http://www.shamela.ws الشاملة المكتبة بواسطة آليا الملف هذا إعداد تم

الرمضاني : الدرس الكتابالفتحي فايع بن حمزة يزن : أبي تأليف

(1) الرمضاني الدرس هـ1425 دروستأليف

الفتحي فايع بن حمزة يزن أبي ، إليه ونتوب ونستغفره ، ونستعينه نحمده لله الحمد إن

يهده من ، أعمالنا سيئات ومن أنفسنا شرور من بالله ونعود الله وصلى ، له هادي فال يضلل ومن ، له مضل فال الله

: بعد .. أما أجمعين وصحبه آله وعلى محمد نبينا على وسلم ، البصائر وتنبه ، األفئدة تخطف ، جذابة آسرة القصص فإن

. المواعظ وتورث الهمم، وتحفز ، الكريم القرآن من تفيض القصص هذه كانت إذا فكيف

يشع الذي المبين والتنزيل ، حقا ويشف ، وينشرصدقا حسنا. وبيانا هـ(1425) السنة هذه رمضان تخصيص آثرت وغيره ولذلك عبر وتفهمه تدبره ومدرسة ، وحالوته بالقرآن تربطنا بمعان

القرآني( المكتمل )القصص سرد وعظة حسنا وقد ، وجماال عشرة ثالث ألقي أن ، ويسر الله أعان إحدى تناولت درسا

. قرآنية قصة عشرة موعظها ليبلغ واإليجاز التسهيل مسلك إلقائها في فلسكنا. بالمطلب وتظفر ، المقصد وتصيب ، المبلغ

إصدارها عزمت وقد نشرهما) تم سابقين بجزئين إلحاقا ينبغي التي ، القرآني القصص ويحوي الثالث، هو وها ( ،1

عظاتها وكشف ، الناس في نشرها علم كطلبة علينا وتعي ، النفوس وتنشرح ، القلوب لتصلح وأسرارها قدرا

احتوى الذي ربها كتاب من كبيرا وامتزج ، كثيرة قصصا حياتنا في االعتبار وشديد ، األهمية بالغ لها تاريخية بأخبار

. والسلوكية واإلصالحية الدعوية؟! القرآن قصص ( لماذا1)

في المباركة الليالي هذه في ونلتقي نجتمع أن يسرناالرمضانية الدروس وكنا ، المعتادة ، الصيام وأحكام رمضان عن نتحدث سالفا

اإلطار عن للخروج نفسي انشرحت ، السنة هذه وفي شرف هو الذي بالقرآن صلة ذات مواضيع في المألوف. رمضان في كان نزوله حيث ، رمضان مختصر سهل بأسلوب القرآنية القصص هذه نتذاكر فسوف

. والدروس الحكم وإبراز الفائدة إيصال على فيه نحرص ،__________

. الرمضاني الدرس واآلخر اآلذانين بين ( األول1)

(1/1)

وهي القرآن حول هامة لقضية توفقنا مهمة وسيلة وهي الذي الكتاب هذا نتدبر أن نحاول فلعلنا والتأمل( ، )التدبر في إذن فنحن ، شديدة غفلة عنه وغفلت ، األمة أهملته من ونقبس ، عبره ونعيش قصصه نتدبر القرآن مائدة

. مواعظه أهليها على وتربوي إيماني أثر ذات القرآن وقصص

والكذب للدجل مجال فيها حق. ليس قصص ألنها ومتأمليها. الزيادة أو

: منها فوائد ولها القصص أحسن أنها ومعنى لفظا تشرح ، وصياغة وأسلوبا

ذكر عند تعالى الله يقول ما اسمع السمع، وتطرب ، النفس بما القصص أحسن عليك نقص : } نحن السالم عليه يوسف { الغافلين لمن قبله من كنت وإن القرآن هذا إليك أوحينا

[3]يوسف: مآسي يعيش والمؤمن سيما ال والتصبير للتثبيت طريق أنها

تعالى قال وابتالءات سل أنباء من عليك نقص } وكال { فؤادك به نثبت ما الر [ .120: ] هود

في كان } لقد تعالى قال واالعتبار للعظة موطن أنها كان ما األلباب ألولي عبرة قصصهم { يفترى حديثا لعلهم القصص } فاقصص تعالى [ . وقال111: ] يوسف [ .176: { ] األعراف يتفكرون

وإقبال وفهمه القرآن تدبر على تعين القصص هذه ومثل مادة فيه بل ، فحسب وشرائع أحكام هو فليس ، عليه الناس

. المؤثرة القصص كهذه محبوبة إيمان فيها تشاهد وأنت سيما ال اإليمان في يزيد فهمها إن

نصرهم وكيف ، الله بموعود ويقينهم صبرهم وقوة ، األنبياء. أعدائهم على

. الدعوة في والبصيرة الفقه يعلم القصص هذه وقراءة،، السبيل سواء إلى والهادي الموفق والله

البشر أبو السالم عليه آدم ( قصة2)

(1/2)

اآلرض خلق ، الكون خلق أن بعد ، تعالى الله حكمة شاءت فيها وبارك فوقها من رواسي فيها } وجعل ، يومين في

ائلين سواء أيام أربعة في أقواتها فيها وقدر { ] فصلت للس :10. ]

ألجل يجري كل والقمر الشمس وسخر ، السماء وخلق إرادته شاءت ثم ، المكرمون العباد المالئكة خلق ثم ، مسمى

. )آدم( وذريته يخلق أن حكمته واقتضت سينشئ أنه مالئكته فأخبر : آخر خلقا

. األرض في يسعون. مناكبها في ويمشون

. أرجائها في نسلهم وينشر. بينها من فيأكلون

. باطنها من الخيرات ويستخرجون. بعضا بعضهم ويخلق

: كانوا الكرام والمالئكة والطاعة الخضوع غاية في عبادا والنهار الليل } يسبحون واالنهماك : { ] األنبياء يفترون ال

. انقطاع وال ، كلل وال تعب [ . ال20 سيخلق الله أن ، المالئكة فخافت خلقا لتقصير منهم خيرا

. نفوسهم تبرئة إليها فسارعوا إشارة أو عنهم وقع التسبيح على دائبون ونحن غيرنا يخلق : )كيف قائليناسمك(. وتقديس ، بحمدك فيها ما على يختلفوا أن البد ربنا يا تستخلفهم : ومن وقالوا

الغزيرة الدماء ويسفكوا ، فيها فيفسدوا وخيرات منافع من.

ونحن الدماء ويسفك فيها يفسد من فيها أتجعل } قالوا [ .30: { ] البقرة لك ونقدس بحمدك نسبح ما أعلم } إني لهم الله فقال [ .30: { ] البقرة تعلمون ال

فاطمأنت تدركون ال ما استخالفه حكمة من أعرف أييته : } فإذا تعالى الله لهم وقال قلوبهم فيه ونفخت سو

وحي من [ .29: { ] الحجر ساجدين له فقعوا رم أن بعد له بالسجود المالئكة أمر أن المخلوق هذا الله كر

الطين : هو . والحمأ مسنون حمأ من صلصال من سواه

. المصور : هو . والمسنون األسود بالسجود المالئكة فأمر أبى إبليس إال فسجدوا ، إجالال

الكافرين. من وكان واستكبر

(1/3)

لما تسجد أن منعك } ما تعالى الله سأله إبليس أتى ولما [ .75: { ] ص العالين من كنت أم أستكبرت بيدي خلقت آدم من خير أنه فزعم منه وأزكى ، عنصرا أنا } قال جوهرا

نه خير [ .76: { ] ص طين من وخلقته نار من خلقتني م عصيانه على الله فجازاه واستكبر وعاند ، بالمعصية فجهر يوم إلى اللعنة عليك وإن رجيم فإنك منها } فاخرج بقوله [ .35 - 34: { ] الحجر الدين

. المطرود ، المبعد ، : الملعون والرجيم الله فجعله مطرودا . القيامة يوم إلى ملعونا

وأن الدين يوم إلى يمهله أن الله سأل ذلك بعد إبليس إن ثم طلب لما الله . فأجابه يبعثون يوم إلى الحياة في له يمد

{ المعلوم الوقت يوم إلى المنظرين من فإنك } قال [ .38 - 37: ] الحجر

، فضله على الله يشكر لم ، وطلبه سؤاله الله استجاب لما. والنكران بالجحود وفضله بالكفران نعمته قابل بل

صراطك لهم ألقعدن أغويتني فبما : } قال وقالن آلتينهم . } ثم لهم [. يترصد16{ ]األعراف: المستقيم م

شمائلهم وعن أيمانهم وعن خلفهم ومن أيديهم بين وال [ .17: { ] األعراف شاكرين أكثرهم تجد

. والترصد القعود وهذا المكر هذا تأمل : له وقال ، أمله في له ومد ، رحمته من إبليس الله طرد الذي الشر طريق في وسر ، اخترته الذي لسبيلك امض وأجلب بصوتك منهم استطعت من . } واستفزز أردته

وعدهم واألوالد األموال في وشاركهم ورجلك بخيلك عليهم[.64: { ] اإلسراء

(1/4)

فلن ، البعيدة باألماني ومنهم ، الكاذبة بالمواعيد عدهم أي أهل من عزيمته وقويت ، عقيدته صحت من وبين بينك أخلي

42: { ] الحجر سلطان عليهم لك ليس عبادي } إن اإليمان

وممن منك جهنم : } ألمألن قال كما وأتباعك أحبابك [ . أما [ .85: { ] ص أجمعين منهم تبعك

وزاده ، علمه من عليه أفاض بأن آدم أكرم الله إن ثم نورا المالئكة على عرضهم ثم كلها األسماء آدم } وعلم وبصيرة

سبحانك قالوا صادقين كنتم إن هؤالء بأسماء أنبئوني فقال لنا علم ال آدم يا قال الحكيم العليم أنت إنك علمتنا ما إال

ا بأسمائهم أنبئهم لكم أقل ألم قال بأسمائهم أنبأهم فلمموات غيب أعلم إني كنتم وما تبدون ما وأعلم واألرض الس

[ .33 - 31: { ] البقرة تكتمون ، خلقه سر وأدركوا ، وفضله آدم شرف حينئذ المالئكة فإن

. استخالفه حكمة لهم وظهرت يتمتعان الجنة وأسكنهما وزوجه آدم أكرم تعالى الله إن ثم

. معينها من ويرشفان ، رغدها من وينهالن ، بنعيمها شئتما حيث من فكال الجنة وزوجك أنت } اسكن تعالى قالجرة هذه تقربا وال : { ] األعراف الظالمين من فتكونا الش19. ]

الله وذكر لك : } إن الجنة صفة من شيئا فيها تجوع أال وال وأنك تعرى ال فيها تظمأ [ .199 - 118: { ] طه تضحى وال

(1/5)

ذلك وآلم ، طويلة فترة ، الجنة بنعيم وزوجه آدم استمتع من مطرود وهو ، آدم ينعم أن عليه اللعين( وعز )إبليس

في وكلمهما ، الجنة من .. ودنا جنته عن مبعد ، الله رحمةجرة هذه عن ربكما نهاكما ما } وقال وخفاء سر الش أن إال

[ . فلم20: { ] األعراف الخالدين من تكونا أو ملكين تكونا لمن لكما إني } وقاسمهما المحاوالت تكرار مع ، له يصغيا

ولن ، أضركما لن أنا [ . بمعنى21: { ] األعراف الناصحين فبدت منها } فأكال .. فاغراهما ومشفق ناصح إنما ، أوذيكما

{ الجنة ورق من عليهما يخصفان وطفقا سوءاتهما لهما تلكما عن أنهكما ألم ربهما [ . } وناداهما121: ] طه

جرة يطان إن لكما وأقل الش بين عدو لكما الش ربنا قاال م من لنكونن وترحمنا لنا تغفر لم وإن أنفسنا ظلمنا

[ .23 - 22: { ] األعراف الخاسرين: القصة هذه فوائد ومن

. المالئكة على آدم فضل. العلم شرف. وذريته آلدم إبليس عداوة

. إبليس صفات من وأنها ، والحسد الكبر خصلة ذم. تعالى لله الكالم صفة إثبات

لم إذا عقله واتهام ، الله ألمر التسليم العبد على الواجب إن. الحكمة له تظهر. وحبائله الشيطان من الحذر

. ذلك قبل من خير التوبة بعد آدم حال إن. الحياة هذه في اإلنسان ابتالء. إليه وأناب تاب لما آدم عن وعفوه الله رحمة سعة

آدم ابني ( خبر3) ، ورحمة مودة بينهما وجعل ، األرض وحواء آدم الله أهبط في االستخالف من الله رسالة ليؤديا ، لألرض نزولهما وكان

تدركها ال قد عظيمة ومقاصد آلهية حكم ولتظهر ، األرض. عقولنا

: ذلك ومن. األرض عمارة. االمتحان في الله سنة ظهور. الله يعبدون وصالحين مؤمنين ظهور

(1/6)

تمأل التي والذرية األبناء لرؤية مشتاقين وزوجه آدم كان لقد معرفة من ذلك أسباب لهم تعالى الله فهيأ ، الحياة عليهم. اإلنجاب أسباب

وشب ، وأخته وهابيل ، وأخته )توأمين( قابيل الله فرزقهما ، النساء حال إلى البنتان ومالت ، األبوين رعاية في األخوة األرض في يضربان الولدان وانبعث وابتغاء ، للرزق كسبا

برعي اشتغل وهابيل المزارعين من قابيل فكان ، للخير. الغنم

آدم حياة الشابان مأل واكتمال وشبا ، وسعادة ونصرة نورا. الرجال مبلغ وبلغا

يحصل ، الحياة في الله سنة وهي النكاح إلى بالحاجة وأحسا قال . كما واالطمئان والسكن ، الشهوة وكسر ، النسل بها

ن لكم خلق أن آياته : } ومن تعالى أزواجا أنفسكم مودة بينكم وجعل إليها لتسكنوا آليات ذلك في إن ورحمة م

{ يتفكرون لقوم [ .21: ] الروم , أخيه بتوأم بنيه من فتى كل يزوج أن ، آدم إلى الله فأوحى

وثار ، بذلك هابيل نفس فطابت ، بذلك أبناءه آدم وكلم

. أخيه تؤأم جمال لقلة ، الحكم هذا على قابيل ذلك أن آدم فرأى ، توأمته يزوجه أن أبيه من وتمنى مخالفا

به يحل ، لحل صدره الله شرح ثم ، واغتم فتهمم الله ألمر منهما واحد كل يقرب أن ولديه من فطلب المشكلة هذه

. الله )قربانا( إلى عليهم : } واتل كتابه في الله قصه ما وهو آدم ابني نبأ

با إذ بالحق قر اآلخر من يتقبل ولم أحدهما من فتقبل قربانا [ .27: { ] المائدة

(1/7)

. الفتاة بتلك أحق كان قربانه الله يقبل من : أن الحكم وكان هابيل فقدم قابيل وقدم أنعام من حمال ، زراعته من قمحا

تعالى الله فأرسل قابيل دون هابيل قربان فأكلت نارا قال ألقتلنك : } قال له وقال ، ألخيه الحقد واظهر فغضب

ساءه [ . ثم27: { ] المائدة المتقين من الله يتقبل إنما. قتله حتى له يترصد فكان بالقتل وتوعده ، ذلك

: روايات وفيها. بحديدة نحره قيل

. بصخرة رأسه فشدج ، غنمه يرعى نائم وهو عليه أتى وقيل. ذلك إبليس علمه وقيل

مسعود ابن عن الصحيحين في جاء نفس تقتل : )ال مرفوعا كان ألنه ، دمها من كفل األول آدم ابن على كان إال ، ظلماالقتل( . سن من أول؟! يصنع ما يدري ما ، بالعراء تركه ، أخاه قابيل قتل ولما

، صاحبه أحدهما فقتل ، أمامه فاقتتال غرابين له الله فبعث أن أعجزت ويلتى يا : } قال فقال عليه حثى ثم ، له فحفر من فأصبح أخي سوءة فأواري الغراب هذا مثل أكون

[ .31: { ] المائدة النادمين سنين مكث آدم أن ويذكر من أتاه أن إلى ، هابيل على حزينا

. أضحكك وباركك( أي الله )حياك الله: قال أنه ويروىعليها ومن البالد تغيرتقبيح مغبر األرض فلونوطعم لون ذي كل تغيرالمليح الوجه بشاشة وقل

: فأجيبجميعا قتال قد هابيل أبا

الذبيح بالميت الحي وصارمنه كان قد بشره وجاءبصبيح بها فجاء خوف على ساقه علقت أن بالعقوبة عوجل القاتل : أن كثير ابن وذكر

، دارت حيث الشمس إلى وجهه الله وجعل ، قتله يوم بفخذه له عقوبة . وتنكيال

(1/8)

ه إسرائيل بني على كتبنا ذلك أجل : } من تعالى قال ثم أن قتل من قتل فكأنما األرض في فساد أو نفس بغير نفسا

الناس الناس أحيا فكأنما أحياها ومن جميعا ولقد جميعا إن ثم بالبينات رسلنا جاءتهم األرض في ذلك بعد منهم كثيرا

[ .32: { ] المائدة لمسرفون: فوائد فيها القصة وهذه

. المتقين من يتقبل إنما الله وأن ، التقوى فضيلة. هابيل صنع كما ، الله ألمر االنصياع فضيلة

. صاحبها على وقبحها ، المعصية شؤم. به البلوى وعظم ، القتل حرمة

. بها عمل من ووزر وزرها عليه فكان سنة سن من أن. والبالء االمتحان إثبات

. وأخالقهم الناس طبائع اختالف،، السبيل سواء إلى والهادي الموفق والله

السالم عليه نوح ( قصة4) . األرض أهل إلى رسول أول هو

وأكثرهم . قومه في مكثا. اآليات أضخم من آياته أنيته } وجعلنا الثاني األنبياء أبو : { ] الصافات الباقين هم ذر77. ]

. الرسل من العزم أولي أول ، األرض أهل إلى ورسول داعية أول هو السالم عليه نوح

قال كما التوحيد على قرون عشرة كانوا آدم عقب والناسة الناس : } كان تعالى رين النبيين الله فبعث واحدة أم مبش

[ .213: { ] البقرة ومنذرين ، ظهورها وسبب األصنام ظهرت ثم ، اإلسالم على فكانوا

ثمة أن ماتوا لما صالحين قوما } ودا وال سواعا يغوث وال ويعوق ، مساجد قبورهم على [ بنوا23: { ] نوح ونسرا

لهم وصوروا . بحالهم ويتشبهوا يتذكروهم حتى صورا

(1/9)

جعلوا ، الزمان بهم طال فلما فلما ، الصور تلك على أجسادا تلك بأسماء وسموها ، األصنام تلك عبدوا المدة بهم طالت

تعالى الله بعث األمر تفاقم فلما ، الصالحين عليه نوحا أرسلنا : } لقد موضع في تعالى قال ، السالم إلى نوحا

ن لكم ما الله اعبدوا قوم يا فقال قومه إني غيره إله م قال عظيم يوم عذاب عليكم أخاف لنراك إنا قومه من المأل

بين ضالل في رسول ولكني ضاللة بي ليس قوم يا قال مب من من وأعلم لكم وأنصح ربي رساالت أبلغكم العالمين ر ما الله بكم من ذكر جاءكم أن عجبتم أو تعلمون ال على ر

نكم رجل { ] األعراف: ترحمون ولعلكم ولتتقوا لينذركم م59 - 63.] الله بعذاب وتذكيرهم ، بالتوحيد الدعوة السالم عليه نوح بدأ

)بالضالل مباشرة واألشراف( رموه )السادة المأل ولكن ،. الظاهر المبين( يعني

، الكالم عاود بل السالم عليه نوح ييئس لم ذلك ومع. المجادلة أشد وجادلهم ، وحاورهم

جادلتنا قد نوح يا } قالوا عنهم تعالى الله ذلك عن وأخبرادقين من كنت إن تعدنا بما فأتنا جدالنا فأكثرت { ] هود الص

:32. ] قومي دعوت إني رب } قال باسمه المسماة السورة وفي ليال دعائي يزدهم فلم ونهارا إال دعوتهم كلما وإني فرارا

ثيابهم واستغشوا آذانهم في أصابعهم جعلوا لهم لتغفروا واستكبروا وأصر دعوتهم إني ثم استكبارا إني ثم جهارا لهم وأسررت لهم أعلنت [ .9 - 5: { ] نوح إسرارا

(1/10)

أوقاتهم يتلمس ، والنهار بالليل : دعوة بذله الذي الجهد. فرارا إال اإلبالغ وال الدعوة تزدهم لم ، ذلك ومع: يلي بما قابلوه وكرر دعوتهم في زاد وإذا

. يسمعوا لئال : سدوها آذانهم في أصابعهم جعلوا. يعرفهم لئال له : تنكروا ثيابهم واستغشوا

وا . والعناد الكفر على : استمروا وأصر واستكبروا . الحق سماع عن : استنكفوا استكبارا

: } فقلت المؤثرة الجميلة مواعظه بعض الله ذكر ثم

ه ربكم استغفروا كان إن ارا ماء يرسل غف عليكم الس مدرارا لكم ويجعل جنات لكم ويجعل وبنين بأموال ويمددكم أنهارا

لله ترجون ال لكم ما خلقكم وقد وقارا كيف تروا ألم أطوارا سماوات سبع الله خلق فيهن القمر وجعل طباقا نورا

مس وجعل الش األرض من أنبتكم والله سراجا ثم نباتا ويخرجكم فيها يعيدكم األرض لكم جعل والله إخراجا بساطا

منها لتسلكوا سبال [ .20 - 10: { ] نوح فجاجا وتسلكوا ، عليها لتستقروا مجهزة مبسوطة لكم خلقها الله وجود على والبراهين األدلة هذه . ومع وأرجائها نواحيها في. وكذبوا كفروا الله

وولده ماله يزده لم من واتبعوا عصوني إنهم رب نوح } قال إال ومكروا خسارا مكرا تذرن وال آلهتكم تذرن ال وقالوا كبارا وال ودا ويعوق يغوث وال سواعا أضلوا وقد ونسرا وال كثيرا الظالمين تزد إال [ .24 – 21: { ] نوح ضالال

(1/11)

: له عنادهم من وكان قومه في المدة به طالت ذلك ومع نراك } ما إال اتبعك نراك وما مثلنا بشرا أراذلنا هم الذين إالأي بادي { كاذبين نظنكم بل فضل من علينا لكم نرى وما الر

: له [ . قالوا27: ] هود. بشر أنت

. منا أفضل لستم بمعنى الناس أراذل أتباعك. كاذبة ومعتقداتكم

رحمة وآتاني ربي من بينة على كنت إن أرأيتم قوم يا } قاليت عنده من { كارهون لها وأنتم أنلزمكموها عليكم فعم

، النبوة هي ورحمة ، يقين على أنا [ . أي28: ] هود. عليها أكرهكم لن اني ، بها أنلزمكومها ، عليكم وخففت

يقصد ال أنه بين ثم وال ماال عليه أسألكم ال قوم } ويا جاها أجري إن ماال إنهم آمنوا الذين بطارد أنا وما الله على إال

أراكم ولكني ربهم مالقو ينصرني من قوم ويا تجهلون قومارون أفال طردتهم إن الله من خزائن عندي لكم أقول وال تذك للذين أقول وال ملك إني أقول وال الغيب أعلم وال الله

الله يؤتيهم لن أعينكم تزدري في بما أعلم الله خيرا إني أنفسهم [ .31 - 29: { ] هود الظالمين لمن إذا

(1/12)

ذرعا به وضاقوا ، دعوته وكرهوا ، منه ملوا ذلك بعد ثم إن تعدنا بما فأتنا جدالنا فأكثرت جادلتنا قد نوح يا } قالوا

ادقين من كنت أنتم وما شاء إن الله به يأتيكم إنما قال الص كان إن لكم أنصح أن أردت إن نصحي ينفعكم وال بمعجزين

– 32: { ] هود ترجعون وإليه ربكم هو يغويكم أن يريد الله34. ]

بقوتكم وال ، تعجزوه ولن ، الله أمر إليكم : سيصل المعنى. بجاهكم وال بكفركم وال قومك من يؤمن : } لن له قال الله إن ثم فال آمن قد من إال

وال ووحينا بأعيننا الفلك واصنع يفعلون كانوا بما تبتئس{ مغرقون إنهم ظلموا الذين في تخاطبني

بصنع وابدأ ، نوح يا قليل سيؤمن من [ . أي37 - 36: ] هود. وعلمنا منا بمرأى الفلك

. شديدة سخرية منه سخروا السفينة في العمل بدأ لما نبي أنك تزعم اليوم قبل كنت قد نوح يا : )إنك قالوا

اليوم أصبحت فكيف ، ورسول أم ، النبوة في أزهدت ، نجاراالتجارة( !! في رغبت ! واألنهار البحار عن تصنعها سفينتك بال )ما آخرون وقال

حملها(. الهواء كلفت أم ، لجرها النيران أأعددت ألواحها يجمع السفينة في الدائم لعمله وانصرف

ألواح ذات على } وحملناه تعالى قال كما ، ومساميرهاالمسمار. وهو دسار جمع [ . والدسر13{ ] القمر: ودسر وعيون ، السماء أبواب تفتحت منهم الساعة حانت فلما

قلنا التنور وفار أمرنا جاء إذا } حتى المنهمر بالماء األرض وأهلك اثنين زوجين كل من فيها احمل عليه سبق من إال معه آمن وما آمن ومن القول [ .40: { ] هود قليل إال

(1/13)

فانتصر مغلوب أني ربه : } فدعا قال آخر موضع وفيماء أبواب ففتحنا رنا منهمر بماء الس األرض وفج عيونا ألواح ذات على وحملناه قدر قد أمر على الماء فالتقى

آية تركناها ولقد كفر كان لمن جزاء بأعيننا تجري ودسر [16 - 10: { ] القمر ونذر عذابي كان فكيف مدكر من فهل

. ، النار موضع فيه بما كلها األرض عيون { أي التنور } وفار

. غريب وهذا ، بالهند موضع وقيل ربي إن ومرساها مجراها الله باسم فيها اركبوا } وقال

نوح ونادى كالجبال موج في بهم تجري وهي رحيم لغفور الكافرين مع تكن وال معنا اركب بني يا معزل في وكان ابنه اليوم عاصم ال قال الماء من يعصمني جبل إلى سآوي قال الله أمر من من فكان الموج بينهما وحال رحم من إال

وغيض أقلعي وياسماء ماءك ابلعي أرض يا وقيل المغرقين وقيل الجودي على واستوت األمر وقضي الماء للقوم بعدا

[ .44 – 41: { ] هود الظالمين: فوائد .. وفيها نوح قصة ملخص هذا

. الطويل نوح صبر. الدعوة أساليب تنوع

. بالنتائج االهتمام دون بالدعوة القيام. واآليات الله وجود على البراهين واستعراض مجادلة حسن

. الرسل أتباع الضعفاء إن. الباقين هم ذريته وأن نوح فضل. للمؤمنين الله رعاية بيان

. الكافرين الظالمين على الدائرة أن لحكه معقب وال ، ألمره راد ال وأنه ، العظيمة الله قدرة بيان

.السالم عليه هود ( قصة5)

(1/14)

مكان في كانوا )عاد( وقد قومه إلى تعالى الله أرسل ، عيش أطيب في كانوا وقد ، )األحقاف( باليمن يسمى

الله حباهم ، حياة وأحسن ، العيون فجروا ، غزيرة نعما. القصور وشادوا ، األرض وزرعوا كان ، األبدان في وقوة ، األجسام في بسطة الله وآتاهم

. وواهبها منعمها إلى وااللتفات الشكر ذلك حق بزعمهم ، األصنام عبادة الشيطان لهم زين ، لألسف ولكن

بسطها التي والنعم الله حق ونسوا ، الله إلى تقربهم أنها. عليهم

: بصفات اتصفوا وقد. وقوتها األجسام طول من غاية في كانوا. شديد بطش أصحاب كانوا. باهرة ومساكن وفيرة أرزاقهم كانت إذ المرسلين عاد } كذبت الشعراء سورة في يظهر وهذا فاتقوا أمين رسول لكم إني تتقون أال هود أخوهم لهم قال أجري إن أجر من عليه أسألكم وما وأطيعون الله على إال

مصانع وتتخذون تعبثون آية ريع بكل أتبنون العالمين رب الله فاتقوا جبارين بطشتم بطشتم وإذا تخلدون لعلكم

بأنعام أمدكم تعلمون بما أمدكم الذي واتقوا وأطيعون{ عظيم يوم عذاب عليكم أخاف إني وعيون وجنات وبنين

[ .135 - 123: ] الشعراء فهم ، السالم عليه هود حملها التي النصيحة هذه فتأمل ، ورخاء نعمة ، العيش من بلهنية في كانوا ، وقوة وعزا

والبنيان بالعمران ويتفاخرون ، وأبناء ومال ، وأنهار وجنات.

عند المحكم المرتفع : البنيان { الريع ريع بكل } أتبنون يفعلونه المشهورة الطرق وليس والزهو للقوة إظهارا. للحاجة

: مفاسد فيه البناء هذا أن هود فحذرهم. للوقت تضييع فيه

. فائدة بال للبدن وإتعاب. للمال إضاعة

. اآلخرة في وال الدنيا في يجدي ال بما اشتغال

(1/15)

{ وصية وأطيعون الله } فاتقوا الله بتقوى ذكرهم ثم. األنبياء من تكن لم أم أوعظت علينا سواء } قالوا ردهم كان فماذا

، تنصح لم أو : نصحت [ يعني136: { ]الشعراء الواعظين األجداد وطريقة ، اآلباء شريعة نترك لن ، تذكر لم أم ذكرت هذا } إن نحن ما [ يعني137: { ]الشعراء األولين خلق إال محال هذا ، نهجره كيف ، نتركه كيف ، األولين دين هو عليه؟!!

عذاب من تزعمه [ ما138: { ]الشعراء بمعذبين نحن } وما ثمة وال ، معاد وال بعث يوجد ال ، له حقيقة ال ، علينا تخافه. الكاذبين من إنت يعني ، عذاب هناك

ما الله } اعبدوا والتوحيد الله إلى : دعاهم آخر موضع في من كفروا الذين المأل قال تتقون أفال غيره إله من لكم

{ الكاذبين من لنظنك وإنا سفاهة في لنراك إنا قومه طائش ، سفيه : أنت هود يا [ . يعني66 - 65: ]األعراف

ميزتك . ما آباءنا عليه وجدنا ما وتعيب ، عبادتنا تسفه الحلم أختصك فكيف ، تشرب كما ونشرب ، تأكل كما نأكل ، علينا. الكاذبين من إال نظنك ما ، علينا وآثرك الله

، رأي حماقة وال ، عقل سفاهة بي ليس قوم : يا هود قال فيكم عشت ولقد الغريب وما ، شيئا علي أنكرتم فما دهرا

الله يختص أن . دعوته ويحمل ، برسالته قومه من واحدا رسول ولكني سفاهة بي ليس قوم يا : } قال تعالى قال أمين ناصح لكم وأنا ربي رساالت أبلغكم العالمين رب من

لينذركم منكم رجل على ربكم من ذكر جاءكم أن أوعجبتم الخلق في وزادكم نوح قوم بعد من خلفاء جعلكم إذ واذكروا -67: { ]األعراف تفلحون لعلكم الله آالء فاذكروا بسطة

69. ]

(1/16)

به وآمنوا ، الله نعم تذكروا فيقول ، عليهم النعم هي واآلالء يرسل إليه توبوا ثم ربكم استغفروا قوم } ويا واستغفروه

ماء عليكم الس ة ويزدكم مدرارا تكم إلى قو تتولوا وال قو كالمجرمين تصيروا ال [ . أي52: { ]هود مجرمين

. وتكذيبكم بإعراضكم ، بسوء أصابك قد آلهتنا بعض أن شك : ال قائلين عليه ردوا

.. كما له حقيقة ال بما تهذي فأصبحت عقلك، في فأصبت نقول } إن تعالى قال : { ]هود بسوء آلهتنا بعض اعتراك إال54. ] من وتبرأ ، الله بعذاب وذكرهم ، وكرر النصيحة في هود زاد

ا بريء أني واشهدوا الله أشهد إني } قال شركهم مم فكيدوني دونه من تشركون توكلت إني تنظرون ال ثم جميعا

دابة من ما وربكم ربي الله على ربي إن بناصيتها آخذ هو إال تحت دابة كل [ . أي56 - 54: { ]هود مستقيم صراط على

. وسلطانه وقهره حكمه بل ، هود ينقطع ولم وعنادهم كفرهم ازداد ذلك وبعد

إليهم يصل لن العذاب وأن وبطشهم بقوتهم تعاظمواة منا أشد من } وقالوا [ . غرتهم15: { ]فصلت قو الله قوة إليها يصل ال أنه ، المنيعة والقوة الضخمة األجسام

. وعاند وأبى وكفر ظلم عن وبطشه ومكره ، ، السالم عليه هود إليهم وأعذر ، الحجة عليهم قامت فعندها

ادقين من كنت إن تعدنا بما } فأتنا بقولهم كفرهم وزاد الص وقع قد } قال بأنفسهم العذاب [ . سألوا70: { ]األعراف

[ .71: { ]األعراف وغضب رجس ربكم من عليكم )سحاب عن عبارة وهي العذاب أمارة جاءتهم وبالفعل

ألنهم ، وفرحوا له فاستشرفوا ، السماء أسود( يعترض. األمطار من ممحلين كانوا

(1/17)

ا تعالى قال رأوه } فلم هذا قالوا أوديتهم مستقبل عارضا أليم عذاب فيها ريح به استعجلتم ما هو بل ممطرنا عارض

ر يرى ال فأصبحوا ربها بأمر شيء كل تدم كذلك مساكنهم إال[ .25 - 24: { ]األحقاف المجرمين القوم نجزي

مكان إلى بها وتقذف دوابهم تحمل الريح هذه شاهدوا ثم وهرعوا الهلع وأصابهم ، سحيق يغلقونها بيوتهم إلى سراعا باردة كانت الريح ولكن ، سينجون أنهم يظنون ، عليهم. يوصف ال عظيم .. شيء شديدة

ا تعالى قال رها عاتية صرصر بريح فأهلكوا عاد : } وأم سخ أيام وثمانية ليال سبع عليهم فيها القوم فترى حسوما { باقية من لهم ترى فهل خاوية نخل أعجاز كأنهم صرعى[ .8 - 6: ]الحاقة…. رحمة : بال عاتية………. : باردة صرصر. : بالية خاوية……. متعاقبات : كوامل حسوما

عليهم } فأرسلنا أخرى آية وفي ريحا أيام في صرصرا ولعذاب الدنيا الحياة في الخزي عذاب لنذيقهم نحسات الريح [ جعلت16{ ]فصلت: ينصرون ال وهم أخزى اآلخرة على تلقيه ثم ، فترفعه منهم الضخم الرجل تحمل ، العاتية

بال سقطت إذا كالنخلة ، الهامدة كالجثة فيصبح ، رأسه أم : { ]الحاقة خاوية نخل أعجاز : } كأنهم قال كما ، أغصان

تذر } ما [ ،20: { ]القمر منقعر نخل أعجاز } كأنهم [ ،7 عليه أتت شيء من ميم جعلته إال [ .42: { ]الذاريات كالر في واختبئوا المؤمنين من أصحابه إليه أوى فقد هود أما

يصيبهم ال لكن ، يشاهدونها حولهم والريح ، آمن مكان. النحسات األيام بعد هدأت أن إلى ، ضررها

(1/18)

. السالم عليه مات وهناك حضرموت إلى هود انتقل ثم: ودروسها القصة فوائد

. قومه على السالم عليه هود شفقة. للمؤمنين الله رعاية بيان

. الظالمين المكذبين في الله سنة ظهور. األرض في والفساد الظلم بأهل الله بطش عظم. بالهواء عذبهم إذ الكاذبين هوان

. والحرب بالعداوة الله يبارزون إذ البشر حقارة. وتجبروا الظلمة طغا مهما للمتقين العاقبة إن

. دعوتهم وكثرة قومه على هود صبر نبينا على وسلم الله وصلى الموجزة الفوائد بهذه ونكتفي

،، محمدالسالم عليه صالح ( قصة6)

من كانت ، العربية ثمود أمة إلى الله أرسله عربي نبي وهو. السالم عليه إبراهيم قبل العاربة العرب

)الحجر( ، وتسمى والشام الحجاز بين مشهورة ومساكنهم المرسلين الحجر أصحاب كذب } ولقد القرآن في قال كما

[ .81 - 80{ ]الحجر: معرضين عنها فكانوا آياتنا وآتيناهم وتعرف عليه الله صلى بها مر وقد ، صالح بمدائن حاليا

كان لما والسالم على تدخلوا : )ال وقال تبوك إلى غاديا نزل قد النبي المعذبين( وكان هؤالء فدخل دارهم من قريبا

نصبوا حيث وطبخوا ، مياههم واستعملوا ، ديارهم الصحابة بإراقتها وسلم عليه الله صلى الله رسول فأمرهم القدور. المعذبين ديار دخول عن ونهاهم

، األمم من أمة ألية العذاب أماكن دخول يجوز ال كذلك وهو )ال وسلم عليه الله صلى . قال واالعتبار العظة باب من إال

لم فإن باكين تكونوا أن إال المعذبين هؤالء على تدخولأصابهم( . ما يصيبكم ال فتباكوا باكين تكونوا

تعالى الله اصطفى ، الدعوة بهذه وآثره ، صومه على صالحا غيره إله من لكم ما الله } اعبدوا األنبياء كعادة الدعوة فبدأ

على كانوا ألنهم ، التوحيد إلى [ . دعاهم73: { ]األعراف وال تنفع وال تغني ال التي األصنام عبادة في سبقهم من آثار. تضر

(1/19)

سورة في تعالى الله ذكره ما لهم صالح مواعظ من كانأكم عاد بعد من خلفاء جعلكم إذ : } واذكروا األعراف وبو

سهولها من تتخذون األرض في الجبال وتنحتون قصورا { مفسدين األرض في تعثوا وال الله آالء فاذكروا بيوتا

اعبدوا قوم يا : } قال آخر موضع [ . وفي74: ]األعراف واستعمركم األرض من أنشأكم هو غيره إله من لكم ما الله

{ ]هود: مجيب قريب ربي إن إليه توبوا ثم فاستغفروه فيها61.]

