من الصعوبات المصاحبة ا للمتطلبات البيروقراطية واإلجراءات الرسمية مثل الحصول على تراخيص، واإلجراءات الضريبية، والمتطلبات القانونية. وأفادوا أيضاً

ا من الشباب تتلقى دعم أن العديد ممن يبدأون أعمالهم الخاصة يفتقرون إلى المهارات اإلدارية والتنظيمية، وأن فئة قليلة جداً

Page 18: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

12 | مصر@عمل

ا من عدم وفرة توجيهي من المنظمات غير الحكومية عقب البرامج التدريبية األساسية للمشاريع الحرة. يعاني أصحاب المشاريع أيضاًالمعلومات، بما في ذلك الفهم الكامل لمتطلبات السوق أو قطاعات السوق التي تتوفر فيها الفرص. إضافة إلى ذلك، فإن أصحاب المشاريع الحرة الطموحين غالباًا ما يبدأون هذا دون وضع خطة عمل مناسبة وشاملة أو دون إجراء تقييم للسوق. وثمة تحد آخر

وهو استمرار العديد من المشاريع الحرة باالعتماد وبشكل كبير على المؤسسات التي ساعدتهم على إنشاء وتأسيس مشاريعهم، وبالتالي يجدون صعوبة في تسويق وبيع منتجاتهم.

يؤكد عدد من المشاركين الشباب وأصحاب الشأن وجود فرص كافية للمشاريع الحرة، إال أن المشكلة هي عدم توفر الخيال والحس ا لمستشار وزارة التجارة والصناعة “نحن ]في مصر[ نعاني من مشكلة إبداعية. فجميع الرجال والنساء ]ممن يديرون التجاري. وفقاً

مشاريعهم الحرة[ ينفذون المشاريع نفسها.” يميل الشباب المصري إلى التركيز على نفس الجانب من سلسلة اإلنتاج، مركزين جهودهم على العمل بشكل مباشر مع المستهلك أو ابتكار المنتجات بأنفسهم. فعلى سبيل المثال، ركز الشباب ممن تم استطالعهم

بشأن المشاريع الحرة بشكل كبير على المشاريع الصغيرة لصيانة الهواتف الخلوية أو المزارع الصغيرة للمنتجات الغذائية، لكن لم يتطرق أحد لمشاريع النقل، أو التغليف، أو التسويق كونها فرص متاحة في السوق. تعمل هذه الرؤية المحدودة على زيادة تكاليف

ا أصحاب الشأن ممن تمت مقابلتهم إلى أن فرص األسواق اإلنتاج والمنافسة بين أصحاب المشاريع الحرة من الشباب. أشار أيضاًا بعد الثورة، مع انتهاء بعض االحتكارات. الجديدة قد تكون متوافرة أكثر في هذا الوقت ألصحاب المشاريع الحرة الشباب، خصوصاًما إذا كان الشباب المصري سيتمكن من استغالل هذه الفرص هو قيد االنتظار. لكن بالنسبة لمن يفتقرون لمهارات إدارة األعمال

والموارد المالية، فإن العقبات التي يواجهونها ستبقى كثيرة.

مسائل العمر والجنس يفضل الرجال من الشباب الوظائف عن امتالكهم مشاريعهم الخاصة في بداية حياتهم المهنية. وأشار الشباب الذكور ضمن الفئة

ا ما ينطوي على مهارات تقنية مثل النجارة وصناعة الجلود العمرية األصغر سناًا )بين 15 و 22( أن تأسيس عمل خاص بهم — خصوصاًأو اللحام — يتطلب خبرة عملية سابقة. إال أن 90% من المشاركين في هذه المجموعة أعربوا عن رغبتهم بإنشاء عملهم الخاص

في مرحلة الحقة. كما أضاف أحد الشبان، “علينا أن نتعلم أوال، وإذا كان هناك إمكانية في وقت الحق، وكان لدينا التمويل والخبرة الكافيين لبدء مشروع، فلما ال؟” اعتبر بعض الشبان أن امتالك عملهم الخاص “أفضل من حيث الدخل المادي” من الحصول على

وظيفة.

