الحب أقوىمن

الحب أقوىمن

تأليفذهني الدين صلاح

الحب من أقوىذهني الدين صلاح

٨٤٤٠ / ٢٠١٤ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٨١١ ٠ تدمك:

والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للناشر محفوظة الحقوق جميع

٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم المشهرة

وأفكاره المؤلف آراء عن مسئولة غير والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعبر وإنما

القاهرة ،١١٤٧١ نصر مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مصر جمهورية

+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:hindawi@hindawi.org الإلكتروني: البريد

http://www.hindawi.org الإلكتروني: الموقع

الوهاب. عبد سحر الغلاف: تصميم

هنداوي لمؤسسة محفوظة الغلاف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعللملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات الأخرى الحقوق جميع والثقافة. للتعليم

العامة.

Cover Artwork and Design Copyright © 2014 HindawiFoundation for Education and Culture.All other rights related to this work are in the public domain.

المحتويات

7 تمهيد11 الذكريات شارع17 ابتسامة ظل23 الحب من أقوى27 القرية على ضباب35 الأبطال انتهى حيث41 الثالث ل المغف49 الأجير57 تقهر لا حواء63 نبيل رجل69 دموع من بقية75 الكرمل على عيون81 قصير لحن87 بغبغان الأستاذ93 الصخور على سقطت

تمهيد

… العزيز قارئيالحق؟! كل الإنسان يقول أن الخير من هل السطور: هذه أكتب وأنا نفسي أسائل

يقوله؟ أن الخير من كان إذا الحق، هذا يقول أن يجب ولمنولا يغنيك لا حديث في للمقدمة المحددة الصفحات بضع أملأ أن أستطيع إننيالمواضيع عشرات وعن رها، تطو وعن الأدب، في مكانها وعن القصة، تاريخ عن يضيرنيهذه من تنتهي حين لحظات بعد تقرؤه سوف بما بعيد ولا قريب من تتصل لا التيقصة. لقراءة تهيئتك في شيئا ينفع لن الأدب في ومكانها القصة بتطور فعلمك السطور.يسيغ لن ولكنه موسيقار، أو لحن عن الحديث في يفيدك قد الموسيقى تاريخ في كتابا إن

المؤلفين. تاريخ بين كامل فصل موضوع مؤلفه كان ولو باردا نغما أذنك فيأمل أو نفع هناك كان إن — البارد والنغم السخيف اللحن سماع في ينفعك الذي إنفي سخفا يصور أنه مثلا تدرك كأن اللحن؛ هذا لسماع الصالحة التهيئة هو — النفع في

… معانيها من باردا معنى أو فيها، اضطرابا أو الحياة،لك. أكتبها أن أريد التي المقدمة مهمة هي وهذه

الصابرين، من كنت إن حين بعد ستقرأها والتي يديك، بين التي القصص فهذهطبع. وسماحة جلد إلى منك تحتاج كما وإعداد، تهيئة إلى مني تحتاج

أصحاب رضيعنها وثالثة قراء، رضيعنها وأخرى عنها، أنا رضيت قصصا فيها إنالجميع. عنها رضي واحدة قصة فيها ليس ولكن … ومجلات صحف

ثم إطرائها، في وأطنب الأصدقاء أحد عليها عانقني مثلا الحب» من «أقوى قصةفترة بعد زوجته إلى عاد القصة بطل الزوج أن هو فيها، أعجبه ما كل أن حين بعد تبينتعاشت حينا هجرها قد زوجها كان شقيقة الفاضل المعجب ولحضرة العاطفة، شرود من

الحب من أقوى

بجيبه، تتصل شخصية ظروف كلها المسألة إن أي أيام؛ منذ عاد ثم أخيها على عبئا فيهالفني! وذوقه الأدبي بتفكيره لا

غيرها. من أمهر غانية حبائل في وقع شاب قصة وهي الثالث»، «المغفل وقصةالأسباب؛ عن أحدثك لأن بحاجة ولست به، بأس لا القراء من عددا أعجبت القصة هذه

أيضا. أنت ستروقك أنها الظن وأغلب قراءتها، بعد فستعرفهاجرح مجروح! مهذب شاب إلا عنها الرضا في يشاركني لم الذكريات» «شارع وقصةفي ذكرياتي سارت كما ذكرياته، فيه تسير الأخدود بقي ثم الجرح، والتأم يوم ذات قلبه

القديم. الشارعتدخل لا شخصي، عامل دائما الإعجاب دافع أن لوجدت أحدثك أن شئت لو وهكذاالناقد رأي تقرر إنما العوامل هذه المناهج. ومراعاة القوانين، ومطابقة الفن، عوامل فيهينقص فهل الأحيان، أغلب في ذاتي رأي — ترى كما — أيضا القارئ رأي وإن القارئ، لا

قيمته؟ من ذلكوالأحاسيس. الخاصة الظروف ذوي الناس مجموعة فالإنسانية لا؛ أن الظن أغلبالآخر ويحس الحزن، أحدنا فيحس مختلفة؛ فترات في فرد كل به يحس الواحد والإحساسفقد نحس فكلنا بها؛ مروره ترتيب في مختلفة فرد، لكل واحدة الحياة ومشاعر الفرح.هذه من الندم. ووقر الغيرة، ولهيب الغدر، وشقاء الوصال، ونعيم ، الحب ولوعة الأصدقاء،الإنساني النطاق إلى الكاتب يسمو وإنما مشاعرنا، مقومات ن تتكو غيرها ومن الأحاسيسعلى القروية حزن إن الذاتية. نزعة من قلمه تجرد وقد المشاعر، هذه يمس حين تعبيره فيحزن، ضخم برنامج فشل على الداهية السياسي وحزن حزن، تكسرت التي اللبن جرةفقد إنسانية، عاطفة الحزن ريشته فأخرجت البشرية النفس أعماق إلى الكاتب وصل وإذابشرية نفس كل وإلى سواء، حد على اللبن وبائعة السياسي نفس إلى — بقلمه — وصليكون أن الكاتب يعيب وإنما شمالها، أقصى إلى الأرض جنوب أقصى من الحزن ت أحس

مصورا. لا مقررامصري حزن فيها الحزن تقريرية؛ قصة أنها هو الآن إلى المصرية القصة وعيبمدموغة فيها والعواطف محلي، فرح فيها والفرح والمناخ، والظروف بالإقليم محدودفيسر الطريف، الجديد عن الباحثين يفيد الأدب من لون وهذا والأقاليم. المدن بأسماءالجمل، يرى أن يسره كما بالضبط المصرية، المحلية القصة يقرأ أن مثلا الأمريكي القارئ

البدو. قوافل ويرى الهول، أبي على ويتفرج

8

تمهيد

فهناك عنده؛ تقف لا لكنها قطر، لكل أدبية حياة كل به تمر الأدب من اللون وهذاالأدب هو آخر أدب هناك ولكن … الفرنسي والأدب الإنجليزي والأدب الأمريكي الأدبوالمقالة والمسرحية والشعر القصة فروعه من متمدين، شعب كل فيه يساهم أدب العالمي؛

مستواه. إلى نصل أن أطمع والذي إليه، أشير الذي الإنساني الأدب إنه …الكتاب؟ ومقدمة كله هذا شأن ما

هذا عن ترضى لكي الإقناع بعض إلى حاجة في القارئ فأنت شأن؛ أي شأنا له إنالكتاب.

منك وأطلب العذر لها فألتمس بداية ليست القصص هذه أن لك أقرر أن أريد أولا:أستطيع ولا الفن، في آية إنها لك فأقول إليه أصل ما نهاية وليست عليها، الحكم في ق الترفالجائر التقليد هذا عن شيئا أدري ولا … بشاعر ولست قصة كاتب لأنني ذلك أقول أنوملكيته المعاني على بسلطانه ويفخر نفسه، د ويمج بشعره يشيد أن للشاعر يبيح الذيعن شيئا أدري لا مهجور. طريق في مرصوفا حصى شعره كان ولو … والجواهر للدرراستحياء في القارئ إلى فأتقدم اصين القص مرتبة إلى وأنزل أحترمه ولكنني التقليد، هذاليونة في ليست الطريق، منتصف في قصص هذه لأقول إليه أتقدم الشعراء، به يوصف لاالأمر في ما كل … بها أفخر ولا منها، أبرأ لا المتمكن، الجذع صلابة في ولا الناشئ، الغصنمنها ترضيك وحين قراءتها، عند صبرك عن يقل لا صبر في أحتملها تبعتها، أحتمل أنيانحصار ولكنه العالمي، النطاق إلى سموي ليس إنه السبب، أعرف فأنا أزهو؛ لن واحدةأمر من عرفت لأني فسأبتسم؛ قصتان أعجبتك وإذا الضيق، المحلي النطاق في أنت ذهنكعما تبحث البال فارغ أنك واحدة لحظة أشك فلن ذلك، عن زدت وإذا ناحيتين، حياتك

فراغك. ويملأ يشغلكمزية وتلك في، رأيك تبدي أن قبل فيك رأيي فأبديت — القارئ أيها — سبقتك لقدقصة على تخلع أن وإياك بالسخف، قصة ترمي أن إياك كان. مهما رأيك تجرح سوفقبل لنفسك ظالما تكون إذن إنك تتمه؛ أن قبل كله الكتاب تترك أن وإياك الإعجاب، ثوبالغلاف على تجدها لم إن الأخيرة الصفحات قبيل نفسك سترى أنك أدراك فما تظلمني، أن

الغلاف! بعد ما أوظ تحف مع قصصي، في أنا رأيي هذا وتفصيلها، مجموعها في بها بأس لا قصص هذهالقصة عن الأمر أول لك سقته ما ذاكر وأنت تقرأها أن على بها بأس لا إليك: أسوقه واحدأسمو أن في ت قصر ما أني لك وأؤكد محلية، إنسانية فيها محلية، قصص هذه المصرية.

9

الحب من أقوى

بعض بمشاعر أحيانا وأحسست القصص، بعض في إليه سعيت بل العالمي، النطاق إلىقد أني إلي خيل قد حتى التصوير، تعدو مهمتي تكن ولم أحسسته فيها، رسمتهم منأنهم لو كما بعضهم بحزن أحسست صادقة، إنسانية مشاعر فيهم أبث أن إلى وصلت

مكان. أي وفي مكان، أي من بشر غير، لا بشرمني. خيرا أنت ولست الطريق، منتصف في — لك قلت كما — فأنا ذلك ومع

١٩٤٨ مايوذهني صلاح

10

الذكريات شارع

… يذكر يزال لا إنهعليه ألقى حين مرة، لآخر الشارع هذا أرض قدماه وطأت منذ مرت عاما عشرونأن على صمم وقد بل الأبد، إلى يراه لا أن على صمم وقد فيه، ما كل عا مود هائلة نظرة

السعيد. صباه فيه عاش بل يوم، ذات فيه سكن أنه ينسىشيء، كل جسده في فأجهدت طويلة، مسافات الحياة فيها مشت كاملة، عاما عشرونوفوق مفرقيه عند تبلورت قد العرق قطرات وكأنها بدت البيضاء رأسه شعرات حتىالسنين. بعبء مثقلة تخطو فغدت السير، من تعبت وكأنما بدت أقدامه وحتى جبينه،

الأعوام! غدرات من لله ياكرت وكم الكرة! خلف البصر لمح في الشارع هذا قطعت كم نفسها الأقدام هذه

ضنى! ولا جهدا ت أحس فما فيه وفرتواحدة لحظة تطيق فلا الشارع، هذا أرض تحب كانت كم نفسها الأقدام هذه أجل،أمه، لقول مصغية ولا عابئة غير تهبط الحبيب! الشارع إلى تهبط حتى المنزل في تقضيهاشوية تستريح مش الشارع؟ على بتاكلك رجلك انت قائلة: الباسم بغضبها تشيعه وهي

ابني؟ ياراحته وإن الشارع، هذا يحب إنه مرة لها يقل فلم الحب؛ كلمة يفقه ذاك إذ يكن لم

رفاقه. مع أرضه على للريح ساقيه يطلق أن في الكبرىوإعياء، تثاقل في عاما عشرين بعد الليل سكون في تدب التي هي نفسها الأقدام هذه

أشواك. على تخطو كأنماامتشقت وقد عادت واحدة. دفعة إليه عادت وقد الذكريات، عباب يخوض ومشىالشارع اكتساها التي والعمائر الدور فتمحو وشمالا، يمينا بها تهوم جعلت سحرية عصا

الحب من أقوى

ذات المتلاصقة بدوره فيه، عاش الذي القديم الشارع محلها ليحل الطويلة؛ غيبته خلالاستحياء. على تتعانق طيور كأنها المتقابلة المشربيات

ذكرى إن حياته، في مرة لأول الشارع، في يخطو ذا هو وها شيء، كل تغير لقدحواليه كان ما يذكر لكنه طفلا، نفسه يتخيل يكاد لا إنه غامضة، تبدو الأول وعيه يومإذ الفسيح لعبه ميدان إلى يهبط حين تحرسه كانت التي النوبية الخادمة يذكر جيدا،بينهم من يتبين ويكاد الأطفال، من اللهو ذلك رفاق ويذكر — الدار عتبة وهو — ذاكمن كاملة، أعوام عشرة ذلك بعد به ارتبط الذي الوجه «سناء»؛ وجه الصغير، الوجه ذلكاليوم ذلك إلى … طفلين هما ضم الذي المشترك المعهد إلى الدار عتبة إلى اللاهية الطفولةفي هي نفسه، المعهد ذلك جدران بينهما وفرقت فتاة، هي وأصبحت صبيا فيه صار الذي

البنين. قسم في وهو البنات، قسمله يخطر كان ذاك؛ إذ الساذج تفكيره خالطت التي الغريبة الخواطر ليذكر إنه«خلف ليجري الفسح؛ أوقات في القسمين بين يفصل الذي الحائط ذلك يتسلق أن أحيانا

خلفه. تجري أو سناء»كان لقد الجدران! خلف الصغيرات الفتيات تصايح يسمع أن ويؤلمه يمضه كان كم

غيره. مع «سناء» تلهو أن نظره في بينا ظلمامعها. ويكبر الأيام وتكبر

لكي تتهيأ البيت في «سناء» وتمكث المدرسة، إلى يذهب هو ويظل «سناء»، وتكبرفاحتجزها والكتابة، القراءة من أكثر البنت تتعلم أن يرى لا أبوها كان دار. ربة تكونيلقاها كان مدرسته، من مآبه عند يوم كل يراها كان لكنه الابتدائية. دراستها ت تم حيناجتمعت كلما بحديثه ذلك بعد يلقاها وكان عودته، ب تترق كأنما الشرفة، عند بعينيهتستمع التي وحدها وكانت حدث، ما كل عليها يقص كان تتحدثان، المساء في الأسرتانهما فقط عيناها وكانت ، يقص وحدها لها وكان الحجرة، في تجلس نفوس خمس بين

يعنيه. شيء كل و«سناء» هو حياته في وكان إليهما، ينظر اللتانبصدر عفوا يده اصطدمت فقد غريب؛ إحساس إثر التفكير في يوم ذات عقله ويأخذالإحساس فأحس ثانية، مرة يدها يده لمست وقد كنهه، يدري لا شيئا فأحس «سناء»،يتلاصقا، أن رأساهما أوشك وقد مجلة، يتصفحان جلسا … ثالثة مرة ثم نفسه، الغامضوأخذت يفكر، عقله وأخذ الإحساس. ذلك فتبعث دافئة، وجهه نحو تميل بأنفاسها فأحسفي أيضا ساهموا قد الناس وكان يفهم، أن على عاونته قد الطبيعة وكانت تنمو، حواسه

12

الذكريات شارع

أغاني وسمع ، حب أقاصيص وقرأ نساء، أحبوا رجال أقاصيص أذنيه إلى وترامت ذلك،… والمرأة الرجل حول تدور

طفلا، يعد لم أنه أدرك وقد المنزل إلى عاد حين أيضا، اليوم هذا يذكر يزال لا إنهحاول وعبثا المرتعش، صوته يملك أن اليوم ذلك في حاول عبثا طفلة، «سناء» تعد ولمالملتهبة نظراتهما عن عينيه يرد أن حاول عبثا بل الغريرة، الساذجة نظراته يستعيد أن

عينيها. غير «سناء» في ترى بدأت التيحديثه ومال قبل، من يحس لم كما بها وأحس قصد، عن اليوم ذلك في يدها ولمسلها وقال وتدريها، يدريها أنه أحس مبهمة كلمات ألفاظه تحت وحمل الدنيا، شئون عن

… طفلة تعد ولم طفلا يعد لم إنه ألفاظ دونحدث طالما يستعيدها. أن وحاول مجلة منه اختطفت فقد سريعا؛ أمرهما وتطورحجرة إلى جرت المرة هذه في شيئا. يثير أن دون الأسرة أمام يحدث كان لكنه قبل، من ذلكلا شيئا يفعلان أنهما وأدركا شفاههما، وتلامست وجهاهما فالتقى ذراعها ولوى أخرى،يحدث أن إلى حاجة وفي الشيء، هذا إلى دائمة بحاجة أنهما وأدركا الأسرة، تراه أن يجوز

الأنظار. عن بعيداالقلبان هذان اجتمع بل أيضا، قلباهما والتقى كثيرا، ذلك بعد وجهاهما والتقىويوجهانه. التفكير هذا يصبغان تفكيره، حافة على وقفا بل طويلا، حينا هو قلبه في«سناء»، فراق وإنما العلم، ي تلق من قبلا يعنيه كان ما يعني لا المدرسة إلى ذهابه أصبح

الفراق. ساعات نهاية وإنما الدراسة، انتهاء تعني لا منها أوبته وأصبحتشيئا؟ الأسرة تدري كانت هل

يدريه. يكن لم ما ذلك بينهما؟ ما أمها تعلم هلأمام رقبته رباط يحكم وقف حين الرهيب، اليوم ذلك يذكر يزال لا فإنه هو ه أم ا أمهادئا الحنون صوتها وارتفع أمامه، الحبيب وجهها بدا وقد خلفه هي ووقفت المرآة،

ابني؟ يا حاجة «سناء» وبين بينك انت خطر: أخدود في يسير كأنما رقيقاالطريق. في وقف قلبه لكن يكذب، أن عقله وأراد

ماما؟ يا ليه رأسه: يدير وهو وقالشاب! وانت بنت! وهي بعض، مع كتير بتقعدوا انكم شايفة أنا –

الكلمات وانسابت الطريق، وأفسح بعيدا عقله واختفى المرة، هذه قلبه زمام يملك ولمشفتيه. على

13

الحب من أقوى

إلى حبهما يمضي أن يريد وإنه «سناء»، يحب إنه لها قال اليوم؟ ذلك لأمه قال ماذاالزواج. إلى نهايته،

و… هو يعرفه كما ذلك تعرف وأنتفقط الآن يدرك إنه متخاذل. أسى في إليه ينهى أمه صوت إلا ذلك بعد يذكر ولاوغلفه صوتها غمر الذي الحزن هذا سر يدرك وقلبه، وآماله، ابنها أحلام في أمه فجيعة

مخنوقا. يبدو كاد حتىعاما، عشر سبعة وأنت عاما، عشر تسعة الآن سنها بسنتين! منك أكبر «سناء» –

أولاد! ولها زوجة هي تكون أعوام ثلاثة بعد دراستك تتم وعندمانهاية في مشئوم يوم إلى تال، عام إلى يقفز عقله إن الذكريات. ذلك بعد تطاوعه ولارعت التي النوبية الخادمة فيه وتجري الشارع، في الزغاريد تدوي يوم مارس، شهرقرءوا «سناء» ستي قصد: غير من فرحة تصيح وهي آماله بشباب لتعصف طفولته

دكتور! واحد على فاتحتها!القدر، صدمات ى يتلق ساكنا وقف الذكريات. عالم في أشباح كأنها الأحداث وتتابعتالتي الثلاثة الأعوام وكانت وهواه، إرادته يكبلان وبينه بينها يفصلان اللذين العامين كأنوكان تفكيره، وتشل لسانه تلجم نفسه شئون يملك الذي الرجل حياة وبين بينه تفصلمصيرها، تقرير حق فتاة تملك لكي الحياة تقطعها بدأت عاما، عشرون كله ذلك خلفالليل، منتصف بعد عميقة طويلة قبلة في تلامست مرة، لآخر الليلة تلك شفاههما وتلامسترحلة في قطارا تركب أن توشك وهي قبلها ساخر، حلم في وإنما اليقظة، في ذلك يكن لملم دافئتين فوجدهما شفتيه وتحسس مفزوعا، النوم من وصحا آخر! عالم نحو طويلة،خصلات تغطيه زالت ما كأنه ساخنا فوجده رأسه وتحسس القبلة، حرارة بعد تغادرهما

الناعم. شعرهاحين المروعة، الحقيقة له تبينت حين عام، بعد اليوم ذلك أيضا يذكر يزال لا إنهتعلقت وقد ساهرا، فيه يبيت كامل بعام صدره نام حين «سناء»، يحب زال ما أنه أدركالذي الآخر الرجل مع العسل شهر بليالي تنعم «سناء» كانت تماما فوقه بالسقف، عيناه

وأعصاب! ودموع، سهر، من هو دفع ما يدفع أن دون يملكهاالدار؟ هذه في يبقينا الذي ما بالدموع: عيناه اغرورقت وقد يوم ذات بأبيه وصاحبأكمله. الحي هذا وسنغادر أخرى، دار عن سنبحث أسى: في يبسم وهو أبوه وقال

أيام. بعد الحي الأسرة وغادرت

14

الذكريات شارع

الخارج إلى وسافر كليته من فتخرج الطويل، حياته طريق تطوي السنون ودارتوأمه. أباه وفقد أولادا، وأنجب ج وتزو الريف، إلى وعاد

الهناء. لحظات فيهما تعثرت طالما فؤاده، صفحة في عميقين أخدودين الحياة خطتتغير لقد الذكريات. عباب يخوض أنه فأحس القديم، الشارع من مر فقط وبالأمسيعيد أن استطاع قد ذلك مع خياله لكن يعرفه! لا آخر شيئا غدا لقد شيء؛ كل الشارع فيبمشربياتها القديمة الدور يرى أن استطاع فيه، ما بكل القديم الشارع يعيد الماضي،الشارع، ويملأ رويدا، رويدا يكبر «سناء»، شبح يرى أن واستطاع المتعانقة، المتقابلة

عاما! عشرين منذ تقضى نعيما خلفه ويطوي

15

ابتسامة ظل

عجوز أقدام عجلاته وكأنما بطء، في يتهادى فراح الرحلة، طول من القطار تعب لكأنماالسير. يئودها

يا الشرف مزيد على حصلنا ردائه: أطراف يستجمع وهو بجواره الجالس وصاح«بنها». في هنا نازلين احنا أستاذ!