: أمور شملت الموعظتان فهذتان. األصنام ونبذ ، التوحيد إلى الدعوة

. لهم الله بخلق تذكيرهم. فيها وبوأهم األرض في استعمارهم

. عاد بعد خلفاء جعلهم. القصور تشييدخر جابوا الذين } وثمود قال كما الجبال من البيوت نحت الص

} وتنحتون وقال ، ويحرقوه [ . ينحتونه9{ ]الفجر: بالواد الجبال من [ . وقال149: { ]الشعراء فارهين بيوتا

الجبال من ينحتون } وكانوا [ .82{ ]الحجر: آمنين بيوتا. بينهما منافاة وال شرهين وقيل : حاذقين فارهين معنى

، الله بآالء ويذكرهم ينصحهم السالم عليه صالح يزل ولم جنات في آمنين هاهنا ما في : } أتتركون لهم قال فقد

الجبال من وتنحتون هضيم طلعها ونخل وزروع وعيون بيوتا المسرفين أمر تطيعوا وال وأطيعون الله فاتقوا فارهين

-146: { ]الشعراء يصلحون وال األرض في يفسدون الذين152. ]؟! المفسدون هؤالء من

(1/20)

والصد والكفر الكذب عادتهم من ، والكبراء الرؤساء إنهم دعاهم ما أول من ألنهم هؤالء من يحذرهم فهو ، والعناد

رين من أنت إنما : } قالوا قالوا [ .185{ ]الشعراء: المسح. بصيرة وال لهم عقل ال المسحورين أي

الله يصطفيك فكيف لهم المماثلة بالبشرية وصفوه وأيضا أنت } ما دليل وال آية بال علينا إن بآية فأت مثلنا بشر إالادقين من كنت الذكر [ . } أؤلقي154{ ]الشعراء: الص سيعلمون أشر كذاب هو بل بيننا من عليه الكذاب من غدا

{ ]القمر األشر25-26. ]

عليه اقترحوا ، ويكرر يدعو وهو وبينهم بينه الحوار اشتد لما . يعرفونها عندهم صخرة عشراء( من )ناقة لهم يخرج أن

الصخرة فانشقت الله ودعا وصلى ، السالم عليه صالح فقام . أكثرهم وكفر ، بعضهم فآمن ، فانبهروا عشراء ناقة عن

معلوم يوم شرب ولكم شرب لها ناقة هذه : } قال فقال

وها وال : { ]الشعراء عظيم يوم عذاب فيأخذكم بسوء تمس155 - 156. ] الله ناقة هذه ربكم من بينة جاءتكم } قد آخر موضع وفيوها وال الله أرض في تأكل فذروها آية لكم بسوء تمس

[ .73: { ]األعراف أليم عذاب فيأخذكم فذروها آية لكم الله ناقة هذه قوم } ويا آخرى آية وفيوها وال الله أرض في تأكل قريب عذاب فيأخذكم بسوء تمس

[ .64: { ]هود عظيمة كانت وقد الله ناقة ، الناقة هذه أن لهم فبين

. منها نفرت بأنغامهم مرت إذا ، الشكل جميلة ، الجسم: تجاهها أوامر وأعطاهم

تشرب وأنتم ، يوما تنتفعون لها الذي اليوم وفي ، يوما شرب كل بينهم قسمة الماء أن } ونبئهم ولبنها بحلبها

[ .28: { ]القمر محتضر

(1/21)

وها } وال بسوء تمسوها وال وأذيتها إياكم بسوء تمس[ .73: { ]األعراف أليم عذاب فيأخذكم

{ الله أرض في تأكل } فذروها شاءت كما تأكل ذروها[ .73: ]األعراف

ثم ، يوم ولهم ، يوم لها الحال هذا على مدة الناقة ظلت: ربما الحال هذا من تضايقوا إنهم. الماء في ضايقتهم ألنها

. الناقة بسبب إليه الناس النجذاب أو. عليهم حجته وظهور صالح على وحقد حسد ومن

صالح مع يصنعون ماذا ، النظر ويمعنون ، يفكرون فبدأوا قتل إلى تؤزهم الشريرة نفوسهم وكانت ، العجيبة وآيته

. لهم صالح وعيد يتذكرون يتخوفون ثم ، فيحاولون ، الناقة ، بالناقة الفتك من الكبار السادة يريد بما النساء وعلمت

بن )قدار يدعي لرجل إحداهن فقالت ، صالح دعوة وتحطيم تسأله وال ، بناتها إحدى زوجته الناقة قتل هو سالف( إن

. نواة وال ماال ، يؤازرهم عمن وبحثوا ، وقدار المرأة هذه فتآمرت

: بقوله الله عناهم من وهم آخرون سبعة لهم فاستجاب وال األرض في يفسدون رهط تسعة المدينة في } وكان

[ .48: { ]النمل يصلحون ومن ، الناقة قتل على وتشاوروا ، تآمروا المفسدون هؤالء

تقاسموا } قالوا تعالى . قال السالم عليه صالح قتل ثم وإنا أهله مهلك شهدنا ما لوليه لنقولن ثم وأهله لنبيتنه بالله

ومكروا لصادقون ومكرنا مكرا فانظر يشعرون ال وهم مكرارناهم أنا مكرهم عاقبة كان كيف { أجمعين وقومهم دم

[ .51 - 49: ]النمل المتولي وكان ، صالح قتل على وتبايعوا تحالفوا فهؤالء قال كما سالف(، بن )قدار وهو وأشقاهم أخيبهم لقتلها

[.29{ ]القمر: فعقر فتعاطى صاحبهم تعالى: } فنادوا [ .12: { ] الشمس أشقاها انبعث : } إذ تعالى وقال

(1/22)

يسألهم القرية أهل على طاف حتى يباشر لم : إنه ويقال : { ] الشمس فعقروها } فكذبوه عليه أشاروا فكلهم

14. ] الماء من شربت بعدما الناقة ورصدوا التسعة فانطلق ضربها ثم ، مهرب( بسهم بن )مصدع اسمه رجل فرماها

لبتها في طعنها ثم ، فسقطت عرقوبها في بالسيف فدار اختفى بل وقيل ، قتلوه إنهم ويقال فصيلها وفر ، ونحرها

. صخرة في ثالثة داركم في : } تمتعوا فقال ، اآلثيم بفعلهم صالح علم : نذهب [ . وقالوا65: { ] هود مكذوب غير وعد ذلك أيام

كان إن ، صالح نقتل كان وإن ، قبلنا عجلناه صادقا كاذبا : } ومكروا بقوله الله عناه ما وهو ، بناقته ألحقناه مكرا ومكرنا [ .50: { ] النمل يشعرون ال وهم مكرا

فرضختهم حجارة عليهم الله فسلط ، صالح لقتل فانطلقوا ثم – احمرت ثم – اصفرت وجوههم إن ثم وماتوا خرصتهم ، السماء من صيحة : جاءتهم الثالث اليوم آخر ثم ، اسودت وزهقت األرواح ألجلها فاضت ، منهم أسفل من ورجفة

. جاثمين ديارهم في فأصبحوا ، النفوس صالح قال وعندئذ تقريعا رسالة أبلغتكم : } لقد وتوبيخا

: { ] األعراف الناصحين تحبون ال ولكن لكم ونصحت ربي79. ]

الله ونجى ا تعالى .. قال معه آمنوا والذين صالحا : } فلمينا أمرنا جاء نج خزي ومن منا برحمة معه آمنوا والذين صالحا

يحة ظلموا الذين وأخذ العزيز القوي هو ربك إن يومئذ الص ثمود إن أال فيها يغنوا لم كأن جاثمين ديارهم في فأصبحوا

أال ربهم كفروا [ .68 - 66: { ] هود لثمود بعدا

نعم بعدا . الحق عن ومستنكف مكذب لكل وسحقا. المكذبين قومه مع صالح بخبر يتعلق ما هذا

فمنها وعظات فوائد من القصص هذه في ما أدركتم ولعلكم:

(1/23)

. التوحيد وهو الناس على واجب أول في األنبياء اتفاق. ثمود على بها الله امتن التي واآلالء النعم كثرة بيان. واالنقياد الشكر النعم هذه حق كان. حجتهم لتظهر بالمعجزات األنبياء تأييد. العبد يهتد لم إذا ومفاتنها الدنيا خطر. الرجال ألباب على النساء خطر بيان

. والكبراء السادة للرسل المكذبين أول إن. المجرمين مكر شدة بيان. بدينه يمكر بمن يمكر الله وإن ، لله المكر صفة إتيان. معه والمؤمنين لصالح الله حفظا والرجفة الصيحة وهو الشديد العذاب بيان ثمود } وأم

صاعقة فأخذتهم الهدى على العمى فاستحبوا فهديناهم{ يكسبون كانوا بما الهون العذاب

[ .17: ] فصلت،، محمد نبينا على وسلم الله وصلى

السالم عليه شعيب ( قصة7) األنبياء( )خطيب في ، معان عرب إلى الله أرسله ، الله أنبياء من نبي شعيب أخاهم مدين : } وإلى تعالى قال كما مدين يسمى مكان

، القبيلة على يطلق [ . ومدين85: { ] األعراف شعيبا. معان جهة المدينة وعلى األيكة( )أصحاب هو القرآن في بلقب عرفوا شعيب وقوم

قال إذ المرسلين األيكة أصحاب : } كذب تعالى قال كما واحدة أمة [ . فهم177: { ] الشعراء تتقون أال شعيب لهم

إال أخاهم نبي كل في قال أنه . والعجيب أمتين وليسوا ،. شعيب

شعيب تنزيه فناسب ، الشجرة لعبادة نسبهم أنه والجواب. واألوثان الشجر يعبد لمن للعباد بأخ هو فليس عنهم: عرفوا والكفر الشرك إلى إضافة شعيب قوم عرف وقد

. والميزان المكيال في بالتطفيف. وأموالهم أشياءهم الناس ويبخس

. األرض في اإلفساد. المال ألجل الطريق قطع

(1/24)

أخاهم مدين : } وإلى تعالى قال اعبدوا قوم يا قال شعيبا فأوفوا ربكم من بينة جاءتكم قد غيره إله من لكم ما الله

في تفسدوا وال أشياءهم الناس تبخسوا وال والميزان الكيل { مؤمنين كنتم إن لكم خير ذلكم إصالحها بعد األرض

[.85: ] األعراف عن وتصدون توعدون صراط بكل تقعدوا } وال لهم وقال وتبغونها به آمن من الله سبيل قليال كنتم إذ واذكروا عوجا

: { ] األعراف المفسدين عاقبة كان كيف وانظروا فكثركم86. ]

: أمور شملت الموظعة فهذه. التوحيد إلى الدعوة

. بالمعجزات له الله تأييد. الكيل بخس عن نهيهم

. اإلفساد من تحذيرهم المؤمنين توعد أو األموال لنهب الطريق قطع من تحذيرهم

. بالقتل. فقر بعد وأغناهم قلة بعد كثرهم إذ ، الله بنعمة تذكيرهم. المفسدين السابقين بحال االعتبار إلى دعوتهم

ما مثل يصيبكم أن شقاقي يجرمنكم : } ال آخر موضع وفي لوط قوم وما صالح قوم أو هود قوم أو نوح قوم أصاب رحيم ربي إن إليه توبوا ثم ربكم واستغفروا ببعيد منكم [ .90 - 89: { ] هود ودود

، الكفر وذروا ، السالفة األمم حال من اعتبروا والمعنى. والتطفيف األموال نهب من عليه أنتم ما وذروا

وما مؤمنين كنتم إن لكم خير الله : } بقية تعالى قال وقد من لكم خير الله رزق أي [ ،86: { ] هود بحفيظ عليكم أنا

. الناس بخس

(1/25)

رين من أنت إنما } قالوا والسخرية بالسحر فرموه المسح أنت وما : { ] الشعراء الكاذبين لمن نظنك وإن مثلنا بشر إال

)كيف والتهكم بالسخرية مملوء جوابهم فكان [ ،186 - 185 الراجح وأنت ، ورثناه وشرع ، ألفناه دين عن تنهانا ، عقال

والسديد بقوله تعالى الله عناه ما وهو حلما( ، الواسع ، رأيا أو آباؤنا يعبد ما نترك أن تأمرك أصالتك شعيب يا : } قالوا

شيد الحليم ألنت إنك نشاء ما أموالنا في نفعل أن { الر اآلباء دين نترك أن ، تأمرك : قراءتك [ . يعنون87: ] هود

!! والله كال أريد : } إن الدعوة في مقصده لهم بين ثم ما اإلصالح إال

توفيقي وما استطعت { أنيب وإليه توكلت عليه بالله إال [ .88: ] هود

. اإلصالح على قائمة فيهم دعوته إن بيد والصالح والفضل الرزق وأن ، الله إلى التوفيق أسند. الله

. الله على التوكل تحقيق. والتقصير الخلل عند سيما ال ، حال كل على اإلنابة وإليه لهم وأنه ، عليهم األدلة ويقيم ، يناظرهم مدة شعيب مكث

، الرد في المراوغة إلى لجأوا يأسوا فلما ، األمين الناصح. بالشتم الحجة ومدافعة

نفقه لم : إننا فقالوا لكالمك ليس ألنه ، تقول مما كثيرا إثارة عن ولتكف ، عقولنا إلى منفد وال ، قلوبنا إلى سبيل

عشيرتك ولوال الذليل المستضعف وأنت بك اغتروا من نفقه ما شعيب يا : } قالوا تعالى قال ، لقتلناك ا كثيرا مم

فينا لنراك وإنا تقول أنت وما لرجمناك رهطك ولوال ضعيفا [ .91: { ] هود بعزيز علينا. معزة وال قيمة عندنا لك ليس يعني

(1/26)

الله من عليكم أعز أرهطي قوم يا } قال لهم قال وراءكم واتخذتموه { محيط تعملون بما ربي إن ظهريا

[ .92: ] هود طائفة من وأتباعه هددوه عليهم شعيب نكير اشتد لما ثم

قومه من استكبروا الذين المأل . } قال المستكبرين لتعودن أو قريتنا من معك آمنوا والذين شعيب يا لنخرجنك

[ .88: { ] األعراف كارهين كنا أولو قال ملتنا في أو ، ونهجركم القرية من طردكم إما ، خيارن : هما يعني

. اآلباء لملة وتعودون الجديد الدين تتركوا على كان إن معناه { هل ملتنا في لتعودن } أو إشكال وهنا

. كذلك ليس ! ألن ؟ الشرك: والجواب

. صار بمعنى هنا عاد. أتباعه المراد أو الله على افترينا : } قد قال ثم بعد ملتكم في عدنا إن كذباانا إذ فيها نعود أن لنا يكون وما منها الله نج الله يشاء أن إال

شيء كل ربنا وسع ربنا بيننا افتح ربنا توكلنا الله على علما [ .89: { ] األعراف الفاتحين خير وأنت بالحق قومنا وبين

. وربنا الله مع األنداد ادعاء في فرية أعظم : أنه والمعنى خير وهو ، وبينكم بيننا يحكم هو ، علما شيء كل وسع

. الحاكمين ، تهديدهم من يخف ولم ، شعيب دعوتهم يترك لم ، ذلك بعد بقى بل . العزيمة قوي صامدا

عامل إني مكانتكم على اعملوا قوم : } ويا قال مما وكان وارتقبوا كاذب هو ومن يخزيه عذاب يأتيه من تعلمون سوف

على : اعملوا [ . والمعنى93: { ] هود رقيب معكم إني يستحق من يبين سوف ، طريقتي على فأنا ، طريقتكم

وارتقبوا وانتظروا ، الكاذب من الصادق هو ومن ، العذاب. ذلك

(1/27)

: المكذبين في الله سنة جاءت ثما ينا أمرنا جاء } ولم نج منا برحمة معه آمنوا والذين شعيبايحة ظلموا الذين وأخذت جاثمين ديارهم في فأصبحوا الص

أال فيها يغنوا لم كأن : { ] هود ثمود بعدت كما لمدين بعدا94 - 95. ]

جفة } فأخذتهم عنهم ذكر األعراف وفي في فأصبحوا الر{ جاثمين دارهم

[ .91: ] األعراف يوم عذاب فأخذهم : } فكذبوه تعالى قال الشعراء وفي

ه الظلة [ .189: { ] الشعراء عظيم يوم عذاب كان إن ، الظلة وعذاب ورجفة : صيحة لهم الله جمعها نقم ثالث

علينا : } فأسقط قالوا حيث ، السياق حسب من كسفاماء ادقين من كنت إن الس [. يعنون187: { ] الشعراء الص

أصابهم بأن تعالى الله فجزاهم ، يتحدون ، السماء من عذابا أقبلت ثم ، شيء فيه يكنهم ال أيام سبعة مدة شديد حر

اجتمعوا فلما ، بها يستظلون فجعلوا أظلتهم سحابة إليهم

منها عليهم الله أرسل ، تحتها شررا بهم ورجفت ، ولهبا في } إن أرواحهم أزهقت عظيمة صيحة وجاءتهم ، األرض

العزيز لهو ربك وإن مؤمنين أكثرهم كان وما آلية ذلكحيم [ .191 - 190: { ] الشعراء الر

شعيب وقال رساالت أبلغتكم لقد قوم يا } وقال لهم موبخا { كافرين قوم على آسى فكيف لكم ونصحت ربي

[ .93: ] األعراف: القصة فوائد

. الدعوات تاريخ في التوحيد عظمة ، والكذب ، كالسحر لها حقيقة ال باطلة بتهم األمم تواصي

. والبشرية. قومه على شعيب شفقة. أموالهم وبخسهم الناس على االعتداء حرمة. والميزان الكيل في التطفيف حرمة. والسخرية التهكم صور على الداعية صبر

. قومه كفريات من النبي سالمة

(1/28)

الله( . )بقية الله حرم مما كان إذا المال فساد. وإصالحهم الناس نفع على قائمة األنبياء دعوات إن

له قوة وال حول ال المرء وأن الله إلى والتوفيق الفضل عزو.

وتهديد الله سبيل عن الصد الدعوة أعداء وسائل من. المستضعفين

. قبلنا الهالكين بمصارع االعتبار،، الموفق والله القصة انتهت

الجنة أصحاب ( قصة8) على تطلق فالجنة ، البستان مالك بهم نقصد الجنة وأصحاب

. والفواكه الثمار بستان تعالى قال والعظة بالعبرة مليئة ، عظيمة قصة القصة وهذه

[ .17: { ] القلم الجنة أصحاب بلونا كما بلوناهم : } إنا. باليمن حزروان ، الحبشة وقبل ، اليمن أهل من كانوا وقد

أبوهم وكان رجال : حسنة بسيرة الجنة في سار ، صالحا. نحتاجه ما فيها يرد

. سنة قوت لعياله وندخر. بالفاضل ويتصدق. والمساكين للفقراء ويحسن

، الفقراء جموع عنده يتجمع الحصاد موسم دنا إذا حيث في هذا فيتحمل باألخذ لهم ويؤذن ، ويبتسم فيهم فيهش وأخطأته تناثر ما ذلك بعد ولهم ، ثيابه في وذاك ، مكتله. األيدي الثروة يبدد أباهم أن وأحسوا ، أبيهم فعل من األبناء تضايق

البستان صار حيث ، . للمساكين مستباحا ، الفقراء على بإنفاقك إنك أتى : ما منهم األول فقال

. حقنا وتبخسنا ، رزقنا في علينا لتضيق فسنغدو ، الحال هذه على أبتي يا بقيت : إذا الثاني وقالالناس. نتكفف ، فقراء بعدك

. بالصمت إليه فأشار ، يتكلم أن الثالث وازداد الوهم في خاطئين إال أراكم : )ما الصالح األب فقال

مال هو إنما ، مالكم وال مالي ليس الحال هذا إن ، والتقدير ، وجوهه في أبذله أن على ، عليه وآمنني ، فيه مكنني ، الله

والبهائم والطيور ، نصيبهم السبيل وألبناء ، حقهم فللقراء. ولكم لي فهو ذلك بعد فضل وما ، طعامها

وقد ، يزيد بذلك المال إن ، الله حكم هذا أن ذكرهم ثم التزمتها شابا أتركها فكيف ، طريا شيخا . فانيا

(1/29)

قد وجسمي ، أشهب قد شعري ترون أنتم : ها لهم وقال ولن ، إلي سبيلها أخذت واألسقام ذوى قد وعودي ، نحل هذا سترثون : وإنكم تعالى الله ألقى حتى قليال إال ألبث

فإن اتعظتم : إن خطتين بين وأنتم ، والنعم والمال البستان منفق كل وعد الله أنذرك الله فإن ، بخلتم وإن ، خلفا . تلفا واإليمان بالهدى : تشع الصالح الرجل وصية هي كذا

. الناس ومحبة والصدق ومضت ، األسقام عليه توالت حتى مدة الشيخ يلبث لم ثم

. خاتمة وأحسن حاله خير على الله إلى األيام توالت ثمارها ودنت ، للجني الحديقة وتهيأت ، سراعا

. السنوية كعادتهم وهبوا ، الفقراء وتسامع ، للقطوف فقال ، يتشاورون فبدأوا ، الفقراء بخطر األبناء وأحس يثمره نصيب ولكل نصيب وال حق منها للفقراء : ليس األول. يشاء كيف إن إنكم ، للوالد بهم أقرب وهو وحدهم أوسطهم وقال

منهم تأمنون ال ، الفقراء حرمتم امنحوهم ، اعتداء أو شرا ينميه الله فإن بقي وما ، أبيكم مذهب منها واذهبوا ، حقهم

. تقترح : ال أخيهم وجه في فصاحوا . تملك ال فيما شيئا

للصالة أرشدهم ثم ، والمنكر الفحشاء عن تنهي : إنها قائال ما ولكن ، الفقراء إلى قلوبكم وتعطف الحق إلى تردكم وقد

. له استجابوا الفجر طلوع مع لقطفها يبكروا أن إلى اجتماعهم خلص ثم

: } إذ تعالى قال كما ، الفقراء استيقاظ قبل ، وظلمته{ يستثنون وال مصبحين ليصرمنها أقسموا [ .18 – 17: ] القلم

بنقيض فعاملهم ، طويتهم وخبث ، نيتهم سوء الله فعلم ، البستان على أرسل حيث ، قصدهم ، السماء من حاصبا

كالصريم فعادت ، أوراقها وبدد ، شجرها وأسقط ، نبتها قلع. األسود الليل وهو تعالى قال وهم ربك من طائف عليها : } فطاف ذلك مبينا

ريم فأصبحت نائمون [ .20 – 19: { ] القلم كالص

(1/30)

، يشعرون ال اللئام وهؤالء ، واسودت الحديقة تدمرت أن مصبحين } فتنادوا وبخلهم لؤمهم تنفيذ على عازمين

وهم فانطلقوا صارمين كنتم إن حرثكم على اغدوا 21: { ] القلم مسكين عليكم اليوم يدخلنها ال أن يتخافتون

-24. ] للذهب تنادوا وأخفوا ، لجذها مبكرين صباحا أن ، بينهم سرا

: ال بعضهم يقول أي ، مسكين عليكم اليوم يدخلنها ال اليوم تمكنوا من حالة في وهم واندفعوا ، يدخلها فقيرا { ] قادرين حرد على } وغدوا المساكين على والحقد الغيظ [ .25: القلم ! رأوا رأوا ما صدقوا فما ، الحديقة إلى األبناء هؤالء وصل

أنهم فظنوا ، عنب وال زرع وال ثمر ال مدلهمة سوداء حديقةا تعالى . قال الطريق أخطأوا لضالون إنا قالوا رأوها } فلم

. الطريق أخطأنا [ . والمعنى26: { ] القلم نحن : } بل : فقالوا هي أنها فعلموا ، ودققوا نظروا

لكم الحظ لكن ، الجنة هي [ إنها27: { ]القلم محرومون. نصيب وال فيها

لوال لكم أقل ألم أوسطهم } قال وخيرهم أوسطهم فقال ما على وتشكرون تسبحون هال [ أي28: { ]القلم تسبحون ، الفقير يحرم أن قبل منها حرمتم حديقتكم إنها أعطاكم

. الشحيح يجازى ما بأسوأ وجزيتم : { ]القلم ظالمين كنا إنا ربنا سبحان } قالوا األخوة فندم

. الندم ينفع ال حيث [ . اعترفوا29 المساكين وبخس البخل على بعضا بعضهم يلوم طفقوا ثم

كنا إنا ويلنا يا قالوا يتالومون بعض على بعضهم } فأقبل ما فأصابنا ، وبغينا اعتدينا [ أي31 - 30: { ]القلم طاغين يبدلنا أن ربنا : } عسى قالوا ثم ، أصابنا إلى إنا منها خيرا

أنهم مسعود ابن عن [ . نقل32: { ] القلم راغبون ربنا. : الحيوان لها يقال جنة لله لهم وأن وأخلصوا تابوا

(1/31)

كانوا لو أكبر اآلخرة ولعذاب العذاب : } كذلك تعالى قال ثم بها جازيناكم العقوبة هذه [ . إن33{ ] القلم: يعلمون ، لقيتم ما رغم ثم ، والفقير المسكين حق ومنعكم لبخلكم

. وتفكرتم علمتم لو وأشد أعظم اآلخرة عذاب فإن: القصة هذه فوائد أما الله ضربها القصة هذه إن عليه الله امتن حين مكة ألهل مثال

امتن الجنة . وأهل والمعاندة بالكذب فقابلوه ، النبوة رحمة. فعاقبتم فيها الله حق يؤدوا فلم المزهرة بالحديقة الله فيهم وأوجب ، عليه استأمنهم الله مال األغنياء مال إن

[ .33: { ] النور آتاكم الذي الله مال من } وآتوهم حقوقا العقوبة يعجل قد الله وأن ، والشح البخل ذم القصة في

. ألصحابها. الناس إلى واإلحسان الكرم فضل وأيضا

وليس ، فيه الله حق وإخراج بذله في وبركته المال نماء إن. وحراسته بحفظه

يكون قد وأنه ، البخل عاقبة شؤم بيان المال ذهاب في سببا. الثروة ومحق ،

. المكابرة وعدم والظلم بالذنب االعتراف مشروعية لوال لكم أقل ألم أوسطهم } قال الخطأ عند اإلنكار وجوب

[.28: { ]القلم تسبحون. الحياة هذه في واالمتحان البالء إثبات

. منهم حصل قد كما التوبة إلى سبب بالذنب االعتراف. اآلخرة عذاب من أهون الدنيا عذاب إن

{ . يستثنون : } وال قال ، القسم في االستثناء مشروعية وإن ، الخلق في ومشيئته ، الله قدرة أمام المخلوق ضعف: قيل كما سريع نافذ قدره

البال خالي إال تنامن ... وال أعنتها في تجري المقادير دعحال إلى حال من الله ... يغير وانتباهتها عين طرفة بين ما

،، الموفق واللهالسالم عليه يونس ( قصة9)

، الشرك ظلمات طغت ، العراق )نينوي( في بلدة في هناك فائدة ال وأصنام ، لها قيمة ال أوثان إلى الناس وانصرف

إليهم الله فأرسل منها عليه متى بن يونس هو منهم نبيا ينبذوا وأن ، وحده الله وعبادة التوحيد إلى فدعاهم السالم

. األوثان تلك

(1/32)

ألدلكم بكم ورحمة ، لكم هداية أرسلني الله : إن لهم وقال. إليه وأرشدكم عليه

سمعوا حيث كالمه من القوم فدهش كبر ، يألفوه لم كالما يروا أن عليهم نفسه ينصب منهم واحدا . عليهم نبيا إليه تدعو الذي والبهتان به تهذر الذي القول هذا : ما فقالوا

. اليوم نحن ونعبدها قبل من آباؤنا عبدها آلهة هذه ، أخرى مرة والنصح بالتذكير السالم عليه يونس عاد ثم

. الحق الدين هو هذا بأن بإقناعهم محاوال إليه أدعوكم الذي الدين هذا عن تعرضون لكم : ما لهم وقال

، أحوالكم واستقامة ، أموركم صالح فيه بما يأمركم وهو ،. جماعتكم وتقويم

في ويبغضكم ، المنكر عن وينهي ، بالمعروف يأمر إنه. العدل إليكم ويحبب ، الظلم؟ ردوا وبماذا ، له قومه جواب كان فكيف أنت } ما المتعنتين وبحجة ، الجاهلية بجواب أجابوه بشر إال

{ مثلنا [ .186: ] الشعراء

بالتي وجادلتكم واللين بالهوادة دعوتكم لقد قوم : يا فقال. أرجوه الذي الخير فهذا أمنتم فإن ، أحسن هي أنذركم فإني ، أبيتم وإن عذابا وبالء واقعا ترون ، نازال

. دالئله إليكم وتقدم ، طالئعه نحن ما ، يونس : ) يا الوعيد هذا بعد عليه ردوا ثم

إن تعدنا بما فأتنا ، وعيدك من خائفين وال ، لك بمستيقنينالصادقين( . من كنت

بهم ضاق بل ، صبرا ذلك بعد يونس يطق لم فرحل ذرعا عنهم ، لهم مغاضبا : تعالى قال كما ، إيمانهم من يائسا

ذهب إذ النون } وذا { عليه نقدر لن أن فظن مغاضبا [ .87: ] األنبياء

نذر أهلها وافت حتى ، نينوي عن قليال يونس يبعد يكن ولم: الهالك طالئع منهم واقتربت ، العذاب

. حولهم الجو اغبر. ألوانهم تغيرت

وخوف ، بهم ألم قلق ذلك عن ونتج ، وجوههم وتشوهت. داخلهم وأن ، صدق نذارته ، حق دعوة يونس دعوة أن عندئذ فعلموا عاد عن سمعوه ما سيصيبهم وأنه محالة ال واقع العذاب. نوح وقوم وثمود

(1/33)

، يونس إله إلى يلجأوا أن نفوسهم في وقع ، ذلك وأثناء. واستغفارهم توبتهم ويعلنوا ، فيؤمنوا ، الصحراء ووصلوا ، الجبال شغاف إلى خرجوا وبالفعل واإلبل ، وأطفالها األمهات بين وفرقوا متضرعين شاكين

ثم وحمالنها والغنم ، وأوالدها وفصالنها ، البقر وخارت ، اإلبل ورغت ، األمهات فصاحت ، أعول رحمته عليهم الله بسط ، عظيمة ساعة وكانت ، الغنم وثغت

مخلصين كانوا إذ ، توبتهم الله وقبل ، نقمته عنهم ورفع ،. إيمانهم في صادقين ، توبتهم في

بينهم ليعيش ، يونس يعود لو ذلك بعد وتمنوا رسوال ، ونبيا . وإماما ومعلما

تعالى قال قرية كانت : } فلوال يونس قوم حال إلى مشيرا إيمانها فنفعها آمنت ا يونس قوم إال عنهم كشفنا آمنوا لم { ] يونس حين إلى ومتعناهم الدنيا الحياة في الخزي عذاب

:98. ] توجد فلم ، وتوبتهم إيمانهم بسبب العذاب عنهم الله رفع

، بنبيهم كلها آمنت قرية ثم ، العذاب عالمات رأت وأيضا. يونس قوم إال وأنابت تابت

وجد ، البحر إلى انتهى لما يونس أما مسافرين أناسا وأنزلوه ففعلوا يركبوه أن فسألهم ، كريما منزال ومقاما

. والصالح التقوى آثار عليه الحظوا لما ، عزيزا هاجت حتى ، البر وجاوزوا ، الشاطئ عن ابتعدوا ما ولكنهم. بالهلكة وأحسوا ، المصير سوى الركاب وتوقع ، األمواج

. المتاع من يخففوا أن على فاصطلحوا ، تشاوروا ثم

القرعة فوقعت ، فاستهموا ، أساء من منكم : لعل وقالوا. أعادوها ثم ، يونس على ذلك وراء أن يونس فعلم ، تدبيرا ذلك في لله وأن ، سرا

أو ، بالهجرة اإلذن قبل قومه عن رحل حيث أخطأ أنه وأدرك وأسلم البحر في بنفسه فألقى ، الرحيل في الله يستخير

. فيها يتقلب ، لألمواج نفسه

(1/34)

أبق إذ المرسلين لمن يونس } وإن بقوله الله عناه ما وهو فالتقمه المدحضين من فكان فساهم المشحون الفلك إلى

[ .142-139: { ] الصافات مليم وهو الحوت وال ، لحمه يأكل ال أن على فابتلعه الحوت إلى الله أوحى. عظمه يهشم

، األمواج به يشق ، الكبير الحوت في الحال به واستقر ، صعبة وشدائد ، متضاعفة ظلمات في األعماق إلى ويهوي المنكوبين ومفزع المضطرين ملجأ إلى وفزع صدره فضاق

إله ال أن الظلمات في : } فنادى المشهور المكروب ودعا [ .87: { ] األنبياء الظالمين من كنت إني سبحانك أنت إال

معروف : )صوت وقالت فعرفته ، صوته المالئكة فسمعت أن للحوت وأوحى ، دعاه الله معروف( فاستجاب عبد من

: { ] الصافات سقيم وهو بالعراء } فنبذناه العراء في ألقهه . } فلوال دجلة جانب على وقيل باليمن [ . قيل145 أن { يبعثون يوم إلى بطنه في للبث المسبحين من كان

المصلين قبل المستحسن [ . من144 - 143: ] الصافات. سابق صالح عمل أوله بأن الله فرحمه هزيل ، سقيم عليل وهو الحوت من خرج واستظل ، ثمرها من طعم يقطين من شجرة عليه أنبت

قال الحشرات تقربها ال الشجرة هذه أن حيث ، بورقهايناه له } فاستجبنا تعالى ننجي وكذلك الغم من ونج

جاءه لما وعوفى استوى [ . ولما88: { ] األنبياء المؤمنين نبذوا وقد ، آمنوا أنهم وأخبره ، بلده إلى يرجع أن الله أمره ،

. األصنام وسلم عليه الله صلى محمد لرسول تعالى الله قال

} فاصبر وهو نادى إذ الحوت كصاحب تكن وال ربك لحكم مذموم وهو بالعراء لنبذ ربه من نعمة تداركه أن لوال مكظومالحين من فجعله ربه فاجتباه [ .50 - 48: { ] القلم الص

(1/35)

: فوائد وفيها القصة ملخص هذا. وأقبل تاب لمن عفوه وعظيم الله رحمة سعة

. والداعية المسلم حياة في الصبر أهمية ، الله عند حسنة سابقة له وأن السالم عليه يونس فضيلة العرش عند تحن الكلمة : جاءت الدعاء قال لما : إنه ويذكر

غريبة بالد من ، معروف ضعيف صوت : هذا المالئكة فقالت ، يونس قال: هذا : ال قالوا ؟ هذا تعرفون الله: أما فقال ،

صالح عمل له يرفع يزال ال الذي عبدك هذا رب : يا قالوا يعمله كان ما ترحم : أفال قالوا : نعم قال مستجابة ودعوة

في فنبذه الحوت الله فأمر البالء من فنجيه الرخاء في من خير أنا يقول أن ألحد ينبغي )ما الصحيحين وفي ، العراء( . متى بن يونس. الشدة في يعرفك الرخاء في الله على تعرف إله )ال الكلمة بهذه الدعاء فضيلة كنت إني سبحانك أنت إال

الظالمين( . من. اإليمان ألهل عامة وأنها والنسائي الترمذي رواه ما الدعوة هذه فضل في جاء وقد

أنت إال إله ال الحوت بطن في هو إذ النون ذي )دعوة ربه مسلم بها يدع لم فإنه الظالمين من كنت إني سبحانك

له( . استجاب إال قط شيء في عليهم الله أثنى حيث ، توبتهم بعد يونس قوم فضل } إالا يونس قوم الحياة في الخزي عذاب عنهم كشفنا آمنوا لم

[ .98{ ]يونس: حين إلى ومتعناهم الدنيا } لقوله واألخروي الدنيوي العذاب عنهم رفع بإيمانهم إنهم

[ .148: { ] الصافات حين إلى فمتعناهم فآمنوا. الطيبة والحياة والمتاع للسعادة طريق اإليمان إن

، نباته : سرعة فوائد له أن ذكر وقد اليقطين شجر فضل وجودة ، الذباب منها يفر وأنه ، ونعومته لكبره ورقه وتظليل

يؤكل وأنه ، ثمره نيئا وقشره ، ومطبوخا . أيضا يحب كان أنه وسلم عليه الله صلى الله رسول عن صح وقد

. الصحيح في جاء كما الصحفة نواحي من ويتبعه الدعاء{ . الظالمين من كنت } إني بخطيئته لعبد اعتراف ضرورة

(1/36)

وتصحيح الله إلى بالرجوع إال الشدائد في للعبد مخرج ال إله } ال التوحيد كالم تيمية ابن اإلسالم { . ولشيخ أنت إال. أسرارها وكشف الدعوة هذه فضل في الفتاوى في طويل،، الموفق والله

السبت أصحاب ( قصة10) ، السالم عليه موسى قوم من إسرائيل بني من طائفة وهم. األحمر البحر شاطئ )أيلة( على تسمى بلدة يسكنون كانوا عن قومه ينقطع أن ، موسى لنبيه الله تعليم من وكان

الدنيوية أعمالهم ، فيه الله يعبدون أسبوع كل يوما. ويعظمونه ويذكرونه

يكون أن رغبوا لكن ، لعبادتهم الجمعة يوم لهم الله واختار. السبت يوم

اليوم هذا في يأتيهم موسى وكان مذكرا ثم ، ومرشدا آبائهم طريقة على األبناء وسار ذلك على وهم األيام توالت

أو صيد من عمل أي مزاولة وعدم ، السبت تعظيم من. فيه تجارة أو صناعة

والحيتان األسماك جعل بأن ، األمة هذه ابتلى الله إن ثم سبتهم يوم تغدو شرعا بيضا إيمانهم ليختبر ، سمانا

. اختفت السبت قفل فإذا وصبرهم ، والتسبيح بالذكر مشغولون ألنهم السبت يستطيعون وال

قصه ما وهو السبت يجدونه ما يجدون فال األحد يخرجون التي القرية عن : } واسألهم العزيز كتابه في علينا الله

بت في يعدون إذ البحر حاضرة كانت حيتانهم تأتيهم إذ الس سبتهم يوم عا نبلوهم كذلك تأتيهم ال يسبتون ال ويوم شر [.163{ ] األعراف: يفسقون كانوا بما الذين إخوانهم عن اليهود من حولك من محمد يا اسأل أي

