1

مداخل نظرية في األسطورة وأهميتها وتوظيفها في الخطاب الشعري

ـــــــــــ محمد عبد الرحمن يونس. د

وأستاذ جامعيافي وصحباحث وقاص وروائي ـــــــــــــــــــ

توظيف األسطورة في النص الشعري العربي المعاصر مسألة في غاية

و استخدم األسطورة في أعماله، األهمية، فما من شاعر عربي معاصر معروف إال .و هناك حاالت استثنائية و طفيفة ال يقاس عليها

إن األسطورة تشكل نظاما خاصا في بنية الخطاب الشعري العربي المعاصر، و قد يبدو هذا النظام عصيا على الضبط و التحديد، و ذلك لضبابية الرؤية المراد

األسطورة نفسها غموضا و تداخال مع حقول طرحها في النص الشعري، و لكثافة فعندما نستحضر األسطورة فإننا نستحضر التاريخ متداخال مع . معرفية أخرى

الميثولوجيا و الخرافة، و الحكاية الشعبية، و هنا يصعب علينا معرفة أوجهها آاملة، افة أم هي و ذلك لتناصها مع هذه الحقول المعرفية األخرى، فهل األسطورة هي الخر

التاريخ أم الفلكلور أم هي الحكاية الشعبية أم هي جزء مهم من اثنولوجيا وصفية، التزال بوصفها بنية معرفية عميقة، تتعلق بمعتقدات الشعوب و روحانياتها و

إنها مزيج من هذا و ذاك، و لذا فهي . تقاليدها، تفعل فعلها في حياتنا المعاصرة ؟ إنها رؤية متنامية متشعبة في بنية الزمان التاريخي، . لتحديدعصية على الضبط و ا

آل أسطورة تروي « و المكان األثنوجرافي، و تصبح األسطورة أحيانا تاريخا و داخلها مع و تصبح خرافة، و ت. )1(على حد تعبير آلود ليفي شتراوس. »تاريخا

لدى جيل من األجيال و غموضا، و التاريخ نفسه يصبح الخرافة يزيدها تعمية فبغض النظر عن آون شخصيتي شهرزاد و شهريار من التاريخ أو . أسطورة

األسطورة، فإنهما يبقيان في بنيتهما العامة جزءا من السحر و األسطورة و الخرافة .و التاريخ و الميثولوجيا و الفكر و الفن في آن

لالنتصار على خيباته، و و تاريخيا آانت األسطورة هي مالذ اإلنسان األول، لتخطي فواجعه، و سياسيا آانت محاولة لخلق بديل جديد، أآثر إشراقا وجماال، إنها

لق له حالة النافذة التي يرى اإلنسان العربي من خاللها النور و الفرح، ألنها تخو مجتمعه، فبوساطتها تتم عملية الحلم و التخيل، و توازن نفسي مع محيطه

و مرا، و اإلنسان فيه غير قادر على تحقيق فإذا آان الواقع فاسدا ظالما، آار، االستذأبسط متطلباته، نتيجة لسلطة هذا الواقع المدمرة إنسانيا و أخالقيا، فالحلم و الثورة هما الوسيلتان الوحيدتان لتخطي هذا الواقع، قد تتأخر الثورة، و قد تلغى، و قد تغيب،

2

لى الفكر و بالرغم من التحليالت االجتماعية التي تؤآد أن اللجوء إ األسطوري، هو هروب من مواجهة الواقع، و هو دعوة لسيادة الظلم، و دعوة إلى

له منطقه (...) فالفكر األسطوري القائم على أساس غيبي ال عقالني « إلغاء العقل و األسطورة المكونة لهذا الفكر تنزع . المختلف تماما عن منطق الفكر الموضوعي

وال . قدسية غامضة على مواضيعها و أشيائها و أشخاصهادائما إلى إضفاء صفاتمشاحة أن األسطورة لها، عمليا، مستلزمات غيبية تستند إليها في الواقع، و تنعكس

فالوسائل المتولدة من . بواسطتها على المجتمع و على السلوك السياسي، الطبقي فيهع إلى أدوات إضافية للسيطرة جراء األسطورة أو المولدة لبعضها، تتحول في المجتم

، )3(»ـ ملكية طبقة محددة لوسائل الممارسة األسطورية إذا جاز التعبير واالفتراضو هو تكريس للعبودية االجتماعية التي تعتمد عليها السلطة السياسية ضمانا

الفكر األسطوري إذ يقدم لإلنسان مثاال عن إرادة القوة « ، فـ الستمرار سلطتهاالمندهش، المرتعب من سلطان هذه ) العبد(يبية، يضعه في نفس الوقت في وضع الغ

. )4(»القوة، التي يزعم المستبدون أنهم يمثلونها أو ينطقون باسمها و بالرغم من هذه التحليالت، فإن األسطورة من حيث آونها فكرا و فنا و

و . أدبي يتناص مع التاريخ و الميثولوجياتاريخا، تشكل خطابا يمكن أن يقال عنه إنه ما يجعل األسطورة خطابا أدبيا، قدرتها على توسيع آفاق المخيلة عن طريق الحلم والتخيل، و ما األدب في بنيته العميقة إال نظام رمزي قادر على اإليحاء و التأويل، و

لبشرية و نظام قيمها، من ثم آشف الالإنساني و الالأخالقي في رؤية المجتمعات او حتى لو آمنا بأنه آلما تراجع المجتمع حضاريا و ثقافيا، و بقي مغلفا . وإدانته

بالغيبيات و الشعوذات و السحر، زادت أساطيره و خرافاته، فإن ذلك ال يعني التقليل لفكر ينمو ا. من شأن األسطورة، ألنها تبقى عنصرا بنائيا مكونا للفكر اإلنساني

اإلنساني و يتحرر، و يزداد عقالنية مع تطور المعارف و العلوم، لكن ذلك ال يمنع .و األسطورة في أهم خصائصها أنها رؤية حلمية تخيلية. عنه حالة الحلم و التخيل

و ترافق األسطورة اإلنسان في حله و ترحاله باعتبارها رمزا مضيئا، و قد مز، لكنه يبقى على صلة قوية بصيرورة التاريخ، و تشكل تتعدد مستويات هذا الر

طبقاته االجتماعية، و حينما يسود الفكر األسطوري قويا و فاعال لدى أمة من األمم، فإن ذلك يعني وجود سلطةـ بتعدد أوجهها ـ تمنع شرائح مجتمعها من العيش بأمان و

المجتمعات المتخلفة حال جماليا طمأنينة و سالم روحي، لكن األسطورة تبقى فيلرفض حاالت االستالب و الخيبة التي يمر بها إنسان هذه المجتمعات، المفجوع و

أما في المجتمعات المتقدمة حضاريا و تكنولوجيا، . المقهور في توجهاته و تطلعاته من مرض« المتراجعة على مستوى العالقات االجتماعية بشرطها اإلنساني، فإنها

3

إننا إذ نستحضر األسطورة في وقتنا الراهن، حيث الهزائم على آل نا نحو الماضي، و نحو تتأجج في أعماق) نوستالجية(المستويات، فإن نزعة

و تزداد هذه النزعة مع خيباتنا . المجهول، و نحو عوالم بكر لم تستكشف بعد .المتكررة في ظل أنظمتنا االجتماعية الغاصة بالتعقيد و الفساد و الجهل

، قابل ألن يمتد حاضرا و Mythopoec Ageإن عصر توليد األساطير ق للدفاع عن ب بأسطورة جلجامش و أنكيدو و توقهما المطلمن منا لم يعج. مستقبال

و من منا لم يعجب بتصميم جلجامش على قطع غابات واسعة، و . قضايا اإلنسانية ؟سر » أوروك « بحار طويلة للبحث عن النبتة المقدسة التي تعطيه هو و قومه في

و آم آان محزنا حينما . ة ؟الخلود األبدي، و التحول من طبقة البشر إلى طبقة اآللهومن منا لم يعجب بشجاعة !. سرقت األفعى النبتة المقدسة التي حصل عليها

