حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

45

Upload: -

Post on 02-Aug-2016

235 views

Category:

Documents


13 download

DESCRIPTION

مجوعة قصصية

TRANSCRIPT

Page 1: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب
Page 2: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

تمهيد للكتاب

ولكنه القلب ...لذلك ليس هو الراس الذي يجب رفعه عاليا

لذلك نثرت ...... كان الحب هو المحرك األهم في الوجود

..... تلك الحروف

نوره

Page 3: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

حب... خال من الدسم

ائع الكعك بمنقله وكعكاته الشهية مالصقا لسور المستشفى، حيث كان يعتصم ب

التي إستوقفت المرأة لتنتقي منها قمرا ذهبيا ساخنا شرعت في إلتهامه بشهية

مفتوحة وحدها تعرف سرها.

كدشة وراء كدشة من العجين الساخن والزعتر كانت تجرفها في نشوة عارمة

على سرير من األخذ بالثأر من ذاك الرجل الذي يرقد في المستشفى أمامها

أبيض تحفه أغطية بيضاء.

هو نفسه الذي أوصاها البارحة على كعكة يزعتر بها خفية عن طاقم األطباء

والممرضات ونظامهم الغذائي الصارم.

تبسمت لنفسها منتشية حين الحظت القمر الذهبي الدافئ بين يديها، يتناقص

تدريجيا ويكاد يصبح هالال يتالشى بسرعة قياسية.

شهيتها المفتوحة على كل اإلحتماالت. لفت بالورقة ما تبقى من الكعكة، لجمت

دستها في حقيبتها وإنطلقت تصعد الساللم نحو باب المستشفى منتصبة القامة

مرفوعة الرأس واثقة الخطى، ال يخالطها أدنى شعور بالذنب أو الندم على

مسيرة حياتها سوى نصف كعكة ستعطيها لهذا الرجل الذي لم يعطها طيلة

مجموعة انصاف.

أعطته حبا كامال، قلبا كامال، عمرا كامال، ودائما كان بكامل قواه العاطفية ال

يتصدق عليها سوى بنصف قلب، بنصف حب ونصف عمر.

حتى حين وعدها ببيت األحالم بنى لها نصف بيت تاركا أعمدة األساسات

الوقوف وتتثاءب ضجرا من الملل.على السطح منتصبة تتورم تعبا من

ملل من طول إنتظار عائلة لم تكتمل.

حتى القدر تآمر عليها معه فخذلها على طريقته حين أهداها هذا الرجل الذي

كونت معه نصف عائلة فقط دون أبناء. رغم ذلك أصرت أن تكون له عائلته

م علمها جيدا أنها الكبرى من األم واألخت والحبيبة، حتى الزوجة واألبنة، رغ

ربما لو حملت إسم غيره لحملت ربما بقبيلة من األطفال.

هو القدر وهي مستسلمة لقدرها ساكنة ذاك السكون المتخاذل األحمق قانعة

بقسمتها ونصيبها بذاك النصف الفارغ الذي يمن به عليها والذي ال يروي وال

يسمن وال يغني عن جوع.

ملفتة في ممر المستشفى يخالطها شعور خفيف بالشبع كانت تخطو برشاقة

حين تذكرت أنها سندت قلبها منذ قليل بنصف كعكة ساخنة إقتنصتها من

Page 4: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

حصة هذا الرجل الذي لن يطال منها بعد اليوم سوى النصف من كل شيء.

بدءا من نصف الكعكة ستنقلب اآلية.

رها لتسترجع منه كل ما ستكون باسلة، ستستجمع شجاعتها المتخاذلة وإصرا

لها بذمته من أنصاف، عبر ربع قرن، وتبدأ هي بالتالي تتصدق عليه وهي

بكامل قواها العقلية والعاطفية.

من قلبها لن تهبه سوى النصف. ومن حبها ستحجب عنه النصف، حتى

جسدها لن تدعه بعد اليوم يتحلل بكامله بين ذراعيه، ستعطيه نصفه الصنم

لد األحاسيس وتحتفظ لنفسها بنصفه الدافئ النابض بالحب والحياة.البارد، المب

منذ الغد حين يغادر المستشفى سليما معافى ستباغته بسياسة الند للند، العين

بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ومثلما تراني يا جميل أراك.

وسط كانت أفكارها تغافلها متسللة تجتمع بين شفتيها تمتمات شبه مسموعة

حلقة أشخاص ظلوا يحدقون إليها بفضول غريب وهي تتخذ مكانها بينهم أمام

باب المصعد تنتظر بدورها وصوله. شعرت باألحراج، إبتلعت ريقها، علقت

حقيبتها في كتفها ثم شبكت يديها على صدرها متجاهلة األمر، شاخصة

شير الى ببصرها مع الشاخصين بأبصارهم نحو اإلشارة الضوئية وهي ت

المصعد في الطبقة األرضية.

حين فتح الباب وولجت المجموعة داخل الكابين كان عددهم معها ال يتجاوز

الخمسة أشخاص، ضغط كل بدوره على رقم طابقه وأخذ ينتظر ألكثر من

خمس ثوان، أخذ المصعد يئن ويعن مستنفرا كل قواه ليحملهم ببطء شديد لفت

ة تفكيرها.إنتباه المرأة وأثار هم

عزت األمر لسالمة المرضى ربما أو للحرص على راحتهم أثناء نقلهم ربما.

كان عقلها يشت في إتجاه بينما خيالها يجنح صوب إحتمال آخر. لعله لم يكن

مجرد مصعد عادي بقدر ما كان حماال للهموم. يحمل همها وهم هؤالء األفراد

المحيطين بها.

نظرة عابرة. ال إبتسامات في مصاعد إختطفت من الوجوه حولها

المستشفيات، ليس هناك سوى التنهدات والكل يغني على مواله الحزين.

كانت المرأة عن يمينها تزفر الزفرة تلو األخرى والرجل عن يسارها يتمتم

راجيا رحمة هللا وفرجه، حين فتح الباب وأفرج عنهما معا في الطابق األول

ميائي واألمراض المستعصية. سبحان هللا، أخذت المرأة عند قسم العالج الكي

تحدث نفسها، بالتأكيد هما قريبا شخص عزيز دخل نفق هذا العالج المشؤوم

Page 5: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

طامعا بوصلة إضافية إصطناعية من الحياة.

في الطابق الثاني إستراح المصعد أمام قسم الوالدات واألطفال حيث أحد لم

ذا القسم وزواره، بالتأكيد ال ينتظرون يدفع الباب. أخذت تتخيل رواد ه

لين بهدايا الحدث السعيد، المصاعد، اقدامهم تصعد الساللم بخفة الغزالن محم

علب الشوكوال، باقات الزهور وافراحهم بالمولود الجديد. حماسهم وحده كفيل

بأن يحملهم حتى الطابق العاشر على رجل واحدة، سبحان هللا... كانت تتمتم

وهي تغادر الكابين عند الطابق الثالث حيث جناح العناية المركزة لنفسها

وأمراض القلب والشرايين.

ركزت حقيبتها على كتفها وانطلقت تقطع الممرات الطويلة بخطواتها

المتراصة حتى بلغت الغرفة إياها حيث دفعت الباب برفق وحذر تتفقد رجلها،

ا في صدرها وكاد يقع فريسة أسوأ فأذا بها تعاين فراغ المكان. إرتج قلبه

ال »األحتماالت لوال تلك الممرضة التي أسعفتها في توضيح المالبسات.

تجزعي يا سيدتي زوجك في العناية الفائقة بعد تعرضه البارحة لنوبة قلبية،

«اتبعيني لزيارته من فضلك.

س، الى في غرفة العناية المركزة أعطوها جهازا كامل التعقيم، من غطاء الرأ

الروب األبيض حتى الجوارب المعقمة ثم أوصوها التوجه مباشرة نحو الغرفة

الزجاجية حيث يرقد المريض مع التقيد بالتعليمات.

احرصي سيدتي على أال تمسي شيئا في طريقك حتى ال تنتشر الجراثيم، »

أخذت تخطو نحوه بتأن، كانت تحفها طاقة حب فتشع منها هالة افكار

اؤالت. ترى اليست اشعاعات هذا الحب الذي يمألها كفيلة بتعقيم تلك وتس

األرجاء حولها. خيالها كان جامحا، أما عقلها فكان يتولى أمر رده لجادة

الصواب، يخبرها حقيقة ال مناص منها في هذا المكان هنا، حيث ال يؤمنون

رقد بينها الرجل سوى بما تشير اليه األجهزة واألنابيب وتسجله اآلالت التي ي

على ظهره.

تأملته، سبحان هللا هو نفسه الذي بقي لسنوات طوال يدير لها ظهره، عادت

قضية األنصاف تشوش على تركيزها، كيف أسرفت قلبها لتفديه؟!

كيف بذرت كامل حبها لترضيه؟!

كيف سفحت كامل عمرها عند قدميه لتسعده وترويه؟!

هو بكامل قواه العقلية والعاطفية كيف وكيف ،كيف كانت هي وكيف كان

، بنصف حبه، بنصف لبها ال يتصدق عليها سوى بنصف قشحيحا وضنين

Page 6: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

إهتمامه معظم الرجال من حولها يخصمون سلفا من حصص نسائهم نصف

قلوبهم، نصف حبهم ونصف إهتمامهم.

أكثر النساء من معارفها يكابدن مثلها وجع تلك األنصاف وسوء مرارتها.

ت تتقدم منه وهي تحدق به عاجزا ال حول له وال قوة، ودت ساعتها لو كان

ترشقه بسهام تلك األسئلة الصعبة.

ترى أين يذهب الرجال بكنوز أنصافهم؟! -

ماذا يفعلون بها؟ هل يرمونها في البحر مثال؟! -

أين يهدرونها؟! هل يختزنونها ألمرأة اخرى؟!

فهم؟!هل لديهم في األساس شحا في عواط

أم يكدسونها في صدورهم عمدا عبر السنين حتى تنفجر بهم ذات ليلة في نوبة

قلبية؟!

أخذت تدنو أكثر فأكثر من العازل الزجاجي، صدرها يعلو ويهبط على وقع

أنفاسها الدافئة المتالحقة على صفحة الزجاج بقعا ضبابية تتبينه من خاللها.

ير، عيناه منصة اعتذار تتلوان عليها كانت تقرأه وكان يرنو إليها بحب كب

قصيدة حسرة وندم، طاف في بالها ساعتها إحتمال وخطر لها ما لها بذمته!!

كان مدينا لعمرها بمخزون الحب الهائل.

ماذا لو قرر اآلن أن يصفي حساباته أو يبرئ ذمته أمام ربه ونفسه فيعيد إليها

در حبه. ماذا ستفعل عندها؟!حقها من قلبه ويفرغ لها مرة واحدة كل بيا

كيف ستتدبر األمر هي التي أصبحت في المقلب الثاني من العمر؟؟

ربع قرن كانت خالله تضخ في أيامه حبا غنيا كامل الدسم، غذاء ملكيا للقلب

والعقل والروح. ربع قرن قضاها ذاك الرجل يمتص رحيق هذا الحب يشرب

من زبدته وال يشبع!!

إليها اليوم وقد صار بال لون وال طعم وال رائحة. لم يعد يلزمها كيف سيعيده

حب صار ماصال!!

سيعيده اليها حبا خاليا من الدسم...