. السبت يوم الصيد عليهم حرم عندما الله أمر خالفواعا . الماء على : ظاهرة شر

بسبب { أي يفسقون كانوا بما نبلوهم } كذلك تعالى قال. ابتليناهم الله طاعة عن وخروجهم فسقهم

(1/37)

، السبت يوم الكثيرة األسماك رؤية ساءهم هؤالء إن المهم وثارت ، فيهم الطمع دواعي فتحركت ، األحد يوم وشحها ونسوا ، نبيهم تعليم عن وغفلوا ، عندهم الجشع عوامل

)ما بعضهم فقال يصنعون ما فتشاوروا ، به ذكروا مما حظا لصيدها ونأتي ، وتزيد فيه تكثر يوم في الحيتان نترك بالنا

يوم إال إليها سبيل فال ، ومشقة بجهد إال تصل فال ، أيام في. الكثير منها وغنموا ، فصادوها ، السبت يوم أكلها عن نهيتم إنما الشيطان إليهم أوحى بل وقيل

. األيام بقية في وكلوها ، فيه فخذوها السبت وصيدها وأخذها أكلها عن نهيتم : بل أخرى طائفة وقالت

. الصالحون وهؤالء السبت يوم اليوم ، السبت يوم وصادوها ، عليه عزموا ما فعلوا لكن

. عليهم المحرم ، وذكروهم إليهم فخرجوا ، إخوانهم صنع ما الصالحون علم إال ذلك زادهم فما استهتارا أهل فثار ، غيهم في وإمعانا

. القرية دخول من هؤالء لمنع أسلحتهم وحملوا اإليمان دفعنا في لكم حق وال ، ولكم لنا القرية : إن العصاة فقال ذلك على صممتم فإن ، رزقنا ومحط موطننا إنها ، عنها

ونبني ، القرية فلتقاسمونا . وبينكم بيننا حائطا طائفة كل وانفردت ، القرية بقسمة الصالحون ورضى وصنعوا ، وصيدهم بلهوهم الفساق وشغل ، بحظها سدودا

. األحد وصادوها ، السبت يوم للحيتان عذاب وتحذيرهم نصحهم من المؤمنون يغفل لم ذلك ومع ينصحون لماذا إخوانهم بعض لهم قال لما بل ، الله قد أناسا

ربكم( أي إلى )معذرة قالوا ، الله عقوبة واستحقوا ، هلكوا قالت } وإذ تعالى قال ، والنهي األمر من علينا أوجب فيماة تعظون لم منهم أم معذبهم أو مهلكهم الله قوما عذابا

: { ] األعراف يتقون ولعلهم ربكم إلى معذرة قالوا شديدا164. ]

: طوائف ثالث إلى القرية فانقسمت. عاصية باغية طائفة

. وسكتت أعرضت وطائفة. وأنكرت صدعت صالحة وطائفة

(1/38)

ومخالفتهم حيلتهم على يزالوا لم الفساق هؤالء أن والمهم : . قيل الشديد الله عذاب جاءهم حتى وعصيانهم لنبيهم

. المؤمنون وفرح ، أرضهم عليهم تزلزلتا تعالى قال ، وخنازير قردة إلى الفساق ومسخ : } فلم

{ خاسئين قردة كونوا لهم قلنا عنه نهوا ما عن عتوا جيرانهم بعض إليهم ذهب ذليلين [ . أي166: ] األعراف يجيبوا فلم فنادوهم مغلقة المدينة فوجدوا أشياء يسألونهم

مما يدنو القرد فجعل ، قردة فرآوهم بعضهم فتسوق ،. ذلك من بالله ... عياذ به ويتمسح ، يعرفه علمتم : } ولقد السبت أصحاب في تعالى قال موضع وفيبت في منكم اعتدوا الذين قردة كونوا لهم فقلنا الس

فجعلناها خاسئين وموعظة خلفها وما يديها بين لما نكاال [ .66: { ] البقرة للمتقين

، السبت يوم بأصحابكم حل ما اليهود معشر يا علمتم قد أيوبدلوا.. عصوا لما

: قيل. قلوبهم مسخت

. خنازير والشيوخ قردة الشباب وقيل. ونساؤهم رجالهم أذناب لها تعاوي قردة صاروا بل وقيل

، الشكل في باألناسي لشبهها ، قردة مسخهم في والحكمة كان فعلهم ألن حقيقة وليس وهو ، الحق لنسيان تحايال

. الباطن في له مخالف. المؤمنون ونجا الفساق هلك فقد ، القرية مآل أماا تعالى قال كما روا ما نسوا : } فلم الذين أنجينا به ذك

وء عن ينهون كانوا بما بئيس بعذاب ظلموا الذين وأخذنا الس [ .165: { ] األعراف يفسقون : هل حالهم . ما الساكنين الثالثة الفئة في العلماء واختلف

؟! نجوا أم هلكوا. ورحمته الله بفضل الناجين من : إنهم األقرب واألرجح

(1/39)

وإذا ، يبكي فوجده عباس ابن على دخل أنه عكرمة عن وجاء فداك الله جعلني ، يبكيك : ما له فقال ، حجره في المصحف

قال ثم القرية خبر له وخرج اآليات فتال أنك : تعرف فقال ، ونحن ، ذكروا اآلخرين أرى وال ، نجوا قد نهوا الذين : فأرى

الله : جعلني فقال ، فيها نقول وال ، ننكرها وال األشياء نرى } لم وقالوا عليه هم ما كرهوا قد أنهم ترى أال ، فداك

تعظون معذبهم أو مهلكهم الله قوما عذابا { شديدا غليظين ثوبين فكسيت لي : فأمر [ . قال164: ] األعراف

. به قال لعله لكن ، الهالكين من أنهم رواية عنه وجاء أوالحالهم. له يتبين أن قبل

: القصة فوائد. الله ألوامر ومخالفتهم ، إسرائيل بني تعنت بيان

الصالح أو ، الشر أو للخير ميالنها في النفوس اختالف. والفساد

النجاة سبب وأنه المنكر عن والنهي بالمعروف األمر وجوب.

القرية عن } واسألهم والمخالفين العصاة بمصير االتعاظبت في يعدون إذ البحر حاضرة كانت التي تأتيهم إذ الس

سبتهم يوم حيتانهم عا كذلك تأتيهم ال يسبتون ال ويوم شر [.163{ ] األعراف: يفسقون كانوا بما نبلوهم

. واستكبر خالف لمن الله عذاب شدة بيان في جاء وقد ، محرم إلى بها يتوصل ما وهي ، الحيل تحريم

فتستحلوا اليهود ارتكبت ما ترتكبوا )ال جيد بسند الحديثالحيل( . بأربى الله محارم. ومكان زمان كل في الناصحين اإليمان ألهل الله حفظ واألحداث المحن ظرف وأنها ، الحياة هذه في االبتالء إثبات

. : } ذلك بعد تعالى قال فقد ، أهلها على المعصية شؤم بيان يسومهم من القيامة يوم إلى عليهم ليبعثن ربك تأذن وإذ

ه العقاب لسريع ربك إن العذاب سوء { رحيم لغفور وإن [ .167: ] األعراف

(1/40)

وقتل سنين سبع الخراج عليهم ضرب موسى : إن ذلك ومن. سنة13 ثم ، والكلدانيين اليونانيين من الملوك قهر إلى صاروا ثم

. وإذاللهم النصارى قهر إلى صاروا يقتلهم ثم وأصحابه وسلم عليه الله صلى عن قهرهم ثم

. الدجال مع وهم عيسى مع المسلمون. الله عذاب من شديدة صورة وأنه ، األمة في المسخ إثبات. الله غضب أسباب من واالعتداء الظلم أن بيان

إلى معذرة } قالوا الساكتين على الصالحين حجة ظهور [ .164: { ] األعراف يتقون ولعلهم ربكم { اليهود } واسألهم القصص هذه بمثل المخالفين وعظ

. عرفوها وقد كتبهم في لصفتك الكاتمين،، أعلم تعالى والله

السالم عليه لوط ( قصة11) بن هارون بن لوط واسمه المرسلين الله أنبياء من نبي هو مع آمن كان . وقد السالم عليه إبراهيم أخي ابن وهو ، آزر

. الشام أرض إلى معه وهاجر ، السالم عليه إبراهيم القرى من حولها سدوم( وما )أهل إلى أرسله الله إن ثم

كانوا عما وينهاهم ، بالمعروف ويأمرهم الله إلى تدعوهم وهي ، اخترعوها التي والفواحش المآشم من يرتكبونه

بها سبقكم : } ما تعالى قال كما ، النساء دون الذكور إتيان{ العالمين من أحد من

[ .28: ] العنكبوت أخالق أصحاب فكانوا والخبائث بالخبث تميزت القرية فهذه

: سيئة ونوايا فاسدة. معصية عن ينفكون ال

. فعلوه منكر عن يتناهون وال. سيرة وأقبحهم الناس أفجر من وكانوا

. الرفيق ويخونون ، الطريق يقطعون. حمل ما ويسلبونه شار لكل يتربصون

وهي ، الشنعاء الجريمة ، النكراء الفاحشة ذلك إلى وزادوا هذا أشاعوا بل ، استتروا وليتهم ، النساء على الذكور إتيان

. بالله والعياذ مشايعتهم على الناس وحملوا المنكر ، الله إلى يدعوهم أن لوط إلى تعالى الله أوحى حينئذ

. والجرائم الفواحش تلك عن وينهاهم

(1/41)

لهم قال إذ المرسلين لوط قوم : } كذبت تعالى قال الله فاتقوا أمين رسول لكم إني تتقون أال لوط أخوهم

أجري إن أجر من عليه أسألكم وما وأطيعون رب على إال لكم خلق ما وتذرون العالمين من الذكران أتأتون العالمين

-160: { ] الشعراء عادون قوم أنتم بل أزواجكم من ربكم166. ]

حوت لوط من النبوية الرسالة فهذه : أمورا كانوا إنهم األنبياء بسائر كفار كأنهم بلوط وبكفرهم ، كفارا

.. الله تقوى إلى دعاهم

. وإمامته رسالته بصدق أخبارهم. وبطاعته بالتقوى توصيتهم ثم

. المال وال األجر همي وليس. األزواج وترك الذكور إتيان عليهم استنكاره

{ . عادون قوم أنتم } بل باالعتداء وصفهم ثم لتكونن لوط يا تنته لم لئن ؟! } قالوا عليه ردهم كان فكيف

[ .167: { ] الشعراء المخرجين من آخر موضع وفي ، القرية من واإلخراج بالنفي هددوه

رون أناس إنهم قريتكم من لوط آل أخرجوا } قالوا { يتطه عندهم الطهارة [ . باتت56: ] النمل شيئا فقد ، منكرا. والقذارة الفساد على طبعوا

إني } قال لهم قال ، غيهم على مصرون أنهم رأى ولما. المبغضين من [ أي168: { ] الشعراء القالين من لعملكم

إن ثم ، الله نقمة وتحذيرهم دعوتهم في استمر لوطا إال ازدادوا فما ، وفسادهم سوئهم عاقبة وحذرهم عنادا

القوم على ينصره أن ربه لوط سأل عندئذ ، واستهزاءاني } رب المفسدين ا وأهلي نج : { ] الشعراء يعملون مم

169. ]

(1/42)

هذه أهل إلى وبعث ، مطلبه له وحقق ، لوط دعوة الله أجاب عليهم لتنزل مالئكة الظالمة القرية عذابا السماء من ورجزا

فمروا ، عابري فظنهم ، السالم عليه إبراهيم بدار أوال أيديهم يمدوا لم لكنهم لألضياف يقدم ما لهم فقدم ، سبيل

. خيفة منه وأوجس فنكرهم الطعام إلى: مواضع في تعالى الله ذكره ما وهو قالوا بالبشرى إبراهيم رسلنا جاءت : } ولقد تعالى قال

ا حنيذ بعجل جاء أن لبث فما سالم قال سالما رأى فلم تخف ال قالوا خيفة منهم وأوجس نكرهم إليه تصل ال أيديهم

[ .70 - 69: { ] هود لوط قوم إلى أرسلنا إنا عليه إبراهيم استفسرهم ثم ، عليم بغالم بشروه إنهم ثم

المرسلون أيها خطبكم فما } قال بكم جاء الذي ما السالم [ لننزل58-57 { ]الحجر مجرمين قوم إلى أرسلنا إنا قالوا كذبوا ما جزاء ، الله عذاب بهم الموبقات من فعلوا وما لوطا

. واآلثام ويقول يجادلهم فأخذ ، السالم عليه إبراهيم حزن فاشتد

فيها : إن لهم الله إلى وإنابتهم توبتهم يرجو وكان ، لوطاا تعالى قال ، تعالى بالبشرى إبراهيم رسلنا جاءت : } ولم قال ظالمين كانوا أهلها إن القرية هذه أهل مهلكو إنا قالوا

فيها إن ينه فيها بمن أعلم نحن قالوا لوطا وأهله لننج إال من [ أي32 – 31: { ] العنكبوت الغابرين من كانت امرأته

. وفسادهم كفرهم على تعينهم كانت ألنها ، الهالكين سينجي الله إن وتطمئنه إبراهيم تؤنس المالئكة وأخذت

وهو سارة من الصالح بالولد وبشروه ، والمؤمنين لوطا. السالم عليه إسحاق

(1/43)

)شبان صورة في سدوم إلى وانطلقت المالئكة دخلت ثم ألهلها الماء تستقي بيت جارية وجدوا دخلوا فلما حسان( ، بضعفها واعتذرت ، ذلك من فأشفقت تضيفهم أن فسألوها

. باب على فتيان : )أرادك له فقالت ، لوط أبيها إلى عادت ثم

أن وأخاف ، وجوههم من أصبح قوم وجوه رأيت ما ، المدينة بالحرج لوط فأحس فيفضحوهم( ، قومك بأمرهم يعلم

يرسل بأن نفسه وحدثته ، ضيافتهم في وتردد ، والضيق لهم إليهم فانطلق ، هزته الكرم أريحية لكن ، معتذرا مسرعا

بأحد يلتقي أن حذروه قد وكانوا ، قومه عيون عن متخفيا يستضيف وال . أحدا

لكنه ، منزله إلى وأخذهم ، بهم ورحب ، المالئكة إلى فوصل كان كئيبا . قومه بهم يعلم أن حزيناا تعالى الله قال رسلنا جاءت أن : } ولم بهم سيء لوطا

بهم وضاق وك إنا تحزن وال تخف ال وقالوا ذرعا وأهلك منج هذه أهل على منزلون إنا الغابرين من كانت امرأتك إال

القرية ماء من رجزا { ] العنكبوت: يفسقون كانوا بما الس33 – 34.]

يصلوا لن ربك رسل إنا لوط يا : } قالوا آخر موضع وفي أحد منكم يلتفت وال الليل من بقطع بأهلك فأسر إليك إال

ه امرأتك بح موعدهم إن أصابهم ما مصيبها إن أليس الصبح [ .81: { ] هود بقريب الص

(1/44)

، بأمرهم زوجته علمت لكن األضياف على لوط تستر جمالهم وعن الثالثة الشباب عن قومها وأخبرت فانطلقت

أهل : } وجاء تعالى قال ، إليه يهرعون فاندفعوا وصباحتهم تفضحون فال ضيفي هؤالء إن قال يستبشرون المدينة قال العالمين عن ننهك أولم قالوا تخزون وال الله واتقوا سكرتهم لفي إنهم لعمرك فاعلين كنتم إن بناتي هؤالء

[ .72 - 67: { ] الحجر يعمهون

، العظيم للمنكر نفوسهم جاشت وقد ، لوط بمنزل أحاطوا ما علمت لقد } قالوا فقالوا بالله ويذكرهم يناشدهم فأخذ

بكم لي أن لو قال نريد ما لتعلم وإنك حق من بناتك في لنا [ .80 – 79: { ] هود شديد ركن إلى آوي أو قوة

وأنهم ، الله رسل إنهم عندئذ فأخبروه المالئكة فعلمت. الخبيثة القرية هذه عذاب مفاتيح

فطمس بجناحه وجوههم فضرب السالم عليه جبريل فجاء بالعذاب يأتي أن وعد فهو يهتدون ال وهم فرجعوا ، أعينهم

أعينهم فطمسنا ضيفه عن راودوه : } ولقد تعالى قال [ .37: { ] القمر ونذر عذابي فذوقوا

يتلفت وال وأهله هو الليل آخر في يسير أن أمروه ثم وامرأته وأهله متاعه حمل وبالفعل ، بهم حل إذا للعذاب وقالت: التفت العذاب صوت سمعت ولما معه خرجت

ه قالوا ، فقتلها السماء من حجر فجاءها واقوماه } إنبح موعدهم إن أصابهم ما مصيبها بح أليس الص { بقريب الص

[ .81: ] هودا تعالى قال وأمطرنا سافلها عاليها جعلنا أمرنا جاء : } فلم

يل من حجارة عليها مة منضود سج من هي وما ربك عند مسو [ .83 - 82: { ] هود ببعيد الظالمين

(1/45)

ومكتوب معدة ، مسومة ، متتابعة منضود طين من حجارة أي . } وما السماء إلى جبريل . ورفعها أصحابها أسماء عليها

{ . ببعيد الظالمين من هي: فوائد وفيها العجيبة قصتهم هذه بها تميزوا قد وإنهم لوط قوم حملها التي الجريمة خبث

. بها وسبقوا في وكذلك السابقة األمم من وشناعته اللواط حرمة

بن الوليد قال . وقد الذنوب كبائر ومن محرم هو شريعتنا لم ، لوط قوم خبر علينا حكى الله أن )لوال الملك عبد

أن صدقت خلقه وتمام عفته على يدل ذكرا( وهذا يعلو ذكراورجولته.

)من الحديث في صح وقد ، الرذيلة هذه فاعل عقوبة عظم والمفعول الفاعل فاقتلوا ، لوط قوم عمل يعمل وجدتموه

به( . ولكن اللوطي قتل على خالف بال الصحابة اتفق ولذلك

يرمي وقيل برجم وقيل فقيل: يحرق ، الكيفية في اختلفوا

. حجارة عليه تصب ثم المدينة في شاهق أعلى من ركن إلى آوي } أو عليه واالعتماد الله إلى الفرار وجوب. وتعالى تبارك الله { وهو شديد مثل في له واألنصار األتباع الداعية حشد أهمية ذلك وفي. الظروف هذه

. الضيف إكرام مشروعية. والنهي األمر مشروعية

يعتبر النبي إن { . بناتي } هؤالء لقومه والدا والمناكر المآثم عن وبعده اإلنسان لطهارة سبب الزواج إن

.. الهالك أسباب من الفواحش وغلبة الظلم إن ، تخونه زوجة هي فها األنساب ال باألعمال العبرة إن

. وعنادهم شركهم في قومه وتطاوعالسالم عليه عيسى ( قصة12)

. هنا والدته عن نتحدث وسوف عز الله أكرمهم الذين المصطفين الله أنبياء من عيسى

. برسالته وجل. أب بال أم من جاء إنه حيث ، للعالمين آية الله وجعله

التي ، عمران بنت مريم الصالحة الصديقة المرأة هي وأمه. المقدس بيت في والخدمة للعبادة أمها نذرتها

(1/46)

تصلي وجلست كعادتها مريم اعتكفت األيام من يوم في وخالطها ، برهبة فأحست وتسبحه وتعظمه الله وتعبد

السماء من ملك أمامها وتبدى ، قبل من تألفه لم اضطراب حاولت ذلك ومع ، وتخاف تفر لكيال ، بشر صورة على جاءها ظنته إذ ، منه بالله واستعاذت ، الهرب معتديا أثيما ، وفاجرا . الطاهرة العفيفة المرأة وهي زنيما في : } واذكر مريم سورة في علينا الله قصه ما وهذا

أهلها من انتبذت إذ مريم الكتاب مكانا من فاتخذت شرقيا دونهم لها فتمثل روحنا إليها فأرسلنا حجابا بشرا سوياحمن أعوذ إني قالت كنت إن منك بالر -16: { ] مريم تقيا

18. ] تفيد اآليات فهذه : أمورا

أهلها عن وتنحت انتبذت مريم إن مكانا ، للعبادة قيل شرقيا. أصابها لمرض وقيل ، الماء لسقي وقيل

. أحد يراها ال بحيث واحتميت تواجدت أنها

. سوي بشر صورة على جبريل إليها أرسل الله إن بسوء يصيبها أن منه بالله واستعاذت أنكرته رأته لما إنها

كنت } إن يعظم من هو المتقي أن إلى أشارت { فقد تقيا. الله حرمات

إنما بأنه وطمأنها ، الله رسول بأنه الملك لها أبان ذلك بعد لها ليهب جاء غالما صالحا سبق مما أشد فاستنكرت ، زكيا

تتلبس ولم زوج لها وليس ولد لها يكون : كيف وقالت. بالفجور

لك ألهب ربك رسول أنا إنما : } قال تعالى قال غالما زكيا أكن ولم بشر يمسسني ولم غالم لي يكون أنى قالت بغيا ورحمة للناس آية ولنجعله هين علي هو ربك قال كذلك قال وكان منا أمرا [ .21 - 19: { ] مريم مقضيا

في هين فهو ، الله من آية الولد هذا بأن الملك لها فوضح تعالى، الله قدرة على وداللة ، للناس آية وسنجعله ، قدرته

. خلقهم ونوع الناس خلق وأنه

(1/47)

إلى ويدعوهم يذكرهم للناس الله من رحمة جعله وأيضا يا المالئكة قالت : } إذ تعالى قال كما ، وحده الله عبادةرك الله إن مريم ابن عيسى المسيح اسمه منه بكلمة يبش مريم بين ومن واآلخرة الدنيا في وجيها الناس ويكلم المقر

المهد في الحين ومن وكهال -45: عمران { ] آل الص46. ]

: مصيبة وال فاجعة وليس لها بشارة الولد هذا جعل وهنا. فيكون كن الله من كلمة يكون. واآلخرة الدنيا في مكانة له وجيه وهو. وكهولته مهده في الله إلى يدعو وهو

} وكان قال كما وقدره األمر ذلك الله قضى أمرا { . مقضيا حيث ، المنتظر الصالح المولود بهذا الحمل عليها الله قدر في ولجت حتى النفخة فنزلت ، درعها جيب في الملك نفخ

. الله بإذن فحملت الفرج عفيفة امرأة إنها حيث ، والحرج بالضيق شعرت حملت فلما

وهل ، للناس ستقول فماذا ، صالحة أسرة ومن ، ، عليها جسيم ومصاب ، خطير كرب األمر إن ؟ سيصدقونها

، الله لقضاء أمرها أسلمت ، وصالحها دينها بفضل لكنها قبل ماتت أنها لو تتمنى كانت وإن ، لها حصل ما واحتملت

به فانتبذت : } فحملته تعالى قال ، جرى الذي يجري أن

مكانا ليتني يا قالت النخلة جذع إلى المخاض فأجاءها قصيا وكنت هذا قبل مت نسيا [ .23 - 22: { ] مريم منسيا

النساء كسائر حملت هل اختلف وقد ، لها الحمل حصل؟ أشهر تسعة. مباشرة ووضعت : حملت بعضهم قال

أبلغ وهذا النساء كسائر حملت : إنها الجمهور عليه والذي. والبالء الفتن في. التفسير في كثير ابن صوبه ما وهو

ذلك ومن عليها ظهرت الحمل مخايل أن على تدل واألخبار )يوسف اسمه معها يخدم كان صالح برجل لها الناس اتهام

من وزرع ، حب غير من شجر يكون : )هل النجار( وسألهابذر( . غير

(1/48)

قومها من هاربة خرجت لها التهمة حصلت ولما مكانا قاصيا وأصابها المخاض ضربها بالية نخلة جذع وصلت لما ثم ، بعيدا

الكرب اشتد وهناك لحم( ، )بيت تسمى قرية في قيل ، وحزنت ، عليها حزنا قبل مت ليتني : } يا وقالت ، شديدا

وكنت هذا نسيا ، المصيبة هذه قبل مت ليتني { أي منسيا الموت تمني جواز وفيه أعرف ولم أخلق ولم ، أطلق ولم

. الفتنة خشية تحتها من } فناداها الله من الفرج جاءها حينئذ قد تحزني أال تحتك ربك جعل عليك تساقط النخلة بجذع إليك وهزي سريا رطبا وقري واشربي فكلي جنيا ا عينا البشر من ترين فإم حمن نذرت إني فقولي أحدا للر اليوم أكلم فلن صوما إنسيا

وال تحزني ال فناداها الملك [ . جاءها26 - 24: { ] مريم الماء من الجدول وهو سريا لكي جعل قد الله إن تيئسي

. الصغير والنهر بالسريانية هو قيل عليكي تساقط النخلة بجذع وهزي أي جنيا رطبا عجوة ثمرا

. النخلة من. والكالم األكل عن الصوم شريعتهم من كان ، )صوما( صمتا

إلى وحملته أخذته ثم ، والتمر النهر من وطعمت وضعته تكلم ال أن الله وأرشدها ، قومها ، طريق في يسألها أحدا

جئت لقد مريم يا } قالوا قومها إلى وصلت فلما شيئا فريا [ . أي27: { ] مريم أبوك كان ما هارون أخت } يا عظيما أمك كانت وما سوء امرأ [ .27: { ] مريم بغيا

. الصمت فالتزمت ، لسانها الحياء وعقد ، تتكلم لم

ما وسيحدثكم سيخبركم هو ، الصغير المولود إلى وأشارت؟!! الخطب

المهد في كان من نكلم كيف قالوا إليه } فأشارت { صبيا [ .29: ] مريم

(1/49)

التهمة يدفع لم وفصاحة وضوع بكل يتكلم الصغير فانطلق جعله الله أن أخبر لكن ، أمه عن والكتاب الحكمة وآتاه نبيا

وجعلني الكتاب آتاني الله عبد إني } قال وجعلني نبياالة وأوصاني كنت ما أين مباركا كاة بالص دمت ما والز حيا

يجعلني ولم بوالدتي وبرا جبارا الم شقيا يوم علي والس أبعث ويوم أموت ويوم ولدت [ .33 - 30: { ] مريم حيا: مسائل حوت عيسى من العظيمات الكلمات فهذه. لله العبودية إثبات

وجعله بالكتاب له الله اصطفاء . نبيا : كان معناها وقيل كان أينما بالبركة إحاطته . للناس نفاعا. والزكاة الصالة أهمية يجعلني } ولم واإلحسان بالبر لوالدته وفاؤه جبارا { شقيا

أي بعض قال بالبر تعلقها ويحتمل عبادته عن مستكبرا تجد : )ال السلف وجدته إال لوالديه عاقا شقيا( . جبارا ويبعث ويموت وسيحيا ، الله خلقه مخلوق عبد بأنه إخباره. الخالئق كسائر

المنظر كان والموقف ، مهوال وخطف ، العقول بهر ، عجيبا الغالم هذا ما ، فيه الناس فاختلف ، ومقاله بقوله ، األفئدة

لبراءة كاف دليل وهو وهل ، قصته وما. مريم أمه فيه الذي الحق قول مريم ابن عيسى } ذلك تعالى الله قال

قضى إذا سبحانه ولد من يتخذ أن لله كان ما يمترون أمرا هذا فاعبدوه وربكم ربي الله وإن فيكون كن له يقول فإنما

[ .36 - 34: { ] مريم مستقيم صراط } فاختلف أمره في اختلفوا الكتاب أهل أن الله ذكر ثم

عظيم يوم مشهد من كفروا للذين فويل بينهم من األحزاب [ .37: { ] مريم

: طوائف على فيه اختلفوا اليهود جمهور وهؤالء سحر وكالمه زنا : ولد قالت طائفة. الله لعائن عليهم

. الله تكلم إنما

(1/50)

. الله ابن هو. ثالثة ثالث

. اإليمان أهل مسلك وهذا ، ورسوله الله عبد هو الزوجة حقه في يجوز وال ، شيء خلقه في يعجزه ال الله ألن

وال صاحبة اتخذ } ما قال . كما وتعالى سبحانه والولد { ولدا.

: القصة فوائد في صح وهذا لها الله واصطفاء ، السالم عليها مريم فضل

إال النساء من يكمل ولم كثير الرجال من )كمل الحديثفرعون( . امرأة وآسيا عمران بنت مريم قدر على يبتلى المؤمن وأن ، الحياة هذه في البالء إثبات. دينه

إال للمؤمنين يقدر ال الله إن صلى الله رسول قال ، خيرا وسلم عليه الله خير( . له كله أمره أن المؤمن ألمر )عجبا

. حقه في محال ذلك وأن والولد الصاحبة عن الله تبرئة. الجهلة بلها ألحقها التي التهمة من مريم براءة

إال منها يخرج ال الطيبة البيئة أن ما هارون أخت } يا طيبا أبوك كان أمك كانت وما سوء امرأ { . بغيا

. السابقة الشرائع في الزنا حرمة } وهزي لعباده ورعايتي ، اإليمان أهل على الرزق إسباغ

عليك تساقط النخلة بجذع إليك رطبا واشربي فكلي جنياي وقر { . عينا

. والتقوى والصالح العفة في عظيم مثل مريم إن { . وفي الله عبد إني } قال تعالى لله عيسى عبودية إثبات. والتثليث التأليه أدعياء من النصارى على رد ذلك. ألمره راد وال ويأمر ويخلق ، لحكمه معقب ال يحكم الله إن

وجعله السالم عليه لعيسى الله اصطفاء ممن وجعله ، نبيا. المهد في يتكلم. الفتنة خشى لمن الموت تمني جواز

. للحامل والتمر الماء أهمية. الوالدين بر فضيلة. والزكاة الصالة أهمية. القيامة يوم البعث إثبات

مقرين اإليمان أهل ولكن ، عيسى في الناس اختالف. ذلك في إشكال وال ورسوله الله عبد وأنه ، بعبوديته

إن القادم الدرس في القصة ونكمل ، الفوائد من هذه وغير

الله شاء،، أعلم والله

السالم عليه عيسى _قصة ( تابع12)

(1/51)

وخبر ، نبوته نذكر حيث السالم عليه عيسى قصة بقية نكمل. عيسى إليها آل التي والنهاية السماء من المائدة

أن إال ، األطفال أكثر ينشأ كما السالم عليه عيسى نشأ فحين ، للناس تظهر بدأت نبوته وعالمات ، فضله بوادر بيوتهم في يدخرون وما يأكلون بما يخبرهم أقرانه مع يلعب

. ما ويعي واهتمام جد بكل له يصغى ، القرية لمعلم حضر وإذا

. وفطنة ذكاء بكل يقوله ، سنة12 وعمره ، المقدس بيت إلى به رحلت أمه إن ثم

ورد ، حديثهم وسمع ، الكهنة ورأى ، الناس مع اندمج وهناك. شبهاتهم عليهم

معهم وخاض ، بمجالستهم وانتفع ، العلماء مجالس حضر ثم عن وغفل ، دنياه نسى حتى والمناقشة والبحث بالسؤال

. ولباسه طعامه كل في تبحث فصارت ، عليه فخافت ، مدة أمه عن فغاب من يئست وقد منزلها إلى عادت ثم خبر وال حس وال ، مكان

. عليه العثور أو أقاربه بعض مع رجع قد أنه ظنت البحث من عيت ولما

وتسأل تبحث القرية إلى فعادت بلده أهل بعض به سافر. تجده فلم في جادة وهي المقدس( ، )بيت إلى أخرى مرة عادت ثم

فوقعت العلماء لمقام وصلت حتى ، أخرى مرة البحث ، ويجادلهم ، يحاورهم العلماء لصيق هو فإذا ، عليه عيناها

. عنها لغيابه وأنبته ، رأته لما فاندهشت نشأ التي الموضع )الناصرة( وهي بلدة إلى أمه به سارت ثم. بها

فكان ، األمين الروح عليه هبط ، عمره من الثالثين بلغ ولما بالدعوة وبدأ ، والحكمة الكتاب الله فأتاه ، رسالته بدء ذلك وجود ظل في متابعته إلى ويدعوهم ، برسالته الناس يخبر

. الضاللة في وانغمسوا )اليهود( طغوا من جماعات. موسى شريعة حرفوا حيث

. المال لجمع وانصرفوا

. للهيكل النذور لتقديم الفقراء تحريض. الحشر وتستبعد ، القيامة تنكر طائفة اليهود ومن

الله فأرسله لذائذها في وانغمسوا ، الدنيا ألهتهم وطائفة وتلك الضالالت هذه من الناس ليخرج بالدعوة تعالى

. الرحمن هدى إلى االنحرافات

(1/52)

وفساد ، اليهود فساد بين ، والتذكير النصح في فأخذ. بالدين ويستهترون ، الناس أموال ينهبون الذين قادتهم

عيسى وأن ، يداهمهم الخطر الدين( بأن )رجال أحس عندئذ. إليه يدعو بما حياتهم عليهم سيعكر

: بل بهم يبال لم ذلك .. ومع ومحاربته مناوأته على فاتفقوا. وشجاعة جرأة بكل صمد

. زيفهم يفند األرياف في وتنقل. رسالته ويشيع: منها باهرة بمعجزات تعالى الله فأيده

األكمه ويبريء فيه منتفخ الطير كهيئة الطين من يخلق إنه في ذلك الله ذكر كما ، الموتى ويحيي ، واألبرص واألعمى

واإلنجيل والتوراة والحكمة الكتاب : } ويعلمه القرآن أني ربكم من بآية جئتكم قد أني إسرائيل بني إلى ورسوال

فيكون فيه فأنفخ الطير كهيئة الطين من لكم أخلق طيرا الله بإذن الموتى وأحي واألبرص األكمه وأبرئ الله بإذن

آلية ذلك في إن بيوتكم في تدخرون وما تأكلون بما وأنبئكم مؤمنين كنتم إن لكم التوراة من يدي بين لما ومصدقا

م الذي بعض لكم وألحل ربكم من بآية وجئتكم عليكم حر هذا فاعبدوه وربكم ربي الله إن وأطيعون الله فاتقوا [ .51 - 48: عمران { ] آل مستقيم صراط

فناسب ، الطب في برعوا عيسى قوم أن التفسير أهل ذكر بهذه الله . فأيده فيه برعوا ما صميم من المعجزة تكون أن

، اآليات . موسى شريعة بعض نسخ وأيضا وكذبه القليل إال به يؤمن لم ، والبراهين اآليات هذه ومع

ا تعالى قال ، الدين ورجال اليهود واسكتبر ، كثيرون : } فلم { ] آل الله إلى أنصاري من قال الكفر منهم عيسى أحس

[ .52: عمران

(1/53)

أنصاري من قال الكفر على التصميم منهم استشعر لما أي فأجابه ، والعمل بالدعوة الله إلى يتبعني من أي ، الله إلى

بالله آمنا الله أنصار نحن الحواريون : } قال الحواريونسول واتبعنا أنزلت بما آمنا ربنا مسلمون بأنا واشهد الراهدين مع فاكتبنا [ .53 – 52: عمران { ] آل الش

السالم عليه عيسى خرج ثم مكان من ينتقل الله إلى داعيا ، السفر وعثاء يتحملون ، معه الحواريون وهؤالء آخر إلى

حاجة بهم ألم وقد ، بينهم فيما فتشاوروا الطريق وشدائد. وفقر

، السماء من مائدة علينا ينزل أن ربك ادع لعيسى فقالوا : إن المسيح فأجابهم ، طعام عليه : الخوان هي والمائدة

وتوكلوا ، لكم فتنة يكون لئال هذا مثل تسألوا وال الله اتقوا ، محتاجون أنهم له فذكروا ، الرزق طلب في الله على

ونزداد القلوب تطمئن وأيضا . وبرسالتك بك إيمانا الله ذكره ما وهي ، مائدة علينا أنزل أن ربه عيسى فدعا أن ربك يستطيع هل مريم ابن عيسى يا الحواريون قال } إذ

ل ماء من مائدة علينا ينز مؤمنين كنتم إن الله اتقوا قال الس قد أن ونعلم قلوبنا وتطمئن منها نأكل أن نريد قالوا

اهدين من عليها ونكون صدقتنا مريم ابن عيسى قال الشماء من مائدة علينا أنزل ربنا اللهم لنا تكون الس لنا عيدا ألو

ازقين خير وأنت وارزقنا منك وآية وآخرنا إني الله قال الرلها أعذبه فإني منكم بعد يكفر فمن عليكم منز أعذبه ال عذابا

[ .115-112 { ] المائدة العالمين من أحدا وطريقة وهيئتها وصفها في للسلف كثير كالم المائدة وفي

جدا. يطول وصولها

(1/54)

الله ضربه مثل هو وإنما شيء ينزل لم إنه مجاهد عن وجابر.

