1

جامعة الكوفة / كلٌة االداب

لسم التارٌخ )المرحلة الرابعة(

المادة : تارٌخ اٌران وتركٌا

احمد شاكر العالق أ.م.د.استاذ المادة :

م(3571- 3571) االسرة الزنديةالمحاضرة الثالثة :

برزت أسرة الزند الكوردٌة وتؤلمت فً عهد زعٌمها ومإسس امجادها األول )كرٌم خان بن

هـ( الذي استطاع بحنكته وشجاعته ونبوغه الشخصً الوصول الى 1111-1111اٌنان الزند

عاما تمرٌبا. وبعده استمر حكم اسرته 13ن بممالٌده طوال كرسً الحكم فً اٌران والتمس

سنوات أخرى لحٌن افول نجمها وانتهاء سلطتها عمب المضاء على امٌرها النابغ )لطف علً

خان( من لبل الماجارٌٌن.

التابعة لمدٌنة )مالٌر( الوالعة فً الشمال م1031عام رٌه(الٌولد كرٌم خان وترعرع فً لرٌة )

اٌران والتً كانت بمثابة الممر الدائم والرئٌسً للزند الرحل )من فروع لبٌلة اللن الغربً من

الكوردٌة المعروفة(. ولد ظهرت بوادر نبوغه ومإهالته المتالٌة الفذة سرٌعاً عمب انخراطه فً

الذي حرص على تعزٌز لواته التً سٌطرت على اراضً م , 1070منذ العام جٌش )نادر شاه(

تٌارٌة( بمماتلً )اللن( وبضمنهم موضوع بحثنا )كرٌم خان( الذي واصل فٌما بعد )اللور والبخ

تؤلمه وتدرجه بالمناصب العسكرٌة فً جٌش عادل شاه )عمب مصرع شمٌمه نادر شاه( حتى

اصبح لائده اخٌراً.

ولكن سرعان ما ولع الخالف بٌنهما وطلب كرٌم من عادل شاه االذن بالرجوع مع عشٌرته الى

هم فً مالٌر اال ان عادل رفض ولرر كرٌم ترن صفوف الجٌش والتوجه مع افراد موطن

عشٌرته الى مالٌر .

ثم استفاد )كرٌم خان( من ظروف الفوضى واألنهٌار التً سادت اٌران, فتمكن ببسالته ودهائه

من السٌطرة على تلن األوضاع وارساء دعائم حكم اسرته, مخلداً بهذا األنجاز الكبٌر اسمه

م( .1001- 1071خالل المدة ) ند فً ذاكرة التؤرٌخواسم الز

لمد كان لزاماً على )كرٌم خان( ولبل نجاحه فً التمسن بممالٌد السلطة فً اٌران ان ٌخوض

صراعاً صعباً ومتواصالً مع خصومه األلوٌاء على السلطة والنفوذ تخللته انتصارات باهرة

لمٌادٌة واستماتة جٌشه ولادته المإلفٌن من ابناء )اللن( ونكسات مرٌرة احٌاناً, بٌد أن صفاته ا

2

غالباً )وعلى رأسهم اخواه صادق خان وزكً خان( مكنته فً النهاٌة من تحمٌك مجد اسرته

الحاكمة التً حظٌت باألعجاب واألهتمام على صعٌد اٌران والمنطمة, فؤصبحت عاصمته

دهراً استتبت فٌها مظاهر األمن والعدل )شٌراز( مركزاً حضارٌاً وعمرانٌاً والتصادٌاً مز

والرخاء كثٌراً.

لم ٌكتف )كرٌم خان( بالنجاحات والمكاسب الكبٌرة التً حممها على صعٌد بالده اٌران والمتمثلة

باخضاعه اللالٌم ومناطك هامة وشاسعة تحت سلطانه ومنها, شٌراز واصفهان وكٌالن

, بل سعى اٌضاً بهدف ضم بعض مناطك نفوذ ومازندران وارجاء واسعة من آذربٌجان وغٌرها

العثمانٌٌن الى حدود مملكته وتوسٌعها على حسابهم والسٌما فً اعماب انتهاج والٌهم فً بغداد

)عمر باشا( سلوكاً معادٌاً لمصالح األٌرانٌٌن وتعمده فرض بعض الرسوم المالٌة على زوارهم

لذلن وبهدف كسر شوكة الحكم العثمانً فً المادمٌن الى العتبات الممدسة فً العراق. ونتٌجة