Page 7: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

الحديث األخير" زوجتي الحبيبة .... سامحيني ... غادرتك بغتة على عجل دون ان اطبع

عطر الياسمين على خدك األسيل قبلة الوداع األخير ،، دون ان استنشق منك

الرقيق ،، دون ان اروي لك على عادتي كل مساء ، تفاصيل نهاري المتعب

حين أفرغ لك بجعبة اخباري ، فتضحكين من طرافة بعضها وتشرقين و

تستاءين من بعضها اآلخر وتتعكرين ثم ال يلبث ان يستوي مزاجك وتعتدلين

العشاء في المسجد وسط ضجة أطفالنا وتحضير مائدة عشاءنا ... كان وقت

حيث كنت اؤدي آخر ركعة من فريضة صالته ... كنت اسلم يمينا ويسارا ثم

اتلو الدعاء األحب على قلبي .. " اللهم اجعل في قلبي نورا وفي عقلي نورا

وفي بصري نورا وفي سمعي نورا " حين رن الموبايل في جيبي فكلفت قلبي

.تتمة الدعاء ألتكفل بالرد عليك.

"عادل حبي ال تنسى ان تحضر لنا ربطة الخبز للعشاء األوالد ينتظرون -

وال لقمة خبز في البيت "

"حاضر حبيبتي حاضر عشر دقائق فقط واكون عندك مسافة الطريق .." -

أقفلت الخط وانتصبت واقفا برشاقة الرمح . كنت اتلفت حولي وسط العشرات

د في الفضاء لتمأله سكينة ورهبة حين دوى مصغيا لتمتمات األدعية تتصاع

في القرب انفجار هائل ارتجت له ارجاء القاعة وقلوب المصلين. هرعت

صوب باب المسجد ألتبين األمر وسامحيني يا حبيبتي ألنني لم انتعل حذائي

فدست العتبة واول درجة في السلم بجواربي البيضاء فاتسخت بالتاكيد وانا

كم تعاني اناملك الرقيقة في حكاية دعكها وتنظيفها العميقة ،،، اعلم تماما

ولكنه الحدث او األلهام الذي غلبني ودفعني ألتسمر على عتبة المسجد محدقا

به قادما باتجاهي اسود الوجه، في عينيه شر متربص يد على قميصه يفتح بها

صر ... " كان حزاما زرا واخرى على بطنه يتحسس بها امرا ادركته بلمح الب

ناسفا .."" فورا اتخذت قراري ، نسيت ربطة الخبز واطفالي الجائعين ولم

اتخيل في الداخل سوى اشالء المصلين... " ال والف ال ...طويلة على رقبتك

ياحقير يا سافل يا وغد يا خبيث ..انتظر وسترى . " كانت العبارات تصر بين

القيه مرحبا فافتح له ذراعي وآخذه في احضاني، اسناني صريرا مخيفا وانا ا

اطوقه ألصده بوهلة الترحيب الوهمي وال افلته .. " اهال اهال ابو صطيف

...وينك يا زلمي اشتقنالك وين هالغيبة " محتضنا جسده النجس تسد انفاسي

رائحته النتنة كنت اسمره في مكانه في اللحظة ذاتها التي شعرت خاللها

Page 8: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

باصابعه تكبس على بطنه حين انفجرنا سويا على اثره .............. تناثر

لحمي وعظمي وسال دمي نهرا على درج السلم الرخامي األبيض... تفتت

رئتاي وذاب قلبي الذي كان منذ قليل يستأنس بحكاية حبك يا حبيبتي .... في

مني ربما نثرات مبعثرة اليوم التالي شيعوني كما يقولون ؟؟؟ !!! ماذا شيعوا

هللا واعلم ... قالوا انه لم يبق مني سوى صفحة وجهي وعيناي المفتوحتان

على فرح كبير .. كانت صورة وجهك يا حبيبتي في ذاكرتي آخر مشهد سجلته

عدسة المقلتان .. سامحيني يا زوجتي ألنني تاخرت ولم اعد حامال ربطة

ينا ومائدة اليتم العامرة كانت وحدها الخبز لطعام العشاء .. لم يتعشى طفل

حاضرة . سامحيني ألنني لم ابتسم لك عند المساء آخر ابتساماتي ولم اقطف

من عينيك فرح الورد الشجي وعطر الزنبق البهي .. سامحيني واحضني

طفلتنا التي تحتضن صورتي وال تنفك تردد امام عدسات المصورين انها

. خذيها على صدرك ودعيها تكبر ... ذات يوم اشتاقت لقبلة والدها الشهيد .

سوف تغرم وفي يوم زفافها الموعود آسف يا حبيبتي لن اكون السند والجود ،

في يوم فرحها لن يكون لي وجود وعلى ساحة صدري لن يكون رأسك هو

المسنود .. على وجنتيك الناعمتين سينهمر شالل الدموع ،،، ستسألك عني

حسرتك ال اعرف اذا كانت ستسعفك الحروف صغيرتي وبين فرحها و

والنبض في صدرك لم يزل يغص من الجرح لم يزل موجوع ،،، وانينه

مسموع..

Page 9: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

" تعي دفيكي "

زوجي العزيز :

هو احد امرين ،،، او انك صرت تشكو من شح خطير في المشاعر او تعطل

رسله لي في عز ميزان الحس لديك لذلك صرت تستعين" ببوست" سخيف ت

هذا البرد كما يفعل غيرك لتحدثني عن الدفئ وتقول لي " تعي دفيكي " ....

ماذا تظن نفسك ...عصري ،، مهضوم ،، ام انك صرت اخيرا الرجل

المتعاطف الحنون ....

لعلمك يا سيدي انني انتمي لجيل العقد الخامس عند النساء ،، الذي صار اليوم

معاصرة ما يسمى بالرقم الصعب و العملة النادرة ..وسط تلك األجيال ال

جيلنا الذي كان عقد زواجه منذ ثالثة عقود وهو لم يزل بعد في عمر الورود

....

كان الزواج المبكر الموضة في ايامنا وكنا حريصات على اتباع احدث

خطوطها وازياءها وقصاتها ...

امواجها كنا نموج .... كنا في عمر الورود و كنا نواكب الموضة ومع

وكنت كغيرك من الرجال ، فارس األحالم جواد يمتطي جواد ، يصهل معه

ويصهل لصهيله وحين يبلغ بوابة دارنا ،،،، يشد لجامه ويكاد يفقد صوابه

حين ترحب به عرائش الياسمين ، يستقبله عطره الفواح الرقيق وتحييه شتول

نيق .........الورد ويسلم عليه قوام الزنبق األ

مددت لي يدك حينها فتركتها لك ببراءة عمر الطيبة والصبا ...رفعتني على

جوادك ،، فجلست خلفك احتمي بظهرك واطوق خصرك لتنطلق بي حينها

وردة ندية مضرجة بالخجل والوجل ...

كنت اسمع صهيل فرسك وصهيل قلبك فيرتجف قلبي حماسا وتاثرا والفرس

ارض الحب والفرح الموعود .......يعدو بنا نحو

هناك شعرت بالبرد ألول مرة حين عرفت انك تنتمي لعشيرة ال تشبه عشيرتي

....الحب عندكم مسور بحدود !!!!! وال يمنح للصبية الغريبة مجانا وله في

ذلك شروط وقيود ..

" وكنت اشعر بالبرد بينهم ..... وحينها كان عليك ان تقول لي " تعي دفيكي

..ولكنك كنت تبقى صامتا كأبي الهول ..

Page 10: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

ولم اكن سوى في الثامنة عشرة ...يافعة جدا وطيبة جدا ومستغربة جدا وسط

وجوه مسطحة تجيد تبديل األقنعة ،،، فال اعرف األصلي فيها من التقليد

واشعر انني غريبة جدا وضعيفة جدا ....

وكانني املك خبرة الثامنة في االثامنة عشرة ،،، كنت أحاسب على هفواتي

والثالثين وكم كنت ارتجف واشعر بالبرد ،،، وكم انتظرتك لتقول لي

" تعي دفيكي " ..

كنت احلم ان ترفع لي رأسي حين اوشك ان انكسه وتثبت لي كتفي حين اود لو

الوذ بالفرار ...

دون ولكنك وسط اهلك كنت الشيخ واألمير ،، كنت الزعيم وكان لك السمع

تردد وكانت لك الطاعة بال حدود .وكنت اشعر بالبرد ولم تقل لي يوما " تعي

دفيكي " ....

بعدها تعلمت ان اعتمد على نفسي فاوقد لها دفئا من نفسي وحين جاور قلبي

ذات يوم نبضا ضعيفا آخر غير نبضي عرفت انني انتظر مولودا منك فتفائلت

...

ستعيش معي سحر اللحظة وروعة الحدث السعيد اخيرا ستكون لي ...اخيرا

اخيرا سيصبح لنا عائلة واطفال وخصوصيات ...اخيرا سنصبح اسرة انت لي

فيها السند والحامي وال................

ولكنك تركتني في توقيت النساء األهم ......وقت الوالدة وهن بين الحياة

يرحم والمستقبل والمجد والموت .. وبحجة السفرة الطارئة والعمل الذي ال

الذي تسعى له ....ادرت ظهرك ورحلت ومن قلبي من حينها تداعيت ....

وكانت والدة عسيرة تركت طاقم المستشفى في عجز وحيرة ....ولم يكن يكفي

صدر امي الحنون وال ساعد الطبيب الموزون ،،، وكنت احتاجك شريانا

ت اشعر بالبرد في عز صيف " للحياة في حين كان علي ان اهب الحياة وكن

تموز " ولم تقل لي حينها " انا هنا "وتعي دفيكي " ...

ثالثون عاما مضت لم تتذكر خاللها مرة عيد زواجنا لتقول لي " كل عام

وانت بخير " ربي يخليلي ياك " ...حتى في عيد األم لم تكن تعايد سوى امك

ابا لثالثة من الذكور ..ومعهم متناسيا انني بدوري اما. وانك بفضلي صرت

غدوت الثريا المضيئة في حياتنا بثالثة شموع....

Page 11: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

سواء في عيد زواجنا او في عيد األم او في اعياد ميالدي كنت تستكثر علي

دائما " كل عام وانت بخير" و هللا يحميلي ياك . ...

و كثيرا ما كنت اشعر بالبرد ولم تبادرني مرة ب

ي " ...." تعي دفيك

ثالتون عاما مضت على هذا الزواج كنت تسافر خاللها الهثا خلف اعمالك

طامعا في انجازاتك ،،لم تتصل بي مرة لتقول لي انك نشتاقني او تفتقدني

وكنت تعود دائما محمال بالهدايا ، ممتلئ الجيوب ......................وفارغ

القلب ...

انني اسكن في الجزء الخلفي من دماغك ،، وكم كنت اشعر باألسى وانا احس

واحوم دوما حول قلبك فال تترك لي منفذا اليه عن سابق تصور وتصميم

.........وكانت تسري في داخلي قشعريرة برد ولم تقل لي ابدا وقتها " تعي

دفيكي " .

ثالثون عاما مضت ...هل تعلم يا زوجي العزيز اي شوط قطعته خاللها من

امت حين اعلم واتاكد انك تقطع في احدى نزواتك العابرة التي العذاب الص

يقطع بها حكما معظم الرجال .... وكان علي ان اتحمل بروح رياضية ،،

فاصبر بترف واتحمل باناقة ألن ما لقنتني اياه امي كان اطروحة في حسن

التصرف واللياقة ....

حد هو المرأة هو انت فال ان للبيت اعمدة عديدة يا بنيتي هي الرجل وجسر وا

تنسفي الجسور كي ال ينهد السقف على روؤس هؤالء الصغار ابناؤك ..

وكنت وفية لحكمة امي وامومتي و وصية جدتي ...) الحكمة يا صغيرتي

ثلثاها تغابي وثلثها فطنة( ..

هكذا كانت تردد على مسامعي ...ال حقا حين تكررت نزواتك اضطررت

ة ومسارها ...ولم تعد الحكمة في نظري تعادل ثلت فطنة للتعديل في الوصي

وثلثان تغابي صارت باثالثها كلها ....

التغابي ثم التغابي ثم التغابي .. ألن الفطنة كانت لدي والحمدهلل تحصيل

حاصل..