ا عن تفضيلهن للوظائف أكثر من العمل لحسابهن الخاص، شريطة أن يتمكن من تنسيق ساعات عمل مناسبة وأعربت الشابات أيضاً)أن تبدء بالصباح الباكر إن أمكن وتنتهي قبل حلول الليل( وأن يكون الموقع بالقرب من المنزل أو من أي وسيلة نقل مناسبة.

ا بالنسبة للعديد من الشابات لما له من مخاطر مرتبطة إن إنشاء عمل خاص، ما لم يكن خارج نطاق التفكير، كان يعد أمراًا مخيفاًبالخسائر المالية وتأخر الحصول على العوائد األمر الذي جعل المشاريع الحرة خياراًا غير مناسب.

لكن يظهر أن الشباب والشابات بأعمار بين 23 و29 أكثر رغبة في الحصول على عملهم الحاص. فالنساء المتزوجات في هذه الفئة ا في المناطق األقل حظاًا، يجدن أن عائالتهن ال يمكنها االعتماد على مصدر دخل العمرية، في هذا الوضع االقتصادي الصعب وخصوصاً

واحد فقط، ولكن العديد يترددن في العمل بدوام كامل على حساب رعاية األطفال. يعد العمل الخاص نقطة جذب لهم للتسهيالت التي يحظون بها والقدرة على إدارته من المنزل. “أفضل الحصول على عملي الخاص. فهو يشكل مصدر دخل جيد ومناسب أكثر عندما أصبح أم”، هذا ما قالته أحد المشاركات بعمر 28 سنة. ويشير الرجال في هذا العمر إلى فهم أفضل لحاجات السوق واكتساب لمزيد من الخبرة الشخصية، فهذه تعد العوامل الرئيسية المؤثرة في قرارهم بإنشاء مشروعهم الخاص. كما يقوم العديد من الشباب بمباشرة

مشاريعهم الحرة باإلضافة إلى وظائفهم الثابتة.

Page 19: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

تقييم سوق العمل | 13

النتائج

خلص التقييم ثنائي العميل األولي لسوق العمل المصري، وحاجات أصحاب العمل والشباب، إلى النتائج والمالحظات الرئيسية التالية لتُستخدم للتخطيط المستقبلي لبرامج التدريب في المنطقة وعلى مستوى العالم.

فرص نمو العمل�في حين أن النمو االقتصادي وفرص العمل ال يزاالن غير مستقرين في مصر ما بعد الثورة، فقد وجد التقييم أن القطاعات �•

الغذائية، والتصنيع، و المعلومات وتكنولوجيا االتصاالت )ICT(، واألعمال الزراعية تعد قطاعات نامية تخلق فرص عمل مناسبة للشباب المهمش في مصر.

�يُعد مجال المعلومات وتكنولوجيا االتصاالت قطاع ذو طلب كبير على الوظائف، وخصوُصا في الوظائف المهنية التي ال �•تعتمد على التكنولوجيا مثل صيانة أجهزة الحاسوب والهواتف الخلوية ومراكز خدمات العمالء.

�في أعقاب الثورة، انخفض تدفق االستثمارات األجنبية،6 ولم يكن لدى الكثير من المصريين، حتى المختصين االقتصاديين �•منهم، أي تصور حول شكل االنتعاش االقتصادي.

�يرى المشاركين بالمقابالت أن مصر تمتلك مزايا بالنسبة لقطاعات معينة وأن استمرار هذه القطاعات قد يصبح أولوية. �•

�إن التحسينات األساسية لظروف العمل، واستثمار أنظمة الموارد البشرية، وتنمية القوى العاملة قد يعزز بشكل كبير من �•الكفاءة واإلنتاجية من خالل خفض معدل دوران األيدي العاملة، األمر الذي يؤدي في النهاية إلى تنمية االقتصاد وتحسين

التنافسية في نطاق االقتصاد العالمي في حال تم توجيه القوى العاملة في مصر إلى تبني االحتياجات العالمية.

