ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ...

16
آفــــــــاققية أفري111 ى الظروفوهرى ف ا مبدأ التغينيلت حوض التفاقيا وأثره على امةن س الدكتور أن الدولقانو اى ـ خب أكاد مقدمة: دوللفة لمختلوق الننت الحقن الدولى قد قلقانودئ، وأعراف اعد، ومبانت قوا كا إذادولذه ال بين هلتعاون يتطلب امانيل، م نهر اللدولية، ومنهار انهاحواض ا لمشاطئة افات، اختخيرة قد شهدتعوام ا أن ان الدولى المستقرة، إلقانو فى ظل قواعد اوق،ذه الحق حول هنيلطئة لحوض نهر اللمشادول ادة بين بعض الءات عديدعا وا ودولتى المصبنيل المنبع لحوض الفات بين دولختذه ا ووصلت ذروة ه: مصر،ور والمر: ورواندانيا وأوغندا وتنزابيا وكينياقعت كل من إثيون إلى قمتها حيث و السودانيل فى حوض الدولطارى لون التعاقية اتفا وبروندى ا41 ايو عام م0242 بمدينةى بأوغندا عنتيب. د التوقيعنونى الجديد بعلقاسى والسيالواقع اف باعتراورى ا من الضر غرو، أن ردة أيضا منء الوانبا، واثيوبى عليهان البرلمادقة اطارية، ومصاقية اتفا على امر الواقع سيزدادقية، وهذا اتفام لذات انضمازم على ا بأنها تعوب السودان دولة جنما سيفضىطارية مقية اتفاة على ا الموقعنيل حوض الد دول عد زاد ترسخا كلمافها دولة مصب،ر بوصوق مصى تكفل حقبقة التلسات اتفاقيازع بين التناشك إلى ا و الجديدةطاريةقية اتفاذه ا وه. فاقياتتفة المشار إليها إلى أن كاقية عنتيبى اتفا برمة المدولذه ال لقد زعمت هزمة لها، ومرد ذلك وفق تعد مل لمنيلع المشترك بنهر النتفارية بشأن السانونية القا اى أبرمتك التية عن تللحالى الظروف اة فمختلفرات الجوهرية اللتغي لدولذه ال زعم هلمشار إليهات اتفاقيا ا فيها. تناول ندول، أنك التلزاعم لذه المطرق إلى تفنيد ه التفسنا، وقبلا على أن وقد ألينهداتلمعائر أنواع اها وبين سا، والتمييز بينطارية بشكل عامت اتفاقياهية ا مااعتبارهاف الجوهرية بة التغير فى الظروى لنظريلقانونفهوم ا نعرض إلى الم الدولية، ثملقانونيةت امالتزا تنفيذ ا من ستثناء ا لهداتلمعااقية فيينا لموجب اتفهدات الدولية ب لمعالدولية لعام ا4191 .

Upload: others

Post on 22-Oct-2019

9 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

111

مبدأ التغيري اجلوهرى فى الظروف وأثره على اتفاقيات حوض النيل

الدكتور أمين سالمة أكادميى ـ خبري القانون الدوىل

:مقدمةإذا كانت قواعد، ومبادئ، وأعراف القانون الدولى قد قننت الحقوق المختلفة للدول المشاطئة ألحواض األنهار الدولية، ومنها نهر النيل، مما يتطلب التعاون بين هذه الدول فى ظل قواعد القانون الدولى المستقرة، إال أن األعوام األخيرة قد شهدت اختالفات، وادعاءات عديدة بين بعض الدول المشاطئة لحوض نهر النيل حول هذه الحقوق،

مصر، : ووصلت ذروة هذه االختالفات بين دول المنبع لحوض النيل ودولتى المصب السودان إلى قمتها حيث وقعت كل من إثيوبيا وكينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا : والمرور

بمدينة 0242مايو عام 41وبروندى اتفاقية التعاون اإلطارى لدول حوض النيل فى .عنتيبى بأوغندا

ال غرو، أن من الضرورى االعتراف بالواقع السياسى والقانونى الجديد بعد التوقيع على االتفاقية اإلطارية، ومصادقة البرلمان االثيوبى عليها، واألنباء الواردة أيضا من دولة جنوب السودان بأنها تعزم على االنضمام لذات االتفاقية، وهذا األمر الواقع سيزداد ترسخا كلما زاد عدد دول حوض النيل الموقعة على االتفاقية اإلطارية مما سيفضى والشك إلى التنازع بين االتفاقيات السابقة التى تكفل حقوق مصر بوصفها دولة مصب،

.وهذه االتفاقية اإلطارية الجديدةلقد زعمت هذه الدول المبرمة التفاقية عنتيبى المشار إليها إلى أن كافة االتفاقيات القانونية السارية بشأن االنتفاع المشترك بنهر النيل لم تعد ملزمة لها، ومرد ذلك وفق زعم هذه الدول للتغيرات الجوهرية المختلفة فى الظروف الحالية عن تلك التى أبرمت

.فيها االتفاقيات المشار إليهاوقد ألينا على أنفسنا، وقبل التطرق إلى تفنيد هذه المزاعم لتلك الدول، أن نتناول ماهية االتفاقيات اإلطارية بشكل عام، والتمييز بينها وبين سائر أنواع المعاهدات الدولية، ثم نعرض إلى المفهوم القانونى لنظرية التغير فى الظروف الجوهرية باعتبارها

لمعاهدات الدولية بموجب اتفاقية فيينا للمعاهدات لاستثناًء من تنفيذ االلتزامات القانونية .4191الدولية لعام

Page 2: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

111

:أنواع المعاهدات الدولية

Treatyاملعاهدة (: أوال)

اتفاق أطراف : المعاهدة الدولية هى دولتان أو أكثر أو غيرهما من أشخاص القانون الدولى، وموضوعه تنظيم عالقة من العالقات التى يحكمها هذا القانون، ويتضمن حقوقا والتزامات تقع على عاتق

وتسمى المعاهدة ثنائية إذا كانت . أطرافهبين دولتين، ومتعددة األطراف أو جماعية إذا كانت بين عدد من الدول أو بناء على دعوة منظمة دولية، ويكون هدفها تنظيم موضوعات تتصل بمصالح المجتمع الدولى

.كلهوتحدث المعاهدة نتائج قانونية، وتعالج قضايا معينة كتسوية قضية سياسية، أو إنشاء حلف، أو تحديد حقوق والتزامات الدول أطراف هذه المعاهدة، وال تعد بمثابة المعاهدة االتفاقيات التى تعقد بين الدولة

وتطلق كلمة . واألفراد أو الشركات على االتفاقيات ذات األهمية " معاهدة"