وكنت تظن نفسك حاذقا جدا وكنت اراك متذاكيا جدا فاتركك تعتقد انني آخر

وانكفئ على نفسي ،، يرتجف قلبي ويكاد يثلج من من يعلم ،،ادعك في عماك

شدة البرد ورغم ذلك ......

Page 12: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

لم تاخذني مرة على صدرك لتقول لي انك آسف وانك اخطات " وتعي دفيكي

. "

ثالثون عاما مضت ...

امتدت شجرة العائلة ،، ومن بيتنا تفرعت ثالثة بيوت وصار لنا باقة احفاد

م الدفئ الذي يسري في اوصالي صاروا فرح مواسمي وصارت ضحكاته

.......................ولم اعد اشعر بالبرد ....

زوجي العزيز ....انتهت رسالتي ..

لم افكر في الكتابة لك يوما ولكنه ذاك البوست .

تعي دفيكي """"" كان تلك النقطة التي طفح منها الكيل ،،، فانساب البوح

وتفككت سلسلة المشاعر ..

الرسالة لك جانبا واذهب للنادي حيث ينتظرني صف " األيروبيك " ساترك

ودفىء الصحبة الحلوة ورفيقاتي ...

زوجي الحبيب .....

ابواب الدار مشرعة لك ، ،، وصدر البيت يرحب بك ، تركت لك المدفأة

مشتعلة والحساء الدافئ الذي تحبه على المائدة بانتظارك ...

التمدد عل فراشك والتامل بالسقف فوقك ....وفي حال كنت متعبا تستطيع

السقف مذكر اليس كذلك ؟؟؟ ولكن الوسادة التي يغرق فيها راسك وعنادك

هي مؤنث ....فال تنسى ذلك وتذكر .....دائما تذكر ..

Page 13: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

حكاية .....لم تعد....

لم تعد طيور الفرح تغرد في فضاءنا حاضرة ...

العدة للرحيل مهاجرة ... صارت مستوحشة تعد

لم تعد توقظني باكرا ناهرا كسلي الصباحي مستهجنا ، حاضنا صينية وركوة

قهوة تغلي وفنجانين فارغين يقرقعان بين يديك ..

صارت الصينية بين يدي ، مضافة لجهاز فحص الدم ، قياس الضغط ومعدل

السكر ....

لصباح شاديا ولم تعد اغنية " حبيتك لم يعد صوت ) فيروز( يجمعنا عند ا

تنسيت النوم " تعويذتنا اىصباحية ..

صرنا من محبي " هللا معك يا هوانا" والحانها الشجية ...

لم تعد تهرول لحمامك الصباحي مستبشرا لتقف تحت رذاذ الدوش مستنفرا

جديدة ، بلوح صابونتك المفضل ....تطالب بليفة

اب حمامك انتظرك كما تقف الجواري على ابواب لم اعد اقف على ب

السالطين انتظر يدك التي ستمتد ألعطيها بياض قلبي الناصع اكثر من طقم

المناشف األبيض ....

لم يعد حمامك احتفال نشاط قبل نهار عملك الوفير ، صار علي بعدها ان ان

لجميل ...اعدك له على كرسي واجففك بعدها باحتفال صبري ا

لم تعد تودعني عند الباب بقبلة تبخل علي بها مستهترا ،فاطالبك بها ملحة وانا

ادس بجيبك ما يشي به نسيانك الخفيف ، الموبايل وعالقة المفاتيح ...

صرت على كرسي متحرك في ارجاء البيت يدور ، عجالته بمجهودها

وال عالقة المفاتيح .... الشخصي تدور ولم يعد يعنيك ال الموبايل

لم اعد في بيتي اطير بين ارجاءه كالفراشة المبدعة ، صرت ابطأ من سلحفاة

بين همك وهم واجبات البيت ابدا لست مسرعة ...

لم تعد تعود ظهرا يفترسك الجوع ، لتكتشف ان الغذاء لم ينضج بعد و إنه عن

سد جوعك لم يزل ممنوع . ...

غي وتزبد وتهدد بالويل والثبور وعظائم األمور فادخل مع غضبك لم تعد تر

في سبق محموم ألعد لك وجبة سريعة من اعصابي ثمنها مدفوع ...

صار الغذاء عندك منظما كعقارب الساعة مسلوقا دون زبدة دون ملح عكس

األيام الخوالي .

Page 14: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

الي .....صار وجبة تصيبك بالغثيان بتكرارها كل يوم على التو

لم تعد تدق الباب متاففا من ثقل األغراض وحمل األكياس متضجرا ..

لم نعد نتشارع يوميا عما اوصيتك به وعنه تغاضيت وعدت محمال بما ال

يلزمنا وال يعنينا ورغم ذلك بحمله تباهيت ..

صرت اشتهي غضبك وتضجرك واحلم بثورتك وتأففك ، تعبت من التسوق

من حمل خلقت له سواعد الرجال ولم تالفه سواعد النساء التي وجدت وثقله

د اساسا براءة األطفال .... لتهده

لم تعد تاخذ قيلولتك وتوصني ان اوقظك كي عن موعدك ال تتأخر ...وحين

تأخذني مشاغلي وعنك اسهو ، تستيقظ لتلعن مع تلك المرأة حظك التعيس

ذهبية في عملك النفيس .. الذي فوت عليك فرصة

لم تعد مساءاتنا أستعدادا محموما للزيارات ولقاءآت األصحاب .....

لم نعد نتنافس على "الريموت" انا اتعقب كاظم الساهر واغانيه العاطفية وانت

تبحث عن "توك شو" اهل السياسة ومناظراتهم الكرتونية ...

اور سريرك المذياع ووشته تخليت لي عن " صندوق الفرجة" وسحره وج

وضجره...

لم تعد الليالي مكللة بذراعيك وانفاس الحياة ... وبدل احتضاني صارتا

تمتدان لي ألغرس فيهما حقنة تحافظ على شريان الحياة ...

لم يعد زندك جسر الحنان الوردي ، ولم تعد تستلقي بجانبي مستدفئا بخطوط

التصق بك مترقبة ما ستتفتق عنه عبقرية الحب انفاسي األفقية ولم اعد

وشهيته األزلية .

اليوم .

صارالمرض مكاني شريك فراشك..صرتما

العشيران ألحميمان ...العمر يمضي والسنين تتناثر وهو يزأر بك الما وانت

تترقب الموت رعبا ..اما انا

ووسادتي واغطيتي والشوق فاخليت له المكان وعلى الكنبة ارتميت بحمولتي

الذي كان ..

Page 15: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

مسدس كاتم .........للحب...

قال له :

بابا تصبح على خير سانام قرب الماما ..

وتتركني وحدي ... --

ذقنك تخزني ....خدود الماما انعم بكثير .. --

سأحلقها عند ألصباح ... --

..؟؟بابا حين اكبر ساصبح مثلك رجال بشارب ولحية --

بالطبع يا حبيبي .. --

ساحلق ذقني كل يوم مثلك ، وساتزوج ايضا مثلك ، هل تعرف من ؟؟؟؟؟؟ --

ال . ال اعرف هيا اخبرني بسرعة .. --

ساتزوج واحدة مثل الماما . ..ألنها احلى واحسن ام في العالم ... --

بابا --

بابا رد علي .. --

باعي وتزوجت امراة بتركيبة أمك .....حسرتي عليك يا ولدي اذا ورثت ط

سيجتر التاريخ احداثه وينتهي بك األمر رجال مهجورا خائبا في فراش بارد

تسكنه الوحشة ويعشش بين طياته الملل .

بابا بابا اين شردت ؟؟ --

بابا رد علي واال صوبت نحوك مسدسي واطلقت عليك كل رصاصاتي .. --

تزعج بفرقعته الجيران أنها العاشرة ليال ..ال إياك ان تفعل س --

طيب عندي حل . --

وما هو .. --

تشتري لي غدا مسدسا كاتما للصوت كالذي رايناه في الفيلم البارحة .. --

ان شاء هللا --

وتعلمني الرماية والصيد الذي تجيده .. --

عندما تكبر قل " ان شاء هللا" --

ا بابا كيف ساكبر بسرعة واصبح رجال قويا ، اقود ان شاء هللا ...سترى ي --

عنك سيارة الجيب ، تجلس بجانبي ونذهب لنصطاد سويا في حقول ضيعتنا ..

وكيف ستفعل يا حبيبي الصغير .. --

Page 16: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

هناك في الحقول ستصطاد انت كل الطيور والنسور ....وساصوب انا على --

احد..القوارير الفارغة فانسفها كلها دون ان ازعج

وكيف سيكون ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ --

الم تعدني منذ قليل انك ستشتري لي مسدسا كاتما الصوت !!! --

آه صحيح نسيت ... --

غدا ال تنسى تذكر .. --

لن انسى يا حبيبي .. --

واآلن تصبح على خير .. --

ولكن اين تذهب وتتركني ، ساخاف وحدي .. --

تخاف ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! --

تقل لي البارحة حين كنت ابكي ان الرجال ال يبكون وال يخافون .. الم

آه صحيح نسيت --

واآلن تصبح على خير سانام مع الماما ، خدودها انعم وارق من خدودك --

...

الماما دائما الماما ....عند الصباح خالل النهار وعند المساء ال يلهج لسانك أال

بذكرها ....

طعاما شهيا ، الماما اشترت لك تيابا جميلة ، الماما وعطرها الماما حضرت

الرقيق الماما الرائعة والماما ال تقارن نعومة خدودها بخشونة خدودي ..

واتحسس وجهي فالعن جنسي وخشونته ، جلدي وخصوبته وذقني التي احلقها

ر منها عند الصباح فتعود لتنبت في المساء ، تخزك وتكاد تدمي بشرتك ، فتف

وتحتمي بجوار تلك المرأة التي نبذتني لتزاحمك غرفتك ، تقاسمك سريرك ،

وسادتك واغطيتك ، فتبدو راضيا مستمتعا بدفئ جوارها الهيا بمتعة صحبتها

، بدليل ضحكتك الصاخبة التي تتسلل إلى مسمعي فتثير غيظي وتفتح شهية

حنقي عليك وعلى امك ....

نى لو كنت شريكا في سعادتك الصغيرة ، انصت احسدك ويثور فضولي واتم

لما تنصت ، اضحك لما تضحك واهم باللحاق بك يا صغيري حين اتذكر انك

لم تودعني قبلة المساء ثم اعود فاتريث حين اتذكر حساسية الموقف ودقته

وانا اتصورها تستلقي بجوارك .

األمر على هواها كيف سانحني فوق وجهك ألقبلك ؟؟ ستستغلها فرصة لتفسر

Page 17: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

ستظنني وال بد افتعل حجة تقبيلك كي امهد لجسور الصلح بيننا ....

ال لن اخطو الخطوة األولى حتى ولو كنت مذنبا...

غادرتني بطوعها وستعود بكيفها ...

كيف نسيت أني رجل وان الرجال ال يبكون وال يخافون وال يعتذرون

.......مواقفهم حازمة وقراراتهم حاسمة

انا ابن رجل كان يامر وينهي بعينيه وانا حفيد رجل ، كانت جدتي ترتجف

قصبا في حضوره ، انا ال ارهب الوحدة وال وحشة العتمة وال القي باال لبرودة

سريري الفارغ وال لعرضه الهائل ...

فقط لو استطيع اغراءك يا صغيري فتقبل المبيت الى جانبي ، تسليني

ل طوق وحدتي يلين ، عل سالسل عزلتي تتفكك ..واستانس برفقتك ع

فشلت في اقناعك تلك الليلة وظللت اجتر فشلي ليلة وراء اخرى ، اسبوعا

وراء آخر ، سنة بعد اخرى حتى تواترت السنون وخلفتني وراءها كهال

مهجورا على ابواب الستينات..؟؟؟!!!!

