1 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

مقدمة

احلمد هلل، والصالة والسالم عىل إمام الدعاة، والرمحة اهدةداة، والمةمة اهسةداة،

.سيدنا وحبيبما وأسوتما ومةلمما رسول اهلل، وعىل آله وصحبه ومن وااله

أيب »فلم أكن أنوي يف هذه اآلون خاص أن أخرج كتابا عن الشةي اممةام : وبةد

..مكتفيا بام كتبته عمه يف مماسبات خمتلف . عححح «احلسن عيل احلسمي المدوي

ذلك ألين يف شغل شاغل، ووقت مزدحم بكثرة األعامل والواجبات التي ضةاقت

هبا األوقات، وما كمت أحب أن أكتب عن شيخما احلبيب، وأنةا يف هةذه الزمحة ،

ه، كام يمبغي له من مثيل ةتمي، ألصةدر ولكن أقدارا دف، حتى أفرغ له، وأعطيه حق

ل هبا، لتسد ثغةرة يف هةذا هذه الدراس عن شيخما الكبري رمح اهلل عليه، وأن أعج

وال سيام أني قد كتبت عةن ، اجلانب، وتفتح الباب هن يزيد، فمجال القوة ذو سة

ركائز فقه الدعوة عمد الشي ، وحرصتدا يف عرشين ركيزة، ومل أحتدث بالتفصةيل

أن الشةي وتالميةذي دا فقط، وتركت هن بةةدي مةن تالميةذ ممإال عن واحدة

.يكملوا ما بدأته

إن مدم الةلامء يف األرض كمدم المجوم يف السامء، هي هداي للسةائرين، وهةي

شدب تمقض عىل الشياطني، وخصوصا الةلامء الربانيني اهتميةزين مةمدم، الةذين

ا، يدعون إىل اهلل عىل بصةرية، ويقةودون يةلمون ويةلمون، فدم ورث األنبياء حق

ووقلو ومن }الماس إىل احلق عن بيم ، للحاا وعمل مندعإلٱلل م لا سنقو ح أ

منإ حمينن .[33: فصلت] {ٱل مس

ألمة ولقد كان الشي المدوي واحدا من هؤالء األفذاذ، الةذين بةةثدم اهلل هةذه ا

2 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ليجددوا ها ديمدا، ويةيدوا إليدا يقيمدا، ويمدضوا هبا لتؤدي رسالتدا، ومةن حةق

الشي أيب احلسن عىل من يةرفه من علامء األم ودعاهتا وأدبائدةا، أن يكتبةوا عةن

الشي ، وجيلوا مآثره وفضائله، لتةرفه أجيال األم الصةاعدة، وتتخةذ ممةه أسةوة

.ماء واآلباء، واألحفاد واألجداد، واخللف والسلفوهبذا يتواصل األب. وإماما

يف هذه الدراس قدمت بتمديد تضمن كلم الرثاء التي ودعت هبا الشي ، ونرشت

:ثم حتدثت عن الشي يف أربة أبواب، يف عدد من الصحف

.عن مةامل وأضواء عىل سرية الشيح :الباب األول

.عن الشي داعي وموجدا :الباب الثاين

.عن الشي مصلحا وجمددا :الباب الثالث

.عن الشي سفريا للةجم لدى الةرب :الباب الرابع

.عن الشي المدوي كاتبا ومؤلفا :الباب اخلامس

تضممت أقواال وشدادات للشي من عدد من كبار علامء األم ومفكرهيا :واخلامتة

ودة قد أديت بةض حةق وأرجو أن أكون هبذه الصحائف اهحد .ودعاهتا وأدبائدا

، وأن يكون هذا مما يشفع يل عمد اهلل يوم القيام للوربنو}شيخما اجلليل عيل فر ٱغ ينسبقون نوٱل لن و خ ول ينءامنواربنوإنكرءوفوب ل ل

نوغل ا قحوب ف ولت ع يملن

ٱل .[01: احلرش] {رحيم

م11/1/2111 - هة22/11/1221: الدوح

الفقري إىل عفو ربه

يوسف القرضاوي

3 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

* * *

متهيد

دوي أبو احلسن الن

رباني األمة

دي عاملياششش رباين إسالمي قرآين حمم

الندوي أخي وشيخي وحبيبياششش

؟لامذا أحببت الندوي؟ وكيف عرفته؟ ومتىاششش

* * *

2 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وي رباني األمةأبو احلسن الند

ويف الةرش األواخر من شدر رمضان اهبارك، ويف يف سم رحيل الةلامء األعالم،

يوم اجلمة أفضل أيام األسبوع، ويف آخر يوم من السةم اهيالدية التةي يةت هةا

وقبل صالة اجلمة ، وقد توضأ الشةي ، واسةتةد الكثريون هناي القرن الةرشين،

واىف - كام تةود كل مجة - الكدف من كتاب اهلل تةاىلللصالة، ورشع يقرأ سورة

الةةريب األرومة ، األجل اهحتوم الةلم الفرد، والداعي الرباين، والةالم اهتميةز،

شةي األمة ولسةاندا المةاطق : احلسمي المسب، اهمدي اجلمسي ، الةالمي الةطاء

وهو أشدر مةن أن . احلسمي المدويالسيد أبا احلسن عيل : باحلق، الداعي إىل اخلري

ف، وأعظم أن يؤدى حقه بكلامت .يةر

ع: (1)لقد قدر اهلل ععع عىل أمتما يف هذا الةام عددا من كبةار الةلةامء أن تود

عبد الةزيز بن »وخيارهم علما وعمال ودعوة إىل اهلل، ابتداء بةالم اجلزيرة الشي

، «عةيل الطمطةاوي»لفقداء وفقيه األدباء الشةي ، ومرورا بأديب ا«عبد اهلل بن باز

د الةالم الشي ، وبةده اهحةدث «مصطفى الزرقا»ومن بةده الفقيه الكبري اهجد

، وختم هذا اهوكب احلافل هبةذا اممةام «حممد نارص الدين األلباين»الكبري الشي

.«أيب احلسن المدوي»اجلليل الشي

أمتما الك ى هؤالء األعالم باحلةديع عةن ممةاقبدم وقدر اهلل عيل أن أنةي إىل

الرشية »وآثارهم يف حياة األم ، بالكتاب يف الصحف، أو بالكالم عمدم يف برناجمي

أبةو »يف قمةاة «اهمتةدى»يف قماة اجلزيرة الفضائي يف قطر، وبرناجمي اآلخر «واحلياة

ق األجيال الصةاعدة الفضائي ، وذلك وفاء ببةض حقدم عليما، وكذلك ح «ظبيــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .يف أكثر شدوره م1111، وقد وافقه عام هة1221هو عام (1)

5 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

أن تةرف قدر هؤالء األكابر، وما أدوه لديمدم وأوطاهنم، طيل حياة عامرة باخلري،

.فياض بالبذل والةطاء

فال غرو أن أحتدث عن شيخما المدوي ببةض ما يستحقه، مقتبسا من بةض ما

.كتبته عمه يف حياته، ححح وغفر له وتقبله يف الصاحلني

ذا اممام الرباين، امسالمي، القةرآين، اهحمةدي، وهةو وكيف ال أحتدث عن ه

.أخي وشيخي وحبيبي، ررر وأرضاه

:شيخ رباني

فألن السلف أمجةوا عىل أن الرباين هو الذي يةلم ويةمل ويةلم، «رباين»أما أنه

فمن علم ومل يةمل بام علم فليس برباين، وعلمه حج عليه، وهو من الةلم الةذي

لم ال ينفعع »: استةاذ ممه الرسول صصص ال يمفع، وهو ممااللهم إني أعوذ بك من ع

.«... ومن قلب ال يخشع

ومن علم وعمل، ولكمه مل يةلم غريه، ومل يدع اآلخرين، فليس برباين، فقد قال

}: اهلل تةاىل لني وللكنكونوارب ٱل مو عح موكنم نب رسو تد موكنم {تلبوب .[97: آل عمران]

: ومن علم وعمل وعلم فذلك هو الرباين الذي يدعى عظيما يف ملكوت السامء

لندعإلومن } م م لا سنقو ح لحميأ ملنٱل مس ووقلو إنلن للحاا وعمل {ٱلل

.[33: فصلت]

هي الكلم التي اختارها الشي أبةو احلسةن ليةبةر هبةا عةن «ني الربا»وكلم

التي عمي هبا القرآن الكريم، وجةلدا شةب أساسي من مدمة الرسةول «التزكي »

أن تعبعد ا كننعك »: امحسان الذي بيمه الرسول الكريم بقولةهوعن مقام - صصص

6 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ه يعرا «رباني ال رهبانية »وذلك يف كتابه القيم اهةبر ، «ك تراه فإن لم تكن تراه فإن

ص لوجه اهلل، السامل من البةدع ومةن اهبالغةات اهذمومة يف يريد به السلوك اخلال

.االعتقاد أو السلوك

:إسالمي

فألن امسالم حلمتةه وسةداه، ومبتةدوه وممتدةاه، وأدنةاه «إسالمي»وأما أنه

ور، وله يةمل، وبه يةتصةم، وممةه يسةتمد، وعمةه وأقصاه، إليه يسةى، وعليه يد

يصدر، وفيه حيب ويبغض، ومن أجله يكتب ويصمف، ويدرس وحيارض، ويسافر

ويقيم، ويصل ويقطع، فدةو شةغله يف هنةاره، وحلمةه يف ليلةه، وزاده يف سةفره،

.وأنيسه يف إقامته، فدو بامسالم ولإلسالم، ومن امسالم وإىل امسالم

رسةالته وحضةارته، : عقله وقلبه ووقته باستمرار هو امسةالمإن الذي يشغل

وانبةاثه وصحوته، وقضايا أمته، وهجم أعدائه، وأعظم مةا يمدمةه هةو تقوية

بم األساسةي اجلبد الداخلي يف مواجد الغزوة اخلارجي ، هو تربي الفرد؛ ألن الل

}: ألمة يف بماء اجلامع ، هو تغيري ما بالمفس حتى يغري اهلل ما با ملوإ ليغل ٱللهم نفس

أ واموب يغ ل محت قو .[00: الرعد] {ب

:قرآني

فألن القرآن هو مصدره األول، ممه يستمد، وعليه يةتمد، وبه «قرآين»وأما أنه

عليةه، يأنس، وإليه حيتكم، يتةبد بتالوته، ويتلذذ بقراءتةه، ويةزداد إيامنةا إذا تةيل

ويةيش يف رحابه، متجاوبا مع آياته، متدبرا هةانيه، يستخرج ممه الآللئ واجلواهر،

يشدد بذلك كله . ته وكتبه ورسائله، بةقل متفكر، وقلب متأثرايةرضدا يف حمارض

ةا . من استمع إليه حمارضا، أو قرأ كتبه الكبرية أو الصغرية، فدو رجةل القةرآن حق

7 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.امه فلن يضل أبداومن كان القرآن إم

:حممدي

الرسةول صصص ومةن السةالل فال أعمي جمةرد أنةه مةن نسةل «حممدي»وأما أنه

ن »اهاشمي احلسمي ، فكم من حسميني وحسيميني تماقض أعامهم أنساهبم ومن بط

سوته ، وإنام أعمي أنه رجل جةل الرسول الكريم صصص أ«به عمله لم يسرع به نسعبه

يف تةبده وزهده، وإعراضه يف هديه وسلوكه وحياته كلدا، واختذ سريته ن اسا له،

عن زخارف احلياة، وزيم الدنيا، فدو يةيش يف اخللف عيش السلف، ال هيةتم بةام

هيتم به أمثالما من متاع ومتلك ورياض وزيم ، حتسبه إذا رأيته سلامن الفاريس أو أبا

.الدرداء

حلبيب اهصةطفى صصص لةيس حمةض حةديع باحةع دارس، بةل وحديثه عن ا

حديع حمب عاشق، مةجب هبذه الشخصي الضخم الفريدة، شخصي حممد بن

فقط، بةل يف سةائر كتاباتةه «السرية المبوي »وليس هذا يف كتابه القيم عبد اهلل صصص،

.يثه اهة ة عن هذا امعجابدوحمارضاته وأحا

وهضةمه ع من فدمه هذه احلياة المبوية الشةاخم ، وهذا احلب، وهذا التأيس ناب

هذه السرية اجلامة ، وتذوقه لام فيدا من مةاين الكامالت التةي فرقدةا اهلل تةةاىل يف

.البرش ومجةدا يف مصطفاه حممد صصص

:عالمي

وإن - فدذا ما يلمسه كل متتبع لمشاط الشي الةالم ، فدةو «عالمي »وأما أنه

فدو عاهي الوجد والغاية ، عةاهي المشةاط - لد والمشأة والدراس كان همدي اهو

ر - وهو. واحلرك وإن اهةتم باهسةلمني يف اهمةد، وشةارك يف مةومدم، وتصةد

8 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

الصفوف أحيانا يف ذلك، كام يف قوانني األحوال الشخصي ، التي أرادت احلكومة

ال يقترص - خصوصيتدماهمدي يوما أن تفرض عىل اهسلمني فيدا ما حيرمدم من

مه وال نشاطه عىل القارة اهمدي ، بل يمتد إىل الةامل كله، ولذا نجد شدرة الشي يف

.الةامل الةريب ال تقل عن شدرته يف اهمد

ونجد الشي عضوا يف أكثر من جملس، وأكثةر مةن مؤسسة ، مثةل اهجلةس

للمسةاجد، وجملةس التأسييس لرابط الةامل امسالمي، واهجلس الةةاهي األعةىل

اهجمع الفقدي للرابط ، واهجمع اهلكي لبحوث احلضةارة امسةالمي بةاألردن،

.واهجمع الةلمي بدمشق

وهو الذي سةى منشاء مركز أكسفورد للدراسات امسةالمي ، ليكةون نقطة

انطالق للفكر امسالمي يف جامة غربي عريق ، وهو الذي يرأس جملةس أممائةه

لتكون مم ا عاهي ا ألدبةاء «رابط األدب امسالمي» أسدم يف إنشاء ممذ أنشئ، كام

ومةن قةرأ عمةاوين حمةارضات الشةي . وهو رئيسدا ممذ أنشئت أيضةا. امسالم

ورسائله وأحاديثه، وأين ألقيت؟ وإىل من وجدت؟ يةرف هذه الةاهي بوضةو؛؛

.. . سبوعان يف اهغةرب، وأأمريكافدماك أحاديع إىل الةرب، وأحاديع رصحي يف

وهةي - إذا صح اجلمةع - «إسمةيات»من هنر كابل إىل هنر الريموك، وهماك مجل

اسةمةي »: الرسائل التي وجددا إىل البالد التي زارها ناصةحا هةا ومشةفقا عليةه

- يةمةي الكويةت - «اسمةي يا زهرة الصحراء»، «اسمةي يا سوريا»، و«مرص يا

.ل إ... «اسمةي يا إيران»

:أخي وشيخي وحبييب.. . الندوي

الذي يربط بني األكة «أخوة امسالم»فقد ربطت بيمي وبيمه «أخي»وأما أنه

1 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

إنملو}واألصغر من أبمائةه لو إخ منلو املسعلم أخعو »: ، و[01: احلجةرات] {ٱل مؤ

م بني أهله، و«أخوة الةلم»، و«املسلمة رابطة والدعو «أخوة الدعوة»، والةلم رح

وأعمةي اهحمة هبمةوم «أخوة اهحم »بني الدعاة، وإن بةدت الدار، وشط اهزار، و

األم ، وترشيد الصحوة، وتفرق الةلةامء، وتوحةد األعةداء، وهجمة اخلصةوم،

وضةف اهقاوم ، وفساد احلكام، وغفل اجلمدور، وترف األغمياء، وشغل الةدعاة

زئيات عن الكليات، وبالشكل عةن اجلةوهر، أتباعدم بالفروع عن األصول، وباجل

.وبأعامل اجلوار؛ عن أعامل القلوب

فألين تتلمذت عىل كتبةه، وانتفةةت هبةا، واقتبسةت ممدةا، «شيخي»وأما أنه

ونقلت عمدا يف أكثر من كتاب يل، وكل كتاب فيدا له طةم خاص، ومذاق مةةني،

ةةارصين، وال مفكةرا مةن وفكرة حموري يدور عليدا، وال أجد داعي من الدعاة اه

الشديد سيد قطةب، : مفكريما اهةتبرين إال استفاد من كتب الشي ، واقتبس ممدا

والداعي الكبري الشي حممد الغزايل، والةامل األديب الكبري الشي عيل الطمطةاوي

.وغريهم...

- هةة1371والسامع ممذ لقيتةه يف سةم بل إنمي تتلمذت عليه مبارشة باللقيا

قةدوة يف حركتةه، وقةدوة يف ظظظيف مرص، وكلام لقيته بةد ذلك، فدو م1151

.سكونه، وقدوة يف كالمه، وقدوة يف صمته

وكان يشكو من قل موارد أذكر أنه حيمام زارنا ممذ أكثر من ثالثني عاما يف قطر،

بمدوة الةلامء، اقرت؛ عليه بةض امخوة أن نزور بةض الشيوخ وكبار «دار الةلوم»

:التجار، نرش؛ هم ظروف الدار، ونطلب ممدم بةض الةون ها، فقال

إن هةؤالء القةوم مةر ، : لةامذا؟ قةال: وسةألماه! ال أستطيع أن أفةل ذلةك

11 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ومرضدم حب الدنيا، ونحن أطباوهم، فكيف يستطيع الطبيب أن يداوي مريضه

!ويه ممدا؟إذا مد يده إليه يطلب عونه؟ أي يطلب ممه شيئا من الدنيا التي يدا

أنت تطلب لمفسك، أنت تطلب للةدار ومةلميدةا وتالميةذها حتةى : قلما له

.تستمر وتبقى

هؤالء ال يفرقون بني ما تطلبه لمفسك وما تطلبةه لغةريك مةا دمةت أنةت : قال

!!الطالب، وأنت اآلخذ

ابق مةما إىل الةرش األواخةر، ونحةن نقةوم : وكما يف رمضان، وقلما له حيمذاك

إن يل برناجما يف الةرش األواخر ال أحب أن أنقضةه، أو : فقال. الطلبعمك بمدم

.أختىل عمه ألي سبب، إهنا فرص ألخلو بمفيس وريب

وعرفما أن للرجل حاال مع اهلل، ال تشغله عمه الشواغل، فرتكماه لام أراد، حماولني

.أن نقلده فلم نستطع، وكل ميرس لام خلق له

ملا أحببت الندوي؟

فأشدد أين أحبه، وأرجو أن يكون حب ا هلل تةاىل، فقةد أحببتةه «حبيبي»أنه أما

لتجرده وإخالصه وربانيته، وأحببتةه ليقيمةه وتوكلةه وقوتةه، وأحببتةه لتحرقةه

وتوقده وغريته، وأحببته العتداله ووسطيته، وأحببته لمقةاء فكةره مةن اخلرافة ،

ةر كيات، وسةالم عبادتةه مةن وصفاء قلبه من احلسد، وسالم عقيدتةه مةن الش

ريج، بالترصةيح أو التلةويح، أحببتةه جةاهبتدعات، ونظاف لسانه من الطةن والت

وباحلقائق عن الصةور، وبةاهةمى . النشغاله بالقضايا الكبرية عن اهسائل الصغرية

.عن اهبمى، وبالةمق عن السطح

وإين ألتقرب . هأحببته حلسن خلقه وسدولته، أحببته حليائه، ورق طبةه ودماثت

11 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

مع}إىل اهلل تةاىل بحبه، وأرجو أن أحرش مةه لنٱلبلي عحي همم ن عمٱللينأ نٱل

لحا وٱلص هداء يقيوٱلش د وينوٱلص ولئكرفيقا .[97: المساء] {وحسنأ

:وإين أمتثل هما بقول الشاعر الصالح

ين ولسععت مععنهم أحععععالي ب الص

عسعععاني أن أنعععال بهعععم شعععفاعه

ععاعته المعا ععي وأكععره مععن ب

ععععاعه الب !وإن كنععععا سععععواب

ولست أنا وحدي الذي حيب الشي اجلليل، فأحسب أن كل من عرفه واقرتب

.ممه، وكلام ازداد ممه قربا ازداد له حب اممه أحبه عىل قدر مةرفته به، وقربه

وال غرو أن خيتلف الماس عىل أشةخاص الةلةامء، ولكةمدم يتفقةون عةىل أيب

احلسن، حتى الذين ليسوا من مرشبه، وال عىل طريقته، ال يملكون إال أن خيتةاروه

ه اهلل به من مزايا قل أن توجد يف غريه ي لو}يف جمامةدم، لام خص ل ٱلل رح ب صيم ٱل عظ فض

ذوٱل وٱلل ن .[011: البقرة] {منيشوء

:معرفيت بالندوي

عرفت الشي أبا احلسن ممذ نحو سبة وأربةني عاما، حني زارنا يف مرص، أول

ما خرج من وطمه يف اهمد، وأراد أن يتحرك إىل الةام من حوله، فكانت زيارته هرص

.م1151 - هة1371

«امخةوان اهسةلمني»كمت وقتدا طالبا يف كلي أصول الدين، مشغوال بةدعوة

وعةدد مةن «أمحد الةسال»مع أخي «جامة األزهر»مسئوال عن طلب امخوان يف

القريبة مةن «اهحل الكة ى»امخوة الكرام، وأخطب اجلمة يف مسجد بمديم

الذي «ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟»قريتي، وكمت قد قرأت كتاب الشي

«أمحةد أمةني»التي يرأسدا األستاذ الكبةري «جلم التأليف والرتمج والمرش»نرشته

12 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.ححح

وقد أعجبت بالكتاب، ودللت عليه بةض األصةدقاء ليقةرءوه، وإن كمةت ال

ني أعرف عن صاحبه شيئا، إال أنه عامل همدي مسلم، وقد كتب األسةتاذ أمحةد أمة

.مقدم للكتاب، ولكمه مل يوف صاحبه حقه كام يمبغي

ولكن الكتاب نظرة جديدة إىل التاري امسةالمي، وإىل التةاري الةةاهي مةن

ممظور إسالمي، وهو ممظور عامل مؤرخ مصةلح داعية ، يةةرف التةاري جيةدا،

.ويةرف كيف يستخدمه هدفه ورسالته

امنكليزية ، كةام سةاعده احلةس المقةدي، وقد ساعده عىل ذلك مةرف باللغ

- واحلس احلضاري، واحلس الةدعوي، واحلةس الرتبةوي، واحلةس امصةالحي

.عىل تقديم هذه المظرة اجلديدة من خالل كتابه الفريد - وكلدا من مواهبه

:الندوي يف مصر ومع املصريني

هل : يل اتصل يب بةض امخوة اهمود الذين يدرسون يف األزهر يف مرص، وقالوا

ماذا خرسة »أليس هو صاحب كتاب : تةرف األستاذ أبا احلسن المدوي؟ قلت هم

؟«الةامل بانحطاط اهسلمني

.بىل: قالوا

وما شأنه؟: قلت

.سيصل إىل القاهرة يوم كذا: قالوا

.أرجوكم أن توصلوين إليه عمد حضوره: قلت

: قائةه المةدوينيوما هي إال أيام حتى حرض الشي ، ومةه اثمان من إخوانه ورف

13 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.الشي مةني المدوي، والثاين نسيت اسمه: أحدما

قة شةارع كان الشي ومن مةه يسكمون يف شةق متواضةة يف زقةاق مةن أز

ر عىل سكمى الفمادق، وال حيبدةا، وإن قةدر اهوسكي بحي األزهر، فالشي ال يقد

الةربية السةةودي ويف اجتامعات جملس رابط الةامل امسالمي باهملكة - عليدا

يدع الفمادق التي يمزل فيدا الضيوف، وهي من فمادق الدرج األوىل، ويمزل عمةد

.بةض إخوانه

أنه يرفض المزول ضيفا عىل بةض الك اء من األغمياء واهورسين يف ممازهم كام

الفاخرة؛ لةل ذلك للشةبد يف أمةواهم، أو لةئال يكةون أسةريا محسةاهنم، وألن

.ر والبيوت الماعم ال توافق ذوقه وسلوكهالقصو

، كان الشي حني زار مرص يف الشباب، حليته سوداء، ووجده نرض، وعزمه ف تي

، كان حيمل محاس الشباب، وحكم الشيوخ، حيمل وروحه وثاب ، وغريته متوقدة

.فكر الةامل اهوفق، وقلب اهؤمن الغيور يف آن واحد

حممةد » - كمه اهتواضةع أنةا وأخةي وصةديقيذهبت لزيةارة الشةي يف مسة

رفيقةي يف الدراسة ، ورفيقةي يف الةدعوة، ورفيقةي يف - ححح «الدمرداش مراد

اهحم ، ورفيقي يف السكن، ودعوناه إىل بيتما يف ش ا؛ ليلتقي ببةض إخوانمةا مةن

وهو تةبري عن «كتيب »شباب األزهر اهلتزمني بالدعوة يف صورة ما يسميه امخوان

ليل مجاعي تقضى يف الةلم والةبادة والرياض ، وقليل مةن المةوم، وكةان الشةي

وكالمةه «حسن البمةا»حريصا عىل أن يستمع مما، كام نستمع إليه فكان يسأل عن

وطريقته، ومواقفه وترصفاته يف األمور اهختلف ، كبرية كانت أو صغرية؛ مما كةون

ةب مةه فكرة عن الشي البما، وأنه كان إماما رباني ا بحق، ومل يكن جمرد زعةيم يطال

12 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

بحكم إسالمي، بل كان قبل كل يشء مربيا يريد أن يمشئ لإلسالم جةيال جديةدا

.حيسن الفدم له، واميامن به، وااللتزام بتةاليمه، والدعوة إليه، واجلداد يف سبيله

نا، واألخ أمحةد وتكرر لقاونا مةه، ولقاوه مةما، نحن شباب الدعوة امسالمي أ

.واألخ عبد اهلل الةقيل، وآخرونالةسال، واألخ الدمرداش،

كانت أيام الشي أيب احلسن يف مرص أياما خصب مبارك ، ال يكاد خيلو يوم ممدا

.عن حمارضة عام يدعى إليدا، أو درس خاص يرتب له، أو لقاء خاص يةد له

دار الشةبان »يف «ق الطةرقاهسةلمون عةىل مفةرت»ألقى حمارضة حتت عمةوان

شاعر امسالم يف اهمةد يف كلية دار «حممد إقبال»، وحمارضة شدرية عن «اهسلمني

الةلوم، كان ها تأثريها ودوهيا، والشي من اهةجبةني بشةةر إقبةال، وحيفةه ممةه

.«روائع إقبال»الكثري الكثري، وقد أخرج كتابا عمه بةموان

ل عةمدم التقى الشي يف القاهرة بكثري من الةلامء والدعاة واهفكةرين، وسةج

مذكرات سةائح يف الرشةق »: مالحظاته الدقيق يف كتابه الذي أصدره بةد رجوعه

.«الةريب

وأعجب به الشديد، وكتةب «سيد قطب»التقى باألديب الكبري الماقد الشديد

ره حق أنصف فيدا الكتاب وصاحبه، وقد «ماذا خرس الةامل؟»مقدم أخرى لكتابه

.قدره

، ورافقةه يف بةةض رحالتةه الدعوية ، «حممةد الغةزايل»والتقى كثريا بالشي

.تلك «مذكراته»وأعجب كل ممدام بصاحبه، وكتب عمه الشي يف

وأذكر أن الشي المدوي كان قد اصطحب مةه عدة رسائل من أوائةل كتاباتةه

فكةر عميةق، وبيةان امسالمي الدعوي ، وهي مجل رسائل تة عن حس رقيق، و

15 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.أنيق، وعن رهاف احلاس األدبي ، وعمق احلاس الروحي عمد الشي

من الةامل إىل جزيةرة »: وأذكر أن الشي الغزايل قرأها، وممدا رسالتان، إحداما

وفيدام يستمطق الشي مةا يريةده «من جزيرة الةرب إىل الةامل»: واألخرى «الةرب

ودين احلق، وهو ما قدمته اجلزيةرة قةديما للةةامل، ورد الةامل من اجلزيرة من اهدى

.اجلزيرة عىل هذا التساول

هذا امسةالم ال خيدمةه إال نفةس شةاعرة حملقة ، أمةا : وهما قال الغزايل مةقبا

!المفوس البليدة اهطموس فال حه له فيدا، وال حه ها فيه

التفاتةا إىل أشةياء مل لقد وجدنا يف رسائل الشي لغ جديدة، وروحا جديدة، و

ربةةي بةن »نكن نلتفت إليدا، إن رسائل الشي هي التي لفتت المظر إىل موقةف

قائد الفرس وكلامته البليغ له، التي خلصت فلسف «رستم»ررر بيمه وبني «عامر

:امسالم يف كلامت قالئل، وع ت عن أهدافه بوضو؛ بليغ، وإجياز رائع

ماس من عباد الةباد إىل عبادة اهلل وحةده، ومةن ضةيق إن اهلل ابتةثما لمخرج ال»

.«الدنيا إىل سةتدا، ومن جور األديان إىل عدل امسالم

هو أول من نبدما إىل قيم هذا اهوقف، وهةذه - فيام أعلم - أبو احلسن المدوي

.الكلامت، ثم تماقلدا الكاتبون بةد ذلك وانترشت

وقد أعجب بةه األسةتاذ البدةي غاية «البدي اخلويل»وقد لقي الشي أستاذنا

صةالح »، كةام لقةي األسةتاذ (2)امعجاب، وسجل ذلك يف رسةال سةطرها إليةه

وغريه من قادة امخوان، وجلس إليدم، وحتدث مةدم حةديثا نرشةه يف «عشاموي

.«أريد أن أحتدث إىل امخوان»: رسال بةد ذلك، عمواهنا

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .«رسائل األعالم»: نرشت يف كتاب (2)

16 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

، وقةد كتةب لةه «مد يوسف موسةىحم»ولقي كذلك أستاذنا الةالم الدكتور

.«ماذا خرس الةامل؟»مقدم مدم لكتابه

الذي سجل مةه مقابلة عةن «أمحد الرشبايص»كام لقي األديب الداعي الشي

أنه سئل عةن : ومما ذكره يف هذه اهقابل «ماذا خرس الةامل؟»سريته نرشت يف مقدم

وال ريةب ! ء حليقي اللحىأين وجدت الةلام: أغرب ما رآه يف مرص؟ فكان جوابه

أن هذه صدم شديدة لةامل مل ير يف حياته يف وطمه عاها واحدا حليقا، وحلق اللحى

عمدهم من شأن اهتفرنجني، والبةيدين عن الدين، أما أن يكون هةذا هةو الطةابع

ومن الةجةب أن بةةض شةيوخ األزهةر ! الةام للةلامء يف بلد، فدو اليشء الغريب

عادة األزهر إىل مكانته القديم حياولون أن يفرضوا عىل الطلب لةبس اهتحمسني م

وال يفكرون أن يفرضوا عليدم إطةالق اللحية ، وهةي ! الةامم ، وهي جمرد تقليد

!سم إسالمي بال ريب

:رحالت الندوي يف ريف مصر

عىل سةتدا، بل امتد إىل «القاهرة»ومل يكتف شيخما بالمشاط واحلرك يف مديم

.ن أخرى، سمةت بالشي فدعته إىل زيارهتا، ولقاء اجلمدور اهسلم فيدامد

التي كمت أخطب يف أحد مساجدها، وقةد «اهحل الك ى»مديم : ومن ذلك

بمديم اهحلة ، «اجلمةي الرشعي »ححح رئيس «حممد سةيد»دعاه إليدا الدكتور

وة إىل اهلل عةىل طريقة وهو طبيب أسمان مةروف، نذر حياته محياء السم ، والدع

وقد عرف الشي أن بيمه وبني امخوان شةيئا، فدةو «إخوانما يف اجلمةي الرشعي »

يأخذ عليدم أهنم ال يلتزمون باآلداب التي يلتزموهنا هم من إعفاء اللحي ، وإحفاء

إن دعوة امخوان »: الشارب، وإرخاء الةذب ، وإطال الصالة، وقال الشي للدكتور

17 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

م ، مدمتدا أن جتمع اجلامهري عىل األصول الكلية لإلسةالم، ثةم تةربيدم دعوة عا

الةمدج الةةام : وال بد أن يكون يف األمة اهمدجةان. بالتدريج عىل اآلداب اخلاص

لإلخوان، والمدج اخلاص كاجلمةي ، واسرتا؛ الدكتور سةيد ححح لكالم الشي ،

.«ودعاين مةه عىل الغداء عمده

«نة وه»هذا يذهب هباء، عمدما ذهبما مع الشي إىل بلدة ولكن رسعان ما كاد

لةامذا؟ ولكةن : وتكلمت كلم أغضبت الدكتور سةيد غفر اهلل لما وله، وال أدري

داالشي تدارك اهوقف هبدوئه وحكمته، وبات الماس تلك الليل يف اهسجد سج

.وقياما بدعوة من الشي ، واستجاب له الكثري من احلضور

زيارة الشي هرص هي بداي لقائي به، ومةرفتي به، ثم زادهتا األيةام قةوة كانت

عىل قوة، بيد أن هماك فرتة انقطةت فيدا أخبار الشي عما، وذلك بةد ظدور ثةورة

يوليو، وصدامدا الدامي مع امخوان، ودخولما اهةتقالت والسةجون، واحليلولة

وتةدريس أو وعةه وخطابة ، وإن بيمما وبني كل نشاط يتصل باجلامهري من تةليم

أج هتم األقدار أن يستةيموا بما حني وقع الةدوان الثالثي عىل مرص، وقد صةمف

الشي المدوي وزميله الشي اهةودودي عةىل أهنةام مةن أعةداء الثةورة اهرصةي ،

جممةع البحةوث امسةالمي »وخصوم المارصي ، وهذا حني صةدر قةانون إنشةاء

عىل أن يضم علامء بارزين من أقطار الةامل امسالمي، اسةتبةد وهو يمص «باألزهر

اسام الرجلني الكبريين، مةع أهنةام كانةا أوىل اهرشةحني بةذلك هكةانتدام الةلمية

.والةاهي

أن أعار من مرص إىل قطر، بةد عرش سةموات مةن زيةارة الشةي ثم شاء القدر

ح ، بةد أشدر أو سم ال وقد سةدنا بزيارة الشي للدو م1161 - هة1381هرص

وكانت تلك الزيارة جتديدا وتأكيدا للصةل السةابق أذكر من قدومي إىل الدوح ،

18 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.وقد أرشت إليدا فيام سبق. واهستمرة

ثم ظللت أتصل به عن طريق ما يصدره من كتةب، ومةا يمرشةه مةن رسةائل

ان الةدعوة التي كما نةت هةا لسة «البةع امسالمي»وحمارضات، وعن طريق جمل

امسالمي يف اهمد، ويقوم عليدا أخوان كريامن من تالميةذ الشةي ، ومةن رجةال

األستاذ حممد احلسمي ححح، وتقبلةه يف الصةاحلني، وهةو ابةن أخ : الدعوة، وما

وال يكاد خيلةو عةدد . الشي ، واألستاذ سةيد األعظمي بارك اهلل يف عمره ونفع به

، أو من تلخيص هحارضة، أو نحوه مما يمفةع من اهجل من كلم للشي أو بحع

.الماس، ويمكع يف األرض

:أهم الكتب اليت ظهرت للشيخ يف تلك الفرتةومن

، وهو كتاب يةت نسةيج «رجال الفكر والدعوة يف امسالم»: اجلزء األول من - 1

.وحده

ددة التي حمارضات - يف األصل - وهو عن كل شخصي من الشخصيات اهج

بدعوة من عميةدها «دمشق»تارها الشي ، وألقاها عىل طالب كلي الرشية يف اخ

.ححح «مصطفى السباعي»الداعي الفقيه الدكتور

وقد أعدها الشي المدوي إعدادا جيدا، وبيمت مةدى عماية الشةي بالتةاري

امسالمي، ومراحله اهختلف ، وعمق مةرفته بخصائص الرجال اهجددين للدين،

ؤثرين يف األم ، وأن كال ممدم جاء يف أوانه، وسد ثغرة يف جانب من اجلوانب مل واه

.يكن ليسدها غريه

: وقد أتبع اجلزء األول بأجزاء بةد ذلك، حتدثت عن عةدد مةن األعةالم، مثةل

، «شةي امسةالم ويل اهلل الةدهلوي»، و«اممام الرسهمدي»، و«احلافه ابن تيمي »

11 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«ن الشديداممام أمحد بن عرفا»و

الرصةاع بةني الفكةرة امسةالمي »ومن الكتب التي ظدرت يف تلك اهرحل - 2

:«والفكرة الغربي

وهو يبين كيف دخلت الفكةرة الغربية ديةار اهسةلمني، وصةارعت الفكةرة

امسالمي ، التي هي األصل وصاحب الدار، وكيف كادت تتفرد بالتأثري والتوجيه

ض اهلل للفكرة امسالمي من جيددها، ويدعو إليدةا، ويةذود فرتة من الزمن، ثم قي

.عمدا، لتتبوأ مكانتدا

:«األركان األربة »: وممدا - 3

الصالة، والزكاة، والصةيام، : وهو كتاب يتحدث عن الةبادات األربع الك ى

.واحلج، بلسان الداعي اهةارص، الذي خياطب الةقل والقلب مةا

:« رهباني رباني ال»: وممدا - 2

وهو كتاب يتحدث عن اجلانب الروحي أو السلوكي يف امسةالم، ال حةديع

الصويف اهتأثر بفلسف احللول أو االحتاد، وال بالطرقي اهرتزق ، بل حةديع اهسةلم

الذائق الذي خاض التجرب الروحي ، فلم يغةرق اهلتزم بالكتاب والسم ، الةارف

جواهر انتفع هبا، ومل حتجبةه عمدةا اهصةطلحات يف بحار القوم، بل خرج بآللئ و

.التي قد تمفر وال تبرش، فالة ة باهسميات ال باألسامء، وباهضامني ال بالةماوين

ثم كان للشي بةد ذلك كتةب ورسةائل سةارت بةذكرها الركبةان، وتلقاهةا

.اهسلمون بالقبول يف كل مكان

21 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

:مع الشيخ يف بلده وجممع نشاطه

باهمد، مقر ندوة الةلةامء «ولكدم»زيارتما للشي يف مديم : أنساه ومما أذكره وال

لالحتفال بمرور مخس وثامنةني عامةا ظظظ وذلك حني دعانا الشي ودار الةلوم،

وقد استجاب لدعوة الشي مجدرة من كبار علامء األم ، . عىل تأسيس ندوة الةلامء

راحل الرجل الصةالح الشةي من أقطار شتى، عىل رأسدم فضيل اممام األك ال

والذي أبى الشي المدوي إال أن جيةلةه شي اجلامع األزهر، «عبد احلليم حممود»

رئيس االحتفال، تكريما وتقديرا لألزهر يف شيخه، وحرض مةةه فضةيل الشةي

وزير األوقاف يف مرص يف ذلةك الوقةت، وحرضة «حممد حسني الذهبي»الدكتور

عبةد اهلل »رئةيس قضةاء اممةارات، والشةي «اهبةاركأمحد عبد الةزيةز »الشي

عبةد اهةةز »مدير الشئون الديمي يف وزارة الرتبي بدول قطر، والشي «األنصاري

.مدير توجيه الةلوم الرشعي ، وعدد من علامء السةودي وبالد اخلليج «عبد الستار

درجانةا رائةةا وكانت أياما حافل تلك التي قضيماها يف رحاب المدوة، وكان م

بةرشات األلوف، وعاش الضيوف - !!واهمدوس - وباهرا، اجتمع فيه اهسلمون

يف فيض من كرم الشي المدوي وإخوانه، حتى قال أخونةا الشةي حممةد اهدةدي

مل يبق إال يشء واحد يقدمه لما الشي ، وهو أن يزوج كال ممةا فتةاة : البدري مازحا

!همدي مسلم

نحةن - إن مةذهبما: ون ليصوروا ذلك اهدرجان، وقةال الشةي حرض اهصور

هو ممع التصوير، ولكما نسمح به اليةوم؛ إكرامةا مخوانمةا الةةرب، - علامء اهمد

.الذين ال يرون بالتصوير بأسا

ألقيت كلامت كثرية يف اهدرجان، حةرص الشةي أن يقةدم بةةض اهتحةدثني

21 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

ححح، «عبد الفتةا؛ أيب غةدة»ةالم الشي بمفسه، كام فةل مةي، وكام فةل مع ال

إن الماس تأثروا بكالمك، وإن مل يفدموه، ألن الكالم روحةا، : ولقد قال يل بةدها

وال أنسةى كلمة . قد يصل إىل اهستمع مبارشة، وإن عجز اهرتجم عةن توصةيله

إن يف كالمك روحا وحرارة خاص وهذه قلام ترتجم؛ ألن اهةرتجم : الشي يل مرة

.يرتجم اهةاين واألفكار، وال يرتجم احلرارة والرو؛ إال مرتجم يملك ما متلك

سلامن احلسيمي المدوي، من : وقد وجد هذا اهرتجم يوما، ممثال يف األخ المابغ

احلمةد هلل، : فقال الشةي «مؤمتر اهسترشقني»أرسة الشي ، الذي ترجم كلمتي يف

.القد نقل سلامن اهةمى والرو؛ مة

يف عقةر دارهةا، تلةك «دار الةلوم»وجامةتدا اهتميزة «ندوة الةلامء»لقد رأيما

.المدوة، أو تلك التي طالام سمةما هبا، فةشقماها قبل أن نراها

- واألذن تةشق قبل الةني أحيانا -

:فلام رأيماها وعايشماها صدق اخلبر اخلبر، وأنشدنا مع الشاعر القديم

كبععان تخبرنععاكانععت مي ادثععة الر

يعب اخلبعر عن جعفعر بعن ربعاأ أ

معا سعمعت حتى التقينعا فعال وا

ا قعد رأ بصعري !أذني بنحسن مم

إهنا الدار التي تغمى هبا الشةراء واألدباء، وأشاد هبا الدعاة والةلامء، وقال حيييدا

كم أمتمى لو رددت إىل عدد الصبا، فةأعود : عحححلةالم الشي عيل الطمطاوي ا

ألتةلم يف هذه الدار، وأتتلمذ عىل شيوخدا، وأرافق طالهبا، وأتةمفس يف رحاهبةا،

:وأقتبس ممدا الةلم واميامن، أو كام قال

:إهنا المدوة التي اختذت شةارها

ديد صالح، واجلمع بني اميامن االستفادة من كل قديم نافع، والرتحيب بكل ج

22 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

الراس والةلم الواسع، والثبات عىل األهةداف والغايةات، والتطةور يف الفةروع

.واآلالت، واألخذ مما صفا من الرتاث، وترك ما كدر ممه

لقد كانت مشكل التةليم األساسي يف الةامل امسالمي أنةه يقةوم عةىل نةوعني

:متماقضني من اهؤسسات

.القديم اهوروث، وال تةرف الةرص، وال حتسن التةامل مةه متثل: إحداما

متثل الةرص بتياراتةه ومةارفةه، وتوجداتةه الامدية والةلامنية ، وال : واألخرى

.تةرف الرتاث وقيمه وعقائده ومثله

ما تةرك األول لآلخةر شةيئا، : الامضويون الذين يقولون «الرتاثيون»كان هماك

فةال اجتدةاد يف الفقةه، وال إبةداع يف األدب، وال ! كان وليس يف اممكان أبدع مما

.ابتكار يف الةلم، وال اخرتاع يف الصماع ، وال جتديد يف الدين وال يف احلياة

الذين يريدون أن جيددوا كل يشء، وهم الذين قال هةم «الةرصيون»ويقابلدم

ددوا الدين واللغ إهنم يريدون أن جي: إن الكةب ال جتدد، وقال عمدم الرافةي: إقبال

!والشمس والقمر

وهما كان الدور اهبارك لمدوة الةلامء، لتقوم بدور التوفيق بني اجلانبني، وتطةيم

فقامت المدوة فحلت عقدة الرصاع بني القديم : كل واحد ممدام بةمارص من اآلخر

واجلديد، بني اهوروث والوافد، بني الاميض واحلارض، ومجةت بني الرتاث والةرص

، ورفةةت شةةارات اجلمةع والتوفيةق «كام يقال اليوم»أو بني األصال واهةارصة

.والوسطي التي أرشنا إليدا

رجةاال كبةارا، - ممةذ تأسيسةدا - ومن حسن حه المدوة أن هيأ اهلل تةاىل ها

أقاموها عىل قواعد مكيم ، وأسس متيم ، ال تمدار بسةدول ، وقةد كةانوا كبةارا يف

23 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

ا يف الفكر، كبارا يف الدين، كبارا يف اخللق، كبارا يف الةزيم والطمو؛؛ الةلم، كبار

عبةد »، والةالمة «سةليامن المةدوي»، والةالم «شبيل المةامين»ابتداء من الةالم

.، وكلدم قمم شاخم «أيب احلسن المدوي»والد الشي ، إىل الةالم «احلي احلسمي

نوا تالميذ هم أرشبوا روحدم، واقتبسوا من ضوئدم، وختلقوا هؤالء الكبار كو

بأخالقدم، فساروا عىل هنجدم، فأنشأ اهلل تةاىل هبم مماخا علمي ا إيامني ةا متفةردا يف

المدوة، فال جتده يف أي مدرسة أو جامةة أخةرى، كةام أوجةدت اهةلةم اهةؤمن

.برسالته، اهحب هدمته، اهتجاوب مع طلبته

ت األخرى قد جتد اهمدج اجليد، والكتاب اجليد، ولكمةك يف اهدارس واجلامةا

ال جتد اهةلم اجليد، وإذا وجدته جيدا يف اجلانب الةلمي جتده ميت القلب، خامةد

.الرو؛ يف الماحي اميامني والتوجيدي

وهذا ما الحظماه عمدنا يف قطر، فقد ألفما يف الةلوم الرشعي كتبا جيدة يف مادهتا

لكمدا مل جتد اهةلم الذي يتفاعل مةدا، ويمقلدا حي إىل الطةالب، بةل وحمتواها، و

ئ وجدنا ذلك الذي يميت الامدة احلي ، ويلقي عىل حرارهتا مةن ثلجيتةه مةا يطفة

.جذوهتا وجيةلدا رمادا

ر يل أن أسةد بزيارة المدوة ثالث مرات بةد ذلك؛ مرة عمةدما دعةاين : ولقد قد

دار »التةي تضةم «أعظةم كةره»يف مديمة «ن وامسةالماهسترشقو»الشي هؤمتر

والدكتور «عبد الةظيم الديب»الدكتور : ، وكان مةي األخوان الكريامن«اهصمفني

من جامة قطر وقد أبى الشي وإخوانه إال أن يرشةفوين برئاسة «عيل اهحمدي»

ث ا همةد الةالمة هذا اهؤمتر، الذي استمر ثالث أيام، وقد كانت فرص لزيارة حمةد

الذي زرناه يف قريته التابة ألعظةم كةره؛ عحححالشيح حبيب الرمحن األعظمي

22 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وجةددنا «لكمدةو»ويف الةودة مررنا بة . األعظمي: وهذا نسب إليدا الشي وقيل

.فيدا الذكريات

عمدما ذهبت بدعوة من الشي لزيارة المدوة هدة أسبوعني، ملقاء : واهرة الثاني

ت عىل طالب دار الةلوم، واهةدد الةايل للفكر امسالمي، وكانت فرصة حمارضا

ذهبي للةيش يف هذا اجلو الةلمي اميامين اهحبب، الذي يةيش اهرء فيةه بةاهلل وهلل

.ومع اهلل، ويتمفس علما وإيامنا ودعوة

وعن اهمد يف تلك «لكمدو»ومن سوء حظي أن الشي أبا احلسن كان غائبا عن

رتة يف إحدى رحالته اهباركة ، ومل ألتةق بةه إال يف آخةر الزيةارة يف طريقةي إىل الف

أخ ين امخةوان أنةك : حلضور احتفاها اهئوي اهشدود، وقال يل الشي «ديوبمد»

.إنام أستمد من اهلل أوال ثم ممكم: سحرت الةقول، وأرست المفوس، قلت له

دعةاين الشةي لزيةارة المةدوة ودار ممذ نحو ثالث سموات حني: واهرة الثالث

علومدا، وإلقاء حمارضات عىل أساتذهتا وطلبتدا، وقد قضةيت يف رحةاب المةدوة

أياما أعت ها من أفضل أيام عمري، وألقيت فيدا عددا من اهحارضات يف أصةول

الةلوم الرشعي ، أمحد اهلل ززز أن وفقمي فيدا، وكان مما أسةدين وشةد مةن عزمةي

.شيخما أيب احلسن وحضوره كل هذه اهحارضاتوجود

وقد تواصلت لقاءايت للشي ححح يف مماسبات شتى، ويف أقطار شتى، التقيما

دور »به يف قطر يف زيارة له، أول ما أنشئت اجلامة ، وأسةدنا الشي بمحارضة عن

.«اجلامة يف تكوين األجيال

ة والسم الذي عقةد يف قطةر، يف ثم سةدنا به مرة أخرى يف اهؤمتر الةاهي للسري

هة، وكان مقدم الحتفال األم امسالمي بالقرن اخلامس عرشة 1211بداي سم

25 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.اهجري، فقد أمجع اهؤمترون عىل اختيار الشي المدوي نائبا لرئيس اهؤمتر

.«ملتقى الفكر امسالمي باجلزائر»والتقيت به يف

برابط الةةامل امسةالمي يف مكة «قديجملس اهجمع الف»وكما نلتقي عادة يف

.اهكرم ، حيع نشرتك مةا يف عضويته

كسةفورد للدراسةات امسةالمي حيةع إونلتقي كذلك يف جملس أمماء مركز

.نسةد برئاس الشي هذا اهجلس

أما قلوبما وأرواحما فكانت تلتقي دائما وأبدا مع الشي اجلليل، يف ظل احلةب

مسالم الةظيم، الذي أكرمما اهلل به، ورشفمةا بحمةل رسةالته، يف اهلل، ويف رحاب ا

.وأعباء دعوته، وموم أمته

.حب يف ندوة الةلامء من شيوخ وطالب يف شيخدم وحبيبدمعزائي لإلخوة األ

.عزائي إىل امخوة اهسلمني يف اهمد يف عالم اهمد ورمزها الكبري

د هذا الةامل الداعي اممام، الذي قل األرض يف فق ءوعزائي إىل اهسلمني يف أنحا

.أن جيود الزمان بمثله

نسأله جل شأنه أن يأجر أمتما يف مصاهبا، وأن خيلفدا خريا، وأن يغفةر للشةي

المدوي ويرمحه، وجيزيه عن ديمه وأمته خري ما جيزي به الةلةامء الربةانيني، واألئمة

.إليه راجةونوإنا هلل وإنا . الصادقني

* * *

ب األولالبا

26 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

معامل وأضواء

على سرية الشيخ أبي احلسن

.نشنته وأرسته وتكوينه العلمياششش

.أهم املؤثرات حياته من كتب وشخصياتاششش

.حياته العملية وجهوده الدعوية ورحالتهاششش

.مالمح الشخصية الندويةاششش

.مكانة الشيخ وحمبته لد مسلمي العاملاششش

* * *

27 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

الباب األول

أته وتكوينهنش

لقد سدل الشي اممام أبو احلسن ححح الطريق عةىل مةن يريةد الكتابة عةن

شملت مراحل حياتةه ممةذ طفولتةه سريته، مما سطره بقلمه البليغ من مذكرات،

: يف أجزائةه الةثالث، ويف كتةب أخةرى مثةل «يف مسرية احليةاة»: وذلك يف كتابه

بةد زيارته للحجاز ومرص وسةوريا الذي كتبه «مذكرات سائح يف الرشق الةريب»

