1

عبد الكريم المرداسي

الرئيس المدير العام

للشركة التونسية للتأمين و إعادة التأمين

)عضو مجلس اإلتحاد العام العربي للتأمين(

ورقة عمل حول

تعريف تأمين الواجهة

مخاطره وكيفية مجابهته

تنص علىجاء تأمين الواجهة كأسلوب لمجابهة القواعد الرقابية التي

حماية لسوق التأمين مرخص لها محلية رة تأمين األخطار لدى شركةضرو

.ولالقتصاد الوطني

إلى رغبة الشركات في البداية هذا األسلوب في التأمين يرجعإن ابتداع

الكبرى العابرة للقارات في إقرار نظام تأمين شامل وذلك بفرض تأمين الواجهة

ية عن طريقها.تمرير العمل عمولة على شركة مقيمة مقابل

و لمعالجة هذه اآللية في التأمين ، نقترح اعتماد المحاور التالية:

تأمين الواجهة و المؤمن له

المؤمن المباشر و تأمين الواجهة

المحلي. تأمين الواجهة و تأثيره على سوق التأمين

لنتخلص في الختام إلى اآلليات المقترحة للحد من هذا األسلوب في التأمين.

2

: / تأمين الواجهة و المؤمن له1

إن اعتماد أسلوب تأمين الواجهة يمكن المؤمن له من االستجابة لمقتضيات

تأمين مع شركة مرخص لها للتأمين ببلد النشاط وذلك بإبرام عقد القواعد المنظمة

جميع خدمات المؤمن المحلي.من بذلك البلد و بالتالي من االستفادة

تحويل القسط األكبر مما دفعه من معاليم تأمين إلى الواجهة كما يضمن تأمين

الشركة المقبوضة أو إلى معيد التأمين الذي اختاره و الذي يثق في قدراته. و من

خالل ما سيق يتضح أن أسلوب تأمين الواجهة يصب في مصلحة المؤمن له.

/ تأمين الواجهة و المؤمن المباشر :2

عدم الثقة بكفاءات الشركات المحلية يعبر عن لواجهة تأمين ا اللجوء إلى نإ

حويل الحصة الكبرى من أقساط التأمين خارج البلد. كما أنه وكذلك عن رغبة في ت

هذا المنطلق يكرس تفاقم التأمين بأسلوب الواجهة قلة الخبرة و المهارات من

للتعامل مع هذه اإلكتتابية من خالل عدم اتاحة الفرص لكوادر الشركات المحلية

النوعية من العمليات ذات الشروط الفنية المعقدة.

إن التأمين بأسلوب الواجهة يقلص من دور شركات التأمين المحلية لتكون

وسيط يتقاضى عمولة كثيرا ما تكون زهيدة دون أن تتمكن من عبارة على

يمكنها من اإلحتفاظ بقسط مقابل ما تتحمله من عبء إضافة إلى أن هذا األسلوب ال

تطوير حجم أقساطها التي تمول اتفاقيات إعادة التأمين. كما إن أسلوب الواجهة من

الشركات إفالسل الشركة المحلية مسؤولية قانونية كبيرة في حال مشأنه أن يح

التي تحال إليها جميع األقساط بعنوان تغطية إعادة التأمين و التي ضمنها دون أي

من األقساط على أساس الضمان بحصةو دون أن يحتفظ معرفة بطاقاتها المالية

كما هو الحال بالنسبة للعمليات التي تشملها عمليات اإلعادة ضمن اتفاقيات إعادة

التأمين العادية.

3

تتحمله الشركات المحلية التي تقبل أن تكتب عقد تأمين الذي إن العبء الكبير

الشركات بعض أن نالحظ رغم ذلكو .بأسلوب الواجهة، مقابل عمولة ضعيفة

المحلية تقبل هذا النوع من العمليات و ذلك نتيجة رغبة جامحة في

تطوير رقم معامالتها للظهور في مظهر شركة كبيرة قصد التعريف بنفسها على

مستوى السوق المحلي و العالمي لغاية أن تصبح معروفة لدى معيدي التأمين

ر رغبة هذه الشركات في القيام بهذه العمليات دون إعارة كما يمكن تفسي .الكبار

اهتمام بالمخاطر التي توضع على كاهلها بضعف قدراتها الفنية و المالية التي ال

.تمكنها من االحتفاظ بحصة لحسابها الخاص

أصبح تأمين الواجهة يشمل إن تفاقم هذه الظاهرة وخطورتها تدعمت عندما

تشجع على إيراديةدية و الصغيرة نتيجة ما توفر من أرضية و كذلك العمليات العا

ذلك نتيجة للضغط الذي تمارسه الشركات العابرة للقارات من خالل العديد من

ليين، ومما سهل ذلك ضعف القاعدة المالية و الفنية لدى العديد من والوسطاء الد

في الربح ت هذه الشركا من رغبة كما قد يعزى هذا إلى الشركات المحلية و

في تعزيز المكانة المالية لشركاتهم وتعزيز الحيني على حساب التفكير و السهل

.و اإلحتفاضية قدراتها الفنية

/ تأثير تأمين الواجهة على سوق التأمين المحلي :3

أغلب البلدان في العالم ضمن آليات الرقابة ضرورة أن يكون لقد اعتمدت

تأمين مخاطر أي نشاط لدى شركة محلية وذلك لعديد االعتبارات من أهمها :

إذ يتم التعويض يتضرر من حادث كل من حماية مصالح المؤمن له و

من طرف شركة خاضعة لقانون البلد الذي تتعاطى فيه النشاط و ذلك

تعويض في أسرع وقت و بما يتماشى مع القانون المنظم قصد ضمان ال

للمهنة.