جلجامش و أنكيدو حينما قتال الثور السماوي الذي أرسلته اآللهة لقتل أنكيدو، بعد أن .؟» آنو « طلبت عشتار ذلك من اإلله

.. لبه لقد أمسكا بالثور السماوي و مزقا ق « و هنا اعتلت الربة عشتار سور أوروك ذات األسوار

: و صعدت على شرفات السور و صارت تطلق اللعنة منادية الويل لجلجامش الذي أهانني و قتل الثور السماوي

و سمع أنكيدو آالم عشتار هذا فقطع فخذ الثور السماوي األيمن و رماه في وجهها

)سيصيبك مني ما أصابه( و أنت سوف أصل إليك مثله . و أعلق أحشاءه إلى جنبك

و جمعت الربة عشتار الكاهنات المنذورات و الكاهنات الحبيبات و البغايا المقدسات . )6 (»و نصبوا النواح على فخذ الثور السماوي األيمن

صر هو استحضار للبطولة عربي المعاإن اللجوء إلى األسطورة في الفكر ال و . و حنين لها، و توق لزمن نظيف، و تاريخ غير ملوث بالطغاة و الظلمةالغائبة،

عندما نستدعي البطل األسطوري و التاريخي عبر زمن القصيدة و شفافيتها، فإن توقا المخلص و الشعلة شديدا يدفعنا لتقمص هذا البطل، و تمثل حاالته، باعتباره المفدي و

.التي تنير طريقا مظلماإن توليد األسطورة و خلقها، و إعادة صياغتها عملية جمالية، تهدف إلى

سلطة السلطة، : البحث عن عالم جميل و مضيء لم تقتله بعد ايديولوحيا السلطةسلطة الكلمة، و سلطة المجتمع، لكن العصر الذي ولدها و يولدها ليس عصرا

ا، فهي تخلق وتولد لتمنع زحف ظالمه و سوداوية ظلمته، على المستوى مضيئ .التخيلي و التأملي

4

ما من شاعر عربي مبدع إال و القى الظلم و المهانة، مما آسر شموخه سطورية و و شرده، فلجأ إلى الحلم و التخيل و استخدام الرموز األنساني اإل

.و الموحيةالتاريخية المضيئة و قبل أن يكون توظيف األسطورة في النص الشعري العربي المعاصر عودة

إلى التراث و الميثولوجيا، فإنه رؤية تستمد مكوناتها من الواقع، و اتجاهات هذا الواقع و رؤاه، فالتاريخ و الميثولوجيا و الواقع آلها مكونات للفكر األسطوري،

يته، و سوداوية عالقاته و مؤسساته لهو أغرب و غرائبده فالواقع العربي اليوم بتعقيو ما من شاعر . من األسطورة، إنه الخرافة عينها التي تفوق حد التخيل و الوصف

عربي مبدع إال و عانى من اغتيال هذا الواقع ألحالمه و فرحه، و حرية قصيدته، م الرمز فكان اللجوء إلى األسطورة رفضا لهذا الواقع، و بالتالي آان استخدا

األسطوري المكثف الداللة، البعيد اإليحاء، هربا و خوفا من سلطة هذا الواقع، لكي .ال يثير الشاعر ظنون سلطة الرقابة وريبتها

آان الشاعر العربي يرتحل و يحمل همه و هم قصيدته، ورموزه التاريخية الت هذه الرموز، و األسطورية، و أنى حل آان ينشد الفرح و الحرية، عبر دال

، و »السندباد في رحلته الثامنة « فخليل حاوي ذهب إلى لندن و آتب أجمل قصائده المضرج بدمائه، متنقال من مشافي بيروت إلى » أدونيسه « بدر شاآر السياب أخذ

عبر رحالته من بغداد إلى » حالجه « و عبد الوهاب البياتي حمل . لندن ثم الكويتسيف بن ذي يزن، : ريد، و عبد العزيز المقالح أنارت له رموز بالدهبيروت إلى مد

لياليه المظلمة )7(وضاح اليمن، بلقيس، منية النفوس، طريفة، عاقصة، عيروض .عندما آان غريبا و طالب دآتوراه خارج بالده

إن تواتر األسطورة و تناقلها عبر مثاقفة حضارية نامية بين األمم و ا و حديثا، لدليل حي على قدرتها على النفاذ إلى أعماق الرؤية الحضارات قديم

المعاصرة، باعتبار هذه الرؤية نسقا عصيا على التحديد الزماني و المكاني، إنها .ممتدة من الماضي إلى الحاضر

إن بنية الخطاب الشعري العربي المعاصر ال تعني االنقطاع عن التراث، فقد درجات متفاوتة، من شاعر إلى كيل هذه البنية، و ال يزال يؤثر بأثر التراث في تش

قد شغل التراث اإلسالمي والعربي مساحة واسعة من التاريخ اإلنساني، « و آخر واستطاع الدارس بعامة و الشاعر الحديث بخاصة أن يجد فيه أمداء رحبة و مواد

ه المعطيات ما يتمثل في و من هذ. قيمة يستطيع أن يتعامل معها، و يغني بها فنهالموروثات األسطورية و الخرافية التي انتهت إلى حياة العرب في الجاهلية،

و من ذلك أيضا (...) و العنقاء أحداثها مثل وادي عبقر و الغول فتداولوها و تناقلوااألمثال و التراث الشعبي الذي يمثل ثروة غنية بالشخصيات األسطورية و التاريخية

«)8(. و بالرغم من رؤية بعض الشعراء و الباحثين على مستوى التنظير بأن

اللجوء إلى التراث ليس فعال إبداعيا، و أن التراث ليس نبعا وال مرآزا، فإن ذلك لم

5

و . إن العودة إلى التراث ال تعني هيمنة الرؤية التراثية على الرؤية المعاصرة لقد استطاع الشاعر العربي المعاصر أن ينطلق من البنية التراثية نفسها، ليبدع بديال

منها، « يتجاوزها، و صارت الحكاية األسطورية و الخرافية عند األدباء المعاصرين و

ترد إلى عناصرها و آثيرا ما تضاف إليها عناصر جديدة تتواصل مع العناصر التقليدية، ثم يعاد ترآيبها جميعا في شكل يشع ضوءا جديدا على الحكاية نفسها، فإذا

مغزى جديد، نابعين من الرؤية الفنية و الفكرية هي قد تحولت إلى شكل جديد و للكاتب، تلك الرؤية التي تعتمد على ثقافته و على قدرته على تحليل مجتمعه و

.)10(»الكشف عما في هذا المجتمع من مشاآل إنسانية أو سياسية أو اجتماعية صار التراث األسطوري في القصيدة العربية المعاصرة جزءا من رؤية

جمالية، بعد أن تعامل معه الشعراء المعاصرون وفقا لمنظور إنساني و حضاري، إذ إن آثيرا من الرموز التراثية قادرة على االستمرار في نسق الواقع المعاصر، و بالتالي التحريض على تغييره بفعل إضاءتها التاريخية و داللة هذه اإلضاءة على

و مع ذلك فالشعر العربي المعاصر ليس . السياسي و االجتماعي والمستوى اإلنسانيوليدا للرؤية التراثية، و ال يمكن أن يكون ذلك بالرغم من االستفادة من مكونات هذه الرؤية، ألن له شرطه التاريخي و الحضاري، و امتداد هذا الشرط داخل بنية الحياة

. آنالمعاصرة، بتشعبها و تناميها، و انتصاراتها و فواجعها فيالرؤية التراثية خيط شفيف يربطنا بالتاريخي و األسطوري و المعاصر و

العقالني، قد ينقطع الخيط، و قد يمتد، و ال يعني انقطاعه فشال أو قصورا في الرؤية الرؤية التراثية إضاءة لزمن القصيدة، لكنها ليست ملزمة، إنها . العربية المعاصرة