السياسية، كمعاهدات الصلح، ومعاهدات معاهدة الدفاع العربى : التحالف مثل

الحلف " الناتو"المشترك، ومعاهدة حلف .األطلسى

ويتم عقد المعاهدات بطرق رسمية وقانونية تبتدئ بالمفاوضات، ويليها التوقيع من قبل المندوبين المفوضين،

ثم تبادل . وإبرامها من قبل رئيس الدولة وثائق اإلبرام الذى يضفى عليها الصفة التنفيذية بعد إقرارها من السلطة

.التشريعية

Agreementاالتفاقية ( ثانيا)

يستعمل هذا المصطلح لالتفاقيات التى تتناول نواح فنية تنتج عن مؤثر فنى

-فى معظم األحوال -مهنى، واالتفاقية عبارة عن اتفاق دولى تقل أهميته عن المعاهدة، على الرغم من أن بعض الوثائق الدولية لم تميز بينهما، وهى تتناول بشكل خاص القضايا الفنية، كالشئون االجتماعية، واالقتصادية، والتجارية، أو

.. البريدية، أو القنصلية، أو العسكرية الخ أو تسوية نزاع بين طرفين مع بيان الحقوق واالمتيازات لكل منهما، أو تتضمن مبادئ وقواعد دولية عامة تتعهد الدول

كاتفاقيات )الموقعة باحترامها ورعايتها واتفاقيات جنيف متعددة ( الهاى وغيرها

.األغراض

Accordاالتفاق ( ثالثا)االتفاق مصطلح قانونى التفاق بين دولتين أو أكثر على موضوع معين له صفة قانونية ملزمة، ويأتى ترتيبه فى األهمية فى الدرجة الثالثة بعد المعاهدة

إن كلمة اتفاق تعنى فى . واالتفاقيةالعالقات الدولية تفاهم أو تعاقد دولى لتنظيم العالقات بين األطراف المعنية فى مسألة ما، أو مسائل محددة يرتب على تلك األطراف التزامات، وحقوق فى ميادين السياسة، واالقتصاد، والثقافة، والشئون

وقد يتخذ االتفاق طابعا سريا، أو . الفكريةشفهيا، أو صفة عابرة، فيكون اتفاقا مؤقتا، أو طويل األجل، أو ثنائيا، أو

Page 3: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

111

متعددا، أو يكون محددا كأن يكون اتفاقا الخ، ويجرى .. تجاريا، أو بحريا، أو ثقافيا

التوصل إلى االتفاق بعد مفاوضات ويتم .التوقيع عليه، ويخضع لإلبرام والنشر

االتفاق اإلطارى( رابعا) Framework Agreement

تتميز االتفاقات اإلطارية بأنها اتفاقات تمهيدية إرشادية توفر للدول األطراف هديا عاما تهتدى به، وذلك ألجل إبرام اتفاقيات، أو بروتوكوالت تفصيلية متممة لتلك االتفاقيات اإلطارية، وذك فى مرحلة

.الحقةواالتفاقية اإلطارية ال تهتم بالتفاصيل، والتفسيرات الدقيقة لموضوع، إذ أنها تحدد أطرا عامة لموضوع االتفاق، حيث يكون موضوع االتفاق اقتصادى، أو عسكرى، أو سياسى، أو قد يشمل مجموع هذه العناوين، ويحدد لها أطرا، أو مبادئ أساسية، وتترك التفاصيل لالتفاق

.التفصيلى الالحقوقد تبرم االتفاقات اإلطارية بين رؤساء الدول، أو الحكومات، أو قد يخول الوزراء بإبرامها على أن تتشكل لجان مشتركة بين الدولتين تقوم هذه اللجان بوضع تفاصيل المواضيع المقترحة ومن ثم تبرم معاهدة فيما بعد بتفاصيلها وبنودها محددة بدقة

(.4)لكل طرف حقوقه والتزاماتهوباإلشارة إلى االتفاقية اإلطارية للتعاون بين دول حوض النيل والتى تم

مايو 41توقيعها فى عنتيبى بأوغندا يوم

فهى تعد مثاال لذلك النوع من 0242االتفاقيات اإلطارية، حيث تعالج بعض النواحى اإلجرائية األساسية، والقليل من النواحى الموضوعية المهمة حيث تترك التفاصيل للدول المشاطئة لنهر النيل،

.وذلك كى تقوم بإكمالها فى اتفاقيات الحقةمن المهم فى ذلك الصدد أن نشير إلى أن الدول الموقعة على هذه االتفاقية اإلطارية عليها التزام قانونى بعدم الخروج عن الهدف واألغراض التى من شأنها

.وقعت االتفاقية اإلطاريةوتعد االتفاقيات والبروتوكوالت الالحقة التى ستعقدها دول حوض النيل التى وقعت على هذه االتفاقية اإلطارية معاهدات دولية مستقلة فى حد ذاتها عن االتفاقية اإلطارية، ويمثل أى بروتوكول، أو اتفاقية تتجاوز نطاق االتفاقية اإلطارية األولية تعديال خفيا لالتفاقية اإلطارية، حيث تجد األطراف نفسها مقيدة بالتزامات لم تقصد التقيد بها عند التفاوض بشأن االتفاقية

.اإلطاريةواقع األمر أن أطراف االتفاق قد تميل أو تختار تسمية معينة نظرا للظروف

4101المحيطة لذلك االتفاق، ومنذ سنة نددت لجنة خبراء عصبة األمم بالفوضى السائدة فى االستعمال العشوائى لهذه المصطلحات فى التعامل الدولى، وبدورهم، الحظ محررو اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات هذا الوضع الفوضوى من غير إيجاد حل مناسب لهذه المناسبة، ولقد أقرت محكمة العدل الدولية فى قضية إقليم جنوب غرب إفريقيا أن استعمال مصطلح معين ال يعتبر عنصر قاطع وحاسم بالنسبة

Page 4: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

الدفوع : )لطبيعة اتفاق أو اللتزام دولى ، غير أنها قد توجد (0()4190األولية،

بعض المؤشرات بخصوص استعمال بعض المصطلحات، فمصطلح االتفاقية يستعمل غالبا للداللة على االتفاق الذى يرمى إلى صياغة قواعد قانونية، كما أشارت بذلك

من النظام األساسى لمحكمة ( 83)المادة .العدل الدولية

كما أن التعامل الدولى يكشف عن تكريس ثالثة مصطلحات، بصفة خاصة،

المعاهدات، االتفاقية، االتفاق بحيث : وهىتظهر أنها األكثر استعماال من طرف

(.8)أشخاص القانون الدولى العام :مبدأ إلزامية المعاهدات للدول

يقر الفقه بشكل عام، بإلزامية تطبيق كل المعاهدة، وضرورة تنفيذها، فهى ملزمة بطبيعتها وهو ما نصت عليه المادة

من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات ( 09)كل معاهدة نافذة تكون "بأنه 4191لسنة