من عملهم. مقر إلى الذاهبين الموظفين جيش — النازل الجيش يحيي واقفا وهبالتي دقيقة الأربعين خلال في سبعة هو، إلا يبق ولم سبعة نزل فيه جلس الذي الصالون

طويلة. سنين من يعرفهم وكأنه أصدقاء، صاروا القطار فيها جمعهمالقطار، ركاب كل نزل لكأنما كالجيش، فعلا فوجدهم المحطة فناء من ببصره وأطل

به. ولد الذي البلد «بنها»؛ في ينزل لم الذي الوحيد الراكب كان ربما أنه له خطرالخروج عن توقفوا الذين السبعة أصدقاءه تحيي يده وتحركت ثانيا، القطار وتحركفي عيناه وجالت حوله، ما يتأمل بدأ حتى يسيرون كادوا وما بأيديهم، له ولوحوا لحظة،مكان أي وفي المدينة، هذه في ولد أين ترى خواطره، وجالت والطرقات، المباني واجهات

منها؟موظفا كان أباه أن جيدا يعرف فهو الراقي؛ الحي ذلك في ولد قد يكون أن محال… الخواطر تلاحق فكره واستدرك المتواضع، بمرتبه العيش على احتال طالما بسيطا،أحياء من حي يعيشها لا مدة عاما، ثلاثون الآن عمره أن وتذكر الاستحالة، هذه فاستبعدكان الذي الحي هو الراقي الحي هذا ولعل الهوان، أو العزة من واحد حال على مصرفي أنه وأحس والعمال، الموظفين صغار من الأحياء أنصاف عشرات مع أبوه فيه يعيشعلى القدر تشكر أن — طيبتها لفرط — حاولت كلما أمه تفعل كانت كما يفعل لأن شوق

النعمة. فتات من به لهم سمح ما

الحب من أقوى

ولثم يده رفع ذلك؛ فعل ولعله لبطن، ظهرا وتقبلها فمها إلى يدها ترفع كانتذرة لتمسح عينه إلى وارتفعت فمه، حافة على يده فوقفت ظهرها، ليلثم وأدارها راحتهاينساب ومضى المدينة، أحياء القطار وترك الخواطر، وطافت بأجفانه، تعلقت غبار منحين وتذكر الماضي، عمره وادي في تنساب بدورها خواطره وجعلت الأخضر، الوادي فيالرءوم، الطيبة أمه فقد يوم عمره، من أليم يوم عند اصطدمت وقد بخواطره، أمسكزمن منذ قرأه ما تذكر لحظات. سيره في فتعطل بجاموسة بدوره القطار ارتطم وحينوتنتهي بالميلاد تبدأ قطار رحلة الحياة أن ومن الصبا، فورة في به يعجب كان لكاتبمن تقفز خواطره وبدأت سيره، يعاود القطار وبدأ العدم. مدينتي بين رحلة بالموت،السائر القطار رحلة الرحلتين؛ بين المقارنة له ولذت مشرقة، ذكريات إلى الأليمة الذكرىمن يقطع اليوم لعله اليوم. إلى ولد أن منذ هو حياته ورحلة الإسكندرية، إلى مصر منعقبات من بالقطار يمر كم ترى ودمنهور، طنطا بين القطار يقطعه سوف ما عمرهوهو حين، بعد شفتاه وتمتمت صدمات؟! من هو به يمر كم وترى الجاموسة؟! كتلك

غريبة! الصالون: في حوله ما إلى ببصره ويعود متعجبا، الخواطر يودععيناه! وتوقفتلسانه! وتوقف

الخواطر! وتوقفتيحرك أن استطاع إذا حتى والجريان، الحياة إلى شيء كل يعود أن قبل فترة ومرت

غريبة! اللفظ: بنفس فقط سريرته في يتمتم نفسه وجد لسانه،المقعد في كان فيه! الوحيد الراكب هو يكن لم م، توه كما خاليا الصالون يكن لموكيف الصالون، إلى دخلت متى يدري لا امرأة، هو آخر، إنسان اليمين أقصى في المقابل

يراها! أن دون الطويلة الفترة تلك مرت وكيف بها، يحس لمفمه؟ إلى يده يرفع وهو رأته هل لحظات، منذ فعل ما يذكر وأخذ الارتباك، وعراهولكنه ذلك؟ غير شيئا فعل هل خواطره؟ بها يصاحب بأغنية لاهيا يتمتم وهو سمعته هل

جواب. إلى يهتد لمجميلة! امرأة إنها أمامه؛ الماثل الوجه على حذر في ألقاها التي الثانية النظرة وراعتهوشفتاها، صافية، بروح عيناها وتنطق دقيق، ذوق عن ثيابها تفصح أقصىحد! إلى جميلة

هادئة. ابتسامة مجرد بل خفيفة، ضحكة عن تفتران إنهما للعجب! يا

18

ابتسامة ظل

وراء شيئا يستشف أن وحاول مجلة، بتصفح انشغالها على معتمدا التحديق وأطالوراح معه التي بالصحيفة فأمسك التحديق، أطال أنه وأحس بطائل. يفز فلم الوجه هذاواحدة دقيقة يصرف حين نفسه يخادع أنه وأدرك شيئا، يقرأ أن دون صفحاتها يقلبوجها نفسه ووجد و… رأسه ورفع عنف، في المجلة فطوى الوجه؛ هذا إلى النظر غير فيالعينين هاتين إلا شيئا يرى فلا إليه، المصوبتين عينيها في التحديق يطيل أمامها، لوجهالفتاة، عليه تأخذه ما يفعل لم أنه إلى يطمئن أن المرة هذه في واستطاع الابتسامة، وتلكب ترح لعلها بل نظراته، من بالضيق تشعر لا أنها إلى يطمئن أن ذلك من أكثر واستطاع

الحديث. عن تصدف لن ولعلها النظرات، بهذهيستطيع لا كيف لنفسه فعجب شيئا، يقل لم لكنه بشجاعة، فمه في لسانه وحرك

للحديث! موضوع ألف ويجد بطلاقة، يتحدث دقائق منذ كان وقد الكلام،رجال؟ إلى يتحدث كان لأنه ذلك كان هل

أن يعرف إنه … تحب حديث أي يعرف لا امرأة، مع يبدأ كيف الحديث في وفكرالأزياء، يكون قد المحبب حديثها إن المرأة؟! لكن السياسة، لحديث يميلون جميعا الرجالأطرافشجاعته، استجمع لكنه بالمرة. الحديث في راغبة تكون لا وقد … السينما يكون وقد

«بنها»؟ من حضرتك «بنها»؟ من السؤال: بهذا عقله له وأوحىتفجعه لا كي عينيه يغمض أن وأوشك الرهيبة، اللحظة انتظار في أنفاسه وكتم

الازدراء. تحمل قد التي الغاضبة نظراتهاموسيقى كأنه العذب صوتها أذنيه إلى ترامى ما وسرعان يكن، لم ذلك من شيئا لكن

«الإسكندرية». من لأ، الجواب: يحمل خفيفةأظن؟ ما على زيارة في «بنها»؟ في تضيع: لا حتى الفرصة على وتهافت

أبي. عند –ماذا؟ ثم

أبوك يكون كيف لها يقول أن يستطيع لا إنه التالي، السؤال يسأل أن يستطيع لا إنهعنه ترضى لا تدخلا يعتبر هذا جوابها بعد سؤال أي إن الإسكندرية؛ في وأنت بنها فيأي ثمن، بأي يتكلم أن عليه إن هكذا؟ تضيع الفرصة أيترك بعد. تتم لم معرفة خلال

«بنها»! في ولدت لقد وعي: دون وقال كلام،أمر من يعنيها الذي فما قال؛ ما بسخف أحس حتى النطق من يفرغ فمه يكد ولممن قال ما يقل لم لو وتمنى الندم، وتملكه غيرها؟ إنسان أي يعني الذي وما ميلاده؟

عه! بتسر أضاعها قد هو وها الفرصة، يده من تفلت أن يخشى كان لقد سخف،

19

الحب من أقوى

في ولدت أيضا أنا قائلة: أذنيه في يرن صوتها النادم تفكيره عليه قطع ما وسرعان«بنها»!

عظيم! شرف هذا خالص! عظيمة حاجة يقول: أنه يدر ولم الفرح وتملكه«بنها»؟ في تقيم لا لكنك –

في الصعيد، في أقيم إنني عنها. شيئا أعرف لا أعني ولدت، منذ أرها لم إني أنا؟ –مهندسا. أعمل حيث «قنا»،

بإسهاب حياته تاريخ مضىيسرد للحديث. داع يدعو أن دون شيء كل ومضىيقصالوجه من بنظرة تزود الحديث أجهده كلما أنه إلا حوله عما شيئا يدر ولم وتفصيل،

قصته. إلى وعاد الباسمغراب نعيب كأنه الصفير هذا له بدا القطار. صفير أذنيه صدم حين فجأة وسكتبلا «طنطا» إنها بالذات؛ المحطة هذه في وينزل القطار يقف سوف نعمة. بزوال يؤذن

شك.لأدائه انتدب الذي الثقيل عمله ويكون «طنطا»، تكون أن أو تكون، ألا تمنى لكم

بالإسكندرية.«طنطا»، في سينزل إنه الآن لها يقل لم إنه حل؛ عن يبحث هو وأسرع الزمن، وأسرعسيراها هل يسألها: أن يريد آخر؛ شيئا يقول أن يريد بأنه يعنى ما قدر بذلك يعنى لا إنهنفسه عن الحديث فمضىفي ذلك كل عليه فات كيف اسمها؟ ما سيراها؟ ومتى لا، أم ثانيا

شيئا؟! عنها يعرف أن دونوصلنا! اننا يظهر المفاجئ: سكوته يبرر وقال نفسه فتمالك سيره، من القطار وهدأ

«طنطا»؟ –… لكن هنا، نازل فأنا أجل، –

الكلمات. عن يبحث برهة وسكتالزمن لعل لكن تطول، أن أتمنى كنت سعيدة، فرصة كانت لقد تردد: بعد قال ثم

أبدا؟ الإسكندرية تغادرين ألا ثانية، مرة برؤيتك يسعدنيفي «القاهرة» إلى نذهب وأحيانا أعود، ثم أبي، لزيارة «بنها» إلى باسمة: وقالت

العطلة.أننا واثق لكني حيلتي! ما لكن لقاؤنا، يطول أن أتمنى كنت يدري: أن دون وكرر

نلتقي. سوف

20

ابتسامة ظل

هل وداعهما؟ كيفيكون آخر، فيشيء يفكر عقله وكان سيره، من هدأ قد القطار كانفيصافحها؟ سيجرؤ أم يعرفها؟ لا امرأة كل مع رجل كل يفعل كما برأسه لها سيومئإحساسه؟ سيكون ماذا ترى اليد، هذه يلمس لأن شديدا شوقا يحس ذلك، يتمنى إنهلا يملك، لا لكنه حار، لوداع مكان أنسب إنها الباسمة، الشفاه هذه خبيث، خاطر وداعبه

اليد. مصافحة حتى يملكوشيعته تصافحه، هدوء في يدها ومدت مسلما، يده فمد القطار وقف حين وتجرأ

المشرق. وجهها في رأى ما أول رآها التي الابتسامة بنفسوحدها. بها القطار ومضى

العمل، ليشاركه ندب الذي الآخر المهندس زميله إلى يتحدث اليوم ذلك ظهر عند جلسرجلين. كل موضوع حول يدور حديثهما كان

سا تحم نا أشد وكنت الكلية في كنا إذ أتذكر … الآن إلى تتزوج لا أن حرام زميله: قالللزواج؟

متحمسا. زلت وما أجل، –الآن؟ إلى تتزوج لم فلم –

الزوجة؟ في ضرورية أنها أردد كنت التي الشروط أتذكر –أذكر. –

لهذا أرتاح أنني وجهها أرى حين أحس التي الزوجة أنتظر أنتظره، الذي فهذا –ويسكب النفس في الراحة يبعث الذي الوجه … مريح ولكنه جميلا، يكون لا قد الوجه.تبعث بل ، تضر لا خمر إلى والفراش الطعام قبل ليحتاج الرجل إن أعصابي. في التشجيع

وشفتيها. امرأة عيني غير يسكبها لا الخمر هذه … الحياة نفسه فيلعلك تزوجت، حين وأحسسته أنا، ذلك عرفت لقد حق، على إنك وقال: زميله وضحكمثلي، ق توف أن لأرجو إني عامين. منذ زوج الآن وأنني ضالتي، على حصلت أنني تعرف لا

ا؟ جاد تبحث لا لماذا لي: قل لكنأبحث؟ لا إنني لك قال ومن –

اليوم؟ إلى ق توف ألم –لن أنني أحسب وجهها، وجدت شيئا، وجدت قد اليوم أظنني اليوم! كالحالم: وقال

… لكن سواه، أجد

21

الحب من أقوى

ماذا؟ لكن –شيئا! عنها أعرف لا –

أهلها؟ أين ولا هي من تعرف ألا كيف؟! –أبدا. –أين؟ –

القطار. في –في يحدق وهو قال ثم أخيرا، الصمت وسادهما الضحك، في وأغرق زميله، وقهقهعميقا إحساسا أحس ذلك مع لكنني اليوم، إلا أرها ولم ا، حق أعرفها لا إنني الحجرة:يوم. ذات سنلتقي أننا أحس ذلك، من أكثر أحس بل عنها، أبحث التي تلك هي هي؛ بأنهاغير في يتحدث فاندفع ألما؛ يعاني أنه زميله وأحس أخرى، مرة الصمت وعاودهمابالقطار مقعده على جالسا كان آخر؛ عالم في غارقا ذلك خلال هو كان واحد. موضوعالدوام، على الباسمة والشفاه الحالمتين، العينين إلا يرى ولا أمامه، الماثل الوجه يتأمل

الصورة؟ هذه في رأيك ما قائلا: كتفه يهز صديقه على وأفاقيميل زميله وجه طالعه عناية، غير في ينظر وراح مضض، على بالصورة وأمسكيرى وهو هزة من عراه ما جهده أخفى يتأملها، جعل امرأة امرأة، رأس، على حنان في

الباسم. وفمها وعينيها، وجهها،يفيق. أن قبل لحظات ومرت

الآن نسكن إننا يقول: زميله كلمات دبيب أذنه وأحست حوله ما عيناه وعت وعندمافي عش جميل، عش عن أبحث لكنني المساكن، أزمة طبعا تعرف أنت مؤقتا، أمها عند

والراحة. الهدوء تحب مثلي فهي الرمل؛ نهاية عند بعيدة ضاحية

زوجته، ومعه القاهرة في زميله قابل حين عام، بعد آخر ويوما اليوم، ذلك يذكر يزال لا إنهالتي النظرة وتلك زوجتي، قائلا: يردف ثم مجردا، باسمها يقدمها وزميله تصافحا حينيزال لا إنه الابتسامة! ونفس العينين نفس مرة؛ أول رآه ما فرأى وجهها إلى اختلسها

الابتسامة! هذه ظل في اليوم إلى يعيش

22

الحب أقوىمن

أقول؟ ما تصدق ألا –شك بلا إنه الآن! قلت ما تقول — مصطفى صديق وأنت — أنك أيضا أصدق ولا –

خيالك. في تربع قد الكاذب وهمكالحقيقة؛ هو هذا أن إلى أنبهك أن فقط أحب حدث. ما إليك إذن كاذب؟! وهم –

رأيتها. حين صدقتها ولكنني سمعتها، حين أصدقها لم التي الحقيقةخمود، بعد فجأة شب الذي الجارف الغرام ذلك مصطفى؛ غرام نبأ ل يفص ومضىوأبا لحسناء، زوجا مصطفى أصبح وحين أعوام! عشرة بعد موات، بعد الحياة إلى وعادذلك سطور حياته من الأيام يد مسحت كأنما وبدا عيشه استقر حين أطفال، لأربعة

القديم. الغرامفغالط مرة، من أكثر يتنزهان معا رآهما لقد بعينيه. رآها التي الحقائق ومضىيسرديتأكد أن وأراد ذلك، بعد مصطفى قابل ثم بينهما، جمعت قد الصدفة أنها وزعم نفسهالاعتراف، أو للإنكار مستعد غير أنه عليه وبدا إجابته، في راوغ مصطفى ولكن تخيله، مماكانوا الذين أقاربه ومن مصطفى، يعرفون من أفواه من كاملة القصة ذلك بعد سمع ثم

… الجميل الزوجية بعش تودي قد لكارثة نذيرا الحب هذا عودة في يرونعلى بعده يقو لم الإعياء من ا حد بلغ قد وكان نفسه، مصطفى من أخيرا سمعها ثم

هواه. قصة له يروي فراح الكتمان؛فتطرق وحيدين، يوم ذات الظروف جمعتهما وكيف أعوام، عشرة بعد رآها كيفعلى فيعفي فجأة يقفز القديم بحبهما وإذا الشفاه، نجوى إلى العيون نجوى من حديثهما

… عاشقين حياة جديد من يبني أن يريد المستقبل، إلى ويتطلع الحاضر،مثقل. وحاضر طويل ماض منهما لكل عاشقين

الحب من أقوى

الأربعة. وأولاده بزوجته هوأطفال. وخمسة بزوجها وهي

يلتقيان وراحا تفكيره، الحاضرمن منهما كل ى نح وقد المستقبل، عن حديثهما وبدأهذا أمر في إليه مصطفى أصدقاء تحدث وحين … الآمال ويبنيان اق العش يلتقي كمامن نفسه ينقذ أن بباله يخطر أن دون المأساة، في جديا يفكر بدأ حياته، في التطورمعه يملك لا جارفا، قويا حبا يحبها أنه بخطئه صارحه من لكل جوابه كان شباكها.

عنها. البعدعشرة من الحب هذا كان وأين مصطفى: بصداقة عهدا أقدمنا وهو سعيد، وقال

أعوام؟الطفولة؟ منذ حبيبين كانا أنهما تعرف ألا موجودا، كان حامد: وأجاب

أسأل. ولهذا أعرف، –تعنيه؟ ما أفهم لا –

انتهى؟ وكيف القديم، غرامه بدأ كيف مصطفى عليك قص هل –لا بمصطفى فصلتي بالضبط؛ حدث ما أعرف لا إنني طبعا، بزواجها انتهى لقد –

أعوام. خمسة تعدوالطفلان كان حين عاما! عشرين منذ الحب، عرف منذ مصطفى فأعرف أنا أما –فتى فالطفل تدفأ، والشفاه تجد العيون بدأت وحين الشفاه، وهمسات بالنظرات يعبثانوتقوى تتشجع ثم ساذجة، ألفاظ في الهوى كلمات تنطق الدافئة والشفاه فتاة، والطفلة

المستقبل. وفي الزواج، في آمالا، الهوى فتصوغعبث طالما الجارف الحب هذا إن الحب: هذا عن يعرف ما يقص سعيد وراحوأغرق الآمال، وتشاركه له تبسم كانت حين أحيانا، بالسعادة قلبه ر ففج بمصطفى،ما أكثر وما والمخاوف، الشكوك قلبه في تثير كانت حين بالدموع، أخرى أحيانا فراشه

حقائق. خياله في مها تجس أن وأوشكت الشكوك، هذه أثارتعينيه من تطفر أن توشك الوجه، متجهم صديقه على مصطفى أقبل يوم وذاتعلى المعرفة، تمام يعرفه رقيعا، شابا تساير حبيبته رأى كيف عليه يقص وأخذ الدموع،

منزلها. من قريبا النيل شاطئمغازلة يعدو لا بأنه حدث ما له علل وكيف خاطره، من أ هد كيف علينا سعيد وقص— سعيد دفاع لا — الجارف الحب استطاع وكيف الغزل، هذا صد عن وعجزها الشاب،

24

الحب من أقوى

في ومضى مصطفى واستراح الظالمة، الشكوك قائمة إلى يضيفها وهما الحقيقة يقلب أنالليسانس. لامتحان يستعد البال، هادئ حبه

الامتحان. وحل الأيام ومرترجل صورة في حل الجارف! القوي الحب امتحان وإنما مصطفى، امتحان يكن لمالجنيهات. من ألوف وبضعة فدادين، عدة خلفه وتمشي أنيقة، رثبة أمامه تسير ثري،

أغبر! يوم في القرية مأذون يد على صريعا الحب وخرالعافية. عاودته ثم أيام، بضعة ى الحم صريع مصطفى وخر

شملت هائلتين، ليلتين أفراح في ضاعت حتى رويدا، رويدا تنسحب ذكراه وأخذتوالليلة ثريا، تزوج حين الأولى الليلة أحضانها، بين واحتوته السعادة، فيهما مصطفى

محمود. أبنائه أول أنجب حين الثانية… كان مما أقوى يعود الحب هو وها الأعوام، مرت ثم الحديث: متمما حامد وقالعنفوان في محنة تصرعه الذي الحب إن حبا؟! تسميه زلت ألا قائلا: سعيد وثاروأولاده. زوجته ملأته أن بعد للحب متسعا قلبه في تصورت إن واهم إنك يعود! لا الشبابوأولاده زوجته يترك أن يريد إنه يفعل! أن يريد ماذا تعرف لا إنك حامد: قال

ويتزوجها!وهي؟! –

ف! التصر نفس على تقدم أن وتريد الرأي، تشاركه أنها المصيبة –

إلى حبيبا مصطفى كان لقد الموضوع. هذا من أهم لدينا يكن ولم بيننا، الحديث ومضىوما العنيفة. الصدمة هذه لمثل العائلية حياته تتعرض أن يسوؤنا وكان جميعا، قلوبنايكن لم مصطفى حياة في التطور ذلك أن على سعيد إصرار كان كيف الآن إلى أذكر زلتأعبر كنت سعيد؛ لقيت حين أمس، كان حتى الحب، من أقوى شيئا آخر، شيئا بل حبا،ومصطفى أنا سيرتك في كنا رجل؟ يا أنت أين يسألني: صوته استوقفني حين الشارع

امبارح.الجديدة؟ زوجته وحال حاله؟ وكيف –

شهرين بعد أيام، منذ طلقها لقد إذن؟! حدث ما تعرف لم مدهوشا: سعيد وقالالزواج! من

المصير؟ هذا تتوقع أكنت متأثرا: وقلت

25

الحب من أقوى

حدث؟ بما سمعنا حين رأيي كان ماذا أتذكر غيره! أتوقع أكن لم بل مسرعا: فأجابلأنه يريدها يريدها؛ كان أنه حدث ما كل إن فراستي؛ صدق تدرك فلعلك تذكره كنت إذارغبة الحب، ستار تحت تسللت جامحة، رغبة كانت لقد تمناه، يوم ينله لم الذي الشيء

الحب! من أقوىالآن؟ سيفعل ماذا ترى مصطفى! مسكين

يتداعى! أن أوشك الذي العش إلى جديد من ليعود ثوبه ينظف أنه بد لا شيء، لا –

26

القرية ضبابعلى

هي الساهرة والعيون نائمة، القرية كانت عاما، عشرين إلى القريب، الماضي إلى معي عدجانب إلى تسهر واحدة وامرأة الأشرار، من يحفظونها حولها انتشروا قد الخفراء، عيون

أجفانه. المرض أطبق قد مريض فراشهل المتداعي: المريض جسد حول إحاطته وتحكم الغطاء، تسوي وهي المرأة وقالت

العال؟ عبد يا نمتلا! الضعيف: صوته وأجابها

خروج بعد ساعة، منذ نام لقد الفور: على فقالت المجاورة، الغرفة إلى عيناه وأشارتان. حس

وأسدلت قدميه. تحت فاستلقت التعب، وقهرها النعاس، عليه وغلب المريض وأغفىأربعة القصة أبطال من قدمت أن بعد الصباح، في الأول الفصل على سترها الأقدارفي النائم والطفل الفجر، نسائم إلى أنفاسه أسلم الذي المريض، العال عبد شخوص:عبد بعد الثاني القرية سيد ان وحس وعويلها، أمه صراخ على يصحو المجاورة الغرفة

العال!مستأذنا، القاعة باب حسان وولج الدار، إلى وعادوا الميت، من أيديهم الأحياء ونفضحياتك في البقية المرتعش: قلبه دمع يغالب وهو وقال الصغير، الطفل أحضانه في وآخذا

سيد! أم ياالباقية! حياتك –

حاجة. لك أقول عايز –اتفضل. –

الحب من أقوى

من لتبكي القاعة إلى خضرة وعادت داره، إلى بعدها حسان خرج لحظة، وانفردسيد ابن أمامها، الراقد الطفل هذا حظ الحي؛ حظ على لكن الراحل، جثمان على لا جديد،

… والهناء والمال السيادة القبر إلى معه حمل الذي العال، عبد القرية،بأن شيء، بكل ان حس صارحها وقد سداده، يمكن لا دين عن العال عبد مات لقدنقية العال عبد سمعة تخرج ولن البيع، إجراءات معها تنتهي حتى تنتهي لن الحداد أيام

الدار! حتى شيء، كل ضاع إذا إلارويدا، حرارتها تخف الحزينة دموعها جعل آخر، شيئا أيضا حسان لها وقال

استسلاما. ثم همهمة، فتصبححسان. دار في الحداد أيام وطفلها هي وختمت دارها، في العزاء خضرة ت وتلق

وحنانه، عطفه الفسيحة داره شهدت … لأمه وأخا لسيد، جديدا أبا حسان وأصبحرأت وقد الطفل، مصير على جازعة تكن لم زواجها من أعوام بعد خضرة ماتت وعندما

… به وعنايته حسان حدب بعينها… والصور الخواطر رأسه على وتزدحم وحيدا، نفسه إلى يوم ذات حسان ويجلسمصير عن يسأله عليه ويقبل أكفانه، يجرجر السابق نعمته ورب صديقه، العال عبد هذايحب ولم أحبها التي الغالية زوجته هو! زوجته وهذه به؟ فاعل هو ماذا الشاب، ابنهالحريرية أكفانها ساحبة له تخطر بدورها هي ها لذكراها، إكراما يتزوج ولم سواها،حياتها، في تمنتها، طالما بأمنية وتصرخ خياله، أركان في — ابنتها — زهرة عن تبحث

شريف! سيد إلى تزف عروسا زهرة ترى أن الله؛ علىماتت منذ الحزينة، الدار تلبث ولا رأي، إلى انتهى وقد الأمر، آخر حسان وينهض

الزغاريد! أرجائها في وتدوي والبهجة، النور من حلة تكتسي أن الغالية،بعزم أرضه، على الإشراف عبء الشيخ أكتاف عن ويحمل زهرة، سيد يتزوج وهكذاعليه ويأخذ الغروب، ساعة ويعود الحقل، نحو الباكر الصباح في يخرج فهو ونشاط؛

… الدار عن بعيدا الأيام فيقضي وقته، كل أخرى أحيانا العملمن ساذج منظر بمشاهدة القدر نعم وقد الحد، هذا عند تنتهي أن القصة وتكادأبيها، صفي مصطفى إنه زهرة! حجرة باب على خفيفة طرقة لولا ووفائه، الريف حياةوفي وسامة، وجهه وعلى ضبابا، رأسه في يحمل وعاد مصر، في تعلم الذي الشاب ذلكواعدها، ثم مرة، من أكثر بعينيه لقيها أن بعد بجسد، جسدا ليلقاها جاء أناقة، ملابسه

اللقاء. كان ثم

28

القرية على ضباب

الدار جدران أن سيد وحسب شيئا، ترى أن عن حسان عيون وعميت ذلك، حدثقد يكن لم الذي الشيطان ولكن العيون. تراها فلا الغالية؛ جوهرته يصون أمين مكان

زوجته. جسد إلى وتسلل غافله قد سيد، نفس إلى تسللالسراج وترك الأبواب! يغلق لا أن يوم ذات الشيطان وتعمد كثيرا، المأساة وطالتعلى ف يتله وأخذ عادته، غير على الدار إلى سيد قدمي وقاد الفاسقة، خدر في مشتعلاالدامية، للواقعة ليصفق كفيه يدب وأخذ المهيض، الشرف جوانب على تسيل الدماء منظر

الخطيئة! فراش على آثمين مقتلالليل، ثوب الفضيحة على أسدل لقد أحدا. سيد يقتل فلم الشيطان؛ فأل خاب ولكن