يا، لكننا نستطيع تشكيل بديل منها، إنها الرؤية للعالم بتحديد رؤية تستنفر بعدا جماللوسيان غولدمان لمفهوم رؤية العالم، و بامتداد هذه الرؤية ماضيا و حاضرا و مستقبال، و بقدرة هذه الرؤية على التعامل مع مكونات الفكر اإلنساني الثقافي و مع

رؤية الحديثة إحداث خلل في األنظمة إن مهمة ال. مكونات األجناس األدبية آافةالقوالبية الموروثة، في الشكل الشعري، في القافية و الوزن، و بالتالي في المضمون

6

، »اإلبداع ألجل اإلبداع « لقد أدخلت الرؤية الحديثة في الشعر على مقولتي مفاهيم جديدة، فاإلبداع و جمالية الفن مضافا إليهما حرآية » الفن ألجل الفن « و

و الزخرفي و اإلغراق و ال قيمة للترف الشكلي. ا للبناء الجديدالتغيير والهدم، تأسيسو الهذيانات السريالية، التي طغت على بعض النصوص الشعرية في الحلم،

المعاصرة، إال إذا آان الهدف من ذلك تأسيس رؤية إنسانية قادرة على تعرية زمن د ساعد فتح األبواب أمام و ق« الطغيان، طغيان اللغة، و طغيان سلطة معرفية بعينها،

و تعددها داخل حرآة الشعر الجديد، ي الجديد على وجود هذه التيارات اإلبداع الشعر ونشأ عن ذلك اجتهادات و تيارات منحرفة ال تنشر سوى

هذيان ال عالقة له بالشعر أو بالفن و ال عالقة له بالتجديد أو االبتكار، و خطر هذه فع الجديد نحو الال مباالة اللغوية و نحو الال مباالة العقلية التيارات المنحرفة أنها تد

«)11(. و لم يكن طغيان الهذيان في الخطاب الشعري العربي المعاصر، إال تعبيرا

عن فشل إنساني عام، مستمد بالدرجة األولى من بنيات المجتمع القاتمة، و تراجعه و رة مرضية في الشعر العربي و بغض النظر عن آون الهذيان ظاه. هزائمه

المعاصر، إال أنه يستمد آثيرا من مكوناته، من بنية األسطورة و الخرافة و األحالم، و التفكير الميثولوجي، ألن الهذيانات الشعرية آثيرا ما ترتبط بامتداد األسطورة

يحاءات و األسطورة، و اإلم معرفيا و زمنيا، و حينما يتداخل الهذيان مع الحلفالتداخل العشوائي الال . السريالية، تنشأ ظاهرتان شعريتان هما الغموض و اإلبهام

منظم، المضطرب، و المتوتر يخلق حالة من اإلبهام، التي يستحيل فك طالسمها، و أما التداخل الجمالي الرؤيوي، فإنه يشكل . اآتشاف ما وراء ضبابية هذه الطالسم

و الغموض هو مظهر من مظاهر . الموحي و المرمزحالة شفيفة من الغموضو الحقيقة أن لغة الشعر بالفعل « . الحداثة في الحرآة الشعرية العربية المعاصرة

غامضة، لكن غموضها ال يرجع إلى عدم قابليتها للفهم، أو خلوها من المعنى، و إنما عنى الشعري معان هو العكس، فلغة الشعر غامضة ألنها مشحونة بالمعاني، الم

بعضها فوق بعض آطبقات األرض، منها ما هو ظاهر مكشوف، و منها ما هو باطن يحتاج إلى الكشف و التعمق حتى تصل إليه بقراءة تلو أخرى و بأدوات آثيرة و

و الغموض بالذاتي و و عموما ترتبط حاالت اإلبهام . )12(»بديهة يقظة و قلب حي داخل حقله الثقافي و المعرفي و وسطه االجتماعي و الموضوعي في حياة الشاعر

.اإلنسانيو يشكل الحلم بالنسبة لكثير من المبدعين مفتاحا للرؤية الشعرية، إنه أساس

الفعل الشعري و جوهر العملية اإلبداعية بالنسبة لهم، و هنا يشترك الحلم مع لممكن، إلى أفق أآثر رحابة األسطورة في آونهما عملية تخيلية تتخطى حدود الواقع ا

7

إن التداخل الجمالي ـ آنف الذآر ـ يفرز بدوره تجريبا شعريا، تبدو أهميته في المغاير، من خالل استخدامه للتراث األسطوري، و إبداع المتميز، المتنامي و

من « استحضار البنيات الجمالية األسطورية الغائبة عن واقعنا المعاصر، و ما شاعر عظيم أو روائي عظيم إال و قد أضاف من خالل التجريب بعدا جديدا إلى الفن

صفات السائدة الشعري و الروائي، و أثبت أنه غير خاضع و غير مستسلم لكل المواالتجريب إذن و محاولة اإلضافة نزعة صحية و ضرورية في آل فنان . و المألوفة

أصيل و في آل آاتب موهوب و في آل شاعر يريد أن يضيف إلى التراث و ال .)14(»يكرره أو يقلده

إن استخدام األسطورة و الرمز و التاريخ في الخطاب الشعري العربي جريب الجمالي، قبل أن يكون عودة إلى التراث، و التأآيد على المعاصر نوع من الت

و هذا التجريب الجمالي في بنيته العميقة ينبغي أن يؤآد مكانة اإلنسان، و . حضورهاألشكال الفنية « فـ . دوره الحضاري، و يستحضر أعمق مشاعره اإلنسانية و أدقها

تنمية خبرة اإلنسان، و في تنظيم ليست أشكاال فارغة، و إنما تقوم بوظيفة خاصة فيهذه الخبرة، آما تؤدي دورا أساسيا في بناء عالم اإلنسان، و في تحقيق ما يصبو إليه

، و آل تجريب خالق مبدع ينبغي أن يكون )15(»اإلنسان من معنى لحياته ولعالمه على إنسانيا، و ال قيمة لتجريب على مستوى الشكل الشعري و مضمونه، إذا اقتصر

الظاهرة الشكلية و السطحية، التجريب على مستوى بنية الشكل الجمالي، و إضافة الظواهر الجمالية و المغايرة إلى هذا الشكل أمر ضروري، لكنه ليس آافيا لتحقيق طرفي العملية اإلبداعية، فالعملية اإلبداعية فكر و فن و نزعة إنسانية و أخالقية، و

فض تمهيدا للهدم والمغايرة، لتأسيس أدب إنساني يرفع هي تحمل مزيدا من الر(...) إذا أراد األدب العربي أن يدخل مجال العالمية فعليه « اإلنسان راية و هدفا، و

أن يشغل نفسه بكتابة أدب إنساني صادق مرتبط بهموم اإلنسان في هذا الوطن، و ما . )16(»األمل يحيط به و ما تقع عليه عيناه من مظاهر األلم و

و تكتنز األسطورة في بنيتها العميقة دالالت إنسانية و حضارية، استطاع حاالتها اإلنسانية الخطاب الشعري العربي المعاصر أن يكشف هذه الدالالت، بأعمق

األسطورة ليست إال « و يشير بها إلى حاالت إنسانية معاصرة، فـ و الوجدانية، و . خاصا لمعنى أو شعور بالذات عند شعب من الشعوبتراثا بشريا يحمل تفسيرا

و لقد . األساطير تحمل بال شك دالالت إنسانية لم تفقد قيمتها خالل التطور الحضاري

8

الغاية من استخدام األسطورة في الخطاب الشعري من أهم سمات القصيدة العربية المعاصرة منذ بداية تشكالتها األولى، و

انعطافها عن الشكل الشعري التقليدي االعتماد المكثف على الرموز األسطورية و « ات الشاعر المعاصر التاريخية أنى اآتشفها الشاعر، و لذا فقد آانت أولى اهتمام

خلق رموز أسطورية، سواء مسـتحدثة يلتقطها من الواقع، أو تاريخية يستمدها من و العمل على جعل تلك الرموز تستقطب جميع مفاصل النص . التاريخ الثقافي

.)18(»متناغمة و حرآاته و تصهرها في قالب وحدة الشعري عاصرة رؤية ثقافية و فنية، تتكىء و يعد توظيف األسطورة في القصيدة الم