ملزمة ألطرافها وعليهم تنفيذها بحسن ويعد ذلك االلتزام أثرا قانونيا نتيجة " نية

االرتباط بهذا االلتزام التعاهدى، ومن ثم فال يجوز للمتعاهد الملتزم أن يفك ارتباطه بهذا التعهد، أو ينكص عن الوفاء بأداء ما ألتزم به من تعاهدات، وال يقتصر األمر على مجرد التزام أطراف المعاهدات بالتنفيذ فقط، بل يجب أن يكون هذا التنفيذ

".بحسن نيةوترجع القوة اإللزامية للمعاهدات الدولية إلى العهود الغابرة، وتحديدا إلى قاعدة من قواعد القانون المدنى الرومانى

ذلك ما . قبل انتقالها إلى القانون الدولى " De Taube" "دى توب "جعل الفقيه

قاعدة "أن : يشير إلى هذه القاعدة قائالً هى قاعدة " العقد شريعة المتعاقدين

راسخة منذ العهود السحيقة، بل أن هذه القاعدة تعد من أحد المبادئ والمسلمات الراسخة لعلم القانون الدولى ولكل حياة دولية، طالما حصلت الجماعة على قدر

(.1)ولو قليــل من التنظيملذلك بات من المبادئ األساسية فى التعامل الدولى أن المعاهدة تنشئ بين

، وإذا كان ثمة (1)الدول إلزاما قانونياً أساس قانونى لتنفيذ المعاهدات ناتج عن نص اتفاقية فيينا فثمة أسس أخرى يعود

، "العقد شريعة المتعاقدين "إليها مبدأ وهى األساس العرفى لهذه القاعدة، حيث

قاعدة : أن" كلسن"يرى الفقيه الدولى العقد شريعة المتعاقدين متولدة عن العرف

يستند ( المعاهدات)مادام القانون االتفاقى على القـانون العرفى، وساند الفقيه

" غوغنهايم" كل من الفقيه " كلسن" (.9")فيراللى"والفقيه

" العقد شريعة المتعاقدين "وتعد قاعدة ، (7)قاعدة من قواعد القانون الطبيعى "

ومن الفقهاء الذين ذهبوا إلى اعتبار قاعدة أحد قواعد " العقد شريعة المتعاقدين "

القانون الطبيعى، الفقيه الهولندى حيث ذهب إلى التأكيد على " جروسيوس"

قدسية الوعـــد ولو تجــاه الطغاة، أو )القراصــنة، بل والكفار، وغير المؤمنين

3.) وكذلك تعتبر هذه القاعدة من قواعد األخالق الدولية، وهذه األخيرة تشغل مكانًا وسطًا بين قواعد المجامالت وقواعد

وخضوع الدولة فى . القانون الدولى

Page 5: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

روابطهما المتبادلة لمبادئ األخالق يشبه إلى حد كبير خضوع األفراد لها فى حياتهم الخاصة أو االجتماعية، وتأخذ بمبادئ األخالق الدولية، وسبب ذلك هو أن مصالح الدول تفرض عليها مراعاتها ألن االستثمار أو االستحقاق بها قد يعرض هذه المصالح لألخطار ويثير الرأى العام ضد

واألمثلة (. 1)الدولة المخلة أو المخالفة على قواعد األخالق الدولية عديدة، لعل أهمها هو وجوب احترام الوعود والعهود التى تقطعها الدولة على نفسها، وهو ما كانت تشير إليه اتفاقية فيينا لقانون

)فى نص المادة 4191المعاهدات لعام (.42)منها( 09

وأيا ما كان مصدر القاعدة القانونية، فإنه بات من المنتهى قوله أن تنفيذ المعاهدات وبحسن نية من أهم االلتزامات الواقعة على الدول، وهو التزام قانونى وله

.ظهير عرفى وأدبى وأخالقىلقد هدفت اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات الدولية إلى ما يمكن أن نطلق عليه تحصين المعاهدات الدولية وآثارها ضد أية إخالل بها، حتى ال يفضى ذلك إلى الفوضى الدولية، وتهديد النظام العام الدولى، وفى أحوال خطيرة السلم واألمن

اتفاقية فيينا : الدوليين، ومن دالئل ذلك أن سدت الطرق والذرائع أمام الدول ذات السيادة، حتى ال تتذرع بسيادتها وقوانينها وتشريعاتها الداخلية، التى يمكن أن تكون مغايرة لنصوص المعاهدات الدولية التى

من ( 07) التزمت بها، فنصت المادة اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات بعدم جواز أن يتمسك طرف فى المعاهدة بقانونه

الداخلى كسبب لعدم تنفيذه المعاهدة؛ لذلك بات أمر إلزام الدولة بالمعاهدة التى هى طرف فيها أمر محسوم فى ضوء أحكام

.القانون الدولىمبدأ حسن النية فى تنفيذ االلتزامات

:الدوليةإن االلتزام بتنفيذ أحكام المعاهدة يجب

، ويعد مبدأ حسن (44)أن يتم بحسن نية النية فى العالقات الدولية من أحد أهم

)المبادئ التى تحكم وتنظم العالقات الدولية ، حيث أشارت الفقرة الثانية من (40

المادة الثانية من ميثاق األمم المتحدة على وجوب تصرف الدول وفقًا لمقتضيات حسن النية فيما يتعلق بااللتزام مع أحكام الميثاق، لذا تلتزم الدول باحترام المعاهدات والمبادئ القانونية السائدة فى المجتمع

.الدولىواقع األمر، لقد جاء مبدأ حسن النية لوضع حدود للسلطة التقديرية التى تمتع بها الدولة فى تطبيق القواعد القانونية الدولية، وهو ما يجعل مبدأ احترام نصوص المعاهدة وتنفيذ أحكامها بحسن نية، ضرورة على صعيد العالقات الدولية، أكثر من مبدأ احترام العقود فى القانون الداخلى، ما دام القانون الدولى يفتقر إلى سلطة عليا يعود لها إجبار أطراف

(.48)المعاهدة على تنفيذ التزاماتهمأما عن تناول الفقه لهذا المبدأ فإننا

، قرر فى "جروسيوس"نشير إلى أن أن اإلخالص والوفاء بالعهود 47القرن

ليس فقط أساس كل دولة بمفردها، بل وأساس مجتمع الدول الذى يضم كافة الشعوب، وأن حسن النية ضرورى فيما

Page 6: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

122

بين األفراد، غير أنه أكثر ضرورة بين ومن ثم يجب احترام حسن . الحكام

االتفاقيات المبرمة مع األعداء، بل ومع (.41)الخونة والمتآمرين

قد " خروتشوف"كان الزعيم السوفيتى صرح، فيما يخص مبدأ حسن النية عام

االتحاد السوفيتى قد اعتبر : "، بأن 4113دوما، وسوف يستمر فى اعتبار التزاماته

، بل أن ذلك (41")الدولية واجبا مقدسا االلتزام هو الذى دفع االتحاد السوفيتى السابق إلى رفض اقتراح مقدم فى مؤتمر