الصباح. إلى ينم ولم السراج، وأطفأويطويها بنفسه زهرة ملابس يجمع وأخذ مهرولا، يقظته فراش من الفجر مع وهب

مطلقة. أبيها بيت إلى أوصلها قد كان النهار انتصف وحين عناية، فيبغير يجب لم ولكنه أسئلته، على ويرد الشيخ لأبيها فعل ما يفسر أن عليه وكانبأقبلها، أنا ولا بتقبلني هي ولا عمي، يا بعض مع نعيش عارفين مش والله واحد: جواب

التعليل. هذا يصدق أن ان حس حاول وعبثا أحسن. الفراقإليه؟ أحسن من إلى ويسيء النعمة، هذه يلفظ شيئا، يملك لا طريد شاب

ماشي سيد أصل سر، فيها المسألة حسان! عم يا المساء: في جلسا وقد مصطفى وقالالأقاصيص! حولها تنسج التي الضالة الريف قطط من واحدة امرأة؛ اسم وذكر … معجوهرته أحال الذي الغادر لذلك بالكراهية قلبه وامتلأ مضض، على حسان وصدق

الفقراء. غير بها يتحلى لن الزجاج من قطعة إلى الغاليةالقادر الثري السيد نقمة بدأت العاق، النعمة ربيب على الأيام مع ينمو الحقد وغداأن على واحد فلاح يجرؤ لم الصور، شتى النقمة هذه أخذت د، المشر اليتيم الشاب علىولاحقته فيه، يعمل حقلا وجد هناك المجاورة، القرية إلى فلجأ للطريد، حقله أبواب يفتح

منه! طرد أن لبث فما الحقل، هذا إلى حسان نقمةبها لبث وما كبير، مزارع بأرض استقر حتى حقل، إلى حقل من ينتقل سيد وظل

عليها! ويسهر يرعاها حارسا فجعله الأرض؛ صاحب به وثق حتى قليلاشديدة مشاحنة إلى الخلاف ر وتطو الزراعة، وناظر سيد بين خلاف يوم ذات ونشب

التالي. اليوم في بالطرد الناظر فيها توعده

29

الحب من أقوى

كان الضحى وفي القرية، حدود على مقتولا الزراعة ناظر وجد التالي الصباح وفيالحائر النائب أسئلة على ويرد القاتل، أنه حرارة في ينكر المحققين يدي بين مكبلا سيد

الناظر؟ مع أمس تتشاجر ألم وارتباك: حيرة فيتشاجرت! بلى، –

الصباح؟ في بالطرد يتوعدك ألم –فعلا. دني توع –

الحقل؟ من يطردك أن قبل الحياة من فطردته –بالله! وأقسم أبدا، –

قلب ويرق المظلوم، البريء عبرات العبرات؛ فتغلبه الإنكار حرارة الشاب وتتملكببراءته، يؤمن أن فيوشك بقلبه، تمر الشاب على العطف من نسمة ويحس المحقق،

… ولكنبالأمس! تشاجرا لقد

إلا دليلا يملك لا إنه رأسه. إلى الحيرة وتقفز والقرائن، الشبهة قصة جديد من وتعودالضئيل البصيص فيفقد يتركها أن يخشى وهو متهم، لإدانة تكفي لا وهي بهة، الش هذهويعود عقب، على رأسا الحقل ويقلب البحث، في الشرطة ويجد الحقيقة، إلى يقود الذي

الدليل! وجدوا فقد فرحين؛ متهللين الرسلالمرهف! الحاد الخنجر هذا

شك. بلا قبضته عند يختفي القاتل إنفيؤيد ان حس ويسأل أصدقاؤه، بذلك ويشهد سيد، خنجر بأنه القرية خفراء ويشهدنعم، خنجري تخاذل: في — الحجج تفجعه أن بعد — سيد ويقول الشهود، يقول ما

بالله! وأقسم أقتل، لم ولكننيكان حين الحقل، في ألفها الوحدة، ألف لقد وحيدا، السجن ظلمات في سيد ويجلسمن يراه الذي القمر نفس وحيدا! أيضا هنا إنه السماء. يتأمل كله الكون في وحده يجلسصغير وهو زهرة عن حدثه طالما … يحدثه وكان الحقل في وحده يراه كان السجن، كوةوهو عنها حدثه وطالما زواجها، إلى يطمح شاب وهو عنها حدثه وطالما حبها، إلى يهفوطالما الشرف، مثلوم العرض مجروح أعزب وهو حدثه وطالما سعادتها، إلى يصبو زوج

غيره! يحدث أن يجرؤ لا كان لأنه بأحزانه؛ ثه حدلي أين فمن أحدا، أعاد لم إني الحقل؟ في الخنجر هذا وضع من القمر: ويسأل

الأعداء؟!

30

القرية على ضباب

الذي من القضاء: ساحة في آخر، مكان في السؤال ويتردد يجيب، ولا القمر ويصمتسيد؟ يا إذن الخنجر وضع

السؤال! هذا نفس القمر سألت لقد يقول: أن سيد ويهمالسماء. يسأل لا القاضي وأن يجيب، لا القمر أن يذكر ولكنه

الحوار: هذا لنقل رؤياه وقص القمر أجاب ولولك. انتقمت أنا حسان، عم يا خلاص –

مين؟! من –سيد. من –كيف؟! –

التهمة وثبتت لقوه والخفراء الزراعة، ناظر فيه انقتل اللي الغيط في خنجره دفنت –بالضبط! خنجره زي بخنجر مقتول الناظر … عليه

عرفك؟ اللي إيه –نفسه يتمالك ولكنه قال، ما يقل لم أنه ويتمنى اضطراب، في مصطفى ويصمت

مصطفى؟! يا حرام مش لكن، معاتبا: حسان صوت يسمع حيندين. ماهوش ودمه عهد، مالوش الخاين أبدا، حرام مش –

تلك يملك، ما بأعز سيد فعل ما ويذكر ضميره، ثورة وتهدأ حسان، عتاب ويضعفشاب. بدن يدفئ لا رماد إلى أحالها التي الجمرة

القضاء! ساحة في أخرى مرة حسان ويصمتبعيني عيناه وتلتقي الحاضرين، وجوه في الحديدية القضبان خلال سيد عينا وتنتقلويرى التحديق، كلاهما ويطيل مصطفى، بعيني وتلتقيان عينيه، فيغمضحسان حسان،

مصطفى! شفتاه: وتلفظ شيئا، سيدوبينه بينك هل مصطفى؟ من مصطفى؟ القاضي: صوت على مذعورا يمسك ولكنه

عداء؟إن الخنجر؟! وجدنا ليلة العال عبد يا أتذكر القاعة: آخر في جاره إلى خفير ويهمس

هناك؟! يفعل كان ماذا الحقل، من آتيا فعلا كان مصطفىللكلام. متحفزا متململا مقعده على الساذج الخفير ويتحرك

وبينه بينك هل الخنجر؟! لك يضع ولماذا هذا؟! مصطفى من القاضيسؤاله: ويعيدعداء؟!

31

الحب من أقوى

حنان في المتغضن نعمته ولي جبين عند عيناه استقرت وقد متخاذلا، سيد ويصمتوعطف.

احنا عم يا جاره: له ويهمس سيد، حياة ناظريه في تضاءلت وقد الخفير، ويهدأمالنا؟

رهيب: رنين في السابحة الأفكار وضوضاء الأصوات، القاضيصمت صوت ويقطعالغيط، في الخنجر خبى ده مصطفى ليه حاجة؟ تقول قادر مش سكت، أديك سيد! يا

جابه؟ ومنينمنين؟ منين؟

يعيش؟ لكي ولماذا؟ أيقول؟نهاره في يرى لن حالك، عالم في يعيش صباه، رفيقة زهرة خيانة بذكرى يعيشويقتل يعيش ضياء! من الحياة في ما كل بظلامها تحجب واحدة، لحظة صورة إلا وليله

وجمالا؟! ضياء الحياة كانت حين الحياة، منحه من يقتل ان؟ حسلا!

حكمت أنا القاضي، حضرة يا علي احكم أعرف! لا لا! للقاضي: وقالها خياله، في قالهانفسي! على بالموت قبلك

وما المساء، في تنتهي الجلسة تكاد فما بريء؛ على يحكم ولن عليه، يحكم لم الله لكنالحافل، يومه صور خاطره إلى تعود حتى المدينة، فندق في غرفته إلى يأوي حسان يكادفلا تفارقه لا صورة به؛ تستنجدان سيد عيني صورة واحدة؛ صورة بينها من وتتركزميتا، المشنقة حبل في معلقا سيد شبح له يبدو بل الأرق، حد عند به الأمر يقف ولا ينام،أحلامه من ويهب الصور، وتطارده الخناق، الشيخ على الأشباح وتضيق إليه، يشير وهوالفندق، نزلاء إليه ويهرول أعصابه، وفقد ى، الحم تملكته وقد صارخا، فزعا المروعةأني لكم أقسم بهم: يصيح ولكنه ، جن قد الناس ويظنه المضطرب، الحديث في فيأخذناظر قتل مصطفى، هو قتل الذي يقتل، لم سيد الحقيقة؛ أقول إنني بمجنون، لست

الحقل! في وأخفاه سيد خنجر وأخذ الزراعة،حسان وجه يتبين فلا مكبلا، المحكمة قاعة إلى التالي اليوم صباح في سيد ويقبلجد قد أمرا لأن تؤجل؛ حتى تبدأ الجلسة تكاد ولا مصطفى، يرى ولا الحاضرين، بين

التأجيل! يستدعيمتهما وقدم مصطفى، على وقبض عنه، أفرج قد سيد إن ذلك: بعد القصة تقولأن الستار ويوشك اعترافه. أملى ليلة مات قد حسان وإن بالإعدام، عليه وحكم بالقتل،

32

القرية على ضباب

إنه مصطفى: في القضاء حكم نفذ وقد القرية، أهل يهمس أن لولا المأساة، على ينزلردد كلما رأسه القرية فقيه ويهز يقتله. لم إنه الزراعة! ناظر دم من مظلوم بريء،

بسيد؟! إلصاقها أراد إذن ولم قائلا: همسهم الأهاليبريء! قتل أراد لقد بمظلوم، هو ما الله علم

يديه يرفع ثم كلها، القصة عليه ويقص القمر، إلى وينظر الحقل، في سيد ويجلسيعرف! أن قبل مات لقد ابنته؛ جنته ما يعرف لم حسانا أن … الله أحمد للسماء: متمتما

الضباب! وينقشع

33

الأبطال انتهى حيث

كانت الفاتنة الغانية هذه الدامية، الرائعة وقصتها الكاميليا غادة — شك بلا تعرف— إنكعرفتهم، الذين عشرات بين عشقها من أصدق دوفال أرمان أحبها حين بالسل مريضةتعثر الحب هذا تعثر وكيف اللدن، جسدها المرضفي نمو بينهما الحب نما كيف وتعرفعلى بقلبها ت فضح غاية، أوفى ومرضها غرامها في بلغت وكيف الملتهب، صدرها الأنفاسفيديماس، رسمها التي البطلين نهاية فكانت … المرض مذبح على وبحياتها الحب، مذبح

باريس! في الكاميليا ذات قبر على الصليب علامة رسمت كماهذه عند باريس، غادة بدن في معا والمرض الحب نما وحيث المروعة، النهاية عندفي تسير الشاطئ على مساء ذات لقيها لقد … الإسكندرية في معها قصته بدأت النهايةتثير عنيفة مغازلة في عليهن يلحان شابان وكان عمه، ابنة إحداهن في عرف ثلاثة، صحبةاقتربت أن لولا عراك في معهما يشتبك وكاد خشونة، في معاتبا نحوهما فتقدم الأعصاب،وهكذا … الفضيحة خشية الشابان ففر باسمه، عمه ابنة ونادته منه، الثلاث الفتياتإلى تقدمه وهي عمه، ابنة به تفوهت الذي الثاني الاسم اسمها كان بينهما. التعارف بدأ

صفوت. منيرة صديقتيها؛تبعنا لقد الآن، بك بعث الذي لله الحمد عمه: ابنة وقالت الشاطئ، على جميعا وساروافائدة. ولا ملاحقتنا، من ييأسا أن عسى نسرع ونحن هنا، إلى الشاطئ من الوغدان هذان

نشكرك! كيف نعرف لا نحن الأولى: صديقتها وقالتغادرت لقد المشوار؛ من تعبت ضروري منيرة، مسكينة قائلة: منيرة إلى والتفتت

فقط. بالأمس الفراشمريضة؟ كانت هل يسأل: نفسه ووجد

الحب من أقوى

اليوم إنها لله، الحمد لكن البرد، تشكو كانت عمه: ابنة وردت برأسها، منيرة وأومأتيسمعه كان خفيف بهمس فيه هي وساهمت منيرة، عن الحديث ودار بكثير، أحسنزيارتها في المرض يسرف البنية، ضعيفة فتاة لحياة صورة رأسه في وارتسمت متلهفا،وعينيها الرقيق، ووجهها الضامر بجسمها منه قريبا تخطر وهي عينيه، أمام وبدت …

… البراقتين الجميلتينله وحانت … الهامس صوتها من وديع أنيق إطار في الصورتين بين خياله وجمعاليد! هذه يلثم لكيلا طويلا نفسه وغالب المرفوعة، الصغيرة اليد على يده ليطوي الفرصةإلى سبيله خلالهما الهوى أخذ التاليين، اليومين في الشاطئ رمال على لقاء وكانعنيفة سعلة إثر الثاني، لقائهما في الهوى هذا كلمات أولى وانطلقت الشابين، القلبين

سلامتك! حنان: في وقال فؤاده، لها فتعثر فمها، في تعثرت… وأمل حب كلها بنظرة ورد يأس، كلها بنظرة وأجابت

يأسه؛ وتكرر به ترق وطال يجدها، فلم مرة من أكثر الشاطئ إليها ذرع أيام، ومرتالمروعة! الحقيقة عرف وهناك صديقتها، عن يسألها مضطربا عمه ابنة إلى ففزع

بد لا أن الطبيب وقرر صدرها، إلى انساب مرضخبيث مع قلبيهما في الحب نما لقدحلوان. إلى نقلها من

حزم واحدا يوما … منيرة من الخالي الشاطئ كآبة النبأ ذلك بعد واحدا يوما أطاقالقاهرة. إلى حقائبه بعده

بأحزانه مثقلة بأقدام يدب وهو خطواته، وقع اليوم ذلك منذ حلوان رمال وعرفتالعمل ساعات في ص يتلخ يومه وأصبح المصدورون. يأوي حيث «المصحة»، صوببيضاء. غرفة جدران بين آماله تأوي حيث إلى ذلك بعد الانطلاق ثم الصباح، في البغيضةووقف … وحنانه بحبه فيها غمرها حلوة، ساعات المرض مرارة مع منيرة وذاقتمنيرة؛ يا بيننا مكثك يطول لن يتحسسها: وهو وقال فراشها، حافة على يوم ذات الطبيب

ثلاثة. أو أسبوعين بعد المستشفى مغادرة استطعت فربماجبال كأنها الثلاثة الأسابيع دقائق ومرت اليوم، ذلك عصر البشرى إليه ت وزفنهايتها له وبدت دهورا، الأيام ومرت أجيالا، الساعات ومرت صدره، عن منزاحة تتحرك

جميل. كحلمالثريات أضعاف عشرة قلبه فأضاء منزلها، إلى وعادت «المصحة»، منيرة وغادرتوعاد أسرتها، كل أفراح معه تتضاءل فرح قلبه وغمر وصولها، ليلة دارها أضاءت التي

36

الأبطال انتهى حيث

النهاردة رايح مش يداعبه: له زميل وقال مبتهجا، نشيطا التالي اليوم صباح في الحياة إلىحلوان؟

الفردوس! في الآن أنا الأمس! منذ الخريطة من محيت لقد حلوان؟ سرور: في وأجابإنه العيني، قصر شارع الأخرى الناحية ومن النيل، شاطئ ناحية من يحده فردوس

الكون! جنة الأمس منذ أصبح قد الأول، أمس الكئيب المقفر الشارعالحب؟ يفعل أهكذا سلام! يا قائلا: صديقه وقاطعهقلبين؟ ويحيي المريضة يبرئ ألم ذلك! من وأكثر –

صادقا! وكانوإياها يخلو كان وحيث تفطن، حيث سيتي؛ جاردن في الهادئ الشارع فردوسه كانشرفة فردوسه وكان أقدامهما. وقع غير ان يحس فلا يوم، كل عصر قصيرة رياضة فيواحدة، شجرة على يطلان ساعات الساذجة رياضتهما بعد وإياها يجلس حيث المنزل؛

الأشجار! زارع من عفوا يوم ذات سقطت بذرتها لعل واحدة شجرةأجمل نظره في وكانت وخضرة، حياة من الشارع في ما كل كانت واحدة شجرة

بالأطيار! ويذخر الأزهار تعطره كامل فردوس الوجود، في فردوسالمنوال هذا على كله العمر يمضي لو لها: يقول وكان الرتيب، المنظر هذا يوما يمل لم

الجميل! المنظر وهذا وأنت أنا منيرة! ياالتكرار؟ هذا تمل ألا ضاحكة: تجيبه وكانت

معي؟! وأنت أطمع فيم النعيم؟! أمل أمل؟! أنا أنا؟! –في هي هكذا صفحاتها؛ على وجهك من ينعكس ما غير لبهاء تحتاج لا الحياة إن

عيني.شاعر! قائلة: حنان في تنظر وهي ضحكتها وتدوي

أخرى: مرة نفسه ويسأل سخرية؟ أم حنانا نظرتها كانت هل الآن: نفسه ليسأل إنهساذجا، معتوها أم الشعور؟ رقيق الحس مرهف إنسانا نظرها في شاعر كلمة تعني أكانت

بالرثاء؟ جديرامن شك بلا الملل تحس كانت لقد الملل، عن سألته لم يدرك أشهر عشرة بعد الآن

… الهادئ الشارع في الساذجة رياضتهما ومن الشرفة، في الهادئة جلستهاعليها فرضها التي الهدوء حياة ترهقها كانت … ذاك إذ الملل تحس كانت التي هيساذجا، معتوها كان … نظرها في شاعرا هو يكن لم كاملين. شهرين شفائها بعد الأطباء

37

الحب من أقوى

الأحلام، هذه عن تكون ما أبعد هي كانت … نطاقها يخترق أن يود ولا الأحلام في يعيشحتى يدبر، النقاهة شهري من الأخير اليوم يكد لم ملولا، مكرهة فيها تعيش كانت

الأحلام! في يعيش وحده وظل … الحياة وعادت الأحلام، إسار من انطلقتمنيرة! يجد فلم الدار، على اليوم ذلك عصر في وأقبل

لها يصرح يوم أول اليوم أن نسيت هل صديقاتها، لتزور خرجت لقد أمها: وقالتبالخروج؟ فيه

اليوم لهذا وتهيأ الساعات حسب قد إنسان العالم في يكن لم بل نسي، قد يكن لمباقة يده وفي جميل، خاتم الآخر الجيب وفي للسينما، تذكرتان جيوبه أحد في وكان … مثله

حياته! أعياد من اليوم ذلك أن نسيت التي هي إذن. ينس لم إنه مشرقة؛ ورديأس في — وفركت جيبه، إلى يده فامتدت الثامنة، الساعة ت ودق ينتظر، كثيرا وجلسودفع حزن، في الجميل الخاتم جيبه من فأخرج أخرى، ساعة ومرت السينما، تذكرتي —

غدا. أحضر لسوف تيزة، يا لمنيرة هذا أساه: يغالب وهو وقال أمها، إلى بهداره. إلى عاد ثم وإياها! يشمها أن يود كان كم الزهر، باقة على أسيفة نظرة وألقىوالأيام ساذجا ظل ذلك. تعني كانت شاعر كلمة إن … ساذجا نظرها في كان لقدمنيرة إن لقاؤها؛ فجعه وإنما غيابها يفجعه لم الأول، من أسوأ الثاني اليوم مضى تمضي،ليست بحنانه، فراشها وأغرق المرض، سرير على رآها ثم البحر، شاطئ على عرفها التيزينة في الغارق ووجهها عنف، في المرحة الفتاة هذه اليوم. ذلك عصر قابلته التي هيإنه حديثها، كان …ثم عنيفة ضحكة أضحت الرقيقة الضحكة ضحكتها، حتى مسرفة،على وإياه أيام منذ تجلس كانت التي الفتاة هي ذاك إذ تحدثه كانت التي الفتاة أن ليشك

الشرفة.معها كان لو كما استقبلته لقد له. لقائها وحتى صوتها، حتى تغير، فيها شيء كلكلبها تداعب وهي قالت ثم وتحياته، تمنياته ترد وهي الابتسام وتكلفت لحظات، منذقضيت الذي السجن هذا المنزل؛ أطيق أكن لم لأنني أمس خرجت فقد آسفة؛ أنا الصغير:

تأخرت! إنك ثم … واحدة دقيقة أنتظر أن المحال من كان شهرين، فيهتأخر؟!

للسينما، أخذك أنوي كنت والنصف، الخامسة في حضرت لقد انتباه: دون وأجاب… ولكن

… وحسنية مديحة مع للسينما، فعلا ذهبت لقد مسرعة: وقاطعته

38

الأبطال انتهى حيث

قلبه معانيه ولامست أحجار، كأنها صدره على كلماته ومرت طويل، حديث ودارخروجه. ل تتعج كأنما وأحس فاترا، وداعها كان خرج وعندما … أشواك كأنها

إليها، خرجا نزهة وكل لهما، لقاء كل يذكر … اليوم ذلك بعد يوم كل الآن ليذكر إنهفيها تلقي كانت التي السحيقة الهوة تلك وتفكيرها، تفكيره بين العظيم الفارق ذلك يذكرالصغيرة كلبتها غير يجد فلم ليزورها جاء التي المرات يذكر … واحد إثر واحدا بآمالهيذكر لا وإنه الوفاء، على الباقي المخلوق وحدها ظلت لقد … حوله من وتجري به ترحب

مداعبتها. أو عليها بالعطف فيه عني واحدا يوماإلى مهرولا وأسرع فحياها بيته، إلى السلم درج صاعدة يوم ذات عمه بابنة والتقىأحدثك. أن أريد إني مستعجل؟ أنت هل سعيد، قائلة: به أمسكت ولكنها آماله، كعبة

بمنيرة؟ متصلا تزال ألا تجلس: وهي وقالت الدار، إلى ثانيا معها وصعد… لكن نعم، الفور: على فأجاب السؤال، وفجأه

كذلك؟ أليس تغيرت، أنها تحس لكنك ماذا؟ لكن –سعيد، يا فعلا تغيرت إنها قائلة: فاستطردت يقوله، ما يجد ولم عزيمته، وتهاوتتصادق، إنها أحدا، تحب ولا تحبك لا منيرة إن … لأحدثك جئت ولذلك ذلك؛ أعرف أناومضى بها عبث من منهم والسعيد بذاك، وتعبث بهذا، تلهو الشبان؛ من عدد أكبر تصادق

… سبيله حال إلىلأحدثك فرصة لي تترك لم إنك … الوفي المحب بدور وقمت أحببتها، أنك يؤسفني الذيآلمني فقط أمس … لأخبرتك علمت لو أحببتها، أنك عنها سألتني حين أعلم أكن لم عنها،

فيها! وقعت خدعة أي وعلمت بسخرية، تتحدث أسمعها أنأضاءت أنها وعاه ما كل إن لا، أم عمه ابنة قالته ما كل سمع هل يدري، لا إنهمنيرة، تصرفات تعليل من فيه حار وما عليه غاب ما فأدرك سبيله، في النور بحديثها

مرضها؟ طوال تخدعني أكانت المضطرب: سؤاله على جوابها أيضا ووعىيكون أين من الفترة، هذه خلال لها بقي ما كل أنت كنت لقد … صادقة كانت بل –المرض، يتآكله باهت أصفر جسد وهي بالحب، يغمرها وحدتها، ي يسر الذي الشاب لها

الحياة. إلى وعادت شفيت حتى غيرك، هناك يكن لمهذا إلى يذهب لم … تلاه الذي اليوم في ولا منيرة، بيت إلى اليوم هذا في يخرج لم إنهحتى … الغبار ويعلوها ناظريه في تتضاءل منيرة صورة ظلت اليوم. ذلك بعد قط البيت

الأليمة. الذكريات زوايا في استقرت

39

الحب من أقوى

الحب، وعاش البطلان مات حيث الخالدة؛ ديماس قصة نهاية — شك بلا — تعرف إنكاليوم. إلى عاش

وعاش مات قد هواه أن الفرق كل العظيم. هواه هواه؛ سعيد بدأ الأبطال، انتهى حيثالذكريات. زوايا في — ومنيرة هو — البطلان

40

الثالث ل المغف

… يعرفه كان عنها شيء كلعلى ودعته ثم واحد، عام في الإفلاس هاوية إلى الأثرياء من واحدا قادت أنها يعرفالمأذون إلى شهر بعد فأسلمته ثرائه، مثل في كان أصدقائه من بواحد وآبت الفاقة. عتبة

أخرى. ورقة في الثلاثة أولاده وأم زوجته ويطلق ورقة، في عليها له ليعقدفقد ذلك ومع جديد، صيد مع يرونها حين الناس يقوله ما بأذنيه يسمع وكانقائلا: وفخار زهو في النبأ إليهم يزف أصدقائه إلى وذهب اللقاء، على وواعدها إليها تعرفصيحات في اسمها حروف وضاعت و… أنا سأتعشى اليوم؟ سأتعشى من مع أتعرفون