أي أنها ليست رؤية . بدورها على مرجعيات ثقافية أخرى تاريخية و أسطورية مرجعيات فردية، إنها في المحصلة وعي جمعي، يتشكل جماليا و فكريا لينهل من

الشعر بناء لغوي يستمد رآائزه من أبنية « إن . و األبعادثقافية متعددة المصادر ثقافة التي ينتمي إليها الشاعر، لكنه ال يخضع لها، بل يشكل بناء موازيا و معادال ال

.)19(»لهذه األبنية يعكس آليات إنتاج المعرفة ال لتثبيتها و إنما لكشف تناقضاتهاإن الوعي الفردي للشاعر بالقصيدة ليس آنيا، بتعبير آخر إن له مكونات تنهل

و من الصعب أن . دة، قد تكون قريبة الجذور و بعيدتها في آنمن ثقافات فكرية متعدتدرس البنية الشعرية للخطاب الشعري المعاصر بعيدا عن مكونات هذه البنية، و هنا ال أدعو إلى أن يكون الشعر إسقاطا لمرحلة زمنية بعينها، و لحدث تاريخي بعينه، إن

يعتمد على التشكيل المرآب، الذي يتم وفق يقدم بناء فنيا للمكان الزماني « الشعر تفاعالته الخاصة، ـ و ـ يؤدي إلى الخروج من دائرة الزمن المغلقة إلى نهايات

و تنتقل من مرحلة إلى مرحلة ة مع القصيدة آي تتنامى و تستمر مفتوحة تدفع الحرآ بث حرآية و يتم هذا البناء بواسطة اللغة التي يعمل الشعراء على تخصيبها و. تالية

اإلبداع في تراآيبها و من ثم تأآيد دور اللغة في تشكيل أبنية الوعي في الثقافة .)20(»العربية المعاصرة اآلن و في زمن يأتي

و الشعر هو حزمة ضوء مهمتها تجميع بؤر ضوء فرعية أخرى لتصبح ريخ و التارؤية شبه متكاملة و شمولية تجمع ما بين الفكر و الفن و الثقافة و

و األسطورة، و الوعي بشتى أصنافه، و ال أعني بذلك أن الميثولوجيا و الرمز تترهل القصيدة بالخطابات اإليديولوجية و العقائدية و الشعارات السياسية من جراء

9

و بالرغم من عدم مطالبتنا الشاعر بااللتزام بأية قيود تثبت وجهة النظر، فإن ن من مهمة الرمز األسطوري تعرية واقع الخيبة و السواد الذي ذلك ال ينفي أن يكو

يخيم على الذات العربية، و البحث في أغوار هذه الذات للداللة و اإلشارة إلى البؤر (...) يضطلع « القاتمة التي ال تزال تنخر في مكونات هذه الذات، إذ إن هذا الرمز

تظل تعود إليه مازجة بين الذاتي و لذلك تنطلق منه جميع الحرآات و. بدور القادحو يصبح صوت الشاعر ملتقى . و ترديه مأساويته الموضوعي، معرية الواقع بكل

ذلك الحشد الهائل من الحرآات يتدخل أحيانا ليسهم في دفعها نحو الذرى الدرامية .)22(.»التي تصبو إلى بلوغها

ا و طاقاتها اإلنسانية و إن استخدام األسطورة يعني استحضار دالالته الجمالية، فالجمال و الفن و الداللة اإلنسانية بدال من اإليديولوجيا أمور باتت مهمة لتأآيد جماليات الخطاب الشعري العربي المعاصر، و من هنا فإن مهمة القصيدة تتجلى في قدرتها على تخلصها من آنيتها و فرديتها و همها الداخلي، لتصبح في

صلة الدفقة الشعورية و اإلنسانية التي يحسها آل منا إزاء القصيدة، و ليس من المحمهمة القصيدة أيضا أن تشكل حالة شعورية واحدة لدى آل القراء، قد تكون متباينة و مهمتها أن تكون متباينة، لكن ال بد أن تكون قادرة على أن تثير فينا حسا بالجمال و

مزيد من تحريك طاقاتنا الفكرية و التخيلية، و األسطورة ليست و تدفعنا إلى. المتعةحادثة تاريخية، و ال تترآز قيمتها في آونها رؤية تاريخية، بل في قدرتها على أن تكون فنا و جماال، و رؤية إبداعية، و إن من يوظفها ال بد أن يراعي فيها هذا الجانب

الفني عن طاقاتها الجمالية و الموسيقية، مع مراعاة جانبها و الجمالي، أي تحديدا أن يكشف

و نأخذ نموذجا لهذا الجانب قصيدة الشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر . الغنائي عشتروت إغراءات جلجامش مشيرا إلى أسطورة، عندما يوظف )الملكة و المتسول(

:إليقاع جلجامش في حبها، تقول القصيدة شهد لذيذذق داللي فهو آال« ... .و تنزه عبر حقل مورق أو رابية ذق داللي فهو آالشهد لذيذ

10

اقترب مثل رداء .. اقترب منه ثمري آالشهد حلو و جميل ضم آفيك عليه آرداء .ثمري آالشهد حلو و جميل آه موالي اقترب فهو لذيذ »و شهي آرضاب الشفتين د أفادت القصيدة العربية المعاصرة من هذا الجانب الغنائي و نوعت في و لق

إن الناظر في طرائق تشكيل القصيدة المعاصرة، و لو نظرة سريعة، « تشكيالته، يالحظ أنها تريد أن تفتح لها دربا بين الملحمة و األسطورة و القصيدة الغنائية بشكلها

و . طويلة تتسع لتشمل أفعال أبطال عديدينالمتعارف، صحيح أن الملحمة قصيدة .)23(.»و لكنهما تلتقيان و تتشابهان . األسطورة هي، بشكل من األشكال نبوءة

فعلى سبيل . و األسطورة آانت في العهود القديمة ذات طابع ملحمي و غنائي شكال المثال يالحظ أن الطقوس األسطورية التي آانت تمارس أمام اآللهة آانت تأخذ

غنائيا جماليا مشفوعا بالرقص، و نورد النص اآلتي الذي آان يغنى مرافقا للرقص :اإلغريقيأمام زيوس اإلله

_ حييت يا أعظم الشباب يا بن آرونوس -مرحى « يا سيد القوى و النور

جئت على رأس أرواحك للعالم و افرح بالرقص و الغناء» دآة « سر إلى

.)24(» نغني و نحن واقفون عند مذبحك الحصين وو لقد ظهرت هذه الرؤية الجمالية في آثير من القصائد الشعرية الحديثة و

و أشير إلى نموذج آخر وظف . المعاصرة التي وظفت األساطير و الرموز التاريخية الرمز التاريخي،

للشاعر » حسين بن فاطمة الخروج األخير لرأس ال« و هو المقطع اآلتي من قصيدة إني لم أخرج « : المعاصر ابراهيم عباس ياسين، مستفيدا من قول الحسين بن علي

أشرا و ال بطرا و ال مفسدا و ال ظالما و إنما خرجت في طلب اإلصالح في أمة :تقول القصيدة. »جدي

أمضي آانت الصحراء -و أمضي، في دروب التيه .. جنون الشمس مشتعال، و آان الماء آتابا من يراودني على ظمأ، و في األعماق آنت أحس قلبي بلقعا قفرا .. تعاودني رسائلهم فيورق في انكسار القلب زهر وعودهم جمرا ... و ماذا بعد ؟ أدري أنني وحدي، و آل البيت و األنصار

11

لزمان الرخو نعود اليوم في صمت ا رهن خديعة األشرار مقتول- ينبئني حديث القلب -آأني اآلن و تشهد هذه الكثبان و أوصالي مقطعة تناهبها عصائب من طيور الليل و الغربان تدوس الخيل فوق وجوه أصحابي و تسكت جوعها الذؤبان .. لغارات و يفني عمره التاريخ في الثارات و ا . )25(.».»تنهبه أيادي الحقد -إال أن أهم قضية يجب مراعاتها حينما يتعامل الشاعر مع الفكر األسطوري