بهدف إعطاء األمم " سان فرانسيسكو " .المتحدة حق مراجعة المعاهدات

هذا وال بأس أن تشير إلى أننا نجد، عند مقارنة مبدأ حسن النية بالقواعد العامة المتمثلة فى االلتزام باحترام القواعد

Consuetudo est servendaالعرفية ، أى القواعد "العقد شريعة المتعاقدين "

التى تلزم الدولة بتنفيذ التزاماتها، أنه مبدأ يتعلق بالطرق التى يجب أن تتبع فى تنفيذ تلك االلتزامات، وما يجب مالحظته هو أن هذا المبدأ ال يحدد بدقة طرق تنفيذ االلتزامات، بل يهدف إلى جعل الدول، وأشخاص المجتمع الدولى ككل تستفيد من حقوقها، أو تنفذ التزاماتها بطريقة ال تتعارض مع هدف وموضوع القواعد القانونية؛ ومن ثم االمتناع عن تخييب اآلمال التى كان يرجوها المجتمع الدولى

.عند وضعه للقاعد القانونيةلقد أكدت محكمة العدل الدولية فى

إن : "4171قضية التجارب النووية سنة أحد المبادئ األساسية التى تحكم إنشاء وتطبيق االلتزامات القانونية، مهما كان

مصدرها هو مبدأ حسن النية، وأن الثقة مالزمة للتعاون الدولى وخاصة فى زمن أصبح فيه هذا التعاون فى عدة قطاعات

(.49")أكثر فأكثر أهميةوالمثال الثانى الذى يمكن أن يضرب

قضية مصايد الشواطئ : فى ذات السياق الشمالية لألطلسى، فبموجب معاهدة

"Gand " أعطى للمملكة المتحدة حقتنظيم الصيد فى المياه الكندية مع السماح ببعض الحقوق لصيادى الواليات المتحدة األمريكية فى المنطقة، وهى القضية التى أكدت فيها المحكمة الدائمة للتحكيم على وجوب احترام مبدأ حسن النية كلما تعلق

ينتج عن : "األمر بحقوق الغير، إذ تقول المعاهدة التزام بموجبه يكون للمملكة المتحدة الحق فى ممارسة سيادتها بوضع التنظيمات، ولكن فقط تلك التنظيمات الموضوعية بحسن نية، وبدون خرق

(.47")المعاهدةأو " العقد شريعة المتعاقدين "إن قاعدة

، يفترض أن "التزام المتعاقد بتعاقده "تتزاوج مع مبدأ حسن النية، الذى يشكل عمودها الفقرى، خاصة فى مجتمع ال

هذا المجتمع . مركزى، مثل مجتمع الـدول (.43)الذى يخاطب قانونه دوال ذات سيادة

لذلك أصبح وصف اإللزام الذى يصدق على أحكام المعاهدات مستمد من القاعدة األساسية التى تسود القانون الدولى، وهى القاعدة التى تقرر قدسية االتفاقات بين الدول، ويتفرع على هذه القاعدة أن أحكام

إلى أن ( 41)المعاهدة تظل نافذة ملزمة تنقضى بإحدى طرق انقضاء المعاهدات

(.02)وفقًا لما تقرره اتفاقية فيينا

Page 7: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

مبدأ التغيير الجوهرى فى الظروف وأثره فى التحلل من االلتزامات التعاهدية

:بالتطبيق على اتفاقيات حوض نهر النيلدرجت بعض دول حوض النيل فى األعوام األخيرة على إثارة قاعدة التغير فى الظروف، وذلك لمحاولة التنصل من التزاماتهم القانونية، التى سبق أن حددتها االتفاقيات التى أبرمتها هذه الدول، وذلك بالمخالفة لقاعدة أولية من قواعد القانون

المتعاقد عبد "الدولى العام، وهى أن ، وادعت هذه الدول أن الظروف "تعاقده

االقتصادية، والسياسية التى كان لها دور كبير فى إبرام هذه االتفاقيات لم تعد قائمة، وأن المراكز القانونية لهذه الدول قد تبدلت، وتغيرت، وتركزت معظم ادعاءات هذه الدول حول الزيادة السكانية، والظروف المناخية، والحاجات التنموية المتزايدة لهذه الدول، مما يجعل هذه الدول مضطرة نتيجة تلك الظروف المتغيرة إلى أن تتحلل وبإرادتها المنفردة من القيود

)التى تفرضها عليها هذه الظروف الجديدة 04.)

:نظرية التغير الجوهرى فى الظروفيعلم المشتغلون بالقانون الداخلى أن االلتزامات تنفذ وفق ظروف إبرامها

"Omnis convention intellegitur

rebus " ومن َثم يتحدثون عن عدم، "L'imprévision"التوقع أو الطوارئ

وهذا ما يحدث، أيضا، فى القانون الدولى الذى يعتبر هذه القاعدة من قواعده التقليدية؛ ذلك أن شروط تطبيق المعاهدة، فى القانون الدولى، كثيرا ما تأخذ بعين االعتبار الظروف التى أبرمت فيها تلك

المعاهدة أخذا بما كان معموال به فى Omnis convention"القانون الرومانى

intellegitur rebus sic stantibus" ؛ إذيكون التنفيذ مبنيا على أساس استمرار

وطبيعى أن يكون . مثل تلك الظروف التذرع بهذا التغير محدثا استثناًء على قاعدة عدم التنصل االنفرادى من االلتزام

وهو تذرع ال يمكن اللجوء إليه . بالمعاهدةالعقد "بسهولة حتى تظل مصداقية مبدأ

باقية؛ أى أنه ال يعتد " شريعة المتعاقدين بأى تغيير للظروف بل يجب أن يكون ذلك التغير قد حدث بصورة تؤدى إلى تعذر

(.00)التنفيذيعتبر مبدأ التغيير الجوهرى فى الظروف أحد أسباب إنهاء أو على األقل تعديل المعاهدات، حيث إنه من الثابت أن كل معاهدة دولية تبرم فى ظروف معينة، هذه الظروف قد تتغير تغيرًا جوهريًا بعد فترة إبرام المعاهدة الدولية، ويعتبر هذا شرطًا تتضمنه المعاهدة وهو ما يسمى

وهذا ( 08)شرط بقاء الشىء على حاله يجعل المعاهدة غير متوازنة بعد التغير الجوهرى فى الظروف من ثم يعطى هذا الشرط فرصة ألطرافها إلعادة النظر فيها من أجل تطويع االتفاقية أو المعاهدة لجعلها تتناسب وتتالءم مع الظروف