الجميع. من بدرت التي الدهشةاتجننت؟! انت أصدقائه: من واحد وقال

اليوم. مني أعقل حياتي في أكن لم ثقة: في وأجابيسمع صامتا وظل أفواههم، من انطلقت التي العالية الضحكات غيظه تثر ولم

البنك! في رصيدك على الله رحمة الساخرة: تعليقاتهم… بيتك يخرب عاوز ربنا بالتأكيد –

تسمع؟! ألا أصم؟! أنت هل قائلا: عنف في كتفيه فهز أحدهم وانبرىسامع. –

ولفلان؟ لفلان، جرى ماذا أتعرف –للمقارنة. وجه لا أعرف، –

خدعتهما. مغفلين، كانا لقد –

الحب من أقوى

أحاديث فيها ألقي سلة رأسي خلف أعددت لقد آخر، شيء أنا … عليهما ضحكت –الريح تأخذ مما أكثر مني تأخذ لن بها، ألهو جميلة دمية أنها نظري في المسألة كل هواها،

سبقتها. ريح خلفتها التي الغبار ذرات مرآة؛ سطح منجبار! لفيلسوف إنك –

واللاحقين! للسابقين سينتقم جبار، منتقم بل –عن متأخرا يذهب أن د وتعم لحماقتهم، يرثي وهو فغادرهم بسخريتهم، وضاق

موعدها.هذا جميل ثوب حذر: في يرقبها وهو وقال ويتحادثان، العشاء يتناولان وجلسا

الثوب!متزوجة؟! كنت أني أتعرف زوجي، هدية إنه باريس، من –الأول. زوجك صديق فلان؛ من طبعا، أعرف خبث: في وأجاب

… صديقا كان الأول واحدة. مرة غير أتزوج لم إني الأول؟ زوجي ضاحكة: وقالتأبي اسم إن اسمه؛ أحمل رجل من لي بد لا كان مكرهة؛ تزوجت لقد فقط. صداقة مجرد

أبي؟ أتعرف مشرفا. ليسالأملاك؟ ذوي من كان هل … لا طبعا –

كبيرا. ضابطا أو مستشارا كان إنه لك أقول أو … ذلك لك أقول أن أستطيع كنت –معك؟! صريحة أكون أن أحب لماذا أدري لا لكن … أحيانا ذلك أقول إني

أن أحب الشعور، نفس أشعر أيضا أنا بتأثر: وقال ابتسامة، شفتيه خلف وأخفىمعك! صريحا أكون

بالعواطف أضيق إني وكتفيه، كتفي عن الرياء ثوب يخلع رجل إلى أتحرق كم –… الوجوه كل في ألقاها التي المدهونة

لا قد دهان، بغير عواطفي سترين ، لدي هذا من شيئا تجدي لن يضحك: وهو وقالواغفري — وأنا الثمن، مرتفع الدهان إن شيئا، تنسي لا ثم حقيقة، ولكنها جميلة، تكون

غنيا. لست — صراحتي ليهناك؟ السيد هذا أترى بعيدة: مائدة إلى تومئ وهي وقالت،

تحت الأرض وتفرش بالجواهر، ساعداي فيمتلئ معه، أكون أن أستطيع كنت لقدمعك، تراني أنت ها ذلك مع … إلي ليتعرف الجبابرة جهد يبذل إنه بالبنكنوت، قدمي

يكفيني. ما ولدي … دهانا شبعت لقد لصراحتك، لتك فض الذي أنت

42

الثالث ل المغف

تعبوا ما يضيعون الذين هؤلاء مغفلون سخرية: في وقال الأخيرة، تحيتها وتجاهلامرأة! قدمي تحت تحصيله في

إلى ترفع لا المرأة إن المرأة. قلب إلى السبيل يخطئون إنهم … كذلك أراهم أيضا أنا –قدميها. تحت تجده ما قلبها

بثوبها له بدت … دلال في ذراعه على استندت وقد المطعم يغادران وهما الزهو وملأهقذيفة سبيله في يبذل لم صيد … فاخر كصيد البديعة، وقامتها الثمين، وفرائها الرائع،

غدا؟ يودعها: وهو وقالت ه، سر في فضحك أصدقائه حماقة وذكر واحدة،شئت. إذا الأربعاء يوم ليكن غد، وبعد غدا بمواعيد مرتبط إني أظن، لا –

الرجال. قاهرة ليذل لنفسه، رسمها التي السياسة ولكنها موعد، بأي مرتبطا يكن لمعندما لا يريد عندما يلقاها لونا ألفته، الذي غير منهم جديدا لونا يريها أن يريد كان

… تريدللمجوهرات، متجر عند ووقفت هدى، غير على الطريق في وسارا الأربعاء، يوم والتقياعسير. امتحان على مقبل أنه وأحس بشدة، يعصف قلبه وأخذ الأنيقة، الحلى تتأمل وأخذت

الخاتم. هذا أرى أن أريد تعال، –النهار؟ وضح وفي صباحا؟ غدا تريه أن الأوفق أليس –اطمئن. مؤامرة؟ أظننتها وقالت: ضاحكة وانفجرت

لخاتم، ثمنا للبائع تدفعها جنيها، عشرين حقيبتها من تخرج وهي الذهول، وتملكهبطاقتك! به: يهيب صوتها على وأفاق

أنا؟ من؟ –اكتب إعداده، بعد الخاتم إلي ليرسل عنواني فيها له أكتب ورقة لدي ليس أجل، –

أرجوك! عنواني لهالأرض! في النقود تلقين إنك لها: قال المتجر غادرا وعندما وكتب، بطاقته وأخرج

جنون! هذا جنيها؟ بعشرين الزجاج من خاتمالتوافه؟ في إضاعتها غير الحمقى بنقود أفعل وماذا –

قادتهما قبل. من فيه يا تعش الذي المطعم نفس المطعم؛ من قريبا وصلا قد وكانانغير ألن عجيبة! فقال: واجهته، من المنبعثة الأضواء على إلا ينتبها ولم إليه، أقدامهما

المكان؟هنا. نتعشى أن يضايقني لا شخصيا أنا تريد، كما اكتراث: غير في وقالت

43

الحب من أقوى

وقالت والغضب، الدهشة تصنعت حتى حولها، ما تتأمل تكد ولم بجانبه، وجلستننهض! دعنا مكان، كل في وراءنا المعتوه هذا بعينها: تومئ وهي

منه؟ تخافين هل ولماذا؟ كبرياء: في وقالسيد، — أذكر ما على — اسمه الحرب، من أثروا الذين أحد إنه يعنيني، لا إنه أبدا، –ولعله مطاردتي، عن يكف لم وهو يومها ومن صديقاتي، إحدى بيت في مرة إليه تعرفت

معك. رآني أن بعد يئسثملت؛ قد أنها عليها وبدا كثيرا، وشربا الكئوس، ويقرعان العشاء، يتناولان وأخذالن لكنك لك؟ حبي نصف أتحبني عينيه: في تحدق وهي وقالت كتفه، على برأسها فألقت

تصدق!لحبي؟ برهانا أتريدين تريدين؟ ماذا حذر: من بقية جنبيه بين يمسك وهو وقال

المدهونة. غير عواطفك الحنان، أريد وأجابت:تطلبين. ما غير أملك لا أنا الحظ لحسن متضاحكا: وقال

بنظرات وجهها وأغرق حنان، في يديه بين يدها يضم جعل … البراهين يسوق وبدأالوجه ذات الجميلة، الحسناء وبقيت العابثة، الغانية أمامه من واختفت … الوالهة الحبالجمال، هذا وحده يرى أن نفسه تمنت … الدافئة والشفاه الناعسة، والعيون الفاتن،

ننهض؟ هل متثائبا: فقالأن وحاول السيارة، في وهما بيدها وأمسك الراحة، في رغبة عنك أقل لا إني هيا، –بالأمل أحتفظ دعني ساعديه: من تتخلص وهي وقالت بعيدا، بفمها نأت ولكنها يقبلها،

فيها؟هي؟ ما –

المنال؛ عزيز شيء أنها معي تحس أن أريد إياها، تمنحني أن تريد التي القبلة –… إليها الشوق لذة في أياما ولنعش فلنؤجلها،

بينهما. حدث ما يستعيد بدأ — أوصلها أن بعد — داره إلى آب وعندماتستحق إنها صادقة، بعواطف جديرة الخداع، غير آخر بشيء جديرة الفتاة هذه إنتفكر ولا ا، شر به تريد لا أنها تأكد لقد التفكير. هذا من أسمى آخر تفكيرا يفكر أن منهكانت تفعل، لم لكنها الثاني، في أو لقاء، أول لخدعته تخدعه كانت أنها لو خداعه. فييشك لن إنه شيئا. يملك لا بأنه صارحها أن بعد الثري السيد هذا إلى تتركه أن تستطيعبها، غراما يشتعل — قبالتهما يجلس كان الذي — الحرب غني العملاق هذا أن في لحظة

44

الثالث ل المغف

بعد عليها يقسو لن إنه قرار؛ إلى تأملاته به وانتهت اهتمام، أي تعيره لا فهي ذلك ومعقلبه. لها يكشف وسوف اليوم،

تختم أن صدره أثلج وكم تألفها، لم ة رق في بالتليفون، الصباح في يحدثها ومضىالسرور! قلبي على يدخل حديثك إن بالعكس، قائلة: الشهي حديثها

متجرا، قصدت كلما تصحبه كانت … المساء وفي الصباح في يلقاها كان … أيام ومرتشيء! ثمن يدفع أن له تسمح ولا تشاء، ما فتشتري

قالت غضبه ت أحس ولما فرفضت، الحرير من ثوب ثمن عنها يدفع أن مرة وحاوليذكرني جميل، عطر إنه الزجاجة، هذه لي فاشتر شيئا، لي تشتري أن تريد دمت ما : بحنو

معك! أقضيها التي اللحظات بجمال دائماجسدها، في البديع التناسق ذلك فأحس القوي، العطر تشم وهي دلال، في وانثنت

الحب! شوهوا لقد الناس! الله قاتل مذهولا: وقالكيف؟! وتساءلت:

المحب سبيل القبلة تكون أن مصيبة أليست العواطف، أخس وبين بينه خلطوا –بسواء؟! سواء السافل والمشتهي الصادق

الشك نفسك في أثير لا حتى أجرؤ، لا ولكنني فقط، أقبلك أقبلك، أن أريد مثلا الآن أناأغراني! البديع جسدك بأن

فعلا! ذلك سأظن لأنني تفعل؛ لا أن الخير من قالت: ثم الضحك في وأغرقتقريبا؟ سأراك هل لي، قل برهة: بعد واستطردت

شئت. إذا غدا ا، جد قريبا مدهوشا: وأجابالمريضة، خالتي لزيارة ذاهبة إني غد! بعد ولا غدا، أظن لا قالت: ثم لحظة، وفكرت

عودتي. بعد أكلمك وسوف يومين، بجانبها أبقى وقدبحرارة. يدها على ضغط أن بعد المساء، هذا في وافترقا

كم … لك قلته ما تذكر قبلته: لتتجنب برأسها تميل وهي فقالت يقبلها، أن وحاولأيام! بعد شهية القبلة ستكون

يعرف لا الطريق في فسار يفعل، ماذا يدري لا وحيدا، التالي اليوم في نفسه ووجدقدماه. تقوده أين

إنه جنبيه؟ بين الحب ميلاد شهد الذي المطعم أمام نفسه يجد أن مصادفة أكانتالمائدة، نفس إلى وقصد المطعم، باب وولج قدميه، أطاع أنه يعلمه الذي كل … يدري لا

45

الحب من أقوى

الجميل، الغرام عش بهجة ويتفقد حوله، ما يتأمل بعينيه ودار … المقعد نفس إلى وجلسالعاشق الثري يجلس حيث القاعة، أقصى إلى الأمام إلى بصره ومد مكتئبا، ساكنا وأحسه

مهزوما! وحيدالم العاشق الثري إن النتيجة؛ بنفس فآب … يحملق ثانيا ببصره وعاد عينيه، غالط

وجهها! يرى يكاد لا امرأة معه إن وحيدا، يكنوقد الثمين، بفرائها بعينها! هي هي! كانت لقد أفعى! لسعته كمن مذعورا وهب

بك! سيد كتف على دلال في ارتمى وقد البض، وساعدها المقعد، حافة على تراخىأعينهما! فالتقت التفاتة منها وحانت متخاذلا، مقعده إلى فعاد بموقفه، وأحس

نظراته! به ت تلق الذي البرود ذلك وراعهتعرف لا ساخرة، ابتسامة بابتسامة، نظراته ت تلق وإنما ترتبك، ولم ترتعد، لم إنها

الحياء!النهار؟! عليه طلع وكيف الليلة، قضى كيف

عينيه، يخطئ أن حاول وعبثا تأويل، وألف خاطر بألف دقيقة كل عليه مرت لقدإنها … كاملة ساعة تخطئ لا العين إن المرة! بالحقيقة محاولة كل من يئوب كان لقد

هي!يتكلم! أن يجرؤ لم ولكنه مرة، من أكثر بالتليفون وأمسك

وهو بنفسه وأحس محمومة، خطوات في وسار الغيظ، أعماه وقد مكتبه، وغادرشقتها؟! باب على الصغير الجرس عنف في يقرع

لا الجرس إن جننت؟ هل ماذا؟ اكتراث: وعدم خمول في وجهه تتأمل وهي وقالتالعنف. بهذا يدق

الآن؟! تريد ماذا لي، قلمن الكلمات يقتطع نفسه ووجد كالمخدر، أعصابه في الجافة الباردة لهجتها انسابت

أمس؟! رأيته لما تفسيرا … تفسيرا أريد … أريد اقتطاعا: جسدهعنف، في يداه فتحركت رأسه، من الصبر ثمالة ضحكها وأطار ضاحكة، وانفجرت— الجميل فتفسد عصبيا تكن لا كتفه: على تربت وهي فقالت إليه، يرمي ما وأدركتأديت لقد عنيف؟! غرام إلى إعجابه ل تحو لما لولاك أنه أتعرف — صنعته الذي الجميلإنه أحمق! تكن لا والآن، أريد! ما بتنفيذ كفيل خياله في شبحك إن أنساها، لن خدمة لي

دقيقة. أية في يصحو قد

46

الثالث ل المغف

يحجب لكي بشدة جذبه الذي هو أم عنف، في الباب أغلقت التي هي هل يدري، لادفن كمن اللب، حائر وإعياء، وهن في رج الد يهبط نفسه وجد لقد وجهها. عينيه عن

حبيبا؟!

صامتا، ظل الذي وحده كان عنها، الحديث ودار أصدقائه، إلى اليوم ذلك مساء في جلسيجيب؟! ولا يسأل لا

أول من المفاوضات فشلت أم … أيضا اليوم معها تتعشى ألن يداعبه: أحدهم وقالجلسة؟

بطلباتها. دائما تتمسك إنها … بالتأكيد فشلت بل آخر: وقالكنزا. تملك الآن إنها معه، قطعت قد المفاوضات أن أراهن إنني بل ثالث: وقال

من؟! –سيقوم أنه الظن وأغلب حبائلها، في وقع إنه المعروف. الحرب ثري زهران؛ بك سيد –

به. تعبث الذي الثالث المغفل بدور

لا التفكير: طول بعد صائبا حكما يصدر كمن هدوء في ينطق أخيرا؛ ينطق نفسه ووجدالرابع! … المغفل إنه ذلك؛ أظن

47

الأجير

التي العادة تلك كعادته؛ يقفز الطريق في وسار مبتهجا، فرحا داره رضوان الأستاذ غادريستدعي ذلك وكان الأخرى، من أطول قدميه إحدى كانت لقد … اللعينة عاهته له خلفتهاكبرياء من يصطنعه كان بما إخفائها في يجاهد كان والتي بها، انفرد التي المشية تلكبنزعة يعللها وغيرهم … قفزه سر فيعرفون العاهة، يدركون أصدقاؤه وكان وتعارج،

… حواسه عليه تتملك زهوفرحا. يقفز كان … عاهته علة بغير اليوم يقفز رضوان الأستاذ كان فقد ذلك ومعفي صوته ليجلجل الدفاع، ليتولى المحكمة إلى ذاهب إنه العملية، حياته في يوم أول هذا إنمضض على صدره في احتبسها أمنية إنها والجمهور؛ القضاة ليفتن قويا، رهيبا فنائهاالدار، إلى طريقه في سار كلما دموع إلى عينيه في تتحول كانت أمنية أعوام؛ عشرة خلالواحد اسم فقرأ سيارة صحيفة فتح وكلما المحامين، لكبار الزاهية اللامعة اللافتات وقرأ

!… والعظمة المجد بألقاب ومتبوعا والنبوغ، القدرة بأوصاف مسبوقا منهم،واحدا فيه سيصبح الذي اليوم ذلك إلى تحرقا الدموع عينيه من طفرت لطالما أجل،نفسه في ألف ولطالما … بأبصارهم اسمه ويأخذ أسماعهم، الناس على يملأ هؤلاء، منعادة إلى تحولت حتى ألفها … يتمناه ما وبين بينه الشقة طول يبعثها التي المرارة هذه

نفسه. عاهة المرة هذه في منشؤها ثانية،وإصرار إنكار نزعة عليه فرضت لقد بالمنى؛ يرضى بحيث القوة من نفسه تكن لمرت وتحج وخيالا، وهما يثيرها وما حقيقة أمنيته تصور إلى الأمر آخر دفعه الإنكار، علىبها يلفظ كلمات بكاؤه واستحال الملتهبة، الظامئة نفسه وهج تحت الأمر آخر الدموعطعنات إثر اللامعة الأسماء وهوت … الحياة بها تزخر التي الواهمة الحقائق على تعليقا

!… الحضيض إلى والحسد الحقد

الحب من أقوى

واتته حظ وليد عينيه أمام أضحى اللافتة على اسمه يقرأ الذي العظيم المحاميرياء عظيم على الصحف تسبغها التي والنبوغ العظمة وأوصاف اسمه، فرفعت الأقدار

!… إصلاحه من بد لا فساد، موجة تمليه مصطنع،الحقائق، هذه يعرف إنه … آماله منه انسابت جديدا، بابا عينيه أمام الإنكار وفتحالكلام، حق فيه يملك الذي اليوم هي الفرصة الفرصة. تواتيه حين يظهرها أن ويستطيع

… الكلام وسلاحأمام سيقف طعنة! أول ويسدد أسلحته، أول يشرع اليوم إنه المعركة؛ بدأت وهكذاالغيب؟ به سيأتي ما يحس هل ترى بحرارة، عنه سيدافع محتال، عن مترافعا القضاءقرأ لقد سيقوله. فيما طويلا وفكر المؤثرات، بأقوى سيلقي أنه واثق ولكنه يدري، لا إنه

ريب. بلا آثم إنه المحتال، هذا قضية أمسعنه. يدافع أن وعليه موكله ذلك مع لكنه تملك، ما وسلبها ساذجة، امرأة خدع لقدحكم وليست المجرم، عقاب ليست الآن نظره في العدالة إن العدالة. لواء يحمل أن عليه إنأن الشاملة، العدالة الحقة، العدالة سبيل في خطوة أول تلك هو. انتصاره إنها القاضي…

استطاع! إذا يذلهم وأن جدارة، بغير أسماؤهم تلمع الذين هؤلاء مكان يتبوأهؤلاء وجوه فوجد حوله، فيمن ونظر المحامين، غرفة إلى وقصد المحكمة، باب ولجالمحامي ذلك مع لجنب جنبا نفسه وجد … البكاء عينيه في مرة ذات أسماؤهم أثارت الذينالمحامي ذلك ووجد الدفاع، منصة في ليقف الوزير، منصب يوم ذات لفظ الذي الخطير،اسمه يلمع علما اليوم فأضحى مغمورا، بالأرياف محاميا كان لقد ضالته؛ إنه الآخر،ولا منه، أكفأ ليس إنه الدهماء، من مثله إنه شك، بلا ضالته إنه … حواليه الذهب ويلمعلسانه سوط بعيد منذ عليه سلط لقد … يحملها التي الشهادة نفس إلا يحمل ولا أذكى،السيدة محامي إنه واحدة. قضية وفي واحدة، غرفة في معه الآن هو ها … مناسبة كل فيوالمحامي النيابة أمام نفسه وجد لقد مباراة! من لها يا حقها! سيطلب إنه الساذجة،

الخطير!له وقال اليوم، نفس في معه تخرجوا الشبان. زملائه من خمسة الحجرة في كانلسوف الليسانس، من أقسى إنه رضوان، أستاذ يا قاس امتحان يداعبه: وهو أحدهم

مغامرة! هذه بك» «م. ضد تترافعبك» «م. اكتراث: دون وقال فؤاده، في قاسية لذعة ألم وكتم سخرية، في كتفيه فهز

الحظ! ركابها في مشى أسماء إنها غيره! أو

50

الأجير

رضوان؟ أستاذ يا إيه أسماء الدراسة: منذ عناء زملائه أشد وهو سعيد، الأستاذ وقال… جبار وماض وذكاء، كفاءة، إنها

إنه لها، حد لا مناقشات في ويدخل له تهيأ الذي الجو من نفسه يخرج أن يشأ ولمحافظته، وتأبط شيئا، يقل ولم صمت، لذلك المناقشة؛ في لحاحه ويعرف سعيدا، يعرف

الجلسة. قاعة شطر ويممإلى موكله حرية فيها أسلم واحدة ساعة واحدة، ساعة بعد رضوان الأستاذ وخرجوجها أمامه سعيدا صديقه رأى حين نفسه تمالك ولكنه غاضبا، ثائرا خرج السجان.الله فعل ماذا رضوان؟ أستاذ يا خيرا الصافية: ابتسامته يرسل وهو سعيد قال لوجه،

المسكين؟ بخصمكوالأدلة معترف، المتهم الاكتراث: عدم متصنعا وقال زميله، سخرية من غيظه وكتم

أفعل؟ كنت ماذا رأسه، شعر بعددأتمرن الذي — وحيد الأستاذ إن ذنبي؟ ما لكن خاسرة، قضية أنها أعرف كنت لقد

الأتعاب! إلا يهمه لا جشع — عندهالقضية، قبول في ألح الذي — أستاذه وليس — هو إنه لصديقه يقول أن يشأ ولمالاتهام، قفص يلج جعله ما والأماني الوعود من المسكين لموكله بذل أنه يذكر أن يشأ ولم

حديقة! في يخطر وكأنهالأولى؟ الطعنة يسدد ألم وكبرياءه؛ أرضىنفسه لقد داره؛ إلى فرحا عاد ذلك مع لكنهولسوف … جولات وبعدها الأولى، الجولة إنها لوجه؟ وجها الكبير خصمه يهاجم ألم

يوم! ذات ينتصربالطموح تفيض نفسه كانت … العملية حياته في رضوان الأستاذ مضى وهكذاصدره في يئز مستعر، لهب في غارقا قلبه وكان بالأوهام، مكبلا عقله وكان والأطماع،

… مواهب ولا شأنا عظيم أي من أقل ليس إنه … باستمرارليدرك واحدة مرة يتحسسها بأن يعن فلم نفسه، عن يصرفه أن العاثر حظه وشاءغيره، انهيار في مجده وظن … الناس وفي الحياة في يخبط مضى عليه. تنطوي ما صدقما بين — فحطمت يوم، ذات معوله من ضربة وطاشت … حساب بلا يهدم فمضىسمعة هذه … وأشلاء نثار غير يجد فلم حوله وتلفت مبدأ، وكل أعلى مثل كل — حطمت

سياسي! كفاءة والرابعة نابغة، مواهب والأخرى صديق، فضيحة وتلك عظيم،هو يفعله وما شيء، كل هو إنه … شيئا يرى يعد فلم سبيله، المبادئ نثار وملأ

… الصواب

51

الحب من أقوى

منهم واحدا وتفقد المحامين، غرفة في أصدقائه بين يوم ذات رضوان الأستاذ وجلسقاضيا. أصبح لقد عم؛ يا عندك «عقبال» يثيره: أن يحاول وهو سعيد وقال يجده، فلم

أبيه! ضغط وتحت أنفه، رغم قبل لقدإذن؟! زواجه كان فيم ذلك؟ غير تنتظر كنت وهل غضب: في قائلا رضوان وانفجر

تعيينه؟! في زواجه دخل ما تعنيه، ما أفهم لا –شاب ف تصر هذا هل الثمن؟ هذا يتقاضى لكي باشا»؛ «ع. ابنة من يتزوج ألم –

شريف؟!صهره. من أغنى وهو نزيه، رجل صهره إن رجل؛ يا الله اتق معترضا: سعيد وانبرىالليسانس، ثالث كان أنه أنسيت … القاضي مرتب أضعاف المحاماة من يربح كان لقد

؟! يعين أن دائما يرفض وكانالنبي! على صلي عم يا كتفيه: يهز وهو رضوان وأجاب

بأن إيذانا كانت الإنكار، تعني وإنما الإيمان، تعني لا كانت دائما. جملته هذه وكانتوإنما التعليل، بهذا يؤمن يكن لم إنه بل … به يؤمن الذي غير تعليلا يقبل لا المكبل عقلهونبيل، غني أنه يعرف سعيد؛ يعرفه ما زميله عن يعرف كان لقد فرضا. يفرضه كان