هي قضية الرؤية و الموقف بالنسبة للزمان و المكان، - أجناسه أو ربما األدب بجميع هي في قدرتها ذلك أن خلود األساطير و قدرتها على أن تشكل موقفا رؤيويا و جماليا

و المكان و إلغائهما، بحيث يبدو زمان األسطورة هو آل األزمنة، على تغييب الزمان حديده، وهو متنام و شمولي، و مكان أهم و مكانها آل األمكنة، إنه زمان يصعب ت

سماته أنه ال يتحدد بمواصفات المكان، فهو خارج عن سمات المكان و مالمحه، إنه و يتسع بدوره ليشمل أزمنة ال األمكنة التاريخية، يمتد مكان يجمع فضاءات آل. و المرئي، و الالمرئي الحاضر و المستقبل و المتخيل، محدودة من الماضي و

التي تمر بسلسلة التحوالت، و تستقطب عناصر آونية و مكانية، « فالذات الشاعرة آما تستقطب الزمن بأبعاده الفعلية و المجازية و األسطورية تخضع هذا آله للتشكيل و إعادة التشكيل، على نحو يؤدي إلى أن يكون المكان الزماني في القصيدة بناء فنيا

.)26(» للمكان الضائع وحده و إنما للكون موازيا و معادال ليسإن ما يكسب الفكر األسطوري سمته على الخلود قدرته على أن يلغي التحديد

و هذه الداللة . الزماني و المكاني، أي تحديدا قدرته على أن يشكل بعدا داال إنسانيااألسطورة « ـ ا دائما، فاإلنسانية إنما تنفلت عن بنية الزمان و المكان لتصبح حضور

ذلك أن وراء آل أسطورة . ال نعرف ألي أسطورة مؤلفا واحداو نحن . نتاج جماعيرؤية شعب آامل، حاول أن يدرك المجهول و يفسره ليصل إلى القوانين الكلية التي

معنى هذا أنها ليست نشاطا . تدير الكون، و يمسك بالحقيقة لحظة انبثاقها و توهجهاغير أن النبوءة ال تتحقق آرسالة تمارس . عقليا بل هي نبوءة، نبوءة اإلنسان األول

فعلها في التاريخ إال متى أفلتت من شرط الزمن، عندها فقط ال يدرآها البلى، و هذا .)27(»ما حققته األساطير و ما تصبو إليه القصيدة الجديدة

غزى األسطوري لدالالت المكان و يستفيد الشاعر المصري أمل دنقل، من الم فه و يحوره و يسقطه على الواقع المعاصر، إذ يوظ» إرم ذات العماد « القديم

و شموليا يضم الفضاءات العربية المهزومة و الضائعة، و ليصبح مكانا متناميا

12

..يا بساط البلد المهزوم : أصيح« ..ــ فتسقط األشياء .. ال تنسحب من تحت أقدامي

من رفها الساآن في خزانة التاريخ، !تسقط المسميات و األسماء

ليس يصل الصوت.. أصرخ لتربة و السكون و الموتال يجيب إال عرق ا.. أصرخ

و يستدير حول رأسي الطنين، و يدوم الهواء

و خائفا.. أسقط واقفا ...

أبكي إلى أن يستدير الدمع في الحفرة إلى أن تهدأ الثورة .. أبكي

أبكي إلى أن ترسخ الحروف في ذاآرة التراب .. أعود ضاال

آام،أتبع األسالك، و الدم الر و الدم المنساب

أبحث عن مدينتي التي هجرتها !فال أراها

يا إرم العماد ــ يا إرم العماد: أبحث عن مدينتي يا بلد األوغاد و األمجاد

و اضطجاعتي .. صفحة الكتاب ـ و قدح القهوة : ردي إلي الحميمة

:ـ آأنه أسطوانة قديمة.. فيرجع الصدى .)28(» العماد ـ يا إرم العماد يا إرم

آيف يفسر الشعراء و النقاد: هذه الدراسةوالسؤال الذي يمكن طرحه في ذا السؤال من خالل و نجيب على ه. استخدام األسطورة و التراث في الشعر و الفن ؟

.و النقاد أنفسهمآراء الشعراء اولت أن أوفق بين ما يموت، لقد ح« : )29(يقول الشاعر عبد الوهاب البياتي

و ما ال يموت، بين المتناهي والال متناهي، بين الحاضر و تجاوز الحاضر، و تطلب هذه األقنعة في هذا مني معاناة طويلة في البحث عن األقنعة الفنية، و لقد وجدت

.»و األسطورةالتاريخ و الرمز ب البياتي يرى في إذا آان شاعر مرموق من شعراء العربية آعبد الوها

استخدام األسطورة مظهرا إيجابيا، ألنها دفعته ألن يكتشف األقنعة الفنية، باتكائه

13

ال يمكننا أن ننكر دور األساطير باعتبارها مظهرا ثقافيا و إنسانيا قادرا على مساعدتنا الآتشاف ذواتنا، و ذوات اآلخرين، و بوساطتهاا يمكن إلقاء مزيد من

رات القديمة، باعتبارها ـ أي األسطورة ـ تمثل قاعدة للدرس الضوء على الحضااألنثروبولوجي، و األثنوجرافي، فلقد قدمت فوائد جلة للمهتمين بأنثروبولوجيا

ليس بكثير أن تكون إذن األسطورة هي الصياغة األولى للتاريخ و « الشعوب، و عن هوميروس إنه لم يختلق و حق من هنا السترابون أن يقول. الجغرافيا و االجتماع

.)31(»عندما تحدث عن أبطاله و بيئاتهمو بقدر ما نكتشف في األسطورة جوهرها الحي و اإلنساني و قيمتها الداللية،

بقدر ما تساعدنا على تكوين الحس االجتماعي و التاريخي، و تدفعنا التخاذ مواقف .ي عالم االستالب و السلعةتجاه المشكالت االجتماعية الخانقة التي نعايشها ف

أداة لتحفيز الفرد ألن يتخذ » برتولد بريخت « و تعد األسطورة في مسرح موقفا في مواجهة مشكالت الواقع، و من ثم يتخطاها و يخلق بديال إنسانيا منها، يقول

:)32(بريخت. ة تغيير الواقعإن مسرحنا يجب أن ينمي رعشة الفهم و أن يدرب الناس على متع«

فال يكفي جمهورنا أن يعرف آيف تحرر بروميثيوس فقط، بل عليه أن يتدرب على اللذة في تحريره، يجب علينا في مسرحنا أن نعلمه آيف يشعر بكل الفرحة و الغبطة

.»اللتين يشعر بهما المخترع و المكتشف، و بكل النصر الذي يشعر به المحرر عند صالح عبد الصبور يجب أن تتخطى البعد الظاهري لها، و األسطورة

لتصل إلى بعد ذي رؤية إنسانية جوهرية، حيث تستمد هذه الرؤية مكوناتها من المادة : ) 33(التاريخية، و بكل ما تحمله هذه المادة من إمكانيات إنسانية، يقول

اءة و قد تكشف لشعرائنا العرب عالم األساطير الغني إثر قر« فدأبوا على محاآاتها . بعضهم لنماذج من الشعر األوروبي الحديث

إذ أن الدافع إلى استعمال . و في ظني أن هذا المنهج ناقصاألسطورة في الشعر ليس هو مجرد معرفتها، و لكنه محاولة

14

: )34(و يرى صالح عبد الصبور أن الحاجة إلى استعمال األساطير قد نبعت بتأثير النزعة «

الجديدة إلى تجلية علوم اإلنسان آعلوم االنتروبولوجيا و االثنولوجيا و النفس، فقد آان العلم يرى في هذه االهتمامات حتى

من المواد المبعثرة ال تستطيع أن ترقى إلى عهد قريب مجموعةفما شأن العلم بالسحر أو بعادات القبائل المتخلفة . مستوى العلم

أو بطقوس األديان البدائية أو بغيرها من مخلفات اإلنسانية و لكن البحث حين اتجه إلى . المضطربة في صورها و معانيها ؟

