هعاونأ ..همكح ..هموهفم يأرلاب يرسفتلا ·...

net.attyyar@info :الربيد اإللكرتوني net.attyyar.www :املوقع

(*) أنواعه.. حكمه.. التفسري بالرأي مفهومه

1

(*) أنواعه.. حكمه.. مفهومه بالرأي لتفسريا

:مفهوم الرأيمع على آراء وأرءاء . مصدر رأى رأيا : الرأي .مهموز، ويج

. ( )وعلم ما تؤول إليه من اخلطأ والصواب التفكرج يف مبادئ األمور، ونظر عواقبها،: والرأيأن ي جعمل املفسر عقله يف ف هم القرآن، واالستنباط منه، مستخدما آالت : والتفسري بالرأي

: ويردج للرأي مصطلحات مرادفة يف التفسري، وهي. االجتهادل التفسريج العقليج العقلج، ولذا ججع : ومصدر الرأي . التفسري العقلي، والتفسري االجتهادي

. مرادفا للتفسري بالرأي . اجتهاد من القائل به، ولذا ججعل التفسريج باالجتهاد مرادفا للتفسري بالرأي: والقول بالرأي . استنباط حكم أو فائدة ، ولذا فإن استنباطات املفسرين من قبيل القول بالرأي: ونتيجة الرأي

جتعل بعضهم حساسية خاصة،( الرأي)حيمل مصطلح : لسلف منهاأن واعج الرأي، وموقف ا .يقف منه موقف املرتدد؛ ذلك أنه ورد عن السلف، آثار يف ذمه

يد إعماال منهم للرأي، فما ( الرأي: أي)ب يد أن املستقرئ ما ورد عنهم يف هذا الباب موقف السلف يف ذلك؟

. موقفهم منهلنعرض بعض أقواهلم يف ذلك، مث نتبي :أقوال في ذم الرأي

( اتقوا الرأي يف دينكم: )قوله -رضي اهلل عنه -ورد عن فاروق األمة عمر بن اخلطاب - ( ).

أعيتهم األحاديث أن حيفظوها، فقالوا . إياكم وأصحاب الرأي؛ فإهنم أعداء السنن: )وقال .( )( برأيهم، فضلوا وأضلوا

______________________

.ه 1 1 / / نشر يف ( *) .36/ الغيث املسجم يف شرح المية العجم للصفدي، ( ) .2 ، األثر رقم 1 ، وانظر، ص 11 املدخل إىل السنن الكربى للبيهقي، ( )



2

اهتموا أهواءكم ورأيكم على دين اهلل، : )قوله( ه 1 : ت)عن احلسن البصري وورد - .( )( وانتصحوا كتاب اهلل على أنفسكم ودينكم

:أقوال في إعمال الرأيما يدل -اللذين نقلت قوال هلما بذم الرأي -ورد عن عمر بن اخلطاب واحلسن البصري

:وهذه األقوال على إجازهتما إعمال الرأي،انظر ما تبي لك يف : ) -ملا بعثه على قضاء الكوفة -أما ما ورد عن عمر فقوله لشريح -

صلى اهلل كتاب اهلل؛ فال تسأل عنه أحدا ، وما مل يتبي لك يف كتاب اهلل، فاتبع فيه سنة رسول اهلل .(6)( ، وما مل يتبي لك فيه سنة، فاجتهد رأيكعليه وسلمأريت ما يفىت به الناس، : ا ما ورد عن احلسن، فإن أبا سلمة بن عبد الرمحن سألهأم -

أشيء مسعته أم برأيك؟ .(1)( ما كل ما يفىت به الناس مسعناه، ولكن را ينا هلم خري من رأيهم ألنفسهم: فقال احلسن

أنك إذا تدبرت هذان علمان من أعالم السلف ورد عنهما قوالن خمتلفان يف الظاهر، غري : قوهلم، تبي لك أن الرأي عندهم نوعان

. رأي مذموم، وهو الذي وقع عليه هنيهم* . ورأي حممود، وهو الذي عليه عملهم*

ملا ذكر ( ه 136: ت)وإذا مل ت قجل هبذا أوقعت التناقض يف أقواهلم، كما قال ابن عبد الب ر عنهما وعن -احلسن وابن سريين، وقد جاء : من أهل البصرةو : )من حجفظ عنه أنه قال وأفىت جمتهدا

؛ لئال يتناقض ما جاء عنهم -الشعيب : والقياس. ( )( ذم القياس، ومعناه عندنا قياس على غري أصل . كما سيأيت نوع من الرأي؛

:العلوم التي يدخلها الرأي______________________

= .31 / وقوال للزهري، ،31 / ، وانظر قوال ملسروق يف جامع بيان العلم، 1 املدخل إىل السنن الكربى، ( ) .13 ، الكربى السنن إىل املدخل( ) .21 ص، وانظر، 2/ ، الرب عبد البن وفضله العلم بيان جامع( 6) . 2/ ، العلم بيان جامع( 1) . 6/61 ، الباري فتح يف املوضوع هذا يف بطال ابن كالم وانظر، 22/ ، العلم بيان جامع( )



3

علم التوحيد، :ثة علوم، وهييدخل الرأي يف كثري من العلوم الدينية، غري أنه يربز يف ثال . وعلم الفقه، وعلم التفسري

ولذا جتد يف كثري (. هوى وبدعة: )أما علم التوحيد، فيدخله الرأي املذموم، ويسمى الرأي فيه . قالوا برأيهم يف ذات اهلل سبحانه ، وهم الذين(أهل األهواء والبدع: )من كتب السلف مصطلح

: احملمود واملذموم، ويسمى الرأي فيه: الرأيانوأما علم الفقه، فيدخله ، كما يسمى رأيا ، ولذا جتد بعض عبارات للسلف تنهى عن القياس أو الرأي يف فروع (قياسا )

.األحكام، واملراد به القياس والرأي املذموممرادف ، ومل يرد له(رأيا : )احملمود واملذموم، ويسمى فيه: وأما علم التفسري، فيدخله الرأيان

(. التفسري العقلي: )عند السلف، وإمنا ورد مؤخرا مصطلحوهبذا يظهر أن ما ورد من هني السلف عن الرأي فإنه يلحق أهل األهواء والبدع، وأهل

. القياس الفاسد، والرأي املذموم؛ إذ ليس كل قياس أو رأي فاسدا أو مذموما :حكم القول بالرأيوإن كان يغلب عليه الرأي - حكم الرأي املتعلق بالعلوم الشرعية عموما سيكون احلديث يف

. رأي مذموم، ورأي حممود: وقد سبق أن الرأي نوعان -والقياس يف األحكام ذمجومج أالر :أولا