الطلب: ما يريده ويحتاجه أصحاب العمل �تسعى الشركات إلى توظيف الشباب ممن لديهم المهارات التقنية والمهنية المناسبة. ومع ذلك، كشف التقييم أن �•

المهارات الحياتية والفهم الجيد لجو العمل يمكن أن يكون بنفس القدر من األهمية أو يفوقها بالنسبة للشركات أثناء بحثهم عن موظفين مؤهلين.

�العديد من برامج التدريب الوظيفي والمهني قديمة وال تلبي احتياجات العمل الحالية. �•

�الحاجة إلى أساليب إبداعية جديدة لتعزيز التوجيه واالستشارة المهنية كوسائل لتحسين الخطط المهنية طويلة المدى �•للباحثين عن عمل.

�يواجه كل من أصحاب العمل والباحثين عن عمل معوقات بسبب محدودية المعلومات حول سوق العمل. فيعتمد كالهما �•على العالقات الخاصة، والعائلة، واألصدقاء، والمعارف، مع التركيز على الكالم المتناقل لمشاركة المعلومات حول فرص

العمل.

العرض: إدراك الشباب لحاجات صاحب العمل�يرى الشباب أن ضعف معايير النظام التعليمي المصري هو العقبة البارزة في قدرتهم على التنافس في العمل. �•

�بالرغم من انتقاد الشباب لنوعية التعليم التي يتلقونها، إال أنهم يدركون أهمية الحصول على شهادة. �•

�يفتقر الشباب إلى فهم الصورة األوسع للمسارات المهنية المتاحة لهم، ويبدو أنهم يفضلون الوظائف التي توفر لهم عوائد �•مالية سريعة بدالاً من التقدم والمنافع على المدى الطويل.

6 انخفضت تدفقات االستثمار األجنبي المباشر بنسبة %15 من السنة المالية 2010/2009 إلى السنة المالية 2011/2010، واستمرت بالتغيير بشكل كبير خالل كل ربع سنة الحق )البنك المصري

المركزي 2012(.

Page 20: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

14 | مصر@عمل

�تظهر هنا حاجة ضرورية لتقديم اإلرشاد والتوجيه الوظيفي للشباب الحديثين في سوق العمل. �•

�يبحث الشباب عن الوظيفة المستقرة حيث يتم معاملتهم شكل جيد. فهم على استعداد للعمل خارج مناطقهم في حال �•توافر المقابل المادي الكافي.

�بالرغم من العقبات التي تواجه الشباب، إال أن الكثير منهم متفائلون حول قدرتهم على التصدي لتحديات العثور على �•عمل. وفي الوقت ذاته، فإنهم يؤكدون على ضرورة إنشاء مدارس أفضل، وتحسين فرص التدريب الوظيفي، وتقديم الدعم

مثل اإلرشاد والتوجيه الوظيفي بمجرد دخولهم سوق العمل.

العمل الحر: المالحظات والتحديات �يرى أصحاب المشاريع الحرة الطموحين أن اإلجراءات البيروقراطية، مثل اإلجراءات الضريبية، والمتطلبات القانونية، �•

والحصول على تراخيص تعد عقبات أكثر من الحصول على تمويل.

�يفتقر أصحاب المشاريع الحرة من الشباب إلى المعلومات األساسية حول مكان العمل ومهارات إدارة وتخطيط األعمال. �•

�يتقبل الشباب من الذكور واإلناث في العشرينات من العمر مجازفة إنشاء مشروع حر، ممن كان لديهم وقت لكسب �•ا الضرورة والحاجة إلنشاء عملها الحر إلى جانب وظيفتها المزيد من الخبرة العملية. وتجد المرأة في هذا العمر تحديداً

ورعاية أطفالها.