ضاقوا اليهود من أعداءه فإن ، عيسى أمر عليه انتهى ما أما هناك أن ، الزمان ذلك ملك إلى به فوشوا وجوده من رجال

قال كما عنك ويصدهم ، الرعية ويفسد ، الله عن يضل { ] آل الماكرين خير والله الله ومكر : } ومكروا تعالى

[ .54: عمران أيكم : من عيسى فقال ، الحواريين مع بيته في فحاصروه

لذلك فانتدب ، الجنة في رفيقي وهو شبهي عليه يلقى. استصغره إنه قيل ، منهم شاب

مريم ابن عيسى المسيح قتلنا إنا : } وقولهم تعالى قال الذين وإن لهم شبه ولكن صلبوه وما قتلوه وما الله رسول

من به لهم ما منه شك لفي فيه اختلفوا علم الظن اتباع إال قتلوه وما الله وكان إليه الله رفعه بل يقينا عزيزا { ] حكيما

[ .158 - 157: النساء: فرق ثالث الكتاب أهل وافترق

. اليعقوبيين قول .. وهذا السماء إلى صعد ثم بيننا الله كان. النسطوريون وهم الله رفعه ثم ، الله ابن بيننا كان ، المسلمون وهؤالء الله شاء ما ورسوله الله عبد بيننا كان

يزل فلم ، فقتلوها المسلمة على الكافرتان فتظارت اإلسالم الله بعث حتى طامسا وسلم عليه الله صلى محمدا

. عباس ابن عن صحيح سند وهذا. الموفق والله الشهر هذا في قصة وآخر ، درس آخر وهذا

،، وصحبه آله وعلى محمد نبينا على وسلم الله وصلىالفهرس

... ص ... الموضوع م2؟! ... القرآن قصص ... لماذا13... البشر أبو السالم عليه آدم ... قصة27... آدم ابني ... خبر310... السالم عليه نوح ... قصة415... السالم عليه هود ... قصة519... السالم عليه صالح ... قصة624األنبياء( ... )خطيب السالم عليه شعيب ... قصة729... الجنة أصحاب ... قصة833... السالم عليه يونس ... قصة9

38... السبت أصحاب ... قصة10

(1/55)

43... السالم عليه لوط ... قصة1148... السالم عليه عيسى ... قصة1254... السالم عليه عيسى - قصة ... تابع13

(1/56)

(2) الرمضاني الدرس هـ1426 دروس

تأليفالفتحي فايع بن حمزة يزن أبي

لله الحمد حمدا كثيرا طيبا ربنا يحب كما ، فيه مباركا آله وعلى محمد نبينا على وسلم الله وصلى ، ويرضى. أجمعين وصحبه

: وبعد معكم بدأنا قد وكنا ، رمضان من ليلة ثاني في الله فحياكم

في مقتضيات كلمات هـ1425 الماضي رمضان في إحدى عن ومنته الله بتوفيق القرآني( وتحدثنا )القصص

بعض مع ، القرآني السرد حسب تناولت ، قصة عشرة ربما بل ، القرآني بالسياق تضر ال التي التاريخية الزيادات

. مشكله وأوضحت ، مجمله جلت ألنها ، الحميدة والعاقبة ، البارز األثر القصص لتلك وكان من وتبزغ ، وجل عز الله ويحكيها الحق الوحي من تنبع

. الشهر هذا في الصائمين طلبة هو والذي ، المحكم الكتاب القصة عن حديثنا فليس الخروج أو ، العلمي الترف من نوعا وفي ، رمضان في إننا بل ، الشهر هذا وظيفة عن األبعد

الصالحين همم وفي ، المتضاعفة وطاعته ، القويمة عبادته ثمارها تؤدي القصص هذه ولعل ، والمتقين العباد وحياة ،

. وتوفيقه الله بعون ، وقارئيها مستحقيها فياإلفك ( قصة1)

القرآن أشار ، والصبر بالدروس مليئة عظيمة قصة وهذه تفاصيلها في الخوض دون دوافعها وكشف ، أطرافها إلى

السنة كتب في الدقيق وصفها تجدون ولكن ، ودقائقها الصحيحين في مخرجة ثابتة حال كل على وهي والتاريخ. وغيرهما

عصبة باإلفك جاءوا الذين } إن تعالى قوله نسمع وحينما وما اإلفك هو ما ، ذهنك في [ يتردد11: { ] النور منكم. معناه

. والبهتان : الكذب اللغة في واإلفك: القصة وملخص

(2/1)

المصطلق بني لمالقاة خرج وسلم عليه الله صلى النبي إن بين أقرع خرج إذا وكان ، لحربه يجمون أنهم بلغه حيث

على القرعة فخرجت أخذها سهمها خرج فأيها ، نسائه بني تأديب وهو ، العسكري لهدفه فانطلق ، عائشة

اسم إلى ووصل ديارهم هـ( فبلغ6 )سنة وذلك ، المصطلق علموا فلما ، يسيع( بالتصغير )المر له يقال لهم ماء ما

على الله رسول وباغتهم تفرقوا المسلمين جيش لمقدموأحوالهم. ديارهم في مائهم

ثم وعاد ، قتالهم من وسلم عليه الله صلى النبي قضى ثم رضي عائشة فخرجت ، المنازل بعض في نزل عودته في ، عادت ثم حاجتها لبعض فخرجت ، هودجها من عنها الله

فرجعت ، منها سقط وكأنه ، عقدها منها فليس فنظرت أنها وظنوا هودجها يحرك من وقام ، وتأخرت ، عنه تبحث

الجيش واندفع الفترة تلك ، النساء لخفة وذلك ، فيه سائرا. المدينة إلى ليس ، خال المكان فإذا ، انصرافهم بعد عائشة وصلت ثم

ألخذها يعودوا أن راجية ، مكانها فقعدت ، مجيب وال داع فيه عنها الله رضي ونامت عيناها غلبتها المقام بها طال فلما ، في يحرس قد كان – صحابي قول على إال تستيقظ فلم ،

وإنا لله )إنا – الكثير النوم طبعته من وكان الجيش أخرياتراجعون( . إليه ألنه ، عرفها رآها فلما ، السلمي المعطل بن صفوان وهو

قد وكان ، وجهي : )فحمرت هي قالت الحجاب قبل رآها قد إال استرجاعه بعد منه كان فما فعرفني( ، الحجاب قبل رآني

ثم ، واحدة كلمة يكلمها ولم ، فركبتها ناقته لها قرب أن تكلم الناس رآها فلما الجيش أدرك حتى ، يقودها بها سار فرصة سلول ابن الخبيث ووجد ، شاكلته حسب شخص كل

اإلسالمية الدعوة وتحطيم ، النبوي المقام من للحط سانحة عليها ستنزل أنها هو رآها ، ضربة العمق في وضربها ،

سوأة وتلحقها خطابها، وتلطخ ، صفوها تعكر ، كالصاعقة. التاريخ ولعنة ، الدهر

(2/2)

)والله المشهد رأى لما قال أن السيرة كتب ذكرته مما وكان ، الناس في المقالة هذه وفشت منها( ، نجا وال منه نجت ما

في ويفرقه ويشيعه ، اإلفك يستوسني الخبيث وجعل منهم كبره تولى : } والذي تعالى بقوله المعني وهو الناس

{ عظيم عذاب له وقام ، معظمه تولى : أي كبره قوله [ ومعنى11: ] النور

. وإذاعته نشره على ، بزوجه الظن يحسن والرسول ، المدينة الجيش وصل

للكيد استعملوها النفاق أرباب ولكن صفوان وبالصحابي. ودعوته ، الله رسول عرض من والنيل

بنت حمنة نحو ذلك في الصحابة بعض انزالق المؤسف ومن من مع خاضوا حيث عنهم الله رضي وحسان ومسطح جحش إذ } لوال فقال ذلك في القرآن عاتبهم وقد ، خاض

بأنفسهم والمؤمنات المؤمنون ظن سمعتموه وقالوا خيرا يأتوا لم فإذ شهداء بأربعة عليه جاءوا لوال مبين إفك هذا

هداء { الكاذبون هم الله عند فأولئك بالش [ .13 - 12: ] النور

فتألم ، الله رسول إلى الخبر نما بصبره قاوم ولكن ، كثيرا وجلس ، العميق منتظرا ولزوجه له بالء اإلفك وكان ، متأمال. عنهم الله رضي عائشة والدي وزوجه بكر وألبي

الناس يقول بما تعلم تكن لم ، المدينة وصولها حين وعائشة أم فعثرت أثاثه بن مسطح أم مع يوم ذات خرجت حتى فيها

عائشة فقالت ، مسطح : تعس فقالت ، مرطها في مسطح شهد لرجل قلت ما لعمري : بئس بلغك ما : أو قالت ، بدرا فحدثتها ؟ الخبر : وما عائشة قالت ؟ بكر أبي بنت يا الخبر

. باإلفك ، مكان كل من الغم وجاءها ، شديد كرب في عائشة فوقعت

، بنوم تهنأ ال ، بيتها إلى وعادت ، واألحزان الدموع وأحاطتها : حكيمة كلمة لها فقالت أمها وحدثت ، دموع لها يجف وال

رجل عند وضيئة امرأة كانت لقلما فوالله ، عليك )خففيائر ولها ، يحبها عليها( . أكثرن إال ، ضر

(2/3)

واألمر رمضان ودخل ، شعبان في ذلك وكان ، شهر مضى يشتاق وسلم عليه الله صلى الله رسول وكان ، ينقضي لم الله ينزل لو ؟! وراءه ومن البالء تكشف رؤيا يرى أو ، قرآنا

: أحمي وقالت جحش بنت زينب وسأل ، صحابته فاستشار إال عليها علمت ما ، وبصري سمعي . خيرا

خاض كمن تخض لم بالورع( أي الله : )فعصمها عائشة قالت.

. الصحابة من غيرها واستشار أبواها وعندها عائشة على وسلم عليه الله صلى دخل ثم

قارفت كنت : )إن عائشة يا لها فقال ، تبكي وهي سوءاالله( . فسيبرئك بريئة كنت وإن ، الله إلى فتوبي

أي يستطع فلم ، الله رسول ليجيبا لوالديها إلى فالتفت

. اإلجابة منهما واحد الناس به يتحدث ما سمعتم إنكم علمت : )لقد قالت ثم

ال بريئة أني لكم قلت ولقد ، ذلك نفسكم في ووقر ولكم لي أجد ما ووالله تصدقوني يوسف والد قول إال مثال

: { ] يوسف تصفون ما على المستعان والله جميل } فصبر18. ] ، وسلم عليه الله صلى الله رسول على الخطب اشتد ثم

آذاه من على النصرة يطلب أي الناس من يستعذر فقام في آذاه بلغني رجل من يعذرني : من الناس : )أيها فقالخيرا( . إال أهلي على علمت وما ، أهلي

من كان إن ، منه أعذرك والله : أنا حضر بن أسيد فتكلم أمرتنا الخزرج إخواننا من كان وإن ، عنقه ضربنا األوس. أمرك فيه ففعلنا. تقتله ال الله لعمر : كذبت عبادة بن سعد فقام عليه الله صلى الله رسول فخفضهما يقتتالن الحيان وكاد

. بينهما الفتنة وقطع وسلم

(2/4)

، وسلم عليه الله صلى الله رسول غشى الشهر آخر في ثم من أول فكان يضحك وهو ، عنه سري ثم ، الوحي وجاءه أمها الله( فقالت برأك فقد ربك احمدي ، عائشة )يا به تكلم

وال ، إليه أقوم ال والله : ال فقالت ، الله رسول إلى : قومي الذين } إن فيها اآليات الله أنزل ثم ، تعالى الله إال أحمد تحسبوه ال منكم عصبة باإلفك جاءوا خير هو بل لكم شرا

من اكتسب ما منهم امرئ لكل لكم كبره تولى والذي اإلثم المؤمنون ظن سمعتموه إذ لوال عظيم عذاب له منهم

بأنفسهم والمؤمنات جاءوا لوال مبين إفك هذا وقالوا خيراهداء يأتوا لم فإذ شهداء بأربعة عليه الله عند فأولئك بالش الدنيا في ورحمته عليكم الله فضل ولوال الكاذبون هم

كم واآلخرة ونه إذ عظيم عذاب فيه أفضتم ما في لمس تلق وتحسبونه علم به لكم ليس ما بأفواهكم وتقولون بألسنتكم

لنا يكون ما قلتم سمعتموه إذ ولوال عظيم الله عند وهو هينا أن الله يعظكم عظيم بهتان هذا سبحانك بهذا نتكلم أن

لمثله تعودوا اآليات لكم الله ويبين مؤمنين كنتم إن أبدا في الفاحشة تشيع أن يحبون الذين إن حكيم عليم والله يعلم والله واآلخرة الدنيا في أليم عذاب لهم آمنوا الذين

الله وأن ورحمته عليكم الله فضل ولوال تعلمون ال وأنتم [ .20 - 11: { ] النور رحيم رءوف

(2/5)

شأني في الله ينزل أن ظننت ما : )والله تقول وكانت وحيا ، أمري في بالقرآن يتكلم أن من نفسي في أحقر وألنا ،

يبرئني رؤيا النوم في الله رسول يرى أن أرجو كنت ولكنيالله( .

وتال ، الناس في وسلم عليه الله صلى الله رسول وخطب ومسطح كحمنة عائشة قذف من وجلد ، نزل ثم ، اآليات

بين خالف ذلك في ، أبي ابن جلد هل واختلف ، وحسان أن علم لما ، النفقة مسطح منع قد بكر أبو وكان ، العلماء

عليه فأنزل ، عيه ينفق أال فأقسم ، عائشة في تكلم معاتباعة منكم الفضل أولوا يأتل : } وال له أولي يؤتوا أن والس

وليعفوا الله سبيل في والمهاجرين والمساكين القربى { رحيم غفور والله لكم الله يغفر أن تحبون أال وليصفحوا

[ .22: ] النور. لنا الله يغفر أن نحب : بل بكر أبو فقال إلى ورجوعه ، نفسه وطيب ، بكر أبي فقه على يدل وهذا: يقول بعضهم انشد . وقد ظلمه عمن وعفوه ، الحقمسطح…………… من الذنب قدر فإن

أفقه من النجم قدر يحط………………………… جرى قد الذي منه جرى وقد

حقه في الصديق وعوتب…………… ، شيء إلى القرآن أشار التي ، اإلفك قصة ملخص هو هذا

بها يتعظ موعظة وجعلها ، اإليمان ألهل عبرة الله وساقهامنها: مهمة فوائد وفيها ، وبصيرة قلب ذي كل الله رسول خاضها كبيرة معركة تعتبر القصة هذه أن

. األعداء مع وصحابته استطاع الذي وسلم عليه الله صلى المتين صبره بيان فيها أشد مخاطر في الوقيعة وتجاوز غيظه كظم خالله من

. وأغلظ. اإليمان وأهل الله رسول حق في االبتالء تأكيد للمواقف واستنهازهم الدعوة على المنافقين خطورة بيان

أهدافهم. لتنفيذ الحرجة طيات في تكون المحتة وأن ، شأنها وإظهار عائشة فضل

تكرهوا أن } فعسى تعالى قال وكما ، المحن ويجعل شيئا فيه الله خيرا [.19: { ]النساء كثيرا

(2/6)

وهي ، للعقوبة مستحق فاعله وأن ، المسلمين قذف تحريم. جلدة ثمانون الجلد

آيات فيها ينزل أن شأنها من صغرت حين عائشة تواضع. تبرئها الوقيعة من الله عصمها حيث عنها الله رضي زينب فضلوورعها. دينها بسبب للدعوة المستحكم عدائه وبيان ، سلول ابن طوية خبث

. وأهلها مسائل وثمة ، القصة من والدروس الفوائد أشهر هذه

استوفاها أخرى وفوائد قصة وهي ، المعاد زاد في القيم وابن الفتح في حجر ابن

والعظات المعاني واستنباط واالعتبار، بالتأمل خليقة جليلة.

،، محمد نبينا على وسلم الله وصلىسبأ ( دولة2)

وعن عظيمة دولة عن نتكلم أن يسعدنا المساء هذا في ، الشامخة وبالقصور العريض بالملك امتازت ، منيفة حضارة

الخصب والرجاء ، البهيج العيش صنوف من الله آتاها حيث. بشر يحوزه أو أمه تؤتاه لم ما

، قرآنية قصة فهي ، القرآن في خبرها الله حكى الدولة هذه كان : } لقد تعالى قال ، مثيرة وأخبارها باهرة آياتها لسبإ

ربكم رزق من كلوا وشمال يمين عن جنتان آية مسكنهم في [ .15: { ] سبأ غفور ورب طيبة بلدة له واشكروا

آبائهم من رجل هذا سبأ ، اليمن في سبأ مساكن كانت بنى حيث ، الكثيرة بالمنن الله متعهم وقد ، إليه نسبوا

األقادم ملوكهم ، به واالنتفاع الماء لحفظ عديدة سدودا امتاز الذي مأرب( ، )سد السدود من بنوه ما أشهر ومن

والبساتين ، الياغة الجنات به فحفت ، والسعة بالمنعة: قال كما ، والبركات ، بالخيرات حياتهم وازدهرت ، الباهرة

له واشكروا ربكم رزق من كلوا وشمال يمين عن } جنتان والشكر النعم هذه حق { فكان غفور ورب طيبة بلدة

. واالستعالء اإلعراض وليس واإلنابة!! لآلسف ولكن

الحياة بزينة واغتروا ، وأعرضوا ، فكذبوا ، الرسل جاءتهم راسخين وبحضارتهم ، خالدين بأموالهم أنهم وظنوا ، الدنيا

.

(2/7)

)الجرذ( تسمى صغيرة دويبة عليهم الله سلط حتى لبثوا فما قال كما ، معاشهم وخربت ، جناتهم وسحقت ، سدهم نقبت وبدلناهم العرم سيل عليهم فأرسلنا : } فأعرضوا تعالى

قليل سدر من وشيء وأثل خمط أكل ذواتى جنتين بجنتيهم [ .16: { ] سبأ

. تعالى الله قلله أفضله السدر كان ولما ، الله أفناها وكيف الجنات هذه تبددت كيف إخوان يا فتأملوا كانت أن بعد مذر شذر وجعلها شيئا ، جميال ومنظرا ، خالبا

فيمتلئ ، المكتل رأسها وعلى تدخل كانت المرأة إن حتى ، أسفارهم في حتى ، وكلفة عنت دون المتساقطة بالثمار

ينزلون ال كانوا فتمنوا ، والنماء الزاد ويجدون إال منزالفقالوا ذلك خالف

ظاهرة قرى فيها باركنا التي القرى وبين بينهم } وجعلناير فيها وقدرنا ليالي فيها سيروا الس : { ] سبأ آمنين وأياما

وال زاد بال المقدس لبيت اليمن من يسافرون [ . كانوا18 المفاوز تمنوا لكن ، والرخاء الخير وجدوا نزلوا حيث ، ماء

والمشاق !! بطرا { أنفسهم وظلموا أسفارنا بين باعد ربنا : } فقالوا فقالوا [ .19: ] سبأ وصاروا ، الحضارة تلك وزالت ، والتمكين الملك ذلك وذهب

. الناس بهم يتحدث أحاديث نجازي وهل كفروا بما جزيناهم } ذلك تعالى قال الكفور إال

: قالوا ، شملهم وتمزق ، حضارتهم [ ذهبت17: { ] سبأ مكة إلى وخزاعة يثرب إلى وأنمار ، الشام إلى هرعت غسان

. عمان إلى واألزد ، ومن ، ويمتع يبهر ما والعظات الدروس من القصة هذه وفي: ذلك. والزوال الدمار بوابة الكفر وأن ، البقاء ضمان اإليمان إن

(2/8)

وأسبغ ورزقهم خلقهم وأنه ، عباده على الله امتنان بيان الله ينعم الناس وبعض ، ويشكروه ليعبدوه النعم عليهم

يرى ال ثم ، ومتاجر وعقارات أموال ، كثيرة بنعم عليه عابدا ومصليا . شاكرا على الله أوجب ما ونسيان الدنيا في االنغماس خطورة

. العباد النكران وأن نكرانها من والحذر ، النعم شكران وجوب. والفناء للزوال طريق ، يتوبوا لم إذا ، والمكذبين للظالمين العقوبة تعجيل

. ربهم إلى ويرجعوا من يتوقعون ال بما أهلكهم حيث الله على الظالمين هوان الذي ، الجرذ بفعل نهايتهم سبب وجعل المخلوقات صغار

. جناتهم وخرب ، خيرهم دمرالنضير بني ( قصة3)

المدينة في الكائنة اليهود بطون من بطن النضير بنو. القرآن في خبرهم علينا الله . حكى المنورة

من كفروا الذين أخرج الذي } هو اآلية هذه تسمع قد فإنك يخرجوا أن ظننتم ما الحشر ألول ديارهم من الكتاب أهل

حيث من الله فأتاهم الله من حصونهم مانعتهم أنهم وظنواعب قلوبهم في وقذف يحتسبوا لم بيوتهم يخربون الر

{ األبصار أولي يا فاعتبروا المؤمنين وأيدي بأيديهم [ .2: ] الحشر

؟! القرآن يقصد ومن هنا المعنى عن فنتساءل حاصرهم الذي ، النضير بني يهود : هم هنا والمقصود

الله رسول حصارا : خمس وقيل ، ليال ست قيل شديدا نخيلهم وحرق ، ليلة عشرة . عليهم تشديدا إليهم وسلم عليه الله صلى خرج أنه الغزوة سبب وكان

أمية بن عمرو قتلهم الذين الرجلين دية في يطلبهم الضهري المعاهدة بنود حسب عليهم يجب ذلك وكان ، خطئا

نقضي حتى هنا ها اجلس ، القاسم أبا يا : )تفضل فقالوا جدار جنب إلى وسلم عليه الله صلى فجلس حاجتك( ،. أصحابه من طائفة معه وكان ينتظرهم

(2/9)

صلى الله رسول على فتآمروا ، يتشاورون اليهود وجلس : فقالوا ، السانحة الفرصة هي هذه وأن ، وسلم عليه الله

.. فقال رأسه على يلقيها ويصعد الرحى هذه يأخذ أيكم

تفعلوا : ال مشكم بن سالم وحذرهم ، أنا جحاش بن عمرو بيننا الذي العهد لنقض وإنه ، به هممتم بما ليخبرن فوالله. سيدهم بكالم يهتموا لم ولكن ، وبينه

ولم فنهض بمكيدتهم فأخبره ، السالم عليه جبريل فجاءه. أصحابه به يشعر

يقول النضير بني إلى مسلمة بن محمد أرسل حتى لبث وما أجلتكم وقد ، بها تساكنوني وال المدينة من : )اخرجوا لهم

عنقه(. ضربت بها ذلك بعد وجدت فمن ، عشرا رأس إليهم كتب لكن للخروج التهيؤ وبدأوا ، اليهود فارتعب

من تخرجوا وال ، وتمنعوا اثبتوا أن سلول ابن المنافين فيموتون ، حصنكم معكم يدخلون ألفين معي فإن دياركم لنخرجن أخرجتم : } لئن بقوله الله عناه ما وهو ، دونكم فيكم نطيع وال معكم أحدا { لننصرنكم قوتلتم وإن أبدا

[ .11: ] الحشر معنوياتهم وارتفعت ، والتأييد بالثقة أحسوا ، عنئدذ

. المسلمين جيش لمواجهة ال : )إنا الله رسول إلى أخطب بن حيي رئيسيهم فبعثبدالك( . ما فاصنع ، ديارنا من نخرج الداخلية والمواجهة الحرب بخطورة الله رسول شعر عندئذ

. األعداء وتحرش العرب عدوان من يسلم لم وهو ، هؤالء مع التهديد بعد بقائهم ولمشكلة ، النضير بنو عليه أقدم ما لكن

على وسلم عليه الله صلى الله رسول حمل ، العهد ونقض مواجهتهم . النتائج كانت أيا

، الحصار عليهم وضرب ، المؤمنة الله وجنود هو فانطلق على والحجارة النبل يرمون وبدأوا ، اليهود وتحصن

. المسلمين وحرق ، بمحاصرتهم وسلم عليه الله صلى الله رسول فقام المحاصرة من نوع وهذا ، عيشتهم مصدر هو الذي النخل

. لهم النفسي واإلرهاب ، االقتصادية

(2/10)

تركتموها أو لينة من قطعتم : } ما تعالى يقول ذلك وفي { الفاسقين وليخزي الله فبإذن أصولها على قائمة

فما الفساد، عن تنهي : إنك قريظة [ . فقالت5: ] الحشر اآلية هذه تعالى الله فأنزل ؟ األشجار بقطع تأمر بالك مؤيدا

. ورضاه الله بإذن كله ، حرقها أو بقاءها وأن ، رسوله لفعلق الصحيح في كما عمر ابن قال بني نخل الله رسول : حر

. البويرة وهي ، وقطع ، النضير: حسان قال هذا وفي……… لؤي بني سراة على وهانمستطير بالبويرة حريق

: الحارث بن سفيان أبو فأجابهالسعير جوانبها في ... وحرق صنيع من ذلك الله أدام

نضير أرضنا أي ... وتعلم بنزه منها أينا ستعلم وظنوا ، مكان كل من النضير بني على والتنكيل البالء واشتد

، الرعب عليهم فسلط ، الله من حصونهم مانعتهم أنهم سلول ابن وخانهم ، قريظة واعتزلتهم الهلع فيهم ودب

: حالهم الله فشبه ، المنافقين رأسيطان } كمثل ا اكفر لإلنسان قال إذ الش إني قال كفر فلم

[ .16: { ] الحشر العالمين رب الله أخاف إني منك بريء المدينة( عن نخرج )نحن الله رسول إلى أرسلوا عندها

وحقن ، السالح إال اإلبل حملت ما لهم أن على فأخرجهم. دماءهم أبواب كسروا إنهم حتى أمتعتهم يحملون بالرحيل فبدأوا المؤمنون وكان لحملها استحسنوها التي كلها البيوت

. الحصار مدة لهم القتال يتسع لكي يخربونها المؤمنين وأيدي بأيديهم بيوتهم } يخربون قوله معنى فهذا

[.2: { ] الحشر وهي ، الشام أذرعات إلى صاغرين مدحورين خرجوا ثم

{ . الحشر } ألول بقوله المراد وهذا المحشر أرض في لعذبهم الجالء عليهم الله كتب أن } ولوال تعالى قال

[ . والجالء3: { ] الحشر النار عذاب اآلخرة في ولهم الدنيا. الشام إلى المدينة من خروجهم : هو

(2/11)

وا بأنهم } ذلك بقوله ذلك سبب تعالى وبين الله شاق : { ] الحشر العقاب شديد الله فإن الله يشاق ومن ورسوله

4. ] أموالهم وكانت الفيء أحكام ذلك بعد تعالى بين ثم أفاء فيئا

، مبارزة وال قتال فيها يحصل لم حيث ، رسوله على بها الله الصحيحين في كما عمر قال ، بالرعب الله هزمهم وإنما

لم مما رسوله على الله أفاء مما النضير بني أموال )كانت الله لرسول فكانت ، ركاب وال بخيل عليه المسلمون يرجف

خالصة(

ولم ، خاصة األوائل المهاجرين في الله رسول وضعها وقد. لفقرهما حنيف بن وسهل دجانة أبا إال األنصار من يعط

الحشر سورة كلها هـ( تناولتها4 )سنة الغزوة هذه وكانت : قال الحشر سورة يقول من سمع إذ عباس ابن إن حتى. البخاري صحيح في النضير( كما سورة )قل: يلي ما الفوائد من القصة هذه وفي الحقد من قلوبهم عليه تنطوي وما ، اليهود خطورة بيان. وسلم عليه الله صلى صاحبها وعلى الدعوة على فإذا ، يغدروا لم ما األعداء مع والمواثيق العهود كتابة جواز

. محاربين وأصبحوا عهدهم انقض غدروا األعداء محاصرة جواز عليهم والتضييق ، اقتصاديا معيشيا. نخيلهم بحرق صنع كما

. والسالم الصالة عليه لرسوله ورعايته الله حفظ قلوب في المقذوف والهلع بالرعب لرسوله الله نصر

. والمجرمين األعداء أفاء مما كانت النضير بني أموال وأن ، الفيء أحكام بيان. المهاجرين فقراء في جعلها وقد ، رسوله على الله

. وأذنابهم المنافقين من الداخل أعداء دور شناعة كما ، جدر وراء من إال يقاتلون ال وأنهم اليود حيل كشف

يقاتلونكم : } ال تعالى قال جميعا نة قرى في إال أو محص تحسبهم شديد بينهم بأسهم جدر وراء من وقلوبهم جميعا

[ .14: { ] الحشر يعقلون ال قوم بأنهم ذلك شتى

(2/12)

غاية مختلفون وأنهم ، والمنافقين اليهود تشتت بيان. اإليمان ألهل فرصة وذلك ، االختالف

،، أعلم تعالى واللهالفيل ( أصحاب4)

ربك فعل كيف ترى } ألم بقوله تعالى الله عناهم من هم عليهم وأرسل تضليل في كيدهم يجعل ألم الفيل بأصحاب

يل من بحجارة ترميهم أبابيل طيرا كعصف فجعلهم سج [ .5 - 1: { ] الفيل مأكول

بملك استقلت الحبشة : أن الفيل أصحاب خبر وملخص نواس ذو وهالك حمير دولة سقوط بعد اليمن في غريقا الذي األشرم أبرهة اليمن على النجاشي عامل وكان ، البحر أن بعد ، إليه الحكم آل ثم ، ارياط يدعي آخر قائد مع تنازع النجاشي سيده فاسترضى نزاعهما من النجاشي غضب

يبن لم اليمن بأرض كنيسة لك سأبني : )إني له قال أنه رغممثلها( . قبلها إلى وغيرها اليمن من الناس يتدافع أن عليه عز : بل وقيل

أن فأراد ، المسيحي الدين اضمحالل على وخشى ، مكة يبني شيئا فبنى ، مكان كل من الناس يؤمه ، للكعبة مضاهيا

إليها الناظر ألن )القليس( الرتفاعها العرب سمتها كنيسة وأراد ، بنايتها ارتفاع من رأسه عن قلنسوته تسقط تكاد في كنيسته إلى الكعبة من الناس يحول أن األشرم هذا

الصنيع هذا العرب فألم ، ذلك إلى الناس ودعا ، اليمن صنعاء في الكعبة ينافس مقدس عظيم مكان يوجد أن وغاظهم ،

وأحدث ودخلها ليال، كنانة من عربي رجل فقصدها ، الشرف. فيها صنع : )إنما له وقالوا ، أبرهة أخبروا ذلك السدنة رأى فلما قريش بعض هذا وقيل به( ، هذا ضاهيت الذي ، لبيتهم غضبا

فيها أحدثوا قرشيون فتية : بل صنع فماذا فاحترقت نارا؟! األشرم

وليخبرنه ، مكة إلى ليسيرن وأقسم ، وأرعد وأزبد ، غضب كعبتها حجرا. حجرا الخبيث فجهز جيشا كبيرا له يعترض من يقهر حتى ، عرموما

معه وأخذ ، فيال . قط مثله ير لم ، الجثة كبير عظيما

(2/13)

واألهم ، واإلخافة اإلرهاب نريد ألجل الفيل اصطحب طبعا السالسل تجعل أن الخطة فكانت ، الكعبة هدم يستطيع لكي الحائط ليلقي يزجر ثم الفيل عنق في توضع ثم األركان في

. واحدة جملة البيت على الخطيرة أبرهة بعزيمة العرب سمعت عندها ، االستسالم وعدم مجابهته فقرروا ، وشرفهم عزهم وعلى

. عليهم انتصر لكنه ، طريقه في قبائل عدة فقاتلته بيتهم يهدم لئال صانعوه رأوه )ثقيف( فلما آخرهم من وكان

معه وبعثوا ، )الالت( فأكرمهم رغال( بمثابة )أبا يدعي رجال مكة قرب موضع بلغ حتى األفيال ومعه الجيش فسار الدليل ضمنها ومن ، للمكيين ترعى إبل )المغمس( وفيه يسمى

. وسلم عليه الله صلى النبي جد ، المطلب لعبد بعير مائتا رجل بأشرف يأتيه أن العرب بعض أبرهة كلم ذلك أثناء وفي أن إال لقتالكم يجيء لم الملك أن يخبره وأن ، مكة في

. البيت عن تصدوه

حربه نريد ما : )والله فقال أبرهة بمراد المطلب عبد فأخبر خليله وبيت ، الحرام الله بيت هذا طاقة من بذلك ومالنا ،

بينه يخلي وإن ، وحرمه بيته فهو منه يمنعه فإن إبراهيممنه( . رفع عندنا ما فوالله وبينه المطلب عبد فذهب إليه معي : فاذهب أبرهه رسول فقال

وكان ، ووقره أجله رآه فلما ، أبرهه إلى رجال حسن جسيما. المنظر

. البساط على وجلس ، سريره عن األشرم ونزل؟ حاجتك : ما فقال. رجالك أخذها بعير مائتي الملك على يرد أن : حاجتي فقال مائتي في تكلمني ، كلمتني حين فيك زهدت : قد فقال وتترك ، بعير . لهدمه جئت قد آبائك ودين دينك هو بيتا

للبيت .. وإن اإلبل رب )أنا المطلب عبد فقال سيمنعه( . ربا. مني ليمتنع كان : ما الخبيث فقال. وذاك : أنت فقال

، مكة من يخرجوا أن القرشيين خاطب المطلب عبد إن ثم الجبال برؤوس ويتحصنوا بجيش يحل قد مما عليهم تخوفا

الله يدعون نفر ومعه ، الكعبة باب إلى هو وعمد ، أبرهة. وجيشه أبرهة على ويستنصرونه

: التاريخ كتب في اشتهر فيما وقال

(2/14)

رحالك فامنع ... رحله .. يمنع المرء إن هم ال ... ومحالهم صليبهم يعلبن ال محالك أبدا

وتهيأ ، عليه وعزم ، أراد لما أبرهه ذهب الغد كان فلماه وفيلته بجيشه ولم الفيل فبرك ، لمكة الضخم الفيل . ووج يحرك . ساكنا

فوجهوه ، فأبى شيء بكل وحركوه ، رأسه في فضربوه فسار لليمن كلما وكان ، فبرك مكة جهة فأعادوه راجعا

وجه إذا فإنهم ، مكة إال ، وهرول تحرك لجهة وجهوه عليهم الله سلط ، ذلك أثناء في ثم ، وبرك استحسر طيرا

ثالثة طائر كل مع والتلبسان الخطاطيف أمثال ، البحر من إال منهم أحد يصيب ال ، الحمص أمثال الحجارة وهذه أحجار

. هلك المدجج الجيش وخرج مهزوما مدحورا عن يسألون ، فارا فأسروه اعترضهم ممن وكان الطريق يدلهم حبيب بن نقيل

: يقول الجبال رأس على وهو نفيل وجعل

الطالب واإلله المفر أين؟! الغالب ليس المغلوب واألشرم

يسقط أبرهة وكان ، ويتساقطون يهلكون وجعلوا عضوا هناك وهلك ، الفرخ مثل وهو ، صنعاء به قدموا حتى ، عضوا

. ألم الفيل بأصحاب ربك فعل كيف ترى : } ألم تعالى قال

كيدهم يجعل عليهم وأرسل تضليل في من بحجارة ترميهم أبابيل طيرا

يل كعصف فجعلهم سج{ . مأكول

وسلط وإبطال ذهاب أي ضالل في كيدهم جعل والمعنى من كحجارة وتحصيهم مجتمعة الطير من جماعات عليهم. مطبوخ وطين حجر من مكونة أي سجيل بكل ، دبره من وتخرج الرجل أعلى من تدخل الحجارة وكانت

فهلكوا وصالبة قوة . جميعا أو ، التبن وهو { ، مأكول كعصف } فجعلهم تعالى قال

اليمن ملك آل ثم ، البهائم مأكول من الحبة على القشرة خرج ثم يكسوم، ابن ورثة ، أبرهة هالك بعد إذ ، أهله إلى

على فاستعانه كسرى إلى الحميري زين ذي بن سيف للتهئنة العرب وفود وجاءته اليمن ملك فرد فأعانه ، الحبشة

.

(2/15)

خيرهم في الله أنزل وقد ، الفيل أصحاب قصة ملخص هذا النبي ولد العام هذا وفي ، كتابه في تتلى صغيرة سورة. وسلم عليه الله صلى: القصة هذه من والعبر الفوائد وأهم يد هي تطاله يد أي وأن الحرام لبيته وحفظه الله صيانةواإلزالة. البتر حقها ، طاغية

واحترامه ، البيت تعظيم من الجاهلية أهل عليه كان ما بيان. مشركين كونهم مع ،

. الربوبية بتوحيد الجاهلين إقرار ، للعرب شرف وهو بيته بحماية للقرشيين الله تشريف

. خاصة البالد ولهذه. ويندحر ويخسأ ، يغلب وشعائره الله يغالب من

أتت أبابيل بطير الله أهلكهم حيث ، المعتدين الغزاة حقارة. صغيرة حجاة تحمل ، مجتمعة

فإنه ، وتجبر طغا مهما ، وخاتمة نهاية ومعتد ظالم لكل أن. مدحور هالك مستعل كل في النافذة وعزته ، العظيمة الله قدرة بيان. نفسه قدر ونسى ، حده تجاوز إذا جبار

، به الناس وأرخ ، العرب عند الفيل بعام العام هذا عرف. السالم عليه آدم ولد سيد ولد وفيه كعصف } فجعلهم الفيل أصحاب إليها آل التي النهاية قبح

{ . مأكول الله بشعائر المساس يحاول ظالم لكل نذارة فيها إن

. وحرماتهالسالم عليه موسى ( والدة5)

أولي أحد وهو ، العظام الله أنبياء من السالم عليه موسى ، الكبيرة باألحداث حياته امتألت وقد ، الرسل من العزم من نتخير وسوف ، ومرات مرات القرآن في ذكره وتكرر

: تيسر ما األحداث تلك فمنها والدته : خبر أوال

كان فقد ، للدهشة مثيرا يقرأ بمن جدير بالعبرة ممتلئا. فيه ويتدبر ، سيتأمله أنه القصص ويحب ، القرآن : قال ما بعد القصص مطلع في الله ذكرها الوالدة وقصة من عليك } نتلو إن يؤمنون لقوم بالحق وفرعون موسى نبإ

أهلها وجعل األرض في عال فرعون طائفة يستضعف شيعاه نساءهم ويستحي أبناءهم يذبح منهم المفسدين من كان إن

} [ .4 - 3: ] القصص

(2/16)

بني استضعف أنه الجبار الطاغية فرعون أمر من كان يقتل كان فقد ، واألذيات اإلهانات فيهم وأعمل ، إسرائيل. نساءهم ويستحي ، أبناءهم زوال أن فرعون مملكة في شاع قد : إنه ذلك في والسبب

. إسرائيل بني من طفل يد على مجده وذهاب ملكه ويترك إسرائيل بني أبناء يقتل فصار لفرعون الخبر فوصل. واإلهانة للخدمة النساء

يفنى أن القبط خافت ، إسرائيل بني في القتل استمر فلماروا ، إليهم والمهن األعمال فتنتقل ، إسرائيل بنو إلى فأس

اقتل أن فرعون واترك ، عاما يقمن لن النساء ألن ، عاما التي السنة في السالم عليه هارون فولد ، الرجال بأعمال

الذي العام في السالم عليه موسى وولد ، األوالد فيها تترك )جهاز فرعون عند . وكان الله من حكمة األوالد فيه يقتل

على يدرن وقوابل موكلين من مكون ذلك رقابي(على ولدت وإن ، تركتها جارية ولدت فإذا الحوامل يقيدن ، النساء

الطفل وذبحوا الذباحون دخل ذكرا. الله قبحهم

ثم الحمل عالمات عليها يظهر لم موسى أم حملت فلما وقع فلما ، وضعته خافت ذكرا خوفا .. منه وذعرت ، شديدا

؟! لماذا الذين ، فرعون جزارو سيتركه وكيف ، مصيره ستعرف ألنها

. سنة دون سنة في الصبيان يقتلون قلبها في قذف وقد ، والحزن الشديد باأللم أحست فلما : } وأوحينا السورة في ذكره ما خلدها في الله ألقى ، حبه اليم في فألقيه عليه خفت فإذا أرضعيه أن موسى أم إلى المرسلين من وجاعلوه إليك رادوه إنا تحزني وال تخافي وال

[.7: { ] القصص: أمور عدة هنا إذن

. بالرضاعة قومي. البحر في ارميه عليه الخوف عند

. تحزني وال عليه تخافي ال. به لتأنسي إليك سنعيده

. بالدعوة المرسلين من وسنجعله

(2/17)

فكانت ، النيل حافة على كان دارها أن الله تقدير ومن وربطت ، تابوت في البحر في ألقته خافت فإذا ، ترضعه

فألقت منه خافت من عليها دخل مرة ذات وفي عندها ذلك فطار ، عندها تربطه أن ونسيت ، البحر في الصندوق هذا

الجواري فرأته ، فرعون قصر إلى وصل حتى بالتابوت الماء ، مزاحم بنت آسية فرعون زوج على وأدخلوه ، فاحتملوه

غالم هو فإذا ، الصندوق فتح فلما ، صالحة امرأة وكانت ، محبته قلبها في الله وأوقع ، الله خلق ما أجمل من صغير أحبه إليه نظر من كل موسى وكان وشرعا. طبعا حل الذي الغالم هذا بأمر الخبيث الطاغية علم على ضيفا

يكون أن خشية قتله فأراد ، القصر فخاصمته ، إسرائيليا : تعالى قال كما ، تقتلوه ال ولك لي عين قرة وقالت زوجته

لهم ليكون فرعون آل } فالتقطه عدوا فرعون إن وحزنا

ة فرعون امرأة وقالت خاطئين كانوا وجنودهما وهامان قر نتخذه أو ينفعنا أن عسى تقتلوه ال ولك لي عين ال وهم ولدا

[ .9 - 8: { ] القصص يشعرون لك : أما قال ، ولك لي عين : قرة له قالت لما أنها يروى واتخذته به انتفعت كذلك فكان ، فال لي وأما ، فنعم ، لها ابنا

ازداد حيث ، بسببه المجرم وأشقى ، بسببه الله وهداها كفرا . وعدوانا

قلبها صار البحر في ابنها اختفى لما موسى أم أما فارغا سره تفشي كادت حتى ، ابنها اال الدنيا عن شيء كل من موسى أم فؤاد : } وأصبح قال كما لها الله تثبيت لوال فارغا من لتكون قلبها على ربطنا أن لوال به لتبدي كادت إن

{ المؤمنين [ .10: ] القصص

إلى انظري ، أثره تتبعي : قصيه الكبرى الخته قالت إنها ثم، مكانه حل أين

(2/18)

يه ألخته } وقالت يشعرون ال وهم جنب عن به فبصرت قص المراضع عليه حرم قد الله [ وكان11: { ] القصص تحريما

فقالت المرضعات كل عاف حيث ، قدريامنا أهل على أدلكم هل فقالت قبل من المراضع عليه } وحر

[ .12: { ] القصص ناصحون له وهم لكم يكفلونه بيت في رغبة له ينصحون : إنما فقالت ، أمرها في فشكوا الصبي فالتقم ، أمه بيت إلى معها فذهبوا ، الملك سرور إليها فأرسلت ، بذلك وفرحت ، الملك زوجة وأخبرت ، ثديها

لها بأن فاعتذرت القصر في لترضعه تأتي أن بعال ، وأوالدا ، فرعون امرأة فأجابت ، بيتها في ارضعته أحبت إن لكن

موسى أم ففرحت ، الصالت عليها وأجرت فرحا ، شديداه إلى : } فرددناه تعالى قال تحزن وال عينها تقر كي أم

{ ]القصص يعلمون ال أكثرهم ولكن حق الله وعد أن ولتعلم :13.]