… طويل أمد منذ يحبها لأنه إلا باشا» «ع. ابنة يتزوج لم ناجح ومحامعلى الاعتماد في سعيد على محاضرة وألقى الصباح، في فعلته استنكر فقد ذلك، ومعهذا ألقى … عليها وحرصه المحاماة، ومجد المحامي، بها ينعم التي الحرية وقيمة النفس،عنه عرف كبير، سيد ابنة يخطب شقيقته مع اليوم ذلك عصر وذهب الصباح، في الدرسومضى يخطبها، ذهب لزوجها. ممتاز منصب هي ثمينة، عرس هدية لابنته يرصد أنهفقد لقد فجأة! يتوقف الحظ بدولاب فإذا القران، موعد قرب أن إلى الزواج، إجراءات فيفي رضوان الأستاذ ويكتشف … نفسه أمر يملك لا وأصبح دولته، ودالت جاهه، صهره

… الزواج ويفشل لخطيبته؛ يميل لا أنه نفسه الوقت… طويلا شوطا السبيل هذا في رضوان سار لقد الوحيدة؛ مغامرته تكن لم إنهاداخل وهو سعيد، فداعبه آخر؛ عظيم ابنة من للزواج يسعى أنه يوم ذات أصدقاؤه وسمع

تسقط! ما الوزارة قبل حيلك شد مولانا، يا مبروك قائلا: المحامين قاعة إلىونهض آخر، طريق في الحديث يدير أن وجهد مرارة، في صديقه سخرية وابتلعموعد يحين حتى الوقت يقطع وأخذ أصدقائه، عن يبتعد حيث إلى وسار لحظات، بعض

المحكمة. ردهات في التجوال في — أجلها من جاء التي — القضية

52

الأجير

بالزوجة يدخل أن قبل فعلا الوزارة سقطت لقد صادقة؟! نبوءة أم صدفة أكانتهي خطيبته كانت يتنصل، ولم المرة هذه في هو يرفض ولم الساحرة، والوظيفة الجميلةالخطبة بخاتم له وألقت المدهونة، عواطفه قلبها فعاف نفسه، كشفت لقد رفضت؛ التي

نادمة. ولا آسفة غيرالكارثة! قبيل الله أنقذني لقد خطبته: فسخ يبرر وهو لأصدقائه رضوان الأستاذ وقال

بناتهم؟! الناس هؤلاء يربي كيف أعلم لست ا، جد بلدي بلدي، إنهاحدث، ما يعلمون كانوا أنهم رغم قوله من يسخروا فلم أصدقاؤه، عليه وأشفق

يريد. ما بغير جرت الله يد وأن لفظته، التي هي أنها ويدركونرضوان الأستاذ وخرج فرحا، داره فيه غادر الذي اليوم ذلك العاشرمنذ العام وأقبلمنه أفلتت لقد بالأحزان؛ تنوء اليوم ذلك في نفسه كانت كعادته. قافزا الأرض في يخبطالخمسة أصدقاؤه الحياة، في وحده أنه اليوم إلا يحس ولم أخرى، بعد مرة الحياة فرصفقد ثابتة، خطى في الوزارة إليه تسعى أحدهم إن آخر؛ شأن لهم صار المحامين غرفة فيومن اسمه، من تخلو صحيفة تكاد لا الثاني وإن خطير، سياسي حزب في علما أضحىوهو الاقتصاد، في سبيله شق فقد الثالث أما القضاء، ساحة وفي البرلمان في الموفقة جولاتهاحتفاظه رغم ويكبر اسمه يلمع — سعيد — والرابع ناجحة، شركة يدير سنه حداثة على

وهو؟! … الهادئ الوديع بطابعه… هو أما

ليس قلبه في يحز ما إن الأقل. على نفسه نظر في كذلك إنه بدأ. كما زال ما إنهأصدقائه، على ثيابه يضفي الذي المجد ذلك لكن يربحون، كما مالا يربح إنه وحده، حالهماذا يعرف لا إنه والبصيرة، البصر أعمى المجد ذلك إن ثوب، من بقطعة هو عليه ويبخلسنوات، عشر منذ يفعل وكما الآن، هو يفعل كما تماما … عشواء خبط يخبط إنه يفعل،هذه خلال طويلا قفز لقد الأرض. على يقفز كما الحياة في يقفز أن على أمره أجمع منذوظل أصدقاؤه، ارتفع ارتفع. فما ذلك ومع لهث، وحتى أقدامه تعبت حتى قفز الأعوام،

كان! حيث هوإنه افتراء، محض ذلك إن يتقدم؟! لم ا حق مكانه في هو هل طويلا، يفكر وأخذويربح نفسه، أمر ويملك متواضعا، رصيدا البنك؛ في رصيدا يملك الآن إنه حالا، أحسنأنه إليه فخيل خلفوه، الذين هؤلاء أصدقاءه لكن فعلا، ارتفع لقد … حاجته على يزيد مامنهم أقل ليس إنه موجب، بغير سبقوه سبقوه، أنهم نفسه في يحز ما إن … يتحرك لا

53

الحب من أقوى

ألم بعيد؟ أمد منذ العليا مثله عن تخلى قد أليس عنهم، يمتاز هو ثم مواهب، ولا كفاءةالحرية! هذه نفعته فما ذلك ومع المبادئ؟ إسار من ينطلق

صاحب يقول: المكتب كاتب إليه وتقدم مكتبه، باب عند وقدماه أفكاره به ووقفتصديقه يكن لم قديم، زميل إنه أحزانه، ونسي جبينه وتهلل لقاءك، يريد البطاقة هذهمع لكنه الحياة، في سبقوه الذين الدراسة زملاء يكره إنه … دراسة زميل لكنه ما، يومايرد وهو الصديق وقال حرارة، في يحييه صديقه على وأقبل أساريره، وانبسطت تهلل ذلكبك، شوكت الأستاذ عند الشارع نفس في كنت لقد الصدفة؟! هذه غريبة أليست التحية:منذ أرك لم لأني الفرصة؛ أضيع فلم اليافطة على اسمك فقرأت النواب، مجلس في زميليإليه ينتمي الذي الحزب إلى شيء، كل إلى الحديث ومال يتحدثان، وجلسا الكلية، غادرناالأستاذ يضيع ولم أقطابه، أحد نفسه الزميل وهذا بالشبان، يحفل حزب إنه … الزميلوالإعجاب. المدح بألفاظ الزميل وأغرق مدحا، الحزب على انهال لقد الفرصة، رضوان

نشاطه؟ في تساهم لا فلماذا بحزبنا، هكذا تعجب دمت ما مستطلعا: الزميل وقالبأمثالك! نرحب إننا

أرحب ذلك مع لكنني المظاهر، أحب لا إنني قائلا: ظ تحف لهجة في تهالكه وأخفىوبمبادئه! به أومن حزب إلى بانضمامي

مبادئ، اسمه شيء في يعتقد يكن ولم رضوان، به يؤمن شيء الحياة في هناك يكن ولمبنفس وأحس … مئات من واحدا نشاطه في وساهم الحزب، هذا إلى مضى ذلك مع لكنههدم والبناء؛ الهدم شعور المحكمة؛ قاعة ولج حين سنوات، منذ به أحس الذي الشعورالمتخلفة الأنقاض بغير نفسه يبني أن يستطيع أنه يتخيل يكن لم … نفسه وبناء الناس

عشرات! هدم منهذا إلى قاده الذي الزميل بسمعة الأولى الضربة وأطاحت … «واحد» بمعوله! وضرب

الحزب!نفسه! الحزب سمعة على الثانية الضربة وانهالت … «اثنين»

نفسه معدن من المعول كان تحطم، قد المعول كان الثالثة؛ بالضربة يده ترتفع ولمضربتين. غير يطق فلم الرخيصة،

رضوان الأستاذ فيه أصبح الذي اليوم ذلك منذ أعوام، بعد الأربعة الأصدقاء وجلسالحزب. هذا أنصار من نصيرا

54

الأجير

المحاماة، «روب» إلى عادوا قد كلهم كانوا — المحامين قاعة — القاعة نفس في جلسواالآن؟ رضوان الأستاذ أين ترى، سعيد: — لسانا أطولهم وقال المجد، مدارج في رحلة بعد

عدت! أن إلى القاهرة غادرت أن منذ اسمه أسمع لم إننيبك». «م. الأستاذ عن حاضرا كان عامين، منذ مرة أمامي ترافع لقد آخر: وقال

من ثم ؟ مستقلا مكتبا فتح لقد كيف؟! بك»؟! «م. عن دهشة: في الثالث واعترضإذن؟! عنده يعمل كيف … اسمه يسمع أن يطيق لا كان لقد هذا؟! بك» «م.

اللحظة. هذه إلى صامتا الرابع وكانالسؤال. إليه يوجه أن ينتظر كان كأنما

يجب بأنه وأحس جميعا، إليه ونظروا الجواب. إلى أقربهم لعله له. قريب بك» «م. إنوهو عامين، منذ مكتبه رضوان الأستاذ أغلق لقد جرا: الألفاظ يجر وهو فقال يتكلم، أنوكيله محل رضوان حل وقد تعلمون، كما مسن إنه بك»، «م. مكتب أعمال بكل الآن يقوم

معا! الشاب وسكرتيره العجوز،يتعلق هو كما زال ما إنه رضوان، الأستاذ مسكين قائلا: سخرية في سعيد وانطلقالمجد ثوب أن يتصور الساذج إن بك»! «م. مكانة في يطمع أنه لكم أؤكد إنني بالأوهام،يعتزل عندما بك»، «م. محل سيحل أنه ويظن كتف، إلى كتف من ينتقل المحاماة، كروب

أجيرا. دائما سيظل أنه يعرف ولا المحاماة، هذاأجيرا؟! أجيرا؟!

دقائق بعد الحجرة دخل لقد تأكيد، بكل يسمعها لم إنه رضوان؟ الأستاذ سمعها هلبها. سعيد نطق من

أجير! أنه عرف قد بأنه ينطق كان ذلك، مع وجهه، في شيء كل لكن

55

تقهر لا حواء

… دمنهور في أختها لزيارة ذاهبة القطار، في بها التقيتالجامعة. في كنا مذ أعرفها إنني

أحد وأن الطالبات، بين وجه أجمل كانت أنها وأعرف وكبرياءها، غطرستها أعرفلها كتب يحمل بما ضاق فلما واحد، طرف من الحب وكان سنوات، ثلاث أحبها الطلبةففضت الطالبات، مراقبة فاني) (مس بسخونته فأحست بعيد، حد إلى حارا كان خطابا،الطالب منح أن النتيجة وكانت الكلية، إدارة إلى سلمته إليها تسليمه من وبدلا غلافه،

الدافئة! أعصابه ويرطب قلبه، أوار فيها يلطف كامل، عام لمدة إجازةسئمتها، ما سرعان مجلة تتصفح لاهية، وكانت نتكلم، أن قبل فترة القطار بنا وسار

فابتسمت! عيوننا التقت وعندئذ بجوارها، فألقتهافينوس؟! هي فأنت الذاكرة تخني لم إن لها: وقلت

فينوس؟! من دهشة: وأجابتتذكرين ألا عليك. أطلقناه الذي الاسم لكنه فعلا، اسمك ليس إنه شك، بلا أنت –

الأرض»؟! على تسير التي «فينوس فيها أسماك التي ورسالته «فلانا»مسكين! وقالت: الأسى، يخالطها ابتسامة شفتيها وعلت الماضي، تستعيد كأنما وبدتيدي في وقعت رسالته كانت لو هذا، صاحبك الحظ سيء كان لقد تعرف؟ الآن، ذكرت لقد

أعرفه؟! إنني لهم قلت لو موقفي ر تصو أنا؟! ذنبي ما لكن ذلك، من شيء حدث لمارسالته؟ تسلمت أنك لو فاعلة كنت وماذا قلت:

الذي الخطأ إن … الرسائل هذه لمثل واسعة مهملات سلة لدي إن طبعا، شيء لا –المهملات. سلة في إلقائها من بدلا الحب رسائل لحفظ قلبها تستعمل أن هو فتاة فيه تقع

أنا؟! به أتقيد كيف واحد، طرف من حب إنه ذنبي؟! ما مني؟! قسوة

الحب من أقوى

المغرمين! هؤلاء كثيرين، كانوا لقد بغيره، ولا به تتقيدي لا صحيح، أتنهد: وأنا وقلتبعقل؛ تصرفت لكنك منهم، واحدا كنت مثلا، أنت الفور: على فقالت أعنيه، ما وفهمتصدرك على تتدلى كانت التي الزاهية، والكرفتات المستعطفة الذليلة النظرات على تزد فلموحولت الطريق، اختصرت أهملتك فلما هنا»، «أنا قائلة: احمرارها لفرط تصيح وكأنها

«…» صوب نظراتكالآن؟! هي أين أتعرفين سنية؟ صوب مستدركا: وقاطعتها

تزوجت. أنها سمعت –ولدان! ولها أم، … منزلي في إنها –

الأنظار. للفت طبعا داعي لا … الزاهية كرفتاتك خلعت ولهذا –شهرين؟ بعد زوجي وطلقت و… … تزوجت أيضا أنني تعرف هل

طلقته؟! –… فيهما أختنق كدت شهرين بعد نعم، أي –

الحد؟! هذا إلى رديئا كان –… أعامله كيف أعرف لم رديئة؛ كنت التي أنا –

كعادتك؟! قاسية –والأخيرة. الأولى، للمرة ضعيفة بالعكس، –

كان يحبها. وأنه تحبه أنها اعتقدت لأنها تزوجته إنها … قصتها علي تقص ومضتأي عمل في بالمرة يفكر لا بل يستشيرها، أن دون شيئا يفعل لا الزواج، قبل معها رقيقابكلمة فمه يفتح كان ما ساعات سارا لو صامتين، ويسيران للنزهة يخرجان كانا شيء.تسأل التي هي … تتصرف وأن الموقف، تسود أن دائما عليها يفرض كان اقتراح. ولاالسينما، اسم تقترح وهي السيارة، تنادي التي وهي تجيب، التي وهي يذهبان، أين إلىالأولى صفاته كل ومتغطرس… ومستبد قاس معايبه، بكل الرجل اكتشفت تزوجا وعندماأن من بدلا له، تنصت أن على يرغمها أصبح لها الاستماع من بدلا نقيضها؛ إلى انقلبتقالت … شيئا تقترح أن يطيق لا أصبح بل الأوامر، صدر الذي هو أصبح أوامرها، تلقي

تم! وقد الطلاق، إلا شيء، على يتفقا لم الثالث الشهر خلال إنهماتجربة منك أوسع إنه صواب؟ على أنه يجوز ألا لكن، حديثها: أتمت أن بعد لها وقلت

ودراية.تعلمت؟ مما أكثر تعلم هل تجربة؟ أوسع يكون ولم غاضبة: وأجابت

58

تقهر لا حواء

رجل. ولكنه لا، –بين فارق هناك يعود لا حتى نتقدم لن أننا أتعرف السخيفة، للأفكار عدنا آه، –

والمرأة؟ الرجل… الآن ترين مما أكثر –

أن يريد كان أنه زوجي وبين بيني الخلاف كل كان لقد تتصور. مما أكثر بل –دائما. إرادته يغلب

استبداد. هذا شك. بلا مخطئ إنه هذا. في معك أنا التأثر: أبدي وأنا وقلتطلقته! ولهذا –

انتهى حتى أنا وانتظرت يفهمها. من وجدت كأنما الضمير، مرتاحة وهي قالتهاكان أنه شك لا مثلا، هذا زوجك تصوري الرجال! هؤلاء مساكين فقلت: القطار، صفير

يحبك.أخطأت لما يعبدني كان إنه قلت لو يحبني، كان كيف تتصور لا إنك يحبني؟! –

عنيدا! يكن لم لو العمل؟ ما لكن التوفيق،كل ولم الجنة، من ويخرج فينوس يفقد أن العناد، نتيجة هي وها متحمسا: وقلت… تغريده ليسمع الذهبي قفصه خارج ويقف العصفور، يحبس أن على أصر لأنه ذلك؟ليغرد العصفور ويطلق القفص، نفسه على يغلق أن العكس، يفعل أن عليه يجب كان

شاء! حيثمستنكرة: وقالت غاضبة، نظرة إلى اطمئنانها انقلب فقد كلامي؛ أتم لم ولكني

القفص. في وضعه أريد إني أقل لم إني مني؟! تسخر هل ماذا؟!قلت! لكنك –

أنا؟! –الآمرة، تعودي لم أنك هو أثارك الذي إليك؟ يستمع يعد لم أنه يغضبك ألم أجل، –

السيادة! على خلاف إذن المسألة … الآمر هو وأصبحنلناها. إننا قيل التي المساواة الحرية، على بل –

الإنسانية. منها وتفيد بها، تستمتع –جديدة. مطالب عن ستبحث إنها أبدا، –

؟! –لها وقيل الطريق، إلى ونزلت الحجاب، عنها خلع عندما عاما، وعشرين خمسة منذ –من أخرى، أشياء تطلب أخذت فعلت؟! ماذا أتعلمين شيئا، افعلي شيئا، قولي … حرة أنت

59

الحب من أقوى

مناسبة، وبلا مناسبة كل في وتطلب، وتطلب، تطلب، أن إلا شيئا تفعل لا الآن إلى يومهانا أم بنفسها هي لي» «هات الخالد دورها الرجل؛ مواجهة في الدائم دورها عن تخرج لمواحدة لحظة فمها تغلق لم الدنيا أبواب على حتى بالمطالب، آدم أبانا أرهقت حين حواء،المرأة فم يغلق أن استطاع الآن إلى شيء لا متاعب، من حماقتها عليه جرته ما على لتندم

المطالب. عن… تضحك التي نفسها فينوس إنها … لها بهت عالية ضحكة لولا أستمر أن وكدتأنا ظللت حين على الضحك، في مضت فقد ذلك ومع الضحك، يثير شيئا قلت أني أذكر لا

مبهوتا.استمر. أستاذ، يا استمر –

يروقك؟ لا كلامي –شيئا، تطلب لا المرأة أن أتعرف حماستك، مثل في للمرأة نصيرا أسمع لم إنني أبدا، –

آراؤك؟ تنتصر أن إلاأفهمك؟ لا –

وسنية؟ أنت كثيرا أتختلفان أولا: لي قل –قليلا. ولا كثيرا لا –

شيئا؟ منك تطلب ألا كيف؟ –بمطالبي! أرهقها الذي بالعكس أنا لي، ما مثل شيء كل في لها إن … مني؟ تطلب لم –

أستاذ! يا اتفقنا –علام؟ –

تملكه لا شيئا الرجل يملك لا أن … لها أنا أطلبه ما هو المرأة، من تطلبه ما أن على –لك؟ ما مثل لها لأن منك شيئا تطلب لم سنية إن تقل ألم … طلبه في الوقت فتضيع هي،بثورتي أريده كنت ماذا أتدري الذهبي، القفص ذكرت لقد … أيضا أنا أطلبه كنت ما هذا

القفص؟ هذا علىمنه؟ تخرجي أن –هين! شرط مع –

هو؟ ما –توا. منه خروجي بعد يتحطم أن –

أيضا. أفهمك لا أكاد –

60

تقهر لا حواء

قفص بغير الحياة تفهم لا أنك هو أفكارك يشوب ما كل … جيدا تفهمني بل –أفكارك. يشوه ما كل هو هذا امرأة، أو كان رجلا حبيس، عصفور وبغير ذهبي،

تصلح فأخذت للنزول، فينوس وتهيأت دمنهور، مشارف إلى وصل قد القطار كانثوبها أذيال في حاملة تهبط وهي الكلية درج على مرة آخر رأيتها كما كانت … زينتها

فينوس! أسماك الذي صاحبنا عن الله عفا مداعبا: فقلت طالب، من أكثر آماليسميني؟ أن تريد كنت وماذا تبتسم: وهي قالت

تقهر. لا التي حواء حواء، اسمك يكون أن أوثر كنت –

61

نبيل رجل

اللحظة في عنه شيء كل سأنسى أنني في شك يخالجني لم منصور، الأستاذ عرفت عندماولا المعتدلة، بقسماته وجهه في لا الاهتمام؛ على يبعث ما فيه يكن فلم فيها، ينصرف التيكان حسن، محمد منصور المألوفة، الثلاثة بألفاظه اسمه حتى الوتير، الهادئ صوته فيارتكاز ويصعب تختلط أن بد فلا تنس لم فإن بسهولة، تنسى أن يمكن التي الأسماء من

منها. واحد لفظ على الذاكرةلقيني الذي الوقت ففي شهور؛ بعد الثانية المرة في لقيته عندما توقعته ما صح وقدالوجه هذا أن أذكر كدت وما وجهه، أذكر أن محاولا ببط أنا صافحته وشوق، بحرارة فيهلظللت اسمه كلمات بإحدى الذاكرة تسعفني لم ولو الاسم، مشكلة نشأت حتى أعرفهواحد. بحرف أنطق أن دون بلاهة، في يده لهزات بيدي أستجيب أو يده، أهز صامتا،

حسن؟ الأستاذ حال كيف أخيرا: قلت ولكننينسيتني! لقد أستاذ، يا منصور سذاجة: في مصححا وقالمنصور. حسن الأستاذ نسيت؟ كيف مستنكرا: وأعدت

أقل ألم مرسي؟! صديقنا إليك يقدمني ألم حسن، محمد منصور يضحك: وهو فقالنسيت؟! إنك لك

منذ ذلك كان لقد نسيت؟ أنا أستاذ! يا الله سبحان قائلا: استنكاري في وأمعنتإليك فقدمني مرسي، بجانب جالسا حضرتك وكنت التجارة، نادي حفلة في شهرين

معا. وخرجناجانب إلى جالسا وكنت شهرين، منذ حفلة أقام النادي كان صحيحا، كله هذا وكانالثلاثة، نحن الحفلة نهاية في وخرجنا أصدقائه أحد إلى فقدمني الدراسة، زميل مرسي،إنني الواقعة، الحقيقة يمنع لا لكنه صحيحا، كان ذلك كل الأتوبيس، محطة عند وافترقنا

الحب من أقوى

فلم المكتظة، ذاكرتي حافة على به تعارفي ومر الثالث، الرفيق بهذا يتصل ما كل نسيتأثرا. يخلف

مرسي، صديقي قابلت يوم منصور الأستاذ فيها نسيت التي الثالثة المرة وكانتذكره حتى استطعت، فما اسمه أتذكر أن وحاولت صديقه، مع لقائي نبأ عليه فقصصت

فذة؟ شخصية إنه منصور؟ أتنسى رجل؟ يا عتاب: في قائلا مرسينسيته! ما كذلك كان لو مدافعا: وقلت

يقص ومضى … قط تنسه ولم لأحببته عرفته أنك ولو جيدا، تعرفه لم إنك بل –إنه … له اكتراثي لعدم آسف وجعلني به، اهتمامي أثار حتى منصور، عن يعرفه ما عليوالشرف البطولة تسودها مجيدة، أيام تاريخ من هربت خرافية، شخصية لي صوره كمالا مألوفا المضطرب عالمنا عددنا إذا غريبة شخصية الماجنة، الصاخبة الحياة في لتعيش

… فيه غرابةالرابعة المرة في أفندي منصور لقيت وعندما الصورة، هذه صدق الأيام حققت ولقدلي؛ تكتب لم التي الرسالة بهذه اعتزازي قدر بشيء أعتز لم لعلني بل أنساه، ألا على لقيته… النبيل الخرافي المخلوق هذا صور من صورة عليها تنعكس منصور، من رسالة لأنهالا أنه فيه ما أبغض بغيضا، عملا واحدا، عملا نعمل المتسعة الحجرة في أربعة كناخطأ أقل إن بحيث الدقة من عملنا كان فيها، ما ونراجع نقرؤها الأوراق من أكوام يتغير،مع والاتفاق بالتواطؤ يئول أن قبل والنسيان، بالسهو يئول أن يمكن لا أحدنا يرتكبهدا مشر الطريق عرض إلى مكتبه من يخرج لي زميلا بعيني رأيت ولقد الحكومة، عملاءلم لمقاول خطأ صرفت الجنيهات من ألوف بضعة الحكومة على فأضاع ارتكبه، لخطأ

أعمال. من إليه طلب ما بكل قام قد يكنالرابع. لقاءنا هذا وكان لنا، زميلا ليعمل صباح؛ ذات منصور جاء الحجرة هذه وإلىيا معا نعمل أن الله يريد وأخيرا، مرة: أول فعل كما حرارة، في يدي يهز وهو وقال

لزملائك! فقدمني اليوم، منذ هنا إلى نقلت لقد أستاذ،إلى بتقديمه وقنعت اسمه، من الأولى الكلمة فذكرت المرة، هذه التوفيق ولازمني

منصور! الأستاذ صديقي أنه على زملائيوجدناه الثامن الشهر كان إذا حتى منصور، مزايا عن لنا لتكشف الأيام ومضتمرتبا، وأكبرنا سنا، أكبرنا كان والوالد، الرئيس بمثابة — ذلك إلى يسعى أن دون —عند بمنصور صلتنا تقف ولم بالعمل، وأدرانا وأحرصنا، أدقنا — الأهم وهو — وكان

64

نبيل رجل

يبخل ولا ومتاعبه، أفراحه في يشاركه منا، لكل شخصيا صديقا أصبح فقد الزمالة؛ آصرةكان واحدة، أسرة إلى العجيب الرجل هذا أحالنا ما وسرعان ماله، أو جهده من له بالعونواحد لأب كأبناء نزعاتنا وتفاوت أعمارنا بتفاوت الأربعة نحن وكنا الأب، بمثابة لها هوالعقد بواكير مع إليه الزاحف الكهولة بوقار مصطفى … يميزه خلق على منهم كل سويبحرارة وسيد الأربعة، بأولاده مكبلا الرجولة إلى الزاحف الشباب باتزان وحامد الخامس،يحظى أن يوشك عاشق شاب نفس به تفيض الذي المرح وذلك وآماله، الباكر الشبابلهذه مقدرا وكان الشباب، ل وأتمه الرجولة، إلى أتطلع الطريق منتصف في أنا، ثم بليلاه،