: يج امل، كما ورد هني عليه وسلم هللصلى اورد النهي عن هذا النوع يف كتاب اهلل تعاىل وسنة نبيه

. سلف عنهالعلم فاسد ينشأ عن اهلوى، أو علم : أن يكون قوال بغري علم وهو نوعان: وحد الرأي املذموم

.غري تام وينشأ عن اجلهل . عليه وسلم هللصلى اوهذا احلد مستنبط من كتاب اهلل وسنة رسوله

: أما من كتاب اهلل فما يليها وما بطن واإلمث والب غي بغري احلق }: قوله تعاىل - ا حرمم رب الفواحش ما ظهر من قجل إمنم

[.66: األعراف]{ وأن تجشركجوا باهلل ما مل ي جن زل به سجلطانا وأن ت قجولجوا على اهلل ما ال ت علمجون ا يا مجرجكجم بالسبوء ت تمبعجوا خجطجوات الشميطان إنمهج لكجم عدجو مببي وال}: وقوله تعاىل - إمنم

[.31 ، 31 : البقرة] {والفحشاء وأن ت قجولجوا على اهلل ما ال ت علمجون



4

والبصر والفجؤاد كجلب أجولئك كان وال ت قفج ما ليس لك به علم إنم السممع }: وقوله تعاىل -6 [. 63: اإلسراء] {عنهج مسئجوال

يف هذه اآليات هني وتشنيع على القول على اهلل بغري علم؛ ففي اآلية األوىل جعله من ويف . احملرمات، ويف اآلية الثانية جعله من اتباع خطوات الشيطان، ويف اآلية الثالثة جعله منهيا عنه

. هذا كله دليل على عدم جواز القول على اهلل بغري علم : صلى اهلل عليه وسلم وأما يف سنة الرسول

إن اهلل عز وجل ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، : )فإن من أصرح ما ورد فيها قولهساء ججهاال ، ف أفتوا بغري ولكن يقبض العلماء، فيقبض الع لم، حىت إذا مل يرتك عامل ا ، اختذ الناس رؤ

بابج ما يذكر من ذم الرأي : )رواه البخاري يف كتاب االعتصام، وترجم له بقوله( ع لم، فضلوا وأضلوا .( ) (القياس وتكلف

: وأما ما ورد عن السلف، فمنهاسبق ذكره عن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه واحلسن البصري رمحه اهلل من هنيهما ما - .عن الرأي .( )( يضل من يرغب برأيه عن أمر اهلل: )قال( ه 36: ت)عن مسروق - .(6)( إياكم وأصحاب الرأي، أعيتهم األحاديث أن يعوها(: )ه 1 : ت)وقال الزهري -6

: ت)من الصحابة، وابن سريين ( ه 66: ت)و القياس ابن مسعود وممن نجقل عنه ذم الرأي أ .(1)من تابعي الكوفة، وغريهم ( ه 11 : ت)من تابعي الكوفة، وعامر الشعيب ( ه 1

:صور الرأي المذمومذكر العلماء صورا للرأي املذموم، ويطغى على هذه الصور اجلانب الفقهي؛ لكثرة حاجة

:ومن هذه الصور ما يلي. حيث يتعلق حبياهتم ومعامالهتم الناس له، .( )القياس على غري أصل -

______________________

(. 1 /6 )الباري، انظر احلديث يف فتح ( ) .31 / جامع بيان العلم، ( ) .31 / جامع بيان العلم ( 6) .1 6/6 ، وفتح الباري، 22/ جامع بيان العلم، : انظر( 1)



5

.( )قياس الفروع على الفروع - .(6)االشتغال باملعضالت -6 .(1)احلكم على ما مل يقع من النوازل -1 .( )ترك النظر يف السنن اقتصارا على الرأي، واإلكثار منه - .(3)النص بالرأي، وتكلف لرد النص بالتأويل من عارض -3 .(2)ضجروب البدع العقدية املخالفة للسنن -2

. هذه بعض الصور اليت ذكرها العلماء يف الرأي املذموم، وسيأيت صور أخرى ختص التفسري : الرأي احملمود :ثانياا

الصحابة والتابعون ومن بعدهم من علماء األمة، هذا النوع من الرأي هو الذي عمل به، وما كان كذلك فإنه خارج عن معىن الذم الذي ذكره السلف (1)وحده أن يكون مستندا إىل علم

. يف الرأي : ومن أدلة جواز إعمال الرأي احملمود ما يلي

ذموم؛ ألهنا كلها تدل مفهوم اآليات السابقة واحلديث املذكور يف أدلة النهي عن الرأي امل - .على أن القول بغري علم ال يوز، ويفهم من ذلك أن القول بعلم يوز

: فعل السلف وأقواهلم، ومنها - يسألونه، ( ابن مسعود: يعين)أكثر الناس على عبد اهلل : عن عبد الرمحن بن يزيد قال -أ

فمن ابتلي بقضاء بعد اليوم فليقض مب ا أيها الناس إنه قد أتى علينا زمان نقضي ولسنا هناك، : فقال

______________________ = .22، 2، 21/ جامع بيان العلم، ( ) .21 / ، العلم بيان جامع( ) .21 / ، العلم بيان جامع( 6) .21 / ، العلم بيان جامع( 1) .11 / ، للشاطيب االعتصام( ) .6/616 ، الباري فتح( 3) .31 / ، العلم بيان جامع( 2) .احلق خمالفة من صاحبه يقي الورع ألن ؛ الورع فيقابله، اهلوى أما، املذموم الرأي حد يف املذكور اجلهل يقابل العلم( 1)



6

فليقض مبا قضى به الصاحلون، فإن -ومل ي قجلهج نبيه -يف كتاب اهلل، فإن أتاه ما ليس يف كتاب اهلل : فليجتهد رأيه، وال يقول -وليس يف كتاب اهلل، ومل يقل فيه نبيه -أتاه أمر مل يقض به الصاحلون ، واحلرام ب ي، وب ي ذلك أمور مشتبهات، فدعوا ما يريبكم إىل ما ال أخاف وأرى، فإن احلالل ب ي

.( )( يريبكمهذا يوضح لك أن االجتهاد ال : )معلقا على هذا القول( ه 136: ت)قال ابن عبد الرب

يكون إال على أصول يضاف إليها التحليل والتحرمي، وأنه ال يتهد إال عامل هبا، ومن أشكل عليه يل على اهلل قوال يف دينه ال نظري له من أصل وال هو يف معىن ش يء لزمه الوقوف، ومل يجز له أن حيج