وكذلك كتبه التي كان يمرشها بةد رحالتةه . م1151وغريها من بالد الةرب سم

.إىل األقطار اهختلف

وسمكتفي هما بأهم اهةامل واهحطات التي تلقي أضواء كاشف عىل سرية الشي

كتبه الشي ، ومةا احلافل ، ومسريته الطيب ، وحياته اخلصب اهبارك ، مستفيدين مما

.ححح (3)كتبه عمه تالميذه وحمبوه

:امسه ووالدته ونسبه - أوال

هو السيد أبو احلسن عيل بن عبد احلي بن فخر الةدين احلسةمي، ولةد يف شةدر

«لكدمةو»التي تبةةد عةن «راي برييل»بمديم «تكي »بقري هة1332اهحرم سم

.ثامنني كيلو مرتا يف بالد اهمد

من أصل عريب، ال تزال حتافه عىل أنساهبا وصالهتا بأصلدا الةريب، وإن وأرسته

كانت تةيش يف اهمد ممذ قرون، ومتتاز بتمسكدا بالرشية امسالمي ، وبذل اجلدد ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـبةةد وفةاة «البةةع امسةالمي»وخصوصا ما كتب عمه يف الةدد اهمتاز الذي أصةدرته جملة (3)

سةان السةديل، عبد اهلل مبرشة الطةرازي، واألسةتاذ أبةو ح: الشي ، وال سيام مقاالت الدكتور

.واألستاذ سةيد مرتىض المدوي

28 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.يف نرش الةلم وخدم امسالم والةمل خلري اهسلمني

حلسن بن حممد بن عبد اهلل بن احلسن اهثمى بن اممام ا»نسب أرسته إىل ويمتدي

.؛ ولذلك اشتدرت األرسة باحلسمي «عيل بن أيب طالب تررر

«األمري السيد قطب الةدين حممةد»وأول ما جاء إىل اهمد من أجداد األرسة هو

هة عن طريق بغداد وغزن يف أيام فتم اهغةول يف أوائةل القةرن 677 - 581اهدين

مدة مةن «دهيل»يف سالم السابع اهجري مع مجاع من أصحابه، وتولى مشيخ ام

الزمان، ثم خرج جماهدا يف سبيل اهلل، وفتح القالع، ونرش امسالم، وربةى مجاعة

.كبرية من أهل الةقيدة السليم ، والةلم والصال؛، والدعوة إىل اهلل تةاىل

ونفع به اهسلمني، وكثر فيدةا «قطب الدين»وقد بارك اهلل يف ذري األمري السيد

بموا الدعوة امسالمي ، وقادوا احلركات الديمي يف أزمان خمتلف ، كان علامء ودعاة ت

اهتةوىف «السيد علم اهلل بن فضيل احلسمي»أبرزهم يف القرن احلادي عرش اهجري

.يف اهمد «راي برييل»وهو ممشئ اهركز الديمي يف بلدة هة1116سم

مات جليل إىل امسالم، وكان وقد كثر يف ذريته الةلامء الكبار، الذين قدموا خد

وهو قائد حرك الةدعوة إىل اهلل يف «السيد اممام أمحد بن عرفان الشديد»أشدرهم

تاري اهمد امسالمي، ومؤسس احلكوم امسالمي يف احلةدود الشةاملي الغربية

للدمد، التي مل تستمر طويال بسبب مؤامرات امنكليز عليدا، واستشدد مةع عةدد

- مةايو 6اهوافق - هة1226ذي القةدة 22يف «باالكوت»ابه يف مةرك من أصح

.م، وكان هدفه الرئيس هو إجالء امنكليز من اهمد وحترير البالد1831آيار

ونبغ من هذه األرسة علامء ومؤرخون وأدباء، تركوا كتبا علمي كثةرية، وكةان

ولد سم «د الةيل احلسميالسيد فخر الدين بن عب»أك هم جد الشي المدوي وهو

21 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

وتةلم الفارسةي واألردية ، ودرس الةلةوم الديمية عمةد هة، وقرأ القرآن 1256

ومةن . «حيدر آباد»بةض الةلامء، ثم أصبح صدر اهدرسني يف مدرس حكومي يف

يف ثالثة أجةزاء بالفارسةي يف الةلةوم والفمةون «مدرجان تةاب»: مؤلفاته كتاب

يف بيان أنساب السةادات واألرشاف، «سرية السادات»: بوالرتاجم والسري، وكتا

بالفارسةي ، وديةوان شةةر باألردية ، «سرية الشي علم الدين احلسمي»: وكتاب

م1118هةة اهوافةق أكتةوبر 1326رمضان 11وكان زاهدا يف الدنيا، وتويف يوم

.ححح

:أفراد أسرته املقربون - ثانيا

امنسان، فالرتبي الديمي والةلمي واالجتامعي إن لألرسة أثرا كبريا يف شخصي

الصحيح تسةاهم مسةام عظيمة يف تكةوين عقليتةه، وتوجيدةه نحةو احليةاة

حتةى الفاضل ، والشي المدوي نشأ يف أرسة ديمي علمي ، وتأثر هبا، وأخذ عمدةا،

ةامل تكونت عقليته الةلمي وشخصيته امسالمي ، فأصبح أحد الةلامء الةظامء يف ال

.امسالمي، بل أحد دعاة امسالم من الطراز األول يف هذا الةرص

وهما أذكر أقرب الماس إىل الشي المدوي من أفراد أرسته الكريم ، الذين كانوا

مثاال يف التمسك بالدين والتقوى، كام كانوا عظامةا يف الةلةم والفكةر، وكبةارا يف

م اهوجزة أثةر األرسة يف الرتبية حتى نةرف من خالل سريهت اخللق والةمل تححح

و} رب ۥبإذ بي رجنبوت ي ٱلط ل

.[15: األعراف] {ٱل

إي وشععي ه وهعع ينبععت اخلطععي

منابتهعععا النخععع ؟ وتغعععرإ إي

رمضةان 18ولةد يف «عبةد احلةي احلسةمي»هو الةالمة السةيد :والد الشيخ

م، وكان من كبةار الةلةامء يف 1861كانون األول - ديسم 22هة اهوافق 1286

31 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

عاش يف عرص يةد من أكثر الةصور . القرن الرابع عرش اهجري، أو القرن الةرشين

حيةع كانةت األفكةار الرشةقي . اضطرابا فكري ا وسياسي ا واجتامعي ا يف بالد اهمد

يمدا، كام كان عدده متصال بةدد القالقل التي حدثت نتيج والغربي تتصارع فيام ب

اها امنكليز ثورة التةي م أو الثورة اهمدي الك ى، 1857حلرب التحرير التي سم

غريت القيم القديم ، وقضت عىل احليةاة امسةالمي ، وبةدأت احلضةارة الغربية

.تمترش يف ظل احلكم ال يطاين

يف هةذه الوضةةي اهضةطرب ، وشةاهد انحطةاط وقد نشأ الةالم عبد احلةي

اهسلمني من كل ناحي من نواحي احلياة، فبةد أن كان اهسلمون من قبل أصحاب

فصةاروا عرضة للمدةب األمر والمدي يف البالد، انتزعت احلكوم مةن أيةدهيم،

ام واالستبداد، أما غري اهسلمني فإهنم كانوا أصحاب جتارة، فلم يتأثروا بتغةري نظة

احلكم، وقرر بةض اهسلمني نتيج لكراهي امنكليز مقاطة تةلةيم امنكليزية

والةلوم احلديث ، فتأخروا يف كثري من جماالت احلياة، أما غريهم فقد نالوا السبق يف

.ميادين التةليم والسياس واالقتصاد والوظائف

عةودهتم إىل ولذلك رأى الةالم عبد احلي أن اهةدخل إىل هنضة اهسةلمني، و

مكاهنم الطبيةي يف احلياة، وتبليغ رسةالتدم إىل الةةامل، يكةون بةالفدم الصةحيح

للدين امسالمي والةمل بتةاليمه، واالهتامم بالةلم، مع الفدم للبيئ التي يةيشون

ب به الةرص واهحيط .فيدا، وما يطال

لةامء، ورأى أيضا أن أول وهن أصاب اهسةلمني إنةام كةان بسةبب انةةزال الة

.وانسحاهبم من ميدان احلياة، وعدم القيام بتوجيه األم

وهي مجةي للةلةامء - «ندوة الةلامء»ومن هما وجد الةالم عبد احلي يف حرك

31 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

، فاهتم بأمورها إىل آخر حياته، بصةفته رئيسةا للمةدوة، هصورة لفكر - اهجددين

مصلح، ومفكر حر، وأديب فقد كانت حياته تصويرا صادقا جتلت فيه مالمح عامل

ناقد، جيمع بني الصمود واالنفةال، ويفدم متطلبات الةرص وحتدياته، فمثل عرصه

حلرك ندوة بشخصيته، ومثل ماضيه الةريق بمؤلفاته، فكان بذلك دعام أساسي

الةلامء، حتى خترج فيدا الةلامء واألدباء الذين زادوا يف ثةروة الةلةوم امسةالمي ،

دار »اللغ الةربي واللغ األردي ، وأسسوا جممةا علمي ةا إسةالمي ا باسةم وخدموا

.وألفوا كتبا ذات شدرة عاهي «اهصمفني

وقد سار الشي المدوي عىل نفس هنج والده الةظيم يف االهتامم بمدوة الةلامء يف

.سبيل خدم امسالم وتقدم اهسلمني يف جماالت الةلم والفكر والةلم

«نزه اخلةواطر»: كتابه: ؤلفات الةالم عبد احلي فدي كثرية، ومن أمداأما م

شةخص مجةدةا يف ( 2511) ، وعةددهم(4)يف ثامني جملدات يف تراجم علامء اهمد

ى ابةن خلكةان »ثالثني سم ، فدو بتأليفه ذلك الكتاب اهوسوعي استحق أن يسم

، «اهمةد يف الةدةد امسةالم»: وكتابه، «الثقاف امسالمي يف اهمد»: ، وكتابه«اهمد

وله كتب يف احلديع والفقه . وكلدا كتب تارخيي ، ها قيمتدا عمد أهل االختصاص

الغماء وحكمةه »، و«قانون يف انتفاع اهرهتن باهرهون»، و«هتذيب األخالق»: ممدا

.وكلدا بالةربي «يف الرشع

وكتةاب يف تةاري الشةةر ، «حجةرات»يف تاري إقلةيم «ياد أياد»: وله كتاب

أي الةوردة الرشةيق يةدرس يف عةدة جامةةات، هةذا «كل رعمةا»: األردي باسم

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـصدر ممه طبة ممقح وحمقق بصورة جديدة، وإخراج جديد، بتقديم وتةليق ابمه الشةي أيب (4)

، يف ثامني «امعالم بمن يف اهمد من األعالم»: عن دار ابن حزم يف بريوت بةموان. احلسن ححح

.أجزاء، نرشته دار عرفات باهمد

32 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

بامضاف إىل رسائل يف التةليم الديمي وامصال؛ اخللقةي واالجتامعةي باألردية ،

: يف صل الرحم، وله كتةب مفيةدة ألبمةاء اهسةلمني ممدةا «إصال؛»رسال : ممدا

.وغريها «يامننور ام»، و«تةليم امسالم»

وكان الةالم عبد احلي يقةوم بتةدريس القةرآن الكةريم واحلةديع الرشةيف

. واألدب والطب، لكمه ترك تدريس األدب والطب يف السموات األخرية من حياته

مجةادى اآلخةرة 15واستمر يف تدريس احلديع الرشيف، حتى تويف يوم اجلمةة

.م ححح1123شباط - ف اير 2هة اهوافق 1321

عبد »بمت السيد «السيدة زيمب»فالزوج األوىل هي : وتزوج الةالم بزوجتني

هةة، لكمدةا 1311التي كانت ابم خاله، تزوجدةا ممةذ «الةزيز احلسمي اهمسوي

وتركةت لةه ولةدا وحيةدا هةو . هةة ا1311سةم توفيت بةد عرش سموات

.الدكتور السيد عبد الةيل احلسمي أخو الشي المدوي

، «ضياء المبي احلسةمي»بمت السيد «السيدة خري المساء»ته الثاني فدي ا زوجأم

السيدة أم الةزيز، : هة، وهي أم الشي المدوي وأم بمتني ما1322وتزوجدا سم

.والسيدة أم اهلل عائش

كانت حتفةه «السيدة خري المساء بمت ضياء المبي احلسمي»وهي :والدة الشيخ

م، ونرشت ها عدة كتب إسةالمي ، وجمموعتةان يف الشةةر، جمموعة القرآن الكري

، وجمموعة قصةائد يف مةد؛ «باب الرمح »قصائد يف الدعاء واهماجاة إىل اهلل باسم

، وها كتةب يف تةلةيم المسةاء واألوالد يف «مفتا؛ باب الرمح »: الرسول صصص باسم

: ، وكتةاب«حسةن اهةةارشة»: ، وكتاب«الذائق »: كتاب: األمور االجتامعي ممدا

قامت بزيارة بيت اهلل احلرام، ومكثت بجوار هة1366، ويف سم «الدعاء والقدر»

33 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

احلرمني الرشيفني نحو ست أشدر ممشغل بالةبادة، وكانةت تتميةز بةني سةيدات

مجةادى اآلخةرة 7أرسهتا بقيام الليل، وكثرة الدعاء، واهماجةاة إىل اهلل، توفيةت يف

.هة ا1388

«عبد الةةيل بةن عبةد احلةي احلسةمي»هو الدكتور السيد :األخ الكبري للشيخ

، كام درس الةلوم امسالمي يف دار الةلوم بمةدوة «لكدمو»طبيب، خترج يف جامة

الةلامء، ثم أصبح مديرا لمدوة الةلامء وأميمدا الةةام، واهةتم برتبية أخيةه الشةي

: يف التاسةة مةن عمةره، ولةه كتةاب يف المدوي تربي ديمي ممذ أن أصةبح يتيمةا

- نوفم 7هة اهوافق 1381ذي القةدة 21وتويف يوم «جغرافي اجلزيرة الةربي »

البةةع »وهو والد السيد حممد احلسمي مؤسس جمل . م ححح1161ترشين الثاين

.والكاتب اهةروف «امسالمي

ولةدت سةم «يالسيدة أم الةزيز بمت عبد احل»هي :األخت الكرب للشعيخ

يف السةرية »م كانت سيدة صةاحل كثةرية الةبةادة، هةا كتةاب 1116 - هة1322

سةرية أسةامء بمةت »، و«سرية أم اهةؤممني خدجية ا»: ، ورسائل أمدا«المبوي

.«الصديق بررر

«حممود حسن»الشي السيد : وهذه السيدة ا هي والدة أربة هم أوالدها

سرية »: ححح، الذي كان كاتبا وشاعرا، ومن مؤلفاته «حممد الثاين»ححح، والشي

سةرية الةالمة أمحةد »رئيس مجاع التبليةغ، و «الشي حممد يوسف الكاندهلوي

، وهةي كةذلك «بةذل اهجدةود يف رش؛ أيب داود»: صاحب كتاب «السدارنفوري

احع عامل ب - مد اهلل يف عمره - احلسمي «حممد الرابع»فضيل الشي السيد : والدة

حمقق، وكاتب أديب، وهو اآلن بةد خالةه رئةيس نةدوة الةلةامء، وأمةني اهجمةع

امسالمي الةلمي، وعضو رابط األدب امسالمي الةاهي ، ونائب رئيسةدا، وقةد

32 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

واضةح »األستاذ السةيد : وهي أيضا والدة. ظظظعرضت عليه رئاستدا، فاعتذر

بالةربي ، وكلدم علامء وأدباء، «الرائد»احلسمي المدوي رئيس حترير جريدة «رشيد

.وأصحاب مؤلفات إسالمي ، بارك اهلل يف حياهتم خلري امسالم واهسلمني

«السيدة أم اهلل تسةميم اهةروفة باسةم عائشة »وهي :األخت الثانية للشعيخ

«رياض الصاحلني»ترمج أردي لكتاب «زاد سفر»: كانت سيدة فاضل ومن كتبدا

، وهةا قصةائد يف «مةوج تسةميم»: وكتةاب. رس امسالمي باهمدويدرس يف اهدا

وهي جملة السةيدات «رضوان»الدعاء واهماجاة إىل اهلل، وكانت رئيس حترير جمل

.هة ا1316اهسلامت باألردي يف اهمد، وتوفيت سم

كةان «السيد حممد بن عبد الةيل بن عبد احلي احلسةمي»وهو :ابن األخ للشيخ

، وكان رئيس حتريرها «البةع امسالمي»ا بارعا وأديبا موهوبا، وقد أنشأ جمل كاتب

.عاما ححح 22هة، وعمره 1311رجب 17حتى تويف يوم

ححح، احلافه للقرآن الكريم، وقد «السيد عبيد اهلل احلسمي»وهو :خال الشيخ

الةقلي ، ذكةر ذلةك يف أثر كثريا يف ثقاف ابن أخته الشي المدوي وتربيته اخللقي و

.اهصابيح القديم : أي «جراع براين»: كتابه

كانةت حتفةه «السيدة صاحل بمت ضةياء المبةي احلسةمي»وهي :خالة الشيخ

القرآن الكريم، وتمشةد القصةائد الديمية بصةوت مجيةل مةؤثر عةىل السةيدات،

.وتدعوهن إىل طاع اهلل، وحمب رسوله صصص، واتباع سمته، ا

د أمحد سةيد احلسمي، وحفيدة السةيد ضةياء هي ابم خاله السي :شيخزوجة ال

صمصةام »: المبي احلسمي، وابم بمت السيد عبد الةرزاق كالمةي مؤلةف كتةاب

للواقدي، سيدة صاحل شاركت زوجدا حياتةه يف «فتو؛ الشام»: وترمج «امسالم

35 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

اء، وخدمته بكل إخالص وحمب ، جزاها اهلل خريا اء والرض .كثريا الرس

:أهم الكتب اليت تأثر بها - ثالثا

ذكر مؤرخو الشي أنه تأثر بةدة كتب يف بداي حياته، كان ها تأثريها اخلاص يف

:تفكريه وذوقه ومسلكه، أمدا

- عم والةد الشةي - «السيد عبد الرزاق احلسمي»هؤلفه «صمصام امسالم» - 1

.للواقدي «فتو؛ الشام»: والكتاب ترمج ممظوم لكتاب

، وهةو كتةاب ممظةوم أيضةا، «ألطاف حسني حايل»لصاحبه «مسدس حايل» - 2

ممةه - السداسيات، وهو رضب من الشةر تشتمل كل قطة : مةماهواهسدس

عىل ثالث أبيات وست أشطر، نظمه الشاعر يف ثورة فكري قةد عمةت اهمةد -

.وعمت الةامل امسالمي

.لفه القايض حممد سليامن اهمصور الفوريهؤ «سرية رمح للةاهني» - 3

شلبي المةامين، يف سرية اخلليفة الثةاين الراشةد عمةر بةن للةالم «الفاروق» - 2

.اخلطاب

.هحمد بن نرص اهروذي البغدادي «قيام الليل» - 5

.لشي امسالم ابن تيمي «سورة المور»تفسري - 6

.البن قيم اجلوزي «ايفاجلواب الكايف هن سأل عن الدواء الش» - 7

لوالد الشي عبد احلي احلسمي، وقد «نزه اخلواطر وهبج اهسامع والمواظر» - 8

.«امعالم بمن يف اهمد من األعالم»: طبع أخريا باسم

لألستاذ عبد الباري المدوي، وقد نقله إىل الةربي األستاذ «مذهب وعقليات» - 1

36 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«لدين والةقلبني ا»: بةموان واضح رشيد المدوي

:أبرز أساتذة الشيخ الندوي - رابعا

:الشيخ خلي اليامين - 1

الشةي خليةل بةن حممةد : أثر يف حياتةه من أبرز أساتذة الشي الذين كان هم

.هة1386اليامين

كان من نوادر اهةلمني الذين يطبةون تالميذهم المجباء بطابةدم، يقةول عمةه

الشةي فريةدا، ال يوجةد لةه مثيةل يف تطةيمةه لقد كان »: سامح الشي المدوي

للطالب بذوقه ورأيه، فكان يملك صةالحي غريبة مدهشة يف صةبغ الطةالب

بأفكاره وآرائه، بحيع تتغلغل يف أحشائدم، ومتتزج بلحومدم ودمةائدم، ونفة

وإنشاء الذوق الصحيح واهلك الصةاحل يف الفةن الرو؛ يف الكتاب الذي يدرسه،

ه، وتقريب الطالب إىل مؤلف الكتاب ذوقا ومسلكا ومرشبا، لقد كان الذي يتماول

نادرة يف هذا األمر، ال يوجد مثله يف اآلالف إال الواحد بةد الواحد مةن األسةاتذة

البارعني وأصحاب المبوغ الامهرين، وهي ملك موهوب وليست بمكتسةب ، لقةد

.(5)«بي وآداهبا ولغتداشاهدت يف الشي ملك عجيب يف التذوق الصحيح للةر

:الدكتور تقي الدين اهلاليل - 2

.الةالم الدكتور حممد تقي الدين بن عبد القادر اهاليل اهغريب: وممدم

والواقةع أن »: فقد كان من كبار علامء الةربي يف هذا الةرص، يقول عمه الشةي

ربي وإنشةاء الةمل الذي بدأ به الشي خليل من نرش الطرق الصحيح لتةليم الة

ذوقدا وملكتدا، قد بلغ كامل عىل يد األستاذ اهاليل، وقد استفدت ممه كثريا يف غري

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .، طبع دار القلم، دمشق(71 - 1/78) «ة احلياةيف مسري» (5)

37 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

نظام، فكمت أحرض إليه يومي ا، وانتفةت بصحبته وجمالسةته، ولقةد قةرأت عليةه

بمظام، وقيدت فوائده ونكته، وكةان يةطةف عةيل بصةف خاصة «ديوان المابغ »

.(6)« والشي خليلألجل الةالق بأخي األك

(:هع1331)العالمة امليدث الشيخ حيدر حسن خان الطونكي - 3

.الةالم اهحدث الشي حيدر حسن خان الطونكي: وممدم

انخرطت يف سةلك الطةالب المةدويني لةدروس احلةديع »: يقول الشي عمه

ي الرشيف التي كان يلقيدا شي احلديع الةالم الشي حيدر حسن خان الطونك

البخةاري ومسةلم، «الصةحيحني»وقرأت عىل الشةي بدار الةلوم ندوة الةلامء،

تفسةري »حرفا حرفا، وقرأت عليه شةيئا مةن «سمن الرتمذي»، و«سمن أيب داود»و

.(7)أيضا «البيضاوي

ر الكبري الشيخ أمحد الالهوري - 4 (:هع1331)املفس

.وممدم اهفرس الكبري الشي أمحد الالهوري

للشي «حج اهلل البالغ »: أ عليه الشي المدوي التفسري، ودروسا من كتابقر

.(8)ويل اهلل الدهلوي

(:هع1311)الشيخ امليدث حسني أمحد املدين - 5

، وأحد قادة «شي اهمد»محد اهدين اهةروف بة أالشي اهحدث حسني : وممدم

.«ء اهمدمجةي علام»حرك التحرير ومقاوم امنكليز، ورئيس

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ (.1/18)اهرجع السابق (6)

(.1/12) «يف مسرية احلياة» (7)

(.1/116)اهرجع السابق (8)

38 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ديوبمةد، يف - قرأ عليه الشي المدوي احلديع يف اجلامة امسالمي دار الةلوم

ويأخذ عن كبار شيوخدا، والشي الفرتة التي التحق هبا الشي ليمدل من علومدا،

وكانت تغشى دار احلديع غاشي »: يقول عمه الشي . اهدين هو شي احلديع فيدا

اني ، وال يزال يةرن يف أذين صةوت الشةي الةةذب من الدين، وسحاب من الروح

.(9)«الرنان، وحلمه الةريب اجلميل

:أبرز الشخصيات املعاصرة اليت أثرت يف حياته - خامسا

(:م1332 - هع1333)الشيخ حممد إلياإ الكاندهلوي - 1

واهجدد الةظيم، الشي حممد إلياس الكانةدهلوي، كةان مةن الداعي الكبري،

مجاع الدعوة »الدعاة الذين عرفدم الةامل امسالمي يف عرصنا احلارض، أسس أكابر

، وقد انترش دعاهتا ورجاها اليوم يف الةامل، وهي يف نشاط مستمر، وغةدو «والتبليغ

. وروا؛ يف األقطار امسالمي ويف أوروبا وأمريكا واليابان، وبلدان آسيا وإفريقيةا

.ياتهوكان لقاوه به نقط حتول يف ح

أكثر من تأثرت به هو إمام الدعوة إىل اهلل الشةي حممةد »: يقول الشي المدوي

إلياس الكاندهلوي، كأن هذا الرجل مأمور من اهلل، ال أقول عن طريق الرسةال أو

كان مقيضا هذا األمر، وقد استولت عليه هذه الفكةرة حتةى ذاب الوحي، ولكمه

ب اتصاال مبارشا، وتوجيه الدعوة إليه، ولفت نظره، فيدا، ودعا إىل االتصال بالشة

واسةةتقطابه إىل رسةةال اهلل ا، والةمةةل بامسةةالم وبرشةةيةته وبأحكامةةه،

وانترشت هذه الدعوة ال يف اهمد فقط، ولكن يف القارة اآلسةيوي ، ثةم انتقلةت إىل

ريا أوروبا وأمريكا، وال تزال هذه الةدعوة قائمة ، وهةي مةن أكثةر الةدعوات تةأث

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .دمشق - دار القلم. ، ط(27ص )للشي المدوي « شخصيات وكتب» (9)

31 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.(10)«وإنتاجا

وقد بدا تأثر الشي هبذه الدعوة ممذ زيارته هرص، فقةد رأيتةه حةني زرت مةةه

يف ريف الوجه البحري، بةةد أن ألقةى كلمتةه التةي تفةيض نةورا «ن وه»مديم

وروحانيةة ، دعةةا المةةاس إىل اهبيةةت يف اهسةةجد، بميةة االعتكةةاف وقيةةام الليةةل،

.أن هذا التوجه من آثار دعوة التبليغواستجاب له الكثريون، وال ريب

(:م1040 - م1033)اإلمام الشهيد حسن البنا - 2

وهو مؤسس مجاع امخوان اهسلمني، وإن كان الشي المدوي مل يقدر له لقةاء

الشي يف حياته، وكان قد عزم عىل لقاء الشي حسن البما، ولكن اهلل تةةاىل مل يشةأ

من خالل تالمذته ومجاعته وآثاره، وبع إليدم آماله ذلك، إال أنه تةرف عىل الشي

.وآالمه، ونصح هم بام يمبغي أن ال يغفلوا عمه

، وزارنا يف ممزلما مع بةةض شةباب (م1151)وأشدد أنه حيمام زار مرص سم

امخوان، كان حريصا غاي احلرص عىل أن يسمع مما عن الشي البما كل ما نةرفةه

فقد وجةد البمةا . سامع، وكان يصغي إليما يف ذلك كل امصغاءعمه باهشاهدة أو ال

.قريبا من مرشبه الذي جيمع بني السلفي والصوفي

وقد جتىل ذلك فيام كتبه اممام أبو احلسن عن اممةام البمةا، حةني قةدم لكتابةه

امخوان »: وقد نقلت فقرة حي ممه يف كتايب. «مذكرات الدعوة والداعي »: الشدري

.«سبةون عاما يف الدعوة والرتبي واجلداد: موناهسل

(:هع1332)الشيخ عبد القادر الرائيبوري - 3

كان نموذجا حي ا من نةامذج الزوايةا السموسةي وكةان مةن كبةار الةلةامء ،(11)

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ (.1338)الكويتي ، عدد رقم «اهجتمع»جمل (10)

21 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

القادة الةروحيني والةلةامء الصةاحلني، الةذي حيتةاج إلةيدم الربانيني، ومن أولئك

ة والتوجيه واالستفادة من بركاهتم، وطيب أنفسةدم، اهسلمون يف كل زمان للقياد

.تلقى الشي المدوي ممه الرتبي الروحي واستفاد من صحبته وجمالسه

(:م1033 - 1313)الدكتور حممد إقبال - 4

والفالسف واهفكرين اهسلمني يف اهمد يف القرن الرابع عرشة هو أشدر الشةراء

وي وذوقه الرفيةع تةأثره الواضةح يف كتاباتةه اهجري، وتلمح يف أدب الشي المد

بشاعر امسالم حممد إقبال، كان خالص ذلك تلك الدراسة التةي كتبدةا الشةي

وكثريا ما يستشدد بروائع مةن أمثالةه وحكمةه يف «روائع إقبال»: المدوي بةموان

.كثري من كتاباته ومؤلفاته

.عمد زيارته هرص «لةلومدار ا»يف كلي «إقبال»وقد ألقى حمارضة قيم عن

:أبرز امللوك والرؤساء العرب والعجم الذين قابلهم الشيخ الندوي - سادسا

(.م1151)قابل اهلك عبد اهلل بن احلسني ملك األردن سم - 1

(.م1173)قابل حفيده اهلك حسني بن طالل سم - 2

مةريا يف سةم قابل اهلك فيصل بن عبد الةزيز آل سةةود ححح عمةدما كةان أ - 3

.، ثم لام صار ملكا عدة مرات(م1163)

.عمدما كان ولي ا للةدد، ثم لام صار ملكا ظظظ قابل اهلك فدد بن عبد الةزيز - 2

(.م1176)قابل اهلك احلسن الثاين ملك اهغرب ححح سم - 5

(.م1172)قابل الشي سلطان بن حممد القاسمي حاكم إمارة الشارق ، سم - 6

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .هما للتشبيه فقط، إذ ال عالق وال صل للشي باحلرك السموسي ذكر اهؤلف للسموسي (11) =

21 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

(.م1182)قابل الرئيس عيل عبد اهلل صالح رئيس اجلمدوري اليممي ، سم - 7

(.م1182)قابل الرئيس حممد ضياء احلق رئيس مجدوري باكستان ححح سم - 8

.وكذلك قابل عددا من وزراء الةامل امسالمي وزعامئه وعلامئه الكبار

لشايخ النادوي رسيساها أو أهم املنظماات واممعياات وامامعاات الايت كاان ا - سابعا

:عضوا فيها

.أمني ندوة الةلامء الةام، ورئيس دار الةلوم التابة ها - 1

.عضو اهجلس التأسييس لرابط الةامل امسالمي بمك اهكرم - 2

.عضو اهجلس األعىل للمساجد بمك اهكرم - 3

.عضو اهجلس األعىل الةاهي للدعوة وامغاث بالقاهرة - 2

.رئيس رابط األدب امسالمي الةاهي - 5

.«اهمد»رئيس اهجمع امسالمي الةلمي يف لكدمو - 6

.رئيس هيئ التةليم الديمي للوالي الشاملي لةموم اهمد - 7

.رئيس هيئ األحوال الشخصي امسالمي لةموم اهمد - 8

.«اهمد»رئيس جممع دار اهصمفني بأعظم كره - 1

.مركز أكسفورد للدراسات امسالمي رئيس - 11

.«اهمد»ديوبمد - عضو اهجلس االستشاري باجلامة امسالمي دار الةلوم - 11

.«باكستان»عضو اهجلس االستشاري األعىل للجامة امسالمي الةاهي - 12

.عضو اهجلس االستشاري األعىل للجامة امسالمي باهديم اهمورة - 13

22 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.جممع اللغ الةربي بدمشقعضو - 12

.عضو جممع اللغ الةربي بالقاهرة - 15

.عضو جممع اللغ الةربي باألردن - 16

«مؤسسة آل البيةت»عضو اهجمع اهلكي لبحةوث احلضةارة امسةالمي - 17

.باألردن

ن اات للشاايخ الناادوي اعرتافااا دماتااه - ثامنااا أهاام امااواسل والشااهادات الاايت مي

:لدينيةالعلمية وا

(.م1181)جائزة اهلك فيصل الةاهي خلدم امسالم عام - 1

(.م1181)الفخري يف اآلداب من جامة كشمري شدادة الدكتوراه - 2

التةي ممحةت لسةامحته مةن ( هةة1211)جائزة الشخصي امسالمي لةةام - 3

.حكوم ديب

(.هة1221)جائزة سلطان بروناي للدراسات امسالمي عام - 2

:أبرز األعالم الذين جرت بينهم وبني مساحته مراسالت - تاسعا

:األساتذة والشيوخ الكبار -أ

.الشي خليل بن حممد اليامين - 1

.الشي الدكتور حممد تقي الدين اهاليل - 2

:كبار العلامب واملؤلفني واألدباب العامل العريب -ب

.الشي السيد علوي عباس الاملكي - 1

23 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.شي عبد اهلل بن محيدال - 2

.الشي عبد الةزيز بن عبد اهلل بن باز - 3

.الشي حممد هبج البيطار - 2

.الشي حممد هبج األثري - 5

.الشي عبد اهلل بن عيل اهحمود - 6

.الشي أمحد عبد الةزيز اهبارك - 7

.الشي عبد الفتا؛ أبو غدة - 8

.الشي عيل الطمطاوي - 1

.البدي اخلويل األستاذ - 11

.الدكتور أمحد أمني - 11

.األستاذ سيد قطب الشديد - 12

.األستاذ حممد اهبارك - 13

.األستاذ حممد الغزايل - 12

.األستاذ حممود حممد شاكر - 15

.األستاذ حممد أسد - 16

.األستاذ أمحد الرشبايص - 17

.األستاذ أنور اجلمدي - 18

22 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.ت الباشااألستاذ عبد الرمحن رأف - 11

.كاتب هذه السطور - 21

:القادة والزعامب -جع

.احلاج حممد أمني احلسيمي - 1

.الدكتور مصطفى السباعي - 2

.الشي حممد الرسور الصبان - 3

.الشي حممد صالح القزاز - 2

.الشي حممد حممود الصواف - 5

.الدكتور سةيد رمضان - 6

:امللوك واألمراب والوزراب -د

.الةزيز آل سةودعبد نلك فيصل باه - 1

.بن عبد الةزيز آل سةوداهلك خالد - 2

.اهلك فدد بن عبد الةزيز آل سةود - 3

.سمو األمري مساعد بن عبد الرمحن آل سةود - 2

.األمري احلسن بن طالل - 5

:حياته العملية وجهوده الدعوية - عارشا

سا يف دار الةلوم لمدوة الةل - ودرس فيدا التفسري ، (م1132)امء عام عين مدر

.واحلديع، واألدب الةريب وتارخيه، واهمطق

25 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

والتةي - واهجالت الةربي الصادرة يف الةبالد الةربية استفاد من الصحف -

فةه عةىل الةبالد - كانت تصل إىل أخيه األك ، أو إىل دار الةلوم ندوة الةلامء مما عر

.أدبائدا، ومفكرهيا، عن كثبالةربي وأحواها، وعلامئدا، و

خارجةا عةن نطةاق التفسةري واحلةديع - بدأ يتوسع يف اهطالة والدراسة -

، واستفاد من كتب اهةةارصين مةن (م1137)ممذ عام - واألدب والتاري أيضا

.الدعاة واهفكرين الةرب، وفضالء الغرب، والزعامء السياسيني

تةرف فيدا عىل ( م1131)مي يف اهمد عام استطالعي للمراكز الديقام برحل -

حممةد إليةاس »، والداعية اهصةلح الكبةري «عبد القادر الراي بوري»الشي اهريب

ى بالثاين ، وبقي «الكاندهلوي عىل صل هبام، فتلقى الرتبي الروحي من األول وتأس

متتابةة يف القيام بواجب الدعوة وإصال؛ اهجتمع، فقىض زمما يف رحالت دعوي

.للرتبي وامصال؛ والتوجيه الديمي

، ونظةم فيدةا حلقةات (م1123)أسس مركزا للتةليامت امسةالمي عةام -

للقرآن الكريم والسم المبوي ، فتدافت عليدا الماس من الطبق اهثقفة واهةوظفني

.الكبار

ن نائبةا وعي ، (م1128)اختري عضوا يف اهجلس االنتظامي لمدوة الةلامء عام -

ندوة الةلامء للشئون التةليمي برتشيح من اهةتمد الةالم السةيد «وكيل»هةتمد

إثر وفاة الةالمة ححح - ، واختري مةتمدا(م1151)ححح عام «سليامن المدوي»

ا لمدوة الةلامء(م1152)عام - بةد وفاة أخيةه - ، ثم وقع االختيار عليه أميما عام

(.م1161)عام «الةيل احلسميعبد »الدكتور السيد

(.م1151)أسس حرك امنساني عام -

26 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

(.م1151)أسس اهجمع امسالمي الةلمي يف لكدمو عام -

، (م1161)عام (u.p)شارك يف تأسيس هيئ التةليم الديمي للوالي الشاملي -

، ويف (م1162)ويف تأسيس اهجلس االستشةاري امسةالمي لةمةوم اهمةد عةام

(.م1172)يئ األحوال الشخصي امسالمي لةموم اهمد عام تأسيس ه

الةربية الصةادرة مةن نةدوة الةلةامء عةام «الضةياء»شارك يف حتريةر جملة -

، وأصةدر (م1121)األردي الصادرة ممدا أيضةا عةام «المدوة»، وجمل (م1132)

«اهسةلمون»، وتولى كتاب افتتاحيات جملة (م1128)األردي عام «التةمري»جمل

، وكانةت أوالهةا هةي (م1151 - 1158)يف الفرتة ما بني - الصادرة من دمشق

كام ظدرت له مقةاالت يف جملة ، «ردة وال أبا بكر ها»: التي نرشت فيام بةد بةموان

.لألستاذ حمب الدين اخلطيب «الفتح»

، وهةو (م1162)األردي الصادرة عام «نداي ملت»أرشف عىل إصدار جريدة

، (م1155)الةربية الصةادرة ممةذ عةام «البةع امسالم»رشف الةام عىل جمل اه

«تةمةري حيةات»، وجريةدة (م1151)الةربي الصادرة ممذ عام «الرائد»وجريدة

.، ثالثتدا تصدر من ندوة الةلامء(م1163)األردي الصادرة ممذ عام

:رحالت الشيخ - حادي عشر

.، وهو يف أول الشباببدأ الشي رحالته يف سن مبكرة

، وكانت أول رحل له إىل بلد بةيد، حيع (م1121)سافر إىل مديم الهور عام

وكان قد «حممد إقبال»تةرف عىل علامئدا وأعياهنا، والتقى بشاعر امسالم الدكتور

.إىل المثر الةريب «قصيدة القمر»ترجم بةض قصائده

زعيم اهمبةوذين إىل «أمبيدكر»تور لدعوة الدك( م1135)توجه إىل بومباي عام

27 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.امسالم

(.م1131)قام برحل استطالعي للمراكز الديمي يف اهمد عام

، وكانت أول رحل له خارج اهمد، وأقةام باحلجةاز (م1127)سافر للحج عام

: ست أشدر، وتةرف عىل كبار علامء احلجاز، أمثةال أصةحاب الفضةيل الشةيوخ

، «السةيد علةوي الاملكةي»، و«عمر بةن حسةن آل الشةي »، و«عبد الرزاق محزة»

، «حممةود شةويل»، و«حممد الةريب التبةاين»، و«حسن اهشاط»و، «أمني الكتبي»و

قد طبةت، فكانت خري مةرف هؤلفدةا «إىل ممثيل البالد امسالمي »وكانت رسالته

المبةوي عةىل طالبةه يف اهسةجد «حممد احلركةان»يف احلجاز، وقد قرأها ذات يوم

الرشيف، واطلع فضيل الشي عبد الرزاق محزة إمةام احلةرم اهكةي عةىل مسةودة

فأعجب به، وشجع اهؤلف الماهض «ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟»: كتابه

.عىل نرشه

وتةرف عىل أدبائدةا وكتاهبةا بصةف ، (م1151)ورحل للحج مرة أخرى عام

والتقى هبم عدة لقاءات ،«حممد رسور الصبان»مةايل الشي : خاص ، وعىل رأسدم

كان أمدا اللقاء يف بستان البخاري بمك اهكرم الذي حرضةه مجةع مةن األدبةاء

عبةد »، و«سةيد الةةامودي»: والصحفيني الشباب وكبار اهوظفني أمثال األساتذة

حسةني »، و«حمسةن أمحةد بةاروم»، و«عيل حسن فةدعق»و ،«القدوس األنصاري

ت اجللس عىل حسب تةبري سامحته كأهنةا جلسة نقةاش للطالةب، ، وكان«عرب

قدروا فيه مدى مةرفته اللغ الةربي ، وس وا غوره يف دراسته ومةلوماتةه الةامة ،

واطالعه عىل اللغ امنكليزي ، فكانت األسئل حيما عةن األدب الةةريب وأعالمةه

ضارة الغربية ومةا إىل اهةارصين، وآخر عن االشرتاكي واألدب امنكليزي، واحل

ذلك، وكانت المتيج أن طلب ممه إلقاء سلسل أحاديع من إذاع جدة، فألقاهةا

28 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.ثم تكررت رحالته للبالد اهقدس «بني الةامل وجزيرة الةرب»: بةموان

ماذا خرس الةامل بانحطةاط »، وكان كتابه (م1151)زار مرص للمرة األوىل عام

ساط الةلمي والديمي ، والدعوية ، واألدبية ، فكةان قد سبقه إىل األو «اهسلمني؟

وألقةى سلسةل مةن ومكع يف القاهرة ست أشةدر إال قلةيال، . خري مةرف هؤلفه

األحاديع واهحارضات يف خمتلف الموادي واجلمةيات، التةي تةةرف فيدةا عةىل

شباب مرص واألوساط القديم واجلديدة، واسرتعى انتباهدم، والتقى فيدا كبةار

حممةود »، و«عبةد اهجيةد سةليم»مةع شةي األزهةر - الةلامء ومشاي األزهةر

، «حامةد الفقةي»، و«حسةمني حممةد خملةوف»، و«أمحد حممد شاكر»، و«شلتوت

شي «مصطفى ص ي»، و«حممد فؤاد عبد الباقي»، و«حممد عبد اللطيف دراز»و

، «يوسةف موسةىحممةد »، و«حممد الرشةبيمي»امسالم سابقا بالدول الةثامني ، و

.والد الشي حسن البما ححح «أمحد عبد الرمحن البما»و

عبد الكةريم »، واألمري «أمني احلسيمي»سامح اهفتي : ومن القادة والزعامء مع

سةيد »: ، ومن الدعاة واهفكرين امسالميني«صالح حرب باشا»، واللواء «اخلطايب

سةةيد »، و«حممد الغزايل»، و«أمحد الرشبايص»، و«حمب الدين اخلطيب»، و«قطب

، «أمحةد أمةني»: ، ومةن األدبةاء«البدي اخلويل»، و«صالح الةشاموي»، و«رمضان

.«أمحد حسن الزيات»، و«عباس حممود الةقاد»، و«حممود حممد شاكر»و

: بةموان «دار الشبان اهسلمني»وكان من أهم األحاديع التي ألقاها حمارضة يف

الدعوة امسالمي وتطوراهتةا يف »: خرى بةموان، وأ«اهسلمون عىل مفرتق الطرق»

يف حفل أقامه الرئيس الةام جلمةيات الشباب اهسلمني تكريما له، والثالثة «اهمد

امنسان الكامل »: ، والرابة بةموان«دار الةلوم»شةر إقبال ورسالته يف كلي : حول

رضات يف عةدد مةن عةدا حمةا «جامة فؤاد األول»يف «يف نظر الدكتور حممد إقبال

21 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

مجية أنصةار السةم »صصص، و «شةباب حممةد»: اهراكز الدعوي واجلمةيةات مثةل

مجةية مكةارم »، و«مجةي الةشرية اهحمدية »، و«اجلمةي الرشعي »، و«اهحمدي

، وحرضت ندوة دعوي يف ممزل سيد قطب حول «الرابط امسالمي »، و«األخالق

ويف الرحل نفسدا نرشةت رسةالته . «هسلمني؟ماذا خرس الةامل بانحطاط ا»: كتابه

«اسمةي يةا مرصة»قرأت : علق عليدا سيد قطب قائال «اسمةي يا مرص»: بةموان

!ويا ليت مرص قد سمةت

- القةرى واألريةافونظم له امخوان رحالت وجوالت دعوي زار فيدا عةدا

واهحل الكة ى، القماطر اخلريي ، وطمطا، وبمدا، وحامول، وحلوان، وسمرتيس،

وه، رافقه فيدا ترمجان امخوان والداعية الكبةري ن ونكله، والةزيزي ، وقويسما، و

حممد الغزايل، وذلك عدا لقاءات متكررة مع الطالب يف أروق األزهر والفمةادق،

.، وقد سةدت به يف زيارته للمحل الك ى ون وه«ممزلما يف ش ا: وممدا»واهمازل

لرحل نفسةدا إىل السةودان والشةام والقةدس واألردن، والتقةى يف وسافر يف ا

، واألسةتاذ «عةيل مريغمةي باشةا»السيد : السودان مع أعياهنا وكبار رجاها، أمثال

سكرتري «شوقي أسد»و - رئيس وزراء السودان فيام بةد «إسامعيل بك األزهري»

حممةد »ع، واحلةاج إمام اهسجد اجلام «حممد عوض»، و«مجةي التبشري امسالمي»

.«مجةي الشبان اهسلمني»قائد الةامل ورئيس «موسى سليامن

يوما ممدا يف دمشق، وزار يف باقيدا محص، ( 22)يوما، قىض ( 28)أقام يف الشام

ومحاة، ومةرة المةامن، وحلب، وحارم، فكانت فرص لالتصال باألوساط الةلمي

خصياهتا اهوقرة، وتبادل اآلراء مةدةا، فةزار والديمي واألدبي اهختلف ، ومقابل ش

من مؤسسات الشام ومراكزها الةلمي واألدبي مركز امخوان اهسةلمني بجةامع

مدرسة دار »، و«اهكتبة الظاهرية »بدمشق، و «اهجمع الةلمي الةريب»الدقاق، و

51 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

، وحرض إحدى جلسات ال لامن السةوري «مجةي التمدن امسالمي»، و«احلديع

. اهثريةاهدم

شةدادة الةمةل والتةاري يف قضةي »: يف قاع دمشةق بةمةوان وألقى حمارضة

حمارضات يف كل من اهيئ الةلمي امسالمي ، ومجةية التمةدن عدا (12)«فلسطني

امسالمي، واجلمةي الغراء، ومركز امخوان اهسلمني يف محص، ومركز امخةوان

.بحامة، ويف اجتامع كبري بحلب

عبةد الوهةاب »: فيدا مع كبار علامئدا وأدبائدا أمثال أصحاب الفضيل والتقى

أيب اخلةري »، و«حممد هبج البيطار»و ،«أمحد الدقر»، و«مكي كتاين»، و«الصالحي

حممةد »، و«مصطفى الزرقةا»، و«حممد اهبارك»، و«مصطفى السباعي»، و«اهيدان

ومفتةي اجلمدورية ، « اميالش»حفيد الةالم «أيب اليرس عابدين»، و«أمحد دمان

تيسةري »، و«حممةد عةيل حومةاين»، و«حممد سةةيد ال هةاين»، و«أمحد كفتارو»و

خليل »، و«حممد عزة دروزة»، و«حممد كرد عيل»، و«حممد كامل خطيب»، و«ظبيان

يف الوصةول إىل المةاس ، وكان يرافقه ويسةاعده «عبد القادر اهغريب»، و«مردم بك

.الذي كان مدرسا يف كلي اهةلمني بدمشق «رمحن الباينعبد ال»وزيارهتم األستاذ

زار بيت اهقدس، وترشف بزيارة اهسةجد األق،ة، وقىضة هبةا ويف فلسطني

األيام األخرية من رمضان وصلى الةيد هبا، وزار مديم اخلليل، وبيةت حلةم، ويف

ةت مذكراته هةذه ملك األردن، وقد طب «اهلك عبد اهلل»الةودة ممدا قابل باألردن

.«مذكرات سائح يف الرشق الةريب»: الرحل الطويل بةموان

عةام - بجامة دمشةق «كلي الرشية »وزار الشام للمرة الثاني أستاذا زائرا يف

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .«الةوامل األساسي لكارث فلسطني»: طبةت بةموان (12)

51 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

، وأقام هبا ثالث أشدر كان فيه عىل صل وعالق دائم مع علامء دمشةق (م1156)

مظامت امسةالمي ، وألقةى حمارضاتةه وأدبائدا ومفكرهيةا، وقةادة احلركةات واهة

األساسي يف اجلامةة حةول التجديةد واهجةددين يف تةاري الفكةر امسةالمي،

، وحمةارضة يف «!اسمةي يةا سةوريا»: وأحاديع يف إذاع سوريا، كان أوها بةموان

، وكلمة يف اهةؤمتر «حاجتمةا إىل إيةامن جديةد»: مركز امخةوان بحلةب بةمةوان

، وخطابةا «ارتباط قضي فلسطني بالوعي امسةالمي»: ةموانامسالمي بدمشق ب

، واهةرة (م1162)أمام مدريس الدين باجلامة ، وسافر إىل الشةام مةرة ثالثة عةام

(.م1173)الرابة لمصف ليل فقط عام

إىل لبمةان، وزار فيدةا بةريوت وقلمةون - (م1156) - سافر يف هذه الرحلة

ات الديمي والةلمي وقادة احلركة الديمية ، وطرابلس، والتقى فيدا مع الشخصي

مفتةي «حممد عاليا»، و«مجاع عباد الرمحن»مؤسس «حممد عمر الداعوق»: أمثال

ليوبولةد «حممةد أسةد»رئيس اهحكم الرشةعي ، و «شفيق يموت»اجلمدوري ، و

الةداعي «مصةطفى اخلالةدي»، و«الطريق إىل مك »صاحب كتاب - فايس سابقا

اهجاهد اجلزائةري «الفضيل الورتالين»روف يف اهجاالت االجتامعي ، والةامل اهة

اهةروف، وزار يف بريوت مركز عباد الرمحن، وكلي الرشية ، وألقى يف كلي اهلك

حمةارضة - وهي مركز إسالمي ببريوت وقاع اهحارضات واالجتامعات - سةود

ةيش بالرسةال وتةضةدها الشةوب ال تةيش عىل أساس اهدنيات، بل ت»: بةموان

وزار يف طرابلس الكلي الرشعي ، ومركز اهولوي ، ومدرسة «روحدا وخصائصدا

.وغريها... زايل، ومدرس ابن خلدونالغ

طبةةت إىل تركيا ومكع فيدا أسبوعني - (م1156) - سافر يف الرحل نفسدا

، فةةام (م1162) ثم سافر إليدا عام «أسبوعان يف تركيا احلبيب »: مذكراهتا بةموان

52 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

، وكانت الةرحالت (1116)، فةام (م1113)، فةام (م1181)، فةام (م1186)

ويف عةام . األربع األخةرية حلضةور مةؤمترات رابطة األدب امسةالمي الةاهية

.كان تكريم الرابط له يف اجتامع ضم عددا كبريا من األدباء والكتاب( م1116)