نوزا من التجربة و اإلنسان رأى في هذه المواد المبعثرة آالمعرفة، فحاول أن ينسقها في علوم استداللية، محاوال أن يعرف اإلنسان عن طريقها، بعد أن فشل في معرفة اإلنسان عن طريق

.». العلوم التجريبية الحديثةأما الشاعر بدر شاآر السياب فيفسر استخدام الشاعر الحديث لألسطورة

: )35(حياتنا المعاصرة، لغلبة المادة على الروح، يقولبانعدام القيم الشعرية في لم تكن الحاجة إلى الرمز، إلى األسطورة، أمس مما هي اليوم، «

فنحن نعيش في عالم ال شعر فيه، أعني أن القيم التي تسوده قيم و راحت األشياء . ال شعرية، و الكلمة العليا فيه للمادة ال للروح

اعر أن يقولها، أن يحولها إلى جزء من التي آان في وسع الشإذن . نفسه، تتحطم واحدا فواحدا، و تنسحب إلى هامش الحياة

فالتعبير المباشر عن الال شعر، لن يكون شعرا، فماذا يفعل الشاعر إذن ؟ عاد إلى األساطير، إلى الخرافات، التي ما تزال

اد إليها تحتفظ بحرارتها ألنها ليست جزءا من هذا العالم، عليستعملها رموزا، و ليبني منها عوالم يتحدى بها منطق الذهب و الحديد، آما أنه راح من جهة أخرى، يخلق له أساطير جديدة، و إن آانت محاوالته في خلق هذا النوع من األساطير قليلة حتى

.»اآلن

15

دا مرتبطا و يستخدم الشاعر سعدي يوسف القيم الفنية التراثية استخداما جدي : )36( إلى الشاعر عبد الوهاب البياتي1978بالعصر، يقول في رسالة آتبها عام

لكن . أعتبر التراث، الجذر الذي نحرص على عدم انقطاعه« آانت عالقتي مع . نظرتي إلى التراث ال تنفصل عن موقف نقدي

و من هذه الدهشة . ديوان الشعر العربي عالقة دهشة دائمةو اليوم أحتفظ بشيء من تلك . كثير من قاموسي الشعريالتقطت ال

الدهشة األولى، إال أنني أجدني في آثير من األحيان مراقبا أآثر أنا أستعمل قيما فنية تراثية استعماال جديدا مرتبطا . مني معجبا

يمكن أن » المطابقة « فالتضاد الشكلي الذي يتضح في . بالعصرآما أن عنصر التشبيه التمثيلي يمكن . »دلي ج« يتطور إلى تضاد

و عنصر اإليقاع يمكن أن يكون جزءا من . أن يتطور بالصورةأهمية القصيدة أن تنجح في تخليد لحظة ) إن. (هارموني حديثة

ثم نهب هذه . إنسانية، أو موقف إنساني، أو صورة إنسانية .»اللحظة، أو الموقف أو الصورة صفة الشمول

إلى قطيعة مع التراث و الماضي، و يسمي )37(دعو الشاعر أنسي الحاجوي « : عودة الشاعر المعاصر إلى الماضي بالجاهلية المعاصرة في الشعر، يقول

الجاهلية المعاصرة في الشعر، هي مثول الشاعر، إحساسا و تعبيرا في الماضي، و شيئا لم يحدث في العالم ـ و في هذا المثول ال ينفك يتواصل عبر شعراء اليوم، و آأن

نسميه يمكننا أن نسميه منتهى اإلفالس و لكن األصوب أن . عالمهم و في إنسانيتهممنتهى الوالء إذ يبدو أنه من صميم المبادئ الجاهلية ذلك االنشداد إلى الخلف، ذلك

ة مع و يرفض أن يكون للشعر العربي المعاصر أية عالق. »االنشداد البطولي حقا العباسي، - األموي -ال عالقة لنا بالشعر الجاهلي « : العصور الشعرية التي سبقته

ألننا شاهدو حياة مختلفة مستقلة، تطلب شعرا عربيا من نوع ... الرجعي المعاصر، .)38(»آخر

، فإنه يفسر استخدامه للرمز األسطوري )39(أما الشاعر عبد العزيز المقالح نه الشعرية، بأنه تجسيد لظاهرة الحزن التي هي خبز اإلنسان اليومي في أحد دواوي

رسالة إلى سيف بن « أما في الديوان الثالث، « : يقول. في طفولته و صباه و شبابهفقد بدا لي الشعر و آأنه صوت الحزن النابت في ضلوع البشر، فكانت » ذي يزن

لصالة اليومية التي نؤديها في قصائده صدى لذلك الصوت الغائر في األعماق، و او من خالل سيف بن (بيوتنا فرادى و جماعات، و الوجبة التي ال تنقطع و ال تتأخر

ـ الرمز و القناع ـ قدمت في هذا الديوان أطيافا من حزن جيلنا، فالحزن ) ذي يزن .»آان طفولتنا و صبانا و شبابنا و ما يزال

خدامه للرمز التراثي، في مرحلته الشعرية است)40(و يعلل الشاعر أمل دنقل المرحلة الثالثة آانت بحضوري « : يقول. الثالثة باآتشافه لظاهرة االعتقال السياسي

16

و في مرحلة تالية يهتدي الشاعر أمل دنقل إلى الرموز العربية، باعتبارها إنني اهتديت إلى استخدام الرموز العربية، و لم أآن « : طريقا حقيقيا الآتشاف الذات

شاف الذات، و سباقا في هذا المجال، لكنني ارتأيت أن هذا هو الطريق الحقيقي الآت . )42(»التواصل مع اآلخرين

أن الرموز التراثية اإلنسانية هي أدواته الفنية في )43(ويرى الشاعر بلند الحيدريالتعبير المعاصر، و أن التراث يرسخ قويا في تجربته الشعرية، يقول عن هذه

: الرموزلقلب هذه إحدى أدواتي الفنية في التعبير المعاصر، و بمحاولة «

بمثابة » العدل أساس الملك « المفهوم المألوف، فإذا آانت عبارة مفهوم اجتماعي سائد، في الشعار فقط، فإني أعكس هذا الشعار، بأن أجعل الملك أساس العدل، بمفهوم أن القوي يخلق قوانينه

. أنا أؤمن بأن التراث جزء مني، و ليس شيئا طارئا علي(...) ي من التراث بقي بقوة ما يمكن أن ينمو و يتكامل مع فكل ما بقفالتراث هو أنا، . (...) فزمن المتنبي هو زمن آل العصور. التطور

بدمي، بطبيعتي، بانفعالي، بحساسيتي أمام اإليقاع الحياتي، و ال و لكني رأيت . يمكن أن أنسلخ من هذا التراث الموجود في أصال

ال بد أن تقوم على ثالثية أساسية، ال أن التجربة الشعرية الناجحةالتراث، و المعاصرة، و الواقع : غنى لواحدة عن األخريين، وهي

و ال يمكن ألي عمل إبداعي أن يحقق وجوده إال بهذه . المحلي .».الثالثية

و يفسر أحد الباحثين المعاصرين استخدام الخطاب الشعري المعاصر وانين المجتمع بما فيها من قهر تمهيدا لتشكيل لألسطورة بأنه تعبير عن رفض ق

إن استخدام الشاعر المعاصر لألساطير يهدف « :بقوله صياغة جديدة لهذا المجتمعإلى تحقيق غايات عديدة، إذ يطمح فيها إلى تحقيق ذاتيته المكبوتة، و إلى التصريح

17

أن حرآة الشعر الحديث في استخدامها « : )45( و يعتقد الناقد غالي شكرياألسطورة آانت تعبيرا حضاريا شامال عن االحتياجات الروحية و الجمالية العميقة الجذور في النفس العربية المعاصرة، و هي محاولة قد تأثرت بال ريب بجهود