أحيانا! الأسر يصيب ما لولا هنائها، في تظل أن الأسرةالرئيس! لمقابلة أحدنا يستدعي الفراش دخل حين يوم ذات أسرتنا مصاب وكان

سبقنا، قد كان منصور أن لولا كرسيه، عن يهم منا واحد كل وكاد النظر، وتبادلناالباب! إلى متجها فنهض

كلمة، يقول أن دون مكتبه إلى وجلس واجما، بعدها إلينا عاد ساعة نصف ومرله، وقع قد شيئا أن فأحسسنا وجودنا، يحس لا وكأنه أوراق، من أمامه ما يقلب وأخذ

الوجوم! بمشاركته واكتفينا سؤاله، على نجرؤ لم ولكننايستحيل أن قبل المصلحة تداركته خطأ ارتكب إنه منصور لنا قال التالي اليوم وفيالعقاب توقيع وأخرى لحظة بين ع يتوق وإنه الحساب، ليناقشه دعاه الرئيس وإن كارثة،

عليه!إلى نقله قرار — يضحك وهو — منصور علينا فقرأ المكتب، دخلنا أسبوع وبعدبضع ضياع إلى يؤدي كاد إهمالا أهمل لأنه كاملا؛ عاما علاوته ووقف الصعيد، أقصىالمدة هذه طوال واستقامته خدمته مدة طول ولولا الحكومة، على الجنيهات من مئات

صرامة. أشد العقاب لكانوثلاثين ستة بها أعمل الحكومة؟! هذه أمر أليسعجيبا ذاهلون: ونحن منصور وقالمرة وأخطئ الأعوام، هذه طول إثابتي في فتتمهل وحسنات، حسنات منها كل في عاما

أسبوع؟! خلال فتعاقبني واحدة،منصور، بيننا قضاه يوم كل تستعيد ذاك إذ رءوسنا كانت يجيب. من فينا كان ومالن اليوم، ذلك أبدا أنسى ولن لتوديعه! فيه سنقف الذي القريب اليوم ذلك إلى وننتهيسيد، جبين على طبعها التي الجياشة قبلته أنسى لن منا، لكل الحار منصور وداع أنسىنفسي في وارتبطت اليوم، طوال القبلة تلك خيالي لازمت لم أدري لا أسرتنا، أفراد أصغر

65

الحب من أقوى

الأيام ومرت الحياة! تودع وهي الأصغر، أخي جبين على طبعتها التي الأخيرة، أمي بقبلةالأسرة رب شبح وبدأ والثاني، الأول وانقضىالأسبوع متباطئة، وئيدة لمنصور فراقنا بعديصور كان الذي السحر هذا وزال عمل، زمالة إلى جديد من تستحيل الأسرة وبدأت يبعد،الجافة والأوراق الخشبية، المكاتب إلى جديد من وعدنا أربعة، إخوة منزل كأنها حجرتنا لنا

الحكومة. عجلة في آلات رجعنا والأعداد، الأرقام وأحاديث الميتة،الله! استنكار: في يصيح سيد صوت على انتبهت حين عملي، على منكبا وكنت

مستحيل؟يردد: وهو ورقة ورقة فيها محملقا أوراق، حزمة في يقلب سيد فرأيت رأسي ورفعت

أنا! خطي إنه الأوراق؟! هذهأوراق من يده في بما إلينا فدفع حدث، ما لنرى سيد نحو وسرنا وحامد، أنا وقمت

مستحيل! هذا اقرءوا! خذوا! قائلا:المقاولين، أحد على رست بمناقصة خاصة كانت أتأملها، وأخذت بالأوراق وأمسكتأجره، قيمة من كبير جزء صرف طالبا توقف ثم شهور، بضعة عمله في المقاول ومضىعمل، من المقاول ه أتم فيما نراه ما نقرر أن المختصة الحكومية المصلحة إلينا طلبت وقد

التقدير. هذا أساس على طلبه في لتنظر الأجر، قيمة من يطلب ما يعادل وهلالمقاول، يطلبه الذي المبلغ بجوازصرف إقرارا فقرأت الأوراق، نهاية إلى عيني وقفزتمن خطابا وجدتها الأخيرة بالورقة أمسكت فلما واضح، بإمضاء منصور عليه ع وق قداتخاذ الوزارة من وتطلب تداركته، قد أنها وتنبئنا خطئنا، إلى فيه تنبهنا المذكورة المصلحة

الخطأ. هذا في المتسبب نحو ترى مادخل فما منصور، بيننا من أطار الذي هو الخطأ هذا نظري؛ في طبيعيا الأمر وبدا

الموضوع؟ في سيدالأوراق هذه لكم، أشرح أنا طبعا؟ تفهموا لم منفعلا: فقال حيرتي سيد أدرك وكأنما… المختصر إمضائي كل وهنا أخطأت، الذي وأنا راجعتها، الذي أنا عندي، من خرجتكيف هو! عليه … الجزاء وقع من على إذن انظروا … هذا الكامل منصور توقيع مكان

ذلك؟! حدثالعمل؟ وما نفسه: يحادث كأنه ذاهلا حامد وقال حائرين، ثلاثتنا ووقفنا

واحد، خطأ يكفي أنه العمل العمل؟! إبطه: تحت الأوراق يطوي وهو سيد وصاححدث! ما ح سأصح

66

نبيل رجل

مصطفى صوت ارتفع حتى بقدمه يخطو يكد لم ولكنه الحجرة، باب نحو وتحركتخطئ لم المصلحة إن سيد، يا نفسك على هون مكتبه: على جالسا ظل الذي وحده كان —

العقوبة. توقيع فيمني! وقع خطأ على منصور جوزي لقد تخطئ؟ لم مدهوشا: سيد وقال

منصور لكن أخطأت، الذي أنت فعلا، هدوئه: عن يتخلى أن دون مصطفى وأجابقال المخطئ، أينا يسألنا أن منه وطلب الرئيس، استدعاه عندما تعاقب لا أن أراد الذي هوباسمه المختصر إمضائك فوق وأمضى إمضائه، وضوح عدم من واعتذر نفسه، هو إنه

واضحا. كاملاذلك؟ فعل لماذا ذلك؟ كيف لكن شفتيه: على تتعثر والألفاظ سيد وقالإلي. به ودفع ظرفه، فض خطابا مكتبه أدراج أحد من مصطفى وأخرج

إنها لي، تكتب لم أنها ولو اليوم، إلى بها أحتفظ التي الرسالة منصور، بخط إنهالملوث! الواقع عصر في النبيل الخرافي المخلوق منصور، الأستاذ صورة

منصور لحياة ووصف ولأسرته، لمصطفى تحيات إنها الأولى، السطور أقرأ وأخذتالسطور: هذه أخيرا ثم أسوان، صيف في الجميلة

على وأشواقي الصادقة تحياتي تبلغ أن دون واحدا مصطفى يا تنس ولايفهم أن حدث ما عرف إذا أنه بالله أستحلفه … سيد ولدنا إلى الخصوصالحكومة كانت هل ولكن جسيما، خطأ أخطأ أنه صحيح حقيقته، على الموقفيؤسس أن ويوشك الحياة، مقتبل في شاب أنه عقابه في تفكر عندما ستعرفمستقبله، على بالقضاء — نظرها في — كفيلا خطؤه كان لقد الزوجية؟ بيتعروس انتظاره وفي ستحدث، كانت كارثة أي … الاختبار تحت موظف وهوالأمر يعدو فما العجوز، الميري حصان أنا، أما الآمال؟ عليها ويبني عليه تبنيالحكومة على يعز بالبياض، حافل مجلد في سوداء نقطة يكون أن لي بالنسبةالتي زوجتي عيني وفي القانعة، عيني في جميلة أسوان إن … كله تمزقه أنالرحلات كعشرات خلوية، رحلة على تزيد لا فهي عاما؛ ثلاثين معي طوفتسيضيف سيد من إنكار أو اعتراض أقل إن القطر، بلاد شتى في بها قمنا التيبين يقارن ودعه رسمية، أوراق في التزوير عقوبة جديدة، عقوبة عقوبتي إلىيستجم مكان أحسن إنه الهادئة، الجميلة الرخيصة أسوان وأسوان؛ السجن

التطواف! طول بعد أمثالي فيه

67

الحب من أقوى

جلس قد سيد كان الرسالة، طويت حين ولكنني شيئا، أعي أن دون أقرأ ومضيتعينيه. أغمض وقد كتبه، على متخاذلا

منصور صورة خيالي في أستعيد أن أحاول اللحظة تلك في كنت لقد مثلي، كان لعلهالتكالب عالم في الزاهد الإنسان ذلك … المألوف واسمه الهادئ، وصوته المعتدلة، بقسماته

المجيد! التاريخ من هارب وكأنه والافتراس،اليوم! ذلك بعد صورته، استعادة من علي أسهل كان وما

68

دموع من ة بقي

شهران، زواجه مضىعلى قد كان يده، من خرج قد حياته أمر كان مرة، لأول رآها عندماحنانها، دفء في الزوجة هذه أغرقته فقد الوديعة، زوجته مع هادئة بحياة خلالهما نعموالمقهى، الشارع غير عالما هناك أن يعرف وأصبح القلقة، المضطربة حياته واستقرتيقامر كان حيث الحقيرة، الرخامية المائدة صدر من رحابة أكثر آفاق فيه متسعا عالماالمائدة، هذه تلفظه حتى الثانية دقتها ترسل الساعة تكاد ولا الليل، منتصف بعد ما إلىكتلة فيغادرها ودماءه، تعتصرأعصابه أن وبعد جيبه، في مليم تمتصآخر أن بعد تلفظه

خائر. متهالك وجسد متهتكة، أعصاب منحين آخر، لقاء يتلقاه كان قبل، من ألفه الذي العالم ذلك غير كان الجديد العالم هذاالمكتب حجرة إلى الجائع، بطنه يغذي حيث المائدة غرفة من به يجول كان المساء يقبلالواقع من ذراعين بين اللذيذ بالرقاد ينعم حيث النوم غرفة إلى ثم روحه، يغذي حيث

الأحلام. بنات كل من أحلى البض، الناعماليوم؟ سيزورنا من أتعرف زوجته: له قالت الفردوس هذا أيام من يوم صبيحة وفيلقد سهام، شقيقتي جوابه: من يئست أن بعد فقالت ويحزر، يفكر لحظة وصمتستحضر لكنها اليوم، للغداء دعوتهما وقد الإجازة، ليقضيا بالأمس وزوجها هي جاءت

شقيقه. عند للغداء مدعو زوجها لأن وحدها؛للسينما المساء هذا دعوة تذكرة فلدي سعيدة؛ فرصة أنها أتعرفين مبتهجا: وأجابسهام ندعو أن في رأيك ما وزوجته، سامي ندعو أن فكرت كنت وقد أشخاص، لخمسة

وجهه. وأذكر الدراسة، منذ زوجها أعرف إنني فكرة، وعلى وزوجها؟ما وذكر إليه، ترمي ما فأدرك العبوس، ويعلوها قليلا، شفتيها تلوي بها وأحسمقامر فزوجها الزوجية؛ حياتها في سعيدة غير سهام أن والدتها من أيام منذ سمعه

الحب من أقوى

تشكو، أن دون مضض في تحتمل وهي والنساء، المقامرة بين وماله وقته يصرف عربيد،حاولت وعبثا صمتها، على سهام ظلت جاراتها، إحدى من شيء كل أمها عرفت حين حتىزوجها، سلوك أمامها أثير كلما وأخذت بالإنكار، تقنع إنها بل باعتراف، منها تظفر أن الأمعن يتحدث الذي وحده لسانها لكن زوجها، عن يشاع ما كل ونفت سعادتها، عن تحدثت

وتعاسة! شقاء من تعانيه بما حواليها ما كل ينطق بينما السعادة،أمها أحاديث له رسمتها التي الصورة هذه لكن قبل، من سهام رأى يكن لم إنهعليها. والعطف الإشفاق نفسه في تبعث كانت الكتوم، الصابرة المرأة صورة وشقيقتها،للقائه الأولى هبت تنتظرانه، امرأتان كانت اليوم، ذلك ظهر عمله من عاد وعندما

استحياء! على الثانية وتحركت المألوفة، بابتسامتهاإلى ينساها لا نظرة عميقة، نظرة في بعينيها عيناه والتقت الثانية، ليصافح يده ومدغريبين بين التعارف نظرة كانت لقد شيئا، ذاك إذ ذهنه في النظرة هذه تثر لم اليوم،وجه إلى مرة من أكثر بصره ورفع المائدة، إلى وجلسوا النسب، برباط الأقدار ربطتهماأن وقبل بعيد، زمن من الوجه هذا يعرف كأنما نفسه وجد أن أدهشه ما ولشد سهام،لديه مألوفا يكون أن يوشك سهام وجه إن طرده، ما سرعان خاطر داعبه المائدة يغادر

زوجته! وجه من أكثرالسهرة وشاركهما سهام زوج جاء طبيعيا، شيء كل وكان نهايته، إلى اليوم ومضىالشاب، هذا بكراهية أحس لم يدري لا إنه الدراسة، أيام وذكرا كثيرا وتحدث السينما، فيأول له فخطرت لينام، فراشه إلى وآوى السهرة، وانتهت بحديثه، ضيقا نفسه وفاضتالنوم يغلق أن من وبدلا رآه، وجه كل مر كما بينها سهام وجه ومر اليوم، ذكريات الأمرصورة ووجد النوم، تريدان لا مفتحتين عينيه وجد الذكريات، رحلة من آب أن بعد أجفانه

ذهنه. فراغ لتحتل وحدها تعود سهامزوجته، ترقد حيث جواره، إلى ببصره ورمى الصورة، هذه يطرد أن حاول وعبثاالعميقة نظراتهما إليه تنظران سهام عيني المغمضتين، عينيها مكان يتخيل أن فراعه

الهادئة.وظل الظلام، في وجهه ودفن الغطاء أطراف بيده وشد المروعة، للفكرة فزعا وأجفلآثار كأنه المساء في حدث ما له بدا الصباح أصبح وعندما … انتصر حتى يقظته يكافحوقد مكتبه، إلى جالسا النهار تقدم وقد نفسه، وجد حين ظنونه خابت ما ولشد قديم، حلمويفكر الدخان، سحائب ينفث وأخذ يديه بإحدى رأسه واعتمد عمله، وترك أوراقه ى نح

سهام. في

70

دموع من بقية

شغاف إلى تنفذ زالت ما العميقة النظرات أن مغالطته كانت عبثا لكن نفسه، وغالطالظهر عند آب عندما يقبلها وهو زوجته، عيني في حتى شيء. كل في يراها يزال وما قلبه،

داره. إلىكانت مرة كل وفي مرة، من أكثر خلالها سهام رأى أياما، الجحيم هذا في وعاشتكررت وطالما صاغرا، فيستسلم قواه، تخور حتى الجذب هذا يقاوم وكان عيناها، تجذبه

استسلامه. وتكرر مقاومتهذلك تنسيه أن التالية الأيام واستطاعت العطلة، نهاية في زوجها مع سهام وسافرت

القاهرة. إلى سهام زوج نقل فقد يطل؛ لم حين إلى حياته في الحادثعلى مغلوب أنه تبين ما سرعان لكنه شهور، عدة دام جديدا صراعا نفسه مع وبدأمن وأنه قبل، من عين تصله لم مكان إلى قلبه من وصلتا قد العينين هاتين وأن أمره،

… العاطفة هذه يمحو أن عليه المستحيلوزوجته تشاركه كانت حين وحدها ورآها زوجها مع رآها المرات، عشرات ورأىسهامالساعات فيقضي المضطرب، وعقله الفائرة بعاطفته يئوب كان مرة كل وفي سهراتهما،

بصراعها. معذبايرضىعنها، ولا إنكارها في يلح كان الذي القلق لعقله الخضوع تأبى عواطفه كانتذات لعواطفه عقله وجاء له، وارتاح أحبه الذي المقدس الرباط لذلك جرحا فيها يرى كانمفعولا للزمن أن يعرف كان الحيلة. إلى فلجأ الصراع أعياه قد وكان ترضاه، بحل يوملذلك يوم؛ ذات فتظهر الأيام عواطفه تتعجل أن يخشاه ما كل وكان العواطف، في ساحراأن يوم ذات واستطاع عليها، يعفي أن للزمن وترك والانزواء، الهدوء إلى ودعاها هادنهاقانعا حياته هامش إلى الجديد حبه وآوى جنب، إلى جنبا الزوجية وحياته بعاطفته يمضي

بمكانه.وكان واحدا، يوما سهام عنه تغيب أن يطيق لا كان إليه، وارتاح الوضع هذا وألفزوجته، عند شك أي يثير سهام عن سؤاله يكن فلم مشقة، أية يكلفه لا أطماعه تحقيقكلما ثغره عنها يفتر التي الفرح ابتسامة في مألوف غير شيئا ترى نفسها سهام تكن ولمكلما إليها عيناه ترسلها كانت التي بالحنان الفياضة النظرة من ولا لزيارتهما، أقبلتتجرف التي اللحظات تلك إلا تشوبه تكن لم كاملا سعيدا عاما وقضى عيناهما، التقتعبر أو عميقة، نظرة في عينيه عبر كالسيل وتنحدر أمامها، عقله الحبيسة عاطفته فيها

شيئا. أدركت قد امرأته تكون أن الخشية عندئذ تعذبه كانت حار، سلام في يده

71

الحب من أقوى

هي، عليها عطفا سهام نحو عواطفه في ترى ظلت بالمرة، شيئا تدرك لم امرأته لكنعليه. يشكر التعسة شقيقتها عن ترفيها لها مداعبته وفي

أن وأراد أصدقاءه، ليلقى والحين الحين بين يؤمه كان مقهى من يوم ذات وخرجلها ليفسح السير عن فتوقف الآذان، يصم سيارة نفير أذنيه في فدوى الشارع، يعبرفقد نفيره، ولا سرعته السيارة سائق تجد ولم صفارته، أطلق المرور جندي لكن الطريق،السائق ذلك ليرى بصره ومد السيارة، حاذته حتى مترددا هو ووقف يقف، أن اضطرالتف وقد السيارة، قائد جانب إلى جالسة سهام رأى سهام! بوجه عيناه فالتقت المتسرع،

يدها. تسحب أن تستطع فلم الحوادث، فاجأتها وقد خصره، حول ساعدهامنتصف في الليلة تلك داره إلى عاد أنه إلا يدري لا ذهب، أين ولا فعل ماذا يدري لا إنهالأحلام وحملته الرقاد، غلبه حتى يقظته وجاهد القوى، خائر فراشه على وارتمى الليل،يحس يكاد وما وفظاعة، هولا أشد يقظة إلى منها يفزع كان والفزع، الرعب من أودية في

الكريه. الليل هذا شبح مبعدا بيديه وجهه فيغطي النوم، إلى يهرب حتى بيقظتهتذهب أن بد لا مستكرها: طعامه يزدرد وهو زوجته، له وقالت الصباح، وأصبح

بشهية! تأكل لا أنت وها هادئا، نوما أمس تنم لم إنك الطبيب، إلى اليومأمس؟ سهام أرأيت خفوت: في شفتاه بعدها تحركت صمت، فترة وسادت

إنها لي وقالت المساء، في بالتليفون وكلمتني عصرأمس، رأيتها أجل زوجته: وأجابتتحييك. أن تملك ولم أمس، الشارع تعبر رأتك

السيارة؟ في معها كان الذي هذا من وثورة: غيظ من سؤاله في ما يحس لا وهو وقالزوجها. وصديق صديقها زاهر الدكتور إنه –

وحدها. معه كانت لقد مستنكرا: وقالكان وقد الحميم، صديقهما زاهر الدكتور إن قائلة: استنكاره زوجته وتجاهلت

مصر. في إجازته يقضي الآن وهو الصعيد، في معهمايفكر. وأخذ مداها، يعلم لا فترة وسكت

العائلة، خصرصديق حول ملتفة كانت ذراعها إن لها أيقول رآه؟! ما لزوجته أيقولمداها؟! تبلغ أن للكارثة فيترك يسكت أو

الكلام وتناثر حنق في انفجر فقد عواطفه؛ صريع خر ولعله السكوت، يطق لم لكنهالذي العائلة صديق تخاصر رأيتها لقد خطر، طريق في تسير سهام إن شفتيه: على

و… ذلك يحدث كيف أمس، عنه تتحدثين

72

دموع من بقية

في إليه تنظران زوجته عيني وليجابه ثقيلة، صمت فترة ليجابه حديثه من وانتهىواستغراب! دهشة

يجب، مما أكثر غاضب إنك أنا؟ ذنبي وما أنت، دخلك ما لكن أخيرا: زوجته وقالتعنها! مسئولا ولست زوجها، لست إنك

عقله. أيقظ عنيفا طرقا أذنيه الأخيرة كلماتها وطرقتيحبها! ذلك مع لكنه عنها، مسئولا وليس ا، حق زوجها ليس إنه

لزوجته؟ يقول أن أيجرؤزوجها؟ من أكثر عليها يغار إنه يقول أن أيجرؤ

الدرج وهبط مسرعا، ملابسه ارتدى أن فعله ما وكل ذلك، من شيء على يجرؤ لا إنهجديد! من موقفه يتأمل أخذ الطريق في وحده سار وعندما مسرعا،

ألم من تستنجد كأنما الحزين، الناعم وصوتها العميقتين، بعينيها سهام له بدتدفين!

بمجونه إيلامها في يمعن وهو المستهتر، العابث ذلك زوجها، صورة له وبدتواستهتاره!