.( )( أئمة األمصار قدميا وحديثا ؛ فتدبره وهذا ال خالف فيه بي. أصل انظر : ملا بعث عمرج شرحيا على قضاء الكوفة قال له: قال( ه 11 : ت)وعن الشعيب -ب

لك يف كتاب اهلل فال تسأل عنه أحدا ، وما مل يتبي لك يف كتاب اهلل فاتبع فيه سنة رسول ما تبي .(6)( اهلل صلى اهلل عليه وسلم، وما مل يتبي لك فيه السنة فاجتهد رأيك

أكان هذا؟ : سألت أجب بن كعب عن شيء ؛ فقال: قال( ه 36: ت)وعن مسروق -ج .(1)( حىت يكون؛ فإذا كان اجتهدنا لك رأينا( اتركنا أو أرحنا: أي)فأمجنا : قال .ال: قلت

:الرأي في الت فسيراعلم أن ما سبق كان مقدمة للدخول يف املوضوع األساس، وهو التفسري بالرأي، وكان ال بد

ولذا هلذا البحث من هذا املدخل، وإن كان املوضوع متشابكا يصعب تفكيك بعضه عن بعض، .سأحرص على عدم تكرار ما سبق، وسأكتفي باإلحالة عليه، إن احتاج األمر إىل ذلك

: وسأطرح يف هذا ثالثة موضوعات . موقف السلف من القول في التفسير: األول . أنواع الرأي في التفسير: الثاني

. التفسير بين المأثور والرأي: الثالث______________________

. 2، 21/ جامع بيان العلم، ( ) . 2/ جامع بيان العلم، ( ) . 2/ جامع بيان العلم، ( 6) .21 -31، وانظر غريها من اآلثار، ص 2/ جامع بيان العلم، ( 1)



7

؛ كشروط القول بالرأي، وأدلة جواز الرأي يف وسيتخلل هذه املوضوعات مسائل عدة : إخل، وإليك اآلن تفصيل هذه املوضوعات.... التفسري، وصور الرأي املذموم

: موقف السلف من القول في التفسير: أولا بيان ملراد اهلل سبحانه بكالمه، وملا كان كذلك، فإن املتصدي للتفسري عرضة ألن : التفسري

. كذامعىن قول اهلل : يقولاتقوا (: )ه 36: ت)ولذا قال مسروق بن األجدع . مث قد يكون األمر خبالف ما قال

(.التفسري؛ فإمنا هو الرواية عن اهلل عز وجلوقد اختذ هذا العلم طابعا خاصا من حيث توقي بعض السلف وحترجهم من القول يف

إذا سئل عن آية من كتاب اهلل سكت التفسري، حىت كان بعضهم إذا سئل عن احلالل واحلرام أفىت، ف . كأن مل يسمع

فريق تكلم يف : فريقان -من حيث التصدي للتفسري -إن السلف : ومن هنا ميكن القول . التفسري واجتهد فيه رأيه، وفريق تورع فقل أو ندجر عنه القول يف التفسري

وعلي بن أب طالب ( ه 6 : ت)وممن تكلم يف التفسري ونجقل رأيه فيه عمر بن اخلطاب . وغريهم من الصحابة( ه 32: ت)وابن عباس ( ه 66: ت)وابن مسعود ( ه 11: ت)

وعكرمة ( ه 1: ت)وسعيد بن جبري ( ه 16 : ت)جماهد بن جرب : ومن التابعي وأتباعهموأبو العالية ( ه 2 : ت)وقتادة ( ه 1 :ت)واحلسن البصري ( ه 12 : ت)موىل ابن عباس

وحممد بن كعب القرظي ( ه 13:ت)وإبراهيم النخعي ( ه 63 : ت)وزيد بن أسلم ( ه 16: ت)ومقاتل ( ه 1 :ت)بن جريج وعبدامللك( ه 1 :ت)وعبد الرمحن بن زيد بن أسلم ( ه 2 :ت)

والضحاك( ه 2 :ت)وإمساعيل السدي ( ه 1 :ت)ومقاتل بن حيان ( ه 1 :ت)بن سليمان .، وغريهم(ه 11 :ت) بن سالم وحيىي( ه 1 :ت)مزاحم بن

. من أهل املدينة والكوفة ( )وأما من تورع يف التفسري فجمع من التابعي وإهنم ليغلظون ،لقد أدركت فقهاء املدينة: أما أهل املدينة، فقال عنهم عبيد اهلل بن عمر

.( )املسيب، ونافع وسعيد بن ،سامل بن عبد اهلل، والقاسم بن حممد: القول يف التفسري؛ منهم______________________

.مل أجد نقال عن أحد من الصحابة يدل على أن مذهبه كهذا املذهب الذي برز عند التابعي( ) . 1/ ، (ط شاكر)تفسري الطربي ( )



8

وكان أعلم الناس -كنا نسأل سعيد بن املسيب عن احلالل واحلرام : )وقال يزيد بن أب يزيد .( )( فإذا سألناه عن تفسري آية من القرآن سكت كأن مل يسمع -

. ( )( ما مسعت أب يتأول آية من كتاب اهلل قط : )وقال هشام بن عروة بن الزبريعلماء : يعين -كان أصحابنا : )وأما أهل الكوفة فقد أسند إبراهيم النخعي إليهم قوله

. (6)( يتقون التفسري ويهابونه -الكوفة، حيث نقل (ه : ت)ولقد سلك مسلك احلذر وبالغ فيه إمام اللغة األصمعي .. هذا

.(1)عنه أنه كان يتوقى تبيي معىن لفظة وردت يف القرآن ورد عن هؤالء الكرام من التوقي يف التفسري إمنا كان تورعا منهم، وخشية أال يصيبوا يف فما

.القول : أنواع الرأي في التفسير: ثانياا

. حممود، ومذموم: الرأي يف التفسري نوعان . الرأي احملمود: النوع األول

. صاحبه الوقوع يف اخلطأ إمنا حيمد الرأي إذا كان مستندا إىل علم يقي .وميكن استنباط أدلة تدل على جواز القول بالرأي احملمود

: ومن هذه األدلة ما يلي : اآليات اآلمرة بالتدبر -

أفال ي تدب مرجون القجرآن أم على ق جلجوب }: وردت عدة آيات حتث على التدبر؛ كقوله تعاىلا ب مرجوا آياته وليتذكمر أجولجوا األلباب }: ، وقوله[1 : حممد] {أق فاهلج : ص] {كتاب أنزلناهج إليك مجبارك ليدم