: يلي ما القصة فوائد أما في واإلسراف البطش من فرعون من عليه كان ما بيان

. إسرائيل بني وأذية ، القتل. الخصال من بكثير وتشريفه ، السالم عليه موسى فضل هذا أذل فقد ، طغوا مهما ، للظلمة تعالى الله إذالل

الصغير. الغالم بهذا الطاغية

وهيأ ، وأمه موسى حفظ فقد ، المؤمنين لعباده الله حفظ. والصيانة والرعاية الحفظ أسباب لهم تجاه الجياشة والعاطفة ، الشفقة من األم عليه ما بيان

. أبنائها صبرت فقد الفرج الصبر فيه عاقبة وأن ، يسرا العسر مع إن. البالء على موسى أم

فقد لألمور الله بتصريف الظالمون سيما ال آدم بني جهل } وهم قال كما به اعتنوا الذي الغالم هذا في نهايتهم جعل

{ . يشعرون ال ، الصغير الغالم عن دافعت حيث ، الله رحمها آسيا فضل وكان . وإيمانها هدايتها في سببا

، الظالم هذا كبد من إسرائيل لبني بها تعالى الله استنقاذ. السالم عليه موسى بنبوة

(2/19)

: } قال موسى ألم حصل ما نحو المؤمنين لعباده الله تثبيت{ . قلبها على ربطنا أن لوال

،، الموفق والله القدر بهذا ونكتفيالسالم عليه موسى ( نبوة6)

مدين إلى مصر من وخروجها تعالى قال آتيناه واستوى أشده بلغ : } ولم حكما وعلما

[ .14: { ] القصص المحسنين نجزي وكذلك ربا وهناك ، فرعون لقصر أسلمته ، رضاعته أمه تمت أن بعد

، لرسالته الله فاصطفاه ، واستقام استوى حتى وترعرع. والحكمة العلم وآتاه

فيها فوجد المدينة شوارع بعض إلى خرج يوم ذات في ثم واآلخر شيعته من إسرائيل من أحدهما يقتتالن رجلين عدوه من الذي على جماعته من صاحبه به فاستغاث ، قبطي

موسى فتألم ، موته فيها وكان ، معه كانت بعصا فوكزه ، مضل عدو إنه الشيطان عمل من هذا فقال حصل بما

يكون ال أن وقرر ، الله واستغفر . للظالمين معينا أهلها من غفلة حين على المدينة : } ودخل تعالى قال

ه من وهذا شيعته من هذا يقتتالن رجلين فيها فوجد عدوه من الذي على شيعته من الذي فاستغاثه فوكزه عدو

يطان عمل من هذا قال عليه فقضى موسى ه الش عدو إن له فغفر لي فاغفر نفسي ظلمت إني رب قال مبين مضل

ه حيم الغفور هو إن أكون فلن علي أنعمت بما رب قال الر

[ .17 - 15: { ] القصص للمجرمين ظهيرا ، السالم عليه موسى مع المشهد تكرر ، اآلخر اليوم في ثم

ذلك بعد أصبح قد وكان قال ، باألمس وقع ما جراء من خائفا المدينة في : } فأصبح تعالى ب خائفا الذي فإذا يترق

مبين لغوي إنك موسى له قال يستصرخه باألمس استنصره [ .18: { ] القصص

(2/20)

له قال موسى رآه فلما آخر رجل مع يتنازع اإلسرائيلي هذا صد على موسى عزم ثم ، الغواية كثير أي ، مبين لغوي إنك

أن وخوره لضعفه اإلسرائيلي فظن ودفعه الفرعوني مبين لغوي } إنك وأنه له قال وقد سيما ال ، يريده موسى

. } قتلت كما تقتلني أن أتريد موسى : يا اإلسرائيلي فقالا لموسى اإلسرائيلي قول وكان ، باألمس نفسا أن } فلم

أن أتريد موسى يا قال لهما عدو هو بالذي يبطش أن أراد قتلت كما تقتلني تريد إن باألمس نفسا تكون أن إال جبارا

: { ] القصص المصلحين من تكون أن تريد وما األرض في19. ]

إلى وأوصلها ، الناس بين ونشرها ، الفرعوني فأخذها موسى عن وبحث ، فرعون حنق فاشتد ، وملئه فرعون. حصل مما ورعب موسى . خاف به ليبطش

المأل أن يخبره ، يسعى المدينة أقصى من رجل وجاءه : تعالى . قال الناصحين من لك إني فاخرج قتلك يريدون { الناصحين من لك إني فاخرج ليقتلوك بك يأتمرون المأل إن موسى يا قال يسعى المدينة أقصى من رجل } وجاء

[ .20: ] القصص منها } فخرج ب خائفا ني رب قال يترق القوم من نج

مصر من خرج أي [ ،21: { ] القصص الظالمين خائفا من ينجيه أن الله ودعا ، ودولته فرعون بطش يحذر ، يتلفت

إليه بعث الله إن فقيل ، وكيدهم الظالمين فرس على ملكاالطريق. إلى فأرشده

مصر من خرج ، خائفا وسار ، األعادي إليه يصل أن ومسرعا حتى ، تعالى الله إال مؤنس وال ، راع له ليس بمفرده يسير. غزة تلقاء )مدين( بالشام تسمى بالد في األقدار به حطت إلى كسرى تحت وكانت ، بغداد قرب التي المدائن غير وهي

. اإلسالمي الفتح جاء أن

، والتعب المشي من ليال ثماني بعد إليها وصل إنه ويقال مشى وقد ، حافيا . والهزال الرهق عليه بان حتى جائعا

(2/21)

ا تعالى قال ه : } ولم أن ربي عسى قال مدين تلقاء توجسواء يهدينيبيل [ .22: { ] القصص الس ، الرعاة منه يستقى ماء بئر على ورد مدين في وهناك امرأتين ذلك في نظر ثم ، عليه الناس من جماعة ووجد

فلما ، الناس غنم مخالطة عن غنمهما تمنعنان منعزلتين : ما وقال ورحمهما لحالهما رق ، السالم عليه موسى رآهما

هؤالء ينتهي حتى الغنم سقي في نشرع ال ؟! قالتا خطبكما يستطيع ال كبير شيخ وأبونا ، رجل من عندنا وليس ، الناس. العمل

ا تعالى قال ة عليه وجد مدين ماء ورد : } ولم الناس من أم خطبكما ما قال تذودان امرأتين دونهم من ووجد يسقون

عاء يصدر حتى نسقي ال قالتا { كبير شيخ وأبونا الر [ .1: ] القصص

كبيرة صخرة عليه كان البئر : أن شيبة أبي ابن مصنف وفي فرفعها موسى فجاء ، الرجال من عشرة إال يحملها ال

. لهما وسقى فقير وهو ، شجرة ظل تحت وجلس ، سرحهما فرغ لما ثم

جاء أنه قدمنا وقد ، الشجرة ورق إال طعام له ليس ، كسير الله دعا وهناك قواه وأنهكت جهد وقد ، قدميه على مسافرا

لما إني رب فقال الظل إلى تولى ثم لهما } فسقى تعالى [ .24: { ] القصص فقير خير من إلي أنزلت

على مبكر وقت في أبيهما إلى المرأتان : عادت ذلك بعد. الخبر فأخبرتاه ، األب فسألهما ، العادة خالف

وإن رجال ، الناس مع لهما وسقى ، إليهما أحسن ، صالحا. لدعوته المرأتين إحدى فبعث ، غنمهما وسرح وآواهما

معادن والناس ، الناس اهتمام تجذب ، النبيلة األخالق وتأمل بناته إلى المحسن هذا حال يتعرف أن الفتاتين والد وأحب ،.

(2/22)

قالت استحياء على تمشي إحداهما : } فجاءته تعالى قالا لنا سقيت ما أجر ليجزيك يدعوك أبي إن وقص جاءه فلم

{ الظالمين القوم من نجوت تخف ال قال القصص عليه [ .25: ] القصص

بكل استحياء على تمشي فجاءته ، البنتين إحدى األب أرسل بسلفع : )ليست عمر قال ، بحجابها تسترت قد ، ووقار أدبخراجه( . والجة النساء من

: واآلخر واألدب حيائها بكامل تتجه : إنها األول أدبها فهذا ما أجر ليجزيك يدعوك أبي )إن أبيها إلى الشأن ناسية دعته

. فيها ريبة موسى يتوهم لنا( . لئال سقيت. لنا فعلت ما على إلثابتك دعاني : والدي والمعنى

، مصر في له جرى وما قصته له وذكر إليه موسى فجاء : طب الوالد فقال وقر ، نفسا من خرجت فقد ، عينا

. عندنا لهم حكم وال ، مملكتهم اقترحت موسى دعت التي البنت إن ثم ، أبيها على أمرا

استأجرت من خير إن استأجره أبت يا إحداهما } قالت ، الغنم : رعي المهنة [ . أي26: { ] القصص األمين القوي. األنبياء تواضع ذلك وفي ما أجل وهما ، وبالقوة باألمانة وصفته ، استغرب األب طبعا

به ستصف : ليتم واألمانة ، واالحتمال القدرة : بتحصيل . القوة العامل. والصيانة والحفظ اإلتقان

أن على هاتين ابنتي إحدى أنكحك أن أريد } إني األب فقال أتممت فإن حجج ثمانية تأجرني { عندك فمن عشرا

[ .27: ] القصص غنمي ترعى أن على البنتين إحدى : سأزوجك والمعنى

أكملت وإن سنوات ثمان . عندك من فضل فهو ، عشرا من الله شاء إن ستجدني عليك أشق أن أريد } وما قال

الحين { الص [ .27: ] القصص

(2/23)

عدوان فال قضيت األجلين أيما وبينك بيني ذلك } قال قال [ .28: { ] القصص وكيل نقول ما على والله علي. علي عدوان فال قضيت أيهما وبينك بيني عهد : هذا قال أي الحديث في وسلم عليه الله صلى الله رسول سئل وقد

: وسلم عليه الله صلى فقال ؟ موسى قضى األجلين

وأكملهما( . )أتمهما مصر من وخروجه السالم عليه موسى نبوة خبر باختصار هذا

. وملئه فرعون بطش من فرارا: الفوائد من القصة هذه وفي واختاره تعالى الله اصطفاه حيث السالم عليه موسى فضل

. لرسالته. نصرهم على والقيام وشيعته لجماعته اإلنسان تعاطف

. األنبياء من الخطايا وقوع من حصل كما الذنوب مقارفة عند واالستغفار التوبة وجوبالسالم. عليه موسى قال ، ومظاهرتهم ونصرتهم الظالمين إعانة من التحذير

كم ظلموا الذين إلى تركنوا : } وال تعالى وما النار فتمسال ثم أولياء من الله دون من لكم

[ .113: { ] هود تنصرون. يسعى جاء الذي الصالح الرجل من المبذول الدور عظم

شعائره وحماية اإلسالم لنصرة والسعي العمل مشروعية. ودعاته

مع الخصوص على ولألنبياء ، للمؤمنين االبتالء ثبوت بالء الناس )أشد الحديث وفي الله عند وفضلهم كرامتهم

الصالحون( . ثم ، األنبياء ، الخطر أحس إذا آخر إلى مكان من الداعية هجرة مشروعية

. السبل وجهه في سدت أو. وحياء أدب من المرأة عليه تكون أن ينبغي ما بيان

والتصون بالحياء تمتعا اللتين ، الصالحتين المرأتين فضلالرجال. مخالطة من

، التكشف إلى يجر ما سيما ال ، بالرجال االختالط حرمةالمرأة. حياء وإذهاب

سيما ال ، المظلومين ونصر ، المستضعفين رحمة مشروعيةج )إني الحديث وفي ، النساء المرأة الضعيفين حق أحر

واليتيم( . عن سأل الصالح فالرجل ، الفاضلة لألخالق الناس انجذاب. مالقاته وطلب موسى

. الجميل ورد المحسن إثابة مشروعية

(2/24)

، فيه تخضع ال أن بشرط لكن بعورة ليس المرأة صوت إن مرض قلبه في الذي فيطمع بالقول تخضعن } فال قال كما

وقلن قوال [ .32: { ] األحزاب معروفا. الصالح الرجل على ابنته الرجل عرض جواز

من خير } إن أبيها أمام زكته حيث الصالحة المرأة فراسة مع البئر عن الصخرة حمل { حيث األمين القوي استأجرت

دعته ولما ، عينيه أخفض الرسالة بلغته ولما ، وضعفه هزاله منها يرى لئال أمامها مشى أبيها إلى . تكرهه شيئا

. األجلين بأكمل أوفى حيث موسى فضل. األنبياء ديدن وهو الغنم رعى حيث موسى تواضع

بالعمل الناس أيدي في عما الدعاة استعفاف مشورعية. واالتجاركثيرة وهي المهمة الفوائد من وغيرهاالموفق والله القدر بهذا نكتفي

السبيل سواء إلى والهاديبلده إلى موسى ( عودة7)

عشر مدة غنمه ورعى الصالح الرجل مع األجل موسى أتم وكان ، كريم وباذل ، أمين عامل خير فيها وكان سنين ، صاهره وقد ، الكريمة وبأخالقه به أعجب قد الصالح الرجل. وسميره جليسه وأصبح الرجوع على عازم بأنه صهره أخبر ، األجل تمام بعد ولكن

صهره فأعطاه ، بلده إلى رجوعه وكان ، بها يرعى أغناما والذكريات واألهل الوطن إلى الجياشة العاطفة من نوعا

. القديمة: قيل كما

إليهم الرجال أوطان وحببهنالك الشباب قضاها مجالس

ذكرتهم أوطانهم ذكروا إذالذلك فحنوا فيها الصبا عهود. عجيبة أمور لهما حصلت الطريق وفيا تعالى قال آنس بأهله وسار األجل موسى قضى : } فلم الطور جانب من آنست إني امكثوا ألهله قال نارا لعلي نارا

{ تصطلون لعلكم النار من جذوة أو بخبر منها آتيكم [ .29: ] القصص

، وجنده فرعون من خفية مصر يدخل أن على موسى عزم يوقد أن وأراد ، مظلمة مطيرة ليلة في بأهله سلك فما نارا

. استطاع

(2/25)

الطور جانب من آنس ذلك أثناء وفي رأى ، نارا تضيء نارا آنست أني امكثوا ألهله فقال ، بعيد مكان من لعلي نارا

. تصطلون لعلكم النار من جذوة أو ، بخبر منها آتيكم يريد ، الطريق أضل وقد ، الدامس الظالم هذا في أخبارا

. بها يستدفئوا لكي النار من قطعة يأخذ أن ويمكن. العالمين رب الله أنا أنني نؤدي ، النار تلك إلى وصل فلما

في األيمن الواد شاطئ من ونودي ، شجرة في النار وكانت. المباركة البقعة يرى ال ، رهيب موقف سمع ولكنه ، بمخلوق يحس وال ، أحدا العالمين رب الله أنا : } إني يقول المكان ذلك من صوتا[.31 - 30: { ]القصص عصاك ألق وأن

: القرآن من آخر موضع وفي عصاي هي قال موسى يا بيمينك تلك } وما عليها أتوكأ يا ألقها قال أخرى مآرب فيها ولي غنمي على بها وأهش{ تسعى حية هي فإذا فألقاها موسى

[ .20 - 17: ] طه. كبيرة حية هي فإذا فألقاها ، ربه ألمر موسى استجاب

ا قال القصص وفي ولى جان كأنها تهتز رآها : } فلم مدبراب ولم { يعق

[ .31: ] القصص وسريعة كبيرة حية إلى ، الغنم بها يرعى التي العصا تحولت وهي أضراسها تسمع ، متسع وفمها قوائمها ، الحركة. ابتعلتها إال بصخرة تمر وال تصطك

وارتعب خاف ، المهول المشهد السالم عليه موسى رأى لما فولى ، من إنك تخف وال أقبل موسى } يا الله فناداه هاربا

[ .31: { ] القصص اآلمنين [21: { ] طه األولى سيرتها : } سنعيدها آخر موضع وفي

. كانت كما عصا ترجع أي تخرج جناحك إلى يدك : } واضمم له تعالى الله قال ثم

{ ] طه الكبرى آياتنا من لنريك أخرى آية سوء غير من بيضاء :22 - 23. ]

وال برص بها ليس نقية بيضاء تخرج ، العضد تحت أدخلها أني. أذى

(2/26)

بعدها ، كالمه وسمع الله لقى أنه عرف اآلية هذه خالل ومن الله أمره ثم ، والوجل الخوف عنه وذهب ، قلبه استقر

! ؟ من إلى سينطلق أنه عقبها وفر ، قصره في تربى الذي ، مصر ملك ، الطاغية الجبار إلى قدمنا كما منه ه فرعون إلى : } اذهب قال ، سالفا طغى إن

[ .24: { ] طه برهانين وسماهما عظيمتين آيتين الله أعطاه فاآلن

فرعون إلى قاطعة حجة ، البيضاء واليد الحية قاطعين كانوا إنهم ، وملئه عليه موسى أحس عندها ، فاسقين قوما

بلد إلى يرجع كيف إذ ، المواجهة وبخطورة بالخوف السالم ، بلده رؤية تمنى وإن وهو لقتله طلبوه وقد ، منها هرب بهذين الله فأيده ، هناك الطاغية بطش يخاف لكنه

. همته ويشحذ ، عزمه ليقوي البرهانين يجد ولم الله ذكر . لكن دعوته وإجابة ، الله أمر تلبية من بدا

قتلت إني رب } قال القديم الذنب من نفسه في يختلج ما منهم مني أفصح هو هارون وأخي يقتلون أن فأخاف نفسا معي فأرسله لسانا { يكذبون أن أخاف إني يصدقني ردءا

[ .34 - 33: ] القصص بالدعوات فالتجأ نفسه في يعتمل والهم ، موسى انطلق

ر صدري لي اشرح رب } قال الله إلى واحلل أمري لي ويس لي واجعل قولي يفقهوا لساني من عقدة أهلي من وزيرا

نسبحك كي أمري في وأشركه أزري به اشدد أخي هارون ونذكرك كثيرا بنا كنت إنك كثيرا [ .35 - 25: { ] طه بصيرا

{ موسى يا سؤلك أوتيت قد : } قال دعاءه الله فأجاب [ .36: ] طه من عقدة وأحل ، وقواه أمره ويسر ، صدره وشرح ، الله ثبته

. أزره من ويشد ، يشاوره هارون بأخيه ودعمه ، لسانه

(2/27)

، الطور عند هارون التقاه ، مصر في هارون أخوه كان وقد ليحصل ، مصر فرعون إلى وذهبا ، وتشاورا التقيا وهناك. الكبرى والمناظرة ، العظيم اللقاء. القادم الدرس في سنعرفه ما وهذا

من له حصل وما مصر إلى ورجوعه القصة هذه فوائد أما: طريقه في آيات مرابعها إلى والشوق ديارها إلى مضطرة النفوس حنين

. القديمة البراهين بهذه الله خصه حيث السالم عليه موسى فضيلة

الله : } وكلم تعالى قال كما ، وبذاته بكالمه ، واآليات

موسى [ .164: { ] النساء تكليما يزل لم الله وإن ، تعالى لله الكالم صفة إثبات متى متكلما. شاء كيفما ، شاء حية إلى عصاه تحولت فقد ، بالمعجزات لموسى الله تأييد

. عيب وال سقم بها ليس بيضاء تحته من يده وخرجت تسعى. الداعية قلب تثبيت في المعجزات أهمية ال مبينات آيات من يحصل بما آدم بني على الحجة إقامة

. مكابر أو جاحد إال ينكرها : قال كما العصيبة المواقف في والتوفيق االنشراح سؤال{ . صدري لي اشرح رب } قال

. عليه الحجة وإقامة ، ظلمه وإيقاف ، الظالم دعوة ضرورة مآرب فيها } ولي قبلنا األنبياء سمات من العصا حمل إن

آفة كل صد ، النفس عن [ : الدفاع18: { ] طه أخرى ويحمل ، طريقه بها يصلح ، عليه المهابة إضفاء ، تريده. متاعه عليها

الكبرى والمناظرة ، الرهيب ( اللقاء8) كلف ما بعد إذ السالم عليه موسى حياة في مهم خبر وهذا فرصة يجد لم ودعوته فرعون إلى بالذهاب موسى الله

أزره وشد ، دعاءه وأجاب ، باآليات الله أيده فقد لالعتذار. هارون بأخيهه فرعون إلى : } اذهبا تعالى قال له فقوال طغى إن قوال لينار لعله [ .44 - 43: { ] طه يخشى أو يتذك

(2/28)

من فالبد تكاثر وشره ، تعاظم فرعون : طغيان والمعنى تحمله الذي والفساد الشر ذلك ومع ، وموعظته نصحه

لهما الله قال الفرعونية النفس : } قوال { . أي لينا كالما سهال رقيقا في وأبلغ ، نفسه في أوقع يكون حتى ، لطيفا

. عليه والتأثير احتوائهنا ربنا } قاال ذلك عند { يطغى أن أو علينا يفرط أن نخاف إن

ويبطش يعتدي قد متوحش جبار رجل أنه [ يعني45: ] طه { وأرى أسمع معكما إنني تخافا ال } قال الله فقال ، بنا

بالحفظ إلهية ورعاية ، ربانية حماية [ وهذه46: ] طه وأمره ، الله بيد فناصيته الظالم هذا من والكفاية واألمان

. به ويأذن الله يقدره ما إال يفعل فال ، إلينا ونهيه وصال ، تعالى الله أمر ينفذان وانطلقا بهارون موسى اجتمع

يغدوان سنتين ظال قيل ، مدة عليه ومكثا ، القصر باب إلى

، بشأنهما يخبره أن أحد يجتريء وال ، بهما يعلم ال ويروحان إن الملك : أيها فقال وسماره جالسه بعض عليه دخل حتى الباب على يقول رجال قوال له أن يزعم ، عجبا غيرك إلها

، : أدخلوه . قال : نعم قال ؟ : ببابي قال ، إليك أرسله. هارون ومعه فدخل فسمع ، بعصاه فرعون باب وضرب ذهب موسى : أن ويروى الشديد الصنيع هذا على يجتريء : من وقال فغضب، فرعون

هنا ها بأن السدنة فأخبره ؟ رجال رسول : إنه يقول مجنونا : لهما وقال قاال يديه بين وقفا فلما ، به : علي فقال ، الله

الم ربك من بآية جئناك } قد كتابه في الله ذكر ما على والس [ .47: { ] طه الهدى اتبع من

في الله ذكره حوار بينهما وجرى ، فرعون على سلم ، طبعا فأرسل ربك رسوال : } إنا قال طه ففي ، سورة من أكثر ربك من بآية جئناك قد تعذبهم وال إسرائيل بني معنا

الم [ .47: { ] طه الهدى اتبع من على والس: قضايا عدة وهنا

. الله رسل إنهم : أخبراه األولى

(2/29)

عنهم يرفع وأن إسرائيل بني سراح يخلي أن : أمراه الثانية. العذاب سوط. الله من معجزة إليه : حمال الثالثة. الهدى اتبع إن عليه : سلما الرابع

لموسى وقال وتهكم الخطاب هذا فرعون استنكر ذلك عند فينا نربك ألم } قال عرفه وقد عمرك من فينا ولبثت وليدا

[ .18: { ] الشعراء سنين واستمتعت مصرنا في وعشت إليك أحسنا : نحن يعني

. بخيراتنا ومنشؤها ، نعمة وتعدها ذلك علي : أتمن موسى فرد

. إسرائيل لبني استعبادك من وأنت فعلت التي فعلتك : } وفعلت فرعون قال

. الجاحدين أي [ ،19: { ] الشعراء الكافرين : } فعلتها موسى فقال الين من وأنا إذا منكم ففررت الض

ا ربي لي فوهب خفتكم لم { المرسلين من وجعلني حكما [ .21 - 20: ] الشعراء

[ ،49: { ] طه موسى يا ربكما } فمن فرعون قال بعدها وما أعرفه ال ! فإني ؟ هو من بعثكما الذي اإلله هذا يعني

. غيري إله من لكم علمت ثم خلقه شيء كل أعطى الذي ربنا : } قال موسى فقال األرزاق وقدر ، يصلحه ما أعطاه [ أي50: { ] طه هدى

. عنه يحيدون فال إليه الخالئق وهدى ، واآلجال يحتج ذهب ، باأللوهية موسى دمغه لما فرعون إن ثم

51: { ] طه األولى القرون بال فما } قال األولى بالقرون. الله يعبدوا لم الذين [ أي وال ربي يضل ال كتاب في ربي عند : } علمها موسى قال

فإن ، يعبدوه لم األوائل كان إن [ . أي52: { ] طه ينسى ال المحفوظ اللوح في بذلك وسيجزيهم ، محفوظ عملهم. النسيان وال الضالل يعتريه وال ، كبيرة وال صغيرة تفوته

(2/30)

الله عبودية دالئل عليه يقرر السالم عليه موسى بدأ ثم األرض لكم جعل } الذي فيها لكم وسلك مهدا وأنزل سبال

ماء من به فأخرجنا ماء الس : { ] طه شتى نبات من أزواجا53. ]

موسى وأخرسه ، الطاغية فرعون على الحجة قامت آياتنا أريناه : } ولقد قال كما ولكن ، القاطعة بالبراهين

[ .56: { ] طه وأبى فكذب كلها } إن آخر موضع في قال واستكباره عناده زيادة مع لكنادقين من كنت إن بها فأت بآية جئت كنت : { ] األعراف الص106. ]

وهو ظاهر أي ، مبين ثعبان هي فإذا عصاه موسى فألقى من فطار فرعون تجاه اندفعت الكبيرة الحيات من الذكر

. ففعل يكفه أن بموسى واستغاث ، سريره بيضاء هي فإذا يده } ونزع المعجزة بهذه يكتف ولم

فإذا ، درعه من أخرجها [ أي108: { ] األعراف للناظرين جميلة ، أذى بها ليس ، قمر فلقة كأنها تتألأل بيضاء هي

. فعادت كمه إلى أعادها ثم ، للناظرين : } إن فقال فرعون على والحسرة الكرب اشتد ذلك عند{ عليم لساحر هذا

أن } يريد معه والحاشية المأل [ . فأيده109: ] األعراف [ .110: { ] األعراف تأمرون فماذا أرضكم من يخرجكم

أجئتنا } قال والفضيحة العار وخشى اآليات رأى فلما مثله بسحر فلنأتينك موسى يا بسحرك أرضنا من لتخرجنا وبينك بيننا فاجعل أنت وال نحن نخلفه ال موعدا سوى مكانا

[ .58 - 57: { ] طه موسى وعد واستكبر عاند اآليات هذه رأى لما فهو ، ساحرا

بيننا فليكن ، مثله سحر فعندنا ، سحر عندك دام ما فزعم : شخص كل فيه يتصف ، منصفا موعدا

(2/31)

ينة يوم موعدكم : } قال موسى فرد الناس يحشر وأن الز وتفرغ ، عيدهم يوم هو الزينة [ . ويوم59: { ] طه ضحى ويبين ، الناس ليشهده ، ضحى والوقت ، أعمالهم من الناس. عندهم بين النهار أن كما ، الحق قال كما ، بالده في السحرة جمع في فرعون شرع ذلك عند

: { ] الشعراء حاشرين المدائن في فرعون : } فأرسل{ أتى ثم كيده : } فجمع [ . وقال53

[ .60: ] طه وجلس ، الكبرى والمناظرة ، العظيم للمشهد الناس فحضر

والسحرة ، حوله والحاشية ، الملك سرير على فرعون ومعه هارون وأخوه موسى فحضر ، ينتظرون وكبارهم

ال } ويلكم وعظهم السحرة رأى فلما عليها يتوكأ عصاه الله على تفتروا افترى من خاب وقد بعذاب فيسحتكم كذبا أشياء بسحرهم الناس يخيلوا ال أن [ . يحذرهم61: { ] طه

. لها حقيقة ال وطمعهم ، المجابهة . ورأوا للموعظة يصغوا لم لكنهم

. عليه انتصروا هم إن إليه والزلفى بالجائزة فرعونا موسى يا } قالوا ا تلقي أن إم ألقى من أول نكون أن وإم

سحرهم من إليه يخيل وعصيهم حبالهم فإذا ألقوا بل قال [ .66 - 65: { ] طه تسعى أنهاا ألقوا : } قال تعالى قال كما الناس أعين سحروا ألقوا فلم

[ .116: { ] األعراف عظيم بسحر وجاءوا واسترهبوهم العصي أودعوا إنهم ويقال ، ودجل كذب هذا أن والسبب

، تتحرك إنها فخيل ، الشمس فلفحتها الزئبق من شيئا بسحر الناس ويضعف ، حجته تضعف أن موسى خاف وعندها

أنت إنك تخف ال } قلنا تعالى الله فقال ، المجرمين هؤالء كيد صنعوا إنما صنعوا ما تلقف يمينك في ما وألق األعلىاحر يفلح وال ساحر [ .69 - 68: { ] طه أتى حيث الس

(2/32)

فصارت ، عصاه بإلقاء موسى الله أمر تنينا عظيما ذا ، هائال الحيات تلك تبتلع فجعلت ، وأضراس ورأس وعنق قوائم

فوقع ، وتعجب ذهول وكلهم ، ينظرون والناس ، الكاذبة صاغرين وانقلبوا ، هنالك فغلبوا ، البرهان وصدق ، الحق

حرة } فألقي الس دا { وموسى هارون برب آمنا قالوا سج [ .70: ] طه

أن قبل له آمنتم } قال السحرة إيمان من ، فرعون فغضبه لكم آذن حر علمكم الذي لكبيركم إن أيديكم فألقطعن الس

نا ولتعلمن النخل جذوع في وألصلبنكم خالف من وأرجلكم أي أشد [ .71: { ] طه وأبقى عذابا

} قالوا لهم المهين العذاب وصورة ، الخطاب لغة كيف تأمل ما فاقض فطرنا والذي البينات من جاءنا ما على نؤثرك لن

الدنيا الحياة هذه تقضي إنما قاض أنت ما فاقض قاض أنت[ .72: { ] طه

فرعون فقتلهم ، قلوبهم اإليمان خالط لما السحرة آمن أول )كانوا السلف بعض قال الشهادة إلى حالهم وانتهىبررة( . شهداء وآخره ، فجرة سحرة النهار

: القصة هذه من الفوائد وأشهر مع سيما ال ، التأثير مفتاح وإنه ، الدعوة في اللين نشر

. والبغاة الظلمة. عليه المتوكلين ودعاته لعباده الله حفظالهدى( . اتبع من على )السالم الكافرين مع السالم أن بيان. السحرة مواجهة قبل ، فرعون على موسى حجة قوة

الدجل من هي إنما به يأتي ما وأن ، الساحر كيد بطالن. والتلبيس وأنها ، ذلك على قدر لمن ، الباطل أهل مناظرة مشروعية

. الدعوة وسائل من. والتخييل التلبيس فيه كان وإن ، حقيقة للسحر أن

. المناظرة في موسى حمله الذي البرهان قوة. والشدائد األزمات وقت للموحدين الله تثبيت

. والهدى العلم سلطان تجاه والخرافة الجهل سلطان أن هوالكهف ( أصحاب9)

(2/33)

اسم هي سورة في تعالى الله ذكرها ، عظيمة قرآنية قصة. إليهم يرمز لما

قومهم شرك من بدينهم فروا ، فتية شباب عن تحكي وهي

. زمانهم في الشرك غوائل وجنبهم لتوحيده الله هداهم ، تعالى الله إنزال سبب إلى يشير ما النبوية السيرة في ورد الذين ، المؤمنين الفتيان هؤالء عن حديثه أو ، السورة هذه

. هدى ربهم وزادهم آمنوا فقالوا المدينة في اليهود بأحبار مكة مشركي بعض التقى

. هذا صاحبنا عن فأخبرونا األول الكتاب أهل : أنتم لهم نبي فهو بهن أخبركم فإن ، ثالث عن : سلوه اليهود فقالت الدهر في ذهبوا فتية عن سلوه ، متقول فرجل وإال ، مرسل ، عجيب حديث لهم كان فإنهم ، أمرهم من كان ما ، األول

كان ما ومغاربها األرض مشارق بلغ طواف رجل عن وسلوه نبي فهو أخبركم فإن ؟ هي ما الروح عن وسلوه ، نبؤه

كاذب( . مدع )أي متقول رجل فإنه يخبركم لم وإن فاتبعوه أن ويبين ، الله رسول منه أشفق انتظار بعد الوحي جاء ثم

أصحاب هم األول الدهر في ذهبوا الذين الفتية هؤالء حديثهم كان وبالفعل ، الكهف ، عجيبا بالفائدة ومليئا

. كبشر نحن عقولنا في وهذا ، واالعتبار الكهف أصحاب أن حسبت : } أم يقول تعالى الله لكن

قيم آياتنا من كانوا والر في ليس [ أي9: { ] الكهف عجبا أمرهم السموات خلق فإن ، وسلطاننا قدرتنا في عجيبا

والقمر الشمس وتسيير ، والنهار الليل واختالف ، واألرض. ألشد والكواكب

، الروم ملوك أبناء من كانوا : أنهم الكهف أهل خبر وملخص يوم لهم وكان ، ووثنية شرك أهل قوم وكان ، وساداتهم

ويذبحون األصنام فيه يعبدون ، السنة في فيه يجتمعون عيد. ذلك على يحضهم جبار ملك لهم وكان ، لها

أولئك وخرج كعادتهم الناس خرج األعياد تلك من يوم وفي يصنعه ما إلى بصيرتهم بعين ونظروا ، آبائهم مع الفتية

تنبغي ال العبادة تلك أن ورأوا ، فطرهم تقبله فلم ، قومهم. وحده تعالى لله إال

(2/34)

واحد فانسحب العيد من التفلت يحاول واحد كل فجعل .. حتى وآخر ، اآلخر تبعه ثم شجرة ظل تحت وجلس ، منهم

)فتية( . رهط وهم اجتمعوا خشية سره أخاه يكتم منهم واحد كل جعل ، تقاربوا فلما

. األذى من أخرجكم ما إنه قوم يا والله : )تعلمون أحدهم فقال

، أنا : أما آخر فقال أمره منكم كل فليظهر شيء إال قومكم وإنما باطل إنه فعرفت ، عليه قومي ما رأيت والله فإنيوحده( . الله هو العبادة يستحق الذي

. كذلك لي وقع والله : وأنا اآلخر فقال. ذلك : مثل اآلخر وقال

عليه قومهم ما وبغض ، الله توحيد على كلمتهم فاتفقت. والفساد الشرك من ربنا فقالوا قاموا إذ قلوبهم على : } وربطنا تعالى قال كماموات رب دونه من ندعو لن واألرض الس قلنا لقد إلها إذا