(.01)الجديدة وذلك باتفاق جميع األطرافوقد أثير شرط بقاء الشىء على حاله فى العمل القانونى عند تمسك تركيا بحدوث تغيير جوهرى فى الظروف للتعديل من نظام المضايق التركية التى وضعته

، وإلغاء االتحاد 4108اتفاقية لوزان عام معاهدة 4111مايو 4السوفيتى فى

Page 8: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

التحالف بينه وبين بريطانيا وفرنسا لتغير 4189الظروف، وإلغاء مصر معاهدة

(.01)بينها وبين بريطانيا لنفس السببإن الرأى الغالب هو أن القانون الدولى العام يعترف بمبدأ التغير الجوهرى للظروف، وعند توفر شروطه ال يؤدى إلى انتهاء المعاهدات الدولية، بل يمكن فقط االستناد إليه لإلنهاء أو المطالبة بإنهاء

وحتى أولئك الرافضون للقاعدة . المعاهدةتماما، يقبلون بإمكانية مراجعة المعاهدات الدولية على أساس تغير الظروف وذلك فى

(.09)إطار المبدأ العام للتحول السلمىإن التغير الجوهرى للظروف كقاعدة . موضوعية تحظى بشبه إجماع فقهى

ويبقى الخالف حول شروطها وآثارها، لذا نعرض الشروط الواجب توافرها للتعلل بهذه النظرية إلنهاء أو تعليق العمل

.بالمعاهدات الدوليةلقد وضعت اتفاقية فيينا لقانون

نصًا خاصًا يتناول 4191المعاهدات عام هذه المسألة وذلك لتحديد ماهية النظرية، وشروط التمسك بها فى مجال المعاهدات

)الدولية بشكل عام، حيث نصــت المادة من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات ( 90

ال يجوز االستناد إلى التغيير : "على أن الجوهرى غير المتوقع فى الظروف التى كانت سائدة عند إبرام المعاهدة كسبب إلنهاء المعاهدة أو االنسحاب منها إال إذا

-":توافر الشرطان التاليانإذا كان وجود هذه الظروف قد كون [أ ]

أساسا هامًا الرتضاء األطراف .االلتزام بالمعاهدة

وإذا ترتب على التغيير تبديل جذرى [ب]

فى نطاق االلتزامات التى يجب أن .تنفذ مستقباًل طبقًا للمعاهدة

هذه الشروط تهدف إلى تسليح القاعدة بأكبر قدر من الموضوعية، ويزيد فى قوة هذه الشروط صياغة المادة بالنفى، زيادة

.على االستثناءات كما سوف نرىلقد لخص تعليق لجنة القانون الدولى

، هذه الشروط (90)على مشروع المادة (:07)فى خمسة كما يلى

أن ينصب التغير على ظروف قد .4 .وجدت أثناء إبرام المعاهدة

.أن يكون التغير جوهريا .0يجب أال يكون متوقعا من قبل .8

.األطرافأن يكون وجود تلك الظروف قد شكل .1

.أساس التراضى لاللتزام بالمعاهدةيجب أن يؤدى التغير فى الظروف إلى .1

قلب جذرى لاللتزامات النافذة مستقبال .بموجب المعاهدة

إن هذه الشروط تجعل قاعدة التغير الجوهرى للظروف مقيدة جدا ال يمكن االعتماد عليها إال استثناًء، والتغير العام للظروف التى لم تكن الدافع إلى ارتضاء االلتزام ال يمكن االستناد عليه للمطالبة بإنهاء المعاهدة إال إذا كان له أثر تعديل

(.03)ظروف كانت أساسية عند اإلبراموبهذا فإن أزمة اقتصادية عامة ال يمكن االستناد عليها للمطالبة بإنهاء معاهدة تصدير مواد أولية أو استيرادها، إال إذا كانت تلك األزمة تؤثر على إنتاج

(.01)تلك المواد األولية أو أسعارهاهذا ما عبر عنه بالتغير فى األوضاع

، (82)الذى ينال من كيان المعاهدة ذاته

Page 9: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

وهكذا فإنه حتى فى حالة بقاء المعاهدة خالفا لما هو -قابلة للتنفيذ قانونيا وعمليا

فإن -عليه الحال فى استحالة التنفيذ الطرف المتضرر يتمكن من المطالبة بإنهائها على أساس قاعدة التغير الجوهرى للظروف، كأن تتفق مجموعة من الدول على بناء محطة أرضية على قمة أحد الجبال لرصد مذنب هالى، ولكن

أن -خالف التوقعات -يتضح بعد ذلك على المذنب ال يرى من تلك المنطقة فمع أن بناء محطة الرصد يبقى ممكنا فى هذه الحالة، إال أن المستجدات فى الظروف

(.84)جعلت الهدف منه ينتفىاالستثناءات الواردة على قاعدة التغير الجوهرى للظروف ودورها فى استمرار

:فعالية بعض المعاهداتإن بعض المعاهدات يكون الهدف منها االتفاق على وضعية معينة، وتنظيمها بصفة دائمة، وذلك ألنها تحتاج إلى

ومن هنا جاء . استقرار أكثر من غيرها االستثناء الذى يجعل قاعدة التغير الجوهرى للظروف، ال يؤثر على معاهدات

ومن جهة أخرى فإنه من غير . الحدودالمعقول أن يستند أحد على أخطائه ومخالفاته للقانون للتهرب من أداء حقوق الغير عليه وهو المبدأ الذى ينبع منه االستثناء الثانى الذى يقضى بأنه إذا كان التغير الجوهرى نتيجة إخالل الطرف المستند عليه، أما اللتزامه طبقا للمعاهدة أو ألى التزام دولى آخر فى مواجهة أى طرف آخر فى المعاهدة، وذلك وفقا للفقرة

، من االتفاقية، (90)الثانية من المادة :حيث تنص على

ال يجوز االستناد إلى التغيير الجوهرى فى الظروف كسبب إلنهاء المعاهدة أو

-: االنسحاب منها فى األحوال التالية .إذا كانت المعاهدة منشئة للحدود .أ إذا كان التغيير الجوهرى نتيجة إخالل .ب

الطرف بالتزام طبقًا للمعاهدة أو بأى التزام دولى ألى طرف آخر فى

.المعاهدةإذا جاز لطرف أن يستند إلى التغيير الجوهرى فى الظروف وفقًا للفقرات السابقة إلنهاء المعاهدة، أو االنسحاب منها فإنه يجوز أيضا االستناد إلى السبب

".نفسه إليقاف العمل بالمعاهدةلقد تعرضت محكمة العدل الدولية فى أكثر من قضية لشروط إعمال هذا النص، أو بعبارة أخرى الشروط الالزمة إلعمال مبدأ التغير الجوهرى فى الظروف، ومنها حكم محكمة فى قضية الوالية على مصايد