�تزداد رغبة المرأة المتزوجة على وجه الخصوص في الحصول على عملها الخاص، للمتسع الذي تحصل عليه لالعتناء �•بعائلتها.

التوصياتتسهيل عملية إعداد الشباب للعمل من خالل الشراكات االستراتيجية: للمساعدة في إعداد الشباب للعمل، ينبغي بناء شراكات

ا، تضمن المنظمات غير الحكومية استراتيجية بين كل من المنظمات غير الحكومية الخدمية وأصحاب العمل. من خالل العمل معاًا لمتطلبات سوق العمل. ولتحقيق أكبر فائدة لكل من الباحثين عن عمل وأصحاب العمل أن البرامج التدريبية والدعم مصممان وفقاً

وأصحاب العمل، يتعين على المنظمات غير الحكومية تقديم تدريبات للمهارات الحياتية وخدمات تدعم مهارة اتخاذ القرار القائم على التوجه الوظيفي. ويجب على أصحاب العمل أن يدرسوا تقديم التدريب أثناء العمل وكذلك الفرص الواضحة والعادلة للترقي

الوظيفي لضمان اإلتقان، إلى جانب تبني نهج التوجيه واإلرشاد داخل مكان العمل.

تعزيز التنسيق متعدد القطاعات للتحسين من كفاءة التدريب: تظهر الحاجة للتدريب التقني والمهني بشكل كبير في مصر للتغلب على الفجوات في عملية تهيئة الشباب للعمل. ويجب أن يتماشى التدريب التقني والمهني هذا مع احتياجات الشركات المحلية و أن يتم التخطيط له بالتنسيق مع أصحاب العمل، لضمان مساعدة التدريب في تزويد الباحثين عن عمل بالكفاءات الالزمة لفرص

حقيقية في المستقبل. ينبغي أن تعزز برامج التوظيف، مثل مصر@عمل، تعاوناًا مستمراًا متعدد القطاعات وهو ما يكون مفقوداًا في الغالب. وينبغي تخصيص االهتمام والدعم المالي، والبشري، والتقني بالقدر الكافي لبناء تحالف من هذا القبيل. تحتاج المنظمات

غير الحكومية المحلية وجهات القطاع الخاص أن تكون محور عملية بناء العالقات هذه من البداية لتعزيز استدامتها.

تقديم تدريب المهارات الحياتية: تكون بيئة العمل الرسمي في كثير من األحيان غريبة وصعبة للشباب األقل حظاًا. لذا شدد غالبية أصحاب العمل على ضرورة إضافة تدريب المهارات الحياتية إلى برامج التدريب على العمل، لمساعدة الشباب في التكيف مع مكان

العمل. تساعد المهارات الحياتية الشباب على تطوير المهارات األساسية الالزمة للتعامل مع اآلخرين، من أجل فترة نضوج وعمل منتجة، بما في ذلك اإلحساس بالمسؤولية، وااللتزام بأخالقيات العمل، والقيادة، والقدرة على التعامل مع الخالفات والنقد.

تحسين التعليم األساسي: يتعين على الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية مواصلة االستثمار في نظام التعليمي األساسي المصري باعتباره القاعدة الزدهار واستقرار األمة. وتعد المنظمات غير الحكومية بتوفير التعليم األساسي للشباب ضمن برامج

التوظيف والمشاريع الحرة عند الضرورة.

Page 21: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

تقييم سوق العمل | 15

ا تقديم التدريب التطبيقي والتوجيه في العمل: يمكن للتدريب الداخلي وغيره من أشكال التدريب التطبيقي أن يلعب دوراًا مهماًفي تعريف الشباب بمكان العمل ومساعدتهم على تأمين وظيفتهم األولى. يجب على المنظمات غير الحكومية أن تتعاون مع

أصحاب العمل في تطوير وتقديم خدمات تشمل التدريب الداخلي والمهني إضافة إلى التوجيهات التعريفية، وبروتوكول الموظف، واإلرشادات الالزمة لمساعدة الشباب على التكيف.7 قد تقلل هذه الجهود من ارتفاع معدل ترك الموظفين للعمل في مصر من خالل

تعريف الشباب بفرص العمل وتوقعات أصحاب العمل قبل االلتزام بالعمل.