خالق غير نعبد : كيف يعني [ ،14: { ] الكهف شططا كان وقع ولو ، منا ذلك يقع أن يجوز وال ، واألرض السموات

، باطال . الحق عن وزيغا قومهم تهديدات كل ونبذ ، والصبر اإليمان على الفتية تعاقد

: قال كما ، عليهم يأتون لوال آلهة دونه من اتخذوا قومنا } هؤالء

ن أظلم فمن بين بسلطان الله على افترى مم { كذبا [ .15: ] الكهف

واتخذوا ، الله يعبدون المؤمنون الفتية مكث ال لهم مكانا ، أمرهم انكشف ، مدة بعد ثم ، قومهم بهم يعلم

: قال كما ، الله وثبتهم ، بالحق فأجابوه ، الملك فاستدعاهم{ . قلوبهم على } وربطنا

مدة وأمهلهم ، وتهددهم ، أنذرهم الملك : أن ويقال حيث ، بهم الله رحمة من هذا وكان ، هذا دينهم عن ليرجعوا. الظالم بطش من بدينهم الفرار فرصة لهم سنحت

يعبدون وما اعتزلتموهم : } وإذ تعالى قال فأووا الله إال أمركم من لكم ويهيئ رحمته من ربكم لكم ينشر الكهف إلى

[ .16: { ] الكهف مرفقا

(2/35)

، بدينكم بقلوبكم اعتزلتموهم كما أنكم ، الله فأرشدهم ال ، الدعوة معهم تنفع لن هؤالء ألن ، بأبدانكم ففارقوهم

إلى : } فأووا فقال ، نابذوكم وقد ، قليل وأنكم سيما{ . رحمته من ربكم لكم ينشر الكهف

. جبل في غارة–)الكهف( تعالى الله فألهمهم: خيرات لهم حصلت الكهف وفي. رحمته من عليم الله نشر

. قومهم كيد من حفظهم

. والخوف الروع عنهم أذهب. وأجسادهم دينهم على أمنوا

، يجدوهم فلم ليختبروهم أخرى مرة قومهم طلبهم ثم موضع مكة مشركي عن عمى كما ، خبرهم عليه الله وعمى. وسلم عليه الله صلى الله رسول

حيث الكبيرة والمعجزة ، العظيمة اآلية حصلت الكهف وفي كما ، العظيم والمرقد ، الطويل . النوم تعالى الله أنامهم

سنين الكهف في آذانهم على : } فضربنا قال { عددا [ .11: ] الكهف

ناموا شيئا . سنين وتسع سنة ثالثمائة ، عجيبا من آتنا } ربنا ؛ لله دعوا الكهف ولجوا لما قبلها من وهم أمرنا من لنا وهيئ رحمة لدنك [ .10: { ] الكهف رشدا

في وتيسر ، قومنا من بها تسترنا رحمة : نسألك والمعنى. األولى اآلية هذه إذن ، والخير الرشد هذا أمرنا

وكان ، تتحرك وأجسادهم ، مفتحة أعينهم : ناموا والثانية } وتحسبهم أجسادهم تبلى لئال يقلبهم الله وهم أيقاظا

[ .18: { ] الكهف رقود من يخاف بحيث ، والجاللة المهابة عليهم الله : ضرب الثالثة منهم لوليت عليهم اطلعت : } لو تعالى قال كما رآهم منهم ولملئت فرارا [.18: { ] الكهف رعبا

} وترى قال كما والريح عليهم تدخل : الشمس الرابعةمس وإذا اليمين ذات كهفهم عن تتزاور طلعت إذا الش

مال ذات تقرضهم غربت من ذلك منه فجوة في وهم الش [ .17: { ] الكهف الله آيات

(2/36)

لم ، حاالتهم على تعالى الله بعثهم ، الطويلة المدة تلك بعد يفقدوا : قالوا ، لبثتم : كم فتساءلوا ، صحتهم من شيئا

لبثنا لكن ، لبثتم بما أعلم : ربكم قالوا ثم ، يوم بعض أو يوما فلينظر المدينة إلى بعضكم : ليذهب فقالوا بالجوع أحسوا

أزكى أيها ما وأطهر : أطيب أي ، منه برزق فليأتكم طعاما. األطعمة من يكون

لبثنا قالوا لبثتم كم منهم قائل } قال يوم بعض أو يوما إلى هذه بورقكم أحدكم فابعثوا لبثتم بما أعلم ربكم قالوا

أزكى أيها فلينظر المدينة برزق فليأتكم طعاما [19: { ] الكهف منه

بكم يشعرن وال } وليتلطف أحد به يشعر أال وليحرص أحدا

ملتهم في يعيدوكم أو يرجموكم عليكم يظهروا إن إنهم تفلحوا ولن إذا على يدل [ وهذا20 - 19: { ] الكهف أبدا

. قتلوهم بهم ظفروا ومتى ، نابذوهم قومهم أن تغيرت قد المدينة : فرأى الطعام وجالب الفتية رسول دخل

يدخل وكأنه ، تحولت والديار ، مكانا جديدا : إن . فقال غريبا. الصفة هذه غير على أمس عشية البلدة بهذه عهدي فناوله للبائع ذهب عهد من هي فإذا ، البائع أنكرها ، نقودا

وجعل ، جاره إلى فدفعها ، قرون ثالثة من القديم الملك. يتدافعونها الناس وجد هذا : لعل وقالوا ملك إلى استدعى ثم فسألوه ، كنزا

إلى ذهبوا ثم ، فيه فشكوا ، بخبره فحدثهم الزمان ذلك ثم ، وعانقهم عليهم وسلم الملك : دخل قيل ، الكهف. أرواحهم الله وقبض وناموا ، ودعوه

أمرهم على غلبوا الذين } قال شأنهم في تنازعوا أنهم ثمعليهم لنتخذن

(2/37)

عدتهم ذكر . ثم محرم [ . وهذا21: { ] الكهف مسجدا سادسهم خمسة ويقولون كلبهم رابعهم ثالثة } سيقولون

كلبهم ربي قل كلبهم وثامنهم سبعة ويقولون بالغيب رجما يعلمهم ما بعدتهم أعلم فيهم تمار فال قليل إال مراء إال

منهم فيهم تستفت وال ظاهرا [ . وال22: { ] الكهف أحدا كان وإن ، فتية أنهم والمهم ، عددهم معرفة من فائدة

الكلب حظي وقد ، كلبهم وثامنهم سبعة إنهم األقرب. معهم الله فذكره ، الصالحين صحبة بشرف

: القصة فوائد وأهم. وتوحيده الله عبادة على مفطور العبد أن. الله لغير العبادة صرف تأبى الزكية العقول أن ، البصائر توقظ التي األخبار أعاجيب من الكهف قصة أن

. اإليمان وتزيد. وتدبر تأمل لمن منها أعجب الكون في إن

. مجندة جنود األرواح. للنجاة سبب الصادق اإليمان إن

حتى ، الخير على واالجتماع ، الله في الصالحين فضل. الله ذكره الكلب تلفهم وعدم الطويل المنام ، بالكرامات الصالحين تأييد

. عيونهم وانفتاح

. الفتن من بالدين الفرار وجوب. الظروف كانت مهما التزحزح وعدم ، المبدأ على الثبات

. راشدة مؤمنة تكون قد القلة وإن ، بالكثرة االعتزاز عدم فضول من ألنها خالف محل تكون أن ينبغي ما عدتهم إن

. العلم. عليهم رحماته وبسطه ، الصالحين لعباده الله حماية

السالم عليه يوسف ( قصة10) } أحسن تعالى سماها وقد ، الفريد القرآن قصص أروع من

{ القصص قصصهم في كان } لقد قال آخرها [ . وفي3: ] يوسف

كان ما األلباب ألولي عبرة : { ] يوسف يفترى حديثا111. ] هذه سوى واحد موضع في بطولها نبي قصة تذكر ولم

. وهي السورة أجزاء كل واستغرقت بأكملها ذكرت ، القصة كتابات فيها الناس كتب وقد ، والدروس بالفوائد غاصة. كثيرة

(2/38)

يا حدثنا فقالوا المرات بعض في ملوا الصحابة أن رويل } الله الله فأنزل ، الله رسول الحديث أحسن نز { كتابا [ .23: ] الزمر

الحديث فوق حدثنا الله رسول يا فقالوا ، أخرى ملة ملوا ثم نقص } نحن الله فأنزل ، القصص يعنون ، القرآن ودون { ] يوسف القرآن هذا إليك أوحينا بما القصص أحسن عليك

:3. ] بن يوسف الطفل يراها رؤيا ، عجيب بشيء تبدأ القصة. السالم عليهما يعقوب

فيها بما له ساجدة الكواكب من مجموعة ؟! رأى رأى إيش. والقمر الشمس ، محياه على تباشيرها وظهرت ، بها وفرح ، صدره فانشرح

بها فأعجب ، عليه فقصها ، أباه الفرحة في يشرك أن وأحب وبشره ، وإنها ، صادقة رؤية إنها بني : يا له وقال ، خيرا

يتمها بنعمة ويحبوك ، بعلم سيخصك ، الله من لك بشرى. قبل من آبائك على أتمها كما ، عليك

: فقد وقال يحسدوه لئال إخوته على يقصها أن حذره ثم : تعالى قال ، رعاية من وأخاك به أخصك مما غيرتهم عرفت

عشر أحد رأيت إني أبت يا ألبيه يوسف قال } إذ كوكبا

مس ال بني يا ( قال4) ساجدين لي رأيتهم والقمر والش لك فيكيدوا إخوتك على رؤياك تقصص يطان إن كيدا الش [ .5 - 4: { ] يوسف مبين عدو لإلنسان

سيما )بنيامين( ال اآلخر وأخيه بيوسف يعقوب تعلق ازداد وإن سيما ال ، ومكانته شرفه على تدل التي الرؤيا هذه بعد

أن تعبيرها حيث ، بفضله واعترافهم هؤالء خضوع داللتها. أبواه والقمر والشمس ، أخوته الكواكب

ليوسف قالوا } إذ يوسف إلى أبيهم ميل عشر األحد اإلخوة [ ،8: { ] يوسف عصبة ونحن منا أبينا إلى أحب وأخوه

أبانا . } إن الجماعة عن ويغفل اثنين يحب كيف والمعنى إلى بميله خطأ في [ إنه8: { ] يوسف مبين ضالل لفي

. االثنين هذين

(2/39)

لماذا فتشاوروا ، الحسد دار وحركهم ، عندهم الغيرة تنامت ، خدمته على القائمون ونحن ويهملنا يوسف إلى أبونا يميل

. شئونه ورعاية في نبتت كما قلبه في نبتت حبهما : إن بعضهم فقال

منه والتخلص قتله بعضهم فاقترح ، األصابع الراحتين اطرحوه أو يوسف } اقتلوا { أبيكم وجه لكم يخل أرضا بعده من } وتكونوا بأبيكم أنتم تخلوا [ أي9: ] يوسف قوما. منكم بدر عما تتوبون [ أي9: { ] يوسف صالحين

بعض يأخذه البئر في ألقوه لكن تقتلوه : ال أحدهم وقال عقل وال دين يقره ال المسافرين( فالقتل )أي السيارة

الجب غيابة في وألقوه يوسف تقتلوا ال منهم قائل } قاليارة بعض يلتقطه [ ،10: { ] يوسف فاعلين كنتم إن الس

، تنفيذه على وعزموا ، وصوبوه الرأي هذا فاستحسنوا يسلو وال ، ألحد يتركه ال ويعقوب ، إليه الوصول كيف ولكن

. به إال أبانا : يا وقالوا أبيهم إلى الذهاب على عزموا الغد وفي

يلعب ، معنا يذهب تتركه ال فلماذا منا وبضعة ، أخونا يوسف يا : } قالوا تعالى قال كما ، ونحرسه نحميه ونحن ، ويركض

معنا أرسله لناصحون له وإنا يوسف على تأمنا ال لك ما أبانا [ .12 - 11: { ] يوسف لحافظون له وإنا ويلعب يرتع غدا

: فقال المكروه وخاف يوسف فرقة عليه عزيز يعقوب طبعا يوسف أرى أطيق ال منكم غفلة وأخشى ، قلبي عن بعيدا

أن وأخاف به تذهبوا أن ليحزنني إني } قال الذئب فيأكله

[ . فردوا13: { ] يوسف غافلون عنه وأنتم الذئب يأكله: عليه

إنا عصبة ونحن الذئب أكله لئن } قالوا { لخاسرون إذا : ألسنا يعني [ ،14: ] يوسف إنا ، نحن رجاال لعاجزون إذا. الوالد اقتنع حتى وكرروا وألحوا ، هالكون

(2/40)

الجب في وضعه على أجمعوا وقد ، به ذهبوا ، الغد صباح فيا ، { الجب غيابة في يجعلوه أن وأجمعوا به ذهبوا } فلم

، وأذيته بضربه بدأوا ، فارقوه حين فمن [ ،15: ] يوسف لتنبئنهم إليه } وأوحينا إليه الله أوحى الحال تلك وفي

: يعني [ ،15: { ] يوسف يشعرون ال وهم هذا بأمرهم الله من لطف وهذا ، هذا بصنيعهم تذكرهم يوم يأتي سوف

. الكرب هذا في له وتثبيت بيوسف ورموه ، ثوبه من يوسف وجردوا ، ومكيدتهم لشرهم وذهبوا

، مقصودهم حققوا أنهم وظنوا ، بذلك وفرحوا ، البئر في. غايتهم وأصابوا

! ؟ أباهم يواجهون كيف ، اآلن هنا المشكل لكن لقد أبانا يا ، ويكذبون ، يبكون أبيهم إلى الليل في فجاءوا

على الذئب فغدا ، نتسابق نجري ! ذهبنا تخوفت ما وقع وهذا البكاء إال نملك وال ، وأكله عليه فهجم ، يوسف أخينا

: } وجاءوا تعالى قال ، بدمه مضرج قميصه وهذا الحزن وتركنا نستبق ذهبنا إنا أبانا يا قالوا يبكون عشاء أباهم

كنا ولو لنا بمؤمن أنت وما الذئب فأكله متاعنا عند يوسف قميصه على وجاءوا صادقين -16: { ] يوسف كذب بدم

18. ] . نياتهم وسوء ، طويتهم خبث وعرف ، فيهم شك يعقوب

أنفسكم لكم سولت بل : } قال قال والله جميل فصبر أمرا [ .18: { ] يوسف تصفون ما على المستعان

: سأصبر يعني تذكرون ما على يعلم والله ، فيه جزع ال صبرا والقميص ، عصبة أنتم دالئل ثمة ألن ، والمحال الكذب من

ليس . السالم عليه واحتمل صبر لكن ، مخروقا هذا من الدروس وأهم الوقت لضيق هنا القدر بهذا ونكتفي: يلي ما القصة من المقطع

. وروعتها يوسف قصة جمال. الحياة هذه في االبتالءات إثبات

. اإلخوة بين ووجوده الحسد على البشرية النفس انطواء

(2/41)

. الظن وسوء والحسد الكذب على صاحبه يحمل الهوى إن. النوم في الصالحة الرؤيا فضل. الحسدة عند الحسنة بالمرائي التحديث عدم

. البالء وقت وتثبيته السالم عليه ليوسف تعالى الله حفظيوسف قصة ( تابع11)

، الجب في السالم عليه يوسف ألقى وحيدا ذنب بال ، طريدا ، ظلمة ويتحسس ، الوحشة يعاني ، إخوته ؟! من من ! ومن

أولى من وهذه ، مكان كل من والحزن الخوف ويحوطه. المحن الجب في : مكث يقال البالء رغم وهناك ، أيام ثالثة محبوسا

إنك إليه وأوحى ، بالصبر وحاله الله ثبته والخوف والغم } وأوحينا هذا بصنيعهم وستخبرهم إخوتك على ستظهر

{ . يشعرون ال وهم هذا بأمرهم لتنبئنهم إليه الفرج جاء ثم ، الحزن وتلمظ جاع البئر في مكثه مدة وفي

فاستبشر ، البئر تجاه قادمين أناس صوت يسمع هو إذ. دنت قد الفرج ساعة وأن وانشرح

قريب فرج وراءه …يكون فيه أمسيت الذي الكرب عسىالغريب النائي أهله …ويأتي عان ويفك خائف فيأمن

من التزود وأرادوا مسافرون سيارة ؟! جاءت حصل الذي ما فلما ، الماء لينزع البئر في دلوه منهم واحد فألقى ، الماء حيث فانذهل ، بالدلو تعلق قد ، الصغير الغالم هذا إذا رماه رأى غالما ، قمر فلقة كأنه الله خلق ما أجمل من صغيرا

[ ،19: { ] يوسف غالم هذا بشرى } يا جماعته في فصاح. فرحتي ويا سروري : يا يعني

يتخذوه أن واتفقوا ، هؤالء فيه اجتمعت في يبيعوه غالما. مصر فلما ، يحدث ماذا يتربصون البئر حول كانوا إخوته : إن قيل

فر غالمنا : هذا وقالوا هؤالء عليهم طلع المسافرون أخرجه من بد يكن فلم يشتروه حتى يتركوه أن فرفضوا ، منا

. شرائه

(2/42)

بعشرين قيل ، باعوه حيث ، فيه وزهدوا ، ثمنه حقروا ولذلك بثمن : } وشروه قال كما ، عليه حرصاء يكونوا ولم درهما

اهدين من فيه وكانوا معدودة دراهم بخس : { ] يوسف الز. وشأنه ثمنه وحقروا ، فيه زهدوا إخوته [ أي20

صبر بل ، أمره ويكشف ، الكالم يستطع لم ويوسف حرصا. والسالمة النجاة على وهناك مصر إلى به وانطلقوا ، المسافرون الركب أخذه

. األسواق في به وطيف ، والرقيق البضائع مع ، باعوه )وزير ، مصر عزيز اشتراه أن وتعالى سبحانه الله فقدر

ورأى ، فيه تفرس ، إليه به جيء فلما المصرية( ، الخزانة : لزوجته يقول أن دعاه ما خلقه واكتمال ، وأدبه حسنه من

أو ، الخدم زجر تزجريه أن وحاشاك ، ومأواه مثواه أكرمي عوده واكتمل ، سنه كبر إذا أرجو فإني ، العبيد ضرب تضربيه

. ولدا نتخذه أو ينفعنا أن مصر من اشتراه الذي } وقال بقوله الله عناه ما وهذا

نتخذه أو ينفعنا أن عسى مثواه أكرمي المرأته { ولدا [ .21: ] يوسف

: قال حين مصر : عزيز ثالثة الناس )أفرس مسعود ابن جاء ، استئجره أبت : يا ألبيها قالت التي والمرأة ، مثواه أكرمي

عمر( . استخلف حين بكر وأبو الله نجاه حيث وظهوره ، يوسف تمكين بارقة هنا حصل وما قال ، الحكيم الفاضل الرجل هذا واحتواه ، إخوته كيد من

تأويل من ولنعلمه األرض في ليوسف مكنا : } وكذلك تعالى يعلمون ال الناس أكثر ولكن أمره على غالب والله األحاديث

[ .21: { ] يوسف أكثر لألسف لكن ، ألمره مانع وال ، واقع الله أراده فما

. خلقه في حكمته يدركون ال الخلق العزيز دار في يوسف مكث ، مسرورا عمله وبدأ ، مرتاحا. وأمانة جد بكل القصر في

(2/43)

ا قال كما ، للنبوة الله اصطفاه ، المدة تلك وإبان : } ولم آتيناه أشده بلغ حكما { المحسنين نجزي وكذلك وعلما

[ .22: ] يوسف ، نفسه هدأت وقد ، القصر في عمله في ماض وهو ثم

حياة الحياة وهذه ، جديدة أخرى بمحنة ابتلي ، روحه وسكنت ليست اآلن والمحنة ، ذلك في حكمة له وجل عز والله ، ابتالء

بدأت حيث ، العزيز زوج القصر( ، )سيدة من وإنما إخوته من ، القصر في جليلة مكانة أعطى الذي ، الشاب بهذا تتعلق

شطر وآتاه ، الله جمله وقد ، وتالحظه ، تراقبه وبدأت همت كلما لكن ، قلبها في يتنامى يوسف حب وبدأ ، الحسن األمر تعاظم لكن ، العزيز زوجة وهي ، غالمها أنه تذكرت

عنها ويعرض إليها يلتفت ال لكن ليوسف تلمح وبدأت ، معها.

منها الهوى بلغ لكن مبلغا دعته األيام من يوم وفي ، عظيما وقالت فتنة المالبس أبهى ولبست بها الخاصة غرفتها إلى

: فقال ، لك : هيأت يعني [ ،23: { ] يوسف لك } هيت كما ، العزيز موالي أخون أن وحاشاي أجيبك أن الله معاذه قال : يعني [ ،23: { ] يوسف مثواي أحسن ربي : } إن

في أغشه ثم ، نعمته علي وأسدل ، بيته في أكرمني سيديه ، أهله [ .23: { ] يوسف الظالمون يفلح ال } إن

، وامتنع فأبى كلها األبواب وأغلقت ، عليه أصرت لكنها يستجيب ال فتياني من فتى كيف ، باإلثم العزة فأخذتها وراءه فقامت ، وداللي وكمالي عزتي في وأنا ، لطلبي السالم عليه فهرب ، الفرار إال أمامه يكن ولم ، به تبطش وقد ، العزيز فرآه ، الباب وصل وكان ، قميصه من فجذبته

فكان ، قميصه انشق موقفا تهمة وموطن ، مشبوها. وارتياب

(2/44)

حرمتك يرع لم يوسف : إن قالت كيدها إلى رجعت فمباشرة بأهلك أراد من جزاء } ما نفسي عن راودني وقد ، سوءا إال

عقب [. فيوسف25: { ]يوسف أليم عذاب أو يسجن أن نفسي عن راودتني هي } قال وصراحة صدق بكل مباشرة

. ذلك على شاهد قميصي [ وهذا26{ ] يوسف: : { ] يوسف أهلها من شاهد } شهد ذلك في النزاع عند كان } إن : ننظر فقال ، الملك خاصة من : رجل قيل [ ،26

( وإن26) الكاذبين من وهو فصدقت قبل من قد قميصهادقين من وهو فكذبت دبر من قد قميصه كان { الص

[ .27 - 26: ] يوسف الحقيقة وتجلت الغبار انكشف ، الحصيف الذكي الحل وبهذا

آلت ما وأدرك ، للعزيز الحق ظهر ، والبهتان الزيف وسقط ،. نفسه عن وروادته الشاب بهذا فتنت وأنها ، زوجته به

من كنت إنك لذنبك واستغفري ، النساء كيد هذا : إن وقال في تنشره وال ، لسانك : احفظ ليوسف وقال ، الخاطئين

ه الناس عن أعرض يوسف عظيم كيدكن إن كيدكن من } إن

: { ] يوسف الخاطئين من كنت إنك لذنبك واستغفري هذا28- 29. ] ذاع أنه إال الخبر انتشار عدم على العزيز حرص رغم ذلك بعد الشائعة وايش ، المدينة جنبات إلى وتجاوزه القصر في

في وذابت ، الفتى بغالمها افتتنت العزيز امرأة : أن تقول تراود العزيز امرأة المدينة في نسوة } وقال ، وغرامه حبه

شغفها قد نفسه عن فتاها { ] مبين ضالل في لنراها إنا حبا [ .30: يوسف

(2/45)

وأخذت ، المقالة شاعت ألوانا أذن في ذلك رن حتى وأشكاال من صديقاتها فدعت ، منها الناس يقول ما العزيز امرأة لهن وهيأت ، المدينة نساء ، ووسائد مفارش أي ، متكئا

ا فاكهة من وطعام إليهن أرسلت بمكرهن سمعت } فلم لهن وأعتدت منهن واحدة كل وآتت متكأ : { ] يوسف سكينا

31. ] ا عليهن اخرج } وقالت يوسف أمرت ثم { ] أكبرنه رأينه فلم

ال شاب فهو ، وجماله بحسنه [ وانبهرن31: يوسف ، المالمح حلو ، الطلعة وضيء ، الغرة أيلح ، كالشباب

ما لله حاش وقلن أيديهن } وقطعن بالمشهد فاندهشن هذا هذا إن بشرا [ .31: { ] يوسف كريم ملك إال

: } قالت وقالت بذلك فرحت وكأنها ، العزيز امرأة فصفقت فاستعصم نفسه عن راودته ولقد فيه لمتنني الذي فذلكناغرين من وليكون ليسجنن آمره ما يفعل لم ولئن { الص

[ .32: ] يوسف ، نفسها على أرادته وأنها ، أحبته أنها ، لزميالتها واعترفت

وأذلت قتل( ، ما الحب )ومن غيابه أو بعده تطيق ال وأنها. الناس في أمرها افتضح وقد ، يستعصم لكنه ، له نفسها القت ما عليهن وعز ، الهيام أصابهن الحاضرات النسوة

أساليب بكل ، يوسف على الضغط فبدأن ، العزيز امرأة واستعصم أعرض ، السالم عليه يوسف لكن ، الجذابة النساءجن رب } قال والتثبيت الحفظ الله وسأل ا إلي أحب الس مم

إليه يدعونني من وأكن إليهن أصب كيدهن عني تصرف وإال [ .33: { ] يوسف الجاهلين

، بالسجن السيدة وهددته ، واإلغراء المراوغة في وزدن : )إن وقالت ، العزيز زوجها إلى فقامت وامتنع أبى لكنه

، شرفي في على وافترى ، أمري في فضحني قد يوسفيسجن( . أن إال أرى وما

(2/46)

والنساء المراودة هي امرأته أن للعزيز تبين قد وكان المصلحة من أن رأوا ولكن ، الجريمة شاركنها على حفاظا

من لهم بدا : } ثم تعالى قال ، يسجنوه أن وسمعته القصره اآليات رأوا ما بعد [ .35: { ] يوسف حين حتى ليسجنن

، المرأة بلغتها التي المنحطة والحالة ، براءته أدلة باتت بها يجدد ، ليوسف الله من وبلوى محنة .. ولكن وزميالتها

. عظيمة ألمور ويهيئه ، إيمانه: هنا الفوائد وأشهر

. الحياة في بالء أشد األنبياء أن. المحن طيات في تكون المنة أن

. إخوانه على المسلم قلب وتغير الحسد قبح. والنعماء الخير يوسف في تفاءل حيث العزيز فراسة

. الحرام في الوقوع من وتمنعه يوسف عفة تقربوا } وال الذنوب أقبح من وأنه ، الشرائع في الزنا حرمةنى ه الز وساء فاحشة كان إن [ .32: { ] اإلسراء سبيال. المخلصين المؤمنين لعباده الله تثبيت. والمخاطر السوء من وقاية وإنه ، اإلخالص فضل وأهله بيته في خيانته وعدم ، العزيز ألمانة يوسف حفظ{ . مثواي أحسن ربي } إنه. والنعماء الفاحشة على والبالء السجن إيثار

. والخدم بالشباب الخلوة في والدنيا الزينة أرباب تساهل من لهم بدا } ثم وعبيدها الدنيا أهل من الظلم وقوع تصور

ه اآليات رأوا ما بعد { . حين حتى ليسجننالسالم عليه يوسف ( تابع12)

السجن السالم عليه يوسف دخل ، مظلوما ، صابرا مؤثرا دعته التي واألماني ، والخنا الفحش مراتع كل على السجن

على المحرضات النسوة وشاركت العزيز امرأة إليها. الفاحشة

، والشدة الضنك لحياة ووالله ، تعالى الله ألمر سلم لكن وظلم الله معصية ظل في والنعمة الترف حياة من خير

. النفس على تعرف حيث عجيبة( ، )قصة له حصلت السجن في

. مصائبهم الناس وشارك ، جديدة وأخالق ، جديد مجتمع

الملك ساقي : أحدهما قيل السجن في برجلين التقى هناك. خبازه واآلخر ،

(2/47)

وكثرة ، أدبه وحسن ، وأمانته ، يوسف صالح لحظا السجينان. وعبادته ذكره؟! جرى فماذا

، تفسيرها يعرف أن فأحب رؤيا رأى واحد كل ، رؤيا رأيا: تعالى قال

جن معه } ودخل أعصر أراني إني أحدهما قال فتيان الس رأسي فوق أحمل أراني إني اآلخر وقال خمرا تأكل خبزا{ المحسنين من نراك إنا بتأويله نبئنا منه الطير

[ .36: ] يوسف؟ الرؤيا إيش

عنب جنة غرست أني النائم رى فيما رأيت : قال األول. الملك سقيتهن ثم عناقيد فخرجت رأسي فوق أحمل : كأني : قال والثاني الطير تأكل خبزا

. منه تأويل وهي ، بالمرأئي خبير السالم عليه يوسف طبعا

، وسأاله ، حقيقة رأيا وهما إياه الله علمه الذي الحديث من نراك } إنا سمته وحسن ، صالحه من رأوا لما التعبير

. وارتضياه أحباه إنهما بل { ، المحسنين أحببناك لقد : )والله قاال أنهما وورد حبا شديدأ فقال ، زائدا

محبته من علي دخل إال أحد أحبني ما إنه ، فيكما الله : بارك وأحبني ، بسببها الضرر علي فدخل ، عمتي أحبتني ، ضرر : فقاال ، فكذلك ، العزيز امرأة وأحبتني ، بسببه فأوذيت أبي

ذلك( . إال نستطيع ما والله إصغاء لهما وأصغى الرؤيا سمع السالم عليه يوسف المهم ترزقانه طعام يأتيكما ال قال: } قال ثم البصير العالم إالا ذلكما يأتيكما أن قبل بتأويله نبأتكما إني ربي علمني مم كافرون هم باآلخرة وهم بالله يؤمنون ال قوم ملة تركت

أن لنا كان ما ويعقوب وإسحق إبراهيم آبائي ملة واتبعت الناس وعلى علينا الله فضل من ذلك شيء من بالله نشرك [ .38 - 37: { ] يوسف يشكرون ال الناس أكثر ولكن

(2/48)

لهما وذكر ، بالطعام ويخبرهم ، بالتعبير عارف إنه أخبرهما : } يا يقول وزاد ، المرسلين لطريق وسلوكه ، لله توحيدهجن صاحبي قون أأرباب الس ار الواحد الله أم خير متفر ) القه

دونه من تعبدون ( ما39 يتموها أسماء إال وآباؤكم أنتم سم الحكم إن سلطان من بها الله أنزل ما أمر لله إال تعبدوا أال اه إال { يعلمون ال الناس أكثر ولكن القيم الدين ذلك إي

[ .40 - 39: ] يوسف : لألول قال ، لهما عبر ، التوحيدية الموعظة هذه بعد ثم

خمرا الملك فتسقي تخرج ثم ، أيام ثالثة السجن في تمكثجن صاحبي } يا ا الس ربه فيسقي أحدكما أم

، يقتل بأنه فأخبره الثاني [ . وأما41: { ] يوسف خمراا الطير منه تأكل ، هامدة جثة ويصبح فيصلب اآلخر } وأم [ .41: { ] يوسف رأسه من الطير فتأكل

رأينا : ما قاال ، التعبير الرجالن سمع لما : فقال ، شيئا [ .41: { ] يوسف تستفتيان فيه الذي األمر } قضي ينبغي وأنه خطورتها على يدل )فتوى( مما الرؤية فسمى وزاد ، المعاصرين بعض يفعل كما فيها الجواب عن التدافع

مستغرب شيء وهذا التاريخ وذكر ، الجزم ذلك على !! جدا ، منهما ناج أنه ظن للذي قال السالم عليه يوسف إن ثم

جريمة بغير أدخلت ، مظلوم وإني ، الملك عند شأني اذكره ظن للذي } وقال { ] يوسف ربك عند اذكرني منهما ناج أن

:42. ] أي ربه ذكر الشيطان فأنساه ، السجن من الرجل وخرج

العاقبة كانت لماذا الناجي ذلك ينسي أن حرص الشيطانيطان } فأنساه جن في فلبث ربه ذكر الش { سنين بضع الس [ .42: ] يوسف

قارب حتى تعالى الله من ابتالء السجن في يوسف لبث. خروجه طليعة كان عظيم شيئ وحدث ، الفرج

(2/49)

تقول .. ماذا وأهمته أفزعته رؤيا رأى الملك : أن والحدث؟ الرؤيا

، مهازيل عجاف سبع تأكلها سمان بقرات سبع الملك رأى أرى إني الملك } وقال يابسات وأخر خضر سنبالت وسبع خضر سنبالت وسبع عجاف سبع يأكلهن سمان بقرات سبع [ .43: { ] يوسف يابسات وأخر يومه في أصبح مهتما وأشراف ، دولته رجال فجمع ، كثيرا

إن رؤياي في أفتوني المأل أيها } يا عليهم بعضها ، الناسؤيا كنتم [ .43: { ] يوسف تعبرون للر

: فقالوا ، بالمنامات البصير منهم وليس ، عرفوا ما هم بتأويل نحن وما أحالم أضغاث } قالوا وأوهام خياالت [ .44: { ] يوسف بعالمين األحالم الملك( وهو )ساقي الرؤيا وسمع منها خافوا أنهم ويحتمل عالم السجن في الصالح الرجل فتذكر ، الرجلين من الناجي بقوله: أيها الملك إلى )يوسف( فسارع والتعبير الرؤيا فتى بالسجن إن الملك ودائع يكشف ، الفكر صائب ، كريما

. اليقين بالخبر يأتيك ، رؤياك له فاذكر ، عقله بنور الغيوبديق أيها } يوسف السجن إلى الساقي فانطلق أفتنا الص

سنبالت وسبع عجاف سبع يأكلهن سمان بقرات سبع في { ] يعلمون لعلهم الناس إلى أرجع لعلي يابسات وأخر خضر

[ .46: يوسف فيها الجواب حسن تعالى الله ألهمه ، يوسف سمعها فلما

سنين سبع تزرعون : )إنكم فقال الخصب يأتيكم أي ، دأبا ألنها ، بالسنين البقر ففسر متواليات سنين سبع والمطر

. الخضر السنبالت وهن الثمرات منها يبرز التي ، األرض تثير

(2/50)

السبع في يحصدونه ما أن : وهو هام أمر إلى أرشدهم ثم تأكلون ما إال الفساد عن أبعد ليكون سنبله في ذروه سنين

سنين سبع تزرعون . } قال منه في فذروه حصدتم فما دأبا سنبله ا قليال إال [ .47: { ] يوسف تأكلون مم

أحصنتم ما إال تجتاحكم شداد ، عجاف سنين سبع تأتي ثم قدمتم ما يأكلن شداد سبع ذلك بعد من يأتي } ثم وحفظتم

لهن ا قليال إال [.48: { ] يوسف تحصنون مم يأتي } ثم السبع بعد يأتي بعام والرخاء بالخير بشرهم ثم

{ ] يوسف يعصرون وفيه الناس يغاث فيه عام ذلك بعد من :49. ]

الزيت الناس ويعصر ، وتكثر ، الخيرات وتعم ، المطر ينزل. ونحوه

، منها فاندهش وتعبيرها بالرؤيا الملك إلى الناجي رجع ، ملهم وفكر بصير عقل إال يقوله ال كالم هذا أن وعرف } وقال وعلمه رأيه من ويفيد ، ويجربه ليسأله الملك فطلب الملك رسول جاءه [ ،50: { ] يوسف به ائتوني الملك النبي يوسف لكن ، حضرته إلى يدعوك الملك : إن وناداه

، براءته تظهر حتى يحضر أن العرض رفض ، الصبور الكريم : } قال قال لكنه ، له ومحبته ، الملك بعفو سيخرج كان

أيديهن قطعن الالتي النسوة بال ما فاسأله ربك إلى ارجع [ .50{ ] يوسف: عليم بكيدهن ربي إن

وسلم عليه الله صلى نبينا عليه أثنى الخروج يوسف ورفض ألحببت يوسف لبث ما السجن في لبثت : )ولو وقال

. احتماله وشدة صبره على الداعي( يثني : فقال العزيز امرأة ومعهم النسوة الملك : استدعى المهم : { ] يوسف نفسه عن يوسف راودتن إذ خطبكن ما } قال

. الضيافة بيوم [ يذكرهم51 من عليه علمنا ما لله حاش } قلن بمتهم ليس أنه فاعترفن

[ .51: { ] يوسف سوء

(2/51)

حصحص } اآلن بالحقيقة العزيز وزيره امرأة نطقت عندهاه نفسه عن راودته أنا الحق ادقين لمن وإن ليعلم ذلك الص { الخائنين كيد يهدي ال الله وأن بالغيب أخنه لم أني

[ .52 - 51: ] يوسفئ : } وما قالت ثم ارة النفس إن نفسي أبر وء ألم بالس ما إال

[ .53: { ] يوسف رحيم غفور ربي إن ربي رحم نزوة لكنه بريء يوسف وأن ، بالحق اعترفت المرأة هي فها

لم حيث بالغيب زوجها تخن لم فهي ، ذلك ومع ، شيطانية. الفاحشة منه طلبت لما يوسف يستجب

يوسف على وأثنت وأنه ، مظلوم سجين أنه وأكدت ، خيرا إضافة العزيز امرأة من الكلمات هذه .. وكانت عفيف زكي براءته وإعالنه ، يوسف إلخراج كافية ، الرؤيا تعبير إلى

الناس أنقى من وأنه ، للناس وأزكاهم ، خلقا . نفسا دعت ، اآلن يوسف عن ظهرت التي واألخالق المحاسن هذه

وبطانته خاصته من ويجعله ، ويقربه يستدعيه أن الملك{ لنفسي أستخلصه به ائتوني الملك } وقال

وأدب ، وبصيرة علم ، يقربون هؤالء [ . مثل54: ] يوسف : } إنك له وقال الملك به فأعجب يوسف فحضر ، وأخالق

ذا أصبحت [ أي54: { ] يوسف أمين مكين لدينا اليوم. وشرف مكانة

إني األرض خزائن على اجعلني : } قال يوسف فطلب{ عليم حفيظ

: } وكذلك تعالى قال ، طلبه إلى [ . فأجابه55: ] يوسف

األرض في ليوسف مكنا أ برحمتنا نصيب يشاء حيث منها يتبو للذين خير اآلخرة وألجر المحسنين أجر نضيع وال نشاء من

[ .57 - 56: { ] يوسف يتقون وكانوا آمنوا

(2/52)