.وغريها من اآليات[. 1

______________________

.13/ ، (ط شاكر)تفسري الطربي ( ) .1 فضائل القرآن ألب عبيد، ( ) .1 فضائل القرآن ألب عبيد، ( 6)عبد : حتقيق)، إعجاز القرآن للخطاب 1 / ، هتذيب اللغة 6 1، 1 1/ ( الدايل: حتقيق)الكامل للمربد : انظر يف ذلك( 1)

. 1( اهلل الصديق



9

جب عنا تأويله؛ ألنه ويف حث اهلل على التدبر ما يدل على أن علينا معرفة تأويل ما مل حيج .( )اعترب مبا ال فهم لك به : يقال له حمال أن يقال ملن ال يفهم ما

التفكر والتأمل الذي يبلغ به صاحبه معرفة املراد من املعاين، وإمنا يكون ذلك يف : والتدبركالم قليل الل فظ كثري املعاين اليت أودعت فيه، حبيث كلما ازداد املتدبر تدبرا انكشف له معان مل

.( )تكن له بادئ النظر عملية عقلية يريها املتدبر من أجل فهم معاين اخلطاب القرآين ومراداته، وال شك : والتدبر

. أن ما يظهر له من الفهم إمنا هو اجتهاده الذي بلغه، ورأيه الذي وصل إليهإن : ال يبعد أن يقال: إقرارج الرسول صلى اهلل عليه وسلم اجتهاد الصحابة يف التفسري -

الرأي نشأ يف عهد الرسول صلى اهلل عليه وسلم، ويف ذلك وقائع ميكن استنباط هذه تفسري القرآن ب : املسألة منها، ومن هذه الوقائع ما يلي

بعثين رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عام ذات السالسل، : قال عمرو بن العاص -أ يممت به، مث صليت فت فاحتلمت يف ليلة باردة شديدة الربد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك،

يا : بأصحاب صالة الصبح، فلما قدمت على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقالنعم يا رسول اهلل، إين احتلمت يف ليلة باردة شديدة : عمرو، صليت بأصحابك وأنت ججنجب؟ قلت

[ 1 : النساء]{ وا أنفجسكجم وال ت قت جلج }: الربد فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرتج قول اهلل، .(6)( ومل يقل شيئا مث صليت، فضحك فتيممتج

يف هذا األثر ترى أن عمرا اجتهد رأيه يف فهم هذه اآلية، وطبقها على نفسه، فصلى بالقوم .بعد التيمم، وهو جنب، ومل ينكر عليه الرسول صلى اهلل عليه وسلم هذا االجتهاد والرأي

{المذين آمنجوا ومل ي لبسجوا إميان هجم بظجلم }: يث ابن مسعود، ملا نزلت آيةويف حد -ب إنه ليس الذي تعنون، أمل تسمعوا إىل »: وأينا مل يظلم نفسه، فقال: قلنا يا رسول اهلل[ 1: األنعام]

، ترى أن (1)« [6 : لقمان] {ظيم يا ب جينم ال تجشرك باهلل إنم الشرك لظجلم ع }قول العبد الصاحل

______________________

.16 - 1/ ، (ط شاكر)تفسري الطربي : انظر( ) . /6 ،والتنوير التحرير( ) .112/ ، املنثور والدر، 111/ ، كثري ابن تفسري وانظر، 66 برقم داود وأبو، 11 ، 16 /1، أمحد اإلمام مسند( 6) .1 61، 6631/األنبياء أحاديث، 6/ح اإلميان كتاب، موضع من أكثر يف البخاري أخرجه( 1)



1

0

الصحابة فهموا اآلية على العموم، وما كان ذلك إال رأيا واجتهادا منهم يف الفهم، فلما استشكلوا ذلك سألوا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم، فأرشدهم إىل املعىن املراد، ومل ينههم عن تفهم القرآن

واهلل . م إذا مل يستشكلوا شيئا مل حيتاجوا إىل سؤال الرسولكما يدل على أهن. والقول فيه مبا فهموه . أعلم

دعا الرسول صلى اهلل عليه وسلم البن : دعاء الرسول صلى اهلل عليه وسلم البن عباس -6اللهم علمه : )ويف إحدى روايات البخاري( اللهم فقهه يف الدين، وعلمه التأويل: )عباس بقوله

.( )( الكتابالتفسري، ولو كان املراد املسموع من التفسري عن النيب صلى اهلل عليه وسلم ملا كان : والتأويل

الفهم يف : ، وهذا يدل على أن التأويل املراد( )البن عباس مزية هبذا الدعاء؛ ألنه يشاركه فيه غريه . ، وهذا الفهم إمنا هو رأي لصاحبه(6)القرآن

ل على أن الصحابة قالوا بالرأي وعملوا به ما ورد عنهم من مما يد: عمل الصحابة -1اختالف يف تفسري القرآن؛ إذ لو كان التفسري مسموعا عن النيب صلى اهلل عليه وسلم ملا وقع بينهم

. هذا االختالفومما ورد عنهم نصا يف ذلك قولج صديق األمة أب بكر رضي اهلل عنه ملا سئل عن الكاللة،

. (1)( ول فيها برأيي؛ فإن كان صوابا فمن اهلل، وإن كان خطأ فمين ومن الشيطانأق: )قالهل عندكم عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم : وكذا ما ورد عن علي رضي اهلل عنه ملا سئل

( ال، والذي فلق احلبة، وبرأ النسمة، إال أن يجعطي اهلل عبدا فهما يف كتابه: )شيء سوى القرآن؟ قال( ) .

والفهم إما هو رأي يتولد للمرء عند تفهم القرآن؛ ولذا خيتلف يف معىن اآلية فهم فالن عن .غريه

______________________

. 1 ، 11 / ، وانظر شرح ابن حجر، 11 / فتح الباري، : انظر( ) .1/ ، وجامع األصول، 66/ تفسري القرطيب، : انظر( ) . 1 / فتح الباري، : انظر( 6) .1 ، 6 /1، (ط شاكر)انظر قوله يف تفسري الطربي، ( 1) .وغريها من املواضع اليت ذكرها هلذا احلديث( 13 / فتح الباري، )رواه البخاري، ( )



1

1

:شروط الرأي احملمود يف التفسري مىت يكون الرأي حممودا ؟

؛ فإن كان كذلك فهو رأي سبق يف بيان حد الرأي احملمود أنه ما كان قوال مستندا إىل علم . وما خرج عن ذلك فهو مذموم جائز،

هل هلذا العلم حد ي جعرفج به، حبيث ميكن متييزه والتعويل عليه يف احلكم على أي .. ولكن رأي يف التفسري؟

لقد اجتهد بعض املتأخرين يف بيان مجلة العلوم اليت حيتاجها من يفسر برأيه حىت خيرج عن . كونه رأيا مذموما