اسةمةي »: هبا كلمته الرائةة بةمةوانوألقى ( م1162)سافر إىل الكويت عام

، وإىل (م1187)، فةةام (م1183)، فةةام (م1168)ثةم عةام «زهرة الصحراء يا

بدعوة من حاكم الشارق األمةري الشةي ( م1172)اممارات الةربي اهتحدة عام

، (م1188)، فةةام (م1183)، فةام (م1176)سلطان بن حممد القاسمي، ثم عام

(.م1113)فةام

أوالهةا كانةت يف سةم . إىل قطر عدة مرات سةةدت بلقائةه فيدةا كلدةا سافر

وكانت جمرد مرور، ومل يطل مكثه هبا، وقةد حتةدثت عمدةا يف موضةع (. م1162)

: آخر، والثاني يف أواسط السبةيمات، وقد ألقى حمةارضة يف جامةة قطةر بةمةوان

.«دور اجلامة يف تكوين األجيال»

هة 1211)الذي انةقد يف أول حمرم سم «م والسريةمؤمتر الس»والثالث حلضور

(.م1181

بل وزارة األوقاف يف قطر وإدارة الشةئون امسةالمي ي من ق

والرابة حني دع

، وقد ترشفت بالتةليق «قيم األم امسالمي ورسالتدا»فيدا، وألقى حمارضته عن

ةتدا الوزارة يف رسال عىل حمارضة الشي ، وكتبت مقدم ضافي هحارضته حني طب

.مستقل

: هذا، وقد طبةت أهم حمارضاته التي ألقاها يف اخلليج الةريب يف جمموع بةموان

.«أحاديع رصحي مع إخوانما الةرب اهسلمني»

53 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

إىل أفغانسةتان، ( م1173)سافر عىل رأس وفد من رابط الةامل امسالمي عةام

- (م1156)ةةراق للمةرة األوىل عةام وكةان قةد زار ال - وإيران ولبمان والةراق

وسةةوريا، واألردن، وكانةةت لةةه يف كةةل مةةن هةةذه البلةةدان حمةةارضات وكلةةامت

مةن هنةر كابةل إىل هنةر »: وأحاديع، وقد طبةت مذكراته هةذه الرحلة بةمةوان

.«الريموك

، وألقى حمارضات (م1182)سافر بدعوة من مؤسس آل البيت إىل األردن عام

ويف كلي الةلوم الةربي وغريها، وزار يف الةةام نفسةه الةيمن، يف جامة الريموك،

وألقى حمارضات يف جامة صةمةاء، ويف كلية الطةريان، ومركةز اهةدرعات، ويف

نفحةات اميةامن »: بةض اجلوامع، وقد طبةت أهم حمارضاته يف الرحلتني بةموان

.«بني صمةاء وعمان

، (م1176) إىل اهغرب األق، عام سافر بدعوة من رابط اجلامةات امسالمي

.«أسبوعان يف اهغرب األق،»: وقد طبةت مذكرات هذه الرحل بةموان

، ثةم عةام (م1182)عام «ملتقى الفكر امسالمي»وسافر إىل اجلزائر حلضور

(.م1186)

، ثةةم عةةام (م1162)، وإىل باكسةةتان عةةام (م1161)وسةةافر إىل بورمةة عةةام

الةامل امسالمي حلضور مؤمترها اآلسيوي األول، فةام بدعوة من رابط ( م1178)

، وقةةد طبةةةت أحاديثةةه يف باكسةةتان يف جممةةوعتني (م1186)، فةةةام (م1181)

، وإىل (م1182)عةةام وإىل رسي النكةةا «أحاديةةع باكسةةتان»: باألرديةة بةمةةوان

حتفة »: باألردية بةمةوان - ، وطبةةت أحاديثةه فيدةا(م1182)الديش عةام غبم

.«مرشق

52 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

جميةف، ولةوزان، : ، زار فيدةا(م1163)نت رحلته األوىل إىل أوروبا عةام كا

، وكالسكو، وأدن ه، وقابل فيدةا ووبرن، وباريس، ولمدن، وكم ج، وأكسفورد

عددا من فضالء الغرب اهسترشقني، وألقى حمارضات يف كل مةن جامةة أدنة ه

لة نفسةدا مدريةد، وجامة لمدن، ويف اجتامعات خاص باهسلمني، وزار يف الرح

.وطليطل ، وأشبيلي ، وقرطب ، وغرناط ، من مدة إسباني

لمدن، وبرلني، وآخن، : زار فيدا( م1162)وكانت رحلته الثاني إىل أوروبا عام

.وميون ، وبون

عىل دعوة من اهركز امسالمي بحميةف، ( م1161)والرحل الثالث كانت عام

ومانشسةةرت، وبليةةك بةةرن، وشةةيفلد، دةةام،غجميةةف، ولمةةدن، وبرمم: زار فيدةةا

وليدس، وكالسكو، ألقى فيدا حمةارضات، ممدةا حمةارضة يف جامةة وديوزبري،

برممغدام، وأخرى يف جامة ليدس، وقد طبةت حمارضاتةه وأحاديثةه يف أوروبةا

.«حديع مع الغرب»: بةموان

بمماسةب تأسةيس مركةز أكسةفورد ( م1183)والرحل الرابة إىل لمدن عةام

امسةالم »: راسات امسالمي ، وألقى يف تلةك اهماسةب مقالةه القةيم بةمةوانللد

.، ثم تكررت رحالته إىل إنكلرتا«والغرب

ممظمة الطةالب اهسةلمني يف »، وسافر بدعوة من (م1185)زار بلجيكا عام

، حيةع زار نيويةورك، وإنةديانا (م1177)إىل أمريكا وكمدا عةام «أمريكا وكمدا

ن وموهنةاتن، وشةيكاغو ونيةوجريس، وفالدليفةا وبةالتمور، بوليس، وبلةوممغت

وبوسطن وديرتويةت، وسةالت ليةك وسةان فرانسيسةكو، وسةان جوزيةه ولةو

أنجلوس، ومونرتيال وتورنتو وواشمطن، وألقى حمةارضات يف كةل مةن جامةة

55 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

كولومبيا، وجامة هارفورد، وجامةة ديرتويةت، وجامةة جمةوب كاليفورنيةا،

اع الصالة باألمم اهتحدة، ويف اجتامعةات اهسةلمني اخلاصة وجامة أوتا، ويف ق

.«أحاديع رصحي يف أمريكا»: طبةت أهم حمارضات هذه الرحل بةموان

(.م1113)وزار أمريكا مرة أخرى عام

إىل ماليزيةا عةام - حركة الشةباب اهسةلم - «أبةيم»وسافر بدعوة من حرك

و، وألقى حمارضات يف اجلامة الوطمي ، ، فزار كواالهبور، وكواالترنكان(م1187)

واجلامة التكمولوجي ، واجلامة الامليزي ، واجلامة امسةالمي الةاهية ، ومركةز

ومركز احلزب امسالمي، ومةدد الرتبي امسالمي واجتامعات عام «حرك أبيم»

.للمسلمني

بمماسةب ( م1113)سافر إىل طاشةقمد وسةمرقمد، وخرتمةك وبخةارى عةام

.حضور تأسيس مركز علمي تذكارا لإلمام البخاري

«نور احلسةن»يف قرص األمري - أقام سمتني يف مقتبل شبابه وذلك بةد وفاة أبيه

قد أفادته هذه امقام إذ أزالت عن عيمةه اهدابة «صديق حسن خان»نجل األمري

.للزيمات والزخارف، ومل تبدر عيمه قط مظاهر اممارة والثراء

:ته مع امللوك والرؤساءمقابال

قابل اهلك عبد اهلل بن الرشيف حسني ملك اهملك األردني اهاشةمي ثةالث

، لفت فيدا نظره إىل رعاي اهسجد األق،، والةماية بةه، (م1151)مقابالت عام

وبالالجئني الفلسطيميني، والتقى باهلك حسني بن طالل عاهل اهملكة األردنية

.فد من رابط الةامل امسالميمع و( م1173)عام

، طبةةت (م1127)وجه إىل األمري سةود بن عبد الةزيز آل سةود رسال عةام

56 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

، والتقى به ملكا للمملك الةربي السةودي يف جلس «بني اجلباي واهداي »: بةموان

(.م1162)تأسيس رابط الةامل امسالمي بمك اهكرم عام

، والتقى (م1163)يصل بن عبد الةزيز آل سةود عام كان أول لقائه مع األمري ف

به ملكا عدة لقاءات، كام قابل اهلك خالد بن عبد الةزيز آل سةود، واهلك فدد بن

عبد الةزيز آل سةود يف زيارات خمتلف ، ووجه إليدم رسةائل دعوية ، أبةدى فيدةا

ان وال بةد آراءه ومالحظاته، ونبددم إىل أن للحجاز شخصي خاص ورسال ومك

.من اهحافظ عليدا يف كل عرص

، وحدثةه عةن (م1176)قابل اهلك احلسن الثاين عاهل اهملك اهغربية عةام

انتظار اهسلمني واحتياجدم إىل قائةد عصةامي، مةؤمن أهةةي، يمتةاز بإخالصةه

.ويقيمه، وعزمه الراس ، وقلبه الواثق

ارق عدة لقةاءات، وسةافر التقى بالشي سلطان بن حممد القاسمي حاكم الش

، وقد زاره الشةي سةلطان (م1172)بدعوة ممه إىل اممارات الةربي اهتحدة عام

(.م1181)يف مقره بلكدمو عام

قابل الرئيس عيل عبد اهلل صةالح رئةيس اجلمدورية اليممية يف صةمةاء عةام

(.م1182)

سةتاني يف زار اجلمرال حممد ضةياء احلةق رئةيس اجلمدورية امسةالمي الباك

، فقدم إىل فخامته متثال قب الصخرة الرخامي، الةذي كةان (م1182)كراتيش عام

تلميحةا ممةه بةأن - أهدي إىل سامحته كددي تذكاري من كلي الةلةوم بةاألردن

استخالص اهسجد األق، اهبارك مسئولي من مسةئوليات رئةيس مةؤمن لبلةد

(.م1186)الرئيس عام مسلم كبري كباكستان، وكان آخر لقائه مع

57 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

* * *

58 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

مالمح الشخصية الندوية

شخصي الشي أيب احلسن شخصي فريدة الممط، نادرة اهثال، مجع اهلل فيدا من

الفضائل واهواهب ومكارم األخالق، ما يةز توافره يف إنسان، إال من اختصةه اهلل

.بفضل من عمده، وذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء

:وأخالقية مواهب عقلية وروحية

لقد آتاه اهلل من اهواهب الةقلي ما ال خيفى عىل أحد، كام بدا ذلك ممةذ طفولتةه

.وال غرو أن ظدرت نجابته ممذ سن مبكرة. وصباه

وإذا رأيعععت معععن اهلعععالل نمعععوه

!أيقنععت أن سيصععري بععدرا كععاما

ةلم، فمدل الولقد فتحت له هذه اهواهب كموز اهةرف ، وأبواب الثقاف ، وألوان

ممدا واغرتف، من علوم المقل والةقل، ومن تةراث السةلف، ومةةارف اخللةف،

ومن علم الرشق وعلم الغرب، حتى تكونت شخصيته الةلمي الثقافية الرحبة

.اآلفاق، اهمتدة الظالل واألنوار

إجادة عةدد مةن - بةد فضل اهلل وتوفيقه - وهذه اهواهب هي التي أتاحت له

األردي واهمدي والفارسي والةربي وامنكليزي ؛ وهذه كلدا نوافذ : اللغات، ممدا

.يطل ممدا عىل ثقافات أمم كبرية، لكل ممدا وزهنا وقيمتدا وتارخيدا وأثرها

ولكن الشي مل يكن عظيما بمبوغه الةلمي والثقايف فحسب، بل كان عظيما بام

ق، التةي ورثدةا مةن جةده وهبه اهلل تةاىل من حماسن الصفات، ومكةارم األخةال

اهصطفى صصص، الذي بةثه اهلل ليتمم مكارم األخالق، والةذي وصةفته أم اهةؤممني

51 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.(13)«كان خلقه القرآن»: عائش ، فقالت

قرآين األخالق، حممدي السلوك، حسمي السرية، ربةاين الغاية ، رررلقد كان

وره وعواطفه وميوله تبةةا لةام إسالمي اهمدج والفكر واهوى، فقد كان هواه وشة

جاء به حممد صصص بال افةتال، وال مباهاة وال إذالل، كأنام هو جمبول عىل ذلك، نشةدد

ه، وال نزكيه عىل اهلل ززز، فكأنام جةل شةاره قول اهلل تةةاىل س }: ذلك ممه ونح قل

ٱل عل رب لل وم يويومموت ونسك صلت ، 091: األنةةام] {لشيكل261حميإ

093].

ما تةطيةه كلمة الربانية ، كان إنسانا بكل ما تسةه كلم امنساني ، رباني ا بكل

.بكل ما تفدمه كلم األخالقي ، مسلما بكل ما تفيده كلم امسالمي أخالقيا

جال المصابيح الذين همعو من الر

!هم مععن ن ععوم حيععة ععنعواكععنن

يععة أخالقهععم نععورهم مععن أي ناح

هعم سعطعوا !أقبلت تنظر أخالق

ال يتكلف يف مأكله وال مرشةبه وال ملبسةه وال مسةكمه، وال يف يشء مةن كان

}: اىلشئون حياته، بل هو عىل سجيته، كأنام وضع نصب عيميه قولةه تةة ملوقل س في أ منٱل مل م نو

وموأ رو ر

أ من عحي .[59: ص] {حكم

كان عف اللسان والقلم، مل أسمةه جير؛ أحدا بكلم ، أو يتحةدث عةن أحةد

.طوبى هن شغله عيبه عن عيوب الماس: بسوء، متمثال احلكم القائل

ألفكةار واالجتاهةات التةي يةرى أهنةا جتةاوزت ولكن هذا ال يممةه من نقةد ا

عةىل - الصواب، كام رأيماه يمقد الةالم اهودودي، والشديد سةيد قطةب، ا

.بيد أنه نقد الةامل الةادل، ال نقد احلاقد اهتحامل - فضلدام وممزلتدام عمده

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .رواه مسلم (13)

61 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

بأدب لقد نقد األفراد، نقد اجلامعات، ونقد االجتاهات، نقد احلكومات، ولكن

، وعبارة رقيق ، وبلغ اهحب اهشفق، والماصح األمني، ال بلغة اهتةةايل عةىل جم

.اآلخرين، أو احلاقد عليدم، أو اهرتبص هبم

كان من أزهد الماس يف الدنيا، وأرغبدم يف اآلخرة، وأحرصدم عىل ما عمةد اهلل

جلاه يفتمه، وال فال الامل يغريه، وال ا. ا، فام عمد الماس يمفد، وما عمد اهلل باق

.أك ممدا مجيةا - بإيامنه ويقيمه - الشدوات تأرسه، فقد كان

:زهد الشيخ

واحلقيق أين مل أر يف عرصنا مثله يف زهده يف الدنيا، وتقلله من متاعدا، ورفضه

وقد كان يمكمه أن يةيش مرفدا بحكم ممزلته . لزخارفدا، واستةالئه عىل مغرياهتا

وقد عاش فرتة من عمره يف قرص األمري نور الةدين ابةن األمةري ةامل، يف قومه ويف ال

اهشدور، وهيئت له وسائل التمةم والرفاهية ، «هبوبال»السلفي صديق خان ملك

وكان باستطاعته أن يستمر يف هذا اللون من الةيش الرغيد، واحلياة اهرحي لو أراد،

إهنةا حيةاة أربةاب . ة غري هذه احلياةولكمه كان يريد لمفسه حيا. واجتدت إليه نيته

القلوب من الربانيني الذين يةيشون يف الدنيا وال تةيش الةدنيا فةيدم، ويملكةون

ليمثل إبةراهيم بةن كأنام جاء من الةرص األول إىل هذا الةرص، . الدنيا وال متلكدم

لةوب أدهم، أو الفضيل بن عياض، أو اجلميد بن حممد، الذين حييةون يف الةدنيا بق

وهذا أبى الشةي . أهل اآلخرة، ويمشون فوق األرض، وبصائرهم ترنو إىل السامء

رمح اهلل عليه إال أن يةيش عيش هؤالء السةلف الزاهةدين، واألئمة الصةاحلني،

: فقةال هةافكأنام هو قبس من نور جده عيل بن أيب طالب ررر، التي أتتةه الةدنيا،

. ثا ال رجة فيدةاقد بايمتك ثال. إليك عمي، غري غرييآه مةن قلة الةزاد، وبةةد

!السفر، ووحش الطريق

61 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

لقد كان يرفض اهكافآت التي تةطى ألمثاله يف مقابل جدود يقةوم هبةا، وهةي

م ما عمده مةن علةم مرشوع ، ويقبلدا غريه من الةلامء، ولكمه آىل عىل نفسه أن يقد

.وجدد هلل تةاىل، ال لةرض من الدنيا

امخوة السوريون أنه عمدما دعي إىل سوريا أستاذا زائرا جلامة دمشق، حدثمي

ولكلي الرشية فيدا خاص ، يف عدد عميدها الداعي الفقيه اهريب القائةد الةدكتور

مصطفى السباعي، ألقى عددا من اهحارضات األصةيل الةميقة ، تةةب عليدةا،

تأثري عميق، ووقع مشدود بني األساتذة وبذلك جددا ال يمكر يف إعدادها، وكان ها

، وهي التةي «التجديد واهجددون يف تاري امسالم»: والطالب، وكان موضوعدا

.«رجال الفكر والدعوة يف امسالم»: ظدرت بةد ذلك حتت عموان

وعىل عادة اجلامة صرفت له مكافأة، كام ترصف لكل األساتذة الزائرين، وهما

رفض الشي أن يأخذ مكافأة عىل حمارضاته، ووقع امداريةون كانت اهفاجأة، فقد

والامليون يف جامة دمشق يف حيص بيص، كام يقولون، فقد رصف اهبلغ من بمده

ع بةه للطةالب يف ميزاني اجلامة ، وال سبيل إىل إعادته، ومل جيدوا حال إال أن يتة

.الفقراء

علامء ومفكرون »: مج الشي يف كتابهوذكر األستاذ حممد اهجذوب ححح يف تر

ا إذا قةال «عرفتدم إن الشةي رفةض أن يأخةذ مةن رابطة الةةامل : أنه ال يذيع رس

امسالمي ما تدفةه من مكافآت ألعضةاء اهجلةس التأسييسة، عةن حضةورهم

.جلساته كل عام

م، ومن اهةروف أن الشي حني أعطي جائزة اهلك فيصل الةاهي خلدم امسال

ع - عىل ما أذكر - وكان مقدارها ثالثامئ ألف ريال سةودي يف ذلك الوقت هبا ت

62 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.الشي كلدا، بةضدا لفقراء احلرمني، وبةضدا لفقراء اهمد ومدارسدا الديمي

وكذلك فةل بكل مبالغ اجلوائز التي حصل عليدا، مثل جائزة سلطان رونةاي

لي للقةرآن الكةريم، حةني اختةري ليكةون يف التاري امسالمي، وجائزة ديب الدو

، وقيم اجلائزة مليون درهةم، مل يةدخل (هة1211)لةام «الشخصي امسالمي »

.جيبه يشء من قيم هذه اجلوائز، بل أنفقدا كلدا يف سبيل اهلل

:حرصه على التجميع ال التفريق

وكان يتجمب كان ممدج الشي يتجه إىل البماء ال اهدم، وإىل اجلمع ال التفريق،

ا رقيقا، تتمثل فيه احلكم إثارة اخلالف بني اهسلمني، ويمس القضايا الشائك مس

ذلك . البالغ ، واحلوار بالتي هي أحسن، وقد وفق يف هذا توفيقا قل أن يتوافر لغريه

لطبيةته السمح ، وصدره الرحب، وخلقه الةذب، وقدرته عىل مةاجل اهشكالت

.سدل ، وأسلوب حكيمالصةب بطريق

- عىل رغم ما فيدا من موقف السلفيني فيدا - انظر كيف عالج قضي التصوف

، وكيةف عةالج فيدةا قضةي «رباني ال رهبانية »: بطريقته اهتميزة يف كتابه الرائع

وجمايتدا عىل احلقائق، إذا تشبع المةاس هبةا، وجةلةوا الةة ة يف «اهصطلحات»

الةماوين ال يف اهضامني، ولةو أهنةم وضةةوا بةدل اسةم األسامء ال اهسميات، ويف

اهةذكورة يف القةرآن أو «التزكية »التصوف أو عموانه اسما أو عموانةا آخةر مثةل

.اهذكور يف احلديع، التفق اجلميع، وارتفع اخلالف «امحسان»

ا عمد الشية ، «سب الصحاب »وانظر كيف عالج قضي وكيةف رد علةيدم رد

؛ يةمي «صورتان متضادتان»: ا يةد غاي يف األدب والتدذيب، وذلك يف كتابهعلمي

هبام الصورة التي يةتمقدا الشية عن الصحاب ، وهي صورة قامت ، تةوحي بةأهنم مل

63 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

يستفيدوا من تربي المبوة وتوجيددا وأدهبا، حتى أقرب الماس إليه، مثل أيب بكةر

كيف بغريهم؟وعمر وعثامن وطلح والزبري وعائش ، ف

والصورة األخرى هي الصورة التي يقدمدا أهل السم عن الصحاب باعتبارهم

جر الرسةال ، تالميذ اهدرس اهحمدي ، فدم الذين رضةوا لبان المبوة، وتربوا يف ح

ا طري ا، وشةاهدوا آيةات وأخذوا القرآن أوال بأول من فم الرسول الكريم صصص غض

وشددوا اهالئك تمزل عليدم مثبت هم يف غزوات بةدر واخلمةدق اهلل بأم أعيمدم،

.وحمني

هذه هي الصورة الالئق بمقةام المبةوة، وبةأثر الرتبية المبوية ، والتوجيدةات

اهحمدي ، وهي التي تتفق مع ما جاء يف القرآن من الثماء عةىل الصةحاب يف سةورة

كام . ألحاديع بأهنم خري قرون األم وما جاء من ا. الفتح واألنفال والتوب واحلرش

تتفق مع دورهم التارخيي اهةروف، فدم الذين نقلوا إليما القرآن الكةريم، والةذين

رووا لما السمن المبوي ، وهم الذين فتحوا الفتو؛، وعلموا األمم امسةالم، ولةوال

.مم الصحاب وفضل الصحاب ما وصل إليما امسالم تررر

:ه لدى مسلمي العاملمكانة الشيخ وحمبت

والتةي مل - وال غرو أن تؤدي هذه الفضائل واهكارم التي اتصةف هبةا الشةي

إىل أن يكن كل من عرف الشي من اهسلمني يف الةامل - نتحدث إال عن نبذة ممدا

امسالمي وخارجه حب ا كبريا للشةي ، يتقربةون بةه إىل اهلل تةةاىل؛ ألنةه حةب هلل

ا زائف ، وال لةرض زائل، وال لقراب يف نسب أو وطةن، إنةام أحبةوه وحده، ال لدني

لديمه وتقواه، وغريته عىل امسالم، وحسن فدمه له، ودعوته إليه، وبذله يف سبيله،

امه، وعيشه مةن أجلةه، ونةذره وحدبه عىل أمته، وحترقه عىل قضاياه، وذوده عن ح

62 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

اعتقادهم يف إخالصه وجتةرده، جداده وجدوده خلدمته، ونفسه ونفيسه لمرصته، و

: وزهده وصدقه، وهبذا كانوا مةه بقلوهبم وألسةمتدم، اسةتجاب لقةول اهلل تةةاىل

هو} يويأ قواٱلل ينءامنواٱ قيكونوامعٱل لد ، حتى مةن مل يةر [007: التوب ] {ٱلص

اهلل، رجاء أن يظله اهلل يف ظلةه يةوم ال الشي بةيميه، بل قرأ له أو سمع به أحبه يف

.ظل إىل ظله

وأشدد أين أحب هذا الرجل الرباين، وأرجو أن يكون حبي له حب ا هلل ززز، وأن

جيةلمي اهلل وإياه من اهتحابني فيه عىل غةري أرحةام بيةمدم، وال أمةوال يتةاطوهنةا،

أيعن : لقيامعةإن ا تععا يقعول يعوم ا»: والذي جاء فةيدم احلةديع الصةحيح

.(14)«املتيابون ب اليل؟ اليوم أظلهم ظيل يوم ال ظ إال ظيل

وأشدد لقد رأيت اخلاص والةام حيبون الشي ، إال من كةان يف قلبةه مةرض،

.والةياذ باهلل تةاىل

اأذكر هما نموذجني من كبار الةلامء واهفكرين الةذين شةاركوين يف حةب هةذ

.الرجل الةظيم

، الذي قال عحححالداعي الةالم الشي عبد الفتا؛ أبو غدة اهحدث :أحدمها

كةان »: يف رسال له إىل الشي ، نقل فيدا عن تلميذ حييى بن سةيد األنصاري قولةه

فةواهلل، لقةد كةان : قةال أبةو غةدة، «حييى بن سةيد حيدثما فيسح عليما مثل اللؤلؤ

وأقامكم فيما وقواكم، وأرانا حديثكم عيل هكذا، فاحلمد هلل الذي آتاكم وأوالكم،

فيكم صفحات مرشق من تارخيما الةلمي اهجيد، وعلامئما السالفني األجماد، فكمتم

المموذج الرفيع للتذكري بأولئك األسالف، الةذين آتةاهم - وما زلتم بحمد اهلل -

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .رواه مسلم (14)

65 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

أن وال غراب فيكم اهلل حبه يف قلوهبم وحب الماس هم، بام أحبوا اهلل ورسوله صصص،

تكونوا كذلك، فالدوح الرشيف ما تزال نارضة األغصان، زاهي األلوان، مةطةارة

.يف كل زمان ومكان واحلمد هلل

هو اهفكر امسالمي الكبري األستاذ حممد اهبارك، الذي قةال يف رسةال :والثاين

وهذه واهلل عقيديت، ال أقوها جماملة : إىل الشي «رسائل األعالم»نرشت له ضمن

وال تكلفا، وما كمت ألصارحكم هبا لوال تألمي من هجرانكم يل، أمال يف أن تكون

سببا لتةطفكم، فليست رسالتي هذه إليكم عتابا، ولكمدا يف احلقيقة اسةتةطافا،

وال أعلم أحدا اآلن هو عمدي يف هذه اهمزل من نفيس غريكم، حتى إين أتصةور أن

ى ممي، حتى أناديكم وأمتسك بأذيالكم، طالام خطةر تكونوا يف يوم احلرش عىل مرأ

... هذا ببايل وما حدثتكم

إن هذا احلب الذي حتسه وتلمسه يف قلةوب اهسةلمني عامة للشةي اجلليةل،

والذي بدأ هلل، واستمر هلل، واتسع نطاقه هلل، ليدل عىل أن هذا الرجل مكان عمد اهلل

: سم اخللق أقةالم احلةق، والمبةي صصص قةالفحب الماس ال يأيت من فراغ، وألززز،

.(15)«أنتم شهداب ا األرض»

إن ا تتت »: ويف احلديع اهتفق عليه عن أيب هريرة أن رسةول اهلل صصص قةال

إن ا قد أحب فالنا فنحبه فييبه جربيع ثعم : جربي إذا أحب عبدا ناد

ا فعنحبوه فييبعه أهع السعامب إن ا قد أحعب فالنع: ينادي جربي السامب

.(16)«ويوضع له القبول أه األرض

وشةةيخما قةةد وضةةع لةةه القبةةول يف أهةةل األرض، وأحبةةه الةلةةامء والةةدعاة ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ (.553)رقم «اللؤلؤ واهرجان»متفق عليه عن أنس بن مالك ررر، كام يف (15)

(.1612)رقم «اللؤلؤ واهرجان» (16)

66 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

والصاحلون، إال من عاداه لمفاق، ونسأل اهلل السالم ، أو من جدل حقيقتةه، ومةن

.جدل شيئا عاداه

، فمن المةاس مةن حيةوز عةىل بل احلقيق أن الشي قد مجع بني احلب والتقدير

احرتامك وتقديرك، ولكن ال تستطيع أن حتبدم، وممدم من جيذبون قلبك حلبدم،

ولكمك ال متلك أن تكن هم احرتاما وتقةديرا، وقليةل مةن المةاس هةم الةذين ال

بل تكن هم أعمق احلب، وأعظم التقدير يف الوقت يسةك إال أن حتبدم وتقدرهم،

.نفسه

لشي حمبوبا مقدرا يف الةامل الةريب والةامل امسالمي وبني اهسلمني وهكذا كان ا

ولو جاز أن يمةقد اممجاع عىل فضل إنسان ومكانته النةقد اممجاع . يف أنحاء الةامل

عليه، ولكن جرت سم اهلل أن المةاس ال يزالةون خملتفةني، إ مةن رحةم ربةك،

.ولذلك خلقدم

ضوا يف كثري مةن اهجةالس واهجةامع واهراكةز، عةىل وجدنا الشي ع ومن ثم

اهستوى الةريب، وعىل اهستوى امسالمي، وعىل اهستوى الدويل، فاجلميع حيرصون

عىل أن حيظوا بةضوي الشي مةدم، أو برئاسته أحيانا هجلسدم، وذلك فضل اهلل

ل ملن}: يؤتيه من يشاء واهلل واسةع علةيم رح ب وء يشلي لص ل فض ذوٱل وٱلل

يم .[97: آل عمران] {ٱل عظ

:مكانة الشيخ يف اهلند خاصة

مكان مرموق بني اهسلمني يف أنحاء الةامل، لام يتمتع به من - وال شك - للشي

.صفات يمدر أن توجد متكامل يف غريه إال من رحم ربك

وهم يمثلةون التجمةع الثةاين - مدولكن مكان الشي يف بلده بني مسلمني اه

67 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

أعظم وأك ممدا يف أي مكان، فدةو هةم - األك عددا للمسلمني بةد إندونيسيا

بممزل سواد الةني، وسويداء القلب، فدؤ الفؤاد اخلةافق بحةبدم، وهةو احلةارس

.اليقه حلقوقدم وحرماهتم، احلريص عىل بقاء هويتدم امسالمي متميزة مة ة

.روه رئيسا ألكثر من جملس هموهذا اختا

ولقد رأيته ممذ سموات حيمام أرادت حكومة اهمةد أن تغةري قةانون األحةوال

الشخصي للمسلمني، وأن تلزمدم بأشياء ال تتفق مةع رشيةة امسةالم بالمسةب

للمطلقات وغريها، وقف الشي ضد هذا التغيري وقف اجلبةل األشةم، وزأر زأرة

وأبلغ ذلك لكبار اهسةئولني مةن اهمةدوس يف . بملء فيه، الاألسد اهصور، وقال

الدول ، ومجع اهسلمني من ورائه هقاوم هذا اهرشوع، وخطب يف أكثر من مكةان

وبدا هذا الرجل اهين . يف البالد الةربي لتأليب القوى امسالمي ضد هذا اهرشوع

اء، فارسا مغوارا، وسيفا وهما تةذكرت موقةف أيب بكةر . بتارا اللين، اخلاشع البك

وهو ذو القلب الرفيةق، والطةرف الةدامع، كيةف وقةف وقفتةه ررر يوم الردة،

.التارخيي ضد الردة وممع الزكاة، حتى نرص اهلل به امسالم

ولقد انترص الشي يف هذه اهةرك وعدلت احلكومة عةن موقفدةا، وسةحبت

.الشي وثباته وإبائه ألنصاف احللول ثم بصالب مرشوعدا، بفضل اهلل تةاىل،

وللشي مكان ال ختطئدا الةني عمد اهمةدوس الةوثميني عةامتدم وخاصةتدم،

فةامتدم حيرتمونه؛ ألهنم يةتقدون أنه رجةل مبةارك مةن القديسةني، وخاصةتدم

حيرتمونه؛ ألهنم يةتقدون أنه رجل عظيم، وأنه جةل للدمد مكان عمد اهسلمني يف

.أنحاء الةامل

بمدرجاهنا الةاهي الكبري بمماسب «ندوة الةلامء»ولقد شددت بمفيس يف احتفال

68 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

مرور مخس وثامنني عاما عىل تأسيسدا، كيف حرضت ألوف مؤلف مةن اهمةدوس

ومةا ذلةك إال همزلة . وشاركوا اهسلمني يف ذلك «لكدمو»احتفال المدوة يف مديم

.الشي عمدهم

:عامل األميمي عمه بحقوكام يقول الشي نور

تويف وليس يف طول اهمد وعرضدا عامل ديمي وقائد إسالمي، هتابه احلكوم يف »

قرارة نفسدا، وحتسب له يف سةلوكدا، وتفكةر لةدى اختةاذ قةرار يمةس امسةالم

اختدتةه ونفذتةه، فدةا هةي واهسلمني، أكثر من مرة، وقد تسحب القرار الذي قد

تصدر مرسوما مرغام طالب اهدارس الةرصي «يويب» احلكوم امقليمي يف والي

عىل أن يبدءوا مشوارهم الدرايس كل يوم بإنشاد - بمن فيدم الطالب اهسلمون -

اهشتمل عىل الوثمي اهتةارض مع عقيدة امسةالم، فيرصةخ يف «وند ماترم»نشيد

ل اهوت عىل احليا ة التي يرغم فيدةا وجده، ويصار؛ بأنه هو وشةبه اهسلم سيفض

س ما سةوى اهلل ززز ومةا أن يقةرع اهقةال . عىل التغمي بمثل هذا المشيد الذي يقد

اهؤمن أسامع اهسئولني يف احلكوم ، حتةى يسةحبوا القةرار، ويؤكةدوا أهنةم لةن

.«يفرضوا عىل اهواطمني عىل كره ممدم ما يضاد عقائدهم

بلةده اهمةد كلدةا بمسةلميدا قلقةه عةىل : وأعجب ما رأيته بمفيس من الشي

وهمدوسدا، وخوفه عىل مستقبلدا، بةد أن فقدت القادة والزعامء التارخييني الكبار،

أمثال غاندي وأيب الكالم آزاد، وهنرو وأنديرا، وانتقلت القيادة إىل بةةض الةزعامء

الذين ال يةرفون ما حيتاج إليه هذا البلد من انفتةا؛ وتسةامحاهتةصبني اهمغلقني،

فقد كان خيشى . حتى يتةايش أهله، ويتةاونوا مةا رغم اختالف دياناهتم وثقافاهتم

ا عىل هذا البلد الكبري الةذي »ححح من سياس هؤالء القصريي المظر أن جتلب رش

.، وأن تفتق فيه فتوق يصةب رتقدا، بل قد يستحيل رتقدا«بلغ تةداده اهليار

61 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

مل يةمس حةق بلةده، وال التفكةري يف - يقة رغم إسالميته األصيل الةم - فدو

.مصريه، وإن كانت أغلبيته همدوسي

:تقدير وتكريم للشيخ

(.م1156)اختري عضوا مراسال يف جممع اللغ الةربي بدمشق عام

( م1162)أدار اجللس األوىل لتأسيس رابط الةامل امسالمي بمك اهكرم عام

حممةد بةن »الةربي السةودي الشي ةام للمملك نياب عن رئيسدا سامح اهفتي ال

أوها جالل اهلك سةود بن عبد الةزيز آل سةةود، ، وقد حرض «إبراهيم آل الشي

كام حرضها اهلك إدريس السمويس ملك ليبيا، وشخصةيات أخةرى ذات شةأن،

.«امسالم فوق القوميات والةصبيات»: وقدم فيدا مقاله القيم بةموان

ا يف اهجلس االستشاري األعىل للجامة امسالمي باهديم اهمةورة اختري عضو

، ظل عضوا فيه إىل انحالل اهجلس وانضامم اجلامةة (م1162)ممذ تأسيسدا عام

.قبل أعوام - يف سلك بقي اجلامةات السةودي تابة لوزارة التةليم الةايل

.دااختري عضوا يف رابط اجلامةات امسالمي ممذ تأسيس

(.م1181)اختري عضوا مؤازرا يف جممع اللغ الةربي األردين عام

(.م1181)تم اختياره جلائزة اهلك فيصل الةاهي خلدم امسالم عام

دعا إىل أول ندوة عاهي عن األدب امسالمي يف رحاب دار الةلوم لمدوة الةلامء

(.م1181)عام

(.م1181)ب من جامة كشمري عام ممح شدادة الدكتوراه الفخري يف اآلدا

(.م1183)اختري رئيسا هركز أكسفورد للدراسات امسالمي عام

71 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

«مؤسس آل البيت»اختري عضوا يف اهجمع اهلكي لبحوث احلضارة امسالمي

(.م1183)عام

ا ها( م1182)تأسست رابط األدب امسالمي الةاهي عام .فاختري رئيسا عام

حفةال لتكةريم - من أعيان جةدة وأدبائدةا - عبد اهقصود خوج أقام الشي

(.م1185)سامحته بجدة عام

يف تركيةا عةىل ( م1116)أقيمت ندوة أدبي حول حياته الدعوي واألدبي عةام

.هامش اهؤمتر الرابع للديئ الةام لرابط األدب امسالمي الةاهي

* * *

الباب الثاني

أبو احلسن الندوي

هادا وج عية ومي

.مواهب وأدوات الداعية عند الشيخاششش

.ركائز فقه الدعوة عند العالمة أيب احلسن الندوياششش

.إعالب الوحي عىل العق الرشعياتاششش

* * *

71 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

الباب الثاني

فقه الدعوة عند أبي احلسن الندوي

. يةب وال جةدالالشي أبو احلسن المدوي أحد أعالم الدعاة إىل امسالم بال ر

كتبه ورسائله وحمارضاته التي رشقت وغربةت، وقرأهةا الةةرب : عبرت عن ذلك

.والةجم، وانتفع هبا اخلاص والةام

رحالته ونشاطاته اهتةةددة اهتموعة يف خمتلةف اهجةالس : كام أنبأت عن ذلك

.واهؤسسات

وأكثر من ذلك، وبةض كتبه قد رزقدا اهلل القبول، فطبةت ثاني وثالث ورابة ،

.وترمجت إىل لغات عدة، وذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء

* * *

72 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

مواهب وأدوات الداعية

واحلق أن الشةي ححح قةد آتةاه اهلل مةن اهواهةب والقةدرات، وممحةه مةن

ما يمكمه من احتالل هةذه اهكانة الرفيةة يف عةامل الةدعوة اهؤهالت واألدوات؛

.والدعاة

:مةالعقل واحلك - 1

اومنيؤ }الةقل واحلكم : فقد آتاه اهلل ا اكث ا خ وتأ مةفقد : البقرة] {تٱل

كٱد عإ}: ، احلكم أوىل وسائل الداعي إىل اهلل تةاىل، كام قال ززز[197 رب سبي لل سنةب ٱل وٱل مو عظة مة .[011: المحل] {ٱل

جده يقول الكلم اهالئمة ، يف موضةةدا اهالئةم، ويف زماهنةا اهالئةم، وهذا ن

ويشتد حيع تلزم الشدة، حتى يكون كالسيل اهتدفق، ويلني حيع يمبغي اللةني،

.وهذا ما عرف به ممذ شبابه الباكر إىل اليوم. حتى يكون كالامء اهغدق

:الثقافة الواسعة - 2

لداعي الرضوري يف إبةالغ رسةالته، وسةالحه وآتاه اهلل الثقاف ، التي هي زاد ا

د الشي بةأنواع مةن الثقافة السةت التةي األساس يف مواجد خصومه، وقد تزو

الثقافةات الديمية ، واللغوية ، والتارخيية ، : وهي «ثقاف الداعي »: ذكرهتا يف كتايب

.وامنساني ، والةلمي ، والواقةي

الثقافة : ضحا يف بةض هذه الثقافةات، مثةلوت يزا وابل إن له قدما راسخا،

التارخيي ، كام برز ذلك يف أول كتاب به ميدان التصميف، وهو الكتاب الةذي كةان

مةاذا »: رسوله األول إىل الةامل الةريب، قبل أن يزوره ويتةرف عليةه، وهةو كتةاب

73 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

صغار، ومل الذي نفع اهلل به الكثريين من الكبار وال «خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟

.إال واستفاد ممه - بةد صدوره - يكد يوجد داعي

يف «رجال الفكةر والةدعوة يف امسةالم»: وكام جتلى ذلك يف كتابه الرائع التايل

جزئه األول، ثم ما أحلق به من أجزاء عن شي امسالم ابةن تيمية ، وعةن اممةام

.الرسهمدي، واممام الدهلوي

.«أمري اهؤممني عيل بن أيب طالب ريض اهلل تةاىل عمه اهرتىض سرية»: ثم يف كتابه

:وقد ساعده يف ذلك

.تكويمه الةلمي اهتني، الذي مجع بني القديم واحلديع

ومةرفتةةه باللغةة امنكليزيةة ، إىل جةةوار اللغةة الةربيةة واألورديةة واهمديةة

.والفارسي

عبد احلي احلسةمي فوالده الةالم . ونشأته يف بيئ علمي أصيل ، خاص وعام

رجال اهمد وعلامئدا، ووالدتةه كانةت يف تراجم «نزه اخلواطر»صاحب موسوع

من المساء الفضليات اهتميزات، فكانت حتفه القرآن، وتمشةئ الشةةر، وتكتةب

«نةدوة الةلةامء»كام نشأ يف رحاب . وتؤلف، وها بةض اهؤلفات، وجمموع شةري

ا بني الرتاث الغابر والواقع احلارض، والتةي أخةذت التي كانت جرس ودار علومدا،

من القديم أنفةه، ومن اجلديد أصلحه، ووفقت بني الةقل والمقةل، وبةني الةدين

.والدنيا، وبني الةلم واميامن، وبني الثبات والتطور، وبني األصال واهةارصة

:امللكة األدبية - 3

كام يشدد بةذلك كةل مةن قةرأ كتبةه ، وآتاه اهلل البيان الماصع، واألدب الرفيع

72 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

جةر الةةرب وأدهبةا ممةذ ورسائله، وكان له ذوق وحس أديب؛ فقد نشأ وربا يف ح

ده هةذه الوجدة يف وقةت مل يكةن نةوم أظفاره، وأهم اهلل شقيقه األك أن يوج

، يةمى أحد هبذا األمر، حلكم يةلمدا اهلل، ليكون مزة الوصل بني القةارة اهمدية

وأم الةرب، ليخاطبدم بلساهنم، فيفصح كام يفصحون، ويبدع كام يبدعون، بةل

.قد يفوق بةض الةرب الماشئني يف قلب بالد الةرب

ولقد قرأنا الرسائل األوىل للشي المدوي التي اصطحبدا مةةه حيةمام زارنةا يف

لةرب من جزيرة ا»، و«من الةامل إىل جزيرة الةرب»: وممدا( م1151)القاهرة سم

بني »، «بني الصورة واحلقيق »، «دعوتان متمافستان»، «مةقل امنساني »، «إىل الةامل

.وغريها... «اهداي واجلباي

فوجدنا فيدا نفحات أدبي جديدة يف شذاها وفحواها، حتى علق الشي الغزايل

فقةد كانةت ! هذا الدين ال ختدمه إال نفس شةاعرة: ححح عىل تلك الرسائل بقوله

.تلك الرسائل نثرا فيه رو؛ الشةر، وعبق الشةر

اسةمةي »، «اسةمةي يةا سةوريا»، ثةم «اسمةي يا مرصة»: وقرأنا بةدها مقال

.وكلدا قطرات من األدب اهصفى. «اسمةي يا إيران»، «زهرة الصحراء يا

الشدري اهرصي ، التي كان يصدرها الداعية «اهسلمون»وقرأنا ما كتبه يف جمل

ما كتبه من قصص رائع ومشةوق عةن : انب اهةروف الدكتور سةيد رمضاهحبو

حرك الدعوة واجلداد، التي قام هبا البطل اهجاهد أمحد بةن عرفةان الشةديد، ومةا

مدا كتابه الفريةد مةه أديةب «الطريةق إىل اهديمة »: كتبه من مقاالت ضم الةذي قد

! يا أخي األستاذ أبا احلسن: هالةربي األستاذ عيل الطمطاوي ححح، وقال يف مقدمت

لقد كدت أفقد ثقتي باألدب، حني مل أعد أجد عمد األدباء هةذه المغمة الةلوية ،

75 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

التي غمى هبا الشةراء، من لدن الرشيف الةريض إىل البرعةي، فلةام قةرأت كتابةك

.(17)وجدهتا، وجدهتا يف نثر هو الشةر، إال أنه بغري نظام

:القلب احلي - 4

، والةاطف اجلياش باحلب هلل الةظيم، ولرسةوله الكةريم وآ تاه اهلل القلب احلي

صصص، ولديمه القويم، فدو حيمل بني جمبيه نبةا ال يغيض، وشةل ال ختبو، ومجةرة ال

.تتحول إىل رماد

وال بد للداعي إىل اهلل أن حيمل مثل هةذا القلةب احلةي، ومثةل هةذه الةاطفة

ان، والدفء واحلرارة، يفيض ممدا عىل من حوله، فيحةركدم الدافق باحلب واحلم

.من سكون، ويوقظدم من سبات، وحيييدم من موات

وكالم أصحاب القلوب احلي له تأثري عظيم يف سامةيه وقرائه، فإن الكةالم إذا

خرج من القلب دخل القلب، وإذا خرج من اللسان مل يتجاوز اآلذان، وهةذا كةان

لبرصي يف كل مةن يشةدد درسةه وحلقتةه، عةىل خةالف حلقةات تأثري احلسن ا

.ليست المائح اهستأجرة كالثكىل: وهذا قيلاآلخرين،

هذا القلب احلي، يةيش مع اهلل يف حب وشوق، راجيا خائفا، راغبا راهبا، حيذر

اآلخرة، ويرجو رمح ربه، كام يةيش يف موم األم عىل اتسةاعدا، وحييةا يف آالمدةا

آماها، ال يشغله هم عن هم، وال بلد عن آخر، وال فئ من اهسلمني عةن الفئةات و

.األخرى

وهذه الةاطف هي التي جةلته يتغمى كثريا بشةر إقبال، وحيس كأنه شةره هةو،

وكذلك شةر جالل الةدين الرومةي، وخصوصةا شةةر . كأنه ممشئه وليس راويه

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .، طبع دار القلم بدمشق(12ص ) «ق إىل اهديم الطري» (17)

76 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

احلسةن : ألصحاب القلوب احلي ، مثل احلب امهي، كام جةلته يويل عماي خاص

.البرصي، والغزايل، واجليالين، وابن تيمي ، والرسهمدي، وغريهم

ليق الكريم - 5 :اخلي

التصوف هةو : وآتاه اهلل اخللق الكريم والسلوك القويم، وقد قال بةض السلف

وعلةق عةىل ذلةك ! اخللق، فمن زاد عليك يف اخللق، فقد زاد عليك يف التصةوف

بل الدين كلةه هةو اخللةق، فمةن زاد : فقال «مدارج السالكني»ممام ابن القيم يف ا

.عليك يف اخللق، فقد زاد عليك يف الدين

لي و}: وال غرو أن أثمى اهلل عىل رسوله صصص بقوله خحقعظ : القلةم] {إونكلعلل

عثعت ألمتعم عالح إنعام ب»: ، وأن أعلن الرسول الكريم عن غاي رسالته، فقال[7

.(18)«األخالق أو مكارم األخالق

هس فيه هذا اخللق الريض، ووجده مثاال حي ةا –ولو قليال - ومن عارش الشي

لام يدعو إليه، فسلوكه مرآة لدعوته، وهو رجل باطمه كظاهره، ورسيرته كةالنيته،

.نحسبه كذلك، واهلل حسيبه، وال نزكيه عىل اهلل ززز

الرق ، والسامح ، والسخاء، والشةجاع ، والرفةق، : خالق المدوي ومن هذه األ

لم، والص ، واالعتدال، والتواضع، والزهد، واجلد، والصةدق مةع اهلل ومةع واحل

الماس، وامخالص، والبةد عن الغرور، والةجب، واألمةل، والثقة ، والتوكةل،

.لرباني وامنساني واليقني، واخلشي ، واهراقب ، وغريها من الفضائل واألخالق ا

وهذا من بركات المشأة الصاحل يف البيئ الصةاحل يف أرسة هاشةمي حسةمي ،

ية} ذر ضهومنبع ضو .[37: آل عمران] {بع

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .«األدب اهفرد»رواه ابن سةد والبخاري يف (18)

77 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

إن الداعي احلق هو الذي يؤثر بحاله أكثر مما يؤثر بمقاله، فلسةان احلةال أبلةغ،

ألف رجل أبلةغ مةن مقةال ألةف حال رجل يف : وتأثريه أصدق وأقوى، وقد قيل

!رجل يف رجل

ب أقواهم، وأن سريهتم تماقض دعوهتم، : وآف كثري من الدعاة أن أفةاهم تكذ

قةول اهلل وأن كثريا ممدم يمطبق عليه. وأن سلوكدم يف واد، ورسالتدم يف واد آخر

هو}: تةاىل يموليأ قولو م ينءامنوال ٱل عحو مق 1ف قوللواكب

أ وعندٱلل

عحو ف .[3، 1: الصف] {مول

:العقيدة السليمة - 6

الةقيدة السليم ، عقيدة أهل السم واجلامعة ، سةليم : وآتاه اهلل قبل ذلك كله

ق من الرشكيات، والقبوريات، واألباطيل، التي انترشت يف اهمد، وكةان هةا سةو

نافق ، ومجاعات مروجة ، تغةدو هبةا وتةرو؛، تةأثروا باهمةدوس يف مةتقةداهتم

الذين انتسبوا إىل التصوف اسةما «ال يليوين»كام هو احلال عمد مجاع وأباطيلدم،

ورسما، والتصوف احلق براء ممدم، وقد حفلت عقائدهم باخلرافات، وعبةاداهتم

.دم بالسلبياتباهبتدعات، وأفكارهم بالرتهات، وأخالق

التي قام عليدا ممذ نشأهتا علامء «ديوبمد»ولكن الشي تربى عىل عقائد مدرس

ربةةانيون، طةةاردوا الرشةةك بالتوحيةةد، واألباطيةةل باحلقةةائق، والبةةدع بالسةةمن،

.والسلبيات بامجيابيات

وأضافت إليدةا روحةا جديةدة، - ندوة الةلامء - وأكدت ذلك مدرس المدوة

حقيقي ، ال سلفي شكلي جدلي ، كالتي نراها عمد بةض من يمسبون وسلفي حي

ويكادون حيرصون السلفي يف اللحي الطويل ، والثوب القصري، وشن إىل السلف،

78 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

!احلرب عىل أدنى تأويل يف نصوص الصفات

توحيد خالص هلل تةةاىل، ال يشةوبه رشك، : إن الةقيدة السلفي عمد الشي هي

رة ال يةرتيه شك، وإيامن جازم بالمبوة، ال يداخله تردد وال وهم، ويقني عميق باآلخ

.وثق مطلق بالقرآن والسم ، مصدرين للةقائد والرشائع واألخالق والسلوك

* * *

71 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

ركاسل فقه الدعوة

عند العالمة أبي احلسن الندوي

يقوم فقه الدعوة عمد الةالم أيب احلسةن المةدوي عةىل ركةائز وأسةس تبلةغ

لدا فيام بةد إن شاء اهلل. ن، ممدا يمطلق، وإليدا يستمدالةرشي .نجملدا هما، ونفص

:تعميق اإلميان يف مواجهة املادية - 1

رب ا خالقا، وإهةا : تةميق اميامن باهلل تةاىل، وتوحيده سبحانه: أوىل هذه الركائز

الامدية الطاغية ، مةبودا، واليقني باآلخرة، دارا للجزاء، ثوابا وعقابا، يف مواجدة

التي جتحد أن للكون إها يدبره ويحكمه، وأن يف امنسان روحا هي نفح من اهلل،

! إن هي إال أرحام تدفع، وأرض تبلع: وأن وراء هذه الدنيا آخرة، الامدي التي تقول

}: أو كام حكى اهلل عمدم. وال يشء بةد ذلك وقولواإ حيو إل ن يوومون نه نوٱدلمب عوثي .[17: األنةام] {ب