العراق, ارسل )كرٌم خان( جٌشاً كبٌراً بمٌادة شمٌمه )صادق خان( الحتالل والٌة البصرة,

فتمكن هذا الجٌش الجرار, عمب اجتٌازه لشط العرب بواسطة جسر مإلف من العبارات, من

شهراً, وظلت البصرة 11بعد حصار طوٌل دام 1001تطوٌك مدٌنة البصرة واحتاللها عام

خاضعة لحكم الزند, ردحاً من الزمن وعومل اهلها بالرعاٌة والحسنى من لدن )صادق خان(

الذي عاد الى بالده عمب وفاة شمٌمه )كرٌم خان( فؤصبحت الفرصة سانحة للعثمانٌٌن كً ٌعٌدوا

البصرة الى حكمهم.

العاللات بٌن الطرفٌن الى ذروتها كما شهد عهده تردي االعاللات مع االنجلٌز ووصلت ازمة

عندما سحبت شركة الهند الشرلٌة ممثلها من بوشهر الى البصرة وكان ذلن احدى العوامل االتً

دفعت كرٌمم خخان لالستٌالء على االبصرة , عالوة على رغبته بتامٌن الوضع الداخلً وذلن

االٌرانٌون فً البصرة لرابة باشغال االهالً بالحروب الخارجٌة ضد العثمانٌٌن . ولد بمً

11فً اٌران ععمب وفاة كرٌم خان فً خمس سنوات لم ٌبارحوها اال نتٌجة لتطورات االحداث

م بمرض السل عن عمر ناهز االربعة والسبعٌن عام .1001صفر عام

لزندايران في عهد خلفاء كريم خان ا

غرب اٌران( سنوات مجٌدة فً واجماالً عاشت حكومة الزند وعاصمتها شٌراز )الوالعة جنوب

عهد زعٌمها )كرٌم خان( الذي اتصف الى جانب شجاعته ومإهالته المٌادٌة المعروفة ونبوغه

ودهائه فً تصرٌف شإون بالده, لكن ذلن العهد البهً من عمر حكومة الزند لم ٌستمر بعد

الجسدٌة وفاة )كرٌم خان( جراء مرضه اذ سرعان مادبت الصراعات الدموٌة والتصفٌات

الحادة بٌن اعضاء العائلة الحاكمة المتنافسٌن فٌما بٌنهم على السلطة والنفوذ والذٌن اللوا بسبب

3

ذلن نهاٌاتهم المفجعة تباعاً فنتج عن ذلن الوضع المرٌر هالن كل من ابناء كرٌم خان )صالح

براهٌم خان( صوب خان وابو الفتح خان ودمحم علً خان( على اٌدي الاربهم وفرار ابنه اآلخر )ا

كوردستان الجنوبٌة منشداً النجاة بعد تعرضه الى تعذٌب شدٌد من لدن )أكبر خان بن زكً

خان( اكثر افراد العائلة الحاكمة لسوة وبطشاً بحك الاربه والذي اللى بدوره مصٌراً مماثالً

ة من أوالده للذٌن تمت تصفٌتهم سابماً وبضمنهم والده )زكً خان( وعمه )صادق خان( مع ثالث

وغٌرهم.

ولد حاول زكً خان, االخ غٌر الشمٌك لكرٌم خان, استغالل الوضع والتفرد بالحكم عمب وفاة

أخٌه, لكنه لم ٌهنؤ بذلن سوى فترة وجٌزة, بسبب المعارضة الشدٌدة التً واجهته من ابناء

م( 1077-1001االسرة الذٌن أٌدوا تنصٌب )ابً الفتح خان نجل كرٌم خان(, على العرش )

والذي أثبت بمرور االٌام عدم أهلٌته للمهمة الموكلة الٌه, وذلن لضعف شخصٌته وانهماكه فً

ملذاته وأهوائه الخاصة, فاحتدم الصراع على العرش كثٌراً بٌن الزعماء االلارب الطامحٌن

لحكم بالسلطة والنفوذ, امثال صادق خان وزكً خان وابن اخته علً مراد خان الذي انفرد با

م( جاعالً من اصفهان ممر حكمه, بٌد انه فشل بدوره, رغم نبوغه 1071-1077خالل )

ولته المضطربة, وشجاعته, فً التمسن بزمام االمور طوٌالً ورأب التمزق الحاصل فً اركان د