علم اللغة، واالشتقاق، : جعلها عشرة علوم، وهي( القرن اخلامس: ت)فالراغب األصفهاين والنحو، والقراءات، والسري، واحلديث، وأصول الفقه، وعلم األحكام، وعلم الكالم، وعلم املوهبة

( ) . علم اللغة، : مخسة عشر علما ، وهي( ه 211: ت)وجعلها مشس الدين األصفهاين

واملعاين، والبيان، والبديع، والقراءات، وأسباب النزول، واآلثار واالشتقاق، والتصريف، والنحو، . ( )واألخبار، والسنن، وأصول الفقه، والفقه واألخالق، والنظر والكالم، واملوهبة

وقد ذكر األصفهانيان أن من تكاملت فيه هذه العلوم خرج عن كونه مفسرا للقرآن برأيه (. املذموم: أي)

من نقص عن بعض ما ليس بواجب معرفته يف تفسري القرآن، )وقد نبه الراغب على أن إن -وأحس من نفسه يف ذلك بنقصه، واستعان بأربابه، واقتبس منهم، واستضاء بأقواهلم، مل يكن

(. املذموم: أي. )(6)( من املفسرين برأيهم -شاء اهلل

______________________

.12-16مقدمة جامع التفاسري، : انظر( )، من كتاب التيسري يف قواعد علم التفسري للكافيجي، وقد استفاد مشس الدين من الراغب؛ كما 11 ، ص 2حاشية : انظر( )

، والسيوطي يف اإلتقان، 11 - 1 الكافيجي يف التيسري : يظهر باملوازنة بي قوليهما، وقد نقل عن مشس الدين كل من1/ 1 . .11 ، وعنه نقل الكافيجي يف التيسري، 13( أمحد فرحات: حتقيق)مقدمة جامع التفاسري للراغب : انظر( 6)



1

2

العلوم تكثرا ال دليل عليه، مع ما على بعضها أن يف ذكر هذه -واهلل أعلم -وفيما يظهر . من مالحظة؛ كعلم الكالم

إن تكامل هذه العلوم أشبه بأن يكون شرطا يف اجملتهد املطلق ال يف املفسر؛ إذ مىت يبلغ مفسر تكامل هذه العلوم فيه؟

ي بالتفسري، ولذا ولو طجبق هذا الرأي يف العلوم املذكورة خلرج كثري من املفسرين من زمرة العاملحترز الراغب بذكر حال من نقص علمه ببعض هذه العلوم، وهبذا يكون ما ذكره بيانا لكمال

. حيصل له ذلك فإنه يعمد إىل النقل فيما ال يتفق له األدوات اليت حيسن باملفسر أن يتقنها، وإن ملربز يف تفسريه العلم ويظهر أن أغلب املفسرين على هذا السبيل، ولذا ترى الواحد منهم يج

. كالقرطيب، برز عنده تفسري آيات األحكام -الذي له به عناية؛ فإن كان فقيها . برز عنده علم النحو يف تفسريه للقرآن -كأب حيان -وإن كان حنويا

. وهكذا... برز عنده علم البالغة يف تفسريه للقرآن، -كالزخمشري -وإن كان بالغيا أديبا وميكن القول بأن النظر يف هذا املوضوع يلزم منه معرفة ما ميكن إعمال الرأي فيه، مما ..هذا

. ال ميكن، مث حتديد مفهوم التفسري ملعرفة العلوم اليت حيتاجها املفسر برأيه . ما جهته النقل، وما جهته االستدالل: أما التفسري فنوعان

.الرأيهو جمال : الثانيال جمال للرأي فيه، و :واألولأسباب النزول، وقصص اآلي، واملغيبات، ويدخل فيه كل ما : ومن التفسري الذي جهته النقل

. ال يتطرق إليه االحتمال؛ كأن يكون للفظ معىن واحد يف لغة العربوأما التفسري من جهة االستدالل فكل ما تطرق إليه االحتمال؛ ألن توجيه اخلطاب إىل أحد

. إمنا هو برأي من املفسر، وهبذا برز االختالف يف التفسري احملتمالت دون غريهوأما مفهوم التفسري؛ فهو بيان املراد من كالم اهلل سبحانه وما ميكن أن حيصل به البيان فهو

. تفسري وهبذا يظهر أن كثريا من العلوم اليت ذكرها األصفهانيان ال يلزمان يف التفسري إال بقدر ما

خروج عن به وما عدا ذلك فهو توسع يف التفسري، بل قد يكون يف بعض األحيان حيصل به البيان،يف إمالءاته ( ه 116: ت)يف تفسريه، والبن عرفه ( ه 311: ت)معىن التفسري، كما حصل للرازي

. يف التفسري



1

3

وإمنا -يف الغالب -مث اعلم أن هذه التوسعات إمنا حصلت بعد جيل الصحابة والتابعي وتشكلها؛ مما كان له أكرب األثر يف -من حنو وفقه وتوحيد وغريها -كان ذلك بظهور أقسام العلوم

يصبغ تفسريه بفنه -إذا شارك يف كتابة علم التفسري -توسيع دائرة التفسري، حىت صار كل عامل بفن .الذي برز فيه

: يه إىل نظرينوميكن تقسيم العلوم اليت حيتاجها من فسر برأ : نظر يف علوم اآلية: األول

ويكون ذلك بالنظر إىل ما يف اآلية من علوم؛ كالناسخ واملنسوخ، واملطلق واملقيد، واخلاص . والعام، ومفردات اللغة، وأساليبها، وهكذا

وتتخلف هذه العلوم؛ إذ قد توجد يف آية، يف كل آية حبث وإمنا يقال ذلك؛ ألنه ليس يلزم . عن آيات

وإذا أمعنت النظر وجدت أن علم اللغة هو من أهم العلوم اليت يب على املفسر معرفتها، * . ذلك أنه ال ختلو آية من مبحث لغوي

: ومن اآلثار اليت وردت عن السلف يف بيان أمهية اللغة، ما يليوجه تعرفه العرب من : التفسري على أربعة أوجه: قال ابن عباس: عن أب الزناد قال -

( كالمها، وتفسري ال يجعذر أحد جبهالته، وتفسري يعلمه العلماء، وتفسري ال يعلمه إال اهلل تعاىل ذكره( ) .