بل أدرآت أن التكوين التاريخي . عند أعتابهمشعراء الغرب، و لكنها لم تتوقف قط لإلنسان العربي أآثر استعدادا الجترار تراثه األسطوري الذي سبقنا الغرب إلى

.»اإلفادة منه إن التكوين التاريخي لإلنسان العربي على مر العصور و األجيال سواء على

الفكري، هو تكوين المستوى االجتماعي و السياسي و االقتصادي، أم النفسي، و قمعي و استالبي، و قد ظل هذا اإلنسان طيلة هذه العصور يبحث عن نجمة مضيئة و أفق مشرق، و عندما آان يخيل إليه أنه وجد هذه النجمة في رموز الثورات الوطنية و التحررية فإنه سرعان ما فجع بهذه الرموز عندما اآتشف أنها سلبته أمانيه، و لم

و البطالة و الشعارات الزائفة التي ظلت ال مزيدا من الفقر و االستالب له شيئا، إتقدم ترددها حتى وصلت إلى مقاليد الحكم، و عندما وصلت تحولت هذه الشعارات إلى فقاعات جوفاء، تردد في آل حين، فتغرب المواطن عن هذه الرموز و أصابته جميع

ام ذلك لجأ إلى الحلم و التخيل، لجأ إلى إعادة تشكيل صنوف الخيبة و اإلحباط، و أمالعالم، تشكيال رمزيا و جماليا، ينهل من التاريخ و األسطورة و من آل الرموز .الوطنية و اإلنسانية التي ظلت تحتفظ بنقائها الثوري و اإلنساني طيلة هذه العصور

إلى استخدام أن الشعراء المعاصرين يلجؤون)46(أحمد عثمان.ويرى د و في األسطورة أيضا تكمن صور « : األسطورة ألنها مكمن للصور الشعرية، فيقول

و بكل األلوان و االتجاهات، ألنها من صنع الناس، . شعرية موسومة بآالف الخبرات . »و ألن آل عصر يضيف إليها شيئا يتواءم مع تفكيره و حسه

خدام الرموز األسطورية، في الغاية من است)47(أنس داود.و يلخص د :القصيدة الشعرية بما يلي

ـ ما وجده شعراؤنا من حاجة الشعر العربي إلى الخروج عن دائرة الغنائية 1 الذاتية التي عاش فيها في إنتاج الشعراء الرومانتيكيين من المهجر و أبوللو، و

قل، نشدانا لتحقيق الدخول به إلى دائرة األعمال الموضوعية التي لها وجودها المست .ما دعا إليه اليوت من إيجاد معادل موضوعي للمشاعر و األفكار

ـ الخروج من دائرة التلقي للعالم، و االنفعال به إلى دائرة النظر فيه و 2 .تعقله

18

ـ تحقيق اإلحساس بوحدة الوجود اإلنساني حيث يجدون في األساطير 3 .اش عن الحاضر المع الماضية تعبيرا

.بترآيز التعبير و تكثيف الداللة.. ـ االقتصاد في لغة الشعر 4 ـ التعبير عن بعض المضامين بصورة غيرية حتى ال تثير السلطات 5

. واالجتماعية السياسية باإلضافة إلى ذلك يمكن القول إن األسطورة هي رؤية جمالية، تعتمد على

ول رصد التاريخ و الرمز األسطوري في تشعب دالالته، الصورة الشعرية التي تحاو من ثم هي صياغة بديل جديد لتاريخ جديد، مهمته أن يتباين مع وضع تاريخي . سابق ليتجاوزه و يدل عليه في آن

و قبل أن تكون األسطورة اقتصادا في لغة الشعر، فإنها بنية مضمونية مكثفة الداللة، ا على االقتصاد اللغوي الفنيات الجمالية التي توظف بها، و ما يعطي األسطورة قدرته

باإلضافة إلى طاقاتها الرمزية و قدرتها على تجاوز السياق التاريخي الذي وضعت فيه، لتخلق بذاتها سياقا تاريخيا جديدا، و مع ذلك فإن محاولة خلق األسطورة و

ي نفي العالقة الجدلية بين نسق تشكيلها و اإلفادة من إسقاطاتها التاريخية، ال يعنو امتالك القدرة على تغريبه و أسطرته هو إن تغريب الواقع . و نسق التاريخالواقع

محاولة جديدة إليجاد نظام من العالقات البنائية المتشابكة داخل بنية الخطاب الشعري و العربي المعاصر، فحتى الحديث اليومي المألوف يمكن أن يكون بعيد اإليحاء،

يمكن أن يؤسطر و يرمز، ليكون مشبعا بالدالالت ذات األحالم . و الرغبات و المطامح التي يمكن استشرافها حاضرا و مستقبال

محاولة أسطرة الواقع أو ترميزه إنما هي تعبير عن صبوة لتقديم هذا « إن الواقع ، و حينما يؤسطر)48(»الواقع باعتباره رؤيا مرآبة و ليست رؤية بسيطة

أقصد خطابها تنفلت القصيدة من أهم عيوبها، Imaginationليصبح حلما و تخيال .و اإليديولوجيالتقريري و المباشر

و نالحظ أن الترآيب البنائي و الجمالي للرؤية الشعرية العميقة تحول الال ت أسطورة إلى أسطورة، بحيث يصبح الواقع مجموعة من الرؤى الرمزية ذا

و البعيدة الغور الضاربة جذورها في أعماق التاريخ الشفافية، و العميقة الداللة، ليست األسطورة سوى (...) حسب مصطلح الداللة « و . البشري بسحره و غرائبيته

) أو نموذج(العالم ذاته باعتباره حقل نشاط، مع عدم نسياننا المبدأ القائل إن داللة إنه (...) ل مع شموالت إدراآية، و هو عالم رؤيوي الشعر عبارة عن بنية من الخيا

عالم من االستعارة الشاملة، فيها يتوحد آل شيء بكل شيء آخر، آما لو أن الكل .)49(»محشور داخل جسد واحد محدود

و الال أسطوري . خيلو داخل هذا العالم الرؤيوي يختلط الواقعي بالمت ولد الصورة الشعرية ذات التداعيات و يستحيل الفصل بينهما، و تباألسطوري،

ر نظام الواقع و تشكل بديال جديدا منه موشى بشفافية الحلم، و األسطورية التي تغي

19

أيا سعاد: صحت « أيا غانية يلفها السواد: صحت

. أومأت لي أن افتح الباب، و أن أغوص في ظلمة البئر، و أن أطرد منه الجن و اللصوص

. فخلف أي باب . مضمخ بالطيب و الحناء من أبوابك الثالثة الثقيلة

! مرآتك الصقيلة يلتمع البئر آعينيك المخيفتين في في بابك األول تبني عشها يمامة مطوقة

خضيبة األرجل و المنقار . تأتي على هديلها غمامة مغرورقة تحمل دمعا أو دما، أيهما أختار ؟

. في بابك الثاني حصان جامح، مغسول آان هو البراق بالعرق الناضح، ال أعرف إن

أو فرس الريح التي يقطر منها دمي المراق . تلمه في راحتيها أمي البتول

في بابك الثالث أفعى غضة الإهاب عيونها النعاس في مدائن البخور و الضباب

لو ترشف هذا القدح المترع بالضباب: تهمس .)50(»اب لو تغفو طويال أيها الجو: تهمس

نالحظ أن رؤى القصيدة الشعرية المكثفة، ذات الدالالت البعيدة اإليحاء و الغامضة، حاولت أن تعتمد إطارا مرجعيا مؤسطرا، لكنه يحيل إلى واقع معاش، و قد يكون هذا اإلطار المرجعي، يحيل إلى حكايات ألف ليلة و ليلة، و لو قرأنا ألف ليلة و

البئر ـ « شفنا أن البنية الداللية للغة القصيدة تمتح من ألف ليلة و ليلة ليلة جيدا الآتو . »الغواص ـ الجن ـ اللصوص ـ األبواب ـ الحصان الجامح ـ األفعى ـ الجواب

يمكن القول إن استخدام األسطورة هنا بهذا القدر من التكثيف ال ينهل من ألف ليلة و خرى آأسطورة جلجامش و أنكيدو، و من بعض ليلة فحسب بل ينهل من أساطير أ

األساطير الدانمارآية و قد يكون هذا االستخدام تحويرا لمجموعة من األساطير، و إن الشاعر العربي « : خلق أسطورة خاصة ابتدعها الشاعر بناء على هذا التحوير

الحديث لم يعد يتصرف بقدر من الحرية مع مادة شعرية أو أسطورية سابقة على محاولته الشعرية و حسب، بل بات يصوغ هذه المادة صياغة حرة لدرجة أنه آان

.)51(»يبدل بعض معانيها أحيانا ـــــــــــــــ

20

المصادر والمراجع ــــــــــــــ

شاآر عبد الحميد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، الطبعة . ـ األسطورة والمعنى، ترجمة د) 1(

.م 1977ولى، األ لغة الحلم و األسطورة في شعر السبعينات":شاآر عبد الحميد، من مقال له بعنوان. د : عنـ) 2(

، ص 1991، ألف، مجلة البالغة المقارنة، الجامعة األمريكية، القاهرة، العدد الحادي عشر، " بمصر85 .