: وقد ختللت هذه الركيزة الفكري اهحوري مةظم رسائله وكتبةه، وخصوصةا

الرصةاع بةني الفكةرة »، و«مةاذا خرسة الةةامل؟»، و«الرصاع بني اميامن والامدية »

.«امسالمي والفكرة الغربي

:إعالء الوحي على العقل - 2

هي اعتبار الوحي هو اهصدر اهةصوم، الةذي تؤخةذ ممةه : ني هذه الركائزوثا

حقائق الدين وأحكامه، من الةقائد والرشائع واألخالق، واعتبار نور المبوة فةوق

نور الةقل، فال أمان للةقل إذا سار يف هذه الطريةق وحةده مةن الةثةار، وال أمةان

ن األلوهي والكون وامنسةان للفلسفات اهختلف يف الوصول إىل تصور صحيح ع

81 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

. حتى الفلسف الديمي أو علم الكالم حني خاض هذه اللجة غةرق فيدةاواحلياة،

وقصور الةقل هما شدد به بةةض كبةار اهتكلمةني كةالفخر الةرازي، واآلمةدي،

.«كانت»وبةض كبار الفالسف ، وأحدثدم وغريما،

وقد بةين ذلةك أبةو . ألمانوكذلك فلسفات امرشاق مل تصل بامنسان إىل بر ا

الدين »: ، وممدا«المبوة واألنبياء يف القرآن»: احلسن المدوي يف عدد من كتبه، ممدا

.«يف الثالثني من عمره»وأصله حمارضة ألقاها يف مقتبل الشباب «واهدني

:توثيق الصلة بالقرآن الكريم - 3

كتةاب اخللةود، ودسةتور هي توثيق الصل بالقرآن، باعتباره: والركيزة الثالث

امسالم، وعمدة اهل ، ويمبوع الةقيدة، وأساس الرشية ، وهةو يةدعو إىل حسةن

تالوته، ووجوب تدبره، كام يوجب اتباع القواعد اهقررة يف تفسريه، وعدم امحلاد

يف آياته، وتأويلدا وفق األهواء واهذاهب اهمحول ؛ وهذا أنكر بشدة عىل القاديانيني

.لتحريف يف فدم القرآنهذا ا

ومن قرأ كتب الشي وجده عميق الصل بكتاب اهلل، مستحرضا آلياته يف كةل

وله ذوق يف فدم اآليات، كةام أن لةه . موقف، يحسن االستشداد هبا غاي امحسان

التةي جتلةي «تةأمالت يف سةورة الكدةف»: دراسات خاص يف ضوء القرآن مثل

، وغريهةا «المبوة واألنبياء يف ضوء القةرآن»امن بالغيب، والرصاع بني الامدي وامي

من الكتب والرسائل، وقد عمل مدرسا للقرآن وعلومه يف دار الةلوم بلكمدو عدة

.سموات

:توثيق الصلة بالسنة والسرية النبويتني - 4

هي توثيق الصل بالسم واحلديع الرشيف، والسرية المبوية : والركيزة الرابة

81 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

، باعتبار السم مبيم للقرآن وشارحته نظري ا، وباعتبار السرية هي التطبيةق الةاطرة

،(19)«كعان خلقعه القعرآن»الةميل للقرآن، وفيدا يتجىل القرآن مثاال حي ا يف برشة

وتتجىل األسوة احلسم التي نصبدا اهلل للماس عام ، وللمؤممني خاص ، هةذا كةان

االهتةداء هبةدهيا، والتخلةق بأخالقدةا، ال جمةرد اهدم الةيش يف رحاب السرية، و

.احلديع عمدا باللسان أو بالقلم

وقد بين الشي أثر احلديع يف احلياة امسةالمي ، كةام أبةدع يف كتابة السةرية

للكبار واألطفال، وهو هما جيمع بني عقل الباحع اهدقق، وقلب اهحب الةاشةق،

.«السرية المبوي »: وال سيام يف كتابه وهذا يكاد يكون مبثوثا يف عام كتبه،

:«الربانية اإلجيابية»إشعال امذوة الروحية - 5

هي إشةال اجلذوة الروحي يف حمايا قلب اهسةلم، وإعةالء : والركيزة اخلامس

نفخ الرو؛ عىل قبض الطةني، واحلمةأ اهسةمون يف كيانةه، وإبةراز هةذا اجلانةب

اها الشي األسايس يف احلياة امسالمي ، ال وهو عمةوان «رباني ال رهباني »: تي سم

اها هبذا االسم لسببني ، وقد(20)ألحد كتبه الشدرية :سم

أن يتجمب اسم التصوف لام علق به من شةوائب، ومةا ألصةق بةه مةن :أوهلعام

زوائد، عىل مر الةصور، وهذا مما جماية اهصةطلحات عةىل احلقةائق واهضةامني

وف يف حقيقته إال جانب التزكي ، التي هةي إحةدى شةةب وما التص. الصحيح

الرسال اهحمدي ، أو جانب امحسان الذي فسره الرسول صصص يف حةديع ج يةل

.(21)الشدري

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .رواه مسلم عن السيدة عائش ا (19)

.«كتب قيم »وقد نرشته دار القلم ضمن سلسل (20)

.رواه مسلم من حديع عمر ررر (21)

82 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

إبراز الةمرص امجيايب يف هذه احليةاة الروحية اهمشةودة، فدةي :والسبب الثاين

اها أستاذنا البدي اخلويل ححح، «تذكرة الةدعاة»: يف كتابهروحي اجتامعي ، كام سم

وال تبةدها، وجتةةل ممدةا مزرعة وهي رباني إجيابي ، تةمل للحياة، وال تةتزها،

.للحياة األخرى، حياة اخللود والبقاء

ح الشي المدوي اجلانب التةبدي الشةائري يف حيةاة اهسةلم يف كتابةه كام وض

يةدة يف عبةادات امسةالم وهو يمثل نظةرة جد ،(22)«األركان األربة »: اهةروف

.الصالة، والزكاة، والصيام، واحلج، وآثارها يف المفس واحلياة: الك ى

:البناء ال اهلدم، واممع ال التفريق - 6

أن الشي أبا احلسن المدوي جةةل مةه يف البمةا ال اهةدم، : والركيزة السادس

بما ححح، الذي كان حريصا باممام الشديد حسن الواجلمع ال التفريق، وأنا أشبده

ق، ونقرب وال نباعد، : عىل هذا االجتاه الذي شةاره نبمي وال هندم، ونجمع وال نفر

نتةاون فيام اتفقما عليه، ويةذر بةضما بةضا فيام »: الذهبي «اهمار»وهذا تبمى قاعدة

.«اختلفما فيه

سةاليب احلةادة، وهذا هو توجه شيخما المدوي، فدو يبةد ما اسةتطاع عةن األ

واهوضوعات اهفرق ، وال يقيم مةارك حول اهسائل اجلزئية ، والةبارات اجلارح ،

.والقضايا اخلالفي

ن يف ديمه، أو يسكت عن باطل يةراه، أو خطةأ جسةيم : وال يةمي هذاأنه يداه

يشاهده، بل هو يمطق بام يةتقده من حق، ويمقد ما يراه من باطةل أو خطةأ، لكةن

صةورتان »ي أحسن، كام رأيماه يف نقده للشية يف موقفدم مةن الصةحاب بالتي ه

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .وقد طبع طبة أنيق يف دار القلم بدمشق (22)

83 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

اه «متضادتان ، ويف نقده للةالم أيب األعىل اهودودي، والشديد سيد قطب، فيام سم

، وإن كمت وددت لو اتخذ عموانا غري هةذا الةمةوان، «التفسري السيايس لإلسالم»

وقةد صةارحت ، «شةمول امسةالم»ضةد الذي قد يستغله الةلامنيون يف وقوفدم

.الشي بذلك ووافقمي عليه ححح

:إحياء روح امهاد يف سبيل اهلل - 7

هي إحياء رو؛ اجلدةاد يف سةبيل اهلل، وتةبئة قةوى األمة : والركيزة السابة

المفسي للدفاع عن ذاتيتدا ووجودها، وإيقاد شةل احلامس للدين يف صدور األم ،

اهةادي لإلسةالم إمخادهةا، ومقاومة رو؛ البطالة والقةةود، التي حاولت القوى

ماذا »: وهذا واضح يف كتابه. والوهن المفيس، الذي هو حب الدنيا وكراهي اهوت

، ويف حديثةه الةدافق اهةبةر عةن «إذا هبت ريح اميامن»: ، ويف كتابه«خرس الةامل؟

صال؛ الدين األيويب وأمثالةه اممام أمحد بن عرفان الشديد ومجاعته ودعوته، وعن

.من أبطال امسالم

رسالته األوىل وهو يمف هذه الرو؛، وهييب باألم أن تمدض للذود عةن وممذ

محاها، وتقوم بواجب اجلداد بكل مراتبه ومستوياته حتةى تكةون كلمة اهلل هةي

.الةليا

:استي اء التاريخ اإلسالمي وبطوالته - 8

السةتمداض - وال سيام تارخيما امسالمي - اء التاري استيح: والركيزة الثامم

. األم من كبوهتا، فالتاري هو ذاكرة األم ، وخمةزن ع هةا، ومسةتودع بطوالهتةا

ا تارخيي ا فريدا، ووعيا نادرا بأحداثه الكبار، والدروس اهستفادة س والشي يملك ح

82 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ويف ،(23)«زر يف تةاري امسةالماهد واجلة»: ممدا، كام جتلى ذلك يف رسالته اهبكرة

.، ويف غريه«ماذا خرس الةامل؟»: كتابه

هو تاري اهلوك واألمراء وحدهم، بةل تةاري الشةةوب والتاري عمده ليس

.والةلامء واهصلحني والربانيني

وليس هو التاري السيايس فقط، بل السيايس واالجتامعةي والثقةايف واميةامين

التاري بمةماه الواسةع، وال يكتفةي بمصةادر التةاري وهذا يستمطق. واجلدادي

الةدين، واألدب، والطبقةات اهختلفة ، وغريهةا، : بل يضم إليدا كتباهةروف ،

: ويستلدم مواقف الرجال األفذاذ، وخصوصا اهجددين واهصلحني، كام يف كتابةه

ديةد خةالل الذي بين فيةه أن امصةال؛ والتج «رجال الفكر والدعوة يف امسالم»

حلقات متصةل ، يمتدةي دور ليبةدأ دور، ويغيةب كوكةب ليطلةع : تاري األم

.والمقص ليس يف التاري ، إنام هو يف ممدج كتابته وتأليفه. كوكب

:واحلضارة املاديةنقد الفكرة الغربية - 9

هةي نقةد اجلاهلية احلديثة ، اهتمثلة يف الفكةرة الغربية ، : والركيزة التاسة

لامدي اهةارصة، ورويته هما واضةح كةل الوضةو؛ حلقيقة احلضةارة واحلضارة ا

وما فةيدام الروماني واليوناني ، : الغربي وخصائصدا، واستمدادها من احلضارتني

والمزع الامدي احلسي ، والةصبي القومي ، وهو واع متاما للرصاع من غلب الوثمي ،

المي ، وخصوصةا يف ميةادين التةلةيم القائم بني الفكرة الغربية والفكةرة امسة

.والرتبي والثقاف والقيم والتقاليد

وقد أنكر الشي موقف الفريق اهستسلم للغرب، اهقلد لةه تقليةدا أعمةى يف

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .«كتب قيم »: ته دار القلم ضمن سلسل وقد نرش (23)

85 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

ثلهموقف الفريق الرافض للغرب كله، اهةتزل حلضارته بامدياهتةا : اخلري والرش، وم

... ومةموياهتا

ا ونوه الشي بموقف الفريق الثالع، الذي ال يةتبر الغرب خريا حمضةا، وال رش

حمضا، فيأخذ من الغرب وسائله ال غاياته، وآلياته ال ممدج حياته، فدو يمتخب من

.حضارته ما يالئم عقائده وقيمه، ويرفض ما ال يالئمه

واهتم الشي هما بشةر إقبال باعتباره أبرز ثائر عىل احلضارة الامدي ، مةع عمةق

.دراسته ها، وتغلغله يف أعامقدا

حةديع مةع »: وقد جتلى هذا يف كثري من كتبه ورسائله وحمارضاتةه، وال سةيام

، «الرصاع بني الفكرة امسالمي والفكةرة الغربية »، «ماذا خرس الةامل؟»، «الغرب

.يف أكسفورد «امسالم والغرب»: ، حمارضة«أحاديع رصحي يف أمريكا»

:قومية والعصبيات اماهليةنقد الفكرة ال - 11

نقد ما شاع يف الةةامل الةةريب والةةامل امسةالمي كلةه، مةن : والركيزة الةارشة

ما أكةرم اهلل بةه التمادي بفكرة القومي القائم عىل إحياء الةصبيات اجلاهلي ، بةد

هذه األم من األخوة امسالمي ، واميامن بالةاهي ، وال اءة مةن كةل مةن دعةا إىل

.عصبي ، أو قاتل عىل عصبي ، أو مات عىل عصبي

أن تتغلغل هذه الفكرة بني الةرب، الذين هةم عصةب امسةالم، : وأشد ما آهه

.ومحل رسالته، وحفظ كتابه وسمته، وهو واحد ممدم نسبا وفكرا وروحا

لذا وقف يف وجةه القومية الةربية الةلامنية اهةادية لإلسةالم، اهفرقة بةني

اهسلمني، كام جتىل ذلك يف كتابات غالة القوميني الةرب، والتي اعت هةا بةضةدم

أو ديان جديدة، جتمع الةرب عىل مةتقدات ومفاهيم وقيم غةري مةا نبوة جديدة،

86 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ن فرق ، وأخرجدم به الةرب، ومجةدم به م جاء به حممد صصص، الذي هدى اهلل به أم

امسةالم فةوق الةصةبيات »: مةا رسةال مةروفة ولةه ه. من الظلةامت إىل المةور

.«والقوميات

وهو رغم رفضه للقومي ، ال يمكر فضل الةرب ودروهةم وريةادهتم، بةل هةو

يستمدض الةرب يف حمارضاته ورسائله وكتبه للقيام بمدمتدم، واهماداة بةقائدهم

س، وهةو ومبادئدم يف وجه الةامل، كام نادى ربةي بن عامر، يف مواجد قةادة الفةر

.حممد رسول اهلل رو؛ الةامل الةريب: «ماذا خرس الةامل؟»: يقول يف كتابه

: ، ورسةائل أخةرى«اسمةوها ممي رصحي أهيا الةرب»: ويوجه رسال عمواهنا

اسةمةي »، «اسةمةي يةا مرصة»، «الفتح للةرب اهسةلمني»، «الةرب وامسالم»

كيف يمظر اهسةلمون ».. . تالكوي: يةمي «اسمةي يا زهرة الصحراء»، «سوريا يا

الةرب يكتشفون »، «كيف دخل الةرب التاري ؟»، «إىل احلجاز وجزيرة الةرب؟

.إل ... «تضحي شباب الةرب»، «أنفسدم

:عقيدة ختم النبوة، ومقاومة الفتنة القاديانيةتأكيد - 11

عقيدة ختم المبوة، وهي عقيدة مةلوم مةن هي تأكيد : والركيزة احلادي عرشة

الدين بالرضورة بني اهسلمني طوال القرون الامضةي ، ومل يثةر حوهةا أي شةك أو

شبد ، وإنام أوجب تأكيد هذه الةقيدة ظدور الطائف القادياني بفتمةتدم اجلديةدة،

.التي اعت ها الشي ثورة عىل المبوة اهحمدي

ب يف هذه القضي ما كتبشي شةةر من مؤلفات ومقاالت، ولكن ال ولقد كت

باعتبارهةا تكريمةا : بمسئولي خاص إزاءها، فكتب يف بيةان أمية خةتم المبةوة

لإلنساني بأهنا بلغت الرشد، وأهنا انتدت إىل الدين الكامةل الةذي يضةع األسةس

87 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

واألصول، ويرتك التفصيالت للةقل البرشي، الذي يولد ويستمبط يف ضوء تلةك

طورهةا اهسةتمر، وهةي تغلةق البةاب عةىل األصول ما حتتاج إليه اهجتمةات يف ت

.اهتمبئني الكذابني، ومتمع فو الدعاوى الكاذب اهفرتي عىل اهلل تةاىل

عةن حممةد خةاتم «المبوة واألنبيةاء»: وقد أكد الشي ذلك يف فصل من كتابه

: السرية المبوي لألطفال بةمةوانوجةل ، «المبي اخلاتم»: المبيني، ثم ألف كتابا عن

ا عن«رية خاتم المبينيس» تضةمن «القاديةاين والقاديانية »: ، ثم صمف كتابا خاص

ونشةأته يف أحضةان االسةتةامر دراس وحتليال لشخصةي غةالم أمحةد ودعوتةه،

امنكليزي، واعرتافه اهتكرر بذلك يف رسائله وكتاباته، ودعوته اهسلمني إىل طاع

.امنكليز، وإلغاء اجلداد

يف مواجدة ديةن إزاء ديةن، - مع القادياني - أنما: وي بكل رصاح وبين المد

كام اشتد نكريه عليدم يف حتريفدم للقرآن، وتالعبدم باللغ الةربي ، . وأم إزاء أم

.وهذا الكتاب مرجع علمي موثق باألدل من مصادرها القادياني ذاهتا

:مقاومة الردة الفكرية - 12

هي مقاوم الردة الفكري التي تفاقم خطرها بني الةرب : والركيزة الثاني عرشة

كام قاوم الشي الردة الديمي التي متثلت ف. واهثقفني ممدم خاص واهسلمني عام ،

التي أرص علامء اهسلمني كاف يف اهمد وباكستان عىل اعتبارهم أقلي - يف القادياني

لردة الةقلي والثقافي التي تريد أن تسل مل يأل جددا يف حمارب هذه ا - غري مسلم

اهسلمني من جلدهم، وتفتةمدم عةن حقةائق ديةمدم، وختةرجدم عةن هةويتدم،

وتشككدم يف ذاتيتدم، وتدخل عليدم من القيم واهفاهيم مةا يمةاقض أصةوهم،

ويبتدع هم مصادر يستقون ممدا فكرهم وسلوكدم، غري اهصادر اهةصوم التةي

88 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وال غرو أن جمد قلمه ولسانه وعلمه . تارخيدم، وهي القرآن والسم آمموا هبا طوال

وجدده يف إعالن احلرب عىل هذه الردة الوافدة الغازي ، وكشةف زيفدةا، ووقةف

ردة وال أبا بكةر »: زحفدا، ومطاردة فلوها، وقد ألف فيدا رسالته البدية الشدرية

.«!ها

:اره يف التاريختأكيد دور األمة املسلمة واستمر - 13

هي تأكيد دور األم اهسلم يف هداي البرشي ، والشدادة : والركيزة الثالث عرشة

عىل األمم، والقيام عىل عبادة اهلل وتوحيده يف األرض، كام أشار إىل ذلةك الرسةول

وهةذه األمة . «اللهم إن هتلك هذه العصعابة ال تعبعد األرض»: صصص يوم بدر

ل ، وحضارة متكامل ، مزجت الامدة بالرو؛، والةقل بالقلةب، رسال شامصاحب

ووصلت األرض بالسامء، وربطت الدنيا باآلخرة، ومجةت بةني الةلةم واميةامن،

.ووفقت بني حقوق الفرد ومصلح اهجتمع

وهذه األم موقةدا موقع القيادة والريادة للقافل البرشي ، وقةد انتفةةت ممدةا

ثم ختلفت عن الركةب لةوامةل شةتى، .. . األوىل يف الةامل البرشي يوم كانت األم

مةاذا خرسة الةةامل بانحطةاط »: فخرس الةامل كثريا بتخلفدا، وهو ما عاجلةه كتابةه

والذي اسةتقبله الةلةامء والةدعاة الذي عرفت به الشي قبل أن ألقاه، «اهسلمني؟

لةدكتور حممةد يوسةف واهفكرون اهسلمون استقباال حافال، وقال عمةه شةيخما ا

!إن قراءته فرض عىل كل مسلم يةمل معادة جمد امسالم: موسى

وال زال الةالم المدوي يبدئ ويةيد يف تمبيه األم اهسلم عىل القيةام بةدورها

ولةل آخر . الرسايل، ومدمتدا التي أخرجت ها، فقد أخرجدا اهلل للماس ال لمفسدا

قيم األم امسةالمي »: ألقاها يف دول قطر، بةموانحمارضته التي : إنتاجه يف ذلك

81 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«بني األمم ودورها يف الةامل

:الص ابة ومنللتهم يف الدينبيان فضل - 14

هي بيان فضل اجليل اهثايل األول يف هذه األمة ، وهةو : والركيزة الرابة عرشة

وأقلدةم جيل الصحاب رضوان اهلل عليدم، أبر المةاس قلوبةا، وأعمقدةم علمةا،

تكلفا، اختارهم اهلل لصحب نبيه، ونرصة ديمةه، وأنةزل علةيدم مالئكتةه يف بةدر

واخلمدق وحمني، وهم الذين أثمى عليدم اهلل تةاىل يف كتابةه يف عةدد مةن سةوره،

وأثمى عليدم رسوله صصص يف عدد من أحاديثةه اهستفضةي ، وأكةد ذلةك تةارخيدم

ا القرآن، وهم الذين رووا السم ، وهم الذين وسريهتم ومآثرهم، فدم الذين حفظو

فتحوا الفتو؛، ونرشوا امسالم يف األمم، وهم تالميذ اهدرسة اهحمدية ، وثةامر

ك}: وهةم أوىل مةن يمطبةق علةيدم قةول اهلل تةةاىل. غرس الرتبي المبوية وكل للونوا ول وسطا ةا م

أ رعح نلكم ٱلشهداءلع كنم }: ، وقوله[073: البقرة] {و خ

حنو ل ررت خ ةأ م

.[001: آل عمران] {أ

وهم طلية األم وأسوهتا يف الةلم والةمل، وأئمتدةا يف اجلدةاد واالجتدةاد،

خري القرون قرين ثم »: وتالميذهم من التابةني عىل قدمدم، وإن مل يبلغوا مبلغدم

.«الذين يلوهنم

فقةد شةكك يف قيمة هذا اجليل ويف أخالقه ومواقفةه، يف عظم ك فمن شك

، (24)الرتبي اهحمدي ، وهي الصورة اهةتم التي رسمدا الشةية جليةل الصةحاب

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـإذا رأيت »: قال احلافه أبو زرع الرازي(: 21ص ) «الكفاي »قال اخلطيب البغدادي يف كتابه (24)

الرجل يمتقص أحدا من أصحاب رسول اهلل صصص فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صصص عمدنا

ليما هذا القةرآن والسةمن أصةحاب رسةول اهلل حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنام أدى إ

.صصص، وإنام يريدون أن جيرحوا شدودنا ليبطلوا الكتاب والسم ، واجلر؛ هبم أوىل، وهم زنادق

11 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وهذا ما وضحه مماقض للصورة اهرشق لوضيئ التي رسمدا أهل السم واجلامع ،

لمتةائج جدةود الرسةول «ان متضادتانصورت»: عالمتما المدوي يف رسالته الفريدة

األعظم صصص الدعوي والرتبوي ، وسرية اجليل اهثال األول عمد أهل السم والشةية

.اممامي

:التنويه بقضية فلسطني وحتريرها - 15

هي التمويه بقضي فلسطني، فقضي فلسطني ليسةت : والركيزة اخلامس عرشة

حدهم، بل هي قضي اهسلمني مجيةةا، قضي الفلسطيميني وحدهم، وال الةرب و

فال بد من إيقاظ األم خلطرها، وتمبيددا عىل رضورة التكاتف لتحريرهةا، واختةاذ

وليسةت هةذه أول مةرة تحتةل . األسباب، ومراعاة السةمن اهطلوبة السةتةادهتا

بل أعداء الدين واألم ، فقد احتلت أيةام احلةروب الصةليبي نحةو فلسطني من ق

ام، وأرس اهسجد األق، تسةني سم كامل ، حتى هيأ اهلل هذه األم رجاال مائتي ع

أفذاذا، جددوا شباب األم باميامن، وإحياء رو؛ الكفا؛، ومةمى اجلداد يف سبيل

الذي أشاد به الشي المدوي كثريا يف كتبه «صال؛ الدين»، و«نور الدين»: اهلل، مثل

.ورسائله

جتميةع : لسطني إال هبذه الطريق، وعىل نفس هذا اهمدةاجوال سبيل إىل حترير ف

األم عىل امسالم، وجتديد روحدا باميامن، وتربي رجاها عىل اجلداد، وقةد كتةب

.«اهسلمون وقضي فلسطني»: يف ذلك الشي مقاالت ورسائل، أظدرها يف كتابه

ة - 16 :العناية بالرتبية اإلسالمية احلر

الةماي بالرتبي امسالمي احلرة اهسةتقل التةي ال هي: ةوالركيزة السادس عرش

تستمد فلسفتدا وأهدافدا من الغرب وال من الرشق، وإنام تسةتمد فلسةفتدا مةن

11 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

عقيدة ورشية ، وقيما وأخالقا، يف حني تقتةبس وسةائلدا وآلياهتةا مةن : امسالم

ى وجدها فدو أحق حيع شاءت، يف إطار أصوها اهرعي ، فاحلكم ضال اهؤمن أن

باأللفاظ واجلدليات، كام وهو يمكر عىل التةليم القديم طرائقه يف الةماي . الماس هبا

إن : يمكر عىل التةليم احلديع إغفاله للرو؛ وأهداف احلياة، ويمقل عن إقبال قوله

!التةليم احلديع ال يةلم عني الطالب الدموع، وال قلبه اخلشوع

ب الرتبي اهتامما بالغةا؛ ألهنةا هةي التةي تصةمع أجيةال ولقد أوىل شيخما جان

اهستقبل، والتداون فيدا هتاون يف الثروة البرشي لألم ، وقد نقل الشي عن بةض

أن يمشةئ هةم كلية : إن فرعون كان يكفيه عن تذبيح بمي إرسائيل»: شةراء اهمد

.«!ن غبي ايكيف عقوهم فيدا كام يريد، دون أن يريق دما، ولكمه كا

، كام نةاقش «الرتبي امسالمي احلرة»: كتب الشي يف ذلك عدة رسائل، أبرزها

كيةف يمظةر اهسةلمون إىل احلجةاز وجزيةرة »: كثريا من قضايا الرتبية يف كتابةه

وال سيام من خةالل . كام شارك الشي بمفسه يف هذا اهجال علما وعمال. «الةرب؟

.وكلياهتا ومةاهدها «ندوة الةلامء - دار الةلوم»: مؤسسته الرتبوي الكبرية

:العناية بالطفولة والنشء - 17

هي الةماي بالطفولة ، والكتابة لألطفةال والماشةئني : والركيزة السابة عرشة

وقد التفت الشي إىل هةذا . بوصفدم رجال الغد، وصماع تاري األمم يف اهستقبل

«قصةص المبيةني»وكتب جمموع من . ن عمرهاألمر اخلطري، وهو يف الثالثيمات م

لألطفال، يف لغ سدل ، وأسلوب عذب، وطريق شائق ، مضةمما إياهةا مةا جيةب

تضميمه من اهةاين والقيم، ومن الدروس والة ، ومن الةقائد واهثل، حتةى قةال

.إهنا علم توحيد جديد لألطفال: بةض الةلامء

12 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

يد سيد قطب الذي مارس هذا الةمةل أيضةا وأثمى عليدا األديب الكبري الشد

من قديم مع األستاذ السحار، وبةد ثالثني سم أو أكثر عاد الشي فأكمل قصص

قصةص مةن »أنشةأ جمموعة ، كةام «سرية خاتم المبيةني صصص»األنبياء، وختمدا بة

إنه يرجو أن يمةال هبةذه اخلطةوة تقةدير : لألطفال أيضا، وقال «التاري امسالمي

.ل الرتبي ، وأن تليدا خطوات، وتؤلف جمموعاترجا

:إعداد العلماء والدعاة الربانيني املعاصرين - 18

هي الةمل الدءوب معداد الةلةامء والةدعاة الربةانيني، : والركيزة الثامم عرشة

الذين جيمةون بني اهةرفة امسةالمي ، والروية الةرصةي ، مةع الغةرية اميامنية ،

وهذا ما اجتدد الشةي يف أن يسةدم فيةه بمفسةه عةن طريةق واألخالق الرباني ،

التدريس يف دار الةلوم، ثم عن طريق االشرتاك يف جمالس اجلامةةات واهؤسسةات

باهديمة «اهجلس األعىل للجامة امسالمي »: التةليمي يف اهمد، ويف غريها، مثل

.اهمورة

والةةامل الداعية البصةري، وهو يرى أن اهسلمني أحوج مةا يكونةون اليةوم إىل

قىض بحق، وإذا استفتي أفتى عىل بيم ، وإذا دعا إىل اهلل اهتمكن، الذي إذا استقيض

لح»فدذا الموع هو . دعا عىل بصرية .هذه األم ، الذي ال تصلح األم بغريه «م

:ترشيد الص وة واحلركات اإلسالمية - 19

امسالمي ، التي يشةددها الةةامل هي ترشيد الصحوة: والركيزة التاسة عرشة

امسالمي، بل يشددها اهسلمون يف كل مكةان، حتةى خةارج الةةامل امسةالمي،

حيع توجد األقليات واجلاليةات امسةالمي يف أوروبةا واألمةريكتني والرشةق

13 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

، ولكةن يخشةى عةىل (25)وهي صحوة عقول وقلةوب وعةزائم. األق، وغريها

فتتآكةل مةن الةداخل، قبةل أن ترضةب مةن .الصحوة من نفسدا أكثر من غريها

.اخلارج

الغلو والتشديد يف غةري موضةةه، والتمسةك : وأعظم ما يخشى عىل الصحوة

الفيةات، وسةوء الظةن بالقشور وترك اللباب، واالشتغال الزائد باجلزئيةات واخل

.باهسلمني إىل حد التأثيم والتضليل، بل التكفري

فدةو : ه ويف سةلوكه، ويف حياتةه كلدةاوالشي بطبيةته رجل مةتدل يف تفكري

قديم جديد، وهو تراثي عرصي، وهو سةلفي وصةويف، ثابةت ومتطةور، يف لةني

.وهكذا يريد جليل الصحوة أن يكون. احلرير وصالب احلديد

ا، يرشةف عةىل مل يقيد الشي المدوي نفسه بالتزام مجاع مةيم ، فقد بقةي حةر

دا مةا ال يةراه أعضةاوها، ويبرصة نقةاط اجلامعات من خارجدا، فريى من نواقصة

كام ال يدخر وسةا يف . ضةفدا، فيوجه ويمصح، ويمقد ويسدد، ولةل يف ذلك خريا

وخصوصا أنه ال يطمع . المصح حلكام اهسلمني وزعامئدم ما وجد إىل ذلك سبيال

.يف يشء من أحد ممدم

:دعوة غري املسلمني - 21

دعةوة غةري اهسةلمني لإلسةالم، : رشةينوآخر هذه الركائز وهي اهكملة للة

استكامال لام قامت به األم يف الةصور األوىل، وقد ساهم الشي يف ذلك ممذ عدةد

- زعيم اهمبةوذين - بدعوة الدكتور أمبيدكر - وهو ابن الثاني والةرشين - مبكر

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـالصحوة امسالمي وموم الوطن الةةريب »: كتابما: انظر يف حقيق هذه الصحوة وخصائصدا (25)

.طبة دار الرشوق بالقاهرة «وامسالمي

12 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.إىل امسالم، ورحلته إىل بومباي يف سبيل تلك الغاي

امسالمي عىل غريها إنةام يتجلةى يف قيامدةا بواجةب وهو يرى أن فضل األم

رغم بلوغدا ما بلغت من الةلم الامدي والتطور - الدعوة إىل اهلل، وأن البرشي اليوم

أحوج مةا تكةون إىل رسةال امسةالم، حاجة الظمةآن إىل الةامء، - التكمولوجي

ورة الةدواء، والسقيم إىل الشفاء، واألم امسالمي هي وحةدها التةي متلةك قةار

.ومضخ امطفاء

تلك هي الركائز الةرشون، التي قام عليدا فقه الةدعوة، عمةد اممةام المةدوي،

وكل ركيزة ممدا حتتاج إىل رش؛ وتفصيل، أسأل اهلل تةاىل أن يةني عليةه، ويوفةق

.إنه سميع جميب .(26)ممتامه

* * *

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـممطلقةا لرسةائل : من تالميذ الشي وتالميذي أن جيةلوا من هةذه الركةائز الةرشةين أرجو (26)

. علمي تتحدث عن الشي ، وتقدمه لألجيال القادم ، وهذا من حةق الشةي اجلليةل علةيدم

.أدعو يل وهم بالتوفيق

15 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

إعالء الوحي على العقل يف الشرعيات

أيب ضوء عىل الركيزة الثاني من ركائز الةدعوة عمةد الشةي نكتفي هما بإلقاء ال

وهو إعالء الوحي عىل الةقل يف الرشعيات، وتتجىل يف اعتبار الوحي هةو : احلسن

اهصدر األوحد يف اهةرف الديمي ، فال تتلقى الةقيدة والتصور الصحيح لأللوهية

.مرة والماهي إال ممهوالمبوة واهةاد إال ممه، وال تؤخذ الرشية واألحكام اآل

أن يفدةم نصةوص - وإن أويت من الذكاء والةبقرية مةا أويت - ومدم الةقل

الوحي، وأن يفقه يف ضوئدا الةقيدة التي تفرسة الوجةود، والرشةية التةي تقةرر

ولكةن الةقةل . الةبادات، وتضبط السلوك واهةامالت، وفق أمر اهلل تةاىل وهنيةه

.الرشية ليس هو مصدر الةقيدة وال

من هذا يؤكد الشي أن المبوة هةي الوسةيل الوحيةدة للمةرفة الصةحيح ،

ويدلك عىل ذلك أن القةرآن الكةريم يلةح عةىل أن األنبيةاء هةم . واهداي الكامل

وهم الوسيل الوحيدة هةرف اهلل تةاىل اهةرف . األدالء عىل ذات اهلل وصفاء احلقيق

ال ضالل، وال سةوء فدةم وال سةوء تةبةري، وال الصحيح ، التي ال يشوهبا جدل و

سبيل إىل مةرف اهلل تةاىل اهةرف الصحيح إال ما كان عن طريقدم، ال يستقل هبةا

الةقل، وال يغمي فيدا الذكاء، وال تكفي سالم الفطرة، وحدة الذهن، وامغراق يف

.القياس، والغمى يف التجارب

ة عىل لسان أهل اجلم ، وهم أهل الصدق وقد ذكر اهلل تةاىل هذه احلقيق الماص

يوقلولوا}: وأهل التجرب ، وقد أعلموا ذلك يف مقام صدق كةذلك ٱل لدلل م ٱل لنوٱلل هدى

لأ يلو د ه لنولهلذاوموكنول ، وقرنةوا االعةرتاف [73: األعةراف] {هدى

16 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

لقد }: والتقرير بقوهم ق ٱل نوب رب رس ، فدل عىل أن الرسل [73: األعراف] {روءت

وعلم مرضاته وأحكامه والةمةل وبةثتدم هي التي متكموا هبا من مةرف اهلل تةاىل،

.(27)هبا، الذي متكموا به من دخول اجلم والوصول إىل دار المةيم

:ضالل الفلسفة اليونانية وسر شقاسها وخيبتها

اهةرفة - ل وتةب وجاهد يف غري جداد مةن أراد مةرفة اهلل تةةاىلإذن قد ض

الصحيح وصفاته وأسامئه احلسمى، وما بيمه وبني هذا الةةامل مةن صةل وكيفية

عةن طريةق األنبيةاء واهرسةلني، - وقدرته عليه ونفوذ أحكامةه فيةهإحاطته به،

م والصةمائع، واعتمد يف ذلك عىل عقله وعلمةه، وذكائةه وإلاممةه بةبةض الةلةو

ونجاحه يف بةض اهحاوالت الةلمية ، وإنتاجةه الضةةيف اهتواضةع أو الةظةيم

نم }: الضحم يف بةض جماالت علمية ، وحةق علةيدم قولةه تةةاىللأ هلؤلءه

عح مفحم فيمولكمب م فيمولي حلجج و ل عح لمنوٱتور سلكلمب حلميع لل حمو ع ل نم

.[99: آل عمران] {وأ

وهذا رس ضالل الفلسف امغريقية امهية وأقطاهبةا ونوابغدةا، فقةد غةرهم

ذكاوهم وعلومدم وآداهبم وشةرهم اخلصب الغمةي، ومالمحدةم الةظيمة التةي

نظموها، ونبوغدم يف علوم الرياض واهمدس ، فخاضوا يف امهيات ويف موضةوع

لذات والصفات واخللةق وامبةداع، فجةاءوا بالسةخيف اهةرذول، وباهتدافةت ا

اهتساقط، وباهتماقض اهتضاد من اآلراء واألقوال والتحكامت والتخميمات، التةي

ظلةامت فةوق ظلةامت، لةو »: صدق حج امسالم الغزايل ححح يف وصفدا بقوله

و أورد جمسةه يف أو لةحكاه امنسان عةن ممةام رآه السةتدل عةىل سةوء مزاجةه،

إهنا ترهات، ال تفيد غلبةات : ي قصارى اهطلب فيدا ختميمات، لقيلتالفقديات الــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .، طبة دار القلم بدمشق(21 - 26ص ) «المبوة واألنبياء يف ضوء القرآن»: من كتاب (27)

17 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.(28)«الظمون

قا عىل كالم الفالسةف وكذلك فإن شي امسالم ابن تيمي ححح اهلل يقول مةل

والتحقيةق مةا ليتأمل اللبيب كالم هؤالء الذين يةدعون مةن احلةذق »: واحلكامء

جاءت به الرسل، كيف يتكلمون يف غاي حكمتدم وهناي فلسةفتدم يدفةون به ما

بام يشبه كالم اهجانني؟ وجيةلون احلق اهةلوم بالرضورة مردودا، والباطةل الةذي

.(29)«يةلم بطالنه بالرضورة مقبوال، بكالم فيه تلبيس وتدليس؟

:قال الشي

شلهدواخح }: وحق عليدم قولةه تةةاىل أ نسل لقهلم وي هم بشلهلد {حو

ش }: ، وقوله[07: الزخرف]وأ وملوم لهم نفس

ولخح قأ رض

وٱل ملولت خح قٱلس هم هدا يعضدا ح ذٱل مض خ .[10: الكدف] {كنتم

فلسةف التي نشةأت هحاربة ال - مع األسف - وقد تأثرت فلسفتما امسالمي

وهي البحع التفصييل يف قضايا ليس عمد امنسان اليوناني اهلحدة بمفس نزعتدا،

مبادئدا ومقدماهتا، وترسبت إليدةا هةذه الةرو؛ الفلسةفي الةاتية التةي تتةةدى

وتأويةل حدودها وال تةرف قدرها، فجاءت بالتدقيق والتشقيق يف مسائل الذات،

والتجزئة والتحليةل، كةأهنم يف مةمةل األسامء والصفات، وتمةاولوه بالترشةيح

.(30)كياموي، تةاىل اهلل عن ذلك علوا كبريا

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ (.115ص ) «هتافت الفالسف » (28)

(.3/272) «ممداج السم وبيان موافق رصيح اهةقول لصحيح اهمقول يف احلاشي » (29)

.، طبة دار القلم بدمشق(22ص ) «المبوة واألنبياء» (30)

18 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

:عجل الفلسفة عن إدراك ما وراء الطبيعة

المضةج يف مرحل «المبوة واألنبياء يف القرآن»: الشي يف كتابه هوهذا الذي قال

يف حمارضته يؤكد ما قاله الشي وهو يف مقتبل شبابه، وهو يماهز الثالثني من عمره،

ودلت عىل نبوغه اهبكر، وعمق تفكريه وحتليلةه، «الدين واهدني »: التي ألقاها عن

فقد ناقش قضي الفلسف وموقفدا مةن امهيةات ومةا وراء الطبيةة . وسة أفقه

:فكان مما قاله. مماقش مستبرصة

اكتشاف علمي ألي طالب متمتع بالفطرة السةليم يف تةاري ولن يكون أي »

الةلم امنساين كله أبةع عىل الغراب من اكتشةاف أن الفلسةف التةي تةدعي أهنةا

مؤسس عىل الةقل واالستدالل، وعىل األصول اهمطقي ، استمرت نحو ألفي سةم

يف البحع عن قضايا مل تكن لةدهيا أي مةلومةات عمدةا، حتةى عةن (31)ومخسامئ

إىل هذه اهدة الطويلة وراء غاية مل مبادئدا األولي ، وظل الموابغ واألذكياء تائدني

إهنم بحثةوا عةن ذات اهلل وماهيتةه، وعةن صةفاته ! يكن عمدهم من مةاهدا يشء

وحقيقتدا، وعالقتدا بالذات ونسبتدا إليدا، وكيفي ظدور هذه الصفات وصةدور

أفةال اهلل وكيفيتدا، وحدوث الةامل وقدمه، وعن احلياة بةد اهةوت، وعةن قضةايا

مهيات، وما بةد الطبية يف ثق وقطةية ، وتفصةيل وتةدقيق، ممةا ال أخرى من ا

.يوجد إال عمد اخلبري الكياموي لدى قيامه بالةمل التحلييل والتجارب الكياموي

أن الماس مل يتفطموا هذا اخلطةأ يف حيةاة الفلسةف : ومما يبةع عىل االستغراب

مةن جةولتدم يف ميةدان المقةد الطويل ، ومل يمتبدوا هذا اخلطةأ اهبةدئي، بةالرغم

ء فالسةف سةامأوكذلك ال توجد يف مكتب الفلسف الضخم والبحع بكل حري ،

ا .رفةوا أصواهتم ضد هذه الطريق اخلاطئ إال نادرا جد ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .، وكانت قد ظدرت الفلسف إىل حيز الوجود من قبل(م. ق 311)مات سقراط سم (31)

11 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

والذي تفطن هذه المكت يف تاري الفلسف الةربي تفطما جيةدا، وقةرر يف قةوة

هو نابغة هيات وما وراء الطبية بضاع مزجاة، وبالغ أن بضاع الفالسف يف ام

عبةد الةرمحن بةن - بل نابغ الةامل يف فلسف التةاري وعلةوم الةمةران - الةرب

الذي تماول هذا األصل بالمقد يف عةدة مواضةع (م1216 - هة818ت )خلدون

ويقتطف . من مقدمته الشدرية، وكان عارفا بحدود الةقل، وقصوره يف هذا اهجال

:شي هما من مقدمته ما يوضح اهوضوع، إذ يقول حححال

ر عىل امحاط بالكائمات وأسةباهبا، »وال تثقن بام يزعم لك الفكر من أنه مقتد

ه رأيه يف ذلك، واعلم أن الوجود عمد كل والوقوف عىل تفصيل الوجود كله، وسف

يف نفسه بخالف ذلةك، مدرك يف بادئ رأيه ممحرص يف مداركه ال يةدوها، واألمر

واحلق من ورائه، أال ترى األصم كيف يمحرصة الوجةود عمةده يف اهحسوسةات

وكةذلك . األربع واهةقوالت، ويسقط مةن الوجةود عمةده صةمف اهسةموعات

ولوال ما يةردهم إىل ذلةك مةن تقليةد . األعمى أيضا يسقط عمده صمف اهرئيات

أقروا بةه، لكةمدم يتبةةون الكافة يف اآلباء واهشيخ من أهل عرصهم والكاف لام

إثبات هذه األصماف، ال بمقتىض فطرهتم وطبية إدراكدةم، ولةو سةئل احليةوان

را للمةقوالت وساقط لديه الكليات .األعجم ونطق لوجدناه ممك

فإذا علمت هذا فلةل هماك رضبا مةن امدراك غةري مةدركاتما؛ ألن إدراكاتمةا

أك من خلق الماس، واحلرص جمدول، والوجةود أوسةع خملوق حمدث ، وخلق اهلل

نطاقا من ذلك، واهلل من ورائدم حميط، فةاتدم إدراكةك ومةدركاتك يف احلرصة،

واتبع ما أمرك الشارع به من اعتقادك وعملك، فدو أحرص عىل سةادتك، وأعلم

وذلةكبام يمفك؛ ألنه من طور فوق إدراكك، ومن نطاق أوسع من نطاق عقلك،

ليس بقاد؛ يف الةقل ومداركه، بل الةقل ميزان صحيح، فأحكامه يقيمي ال كذب

111 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

فيدا، غري أنك ال تطمع أن تزن به أمور التوحيد واآلخرة، وحقيق المبوة، وحقائق

الصفات امهي ، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع يف حمال، ومثةال ذلةك رجةل

أن يزن به اجلبال، وهذا ال يدرك، وهةو ال رأى اهيزان الذي يوزن به الذهب، فطمع

يقف عمةده، وال يتةةدى قد يدل عىل أن اهيزان يف أحكامه غري صادق، لكن الةقل

.(32)«طوره، حتى يكون له أن حييط باهلل وبصفاته، فإنه ذرة من ذرات الوجود

يف مؤلفاتةه يف ( هةة728: ت)وقد أشار إىل ذلك شي امسالم أمحد بن تيمية

ورد عةىل أخطةاء مواضع، وأبان عن هذه احلقيق يف بحوثه الكالمية مةرارا، عدة

.(33)اهتكلمني أصال وفرعا بكل جرأة وشجاع

وأما من كشف الغطاء عن هةذا االنخةداع المفيسة يف دور الفلسةف األخةرية

–عامنويةل كانةت »ودحض الفلسف اخليالي هذا هو الفيلسوف األلةامين الشةدري

Emmanuel Kant» (1721 - 1812م ) ،متجةارسا الذي عين حةدود الةقةل

حا مبيما، كام يقول الفيلسوف اهسلم الدكتور حممد إقبةال يف كتابةه جتديةد »: مرص

هةا إىل كومة تةراب»: «الفكر الديمي يف امسالم ! إنه هدم أعةامل اهتمةورين، وحو

Critque of pure - الةقةل اخلةالص نقةد»وذلك عةن طريةق كتابةه الشةدري

qeason».