ال حيل ألحد يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن : )أنه قال( ه 11 : ت)وروي عن جماهد - . ( )( يتكلم يف كتاب اهلل إذا مل يكن عاملا بلغات العرب

ال أوتى برجل : )يقول( ه 21 : ت)مسعت مالك بن أنس : وعن حيىي بن سليمان قال -6 . (6)( يفسر كتاب اهلل غري عامل بلغات العرب إال جعلته نكاال

ولو قرأت يف تفسري السلف لوجدت أثر اللغة يف التفسري عندهم، ومن أوضح ذلك : استشهادهم بأشعار العرب

______________________

. 2/ ، (شاكر: ط)تفسري الطربي ( ) . 1/ الربهان للزركشي، : انظر( ) . 6 / ، وشعب اإلميان للبيهقي، (مسيح دغيم: حتقيق)ذم الكالم للهروي ( 6)



1

4

: ومن أمثلة أمهية معرفة اللغة ملن فسر برأيه ما يلي(: ه 621: ت)قال األزهري [ 12: التوبة] {وألوضعجوا خاللكجم }: يف تفسري قوله تعاىل -أ

واعترب الليث اللفظ ومل يعرف . هو العدوج : والوضع. ليس بصحيح. سري دون : الوضع: قول الليث) . ( )( كالم العرب فيه

فظنم أن لمن }: يف قوله( ه : ت)عن أب حامت (: )... ه 621:ت)قال األزهري -ب ومل يدر األخفش ما معىن : -أبو حامت : أي -قال . لن نضيق عليه: أي[ 12: األنبياء] {ن مقدر عليه

إن : رب حىت قالفظن أن يفوتنا، ومل يعلم كالم الع: ، وذهب إىل موضع القجدرة، إىل معىن{ن قدر }نضيق، مل : أفظن أن لن نقدر عليه؟ ولو علم أن معىن نقدر: أراد االستفهام: بعض املفسرين قال

. ( )( خيبط هذا اخلبط، ومل يكن عاملا بكالم العرب، وكان عاملا بقياس النحوطلق واملقيد، ومن العلوم اليت يلزم معرفتها الناسخ واملنسوخ وما شاهبه من املباحث؛ كامل*

واخلاص والعام، ومعرفتها الزمة للمفسر بال شك، ومن اآلثار اليت ميكن االعتماد عليها يف ذلك ما ، (6)انتهى علي بن أب طالب رضي اهلل عنه إىل رجل يقص : )رواه أبو عبد الرمحن السلمي قال

. (1)( هلكت وأهلكت : قال. ال: أعلمت الناسخ واملنسوخ؟ قال: فقال. قد استدل من كتب يف علم الناسخ واملنسوخ يف القرآن هبذا األثر لبيان أمهية هذا العلمو

؛ فاملفسر من باب أوىل ينبغي أن ينبه إىل ذلك، وإذا كان علي رضي اهلل عنه قد اعرتض على القاص . ملا يف جهل هذا العلم من أثر يف عدم فهم التفسري

اآلي؛ ذلك أن معرفة سبب النزول وقصص اآلي يفيد ومن العلوم سبب النزول وقصص * . يف معرفة تفسري اآلية

______________________

.6/26هتذيب اللغة، ( ) .1 /1هتذيب اللغة لألزهري، ( ) .قوم جلسوا للوعظ والتذكري، وهم يذكرون آيات وأحاديث يستشهدون هبا يف أحاديثهم مع الناس: القجصاص( 6)، ومما ينبغي التنبه له أن النسخ عند السلف أوسع من اصطالح 1 1/ ( الالحم: حتقيق)الناسخ واملنسوخ للنحاس ( 1)

.األصوليي؛ حيث يشمل كل إزالة تكون يف اآلية



1

5

ومن األمثلة اليت تدل على أمهية معرفة هذا اجلانب، وأن عدم معرفته يوقع يف اخلطأ، ما وقع به ولي ربط على ق جلجوبكجم وي جثبت }: يف تفسري قوله تعاىل( ه 1 : ت)ألب عبيدة معمر بن املثىن

.( )( يفرغ عليهم الصرب، وينزلجه عليهم، فيثبتون لعدوهم: جمازه: )حيث قال[ : األنفال]{ األقدام يدل على خطأ أب عبيدة يف تفسريه هذا، فلما غفل عن القصة حنى يف تفسريه وقصد اآلية

. هذا املنحى اللغوي الذي ال تدل عليه اآليةاملذكور يف اآلية حقيقي، وهو أن أقدام املسلمي ال تسوخ يف الرمل ملا نزل عليه والتثبيت

.( )املطر، وهبذا جاء التفسري عن الصحابة الذين شاهدوا النزول، وعن التابعي الذين نقلوا عنهم ومنها معرفة السنة النبوية، ويكون ذلك بالرجوع إىل صريح التفسري عن النيب صلى اهلل عليه*

. وسلم، كما يكون بالرجوع إىل أقواله وأفعاله اليت هلا أكرب األثر يف فهم القرآنومما ميكن التمثيل به من استعانة املفسر بالسنة النبوية، ما رواه الطربي عن ابن عباس رضي

كتب إن اهلل: ما رأيت أشبه باللمم مما قاله أبو هريرة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم: )اهلل عنهما قال .(6)...( على ابن آدم حظه من الزىن، أدركه ذلك ال حمالة، فزىن العيني النظر

مث إن عدم معرفة السنة اليت تفسر القرآن قد جتعل املفسر ينح إىل مصدر آخر؛ فيفسر به . لعدم ورود هذا التفسري النبوي إليه

ثل به هنا ما روي عن السلف يف تفسري قوله يجكشفج عن ي وم }: تعاىل ومما ميكن أن ميج، (1)عن أمر شديد : فقد فسر مجع من السلف الساق باملعىن اللغوي، أي[ 1: القلم] {ساق

.( )وقتادة وعكرمة ابن عباس وجماهد وسعيد بن جبري: ومنهم

______________________

. 1 / لقرآن جماز ا( ) .12 ، 1 /1، (احلليب: ط)، الطربي تفسري: انظر( ): النجم]{ اللممم إالم والفواحش اإلمث كبائر يتنبجون المذين }: تعاىل قوله تفسري عند 33 2/3 ( احلليب: ط) الطربي تفسري( 6)

6 .] .الرتمجة هبذه القول هبذا قال من عن ترجم حيث، 1/61 ( احلليب: ط) الطربي: انظر( 1) .بعدها وما 1/61 ( احلليب: ط) الطربي تفسري: انظر( )



1

6

مسعت النيب صلى اهلل عليه وسلم : )وقد ورد يف حديث أب سعيد رضي اهلل عنه أنه قاليكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد يف الدنيا رئاء :يقول

عة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا . ( ) (ومسجوهذا احلديث يفسرج الساق الذي جاء يف اآلية نكرة مل يجضف، ويبي أن املراد بالساق ساق

. ربنا عز وجل . احلديثج العتجمد قول ابن عباس وتالميذه يف تفسري الساق، واهلل أعلمولو مل يرد هذا