( المملكة المتحدة ضد أيسلندا )السمك [.4178فبراير 0الحكم الصادر فى ]

ففى معرض حكمها بشأن واليتها فى القضية المتعلقة بالوالية على مصايد

، (المملكة المتحدة ضد أيسلندا )السمك نظرية التغير " تعرضت المحكمة إلى ، والتى كانت " الجوهرى فى الظروف

" دفعت أيسلندا ضد المملكة المتحدة وزعمت بأن ثمة تغير جوهرى فى الظروف القانونية التى تحكم النزاع مع

.المملكة المتحدةكانت المملكة المتحدة وأيسلندا قد

عقب 419461644تبادلتا المذكرات فى نزاع سابق على مصايد السمك، وفى تلك المذكرات المتبادلة تعهدت المملكة المتحدة

Page 10: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

باالعتراف بمنطقة أيسلندية خالصة لصيد ميال، 40السمك تمتد إلى حد أقصى

وبسحب سفن صيد السمك التابعة لها من تلك المنطقة فى غضون ثالث سنوات، وبعد أن نظرت المحكمة فيما إذا كان االتفاق الذى تضمنته المذكرات المتبادلة

، كما أدعت أيسلندا، الغيه 4194فى عام من البداية أو توقف نفاذه فيما بعد، حيث كان وزير خارجية أيسلندا زعم بأن

التعهد بالتسوية القضائية ال يمكن أن "، وأن حكومة أيسلندا "يعتبر ذا صفة دائمة

84قد أكدت فعال، فى مذكرة مؤخرة فى ، أنه قد تم تماما تحقيق 4174أغسطس

هدف وغرض الحكم القاضى باللجوء إلى .التسوية القضائية

كان رئيس وزراء أيسلندا، ألمح فى بيان أدلى به أمام البرلمان األيسلندى فى

، إلى تغيرات بشأن 4174نوفمبر 1الرأى القانونى المتعلق بالوالية على "

ويبدو أن حجته كانت أنه ". مصايد السمك نظرا لكون شرط التوفيق هو الثمن الذى دفعته أيسلندا فى ذلك الحين العتراف المملكة المتحدة بحد اإلثنى عشر ميال، فإن االعتراف العام فى الوقت الحاضر بهذا الحد يشكل تغيرا فى الظروف القانونية

.ويعفى أيسلندا من التزامهاالحظت المحكمة أنه، على العكس، نظرا لكون أيسلندا قد استفادت من تلك األجزاء من االتفاق التى سبقت أن نفذت، يتوجب عليها أن تفى من جانبها بالتزاماتها الواردة من إجراء الصفقة، وقد أكدت المحكمة أن من المسلم به فى القانون الدولى أنه يمكن، إذا أدى تغير

أساسى فى الظروف التى حملت الطرفين على قبول معاهدة ما، إلى تحول جذرى فى نطاق االلتزامات المرتبط بها أن يعطى ذلك التغير فى أحوال معينة الطرف المتأثر مسوغا للجوء إلى إلغاء المعاهدة أو تعلقيها، وخلصت المحكمة إلى أنه فى الحالة الحاضرة هناك اختالفا هاما فى وجهات النظر بين الطرفين حول ما إذا كانت التطورات فى تقنيات صيد السمك فى المياه المحيطة بأيسلندا قد أسفرت عن تغيرات أساسية أو حيوية بالنسبة لذلك

فمثل هذه التغيرات لن . البلد، ومع ذلك تكون لها عبرة إال فيما يتعلق بالقرار

وال يجوز . النهائى بشأن جوهر القضية القول إن تغير الظروف الذى تزعم أيسلندا حدوثها قد عدل نطاق االلتزام الوالئى المتفق عليه فى المذكرات المتبادلة فى

(.80)4194عام وكذلك حكم محكمة العدل الدولية عام

المتعلق بالنزاع بين المجر 4117G" وسلوفاكيا a b o k o v o -

Nagymaros Case " حيث حاولت ،المجر االستناد إلى هذه الشروط للتنصل

محل 4177من التزامها من معاهدة النزاع المعروض على المحكمة، وعلى أساس تغيير الظروف السياسية فى أوروبا

، 4131إلى 4177فى الفترة من عام إال أن محكمة العدل الدولية رفضت االدعاء، وقررت أن استقرار العالقات االتفاقية يستوجب أال يكون اللجوء إلى مبدأ تغيير الظروف إال فى حاالت استثنائية، وأشارت فى حكمها إلى قضية المصايد األيسلندية فى النزاع بين المملكة

Page 11: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

، وقضت بأن 4178المتحدة وأيسلندا عام الشروط الواجب توافرها لتطبيق نظرية التغير فى الظروف، أن يكون التغيير جذريًا فى نطاق االلتزامات التى لم يتم تنفيذها، وان تكون الظروف التى كانت موجودة أبان إبرام المعاهدات هى أحد األسس

)األساسية لرضاء األطراف فى المعاهدة 88.)

ونخلص مما تقدم، وبموجب نص ، وكذلك السوابق القضائية (90)المادة

المختلفة لمحكمة العدل الدولية، وآراء الفقه، إلى أنه إذا كان القانون الدولى قد منح رخصة تغيير الظروف للدول لكى

بإمكانية -فى أقصى االحتماالت -تطالب انقضاء أو تعديل المعاهدات، بيد أن هذا القانون نفسه قد فرض قيودًا صارمة

)حاكمة يجب إعمالها، وردت فى المــادة من االتفاقية، ومن ثم ال يمكن اللجوء ( 90

إلى مبدأ تغيير الظروف فى كل وقت إلنهاء المعاهدات، حيث سوف يفضى التذرع فى كل األحوال بهذا المبدأ إلى الفوضى وإثارة المنازعات الدولية، مما يؤدى إلى تهديد حالة االستقرار، وبالتالى تهديد الســلم

(.81)واألمـن الدوليينلذلك فإنهاء المعاهدات من جانب واحد على أساس نظرية تغيير الظروف الجوهرية يعتبر إخالال بالتزام دولى يؤدى إلى إعمال أحكام المسئولية الدولية، حيث يعتبر ذلك مساسًا بالمراكز التعاقدية المستقرة، وإهدارا لمبدأ الحقوق المكتسبة، وهدم القوة اإللزامية للمعاهدات

العقد شريعة " الناتجة من فكرة ، وهدم مبدأ تنفيذ االلتزامات "المتعاقدين

الدولية بحسن نية، ويهدم ما جاء بنص من اتفاقية فيينا لقانون ( 09) المادة

كل : المعاهدات والتى تنص على أن معاهدة نافذة تكون ملزمة، وعلى أطرافها

. تنفيذها بحسن نيةلذلك ال يجوز لبعض دول حوض النيل أن تتذرع بهذه النظرية، أو التغيير الجوهرى فى الظروف لعدم تنفيذ ما تلتزم به تجاه مصر، وذلك لمحاولة التنصل من التزاماتهم القانونية، التى سبق أن حددتها االتفاقيات التى أبرمتها هذه الدول، وذلك بالمخالفة لقاعدة أولية من قواعد القانون