:«أو علم الكالم»قصور الفلسفة الدينية

ن بةه ويةرض الشي المدوي يف هةذا اهقةام لمةوع خةاص مةن الفلسةف ، فةت

:الفلسف الديمي أو علم الكالم فيقول ححح: الكثريون، وهو ما يمكن تسميته

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .، طبة اهيئ اهرصي (323، 322: ص) «مقدم ابن خلدون» (32)

.عىل سبيل اهثال «المبوات»: ، وكتاب«الرد عىل اهمطقيني» ، و«نقض اهمطق»: راجع مؤلفاته (33)

111 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

أت بةإزاء من متام الةدل أن نمتقد يف هةذه الدراسة تلةك الفلسةف التةي نشة»

الفلسف القديم للدفاع عن الدين، ولكمدا مل تكةن الفلسةف بةذاهتا، وإن كانةت

أعمي حماول تشبددا يف اهوضوع، ويف طريق البحع واالستدالل والفكر األسايس،

بةالرغم - إثبات ذات اهلل وصفاته وقضايا ما وراء الةقل، عن طريق الةقل، ومةا

: لتقيان يف األساس، وأعمي بالفلسف الديمي هذهي - من اخلالف، والرصاع بيمدام

ذلك الذي حلل ودقق هذه اهسائل امهي وقضايا ما بةةد الطبيةة ، «علم الكالم»

مثل الفلسف ، وأتى بتدقيقات وتقةريات كانت سم الفلسف اليوناني وشةةارها،

لغايات التةي وإن كان كل ممدام خيتلف عن صاحبه يف المتائج التي توصل إليدا، وا

.«توخاها

ويمتقد الشي هما علم الكالم؛ ألنه مل يستخدم يف هجومه عىل الفلسف اليوناني

ه أمىض األسلح ، وهو حمدودي الةقل امنساين، ووسائل مةرفته، وهو سالحا يةد

ه عةىل الغةزايل يف هتةاتف »: ما رص؛ به ابةن رشةد يف دفاعةه عةن الفالسةف ، ورد

:قال فيه الذي «التدافت

هذا كله عمدي تةد عىل الرشية ، وفحص عام مل تأمر به الرشية ؛ لكةون قةوى »

البرش مقرصة عن هذا، وذلك أن ليس كل ما سكت عمه الرشع من الةلوم جيب أن

ويرص؛ للجمدور بام أدى إليه المظر أنه من عقائد الرشع، فإنه يتولد يفحص عمه،

مبغي أن يمسك عن هذه اهةاين كل مةا سةكت التخليط الةظيم، في: عن مثل هذا

عمه الرشع، ويةرف اجلمدةور أن عقةول المةاس مقصةرة عةن اخلةوض يف هةذه

.(34)«األشياء

الكشف عن مماهج األدل »: أما الكتاب الذي صمفه يف الرد عىل اهتكلمني باسمــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ (.111: ص) «هتافت التدافت» (34)

112 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وب فقةد أثبةت فيةه قةوة االسةتدالل القةرآين، وتفوقةه إزاء أسةل «يف عقائد اهل

إنه أبةان فيةه يف : االستدالل الكالمي بقطةي ، ويةتبر نموذجا جيدا لسالم فدمه

.عدة مواضع عجز اجلمدور عن إدراك هذه األمور واهسائل

ويةقب الشي المدوي عىل كالم ابن رشد تةقيب اهؤمن الماضج الرشيد الواثق

رأيه هذا كلي ا، بةأن قةوى إنمي أوافق »: من نفسه، الواقف عىل أرض صلب ، فيقول

البرش وعقوهم مقصرة عن إدراك هذه اهسةائل، والبحةع عمدةا، والتأمةل فيدةا،

وما كان أفالطون، وأرسطو، والفارايب، وابن ! ولكممي ال أعتقد الفالسف إال برشا

كسةائر - فكةانواسيما، وابن رشد نفسه إال أفرادا من الموع البرشي فةيام أعتقةد،

مكلفني بأن يةرفوا قدرهم، ويؤمموا بأن عقةوهم كةقةول سةائر - جلمدورأفراد ا

الماس، مقرصة عن اخلوض يف هذه احلقةائق التةي رزقةوا وسةائل االقتمةاع هبةا،

واالحتواء عليدا، ومل يملكوا من اهةلومات األولي واهواد واهقدمات ما يتواصلوا

.برتتيبدا إىل المتائج القطةي واهةرف الصحيح

وكانت طبق اهةتزل أكثر تمورا، وأخضع للةقل من هؤالء الفالسف الديميني،

ثةم بحثةوا عةمدام مةن حيةع ! الذي قاسوا اهلل عىل امنسان، واآلخرة عةىل الةدنيا

األحكام امنساني وقوانني هذا الةامل، بغاي اجلرأة واحلرية ، وبرصةف المظةر عةن

.«حدود الةقل متاما

ا عن مؤرخ كبري وعامل مةارص، طالام أبدى إعجابةه باهةتزلة ، ويمقل الشي هم

وأشاد بمزعتدم الةقلي ، وحريتدم الفكري ، ولكمه ية ز همةا ضةةفدم بإنصةاف

: مةؤرخ الفكةر امسةالمي يف كتبةه الشةدرية «أمحد أمني»ورصاح ، وهو األستاذ

ضحى »: بهإذ يقول يف كتا. «ظدر امسالم»، و«ضحى امسالم»، و«فجر امسالم»

:«امسالم

113 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

أعمةي يف ولةل نقط الضةف فيدم أهنم أفرطوا يف قياس الغائب عىل الشاهد، »

مثال - اهلل تةاىل لقوانني هذا الةامل، فقد ألزموا اهللقياس اهلل عىل امنسان، وإخضاع

- بالةدل كام يتصوره امنسان، وكام هو المظام الدنيوي، وفاهتم أن مةمى الةةدل -

ره بتغةري الزمةان، وأن مةا كةان عةدال يف - الدنياحتى يف مةمى نسبي يتغري تصو

! القرون الوسطى يةد ظلما اآلن، فكيف إذا انتقلما مةن عةامل الةدنيا إىل عةامل اهلل؟

إنةا نةرى أن .. . وكذلك الشأن يف قوهم يف احلسن والقبح، والصةال؛ واألصةلح

.(35)«ياء حكما، فإذا اتسع نظره تغري حكمهامنسان إذا ضاق نظره حكم عىل األش

كل براهيمدم مبمية «أن صفات اهلل هي عني اهلل أو غري اهلل»وكذلك قولدم يف »

عىل قياس الغائب عىل الشاهد، ولكةن الشةبه مةةدوم، وقةد فرضةوا أن الةيمية

لكةل والغريي ، والزماني واهكاني ، والسببي واهسةببي ، ونحوهةا قةوانني الزمة

خطأ حمض، فدي قوانني إنسةاني ، وإن تسةاحمما قلةيال - يف نظري - هذاموجود،

لسما نستطيع القول بأهنا تمطبةق عةىل غةري عاهمةا أو ال . إهنا قوانني عاهما هذا: قلما

- عىل اعتقاد أهنا قةوانني شةامل لإلنسةان واهلل - تمطبق، فإصدار حكمما عىل اهلل

ل الذي يةرف قدره، وال يةدو طةوره، ولةيس هةذا بةيةب جرأة ال يرتضيدا الةق

.(36)«اهةتزل وحدهم، بل عيب من أتى بةدهم من علامء الكالم كذلك

إن ما قرره الشي المدوي ودلل عليه يف دراساته القديم واحلديث ، قد أكده لما

بوضو؛ وجالء، الةلم احلديع يف أحدث وثباته، وهو حمدودي الةقةل امنسةاين،

ن بلغ ما بلغ من اكتشاف ظواهر الكون الامدي وقوانيمه، وأن هماك مماطق حمرم وإ

عىل الةقل، ال يمكمه اقتحامدا، وهو يقف أمامدا عةاجزا؛ ألنةه ال يملةك آليةات

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .«اهةتزل »، (3/61) «ضحى امسالم» (35)

(.3/71)اهصدر السابق (36)

112 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.الدخول إليدا «تأشرية»اكتشافدا، وال سبيل له إىل الدخول فيدا؛ ألنه ال حيمل

ملةك احلقيقة كةل احلقيقة ، وهيدةات إن بةض الفالسف قد ظن يوما أنةه ي

فام من فيلسوف له فكرة مةيم ، مادي أو روحية ، مثالية أو واقةية ، إال هيدات،

وجدنا فيلسوفا آخر يماقضه ويرد عليه، من ممطلق الةقل الةذي آمةن بةه كالمةا

.واعتمد عليه

«عبةد احللةيم حممةود»حتى قال أحد أساتذة الفلسف ، وهو شةيخما الةدكتور

ر اليشء وضةده، وال تسةتطيع أن تظفةر : عححح إن الفلسف ال رأي ها؛ ألهنا تقر

!ممدا بطائل، أو خترج بيقني يف يشء

فدو الذي جييب عن األسئل القديم . اهصدر الوحيد لليقني هو الوحي امهي

ن أين: اجلديدةم؟ إجاب تشفي الصةدور، وحتةل الةقةد، وتزيةل م

؟ وإىل أين؟ ول

افمولۥمننورومنلم }ت الشبدا لۥنورا ٱلل [71: المور] {ي ع(37).

ولقد وجدنا كبار المظار وأئم اهةقوالت يف تراثما امسالمي، الةذين خاضةوا

جلج الفلسفات اهختلف ، وغاصوا يف أعامق البحوث واهماقشات المظري ، ومتموا يف

!ىل إيامن الةجائزهناي اهطاف أن يموتوا ع

يقةول يف أواخةر مةا ( هةة616: ت)وقال أحدهم، وهو فخةر الةدين الةرازي

لقد تأملت اهماهج الفلسفي ، والطرق الكالمية ، فةام وجةدهتا تشةفي : (38)كتب

ووجدت أقرب الطرق طريق القرآن يف المفي ويف امثبات. غليال، أو تروي عليال

.رفتيومن جرب مثل جتربتي عرف مثل مة... ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـإلمام األك الدكتور عبد احلليم حممود شي اجلامع األزهر ل «الفلسف واحلقيق »انظر كتاب (37)

.عحححاألسبق

.«أقسام اللذات»قاله يف كتابه (38)

115 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

:وقال الةالم الشدرستاين يتحدث عن هنايات اهتفلسفني واهتكلمني

لقععد فععت تلععك املعاهععد كلهععا

حععت ععر بععني تلععك املعععامل !ورس

فلعععم أر إال واضععععا كعععف حعععائر

!عععىل ذقععن أو قارعععا سععن نععادم

.وكفى هبؤالء شدودا، ألهنا شدادة من أهل الصمة

* * *

ثالباب الثال

أبو احلسن الندوي

دا جد صل ا ومي مي

.مالمح املصلح شخصية الشيخاششش

.نظرية الشيخ اإل الأاششش

.قرب منهج الشيخ من منهج الشيخ البنااششش

.الشيخ والتغيري السيايساششش

.اجلانب الفكري منهج الشيخاششش

.التغيري عن ريق تكوين اجلامعاتاششش

.لإل الأ كام يراه الشيخ منهج أف اششش

116 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

* * *

117 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

الباب الثالث

أبو احلسن الندوي

دا مصل ا وجمد

أحةد الرجةال أنه : ال يشك من يقرأ كتب اممام المدوي، ويستمع إىل حمارضاته

اهصلحني يف هذا الةرص، وأن له نظري متميةزة يف امصةال؛ والمدةوض باألمة ،

وبةثدا من جديد، لتقوم بدورها ورسالتدا التي كلفدا اهلل القيام هبا، وهو مل يؤلةف

مجةي رسمي تقوم هبذه اهدم ، ولكمه صاحب مدرس فكري وإيامني هةا سةامهتا،

.اخلاص هبا وها مذاقدا وأدبياهتا

:مالمح املصلح

أن يكون عارفا بمشكالت أمته، وما تطمح إليه من آمال، :أول مالمح املصلح

.وما يةرتضدا من عقبات

أن تكون له روي واضةح يف عةالج هةذه اهشةكالت، ووضةع :وثاين مالحمه

فاهلمح األول يمثل تشةخيص الةداء، والثةاين يمثةل وصةف . احللول اهماسب ها

.اءالدو

هو هتيئ اهريض لتمةاول الةدواء، بإقماعةه بفائدتةه وجةدواه، :وامللمح الثالث

.ورضورة تماوله، وص ه عىل مرارته، ففيه وحده الشفاء، وذهاب الداء بإذن اهلل

هذا ما يصمةه األطباء الماجحون مع اهةر مةن األفةراد، وهةو مةا يصةمةه

.جتمةاتاهصلحون اهوفقون مع اهر من األمم واه

118 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.وهذا ما نلمسه بجالء يف موقف الةالم المدوي من أدواء األم وأدويتدا

:أثر األحداث اليت عاصرها

عاش الةالم المدوي أحداث القرن الرابع عرش اهجري وأوائل القرن اخلامس

بام جرى حوله مةن أحةداث - وال شك - القرن الةرشين اهيالدي، وتأثر - عرش

.يف الةامل امسالمي، ويف الةامل كله رشقيه وغربيهك ى، يف اهمد، و

أو غفل عمدا، بل هةو حيةس ومثله ال متر األحداث الكبرية عليه، وهو يف غيب

ربام كانت يده قصرية، ولكن عيمةه بصةرية، تةرى هبا، ويتفاعل مةدا بةقله وقلبه،

ويتةأمل، وربةام وترقب، وتمقل ذلك إىل الةقل، فيفكر ويتأمل، وإىل القلب فيشةةر

:أنشد مع الشاعر

ععس وهععذه عينععي تععر قلبععي يي

عس ومععا أر ؟ععيام أح

يلتعي ف

!معا ح

بةد أن كان اهسلمون «اهمد الك ى»لقد شاهد الشي حتكم امنكليز يف بالده

هم حكامدا لةدة قرون، وبةد أن تركوا فيدا آثةارا رائةة تمطةق بةلةو كةةبدم يف

بجوار مةا كةان حلضارة، وبام كان هم من سبق يف مضامر التقدم وامبداع الامدي، ا

.هم من فضل يف اجلانب الروحي واألخالقي

وشاهد الشي مقاوم بالده لالحتالل ال يطاين، ودور اهسةلمني التةارخيي يف

هذه اهقاوم ، ودور علامء اهسلمني الكبةار يف قيادهتةا، والتحةريض عليدةا، مثةل

موالنا أيب الكالم آزاد، والشي حممود حسن شي اهمد، والشي أمحد اهدين شي

.احلديع، وكبار مشاي دار الةلوم بديوبمد

واحةدة : وشاهد حترر اهمد من االستةامر ال يطاين، ثم انقسام اهمد إىل دولتةني

، واألخةرى للدمةدوس، وهةي «الرشةقي والغربية »للمسلمني، وهي باكسةتان

111 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

مدستان، واختيار عرشات اهاليني من اهسةلمني أن يبقةوا يف اهمةد مةع تةراثدم ه

أصةاهبم مةا وإنوحضارهتم وآثار أسالفدم، «جامةاهتم»وتارخيدم، وجوامةدم

.أصاهبم من اهحن واآلالم بةد ذلك

الةبالد - كام رأى الشي حسن البما وغريه مةن اهصةلحني - وال شك أنه رأى

لةت مةن االسةتةامر الغةريب الرأسةاميل، أو االسةتةامر الرشةقي امسالمي قد احت

الشيوعي، مثل اجلمدوريات امسالمي يف آسيا، ثم رأى حركات التحرر من هةذا

االستةامر بةد احلةرب الةاهية الثانية ، تشةتةل جةذوهتا يف كةل مكةان، وحتقةق

وكثريا ما وتطردما من ديارها،انتصارات عىل االستةامرين الةسكري والسيايس،

كان لةلامء الدين، والقادة امسالميني، واجلامعةات الديمية دورهةا اهةؤثر يف هةذا

أن أكثر هةذه الةبالد حتةررت مةن االسةتةامر : ر، وإن كان الذي يؤسف لهيالتحر

الةسةةكري، وبقةةي االسةةتةامر الفكةةري، واالسةةتةامر الترشةةيةي، واالسةةتةامر

.االجتامعي، واالستةامر االقتصادي

كثريا ما توىل قيادة هذه البالد بةد حتريرها الةلامنيون، الذين يقطفون ثمةرة ملو

درايتدم، وتفرق مجاعةاهتم، ووقةوف القةوى يغرسوها، لغفل امسالميني، وعدم

امسةالميون : اهةادي لإلسالم مع أعدائدم، وهكذا رأيما هةذه المتيجة واضةح

.يزرعون، والةلامنيون حيصدون

ي وال شك ممذ صباه كيف زرع هذا اجلسم الغريب يف جسد األم وشاهد الش

يف أرض فلسةطني، بوعةد «الوجود اليدودي الصديوين»الةربي وامسالمي ، وهو

عصب »من بريطانيا، وتةدد ورعاي من جانبدا، أعوام انتداهبا عىل فلسطني من قبل

ىل فلسةطني، وتأييةد قيةام والسام؛ للدجرات اليدودي اجلامعية اهكثفة إ «األمم

اهمظامت امرهابي الصديوني فيدا لتقتل وتغتال وتدمر، يف حني حرمت عىل أهةل

111 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

البالد الفلسطيميني محل أي قطة سال؛، واعت ت ذلةك جريمة يةاقةب عليدةا

وما انتدت أعوام االنتداب الثالثون، حتى كان الكيان الصديوين . بأشد الةقوبات

وشب عن الطوق، وأمسى قةادرا أن يةلةن قيةام دولتةه اجلديةدة، قد ترعرع ونام

.متحديا عرشات اهاليني، ومئات اهاليني من الةرب واهسلمني

كان الشي المدوي يف الثاني عرشة أو الثالثة عرشةة مةن عمةره، إذ أسةقطت

مدم من خصو - عىل عالهتا جم لإلسالم واهسلمنيالتي كانت - اخلالف الةثامني

والةوثميني، الةذين كةانوا وال يزالةون ىاليدود بمؤامرة عاهي من اليدود والمصار

وسيظلون يرتبصون بامسالم واهسلمني الدوائر، ووقع الةامل امسةالمي عمومةا

والةامل الةريب خصوصا أسريا مكبال يف أيدي االستةامر الغريب البغيض الذي جةل

.رطوبا، حيلب رضعدا وييسء علفداممدام بقرة حلوبا وناق

أنشب االستةامر الغريب أظافره يف ربوع الةامل الةةريب حتةت خمطةط مةدروس،

يمتص خرياته، وخيرب أقطاره، وحيرش بةني أبمائةه، ويغةزو حضةارته وثقافتةه،

ويةمل عىل توهني عرا التضامن واالحتاد والوئام والتآلف، ويسةةى مصةاب لغتةه

ثات الرطان والةجم ، وإضةاف ثق أبمائدا هبةا وبمسةتقبلدا، متدمةا الةربي بلو

إياها بالضةف عن استيةاب مةطيات التقدم، ومسايرة ركةب الرقةي واحلضةارة

.الفتي احلديث

انطبع ذلك كله يف خميل الغالم فالفتى أيب احلسن، وتفاعل مع اهوقف احلةزين

الةريب يةيشه ويقتات ممه، وهو إىل جانب اهؤمل الذي شاهد الةامل امسالمي والةامل

، رقيق الشةةور، - ترشبه للةلم، وحبه الةجيب لالطالع والدراس مرهف احلس

مؤمن القلب، صايف المفس، تربى يف بيئ حلمتدا وسداها الدين واجلداد، والةزيم

ت تمحدر من السالل المبوية ، وتتمسةك باهوروثةاوالدعوة، وولد يف حجر أرسة

111 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

الةقائدي واألخالقي ، وخصائص البيت احلسمي الرشيف، وتةتةز هبةا، وتةةدها

أغىل نةم بةد نةم اميامن، فةاهد اهلل أن ال يألو جددا ألجل الةمةل عةىل تغيةري

زها وعلوها وفخارها، ودعوهتا اهتصل إىل األخذ احلال، والةودة باألم إىل ما فيه ع

مةة والتمكةني يف األرض، وتغةري انحطاطدةا بةالرقي، باألسباب التي متمحدا اه

.وختلفدا بالتقدم

ويف جانب آخر، عاش أواخر عدد االستةامر امنكليةزي بوطمةه اهمةد، ورأى

الظلم الذي كان يصبه أنواعا وأشكاال عىل أبمائدا، وال سيام اهسلمني الذين مةمدم

ةلدم أذل بةدما كانوا أعزة، جدده أن جي - نزع احلكم والسلط ، فحاول االستةامر

وعةايش . وأن يطمس من أرض اهمد التي حكموها ألف سم مجيع مةامل امسالم

المضال المبيل الطويل الذي خاضه الةلامء الغياري والقادة اهخلصون، مةن أجةل

: حترير البالد من نري االستةامر، ثم عايش استقالل البالد، وتقسيم اهمد بني دولتني

اكستان؛ ورأى أن جدود الةلامء والقادة تتبةثر، وأن االستقالل مل جين ممةه اهمد وب

إال احلصةةاد اهةةر، وأن حرمةةات اهسةةلمني وأعراضةةدم وأرواحدةةم اهسةةلمون

وممتلكاهتم مةرض يف اهمد اهستقل للخطر، كام أن ديةمدم وعقيةدهتم وهةويتدم

الةصبي اهمدوسي الةدواني ، التي مدددة بالةلامني اهغلوب بقوة الوثمي اهتطرف ، و

قررت ممذ عددها األول بتباشري االستقالل أهنا لن ترعةى يف مةؤمن إو وال ذمة ،

ومدام أثبت اهسلمون مواطمتدم الصادق ووفةاءهم ووالءهةم للةوطن، وقةدموا

.تضحيات مالي وروحي من أجل أبماء الوطن

د بالمسب إىل الةةامل الةةريب والةةامل فالةمل عىل استةادة اهجد امسالمي اهفقو

امسالمي، والةمةل عةىل احلفةاظ عةىل الةدين والةقيةدة أوال وأروا؛ اهسةلمني

وممتلكاهتم ثانيا بالمسب إىل شبه القارة اهمدي ، جةلدام الشي أبو احلسةن المةدوي

112 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

صاحب «حممد ممظور المةامين»ومةه زميله الويف وصديقه الصفي، فضيل الشي

أك هدف وأعظم مدم ، ركز عليدا ( م1117 - هة1217)اهتوىف «الفرقان»ل جم

.جدوده وجداده، ووقف عليدا مةظم كتاباته وخطاباته

اجتاز مراحل عصيب ، وممي بةقبات، وجترع اهرار، وعاش ممذ طفولته حتةى

كونةه دخول مةرتك احلياة وعمله مدرسا وداعيا، قل الوسائل الامدية ، إىل جانةب

نحيل اجلسم، مةروق اللحم، ممحرف الصح يف مةظم أدوار حياته، ولكمه مل حيد

عن اجلادة، ومل يقبل اهساوم عىل اهدف الذي حدده، والغاي التي وضةدا نصةب

عيميه، ومل يرتدد، ومل يشك يف صح اجلد ، واستقام الطريق، ومل تقةدر الظةروف

كثري من الكتاب والدعاة واهفكرين، الذين أن جتةله يسقط يف وسط الطريق، مثل

.(39)أسكرهتم اهغريات يف هناي اهشوار، إن مل يؤخذوا هبا يف بدايته

:نظرية الشيخ الندوي يف اإلصالح

لقد كان الشي المدوي مطلةا عىل مشكالت أمته امسالمي ، وقد طوف هبا يف

هةا، وحةارض يف جوامةدةا رحالته، وخةالط علامءهةا وأدباءهةا، وقادهتةا وزعامء

وجامةاهتا، وخاطب خاصتدا وعامتدا، وعرف ما تةانيه األم من أمراض وأدواء،

بةضدا أدواء فكري ، مثل التةلق بالغرب، والسري يف ركابه، واجلري وراء فلسةفاته

سالم وخلود رسالته، وروعة ونظرياته ومذاهبه، وفقدان اليقني والثق بةظم ام

نتشار الردة الفكري التي كتب الشةي عمدةا رسةالته أو مقالتةه أحكامه، إىل حد ا

.«!ردة وال أبا بكر ها»: البدية التي جةل عمواهنا

وبةض هذه األدواء واألمراض أدواء أخالقي وسلوكي ، جةلت األم تمترشة ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـالةةدد اخلةاص الةذي «البةع امسةالمي»مقال الشي نور عامل األميمي المدوي جمل : انظر (39)

.صدر بمماسب وفاة الشي أيب احلسن ححح

113 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

فيدا أخالق اهمافقني، وتتبع سبيل اهفسدين، وال تسلك سبيل اهؤممني، وال تتبةع

اهستقيم، رصاط الةذين أنةةم اهلل علةيدم غةري اهغضةوب علةيدم وال رصاطدم

.الضالني

لقد فشا يف األم حب الدنيا، وكراهي اهوت، وهةو رس الةوهن الةذي أصةاب

.أنفسدم، ونزع الرهب من صدور أعدائدم

وشاعت فةيدم ظةاهرة إضةاع الصةلوات، واتبةاع الشةدوات، واالسةتدان

، وتةرك االئةتامر بةاهةروف، والتمةاهي عةن اهمكةر، بالفرائض، واقرتاف اهحارم

.وضيةت األمان ، ووسد األمر إىل غري أهله

انطفاء مجرة اميةامن يف صةدور المةاس، تلةك : وسبب ذلك كله يف نظر الشي

اجلمرة التي كانت حتفزهم إىل اخلري إذا تكاسلوا وتقاعسوا، وتزجرهم عن الرش إذا

.أغرهتم اهغريات

بو شةل اميامن يف القلوب إذا حرم الماس الةدعاة الربةانيني الصةادقني، وإنام خت

الذين يروون القلوب الةطشى برحيق اميامن، ويوقظةون الةمفس الغافلة هبداية

.القرآن، ويداوون األروا؛ اهريض برتياق الةلم واليقني وامحسان

:الدعاة، وهم صمفانوإذا حرم الماس الدعاة الربانيني ابتلوا بآخرين من

كام وصةفدم دمم، من دعاهم إليدا قذفوه فيدا، صمف من الدعاة عىل أبواب ج

هعم معن بنعي »: لام سئل المبةي صصص عةمدم، قةال «الصحيحني»حديع حذيف يف

.«جلدتنا ويتكلمون بنلسنتنا

ونرشوا فيدا الفكرة الغربي بام حتملةهفدؤالء هم الذين دعوا إىل تغريب األم ،

من فلسف مادي ، ونظرة إباحي ، وعصبي قومي ، وهم الذين أججوا الرصةاع بةني

112 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.هذه الفكرة والفكرة امسالمي

وهؤالء هم الذين هيمموا عىل أزم التةليم والرتبي ، والثقاف وامعالم يف البالد

وهيةأ هةم . امسالمي اهختلف ، مكن هم االستةامر، الةذي صةمةدم عةىل عيميةه

ب المفوذ والتأثري، بام ملكدم من سلطات ال يمازعدم فيدا أحد، فسلطوا عىل أسبا

عقول األجيال وقلوهبم وأذواقدةم وسةلوكياهتم، يوجدوهنةا كةام يشةاءون، بةل

.يصمةوهنا كام يشاءون

دعاة الدين اهزيفون، الذين يتحدثون عن الدين بألسمتدم، : والصمف الثاين هم

ب بةاطمدم ومل تترشبه قلوهبم، ومل متث له أعامهم، تكذب أفةالدم أقةوالدم، ويكةذ

هو}ظاهرهم ييأ عحلو ف مول قولو م ينءامنوال مق 1ٱل كلب

أ لوعنلدٱلل

عحو ف .[3، 1: الصف] {قولوامول

قع فتم ألهل الدين وعةائق عةن هؤالء الدعاة اهحسوبون عىل الدين هم يف الوا

.الوصول إىل اهلل

:الرتكيل على إصالح الفرد أوال

هما يرى الشي أن إصال؛ اهجتمةات ال يتم إال بصال؛ أفرادها، فدةم لبمةات

وإنام يتحقةق صةال؛ الفةرد مةن . البماء، الذي ال يقوم البميان إال بسالمتدا وقوهتا

أي بصال؛ نفسه التي بةني جمبيةه . من ظاهره داخله ال من خارجه، ومن باطمه ال

قبل كل يشء، أو بصال؛ تلك اهضغ التي إذا صلحت صةلح اجلسةد كلةه، وإذا

.فسدت فسد اجلسد كله، أال وهي القلب

وهذا ركز امسالم عىل طدارة القلب، وسالمته مةن رذائةل الرشةك والمفةاق،

عا ال ينظر إ أجسامكم إن ا ت»: وسوء األخالق، وجاء يف احلديع الصحيح

115 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

، وأشار الرسول الكريم إىل صدره (40)«وال إ وركم ولكن ينظر إ قلوبكم

.(41)«ثالثا... التقو ها هنا»: وقال

م }: وقال تةاىل قحوبومنيعظ وىٱل ق نهومن فإ .[31: احلج] {شعئرٱلل

ملينفعمويو }: وقال تٱ88 ولبنوأ من قح إل ب لل ، 55: الشةراء] {سحي وبو

ن }، [57 م بوقح وروءب ٱل غي ب ملنب ٱلرح نيبخش .[33: ق] {م

هذا كان تركيز الشي عىل تزكي األنفس، وإصال؛ القلوب، فدي حمور التغيري

امةةل، وال جيةةدي تغيةةري األنظمةة والقةةوانني، احلقيقةةي، وأسةةاس امصةةال؛ الك

واألوضاع السياسي والدستوري ، ما مل يسبقدا أو يصبحدا تغيري نفيسة وروحةي

عميق، يغري ما بأنفس األقوام، حتى يغري اهلل ما هبا، وفقا للسم الثابت التي قررهةا

}القرآن إ يغ ل محت قو موب ليغ هم ٱلل نفسأ .[00: الرعد] {واموب

وال غرو أن بدأ الرسةول صصص هبةذا اجلانةب الرتبةوي األصةيل واهدةم، يف دار

المفةوس مةن أدران اجلاهلية يف الةدةد اهكةي، يطدةر «األرقم بةن أيب األرقةم»

ويةريب أنفسةا. وأباطيلدا يف االعتقاد، وخرافاهتا يف الفكر، وانحرافاهتا يف السلوك

م أة من نقةائص اجلاهلية ، متحلية بفضةائل امسةالم، جديدة، زاكي طاهرة،

.ومكارم أخالقه

ويرى الشي أن تطدري القلوب، وتزكي األنفس، إنام هو عمل الةلامء الربانيني،

والدعاة الصادقني، الةذين جةلةوا صةالهتم ونسةكدم هلل، وحميةاهم وممةاهتم لةه

ل اهلل وأصبحوا وأمسوا متحرقني إىل ه داي األمة ، وبةدعوهتم وإخالصةدم يحةو

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .رواه مسلم عن أيب هريرة (40)

.رواه مسلم عن أيب هريرة (41)

116 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

الضةةالني إىل اهدايةة ، والةاصةةني إىل التوبةة ، واهمحةةرفني إىل االسةةتقام ، وهةةم

مخالصدم خيرج الكالم مةن قلةوهبم إىل قلةوب المةاس، فيجةةل فيدةا كمةس

الكدرباء، وليسوا كمن خيرج الكةالم مةن أطةراف ألسةمتدم، فةال يتجةاوزا آذان

.مستمةيدم

فدةم يف رأيةه الةذين «مجاع الدعوة والتبليغ»ومن أجل هذا آمن الشي بدور

يستطيةون أن يغريوا األنفس عن طريةق الةوعه وامرشةاد، والرفقة يف السةفر،

.واألسوة يف احلرض، وأخذ الماس بالسم واآلداب امسالمي

ةةض ويرى الشي أن هماك مفتاحا يمكمه أن يفةتح كةل األقفةال، ذكةره يف ب

رسائله، ذلك اهفتا؛ هو اميامن، وهو الذي فتح به رسةول اهلل صصص أقفةال الةةرب،

فأخرجدم من اجلاهلي إىل امسالم، ومن الظلامت إىل المور، وجةلدم هبذا اميامن

.خري أم أخرجت للماس

:يقول الشي ححح

فةال أعيةا لقد كانت احلياة كلدا أقفاال مةقدة، وأبوابا مقفل ، كةان الةقةل مق»

فتحه احلكامء والفالسف ، كان الضمري مقفال أعيا فتحه الوعاظ واهرشدين، كانت

القلوب مقفل أعيا فتحدا احلوادث واآليات، كانت اهواهةب مقفة أعيةا فتحدةا

كانةت اهدرسة مقفلة أعيةا فتحدةا الةلةامء التةليم والرتبي واهجتمع والبيئة ،

ل أعيا فتحدا اهتظلمني واهتحاكمني، كانت األرسة واهةلمني، كانت اهحكم مقف

مقفل أعيا فتحدا اهصلحني واهفكرين، كان قرص اممارة مقفال أعيا فتحه الشةب

وكانت كموز األغمياء واألمراء مقفل . اهظلوم، والفال؛ اهجدود، والةامل اهمدوك

د حةاول اهصةلحون أعيا فتحدا جوع الفقراء وعري المساء وعويل الرضةاء، لقة

117 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

الكبار واهرشعون الةظام فتح قفل من هذه األقفال ففشلوا وأخفقوا، فإن القفل ال

يفتح بغري مفتاحه، وقد ضيةوا اهفتا؛ مةن قةرون كثةرية، وجربةوا مفةاتيح مةن

صماعتدم ومةادهنم، فإذا هي ال توافق األقفةال، وإذا هةي ال تغمةي عةمدم شةيئا،

.أيدهيم وكرسوا آلتدماألقفال، فجرحوا وحاول بةضدم كرس هذه

ثم من اهلل عىل الةامل برسال حممد صصص، ويف رسالته عاد هةذا اهفتةا؛ اهفقةود إىل

ففتح هذه األقفال «اميامن باهلل والرسول واليوم اآلخر»: امنساني ، ذلك اهفتا؛ هو

ع هةذا اهفتةا؛ المبةوي عةىل اهةقدة قفال قفال، وفتح به هذه األبواب بابا بابا، وض

الةقل اهلتوي فتفتح ونشط واستطاع أن يمتفةع بآيةات اهلل يف اآلفةاق واألنفةس،

ويتوصل مع الةامل إىل فةاطره، ومةن الكثةرة إىل الوحةدة، يةةرف شةماع الرشةك

.والوثمي واخلرافات واألوهام

ا وبةاطال وضةع هةذا . وكان قبل ذلك حماميا مأجورا يدافع عن كل قضي ، حق

اهفتا؛ عىل الضمري امنساين المائم فانتبه، وعىل الشةور اهيةت فةانتةش، وعةاش،

وحتولت المفس األمارة بالسوء إىل نفس مطمئمة ، ال تسةيغ الباطةل، وال تتحمةل

امثم، حتى يةرتف اجلاين أمام الرسول صصص بجريمته ويلةح عةىل الةقةاب األلةيم

ج كرسى، وخيفيه يف لباسه، ليسرت صالحه وأمانته الشديد، وحيمل اجلمدي الفقري تا

.عن أعني الماس، ويدفةه إىل األمري؛ ألنه مال اهلل الذي ال جيوز اخليان فيه

كانت القلوب مقفل ال تةت وال تزدجر وال ترق وال تلني، فأصبحت خاشةة

.واعي تةت باحلوادث، وتمتفع باآليات وترق للمظلوم، وحتمو عىل الضةيف

وضع هذا اهفتا؛ عىل القوى اهخموق ، واهواهب الضائة ، فاشتةلت كاللديب،

مةم وتدفقت كالسيل، واجتدت االجتاه الصةحيح، فكةان راعةي امبةل راعةي األ

118 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وخليف حيكم الةامل، وأصبح فارس قبيل وبلد قاهر الدول وفاتح الشةوب الةريق

.يف القوة واهجد

اهقفل ، وقد هجرها اهةلمون، وزهد فيدا اهتةلمون، وضع اهفتا؛ عىل اهدرس

وهان اهةلم، فذكر من رشف الةلم وفضل الةةامل واهةتةلم وسقطت قيم الةلم،

واهريب واهةلم، وقرن الدين بالةلم حتى كانت له دول ونفاق، وأصبح كل مسجد

مةا وكل بيت من بيوت اهسلمني مدرس ، وأصبح كل مسلم متةلما لمفسه ، ومةل

.لغريه، ووجد أك دافع إىل طلب الةلم، وهو الدين

وضةه عىل اهحكم اهقفل فأصبح كل عامل قاضيا عادال، وكةل حةاكم مسةلم

حكما مقسطا، وأصبح اهسلمون قوامني هلل شدداء بالقسط، ووجد اميةامن بةاهلل

.احلكم باجلوروبيوم الدين فكثر الةدل وقل اجلدل، وفقدت شدادة الزور و

وضةه عىل األرسة اهقفل وقد فشا فيدا التطفيةف بةني الوالةد وولةده، واألخ

وإخوته، والرجل وزوجته، وتةدى مةن األرسة إىل اهجتمةع، فظدةر بةني السةيد

وخادمه والرئيس واهرءوس والكبري والصغري، كل يريد أن يأخذ ما له، وال يةدفع

كتةالوا عةىل المةاس يسةتوفون، وإذا كةالوهم أو ما عليه، وأصبحوا مطففني، إذا ا

وزنوهم يخسرون، فغرس يف األرسة اميامن، وحذرها من عقاب اهلل، وقرأ عليدةا

هو}: قول اهلل يوخحلقمن هلولو ٱيأ د و ولح سو ننف يخحقكمم قواربكمٱل ٱ

من همورزو رورهووبث اكلا سث ناون قواٱوءا وٱ لل ٱلل إ ن ر حوم وٱل ب يتسوءلو

ٱلرقيباو عحي كم : ، وقسةم اهسةئولي عةىل األرسة واهجتمةع فقةال[0: المسةاء] {ك

، وهكةذا أوجةد أرسة عادلة متحابة «كلكم راع وكلكم مسئول ععن رعيتعه»

، وجمتمةا عادال، وأوجد يف أعضائه شةورا عميقا باألمان ، وخوفا شديدا مستقيم

من اآلخرة، حتى تورع األمراء ووالة األمةور، وتقشةفوا، وأصةبح سةيد القةوم

111 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

، وإن افتقر أكل باهةروف، : خادمدم، ووايل األم كويل اليتيم إن استغمى استةف

دهم يف بدم يف اآلخرة، وأضاف األموال وأقبل إىل األغمياء والتجار فزه الدنيا، ورغ

لل}: إىل اهلل، فقةةرأ علةةيدم س للورعحكللمم نفقللواممحفيفيللوأ ، [9: احلديةةد] {خ

ٱ} و نم وءاتوهمم لكم لل يءاتى حذرهم مةن اكتمةاز وادخةار ، و[33: المور] {ٱل

.ل اهللاألموال، وعدم امنفاق يف سبي

اهلل، اخلةائف مةن أبرز رسول اهلل صصص برسالته ودعوته الفرد الصةالح اهةؤمن بة

ر لآلخرة عةىل الةدنيا، اهسةتدني بةالامدة، اهتغلةب عقاب اهلل، اخلاشع األمني، اهؤث

.لق لآلخرةوأنه خ عليدا بإيامنه وقوته الروحي ، يؤمن بأن الدنيا خلقت له،

را فدو التاجر الصةدوق األمةني، وإذا كةان فقةريا فدةو فإذا كان هذا الفرد تاج

الرجل الرشيف الكاد؛، وإذا كان عامال فدو الةامل اهجتدةد الماصةح، وإذا كةان

غمي ا فدو الغمي السخي اهوايس، وإذا كان قاضيا فدو القايض الةةادل الفدةم، وإذا

يسا فدو الرئيس اهتواضةع كان واليا فدو الوايل اهخلص األمني، وإذا كان سيدا رئ

الرحيم، وإذا كان خادما أو أجريا فدو الرجل القوي األمني، وإذا كان أميما لألموال

وعةىل هةذه اللبمةات قةام اهجتمةع امسةالمي . الةام فدو اخلازن احلفيه الةليم

.وتأسست احلكوم امسالمي يف بدورها

صةورة مكبةرة ألخةالق األفةراد ومل يكن اهجتمع واحلكوم بطبية احلال إال

را لآلخرة عىل الةدنيا، متغلبةا ونفسيتدم، فكان اهجتمع جمتمةا صاحلا، أميما، مؤث

.عىل الامدة، غري حمكوم ها

انتقل إليه صدق التاجر وأمانته، وتةفةف الفقةري وكدحةه، واجتدةاد الةامةل

، وإخةالص الةوايل ونصحه، وسخاوة الغمي ومواساته، وعدل القايض وحكمتةه

121 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وأمانته، وتواضع الرئيس ورمحته، وقوة اخلادم، وحراسة اخلةازن، وكانةت هةذه

رة للمبادئ عىل اهمافع، واهداي عىل اجلباية ، وبتةأثري احلكوم حكوم راشدة مؤث

هذا اهجتمع وبمفوذ هذه احلكوم وجدت حياة عام ، كلدا إيامن وعمةل صةالح،

اجتداد، وعدل يف األخذ والةطاء، وإنصاف المفس مع وصدق وإخالص، وجد و

.انتدى. (42)الغري

:قرب موقف الندوي من موقف البنا

- إىل حد كبري - وأعتقد أن موقف اممام المدوي يف هذا اهجال شابه أو قارب

. موقف اممام البما، وإن ظن الكثريون أن ممدجي اممامني يف امصةال؛ خمتلفةان

البما بةمق، وجده يؤكد البدء بإصال؛ الفرد، كام يؤكةد أن صةال؛ فمن قرأ تراث

لهوقد }الفرد يبدأ أول ما يبدأ بصال؛ نفسه وزكاهتا ى ف ححمنزكوبملنخلوقد 9أ

لهو ى .[01، 7: الشمس] {دس

وا أنفسدم حتى اسةتةلت وإنام تمجح الدعوات، وتمترص الرساالت برجال زك

ت، وباعت الدنيا باآلخرة، وآثرت أن تةطي ال أن تأخذ، وأن تضةحي عىل الشدوا

.ال أن تغمم، فام أعظم الفرق بني جمدي الةقيدة، وجمدي الغميم

:«إىل أي يشء ندعو الماس؟»: يقول اممام البما يف رسال

إن تكوين األمم، وتربي الشةوب، وحتقيق اآلمال، وممارصة اهبةادئ؛ حتتةاج »

التي حتاول هذا، أو من الفئ التي تدعو إليه عةىل األقةل، إىل قةوة نفسةي من األم

إرادة قوي ال يتطرق إليدا ضةف، ووفاء ثابت ال يةدو : عظيم تتمثل يف عدة أمور

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـاميةامن »: ، فصةل«اميةامن واحليةاة»: نقلت كلامت الشي هذه اهضيئ مةن قةديم يف كتةايب (42)

.«وامصال؛

121 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

عليه من تلون وال غدر، وتضحي عزيزة ال حيول دوهنا طمةع وال بخةل، ومةرفة

أ فيةه، واالنحةراف عمةه، واهسةاوم باهبدأ، وإيامن به، وتقدير له، يةصم من اخلط

.واخلدية بغريهعليه،

عىل هذه األركان األولي التي هي من خصوص المفوس وحدها، وعةىل هةذه

القوة الروحي اهائل تبمى اهبادئ، وترتبةى األمةم الماهضة ، وتتكةون الشةةوب

.الفتي ، وتتجدد احلياة فيمن حرموا احلياة زمما طويال

فقد هذه الصفات األربة ، أو عةىل األقةل فقةدها قةواده، ودعةاة وكل شةب

وحسبه . امصال؛ فيه، فدو شةب عابع مسكني، ال يصل إىل خري، وال حيقق أمال

}: أن يةيش يف جو من األحالم والظمون واألوهام إو لق ملنٱل لن ليغ ن ٱلظ

.[15: المجم] {و اشي

سلنة}اهلل ا وسةمته يف خلقةه هذا هو قانون وللنتلدل ب لديلا {ٱلل .[91: األحزاب]

{ وإ يغ ل محت قو موب ليغ هم ٱلل نفسأ .[00: الرعد] {اموب

وهو أيضا القانون الذي عبر عمه المبي صصص يف احلديع الرشيف الةذي رواه أبةو

.«يوشك األمم أن تداعى عليكم كام تداعى األكلة إ قصعتها» :داود

ومن قل نحن يومئذ؟: فقال قائل

ب أنتم يومئذ كثري ولكنكم غثاب كغثعاب السعي ولينعزعن ا معن »: قال

.« دور عدوكم املهابة منكم وليقذفن قلوبكم الوهن

يا رسول اهلل، وما الوهن؟: فقال قائل

122 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«ا وكراهية املوتحب الدني»: قال

ضةف األمم وذل الشةوب وهةن نفوسةدا، أولست تراه صصص قد بين أن سبب

وضةةةف قلوهبةةا، وخةةالء أفئةةدهتا مةةن األخةةالق الفاضةةل ، وصةةفات الرجولةة

.الصحيح ، وإن كثر عددها، وزادت خرياهتا وثمراهتا

الةامدة وأنسةت بةالرتف، وغرقةت يف أعةراضوإن األم إذا رتةت يف المةيم،

وافتتمت بزهةرة احليةاة الةدنيا، ونسةيت احةتامل الشةدائد، ومقارعة اخلطةوب،

.(43)«واهجاهدة يف سبيل احلق، فقل عىل عزهتا وآماها الةفاء

اإلسالمية واإلخوان يف أهدافها؟ هل خالف الشيخ امماعة

السةاح مل خيالف الشي المدوي اجلامعات الك ى اهةروف الةامل لإلسالم يف

اجلامع امسالمي يف اهمد وباكستان، أو امخوان اهسلمني يف مرصة والةةامل : مثل

الةريب، يف أهدافدا الك ى، من اسةتةادة جمةد امسةالم، وعةودة سةيادة الرشةية

امسالمي عىل اهجتمةات امسالمي ، وإحالها حمل القوانني الوضةةي ، ومطةاردة

التقاليد الغربي ، التي سادت كثريا من البالد امسالمي ، األفكار واهفاهيم والقيم و

لتقوم مكاهنا األفكار واهفاهيم والقيم والتقاليد امسالمي ، فدةو ال يةتحفه عةىل

إقام الدول امسالمي واحلكم امسالمي، وبماء جمتمع إسالمي، واستئماف حيةاة

م، وتسةودها مفاهيمةه، إسالمي حقيقي متكامل متوازن ، توجددا عقيدة امسال

.وتصبغدا أخالقياته، وحتكمدا ترشيةاته

إنه يؤمن هبذه األهداف، ورويته واضح ها، وطةالام كتةب عمدةا، ابتةداء مةن

الرصةاع بةني الفكةرة امسةالمي والفكةرة »مرورا بةة «ماذا خرس الةامل؟»: كتابه

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ (.26، 25: ص) «جمموع رسائل اممام الشديد» (43)

123 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.هذا اهوضوع، وانتداء بالرسائل الكثرية التي خطدا قلمه يف «الغربي

ي يف زمةرة الةذين يرفضةون السةةي إىل احلكةم فال يمبغي أن يحسةب الشة

فدذا ظلم بين للشي ، وإدراج لةه .. . امسالمي، أو يمكرون الةمل السيايس باهرة

ال سياس يف الدين، وال دين يف السياسة ، وهةو بةالقطع بةريء : مع الذين يقولون

.ممدم

:هيم امماعة اإلسالميةحتفظ الشيخ على بعض مفا

إن للشةي حتفظةا عةىل عةرض بةةض اهفةاهيم، أو بةةض : فكل ما يقال هما

سائل واهماهج التي يتخذها بةض الةةاملني لإلسةالم يف الوصةول إىل احلكةم وال

امسالمي، أو السةي إىل إقام الدول امسالمي ، التي متكةن لةدين اهلل يف األرض

.«لتفسري السيايس لإلسالميا»: كام رأيما يف كتابه

وكأهنا هي اهةدف األوحةد للةدعوة، الرتكيز عىل احلكم أو الدول : ومن ذلك

واهبالغ يف تصوير هذا اجلانب، وكأنه امسالم كله، بحيع لو أخفق الدعاة يف هذا

األمر، فكأنام أغلق باب الدعوة يف وجوهدم، وسد الطريق عليدم، فلةم يبةق هةم

.وجودهم من فائدة أو مةمىعلم، ومل يةد ل

:نصي ة الشيخ لإلخوان من قديم

وهذا ما قاله الشي برصاح لإلخوان قديما، عمدما التقةى بقةادهتم يف زيارتةه

، وال بأس أن أنقل هما شيئا مما قاله يف رسالته (م1151)األوىل واألخرية هرص سم

قةال ححح «إىل امخةوانأريد أن أحتدث »: المابض باحليوي واحلرارة وامخالص

:وريض عمه

ليس خطب الدعوة الديمي والتجديد امسالمي هبني أهيةا امخةوان الكةرام، »

122 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

أو تغيري وضع سيايس بوضةع سةيايس فليست رسالتدا ومدمتدا قلب نظام فقط،

آخر، ونظام اقتصادي بمظام اقتصادي آخر، وال نرش الثقافة والةلةم، ومكافحة

رب البطال والتةطل، أو مةاجل عيوب اجتامعي أو خلقية ، األمي واجلدل، أو حما

إىل غري ذلك مما يقوم له الدعاة واهصلحون يف أوروبا ويف الرشق، وإنام هةي دعةوة

امسالم، التي تشمل الةقيدة واألخالق، واألعامل والسياس ، والةبادة والسةلوك

، وتةتمةد عةىل تغةري الفردي واجلامعي، وتتماول الةقل والقلب، والرو؛ واجلسم

عميق يف القلب والمفسي ، والةقيدة والةقلي ، وتمبع من القلب قبل أن تمبةع مةن

ذ عىل جسم الةداعي وحياتةه قبةل أن قلم أو صحيف كتاب أو ممص خطاب، تمف

ب بتمفيذها عىل اهجتمع كله .يطال

التدم، هذه الدعوة كانت جديرة يف احلقيق باألنبياء ومواهبدم، وقواهم ورسة

.وإيامهنم وجدادهم، وثباهتم وفقددم، وحكمتدم وإخالصدم

وحاج امنساني كلدا، فال بد أن جتدد يف كذلك، وهي دعوة كل عرص ومرص،

كل زمان ويف كل حميط، وتكون عىل أساس دعوهتم، مطابق لسريهتم، مقتبس من

.«مشكاهتم، فلمرجع إىل هذا اهصدر، ولمدرسه دراس عميق واسة

:إىل أن يقول

امتازت دعوة األنبياء وجدةودهم بتجردهةا مةن التفكةري يف اهمةافع الامدية ، »

والثمرات الةاجل ، فكانوا ال يبتغون بةدعوهتم وجدةادهم إال وجةه اهلل، وامتثةال

أوامره، وتأدي رسالته، جتردت عقوهم وأفكارهم من الةمل للدنيا، ونيةل اجلةاه،

عدم، واحلصول عىل احلكوم ، حتةى مل خيطةر ذلةك وكسب القوة ألرسهتم أو أتبا

ببال أصحاهبم وأتباعدم، وكانت هذه احلكوم التي قامت هةم يف وقتدةا، والقةوة

125 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

التي حصلت هم يف دورها، مل تكن إال جائزة من اهلل، ووسيل للوصول إىل أهداف

ين}: اىلالدين، وتمفيذ أحكامه، وتغيري اهجتمع، وتوجيه احلياة، كام قال اهلل تة ٱل لحول وءاتلوا قومواٱلص

أ رض

ٱل ف لهم ن م إ ونهلو اعلن مع روفلٱل ملرواب

كلول وأ ٱلز

.[70: احلج] {رٱل من

ومل تكن هذه احلكوم قط غاي من غاياهتم، أو هدفا من أهدافدم، أو حديثا من

من أحالمدم، إنام كانةت نتيجة طبيةية للةدعوة واجلدةاد، أحاديثدم، أو حلما

.«طبةي لممو الشجرة، وقوة إثامرهاكالثمرة التي هي نتيج

:ما حيسن نقله هما «بني اجلباي واهداي »: وقد قال كاتب هذه السطور يف رسالته

}بةع اهلل حممدا صصص، فدعا الماس إىل امسالم، فالتف الماس حوله » ءامنواية فى هدا نلهم وزد هم رب وربط 21ب رض

وٱل ملولت ٱلس إذ قوموافقولواربنورب هم قحوب لنولع

اشططونند ل قح نوإذا ولقد إللها قو 21عوامندون ذوامهؤلء منوٱت هلةا ءال ندونعحي هم تو

ليأ سح لو ٱب لع تىل ٱف ن حممم ظ

أ فمن و باطلنبي كلذ - 03: الكةف] {ولل

، هؤالء الفتيان هدف كل قسوة وظلم واضطداد، وبالء وعذاب، وقد قيل هم [01

ب}: من قبل حسأ كوا يت

ٱلو أ نلو ليف يقولواءامنلووهلم

فنلو1أ ولقلد

بي للذ كٱل حمن ينصدقواولع ٱل ٱلل حمن فحيع ينمنقب حهم

، [3، 1: الةمكبةوت] {ٱل

ورسلولۥنوقولواهللذاملووعلد}فصمدوا لكل ما وقع هم، وثبتوا كاجلبال، و ٱللورسول ، حتى أذن اهلل يف اهجرة، ومل تزل الدعوة تشةق [11: األحزاب] {وصدقٱلل

طريقدا، وتؤيت أكلدا، حتى قىض اهلل أن حيكم رجاها يف الةامل، ويقيمةوا القسةط،

ومن وحده، وخيرجوا الماس من الظلامت إىل المور، ومن عبادة الةباد إىل عبادة اهلل

قلوموا}ضيق الدنيا إىل سةتدا، فقد عرف أهنم إذا تولةوا وسةادوا أ لحول وءاتلوا ٱلص

ا ونهو ٱل مع روف مروابكول وأ ٱلز رعن

.[70: احلج] {ٱل من

126 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وهكذا جاءت الدعوة باحلكم ، كام تأيت األمطار باخلصب والزرع، وكةام تةأيت

لفاكد والثمر، فلم تكن هذه احلكوم إال ثمرة من ثمرات هذه الدعوة األشجار با

امسالمي ، ومل تكن هذه الةزة والقوة إال نتيج ذلك الةةذاب الةذي حتملةوه مةن

.قريش وغريهم، وذلك اهوان الذي لقوه يف مك وغريها

يظدر بني الغاي التي تقصد، والمتيج التي تظدر، و - أهيا السادة - وفرق كبري

هذا الفرق يف نفسي الةامل والساعي، فالذي يقصد احلكوم يتةوانى ويقةةد إذا مل

يملدا، أو انقطع أمله فيدا، ويشتغل هبا عن الدعوة، ويطغى إذا ناها، وخطةر عةىل

كل مجاع تتكون عقليتدا بحب احلكوم والسةي ها أن تقةد عن اجلداد يف سبيل

ا؛ ألن أساليب الوصول إىل احلكومة ختةالف أو تمحرف وتزيغ يف قصدهالدعوة،

.أساليب الدعوة

وللدعوة فحسب، .. . فيجب عليما أن نتقي عقولما ونفوسما، ونجردها للدعوة

واخلدم ، والتضحي ، واميثار، وإخراج الماس بةإذن اهلل مةن الظلةامت إىل المةور،

األديان اهحرف ، ومن ضيق الدنيا إىل سةتدا، ومن جور ومن اجلاهلي إىل امسالم،

والمظم اجلائرة، واهذاهب الغاشم ، إىل عدل امسالم وظله، وال يكةون دافةمةا إىل

الةمل واجلداد إال امتثال أمر اهلل، والفوز يف اآلخرة، وما أعد اهلل لةباده من األجةر

والثواب، ثم الشفق عىل اخللق، والرمح بامنساني اهةذب ، واحلةرص عةىل نجةاة

.انامنس

فإذا كان ذلك ال يمكن يف مرحل من مراحل الةدعوة، أو يف فةرتة مةن فةرتات

إال - التاري بةد تغلغل مبادئ الدعوة يف نفوس الدعاة، ورسةوخ الةقيةدة فةيدم

باحلكوم ، سةيما ها هصلح الدعوة والدين، وبمفس الةفة والمزاهة ، والصةدق

ةةه لواجبةات الةدين وأركانةه، واألمان ، واخلشةوع والتجةرد، الةذي نجتدةد م

127 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

والةبادات األخرى، فال فرق للمؤمن بةني احلكومة وبةني الةبةادات إذا حصةل

امخالص وصحت المي ، فكل يف رضا اهلل، وكل يف سبيل اهلل، وكل عبادة يتقرب

.ا هة. «هبا الةبد إىل اهلل

:الشيخ والتغيري السياسي

سةيايس، وإنةام يةراه أثةرا للتغيةري اميةامين مل يكن الشي يركز عةىل التغيةري ال

واألخالقي، بل رأيماه يمكر عىل الةالمة اهةودودي، وعةىل الشةديد سةيد قطةب

يف كتاب يتضةمن نقةد هةذا - تركيزما عىل هذا اجلانب يف فكرما، وسمى ذلك

، وخصوصا ما كتبةه اهةودودي يف «التفسري السيايس لإلسالم» : - االجتاه بحرارة

الةرب، واملةه، : ويةمي هبا مصةطلحات «اهصطلحات األربة يف القرآن»: بهكتا

.والدين، والةبادة، وقد تأثر الشديد سيد قطب بكتابات اهودودي يف هذا اهجال

وقد غضب أتباع الشي اهودودي من كتاب الشةي المةدوي، وردوا عليةه يف

.«حلقيقي لإلسالمالتفسري ا»: جمالهتم وصحفدم يف مقاالت سماها بةضدم

يف حني رحب اممام اهودودي بمقد صديقه وزميله القديم يف اجلامع امسالمي

والقادة عةادة يتسةاحمون مةا ال . ومل ير يف هذا المقد حرجا وال إثما «اممام المدوي»

.يتسامح األتباع والتالميذ

لكمما نريد أن نبةين ولسما يف مقام الفصل بني الرجلني الكبريين يف هذا اهقام، و

اجتاه المدوي يف امصةال؛، ونظريتةه يف التغيةري، وتركيةزه عةىل اجلانةب المفيسة

.واميامين قبل كل يشء

ولةل بقاء الةالم المدوي يف اهمد بأغلبيتدا الوثمي اهتحكم ، ويف بيئ إسالمي

دم قةدرة مليونةا، وعة( 151)تةت أقلي يف بالدهةا، وإن كانةت كبةرية يف ذاهتةا

128 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

كان لةه تةأثريه يف - اهسلمني عىل أن يكون هم دول حتكم بامسالم يف تلك البالد

نظرة الشي إىل امصال؛ والتغيري، وإن كةان هةو يقةدم ذلةك عالجةا وممداجةا

.للمسلمني يف كل مكان، ولكن امنسان ال يمكمه أن يمفصل عن مكانه وزمانه

المدوي عىل اميامن باعتبةاره أسةاس كةل وأود أن أوضح هما أن تركيز الشي

تغيري وإصال؛، إنام يةمي اميامن بمفدومه امسالمي الرحب الةميق، فليس اميامن

يف امسالم جمرد شةور وجداين، كام يف أديان أخةرى، إنةام يتمثةل اميةامن يف كةل

دم جوانب المفس امنساني من الةقل والوجدان وامرادة، أو ما يةبةر عمةه بةضة

.بالتفكري واالنفةال والمزوع

:امانب الفكري يف منهج الشيخ

أن اجلانب الفكري له حه يف امصال؛ عمد الشةي ، وهةذا عمةي : ومةمى هذا

ححح يف كتبه ورسةائله وحمارضاتةه بتصةحيح اهفةاهيم اهغلوطة عةن امسةالم

جدتدةا ورسالته وحضارته، ومقاوم األفكار الضال التةي تمحةرف بأمتةه عةن و

وهبذا تتطدر من اجلاهلي بكل أوضارها الةقلي . وغايتدا، أو عن الرصاط اهستقيم

.والمفسي ، وحترر من الطاغوت أي ا كان اسمه وعموانه

الكريم هيتم بالدعوة إىل اجتماب الطاغوت اهتاممه بالدعوة إىل فلقد رأيما القرآن

ٱ ولقد }: توحيد اهلل تةاىل، كام قال يف كتابه رسلولأ لةو م

أ بلدوابعث نلوف ٱلل

لغوت بواٱلط ن .[39: المحل] {وٱر

و}: وقاللغوتأ نبواٱلط ينٱر نوبواإيع ٱل

ىللبدوهووأ لهمٱل بش : الزمر] {ٱلل

09].