فهذه بعض العلوم اليت إن جهل املفسر هبا فإنه يقع يف التأويل اخلطأ، وال حيالفه .. وبعد . ( )الصواب يف معىن اآلية

: نظر يف طبقة املفسر: الثاينواألخذ هبا، وعدم اخلروج عنها هم الصحابة املفسرون الذين يب الرجوع إىل أقواهلم،

. فما جاء عنهم فإنه الزم ملن بعدهم من حيث اجلملة وال يوز خمالفتهم. والتابعون وأتباعهموكان عدم االعتماد على تفسريهم من أهم أسباب بروز الرأي املذموم، كما يشري إليه شيخ

الثاين من سبيب اخلالف وهو ما يعلم باالستدالل وأما النوع: )بقوله( ه 1 2: ت)اإلسالم ابن تيمية ال بالنقل فهذا أكثر ما فيه اخلطأ من جهتي حدثتا بعد تفسري الصحابة والتابعي وتابعيهم بإحسان،

.(6)( فإن التفاسري اليت يجذكر فيها كالم هؤالء صرفا ال يكاد يوجد فيها شيء من هاتي اجلهتيمن تقدم يف العلم شهد هلم به كل من جاء بعدهم من العلماء؛ فإن وملا كان هلؤالء السلف

االعتماد على أقواهلم مدعاة للخروج عن الرأي املذموم، ولذا جعل ابن جرير من شروط املفسر أن ال يكون تأويله وتفسريه خارجا عن أقوال السلف من الصحابة واألئمة واخللف من التابعي وعلماء

التنبه إىل أن كل من رجع إىل أقواهلم وختري منها، فإنه قائل بالرأي؛ ألن ختريه معتمد ويب. (1)األمة . على عقله كما فصل ابن جرير الطربي يف تفسريه

: الرأي املذموم وصوره يف التفسري: النوع الثاين

______________________

(. 6 /1 الباري فتح) ،{ساق عن يكشف يوم}: تعاىل قوله تفسري حتت البخاري رواه( ) .فيه البحث عن تجغين ال إشارة فهو ذكرته وما، أكرب بسط إىل حيتاج املوضوع هذا( ) .21( زرزور عدنان: حتقيق) التفسري أصول يف مقدمة( 6) .16/ ( شاكر: ط) الطربي تفسري: انظر( 1)



1

7

سواء أكان عن جهل أو قصور يف الرأي املذموم يف التفسري هو القول يف القرآن بغري علم، . العلم أم كان عن هوى يدفع صاحبه إىل خمالفة احلق، وقد سبق بيان ذلك مع أدلة النهي عنه

: ومن صور الرأي املذموم ما يلي : تفسري ما ال يعلمه إال اهلل -

: وهو أحد أوجه التفسري اليت أوردها ابن عباس، ويشتمل على أمريناملغيبات اليت استأثر اهلل بعلمها؛ كتكييف صفاته سبحانه، أو غريها من تكييف : أحدمها

. املغيباتحتديد زمن املغيبات اليت ورد ذكرج خروجها؛ كزمن خروج الدابة، أو نزول عيسى، أو : ثانيها

. غري ذلكفهذه األشياء ال سبيل للبشر إىل معرفتها؛ فمن زعم أنه قادر على ذلك فقد أعظم الفرية

. على اهلل : من ناقض التفسري املنقول أو أعرض عنه -

كل ما نجقل عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم أو أصحابه أو التابعي : يشمل التفسري املنقولوأتباعهم، فمن أقدم على التفسري دون الرجوع إىل التفسري املنقول فإنه سيقع يف الرأي املذموم؛ ألن

معرفته إال عن طريق النقل عنهم؛ كأسباب النزول، وقصص اآلي، ججزءا من التفسري ال ميكن . وغريها... وناسخها

: من فسر مبجرد اللغة دون النظر يف املصادر األخرى -6إن التسارع إىل تفسري القرآن بظاهر العربية، من غري استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق

ك بغرائب القرآن وغريها؛ مجوقع يف اخلطأ، فمن م ظاهر التفسري وبادر إىل استنباط املعاين مبجرد مل حيج . ( )فهم العربية كثر غلطه، ودخل يف زمرة من قال برأيه املذموم

واعتماد اللغة فقط دون غريها من املصادر، هو أحد أسباب اخلطأ الذي يقع يف التفسري، .( )كما حكى ذلك شيخ اإلسالم ابن تيمية

:( )فيتأول القرآن على وفق رأيه أن يكون له رأي -1 ______________________

(.بتصرف) 61/ تفسري القرطيب : انظر( ) . 1، ص (عدنان زرزور: حتقيق)مقدمة يف أصول التفسري، : انظر( )



1

8

ويكثر هذا عند أهل األهواء والبدع، حيث أهنم يعتقدون الرأي، مث يبحثون عن دليله، وقد حيرفون الكلم عن مواضعه ليوافق آراءهم، ولو مل يكن هلؤالء هذا االعتقاد والرأي ملا فسر القرآن هبذه

. التفسريات املنحرفة : امويقع خطأ أولئك على أقس

وذلك أن املفسر يستدل لرأيه بدليل، ويكون رأيه الذي : اخلطأ يف الدليل واملدلول: األول . استدل له باطل فيستلزم بطالن داللة الدليل على املستدل له

ومثال ذلك أن املعتزلة اعتقدوا أن اهلل سبحانه ال يجرى يف اآلخرة، وهذا باطل، مث استدلوا هلذا لتأبيد النفي، وهذا غري صحيح يف هذا { لن}فجعلوا [ 16 : األعراف] {ت راين لن } :بقوله تعاىل

.املوضعاركجض }: ومثاله كذلك استدالل بعض املتصوفة على جواز الرقص وهو حرام بقوله تعاىل

.( )[ 1: ص]{ برجلك . فالرقص حرام، واآلية ال تدل عليه ال من قريب وال من بعيد

ويف هذا يكون املدلول بذاته صحيحا ، ولكن محل : طأ يف االستدالل ال يف املدلولاخل: الثاين . اآلية عليه ال يصح

إنم اهلل مجبتليكجم بن هر فمن شرب منهج ف ليس مين ومن }: ومثاله ما فسر به بعضهم قوله تعاىل [.11 : البقرة]{ اغت رف غجرفة بيده ملم يطعمهج فإنمهج مين إالم من

هذه اآلية مثل ضربه اهلل للدنيا، فشبهها اهلل بالنهر، والشارب منه باملائل إليها : )حيث قالاملستكثر منها، والتارك لشربه باملنحرف عنها والزاهد فيها، واملغرتف بيده غرفة باآلخذ منها قدر