العقد "الدولى العام والتى عرضنا لها وهى المتعاقد عبد " أو " شريعة المتعاقدين

".تعاقدهوبالنظر إلى تشبث بعض دول حوض النيل بهذه القاعدة، فإننا نرى أن مصر وليست هذه الدول، هى الدولة التى لها مصلحة رئيسية فى االستناد لهذه القاعدة، وذلك بالنظر إلى التغير الجوهرى فى كافة المعطيات والظروف المصرية السائدة اآلن، والتى تجابه الدولة المصرية، سواء الزيادة السكانية الكبيرة، أو ندرة مصادر المياه البديلة، أو الحاجات االقتصادية والتنموية المتزايدة، ويكفينا فى ذلك الصدد أن نشير إلى أن الهيئة الدولية التى

بريطانيا العظمى، والواليات : تشكلت من المتحدة األمريكية، والهند، وذلك من أجل

من 4102تحديد احتياجات مصر عام 13مياه النيل، قدرت هذه االحتياجات بـ

.مليار متر مكعب سنويًابل يمكن اإلشارة فى هذا السياق إلى أن مصر هى وحدها صاحبة المصلحة

Page 12: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

الرئيسية فى االستناد إلى نظرية الظروف الجوهرية لزيادة حصتها المائية وذلك على ضوء الزيادة السكانية الرهيبة بها حاليًا؛

مليون نسمة فى ظل 12والتى اقتربت إلى االعتماد الرئيسى لمصر وحدها ودون بقية

% 17دول الحوض على مياه النيل بنسبة األمر الذى يتطلب من مصر التوسع فى المشروعات التنموية لتلبية الحاجات المختلفة لهذه الزيادة السكانية، ويكفى القول فى هذا الصدد إلى أن نشير لما انتهت إليه الهيئة الدولية التى شكلتها بريطانيا العظمى والواليات المتحدة والهند؛ بقصد تحديد احتياجات مصر من

مليار 13حوالى 4102مياه النيل عام (.81)متر مكعب سنويًا

عوامل تدعيم الثقة فى الرابطة القانونية :التعاهدية

إن جو الثقة المتبادلة بين أطراف المعاهدات الدولية، الذى حاولت خلقه بعض أحكام اتفاقية قانون المعاهدات، قد يعجز فى كثير من األحيان عن ضمان فعالية الرباط القانونى الناتج عن

.المعاهداتولهذا يجب أن تخضع هذه الفعالية

وأن كانت أطراف . لرقابة مستمرة المعاهدة أولى بالسهر على ذلك، فإن نشوب أى خالف، أو نزاع، قد يصعب هذه

ففى حالة النزاع ال . المراقبة المستمرة يبقى األمر مقتصر على فعالية الرباط القانونى فحسب، بل يتعداه للبحث عن مدى صحة هذا الرباط أو وجوده، أو

(.89)انعدامهيعتبر اللجوء إلى أطراف محايدة لحل

النزاع، أحسن وسيلة من الناحية النظرية، وذلك لكفالة أكبر قدر ممكن من الموضوعية فى البحث عن حقيقة هذا الرباط القانونى الناتج عن المعاهدة، وتزويده بما يضمن فعاليته، ونبقى دائما فى نفس المنهج النظرى، لنشير إلى أن

ومن . القضاء يشكل السلطة المثالية المظاهر األساسية للفعالية التى يسهر القضاء الدولى، وخاصة محكمة العدل

: الدولية، وسابقتها، على تحقيقها، هى النفاذية، واالستقرار، واألمن،

(.87)واالستمرارية، وتحقيق الهدف

:خامتة

بالرغم من اتساق الموقف المصرى بشأن قضية االنتفاع بمياه نهر النيل مع مبادئ وقواعد وأعراف القانون الدولى، فإنه يمكن القول إن القانون الدولى لن يكون حال للخالفات على المياه ما لم تكن هناك اتفاقيات متعددة األطراف لكامل دول حوض النيل بشأن حقوق توزيع المياه سواء السطحية، أو الجوفية بين األطراف

كون المشكلة تتفرع . المتنازعة عليها عنها مشكالت أخرى عديدة منها ما يتعلق بالبيئة، وزيادة عدد السكان، وسياسة كل دولة، والمصادر البديلة، وطريقة استخدام

.المياه، والتكنولوجيا المستخدمةإن نزاعات بسيطة متعلقة بتطبيق معاهدة ما، أو إنهائها أو بطالنها، قد تتطور إلى نزاعات أخرى أكثر خطورة، فيما بين األطراف من جراء إعمال المعاملة بالمثل، وقد تصل إلى جمود

Page 13: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

121

العالقات الدبلوماسية بين البلدين، أو إلى قيام نزاع مسلح فى بعض الحاالت، والدول كثيرا ما تلجأ إلى الحلول السياسية التى تسمح لها باإلشراف المباشر على سير األمور، وتزداد الرغبة فى االعتماد على

الحلول السياسية بزيادة أهمية القضايا وقد سايرت . والمصالح المرتبطة بها

اتفاقية فيينا للمعاهدات الدولية، المبدأ العام الوارد فى ميثاق األمم المتحدة، الذى يقضى بالتزام الدول بحل المنازعات

.بالوسائل السلمية

Page 14: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

111

املراجع

أيمن سالمة، النظام القانونى لالتفاقية . د .4اإلطارية للتعاون لدول حوض النيل، مجلة آفاق إفريقية، هيئة االستعالمات

/http://www.sis.gov.egالمصرية،

En/Story.aspx?sid=36458. المركز الدولى إلفريقيا الجنوبية الغربية، .0

فتوى محكمة العدل الدولية، الصادرة فى ، النسخة العربية، 4112يوليو 44 .47-41صـ

8. QUOC-DINH (N.)

DAILLIER (P.) Et PELLET

(A.)-Droit international pub-

lic- ED. L.G.D.J.2ED, PARIS,

1980 PP 115. األداة فى القانون "عبدالعزيز قادرى . د .1

دار هومة، الجزائر، " الدولى العام .012، صـ 0221

القانون الدولى " محمد المجذوب . د .1منشورات الحلبى الحقوقية، " العام

، منشورات 0227الطبعة السادسة، .918الحلبى الحقوقية اإلسكندرية، صـ

األداة فى القانون "عبدالعزيز قادرى . د .9 .010مرجع سابق، صـ " الدولى العام

عرفه الفقيه القديس : القانون الطبيعى .7توما أكوينى بأنه ذلك القانون الذى يمكن كشفه عن طريق العقل، وهو ما يتفق مع طبيعة الخليقة، وهو بدوره ينقسم إلى