ة اآلمنة لشوارع كيف تتالت فقطعت بك يا صغيري من ارصفة الطفول

المراهقة الخطرة ؟؟!!

كيف توالت وابحرت اشرعتها بزوارق تلك المرأة فبلغت مرافئ

الثالثينات؟؟!!

تبدلت امك ازدادت غموضا وامتألت سحرا ..

نضجت تلك المراة التي غضبت مني ذات ليلة ، فهجرت فراشي ولم تعد

بعدها ابدا ...

شفافية ، عذوبتها التي كانت ترهقني باتت اكثر دفئا اصبحت اكثر رقة و

تمزقني ، رقتها التي كانت تسبب لي صداعا تحولت لمطارق حادة تقرع في

رأسي نهارا ، تقرع في راسي ليال فاكاد اجن حين أوقن ان زواجنا البارد

محكوم بسجن مؤبد اسعى جاهدا لألفراج عنه دون جدوى ..

فيه شوقي وحنيني اليها و يستيقظ مارد كنت اعود لفراشي ككل مساء اغالب

حبها الغافي في اعماقي واتذكر يا صغيري المراهق انك آنستني قليال ثم

غادرتني بعدها دون ان تودعني قبلة المساء واهم باللحاق بك لوال ......

واتذكر يا صغيري المراهق انك غادرتني دون ان تودعني قبلة المساء، واهم

تمسني اسالك قهقهتك ألمتوترة ، تكهربني وهي تتصاعد الي من باللحاق بك ف

Page 18: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

الغرفة المجاورة ، وادرك حينها ان الجلسة بينكما دافئة حميمة وال تحتمل ابدا

عبئ تطفلي .

على عادتك كل مساء تفرغ بجعبة اخبارك ، تحدثها عن رفاقك وتقلد لها

تفرملها نبرة صوتك اساتذتك ، تدفع بها في نوبة ضحك عارمة ال تلبث ان

المختالة ببراعتك في حقل الرماية والتصويب ...

واتذكر رحالت صيدنا األسبوعية ، مسدسك الكاتم للصوت وعشرات

القوارير التي تصطف مذعورة كصف األسرى ، فال يرحمها مسدسك ،

يرديها بخفة واحدة تلو األخرى شظايا متطايرة فتخف عندها قدماك وهي

الهواء مع هتافك متفاخرة . ترتفع في

" نعم اجدتها نعم اجدتها "

وها انت تصف ألمك بطولتك وتهتف حقا فتشد اوتار وعيي الى الغرفة

المجاورة حيث تضحك امك عل جنون مراهقتك ....

سمفونية ضحكتها تشعل الحماس في جوف قلبي واتمنى مشاركتك في متعتك

الكبيرة ولكني اعود فاتريث ...

بما فسرت األمر على هواها ، ربما حلق خيالها صوب اعتذار مبطن ، امهد ر

له بحجة تقبيلك ، تجهل انني رجل ؟؟!! والرجال ال يبكون ال يخافون وال

يعتذرون ...حتى لو كانت تلك المراة التي تتالت على سطح حضورها

الفصول ....

ريف ، صقيع الشتاء لكيا بني دفئ رببعها وصيفها المشرق ، ولي حزن الخ

والزمهرير .....

وارتجف حين تعوم في راسي صور وتفاصيل تلك اللحظات التي اقتنص

خاللها متعتي من عينين معلقتين في السقف وشبه جثة تظل تغص وتغص بها

روحي حتى يدركني القيئ بدل الشبع ، فاعود لسريري يائسا حين ادرك ان

حقيقي في هذا العالم . عزلة القلب هي وحدها العذاب ال

وال اصدق ارفض ان اصدق ان ما يصفونه باألمومة هو تلك التفاصيل

اليومية الصغيرة التي تجمع بينكما

تتاملك وتسرح بانظارها ، تشيعك بها لتحرسك وتحميك ، تشتاق اليك ، تعد

لك ما تحبه وهي تكابد مشقة األنتظار .

Page 19: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

فترتمي في احضانك تتعلق بجذع رقبتك ، عند العتبة تشرع لها ذراعيك

فترفعها ذراعاك وتدور بها حول نفسك ويدور راسي واتوه في رموز تلك

العاطفة التي تربط بينكما .

عيناها اللتات تفيضان لهفة وتقطران هياما وحنانا .

انظارها التي تسترسل نحوك في تلك األنجذابة العنيفة ، واكاد اجن وتمزقني

حفر في جوفي الشك حين افكر في ماهية تلك األمومة التي يخالطها الغيرة وي

هذا القدر الغريب من العشق ..

واصل لقناعة تتملكني .. .

عاشقة تلك المرأة ..

عاشقة دون شك لرجل آخر ، تفتقده تحن اليه ، تحلم بقربه فتذكرها به عيناك ،

احضانك وارجوحة يداك .

ل ما قيل و كتب في احوال العاشقين واطوارهم ، بدات اراقبها وانا اقرأ ك

صرت احصي عليها ادق حركاتها وادنى سكناتها ، اراقبها مرة مشرقة ، مرة

ذابلة ، احيانا منتعشة وغالبا ما يلوح في عينيها حزن فار من رقابة ارادتها...

وبدات اشك واخذت اطلق عليها كالب خيالي المسعورة لتنهشها بانياب

ني ومخالب شكوكي حتى صارت فكرة خيانتها في بالي يقينا يعذبني ، ظنو

يزلزلني وهو يحفر بازميله في صندوق راسي جاهرا ذات يوم باعلى صوته

..

كان عصر ذلك اليوم ، في ضيعتنا ، في حقل الرماية ومسدسك يردي بكل

لقنابل القوارير الرقيقة الفارغة وفمي يلقي بالحكايات المفخخة باحداث ا

الموقوتة .

حلقت بومة في الفضاء ، نعق غراب تناثرت شظايا الزجاج الملون، وتحت

جلد وجهك تقاتل الحب والبغض ، على صفحة وجهك تفجرت ينابيع دماءك

واحتفلت بعرس األلوان .....

رايتك تستدير ، تمسك بالمسدس ، تصوب نحو آخر قارورة كانت تحت

......نحو أمك انظارك

قبتك كيف تصوب جيدا ثم تطلق.....فيرتج الكون ، تتصادم الكواكب ، را

تتفسخ السقوف ، تتصدع الجدران وتتشىلع النوافذ فتصرخ بي مرعوبا ....

بابا ...

Page 20: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

اليس هذا المسدس كاتما للصوت ..

واجيبك ...

كاتما للصوت وليس كاتما للحب ليس كاتما للحب ....... --

بابا ...استيقظ ما بك ..بابا .. --

الم تقل لي اننا سنشتري اليوم مسدسا كاتمأ للصوت ..

ماذا قلت ؟؟؟؟!!!! خير اللهم اجعله خيرا --

بابا ..بابا ...اتبكي ؟؟!!! --

كنت احلم كان كابوسا مرعبا . --

الم تقل لي البارحة ان الرجال ال يبكون !!!!!!! --

وال يخافون .!!!!؛

رجال يبكون ياصغيري ، احيانا يخافون وغالبا يعتذرون ...ال

Page 21: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

عمر الهوى الثاني..

"ال شئ يكفل راحة ألقلب مثل شغل العقل ، اما افضل األنتصارات ، فهي

تغلب ألمرء على فلبه..." إسمع يا قلب !!!! إسمع!!!! ينظرون فيك أقوال

لي بكل ما تسمع ، إضرب به عرض الحائط ثم ويشيعون حكم .إسمع..ال تبا

أضرب ضربتك األخير وتحطم .هيا كن باسال ولو في العمر مرة ، إخلع عنك

معطف ألحكمة ، مزق شال ألرزانة ، أرم بقبعة ألوقار والرصانة وال تخجل

بخمسيناتك وآهاتها ، لوعتها وتجلياتها . هيا يا خافقي ماذا تنتظر ؟! نضجت

، ولم تعد هاويا ، هيا أضرب ضربتك األخيرة وبعدها لو شئت في الحب

تحطم ....عليك اللعنة .. ال عليك األمان ..هبا تكلم ..دع مارد ذلك الحب الغافي

.يقهقه يحكي الحكاية وهو يتألم .. في بهو األفندق

كنت يومها بصحبة زوجتي حاضرا باألسم فقط ، فكري مشتت شريد في

ببن الفندق حيث قاعة الحفالت والكلية حيث قاعة رحالت مكوكية

المحاضرات وتالمذتي وغيابي ومحاضرتي . " إنه زفاف وحيدتنا واألمر

بفتضي تعاوننا عليك تدبر أمرك"

عزمت جاهدا على تدبر امري الذي كاد يخونني ويفلت مني عدة مرات حين

علبها زوجتي يثور ضميري المهني ويعصف برأسي كموجة ملحة تشوش

وهي تناقش في اكثر ألتفاصيل دقة . الوان الشراشف ، ديكور ألموائد ، أنواع

الزهور ، وبين حين وآخر كانت تستطلع رأيي في بعض األمور..وكنت

أجيبها كألببغاء ألمبرمج..." كما تحبين ..كما تريدين.." كنت غي ورطة بدت

.ر المباغتلي حينها ابدية سرمدية ، لوال ظهورك المبه

في طللتك البهية . وراء " الكونتوار" خلف كتف زميلتك اشرقت كشمس

صغيرة تشع بالف وهج ووهج ..ماذا حدث بعدها؟؟؟؟!!! حتى تلك اللحظة

يعجز الشرح ويستحيل التفسير !! اتعب الزمن من إندفاعه ألمجنون ، فتوقف

ت على مكابحها واخذت لحظة ليلتقط انفاسه..أم جنت الكرة األ،ضية فداس

تدور عكس دورتها ويدور معها كل ما في الكون معكوسا فاعود طفال في

الخامسة وتعود امي التي تشبهك حد الذهول ، لتنبعث من كل تفصيلة فيك .من

شعرك األشقر األجعد من عينيك الزرقاوين من انفك المكور الشامخ، من

المشرعة فوق قميص مهفهف ابيض شفتيك المكتنزتين و" الجيليه" التركواز

يوقظ نداء امي من الزمن البعيد األغبر .

Page 22: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

" تعال يا حبيبي تعال الي ." " بدي شمك ولمك و ضمك " وكنت اكاد أجن

فأهرع إليك طفال بطاعة عمياء لوال تلك النظرة الغريبة التي أنفجرت من

لقته التحذيرية . ال ال تلك وجهك تكتسحني ولوال قلبي الذي إرتج قلقا مطلقا ط

النظرة لم ألمحها قط في وجه امي . كان صدري يعلو ويهبط ويهتز إهتزازات

إرتدادية ، ترد لي صوابي وشيئا من رشدي أتفحصك به . كنت في الثامنة

عشرة أو أكثر بقليل وكان يسكن وجهك نور إلهي ال بلفح الوجوه إال في

طيبة وتذوبين سذاجة ، طاهرة نقية تشبهين الثامنة عشرة . كنت ترشحين

الغسيل األبيض المفوح سبع مرات ، وكنت عزالء حائرة في ارض مكشوفة

ال تجبدين بعد رصد ألمواقف ودقة ألتصويب تحتمين بكتف زميلتك ، تغيبين

وراءه ثم تطلين بكل ما في روعة شبابك وتحديه وتلك النظرة ألكاسحة

ة بالشهوة والشوق والحب والفضول والحنين !!! الكاسرة المزدحم

هل كنت تتاملينني يا حبيبتي؟؟ ال على األرجح كنت تمارسين تقشيري طبقة

فف من أثقال عقدي عقدة بعد عقدة بعد طبقة وكنت مستسلما لعينيك أتخ

فتستطيل قامتي ويكسو الشعر صلعتي ويرتفع أصلي ألشعبي ألمتواضع

فأصير إبن حسب ونسب أفاخر بجناحه أحلق به وانا أضغط زناد قلبي فيطلق

طلفاته الترحيبية مهلال معي " مرحبا ايها الحب مرحبا ابها الحب" الخافق

ت أخرى ، كان يسايسني مهلال للحب معي مرحبا ثم الخببث كان يعلن نية ويبي

يعود فيهمس في أذني مذكرا متوعدا . كان يجمع لي رصيدي الماضي وكلفة

تذبحني والحاضر ثم ينبئني بصورة المستقبل و يغويني الربح معك يا حبيبتي

الخسارة وانا اتاملك يا صغيرتي . كنت في أول سطر من الهوى وكنت في

السطر األخير وكانت بك إشراقة الصباح وكان بي حزن المغيب ومن حطام

الدنيا لم اكن املك سوى عقل سرحته في إجازة ولسان إنعقد يتأتئ امام زوجتي

.وهي تغزل بين عيني وعينيك نظرة بهلوانية تقفز دهاء وحنكة

من حطام ألدنيا لم أكن املك سوى عقل سرحته في إجازة

إنعقد يتأتئ أمام زوجتي وهي تغزل بين عيني وعينيك نظرة بهلوانية ولسان

تقفز دهاء وحنكة .