ولد وافته المنٌة اثر مرض )الدزانتري( وهو ٌستعد خارج اصفهان لماللاة جعفر خان بن

( لكنه هزم امام 1071م-1071صادق خان, فسنحت لهذا االخٌر فرصة الحكم بدوره خالل )

واته )آغا دمحم خان الماجاري(, الذي انتزع منه اصفهان, ففر )اي جعفر( الى شٌراز جامعاً فٌها ل

مجدداً, حٌث تمكن بعد معارن دامٌة من التمسن بزمام االمور ومطاردة خصمه الماجاري )آغا

دمحم( صوب طهران, لكنه ما لبث ان لتل فً شٌراز اثر مكٌدة مدبرة, فتولى الحكم صٌد مراد

خان, احد المتآمرٌن على حٌاة سلفه )جعفر خان( فؤجبر ذلن الوضع, االمٌر لطف علً خان بن

عاماً, على الهرب باتجاه 17فر خان, الذي كان لائداً شجاعاً فً جٌش والده المغدور وعمره جع

بوشهر, مستنجداً بالزعٌم المبلً العربً الشٌخ ناصر )الممرب من أسرة كرٌم خان( فلبى الشٌخ

الشهم طلبه, لكن مرضه جعله ٌعٌن نجله الشٌخ نصٌر لتنفٌذ المهمة وتهٌئة الجٌش المعد

دة لطف علً خان ومهاجمة شٌراز, ولما تمدمت الموات التً أرسلها صٌد مراد خان لمساع

العتراض الجٌش المذكور حدث تمرد فً صفوفها, فانضم اغلب لادتها الى جانب االمٌر )لطف

علً( بٌنما نجح الحاج ابراهٌم الملمب بـ)شاه ساز( وهو حاكم شٌراز ومن الرإساء المحلٌٌن

االمٌر الشاب فً حسم االمر نهائٌاً داخل شٌراز لصالحهم فاطاحوا بصٌد الكبار, ومعه انصار

مراد خان واعوانه.

4

دخل لطف علً خان شٌراز فؤستمبل استمباالً حاشداً, ثم اعتلى العرش وتملد تاج الحكم وسط

افراح غامرة فعاد لدولة الزند لدر كبٌر من برٌمها السابك, وتحدٌداً خالل الشطر االول من

( فكان ذلن مبعث خٌبة عظٌمة الغا دمحم الماجاري 1011-1071ه الذي دام ست سنوات )عهد

الذي أذاله لطف علً خان هزٌمة نكراء مطارداً اٌاه نحو طهران مجدداً, فلجؤ هذا الى التآمر

والدسٌسة ضد أمٌر الزند, حٌث وجد ضالته المنشودة فً الحاج ابراهٌم الممرب من االمٌر

مذكور بتنفٌذ خٌانته واخبار الزعٌم الماجاري سراً بمخططات لطف علً فشرع الشخص ال

الهادفة الى المضاء علٌه واحتالل طهران واصفهان, وبٌنما كان االمٌر الشاب متوجهاً مع جٌشه

الحتالل هذه االخٌرة )اي اصفهان( أفلح المتآمرون فً تحرٌض الجٌش المذكور ضد االمٌر

س الفتنة الحاج ابراهٌم فً السٌطرة على شٌراز تمهٌداً لتسلٌمها والتمرد علٌه, فٌما نجح رأ

بؤٌدي الماجارٌٌن, فحظً جزاء غدره وتآمره بمنصب الصدر االعظم لدٌهم فٌما بعد, وهكذا

ارتكبت الفضائع واالهانات بحك اسرة الزند العرٌمة الحاكمة التً نمل الماجارٌون افرادها الى

. لفرصة لزعٌمهم لطف علً كً ٌنمذهم من ذلن المصٌر المإلمشمالً اٌران, حٌث لم تسنح ا

وبعد جهود كبٌرة نجح لطف علً خان فً تجمٌع وتحشٌد الموات حوله, فماتل الماجارٌٌن بال

هوادة ملحماً بهم ضربات موجعة, ثم توج مساعٌه الشجاعة تلن بمحاصرة شٌراز تمهٌداً

اً المناطك الجنوبٌة الشرلٌة من اٌران وسط لتحرٌرها, لكن الحظ خانه مجدداً, فمصد مجبر

ظروف صعبة للغاٌة, فناصره اشراف وعلماء كرمان الذٌن آزروه وباٌعوه مخلصٌن, فدفعه

ذلن الى ارسال عمه المخلص )عبدهللا خان( الخضاع المدٌنة )كرمان( فباغت المذكور وجنده