أحدهما يشمل المبادئ األولية : قسمينالواضحة التى يستطيع عقل كل إنسان إدراكها، وثانيهما يشمل المبادئ التى تتفرع عن المبادئ األولية، وال يتسنى إدراكها إال لنخبة مما استقامت أخالقهم

البروفيسور روبرت . وارتقت أفهامهم

ألكسى، فلسفة القانون مفهوم القانون وسريانه، تعريب الدكتور كامل فريد السالك، منشورات الحلبى الحقوقية، عام

.027، صـ0248األداة فى القانون "عبدالعزيز قادرى . د .3

.018مرجع سابق، صـ " الدولى العام" القانون الدولى العام " محمد المجذوب .1

.78مرجع سابق صـ قواعد المجامالت الدولية هى تصرفات .42

مسكلية اعتادت الدول أن تأخذ بها وتعمل بموجبها فى عالقاتهم الخارجية بغية تحسين هذه العالقات والحفاظ عليها ودون أن يترتب على اإلخالل بها أو إهمالها أى التزام قانونى، أو أخالقى، أو

ومن أمثلة . أية مسئولية خارجية إعفاء الممثلين : المجامالت الدولية

قبل )الدبلوماسيين األجانب من الضرائب إبرام اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية

، وعدم التعرض لسفن الصيد (4194عامفى أثناء الحرب، وتمتع رؤساء الدول السابقين بنفس االمتيازات التى كانت مقررة لهم قبل زوال صفة الرئاسة

القانون الدولى "محمد المجذوب .عنهم،د .70مرجع سابق صـ " العام

من اتفاقية فيينا لقانون ( 09)راجع مادة .44 .4191المعاهدات لعام

محمد مصطفى . راجع حول الموضوع د .40حسن النية فى القانون الدولى "يونس

المجلة المصرية للقانون الدولى، " العام .14العدد

األداة فى القانون "عبدالعزيز قادرى . د .48 .011، مرجع سابق، صـ "الدولى العام

محمد مجدى مرجان، آثار المعاهدات . د .41بالنسبة للدول غير األطراف، دار النهضة

.41صـ 4134العربية، القاهرة،

Page 15: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

111

.01نفس المرجع، صـ .41استراليا ضد )قضية التجارب النووية .49

ديسمبر 02الحكم الصادر فى ( فرنسا4171.

مجمع قرارات تحكيم، الجزء األول، صـ .47433.

محمد بوسلطان، فعالية المعاهدات . د .43البطالن واإلنهاء وإجراءات حل "الدولية،

، " المنازعات الدولية المتعلقة بذلك .01، صـ 0221

. عائشة راتب، د . حامد سلطان، د . د .41" القانون الدولى العام "صالح الدين عامر ، دار النهضة 4173الطبعة األولى، .011، صـ 029العربية، بند رقم

قررت اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام .02أن وقف تنفيذ أحكام المعاهدات 4191

إما أن يحدث نتيجة اتفاق جميع أطراف أو اتفاق ( من االتفاقية 17)المعاهدة

بفعل أطراف المعاهدات الجماعية ولكن تقف المعاهدة بالنسبة للدول المتفقة

قد يحدث ( من االتفاقية 13)فحسب مادة وفقًا لمعاهدة يسبب خرق الدولة ألحكام

من 92مادة)لو كانت اتفاقية ثنائية وقد تقف المعاهدة بسبب ( االتفاقية

(.من االتفاقية 94مادة)استحالة التنفيذ أيمن سالمة، النظام القانونى لالتفاقية . د .04

اإلطارية للتعاون لدول حوض النيل، hمرجع سابق، t t p : / /

w w w . s i s . g o v . e g / E n /

Story.aspx?sid=36458. األداة فى القانون "عبدالعزيز قادرى . د .00

.811، مرجع سابق، صـ"الدولى العام. راجع حول هذا الموضوع بالتفصيل د .08

شرط بقاء الشىء على "جعفر عبدالسالم حاله أو نظرية التغير فى الظروف فى

رسالة دكتوراه، كلية " القانون الدولى

.4172الحقوق، جامعة القاهرة، شرط بقاء الشىء "جعفر عبدالسالم . د .01

على حاله أو نظرية التغير فى الظروف مرجع سابق صـ " فى القانون الدولى

872. قانون العالقات "ماجد إبراهيم على . د .01

-4111" الدولية فى السلم والحرب .وما بعدها 13صـ 4111

محمد طلعت الغنيمى، الوسيط فى . د .09القانون الدولى، منشأة المعارف،

. 421اإلسكندرية، صـتقرير لجنة القانون الدولى، الدورة .07

، 10صـ 4199السابعة عشرة، يناير .1الفقرة

المشار إليه 47تقرير اللجنة حول الدورة .03 .42، فقرة 10أعاله، صـ

محمد بوسلطان، فعالية المعاهدات . د .01 .441الدولية، مرجع سابق، صـ

الوسيط فى "محمد طلعت الغنيمى . د .82 .027، مرجع سابق، صـ"القانون الدولى

محمد بوسلطان، فعالية المعاهدات . د .84 .441الدولية، مرجع سابق، صـ

المملكة )قضية الوالية على مصايد السمك .80 ، الحكم (والية المحكمة( )المتحدة ضد أيسلندا

.4178 فبراير 0 الصادر فى إيمان فريد الديب . راجع حول هذا الحكم د .88

الطبيعة القانونية للمعاهدات الخاصة "المجارى )باالنتفاع بمياه األنهار الدولية

فى غير األغراض ( المائية الدولية مع دراسة تطبيقية لالتفاقيات " المالحية

المتعلقة بنهر النيل، رسالة دكتوراه، كلية ، صـ 0227الحقوق، جامعة القاهرة،

.وما بعدها 810مساعد عبدالعاطى شتيوى عبدالعال . د .81

القواعد القانونية التى تحكم استخدامات "" األنهار الدولية فى غير الشئون المالحية

Page 16: ةيقيرفأ قاــــــــفآ ةملاس نيمأ روتكدلاsis.gov.eg/newvr/afakar/8.pdf · ةيقيرفأ قاــــــــفآ 111 فقاتا ان îك ينكأ

أفريقية آفــــــــاق

112

رسالة دكتوراه، كلية الحقوق، جامعة .091، صـ 0240القاهرة،

مساعد عبد العاطى شيتوى عبد العال . د .81القواعد القانونية التى تحكم استخدامات "

" األنهار الدولية فى غير الشئون المالحية

.091مرجع سابق، صـ محمد بوسلطان، فعالية المعاهدات . د .89

.034الدولية، مرجع سابق، صـ محمد بوسلطان، نفس المرجع، صـ . د .87

030.