لغفمنيك }: وقال ٱلط ب لفر ٱل لوث لل و لٱل عر سلكب م ٱس فقلد ٱلل منب ويؤ وت

121 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.[119: البقرة] {ٱنفصوملهو

م التخلي عةىل التحلية ، وكةام م الكفر بالطاغوت عىل اميامن باهلل، كام تقد فقد

.تقدم إزال األنقاض عىل تأسيس البميان

الرصةاع بةني الفكةرة امسةالمي »ابه عن وال عجب أن رأيما الشي يكتب كت

.«والفكرة الغربي

ر من دعوة األمح القاديانية ، التةي اعت هةا ثةورة عةىل المبةوة يدكام رأيماه حيذ

.اهحمدي وامسالم

وكذلك وقف يف وجه الدعوات القومي اهتطرف التي تةمل عىل متزيةق األمة

وجيايف بةضدا بةضا، بةل يقاتةل بةضةدا امسالمي ، وحتويلدا إىل قوميات تتمافر،

بةضا، مبيما أن األم امسالمي فوق الةصبيات الةرقي واللوني وغريها، وأهنا أم

.واحدة

وهذا وقف بشدة ضد تيار القومي الةربي اهتطرف، الذي كان يةت ها بةضدم

.نبوة جديدة يف مقابل نبوة حممد صصص

دةة إىل األمةة كلدةةا، بكةةل عمارصهةةا وهةةذا كانةةت فكرتةةه امصةةالحي موج

وبكل ألسمتدا ولغاهتا، ويف كل أوطاهنا وأقاليمدا، وطالام وجه رسةائله وقومياهتا،

قيم األم اهسةلم ، ورسةالتدا »، «مسئولي األم اهسلم »: وحمارضاته إليدا، مثل

ه قديم عمد الش «اهسلمون عىل مفرتق الطرق»، «يف الةامل ي ، ممذ كتةب وهذا توج

.وهو شاب يف مقتبل الةمر «إىل ممثيل البالد امسالمي »: رسال

خاص ، علةيدم تبةة أعظةم، «الةرب»يرى الشي أن - واحلق يقال - ولكن

ومسئولي أك من سائر الشةوب امسالمي ، ألهنم عصب امسالم، وأهل الرسول

131 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

سةالم، عةوة امددم انطلقت الةظيم صصص، وبلغتدم نزل القرآن الكريم، ومن أرض

اهسةجد احلةرام، واهسةجد : وفيدا كانت اهساجد التي ال تشةد الرحةال إال إليدةا

ومن الةرب كان الصحاب األولون، الذين محلوا رسال . المبوي، واهسجد األق،

.امسالم إىل الةامل، وأخرجوا الماس من عبادة الةباد إىل عبادة رب الةباد

قديم فيام كتبه الشةي مةن رسةائل بليغة ، فواحة بةطةر وقد وجدنا هذا من

.«الةامل وجزيرة الةرب»األدب، حي بمبض اميامن، يف صورة حوار بديع بني

كام تأكد ذلك بالرسائل التي وجددا إىل عدد من البالد الةربية ، يسةمةدا فيةه

، «وريااسةمةي يةا سة»، «اسمةي يا مرص»: كلمته، ويبلغدا نصيحته، حتت عموان

اسمةوها ممي رصحية أهيةا »ثم أخريا . يةمي الكويت «اسمةي يا زهرة الصحراء»

:التي قال فيدا كلمته الشدرية «الةرب

لو جمع يل الةرب يف صةيد واحد، واستطةت أن أوجه إليدم خطابا تسةمةه »

حممد إن امسالم الذي جاء به سيدنا! أهيا السادة: آذاهنم، وتةيه قلوهبم، لقلت هم

الةريب صصص هو ممبع حياتكم، ومن أفقه طلع صبحكم الصادق، وأن المبي صصص هو

- بل وكل خةري جةاء الةةامل - مصدر رشفكم، وسبب ذكركم، وكل خري جاءكم

فإنام هو عن طريقه، وعىل يديه، أبى اهلل أن تترشفوا إال بانتسابكم إليه، ومتسةككم

وال يف سةبيل ديمةه، وال راد لقضةاء اهلل، بأذياله، واالضطالع برسالته، واالستامت

كبحر الةروض، حتى يتخذ سيدنا . تبديل لكلامت اهللإن الةامل الةريب بحر بال ماء

كام هنض يف الةدد حممدا صصص إماما وقائدا حلياته وجداده، ويمدض برسال امسالم

ين يةأبون إال أن يقة وا األول، وخيلص الةامل اهظلوم من براثن جمانني أوروبا، الةذ

واسةتكبارهم وجدلدةم، اهدني ، ويقضوا عىل امنساني القضاء األخري بأنةانيتدم

ويوجةةه الةةةامل مةةن االهنيةةار إىل االزدهةةار، ومةةن اخلةةراب والةةدمار، والفةةو

131 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

واالضطراب، إىل التقدم واالنتظام، واألمن والسالم، ومن الكفةر والطغيةان، إىل

ه حق عىل الةامل الةريب سوف يسأل عمه عمد ربةه فليمظةر بةامذا الطاع واميامن، وإن

.«!جييب؟

:رأي الشيخ يف التغيري عن طريق تكوين امماعات

وأحب أن أقف همةا وقفة لمةةرف موقةف الشةي مةن التغيةري وامصةال؛

امسالمي عن طريق تكوين مجاع أو هيئ إسالمي ممظم ، تقوم بةمةل مجةاعي،

لتغيري عن طريق الكفا؛ الفكري واالجتامعةي والسةيايس والتةليمةي يةد الةدة ل

.أيضا

الةالمة أبةو األعةىل - قبةل تقسةيمدا - وذلك مثل ما فةله يف اهمد الكة ى

اها والتي أصبح «اجلامع امسالمي »: اهودودي يف إنشائه جلامعته اهةروف التي سم

اهمةد ويف باكسةتان، ويف بةمجالدش، يف: ها وجودها وفاعليتدا اآلن بةد التقسيم

.ويف بالد الغرب وغريها

التي أسسدا اممام الشةديد حسةن البمةا يف «امخوان اهسلمني»وكذلك مجاع

وامتدت بةد ذلك يف الةامل الةريب وامسالمي، وأصةبح هةا وجةود اآلن يف مرص،

.نحو سبةني دول يف الةامل

هذه اجلامع وال تلةك، وقةد كةان يف وأعتقد أن الشي ال يةرتض عىل تكوين

وقت من األوقات واحدا من أعضاء اجلامعة امسةالمي ، وكةان لةه فيدةا مكةان

ومكان ، وكان قريبا من األستاذ اهودودي، ولكمه تركدا واستقال ممدةا ألسةباب،

.قد نةرض ها يف موضةدا إذا يرس اهلل

ه بجامع امخوان اهسلمني ، وكتب عن إمامدةا ومؤسسةدا كام أن الشي قد نو

132 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.الشي البما، وجلس مع قادهتا، وقدم هم نصائحه

بل انضم إليدا، وغدا واحدا مةن «مجاع الدعوة والتبليغ»كام أن الشي قد أيد

.رجاها، وأثمى عىل مؤسسدا األول وخليفته

اجلامعة »إن الشةي المةدوي مل يةةرتض مبةدئي ا عةىل مةمدج : ومن هما نقةول

التي أسسدا األسةتاذ اهةودودي يف التغيةري وامصةال؛، وإن كةان لةه «مي امسال

مالحظات عىل بةض كتاباهتا، وتركيزها عىل اجلانب السيايس، وسمةرض هةذا يف

.مقام آخر

التةي أسسةدا «مجاع امخوان اهسلمني»ومل يةرتض الشي المدوي عىل ممدج

يف زيارتةه هرصة سةم حني لقيدم صح لقادهتا من قديم، نالشي حسن البما، وإن

.«أريد أن أحتدث إىل امخوان»: ، وكتب رسالته الشدرية(م1151)

، ولكةن «امخوان»وال عىل «اجلامع امسالمي »مل يةرتض الةالم المدوي عىل

أنه ال يرى التغيري وامصةال؛ عةىل طريقة : يظدر هن درس كتب الشي وتدبرها

ري ا، ومل يقل ما قلماه وقاله غرينا من أن هذا الطريةق يف امخوان واجلامع أمرا رضو

فريض ورضورة، فريضة يوجبدةا الةدين، ورضورة حيتمدةا : الدعوة وامصال؛

.اهجتمع

:عرض الشيخ الندوي ملنهج أفضل يف اإلصالح كما يراه

بل ذهب الشي رصاح إىل أن هماك طريقا أفضةل، وممدجةا أصةلح وأمثةل،

؛، وأنه أقرب وأيرس من ذلك الطريق الذي أولةه أشةواك تةدمي، لتحقيق امصال

.وآخره أشواك أكثر إدماء وجرحا

مةمدج أفضةل لإلصةال؛ »: فصل هةذا الطريةق يف رسةالته القديمة اهركةزة

133 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

:حيع يقول «والتجديد

جالل الدين »واتفق أن أك ملك عرفه تاري اهمد، هو اهلك اهغويل السلطان »

مؤسس احلكوم اهغولي يف اهمةد، اجتةه اجتاهةا مةارضةا «ن بن بابرأك بن مايو

لإلسالم، ونشأ فيه عداء لإلسةالم، وعمةاد شةديد للةدين امسةالمي، وصةاحب

.الرسال عليه الصالة والسالم، وعطف شديد عىل ال ام وعقائدهم وعاداهتم

تةرف امسالم، هذه مرحل أدق من مرحل اجلاهلي اهحض ، إذا كانت بالد ال

فقضيتدا قضي سدل ، إذا تةرفت بامسالم فقد تةرفت بامسالم احلقيقي والدين

اخلالص، ولكن إذا ثار اهلوك واحلكام عىل امسالم، وانحرفوا عن اجلادة وارتةدوا

.عن امسالم أو عارضوه، فدما الةقدة الك ى

من سوء حظه أنه كان أمي ةا كان أوال مغرما بدراس الديانات، وكان «أك »إن

ولكن مع ذلك عمةده غةرام - أو شبه أمي، مل تسمح حياته اخلاص بدراس وثقاف

وامنسان إذا كان جاهال، وليست عمده الوسةائل الكافية - باهقارن بني الديانات

فدذه حمم عظيم ، وهذا الرجل للمقارن األميم ، والوصول إىل المتائج الصحيح ،

ان جيمع بني طبيةتني متماقضتني، جاهل، ولكمه كان مفرط الذكاء، رسيةع الذي ك

االنفةال عصبي ا، ومغرما باهقارن بني الديانات، فجمع علامء أهةل السةم وعلةامء

الشية وعلامء الطوائف امسالمي التي انحرفت عةن امسةالم، وعلةامء ال امة

موضوعا خالفي ةا يمةاظر فيةه هةؤالء والبوذيني واهجوس واهسيحيني، وكان يثري

يك ، ويتماطحون كالتيوس، وكان يتفرج عةىل ذلةك الةلامء، فكانوا يتماقرون كالد

ويتسلى به، كام كان اهلوك يف الةرص القديم يتفرجون عىل قتةال التيةوس وبةةض

الطيور، هذا اهماظرات قد غرست يف قلبه الشكوك، وصار يمسةل عةن امسةالم

.رويدا حتى انسل متاما رويدا

132 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

حةب الةلةامء الزائةد : ثم الةامل الثاين الذي أثر فيه، وعدل به عن امسالم هةو

للدنيا، وتمافسدم يف اجلاه والامل، كان يف بالطه علامء يةت ون من كبةار الةلةامء يف

عرصه، ولكمدم مع األسف الشديد، كانوا متمافسني تمافسا شديدا يف اجلاه، وكةان

وكان بةضدم ل واحد يريد أن يستأثر بالملك، وكان بةضدم ادخر ماال عظيما، ك

استخرجت من مق ة أسالفه لبمات من ذهب كةان قةد خبأهةا، فلةام اطلةع هةذا

الرجل عىل هذه اهماظرات، واطلع عىل مواضع الضةف يف هؤالء الةلةامء الكبةار،

واهفتةي األكة ، رأى أهنةم الذين كان أحدهم اهحةدث األكة قةايض القضةاة

.لصوص الدنيا، وأهنم ال يقلون عن عباد الدنيا يف حب الامل، فانسل من امسالم

عن جترب واختبار، إن الةذي يرتةد عةن امسةالم - أهيا امخوان - وأقول لكم

يكون أكثر عمادا لإلسالم، وأكثر مةارض لإلسالم واهسلمني من الذين ليس هةم

، ومن أتبةاع كةل ديانة ، مسةيحيني كةانوا أو هيةودا، وهةذا الةذي عدد بامسالم

تشددونه اليوم يف بةض البالد الةربي وامسالمي ، التي حيكمدا الةذين ولةدوا يف

مسلم ، ثةم كرهةوا امسةالم وأبغضةوه امسالم ونشأوا يف بيت مسلم، ويف بيئ

ادا لإلسالم من اهمدوس لتأثري أجمبي، أو بفةل ثقاف أو فلسف ، فدم دائما أشد عم

.واهجوس واهسيحيني

عادى امسالم عداء شديدا، حتى يروى عمه «أك »إن : ونةود إىل القص فمقول

أنه كان ال يستطيع أن يسمع اسم حممد صصص، كانت تثور ثائرته إذا سمع هذا االسم

ل عليه الكريم، فكان ال يملك نفسه، وقد أصدر األوامر الشديدة بأن كل من س ج

.أنه ذبح بقرة فإنه يقتل

م عىل رجال بالطةه إنه أحل اخلمزير، وأحل اخلمر، ولكمه حرم ذبح البقر، وحر

.أن يسموا أوالدهم حممدا أو أمحد

135 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

ا، تقرر مصري اهمد، تقرر مصري اهسلمني يف هذه البالد التي هذه فرتة دقيق جد

ا فيدا ويف سبيلدا أوطةاهنم، هةذه الةبالد فتحوها بدمائدم، هذه البالد التي هجرو

التي عاشت فيدا أجيال، هل يتجرد اهسلمون فيدا عن ديمدم؟ هل يلفه امسةالم

نفسه األخري؟ هل يكتب له الفماء؟

أمحةد بةن عبةد »همالك قام رجل له فضل عىل كل مسلم يف اهمد، هةو الشةي

ا مشةاركا يف علةوم كثةرية، وكان عاها كبةري ، عححح «األحد الةمري الرسهمدي

وكان إذا أراد أن يكون له مركز كبري علمي كان يمكن أن يتصدر جملس السلطان

، وكان هماك من دونه يف الةلم، ومن دونه يف الذكاء، ولكمةه ملكتةه فكةرة «أك »

حرام عىل هذه البالد أن ترتد عةن امسةالم، وأن يحةرم اهسةلمون فيدةا : واحدة

يةيشوا كراما أحرارا رشفاء، يزاولون شةةائرهم الديمية ، وحيةافظون حقدم، وأال

عىل خصائصدم وشخصيتدم امسالمي ، ملكته هذه الفكرة حتى حالت بيمه وبني

كل لذة، فوهب نفسه وحياته ها، ترونه يف رسائله، وأصلدا بالفارسي ، وقد نقلت

سالم؟ إن رسائله دافق باحلياة، إىل الةربي ، كيف يبكي دما؟ وكيف يبكي عىل ام

امنسان إذا قرأ هذه الرسائل يشةر بأن فيدا شةل إيامني ، وهيبا من إيامن ورصاحة

وا ويةاله، وا »: وحزن، فيقول يف إحدى رسائله التي كتبدا إىل أحةد كبةار الدولة

حزناه، وا مصيبتاه، إن أتباع حممد عليه الصالة والسالم، الةذي هةو حبيةب رب

ةاهني هبذا الذل واهوان، والكفار واهرشكون والوثميون يتمتةون باحلري ، وهةذا ال

.«يف عدد رجل يتسمى بامسالم

إنه يمةزل عن مركز احلكم، جيلس بةيدا، ولكمه مل يزل متصةال برجةال الةبالط

واألمراء، يكتب إليدم الرسائل البليغ التي تسيل عذوب ، وتشتةل نةارا يف وقةت

، والتي تةت من أقوى الرسائل الدعوي وامصالحي يف اهكتب امسةالمي ، واحد

136 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وإنه مل يزل يثري غريهتم اميامني ، ويلدب فيدم مجرة اميامن، التي كانت مدفون حتت

أنت مسةلم، واحليةاة عارضة ، »: الرماد، فيزيل عمدا الرتاب، فيقول للواحد ممدم

كم ال يدوم، اتق اهلل يف نفسك، اتق اهلل يف أمتةك، واهلك ال يةيش دائما، وهذا احل

.«اتق اهلل يف بالدك

هذا كان دأبه عىل مر األيام حتى استطاع أن جير إليه عةددا كبةريا مةن األمةراء

ا؛ ألنه إذا ثار ضد هذا اهلك والوزراء، وكانت سياس البالد متر بمرحل دقيق جد

م، وقةد سةمةما قصة ارتةداده وثورتةه عةىل اجلبار، اهلك الذي ارتد عن امسةال

امسالم، فإن مةمى ذلك أن هذه البالد سةتذهب إىل اهمةادك، فيسةتولون عليدةا،

احلكوم إذا ألهنم باهرصاد، فلم يوافق عىل أن يةارض احلكوم بالسيف؛ ألن هذه

اهسلمني، فكان ضةفت فمةمى ذلك أن اهمادك يستولون عليدا، وأهنم سيخلفون

الحتياط ومن احلكم وكان من السياس ، أال تضةف شوك اهسلمني الامدية من ا

.والةسكري ، فاقترص عىل الدعوة، واقترص عىل الرفق وعىل احلكم

، كةان أحسةن «نور الةدين جدةانكري»فلام مات هذا الرجل خلفه ابمه خليفته

حا ومشجةا، وناصسرية، وأسلم عقيدة من أبيه الراحل، ومل يزل الشي مذكرا له،

يرشده ويوجده ويراسله، وقد طلب مرة من أمرائه أن يرشح له عددا مةن الةلةامء

إن الةلامء إذا اجتمةةوا . ال: يذاكرهم يف األمور الديمي ، فلام علم الشي بذلك قال

وهذا الذي حدث يف الةدد السابق فإهنم يتمافسون ويماظرون، فدذا يفسد الملك،

رجل زاهد يف الدنيا، متةمق يف الدين، راس يف الةلم أفضل من . موأرض بامسال

أن خيتاروا عددا من الةلامء، وهم يتصةارعون ويتمةاظرون، ويظدةرون بةراعتدم،

ذقدم، وهذا ال أراه لك رأيا، وكان كام قال .وح

يتدرج من صةالح إىل أصةلح، ومةن حسةن إىل «نور الدين جدانكري»ومل يزل

137 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.لإلسالما كثريا من آثار أبيه السيئ ، وأزال كثريا من بدعه وحماربته أحسن، حتى حم

وهو اهلك اهسلم اخلاشع هلل، وهو الةذي لةام تربةع عةىل «شاه جدان»ثم خلفه

عرش الطاووس، الذي أنفق عليه اهاليني نةزل وخةر هلل سةاجدا يثبةت عبوديتةه

يزل الشي واحلبل يف يده فيقبضةه وإسالمه، وحيمد اهلل عىل الملك الذي آتاه، ومل

أرخاه، وإذا رأى مةن اهصةلح أن جيةره ويرخيه، إذا رأى من اهصلح أن يرخيه

.جره

وخلف الشي أمحد ابمه المجيب اهتم لةلمه، واألمني عىل دعوته الشي حممةد

عامل كري أورنك زيب بن شةاه »مةصوم بن أمحد، وله فضل كبري يف تربي السلطان

، الذي يةد من أك ملوك اهسةلمني، لةيس يف اهمةد فقةط، بةل يف تةاري «جدان

وبةةض ملةوك اهسةلمني «صةال؛ الةدين»و «نةور الةدين»يةمي بةةد امسالم،

وجةلدا قانونا للدول ، وهو الذي طبق «الفتاوى اهمدي »الصاحلني، هو الذي دون

ع أربةةني حةديثا األحكام الرشعي بدق وعماية ، وحفةه القةرآن الكةريم، ومجة

ر عليدا كثري من الةلامء والةباد، فضال عن ورشحدا، وله عوائد والتزامات، ال يقد

اهلوك والسالطني، هذا الرجل قلب تيار احلياة، وأرس قواعةد امسةالم يف هةذه

البالد، وربط مصةريها باهسةلمني وبةالةلم والةدين، وأزال خطةر زوال امسةالم

وقع يف إسبانيا قبل قرنني، وهذه ناحي جدةاد الشةي أمحةد وجالء اهسلمني، كام

.وجتديده األوىل

فإنه عارض البةدع والةقائةد الرشةكي والشةةائر اجلاهلية : أما الماحي الثاني

اهجوسي ، والفلسف اليوناني أشد اهةارض ، وهو الذي شةن احلةرب عةىل فكةرة

قول والمفوس، ونفوذ عميق يف التي كان ها سحر عجيب عىل الة «وحدة الوجود»

وحةدة »الةلوم واآلداب، وكون مةسكرا كبريا لةه قيمتةه وأميتةه إزاء مةسةكر

138 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

الذي كاد يكون اهةسكر الوحيد يف اهمد ويف البالد الةجمية ، فةةارض «الوجود

هذه الفكرة مةارض شديدة وحارهبا حربا شةواء، ال هوادة فيدا وال رفق، وأنا أقرأ

:ا من إحدى رسائله اخلالدة عىل سبيل اهثاللكم طرف

يةتقةد أن اهلل «عبد الكةريم اجلةييل اليممةي»كتب إليه أحد تالميذه أن الشي

ععع يةلم الكليات، وال يةلم اجلزئيات، وهي من ضةمن األفكةار والةقائةد

! يا أخةي»: التي ترسبت يف اهسلمني عن طريق الفلسف اليوناني ، فكتب إليه يقول

رقي الةمري يمةبض، وإن إين ال أستطيع أن أص عىل سامع هذه اخلرافات، وإن ع

كائن قائل هذا عبد الكريم اجلييل اليممةي ،(44)الدم الفاروقي الذي جيري فيه يفور

الفتوحةات »أغمتمةا عةن (45)أو الشي ابن عريب الطةائي، إن الفتوحةات اهدنية

ال الشةي ابةن عةريب، إنمةا مةن أتبةاع «يبحممةدا الةةر»، نحةن نريةد (46)«اهكي

.(48)«الفصوص»ال (47)المصوص

وهذا مثال من األمثل الكثرية، وهكذا استطاع أن يةيد إىل امسالم مركزه مةن

جديد يف اهمد، ويةيةد إىل السةم اعتبارهةا، ويةيةد يف اهسةلمني الثقة باهصةادر

.الصحيح وبالكتاب والسم

حقيق اهمدج الذي ارتضاه الشي ، وقدمةه للةدعاة : ولتبدو من هذا المقل اهط

والةلامء، ليةملوا وفقه، ويسريوا يف ضوئه، مصال؛ األوضةاع الفاسةدة، وتغيةري

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .الشي أمحد يمتدي نسبه إىل سيدنا عمر بن اخلطاب ررر (44)

.ديع الصحيح التةليامت المبوي واألحا: يةمي (45)

.كتاب مشدور للشي ابن عريب (46)

.نصوص الكتاب والسم : يةمي (47)

للشي ابن عريب، وهو يتضمن اليشء الكثري من مثل هذه األقوال «فصوص احلكم»يشري إىل (48)

.الغربي

131 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.اهماهج الكاسدة، وتقويم اهسالك اهةوج يف احلياة امسالمي

ويتلخص هذا اهمدج يف الرتكيز عىل أشخاص احلاكمني مصةال؛ األمة عةن

ن الماس تبع هلةوكدم، وأهنةم إذا صةلحوا صةلح حدم، عىل أساس أطريق إصال

أن المبي صصص سئل «صحيح البخاري»وقد جاء يف . الماس، وإذا فسدوا فسد الماس

إذا وسد »: ، ثم فسرها فقال«إذا ضيعت األمانة فانتظر الساعة»: عن الساع ، فقال

يف األمة ، وأن «أويل األمةر»أمية ، مما يدلما عىل «األمر لغري أهله فانتظر الساعة

.األم تصلح بصالحدم

لو كانت يل دعوة مستجاب ، لدعوهتا : وهذا قال احلسن وغريه من علامء السلف

.(49)للسلطان، فإن اهلل تةاىل يصلح بصالحه خلقا كثريا

:تعقيب على ما عرضه الشيخ من منهج

ه عىل الدعاة والةلامء من ممدج وأود هما أن أعقب عىل شيخما المدوي فيام عرض

يراه أفضل وأوثق وأنجع يف امصال؛ والتغيري، برغم ما أومن به من صدق الشي

.وإخالصه وبصريته، ررر

ولكن يظدر للمتأمل أن هذا اهمدج أقرب إىل اهثالي ممه إىل الواقةية ، إىل حةد

.(50)بةيد

كمدا ملوك يوجدوهنةا كةام يفرتض أن الشةوب واهجتمةات حي - أوال - فدو

يريدون، وأنما نستطيع أن نركز عىل من سيتولون احلكةم بةةد اهلةوك اهمحةرفني

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـحر أو وهو ساجد حيع يكون أقرب إىل اهلل (49) عىل أن تكون هذه الدعوة بني الداعي وربه يف الس

.تةاىل، أما الدعاء عىل اهمابر فدذا ليس دعاء بل دعاي

.فليس نجا؛ هذا اهمدج يف عرص دليال عىل إمكان نجاحه يف كل عرص (50)

121 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

والفاسدين، فمضع خطتما لتقويمه وإصالحه، ودفةه إىل اخلري، فإذ ولي غير الفساد

.إىل صال؛، واهمكر إىل مةروف، والظلم إىل عدل، والرش إىل خري

الشةوب اليوم يملكدا روسةاء مجدوريةات، يتغةريون ونيس الشي أن مةظم

.ويأيت غريهم، فريثدم، ويسكن األرض من بةدهم

رأيما وحتى يف األنظم الوراثي ال يؤمن أن يتغري الوارثون لسبب أو آلخر، كم

بةض اهاملك، وفيدا ويل عدد ظل نحو أربةني سم ، ثم تغةريت الظةروف فجةأة،

ي الرجل، وجيء بغريه ةص»، وخرج من ونح ةد بةال حمكةام يقةول اهثةل «المول

.اهرصي

فةإذا أصةلحماه، يةتمد عىل أن الفساد كله مموط برأس احلكةم، - ثانيا - وهو

.فقد أصلحما اهجتمع كله، وأصلحما احلياة بةد ذلك

إن . ولكن الواقع علمما أن الفساد اليوم ليس يف جمرد أنفس احلكةام وعقةوهم

د تغلغل عمد الكثريين، وال سيام بني المخب اهثقف ، التي سقيت من الغزو الفساد ق

الفكري ما سةقيت، وأصةبحت هةي اهةةارض األول واحلقيقةي لتبمةي أحكةام

.فلم يةد هماك مةمى للرتكيز عىل شخص اهلك أو رئيس اجلمدوري . الرشية

احلقيق مع هذه إن اهةرك إذن ليست مع شخص اهلك أو الرئيس، إنام هي يف

المخب التي غةذهتا الثقافة الغربية ، ورضةةت لباهنةا، وأمسةت أسةرية فكرهةا

ومفاهيمدا، وهؤالء الذين سميتدم عبيد الفكر الغريب هم الذين يقةودون سةفيم

والةمةل مةع هةؤالء ال . األم ، ويؤثرون يف حياهتا الفكري والشةوري والسلوكي

إنشاء تيار فكري مقابل، حيتضةمه ويقةوم عليةه يكفي فيه فرد واحد، بل ال بد من

رجال صادقون مستمريون، يقاومون الفكر بالفكر، واحلجة باحلجة ؛ وهةذا هةو

121 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

هم}: اجلداد الكبري الذي أمر اهلل به رسوله صصص يف قوله لفلرينو لهلد كٱل فلتطع

هودا(القرآن: أي) ب ار ا .[11: الفرقان] {اكب

يةتمد عىل وجود عامل رباين قادر عةىل التةأثري يف نفةوس اهلةوك - ثالثا - وهو

تلني له القلوب، كةام الن لةداود احلديةد، وتةذرف األعةني الةدموع إذا وأمثاهم،

وهل نضمن وجود هذا الموع دائمةا، . استمةت إليه اآلذان مثل اممام الرسهمدي

بةض األوقات، ولةبةض اهجتمةةات؟ وهو هب من اهلل تةاىل، يممحدا لةباده يف

وهل نضمن إن وجد أن يتديأ له السبيل للقرب من احلكام والتأثري فيدم؟

يفرتض أن تؤثر كلةامت هةذا الةةامل وتوجيداتةه يف قلةب هةذا - رابةا - وهو

احلاكم أو اهرشح ألن يكون حاكما، وأن يمفتح قلبه للموعظ ، ويتأثر هبا، ويغةري

.وفقا هامن حاله وأفةاله

ومن أين لما أن يمتصح هذا الفرد اهأمول، ويستجيب لام حيثه عليه الةامل الرباين،

اوب مةه، ويغري من حاله إىل حال أخرى، حيبدةا اهلل ويرضةاها؟ فكثةريا مةا جويت

يمصح الةامل، ومستمةوه ال يستجيبون، قائلني ما قاله اهرشةكون قةديما للرسةول

}: الكريم نةوقحوبنوف نأ عونوإل وتد م نووق م ءاذان رومنبي ننووبي نكحجوبوف لمحو إننوع م .[1: فصلت] {فٱ

إما أن يمتقل اميامن : فدل يقول الشي هما ما قاله أحد الدعاة يف القرن الةرشين

احلكم إىل أيدي اهؤممني؟إىل قلوب احلاكمني، وإما أن يمتقل

أو أن الشي يرى أن طريق التغيري واحد ال رشيك له، وال بديل له، وهو إما أن

أي هةو ! يمتقل اميامن إىل قلوب احلاكمني، أو يمتقل اميامن إىل قلةوب احلةاكمني

.طريق واحد، ال طريق غريه

122 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

مما أن نص ونمتظر، ماذا يقول الشي يف هذه احلال؟ أيرص عىل موقفه، ويطلب

حتى يأيت اهلل بفرج من عمده، بميالد صبي يماسب السن اهفرتض ، وهتيئ عامل رباين

اهمظم، الذي «الةمل اجلامعي»يتةدده ويؤثر يف تفكريه وسلوكه، أم يقول برضورة

يقةةوده علةةامء ودعةةاة ربةةانيون، يةةدعون إىل اهلل عةةىل بصةةرية، ويةملةةون للتغيةةري

ق قانون األسباب واهسببات، يبذرون احلب، ويرجون الثمةر مةن وامصال؛، وف

سعحي لكي لل}الرب، ويدعون الماس، ويكلون هدايتدم إىل اهلل مقلب القلةوب ٱلل ن وللك لهم .[191: البقرة] {ديمنيشوءيه هدى

؛ والتغيري بام أغلب الظن أن الشي ررر سيوافق يف المداي عىل حماول امصال

يتيرس من الطرق، مع التذكري عىل رضورة الرتبي اميامنية واألخالقية ، وال سةيام

للقادة والطالئع الذين يقودون الركب، ويتأسى هبم من دوهنم، وهذا ما ال نخالفه

.فيه، وال خيالفه فيه داعي بصري

* * *

الباب الرابع

دوي أبو احلسن الن

سفري العجم لدى العرب

.التي رفعت قدر الشيخ لد العرباالعتبارات اششش

.اختياره للم امع وامل الس العلمية والدعويةاششش

.بداية اتصاله بالعامل العريباششش

123 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.دعوته إ املؤمترات والندوات وامليارضاتاششش

.«لكهنو»مهرجان ندوة العلامب اششش

* * *

122 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

الباب الرابع

أبو احلسن الندوي

عجم لدى العربسفري ال

شخصي ثري متةددة اهواهةب، : الشي اممام أبو احلسن عيل احلسمي المدوي

متموع الةطاء، فدو إمام من أئم الدعوة، وعلم من أعالم امصال؛، ونجةم مةن

نجوم اهداي ، وجبل من جبال الةلم، ورائد مةن رواد الربانية ، وقائةد مةن قةادة

.امسالم

الربانيني، الةذين يةدلك عةىل اهلل مةمطقدم، ويةذكرك كان الشي أحد الرجال

لسان احلال أبلةغ : باآلخرة سلوكدم، ويزهدك يف الدنيا حاهم، ولقد قالت الةرب

.من لسان اهقال

حال رجل يف ألف رجل أبلغ تأثريا من مقال ألف رجل يف : وقال علامء السلوك

.رجل

وإليةه امشةارة بقولةه . ل ويةلمالرباين هو الذي يةلم ويةم: قال السلفولقد

}: تةاىل لني وللكنكونوارب رسلو تد ملوكنلم تللبوبٱل مو عح موكنم {نب

.[97: عمران آل]

كان من مةلمي الماس اخلري الذي تصيل عليدم اهالئك يف الساموات، وتصةيل

ى الممل يف جحرها، وحتى احلوت يف البحةر، حتعليدم خملوقات اهلل يف األرض،

.كام ورد يف احلديع

كالشةمس للةدنيا، والةافية - كام قال اممام أمحد عن اممام الشةافةي - كان

125 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.للماس

إنه من القالئل الذين جيود هبم اهلل عىل الماس ما بني فرتة وأخرى، لطفا ممه هبم،

.جيددوا ما اندرس من الدينليحيوا ما مات من القلوب، وورمح ممه هم،

لم المبوة، ومةرياث الرسةال اهحمدية ، وهو من اخللف الةدول الذين محلوا ع

ليبلغوه لألجيال، وليمفوا عمه حتريف الغالني، وانتحال اهبطلني، وتأويل اجلاهلني،

.كام روي يف بةض األحاديع

األحاديةع، من أعالم الطائف اهمصةورة التةي صةحت هبةا - ال ريب - وهو

ال تزال ائفة من هذه األمة قائمة »أن : واستفاضت عن عدد من الصحاب تررر

.«باحلق ظاهرة عليه حتى ينيت أمر ا وهم كذلك

لن }: وهو بال شك من األم التي نوه هبا القرآن، وأثمى عليدا يف قولةه ززز ومم ق ٱل ب دو ةيه م

نوأ خحق يوب لو د .[050: األعراف] {ع

ال ختلةو األرض مةن قةائم هلل »: وممن قال فةيدم سةيدنا عةيل كةرم اهلل وجدةه

.«باحلج

ويستطيع ذوو األقالم أن جيدوا أكثر من جمال للكتاب عةن الشةي أيب احلسةن

.المدوي ححح

التةي - «رابط األدب امسةالمي»وقد كتبت عن الشي اجلليل عمدما قامت

بةقد ندوة خاص لتكريمه، والتي كانت يف مديم إستانبول ممذ - ف برئاستهتترش

عدة سموات، ودعةي إليدةا عةدد مةن رجةال األدب والفكةر مةن الةةامل الةةريب

.وامسالمي ليشاركوا يف تكريم الشي رمح اهلل عليه

126 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ولقد كانت هذه فرص ألكتب عن فقه الدعوة، وعةن ركةائز الفكةر الةدعوي

ولقةد حرصةهتا يف عرشةين ركيةزة، أحصةيتدا، ،(51) احلسن المةدويللشي أيب

: وحتدثت بتفصيل عن إحداها فقةط، وهةي ركيةزة. وحتدثت عن كل ممدا بإمجال

.«إعالء الوحي عىل الةقل»

كام كتبت عن الشي بمماسب حمارضته التي ألقاها يف دول قطر بدعوة من وزارة

، «مدمة األمة امسةالمي يف الةةامل» عن األوقاف فيدا، والتي حتدث فيدا الشي

ونرشت كلمتي مع حمارضته، وكذلك كتبت عن الشةي كلمة رثةاء عمةد وفاتةه

.ررر، وفاء ببةض حقه

والذي بإنكلرتا، «مركز أكسفورد للدراسات امسالمي »واليوم أراد امخوة يف

ن فرصة يرأس الشي جملس أممائه ممذ تأسيسه، وسةدت بةضويتي فيه، فقد كا

للقائه بني احلني واحلني، ألرطب جفاف قلبي بفيض ربانيتةه، ودفةق روحانيتةه،

أرادوا أن يقيموا ندوة تأبيمي للشةي ححح، واختةاروا يل أن أحتةدث عةن صةل

.الشي بالةامل الةريب، وإهنا لصل وثيق وعميق جديرة بالتمويه

:موقع الشيخ لدى العامل العربي

سةفري الشةةب - رمح اهلل عليةه - سن عيل احلسمي المدويكان اممام أبو احل

اهسلم باهمد، بل سفري الشةوب اهسلم يف بالد الةجم كلدا لدى البالد الةربية ،

علامئدا ودعاهتا ومفكرهيةا اهسةلمني، وجمامةدةا الةلمية والدعوية امسةالمي ،

.ومؤسساهتا الثقافي والديمي

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .وهي الباب الثاين من هذا الكتاب (51)

127 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

:الشيخ لدى العرباالعتبارات اليت رفعت قدر

وقد أمجع الةلامء، واتفقت اهجامع واهؤسسات واهجالس الةلمية والدعوية

الشي أيب احلسن، ومتثيله هسلمي اهمد خاص ، والةجم اهختلف عىل اعتامد سفارة

:عام ، وذلك العتبارات مدم ، نجملدا فيام ييل

شةك أنةه عةريب قةريش ونسبه احلسمي الرشةيف، فةال :أرومته العربية - أوال

هاشمي حسمي، وإن نشأ يف اهمد وعاش فيدا، كةام عاشةت فيةه أرستةه احلسةمي

.وهذا وال شك قربه إىل الةرب، فدو يف احلقيق واحد ممدم. الرشيف ممذ قرون

وتشبةه بةلومدا وأدهبا ممذ صباه، وقراءته لكتبدةا، :رسوخه العربية - ثانيا

فظه الكثري مةن شةةرها ونثرهةا، واستحضةاره هةا، واطالعه عىل مصادرها، وح

كأنام نشأ يف أرض الةرب، وتةلم يف مةاهدها، فكان خيطب . وحس استشداده هبا

وحيارض بالةربي الفصحي، ويكتب هبا مؤلفاته، من كتب ورسائل، فدو يكتبدا يف

ن عليةه عىل خالف مةا كةا. األصل باللغ الةربي ، ثم تمقل إىل األردي ، إال ما ندر

األستاذ الكبري أبو األعىل اهودودي، فقد كان يكتب باألردي ، ثةم تمقةل كتبةه إىل

وهذا ما جةل الشي أبا احلسن هيتم باألدب الةةريب، ويؤلةف فيةه كتبةا . الةربي

للماشئني ممةذ شةبابه، كةام هيةتم بتأسةيس رابطة لةألدب الةةريب امسةالمي يف

.حتى أدركته الوفاةشيخوخته، وظل رئيسا هذه الرابط

التي مجةت بني القديم واحلديع، وضةمت إىل الثقافة :ثقافته الواسعة - ثالثا

الةربي امسالمي الرشقي الثقاف الغربي احلديث ، وساعده عىل ذلك مةرفته بةةدد

من اللغات، التي كانت نوافذه إىل الثقافات اهختلفة ، فقةد كةان يةةرف الةربية

وقد جتىل أثر هذه الثقافة اهوسةوعي يف . دي والفارسي وامنكليزي واألردي واهم

128 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.إنتاجه الةلمي وعطائه الفكري

ووصوها إىل الةةرب، فةرفةه :كتبه األ يلة املعربة عن ثقافته ووجهته - رابعا

الماس هبا قبل أن يةرفوه شخصي ا، فوجدوا يف هذه الكتب الفدم السليم لإلسالم،

مع محةاس وغةرية عةىل امسةالم . للتاري ، والفدم السليم للواقعوالفدم السليم

وعىل أمته عام ، وعىل الةرب ممدم بصف خاص ، كام يبةدو ذلةك واضةحا يف أول

.«ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟»كتاب عرفه به الةامل الةريب، وهو

اهتاممةا لقد أبدى أبو احلسةن :عنايته بالعرب ومهومهم ومشكالهتم - خامسا

كبريا بالةرب وبمشكالهتم اهختلف ، وبمدضتدم، وهةويتدم، باعتبةارهم عصةب

واهفةروض فةيدم . م، وأهل الرسول الكريم صصص، وأحفاد الصحاب اهيامنيامسال

.أن يقودوا الركب امسالمي، وأن يأخذوا بزمام القافل امسالمي

مةن الةةامل إىل جزيةرة »: ثةلوهذا ما نراه يف كتب ورسائل شتى من مؤلفاتةه م

اهوقظ التةي خاطةب هبةا «اسمةياته»، و«من جزيرة الةرب إىل الةامل»و، «الةرب

اسةمةي »، «اسةمةي يةا سةوريا»، «اسمةي يا مرص»: عددا من البالد الةربي مثل

الةةرب »، «اسمةوها ممي رصحي أهيا الةةرب»يةمي الكويت، «زهرة الصحراء يا

نفحةات » ،«الفتح للةةرب اهسةلمني»، «تشفون أنفسدمالةرب يك»، «وامسالم

كارثة الةةامل » ،«مذكرات سةائح يف الرشةق الةةريب» ،«اميامن بني صمةاء وعمان

إىل رسائل كثةرية «مستقبل الةرب بةد حرب اخلليج»، «الةريب احلقيقي وأسباهبا

.أخرى

كةان هةا يف أما قضي فلسطني، فكان ها جزء كبري يف تفكريه ويف شةوره، كةام

الةوامةل األساسةي يف كارثة »: حمارضاته ورسائله وكتبه مكان أي مكةان، مثةل

121 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

وهةذا اهةتامم قةديم «إزال أسباب اخلذالن أهم من إزال آثار الةدوان»، «فلسطني

وكان من رأيةه أهنةا حتتةاج إىل شخصةي قيادية . ظاهر وبارز يف تراث الشي كله

.«صال؛ الدين»، مثلام فةل إيامني تمف يف األم من روحدا

وسةطيته الفكرية ، واعتدالةه يف تمةاول القضةايا :وسطيته واعتداله - سادسا

اخلالفي ، واهسائل الشائك ، فدو يةرض ها برفق، ويتماوها بحكمة ، تمةاول مةن

حيرص عىل أن يبمي وال هيدم، وأن جيمع وال يفرق، تماول من يبحع عن القواسةم

تمةاول الطبيةب اهمسةك باهبضةع، ال اط التاميةز واالخةتالف، اهشرتك ال عن نق

رباني »: وهكذا رأيما تماوله لقضي التصوف يف كتابه. القصاب اهمسك بالساطور

وللشخصةةيات التةةي هةةا دور يف التجديةةد وامصةةال؛ يف تارخيمةةا «ال رهبانيةة

تةددة وممدا عن بأجزائه اه «رجال الفكر والدعوة يف امسالم»: امسالمي، يف كتابه

.شي امسالم ابن تيمي ، وعن اممام الرسهمدي، واممام الدهلوي

«ندوة الةلامء»هي :انتامؤه إ مدرسة ومؤسسة علمية وفكرية متميزة - سابعا

شةبيل »عرفت بمؤسسيدا من الةلامء الكبار اهجةددين، مةن أمثةال الةالمة التي

هذه اهؤسس قد مجةت بةني علةوم السةلف ، و«السيد سليامن المدوي»و «المةامين

ومةارف اخللف، وبني صفاء الةقيدة، وروحاني التصوف، وبةني الةلةم الواسةع

واميامن الراس ، وهي ترحب بكل جديد صالح، كام تستفيد من كل قةديم نةافع،

وتةؤمن بالثبةات عةىل األهةداف . وتأخذ من الرتاث مةا صةفا، وتةدع مةا كةدر

هةذا أحبدةا اهسةلمون اهخلصةون . الوسائل واآلليةات والكليات، وبالتطور يف

.الةاملون مصال؛ األم وجتديد الدين

واقةرتب ممةه، ناهيةك بمةن خالطةه :شخصيته امليببة لك من عرفه - ثامنا

وعايشه، فدو رجل راس اميامن، قوي اليقني، شديد اخلشي لربةه، عةامر القلةب

151 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ة، حسن اخللق، عف اللسان، غيور عىل ديمه، بحبه، زاهد يف الدنيا، مشغول باآلخر

حامل هموم أمته، غائب عن حه نفسه، كأنام اسةتل مةن القةرن األول اسةتالال،

ليوضع يف زممما هذا، هو بقي من السلف، وهدي إىل اخللةف، وهةو ربةاين األمة

نو بحق، فدو يةيش يف هذه الدنيا بقلب أهل اآلخرة، ويميش عىل األرض وعيمه تر

يتقربةون إىل اهلل تةةاىل - وأنةا مةمدم - وهذا ما جةل كثريا من الماس. إىل السامء

.بحبه

كان هيما ليما، سدال سمحا، كريما سخي ا، فيه من خلةق احلسةن السةبط ررر

ومن رفقه وليمه وزهده وتواضةه، ما يؤكد نسبه، ويؤيد حسبه، فدو حسمي خلقةا

.أصال ونسبا وأدبا، كام أنه حسمي

كةان يةرتك - خصوصا يف مك واهديم - ذكره هما من مماقب الشي أنهأومما

ليمزل يف بيوت بةض إخوانه أو تالميذه من اهمود، «مخس نجوم»الفمادق الفخم

وهي عادة بيوت متواضة ؛ ألن هذه البيوت أقةرب إىل فطرتةه، وإىل حياتةه، وإىل

.ومرشبه بساط مةيشته وطبية مأكله

جممةون عليه، - الذين يةت سفريا عمدم - إن قومه :إمجاع قومه عليه - تاسعا

اجتمةع عليةه السةلفيون . ال خيتلف فيه اثمان، وال يمةتطح عمةزان، كةام يقولةون

واهتصوفون، واهذهبيون والالمةذهبيون، كةام اجتمةع عليةه اهتثقفةون بالثقافة

أحبه بالثقافات احلديث ، وكان كلم إمجاع عمدهم، امسالمي التقليدي ، واهثقفون

ه عن األغراض الشخصي ، اجلميع العتقادهم بصدق وإخالصه وجترده هلل، وبةد

وهذا اختاروه رئيسا لكثري من مؤسسةاهتم، . واهصالح الذاتي ، والةصبي اجلاهلي

.وغريهاجملس عموم مسلمي اهمد، وجملس األحوال الشخصي للمسلمني، : مثل

151 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

ويةرفون له قةدره، إن غري اهسلمني من قومه كانوا جيلونه وحيرتمونه، : بل أقول

.احلكام ممدم واهحكومني

:اختيار الشيخ للمجامع واجملالس املختلفة

اهجلس التأسييس لرابط الةةامل »فال عجب أن رأيماه من أوائل من اختريوا يف

.من أول يوم أنشئت فيه «امسالمي

«اهجلةس األعةىل للجامةة امسةالمي »تري يف اهجلس االستشاري أو كام اخ

.باهديم اهمورة ممذ إنشائدا

رابطة الةةامل »التةابع لةة «اهجلس األعىل الةاهي للمساجد»وكذلك اختري يف

.ممذ تأسيسه أيضا «امسالمي

ي ممةذ اهمبثق عن رابط الةامل امسالم «اهجمع الفقدي»وكذلك كان عضوا يف

.وقد سةدت بزمالته فيه. تأسيسه كذلك

.بدمشق «اهجمع الةلمي الةريب»وقد اختري من قديم عضوا يف

.ويف أكثر من جممع علمي. بالقاهرة «جممع اللغ الةربي »وكذلك عضوا يف

:بداية اتصاله بالعامل العربي

كةام ذكةر . بوقد بدأت صل الشي بالةامل الةريب، وهو مل يةزل يف رشخ الشةبا

.إىل احلج( م1127)ممذ قام برحلته األوىل سم «يف مسرية احلياة»: ذلك يف كتابه

رحلتةه إىل مرصة سةم : ومن أبرز رحالتةه اهبكةرة إىل الةةامل الةةريب وأمدةا

والتي التقى فيدا بالةلامء والةدعاة واألدبةاء واهفكةرين، واجلامعةات ، (م1151)