الطبعة األولى والثالثة، دار الطليعة، بيروت، العربيخليل أحمد خليل، مضمون األسطورة في الفكر. ـ د) 3( .75، ص م1986، 3م، طـ 1973، 1طـ

.86ـ نفسه ، ص ) 4(، الطبعة الثالثة، دار الحداثة، بيروت، محمد عبد المعين خان، األساطير و الخرافات عند العرب،.د/ ـ عن ) 5(

. 17 ص م،1981 ي سعيد األحمد، دار التربية، بغداد، و دار الجيل بيروت، طبعة سام. ـ ملحمة جلجامش، ترجمة د) 6(

.315 م، ص 1984 .ـ هذه رموز تاريخية و أسطورية وظفها الشاعر عبدالعزيز المقالح في أعماله الشعرية) 7( ة األولىجابر قميحة، التراث االنساني في شعر أمل دنقل، دار هجر للطباعة والنشر، القاهرة، الطبع. ـ د) 8(

.13 م، ص 1987 .228 م، ص 1983ـ أدونيس، زمن الشعر، دار العودة، بيروت، الطبعة الثالثة، ) 9( العدد األول، المجلد الثاني، اآتوبر الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة ، ـ عصام بهي، مجلة فصول،) 10(

.140 م، ص 1981 قضايا الشعر الحديث،: حوار أجراه معه جهاد فاضل في آتابهعبد العزيز المقالح، من. ـ د) 11(

.343 - 342 م، ص 1984 دارالشروق، بيروت، الطبعة األولى، م، 1992ـ أحمد عبد المعطي حجازي، أسئلة الشعر، منشورات الخزندار، جدة، الطبعة األولى، ) 12(

.238 ص . م1968-4-28ي، بيروت، تاريخ ـ ملحق جريدة النهار األسبوع) 13( .345العزيز المقالح، قضايا الشعر الحديث، م، س، ص عبد. ـ د) 14( ، السنة الثامنة205موريس أسعد، مجلة الكاتب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، العدد . ـ د) 15(

.28 م، ص 1978 عشرة، مايو .347س، ص عبدالعزيز المقالح، م، . ـ د) 16( ـ محمد عصمت حمدي، الكاتب العربي واألسطورة، المجلس األعلى لرعاية الفنون واآلداب والعلوم) 17(

.12 م، ص 1968 االجتماعية، القاهرة، الطبعة األولى، محمد لطفي اليوسفي، في بنية الشعر العربي المعاصر، دار سراس للنشر، تونس، الطبعة األولى،. ـ د) 18( .137م، ص 1985 .71 م، ص 1988ـ اعتدال عثمان، اضاءة النص، دار الحداثة، بيروت، الطبعة األولى، ) 19( .72ـ نفسه، ص ) 20( م،1978إلى أين؟، دار اآلفاق الجديدة، بيروت، الطبعة الثانية، ... غالي شكري، شعرنا الحديث . ـ د) 21(

.163 ص .142يوسفي، م، س، ص ـ محمد لطفي ال) 22( .22ـ م، س، ص ) 23(الطبعة الثانية، دار العودة، بيروت، أحمد آمال زآي، األساطير دراسة حضارية مقارنة، . د/ ـ النص عن ) 24(

.199، ص م1979 ،، الهيئة المصرية العامة للكتاب، السنة الحادية عشرة، العدد الثانيإبداعـ ابراهيم عباس ياسين، مجلة ) 25(

.101 - 100 م، ص 1993" فبراير .71ـ اعتدال عثمان، م، س، ص ) 26(

21

.144ـ محمد لطفي اليوسفي، م، س، ص ) 27( م، 1985ـ األعمال الشعرية الكاملة، دار العودة، بيروت، مكتبة مدبولي، القاهرة، الطبعة الثانية ) 28(

. .231-230 ص .34 م، ص 1968ورات دار نزار قباني، بيروت، الطبعة األولى، اآتوبر ـ تجربتي الشعرية، منش) 29( ، ولمزيد من االيضاح116ت، ص .ـ ضرورة الفن، ترجمة ميشال سليمان، دار الحقيقة، بيروت د) 30(

.122 إلى ص 116 يراجع فصل نزعة التعمية من المرجع نفسه من ص .122سة حضارية مقارنة ص أحمد آمال زآي، األساطير، درا. ـ د) 31( .11ضرورة الفن، م، س، ص / ـ عن ) 32( م، 1988الصبور، المجلد الثالث، حياتي في الشعر، دار العودة، بيروت، طبعة ـ ديوان صالح عبد) 33(

.184 - 183 ص .181 - 180ـ نفسه، ص ) 34( .111 م، ص 1957ـ مجلة شعر، العدد الثالث، بيروت، صيف ) 35( ، مجلة فصول، المجلد األول، العدد"الشاعر العربي المعاصر والتراث"عبد الوهاب البياتي، / ـ عن ) 36(

.22 م، ص 1981 الرابع، يوليو .126 م، ص 1959، خريف 12ـ مجلة شعر، بيروت، العدد ) 37( .126ـ م، س، ص ) 38( .11 م، ص 1986ة، بيروت، طبعة العزيز المقالح، دار العود ـ مقدمة ديوان عبد) 39( مملكة الشعراء، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، الطبعة: ـ من حوار أجراه نبيل فرج في آتابه) 40(

.34 م، ص 1988 األولى، .34ـ نفسه، ص ) 41( .34ـ نفسه، ص ) 42( .40 - 39 ص ـ من حوار أجراه نبيل فرج مع الشاعر بلند الحيدري، م، س،) 43( ـ عبدالرضا علي، األسطورة في شعر السياب، منشورات وزارة الثقافة والفنون، بغداد، الطبعة األولى) 44(

. 25 م، ص 1978 .139 ص م س،إلى أين ؟،... ـ شعرنا الحديث ) 45( رية، مجلة فصول، الهيئة المص،"على هامش األسطورة االغريقية في شعر السياب"ـ ) 46(

.37 م، ص 1983 العامة للكتاب، القاهرة، المجلد الثالث، العدد الرابع، يوليو، سبتمبر، ، الطبعة الثالثة، دار المعارف،ـ األسطورة في الشعر العربي الحديث،) 47(

.245 ص م،1992 القاهرة، م، 1977ب دمشق، الطبعة األولى ـ خلدون الشمعة، النقد والحرية، منشورات اتحاد الكتاب العر) 48(

.116 ص ترجمة حنا عبود، الطبعة األولى،ـ نورثروب فراي، نظرية األساطير في النقد األدبي،) 49(

.28 ص م1987 دار المعارف، حمص .32 م، ص 1969ـ ديوان نخلة اهللا، دار اآلداب، بيروت، طبعة ) 50( ، الطبعة األولى، )المغرب(ية العربية الحديثة، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء شربل داغر، الشعر. ـ د) 51(

.137 م، ص1988 ــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهت الهوامش والمراجع