ضبطتك متلبسة بتلك النظرة الكاسحة وقبضت علي مستسلما لها متلذذا بها

فلمعت عيناها بتصميم غريب ومالت على كتفي تهمس في أذني آمرة .

ك تعبت ، كفاك هذا اليوم " " هيا بنا با عزيزي أرا

Page 23: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

أجل كان كافيا يا صغيرتي وطافحا جدا ما حصل لي في ذلك اليوم ولم يكن

ينقصني بتاتا ليلة طويلة ببضاء تليه وصداع أليم ، عصبت منه رأسي ورحت

أدور في أرجاء البيت اتخيلك ، واستعبد سهام عينيك الكاسرة فأعرف أنني

ى األمر ....سقطت صريع هواك وانته

ال زلت أذكر كيف إبتلعت في حينها كل ما طالته يداي من أنواع ألمسكنات

دون جدوى ، كان يسكنني الخوف وتنفرد بي الكآبة والوحدة ، وكنت أحتاجك

بجنون لكي تأخذي برأسي على كتفك ، فتمسدي لي خصالت شعري المعدودة

ل عقدة لساني فأستكين وتفركي شحمة أذني كي اهدأ فيزول تشنجي وتنح

وأشكو إليك من خوف الرجال ألمروع اكثر من خوف األحالم واحدثك عن

وحدة الرجال التي هي أقسى من وحدة األطفال وأود لو أصرخ غي وجه

العالم أنني احبك علني أغربل روحي بك واتخلص من فائض الحزن في

ان يشبه آهة عميقة داخلي ولكن هيهات ....هيهات يا صغيرتي ...فصوتي ك

في أغنية إسبانية شجية عتيقة ، مزيج من فرح والم لم يهدأ إال حين مدت لي

زوجتي يدها بتلك الحبة الصغيرة الببضاء

" خذ يا عزيزي إبلع هذا ما يلزمك ، مهدئ اعصاب ال مسكن صداع .. ثم

ربتت على كتفي وكأنها تخفف عني .

شدة وبتزول بإذن هللا ' ـ "بسيطة يا عزيزي طول بالك

وكنت أطرق برأسي صامتا ، وكان صمتي متواطئا مع مراسيم ظنونها

وإستنتاجاتها .

أهذه زوجتي حقا ؟؟؟!!!

كيف تستوعبني بتلك الفلسفة البسيطة ؟؟؟!!!

من أية طينة جبلت تلك المرأة ؟! ومنذ متى تتمتع بحكمة العقالء وأناة

ألمفكرين ؟؟!!

بدأت استسلم لغفوة اصطناعية متخيال معشرنا نحن الرجال ..نحن كنت

العباقرة ، نحن أنصاف اآللهة نحن الذبن نسن للمرأة القوانين ونشرع األحكام

، نحن العارفون المدركون لخفابا الحياة ألدق اسرارها ، نحن فقط نحن ومن

بعدنا الطوفان ...

يانا اغبياء ، وكم يلزمنا بعد في مسبحة في الحقيقة نحن مجانين جهلة واح

العمر من حبات إضافية علنا نفهم فيها خلطة المرأة السحرية

Page 24: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

في اليوم التالي اذكر انني استيقظت على اجمل نهار ربيعي ألنني كنت

مغرما بك يا صغيرني .

كانت السماء ارق والهواء الطف حتى الورود في حديفتي كانت اشد إحمرارا

، وحين أقفلت ورائي باب السور كعادتي

وخزتني شجرة " البوغونفيليا " كعادتها فإبتسمت لها على غير عادتي

وإنطلقت صوب الجامعة ليسجل تاريخي المهني سابقة لم يشهدها من قبل حين

اخذت إجازة طويلة متذرعا بالتحضير لحفل زفاف إبنتي األسطوري .

كي انعم بمرآك بين حين وآخر في قاعة الفندق ، تحررت وهكذا يا حبيبتي ..

من إعباء ضميري المهني ، وتبرعت بحمل اعباء زوجاتي في التحضيرات

لحفل الزفاف وهمومه .

صرت ملتصقا بها كظلها وصار ألبنتي بدل ام العروس الواحدة إثنتان .!!!

سائية وتفاهاتها ، صرت وبعد المباالة ظننتها أبدية بكل ما يختص بالشوؤن الن

فجأة شغوفا بها وبكل تفاصيلها !!!!

كل ذلك في سبيل عينيك وتلك النظرة الكاسحة التي كانت مكافأتي في آخر كل

نهار متعب تحملت فيه ما لم اكن اتخيله ذات يوم .

تصوري ..عانيت طويال مشقة اإلنتظار في صالونات المصممين ، حتى

ل فستان الزفاف ، عدد ازراره هندسة قصاته ، ومواعيد حفظت غيبا مودي

بروفاته ..وألجل عينيك فقط صرت خبيرا بكل انواع الزهور رغم ذلك بقيت

وفيا للورود مخلصا لها محذرا زوجتي من إستبدالها بأي نوع آخر في زينة

الموائد ....

لماذا الورود ؟؟!!

من تألق الشباب وفتنته ....ألنها كانت تشبهك أنت بكل ما فبك

وهكذا صارت نهاراتي سعيا حثيثا متواصال وصرت نموذجا يحتذى لألب

الصبور الحنون .

تحملت زحمة السير الخانقة بإبتسامة رضية ، وتهت في الشوارع الفرعية

باحثا عن ذاك الكندرجي الشهير بتطريز احذية العروس الجلدية .

ال كرمى عيونك يا حبيبتتي التي كانت مكافأتي في كرمى عيون وحيدتي ؟!

آخر كل نهار متعب .

صرت ألهث وراء تفاصبل تافهة في عرفنا نحن الرجال وهي في الحقيقة ما

يصنع سحر عالم النساء ..

Page 25: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

صحوت بغتة ألكتشف ان كل ماهو رقيق ومنسجم من حولي هو من صنع

لدماغ الفج الحزين الذي كاد إمرأتي وأنني ال املك من امري سوى هذا ا

يهترئ من حل المعادالت الفبزيائية ، حتى صرت أصلعا معقدا بإمتياز ، ال

يتحرر من عقده ويدوس عليها إال في قاعة الفندق امام عينيك وهي ترشقني

بتلك النظرة الكاسرة الكاسحة ..

س قزح كنت اشرب منها اكسير الحياة فتتفتح شهية عروقي على الوان قو

ويصدح قلبي للحب مرحبا ثم يغضب وهو يزمجر متوعدا مستنكرا

فاضطرب ، تختلج اطرافي وينعقد لساني حين تضبطنا زوجتي متلبسين بتلك

النظرة المتآمرة.

كم كانت متفهمة تلك المراة ، متسامحة وهي تربت على كتفي في كل مرة تلك

نا لينا وانا اختم كل بوم ككل يوم كان يسبقه الترببتة اآلمرة وكم كنت طائعا هي

بليلة طويلة بيضاء وحبات صغيرة أنصع بباضا تقدمها لي زوجتي على طبق

حكمتها الماكرة.!!!!

دة وبتزول بإذن هللا تعالى" " طول بالك ش

كيدهن عظيم اقسم باهلل ان كيدهن عظبم .

لى اشد اوتاري حساسية كيف كانت تستعبط وهي تدرك تماما انها تعزف ع

وكيف كنت اكابر فأعض على جرحي وأصبر تحسبا وإحترازا في كل مرة

.... حتى حان موعد الزفاف الموعود .. ..ويا ليتني حينها لم اكن على سطح

هذا الوجود.......

أذكر جيدا كيف إستيقظت صبيحة ذاك اليوم ، بجناحين .كنت أكاد اطير ببن

مخازن ، باحثا عن ربطة عنق تناسب والد العروس المغروم فيترينات ال

...حتى عثرت أخيرا على ضالتي المنشودة في مساحة حريرية متدفقة بأللون

البنفسجي وتموجاته .....وال تسالي با حبيبتي عن حدث األناقة الذي شكلته "

حلية .الكراڤات" البنفسجية حين تناغمت مع القمبص " البيج" والبدلة الك

هل كنت أخبئ في داخلي موهبة الحس المرهف األنبق ، وانتظر فقط الفرصة

السانحة لتفجيرها .؟؟!!

ال ال اعتقد ولكنه الحب الذي يصنع من الرجال ااتقليدين المضجرين والمملبن

، شعراء وفالسفة ومبدعين .

كنت في عمر الهوى الثاني وكان هواك !!!

Page 26: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

را يبرق الحب من عينيه ويشع من لفتاته فتضي بعده صرت عاشقا مستبش

اساريره وتنهمر علبه اإلطراءات سخية ندية كزخات المطر .

ليلة الزفاف كنت ارحب بالمدعوين أصافحهم متلقيا من المديح ما يخفف من

روح أشد الرجال رصانة وهيبة .

العريس انت "شو هالحلو يا عم مين بيقول إنك أبو العروس . دخلك مين فيكن

ام هوي " ويشيرون الى صهري عن يميني .

كانت تدغدغني متعة الكلمات وتسحرني مخارج الحروف حتى اكاد اطير

واحلق ، اما زوجتي التي كانت بالعادة وحدها من يستاثر بتلك النعمة ، بدت

بجانبي هادئة ، رزبنة ،ال مبالية تغمز لي بطرفها بين حين وآخر ، مبتسمة

بتسامات الصغيرة.الغامضة ، فال اعيرها من انتباهي شيئا يذكر ، كنت تلك اإل

أصرف بعضه على الضيوف وأحتفظ بالباقي كله متأهبا ينتظرك وراء "

الكونتوار " خلف كتف زميلتك المنهمكة باأخذ المعاطف وتعليقها .

أبن انت ؟؟!! اين عبنيك وسهامها ، وعودها وعهودها..؟؟!!

وي حينها كنوز الدنيا ومديح الكون . وحدها كانت تسا

كنت أداعب نفسي فأالعبها لعبة الغميضة ، أغمض وافتح، وأفتح وأغمض

متمنيا لو تنبثقين فجأة امامي ولكن عبثا فاألرض لم تكن تنشق سوى عن ذلك

البهلوان المصور الذي كان يضغط الفالش في وجهي وهو يقفز امامي عن

كاد يعميني فألعن المصورين ومن اخترع آالت التصوير يميني ويساري ، ي

واوشك ان احطمها فوق راسه لوال عذره السوبر مقبول ...