بها ضاق حتى صبرت التي التعسة، الزوجة لهذه ورثاء إشفاق نسمة قلبه ت ومسعواطفه، به ثارت ما سرعان لكن حدث، ما لسهام يغفر أن يوشك أنه وأحس الصبر،يجفف وهو بنفسه وأحس الدموع، عينيه إلى فقفزت جديد؛ من خيانتها صورة له وبدت

يتجلد! وأخذ الحياء فغلبه قطراتها،على قصته يقص جلس حين أيام، بعشرة الحادث بعد اليوم هذا يذكر يزال لا إنهزلت ما صاحبي يا أنا وها حديثه: يختم وهو الصديق لهذا قال الود، له يخلص صديقأستطيع ولا ، كلا والصراخ، الشكوى حق حتى أملك لا أنني يؤلمني ما أشد إن … حائرا

أشاء. كما أبكي أنغير شيئا تفعل لم إن سهام أن الحقيقة آلامه: مزدريا يبتسم وهو صديقه وأجابه

التقدير! منك لاستحقت الخيانة؛ هذهألا الصديق: هذا استطرد أن لولا فمه، يفتح أن وأوشك مذهولا، صاحبه إلى ونظرلم لو الزوجية، حياتك بإفساد كفيلة هذه عاطفتك كانت لقد واحدة؟ أسرة تعاسة تكفيالزوجة ظلت أنها لو الحب، هذا لدام شيئا عنه هي تدري لا الذي الحب هذا سهام تخن

… الآن لكن والحنان، العطف ستار تحت وترعرع حبك لنما المستهتر؛ للزوج الوفية

73

الحب من أقوى

ماذا؟ الآن مقاطعا: فقالفي ستنزل إنها خديك، على تتساقط لن دموعك لكن أيام، بضعة ستبكي شيء، لا –

الدموع. هذه إلى الحاجة أشد في إنك الحب، هذا على فتعفي قلبك،الدموع، هذه بقطرات فعلا أحس أنه يذكر يزال ولا اليوم، هذا يذكر يزال لا إنه

… رويدا رويدا فيبرد قلبه في تنزل

74

الكرمل على عيون

سيدتي؟ يا تعنين سلعة أي –مع اتفقت كما إلي ستعطيها ليرات عشر أنفقت، ما سبيلها في أنفقت التي السلعة –من نفسه لليون دفعت ماذا الله ويعلم الفندق، هذا في حجرة وأجر فخم، وعشاء ليون،

الله؟ لوجه ذلك أنفقت هل أجر،رأيي؟ غيرت أني في رأيك ما لكن تعتقدين، كما الشيطان لوجه –

نقودك؟ أتريد تعني؟ ماذا –مثلها! فوقها أدفع بل –

أفهمك! لا –ليون؟ لك يقل ألم –

الفندق، وأجر ليرات، عشر لي وتدفع ليلة، معي ستقضي إنك قال لي، قال بلى، –هو. وأتعابه

أشتهي. ما فيها أنال أن لي الليلة هذه حسنا، –امرأة! من رجل يشتهي ما التحفظ، هذا أضع دعني –

يشتهي قد تظنين، ما غير الرجل يشتهي قد سيدتي، يا التشاؤم في مسرفة إنك –الآن نحن نجلس كما يجلس أن مثلا يشتهي قد امرأة، عينا خلاله عليه تشع ممتعا حديثاهاربة المدينة مباني حجرها في تربعت وقد اء الشم الكرمل جبال يتأمل الفندق، شرفة فيالماء سطح على ضوئه من بقية وألقى الكون، فغمر بأشعته القمر سخا وقد البحر، من

و…شعرا؟ تقول لكي ليرات وعشر بضعا أتدفع ماذا؟! –

إياه. تلهمني لمن كله وحياتي أسمعه، لكي حياتي نصف أدفع بل –

الحب من أقوى

السبيل. غير وسلكت ضالتك، أخطأت لقد مسكين! يا –عند و«ربيكا» إفرنجية، لغة يعرفون لا الذين العرب عند «رفقة» أدعى إنني …في ليلة لأقضي أتقاضاها فلسطينية، ليرات عشر الليلة في وأتقاضى الرطان، يجيدون منيعلم فسوف يشاء، كما القمر وخل إذن، حالها في الكرمل جبال دع شرفة، في لا حجرة،

خفيف. برد لسعة أحس فإنني الداخل، إلى بنا تعال خطئه، مدى يوماوسارت الرخام، من عمود كأنه الأبيض الثوب في الأشم قوامها فبدا واقفة، وهبتمن فيه: حياء لا بصوت ثوبها تنضو وهي وقالت الباب، وأغلقت فتبعتها الغرفة، نحو

أظن؟ ما مصرعلىأجل! –

لي. ذكره ليون أن مع نسيته لقد أوه اسمك؟ –الأسماء. زحمة في ضاع لعله بأس، لا –

مصر أعرفمن إنني المشجب: فوق ثوبها تسوي وهي قالت بل بملاحظتي، تعن ولمشاب إنه أسبوعين، منذ هنا كان الضابط فلان حيفا، في هنا كانوا لقد وفلانا، وفلانا فلاناما على — كثيرا بنا ترحب لا مصر للأسف، لكن مصر، لزيارة دعاني لقد وكريم، لطيف

هناك. أقارب لي وليس — يقولونالوسادة، إلى رأسها مسندة وجلست الفراش، إلى فقفزت مهمتها ت أتم قد كانتلك ما فقالت: حركة، دون إليها أنظر كالتمثال، جامدا، الحجرة، وسط في واقفا أنا وكنت

معي؟ تبقى ألن هكذا؟ تقفذلك. أظن لا المرآة: نحو أمضي وأنا وقلت

مني تسترد لن إنك تظن؟ ماذا حذاءها: تلبس وهي وقالت فزعة، الفراش من وهبتإن تذهب، أن أنت وعليك هنا، الليل سأقضي إنني ثم مرة، من أكثر رأيتني لقد واحدا، ملا

داري. إلى أعود أن أستطيع ولا الواحدة، تعدت قد الآن الساعةلاثنين، الإفطار طعام ذلك فوق ولك أخذت، ما لك سيدتي، يا اهدئي ببرود: وقلتدخانها سحائب مع تنفثي أن تستطيعين سجائر، علبة وهاك مقدما، للفندق دفعته لقد

معي! بخطئك أحسست إذا الندم، أنفاسأين إلى اقتراح، لدي اسمع، مترفقة: فصاحت الحجرة، باب وشارفت لأسير، وتحركت

الآن؟ تذهبفيه. أقيم الذي الفندق حيث المدينة، من الأخرى الناحية إلى –

76

الكرمل على عيون

الطويل، المقعد هذا الحجرة، في وحدي أظل ألا مصلحتي ومن متأخر، الوقت إن –يصلح؟ ألا

سيدتي. يا منك كرم إنه المقعد، على هنا سأبيت حسنا، –جودتها. رغم السلعة، يرفض من حتى أغضب لا أن التجارة فن بل –

نفسي، ملأت التي الكدر سحب طرد تحاول أنها فيها بدا ضحكة ضحكت وضحكت،آخر، صنفا طلبت أطلبها، ولم السلعة أرفض لم إنني فقلت: أرد أن من بد هناك يكن لممن يثرى أن يريد الطيبة، السلع يختزن جشع، تاجر — الله سامحه — التاجر لكن

السلع؟ إخفاء على هنا يعاقبون ألا الحرب،لكنني صحيح، فهذا الحرب، من أثرى أن أريد إنني أما نفسها: تغالب وهي وقالت

أختزن؟ تظنني ماذا اختزانها، من لا أملكها التي السلعة عرض من أثرىشاطئ به يزخر شيئا تافها، قلت إذا سامحيني شيئا وتعرضين شيء، كل تختزنين –ثمنه، دفعت كنت وإن أطلبه لا شيئا الماء، لفظها التي الحشائش كأنه مساء، كل البحرللأسف لكنني فعلت، ما غير إليه سبيلا أجد لم بعيني، رأيته تختزنينه شيئا أطلب أنا

أولا. أنت قلت كما الطريق ضللت مخطئ،ما كل أهذا الشرفة؟ في تجلس أن أتريد شيئا، أختزن لا ولكنني حيرة: في وقالت

تريد؟في عيناك وسجلت المنضدة، على بساعديك اتكأت وقد مقعدك، في رأيتك عندما –الخدم كبير ليون سألت روحا، هناك أن أحسست غريب، حزن إشعاعهما في لمع وقد الأفق،

بك. أحظى لكي أدفعها أن يجب التي التسعيرة بأرقام فصدمني عنك،التي العينين ذات لأعرف المساومة قبلت الصدمة، تدبر عن ألهاني عينيك بريق لكن«ربيكا» «رفقة» أما للقائها، نفسي هفت التي الروح ذات الأفق، في سابحة مساء تجلسكل

حسابا! لها أحسب فلم الغانيةرويدا، رويدا يرتفع الحجرة أرجاء في صوتي صدى وأسمع أتكلم، وأنا ألهث كنتلساني ظل وإن فسكت، أريد، ما قلت وأنني وحدي، الليل سكون أمزق أنني أحسستالمرأة كانت رأسي، فأدرت السرير حافة على جالسة أنها نسيت قد كنت بالكلمات، يزدحمتبكي السرير حافة على تجلس السابحتين، العينين ذات كانت تماما، زالت قد الجامدةقطرات أتلقى وأنا بالراحة أحسست رأسها، ورفعت نحوها أسرعت وأسى، حزن في وتنشجالدموع. من بسيل ولو الجسد هذا إلى الروح تعود أن أنانيتي وأرضي يدي، على دمعها

77

الحب من أقوى

غاليا؟ شيئا تختزنين كنت أنك أرأيت برفق: خديها على أربت وأنا وقلتأبكي؟ أن تريدني كنت دموعي؟ تريد أكنت –

الأبيض الثوب ذلك لست صديقتي يا إنك الحياة، إليك تعود أن أريد كنت بل –فيه. روح لا تمثال يحملهما لا عينيك إن وقلب، روح إنك اللدن، والجسد

وحده. وله التمثال، ذلك من أعيش إنني واهم، أنت –الدموع؟ وهذه –

صخرة! من تخرج ماء قطرات –تحبين؟ ألا الحب، منه خرج إن صخرا ليستحيل القلب إن ذلك، أصدق لا –

«ربيكا» لكن وإصرارا، إنكارا توقعت مرير. تهكم يعقبها ساخرة، نظرة وتوقعتامرأة أصبحت وقلبها، عينيها من زال قد والتحجر الجمود غشاء كان ذلك، غير كانتسابحتين رأيتهما طالما اللتان العينان هاتان عينيها، أذكر أزال لا إني وتتألم، وتذكر تحسهاتان بالمرة غيرهما عليها، للتعرف دفعتاني اللتان العينان الحزن، منهما يشع الأفق فيإني الأجفان، حرارة بخرتها أو الدموع تحجرت كأنما الملتهبتان، المحمومتان العينانحياتها تقص مضت حين قصتها، «رفقة» علي ت قص حين الدامي الحديث هذا أيضا لأذكرالصغار أصدقاءها وآمنة، ومريم فاطمة صديقاتها حيفا، في الجميل الهادئ البيت الأولى؛ذلك في أحمد أحبت لقد واحد، بلد في واحدة أسرة الجميع كان حين ومنير، وعامر أحمدولا القلب، شغاف إلى ويدخل الدم، مع يمضي غذاء الحب يكون حين طفلا أحبته الحين،

العين. إلا أداة يملكقادما تراه حين قدماها تتعثر كانت كما شفتيه، على الحب ألفاظ تتعثر يافعا وأحبتهوكان أهلها، أحمد أهل كان الحياة. كل فأصبح الحب، ونما الأيام، مضت ثم بعيد، منبناته، زيارة من المعاذير يلتمس الصباح، في يطالعه رفقة، وجه في غضاضة يرى لا أبوهصخور حتى نضيرا، جميلا شيء كل كان أحمد، وجه تريد أنها نفسه قرارة في ويعلم

بعد. الكآبة صبغتها قد تكن لم الكرملناعم، حورية همس كأنه الليل سكون في ومضىصوتها الماضي، جمال تسرد ومضت

الحزينة. الجميلة كذكرياتها حزينا جميلا كانالذكريات. حبل انقطع كأنما سكتت وفجأة

الجميل؟ الماضي هذا بعد وماذا الهامس: صوتها أذني دت تفق وقد وقلتأعوام! عشرة منذ أعاصره تعس حاضر –

78

الكرمل على عيون

أحمد؟ مات هل –وأعيش؟ أيموت وصرخت: مرتاعة ونهضت

ماذا؟ إذن –حالكة ليلة في الجميل، العيش مات كلها، الحياة ماتت وإنما وحده، أحمد يمت لم –لجمال نعشا صنعوا رجال ثلاثة اجتمع الجميلة، دارنا وفي القمر، منها أشفق السواد

الحياة!الخطوبة؟ هذه أبوه رفض أو أبوك، فرفض أحمد خطبك هل مترددا: وقلت

هذا. من شيء لا –بينكما؟ حال قد ين الد عامل أن إلا أفهم أكاد لا –

قلبين؟! بين حائلا الدين كان متى الدين؟! غيظ: في وقالتحتى حل فماذا الماضي، جمال عن سيدتي يا تحدثت لقد صبري: فرغ وقد وقلت

هم؟ ومن الثلاثة؟ الرجال هؤلاء فعل ماذا ذكريات؟ إلى الماضي هذا استحالأوروبا به ضاقت اق أف أوروبي العربية، يعرف لا سيد والثاني أبي، كان أحدهم –عرفته فقد الثالث أما كلقمة، وسعته التي الأرض له بدت حتى فانتفخ فلسطين، فوسعته

الوباء. رسول كان لقد ذلك، بعدتعنين؟ وباء أي –

التالي اليوم صبيحة في ذلك؟! بعد حدث ما تعرف ألا ماضينا، التهم الذي الوباء –صهيونيين! أصبحنا عرب، غير أصبحنا

أيضا. أفهم لا أكاد –السحر؟ يفعل ماذا أتعرف –

ذهبا. التراب يحيل –كذلك؟ أليس شيطانا، الملاك ويحيل –

الأحيان. بعض في –بالجسد، وبقينا بالروح فانتزعنا وذوينا، أهلنا بين نعيش كنا حدث؛ ما وهذا –

آخر! جنس إننا لنا قيل آخر، بشرا صرناأحمد؟ فعل وماذا –

هل أختار؛ أن علي كان فقد أنا أما النقي، وقلبه الجميل بوجهه هو، كما زال ما –اخترت وقد فقط؟ بجسدي للشيطان وأعيش أقتله، أم الشيطان، سحر قلبي في أسكب

الثانية.

79

الحب من أقوى

قصتها، من رفقة آبت حين الكون، حول الضوء لتنسج خيوطه يرسل الفجر كانما أتأمل أنا ورحت قوة، في تسكبها فراحت عينيها، في الدمع من قطرات وجدت وكأنما

سمعت.صباح ناعمة: بلهجة الصباح في الباب علينا يفتح وهو الفندق، خادم دافيد قال

بالتليفون. يطلبك شخص يوجد ربيكا، مدموازيل سيدي، يا جميلعمولته. استبطأ قد ليون، إنه ألم: في تضحك وهي ربيكا وقالت

مترقرقة. دمعة عينيها وفي وسارت

80

لحنقصير

الباب، صوب تحرك ثم الغاربة، للشمس شعاع آخر فتوارى النافذة، ستائر بيده جذبفاطمة، الممرضة: مناديا إعياء في ينساب رفيع، صوت أذنيه في رن حتى يخط لم لكنه

أشرب. أن أريد أشرب،الذابل وجهها وبدا الغرفة، فضاء في الهادئ المصباح نور فانبعث الكهرباء، زر وأدار

الشمع. من تمثال رأس كأنه خلالهصوته على عينها وفتحت فراشها، من واقترب الماء كوب وحمل المنضدة، نحو وساردكتور يا دائما أنت حنان: في فقالت رفق، في رأسها ترفع وهي ويده الكوب، يقدم وهو

آسفة. إني كثيرا، أتعبك إنني … منيرآخر ورشفت الكوب، على تطبق وهي يده يداها ولمست شفتيها، الكوب حافة ولمستظلت لحظة المنضدة، إلى لتعيده بالكوب يده ترفع أن قبل لحظة ومرت الماء، من قطرةوجهه، نحو عينيها رفعت وأخيرا حرارة، في وتضغطان يده، على تطبقان خلالها يداهاورفع يداها فرفعت فأفاقا، بذهولها ذهوله والتقى غريب، بريق في تحدقان عيناه كانت

الكوب.لحلم واستسلمت عينيها وأغمضت متباطئة، خطى في أخرى مرة الحجرة وغادر

طويل.وفتح يقرأ، أن يحاول المستشفى، في مكتبه إلى لحظات بعد منير الدكتور وجلس

لحظات. بعد أغلقه ثم غيره وفتح قليل، بعد أغلقه ولكنه كتابا،حجرته، من خطوات قيد على الراقدة تلك في التفكير غير شيئا يفعل أن حاول وعبثاكوثر دخلت حين شهور، أربعة منذ حدث يستعرضما فراح لأفكاره، الأمر آخر واستسلمتضاربت وحين المرض، ليعرف الطب نشط وحين الخطير، مرضها من لتعالج المستشفى؛

الحب من أقوى

الداء أنه أخيرا تبين ثم نقضه، ثم رأي، إلى الطب انتهى ثم وتشخيصه، تعليله في الآراءفي هاصرا فصدرها ثدييها مكتسحا وثقة، خفة في القلب إلى يتسلل — السرطان داء —صورة في وجهها صفحة على البطيء الموت ناشرا شبابها، عود رحمة غير وفي طريقه،شفتيها على ما ويمتص دماء، من وجنتيها في بقي ما ويتخطف ويتراكم، يتزايد شحوب

. الدنو على يجرؤ لا عينيها حافة عند متربصا ويقف رواء، منجسمها، فتداعى جهودها، من المرض نال العينين، هاتين إلا كوثر في تغير شيء كلالمستشفى إلى دخلت يوم الأول، اليوم منذ كانتا كما ظلتا عينيها لكن أعضاؤها، وتخاذلتوأحس يرتعد، بجسده وأحس عيناهما، والتقت ومرح، رشاقة في قدميها على تخطر

الحجرة. فضاء إلى وتنظران سرعة، في تجفلان بعينيهاتلتقي وأن المساء، في ومرة الصباح في مرة يزورها أن اليوم ذلك منذ عليه وقدر

عيناه. وتهرب عيناها فتجفل الأول، اليوم قصة تتكرر وأن مرة، كل في عيناهماويتبين الشهور وتمر نضارتها، من بجزء يوم ويمضيكل كالبناء، جسدها ويتهاوىاسمه ويسمع المجهر، تحت ميكروبه يرى حين عينيه، من تطفر أن الدموع وتوشك الداء،

علاجها. في يعاونه الذي زميله من بأذنيهالسجائر عشرات مع فيها تحترق ليلة وفظاعة، هولا لياليها عن تقل لا ليلة ويقضيالنظر، إليها يطيل المرة هذه وفي غرفتها، إلى فيهرع الصباح ويطالعه دمه، من قطراتتحاول وعبثا معا، ودائها دائه عن فتكشفان داءه، تكتما أن عيناه تخشى لا المرة هذه وفيسطور وقرأت جنب، إلى جنبا ومصيرها غرامه نبأ عيناها تلقت لقد تتدخل، أن الألفاظ

الفزع. سطور قرأت كما الحبوجه يرى ولا وجهها، في التحديق فيطيل نائمة، وهي فراشها من يوم ذات ويقتربالحياة تقطر ا، نضر شهور منذ مرة أول رآه الذي الوجه ذلك وإنما الفانية، المريضة

شفتيه. من والدماءيلمس أن ويوشك وجهه، على تهب الدفيئة أنفاسها يستشعر حتى رأسه ويقتربشفتاه وتتمتم الباب، نحو حذر في ويسير الأخيرة، اللحظة في يرتد ولكنه بشفتيه، جبينها

زوجة. إنها غرفته: نحو يخطو وهواستكان ما وذلك اليوم، ذلك بعد يوم كل الطبيب عقل به خاطبه ما ذلك زوجة. إنهازملائه من زميلين مع اجتمع حين أمس، كان حتى مرة، كل في العاشق الشاب قلب له

خطير! رأي إلى وانتهوا عناية، في حالها ودرسوا فراشها، حول

82

قصير لحن

تقدير. أكثر على واحد، شهر غير تعيش لن إنهازمام من خرجت لقد مروعة؛ حقيقة على حناياه في العاشق الشاب قلب تنبه عندئذملكها الباقية القليلة الأيام إن اليوم، بعد شيئا فيها يملك لا وهو القدر، يد إلى زوجها

الأمس! منذ العاشق الشاب قلب ثه حد هكذا فيها، يشاركها أن لغيرها وليس وحدها،حجرتها، إلى الغروب عند اليوم دخل وعندما يرده، أن الطبيب عقل حاول وعبثاويحس يراهما العينين، هاتين يرى أنه إليه خيل فقد ذلك ومع مقفلتين عيناها كانتفراشها، حاذى حتى قدميه أطراف على وسار شهور، أربعة طيلة ينقطع لم الذي نداءهماالنافذة نحو وتحرك نفسه، راجعته ثم … ثم أنفاسها، حرارة أحس حتى برأسه ومال

وسقاها. نداءها فسمع أتى، حيث من يعود أن وأراد أستارها، فجذبشيء كل وسكت التاسعة، ودقت كتاب، من واحدا سطرا يقرأ أن في جهوده وفشلت

رهيب. بكلام صدره في العاشق الشاب قلب ونطق المستشفى، فيحجرتها. نحو وسار حجرته تاركا أخرى مرة وتحرك

ورأته مصعوقا، مكانه في وجمد الذهول، علاها وقد خارجة، تهرول الممرضة كانتحدث؟ ماذا فزع: في بها صاح بل تقول، ما ليسمع ينتظر ولم نحوه، فاتجهت الممرضةإنها شيء! لا اضطراب: في قالت ثم نفسها، تتمالك أن وحاولت الممرضة، وترددتجعلت … ثم أولا، زوجها عن تكلمت نائمة، وهي تتكلم بدأت ساعة نصف منذ تهذي!وحيدة تتركها لماذا مرة من أكثر سألتك عنك، الحديث إلى تطرقت ثم عنايتك، على تشكرك

و…فتح وعندما غرفتها، باب إلى ببطء يسير كان ذلك. بعد قالت مما شيئا يع لم إنه

حوله. تلفت فراشها أمام وصار الباب،وأمسك نحوها، يده مد أمامها، وحيدا وأصبح الباب، عند غادرته قد الممرضة كانتضعيف، همس أذنيه إلى فترامى شفتاه واقتربت الذابلة، اليد ليلثم ومال يديه، بكلتا يدها

الخجل! فتملكه وجهها إلى رأسه فرفعوأشرق هادئة، ابتسامة شفتيها فعلت حذر، في يدها يلثم ورأته استيقظت قد كانت

المضني. جبينها… ثم قلائل، أيام أنها أعرف شيء، كل أعرف إنني دكتور، يا شكرا حنان: في وقالت

ا. جد سعيدة لكنني أنتهي، ثمتشفين لسوف واهمة، إنك الابتسام: متكلفا فقال حديثها، مجرى يغير أن وحاول

و… وبيتك، حياتك إلى وتعودين قريبا،

83

الحب من أقوى

رأيت بالأمس، شيء كل سمعت لقد إشفاق: في قالت بل كلامه، يتم تدعه لم ولكنهاأيمكن؟! أيمكن؟ لكن عينيك، من تطفر تكاد وهي الدموع

كانت لحظة، الصمت وسادهما الحجرة، سقف في عيناها وسبحت صوتها، وتداعىوأخذت امتدت، قد اليسرى يدها وكانت حرارة، في وتضغطان يدها على تطبقان يداه

ولسانه. لسانها إلا يتحدث شيء كل وكان يديه، على تربتلكن، … لكن يعي: أن دون وتمتم مسرعا، يديه وسحب الأمر، آخر مذعورا وأجفلكانت يقاوم، لا سلطان وغلبها خارقة، قوة وتملكتها … لكن آسف، إنني الحق، لي ليس

تهذي. كأنماما قاومت لقد أنا؟ ذنبي ما ثم لأحد، ولست حرة إنني الحق، لي إن ماذا؟ لكن –

… ثم استطعت،فؤاده، في تتساقط النار، من جمرات دموعها من قطرة بكل أحس نحيبها، وعلاقبلته كانت الملتهب، جبينها تغادر وهي ترتعش، شفاهه رأى حين إلا فعل ماذا يدر لمأنه أحس سلطانه، يسترد أن الطبيب عقل حاول وعبثا شيء، كل جبينها إلى حملت قدجأشه، يستعيد أن قبل دقائق ومرت يديها، على دمعه قطرات وتساقطت يبكي، أن يريدلكان نظر أنه لو وراءه، ينظر أن دون الخطوات مثقل سار بكائه ثورة هدأت وعندما

الدموع! عينيها ملأت وقد فرح، في تبتسم المتهالكة المريضة رأى رآها،كان طويلة، ساعات فراشها جوار إلى منير وعاش متلاحقة، سريعة الأيام ومرتفتسخر عزيمتها، يقوي كان القصيرة، السعادة عن فتحدثه العاجل، الشفاء عن يحدثها

المستقبل. ترجو ولا الأمل منين أتحس ماذا؟ قلقا: متعجلا قلبها إلى طريقه يتحسس الموت كان يوم ذات لها وقال

الآن؟ شيئاهكذا! مت لو وأود سعيدة، أنني أحس أسى: في تبتسم وهي وقالت ألم، في وتحركت

تشفين! سوف لك قلت لقد تموتي، لن لكنك قائلا: استخفاف في وتضاحكأريد إنني نبوءتك، تصدق ألا أرجو جرا: الألفاظ وجرت مبحوح، صوت في وضحكتذقته الذي الوحيد الحب أفقد شيء، كل سأفقد إنني شفيت؟ لو سأفقد ماذا أتعرف الموت،لو حياتك، عليك يعكر سوف موتي أن يحزنني ما كل سعيدة، سأموت إنني حياتي، فيالتي القصيرة الحلوة الأغنية في أعيش إنني أفعله، ما تفعل أنك لو إحساسي، تحس أنكأذنيك، وصم اللحن عن ذلك بعد يدك وانفض الأيام، هذه معي عش الأقدار، إياها منحتنا

الآن! نعيشه كما هكذا، جميل إنه يطول، ألا … يطول ألا لأتمنى إني

84

قصير لحن

غرفته، إلى المساء في منير وآوى صباح، ذات اللحن فسكت كوثر، هوى القدر وأطاعالمصباح، إنارة في يفكر لم ولكنه بالوحشة، يشعر حواليه ما كل وكان حالكا، الظلام كان

أذناه. وأنصتت حائرا، مقعده على تداعى بلالقصير. حبه لحن أصداء مع لحظات يعيش أن يريد كان

85

بغبغان الأستاذ

من له يا الزاهية، الألوان من الخليط هذا الزرقاء، ورقبته الأحمر ريشه محمود يا تأمل –جميل! منظر

نحو إنما الببغاء، نحو ينظر لا حديثه، عن منصرفا فوجده محمود، نحو رأسه وأدارفاتح أحمر طربوش الألوان؛ نفس للعجب! يا يرتدي الجسم، ممتلئ القامة طويل رجلالربيع قبيل الشجر أوراق في ما كل شرب كأنما اللون، زاهية خضراء جاكتة الاحمرار،زرقته بساط على احتشدت قد رقبة ورباط كالفضة، يلتمع رماديا وحذاء خضرة، من

الظهور. في تتنافس الألوان من مجموعةعروتا أيضا هناك وكانت صفراء، قصيرة عصا هناك كانت شيء؛ كل هذا يكن ولمعلى لرجل، صورة بالألوان عليها رسم قد مستديرة، بشارة منهما كل حليت قد السترة،كتب كما اليونان» «عفريت كمال لمصطفى والأخرى زغلول، لسعد إحداهما كانت أذكر مامن المتدلية المناديل مجموعة كانت أيضا؛ شيء كل هذا يكن ولم ذاك، إذ الصورة تحت

الأبصار. بألوانها تخطف بقال، حانوت تزين أعلام كأنها سترته، جيبأكنت وقال: سذاجة في نحوه الصغير رأسه فرفع تتأمله، شقيقه بعين محمود وأحس

أخي؟ يا تحدثنيالببغاء هذه عن لكن أحدثك، كنت طبعا رأى: لما دهشته من يفيق أن قبل الأخ وأجاب

القفص. بأسلاك المتعلقةهو؟ ما أخي يا وهذا ببراءة: وأجاب

هو الساذج: الصغير سؤال إزاء الحيرة تملكته أن لبث ما ولكن الكبير، الأخ وضحكآخر. نوع من ببغاء إنسان،

الحب من أقوى

إنه كالببغاء إنه صفاء: من طفولته وسعت ما بكل يضحك وهو محمود، وقالالمنتشية. الحنجرة ثنايا في الحروف بقية وضاعت السعيد، الضحك وغلبه كالبب…