.(6)( هلل خمتلفةاحلاجة، وأحوال الثالثة عند ا

______________________ = .وما بعدها 1، ومقدمة يف أصول التفسري، ص 66/ تفسري القرطيب : انظر( ) . / ، القرطيب تفسري: انظر( ) . /6، القرطيب تفسري( 6)



1

9

فهذا الكالم من حيث هو يف ذاته جمردا عن اآلية كالم صحيح، ولكن جعلهج تفسريا لآلية ما أحسن هذا لوال ما فيه من : )معلقا على هذا القول( ه 32: ت)خطأ ظاهر، ولذا قال القرطيب

. ( )( هذاالتحريف يف التأويل، واخلروج عن الظاهر، ولكن معناه صحيح من غري . واهلل أعلم. فهذه بعض صور التفسري بالرأي املذموم.. وبعد

:التفسير بين األثر والرأيلقد ظهر من خالل األمثلة الدالة على جواز الرأي أن الرأي قد برز يف عصر الرسول صلى

. اهلل عليه وسلم، وإن كان قليال ، مث اتسع وانتشر أكثر يف عهد الصحابة ومن بعدهمكما ظهر أن من الصحابة والتابعي وأتباعهم من فسروا القرآن برأيهم، فهل نجسمي ما ورد

عنهم تفسريا باملأثور، وما ورد عن غريهم تفسريا بالرأي؟ :، وذلك ألمرين( )إن تقسيم التفسري على هذا النحو فيه نظر

األخذ به على إطالقه، أن أغلب من قسم هذا التقسيم جعل حكم املأثور وجوب: األولكيف : مع أن بعضهم حيكي خالف العلماء يف قبول أقوال التابعي، كما ينسى حكم ما اختلفوا فيه

يب األخذ به مع وجود االختالف بينهم؟ أن يف ذلك تناسيا للجهد التفسريي الذي قام به السلف، وجتاهال لرأيهم يف التفسري : الثاين

. ذره وأنتجهالذي ي جعدون أول من بإن هؤالء السلف قالوا يف القرآن بآرائهم، كما قال املتأخرون بآرائهم، ولكن شتان بي

. الرأيي؛ فرأي السلف هو املقدم بال إشكالعلى أنه تفسري القرآن بالقرآن، مث بالسنة، مث بأقوال الصحابة، )إن املقابلة بي التفسري باملأثور

خطأ حمض ال دليل عليه من قول السلف ( على أنه ما عدا ذلك)سري بالرأي والتف( مث بأقوال التابعي . أو من العقل

إن تسمية تفسري السلف تفسريا باملأثور باعتبار أن طريق الوصول إليه هو األثر تسمية ال ما هو غبار عليها، وهو هبذا ال يقابل التفسري بالرأي، بل التفسري بالرأي ممتزج فيه؛ ألن من تفسريهم

______________________

. /6تفسري القرطيب، ( ) .23قد فصلت القول يف مصطلح التفسري باملأثور، انظر جملة البيان عدد ( )



2

0

ومنه ما هو استدالل وقول بالرأي، وكال هذين عنهما؛ نقل ال يصح تركه أو إنكاره؛ كأسباب النزول، .إمنا طريقنا إليه هو األثر

:كتب التفسير بين الرأي واألثروقع تقسيم التفاسري إىل تفاسري بناء على ما وقع من مقابلة التفسري املأثور بالتفسري بالرأي،

: باملأثور وتفاسري بالرأي، ويف هذا التقسيم نظر، وذلك يف أمرينأنه قل أن ترتك التفاسري املعتربة أقوال السلف، بل حترص على حكايتها، ومع ذلك : األول

. ( )بالرأي جتد أن بعض هذه التفاسري حجكم عليه بأنه من التفسري باملأثور واآلخر من التفسري إن املفسر الفالين مكثر من الرواية عن السلف مكثر من االعتماد على : والصواب أن يقال

. أقواهلم، واآلخر مقل من الرواية عنهم أو االعتماد عليهمأن من حجكم على تفسريه بأنه من التفسري باملأثور قد حيف عليه وت جنجوسي جهده : الثاين

لرتجيح بي األقوال اليت يذكرها عن السلف، وأشهر مثال لذلك إمام املفسرين ابن اخلاص يف املوازنة واجرير الطربي، حيث يعده من يقابل بي التفاسري باملأثور والتفسري بالرأي من املفسرين باألثر، وهذا

. يف كتابهفيه حكم قاصر على تفسري اإلمام ابن جرير، وتعام أو جتاهل ألقواله الرتجيحية املنثورة !هل التفسري منسوب إليه أم إىل من يذكرهم من املفسرين؟

!فإذا كان تفسريه هو؛ فأين أقواله وترجيحاته يف التفسري؟ أليست رأيا له؟

! أليست متأل ثنايا كتابه الكبري؟ ! بل أليست من أعظم ما مييز تفسريه بعد نقوالته عن السلف؟

ب التفسري بالرأي، غري أنه رأي حممود؛ العتماده على تفسري إن تفسري ابن جرير من أكرب كت . السلف وعدم خروجه عن أقواهلم، مع اعتماده على املصادر األخرى يف التفسري

فيه تفسري : كما أن تفسريه من أكرب مصادر التفسري املأثور عن السلف، وف رق بي أن نقولألن هذه العبارة تدل على أنه ال يذكر غري املأثور عن هو تفسري باملأثور؛: مأثور، أو أن نقول

______________________

وتقسيمه التفاسري بي املأثور والرأي من غري أن يورد (التفسري واملفسرون)انظر على سبيل املثال حممد حسي الذهيب يف كتابه ( ) .ضابطا ميكن التعويل عليه يف هذا التقسيم، وقد قلده آخرون يف هذا من غري استدراك وال تعقيب



2

1

السلف، وتفسري ابن جرير خبالف ذلك؛ إذ هو مع ذكر أقواهلم يرجح ويعلل لرتجيحه، ويعتمد على . مصادر التفسري يف الرتجيح

: ت)وازن بي تفسريه وتفسري عصريه ابن أب حامت : ولكي يبي لك الفرق يف هذه املسألةالذي ال يزيد على ذكر أقوال السلف، وإن اختلفت أقواهلم فال يرجح وال يعلق عليها، ( ه 2 6

أليس بي العاملي فرق؟ هذه بعض قضايا في التفسير بالرأي، والموضوع يحتاج إلى بحث أعمق .. وأخيراا

. وأطول، واهلل الموفق

هعاونأ ..همكح ..هموهفم يأرلاب يرسفتلا ·...

Documents