4

سهولة مراقبة الشركات المؤمنة لضمان اإللتزام بتعهداتها تجاه المؤمن

لهم واإلقتصاد الوطني.

تدعيم الطاقة اإلحتفاظية للسوق الوطني للحد من تحويل أقساط التأمين

إلى خارج البلد.

مين ليساهم أكثر في تطوير اإلدخار الوطني.تدعيم دور قطاع التأ

.جميع هذه األهدافوناسفا ل لقد جاء أسلوب تأمين الواجهة مخالفا

الذي جاء لحماية صناعة " التأمين لدى شركة محلية " مبدأ و أمام وجاهة

التأمين ولإلستجابة لجملة هذه األبعاد اإلقتصادية و التي اتفقت عليه كل بلدان

يمكن تعريف تأمين ، م باشتراطها ضرورة التأمين لدى شركة محلية العال

. لتحيل على قانون وجوبية التأمين لدى شركة محليةلآلية الواجهة بأنها

ومن هنا تتضح خطورة هذا األسلوب للتأمين الذي تفاقم خاصة في البلدان

لى بعض األسواق النامية.و إضافة إلى هذا تعمد بعض الشركات العالمية الضغط ع

كما ال بد أن نشير إلى تفاقم العمليات التي و ، لمنحها إمكانية التأمين خارج السوق

إن كانت ال تندرج ضمن أسلوب التأمين الواجهة المباشر أصبحت تشابه هذا

األخير اعتبارا و انها تدخل تحت طائلة إعادة التأمين االختياري الكلي دون

الطاقة المالية أو أو تيجة لضعف الطاقة اإلحتفاظية االحتفاظ بأي حصة سوى ن

نظرا الستثناء العملية من اإلتفاقية التعاقدية إلعادة التأمين وللحد من قدرة

الشركات المحلية لألسواق النامية.

5

نوعية العقود التي تدخل تحت فيابتدع وسطاء التأمين العديد من التعقيدات

ما لم يرد ضمن االستثناءات و أصبحت هذه العقود لكل " عقود شاملة" مظلة

بطريقةالمتداولة للحد في آن واحد من أقساط التأمين التي كانت تدفع " ملةعال"

.كما انه "الشامل " مقابل العقد يعقد لكل صنف تأمين وتعويضها بقسط إجمال

نظرا لعدم اإلقدام و، من العقود ال تشملها التفاقمات العاديةاعتبارا ان هذه النوعية

عليها من طرف بعض المعيدين يطرحها الوسيط الدولي في السوق مع

ضمان تغطيتها على مستوى إعادة التأمين ، وتكون بذلك شكال آخرا من تأمين

الواجهة.

/ محدودية آليات الوقاية من مخاطر تأمين الواجهة :4

ء أسلوب تأمين الواجهة التأمين لدى شركة تأمين محلية ، جا نظرا لوجوبية

ضرورة تكوين مدخرات متغافال على شرط كوسيلة الستجابة لهذا الشرط القانوني

خاصة و أن الشركة المحليةبعهدة المناطة دات هفنية كافية لتسديد كامل التع

إضافة إلى عدم ، بحصة من أقساط تأمين من االحتفاظ أسلوب الواجهة ال يمكنها

معرفتها بالوضعية المالية لمعيد التأمين ، علما وان عدم ل نظرااشتراط ضمان

غم ما تضمنه بعض رالمسؤولية تبقى كليا على عاتق الشركة المحلية أمام القانون

من بنود تعفيها من المسؤولية عندما ال يفي معيد التأمين شركات الواجهة

الذي فرضه عليها المؤمن له بالتزاماته.

التراتيب القانونية لتفادي تأمين الواجهة . واعتبارا وأمام محدودية هذه

للتأمين على سوق التأمين وعلى اإلقتصاد الوطني ، يتأكد لخطورة هذا األسلوب

استنباط آليات جديدة فعالة وتدعيم الرقابة لمنع هذا األسلوب من التأمين الذي

ال تكاد إنهالحال أصبح ظاهرة تتنامى من سنة إلى أخرى في البلدان النامية وا

العقود المشابهة للواجهة مثل مثلها مثل تذكر بالبلدان المتقدمة إن لم تكن ممنوعة

ما يعرف بالتأمين الشامل.

وفي الختام ، إن التحاور حول هذا الموضوع أصبح أكثر من ضروري لكي يتم

.ةلفت نظر هيئة الرقابة في وطننا العربي ليتم اتخاذ اإلجراءات الالزم