تقديم االستشارات المهنية للحد من عدم التوافق بين العرض والطلب: لزيادة فرص الشباب في قبول مسارات وظيفية جديدة وواقعية ومالئمة، يتعين على المنظمات غير الحكومية اعتماد خدمات لإلرشاد الوظيفي. وبعد خلق خيارات مهنية واقعية، ينبغي أن تحد خدمات اإلرشاد من ارتفاع معدالت دوران الموظفين في مصر من خالل مساعدة الشباب في تحديد أولوياتهم للعمل مثل

الراتب أو المكانة أو فرص الترقي، وذلك قبل قبول الوظيفة

تقوية قنوات التعيين واالتصال بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل: ينبغي أن تواصل المنظمات غير الحكومية العمل مع أصحاب العمل لمعرفة كيفية تحديد المرشحين للوظائف والطرق التي يستخدمونها. إلزالة عوائق التواصل وتدفق المعلومات بين الموظفين

وأصحاب العمل، ولتحقيق التكامل مع أسلوب االعتماد على العالقات الشخصية والمعارف، قد تعمد المنظمات غير الحكومية والجهات الحكومية لتنظيم بنوك ومعارض للوظائف واالستفادة من محركات البحث الخاصة بالوظائف وسائل االعالم االجتماعية.

وكذلك قد تلعب المنظمات غير الحكومية دوراًا أكثر أهمية في تسهيل التواصل داخل المجتمعات حول فرص العمل وتوجيه الشباب إلى البرامج التدريبية. وأخيرااً، إذا كان أصحاب العمل يقومون بتضخيم الوظائف والمميزات أثناء التوظيف، فيتعين على المنظمات

غير الحكومية إبالغ أصحاب العمل بوقف هذه الممارسات التي تخلق توقعات خاطئة لدى الموظف مما يشعره بعدم الرضا والعزوف.

تحسين ظروف العمل: يجب أن تعمل المنظمات غير الحكومية مع القطاعين الخاص والعام لتحسين ظروف العمل وأسلوب معاملة الموظفين للمساعدة في نمو كل من الشركات واالقتصاد وازدهارهم. وتحتاج الشركات إلى االستثمار في التطوير المهني لقواتها

العاملة وأقسام وأنظمة الموارد البشرية لديها بشكل أفضل، لضمان المعاملة العادلة وعدم تفشي الفساد.

التركيز على المهارات األساسية لألعمال وتغيير السياسات من أجل المشاريع الحرة: يجب أن تكون األعمال الحرة هي االستراتيجية الرئيسية للمساعدة على زيادة فرص العمل بالنسبة للشباب، أينما تشح، وتوسعة سوق العمل ككل المتوفر للشباب. وقد تركز

ا العقليات برامج المشاريع الحرة بشكل حصري على تطوير األعمال الحرة، ولكن ينبغي لبرامج تدريب القوى العاملة أن تشجع أيضاًالمنظمة للمشاريع وتساعد في التعرف على الشباب المالئم لتقديم المزيد من الدعم له في هذا المجال . وينبغي أن تركز برامج

المشاريع الحرة على مهارات األعمال األساسية، مثل تحديد مجاالت نمو الطلب في السوق، ومواصلة اإلرشاد عقب برنامج التدريب. يجب أن تستهدف المنظمات غير الحكومية في المناطق األقل حظاًا الشباب األكبر سناًا، في أواخر العشرينات إلى منتصف الثالثينات،

األكثر استعداداًا للمخاطر المرتبطة بالحصول على عمل حر. يمكن لجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية مساعدة أنشطة األعمال الحرة من خالل تغيير السياسات لتسهيل التراخيص واإلجراءات القانونية ومساعدة الشباب من خالل هذه العمليات. يجب

على المنظمات غير الحكومية المانحة للقروض الصغيرة تسهيل طرق التسديد لدعم شركات الشباب الناشئة خالل األشهر القليلة األولى من العمل.