" بعتذر استاذ بس وجك مش معقول شو فوتوجينيك "

كنت اعبس في وجهه واتجهم وفي داخلي كنت أسعد وأستانس وأصبر علبه ،

ستدهشك وسامتي حبن اتصورك كيف ستطلين بين لحظة واخرى ، كبف

وتبهرك أناقتي وكيف ستتمتمين لي بكلمة او تهمسين لي بهمسة تعزلني عن

كل ما يحيط بي من صخب وزيف وضوضاء . كنت لمجرد تصور األمر

تلتهب أذناي وتتورد خدودي خجال .

.والكالم في سرك.....تعرفبن يا صغيرتي

ارى وارتباكهن خصوصا بحدث للرجال في الخمسين ان يصابوا بحياء العذ

حين يكونوا عشاقا في عمر الهوى الثاني وفي خانة والد العروس ودوره

المنمق المرسوم .

رايت زوجتي من البعيد تومئ لي ...بما معناه ..

Page 27: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

"هيا أستعد حان دورك .. ها هي العروس مقبلة نحوك فقط كن هادئأ وركز

إنتباهك "

يا للهول وتركيزي كله كان يحوم حول مكانك الفارغ اركز إنتباهي ....؟؟؟!!!

الملحوظ .

رحت أحسب خطوات العروس ألمتأنية من أعلى درجات السلم حتى أسفله .كم

يلزمها من الوقت لتوافيني ؟؟ دقيقة ، او دقيقتان ربما .حسنا أستعيرها

واستفسر خاللها عنك وليكن ما يكون .

ك ، بالمناسبة اين هي رفيقتك اليوم؟ " عقبالك دموازيل " قلت لزميلت

" مرسي إستاذ" رفيقتي خطبت والليلة عقد قرانها، ليش ما خبرتك المدام ..

المدام زوجتي تخبرني ؟! بماذا ؟! بما سمعت ؟ ولكن ماذا سمعت ؟!

تعطل سمعي تالشى وجرفني دوار حين زلزلت األرض تحت قدمي ، إرتجت

نوار ، أضيئت الشموع واخذت دفوف الزفة القاعة من حولي ، أطفأت األ

تقرع من و" دقوا المزاهر" تصدح والعروس وحيدتي تهبط كالحلم آخر

درجات السلم كمالك يهبط من السماء ، فيهبط قلبي بين رجلي هلعا حين

اتصورك عروسا تتقدمين كأبنتي تشبكين ذراعك بذراع رجل آخر سيراقصك

اعيه ويضمك و... ، سيشمك ، سيلمك بين ذر

وخطوات إبنتي تدنو فتكاد تدانيني وانا مزروع بأرضي يقفز افراد الزفة

حولي كألمهرجين واسمع الزغاريد فوق راسي كالعويل ، فتسك ركبتاي

وارتجف بأرضي أضيء واطفيء كأشارة سير معطلة ، تطفئها زوجتي حين

مها لعريسها وسط الزفة تمسك بيدي وتشبكها بذراع إبنتي فاخطو معها ألسل

واألهازيج الشعبية ...

كانوا يرددون زجال يوصي العريس بعروسته والعروس بعريسها .....

لم أفهم شيئا حينها ، كان هناك فرد واحد يحتاج لموسوعة توصية كان هو والد

العروس ...وعمر هواه الثاني المصدوم .

ا جرى بعدها فلن تفهميه إال إذا تلك حكايتي يا حبيبتي حتى تلك االحظة اما م

إنضممت لنادي اسرار النساء وغرابة طقوسه الفريدة المتنوعة .

تخيلي بعدها كيف قادت زوجتي حفل ألزفاف من األلف إلي الياء بإتقان مذهل

وتخيلي كيف كنت أنا "محسوبك" ببن يديها .

صت روبوت مبرمج بشحنات آمرة من عينيها .كانت تجلس فأجلس ، تن

فأنصت ، تساير فأساير ، تتلقى التهاني فأتلقتى التهاني وفي نهاية الحفل

Page 28: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

حصدت هي من األطراءات المستحقة ما بكفيها خزينا يرويها حتى آخر ألعمر

وحصدت أنا من ألخيبة ما طرحني في فراشي لبلتها فريسة ليلة سوداء لم تنفع

معها سوى حبة صغيرة بيضاء وحكمة حاسمة رقطاء .

"، ما قلتلك شدة وبتزول الحمدهلل ..احمد هللا "

رددت إمرأتي كلماتها مبتسمة توأم اإلبتسامة التي كانت ترشقني بها في بداية

حفل ألزفاف .

حينها فقط فطنت لألمر فصحوت وتيقنت ... كيدهن عظيم وهللا كيدهن عظيم .

بي وتتشفى مني . كانت تعلم باألمر.وكل تفاصيله ، فتتكتم وتتجاهل لتشمت

" ألم اقل لك شدة وبتزول "

كانت شدة نعم خفت قليال ، بهتت ربما لكنها أبدا يا حبيبتي لم تزول ..

سنوات مضت على زواج وحيدتي وال زلت بين حين وآخر اقلب في صفحات

البوم الزفاف .، أستعيد الذكريات ، متأنيا بين الصور ، مفتشا ببن الوجوه

أعثر على ذاك الرجل الحاضر الناضر ذو الوجه الفوتوجينيك "الذي علني

كان يستقبل المدعوين .... ال اثر له.؟؟؟!!!

نجمة األلبوم إبنتي كاألميرات ، تليها زوجتي كالملكات وانا بينهما اشبه كهال

هرما بربطة عنق بنفسجية فاقعة وصلعة شاسعة .

ا ذاك الذي كنته بشئ .كيف أختفى؟! اين من هو هذا الذي اراه ال يشبه بتات

دفنت تلك الصور .

استنفر كعادتي كل مرة وأعود ألستنطق زوجتي مستفسرا فتنعتني برجل

الخياالت والتصورات واألوهام ، اتركها لشأنها وأقصد المصور الذي يصاب

وال بغتة عند رؤيتي بداء الخرف المبكر فال يتذكر شيئا ، ال حفل الزفاف

تاريخه وال كيف كان يضغط على الفالش وبقفز امامي كالسعدان متعلال

بوجهي" الفوتوجينيك "

واعيد واعيد تذكيره بالتفصيل الممل فيعيد تأملي ببالهة.الحمقى والمهابيل ،

محدقا بعرض صلعتي وطول قامتي متسائال بالتأكيد عما أحمله من شروط

على األرجح .!! ومؤهالت ال"فوتوجينيك " ال شئ

الصور إختفت تحت سابع ارض ، زوجتي تنصلت والمصور غسل دماغه

وحتى اليوم لم يستطع شئ ان يغسل عينيك وسهامها وتلك النظرة الكاسحة عن

جدران قلبي .

ايه يا قلب ..

Page 29: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

ايه يا حبيبتي !!!، تلك هي الحكاية من األلف حتى آخر ابجدية فرح الحب في

زين .هذا العالم الح

أغلق صفحات األلبوم والزكريات النابضة وافتح كتاب الكيمياء والفيزياء

والمعادالت الغامضه عمال بتلك المقولة الشائعة ." ال شئ يكفل راحة القلب

مثل شغل العقل" .

اغوص في المسائل المعقدة احلل وانقب ، ادقق واستنتج اراجع واراجع مرة

يكفل راحة القلب مثل شغل العقل مرتبن عشرات المرات فال شئ

صحيح ؟! ربما احيانا ؟! إلى حد ما . او.....

Page 30: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

أمي....

أمي الحبيبة...

لم يمهلني ألقدر يومها للحظة قصيرة أقول لك فيها وداعا.لم يمهلني حتى ألطبع على وجنتيك قبلة صغيرة قبل أن تلفظي أنفاسك

األخيرة ..درني ذلك ألحادث ألمشؤوم ، بتلك ألشاحنة التي إنقضت عليك بطريقة غ

هستيرية لترسلك نحو األبدية بسرعة قياسية.أذكر تماما تفاصيل ذلك أليوم البعيد ، وكيف كان مضجرا وروتينيا ثم كيف تحول بغتة رهيبا ومأساويا حين إستقبلتك على حمالة بدل ان اهرع إليك يا

ذك في األحضان!!! امي آلخوحيدة كنت وتائهة في ذاك اليوم مذهولة في قلب الحدث أشبه ضلعا ضعيفا

متصلبا في مثلث ألمأساة .. " كنا انا وانت وحضرة ألموت "

كانت اطرافك ساخنة لم تزل ، وكنت ارفض ان اصدق انك إنسحبت نهائيا لى أألبد من لعبة الحياة . وا

زعت عنك ثوب الحادث المشؤوم ، وكيف البستك وسط اذكر جيدا كيف ن سيول دموعي قميصك األبيض المطرز بخرز اللؤلؤ المنظوم ..

مشطت خصالت شعرك المبعثرة ، مسحت وجهك بماء الورد وعن طرف ثغرك ازلت خيطا رفيعا يابسا منساال من الدم .

. كان يشي بجنون نزيف داخلي حدث كله مستترا داخل المخ

Page 31: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

كنت أعزي نفسي وأقنعها ، أنك وال بد ستفتحين عينيك ألخضراوين ألجميلتين ، او ستبتسمين لي ربع إبتسامتك المعهودة . عبثا .. كانت األماني سرابا ..

فات األوان ، كنت قد أصبحت طيفا وقضي األمر .. غادرتنا أمي ، فخلفت في قلبي لوعة وفي قلب والدي حسرة.

رحيلك لم أكن اتصور ابدا ان ابي بدوره سيصبح احد هؤالء الرجال الذين قبلكتب عل جبينهم اليتم ثالث مرات .مرة من األم ومرة من األب ومرة من

الزوجة ويتم الزوجة كان اليما وموجعا لرجل صار في أواخر خريف العمر .تمام األبناء في فك صار والدي يتيما بحق بعد رحيلك ولم بكن ينفع كل اه

تلك العقدة المتربعة بين حاجبيه او في تجفيف دمعة مترقرقة دائما في عينيه ..

ٱه لو تعلمبن يا امي ..... يحدث للبيوت ايضا ان تموت مباشرة بعد موت أصحابها .

صار ببتنا جثة هامدة من بعدك ...ربته وسره ومن اناملك كان كنت تطوفين بين ارجاءه فيعبق اريج الحياة .كنت

يكمن سحره . عقب رحيلك يبست على الشرفة شجرة " الغاردينيا" ، ذبلت شتول الورد "والقرنفل" ونكست رؤوسها اعواد "الياسمين ".

لم تعد رائحة طعامك الشهي الذي كنت تعدينه تعشعش في زوايا المطبخ طويال ألناملك والمالقط وحبال الغسيل أهترأت من طول الهجر، إفتفدت ورائحة النظافة الفواحة من غسيلك المنشور .

صار والدي في الببت من بعدك عنوان الضيف الثقيل ، ال يكاد يطأ عتبته ، يتجول بين غرفه حتى يفر هاربا من وجع العمر وعفونة الذكريات .

Page 32: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

رف عليه ، رحل ابي بعد رحيلك بخمسة عشر عاما غادر الحياة كما هو متعافعليا كما كنت اشعر هو غادرها تماما مع وفاتك ، كان يعيش بيننا كالموت

الذي يتنفس على شكل حياة . بعد رحيله اقفلنا الباب للمرة األخيرة ورمينا بالمفتاح.

أليوم يسكن المكان اناس ٱخرون ، بين جدرانه تدور حكاياتهم وقصصهم ، هم .اوجاعهم ، همومهم ، فرحهم وذكريات

أليوم كلما قطعت بجانب بيتنا ورصيفه ، يغص قلبي ويجتاحني حنين ليس لمكان ترعرعت وصرت صبية فيه وانما شوقا وحنينا لك امي وقد كنت شمسه

وقمره ومن بعدك اظلم واقفر .. اشتاقك امي مع اننا لم نكن نتسامر إال قليال وكنا نتناقش كثيرا كثيرا ..