في والخيرات النعم صنوف من وآتيناه ، ليوسف مكنا أي ، نشاء من برحمتنا نصيب ، وصبره إيمانه جزاء ، الحياة هذه. الدنيا متاع من خير وهو أعظم اآلخرة فأجر ، ذلك ومع

: الدروس أهم ونبين ، هنا ونقف المحسنين من نراك } إنا السجن في يوسف شمائل حسن

. }. السجن نحو الشديدة اللحظات في بالدعوة القيام

. الناس في والتأثير ، الدعوة عن حائال ليس السجن إن. الرؤيا بتعبير العلية ومكانته يوسف خبرة

كل ونبذ ، تعالى الله توحيد هو ، الخلق الله يدعى ما أول إن. دونه من يعبد ما وما ، السوي والمنهج ، القيم الدين هي وحده الله عبادة إن

. واعوجاج انحراف عداهاه ظن للذي } وقال الظنية إطار في جار المرائي تعبير إن أن كما قطعية مسألة { وليس ربك عند اذكرني منهما ناج

. الناس بعض يتوهمه كالمعبرين الغيوب أسرار يكتشف من إلى الناس انجذاب

. والكهان حتى كرم أو بمنة للخروج ورفضه ، وصبره يوسف ثباتالحقيقية. براءته تثبت

، الحق إلى ورجوعها بالخطيئة العزيز المرأة اعتراف. ليوسف وتزكيتها

. ذلك في أهليته علم لمن ، والمهمة اإلمارة طلب جواز،، أعلم تعالى والله

السالم عليه يوسف قصة ( تابع13) ، الليلة هذه نكمل سياقا السالم عليه يوسف قصة في جديدا

الخزائن على الملك وجعله ، األرض في الله مكنه وقد ،العزيز( . هو صار يعني أي المصرية وأنه سيما ال وأرزاقهم الناس معاش أمر يتقلد أن وناسب

. العجاف القادمة السنين مغبة من حذرهم قد بكل وزارته إبان السمان السبع السنوات يوسف استقبل

على وأسبغ ، الغالت ومأل ، المخازن هيأ حيث ، وعقل حكمة

مفاجأة خشية ، والتنظيم التدبير حسن ومع ، الناس. العجاف السنوات

(2/53)

وقحط ، األمطار وقلت ، الشداد السنوات دخلت وبالفعل بكل القحط استقبلت مصر لكن ، والبلدان مصر في الناس وحسن يوسف بحكمة ثم ، الله بفضل واستعداد حيطة

، الناس حاجة يكفي ما الغالل من ادخر حيث ، تخطيطه. والجدب الجوع أيام ويصونهم

يصبها لم وكأنها ، رخية وأنها ، مصر بذكر الناس تسامع فيها وأن ، القحط عزيزا وفاضال عادال الحنطة يوزع ، كريما

. والرحمة العدل بميزان الناس بين السالم عليه يعقوب وفيها ، فلسطين أرض إلى الخبر وصل ركابكم فشدوا عمنا الجدب : إن ألبنائه يعقوب فقال ، وبنوه

. أخباره الركبان حملت الذي العزيز هذا واقصدوا ، كما مصر إلى وانطلقوا ، أبيهم دعوة األبناء أجاب وبالفعل

وهم فعرفهم عليه فدخلوا يوسف إخوة : } وجاء تعالى قال [ .58: { ] يوسف منكرون له

رئاسته في صار وقد ، العزيز يوسف على الحاجب دخل : إن له وقال ، وإكرام إجالل محل الناس وحوله ، ووجاهته

الديار هذه عن غرباء ، معارفهم تتشابه عشرة بالباب. عليك الدخول في يستأذنون

الذي العشرة إخوته هم فإذا ، بالدخول يوسف لهم فأذن ، يعرفوه ولم ، فعرفهم البئر في ورموه ، به غدروا

. المدة طول مع أنكروه قد وهم واستبانهم كان يوسف حكيما . ضيافتهم وأحسن آواهم ، رزينا

؟ بالدي أقدمكم وما ؟ أنتم : من لهم قال ثم؟ عيون : لعلكم قال ، للميرة قدمنا العزيز أيها : يا فقالوا

! ؟ أنتم أين : فمن قال ، الله : معاذ قالوا. الله نبي يعقوب وأبونا كنعان بالد : من قالوا؟ غيركم أوالد : وله قال

، البرية في هلك أصغرنا فذهب عشر اثني كنا : نعم قالوا ليتسلى أبوه فاحتبسه شقيقه وبقى ، أبيه إلى أحبنا وكان

. عنه به أو به تأتوا حتى عندي القول لهذا قيمة : ال يوسف فقال. بيتكم يحضر حتى عندي فأقيموا ، شاهد

تكلفنا وإنك ، غرباء : نحن فقالوا لنا التمس ولكن محاال. هذا عن مخرجا

(2/54)

أن على الوفيرة بالميرة وأمدكم ، سأجهزكم : إني فقال ليكون ، أبيكم عند خلفتموه الذي أخوكم ومعكم تعودوا بعير حمل وأزيدكم ، إكرامكم وسأضاعف ، عليكم شهيدا

لكم كيل فال به تأتوني لم فإن ، شرطي هو هذا ، غالتكم في. تقربون وال عنديا تعالى قال زهم : } ولم لكم بأخ ائتوني قال بجهازهم جه فإن المنزلين خير وأنا الكيل أوفي أني ترون أال أبيكم من 59: { ] يوسف تقربون وال عندي لكم كيل فال به تأتوني لم -60. ]

[61: { ] يوسف لفاعلون وإنا أباه عنه سنراود } قالوا لن أنه نظن كنا وإن ، معنا يرسله أن أبيه في سنحاول يعني. فراقه على يصبر وال ، بسفره يأذن

يوسف لكن الموعد على عنده من وخرجوا ودعهم إنه ثم صنع ذلك قبل شيئا ؟! صنع .. ماذا عجيبا بها جاءوا التي بضاعتهم عليهم ردوا وفتيانه لخدمه قال

ليمتاروا ، يشعرون ما غير من رحالهم في عنها عوضا يعاوضون بضاعة عندهم يكون ال أن : خشى قيل والسبب

أبيه من يأخذ أن خشى أو بها إلحراجهم وقيل عوضا. إليه فيرجعوا

لقينا أبانا : يا فقالوا أبيهم إلى األخوة رجع رجال ، عظيما ووزيرا علينا أخذ ولكنه ، وفادتنا وأكرم ، فضلنا عرف كريما

عهدا بأخينا نأتيه حتى بعد من لنا يكيل أال وشرطا. أمرنا في شك إنه ، حالنا بحقيقة يخبره )بنيامين( ،

عليه آمنكم هل } قال وأبى رفض أبوهم على أمنتكم كما إال إال به صانعون أنتم هل [ . أي64: { ] يوسف قبل من أخيه. قبل من بأخيه صنعتم كما

(2/55)

جاءوا التي بضاعتهم فإذا ، ورحالهم بضاعتهم قلبوا ذلك بعد مسرورين أبيهم إلى فعادوا عليهم ردت فقد بها يشترون ونمير إلينا ردت بضاعتنا هذه نبغي ما أبانا يا } قالوا فرحين

{ يسير كيل ذلك بعير كيل ونزداد أخانا ونحفظ أهلنا[.65: ]يوسف

الكيل لنا وأوفى بضاعتنا علينا ردت ، هذا وراء نريد إيش{ أهلنا } ونمير

كيل } ذلك أهلنا إلى بالميرة نأتي أخانا معنا أرسلت إذا أي. أخيهم أخذ مقابلة في يسير { أي يسير

المبين والعهد المتين الموثق بعد فوافق أبيهم على ضغطوا تؤتوني حتى معكم أرسله لن } قال لتأتونني الله من موثقا

به ا بكم يحاط أن إال نقول ما على الله قال موثقهم آتوه فلم [ .66: { ] يوسف وكيل

وقبل ، معهم أخاهم وأعطاهم مسرورين فرحين ذهبوا ثم إلى وصلوا إذا أنهم وهو مهم بأمر أبوهم أمرهم ذهابهم } متفرقة أبواب من وليدخلوا واحد باب من يدخلوا ال العزيز أبواب من وادخلوا واحد باب من تدخلوا ال بني يا وقال

قة الحكم إن شيء من الله من عنكم أغني وما متفر لله إال{ المتوكلون فليتوكل وعليه توكلت عليه

وهيئة جمال ذوي كانوا إنهم [ . والسبب67: ] يوسف إثبات في أصل اآلية وهذه ، العين عليهم فخشى حسنة. منها التوقي ومشروعية العين

(2/56)

إليه فآوى بيوسف والتقوا ، أبوهم أمرهم كما ودخلوا وصلوا إن ثم ، عواطفه يظهر لم ولكن ، عليه وحن له ورق ، أخاه

لهم صنع يوسف وبقى ، مثنى مثنى فجلسوا ، طعاما بنيامين يوسف أخي كان )لو وقال ، فبكى وحيدا لجلس حيا

فقال بنيامين عنده بات إنه ثم ، مائدته على معي( فأجلسه يجد : من فقال ، الهالك أخاك أكون أن : أتحب له مثلك أخا

السالم عليه يوسف فبكى ، راجيل وال يعقوب يرك لم ولكن تنشده الذي أخوك أنا : إني له وقال ، وعانقه إليه وقام

روحه واستقرت ، بنيامين نفس قرت فحينها باسمه وتهتف.

ا أخوك أنا إني قال أخاه إليه آوى يوسف على دخلوا } ولم [ .69: { ] يوسف يعملون كانوا بما تبتئس فال مكيدة لهم يوسف . ودبر الضيافة أيام انقضت ذلك بعد

؟! لهم صنع .. وماذا سيصنع بما أخاه وأخبر ، ومكرا الفضة من إناء الملك( وهو )صواع وضع سفرهم قبل

ثم ، بنيامين أخيه متاع في به للناس ويكيل ، منه يشرب

ا ، انصرفوا زهم } فلم قاية جعل بجهازهم جه رحل في الس [ .70: { ] يوسف أخيه قالوا لسارقون إنكم العير أيتها مؤذن } أذن خروجهم وقت

ولمن الملك صواع نفقد قالوا تفقدون ماذا عليهم وأقبلوا [ .72 – 70: { ] يوسف زعيم به وأنا بعير حمل به جاء بعير حمل أعطيناه به جاء من خصاله هذه . طعاما

جئنا ما علمتم لقد تالله } قالوا بالسرقة الغلمان اتهمهم كنتم إن جزاؤه فما قالوا سارقين كنا وما األرض في لنفسد كذلك جزاؤه فهو رحله في وجد من جزاؤه قالوا كاذبين [ .75 – 73: { ] يوسف الظالمين نجزي هذا ، لكم عبد عندكم أسير فهو متاعه في وجد : من قالوا

. براءتنا من يقين على ونحن ، شرعنا

(2/57)

فوجد ، أخيه وعاء فتش ثم ، وعاء وعاء يفتشها بأوعيتهم بدأ حياء رؤوسهم وأطرقوا فدهشوا أمامهم فرفعه ، الصواع. وخجال أخيه وعاء من استخرجها ثم أخيه وعاء قبل بأوعيتهم } فبدأ الملك دين في أخاه ليأخذ كان ما ليوسف كدنا كذلك أن إال ذي كل وفوق نشاء من درجات نرفع الله يشاء { ] عليم علم

[ .76: يوسف دبرنا والمعنى المحبوب الكيد من وهذا ليوسف كدنا أي

. الفعلة هذه له وصنعنا: يلي ما الفوائد من السياق هذا وفي ، هنا نتوقف ، الناس بأحوال وحذقه ، األطعمة بادخار يوسف فطنة

. يعرفوه لم الذين ألخوته ومعرفته يسمى ما وتوفير لألمور إدارته وتمام ، يوسف شمائل حسن

والكوارث المحن أيام في يعينك الغذائي( الذي )باألمن اآلن.

خلق هذا وأن وفادته بإحسان ، الضيف إكرام مشروعية. األنبياء. منها التوقي ومشروعية ، حق وأنها العين وجود إثبات ، شريعة تخالف لم إذا بالحيل األغراض إلى التوصل جواز تهدم ولم . أصال

الناس على والتيسير ، والشراء البيع في المعاملة حسن. الشدائد أيام

. السابقة الشرائع في وذمها السرقة تحريم

بسارقه ظفر إذا المسروق أن شريعتهم في كان إن. وتغريمه ضربه مصر وفي ، وملكه استرقه

. العين أسباب ؟؟؟؟؟ حيث الله من يعلم وأنه يعقوب فضل الحياة ومقاساة والكرب الشدة بعد يوسف على النعم توالي

العسر مع } فإن واحتمل صبر لما ، العسر مع إن يسرا يسرا [ .6 - 5: { ] الشرح

المهمة الفوائد من وغيرهاوصحبه آله وعلى محمد نبينا على وسلم الله وصلى

السالم عليه يوسف قصة ( تابع14) عليه يوسف استخراج عند السابق الدرس في توقفنا وخفضوا إخوته فخجل أخيه وعاء من السقاية السالم

بالشرط : عليكم يوسف لهم فقال ، منه حياء رؤوسهم

(2/58)

أن [ . أي75: { ] يوسف جزاؤه فهو رحله في وجد } من ويصبح السارق المسروق يملك . له أسيرا

يسرق إن } قالوا فقالوا أنفسهم يبرئوا أن أرادوا إنهم ثمله أخ سرق فقدها قبل من أنتم قال لهم يبدها ولم نفسه في يوسف فأسر شر [ .77: { ] يوسف تصفون بما أعلم والله مكانا

: تقول والقصة ، صباه في سرق وأنه يوسف بذلك يقصدون وكانوا ، إسحاق منطفة عندها كانت يوسف عمة إن

، هذه عمته عند تربى قد يوسف وكان ، بالكبر يتوارثونها وأحبته حبا إليه تاقت سنوات7 عمره صار فلما ، شديدا فإن ، يوسف إلي : سلمي لها فقال ، يعقوب أبيه نفس

. إليه تاقت قد نفسي عندي : دعه فقالت يعقوب خرج فلما ، إليه أنظر حتى أياما ، ثيابه تحت من يوسف على فحزمتها المنطفة إلى قامت

أخذها من فانظروا ، المنطفة فقدت أنها زعمت ثم. شئت ما به أصنع لي : إنه فقالت ، يوسف عند فوجودها

يجد ولم ، وذاك : إنت فقال الخبر يعقوب وأخبر تركه من بدا ذلك فقالوا ، به إال تسلو ال وكانت أحبته حيث ، لعمته

. القصة هذه إلى يشيرون شر : } أنتم نفسه في يوسف فقال بما أعلم والله مكانا

{ . تصفون العزيز أيها يا } قالوا يوسف العزيز يستجدون بدأوا إنهم ثم له إن أبا شيخا المحسنين من نراك إنا مكانه أحدنا فخذ كبيرا

[ .78: { ] يوسف نأخذ : كيف فقال وجدنا من نأخذ ؟! إنما يظلمنا لم شخصا أن ومنع أصر لكنه ، يوسف على كرروا حاولوا ، عنده متاعنا

يأخذ . بنيامين عن عوضا } خلصوا يئيسوا لما إنهم لم الناس عن { انفردوا نجيا

أن الميثاق أباهم اعطوا وقد يفعلون، ماذا يتشاورون. به يرجعوا

(2/59)

، به ترجعوا أن على عهدا أباكم تعطوا : ألم كبيرهم فقال ثم تنقطع لم عينيه دموع وأن ، يندمل لم يوسف جرح إن

لي الله يحكم أو أبي لي يأذن حتى األرض أبرح : } فلن قال [ .80: { ] يوسف الحاكمين خير وهو

سرق ابنك إن أبانا يا فقولوا أبيكم إلى } ارجعوا مناص ال ثم عاهد )هوذا( الذي وبقى التسعة ذهب [ ،81: { ] يوسف

وقع أبانا يا بالحقيقة وكاشفوه ، أبيهم إلى رجعوا ، أباه : وقالوا المرة هذه وصدقوه بنيامين سرق وقد ، وكيت كيت

شهدنا } وما { حافظين للغيب كنا وما علمنا بما إال له سيسرق إنه الغيب في علمنا ما [ أي81: ] يوسف شيئا

؟ السارق جزاء ما سألنا وإنما ، } واسأل مصر هي قيل ، فيها كنا التي القرية أبي يا وسل

لصادقون وإنا فيها أقبلنا التي والعير فيها كنا التي القرية [ .82: { ] يوسف

كالصاعقة عليه الخبر ووقع ، نفسه يتمالك لم يعقوب طبعا وما ، بأخيكم صنعتم : ما فقال عقله وأذهبت ، كيانه هدت

أنفسكم لكم سولت : } بل وقال بأيمانكم فعلتم فصبر أمرا بهم يأتيني أن الله عسى جميل ه جميعا الحكيم العليم هو إن

[.83: { ] يوسف فقال بيوسف فعلوا كما ، جديدة مكيدة أنها يعقوب ظن

{ . جميل } فصبر يا وقال عنهم : } وتولى وقال عنهم وأعرض تولى إنه ثم

ت يوسف على أسفى { ] كظيم فهو الحزن من عيناه وابيض [ .84: يوسف

: ذهب عيناه وابيضت الدفين الحزن اآلن حزن له جدد. : كئيب . وكظيم البكاء كثرة شدة من وعمي سوادهما

وانهد جسمه ضوى حتى ويتألم يبكي ، يعقوب مدة مكث. عيناه وابيضت

(2/60)

، يوسف على ويتلهف يتوجع أبنائه أحد : سمعه ومرة : } تالله قالوا سمعوه فلما لينظروا أخوته فاستدعى تفتأ

تكون حتى يوسف تذكر { الهالكين من تكون أو حرضا [ .85: ] يوسف ضعيف أو الهالك على الموشك المريض : مرض الحرض

بثي أشكو : } إنما فقال ، مرض أو هم أذابه من القوة{ تعلمون ال ما الله من وأعلم الله إلى وحزني

[ .86: ] يوسف صدق وأنها الرؤيا إلى يشير قالوا بيوسف سيلتقي حتما

. الشمل الله وسيلم : وقال وأخيه يوسف عن للبحث أبناءه ندب يعقوب إن ثم

سوا اذهبوا بني } يا من تيئسوا وال وأخيه يوسف من فتحسه الله روح الله روح من ييئس ال إن { الكافرون القوم إال

[ .87: ] يوسف ، يبحثون خرجوا وبالفعل ، واسعة ورحمته قريب الله فرج

المنكسر موقف وقفوا وهناك ، العزيز إلى مصر ورجعوا العزيز أيها : } يا وقالوا المضيوم والمفجوع ، المكروب

نا ر وأهلنا مس الكيل لنا فأوف مزجاة ببضاعة وجئنا الض [ .88: { ] يوسف المتصدقين يجزي الله إن علينا وتصدق يحسن أن وسألوه وقحط جدب أيام في أخرى مرة جاءوه يمن أو ، وقليل رديء بطعام جاءوا حيث ويتصدق عليهم. بنيامين أخيهم سراح بإطالقه عليهم

من بأبيه ألم ما وتذكر ، إخوته لمصاب يوسف رق ذلك عند علمتم : } هل لهم فقال ، أبنائه فقد على واللوعة األسى

{ جاهلون أنتم إذ وأخيه بيوسف فعلتم ما ، الصغر في به فعلوا بما يوسف [ . ذكرهم89: ] يوسف

توسل وقد وضربوه وجروه وأخذوه أبيه على احتالوا وكيف أنهم وكيف ، كسره يجبروا ولم ، ضعفه يرحموا فلم لهم

رموه حتى ، العداء آفة بهم وحاقت ، الحسد غاشية غشيتهم. وقساوة جفوة بكل البئر في

(2/61)

وبنيامين ، أحد به يعلم ولم ، ذلك دقائق عرف كيف فتعجبوا ، يوسف في ينظرون فبدأوا ، ذلك تفاصيل يعرف ال

. فيه ويدققون شامة جبهته في وكان رأسه على من التاج : خلع قيل

. بها عرفوه قد أخي وهذا يوسف أنا قال يوسف ألنت : } أئنك فقالوا

ه علينا الله من أجر يضيع ال الله فإن ويصبر يتق من إن [ .90: { ] يوسف المحسنين

{ لخاطئين كنا وإن علينا الله آثرك لقد : } تالله فقالوا والشرف بالفضل خضه الله بأن [ اعترفوا91: ] يوسف الله يغفر اليوم عليكم تثريب : } ال . فقال والملك والسعة

احمين أرحم وهو لكم [ .92{ ] يوسف: الر عليكم يستر أن الله وارجو ، عتب وال تأنيب ال والمعنى. عنكم ويتجاوز

فألقوه هذا بقميصي : } اذهبوا عائدون وهم إلخوته قال ثم يأت أبي وجه على { ] يوسف أجمعين بأهلكم وأتوني بصيرا

:93. ] أبناءه يتذكر ثم ودعاته صالته في كان السالم عليه يعقوب وإشراقة ، نفسه في بانشراح أحس المرة هذه في ، فيبكي

أن لوال يوسف ريح ألجد : } إني ألبنائه فقال ، قلبه في. والخرف للفند تنسبوني [ أي94: { ] يوسف تفندون

عند ، القميص حاملة وهي مصر من العير فصلت لما وذلك كالم من األبناء . ضاق أيام ثمانية مسيرة من الريح وجد ذلك

: { ] يوسف القديم ضاللك لفي إنك تالله } قالوا أبيهم وهي ، تساله وال تنساه ال ، ليوسف القديم حبك [ . أي95

. والدهم حق في غليظة كلمة وجه على فألقاه ، يهوذا القميص حامل وكان ، العير وصلت

. طويلة سنين بعد بصره إليه عاد ، بصيرا فارتد أبيه

(2/62)

استغفر أبانا يا } قالوا ألبيهم واعتذروا ، األبناء ندم عندهاه ربي لكم أستغفر سوف قال خاطئين كنا إنا ذنوبنا لنا هو إن

حيم الغفور [ .98 – 97: { ] يوسف الر العزيز حيث مصر إلى للنقلة ورحالهم أمتعتهم هيأوا ثم

[ .93: { ] يوسف أجمعين بأهلكم } وأتوني فرح ، يوسف علم ولما ، مصر إلى فلسطين من انطلقوا

: تعالى قال ، الناس وأكابر الملوك معه وخرج ، الستقبالهما مصر ادخلوا وقال أبويه إليه آوى يوسف على دخلوا } فلم

القحط من آمنين [ أي99: { ] يوسف آمنين الله شاء إن

. والعنت والجدبوا العرش على أبويه } ورفع له وخر دا : { ] يوسف سج

له الجميع فسجد ، الملك سرير على أجلسهما [ أي100 هذا وكان ، إجالال هذا أبت يا } وقال شريعتهم في جائزا ربي جعلها قد قبل من رؤياي تأويل إذ بي أحسن وقد حقا

جن من أخرجني نزغ أن بعد من البدو من بكم وجاء السيطان ه يشاء لما لطيف ربي إن إخوتي وبين بيني الش هو إن

[ .100: { ] يوسف الحكيم العليم سنة أربعون قيل طويلة مدة بعد تحققت ، الرؤيا هي فهذه

وجمع ، تعالى الله مكنه يوسف على النعم وظهور ذلك عند. له وأسجدهم ، شمله له

الله دعا من وعلمتني الملك من آتيتني قد : } رب قائالموات فاطر األحاديث تأويل الدنيا في ولي أنت واألرض الس

ني واآلخرة توف الحين وألحقني مسلما { بالص [ .101: ] يوسف

: أمور عدة على اشتمل العظيم الدعاء وهذا. الملك من عليه الله امتن ما : ذكر األولى. األحاديث بتأويل عليه الله منة : ذكر الثانية

(2/63)

. واألرض السموات فاطر بأنه الله على : ثناء الثالثة. وآخرة دنيا لله واليته : ذكر الرابعة

الله يتوفاه بأن : الدعاء الخامسة بالصالحين ويلحقه مسلما.

: القصة فوائد من. عظيم عمل وأنه اللحظات أصعب في الغيظ كظم

{ أخرى وزر وازرة تزر } وال اآلخر بجريمة أحد تؤخذ ال [.15] اإلسراء:

. ورسله الله أنبياء على الواقع البالء شدة. تعالى لله إال تكون ال الشكوى إن

. اليأس وعدم الحياة في العمل ضرورة. بخطئه المخطئ تعريف. الناس عن والسماح العفو فضل

. عباده من شاء بمن الفضل الله اختصاص وجه على عاد إنما يوسف بقميص يعقوب بصر رجوع إن

. المعجزة كان مصر إلى فلسطين من يعقوب إسرائيل بني انتقال

. تكاثروا وهناك ، يوسف عهد في. الخطيئة عند االستغفار مشروعية أبويه } ورفع وتكريمهم الوالدين إلى اإلحسان مشروعية

{ . العرش على. وإخوته أبويه له الله أسجد حيث ، الرفيعة يوسف مكانة. شريعتنا في وحرمته ، شريعتهم في السجود جواز

ذكروا وهنا ، يقصر وقد يطول قد ، محدود غير الرؤيا أمد إن. سنة أربعين. الحياة لشدائد واحتماله ، يعقوب صبر حسنيطان نزغ أن بعد } من المعاتبة في يوسف أدب حسن الش{ إخوتي وبين بيني

،، الموفق والله الفوائد من وغيرهاالفهرس

... ص ... الموضوع م2... اإلفك ... قصة17... سبأ ... دولة29... النضير بني ... قصة313... الفيل ... أصحاب416... السالم عليه موسى ... والدة5 مدين إلى مصر من وخروجه السالم عليه موسى ... نبوة6

...2127... بلده إلى موسى ... عودة731... الكبرى والمناظرة ، الرهيب ... اللقاء836... الكهف ... أصحاب9

41... السالم عليه يوسف ... قصة1045... السالم عليه يوسف ... تابع1151... السالم عليه يوسف ... تابع1257... السالم عليه يوسف ... تابع1362... السالم عليه يوسف ... تابع14

(2/64)

(3) الرمضاني الدرس هـ1427 دروستأليف

الفتحي فايع بن حمزة يزن أبي(1سبأ) ( قصة1)

لله الحمد حمدا كثيرا طيبا وسلم الله وصلى ، فيه مباركا

: وبعد أجمعين وصحبه آله وعلى محمد نبينا على القرآن في تعالى الله ذكرها عظيمة قصة عن الليلة فحديثنا

ببلوغ نهنئكم ، فيها الشروع قبل لكن سبأ قوم قصة وهي ، وأن وألمتنا ، فيه ولكم لنا يبارك أن الله ونسأل رمضان

. ووحدتها وعزها مجدها طريق يكون انتهجنا قد )سبأ( وكنا حول تدور فهي الليلة هذه قصة أما سنتين من يكون أن الدرس هذا في تقريبا قرآنيا( ، )درسا

وذكر مواعظ من تحتويه وما ، القرآن قصص اختيار وآثرنا. وقضاياه الصيام ألحكام العصر درس ويبقى ، وعجائب

كان : } لقد تعالى يقول عن جنتان آية مسكنهم في لسبإ طيبة بلدة له واشكروا ربكم رزق من كلوا وشمال يمين [ .15: { ] سبأ غفور ورب

التي واآلية ملوكهم من وسبأ ، اليمن بالد في دولة وسبأ حيث ، الرزق واتساع البالد في والرخاء النعم الله عناها

ربكم رزق من كلوا وشمال يمين عن } جنتان بعده فسرها{ . غفور ورب طيبة بلدة له واشكروا

منها يستفيدون فال السيول وتسيل ، األمطار تنزل كانت وكان المختلفة السدود بناء ، الماء لحفظ طريقة إلى فهدوامأرب( . )سد أقواها

__________. هي كما فأبقيتها قصد بدون القصة هذه معي ( تكررت1)

(3/1)

فأنبتها ، البساتين وجملوا ، الزرع وغرسوا ، الماء فصانوا الله نباتا إليهم وبعث ، أرزاقهم في لهم الله وبارك حسنا

بين وقد ، وكفروا أعرضوا لكنهم ، بعبادته وأمرهم ، رسله من } وجئتك آخر مكان في كفرهم سبإ إني يقين بنبإ

عظيم عرش ولها شيء كل من وأوتيت تملكهم امرأة وجدتمس يسجدون وقومها وجدتها : { ] النمل الله دون من للش

22 - 24. ] فيمتلئ بالمكتل البستان تدخل كانت المرأة : أن النعم ومن

والله ، النعيم ذلك على مدة لشيء. مكثوا يدها تحرك وال الخير صور ومن الخيرات فيهم واتسعت ، عنهم بغافل ليس

باركنا التي القرى وبين بينهم : } وجعلنا عندهم والنعيمير فيها وقدرنا ظاهرة قرى فيها ليالي فيها سيروا الس

[ .18: { ] سبأ آمنين وأياما يحتاج ال مسافرهم حيث ، دانية والخيرات ، متقاربة القرى

. والماء الزاد وجد نزل حيث بل ، ماء وال زاد حمل إلى. : الشام هي المباركة والقرى

بين باعد : } ربنا فقالوا النعمة بطروا لفسادهم لكنهمقناهم أحاديث فجعلناهم أنفسهم وظلموا أسفارنا كل ومز

ق [ .19: { ] سبأ ممز ، والمتاع والماء للزاد فيها يحتاجون وقفار مغاوز تمنوا

أعرضوا حيث مذر شذر األرض في وفرقهم الله فمزقهم فأرسلنا : } فأعرضوا تعالى قال ، رسله وكذبوا دينه عن

أكل ذواتى جنتين بجنتيهم وبدلناهم العرم سيل عليهم [ .16: { ] سبأ قليل سدر من وشيء وأثل خمط ! والبساتين الجنان وخرب ، السد فنقبت الجرذ الله أرسل

وهو واألثل األراك وهي خمط إلى الجميلة الجنان تحولت. الطرفاء

{ . قليل سدر من } وشيء أجودها السدر كان ولما

(3/2)

نجازي وهل كفروا بما جزيناهم } ذلك : { ] سبأ الكفور إال17. ]

فاتبعوه ظنه إبليس عليهم صدق } ولقد إال من فريقا سلطان من عليهم له كان وما المؤمنين يؤمن من لنعلم إال

ن باآلخرة { حفيظ شيء كل على وربك شك في منها هو مم [ .21 - 20: ] سبأ

، عليهم سلطان عنده وليس ، ومناهم الشيطان دعاهم أي ومناهم دعاهم لكن ، مؤلمة عصا وال ، مقنعة حجة ال

حيث الخسار وعاقبيتهم ، الزوال نهايتهم فكانت ، فأطاعوه البالد في فتمزقوا ، والدمار الخراب بعد المقام يطيقوا لم

، تهامة إلى وجذام ، يثرب إلى وأنماز ، الشام إلى غسان النعمة بعد ، الناس حديث وأصبحوا ، عمان إلى واألزد

. والدمار النقمة إلى واليسار: القصة هذه فوائد وأشهر. والنعمة الخير نقاء في وأثره اإليمان أهمية

للخلود مكان ليست وأنها ، مفاتنها وزوال ، الدنيا فناء. والبقاء

وهل كفروا بما جزيناهم } ذلك المصائب بريد الكفر إن نجازي { . الكفور إال شكرتم : } لئن تعالى قال ، حقها وأداء ، النعم شكر وجوب

[ .7: { ] إبراهيم لشديد عذابي إن كفرتم ولئن ألزيدنكم

أراد وإذا ، بعد ومن قبل من لله األمر إن كن يقول أن شيئا. فيكون

} ولقد الشيطان الحياة هذه في والضالل الشرور رأس إن{ . فاتبعوه ظنه إبليس عليهم صدق

والفتنة البالء عصمة واإليمان } إال { . المؤمنين من فريقا كان } وما الزلل وعدم الثبات طريق األخرة بالدار اإليمان

سلطان من عليهم له ن باآلخرة يؤمن من لنعلم إال هو مم{ . شك في منها

األماني إال يملك وال حيلته وقلة ، الشيطان حجج ضعف. الكاذبة والمواعيد

أعلى تعالى والله ، القدر بهذا ونكتفي

(3/3)

محمد نبينا على وسلم الله وصلىوالجنتين الرجلين ( مثل2)

لهم : } واضرب تعالى بقوله المعنية وهي جعلنا رجلين مثال بينهما وجعلنا بنخل وحففناهما أعناب من جنتين ألحدهما

منه تظلم ولم أكلها آتت الجنتين كلتا زرعا رنا شيئا وفج خاللهما [ .33 - 32: { ] الكهف نهرا ربه له يقول وسلم عليه الله صلى لنبينا : الخطاب واضرب

الرجلين بمثل المستكبرين المشركين هؤالء : ذكر تعالى محفوفة أعناب من جنتين أحدهما أعطينا إسرائيل بني من

ثمارها أخرجت { أي أكلها آتت الجنتين } كلتا بالنخيل منه تظلم } ولم ينقص لم { أي شيئا متفرقة واألنهار شيئا. فيهما ، واحد لرجل أبناء إنهما وقيل ، فاخرة ونعمة بهيج منظر المساكين أعطى فأحدهما ، أبيهما من المال هذا ورثا

، اآلخرين على وشح المال أهل منع واآلخر ، والمحتاجين. الله فابتالهما ، والحساب بالبعث وإليمانه ، الله عند ما لرجائه المتصدق

. افتقر حتى يملك ما بكل فتصدق ، الله ثواب في طمع ، المال بحب وفتن المحتاجين وطرد ، ورفض أبى واآلخر أكثر : } أنا حتى وولده ماله كثر حيث به فتنة الله وزاده منك وأعز ماال [ .34: { ] الكهف نفرا الصالح أخوه جاءه ، له ناصحا وفي ، عليه الله بحق ومذكرا من فيه أنا ما انظر وقال منه سخر فقره رأى لما ، ماله

. البساتين وجمال ، والعيال المال وكثرة العزة

فقال ، الله إلى والعود ، الدنيا وفناء ، بالساعة أخوه فذكره سرمدي دائم هو والبساتين والعيال المال من فيه أنا : ما له

هذه تبيد أن أظن } ما اعة أظن وما أبدا ولئن قائمة الس ألجدن ربي إلى رددت منها خيرا – 35: { ] الكهف منقلبا

36. ]

(3/4)

أوفر عنده لي لكان ، الله إلى رجعت إن قدر : لو والمعنى يهملني أن فبعيد ، الدنيا في أكرمني ألنه ، والنصيب الحظ

. اآلخرة في ثم تراب من خلقك بالذي } أكفرت أخرى مرة أخوه فذكره

سواك ثم نطفة من تؤمن ال كيف [ أي37: { ] الكهف رجال ثم ، مهين ماء من نطفة من خلقك وقد ، وبالبعث بالله

سواك رجال كامال . مستويا بربي أشرك وال ربي الله هو } لكنا [38: { ] الكهف أحدا

، بربي أشرك فلن والحاجة الفاقة من فيه أ،ا ما رغم أي وكان ، ديني أبدل ولن أن جنتك دخلت لما أنك بك جديرا

ة ال الله شاء : } ما تقول قو [ أي39: { ] الكهف بالله إال منك أقل رأيتني لما تقولها . وولدا ماال

يرزقني أن الله لعل لكن جنتك على ويسلط جنتك من خيرا وجمالها خضرتها وذهبت ، تبدلت وقد فتراها ، اآلفات

يؤتيني أن ربي } فعسى عليها ويرسل جنتك من خيرا ماء من حسبانا فتصبح الس صعيدا [40: { ] الكهف زلقا

البلقع : أي والصعيد ، المطر من العذاب : هو الحسبان. قدم فيه تثبت ال ، األملس

وربما ماؤها يصبح } أو أيضا له تستطيع فلن غورا { طلبا [.41] الكهف:

! ؟ حصل فماذا الجنتين على الله وسلط المؤمن خشيه ما وقع من حسبانا

أي السماء مطرا ، بها يستمتع فيها المسكين دخل مدمرا. والجفاف والدمار اليبس إال ير فلم

(3/5)

يه يقلب } فأصبح دمر { أي بثمره : } وأحيط تعالى قال كف يا ويقول عروشها على خاوية وهي فيها أنفق ما على

بربي أشرك لم ليتني فيها [ خسر42{ ] الكهف: أحدا ينصرونه فئة له تكن } ولم كفره على وندم ، وجهده أمواله

كان وما الله دون من لحظة [ أي43: { ] الكهف منتصرا. األعوان نصره وال ، اإلخوان ينفعه لم ، البالء نزول

خير هو الحق لله الوالية : } هنالك الحق قال ثم وخير ثوابا الخالئق الله يتولى القيامة يوم [ أي44{ ]الكهف: عقبا

. الكافرين ويخذل ، المؤمنين فينصر المعاد في لله السلطان )الوالية( هنالك الكسر قراءة وعلى

.: يلي ما القصة هذه من يستفاد ما أهم أما

ذكرى السابقين قصص وأن ، الحياة هذه في البالء إثبات. لآلخرين

والمهووسين ، اإليمان ضعيفي تغر ، غرارة حلوة الدنيا أن. بها شكره فيجب ورازقهم العباد خالق وهو ، الله بيد الرزق إن

. بحقه والقيام. لقدراتها وتحطيم ، للنفس ظلم والمعاصي الكفر إن

. والجزاء للحساب الله على والقدوم بالبعث اإليمان وجوب واستحقاقه الله قدرة على دليل اإلنسان خلق أطوار إن

. للعبادة. والمحاسن النعم رؤية عند الله ذكر مشروعية

لم ليتني } يا البعث وإنكار ، بالله الشرك عاقبة سوء بيان بربي أشرك { . أحدا

. األموال وذهاب ، األرزاق لفناء سبب والمعاصي الشرك إن وال األرض في شيء يعجزه ال وأنه ، العظيمة الله قدرة بيان. السماء فيوانتباهها عين طرفة بين ما

حال إلى حال من الله يغيربدر ( غزوة4)

يوم فهو ، والوثنية اإلسالم بين التاريخ في لقاء أول هذه. واإلعزاز النصر وساعة ، الفرقان

فاتقوا أذلة وأنتم ببدر الله نصركم : } ولقد تعالى يقول [ .123: عمران { ] آل تشكرون لعلكم الله

(3/6)

: } كما الدقيق ووصفها ، المطول سياقها في ويقول وإن بالحق بيتك من ربك أخرجك المؤمنين من فريقا

إلى يساقون كأنما تبين ما بعد الحق في يجادلونك لكارهون [ .6 - 5: { ] األنفال ينظرون وهم الموت

قافلة عن الله رسول إلى األنباء بلوغ سببه كان الخروج هذا أصحابه فندب ، الجزيلة باألموال المحملة التجارية قريش

للقتال استعداد دون للعير فخرجوا وخيرهم الخروج إلى ولذلك المصادمة يريدون وال العير يحبون كانوا لكنهم

ولم أهبتنا نأخذ ولم ، المقاتلة منا يطلب كيف ، جادلوه. نستعد

لكم أنها الطائفتين إحدى الله يعدكم : } وإذ تعالى قالوكة ذات غير أن وتودون يحق أن الله ويريد لكم تكون الش

ويبطل الحق ليحق الكافرين دابر ويقطع بكلماته الحق [ .8 - 7: { ] األنفال المجرمون كره ولو الباطل قتالكم من العظمى المصلحة هي ما تعلمون : ال المعنى

ورفع ، الحق وإحقاق ، عليهم نصركم وأنها المشركين. اإلسالم لشأن

المشركين بين واالصتطدام االجتماع حصل وبالفعل ، الطريق غير أن بعد بالقافلة سفيان أبو وفر ، والمسلمين

وأرسل عمرو بن )ضمضم اسمه يستنصرهم مكة إلى رجالالغفاري( .