دعم األعمال الحرة والمرأة: على المنظمات غير الحكومية والبرامج مثل مصر@عمل تثقيف الشابات حول فوائد العمل الخاص الذي قد يلبي احتياجاتهن ومصالحهن الخاصة، مثل إمكانية إدارة المشروع من المنزل باإلضافة إلى ساعات العمل المرنة.

7 يشير هذا التقييم إلى أن هذه الخدمات قد تكون موجودة في بعض الحاالت ولكنها غير كافية وال تلبي احتياجات العاملين المبتدئين وال تسهل انتقالهم إلى توجهات مهنية طويلة األمد. إن المنهج

الرئيسي لحل مشكلة اختالل توازن سوق العمل المصري هو جعل مهارات الشباب التقنية والمعرفية متماشية مع ما يحتاجه أصحاب العمل.

Page 22: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

16 | مصر@عمل

المراجع

بنك التنمية االفريقي )AfDB(، مصر 2012-2013 ورقة استراتجية مؤقتة، أكتوبر 2012. موقع على شبكة اإلنترنت.

أصداء بيرسلون-مارستلر، استطالع لرأي الشباب العربي 2013، مارس 2013. موقع على شبكة اإلنترنت.

الجهاز المركزى للتعبئة العامة واإلحصاء )CAPMAS(، الكتاب اإلحصائي السنوي 2012، سبتمبر 2012. موقع على شبكة اإلنترنت.

البنك المركزي المصري )CBE(، 32 — صافى االستثمارات األجنبية المباشرة )FDI( في مصر بحسب البلد، يناير 2013. موقع على شبكة اإلنترنت.

،)ECES( حلمي، أمنية وعبدالرؤوف، نادين، مالمح وإحصائيات االقتصاد المصري، 2012، المركز المصري للدراسات االقتصادية سبتمبر 2012. موقع على شبكة اإلنترنت.

منظمة العمل الدولية )ILO(، مصر: خطة العمل القومية لتشغيل الشباب 2010-2015: ملخص، يناير 2010. موقع على شبكة اإلنترنت.

منظمة العمل الدولية، اتجاهات العمالة العالمية للشباب2012، مايو 2012. موقع على شبكة اإلنترنت.

منظمة العمل الدولية، مشكلة تشغيل الشباب: حان وقت العمل، 2012. موقع على شبكة اإلنترنت.

وزارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات )MCIT( )2009(، تقرير مؤشرات المعلومات وتكنولوجيا االتصاالت، يونيو 2010. موقع على شبكة اإلنترنت.

وزارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات )2012(، تقرير مؤشرات المعلومات وتكنولوجيا االتصاالت 2007-2011، يوليو 2012. موقع على شبكة اإلنترنت.

Page 23: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013
Page 24: تقييم لسوق العمل المصري في مرحلة ما بعد الثورة يناير 2012 -مارس 2013

32 South Street

Baltimore, MD 21202

USA

t. +1 410 951 1500

f. +1 410 347 1188

www.iyfnet.org

تقوم مؤسسة الشباب الدولية باالستثمار في االمكانات الفائقة لدى الشباب. فمنذ تأسيسها عام 1990، تعمل المؤسسة على تكوين

شراكة عالمية بين القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني الملتزمة بتمكين الشباب ليكونوا مواطنين أصحاء، منتجين

ومشاركين فاعلين، حيث تعمل المؤسسة ومن خالل انتشارها الواسع في 78 دولة على مستوى العالم على تحفيز الشباب للتغير

والحصول على تعليم عالي الجودة واكتساب المهارات الالزمة للتوظيف، واتخاذ قرارات سليمة وتحسين مجتمعاتهم المحلية،

.www.iyfnet.org لكتروني ولمعرفة المزيد الرجاء زيارة الموقع االإ