امي ، يفتقدك هذا القلب الذي صار ناضجا جدا راشدا جدا ورغم أشتاقك ذلك لم يزل يحبو دوما بالسر نحو

قدميك....

Page 33: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

بحبك قد الدني

وقالت له على عادتها مرات مالت براسها قليال متكئة به على وسادة األثير

ومرات في كل يوم

* ، بحبك قد الدني*

ارته سهما مشتتا ثم غرق في قهقهة صاخبة ارتج منها نفث الرجل دخان سيج

.. فضاء الغرفة وأرتجف اثيرها

كان الدمع في عينيها بين نية األشراق تاملته بخيبة الحب المسكوب ،،،

...وتراجع األخفاق

. " اتسخر من بهاء بوحي وتهزأ بمصابيح حبي " قالت له --

، غرز براسها جلسه بين يديه وتقدم منها ،، امسك اطفأ الرجل سيجارته

: أنظاره في عينيها وقال لها

--

ايا ساذجتي اليس الحب فرح . ؟؟؟ --

في عالمه األفتراضي يجول بينما كريات التساؤل وعاد لمقعده امسك الموبايل

... في رأسها كانت تجول

.. ايكون هذ الرجل حليف الحب وصديقه وبيت سره

له ..وهاهو يفند العبارة ، يعيش نبض حروفها بها تصرح * بحبك قد الدني *

... ويغرق في امواج حبورها

... وهي لماذا حين يصرح لها بحبه تغرق في تأمل حزين

وهو يصرح لها هي تقول له * احبك * في اليوم الواحد اربعين مرة ربما ،،،

.... بها مرة واحدة فقط كل اربعين يوما

موبايل ،،،،، وفتحت " غوغل " وكتبت ...كيف اخذت ال تراجعت لمقعدها

يحب الرجل ؟؟ وكيف تحب المراة ؟؟

.. مقال في الحب *...كتبت الشاشة امامها*

كانت تتامل في كلمة الحب لتكتشف انها اكثر ما تجهل في تلك الكلمة هي ال

!!!!!تعريفها. ؟؟؟؟

Page 34: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

الرجل الرمادي

بالرجل الخارق وال قلت انني نفسينعم انا الرجل الرمادي ،،،،لم اعرف

.....انا الرجل الرمادي الرجل ألفوالذي او الرجل الحديدي ،،،بكل بساطة

وإذا تاملوني سيالحظون ان إذا شقوا راسي ، سيكتشفون ان نخاعي رمادي

ع حتى جلدي بدوره ، ذقني رمادية شعري رمادي ، رموشي رمادية ، ود

... ال يعني احدا ع هذ اللون الغريب الذيوأتحد م لونه الزهري الباهت

منذ سنوات طويلة او " او غرفة المربع األمني انا الرجل الرمادي المقيم في

، وغرفة ونومي وخط النار التي استوطنتها هاربا من سريري " الجلوس

الزرقاء وصرت حارسا على احتللت اكبر كنبة بالغرفة حيث اعتمرت القبعة

كتب عليها اتشمس على الخط األزرق رافعا يافطةمستوطنتي ،

" الف كلمة جبان وال كلمة هللا يرحمو "

بعد منتصف الليل ، في مكان إقامتي المعتاد المكان األكثر عمومية في الثالثة

الكل ويستريح فيه الكل ويهجره الكل في آخر المكان الذي يعبره المنزل ،

.. طن األبدي فيهما عداي انا المستو ، النهار

انا الرجل الرمادي الذي مال عز رجولته ، فصار الرجل المتألم بعد ان كان

. الرجل المؤرق الذي يؤلم

وهل هناك اجمل انا الرجل الذي غدوت بال لون وال طعم وال تاثير وال رائحة

... من رائحة الرجال حين تفوح في ارجاء الدار وفي اثير المكان

وت ولم اعد فزاعة لتلك المرأة الذهبية التي تقبع هناك في غرفة رمادي انا غد

.....منها ضوء خافت ويفصل بيني وبينها رواق يتسلل

. " ال زلت ارقا تحيط بي اشيائي او كما تسميها تلك المرأة " اكسسواراتي

عصاي ، هاتفي ، نظاراتي ، والريموت التي ال تكاد تهدا في يدي ،،،،،اقلب

المح طات ، فتقفز الصور وتختلط األلوان وتتشابك األصوات فال افقه شيئا

،،،عقلي سابح في مداره الخاص يحاول فك لغزه الليلي المعتادالكائن في آخر

الرواق ،،،،،حيث غرفة بابها نصف مغلق ، يتسلل منها ضوء خافت وتسكنها

. ... يقال انها زوجتي امرأة

Page 35: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

كنبة مزروع انا وسطها مثل عمود ا والشاهد عليليلة اخرى بيضاء ، انا بطله

.... ويتكئ على مقبضها جبيني فارغ ، في قبضتي عصا تنحني فوقها هامتي

" العمود المقوس الحزين "

تسمية تطلقها علي المرأة الذهبية كلما لمحتني في تلك الوضعية لتتحفني عندها

. . بتوصياتها الخنفشارية

صا ، إرفع راسك وقل يا رب ، ال تحدق الى األسفل جلس ظهرك ، هات الع "

... .فتجذب اليك الطاقة السلبية ..ال وال وال

ذهبية ما اصعب ان تكون رجال رماديا ، مريضا ومتشائما فيهديك القدر امرأة

بخلطة الجاذبية ، فيها شيئأ أعشقه من امي وشيئا اكرهه في اختي اعبده وشيئا

.. يجذبني لجارتيفي خالتي وشيئا

منها امراة تشع فرحا وتنهمر علي الطيبة

امراة ... تطوف حولي ملبية كل احتياجاتي بعصا روحها السحرية ،،، شالال

آخر ذاك صارت لغزا عصيا مثيرا ، جذابا ،، امراة. تسكن تلك الغرفة في

د اسمعاكا الرواق ، حيث يتسلل من بابها ضوء خافت وإذا اصغت السمع

. حفيف قميص نومها األبيض واتخيل طراوة وسادتها الحريرية

Page 36: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

... احالم ...انثوية

نفسها ،،،،حين سمعت الصوت اياه كانت المرأة بالكاد دافئة تتقوقع داخل

. الحلم اللذيذ على سطح يناديها وانتبهت انها كانت غافية ،،طافية

. ها قوة مغناطيسية خفيةاتجهت صوبه ال شعوريا ،،،كانت تحرك

صوته أنما حروف اسمها سابحة نحو اذنيها عبر األثير ..لطالما احبت لم يكن

... علمت معنى حروفه هذا األسم خصوصا حين

حين التقته كان يأسرها فرح طفولي غامر،،، ها هو يطوقها بحب، بشوق

... ساخن تماما كنا كانت تحلم منذ قليل

تصدق على كتفها األيسر ، ضاغطا اياها متكئا عليها ،،،،،لم وضع يده اليمنى

ما كانت تعيشه ها هو بكل جبروته وعنفوانه ينحني فوق راسها ويشرع

..... جبينه الى جبينها بضغط

"ياهللا سبحان مغير األحوال " قالت لنفسها

هذا الرجل الذي طالما عاب عليها قصر قامتها المعتدلة بالنسبة لهامته

.... المشرعة

..هاهو يتشبث بها باصرار طفل رضيع عثر على صدر امه بعد طول عناء

كانت فرحة منتشية وهو يتكئ بذراعه اليسرى على كتفها األيمن ،،فيكمل

.... بحركته حولها نصف دورة حب

يضغطها اليه ضغطة خفيفة ال تلبث ان تشتد شيئا فشيئا حتى ها هو اخيرا

.... ها وتتالشىكادت تذوب في

ها هي اخيرا ستتغلغل في طيات صدره كما كانت تحلم قبل قليل ،،،وهل

.... يحدث ان يهدينا القدر هداياه بتلك السرعة

كانت تستعد ألحتفال ذوباني شهي يشبه قالب الزبدة الذي اسمتعت بطعمه هذا

الضعيف الصباح ،،،حين اقترب من اذنها هامسا لها يوشوشها بصوته الواهن

:

". حبيبتي معدتي تؤلمني كثيرا .. هل لي بفنجان نعناع ساخن لو سمحت"