تعالى يقول : } إذ للمعركة االستعداد من نوع إلى مشيرا من بألف ممدكم أني لكم فاستجاب ربكم تستغيثون

[ .9: { ] األنفال مردفين المالئكة أصحابه إلى نظر لما ربه الله رسول دعاء هي هنا االستعانة

، وزيادة ألف هم فإذا المشركين إلى ونظر ، قلة هم فإذا إن اللهم ، وعدتني ما لي أنجز )اللهم ودعا القبلة فاستقبل

أبدا( األرض في تعبد فال اإلسالم أهل من العصابة هذه تهلك.

(3/7)

بكر أبو جاءه حتى ، رداؤه سقط حتى يستغيث زال فما. وعدك ما لك سينجز إنه ، ربك مناشدتك : كفاك فقال

الله جعله : } وما تعالى قال قلوبكم به ولتطمئن بشرى إال النصر وما : { ] األنفال حكيم عزيز الله إن الله عند من إال10. ] وليطمئن لكم بشرى إال المالئكة نزول الله جعل ما أي

. غيرهم وال مالئكة بدون نصركم على قادر فهو ، قلوبكم : } إذ المعركة من صورة كشف إلى السياق ينتقل ثم

يكم ل منه أمنة النعاس يغش ماء من عليكم وينز ماء السركم يطان رجز عنكم ويذهب به ليطه على وليربط الش

[ .11: { ] األنفال األقدام به ويثبت قلوبكم بالنعاس الله غشاهم بهم حل الذي والقلق الخوف من أمانا

. بعضهم سيوف تسقط كانت حيث ، لما وسلم عليه الله صلى الله رسول أن الصحيح في وجاء وهما عنه الله رضي الصديق مع العريش في بدر يوم كان

استيقظ ثم النوم من سنة الله رسول أخذت يدعوان ثناياه على جبريل هذا بكر أبا يا : )أبشر فقال مبتسما

قوله يتلو وهو العريش باب من خرج ثم ، الغبار النقع( أي [ .45{ ] القمر: الدبر ويولون الجمع } سيهزم تعالى فجف ، بدر ليلة المطر عليهم أنزل أن عليهم الله نعمة ومن

به وثبتت ، نفوسهم وطابت ، األرض به وتلبدت ، الغبار. أقدامهم

أني المالئكة إلى ربك يوحي : } إذ قوله عليهم نعمته من ثم كفروا الذين قلوب في سألقي آمنوا الذين فثبتوا معكم

عب { بنان كل منهم واضربوا األعناق فوق فاضربوا الر [ .12: ] األنفال المجالس في الله شاء إن ونكمل ، القدر بهذا ونكتفي. القادمة

بدر غزوة ( تابع5)

(3/8)

إذا آمنوا الذين أيها : } يا اآليات سياق في تعالى يقول كفروا الذين لقيتم يولهم ومن األدبار تولوهم فال زحفا دبره يومئذ إال فا أو لقتال متحر باء فقد فئة إلى متحيزا

15: { ] األنفال المصير وبئس جهنم ومأواه الله من بغضب -16. ]

رسول عن الفرار عن الله نهاهم ، بدر أهل في نزلت قيل ، العظيم اليوم ذلك ، وسلم عليه الله صلى الله ال وعموما

الكبائر من الزحف يوم الفرار وأن ، اآلية عموم يمنع. المحرمات

رميت وما قتلهم الله ولكن تقتلوهم : } فلم تعالى قال ثم بالء منه المؤمنين وليبلي رمى الله ولكن رميت إذ إن حسنا

{ الكافرين كيد موهن الله وأن ذلكم عليم سميع الله [ .18 - 17: ] األنفال بحولكم منهم وتناولوا المشركين تهزموا لم إنكم والمعنى

. عليهم أظفركم الذي هو الله وإنما ، وقوتكم من قبضة أخذ وسلم عليه الله صلى النبي أن روى وهناك بلغته إال أحد يبق الوجوه( فلم : )شاهت وقال التراب

{ الكافرين كيد موهن الله وأن : } ذلكم وقال وشغلته إال ، النصر من جعل مع مع اإليمان ألهل أخرى بشارة وهذه

. األمور من يستقبل فيما كيدهم مضعف الله أن أخبرهم أنه وإن الفتح جاءكم فقد تستفتحوا : } إن تعالى قال ثم

فئتكم عنكم تغني ولن نعد تعودوا وإن لكم خير فهو تنتهوا [ .19: { ] األنفال المؤمنين مع الله وأن كثرت ولو شيئا الله وتستقضوا تستنصروا : إن يعني للكفار خطاب هذا

. سألتم ما جاءكم فقد أعدائكم وبين بينكم يفصل

(3/9)

كان أينا : )اللهم بدر يوم قال جهل أبا : إن ذلك وسبب بما وآتانا ، للرحم أقطع الغداة( . فأرحنه نعرف بماال

عن { أي لكم خير فهو تنتهوا } وإن تعالى الله يتوعدهم ثم عنكم تغني ولن نعد تعودوا } وإن ، والتكذيب الكفر هذا

فئتكم { جموعكم المؤمنين مع الله وأن كثرت ولو شيئا المؤمنين عباده مع والله ستقتل وجيوشكم ، سنهزم

الذين أيها ؟! } يا تريدون فماذا ، شأنهم ويعلي ، ينصرهم وال تسمعون وأنتم عنه تولوا وال ورسوله الله أطيعوا آمنوا

الدواب شر إن يسمعون ال وهم سمعنا قالوا كالذين تكونوام الله عند فيهم الله علم ولو يعقلون ال الذين البكم الص

{ معرضون وهم لتولوا أسمعهم ولو ألسمعهم خيرا [ .23 - 20: ] األنفال،، الموفق والله ، القدر بهذا ونكتفي

بدر غزوة ( تابع5) بدأت ، األنفال في اآليات بقية الدرس هذا في نستكمل

وتحذيرات ، اإليمان ألهل مهمة توجيهات إلى اآليات. للمشركين

سول لله استجيبوا آمنوا الذين أيها : } يا تعالى قال إذا وللر وقلبه المرء بين يحول الله أن واعلموا يحييكم لما دعاكم

ه منكم ظلموا الذين تصيبن ال فتنة واتقوا تحشرون إليه وأنة [25 - 24: { ] األنفال العقاب شديد الله أن واعلموا خاص

.

(3/10)

الضعف بعد عليهم بنعمته تعالى الله يذكرهم ثم قليل أنتم إذ } واذكروا مكة في والخوف واالستضعاف الناس يتخطفكم أن تخافون األرض في مستضعفون

تشكرون لعلكم الطيبات من ورزقكم بنصره وأيدكم فآواكم [ .26: { ] األنفال

الله تخونوا ال آمنوا الذين أيها } يا الخيانة من يحذرهم ثمسول أنما واعلموا تعلمون وأنتم أماناتكم وتخونوا والر

{ ] األنفال عظيم أجر عنده الله وأن فتنة وأوالدكم أموالكم :27 - 28. ]

الله تتقوا إن آمنوا الذين أيها } يا اإليمان ألهل آخر نداء ثم لكم يجعل ر فرقانا ذو والله لكم ويغفر سيئاتكم عنكم ويكف

[ .29: { ] األنفال العظيم الفضل من بما وتذكيره ، الله رسول مخاطبة إلى السياق ينتقل ثم

ليلة به المشركين مكر من والصيانة الحفظ من عليه الله أو يقتلوك أو ليثبتوك كفروا الذين بك يمكر } وإذ الهجرة

{ الماكرين خير والله الله ويمكر ويمكرون يخرجوك [ .30: ] األنفال

لو وأنهم ، وتمردهم قريش كفر عن تعالى الله يخبر ذلك بعد عليهم تتلى } وإذا قبل من معرفته ادعوا القرآن سمعوا

هذا إن هذا مثل لقلنا نشاء لو سمعنا قد قالوا آياتنا إال فهو ، سمعها أكاذيب [ أي31: { ] األنفال األولين أساطير

. منها يتعلم كان إن اللهم } قالوا اسمع كفرهم وشدة جهلهم بليغ ومنماء من حجارة علينا فأمطر عندك من الحق هو هذا أو الس يطلبوا أن األولى [ وكان32: { ] األنفال أليم بعذاب ائتنا

. والمقت العذاب استعجال وليس ، الله هداية

(3/11)

كان وما فيهم وأنت ليعذبهم الله كان : } وما تعالى قال [ .33: { ] األنفال يستغفرون وهم معذبهم الله ببذل الله لدين حربهم عن يخبرنا أن إلى السياق ينطلق ثم

عن ليصدوا أموالهم ينفقون كفروا الذين } إن األموال يغلبون ثم حسرة عليهم تكون ثم فسينفقونها الله سبيل

[ .36: { ] األنفال يحشرون جهنم إلى كفروا والذين مكة إلى وعادت ، العير نجت لما بدر مشركي في نزلت قيل : إن قريش معشر )يا سفيان أبو قال ، وتركم قد محمدا

ندرك أن لعلنا حربه على الحال بهذا فأعينونا ، خياركم وقتل منه . منا( ففعلوا أصيب بمن ثأرا وأمر الكفر من المشركين تحذير في السياق يتواصل ثم

إلى يصل أن إلى عنادهم على أصروا إذا بقتالهم المؤمنين لله فأن شيء من غنمتم أنما } واعلموا الغنائم قسمة بيان

سول خمسه وابن والمساكين واليتامى القربى ولذي وللربيل يوم عبدنا على أنزلنا وما بالله آمنتم كنتم إن الس

{ قدير شيء كل على والله الجمعان التقى يوم الفرقان [ .41: ] األنفال

. والباطل الحق بين وفرق ، كلمته فيه الله أعلى بدر يعني الدنيا بالعدوة أنتم } إذ الفرقان( هذا )يوم يصف الله بدأ ثم

كب القصوى بالعدوة وهم تواعدتم ولو منكم أسفل والر الله ليقضي ولكن الميعاد في الختلفتم كان أمرا مفعوال

الله وإن بينة عن حي من ويحيا بينة عن هلك من ليهلك{ عليم لسميع

[ .42: ] األنفال

(3/12)

المدينة من قريب : موضع الدنيا : العدوة مواضع أسماء هذه ، المشركون به : نزل القصوى والعدوة المسلمون بها نزل

. والقافلة سفيان : أبو والركب في الختلفتم تواعدتم } ولو بينكم جمعنا : نحن يقول

الله ليقضي ولكن الميعاد كان أمرا هلك من ليهلك مفعوال بعد كفر من ليكفي { أي بينة عن حي من ويحيا بينة عن

. والعبرة اآلية من رأى لما الجمع ولو قليال منامك في الله يريكهم : } إذ تعالى الله يقول ثم

أراكهم سلم الله ولكن األمر في ولتنازعتم لفشلتم كثيرادور بذات عليم إنه [ .43: { ] األنفال الص

فأخبر قليلة وعدتهم المنام في رآهم الله رسول أن يروي : أي فشلتم ومعنى ، ذلك وثبتهم ، ففرحوا المسلمون

. واختلفتم جبنتم في ويقللكم قليال أعينكم في التقيتم إذ يريكموهم } وإذ

الله ليقضي أعينهم في ويقللكم أعينهم كان أمرا مفعوال [ .44: { ] األنفال األمور ترجع الله وإلى قللقهم أنه معهم المالقاة عند عليهم الله لطف من وهذا

أعيننا في قللوا )لقد مسعود ابن قال حتى فيه ليطمعهم ، : ال قال ، سبعين .. تراهم جنبي لرجل قلت حتى بدر يوم

سألنا حتى مائة بل : ألف( . قال ، كنتم : كم منهم رجال الله } ليقضي كان أمرا { أي األمور ترجع الله وإلى مفعوال

. أعداءه ويهزم دينه ليعلي بينكم يجمع,, أعلم ... والله القدر بهذا ونكتفي

بدر غزوة ( تابع7)

(3/13)

نستكمل : } يا تعالى قوله عند وبلغنا ، األنفال آيات أيضا الله واذكروا فاثبتوا فئة لقيتم إذا آمنوا الذين أيها كثيرا

فتفشلوا تنازعوا وال ورسوله الله وأطيعوا تفلحون لعلكمابرين مع الله إن واصبروا ريحكم وتذهب : { ] األنفال الص

45 - 46. ] : القتال عند والتوجيهات اآلداب من جملة وهذه. القتال عند : الثبات أوال

الله ذكر : مشروعية الثاني . كثيرا. ورسوله الله : طاعة الثالث. للهزيمة سبب وإنه ، النزاع : كراهة الرابع

. وأهميته الصبر : ضرورة الخامس خير بها وقاموا ، الخصال بهذه الله رسول صحابة تحلى وقد. قيام

تكونوا } وال المشركين مشابهة عن تعالى حذرهم ثم ديارهم من خرجوا كالذين عن ويصدون الناس ورئاء بطرا[ .47{ ]األنفال: محيط يعملون بما والله الله سبيل قال كما ومتفاخرين ، للحق دافعين ، بطرين مكة أهل خرج

نرد حتى نرجع ال )والله جهل أبو ، الجزور وننحر بدرا بمكانتنا العرب ويتحدث ، القيان ونعزف ، الخمر ونشرب

أبدا( . يهابوننا يزالون فال ، هذهيطان لهم زين : } وإذ قال ثم غالب ال وقال أعمالهم الش

[ .48: { ] األنفال لكم جار وإني الناس من اليوم لكم الجعشمي( وثبتهم مالك بن )سراقة صورة في جاءهم حيثتكرهونه( . بشيء كنانة تأتيكم أن من لكم جار : )أنا وقال ، بالمالئكة جبريل وحضر ، المشركين وجنود الشيطان حضر : } تعالى قال كما المعركة من وخرج فر الشيطان رآه فلما ترون ال ما أرى إني منكم بريء إني وقال عقبيه على نكص [ .48: { ] األنفال العقاب شديد والله الله أخاف إني

(3/14)

صدره على فضربه ، هشام بن الحارث لزمه فر ولما. السيرة في كما ، البحر في نفسه ألقى وفرحتي

قلوبهم في والذين المنافقون يقول : } إذ تعالى قال ثم عزيز الله فإن الله على يتوكل ومن دينهم هؤالء غر مرض [ .49: { ] األنفال حكيم

نطقوا وقيل ، منافقون المشركين مع خرجوا أناس والمراد بدر في المسلمين قلة رأوا ، قلوبهم يخالط ولم باإلسالم يعتمد { أي الله على يتوكل } ومن عليهم الله فرد فتهكموا

. الجناب عظيم الله ألن ، منصور فإنه عليه : وسلم عليه الله صلى الله رسول لخطاب السياق ينتقل ثم

وجوههم يضربون المالئكة كفروا الذين يتوفى إذ ترى } ولو [ .50: { ] األنفال الحريق عذاب وذوقوا وأدبارهم

الكفار أرواح المالئكة توفي حال محمد يا عاينت لو أي لرأيت أمرا ، عظيما وشيئا وجوههم يضربون إذ ، فظيعا

يشمل وهو بدر في ؟ متى وذلك ، مقاعدهم أي وأدبارهم. المشركين أحوال كل قال ثم ليس الله وأن أيديكم قدمت بما : } ذلك لهم مخاطبا

م { للعبيد بظال وعنادكم ! كفركم أعمالكم بسبب [ أي51: ] األنفال يظلم ال والله ، لرسولكم وتكذيبكم العدل الحكم هو بل أحدا

. وتعالى سبحانهبدر غزوة ( تابع8)

نستكمل الحاوية ، األنفال سورة سياق في اآليات بقية أيضا. الكبرى بدر غزاة ألحداث

يك لم الله بأن : } ذلك تعالى يقول على أنعمها نعمة مغيرا { عليم سميع الله وأن بأنفسهم ما يغيروا حتى قوم

[ .53: ] األنفال ، ذنوبهم بسبب إال عباده عن نعمة يزيل ال الله : أن والمعنى

بأنه فرعون قال بآل مثل . ثم وقسطه عدله تمام من وهذا أتاهم ، كثيرة نعما . واعتدوا ظلموا ولكن ، عظيمة وكنوزا

(3/15)

بآيات كذبوا قبلهم من والذين فرعون آل : } كدأب فقال كانوا وكل فرعون آل وأغرقنا بذنوبهم فأهلكناهم ربهم

[ .54: { ] األنفال ظالمين المتعلقة والوصايا اآلداب من جملة إلى السياق ينتقل ثم

له يكون أن لنبي كان : } ما تعالى قال أن إلى بالحرب يريد والله الدنيا عرض تريدون األرض في يثخن حتى أسرىكم سبق الله من كتاب لوال حكيم عزيز والله اآلخرة لمس

[ .68 - 67: { ] األنفال عظيم عذاب أخذتم فيما وهي ، االختالف فيها وقع ، عظية لقضية اآليات تعرض وهنا

بدر( . )أسرى فاحتاروا سبعين وأسروا ، سبعين قتلوا ، المسلمون انتصر

؟! بهم يصنعون ما : بنو بكر أبو فقال ، أصحابه وسلم عليه الله صلى فاستشار

والله أرى : ال عمر وقال ، الفداء منهم فخذ ، والعشيرة العم حمزة تمكن وأن ، زيد من تمكنني أن أرى ولكن بكر أبي رأي قلوبنا في ليس أن الله يعلم حتى ونقتلهم ، له قريب من

. وقادتهم الكفر أئمة فهؤالء ، هوادة المشركين على فأنزل ، بكر أبي رأي وهوي ، عمر رأي الله رسول يهو فلم : البد أسرى( والمعنى له يكون أن لنبي كان : )ما تعالى الله في عمر فجاء األرض في ويتمكن يثخن حتى قتلهم من

: ما فقال يبكيان بكر وأبو الله ورسول ، الثاني اليوم. تباكيت وإال بكيت شيء ثمة كان إن ، يبكيكما

من أصحابك على عرضى للذي )أبكي الله رسول فقال الشجرة( هذه من أدنى عذابكم على عرض لقد ، الفداء

. قريبة لشجرةسبق( . الله من كتاب : )لوال نزلت ثم

. األسرى على : المن وقيل ، الغنائم : حل قيلا : } فكلوا قال ثم غنمتم مم حالال الله إن الله واتقوا طيبا

{ رحيم غفور [ .69: ] األنفال

(3/16)

أربعة فرد لكل أوقية أربعون عليهم المعروض الفداء وكان. درهم آالف المسلمين أبناء من عشرة علم ، عجز أو يفاد لم ومن

عمله حضاري وإنجاز ، عظيم شيء وهذا ، والكتابة القراءة ذلك على نبه كما ، اإلسالمية الدعوة أول في اإلسالم. المرسلين خير سيرة في كتابه في ضيف / شوقي األستاذ

،، الموفق واللهوصحبه آله وعلى محمد نبينا على وسلم الله وصلى

بدر غزوة ( تابع9)

أيها : } يا تعالى قوله وهو السورة في شيء آخر نستكمل في الله يعلم إن األسرى من أيديكم في لمن قل النبي

قلوبكم يؤتكم خيرا ا خيرا والله لكم ويغفر منكم أخذ مم [ .70: { ] األنفال رحيم غفور

خرجوا الذين ، المكرهين وبعض العباس في نزلت هذه رغما سيعوضهم المال من منهم أخذ ما إن الله خيرهم ، عنهم

. عنه الله : )فأنزلني يقول كان العباس ولذلك لي ، ذلك من خيرا

عشرون اآلن عشرين في ليضرب أدناهم إن ، عبدا ، ألفا مكة أهل أموال جميع بها لي أن أحب وما ، زمزم وأعطاني

ربي( . من المغفرة أنتظر وأنا قبل من الله خانوا فقد خيانتك يريدوا : } وإن تعالى قال ثم

[ .71: { ] األنفال حكيم عليم والله منهم فأمكن فقد ، األقوال من لك أظهره فيما يخونوك : أي والمعنى

في باألسر أي منهم فأمكن بدر قبل بالكفر الله خانوا. المعركة

. المؤمنين أصناف عن للحديث اآليات انتقلت ذلك بعد في مشهد أول ، بدر غزوة عن القرآني الحديث ينتهي هنا

ال ما لألمة والفوائد ، المصالح فيه حصل وقد ، التاريخ : )إن المنافقين رأس قال حيث بعده النفاق وظهر يحصى

دينه( . في فادخلوا ، توجه قد أمر هذا

(3/17)

لقوا } وإذا الكفر ومبطنين ، اإلسالم مظهرين فدخلوا إنا قالوا شياطينهم إلى خلوا وإذا آمنا قالوا آمنوا الذين [ .14: { ] البقرة مستهزئون نحن إنما معكم

الجديرة والعبر بالحكم غاص العظيم الحدث هذا أن ريب ال: فمنها المسلم بها يهتم بأن فليس ، وتعالى سبحانه النصير فهو ، الله عند من النصر إن

قتلهم الله ولكن تقتلوهم } فلم العدة بضخامة وال ، بالكثرة{ . الله بإذن كثيرة فئة غلبت قليلة فئة من { } كم

الله فجعل ، بطرين متحدين خرجوا ، يغلب الله يغالب من إن. نحورهم في كيدهم

. بالمالئكة لجنده الله تأييد. وتجاراتهم لقوافلهم والتعرض بالعدو النكايةة من استطعتم ما لهم } وأعدوا للقتال اإلعداد وجوب قو

{ . وعدوكم الله عدو به ترهبون الخيل رباط ومن

أهل من وهم المؤمنين خالص من وأنهم بدر أهل فضل. الجنة. األمة لهذه الغنائم إحالل. عليهم المن أو األسرى فداء جواز

. والقرارات األحكام اتخاذ في الشورى أهمية المعركة هذه إن . والباطل الحق بين فرقانا

موضع هذا وليس الحصر تفوق التي الفوائد من وغيرهااستقصائها

السبيل سواء إلى والهادي ، الموفق واللهاألحزاب ( غزوة10)

، عسكرية موقعة تحكي ، قرآنية قصة عن الليلة حديثنا ومن مكة وجيش وسلم عليه الله صلى النبي بين وقعت. معه تحزب سنة وقعت )الخندق( وقد )باألحزاب( أو تعرف الغزوة وهذه

تعالى قوله من تبدأ األحزاب سورة في تتلى . واآليات هـ5 جاءتكم إذ عليكم الله نعمة اذكروا آمنوا الذين أيها : } يا عليهم فأرسلنا جنود ريحا بما الله وكان تروها لم وجنودا

تعملون [ .9: { ] األحزاب بصيرا

(3/18)

عليهم اجتمعت حيث ، عليهم بنعمته وتعالى سبحانه يذكرهم بايعاز خرجوا وغطفان واألحابيش قريش من كثيرة جموع

. اليهود بعض من عليهم : } فأرسلنا فيقول ريحا { أي تروها لم وجنودا

جنود وكذلك ، شملهم شتت التي : الريح بأمرين هزمناهم. قلوبهم زلزلت التي المالئكة وهي تعاينوها لم

با( تسمى والسالم الصالة عليه بها نصر التي والريح )الصبا : )نصرت قوله عنه صح وقد بالديور( . عاد وأهلكت ، بالص الذي ، المتحرب العرموم الجيش هذا انتشار تعالى يضيف ثم أسفل ومن فوقكم من جاءوكم } إذ مقاتل آالف عشرة بلغ

وتظنون الحناجر القلوب وبلغت األبصار زاغت وإذ منكم جمع : أي فوقكم [ . من10: { ] األحزاب الظنون بالله

بنقضه ، قريظة بني من : اليهود منكم أسفل ومن األحزاب. العهد ، عدوها إلى إال تنظر ولم ولم مالت : أي األبصار زاغت

حلوقهم بلغت ألنها للخوف الحناجر: تصوير القلوب وبلغت

وحس ظن كل المؤمنون ظن ، الظنونا بالله ويظنون. المنافقين نفاق ونجم ، عليهم الدائرة أن بعضهم

وزلزلوا المؤمنون ابتلي : } هنالك تعالى قال ثم زلزاال اختبروا الموقف ذلك في [ أي11: { ] األحزاب شديدا

. المنافق من المؤمن ليبين والحصار بالقتال التخذيل في الخبيث المنافقين لدور السياق تعرض ثم

ما مرض قلوبهم في والذين المنافقون يقول } وإذ والجبن ورسوله الله وعدنا إال [ .12: { ] األحزاب غرورا

رسول فكسرها ، لهم عرضت التي الصخرة قصة في هذا ، فارس مفاتيح )أعطيت قال الضربة أضاءت وكلما ، الله

مدائن نفتح أن محمد : يعدنا اليمن( فقالوا مفاتيح أعطيت رحله( } وإذ يجاوز أن يستطيع ال وأحدنا ، وقيصر كسرى { فارجعوا لكم مقام ال يثرب أهل يا منهم طائفة قالت

[ .13: ] األحزاب

(3/19)

إلى عودوا هاهنا محمد مع مكثكم من فائدة ال المعنى. وتطمئنوا لترتاحوا مساكنكم

وما عورة بيوتنا إن يقولون النبي منهم فريق } ويستأذن يريدون إن بعورة هي إال [ .13: { ] األحزاب فرارا

عليها نخاف : بيوتنا الله لرسول قالوا حارثة بني اآلية عنت بعورة هي } وما الله .. فرد يحميها من لها وليس ، السراق

يريدون إن إال { . فرارا من عليهم دخلت : } ولو بقوله وخورهم كذبهم كشف ثم

بها تلبثوا وما آلتوها الفتنة سئلوا ثم أقطارها إال { يسيرا بيوتهم على األحزاب هؤالء هجم لو [ . أي14: ] األحزاب ومقاتلة الكفر أي الفتنة وسألوهم عليها واستولوا

على يحافظون ال أنهم ذلك ، معهم النضموا المسلمين بها تلبثوا } وما وهلع خوف أدنى مع إيمانهم إال { . يسيرا

من الله عاهدوا كانوا } ولقد ذلك على زيادة الله وبخهم ثم الله عهد وكان األدبار يولون ال قبل : { ] األحزاب مسئوال15. ] عن تخلف من بعض قيل ، الفرار عدم على عاهدوا مرة كم الله عهد } وكان أحد يوم فر من بل وقيل ، بدر { مسئوال

. القيامة يوم تلك معاهدتهم عن سيسألون إن الفرار ينفعكم } لن محمد يا لهم : قل تعالى قال ثم

أن [ أي16: { ] األحزاب القتل أو الموت من فررتم

كان ربما بل ، آجالهم يؤخر لن فرارهم تعجيل في سببا. غرة أخذهم

بكم أراد إن الله من يعصمكم الذي ذا من } قل قال ثم سوءا الله دون من لهم يجدون وال رحمة بكم أراد أو وال وليا نصيرا

[ .17: { ] األحزاب بكم أراد إن ، الله عذاب من أحد يمنعكم لن أي أو شرا ، خيرا

. الله دون أحد ينصركم ولن. القدر بهذا ونكتفي

(3/20)

،، وصحبه آله وعلى محمد نبينا على وسلم الله وصلىاألحزاب غزوة ( تابع11)

نستكمل المعركة لمجريات الكاشفة األحزاب آيات أيضا قوله عند وقفنا وكنا ، والكفر والشرك اإلسالم بين الفاصلة

هلم إلخوانهم والقائلين منكم المعوقين الله يعلم : } قد البأس يأتون وال إلينا [ .18: { ] األحزاب قليال إال

بهم عليم بالمعوقين محيط أنه من تعالى يخبرهم المراد والمعوقين ، إلخوانهم يقولونه وما ، وبمقوالتهم

: دعوا يقولون حيث ، المثبطين بهم تشهدوا وال ، محمدا. المنافقين من جماعة وهم ، معه الحرب

البأس يأتون : } وال بقوله تعالى كشفهم ثم { أي قليال إال. تعالى لله وليس وسمة رياء هو فإنما خرجوا إنة بقوله وصفهم ثم رأيتهم الخوف جاء فإذا عليكم : } أشح

الموت من عليه يغشى كالذي أعينهم تدور إليك ينظرونة حداد بألسنة سلقوكم الخوف ذهب فإذا الخير على أشح

الله على ذلك وكان أعمالهم الله فأحبط يؤمنوا لم أولئك { يسيرا

[ .19: ] األحزاب. ونصره الله سبيل في بالنفقة بخالء أي ، أشحة هؤالء أي عليه يغشى كالذي أعينهم } تدور بالجبن تعالى عيرهم ثم

سلقوكم الخوف ذهب } فإذا الخوف ذهب { فإذا الموت من. الفصاح الحداد باأللسنة آذوكم { أي حداد بألسنة

ة المؤمنين يشاحون الفتنة عند { أي الخير على } أشح. معكم شهدنا قد أعطونا فيهم ويصيحون

الله فأحبط يؤمنوا لم } أولئك إيمانهم حقيقة بين ثم الله على ذلك وكان أعمالهم { . يسيرا

(3/21)

: } يحسبون العدو من وهلعهم جبنهم كشف في زاد ثم بادون أنهم لو يودوا األحزاب يأت وإن يذهبوا لم األحزاب

قاتلوا ما فيكم كانوا ولو أنبائكم عن يسألون األعراب في إال [ .20: { ] األحزاب قليال جاء قدر ولو منهم قريبون األحزاب أن ، دائم تفكير في فهم

المدينة في وليسوا البادية في كانوا لو تمنوا إليهم األحزاب قاتلوا ما فيكم كانوا } ولو الناس من أخباركم ليأخذوا ، إال

وسمعة إلباء وقيل ، بالحجارة رميا يقاتلون { قيل قليال. فحسب

الشجاعة في مدرسة هي والتي العظيمة اآلية جاءت ثم كان : } لقد منها تعلموا لهم فيقول ، واالستبسال والبروز

واليوم الله يرجو كان لمن حسنة أسوة الله رسول في لكم الله وذكر اآلخر [ .21: { ] األحزاب كثيرا كل في بسنته والتأسي به االقتداء في عظيم أصل وهي

. والمرابطة والجهاد الصبر حال سيما ال األحوال يداخلهم لم الذين ، اإليمان أهل بوصف تعالى عرج ثم

ا الفاسدة الظنون تجتاحهم ولم ، الوهن رأى } ولم وصدق ورسوله الله وعدنا ما هذا قالوا األحزاب المؤمنون

زادهم وما ورسوله الله إال إيمانا : { ] األحزاب وتسليما22. ] النصر يعقبه الذي االمتحان من ورسوله الله وعدنا ما هذا

. والفرج إال زادهم وما ورسوله الله وصدق على دليل وتسليما إيمانا ، وقوته. )إيمانا( بالله اإليمان زيادة و)تسليما( انقيادا

. ألوامره تعالى قال ثم ما ونقضتم فررتم بأنكم المنافقين على ردا

رجال المؤمنين } من الفرار عدم من عليه الله عاهدتم ومنهم نحبه قضى من فمنهم عليه الله عاهدوا ما صدقوا

بدلوا وما ينتظر من [ .23: { ] األحزاب تبديال

(3/22)

قضى من فمنهم الفرار وعدم والقتال الصبر على عاهدوا. غيروه وال الله عهد بدلوا وما ينتظر وآخر ، عهده أي نحبه

ادقين الله } ليجزي قال ثم المنافقين ويعذب بصدقهم الص

كان الله إن عليهم يتوب أو شاء إن غفورا { رحيما [ .24: ] األحزاب

من الخبيث ليميز والزلزال بالخوف عباده يختبر إنما أي هم ثم ، الكاذبون وينكشف ، الصادقون فيظهر ، الطيب

عليهم تاب شاء وإن ، عذبهم شاء إن ، الدنيا في رحمة تحت. لإليمان وأرشدهم

،، الموفق واللهمحمد نبينا على وسلم الله وصلى ، الدرس انتهى

األحزاب غزوة ( تابع12) لعباده الله مدح عند الماضي المجلس في وقفنا قد وكنا

أو ينهزموا لم أنهم وكيف ، األحزاب في الثابتين المؤمنين الله وصدق ورسوله الله وعدنا ما : } هذا قالوا بل يضعفوا زادهم وما ورسوله إال إيمانا [ .22: { ] األحزاب وتسليما

عاهدوا ما صدقوا رجال المؤمنين : } من بقوله مدحهم ثم بدلوا وما ينتظر من ومنهم نحبه قضى من فمنهم عليه الله

[ .23: { ] األحزاب تبديال ، إليه آلت وما المعركة لنهاية الكاشفة باآليات نختم واآلن ينالوا لم بغيظهم كفروا الذين الله : } ورد قال وكفى خيرا الله وكان القتال المؤمنين الله قويا : { ] األحزاب عزيزا بالريح وفرقهم جمعهم بعد وأحزابهم طردهم [ . أي25

ينالوا : } لم قال خيامهم وقلعت شملهم، فرقت التي خيرا واكتسبوا الدنيا في ظنهم وخاب خطتهم فشلت { حيث

. اآلخرة في والنقمة اإلثم ولم ينازلوهم { لم القتال المؤمنين الله : } وكفى وقال

إال ، يبارزوهم علي بين ومبارزة ، حصل بالسهام تراشقا. العامري ود عبد وابن ، عنه الله رضي

(3/23)

: بقوله عليهم وسلم عليه الله صلى الله رسول دعا وقد ، األحزاب وهازم ، السحاب ومجري ، الكتاب منزل )اللهم

عليهم( . وانصرنا اهزمهم إلى { إشارة القتال المؤمنين الله } وكفى قوله وفي

عليه الله صلى قال ولذلك ، مكة أهل مع المعارك انتهاء ، يغزوننا وال نغزوهم : )اآلن البخاري صحيح في كما وسلم

إليهم( . نسير نحن الله } وكان قويا فهو ، عباده نصر وعزته بقوته { أي عزيزا . وفي وذكائهم بأسلحتهم وال بقوتهم ليس ، لهم النصير

حذيفة وسلم عليه الله صلى الله رسول أرسل ذلك خالل في ، المالئكة وأرعبتهم الريح شغلتهم لما القوم بخبر يأتيه. بالفوائد مليئة مشهورة قصة بدار أصبحتم ما والله قريش معشر )يا سفيان أبو قال حتى وبلغنا ، قريظة بنو وأخلفتنا والخف الكراع هلك لقد ، مقام ما والله ، ترون ما الريح هذه من ولفينا ، نكره الذي عنهم

مرتحل( . فإني .. فارحلوا قدر لنا يطمئن حيث الغطفاني مسعود بن نعيم بذله كبير دور ثمة وكان. عزائمهم وضعضع ، الفريقين في خذل

الكتاب أهل من ظاهروهم الذين : } وأنزل تعالى قال ثمعب قلوبهم في وقذف صياصيهم من قلوبهم في وقذف الر

عب الر وتأسرون تقتلون فريقا { فريقا [ .26: ] األحزاب على الله أنزلهم العهد نقضوا لما قريظة بنو والمعنى

وقال ، حاصرهم حيث معاذ ابن سعد فيهم وقضى ، حكمك بني إلى انطلق السالح )أوضعت السالح وضع لما جبريل له

بهم( !! فمزلزل إليهم ذاهب فإني ، قريظة وقد فيهم يحسن وظنوا ، معاذ بن سعد حكم على فنزلوا

، والذرية النساء وسبى ، المقاتلة بقتل فقضى مواليه كانوا الله بحكم فيهم حكمت : )لقد والسالم الصالة عليه فقالرسوله( . وحكم

حصونهم أي صياصيهم من أنزلهم تقتلون } فريقا وتأسرون { . فريقا

(3/24)

وأموالهم وديارهم أرضهم : } وأورثكم قال ثم لم وأرضا شيء كل على الله وكان تطئوها [27: { ] األحزاب قديرا

ومزارعهم وأموالهم أراضيهم المسلمين أورث لم } وأرضا لهم بشارة وهي ، مكة وقيل ، خبير { قيل تطئوها

. لهم جديدة فتوحات وحصول ، ونصرهم بظهورهم في المذكورة اآليات خالل من األحزاب غزوة هي هذه

: فوائدها وأهم السورة أو ، المجرمون فعل مهما ألوليائه وحمايته ، لدينه الله حفظ. المتفرعنون الطغاة تحزب. واآليات بالخوارق لعباده الله تأييد. أعدائهم وكشف لتمحيصهم المؤمنين ابتالء

وعلى المسلمة الجماعة على والمنافقين النفاق خطورة

. وتضامنها األمة وحدة العهود ونقض الغش على القائم ، الخياني اليهود دور كشف

. رضي مسعود بن نعيم دور في هذا ويتجلى خدعة الحرب إن

. عنه الله. العهد نقضهم بسبب قريظة بني نهاية سوء

. الناكثين في الله حكم أصاب حيث معاذ بن سعد فضيلة،، الموفق والله

محمد نبينا على وسلم الله وصلى ، الدرس انتهىالفهرس

... ص ... الموضوع م1... سبأ ... قصة14... والجنتين الرجلين ... مثل27... بدر ... غزوة39... بدر غزوة ... تابع411... بدر غزوة ... تابع514... بدر غزوة ... تابع616... بدر غزوة ... تابع718... بدر غزوة ... تابع820... األحزاب ... غزوة9

23... األحزاب غزوة ... تابع1026... األحزاب غزوة ... تابع11

(3/25)