-هـ1737ة من الهجوم )عام حماة المدٌنة الذٌن استسلموا بشكل كامل عمب الصولة الثانٌ

شعبان من العام المذكور توج لطف علً خان ملكاً على كرمان, فصكت النمود 1م( فً 1017

وتلٌت الخطب باسمه , ثم شرع الملن الشاب بتحصٌن المدٌنة وتعزٌز جٌشه المإلف من الكورد

ل, وأخٌراً لجؤوا والعرب واالفغان, فباءت محاوالت الماجارٌٌن الهادفة الحتالل كرمان بالفش

الى محاصرتها وتطوٌمها, ولكن دون جدوى اٌضاً, مما اجبر اغا دمحم على اتباع المكر وشراء

الذمم كدأبه المعهود, فوفك فً كسب حراس احد ابراج المدٌنة ولائدهم نجف للً خان الذٌن

ود م(, باب البرج امام جن1011-هـ1731ربٌع االول ) 71فتحوا )عصر الجمعة من ٌوم

العدو الذٌن نفذو منه داخلٌن, فموبلوا بمواجهة مستمٌة من لبل لطف علً خان وجنوده, لكن بعد

فوات االوان, وبعد لتال شدٌد, افلح زعٌم الزند وبعض اتباعه فً كسر الطوق المفروض علٌهم

به م( فً ألصى الجنوب الشرلً من مماطعة كرمان, ومن جدٌد شاء -والهرب باتجاه للعة )بام

طالعه النكد ان ٌكون ضحٌة مكٌدة خبٌثة هنان, حٌث تفرق عنه اعوانه وخاض لوحده لتاالً

بطولٌاً شجاعاً, الى ان سمط بؤٌدي اعدائه متؤثراً بجرحٌن اصٌب بهما خالل تلن المواجهة غٌر

5

ه, المتكافئة, ثم ارسلوه الى خصمه اللدود اغا دمحم المتواجد فً كرمان فسمل عٌنٌه بنفسه لبل لتل

كذلن اللى عمه عبدهللا خان وغٌره نهاٌاتهم المؤساوٌة على أٌدي الماجارٌٌن.

ولم ٌكتف المائد الماجاري السفاح بذلن, بل صب جام حمده االسود على أهل كرمان المناصرٌن

ألفاً من الرجال والشباب الكرمانٌٌن, ولما لدموا له 73للطف علً خان, فامر بؤلتالع عٌون

ب من العٌون الممتلعه وتؤكد من الحساب, أكد للمؤمور المكلف بانجاز تلن المهمة العدد المطلو

ألف زوج( ٌعوزه زوج واحد فمط, لكنت 73المذرة لائالً: وهللا.. لو كان المجموع المطلوب )

التلعت عٌنٌنن! ولٌل أٌضاً, انه التلع عٌنٌه فعالً, الن المجموع كان ٌنمصه زوج واحد فعالً!

أسٌر حرب من اتباع لطف علً خان ابتهاجاً بؤسره, وبناء 133لطاغٌة الوحش بذبح كما أمر ا

هرم من الرإوس الممطوعة فً نفس المكان الذي أسر فٌه, وذلن تخلٌداً لتلن المناسبة العزٌزة

على للبه الحمود المرٌض!

واستمرت كذلن اوعز بهتن اعراض أهل كرمان وسبً فتٌاتهم ونسائهم وتوزٌعهن على جنوده,

موجات االنتمام والتنكٌل الوحشٌة طوٌالً بحك السكان المغلوبٌن على أمرهم, وبانتهاء عهد

الزند, انتملت سلطتهم الى الزمر الماجارٌة التً مهد انتصارها المجال العتالء ساللة تركٌة

االصل عرش اٌران.

وزاته المشبوهة فً عهد جدٌر ذكره ان الحاج ابراهٌم الشٌرازي الخائن واصل مإامراته وتجا

فتح علً شاه الماجاري الذي خلف اغا دمحم عمب موته فؤصبح مع اتباعه مصدر تهدٌد حمٌمً

للشاه الجدٌد الذي كانت نهاٌة لطف علً خان ماثلة امام عٌنٌه, فمضى على شرورهم عبر خطة

مع عٌاله الى محكمة, ثم أمر بسمل عٌنً الحاج ابراهٌم ولطع لسانه السلٌط وأرساله مكبالً

لزوٌن فً الشمال حٌث لضوا نحبهم.