منها متجهة الرجل لتفلت عنه ساعدا تنزلق تمثاال رخاميا باردا صارت بغتة

واحاسيسها وكومة صوب المطبخ وهي تفكر بسذاجة قلبها وطيبة مشاعرها

. تفكر النار وهي كانت تفكر وتفكر وتضع الركوة على .... احالمها

Page 37: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

هي صرة احالمها وتجلياتها كم صارت رخيصة في ذلك المساء كم صارت

... غبيةفي ذلك المساء سخيفة

Page 38: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

مقعد شاغر.......للحب

. ألحب للشجعان .....الجبناء تزوجهم أمهاتهم

لم أكن شجاعا كفاية تلك الليلة ألتحرش بكوكب متألق من الحب ، ك نت جبانا

ماتت امي منذ زمن بعيد وخلفتني عازبا يدور حول نفسه في, متوجا بأمتياز

تلك السهرة حائرا في منطقة وسطى ما بين الحب والالحب ، ما بين الجنة

.والنار ، ما بين حضور تلك المراة و حضور احالم صيفية عابرة

سية من ايلول ، مستغربة كان مناوبا على الحراسة تلك الليلة فاألم وحده القمر

. مفترق ألفصول ، ليلها مستوحش ونجومها في إجازة قد تطول على

قدمي كان سندسيا والموائد من حولي عامرة سخية وصديقي البساط تحت

جوالت مكوكية، ينثر خاللها بينها متفقدا مدعويه في ، يطوف صاحب الدعوة

.... بين حين وآخر دعاباته مرحبا بي

هال اهال كل شي عذوقك تمام.؟؟ا --

. وكنت أجيب

.. بوجودك أكيد تمام --

بنبرة مشبعة بألحماس كنت أجيبه فأخدعه كما اخدع نفسي التي لم تكن أبدأ

. بجانب المقعد الشاغر الذي كان يفصلني عن تلك ألمرأة تمام او على ما يرام

كانت هناك بجانبي وكنت غافال بادئ األمر ، اصب لن وارفعه فسي كأسا مثلجا

شاربا نخب ألمعارف واألصحاب حين افلتت من نطاق رؤيتي نظرة عفوية ،

لمحتها عن يساري وحيدة خلفها ينبسط الشاطئ والبحر وبيني وببنها مقعد

.......شاغر

مداري سابحا سوى بغتة تالشت كل الوجوه ، تحللت كل األقنعة ولم يبقى في

المراة سحر ء القمر ،قفشات الموج ، عطر تلكحنين شهر ايلول ، ضو

.... حضورها والمقعد الشاغر الذي يفصلني عنها

...فكرت باحتالله

داهمني الخاطر مفاجئأ وكدت أباشره بفعل قوة مغناطيسية تجذبني لجوارها ،

. للعقل فرصة سانحة ليستعرض خاللها عضالته الكابحة لكنني تريثت تاركا

قعد شاغرا ، ربما هو خاصة زوجها او احد أقاربها وما شأني ربما لم يكن الم

. انا بها وما بال فكري العابث المشتت في ليالي ايلول

Page 39: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

كنت اسعى ألنتشال حضوري من شباك حضورها ، فاشيح بوجهي واتابع

... تواصلي مع من حولي ، فآكل وأشرب واثرثر وأقهقه دون جدوى

كتفي األنجذابة العنيفة التي كانت توخزني منلم اكن افلح في مقاومة تلك تلك

اصوب بين الفينة والفينة ، تدفعني كي استدير بحذر ، اوهم نفسي بتامل البحر

نحوها انظاري اطلقها موازية لصفحة وجهها فيطرق راسها بقليل من حياء

. وشيئ من خضوع يخفق له قلبي وانتهزها فرصة ألغرق في تأملها

وبة صوتها ، سحر ابتسامتها ، كان ذلك الشئ الغامض ، دفء انظارها ، عذ

. الحريري والمقدس يطوف في توازن غريب يشع من حضورها

!!!!!!!!!هل كنت مسحورا تلك الليلة ؟؟؟؟؟؟

كانت الموسيقى حالمةوكان نسيم ايلول يتصاعد من شاطئ البحر فيغمرها قبل

توا في داخلي وحدة عبوره صوب رأسي مشبعا بخدر عطرها ، وتستيقظ

الفراغ ويزهر في قلبي حنين ينتفض وفي صدري تعصف ريح ، تعترض

.. تستند حائرة كيف

عن وسيلة وكنت إعود ألفكر بامر المقعد الشاغر ......فأقدح زناد فكري باحثا

استعارته الغرسون " عنه كلما امتدت اليه تحاول" تبرر لي احتالله فأنزع يد

عن حجة صاحبا سيعود بعد قليل وأنقب بالتالي وادعي ان له وأكذب بيقين

. تحلله لي

وهكذا احاورها فأبدأ اادعي حاجتي للملح او لبعض قطع الثلج او لكوب ماء

.....األجتماعية وبعده الحديث معها عن حال الطقس او عن حال األوضاع

.....كم كنت سأبدو مضجرا وسخيفا

الموسيقى والحب والشعر ة هل يحلو الحديث عن غيرفي تلك السهرة الشاعري

. والغزل

كنت منهمك الفكر ، كيف ابرر إقترابي منها بحاجتي للملح او لقطع الثلج ،

األهمية كانت في الخطوة األولى بعدها تتسلسل الخطوات تلقائيا المهم ان

والمقعد اسابق الوقت قبل ان يسبقني فتنتهي دعوة العشاء وانا ملتصق بمقعدي

بجانبي شاغر يضيئ في عيون النادلين تمتد األيدي إليه فانزعها عنه وانا

حكاية عودة صاحبه الوشيكة وانشغل عن خطوتي األولى وترتيب اكرر

بالملح او قطع الثلج وتتوه افكاري وتتشوش واسهو عن حضور اسبابها ، اابدأ

. األفكار و الرابض فوق راسي كظلي رئيس الخدم قارئ

بسحر ساحر زرعت زجاجة الملح . قدرة قادر إنهارت قطع الثلج في كاسيب

Page 40: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

سري حسن الضيافة ودقتها قرب صحني وكنت ابتسم له شاكرأ وانا العن في

تردني لجادة صوابي ، التي تنسف كل مخططاتي ،تتواطئ مع مراسيم عقلي

عمرآخر محطات ال لحسرة خمسيناتي وقطارها المتعب الذي يصفر مقتربا من

.

ضاعت فرص الحب ولم يعد هناك سوى محطة التقاعد األخيرة التي تلوح لي

. بهدؤها آمرة وتمد لي لسانها ساخرة

كان الضيق يعتصرني ، في صدري تتزاحم تنهدات الشوق والحنين ألى

التي تجتاحني فقط في شهر ايلول ، تتدفق في دمي ، تسيل في المجهول

. ة الخام التي تحتاج ألنامل امرأة تعيد تشكيلهامعها كالماد اوردتي ، فاسيل

تلك الحسناء التي كانت تجاورني وبيني وبينها مقعد شاغر انهكني إمرأة تشبه

عليه حتى قررت حسم األمر في النهاية .نزعت عنه يد الغرسون في الحفاظ

اليه حين غادرت المراة مقعدها واختفت تحت جناح الليل وهممت باألنتقال

.....

. الواحدة بعد منتصف الليل صرعني الوقت قبل ان اصرعه

بغتة تالشى السحر من حولي، القمر بدا شاحبا والناس من حولي مضجرين ،

......... شعرت بالبرد وخشيت على نفسي من نزلة صدرية

حدث كل ذلك منذ عام اقسمت بعدها يمينا اال البي دعوة عشاء احد في شهر

. ايلول

بعدها ومضت سهراته الرومانسية الحالمة ، لم التق بتلك المرأة مضى الصيف

.... فيما بعد ، حتى اليوم ال اعرف من هي واي اسم يميزها

كل ما بقي لي منها ذكرحضورها الوهاج ، حقيقة كونها امرأة ، حقيقة كونها

. تعي ذلك تماما

.... نه بال نبضبعض النساء تلتقيهن مرة واحدة فال يعود زمنك مقفرا والوا

بعض النساء يعبرن صفحة حياتك مرة واحدة فيدمغن صفحة الروح إلى األبد

.

بعنوان ." أكتب لك يا سيدي بعد ان قرأت على صفحات " الفايسبوك" قصة

اكتب لك ألخبرك أنني كنت اقرأ واقرأ واغوص في " شاغر للحب مقعد

المبتكر ليس سوى الحروف واغرق ، ألكتشف أن العنوان التفاصيل بين

وبينك ومقعد شاغر كان بيننا يندب حظه العاثر في لقصة حب مختصر بيني

Page 41: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

.دفئه المنتظر

ثالث مرات عشر مرات ، تشتت صور الحاضر في ذهني مرة القصة قرأت

الزيارة اليتيمة الى الوطن في شهر ايلول ودعوةصديقتي الملحة وازاحتها تلك

...الساهر لذلك االعشاء

.دائما األمر بالتفصيل..اتذكر

الزهري الذي كنت ارتديه والعطر الذي كنت انثره باسراف ألشانيل تايوري

امام المرآة كنت ...... ادور فيها أللتصق برزازه المبعثر في أرجاء الغرفة وانا

اوصالي ، وأتاملها بحب وموجة من الرومانسية تهدهدني وتخدر اغازل نفسي

بذلك وتوشوشني الروح بوعد سري بفرحة صغيرة مبهم كان يحتلني شعور

. ولكننا نحسه بوفرة اللمعان األكيد الذي ال نراه

على طاولة العشاء رحبت بي صديقتي ، عرفتني بالحاضرين ، قدمتني

. لمقعدي وهي تنصرف لمدعوبها

استرخيت مكاني وانا اتأمل ما يحيطني ، عن يميني كان هناك مقعدان

. تخيل شكل " الكوبل' الذي سيحتلهما بعد قليل، رحت ا شاغران

!!!!!. المرأة بالتأكيد دمية متقنة متصنعة على األرجح تشبه اللواتي يحطن بي

وينضم ألشباه الرجال ذوي والرجل بعد كاسه الثالثة سيفقد بعض صوابه

!!!!.. النظرات الجائعة البلهاء

ح كاذب ال اعرف كيف اقلده كانت القهقهات تلعلع من حولي فارغة تهلل لفر

.في وسط ال انتمي اليه

!!ضاق صدري وندمت ماذا افعل هنا؟؟

?بصحبة من استمتع؟؟

صديقتي ملهوة بواجب المضيفة المتمرسة وانا مسمرة في مقعدي كمجهر

..... يتفحص وجوه الحاضرين ينقب ويحلل

عد سفري لو انتهزت ذلك الوقت في توضيب حقائبي ، ايام معدودة ومو

.....الوشيك

.. قررت األنسحاب

. تناولت حقيبتي ، حاولت األيماء لصديقتي الغارقة في موجة تاهيل وترحيب

....... المقعدان شاغران بجانبي ال بد انه ذلك الثنائي المنتظر

تصاعدت همسات النساء من حولي فثار فضولي ، نسيت ما كنت بصدده

Page 42: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

ئي المثير لألهتمام ، حين رأيتك وحيدا استطلع شكل هذا الثنا واستدرت

األنيقة تسلم بيد وتدس األخرى في جيبك "ببذلتك " الدوباتي منتصب القامة

. تفيض رجولة حانية نحونا تحفك طلة وانت تتقدم

.... كنت واثق الخطوة تتجه صوبي ملكا

عغاص قلبي بين ضلوعي وانا أتأملك بما يشبه الذهول فأضغط حقيبتي بأصاب

متشنجة ال البث ان اصافحك بها فأبادلك تحية عفوية انيقة تنم عن تهذيب رفيع

. متأصل فيك

إتخذت مكانك بجانبي متجاهال عمدا او سهوا المقعد الشاغر الذي لم استطع

. ابدا تجاهله

و تمنيتك له وخشيت فقدانه او احتالله ولم اكن املك شاال او معطفا اشغله به

م يكن سوى حقيبة صغيرة ، شاخ جلدها من دعك اصابعي رميت بين يدي ل

وعي الى المقعد الشاغر واسترخيت في مقعدي استرد انفاسي فادخل بها دون

. كل شاردة وواردة فيك مجهري اتأمل

وازراره الفضية كنت تشعل سيجارتك تفرج عن اكمام قميصك العاجية

واستعيد ازراره الفضيةفيضرب قلبي بعنف وانا اتذكر بغتة قميص ابي و

. وشوشة الروح ووعدها السري لي امام المرآة

، هذا هو حضوره ، إذن كل ما يحيطنا هو آخر همي ووحدك إذن هذا هو انت

. صرت همي الوحيد

!ماذ حل بي بعدها ؟

التي اهو حنين شهر ايلول ام هي نسماته البحرية تفسيرا حتى اآلن ال اجد له

عطرك ينبهني لسر العطور رة منتظمة فيتغلغل في حواسيكانت تلفنا في دو

وخطورتها فاشعر انك بعض مني وأنني بعض منك ويجرفني الحنين ألبي

القامة ببدلته " فاشتاقه وانتشله من قاع الذاكرة ، شامخا منتصب الساحر

. األنيقة ويده المدسوسة في جيبها " الدوباتي

لقوة الملفلفة بالحنان والتي تخضع لها اكثر الطلة األخاذة تلك ا كانت له تلك

. النساء صالبة

بعفوية الجرح المفتوح فانزف في داخلي كله كان يشبهك وكلك كنت تجسده

يشغلك لفقدانه واتهلل فرحا للقياك لوال ذلك المقعد الشاغر بينناوالذي كان الما

Page 43: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

حجةفيشغلك عمن حولك ويخفض معدل تركيزك وانت تحاول اختراع

.ألحتالله بين الحين واآلخر دون جدوى

تقرأ افكارك وتنسف بالتالي كل خططك الخبيثة خدمة نوعية كانت تكلل راسك

. الصغيرة

بسحر ساحر كانت تطير زجاجة الملح او تقفز قطع الثلج من مكانها امامي

.لتحط على مدرجها امامك

بنظرة سخط قاتلة وكنت استمتع برؤياك حائرا مرتبكا ترمي رئيس الخدم

فيبتسم وشفتاك تتمتمان بما احسه انا كالشتائم ويفهمه االمسكين بعبارات الشكر

عبارته األشهر مرددا لك ابتسامته المهذبة األنيقة

"في خدمتك يا سيدي "

الى صوابه كان يرتد السيد ويتراجع فيسحب يده عن المقعد بجانبه يشعل

متبادال معها األنخاب الحلقة حوله سيجارته وينغمس في

فرصة نادرة كنت انتهزها بحذر ألرقبك بعين المرأة المحنكة ألخبيرة فاضحك

.... في سري من غرابة الرجال وتركيبتهم العبثية العجيبة

كيف يشنون الحروب ، يبنون القالع ويغزون الفضاء ثم يعجزون عن ملء

...... وتجذبهميفصلهم عن امرأة مربكة األنوثة ..... مقعد شاغر

Page 44: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب

جميع الحقوق محفوظة للمؤلفال يجوز طبع هذا الكتاب أو نشر أو تصوير أو تخزين أى جزء منه ،

بأية وسيلة ألكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير أو غير ذلك إال بإذن

ةمن المؤلف

Page 45: حب خال من الدسم للأديبة اللبنانية نوره حلاب