الجولة هذه في محمود ورأى جولتهما، يستأنفان جديد من الحيوان حديقة في وساراوطفق الأسد، لصوت الرعدة قلبه وأحس الحيوانات، وكل الزواحف وكل الطيور، كلكلما زهوا يمتلئ وكان السودان، في رآها التي الأسود عن الضابط أخيه قصص إلى يستمعاليوم آخر رحلته من وعاد الأسود، فيها صاد التي مغامراته من مغامرة أخوه عليه قصأخيه، رصاص ودمدمة الأسد زئير على مرات الليل في وصحا بالأحاسيس، عامرة بنفسوكبر الأعوام ومرت بالثمار، مكتظة شجرة ثمار يقطف كأنه الأسود أرواح يحصد وهو

بالجامعة. طالبا وصار محمودحتى فيها يجولون الحيوان، حديقة إلى أسبوع كل أصدقائه مع يذهب أن وتعودموعد حتى الوقت ويقطعون أجسادهم، ليريحوا الشاي جزيرة إلى فيأوون التعب، يغلبهمالبحيرة، سطح على السابحة للطيور الصغيرة الخبز قطع يلقون بريئة؛ تسلية في الغداءفتات حول تتجمع العيون هذه كانت الموائد، خلف السابحة للعيون نظرات ويلقونتنتهي ثم لحظة الكسب معركة وتبدأ الخبز، فتات على البط يتجمع كما العابرة النظراتتحين وعندما العابرة، بالنظرة وحدها عين تظفر وحين بالفتات، وحدها بطة تظفر حينالعيون وتأوي فتات، من كسب بما قانعا الصخور إلى يأوي البط كان الراكدة الظهيرةيتغلبون ورفاقه محمود كان خمول، فترة وتبدأ نظرات، من نالت بما قانعة الأجفان إلىأقفاص من قريبا الباب عند المطاف وينتهي الحديقة، جنبات في ثانية مرة ل بالتجو عليهاجسد على عت تجم كيف الزاهية الألوان يتأملون وقفتهم، تطول كانت هناك الببغاوات،الزاهي الرجل ورأى الببغاء، فيها رأى مرة أول يذكر محمود كان مرة كل وفي واحد،

آخر. نوع من ببغاء إنه أخيه: جملة يذكر كالببغاء، الألوانفي وجلس الوزارات، بإحدى موظفا وعمل سنوات، بعد الحياة إلى محمود وخرج

الوزارة. موظفي في شخصية أشهر أفندي، أحمد مع حجرةكأنهم الجدد زملاؤه له قال حين عمله، حجرة إلى فيه دخل يوم أول محمود ودهش

أفندي؟ بأحمد تتعرف ألم ميعاد: علىيشرح وهو المستخدمين، مدير له قال حين ساعة، نصف منذ الاسم بهذا عهده وكانالمراجعة، قلم في ستشتغل لأنك بني؛ يا سعيد إنك له: اختير الذي بالمكان وينبئه عمله، له

أفندي. أحمد الصالح الرجل هو ومرتبا سنا زملائك أكبر الأصح على أو فرئيسك

88

بغبغان الأستاذ

إليه أتعرف أن أرجو بعد، الشرف لي يحصل لم دهشة: غير من زملاءه أجاب لذلكأظن؟ ما على هنا ليس إنه قريبا،

عندك. عقبال الحج، في إنه واحد: صوت في زملاؤه وأجابطاعته شفقته، زهده، صلاحه، تقواه، أفندي: أحمد أنباء أسماعه على تتوالى وأخذتذهنه في ارتسمت التي أفندي أحمد صورة ينقص كان … الجميع مع تواضعه للرؤساء،

الملائكة. من ملاكا يصبح لكي فقط جناحينمن مسابح الهدايا، زملائه لكل يحمل أيام، بعد الحج، من أفندي أحمد وعادبماء مموهة مصاحف الطاهرة، الكعبة أستار من قطعا الفضة، من خواتم الكهرمان،الصالح، الرجل أفندي، أحمد هدايا تحمل اليوم ذلك كلها الوزارة وخرجت … الذهب

الطاهرة. المباركة هداياهإحساس بين وعقله، قلبه بين خفي نزاع صدره وفي اليوم ذلك وحده محمود وخرجحماس في عقله فاحتج أفندي، أحمد نحو بالكراهية قلبه شعر أذنه، وإحساس عينهالصلاة زبيبة ترى ألا وورع، تقوى من تراه بما تكفر كاذب شعور ذو أنت له: وقالفي ويرسلها بها، يستعيذ التي والآيات عينيه، من ينبجس الذي والنور الرجل، جبين فيومضت اليوم، إلا يعرفك لم أنه رغم إياها، نفحك التي المسبحة هذه تخونك حين، كلتفوح أقاصيص أفندي؛ أحمد أقاصيص من وعته ما كل — قصد غير عن — تردد أذنهمظاهرة عن بعيدين جامحين ظلا وعينه قلبه ولكن والمسك، العنبر كرائحة المكارم منهاالثانية النظرة وفي نظرة، أول من الرجل لهذا ترتح لم عينه المعبود. بالرجل الإعجابحديثه فيه، شيء لكل بالكره أحس وقلبه أبدا، إليه ترتاح لن أنها وأيقنت إحساسها، تأكدعقول تطأ شيطان أقدام كأنه القلب هذا صفحات على ينتقل كان وورعا تقوى المملوءأحرف إلى قلبه يترجمها كان حين، إلى حين من يرتلها التي القرآن آيات والمعتوهين، البلهالألفاظ نحس يجعلنا الذي الوعي ذلك بها، الوعي ينقصها جافة روح، ولا فيها حرارة لاتعرف واعية، أذن في يرن زائفة، عملة صوت كأنها فيه من تخرج الكلمات كانت ونعرفها،

السمين. من الغثحركاته كثب عن يرقب أن لمحمود به الإيمان وعدم أفندي أحمد في الشك وأتاحينهض كان فحين عملاقا، يبدو لكي جهده يبذل قزم حركات المارد يرقب كما وتصرفاته،زملاؤه فيتحسر ويتمتم، يحوقل وهو الصلاة واجب ليؤدي الظهر عند فزعا أفندي أحمدلنفسه: يقول محمود كان الفرض، أداء عن وتكاسلهم التقوى من نصيبهم قلة على

89

الحب من أقوى

فيؤدي لمنزله، يئوب حتى ينتظر أن الضجة هذه بدل يستطيع كان سخيفة، مظاهرةالناس. عن بعيدا الله، وبين بينه واجبه

شيئا، ذلك إزاء محمود يملك أن دون ثقيلا، بغضا أصبح حتى والكره الشك ونماكلما تقواه أقاصيص رواية عن ويكف بحذر، إليه ينظر الرجل أن يحس محمود وبدألتكاد حتى عيونهما، التقت كلما يتخاذل الرجل أن يحس بدأ بل الحجرة، في محمود كان

شيء! كل تعرف إنك تفضحني، لا إليك أتوسل له: تقولان عيناهالمدينة إلى الجميلة الضاحية وأسرته محمود وغادر الطاحنة، الحرب سنوات وجاءتمحمود وتعود الوطنية، الأحياء من حي في شقة الأسرة واختارت المواصلات، أزمة من فراراوجلست التاسعة، في فراشه إلى ليلة ذات وآوى الظلام، من هربا المنزل في سهراته يقضي أنالقلائل الأيام خلال علمته ما الجديد الحي أنباء من عليه تقص السرير، حافة على ه أم

… سكنوه منذ عليهم مضت التيغريبة؛ قصصا عنه ون يقص رجل هنا ويقطن الجيران: نافذة إلى تشير وهي وقالتجمعه ضخما مهرا لها دفع الكبرى، ابنته من أصغر إحداهن نساء، أربع من متزوج فهوالأولى، زوجته مسكينة ووحشيته، قسوته ينلن اللائي الثلاث زوجاته مصوغات بيع منالبكاء، كثرة من يكف أن بصرها أوشك لقد الجديد، بالمسكن لتهنئني يوم أول زارتني لقدأن سفره ليلة حلمت أنها زوجته لي حلفت وقد العام، هذا الحج إلى ذهب أنه المدهش ومنت وقص العلماء، من لها لقريب التالي اليوم في ذهبت وأنها رأسه، فوق انهارت قد الكعبة

الحج. منه يقبل لن زوجها إن لها: فقال حلمها عليهغيرها! تزوج لأنه هذا؛ كل للنساء! أف يضحك: وهو لها محمود وقالالمرابي؟ الرجل هذا مثل حج يقبل الله أن أتظن وأنت؟ ه: أم وأجابت

مراب؟ –بفائدة بلده في الفلاحين صغار يقرض زوجها إن المسكينة لي قالت لقد أجل، –إلا بلده في ح فلا من ما وأنه شيطانية، بحيل عليها ويستولي أراضيهم، ويرتهن فاحشة،بنات ثلاث منه المسكينة لهذه أن ولولا والطلاق! الزواج إلا له هم ولا حبائله، في وقع وقد

لاحقتيها. طلق كما لطلقها،فراشها. إلى فنهضت الليل، تأخر حتى الجيران، حديث تقص الأم ومضت

كان يكرهه؛ صوت أذنيه في دوى حين منزله، باب يغادر محمود وكان يومان، ومريناديه. أفندي أحمد صوت

90

بغبغان الأستاذ

لمنزله. المقابل الباب عتبة يغادر فوجده رأسه وأدارابني؟ يا هنا أتسكن الورع: من صوته تهدج وقد أفندي، أحمد وقال

أيام! منذ أجل، ذاهلا: محمود وأجابزوجتي؟ زارتكم الذين إذن أنتم –تقطنون؟ حضرتكم ذلك، أظن –

الشقة. هذه في أمامكم –إلى بعيدا يمضي ذهنه كان أفكاره، في غارقا محمود كان الطريق، في معا وساراهذا عن أخوه قال لقد الألوان، الزاهي والرجل الألوان، الزاهي الطائر الحيوان، حديقةمن لكن ا، حق الألوان ثيابه على تصطرع زاهيا كان إنه آخر، نوع من ببغاء إنه الرجل:

ترى؟ يا هناك كان ماذا الداخلعنه ويتحدث الجميع يعرفه الذي الزاهي، الرجل إلى عاد أفندي، أحمد إلى وعادالظهر، ساعة الصلاة لدعاء الرهيبة الفزعة الصلاة، زبيبة صورة ذهنه إلى عادت الجميع،عقله كان لقد مناسبة، كل في شفتاه تنشرها التي الآيات هذه ثم الحج، الكهرمان، المسابح

آخر. نوع من ببغاء أفندي أحمد كان لقد صادقا، قلبه وكان كاذبا

91

الصخور على سقطت

قدمي إن بها، ملأى المنطقة وهذه الصخور، أماكن أعرف إنني تخافي، لا معي، تعالي –ينطلق ذاك وإذ الوعرة، المنطقة تلك نعبر حتى يدي بين سأحملك سويا، ستحملانناصديقين، ألسنا تخجلين؟ مم تعالي، الحرير، من كبساط ناعما ضحلا هادئا أمامنا البحر

و…؟ وأخوين،لكنها لسانه، بغير قاله ما عقلها بغير فهمت فهمت، أنها على وجهها احمرار ودلبقدميها، الصخور على تمضي أن وآثرت فقط، يدها يدها، مدت لقد تقتنع، لم ذلك معوجومه، فلحظت وجهه، لترى رأسها فرفعت يده، بدفء الماء يخوضان وهما ت وأحس

الناس؟ يقول ماذا يديك، بين تحملني أن تريد أكنت تتضاحك: وهي فقالتهواه! يحمل عاشق يقولون؟ ماذا –

سقطت وقد تخيلني ساعداك، تعب ربما أدراني؟ من ثم الآن، أريده لا ما وهذا –الصخور! على يديك بين من

إننا الناس قال إن يضيرك ماذا ثم حملك؟ عن عجزا إذا ساعدي فائدة وما –عاشقان؟

عاشقين! الكلمة، هذه لكن، يضيرني! شيء لا –لا أذهانهم إن ذلك، غير الناس أذهان في صورتها إن فقط، الورق على شريفة إنها

متزوجين. غير وامرأة لرجل شريفا وضعا تفهمتحت ت وأحس الصخور، منطقة عبرا قد كانا صمته، ولا المرة، هذه وجومه تلحظ ولم

الماء. في تركض ومضت خفة، في يدها فسحبت الناعم، الرمل قدميهاوهو وقال منها فاقترب وغيرها، غيره ير فلم وتلفت الشاطئ، عن بعيدين وأصبحا

فاطمة! يا أحبك بيديها: يمسك

الحب من أقوى

الحب. بهذا سعيدة إني تجيبه: وهي الاحمرار وجهها وغمرتحبينني؟ إنك تقولين ألا –لساني؟ غير تصدق ألا –

وأحبك. بك، وأثق تقولينه، شيء كل أصدق –ذلك المصيف؛ أسبوع ومضى اليوم، ومضى البحر، لقاء مضى سريعا، الوقت ومضىتكلفت كم تعلم وحدها إنها المعتم، المرير حياتها أسلوب من انتزاعا انتزعته الذي الأسبوعبأسلوب وأخاها وأخذتها أبوها، توفي منذ المصيف أمها حرمت لقد عناء، من ذلك سبيل فينظره، في هي كانت كما نظرها في أصبحا أبوهما توفي منذ الجادة، الحياة من صارموكان عشرة، الثالثة في فاطمة كانت واللباس، الطعام وله والعمل، الطاعة عليه جندياالتحق عندما لكن الجادة، المعاملة تلك سر الأمر أول يدركا فلم عشرة، الخامسة في أخوهاإن واضحة، الحقيقة لهما بدت البكالوريا، شهادة هي ونالت الهندسة، بكلية أخوهازوجها معاش أن تدرك كانت لقد قاس، طبع عن تقس ولم التقتير، في حبا تقتر لم أمهماتقاسمها أن قبل تنشئهما أن عليها وأن الرشد، سن ابنها يبلغ عندما يتناقص سوفأو أخوها يتوان فلم المناسب، الوقت في الحقيقة أدركا إنهما المعاش، هذا جنيهات الدولةكانت وأحبته، الطب كلية في بسيد تعرفت حين حتى تقصر، أو هي تهمل ولم يتكاسل،أبوها خلف ما وأخوها هي لتملأ دراستها تتم أن يجب الحب، قبل واجبا عليها أن تدركالعام هو ذلك أيضا، بحبها واحتفظت اليوم، إلى واجبها أدت ولقد أمها، حياة في فراغ منوحلت طلب، ما فلبت بالإسكندرية، أياما تقضي أن عليها تمنى لقد سيد، عرفت منذ الثالثوفي البحر شاطئ على سعيدة بأوقات خلاله نعمت أسبوع، لمدة ضيفا خالتها، على ضيفاولكأنه عليها، الأسرة تشنها عنيفة حملة لتواجه القاهرة إلى ذلك بعد عادت ثم سيد، رفقة

وزوجها. وعمتها وابنتاه، وزوجته عمها مدبر؛ اجتماعوالأم الأب يفعله ما تفعل التي المجاهدة للأم العون ليمدوا لا جاءوا، قد هؤلاء كل

واحدا. عاما ترسب لم التي وللفتاة الناجح المجد للفتى التشجيع ليبذلوا ولا معا،تطلق التي الأم على اللوم لتصب كلها جاءت هذا، من لشيء تجتمع لم الأسرة إنالليالي وتسهر وتغازلهم، الشبان لتقابل الإسكندرية إلى تذهب وتدعها العنان، لابنتها

الأنوف. سمعتها وتزكم معهم،والحسد! الحقد قاموس في الغروب ساعة وسير العاشقين، لقاء ترجمة هي تلك

منذ يرسب الذي بولدها والعمة التعليم، عن انقطعا اللذين الفاشلين بولديه العم إنيطلبان جاءا وقد المعوج، السير هذا أخيهما ابنة تسير أن يرضيهما لا الكفاءة، في أعوام

94

الصخور على سقطت

الطب كلية في قضتها التي الأربع بالسنوات وتقذف المنزل، جدران ابنتها تلزم أن الأم منالنافذة! من

من وتطلب المجروحة، الأم وتثور تفسيرا، شقيقته من ويطلب الساذج، الأخ ويثورنفسها. عن تدافع أن ابنتها

فاطمة. وجه في المسالك وتضيقشيء؟! بكل تحدثهم هل

وإن يحبها، وهو تحبه وإنها أعوام، أربعة منذ سيد تعرف إنها لهم تقول هلالمستقبل؟ في والأمل الدراسة في والتعاون البريئة النزهة تتعد لم علاقتهما

ونسج الغروب، نجوى يفهموا ولن الحب، يفهموا لن ذلك، من شيئا يفهموا لن إنهموالأحلام. الأماني من المستقبل عش

دراستها، تتم حين وسيتزوجان خطيبان، وسيد أنها واحدا، شيئا يفهمون إنهميكون لأن يؤهلانه وحسبا ثروة ويملك التخرج، وشيك إنه العاطل، بالشاب ليس وسيد

الفتيات. فيه تطمع زوجاذلك. وقالت

أنه ويعرف سيد، يعرف الذي والأخ والأم الأسرة أسكتت جميعا، وأسكتتهم قالتهمهذب. كفء شاب

تعاهدا وهل ا؟ حق سيد خطبها هل يسألها: إنه عقلها، تسكت أن تستطع لم ولكنهاالزواج؟ على

لم إنها بل الزواج، موضوع واحدة مرة يطرقا لم إنهما اليوم، إلى يحدث لم ذلك إنيحبها. أنه مرة من أكثر صارحها حين واحدة، مرة الصيف ذلك قبل به تنفرد

الخطبة تتم الإسكندرية من سيد يعود وحين الخطبة، على بوعد أخيرا عقلها وتسكتا. تام سكوتا الأسرة وتسكت فعلا،

ثم مهندسا، ويعين الهندسة كلية في الأخ يتخرج ذلك، بعد طبيعيا يمضي قد شيء كلوقد الجندي به يحس بما وتحس عداء، الص الأم س وتتنف الطب كلية في فاطمة تتخرجوفاطمة الأم يوم ذات البيت وضم بالفعل، ذلك حدث الواجب، قيد من وتحرر خدمته، أدىماذا تقول: ما تعني وهي يوم ذات الأم وقالت عمله، ليباشر الصعيد إلى الأخ رحل أن بعد

ليتزوجك؟ سيد ينتظر

95

الحب من أقوى

— الأسرة أفراد أشباح أمها كلمات من كلمة كل وراء تلمح وهي فاطمة وأجابتوسأحدثه. بالطبع، شيء لا المتحفزة: أبيها أسرة

وذهب موعد، على فيه تلقاه سوف قريبا يوما لذلك وحددت فعلا، تحدثه أن وانتوتأن لها فراق أنيقة، عمارة باب أمام تقف سيد سيارة فوجدت تزورها، لها صديقة إلىمتأبطا يخرج بسيد فوجئت هي! فوجئت ولكن وإيابا، ذهابا الشارع تذرع وظلت تفاجئه،بين بنفسها وألقت صديقتها بيت إلى سارت أنها إلا حولها، مما شيئا تع ولم فتاة، ذراع

تنتحب. وجعلت ذراعيهاكما نحبهم دمنا ما سيد، يفعله ما يفعلون كلهم عنها: تخفف صديقتها وقالتجعلته لأنك غلطانة؛ أنت الغدر، أعيننا في يرون حين إلا لنا يخلصون لا إنهم سيد. تحبينأنه يفهم تجعليه لم إن ستفقدينه ولكنك بعد، تفقديه لم إنك حياتك، في شيء كل أنه يثق

قلبك. أبواب يطرق الذي وحده ليسسيد مع موعدها وكان صديقتها، بدرس وآمنت حين، بعد عبراتها فاطمة وكفكفتبسيارته، لتوصيلها دعوته ترفض ولم له، زميل مع الأربعاء يوم فخرجت الخميس، يومإلى لها دعوته ذلك بعد ترفض ولم قصيرة، نزهة إلى الخجلة دعوته ذلك بعد ترفض ولمفقد غرامها؛ عمر تعجلت الأيام ولكن الدرس، ثمرة تتعجل ولم السبت، مساء أخرى نزهةفتقبل بالتليفون لها فيعتذر مريض، لعلاج الخميس يوم سيد تحتجز أن الظروف شاءت

الصديقة. لدرس استجابة اكتراث، غير في اعتذاره،وتقف الأهرام، طريق في بالسيارة وتمضي زميلها، مع وتخرج السبت، يوم ويأتيبعيدا، ذراعه تحرك رقة في يدها فتمد خصرها، حول الزميل ذراع وتلتف هادئ، مكان فيزمام يده من يفلت أن أوشك وقد واحتقار، غضب في يرمقها سيد بعيني عيناها وتلتقي

أبدا. تنساها لن واحتقار غضب نظرة سيارته،من وكان يتشاجرا، أو يعاتبها وأن ذلك، بعد سيد يلقاها أن الطبيعي من كانيؤمن لا أو جديد، من هواهما ويصفو ببراءتها فيؤمن لديه، نفسها تبرئ أن الطبيعيذلك بعد زواجه نبأ لقيها وإنما يعاتبها، ولم يلقها لم سيد ولكن خصام، على فيفترقا

وعطف. رثاء في إليها ترنو العيون ورأت الألسن، على يتردد سمعته بيومين،هل مخطوبين؟ تكونا ألم سيد؟ تزوج كيف تسألها: فجاءت لها صديقة وجرؤت

الخطبة؟ أنت فسختنعم! وعي: دون وأجابت

96

الصخور على سقطت

ورثاء، عطف في إليها العيون ترنو أن دون جديد، من الحديث تردد الألسن ودارتهمسا بأذنيها وسمعت غادرة، امرأة كأنها الشرز النظر يخالسها كان بعضها لعل بلذلك تدعه ولم اليوم ذلك بعد تره لم التي وهي هواهما، ويصف زميلها مع علاقتها يرددتقل ألم وخطبتها، عهدها طريقه في جرف عميق، جارف حب بأنه خصرها، يطوق اليوم

خطبتها؟ فسخت التي هي إنها سألوها لمنوترى المنزل إلى تأوي حين الليل في عنها وتتخلى بالنهار، تعاونها شجاعتها وكانتيبلغ لا الذي الحنون العتاب عينيها في وتلمح والحزن، الأسى نبرة حديثها في وتسمع أمها،تصدق: لا وكأنها دائما تسألها وكانت منها، شيء كل عرفت قد أمها كانت الغضب، مبلغيتزوج بأن منك أينتقم معه؟ تصرفك عن يسألك أن دون السرعة بهذه تزوج كيف لكن

وليلة؟ يوم فينفسها، تسأله دائما، تسأله كأمها كانت لأنها السؤال؛ هذا على تجيب تكن ولم

تستطيع. فلا تفهم أن وتحاول الظروف، وتسألهأمام لوجه وجها نفسها وجدت حين أعوام، ستة بعد جاء شيء، كل لتفهم اليوم وجاءففشلت، تتجاهله أن حاولت ففشلت، اضطرابها تخفي أن حاولت قطار، عربة في سيدهل سألها: الموهوم، حبيبها وعن … وعن أمها وعن أخيها عن وسألها فحياها، هو وتكلم

تزوجتما؟زواج. عهد ولا حب، بيننا يكن لم وأجابت:

للزواج. الدافع هما ليسا الزواج وعهد الحب أن ظننت قال: ثم لحظة وصمتولم اليوم، ذلك إلا ألقه لم إنني متجلدة: فقالت سخرية، من جملته في ما ت وأحسالتي غير واحدة ليلة في تزوجت أنا؛ أفعله لم ما أنت فعلت لقد اليوم. ذلك بعد ألقه

رأيتك. أن بعد غيرتك لأثير إلا فعلته ما أفعل لم إنني أعواما، عاهدتهامذنبة تعد فلم الوضع، تغير وقد وأفاقت حدث، ما الدموع من سيل في تقص ومضتخطبتها سبيل في عانى كيف عليها يقص كان مستغفرا، يعترف الذي هو كان تعترف،غنية قريبة طريقه في وضعوا كيف احتمل، وكيف عليه ثاروا كيف أسرته، تعنيف منجنوه فجن لهما، زميل مع بعينيه رآها حتى يقاوم وظل رغبتهم، قاوم وكيف ليتزوجها،وقد الفرصة تدع لم أمه إن بقريبتها، تزوجه أن إليها يطلب أمه، إلى فوره من وذهبإلا فعل ما يدر لم إنه تزويجه، إلى فسارعت غضبه يزول أن وخشيت غاضب، أنه ت أحسنفسه نفسه، حق في أخطأ أنه ذاك إذ أدرك واحدة، حجرة سقف وزوجته ضمه أن بعد

فاطمة. غير تحب ولم تصب لم التي

97

الحب من أقوى

إنها يقال أن العبث من وحيدة، تعيش أعوام ثلاثة ظلت ذلك، بعد تتزوج لم فاطمة إنكانت لقد وطفله، وزوجته وشقيقها أمها من مكونة أسرة وسط تحيا بأنها تحس كانتالتاسعة الذكرى في أنفاسها لفظت حين حتى شيئا، عنها أحد يعرف لا وحيدة وحيدة،أصابها جرح نتيجة هو هل شيئا، تسممها عن يدري لا حائرا الطب وقف هواها، لحطام

هواها! عمر من … قديم قديم؟ جرح هو أم تعمل؟ وهي

98