من أنديتدا وجامةاهتا، ومدهنا وقراهةا، ومكةع الديمي يف مرص، وحارض يف كثري

152 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.فيدا ست أشدر

مكتب امرشاد الةام لإلخوان، وعىل رأسةه ، «امخوان اهسلمني»التقى بقيادة

األستاذ صالح عشاموي، وفيه األستاذ عبد احلكيم عابدين، واألستاذ عبةد الةزيةز

، والتقةى «ىل امخةوانحتدث إأريد أن أ»: وأصدر يف ذلك رسالته. كامل، وغريهم

بسيد قطب، والشي الغزايل، والشي البدي اخلويل، والشي الرشبايص، والدكتور

حممد يوسف موسى، واألستاذ أمحد أمني، وغريهم رجال الةلةم والفكةر واألدب

.من علامء األزهر وشيوخه الكبار، وأساتذة اجلامةات

. م بقةدوم الشةي إىل القةاهرةأين كمت أول من عل: ومما أذكره عن هذه الرحل

ن بةض شةباب اهمةد، الةذين كةانوا يدرسةون علمت بذلك قبل مقدمه بأيام، م

.باألزهر

أتةرف الشي أبا احلسن المدوي؟: قالوا يل

.«ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟»: أليس هو مؤلف كتاب: قلت

.بىل: قالوا

.إذن أعرفه: قلت

.ضور إىل القاهرةإنه عىل وشك احل: قالوا

. أرجوكم أن تبلغوين بوصوله بمجرد حضةوره ألسةةى إىل زيارتةه: قلت هم

وكان يسكن يف شق صغرية متواضةة يف زقةاق . فسارعت إىل زيارته. وقد فةلوا

وقةد أنزلةه بةةض اهرصةيني . بحةي األزهةر «شارع اهوسكي»ضيق متفرع من

ب المزول يف الفمادق، وما فيدةا مةن األخيار ضيفا يف هذه الشق ؛ ألن الشي ال حي

153 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

وقد رأيت عيشته يف شقته هذه ومةه اثمةان . صخب ومتة ، ال تالئم حياته وحاله

.فكانت غاي يف البساط والقماع والزهد - من إخوانه من ندوة الةلامء

ويف عةدد مةن مةدن «كلي دار الةلةوم»ويف «دار الشبان اهسلمني»وحارض يف

. الك ى التي كمت أعيش فيدةا وأخطةب يف أحةد مسةاجدهااهحل: مرص، ممدا

وأصلح الشي بيمي وبني رئيس اجلمةي الرشعي يف نفس اهديمة ، كةام ذهةب إىل

مركز طلخا، وألقى فيدا كلم طيب ، وطلب من المةاس أن يبيتةوا يف «ن وه»بلدة

يلنيو}: اهسجد، قياما لليل، واستجاب لقةول اهلل تةةاىل اٱل دا سلج هم لرب ل لو بيو .[97: الفرقان] {وقيلما

فاستجاب أكثر احلارضين لدعوته، وباتوا هلل يف اهسجد، وبات الشي مةدةم،

.عىل طريق مجاع الدعوة والتبليغ

والتقى بمجموع خمتارة من شباب امخوان يف البيت الذي كمت أسةكمه مةع

حريصا عىل أن يسمع مما عةن أخبةار الشةي إخواين يف حي ش ا بالقاهرة، وكان

.حسن البما وعن انطباعاتما عمه

وكانت أيام الشي المدوي يف مرص مبارك وحافل ونافة ، وترتب عىل هذا أن

مشةتمل «ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسةلمني؟»: ظدرت الطبة الثاني من كتابه

بشخصةيته وبفضةله، مةن سةيد ه عىل عدد من اهقدمات اهةرف بالشي ، واهمو

.قطب وحممد يوسف موسى وأمحد الرشبايص

وقد ذهب بةد زيارة مرص إىل سوريا، وكان له فيدا أنشط ولقاءات مةع رجةال

وخصوصةا مةع رواد الةلةم والثقافة والةدعوة، . الدعوة والفكر واألدب أيضةا

رك، ومةةروف مصطفى السباعي، ومصطفى الزرقا، وحممد اهبا: األساتذة الكبار

152 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.الدواليبي

: وقد سجل الشةي هةذه الرحلة وآثارهةا وثامرهةا يف كتةاب خةاص سةماه

.«مذكرات سائح يف الرشق الةريب»

:دعوة الشيخ للمؤمترات والندات واحملاضرات

ولقد دعي الشةي ححح مةن أكثةر الةبالد الةربية إىل اهشةارك يف مةؤمترات

ات واألندية واهؤسسةات والةوزارات وندوات، أو ملقاء حمةارضات يف اجلامةة

.اهختلف

دعي الشي إىل اهحارض يف سوريا يف كلي الرشية بدمشق، حيع كان عميدها

الداعي الفقيه الشةي الةدكتور مصةطفى السةباعي، وقةد كةان مةن ثمةرة هةذه

.«رجال الفكر والدعوة يف امسالم»: اهحارضات اجلزء األول من كتاب

إىل ملتقى الفكر امسالمي يف اجلزائر، وكان له نشاط ملموس كام دعي الشي

.وقد سةدت باللقاء به يف ذلك احلنيهماك،

ودعي الشي إىل اهحارضة يف جامة قطر، كام دعةي إىل اهحةارضة مةن وزارة

الةذي كةان بداية األوقاف يف قطر، كام شارك يف اهةؤمتر الةةاهي للسةم والسةرية

واختةري الشةي نائبةا لةرئيس . اخلامس عرش اهجري يف قطراالحتفاالت بالقرن

اهؤمتر باممجاع، وكان رئيس اهؤمتر صديقه الشي عبد اهلل بن إبراهيم األنصةاري

.ححح

ودعي الشي إىل اهغرب والكويت واألردن، وإىل اممارات الةربية اهتحةدة،

سمي حةاكم الشةارق ، وكانت له صل طيب بالشي الدكتور سلطان بن حممد القا

.وبةامل الشارق الشي عبد اهلل بن عيل اهحمود ححح

155 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

:لكهنو - مهرجان ندوة العلماء

الشي الكبرية يف قلوب الةلامء والدعاة يف الةامل الةريب، استجاب عةدد وهكان

مخس وثامنني عامةا عةىل تأسةيس ( 85)كبري ممدم لدعوة الشي لالحتفال بمرور

التةي يتةوىل الشةي رئاسةتدا وامرشاف عليدةا، وعةىل يف اهمةد، «ءندوة الةلةام»

.واهةاهد التابة ها «دار الةلوم»مؤسساهتا، وممدا

وكان عىل رأس احلضور اممام األك شي األزهر الرجل الصالح الشي عبةد

الذي أبى الشي المدوي إال أن جيةله رئيسا هذا اهدرجان ،(52)احلليم حممود ححح

باهمد، وقد حرض األلوف بل عرشات األلوف «لكدمو»لكبري، الذي أقيم يف مديم ا

وكان عرسا للمسلمني . من أبماء اهمد هذا االحتفال الكبري، حتى من غري اهسلمني

.مل تشدده هذه اهديم من قبل

لقد عرف الةامل الةةريب الشةي المةدوي بزياراتةه ولقاءاتةه، وعرفةه بدروسةه

اته، وعرفه بكتبه ومؤلفات، وعرفه بإيامنه وأخالقياته، فأحبه وقةدره كةل وحمارض

عريب مثقف حمب لديمه، غيور عىل أمته، وإنه ألهل هذا احلب والتقدير، ومةا عمةد

.اهلل خري وأبقى إن شاء اهلل

* * *

الباب اخلامســ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـالشي أمحد عبد الةزيز اهبارك رئةيس القضةاء الرشةعي يف : وممن حرض من الةلامء اهةروفني (52)

رات اهتحدة، والشي عبد اهلل األنصاري مدير إدارة إحياء الرتاث امسالمي بدولة دول امما

قطر، والشي عبد اهةز عبد الستار مدير تفتيش الةلوم الرشةعي يف قطةر، وكثةري ال حترضةين

.أساموهم اآلن

156 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

أبو احلسن الندوي

فا كاتبا ومؤل

.لغة الشيخاششش

.«ماذا خرس العامل؟»قصة تنليف اششش

.مسامهة الشيخ العلوم الرشعية التقليديةاششش

.قائمة بكتب الشيخاششش

* * *

157 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

الباب اخلامس

أبو احلسن الندوي

كاتبا ومؤلفا

يةد الشي أبو احلسن المدوي من أبرز الكتاب امسالميني اهةةارصين، ومةن

وجةد مسةلم مدةتم بالثقافة أك اهؤلفني يف الدراسةات امسةالمي ، وال يكةاد ي

ا، امسالمي ، إال وقد قرأ للشي باألردي لغته األصلي ، أو بالةربي التي أتقمدا حق

أو بامنكليزي وغريها من اللغات التي ترمجت إليدةا كتةب الشةي ، وانتفةع هبةا

.اهسلمون يف أقطار شتى

المفع، متموع الةطاء، لقد ترك الشي أبو احلسن تراثا علمي ا غزير الامدة، عظيم

فقد بدأ الكتاب وأمسك بالقلم يف سن مبكرة من حياته اهبارك ، فكتةب باألردية

ولقةد . لغ قومه، وكتب بالةربي ، وهو يف كلتا اللغتني كاتب مبدع، وأديب بةارع

عموان، ما بني كتاب ورسال ومقال ، ( 711)إنه كتب باألردي نحو سبةامئ : قالوا

ربي أكثر من مائ وسبةني عموانا، بةضدا كتب كبرية، وأكثرها رسائل وكتب بالة

.صغرية احلجم، ولكمدا كبرية اهمفة

:أعان الشي عىل هذا امنتاج الثر، والةطاء الةلمي الرحب أمران

التي تشةغل كثةريين :أن الشيخ مل تشغله الوظائف احلكومية واإلدارية: األول

أوقةاهتم الكثةري، فكةان ححح شةبه متفةرغ للقةراءة من الةلامء، وتستدلك مةن

والكتاب ، إال ما كان من إرشاف عىل ندوة الةلامء ومؤسساهتا، وأحسةبدا ال تأخةذ

.ممه الكثري

158 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

مل يقةدر لةه أن يمجةب أوالدا، يشةغلونه بةام - جلت حكمته - أن اهلل: اآلخر

صف الشي ، فأصبحت كتبه يشغل به األبماء والبماء آباءهم، فكان قدر اهلل هذا يف

.ورسائله هي الذري التي حتمل اسمه، وختلد ذكره من بةده

:لغة الشيخ

لغ أدبي راقي ، سواء قرأت : التي يكتب هبا الشي المدوي أو خيطب هباواللغ

له مؤلفا، أو استمةت إليه حمارضا، وأعمي اللغ الةربي ، فأنت ال حتس بأن صاحب

.لرسال أعجمي اهولد والمشأة، وإن كان عريب المسب واألصلهذا الكتاب أو ا

أنه يةت من األدبةاء اهةةدودين يف : ولقد سمةت من تالميذ الشي من اهمود

ا أن يكون كذلك من أدباء الةربية األردي ، وهذا ليس بغريب، ولكن الغريب حق

وعبةاراهتم الماصةة الذي يؤثرون يف الفكر والشةور بكلامهتةم احلية واجلميلة

.واألخاذة

ولقد شدد له بذلك من شدد من كبار األدباء، وحسبما مةمدم األديةب الكبةري

خمتةارات مةن أدب »: األستاذ عيل الطمطاوي الذي قال يف تقديمه لكتةاب الشةي

:«الةرب

الةريب بةلوم الةربي حتى يكون إماما فيدا، يف اللغة والمحةو، قد يشتغل غري »

«يف الواقع»واالشتقاق، ويف سة الرواي ، بل إن أكثر علامء الةربي كانوا والرصف

من غري الةرب، ولكن من المادر أن يكون فيدم من لةه هةذا الةذوق األديب الةذي

!«فلو مل تثبت عربيته بصح المسب لثبتت بأصال األدبنةرفه أليب احلسن،

مةاذا خرسة »: ان نسيج وحدهكتابه الفريد، الذي ك: من أول مؤلفاته وأعظمدا

، «الةامل بانحطاط اهسلمني؟ وكةان الذي عرف الةةامل الةةريب بةه الشةي المةدوي

151 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.أحسن رسول إليه، قبل قدومه إىل مرص وغريها من بالد الوطن الةريب

لمةرف قصته، وكيةف فكةر . وال بد لما هما من وقف حول هذا الكتاب اهبارك

هذا اهيدان البكر، يف أوائل عدةده بالتصةميف؟ ولةيس فيه مؤلفه؟ وكيف اقتحم

.أفضل من قلم الشي نفسه يسطر لما هذه القص

:«اذا خسر العامل؟م»: الشيخ يت دث عن قصة كتابه

بإفاض ، حيسن بمةا «ماذا خرس الةامل؟»: وقد حدثما الشي ححح عن قص كتابه

لقةه ووجدتةه، والةوامةل أن نسجلدا هما، لمةرف ممدا جمرى تفكري الشي وممط

:الةقلي والمفسي والديمي اهؤثرة يف توجيده، قال

لةل كثريا من القراء الفضالء ال يةلمون أن هذا الكتاب كان باكورة مؤلفةايت،

وكان بداي تاري التأليف، وقد ألفت هذا الكتاب وأنا قد جةاوزت الثالثةني مةن

اوله مثيل يف مثل هذه السن اهبكةرة، ويف وكان أضخم من أن يتم ،(53)عمري تقريبا

ونشةأت بلد بةيد عن مركز اللغ الةربي وآداهبا وثقافتدا، وقد ولةدت يف اهمةد،

وتةلمت فيدا، ومل يقدر يل أي سفر خارج اهمد، وكانةت الرحلة األوىل اهباركة

، (هةة1366)التي وفقمي اهلل ها هي الرحل التي قمت هبا ألداء فريض احلج سم

يف احلقيقة ، يةمي بةد تأليف هذا الكتةاب بةثالث سةموات، فكانةت (م1127)

مغامرة علمي مل أكن متديئا وال مرشحا ها، وكةان مةن اجلسةارة أن أتمةاول هةذا

اهوضوع الذي كان جديرا بقلم أك من قلمي، وبةقل أوسع من عقيل، وبتجربة

. يفةل ما يشاءأطول وأوسع من جتربتي كمؤلف، ولكن اهلل

لقد كمت أشةر برغب غامض ملح مل أستطع أن أغالبدا، كأن سائقا يسةوقمي

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ (.م1125 - 1122( = )هة1362 - 1363)كان تأليفه بني سم (53)

161 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

إىل الكتاب يف هذا اهوضوع، ولو استرشت الةقل، واعتمدت عىل جتارب اهؤلفني،

وعىل مقاديرهم ومكانتدم الةلمي ألحجمت، ولةدلت عةن هةذه الفكةرة، ولةو

، والكتاب الفضالء، ألشاروا عيل بالةةدول عةن ذكرت ذلك ألحد الةقالء الةلامء

.خوض هذه اهةرك الةلمي الةقلي ، ولكمه كان من اخلري أنمي مل أسترش أحدا

وكانت اهراجع الةربي التي كان ال بد من أن أستشريها يف اهوضوع قليل ؛ ألن

تكاد تكون ممقطة ذلك الةدد كان قريبا باحلرب الةاهي الثاني ، وكانت الصالت

بني اهمد والبالد الةربي ، فكانت اهمد تستورد قليال من البضاع الةلمي واهراجع

التارخيي والثقاف باللغ الةربي التي كانت تزخر هبا الةبالد الةربية بصةف عامة ،

.ومرص بصف خاص

انت بمتماول أما اهراجع الةلمي باللغ امنكليزي واألردي فكانت متوفرة، وك

مكتبةات غمية فيدةا أحةدث - مديم الةلةم والثقافة - يدي، وكانت يف لكدمو

اهطبوعات امنكليزي واهوسوعات الةلمي ، وكمت عىل اتصال هبا، أسةتةري ممدةا

الكتب وأطالةدا، وأستفيد من بةض اهكتبات الشخصي ، وكةان مةن تيسةري اهلل

أني كمت طالةت قريبا تاري أوروبا سياس تةاىل وامرهاص لتأليف هذا الكتاب،

، وديان وخلقا، وحضارة وثقافة ، بمدامة ويف توسةع وعمةق، وعميةت واجتامعا

بموضوع الرصاع بني الديان والةلةم، والةبالط والكميسة دراسة اختصاصةي ،

وتاري األخالق يف أوروبا وتطورها، والةوامةل التةي صةاغتدا صةياغ خاصة ،

ا إىل هذا اهصري الامدي، الذي أثر يف مسةرية الشةةوب الغربية والرشةقي انتدت هب

ا وحاسما .واجتاهاهتا، تأثريا عام

تاري األقطار الرشقي وامسالمي ، ودياناهتةا وحركاهتةا وفلسةفاهتا، اهذا عد

وتاري امسالم واهسلمني، وتاري الةةرب يف اجلاهلية وامسةالم، مةن خةالل

161 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

هبذا اهوضوع، ومن خالل الشةر واألدب، فكان أيرسة يل نسةبي ا الكتب اهختص

موادها كانةت متةوفرة يف مكتبة بفضل ثقافتي الديمي واألدبي والتارخيي ، وألن

ندوة الةلامء الكبرية، ومكتبات شخصي ، وبفضل االتصال الدائم بحرك الرتمجة

حف الةلمية الراقية ، ومةا والمرش يف شبه القارة اهمدي ، ومطالة اهجالت والص

.تمرشه من بحوث ودراسات علمي

زد إىل ذلك التكوين الةقيل والمفيس اهمتاز، اهةؤمن بخلةود رسةال امسةالم،

وقيادة حممد عليةه الصةالة والسةالم وإمامتةه لألجيةال البرشةي عة الةصةور،

ذي ال يفارقدا وبالمقص الواقع يف طبية احلضارة الغربي ، ومزاج األمم الغربي ، ال

يف حال من األحوال، وظدوره يف شكل جمسم يف قيادهتا، وذلك نتيج تربي أخةي

األك الدكتور السيد عبد الةيل احلسمي أمني ندوة الةلامء الةام، الذي كةان مثةاال

فريدا يف اجلمع بني الثقافتني امسالمي والغربي الةرصي ، وعمق فدمه لإلسةالم،

.البةيد عن كل غلو وتطرفواتزانه الفكري

شة اهتماقض أحيانةا، - وقد جةلمي كل ذلك أنتفع من دراسايت اهتموع اهشو

وأستخرج ممدا نتةائج - لكثري من القراء، الذين ال يزالون يف سن اهراهق الفكري

بمن}إجيابي مةيم ، و للي ح ول غا لوسلو صا نلوخولودمول . [99: المحةل] {ربيفر و

وتزداد هبا ثقتي بصال؛ امسالم للقيادة والسيادة يف كل عرص، وإيامين بةأن حممةدا

.صصص، هو خاتم الرسل، وإمام الكل، وممري السبل

وكمت أشةر بخطر اهوضوع وأميته، وبقل بضاعتي، وحداثة سةمي، وقلة

يف احلقيق خميرا، بل كمةت أعواين، وجدة موضوع الكتاب وطرافته، ولكن مل أكن

ال بد من وضع كتةاب يف هةذا : مسيرا، كأن هاجسا هيجس يف ضمريي، ويقول يل

.اهوضوع

162 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

كان من أسباب اسرتعاء هذا الكتاب انتباه كثةري مةن المةاس وإثارتةه لدهشة

مةاذا خرسة الةةامل بانحطةاط »الكثري مةمدم، أن اهوضةوع كةان طريفةا مبتكةرا

للمسلمني صل وثيق باهصري امنساين وباألوضاع الةاهي ، حتةى هل «؟اهسلمني

ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني، أو ماذا سريبح الةامل وجيميه مةن : جيوز أن يقال

الفوائد، بتقدم اهسلمني وتسلمدم لقيادة البرشي ؟

كتاب، كان الماس قد اعتادوا يف ذلك الةرص، وقبل الةرص الذي ألف فيه هذا ال

أن يمظروا إىل اهسلمني من خالل التاري الةاهي، أو يمظروا إىل اهسلمني كشةةب

عادي وكأم من أمم كثرية، ولكن تشجع مؤلف هذا الكتاب وختطى هذه احلدود

اهرسوم ، وخرج من امطار التقليدي الذي فةرض عةىل اهةؤلفني والكتةاب مةن

من خالل اهسلمني، وشتان بني المظرتني، الةرب والةجم، فأراد أن يمظر إىل الةامل

نظرة يمظر هبا إىل اهسلمني من خالل الةامل ومن خةالل احلةوادث التةي جةرت يف

الةامل، ومن خالل التطةورات التةي حةدثت يف التةاري ، اهسةلمون شةةب مةن

الشةوب، خيضةون لام جيري يف الةامل يف إطار عاهي واسع، فكان اهةمدج الفكةري

وأسلوب البحع الدائم، مةاذا خرسة اهسةلمون بسةبب احلةادث الفةالين؟ الةام

وبسبب انقراض احلكوم الفالني ، ماذا خرس اهسلمون بسبب الثةورة الصةماعي

الك ى التي حدثت يف الغرب؟ ماذا خرس اهسلمون بفتح الغرب لكثري من قةالع

د، ويف السياس ، ويف اهسلمون بفقرهم يف االقتصا امسالم واهسلمني؟ وماذا خرس

القوة احلربي ؟

كان ذلك الطريق اهرسوم التقليدي الةذي اعتةاده المةاس، ولكةن اهلل ععع

مةةاذا خرسةة الةةةامل بانحطةةاط »: أهممةةي ورش؛ صةةدري ألن أكتةةب يف موضةةوع

كأن اهسلمني هم الةامل الةالمي اهؤثر يف جماري األمور يف الةةامل كلةه، «اهسلمني؟

163 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

ةا يف ليس يف بق ة جغرافي حمددة، أو ممطق سياسي خاصة ، هةل اهسةلمون حق

خيرسة شةيئا بانحطةاطدم؟ هةل اهسةلمون عةىل إن الةالم : وضع يمكن أن يقال

إن الةالم قد خرس شيئا بتقدقةرهم، وبةتخلفدم عةن جمةال : مستوى جيوز أن يقال

ب امسالميني الذين كانت القيادة الةاهي ؟ إنمي أخاف وأخشى أن كثريا من الكتا

إن تشةويه . هم مواقف جليل ، وكانت هم سوابق عديدة، مل يفكروا هةذا التفكةري

التاري امسالمي، والمظر إليه من زاوي ضيق ، ومركب المقص الذي أصةيب بةه

اجليل اجلديد اهثقف، كان يةوق كثريا من الباحثني عن أن يربطوا قضي اهسةلمني

بقضي امنساني ، أين اهسلمون من القيادة الةاهي ؟ اهسلمون فقراء، بقضي الةامل و

اهسلمون ضةفاء، اهسلمون حمكومون من الغرب، اهسلمون خاضةون للثةورات

فدل يصح أن يربط مصري الةامل أو مصري امنسةاني بمصةري اهسةلمني ... احلديث

وواقةدم؟

ون يف ذلك احلني أن اهسةلمني هةم مةن إن كثريا من الماس مل يكونوا يصدق! ال

ويسةوغ هؤلةف أن األمي واخلطر والتأثري ومن اهكان ، ما يؤهلدم هذا البحةع،

يؤلف كتابا، فيبحع عن مدى خسارة الةامل امنسةاين والةةامل اهةةارص بانحطةاط

اهسلمني، إن اهوضوع كان خطريا، وكان البحع فيه شبه جمازغ ومغامرة علمي ،

.ولكن اهلل ععع أعان عىل ذلك

ألفت هذا الكتاب عىل تردد وختوف، ألنمةي كمةت جديةدا يف جمةال التةأليف،

كانت صةلتي هبةا صةل دارس، يولةد بةيةدا، ، فقد(54)خصوصا يف اللغ الةربي

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ «القةراءة الراشةدة»، و(1/2)لألطفةال «قصةص المبيةني»: سبق للمؤلف تةأليف سلسةل (54)

، وكلدا كتةب دراسةي ألفةت ألبمةاء اهسةلمني الةذين «خمتارات من أدب الةرب»، و(1/3)

.يدرسون اللغ الةربي يف اهةاهد الديمي يف اهمد

162 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

ويةيش بةيدا عن مركز الثقاف الةربي ، وعن مركز الةلةوم امسةالمي األصةيل،

هل يمال هذا الكتاب تقديرا يف البيئةات الةربية امسةالمي وكان يساورين شك،

جلم التأليف »رئيس «أمحد أمني بك»البةيدة؟ فأرسلت قائم حمتوياته إىل الدكتور

«جامةة الةدول الةربية »يف «امدارة الثقافي »يف مرص، ورئيس «والرتمج والمرش

إعجةاب «مسةالمضةحى ا»و «فجر امسةالم»وقد نالت كتبه خصوصا سلسل

القراء الباحثني، وكان ها دوي يف األوسةاط الةلمية ، وكمةت مةجبةا هبةا، وقةد

درستدا دراس عميق ، وعلقت عىل آرائه باهوافق يف الغالب، وبالمقد واالختالف

يف بةض األمكم ، وأعجبت بأسلوبه اهركز الذي جيةري مةع الطبةع، وآثةرت أن

سس الةلمي ، التي كانت ها ولام يصدر ممدا قيمة يصدر هذا الكتاب من هذه اهؤ

علمي كبرية يف الرشق الةريب، فيقبةل عةىل قراءتةه الشةباب اهثقةف، واهةميةون

باألبحاث الةلمي والدراسات اهوضوعي ، وأنا ال أعلم مصري هذه األوراق التةي

فع وال تةطي فكرة إمجالي عن الكتاب، ومؤلفه جمدول، ليس له أثر علمةي وال شةا

.مزك

وفوجئت بكتاب تلقيته ممه يطلب ممي فيه نموذجا من هذا الكتاب، فأرسلت

.إليه قطة من الكتاب

وقةت موضوعات الكتاب، والةماوين اجلانبي التي كانت تدل عةىل حمتويةات

الكتاب، وما حوته من مادة وبحوث، من الدكتور موقةا حسما، ولكمه ختةوف أن

لذي صدر من قلم عامل ديمي نشأ وتثقف بةيدا عن الةامل الغريب يكون هذا الكتاب ا

- شأن علامء األزهر واهةاهد الديمي القديم - يغلب عليه الطابع الديمي واللغوي

هل استفاد اهؤلف من اهراجةع األجمبية ؟ فلةام كةان اجلةواب بامجيةاب، : فسأل

وأخ بأن اللجم قررت ور، وأرسل اهؤلف ثبت اهراجع امنكليزي ، اطمأن الدكت

165 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

طبع هذا الكتاب، وأبدى إعجابه بالكتاب، سواء من الماحية األدبية أو الماحية

اهةموي ، وكان اليوم الذي تلقى فيه اهؤلف هذه الرسال من الةدكتور، مةن أعظةم

.أيام الةمر فرحا ورسورا، ال يمساه اهؤلف حتى هذا اليوم

أعلةم مصةري هةذا الكتةاب، وذلةك يف سةم ومضت عىل ذلك شدور، وأنا ال

جواد »وفوجئت بمسخ مطبوع عمد سفري سوريا األستاذ (م1151 - هة1361)

عضو اهجمع الةلمي بدمشق، كان قد استصةحبدا مةن القةاهرة، وكةان «اهرابط

يبدي إعجابه بةمق بفكر علامء اهمد وأصالتدم، مستشددا هبذا الكتاب، الذي وقع

ومةن السةدل . يارته القريب هرص، وهو ال يةرف أنه يتحدث إىل مؤلفهإىل يده يف ز

اهيسور تقدير فر؛ اهؤلف الشاب اهغمور، الةذي يفاجةأ بةأثره الةلمةي التةأليفي

األول الصادر من أك دور المرش، فاستةاره من سةةادة السةفري، لةريده إليةه بةةد

التي قدم هبا الدكتور أمحد أمني مطالةته، ولكمه فوجئ كذلك بأن اهقدم الصغرية

هذا الكتاب، مل تكن فيدا تلك القوة التي كان يتوقةدا اهؤلف من كاتةب إسةالمي

كبري كالدكتور أمحد أمني، وكان متحفظا شديد الةتحفه يف إبةداء انطباعاتةه عةن

.الكتاب ومؤلفه

م كتابةا فليس كل من يقةد - وإن كان ثقيال عىل اهؤلف - ومل يكن األمر غريبا

يتحمس للموضوع الذي كتب فيه، فال يكون ذلك إال إذا كان اهقدم يتجاوب مع

وإن - فكرة اهؤلف، ويؤمن هبا إيامنا عميقا، وليس كل باحع علمي وكاتب كبري

ا، - كان يف درج الدكتور أمحد أمني بك وامنساني قةد يرى أن الةامل قد خرس حق

هسلمني، وانسحاهبم عةن ميةدان القيةادة والتوجيةه نكبت نكب كبرية بانحطاط ا

الةاهي، فذلك نمط خاص للتفكري والتفسري للتاري ، ليس من الالزم أن يقتمع به

ال يمكةر يف وفضةله - كل مؤلف ودارس، وليست التبة عىل الدكتور أمحد أمةني

166 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

التبةة عةىل ولكةن - نرش هذا الكتاب من جلم التأليف والرتمج والمرشة اهةوقرة

ل فيه اآلمال البةيدة، ومحله ما مل يتديأ فه فكري ا وعلمي ا، ومل مؤلف الكتاب الذي أم

تساعد ظروفه الرتبوي والدراسي اخلاص عىل انتداج هذا اهمدج، ثم لةل الةدكتور

أمحد أمني الذي كان يةت من أساتذة اجليل اجلديد ومن كبةار اهةؤلفني واألدبةاء،

أن يةطي اهؤلف الذي ال يةرفه مةرف شخصةي ، ومل يتحقةق - وله احلق - خاف

مستواه الةلمي والمظرة التي يمظر هبا إليدا مواطموه وعلامء بالده، أكثر مما يستحق،

إنه كساه ثوبا سابغا فضفاضا أك من قامته وقيمته، وساحمه اهلل، وجزاه عن : فيقال

كان السبب يف وصول هذا الكتاب إىل األوساط اهؤلف والقراء أحسن اجلزاء، فقد

الةلمي اهتمورة التي ال تةري كتابا يصةدر عةن مؤسسة ديمية شةيئا مةن الةماية

.واالهتامم

بةد ما مىض عىل صدور (م1151)واتفقت رحل اهؤلف إىل مرص يف يماير سم

األوساط الةلمي هذا الكتاب شدران أو أكثر، فوجد أن الكتاب قد شق طريقه إىل

والديمي ، وحل ممدا حمال مل يكن يتوقةه اهؤلف أن حيل به، وقد قرئ يف نطاق أوسع

من اهثقفني واهةميني بقضي امسالم وانتفاضته، وصحوة اهسلمني، وكان نشةاط

قد بدأ يدب، وخفف اخلماق عليدم بةض التخفيف، وكةأن «امخوان اهسلمني»

اء يف أوانه ومكانه، وتماغم مع شةورهم وما يدعون إليه، وكةان هذا الكتاب قد ج

فجاء هذا الكتاب اجلر؛ عميقا وداميا شدادة اممام الشديد وحل حرك امخوان،

مسليا مةزيا، بل كسال؛ علمي يدافةون به عن فكةرهتم، وشةحم جديةدة وزادا

مةمدج الدراسة واهطالةة ، فقرءوه يف اهةتقالت، وقرروه يف «لبطاريتدم»ومددا

مؤلفه بحةامس - بطبية احلال - واستشدوا ببةض عباراته يف اهحاكم، واستقبلوا

وكان الكتاب خري مةرف للمؤلف الزائر اجلديد، وممددا للثق به واحلديع وحب،

167 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.مةه

وكان الكاتب امسالمي الكبري األستاذ سيد قطب يف مقدم مةن رحةب هبةذا

(55)وشجع تالميذه وإخوانه عىل مطالةته، ويف يوم مةن األيةام، هي بالكتاب، وعم

اهؤلف دعوة من األستاذ سيد قطب حلضور ندوة جتتمةع يف ممزلةه بحلةوان تلقى

كل مجة ، وتبحع يف موضوع إسالمي، أو تستمع إىل تلخيص كتاب بقلم أحةد

مةاذا خرسة »: احلارضين، وتتماول البحع فيه، وكان اهوضوع ذلك اليةوم كتةاب

وقد خلصه أحد تالميذه من خرجيي جامة فؤاد األول، فلبى اهؤلف هةذه «الةامل؟

الدعوة الكريم احلبيب ، التي هي رمز لتقدير جمدةوده الةلمةي الكتةايب اهتواضةع

فحرض هذه المدوة وساهم يف البحع، وأجاب عةن بةةض األسةئل وترشيف له،

.اهوجد إليه كمؤلف

فكرة الطلب من األستاذ سيد قطب ليقدم هذا الكتاب بقلمه وهمالك بدت له

وأسلوبه الةلمي اهادف، وقبل األستاذ سةيد قطةب هةذه الةدعوة اهؤمن القوي،

.(56)برسور ومحاس، وكتب تلك اهقدم القوي التي زادت يف قيم الكتاب، وقوته

ف وصادف ذلك طلب األستاذ الفاضل والةةامل اهةؤمن الةدكتور حممةد يوسةــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـمةذكرات سةائح يف الرشةق »( م25/2/1151)اهوافةق ( هةة11/8/1371)كان ذلك يف (55)

.«الةريب

:وإىل القارئ مقتطف صغري من تقديم األستاذ سيد قطب (56)

إن اخلصيص البارزة يف هذا الكتاب كله هي الفدم الةميق لكليات الرو؛ امسةالمي يف »

حميطدا الشامل، وهو هذا ال يةد نموذجا للبحع الديمي واالجتامعةي فحسةب، بةل نموذجةا

.«امسالمي كذلك للتاري كام يمبغي أن يكتب من الزاوي

:ويقول

ةد هذا الكتاب نموذجا، للتاري ، كام جيب أن يتماوله اهسلمون مسةتقلني عةن ومن هما ي »

.«التأثر بالطريق األوروبي ، التي يمقصدا هذا التماسق وهذه الةدال ، وهذا التحقيق

168 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

موسى، أستاذ كلي أصةول الةدين يف األزهةر، ورئةيس مجاعة األزهةر للتةأليف

واحلافزين الذي كان من كبار اهةجبني هبذا الكتاب اهموهني به، - والرتمج والمرش

، فسمح له اهؤلةف (57)الطبة الثاني اهمقح من مجاع األزهرإصدار - عىل قراءته

ترصيح واهوافق من الدكتور أمحد أمني، وكتةب شاكرا مرسورا، وأخذ الدكتور ال

.(58)مقدم يتجىل فيدا إخالصه وحبه، واستجابته للفكرة، حلى به جيد الكتةاب

وفاجأ اهؤلف صديقه الدكتور أمحد الرشبايص أمحد علةامء األزهةر وأسةاتذته، يف

ياته، إحدى زياراته، فاختلس ممه مةلومات عن أرسته وبيئته ونشأته، ودرساته وح

ن هبا مقاال عن اهؤلف عمونه بةة: ال يةلم اهؤلف ماذا سيصمع هبا أخةي أبةو »: فكو

وضمه إىل الكتاب، ومل يةلم به اهؤلف إال حني صةدرت « صورة وصفي » «احلسن

، وتلت هةذه الطبةة طبةةات وترمجةات يف لغةات (م1153)الطبة الثاني سم

ث عرشة القانوني ، وهذا قص الكتةاب يف الرشق والغرب، وها هي ذي الطبة الثال

.إجياز وصدق ورصاح ، وهلل اهن والفضل أوال وآخرا

:مساهمة الشيخ يف العلوم الشرعية التقليدية

وإىل . لمةرف يف أي جمال كانت تصميفات الشي وال بد لما هما من وقف أخرى،

أي حد أسدم يف التأليف يف الةلوم الرشعي التقليدي ؟

لقد درس الشي الةلوم الرشعي التقليدية أيةام طلبةه الةلةم عةىل مشةاخيدا

.اهةت ين يف دار الةلوم ندوة الةلامء، ويف دار الةلوم ديوبمد وأتقمداــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ (.م1151)حزيران ( 3)وذلك يف (57)

:ومما جاء يف هذه اهقدم قوله (58)

قد قرأت الكتاب حني ظدرت طبةته األوىل يف أقل من يوم، وأغرمت بةه غرامةا وأشدد ل»

إن قراءة هذا الكتاب فرض عىل كل »: شديدا، حتى لقد كتبت يف آخر نسختي وقد فرغت ممه

.«مسلم يةمل معادة جمد امسالم

161 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

فقد كان عقله متجدا إىل جمةاالت . ولكمه مل يساهم بالتأليف يف كل هذه الةلوم

أباطيل خصومه، وجتلي األمةور الدعوة والفكر، وبيان حقائق امسالم، والرد عىل

الغامض عىل الماس يف الرتاث والتاري ، والةمل عىل كل ما يةزيح الضةبابي عةن

.حقيق الدين، ورسال حممد صصص

:الندوي والقرآن الكريم

وقةد نرشةت حتةت «تأمالت يف سورة الكدةف»: كتب يف الدراسات القرآني

المبةوة واألنبيةاء يف ضةوء »: تةب كتابةهوك. «الرصاع بني اميامن والامدي »: عموان

.«القرآن

وكتب رسائل شتى يف ضوء آيات قرآني كانت ملدم له، مثل حديثه عن قوله

ين}: تةاىل نفروابع وٱل ٱل نةف عحوهتكنف ف إل وءبع ض ل و

أ وفسودرضهم ض

.[93: األنفال] {كب

قارئ كتبه ومقاالته يلمس أنه من اهتذوقني الكبار لكتاب اهلل، الذين حيسمون و

، واألمثلة عةىل ذلةك االستشداد به، وخصوصا يف المواحي اميامني واالجتامعي

.كثرية وفرية

ة :الندوي وعلوم السن

وكذلك كان للشي باع يف احلديع وعلومه كام تشدد بذلك اهقدمات الضافي

ت هذه اهقدمات التي كت بدا لبةض كتب اهؤلفني اهةارصين يف احلديع، وقد ضم

:اشتمل عىل «دراسات يف احلديع المبوي»: المفيس لتظدر يف كتاب بةموان

للةالمةة حممةةد زكريةةا «األبةةواب والةةرتاجم للبخةةاري»: تقةةديم لكتةةاب - 1

.الكاندهلوي ححح

171 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

للةالم حممد تقي «صحيح مسلم تكمل فتح اهلدم يف رش؛»: تقديم لكتاب - 2

.الةثامين ححح

للمحدث رشةيد أمحةد «الكوكب الدري عىل جامع الرتمذي»: تقديم لكتاب - 3

.اجلمجوهي ححح

للةالم اهحدث خليل أمحد «بذل اهجدود عىل سمن أيب داود»: تقديم لكتاب - 2

.السدارنفوري ححح

للشةي حممةد زكريةا «اممام مالةكأوجز اهسالك إىل موطأ »: تقديم لكتاب - 5

.الكاندهلوي ححح

.له أيضا «المع الدراري عىل جامع البخاري»: تقديم هقدم كتاب - 6

للةالم اهؤرخ عبد احلي بةن فخةر الةدين «هتذيب األخالق»: تقديم لكتاب - 7

.احلسمي ححح

.لألستاذ أيب سحبان المدوي «روائع األخالق»: تقديم لكتاب - 8

قد حوى هذا اهجموع الثمني إىل جانب ذلك بحثةا قيمةا عةن اممةام مالةك و

نبذة عةن تةاري احلةديع واهحةدثني يف »: ، وعرضا آخر بةموان«اهوطأ»: وكتابه

.«اهمد

استةرض فيه الشي ححح أحوال البالد اهمدي ممذ الفتح امسالمي، وما نتج

إىل تلك البالد، إىل مدرسة الشةي عمه من وصول أعداد من اهصمفني واهحدثني

جمدد احلةديع يف تلةك الةديار، «ويل اهلل أمحد بن عبد الرحيم الدهلوي»: الةالم

ومةا متتةةت بةه كثةري مةن اهةدن وهو وبموه الكرام وتالميذهم رمحدم اهلل مجيةا،

171 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

دهةي، : والقرى اهمدي من هنض علمي ، وباألخص يف علوم السم المبوية ، مثةل

،آبةاد، وجمجةوه، وكةمج مةراد ومراد ،و، وسدارنفور، وباين بت، وديوبمدولكمد

... وغريها

«أوجز اهسالك»: لتقدم الشي ححح عىل كتابوهذا الةرض وإن كان متديدا

.إال أنه يصلح أن يكون بحثا مستقال لةظيم فائدته

اسة مةدخل إىل در»: أحدما: وللشي كذلك دراستان أخريان حول احلديع

دور احلةديع يف تكةوين اهمةاخ امسةالمي »: واآلخةر. «احلديع المبوي الرشيف

.«رابط الةامل امسالمي»وقد كان هذا البحع حمارضة ألقاها يف . «وصيانته

البةةةع »: ولقةةد كتةةب بةةةض مرتمجيةةه عةةن مشةةاركته يف احلةةديع يف جملةة

.«امسالمي

:الندوي والتاريخ

وة وتفةوق، هةو التةاري امسةالمي، ابتةداء وأعظم جمال ساهم فيه الشي بق

.بالسرية المبوي التي هي بداي هذا التاري

وهو من الغواصني يف أعامق التاري ، اهطلةني عةىل بواطمةه وآفاقةه، الةةارفني

بمقاط القوة ونقاط الضةف فيه، وقةد وظفةه يف خدمة فكرتةه يف إيقةاظ األمة ،

.سالتدا يف الةاهنيوتمبيددا عىل قيمتدا بني األمم، ور

كتابه األول، الذي قدمةه إىل اهسةلمني يف ولقد جتلت هذه اهةرف بالتاري ممذ

.«ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟»: الةامل الةريب وامسالمي

كام جتىل ذلك فيام كتبةه عةن التجديةد واهجةددين يف التةاري امسةالمي، يف

172 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.. . «رجال الفكر والدعوة يف امسالم»: باسمحمارضاته بجامة دمشق، وقد نرشت

ن سمن اهلل تةاىل أن يظدر يف كل عرصة فقد تماول التاري تماوال جديدا، وبين أن م

وعةىل هةذا . اهجدد الذي حتتاج إليه األم ، ليسد ثغرة يف بمياهنةا ال يسةدها سةواه

ن ، وعة«احلسةن البرصةي»، وعةن «عمةر بةن عبةد الةزيةز»: األساس تكلم عن

.وغريهم «جالل الدين الرومي»، وعن «عبد القادر اجليالين»، وعن «الغزايل»

أنه اهتدى إىل مصادر للتاري مل هيتد إليدا غريه، مما ال حيسةب : ومما يذكر له هما

.من مصادر التاري يف الةادة

، ودراسة عةن اممةام «ابن تيمي »وأصدر بةد ذلك دراس عن شي امسالم

وعن حكيم امسالم يف اهمد اهجدد . الذي لقب بمجدد األلف الثاين «الرسهمدي»

.شاه ويل اهلل الدهلوي: اهةروف باسم «أمحد بن عبد الرحيم»الكبري

أمحةد بةن »كام حتدث عن اممام الذي مل يأخذ حقه من االعةرتاف وامنصةاف

م الرباين اهجاهد، أحد جدود الشي الال «عرفان الشديدمةني يف سةامء البطل الةال

.اهمد

أمري اهؤممني عيل بةن اهرتىض»: كام أصدر يف السموات األخرية كتابه القيم عن

.«أيب طالب ررر وكرم وجده

اجلانةب ومن ثم نجد تركيزه يف التاري عةىل الشخصةيات اهةؤثرة، سةواء يف

: الغةزايل وابةن تيمية ، أم امصةالحي والرتبةوي مثةل: الةلمي والفكةري مثةل

عمر بن عبد الةزيةز وصةال؛ : لرسهمدي والدهلوي، أم اجلدادي والسيايس مثلا

.الدين األيويب، وأمحد بن عرفان

173 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

:الندوي والفقه

ولكن مما يالحه يف تراث الشي أنه مل يصمف يف الفقه، رغةم أنةه درسةه فةيام

ا، . درس من علوم الرشع اهتوازن : حتةى إن كتابةهولكمه مل يكتب فيه كتابا خاص

وهو يتحدث فيه عن الصالة والزكاة والصيام واحلةج، مل يةةن «األركان األربة »

فيه بالماحي الفقدي ، بل هو يبحع يف مكانتدا وخصائصدا وأرسارهةا وآثارهةا يف

.فقد كتبه بلغ الداعي واهريب، ال بلغ الفقيه. المفس واهجتمع واحلياة

ر :ذلك فيام يبدو يل مجل أمور وس

.أنه مل يتبحر يف الفقه، كام تبحر يف التاري مثال :أوهلا

أن ذوقه الةقيل كان أميل إىل كليات الدعوة والفكر ممةه إىل جزئيةات :والثعاين

.أحكام الفقه

أن ورعه الشديد، جةله يبتةد عن حتمل تبة إفتاء المةاس يف احلةالل :والثالث

.اهجالواحلرام، فرأى السالم يف البةد عن هذا

ولقد كان عضوا يف اهجمع الفقدي لرابط الةامل امسالمي، وكمةت أزاملةه يف

.ولكمه مل يكن يشارك ببحع، أو مماقش ، إال قليالذلك،

أنه مل يكن يةمةى باالجتدةاد الفقدةي : والذي يبدو يل من هنج الشي يف كتاباته

وحسةب . داد برشوطه وضوابطهكثريا، ووكله إىل اهتبحرين فيه، واهؤهلني لالجت

.وتلقوها من علامء بلداهنمعوام الماس أن يسريوا وفق مذاهبدم التي نشأوا عليدا،

ولذا أجد فارقا بيمه وبني الشي حممد الغزايل ححح، فقد كان داعي من الطةراز

األول، وكانت الدعوة حلمته وسداه، ولكمه دخل يف الفقه من باب الدعوة، وأثةار

172 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

كام رأيمةا ! يا فقدي ، جلبت عليه سخط كثريين ممن ال يرون رأيه، وما أكثرهمقضا

وقضايا الدولة ،«دي اهرأة مثال»دد من القضايا، مثل قضايا اهرأة ذلك يف رويته لة

. إلة ... «الشورى أهي مةلم أم ملزمة ؟»، «اجلداد هل هو هجومي أو دفاعي»

.(59)إل ... وسيقىوقضايا اهجتمع مثل الغماء واه

وقد أدخلت هذه المظرات الفقدي الشي الغزايل يف مةةارك مةع خمالفيةه كةام

.«السم المبوي بني أهل الفقه وأهل احلديع»حدث بةد كتابه

يريد أن يدخل يف مةارك من هذا الموع، بةل ال - واهلل أعلم - والشي المدوي

امن، وإخةالص الةبةادة، واسةتقام هو يريد أن جيمع القلوب أوال عىل صدق امي

.األخالق، وحسن التةامل مع اهلل والماس

ومرشبه هما قريب من مرشب الشي حسن البما ححح، فقةد كةان حريصةا أن

لكل »: وقال يف أحد أصوله الةرشين الشدرية. جيمع وال يفرق، وأن يبمي وال هيدم

إمامةا مةن أئمة الةدين، مسلم مل يبلغ درج المظر يف األحكام الرشةعي أن يتبةع

وحيسن به أن يتةرف عىل أدل إمامه ما استطاع، وأن يتقبل كل إرشةاد مصةحوب

بالدليل، متى صح عمده صال؛ من أرشده وكفايته، وأن يستكمل نقصه الةلمةي

.«إن كان من أهل الةلم، حتى يبلغ درج المظر

:قاسمة بكتب الشيخ

رتاث الشي الةلمي اهمشور بالةربي من وحيسن بما أن نضع أمام القارئ قائم ب

وها هةي مكتوبة مرتبة عةىل . الكتب والرسائل، وربام قد دخل بةضدا يف بةض

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .ر الرشوق بالقاهرةنرش دا «الشي الغزايل كام عرفته»: يف كتابما «هالغزايل والفق»فصل : انظر (59)

175 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.(60)حروف اهجاء

(أ)

.«االجتهاد ونشنة املذاهب الفقية» - 1

.لكدمو اهمد - ندوة الةلامء - امسالمي الةلمياهجمع : المارش

.«أحاديث رصحية أمريكا» - 2

.مؤسس الرسال بريوت: ارشالم

.«أحاديث رصحية مع إخواننا العرب واملسلمني» - 3

راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش والتوزيع، دائرة الشي علم اهلل: المارش

.اهمد -

.«إذا هبت ريح اإليامن» - 4

.الكويت - مؤسس الرسال بريوت، ودار القلم: المارش

نسانية ومصعريها بقيعام املسعلمني بعواجبهم ودورهعم ارتباط مسرية اإل» - 5

.«تكوين وحدة وتوجيه الدعوة

.اهجمع امسالمي الةلمي لكمدو اهمد: المارش

.«األركان األربعة ضوب الكتاب والسنة» - 3

.دمشق - الكويت، دار القلم - دار القلم: المارش

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .لألستاذ نذر احلفيه المدوي «أبو احلسن المدوي كاتبا ومفكرا»مقتبس من كتاب (60)

176 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«أريد أن أحتدث إ اإلخوان» - 1

.اهمد - ع امسالمي الةلمياهجم: المارش

.«إزالة أسباب اخلذالن أهم من إزالة أثار العدوان» - 3

.اهمد - دار عرفات للرتمج والمرش راي برييل: المارش

.«أزمة إيامن وأخالق» - 0

: حمارضة ألقيت يف مركز مجةي إنقاذ فلسطني ببغداد، وقةد ضةمت إىل كتةاب

.«إىل امسالم من جديد»

.«عان املغرب األقىصأسبو» - 13

.بريوت - مطبة الرسال اهغرب ومؤسس الرسال : المارش

.«اإلسالم أثره احلارة وفله عىل اإلنسانية» - 11

اهجمع امسالمي الةلمي اهمد، ودار الصةحوة بالقةاهرة، ودار اهمةارة : المارش

.بجدة

.«اإلسالم فوق القوميات والعصبيات» - 12

.يف اجللس التأسيسي لرابط الةامل امسالمي بمك اهكرم مقال قدم

.مكتب الرأي بجدة: المارش

.«اإلسالم عامل متغري» - 13

.بريوت - مؤسس الكتاب: المارش

177 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«بيوث إسالمية قيمة - اإلسالم عامل متغري» - 14

.بريوت - دار مكتب احلياة: المارش

أحاديث رصحية معع - نية وواقع العامل اإلسالمياإلسالم واحلارة اإلنسا» - 15

.«إخواننا العرب واملسلمني

.«اإلسالم واحلكم» - 13

.القاهرة - دار اهختار امسالمي: المارش

.«اإلسالم والغرب» - 11

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«اإلسالم واملسترشقون» - 13

وطبةته مؤسسة الرسةال بةريوت . اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«امسالميات»: بةموان

.«اسمعوها مني رصحية أهيا العرب» - 10

.اهمد - جمع امسالمي الةلمياه: المارش

.«اسمعي يا إيران» - 23

.راي برييل اهمد - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

.«اسمعي يا زهرة الصيراب» - 21

.الكويت - مارمكتب اه: المارش

.«اسمعي يا سوريا» - 22

.مطبة اجلامة امسالمي بحلب: المارش

178 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«اسمعي يا مرص» - 23

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

أضواب عىل احلركات والدعوات الدينية واإل الحية ومدارسعها الفكريعة » - 24

ها إ الأ العقيدة ومراكزها التعليمية والرتبوية اهلند ودورها ون اح

وحماربة اجلاهلية واخلرافة والدعوة إ الدين احلنيف اخلعال، واالنتفاضعة

.«اإلسالمية

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

املؤامرات واملخططات الدقيقة العميقة لقطع . أكرب خطر عىل العامل العريب» - 25

.«ه وإنذاراستعراض تارخيي تنبي»العرب عن اإلسالم

.القاهرة - راي برييل اهمد، ودار السالم - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

.«إ اإلسالم من جديد» - 23

اهمةد، ودار اهختةار - دمشق، واهجمع امسالمي الةلمي - دار القلم: المارش

.القاهرة - امسالمي

.«إ الراية امليمدية أهيا العرب» - 21

.لكمدو اهمد - «المدوي»احلسن عيل أبو: المارش

.«إ شائ الن اة» - 23

.اهمد - طبع بمطبة بيداري ماليكاون ناسك

.«إ قمة القيادة العاملية» - 20

.«ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟»: مقتبس من كتاب

171 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«إ ممثيل البالد اإلسالمية» - 33

.لكدمو اهمد - مكتب امسالم: المارش

.«اإلمام احلسن البرصي» - 31

.«رجال الفكر والدعوة يف امسالم»: مستخرج من كتاب

.القاهرة - دار اهختار امسالمي: المارش

.«اإلمام عبد القادر اجليالين» - 32

، دار اهختار امسالمي«رجال الفكر والدعوة يف امسالم»: مستخرج من كتاب

.القاهرة -

ف واالععرتاف بعه أمحعد بعن عرفعان اوف حقه معن اإلنصعاإلمام الذي مل ي» - 33

.«الشهيد

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«اإلمام حممد بن إسامعي البخاري وكتابه ييح البخاري» - 34

.اهمد - راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش :المارش

.«ستقب األمة اإلسالمة وحدهتا ووسطيتها وآفاق امل» - 35

.القاهرة - دار الصحوة: المارش

.«أمريكا وأوروبا وإرسائي » - 33

.«كشف حقيق صارخ وتمبيه عىل خطر داهم»

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

181 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«إن ذلك لذكر ملن كان له قلب» - 31

.اهمد - بومباي - حسني بن حممد: المارش

.«الديانات وحياة أ ياهبا أمهية احلارة تاريخ» - 33

اهمد، ومكتب الةدار باهديمة - راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

.اهمورة

أمهية نظام الرتبية والتعليم األقطار اإلسالمية وأثره البعيعد اااهاهتعا » - 30

.«وقياداهتا

.همدلكدمو ا - مكتب األمان الةام لمدوة الةلامء: المارش

(ب)

.«بني اإلنسانية وأ دقائها» - 43

.اهمد - طبع بمطبة بيداري ماليكاون ناسك

.«بني اجلباية واهلداية» - 41

.لكدمو اهمد - مكتب امسالم: المارش

.«بني الدين واملدينة» - 42

.بريوت - مؤسس الرسال : المارش

.«بني الصورة واحلقيقة» - 43

.اهمد - مي الةلمياهجمع امسال: المارش

181 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«بني العامل وجزيرة العرب» - 44

ونرشةا يف رسةال ( م1151)حديثان أذيةا من امذاع السةةودي بجةدة عةام

(.م1151)مستقل بمرص عام

.«بني نظريتني» - 45

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

(ت)

.«تنمالت القرآن الكريم» - 43

.دمشق - دار القلم: المارش

.«الرصاع بني اإليامن والامدية - تنمالت سورة الكهف»

.«الرتبية اإلسالمية احلرة احلكومات والبالد اإلسالمية» - 41

- مؤسس الرسال بريوت، ودار امرشةاد للطباعة والمرشة والتوزيةع :المارش

.بريوت، ودار اهختار امسالمبي بالقاهرة

.«أمحد بن عرفان الشهيدترمجة السيد اإلمام » - 43

(.هة1351)مطبة اهمار بمرص عام : المارش

.«ترشيد الصيوة اإلسالمية» - 40

اهمةد، وطبةتةه دار السةالم - راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

مةمدج أفضةل يف »: بالقاهرة بالةموان نفسه مةع ثةالث حمةارضات أخةرى، هةي

المبةي اخلةاتم »، «الدعوة امسالمي يف الةرص احلارض»، «امصال؛ للدعاة والةلامء

.«والدين الكامل

182 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«تيية شباب العرب قنطرة إ سعادة البرشية» - 53

.اهمد - راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

.«تعالوا نياسب نفوسنا وقادتنا» - 51

.داهم - راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

التفسري السيايس لإلسالم معرآة كتابعات األسعتاذ أيب األععىل املعودودي » - 52

.«وسيد قطب

راي - اهمد، ودار عرفات للرتمج والمرشة - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

بريوت، ودار آفاق الغةد - الكويت، ومؤسس الرسال - اهمد، ودار القلم - برييل

.القاهرة -

(ث)

.«ورة التفكريث» - 53

.«امسالم من جديد»: وقد ضم إىل كتاب

(ج)

.«جوانب السرية امليئة املدائح النبوية الفارسية واألردية» - 54

.القاهرة - دار الصحوة: المارش

(ح)

.«حاجة البرشية إ معرفة ييية وجمتمع إسالمي» - 55

:يتضمن أربع حمارضات

183 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.حيدة للمةرف الصحيح المبوة هي الوسيل الو - 1

.مطالب القرآن االنقياد التام واالستسالم الكامل - 2

.اهجتمع امسالمي اهةارص - 3

.حاج الةامل إىل جمتمع إسالمي مثايل أفضل - 2

.القاهرة - دار الصحوة: المارش

.«حاجة العامل إ الدعوة اإلسالمية» - 53

.من مكتب احلياة بالكويت «م واحلياةامسال»: رش أيضا ضمن جمموع بةموانن

.«حاجة العامل إ جمتمع إسالمي مثايل أف » - 51

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«احلاجة إ الرتكيز عىل جانب حاسم» - 53

.اهمد - ندوة الةلامء - اهةدد الةايل للدعوة والفكر امسالمي: المارش

.«حديث مع الغرب» - 50

.القاهرة - اهختار امسالميبريوت، ودار - دار امرشاد: المارش

احلارة الغربية الوافدة وأثرها اجلي املثقف كام يراه شاعر اهلند الكبعري » - 33

.«لسان العرص السيد أكرب حسني اإلله آبادي

لكدمةو - رابط األدب امسالمي الةاهي مكتب شةبه القةارة اهمدية :المارش

.القاهرة - مد، ودار الصحوةاه

182 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«حكمة الدعوة و فة الدعاة» - 31

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

:مع كلم . بريوت - ونرشته دار البشائر امسالمي

.ألقاها سامحته بالشارق « ال بد من أويل بقي يمدون عن الفساد يف األرض»

(خ)

.«خليج بني اإلسالم واملسلمني» - 32

.اهمد - اهجمع الةلمي امسالمي الةلمي: لمارشا

.«خوار وفصول» - 33

.لكدمو اهمد - مكتب امسالم: المارش

(د)

.«الداعية الكبري الشيخ حممد إلياإ الكاندهلوي ودعوته» - 34

.اهركز الةريب للكتاب، الشارق : المارش

.«املرويةدراسة السرية النبوية من خالل األدعية املنثورة » - 35

.اهمد - القاهرة، واهجمع امسالمي الةلمي - دار اهختار امسالمي: المارش

.«درإ من احلوادث» - 33

.«أحاديع رصحي مع إخوانما الةرب واهسلمني»: وقد ضم إىل كتاب

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

185 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«دعوة وتاريخ» - 31

لكدمو - لمدوي عميد دار الةلوم لمدوة الةلامءاحلاج حممد عمران خان ا: المارش

.اهمد

.«الدعوة اإلسالمية العرص احلارض وجبهاهتا احلاسمة وجماالهتا الرئيسية» - 33

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«الدعوة اإلسالمية اهلند وتطوراهتا» - 30

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«الدعوة إ ا محاية امل تمع من اجلاهلية و يانة الدين من التيريف» - 13

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«الدعوة والدعاة مسئولية وتاريخ» - 11

:يتضمن ثالث حمارضات

... الدعوة امسالمي يف الةرص احلارض -

الةدعوة امسةالمي يف : موانكيف انترش امسالم يف اهمد؟ اهمشورة مفردة بة -

.اهمد

.دور اجلامةات امسالمي اهطلوب يف إعداد الدعاة -

.رابط الةامل امسالمي بمك اهكرم :المارش

.«دور اإلسالم اإل الحي جمال العلوم اإلنسانية» - 12

.القاهرة - دار الصحوة: المارش

186 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«دور اإلسالم تقدم البالد التي دخلها» - 13

لوالده الةالم اهةؤرخ عبةد «الثقاف امسالمي يف اهمد»: مقدم اهؤلف لكتاب

.احلي احلسمي ححح اهمشور من جممع اللغ الةربي بدمشق

.«دور اإلسالم هنة الشعوب» - 14

.حمارضة ألقيت يف ثانوي طيب باهديم اهمورة

.«سعادهادور األمة اإلسالمية إنقاذ البرشية وإ» - 15

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

دور اجلامعات اإلسالمية املطلوبة تربية العلامب وتكعوين العدعاة ومحايعة » - 13

.«األقطار اإلسالمية من التناقض وامل اهبة

.اهمد - اهجمع امسالمي: المارش

.«دور احلديث تكوين املناخ اإلسالمي و يانته» - 11

.اهمد - اهجمع امسالمي: المارش

.«دور املسلمني القيادي واالجتهادي اهلند» - 13

.اهمد - األمان الةام لمدوة الةلامء، لكدمو: المارش

(ر)

.«ربانية ال رهبانية» - 10

بريوت، ودار الفةتح - ودار الرشقاهمد، - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.دمشق - بريوت، دار القلم -

187 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.(4 - 1) «رجال الفكر والدعوة اإلسالم» - 33

.«مطبة جامة دمشق: الطبة األوىل من»

.«الطبة الكامل »دمشق - الكويت، دار القلم - دار القلم :المارش

.«ردة وال أبا بكر هلا» - 31

القةاهرة، - اهمد، ودار اهختار امسةالمي - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.جدة - هطبوعات احلديث ودار ا

.«رسائ األعالم» - 32

.القاهرة - اهمد، دار الصحوة - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«رسالة التوحيد» - 33

اهمد، واهجمةع امسةالمي - مؤسس الصحاف والمرش يف ندوة الةلامء: المارش

.اهمد - الةلمي

.«القرن العرشين رسالة سرية النبي األمني إ إنسان» - 34

.القاهرة - دار حراء للكتاب: المارش

.«روائع إقبال» - 35

اهمةد، وجملةس - الكويت، واهجمع امسةالمي الةلمةي - دار القلم: المارش

.دمشق - ، ودار القلم«باكستان»كراتيش - نرشيات إسالم

.«روائع من أدب الدعوة القرآن والسرية» - 33

ودار القلةملكدمو اهمد، - الةربي بدار الةلوم لمدوة الةلامءكلي اللغ : المارش

.الكويت -

188 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

(س)

.«سياسة الرتبية والتعليم السليمة» - 31

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

قصع، »: وهو اجلزب اخلامس من سلسعلة«لألفال»سرية خاتم النبيني » - 33

.«النبيني لألفال

- بريوت، ومؤسس الصحاف والمرش بمدوة الةلةامء - ال مؤسس الرس: المارش

.كراتيش - اهمد، وجملس نرشيات إسالم

.«السرية النبوية» - 30

وظدرت الطبة األخةرية للكتةاب حتةت إرشاف . جدة - دار الرشوق: المارش

وقد استكمل ختةريج »دمشق - اهمد، ودار القلم - اهؤلف من مطبة ندوة الةلامء

.«ذه الطبة األستاذ إبراهيم الةيلأحاديع ه

(ش)

.«شاعر اإلسالم الدكتور حممد إقبال» - 03

تا إىل كتاب .«روائع إقبال»: يتضمن حمارضتني حول إقبال، وقد ضم

(.م1151)عام - مطبة دار الكتاب الةريب: المارش

.«شخصيات وكتب» - 01

- ار الةلةوم لمةدوة الةلةامءدمشق، وكلي اللغ الةربي بد - دار القلم: المارش

.القاهرة - اهمد، ودار الصحوة

181 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

(ص)

.«الرصاع بني اإليامن والامدية» - 02

دمشةةق، وطبةتةةه دار اهختةةار - الكويةةت، ودار القلةةم - دار القلةةم: المةةارش

.«تأمالت يف سورة الكدف»: امسالمي بةموان

.«األقطار اإلسالميةالرصاع بني الفكرة اإلسالمية والفكرة الغربية » - 03

.دمشق - الكويت، ودار القلم - دار القلم: المارش

.« الأ الدين األيويب» - 04

.اهمد - راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

ورتان متادتان لنتائج جهود الرسول صصص الدعويعة والرتبويعة وسعرية » - 05

.«ة اإلماميةاجلي املثال األول عند أه السنة والشيع

القةاهرة، ومطبةة - اهمد، ودار الصحوة - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.دمشق، وإدارة إحياء الرتاث امسالمي بدول قطر - الكلم باجليزة، ودار القلم

(ط)

.«الطريق إ السعادة والقيادة للدول وامل تمعات اإلسالمية احلرة» - 03

.ريوتب - مؤسس الرسال : المارش

.«الطريق إ املدينة» - 01

اهديمة اهمةورة، باهمد، واهكتبة الةلمية - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.القاهرة - دمشق، واهختار امسالمي - ودار القلم

111 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

(ع)

.«عا فة يواجهها العامل اإلسالمي والعريب» - 03

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«ب واإلسالمالعر» - 00

بريوت، ودار - اهمد، واهكتب امسالمي - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.بمك اهكرم - اهمارة

.«العرب يكتشفون أنفسهم» - 133

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«العقيدة والعبادة والسلوك» - 131

دمشق، ودار القلم - ابن كثري اهمد، ودار - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«ممداج الصاحلني»: وطبةته دار البشري بالقاهرة بةموان. الكويت -

.«عىل اخلشبة» - 132

.دمشق - اهمد، ودار ابن كثري - لكدمو - إدارة تةليامت امسالم: المارش

.«العوام األساسية كارثة فلسطني» - 133

.بريوت - ، طبةته دار الرسال «لسطنياهسلمون وقضي ف»: ضم إىل كتاب

(غ)

.«غارة التتار عىل العامل اإلسالمي وظهور مع زة اإلسالم» - 134

.القاهرة - دار اهختار امسالمي: المارش

111 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

(ف)

.«فاستخف قومه فناعوه» - 135

.اهمد - مطبة ندوة الةلامء: المارش

.«الفتح للعرب املسلمني» - 133

وطبةتةه دار اهختةار امسةالمي . اهمةد - سالمي الةلمةياهجمع ام: المارش

.«الةاقب للمتقني»: بالقاهرة بةموان

.«ف البعثة امليمدية عىل اإلنسانية» - 131

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.« ظالل البعثة امليمدية عىل اإلنسانية» - 133

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

(.3 - 1) « مسرية احلياة» - 130

.دمشق - دار القلم: المارش

(ق)

.«القاديانية ثورة عىل النبوة امليمدية واإلسالم» - 113

ضمن جمموع من اهقاالت حول »رابط الةامل امسالمي بمك اهكرم : المارش

.«القادياني

.«يةالقاديانية مؤامرة خطرية وثورة عىل النبوة امليمد» - 111

.اهمد - مكتب اهؤمترات امسالمي بدار الةلوم لمدوة الةلامء: المارش

112 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«القادياين والقاديانية» - 112

.جدة - الدار السةودي للمرش: المارش

.«قارنوا بني الربح واخلسارة» - 113

.اهمد - لكدمو - اهجمع امسالمي الةلمي :المارش

(.3 - 1) «القرابة الراشدة لألفال» - 114

اهمةد، وجملةس - مؤسس الصحاف والمرش بدار الةلوم لمدوة الةلةامء: المارش

.«باكستان»كراتيش - نرشيات إسالم

.«القرن اخلامس عرش اهل ري اجلديد ضوب التاريخ والواقع» - 115

.اهديم اهمورة - اهمد، ومطابع الرشيد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«، من التاريخ اإلسالمي لألفالقص» - 113

يف نةدوة الةلةامء : الطبة األوىل. من ممشورات رابط األدب امسالمي الةاهي

- من مكتب البلدان الةربي للرابط بالتةاون مع دار البشري: باهمد، والطبة الثاني

.«األردن»عامن

(.5 - 1) «قص، النبيني لألفال» - 111

- بريوت، ومؤسس الصحاف والمرش، ندوة الةلةامء - سال مؤسس الر: المارش

.كراتيش - اهمد، وجملس نرشيات إسالم

.«قصة كتاب حيكيها مؤلفه» - 113

وقد ضمت إىل «ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟»: قص تأليف كتابه الرائع

.بدمشق - الكتاب يف الطبة األخرية الصادرة من دار القلم

113 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.اهمد -هجمع امسالمي الةلمي ا: المارش

.«قيمة األمة اإلسالمية بني األمم» - 110

.وزارة األوقاف والشئون امسالمي بدول قطر: المارش

(ك)

.«كارثة التعصب اللغوي والثقا» - 123

.بريوت - مؤسس الكتاب: المارش

.«كارثة العامل العريب احلقيقة وأسباهبا» - 121

.«اهسلمون وقضي فلسطني»: تابوقد ضم إىل ك

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«كلمة عن أدب الرتاجم واحلديث عن الكتب» - 122

.نظرات يف األدب: ضمت إىل كتاب

.اهمد - دار الةلوم لمدوة الةلامء - كلي اللغ الةربي : المارش

.«كيف توجه املعارف األقطار اإلسالمية؟» - 123

اهمةد، ورئاسة إدارات البحةوث الةلمية - دار الةلوم لمدوة الةلامء: المارش

.الرياض - وامفتاء والدعوة وامرشاد

.«كيف دخ العرب التاريخ؟» - 124

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

112 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«كيف يستعيد العرب مكانتهم الالئقة هبم؟ وكيف حيافظون عليها؟» - 125

.اهمد - راي برييل - والمرشار عرفات للرتمجد: المارش

.«كيف ينظر املسلمون إ احل از واجلزيرة العربية؟» - 123

.اهمد - القاهرة، واهجمع امسالمي الةلمي - دار االعتصام: المارش

(م)

املنساة األخرية العامل ودراستها من الناحية الدينيعة واخللقيعة واملبدئيعة » - 121

.«ية وحتلي أسباهبا وانعكاساهتاوالدعو

(.م1111)كلم سامحته إثر عدوان الةراق عىل الكويت عام

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«املنساة الفلسطينية بريوت» - 123

وهي التي عرفت »( م1182)بيان سامحته حول اهجزرة ضد الفلسطيميني عام

.«جمازر ص ا وشاتيال: باسم

.اهمد - ندوة الةلامء: المارش

.«ماذا خرس العامل بانيطاط املسلمني؟» - 120

، (م1151)الطبة األوىل من جلمة التةأليف والرتمجة والمرشة بالقةاهرة عةام

عةام «مطبة دار الكتاب الةريب»والطبة الثاني من مجاع األزهر للمرش والتأليف

دار : ن دور نرشة خمتلفة ، ممدةا، ثم ظدرت للكتاب طبةات متكررة م(م1151)

- بةريوت، ودار عمةر بةن اخلطةاب - القاهرة، ودار الكتةاب الةةريب - الةروب

القاهرة، ومكتب اميةامن - القاهرة، ومكتب السم - ومكتب اهةارفامسكمدري ،

115 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

بريوت، ومكتب نزار مصطفى - القاهرة، ودار اجليل - اهمصورة، ودار األنصار -

الكويت، وإدارة إحيةاء - لرياض، واالحتاد امسالمي للممظامت الطالبي ا - الباز

الرتاث امسالمي بدول قطر، وطبة أخرى يف قطةر عةىل نفقة أمةري دولة قطةر

كراتيشة - صاحب السمو الشي خليف بن محد آل ثاين، وجملس نرشيات إسةالم

(. هةة1221)ام الكويت، آخرها عة - ، وطبةات متةددة من دار القلم«باكستان»

«طبةةة مزيةةدة وممقحةة ومةةزودة بفدةةارس عامةة »دمشةةق - وعةةن دار القلةةم

(.هة1221)

امل تمع اإلسالمي املعارص فله وقيمته حاجتعه ومتطلباتعه وريعق » - 133

.«االنتفاع به

نداء لةوالة األمةور، وقةادة الةبالد، ورجةال امصةال؛ والرتبية يف األقطةار »

.«امسالمي

.اهمد - جمع امسالمي الةلمياه: المارش

مسعئولية حممد رسول ا صصص األعظم و احب املنة الكرب عىل الععامل » - 131

.«العامل املتمدن املنصف األدبية واخللقية نيوه

- اهمةد، ودار الصةحوة - راي بةرييل - دار عرفات للرتمجة والمرشة :المارش

.القاهرة

(.2 - 1) «خمتارات من أدب العرب» - 132

اهمةد، - جدة، ومؤسس الصحاف والمرش بمدوة الةلامء - دار الرشوق: المارش

.كراتيش - وجملس نرشيات إسالم

116 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«املدخ إ دراسات احلديث» - 133

.القاهرة - اهمد، ودار الصحوة - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«املد واجلزر تاريخ اإلسالم» - 134

ونرشه الشي عبد اهلل بن صةالح بةن . «إىل امسالم من جديد» :إىل كتابضم

اها - حممود أحد علامء نجد .«اهجموع اهحمودي »: ضمن جمموع سم

: دمشق، ضمن سلسل - اهمد، ودار القلم - اهجمع امسالمي الةلمي :المارش

.«كتب قيم »

.«مذكرات سائح الرشق العريب» - 135

.بريوت - سال مؤسس الر: المارش

.«سرية أمري املؤمنني عيل بن أيب الب ررر»املرتىض » - 133

.اهمد - دمشق، واهجمع امسالمي الةلمي - دار القلم: المارش

.«مستقب األمة العربية اإلسالمية بعد حرب اخلليج» - 131

هرة القا - دار السالم: وطبةته أيضا. اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

أكة خطةر عةىل الةةامل الةةريب، اهةؤامرات »: بالةموان نفسه مةع رسةال أخةرى

.«واهخططات الدقيق

.«املسلمون ااه احلارة الغربية» - 133

.جده - دار اهجتمع: المارش

.«املسلمون اهلند» - 130

.دمشق - اهمد، ودار الفتح - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

117 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«مون ودورهماملسل» - 143

.الكويت - مكتب األمل: المارش

.«املسلمون وقية فلسطني» - 141

.الكويت - الدار الكويتي : المارش

.«مصادر العلوم اإلسالمية» - 142

.«امسالم يف عامل متغري»: نرش أيضا ضمن جمموع بةموان

.بريوت - بريوت، ومؤسس الكتاب - دار مكتب احلياة: المارش

.«مطالبة القرآن االنقياد التام واالستسالم الكام » - 143

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«مع اإلسالم» - 144

.«اهد واجلزر يف تاري امسالم»و «مةقل امنساني » :يتضمن مقالني

.«إىل امسالم من جديد»: وقد ضما إىل كتاب

.«معق اإلنسانية» - 145

.الةايل للدعوة والفكر امسالمياهةدد : المارش

.«دلي املعهد العايل للدعوة والفكر اإلسالمي دار العلوم لندوة العلامب» - 143

- اهةدد الةايل للدعوة والفكر امسالمي بةدار الةلةوم لمةدوة الةلةامء: المارش

.اهمد

118 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«ملة إبراهيم وحارة اإلسالم جيب أن ندعو إليها عىل بصرية وثقة» - 141

.دمشق - ودار ابن كثرياهمد، - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«من اجلاهلية إ اإلسالم» - 143

.«ماذا خرس الةامل بانحطاط اهسلمني؟»: مستخرج من كتاب

- لكدمةو اهمةد، ومجاعة أنصةار السةم اهحمدية - مكتب امسةالم: المارش

.بجميف - بالقاهرة، واهركز امسالمي

.«من دون أحد» - 140

.لكدمو اهمد - إدارة تةليامت امسالم: المارش

.«من غار حراب» - 153

.الكويت - مكتب اهمار: المارش

.«من مؤلفات الشيخ» - 151

ةان، ورسةائل : تتضمن صال؛ الدين األيويب، نفحات اميامن بني صةمةاء وعم

.نساني األعالم، ودور امسالم اجلذري يف جمال الةلوم ام

.«من نفيات القرن األو » - 152

.لكدمو اهمد - مكتب امسالم: المارش

.«من هنر كاب إ هنر الريموك» - 153

.بريوت - مؤسس الرسال : المارش

111 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«منهج أف اإل الأ للدعاة والعلامب» - 154

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«مواساة أم مساواة» - 155

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«موقف العامل اإلسالمي ااه احلارة الغربية» - 153

.«الرصاع بني الفكرة امسالمي والفكرة الغربي »: وهو كتابه

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«موقف املسلم إزاب أسالفه اجلاهليني» - 151

(ن)

.«ياب ضوب القرآنالنبوة واألنب» - 153

.دمشق - دار القلم: المارش

.«النبوة هي الوسيلة الوحيدة للمعرفة الصييية واهلداية الكاملة» - 150

.«حاج البرشي إىل مةرف صحيح »: ضمن جمموع بةموان - أيضانرش

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«النبي اخلاتم» - 133

.القاهرة - اهمد، ودار اهختار امسالمي - سالمي الةلمياهجمع ام: المارش

.«النبي اخلاتم والدين الكام وما هلام من أمهية تاريخ األديان واملل » - 131

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

211 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.«نين اآلن املغرب» - 132

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«ين جمتمع إسالمي جديدنيو تكو» - 133

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«ندوة العلامب تارخيها ورسالتها» - 134

.لكدمو اهمد - اهكتب التمفيذي للمدرجان التةليمي لمدوة الةلامء: المارش

.«ندوة العلامب مدرسة فكرية شاملة» - 135

ندوة الةلةامء حركة »: وانواضح رشيد المدوي، بةم /طبع مةه مقال لألستاذ

.صفح ( 26: )، مع جمموع الصفحات للمقالني«ثقافي توجيدي

.اهمد - األمان الةام لمدوة الةلامء: المارش

.«نظامان إهليان للغلبة واالنتصار» - 133

.«اهسلمون وقضي فلسطني»: ضم إىل كتاب

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

الرتبية والتعلعيم األقطعار اإلسعالمي وأثعره البعيعد اااهاهتعا نظام » - 131

(.41)سبق ذكره برقم = «وقياداهتا

:يتضمن حمارضتني حول الرتبي

.أمي نظام الرتبي والتةليم يف األقطار امسالمي

كلمة ألقيةت يف عةامن »حياة الشباب اهسلم مسئولي نظام التةلةيم والرتبية

211 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.«الرتبي امسالمي احلرة»: ، وقد ضمتا إىل كتاب«(م18/8/1173)األردن يف

.اهمد - شةب التةمري والرتقي ندوة الةلامء: المارش

.« األدبنظرات » - 133

.«رابط األدب امسالمي الةاهي »: من ممشورات

دمشةق، - بالتةةاون مةع دار القلةمرابط األدب امسةالمي الةاهية :المارش

.«األردن»عامن - لثاني بالتةاون مع دار البشريوالطبة ا

.«نظرات عىل اجلامع الصييح لإلمام البخاري وميزات أبوابه وترامجه» - 130

جممع اممام أمحد بن عرفان الشةديد محيةاء اهةةارف امسةالمي، دار : المارش

.اهمد - راي برييل - الشي علم اهلل احلسمي تكي كالن

.«ة إ الرتاث األديب العريبنظرة جديد» - 113

.«نظرات يف األدب»: ضم إىل كتاب

.اهمد - المدوة الةاهي لألدب امسالمي دار الةلوم لمدوة الةلامء: المارش

.«نظرة مؤمن واع إ املدنيات املعارصة الزائفة» - 111

مي اهمةد، واهجمةع امسةال - راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

.اهمد - الةلمي

ان» - 112 .«نفيات اإليامن بني نعاب وعم

القاهرة، ومؤسسة –اهمد، ودار الصحوة - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.بريوت - الرسال

212 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

(ها)

.«هالل رمان يتكلم» - 113

.لكدمو اهمد - مكتب امسالم: المارش

(و)

.«وأذن الناإ باحلج» - 114

.«األركان األربة »: من كتابمستخرج

.اهمد - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.«واقع العامل اإلسالمي وما هو الطريق السديد ملواجهته وإ الحه؟» - 115

.اهمد - راي برييل - دار عرفات للرتمج والمرش: المارش

.«وا معتصامه» - 113

القةاهرة، واهجمةع - السةالماهمد، ودار - اهجمع امسالمي الةلمي: المارش

.اهمد - امسالمي الةلمي

* * *

خامتة

هؤالء قالوا عن أبي احلسن الندوي

* * *

213 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

خامتة

هؤالء قالوا عن أبي احلسن الندوي

اهؤمن اهخلص، الذي يستطيع تشخيص الداء، .. . المدوي: (61)أمني احلسيني

.ووصف الدواء

.هجاهد يف اهللاهؤمن ا ... المدوي: (62)البهي اخلويل

.الةامل المحرير، والبدر اهمري.. . المدوي :(63)عمر بن احلسن آل الشيخ

األديب اللبيب، والةامل اهةوقر اهةؤرخ، احلسةيب .. . المدوي: (64)حممد العريب

.المسيب

.الةالم اهوفق.. . المدوي :(65)حسن حممد املشاط

السلف، وبرك اخللف، الةامل بقي .. . المدوي :(66)السيد علوي عباإ الاملكي

الةالم ، البحر الفدام ، صاحب األخالق اهرضي ، نارص السم المبوي ، ذو الفضل

.والكرم، ورب السيف والقلم، ذو الفخر اجليل

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـمفتي فلسطني األك ححح، ورائد قضي القدس الرشيف وأميمدا، ويةد أرشف رجل عمةل (61)

.لقضي فلسطني

«تةذكرة الةدعاة»كتةاب أحد اهربني واهوجدني الكبار من مجاع امخوان اهسلمني، صاحب (62)

.وغريه من الكتب «آدم سسس»و

عامل سةودي من ذري الشي حممد بن عبد الوهاب، وكان رئيسا هيئ األمر باهةروف والمدي (63)

.عن اهمكر ححح

س ححح يف احلرم اهكي الرشيف اللغ واحلديع (64) .عامل مغريب، من علامء الاملكي ، در

سوا يف احلرم اهكيمن اهربني الكبار (65) .الذين در

.أحد الةلامء اهةروفني الذين درسوا يف احلرم اهكي (66)

212 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

.الةالم اهفضال.. . المدوي :(67)عبد العزيز بن باز

غزيرة، ذو علم واسع، وأدب جم، وفوائد.. . المدوي :(68)البيطعارحممد هب ة

.ونوادر عذب شدي

.عالم حمقق، وكاتب مفكر.. . المدوي :(69)حممد هب ة األثري

اب عمةه بلسةانه .. . المدوي: (70)أمحد عبد العزيز املبارك داعي امسالم، والةذ

وقلمه، اجلامع بني امدراك السليم، والتطبيق احلكةيم، سةالل الدوحة المبوية ،

.والةرتة اهصطفوي

.الةالم الداعي اهوهوب اهحبوب.. . المدوي: (71)فتاأ أبو غدةعبد ال

وكتبةه ومؤلفاتةه . ذخر لإلسةالم ودعوتةه ... المدوي: (72)مصطفى السباعي

تتميز بالدق الةلمي ، وبةالغوص الةميةق يف تفدةم أرسار الرشةية ، وبالتحليةل

.الدقيق هشاكل الةامل امسالمي ووسائل مةاجلتدا

رجل عرفته يف شخصيته ويف قلمةه، فةرفةت فيةه .. . المدوي: (73)سيد قطب

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .عالم اجلزيرة ومفتي اهملك الةربي السةودي ححح (67)

.الةالم السلفي الدمشقي تلميذ رشيد رضا، كان مفرسا وحمدثا، ولغوي ا ومؤرخا ححح (68)

وهو مؤرخ وأديةب، وعضةو جممةع اللغة الةربية بدمشةق عام عراقي من تالمذة اآللويس، (69)

.وبغداد

.رئيس القضاة يف أيب ظبي (70)

.الةامل الرباين اهحدث السوري، له شغف برتاث اممام اللكموي، وقد نرش كثريا ممه (71)

السم ومكانتدةا »: الةامل السوري اهةروف، كان مراقبا لإلخوان بسوريا، وهو صاحب كتاب (72)

، وكان له الفضل يف تأسيس كلية الرشةية «حضارة امسالم»، ورئيس حترير جمل «رشيعيف ال

.بسوريا

.وغريه من الكتب «يف ظالل القرآن»: الداعي الكبري األديب اهفكر الشديد صاحب (73)

215 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

قلب اهسلم، والةقل اهسلم، وعرفت فيه الرجل الذي يةيش بامسالم ولإلسةالم

.هذه شدادة هلل أودهيا.. . عىل فقه جيد لإلسالم

.الةامل الةامل الةارف باهلل.. . المدوي: (74) الح عشاموي

.الةالم اهجاهد. .. المدوي: (75)حممد حممود بالصواف

.اهجاهد الكبري اهحتسب.. . المدوي: (76)حممد أمحد باشمي

واسةط عقةد اهفكةرين احلكةامء، ونابغة الكتةاب .. . المدوي: (77)زكي عيل

.الةلامء

له أسلو يف غاي الروع واجلامل، وله قدرة عالي يف .. . المدوي: (78)أنور اجلندي

.البيان، وعمق الفدم لإلسالم

قةدوة أبمةاء اهسةلمني يف الغةرية .. . المدوي: (79)مد الرابع احلسني الندويحم

عةن حوزتةه، وإقةرار روحةه وطبيةتةه ن، والكفا؛ معزاز امسالم، والذبللدي

.احلقيقي

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـالقاهري ، وكةان لةه «الدعوة»: كاتب إسالمي، يلقب بشي الصحاف امسالمي ، ممشئ جمل (74)

.كثري من صحف امخوان الفضل يف

عامل وداعي مرموق عراقي األصل خترج يف األزهر الرشيف، ومن مؤسيس مجاع امخةوان يف (75)

.الةراق، وعمل مستشارا لوزارة اهةارف السةودي

.«الغزوات المبوي »عامل حرضمي األصل، أديب مرقوق، ألف سلسل (76)

«اهسةلمون يف الةةامل»: ويرسةا، لةه كتةابطبيب مرصي األصل، عاش مةظةم حياتةه يف س (77)

.بامنكليزي

.كاتب إسالمي مرقوق، ألف الكثري من الكتب يف القضايا امسالمي اهةارصة (78)

.لكدمو، ابن أخت الشي أيب احلسن، وخليفته - الرئيس الةام لمدوة الةلامء (79)

216 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

بي عمر بن حممد الس .رجل جاهد يف سبيل احلق والدين.. . المدوي: (80)

وحده، وشخصي عظيم فذة، أم.. . المدوي: (81)حممد محيد الدين احلسعامي

.وموسوع فكري متموع اجلوانب واهباحع، قلام جيود الزمان بمثله

.مدرس فكري افتقدها الةامل امسالمي برحيله.. . المدوي: (82)عبد ا الرتكي

رجل مل يتاجر يوما بمبادئه، ومل يقف يومةا .. . المدوي: (83)عبد احلليم عويس

.مافس يوما عىل الدنياعىل باب أحد، ومل ي

رجةل جبةل عةىل الةدين والةلةم .. . المةدوي: (84)مرغوب الرمحن القاسمي

.وامنساني

رجل نذر كل حياته لإلسالم ودعوتةه، حتةى .. . المدوي: (85)حممد عبده يامين

.أصبحت هي حياته ومةيشته، ومبتدأه وممتداه، وأوله وآخره

.د صمع التاري وجدد الفكرقائ.. . المدوي: (86)واضح رشيد الندوي

صاحب الكتاب واخلطاب اهةؤمن، واهفكةر .. . المدوي: (87)نور عامل األميني

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .إمام احلرم اهكي (80)

.وم حيدر آبادرئيس اجلامة امسالمي دار الةل (81)

األمني الةام لرابط الةامل امسالمي، ووزير الةدعوة واألعيةان باهملكة الةربية السةةودي (82)

.سابقا

، لةه مؤلفةات عةدة يف التةاري «سةابقا»أستاذ بجامة اممام حممةد بةن سةةود امسةالمي (83)

.امسالمي

.ديوبمد - رئيس اجلامة امسالمي دار الةلوم (84)

.زير امعالم السةودي األسبقو (85)

.الةربي ، ندوة الةلامء باهمد «الرائد»: رئيس حترير جريدة (86)

.الةربي باهمد «الداعي »: رئيس حترير جمل (87)

217 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

.الداعي اهثايل

صاحب ممحى متميز يف احليةاة . .. المدوي: (88)حممد لقامن األعظمي الندوي

.الةلمي والرحالت الدعوي

.حال األم اهؤمن الصادق اهتحرق عىل.. . المدوي: (89)السيد حامد

الةامل الذي كان يمتلك مؤهالت القيادة .. . المدوي: (90)عرشت عيل الصديقي

.اجلامة

أبو احلسن المدوي وجدةه هلل تةةاىل، وسةار يف أخلص : (91)عبد احلليم حممود

حياته سرية اهسلم اهخلةص هلل تةةاىل ورسةوله صصص، فةدعا إىل امسةالم بالقةدوة

بكتبه المقي ، ودعا إىل امسةالم بسةياحته التةي حةارض احلسم ، ودعا إىل امسالم

ه وأرشد، فجزاه .اهلل خري ما يجزي عاها عن ديمهفيدا، ووج

* * *

مل ق

الندوي رسالة املؤلف إىل أبي احلسن

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .السةودي - حائل - رئيس قسم الدراسات امسالمي بكلي إعداد اهةلمني (88)

.«سابقا»نائب رئيس اجلامة امسالمي بمديم عيل جراه (89)

.صحفي أردي بارز (90)

أحد كبار أساتذة األزهر، الذين اشتغلوا بالتصوف، وصمفوا فيه، ودعةوا إليةه، كةان أسةتاذ (91)

الفلسف امسالمي بكلي أصول الدين، وعني وزيرا لألوقاف بمرص، فشيخا لألزهر، فكان من

.خري من خدم امسالم يف خالل هذا اهمصب رمح اهلل عليه

218 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

* * *

211 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

مل ق

إىل أبي احلسن الندوي (92)رسالة املؤلف

، ومد ظظظن المدوي سامح األستاذ الداعي امسالمي الكبري السيد أيب احلس

.يف عمره يف خدم امسالم

السالم عليكم ورمح اهلل وبركاته

فيرسين أن أبلغكم باسمي واسم إخواين هما من الةلامء وأسةاتذة كلية : وبةد

عةىل جةائزة اهلةك فيصةل خالص التدئم بحصةولكم «جامة قطر»الرشية يف

أن اجلائزة ترشف وترتقي - امل دون جم - الةاهي بخدم امسالم، وإن كمت أرى

ل مثلكم عليدا، فقد عرفماكم من نحو ثالثني عاما داعية إىل اهلل باحلكمة بحصو

واهوعظ احلسم ، عامال عىل إعالء كلم امسالم، بالكلم اهسةموع واهقةروءة،

ابا لآلفاق يف سةبيل اهلل، حمةا رضا، وحمةدثا، وبالةمل امجيايب البماء يف كل جمال، جو

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـهو األستاذ الفاضل، الةامل اهحقق، واهؤلف الداعي الةدكتور يوسةف القرضةاوي صةاحب (92)

أصله من مرص، خترج يف كلي أصول الدين يف األزهةر، وظدةر . «فقه الزكاة»: التأليف اهشدور

نبوغه، وجتلت قدرته عىل اخلطاب والكتاب وهو شاب، واتصل بحرك امخوان، فكان موضةع

ام يف أوساطدا، وكان من دعاهتا اهومةوقني، وكتاهبةا اهرجةوين، حتةى اضةطرته الثق واالحرت

أوضاع مرص األخرية إىل مغادرهتا، فلجأ إىل دول قطر، وتولى التةدريس يف مدارسةدا، حتةى

وصل إىل عامدة كلي الرشية يف جامة قطر، مع اشتغال بالتأليف والدعوة إىل اهلل، رأس نةدوة

اهمةد «أعظم كةره»الشدرية يف «دار اهصمفني»الةاهي اهمةقدة بدعوة «ترشقونامسالم واهس»

.، فكان موضع تقدير وإعجاب(هة1212)من ربيع اآلخر عام ( 28 - 26)يف

وهةو طالةب شةاب يف ( م1151 - هة1371)تةرف عليه اهكتوب إليه أثماء زيارته مرص

أبةو احلسةن ». ثمرت، وكل مةا كةان هلل يبقةىاألزهر، وتوثقت بيمدام الصداق التي دامت وأ

.«المدوي

211 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

وحماورا، وواعظا وهاديا، ومشاركا بالرأي والفكر يف اهجالس الةلمي ، واهجةامع

اجلامةي واهؤسسات امسالمي التي اختةارتكم ويف اهةؤمترات والمةدوات التةي

،(93)يف قطةر اهمةقد «مؤمتر السم المبوي والسرية»وآخرها دعتكم لإلسدام فيدا،

.اوه عىل اختياركم نائبا لرئيسه، ومتحدثا باسم وفودهوالذي أمجع أعض

ما أنةم اهلل به عليكم - وال أجاملكم - ولقد هست وهس مةي كل من عرفكم

من فضائل، هي من خصائص ورث المبيني وخلفاء الرسةل صةلوات اهلل علةيدم

، أمجةني، وجمددي الدين، تتمثل هذه الفضائل يف وضو؛ الفكرة، وحيوي الكلمة

وحرارة الدعوة، واستقام السلوك، والصدق مع اهلل ومع المفس، كةام تتجلةى يف

االعتدال والتوازن، الذي عرفتم به يف األوساط امسالمي ، والذي جةل لكلمتكم

تأثريها، ولكتبكم قراءها، ولشخصيتكم قبوها الةةام بةني اهسةلمني واجلامعةات

ع وجداهتم ومذاهبدم، حتى من خةالفكم امسالمي عىل اختالف مشارهبم، وتمو

أو خالفتموه يف الرأي أو الوجد ، ال يملك إال أن يقةدركم حةق قةدركم، ويثمةي

.عليكم، ويةرتف لكم بالفضل، وهذه من نةم اهلل الك ى

وال غرر أن رأيما شيخما أبا احلسن مثاال متميزا للةامل اهسلم، الداعية اهجةدد،

نيني وتوحيد السلفيني، والتزام السميني، وثقاف اهةارصين، ومن مثاال بني رق الربا

يمابيع القرآن والسم اهطدرة علما وفدما، وتةذوقا وعمةال حتةى ارتةوى وروى،

متضلةا من األدب الةريب والفاريس، واألردي، وممتلئا من كموز الرتاث امسالمي

: ري متثيةل لشةةار المةدوة اهباركة الغمي، آخذا ما صفا، وتاركا ما كدر، ممةثال خة

.«اجلمع بني القديم الصالح واجلديد المافع، وبني اميامن الراس والةلم الواسع»

مةاذا خرسة »: لقد عرفتكم قبل أن ألقاكم من كتابكم اهبةارك! شيخما اجلليلــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .يف الدوح ( م1181)نوفم ( هة1211)انةقد هذا اهؤمتر يف شدر اهلل اهحرم (93)

211 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

دت بكةم مرصة يف سةم ثم سةدت «الةامل بانحطاط اهسلمني؟بلقائكم يوم سةة

وأنا طالب يف كلي أصول الدين بالقاهرة، فرأيت فيكم نموذجا للةةامل ، (م1151)

الذي يدعى عظيمةا يف ملكةوت السةاموات، كةام روي عةن «الرباين»الةامل اهةلم

.«أحسبكم كذلك واهلل حسيبكم، وال أزكي عىل اهلل أحدا»: سسساهسيح

من شارع اهوسكي يف وال زلت أذكر تلك احلارة أو ذلك الزقاق الضيق اهتفرع

حي األزهر، وتلك احلجرة اهتواضةة التةي نةزلتم فيدةا مةع مةن رافقكةم مةن

تةيشون فيدا عيش اخلشةون والزهةد، رافضةني مةا أراد الكثةريون أن إخوانكم،

يكرموكم به من المزول يف أحد الفمادق الفاخرة أو اهرحي عىل األقل، وأبيتم إال أن

.لم الفقراءتةيشوا عيش طلب الة

وإن أنس ال أنسى لقاءاتكم اخلصب مع شةباب الةدعوة امسةالمي ومبيةتكم

مةدم، كواحد ممدم، تةطيدم من فكرك وقلبك، وتبع اهةرف التي تمري الةقةول،

واميامن الذي يمري القلوب، ويأخةذون عةمكم الةلةم المةافع، والةمةل الصةالح،

صدق اهؤمن، وص اهجاهد، وقةوة والرو؛ اهرشق، ويرون فيكم سم اهسلم، و

هلل رب الزهد، وعزة الةامل، ورو؛ الداعي ، الذي جةل صالته ونسكه وحمياه ومماته

.الةاهني

ديمة ولقد لقيتكم بةد ذلك مرات ومرات يف قطر ويف اهمد، ومك اهكرم واه

مةر، وعزيمة ا وغريها، فام وجدت األيام زادتكم إال ثباتا يف األاهمورة، ويف أمريك

: عىل الرشد، وإرصارا عىل احلق، ومضيا يف طريةق التجةرد الةذي سةميتوه بحةق

.(94)«رباني ال رهباني »

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .«رباني ال رهباني »إشارة إىل كتاب اهكتوب إليه (94)

212 ي كما عرفتهالشيخ أبو احلسن الندو

كام ألقاكم دائما يف كل جديد يصدر من قلمكم وبحةوثكم، وعةىل صةفحات

اهجالت امسالمي ، يف مقاالتكم اهسلسل اهمتة ، فأجد كل ذلك نفح حسةمي

ا بني نظرات الةقل الماقد، وإرشاقةات القلةب اهةؤمن، وجتمةع ندوي ، جتمع دائم

.كذلك بني مةرف الةامل الواسع االطالع، وأداء األديب اهتمكن من ناصي البيان

ع بالغ، وأدب فارع، وإخالص نةادر، وحةرص ركل هذا مع تواضع جم، وو

يةدا عةن عىل البماء ال اهدم، وعةىل البةذل ال الغميمة ، وعةىل الةمةل الصةامت بة

األضواء، وبريق األسامء واأللقاب، يف عرص قصةم فيةه الظدةور حةب الظدةور،

.وتةبد الماس فيه للمماصب والةماوين

وما نسيت يوم لقيتكم أخريا يف مؤمتر السرية والسم يف قطر، وكان من أدبكةم

التفسةري السةيايس »: أن سألتموين رأيي يف كتابكم األخةري الةذي صةدر بةمةوان

، وفيه نقد لبةض كتابات األستاذين اهودودي وسيد قطب، وقلت لكم «سالملإل

ا، وقةد : فيام قلت كمت أود أن يكون عموانه غري هذا الةموان الذي حيمل إيامء خاص

اهودودي، أو يستغله بةض الةلامنيني استغالال سيئا، وأنا ال أنكر أن يمتقد الةالم

لغري رسول اهلل صصص، وكل واحد بةد ذلك يؤخذ السيد القطب الشديد، فال عصم

من كالمه ويرتك، وما مأجوران فيام اجتددا فيةه أصةابا أو أخطةأا وقةد رحبةتم

وجزاكم اهلل خريا هبذه اهالحظ ، ومتميتم لو سمةتموها قبةل أن يصةدر الكتةاب

.ةموانه باألردي غري هذا الةموانبالةربي ، ف

قون بالمقد صدرا، بل تطلبونه وتقبلونه ممن هةو واهدم عمدي هما أنكم ال تضي

رحم اهلل امرأ أهدى »: أصغر ممكم سم ا وقدرا، مقتدين بةمر ررر الذي كان يقول

.«إيل عيوب نفيس

213 الشيخ أبو احلسن الندوي كما عرفته

إن احلديع إليكم بل احلديع عةمكم ليةةذب وحيلةو، ولكةن : أستاذنا اجلليل

ا فدةي حةب الصةاحلني االستامع إليكم أعذب وأحىل، وإذا كان هثيل عدة يةتد هب

:الربانيني من أمثالكم عىل نحو ما قال األول

أحععب الصععاحلني ولسععت مععنهم

عسعععاين أن أنعععال هبعععم شعععفاعه

وأكععره مععن بععاعته المعا ععي

ععععاعه وإن كنععععا سععععواب الب

، فةسى أن يكون من ثمرات حبكم يف الدنيا دعوة ممكم صاحل بظدةر الغيةب

.ويف اآلخرة شفاع حسم عمد اهلل

وختامةةا أرجةةو أن تتفضةةلوا بتبليةةغ حتيةةايت إىل امخةةوة األحبةةاب احلسةةميني

والمدويني، الذين أسأل اهلل تةاىل أن يةز هبةم ويةةزهم، وأن جيةلدةم مةن الةذين

وأشةواق ودعةوات

أخلصدم اهلل لديمه، وأخصلوا ديمدم هلل، كام أبلغكم حتيةات

.يةاإخواين هما مج

كام أسةأله تةةاىل أن يمةد يف عمةركم، ويبةارك يف جدةادكم وجدةودكم، وأن

يممحكم الصح والةافي والتوفيق، ويتم عليكم نةمةه يف الةدنيا واآلخةرة، وأن

.يمفةما بةلمكم وعملكم، إنه سميع قريب جميب

.(95)والسالم عليكم ورمح اهلل وبركاته

أخوكم الفقري إىل رمح اهلل

القرضاوييوسف

* * *

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ .«رسائل األعالم»: الرسال نقال عن (95)